وليد فارس: محور دمشق - طهران يحاول إجهاض الانتخابات الرئاسية

 دعوات اغترابية وداخلية لبنانية لرفض مبادرة بري وقوى 14 آذار تؤكد أنها "لن تقع في الفخ"

لندن - كتب حميد غريافي: 4/8/2007

 استبقت الفاعليات السياسية اللبنانية القريبة من الإدارة الأميركية في واشنطن أمس الأحد الاجتماع المزمع أن تعقده قوى 14 آذار في بيروت لإعطاء ردها على مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري »الملغومة«, فدعت »صناع ثورة الأرز في لبنان إلى رفضها جملة وتفصيلاً لأنها تحمل بذور نسف الاستحقاق الرئاسي من جذوره فتنتزع من القوة الاستقلالية الديمقراطية الحرة سببي وجودها وعلتها للمرحلة المقبلة وهما إجراء الانتخابات على أساس نصف زائد واحد, واختيار رئيس الجمهورية لا تكون لسورية أي حصة فيه«.

 

وقال البروفيسور وليد فارس كبير الباحثين في »مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات« والأستاذ المحاضر في مدرسة الأمن القومي في جامعة الدفاع الوطني بواشنطن »إن المحور الإيراني - السوري يسعى لتمييع الوضع في لبنان وإضعاف قرار ثورة الأرز تمهيداً لإجهاض عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية يعمل على تطبيق القرارات الدولية«.

 

وأضاف: إن »ما يهدف إليه التحالف الإيراني - السوري في هذه المرحلة هو خلق جو من التردد لدى الأكثرية النيابية لقوى 14 آذار في لبنان وإيهامها بأن الخيار هو بين الإتيان برئيس توافقي وبين التفجير الأمني والتقسيم. ان هكذا مقولة تشير في الحقيقة إلى أن القوى المؤيدة لإيران وسورية في لبنان تسعى لتفعل كل ما يمكن من أجل تحقيق أحد الهدفين: إما إسقاط حكومة الرئيس السنيورة وإبقاء مركز الرئاسة شاغراً. وذلك يعني عودة سيطرة »حزب الله« وحلفائه على السلطة وعودة سورية إلى لبنان. وإما دفع 14 آذار لكي تتراجع عن مرشح قوي والقبول بما يسمى رئيس توافق. هكذا رئيس بالفعل سيرفض استكمال تنفيذ القرارات الدولية, وسيحمي سلاح »حزب الله«, ويضرب ثورة الأرز«.

 

وأضاف فارس إلى قوله: »إن ما يسمى بالرئيس التوافقي اليوم هو رئيس ينفذ تكتيكياً ما يريده »حزب الله« ستراتيجياً. لذا فعلى ثورة الأرز أن تسرع في التوافق على مرشح أو أكثر يمثلون تطلعات أكثرية الشعب اللبناني وعلى »14 آذار« أن ترفض ما يسمى برئيس توافقي مع الإرهاب. فإذا أرادت القوى الراديكالية في لبنان, وهي كانت مشاركة في الاحتلال السوري والآلة الأمنية القمعية على 15 سنة, أن تشارك في توافق, فعليها أن تسلم سلاح الميليشيات, وأن تعلن قطع علاقاتها بالأنظمة الإرهابية. أما ما دون ذلك فلا توافق مع الإرهاب, بل توافق ضمن ثورة الأرز على مرشح للرئاسة. من هنا فالطريق الستراتيجي الوحيد الذذي سيؤدي إلى استكمال تحرير لبنان وحمايته دوليا, هو أن يذهب نواب الأكثرية إلى جلسة انتخابات تؤدي إلى خروج رئيس جمهورية من بين صفوفها. والرئيس الجديد سيشكل حكومة تمثل كل الطوائف وعلى التيارات السياسية أن توافق على مبادى ثورة الأرز وتسعى إلى تطبيق القرارات الدولية. أما ما دون ذلك فهو حرب سياسية نفسية تخوضها قوى حزب الله وحلفاء سورية من أجل إرباك الحكومة و14 آذار«.

 

وفي بيروت, أكد أحد وزراء حكومة فؤاد السنيورة ل¯ »السياسة« في اتصال به أمس من لندن أنه لا يعتقد أن تمشي قوى 14 آذار في مبادرة نبيه بري لعدد من الأسباب الجوهرية:

1 - خطورتها أنها صادرة عن بري نفسه أحد رأسي حربتي سورية وإيران في لبنان إلى جانب »حزب الله«, ومن البديهي أن يكون يعمل لتنفيذ سياستيهما على الساحة اللبنانية بأي وسيلة ومهما كلف الأمر على حساب أي مصلحة لبنانية.

 

2 - إن مبادرة بري القائمة على مقايضة »حكومة الوحدة الوطنية« المزمعة المطروحة أصلاً من سورية والتي تولى الدعوة إليها بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع نفساهما, بالانتخابات الرئاسية على أساس الثلثين وبالتوصل الى »رئيس توافقي«, يبيع القوى الحاكمة من »كيسها« اذ ان 14 اذار لم توافق مرة واحدة على تشكيل حكومة وحدة وطنية وبالتالي فإن على بري ان يقايض الانتخابات والرئيس التوافقي بموقف اكثر جدية اذا كان فعلا يريد انقاذ ما تبقى والابتعاد عما وصفه ب¯ »الشر المستطير«, ناهيك عن ان التخلي عن حكومة الوحدة الوطنية ينفي سبب نصب خيام رياض الصلح في قلب العاصمة فلماذا مازالت قائمة بعد سقوط فكرة الحكومة التي ضربت اطناب هذه الخيام للضغط على تشكيلها?

 

3- ليس واردا لدى قوى 14 اذار ولا الجهات العربية والدولية الداعمة لها من مجلس الامن وصولا الى الرياض والقاهرة مروراً بباريس وواشنطن التنازل لجماعات سورية وايران الذين يمثلون معارضة 8 اذار عن اي جزء من رئيس الجمهورية المقبل او مشاركة هذه الجماعات اي (نظام بشار الاسد) في كيفية اتخاذ قراراته مستقبلا لذلك فان اي »رئيس توافقي« يعني منح هذا النظام دورا جديدا وعلى ارفع المستويات في ادارة شؤون البلاد حتى ولو كان اقل حدة وانكشافا من الدور الذي يلعبه بأميل لحود في قصر بعبدا.

 

4 - ان مبادرة نبيه بري التي تعتبر بالعرف السياسي »هزيمة نكراء« لسورية وحلفائها وعملائها في لبنان ما هي الا احدى المناورات التي اوكل امرها الى رئيس مجلس النواب احد اهم الرموز السورية في لبنان في محاولة لسحب بساط الانتخابات الرئاسية المزمعة على اساس النصف زائد واحد وانتخاب رئيس لبناني 100 في المئة من قوى 14 اذار اذ يدرك الاسد وحسن نصر الله ونبيه بري وميشال عون ان هذه الانتخابات ستجري ولن يكون بمقدور احد منهم منعها كما ان نتائجها ستحظى فورا بتأييدين عالمي وعربي ناهيك عن التأييد الشارعي اللبناني العارم وبالتالي فما عليهم سوى الخضوع للأمر الواقع حتى ولو لجأوا ل¯ »الشر المستطير« الذي هدد به بري.