الخدم والخدام/ملف كل ما نشر أمس واليوم/3 كانون الثاني 2005

 

 

يبدو في أحسن حالاته ويهزأ من الإجراءات  الانتقامية لكنه مستاء جداً من اقتحام بيوته

 خدام يكشف كل الأسرار أمام  لجنة التحقيق خلال 48 ساعة

 الأسد والشرع في مواجهة »الحقيقة« ... بعد انشقاق خدام

دمشق ¯ باريس ¯ »السياسة«: نقلت المصادر المقربة وشديدة الخصوصية من باريس ان عبدالحليم خدام, نائب الرئيس السوري السابق , يبدو الاˆن في احسن حالاته, ويهزأ من الاجراءات الانتقامية والمساخر السياسية التي نظمت ضده , خصوصا مسخرة مجلس الشعب, التي اثارت الاشمئزاز وكشفت سطحية التفكير لاناس جرى تركيبهم, وفرض شخصياتهم على انها ممثلة للشعب السوري. وتضيف المصادر في هذا السياق ان اقتحام بيوت خدام في دمشق والزبداني وبانياس, قد اثار سخطه وحنقه, لرداءة مستوى الانتقام واخلاقيات اصحابه, ودفعه الى تسريع خطته في الكشف عن اورام النظام السوري, وعن ارهابه وجرائمه, وابداء استعداده هذه المرة للذهاب مع هذا النظام حتى نقطة النهاية, والى طريق اللاعودة.

وقالت المصادر ان خدام اعطى لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري موعدا لمقابلته خلال 48 ساعة, وسيسمعها تسجيلات بحوزته تتضمن نص تهديدات بشار الاسد للحريري, والكلام القاسي جدا الذي وجهه اليه, وهي التهديدات التي تحدث عنها في مقابلته مع فضائية »العربية«, والتي ستعتبر دليلا دامغا يدين رئيس النظام السوري, ويرفع من درجة مشبوهيته.

الى جانب ذلك استدعت اللجنة خال الأسد محمد مخلوف وابنه رامي للتحقيق معهما بصفتهما محرضين من أجل التمديد لولاية الرئيس اللبناني اميل لحود, والضالع معهما في شبكة مصالح من خلال ابنه اميل. وبناء على تحريضهما, وضغوطاتهما, قرر الاسد التجديد للحود, وهو القرار الذي تسبب بكل الاحداث المأساوية اللاحقة, ومنها جرائم الاغتيالات المروعة للشخصيات الوطنية اللبنانية, الى جانب صدور القرار 1559 وخروج سورية من لبنان.

ومن دمشق قالت المصادر ان بشار الاسد, وفي نطاق قراراته القائمة على ردود الافعال, ورغبات الانتقام أمر بنقل كل شخص مدني او عسكري ينتمي الى مدينة بانياس مسقط رأس خدام من مركزه إلى مراكز هامشية, كما امر باستبدال العسكريين باˆخرين جيء بهم من الحرس الجمهوري, وذلك من باب الاحتياط, والإعلان عن عدم الثقة بكل انسان يمت بصلة الى خدام, او الى بانياس.

وفي هذه الاجواء السيئة المشحونة بالريبة والظنون حاول ماهر الأسد, شقيق رئيس النظام السوري, اغتيال رستم غزالي مساء اول من امس على طريق حوران اثناء توجهه الى قريته, إلا أن المحاولة فشلت في تصفية غزالي, وتم تبادل كثيف لإطلاق النار بين الجانبين, ولم يعرف ما إذا كانت هناك اصابات قد وقعت في صفوفهما أم لا.

وعلى صعيد اˆخر ذي صلة قالت المصادر ان محمود الابرش, رئيس مجلس الشعب السوري, الذي قاد كرنفال الشتائم ضد خدام, وقال انه »ابو قبح« لا »ابو جمال« ليس مستغربا انخراطه في هذه الاجواء العدائية بسبب تاريخه المعروف بالولاء الكامل للنظام, وبالسيرة الشخصية فالأبرش بحسب المصادر, وصل الى ما هو عليه بسبب زوجته التي تعمل وصيفة للسيدة انيسة مخلوف, والدة الاسد, منذ ثلاثين عاما. وقد تمكنت من خلال مجاورتها الدائمة ل¯ »السيدة الأولى« من ان يكون لها نفوذ في النظام والدولة, وكلمة مسموعة من الجهات العليا. وكان الابرش يعيش في باريس, وتمكن هناك من الاستحواذ على مليون فرنك فرنسي اˆنذاك من الثري اكرم عجة, زوج ابنة العماد أول مصطفى طلاس, وزير الدفاع السوري السابق, بصورة غير مشروعة, سجن على أثرها, فقامت زوجته, بحكم موقعها, بالتوسط لدى طلاس, فاتصل بصهره عجة الذي سامحه, واخرجه من السجن الفرنسي. ولما عاد الى دمشق ترشح الى عضوية مجلس الشعب, وفاز بمقعده بدعم من زوجته النافذة.

والى جانب رئاسته لمجلس الشعب يمتلك الأبرش معملا لصناعة الدواء ينتج الاˆن حبوب ال¯ »فياغرا« المنشطة جنسيا, والتي يحصل على مواد تصنيعها الأولية من الهند.

من جهة اخرى قالت المصادر المقربة وشديدة الخصوصية ان اطراف المعارضة السورية في الخارج بدأت تلتف حول خدام لتوحيد خطط العمل بقيادته, وان رئيس الاركان السابق اللواء حكمت الشهابي يلعب دورا بارزا في هذا المجال, وقرر الخروج عن صمته, وسيتكلم في مرحلة العمل اللاحقة وفي الوقت الذي سيخدم برنامج العمل, واضافت المصادر ان اركان النظام السوري بدأوا يستشعرون خطورة هذه المرحلة عليهم, واعتبر اˆصف شوكت صهر الاسد, ان شهادة خدام المعلنة شكلت أكبر الأخطار, وأساءت بشدة الى الأسد.

وفي نطاق الشعور بضرورة مكافحة هذه الهواجس, وبذل مجهودات للخروج منها, قام فاروق الشرع, وزير خارجية النظام, بالاتصال ثلاث مرات بالشيخ حمد بن جاسم بن جبر وزير الخارجية القطري, إلا انه لم يرد عليه, وكان يقال له ان الشيخ مشغول, أو غير موجود, وفي المرة الأخيرة قالوا له ان الشيخ مسافر خارج البلاد.''

 

لماذا حذفت "العربية" ما يتعلق بدور حزب الله في الاغتيالات?

 إعدامات ميدانية ضد المقربين   من خدام ورفعت الأسد والبيانوني

 باريس - من حميد غريافي: قالت مصادر المعارضة السورية في باريس امس ان اشتباكات وقعت خلال الليل السابق في انحاء مختلفة من العاصمة دمشق وفي مدن الكثافة السنية الشمالية مثل حماة وحمص وحلب واللاذقية بين قوات خاصة من الجيش السوري يستخدمها النظام عادة ضد الفئات المتمردة عليه في تلك المناطق كان آخرها في نهاية التسعينات عندما قاد بشار الاسد شخصيا قبل وفاة والده حملة القضاء على نفوذ عمه رفعت الاسد في اللاذقية وحلب وطرطوس التي اوقعت عشرات القتلى والجرحى ودمرت القصور والمنازل والمنتجعات السياحية العائدة لرفعت واولاده في تلك المناطق.

وعلى الرغم من عدم تمكن »السياسة« في العاصمة الفرنسية حتى مساء امس من التأكد التام من معلومات المعارضة السورية حول اشتباكات ليل الاحد - الاثنين في المدن السورية الرئيسية الا ان ما تأكد لها من مصادر مختلفة سورية واوروبية ان نظام البعث باشر لحظة انتهاء نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام من حديثه التلفزيوني الدراماتيكي مع فضائية »العربية« حملة اعتقالات لم يسبق لها مثيل منذ حملة تصفية (الاخوان المسلمين) في حماة ودمشق في مطلع الثمانينات طاولت مختلف الزعامات السنية المتعاطفة مع عبد الحليم خدام (الاخوان) قد تكون جوبهت بمقاومات في المدن السورية حسب اوساط قريبة من رفعت الاسد في لندن امس.

وكشفت تلك الاوساط النقاب عن ان الاعتقالات التي جرت ابتداء من ليل الجمعة - السبت الفائت شملت »اثنين على الاقل من نواب مجلس الشعب ل¯ البرلمان) السوري فيما هناك معلومات تتحدث عن اعتقال خمسة نواب وعن حدوث اعدامات ميدانية في صفوف مؤيدين لخدام ورفعت الاسد والاخوان المسلمين«.

وتخوفت المعارضة السورية من »فوضى عامة تندلع في اي وقت في البلاد من جراء مواجهة حملة القمع التي يقودها بشار الاسد وشقيقه ماهر المسؤول عن القوات الخاصة والحرس الجمهوري وصهره آصف شوكت رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية بعدما تبين للنظام ان حديث خدام جاء في اعقاب تقارب حميم حدث خلال الاسابيع الخمسة الماضية بينه وبين رفعت وجماعة (الاخوان المسلمين) واجنحة معارضة اخرى فاعلة في واشنطن ولندن وباريس وبعض العواصم السكندنافية«.

وكشفت المعارضة ل¯ »السياسة« النقاب عن ان اجتماعا موسعا بين خدام ورفعت والبيانوني (زعيم الاخوان المسلمين) سيعقد غدا الاربعاء او في ابعد تعديل قبل نهاية هذا الاسبوع للاتفاق على خطط لمواجهة حملات القمع الداخلية التي بدأت في سورية في نهاية الاسبوع الفائت والتي لايمكن التكهن بمداها وبالتداعيات التي يمكن ان تنجم عنها في الشارع.

وكان خدام في مقابلته التلفزيونية التي قلبت الاوضاع رأسا على عقب وصف الاخوان المسلمين بانهم »وطنيون« ضاربا على الوتر السني الداخلي المعارض للنظام العلوي القائم خصوصا عندما قال ان »حفنة من المقربين والاقرباء وابناء العم والخال يسيطرون على بلايين الدولارات فيما نصف الشعب السوري (ذي الغالبية السنية) هو تحت حافة الفقر ونصفه الاخر على حافة الفقر وهناك من يأكل من القمامة«.

واكدت المعارضة السورية في باريس ان »فضائية العربية« حذفت جزءا من مقابلة خدام »شديد الخطورة يتعلق بالدور الجديد المنوط من قيادة البعث في سورية بعد سحب قواتها من لبنان بحزب الله وبعلاقته بموضوع الاغتيالات على الساحة اللبنانية«. واعربت المعارضة عن اعتقادها ان يكون حذف هذا الجزء من المقابلة تم بطلب من سعد الدين الحريري شخصيا »كيلا تفجر اعترافات نائب الرئيس السوري السابق الخلافات السياسية الداخلية اللبنانية بين (حزب الله) وتحالف الاغلبية البرلمانية بقيادة (تيار المستقبل) والحزب التقدمي الاشتراكي وحلفائهما من الاحزاب والتيارات المسيحية وبالتالي قد ينعكس هذا التفجير على مهمة خلف ديتليف ميليس الجديدة قبل بدئها«.

 

لجنة التحقيق الدولية استدعت الأسد والشرع

 قمة سعودية- مصرية في جدة  للبحث في أزمة النظام السوري

 بيروت- »السياسة«:عواصم- الوكالات: على وقع التطورات المتسارعة في سورية ولبنان بعد انشقاق نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام عن النظام وفضحه لارتكابات نظام »البعث« في لبنان تعقد اليوم في مدينة جدة قمة سعودية- مصرية للبحث في تطورات الاوضاع الخطيرة وآليات دفع دمشق للتعاون مع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري بعد ان طالت الشبهات الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته فاروق الشرع اللذين استدعيا رسمياً للاستجواب.

وبينما واصلت دمشق حملتها الانتقامية من خدام انتقدت المعارضة السورية حفلات الشتم البرلمانية ضده وسط مؤشرات عن انضمام قيادات سياسية وعسكرية سورية رفيعة الى نائب الرئيس السابق وبالتالي الى صفوف المعارضة. ولم تقتصر انعكاسات انقلاب خدام على النظام السوري وحده فقد وجد الرئيس اللبناني الموالي لدمشق اميل لحود نفسه وسط عاصفة من الانتقادات العنيفة زادت في حدتها محاولات لحود للتملص من اتهامات خدام له بالتورط في جريمة اغتيال الحريري.

في هذه الاجواء المتأزمة يصل الى جدة اليوم الرئيس المصري حسني مبارك في زيارة للسعودية تستغرق ساعات عدة يبحث خلالها مع القيادات السعودية الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط وخصوصاً في العراق وسورية والاراضي الفلسطينية المحتلة. وذكرت مصادر سعودية مطلعة ان مبارك سيجري خلال الزيارة مباحثات مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد الامير سلطان تتركز على »تطورات الاوضاع على الصعيدين الاقليمي والدولي وفي مقدمتها القضايا في الشرق الاوسط«.

واضافت المصادر ان مباحثات مبارك مع العاهل السعودي ستركز على محاولة »تحسين العلاقة بين سورية ولبنان وتعاون دمشق مع لجنة التحقيق الدولية«. وبات تعاون دمشق مع لجنة التحقيق امرا بالغ الحساسية بعد ان طلبت الاستماع الى اقوال الرئيس السوري بشار الاسد ووزير الخارجية فاروق الشرع بعد التصريحات المدوية التي ادلى بها عبد الحليم خدام. وقالت المتحدثة باسم لجنة التحقيق نصرت حسن ان »اللجنة طلبت ان تقابل الاسد والشرع وسوريين اخرين وننتظر رد السلطات السورية«. واضافت ان »اللجنة ترغب ايضا في لقاء خدام« في اسرع وقت ممكن. وقالت مصادر في الامم المتحدة تعليقا على الوضع القانوني للرئيس السوري ووزيره »ان الامر حاليا هو مجرد طلب لقاء«.لكن مصادر ديبلوماسية لبنانية اكدت ان رفض القيادة السورية هذا الطلب سينقل القضية فورا الى مجلس الامن الدولي ما يعني فرض عقوبات على سورية تحت الفصل السابع من ميثاق المجلس حسب ما نص عليه القراران 1636 و .1644

في غضون ذلك كشفت مصادر في المعارضة السورية ان مسؤولين كبارا في القيادتين السياسية والعسكرية سيعلنون قريبا الانضمام الى خدام مشيرة الى ان اسماءهم ستبقى سرية حفاظا على سلامتهم حيث ان بعضهم مازال في سورية. ولم تستبعد المصادر ان ينضم خدام ومن معه من المسؤولين المنشقين الى المعارضة السورية في الوقت الذي رحبت فيه هذه المعارضة بخطوة نائب الرئيس السابق وانتقدت بشدة ما سمتها بحفلات الشتم المتأخرة التي نظمت في مجلس الشعب السوري ضد خدام رغم انه كان رمزا من رموز النظام طيلة عقود وهو ما اعتبرته المعارضة اشارة ايجابية على بدء تصدع النظام الامني.

من جانبه طلب رئيس مجلس الشعب محمود الابرش رسميا من وزير العدل اتخاذ الاجراءات القانونية لمحاكمة خدام بتهمة الخيانة العظمى فيما شرعت السلطات السورية واجهزة الاستخبارات بمصادرة قصور واملاك خدام في سورية. وفي لبنان حمل نواب قوى »14 اذار« بشدة على رئيس الجمهورية اميل لحود بسبب محاولاته الدفاع عن النظام السوري وطالبوه بتقديم استقالته فورا ووضع نفسه تحت تصرف التحقيق الدولي بعد ان اكد نائب الرئيس السوري السابق تورط لحود المباشر في التحريض على قتل الحريري.

 

الأسد يكافئ رستم غزالي برتبة "لواء"

 دمشق – خاص السياسة: نقل موقع »الحقيقة« الالكتروني السوري المعارض من مصدر عسكري موثوق في مطبعة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة في سورية والتي تطبع جميع وثائق الجيش ان النشرة نصف السنوية الخاصة بضباط الجيش والقوات المسلحة في سورية تضمنت ترقية العميد الركن رستم غزالي إلى رتبة لواء. وجاء في النشرة السرية التي دخلت حيز التنفيذ اعتبارا من اول يناير 2006 بعد توقيعها من قبل رئيس الجمهورية القائد العام للجيش والقوات المسلحة أن العميد رستم غزالي تم تثبيته برتبة لواء اعتبارا من التاريخ المذكور ! يشار الى ان النشرة يتم اعداد مسودتها الأولى في إدارة شؤون الضباط ثم يتم إرسالها بعد ذلك إلى الفرع 293 ( فرع الضباط في المخابرات العسكرية ) لغربلتها واقرار صيغتها ما قبل النهائية بعد وضع »الفيتو« على أي ضابط ترتئي شعبة المخابرات العسكرية حرمانه من الترفيع لسبب أو لآخر والذي غالبا ما يكون »سياسيا« يتصل بشكوك تدور حول »ولائه« للنظام.

وبعد ذلك يتم اقرارها بصيغتها النهائية من قبل رئيس الجمهورية القائد العام للجيش والقوات المسلحة حسب الدستور. وتعتبر النشرة التي تصدر كل ستة أشهر في الأول من يوليو والأول من يناير من أسرار الدولة التي توضع عليها عبارة »سري للغاية« . ونقل الموقع الالكتروني عن معلقين في دمشق بعد أن فاجأهم الخبر وصفهم الأمر ب¯ » فضيحة وجريمة ومسخرة فريدة من نوعها« . وقال أحد المعلقين ساخراً بعد أن أصر على عدم ذكر اسمه: »إن الرئيس (بشار الأسد ) أراد أن يكافئ غزالي على نهبه بنك المدينة والمساهمة في قتل الحريري وطرد الجيش السوري من لبنان«.

وقال معلق آخر: »لا نستبعد بعد ذلك أن يمنح وسام بطل الجمهورية ليصبح في مقام اللواء عدنان الحاج خضر« . والأخير هو طيار الحوامات السوري الشهير الذي قام بإنزال الكوماندوز على مرتفعات جبل الشيخ في حرب العام 1973 مع اسرائيل ووقع في الأسر خلال إحدى عمليات الإنزال حيث بتر ساقه بنفسه ليتمكن من الزحف والافلات بعد إصابتها إصابة خطيرة منعته من ذلك . ويعتبر من أشهر الضباط الذين قاموا ببطولات فردية متميزة خلال الحرب المذكورة .

 

 "ليبراسيون": واشنطن تنوي إقامة "نظام سني" في سورية

 باريس ¯ أ.ش.أ : تعتزم الإدارة الأميركية اقامة نظام حكم سني في سورية لمعادلة الحكم الشيعي في العراق وقد تكون تصريحات نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام بداية دور مركزي له في هذا المشروع, حسبما كشفت مصادر صحافية فرنسية أمس. وقالت صحيفة »ليبراسيون« ان تصريحات خدام التي تشكل »ضربة جديدة« لدمشق في وقت خف فيه كثيرا الضغط الدولي عليها مع استقالة رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري القاضي ديتليف ميليس وانها تعيد مرة اخرى ضغط »فكي الكماشة« الدولية على سورية. وذكرت ان تصريح الرجل الثاني السابق في سورية والذي يعتبر »شاهدا ذا ثقل« ستسرع وتيرة التحقيق وتضعف انصار سورية في لبنان.وأكدت »ليبراسيون« ان الاميركيين يحاولون الاˆن اقامة نظام حكم سني في سورية ليكون موازيا للنظام الشيعي في العراق.. وان تصريحات خدام تندرج في هذا الاطار بما انه كان يشكل مع مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري »الضمانة السنية« في ظل نظام حكم يسيطر عليه العلويون.وتساءلت المصادر: هل يستعد خدام من الاˆن ومن خلال تصريحاته الاخيرة لفترة ما بعد بشار الأسد?وقالت ان خدام (73 عاما) ربما يكون يطرح نفسه ¯ بهذه الطريقة ¯ كبديل لتجنب حدوث تدخل خارجي في بلاده.

 

انشقاق خدام وضع الرئيس السوري ووزير خارجيته في دائرة الشبهات

الأسد والشرع مطلوبان للتحقيق الدولي والرفض يعرضهما لعقوبات قاسية

بيروت- »السياسة«:دمشق- نيويورك- الوكالات: طلبت لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري الاستماع الى اقوال الرئيس السوري بشار الاسد ووزير الخارجية فاروق الشرع بعد التصريحات المدوية التي ادلى بها نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام. وقالت المتحدثة باسم لجنة التحقيق نصرت حسن ان "اللجنة طلبت ان تقابل الاسد والشرع وسوريين آخرين وننتظر رد السلطات السورية". واضافت ان "اللجنة ترغب ايضا في لقاء خدام" في اسرع وقت ممكن.

وكانت اللجنة الدولية واجهت في الماضي رفضا لطلب رئيسها القاضي الالماني ديتليف ميليس لقاء الاسد والشرع.وقالت المتحدثة »ما قاله السيد خدام يدعم معلومات حصلت عليها اللجنة وذكرتها في تقريرين « ورفضت الادلاء بمزيد من التفاصيل. ورداً على سؤال حول الوضع القانوني للأسد والشرع في التحقيق قال مصدر ديبلوماسي في الأمم المتحدة »في هذه المرحلة هناك ببساطة طلب لاجراء مقابلة«.

ونقلت صحيفة النهار عن مصادر دولية ان لجنة التحقيق تعتبر ان "مضمون ما أورده خدام حول ظروف اغتيال الحريري والوقائع التي قدمها تتطابق مع ما اورده القاضي ديتليف ميليس في تقريريه الى مجلس الامن الدولي حول النتائج التي توصل اليها في تحقيقه". من جهته قال السفير اللبناني السابق في واشنطن سيمون كرم لوكالة فرانس برس ان "خدام اعطى دفعا للتحقيق سرعه بعد ان عانى من مناورات سورية تميزت بتغيير شهود افاداتهم واستغلال دمشق لهذا الامر". الا ان كرم اوضح انه "رغم المشاكل التي تواجهها فان اللجنة لم تتراجع وكررت اتهاماتها التي تصل الى رأس النظام السوري" مضيفا "كما ان مجلس الامن لم يتراجع حتى ولو بدا ان القرار الاخير لم يكن قاطعا كما الاول". وراى كرم ان "اللجنة جددت طلبها القديم الذي لا يزال قائما اي الالتقاء بالاسد والشرع".

ورأى الخبير السياسي اللبناني جوزف بحوت ان "ذلك هو الاثر المباشر للقنبلة التي اطلقها خدام احد دعائم النظام السوري". وقال "لن يستطيع الاسد تجنب استقبال اللجنة لانه يعرض نفسه لما ينص عليه الفصل السابع من القرار 1636 الذي يدعو دمشق الى التعاون" في التحقيق.

في المقابل صرح محلل سياسي سوري بارز بانه »لا بد من الربط بين تصريحات نائب الرئيس السوري المنشق وبين هذه السرعة فيما صدر عن لجنة التحقيق الدولية من لقاء الرئيس السوري«

وقال المحلل احمد حاج علي ان طلب اللجنة مقابلة الاسد »ليس له اي تأثير سلبي على الموقف السوري بل على العكس سيعزز الموقف السوري في مسألة التحقيق, وليس هناك اي عوامل او قانون يمكن له ان يستجيب لمثل هذه الادعاءات لطلب شهادة الاسد فهو محصن بموقفه المشروع وبالقانون الدولي«.

وقال انه »لن تكون هناك امكانية لتحقيق مثل هذا الطلب الذي يدل على نية مسبقة وعلى استجابة سريعة لمفاصل وفقرات التوجه العام للقوى المعادية لسورية. واضاف ان »القضية بكاملها تفهم على اساس الدور المفتعل والتوظيف غير الشريف للأقوال والشهادات ولاسيما من خلال عبد الحليم خدام«. ونفى ان يكون لعدم استجابة سورية لطلب اللجنة اي اثر سلبي على البلاد قائلا ان هذا »سيحتسب للموقف السوري على انه وضع يؤكد الموقف ويعطي لسورية فرصة بأن تحاور بوضوح الاطراف المعنية تحت سقف التعاون الكامل مع لجان التحقيق وبالتالي ستجرى عملية رد وتنظم حالة نشاط سياسي وديبلوماسي للتعامل مع هذه الحالة الجديدة«.

 

المعارضة تهاجم "حفلة الشتم" البرلمانية ضد نائب الرئيس السابق

مسؤولون سوريون كبار يستعدون للالتحاق بانشقاق خدام ودعم جماعة "إعلان دمشق"

»السياسة« ¯ خاص:دمشق ¯ الوكالات: رجحت مصادر في المعارضة السورية ان اسماء جديدة من المسؤولين السوريين ستنشق قريبا, وتنضم الى عبدالحليم خدام النائب السابق للرئيس السوري.ورفضت المصادر ذكر اسماء المسؤولين حرصا على سلامتهم لانهم مازالوا داخل سورية, واشارت الى تنسيق عالي المستوى بين خدام وعدد من المسؤولين السوريين رغبة منه في الا يصبح منفردا خارج السرب.

ولفتت الى استعداده تقديم كل انواع الدعم لهم, فيما اشارت مصادر سورية الى ان خدام وقبل سفره الى باريس وعد القيادة السورية ان يعتزل العمل السياسي وان يبقى وفيا للنظام وعبرت المصادر عن دهشتها وذهولها لدى سماعها حديث خدام في لقائه مع قناة العربية وهو القومي البعثي.

من جانب اخر ووسط احاديث عن مصادرة اموال وممتلكات خدام قدرت مصادر سورية ثروة عبدالحليم خدام نائب الرئيس السوري المنشق واولاده جمال وجهاد وباسم وريم بنحو بليون دولار خارج سورية و 100 مليون دولار داخل سورية وهي عبارة عن شركات ومطاعم واراض وقصور.

وقال موقع »شام برس« ان قوات الشرطة السورية تدخلت لحماية قصر نائب الرئيس السوري السابق من المواطنين الغاضبين الذين تجمعوا قبالة القصر وحاولوا احراقه, ونقلا عن شهود عيان افادوا ان عشرات من افراد الشرطة وقوى الامن الداخلي طوقت المنازل ومنعت المواطنين الغاضبين من ذلك.

يشار الى ان موجة عارمة من الاستياء تعم مدينة بانياس مسقط رأس خدام التي استهجنت ما اقدم عليه خدام ولكن ترددت معلومات ان عائلته باعت املاكها قبل سفر افرادها جميعا.

واكدت مصادر سورية انهم لن يعودوا الى دمشق وهو عكس ما ذكره خدام في لقائه المتلفز حيث اشار الى انهم في اجازة معه في باريس وسيعودون الى دمشق فور انتهاء اجازة الاعياد.

الى ذلك جمدت شركة الشام الدولية التي يملكها باسم عبدالحليم خدام والتي يديرها الفنان ايمن زيدان نشاطاتها واوقفت مسلسلا جديدا من انتاجها رغم تصوير نحو نصف حلقاته واخذ الموظفون اغراضهم الشخصية منها عند اذاعة لقاء خدام رغم ان احدا لم يطردهم وبات مبنى الشركة في اوتستراد المزة شبه مهجور لحين عودة زيدان من القاهرة والبت في امرها.

وفي موقف مشابه رأى الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي المعارض حسن عبد العظيم وأحد المتحدثين باسم جماعة »إعلان دمشق«, أن »حديث نائب الرئيس مهم من حيث المضمون وخطير من التوقيت«, لافتاً إلى انه »عبارة عن شهادة من شخص كان له دور أساسي وكبير في النظام منذ بداية السبعينات وحتى المؤتمر القطري العاشر الأخير لحزب البعث الحاكم في منتصف العام الماضي«.

واعتبر عبد العظيم أن الحديث مفيد كونه تطرق إلى أمور كثيرة تتعلق بسورية وبناء السياسة الخارجية والموقف من المعارضة, حيث بين »أن الذي استطاع أن يصمد في النظام أكثر من ثلث قرن وصل إلى حالة من اليأس من إمكانية التغيير والإصلاح«.

وانتقد الناطق باسم تجمع المعارضة جلسة مجلس الشعب المخصصة لشتم خدام وقال: »كان يجب على مجلس الشعب أن لا يرد عليه بهذه الطريقة بل أن يطلب من القيادة القطرية نشر جلسات محاضر القيادة لكي نعرف إن كان يدعي أم لا, وكان يجب على أعضاء مجلس الشعب أن يكونوا بمستوى المسؤولية وأن يأخذوا من هذا الحديث ما يحتاج إلى المساءلة«.

وعن إمكانية انضمام خدام إلى المعارضة السورية, أكد عبد العظيم أن »إعلان دمشق« مفتوح لأهل النظام ولأهل الحزب الحاكم ممن لديه رؤية للتغيير الديمقراطي, لكنه لفت إلى أن ذلك »لايعني أن الموضوع من دون ضوابط وأهم الضوابط أن يكون الشخص أو الحزب فعلاً مع الديمقراطية وأن ينتقد الأخطاء الماضية وينتقد سلوكه إن كان مسايراً للاستبداد, وأن لا يستقوي بالخارج من أجل التغيير الديمقراطي«.

من جانبه انتقد الكاتب المعارض ميشيل كيلو بشدة ما سماها »حفلة« مجلس الشعب التي خصصت لشتم نائب الرئيس السابق. وقال: »هذه الحفلة التي نظمها مجلس الشعب هي أكبر عار على النظام لأنها تبين إلى أي درجة تهافت هذا النظام وإلى أي درجة ينخره الفساد وإلى أي درجة استطاع التعايش مع أشكال الخروج على القانون واحتكار مصالح الشعب وانتهاك الدستور وسياسة الشللية«.

وتابع كيلو: »أن يكون مجلس الشعب ومن يقفون وراءه قد اكتشفوا النفايات النووية بعد 21 عاماً من فتكها بالسوريين, فهذا يبين حجم العار الذي كان يجب على هؤلاء أن يشعروا به قبل لأن يطلقوا هذا الكلام السخيف الذي قالوه على مرأى ومسمع من شعب مذهول لا يصدق أن سوري بعد نحو الخمسين عاماً من وعود الثورة والإصلاح قد انحطت إلى هذا المستوى الشائن«.

 

الأمن السوري يقتحم منزل خدام ولجنة التحقيق تطلب الأسد والشرع 

دمشق - خاص بـ  : 3/1/2006 

ذكرت معلومات واردة من العاصمة السورية ان قوة أمنية مشتركة من المخابرات المدنية والعسكرية السورية اقتحمت منزل نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام في دمشق وقصره في مدينة بايناس الساحلية ، وقامت بعمليات تفتيش واسعة عن وثائق ومستندات وصادرت صناديق مليئة بالأوراق .

وحسب هذه المعلومات فإن أجهزة الأمن السورية تأمل فى الحصول على أية معلومة تكشف تورط خدام في ارتباط ما ، بهدف تشويه سمعته لامتصاص الآثار المدمرة على النظام السوري الناجمة عن حديثه مع محطة -العربية -الفضائية الذي فضح فيه تورط دمشق في اغتيال الحريري .

ولكن مصادر مطلعة تؤكد ان خدام أتلف كل وثائقه قبل مغادرته سورية إلى باريس واحتفظ بالوثائق المهمة ونقلها معه إلى الخارج. وأشارت هذه المصادر إلى أن خدام سيكشف عن مضمون هذه الوثائق الخطيرة إذا ما تعرض لأي نوع من ملاحقة الأجهزة السورية ، خاصة ان هذه الوثائق تضمن معلومات تكشف بوضوح الوجه البشع للممارسة الأجهزة السورية سواء داخل سورية أو في لبنان. وطلبت لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري الاستماع إلى أقوال الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية فاروق الشرع بعد التصريحات المدوية التي أدلى بها خدام. وقالت المتحدثة باسم لجنة التحقيق نصرت حسن ان اللجنة طلبت ان تقابل الاسد والشرع وسوريين آخرين وننتظر رد السلطات السورية. واضافت ان اللجنة ترغب ايضا في لقاء خدام في اسرع وقت ممكن. وكانت اللجنة الدولية واجهت في الماضي رفضا لطلب رئيسها القاضي الالماني ديتليف ميليس لقاء الاسد والشرع. واكد خدام في تصريحات ادلى بها الجمعة الى قناة العربية ان الاسد وجه تهديدات الى الحريري الذي اغتيل في شباط/فبراير الماضي معتبرا انه من حيث المبدأ لا يستطيع (جهاز امني) ان يتخذ هذا القرار (اغتيال الحريري) منفردا. ووصف سعد الحريري ما قاله خدام بالشهادة التاريخية واعتبر انها في مصلحة لبنان ومصلحة الحقيقة التي يدافع عنها اللبنانيون جميعا. من جهته قال السفير اللبناني السابق في واشنطن سيمون كرم لوكالة فرانس برس ان خدام اعطى دفعا للتحقيق سرعه بعد ان عانى من مناورات سورية تميزت بتغيير شهود افاداتهم واستغلال دمشق لهذا الامر. الا ان كرم اوضح انه رغم المشاكل التي تواجهها فان اللجنة لم تتراجع وكررت اتهاماتها التي تصل الى رأس النظام السوري مضيفا كما ان مجلس الامن لم يتراجع حتى ولو بدا ان القرار الاخير لم يكن قاطعا كما الاول-. وراى كرم ان اللجنة جددت طلبها القديم الذي لا يزال قائما اي الالتقاء بالاسد والشرع. ورأى الخبير السياسي اللبناني جوزف بحوت ان ذلك هو الاثر المباشر للقنبلة التي اطلقها خدام احد دعائم النظام السوري. وقال لن يستطيع الاسد تجنب استقبال اللجنة لانه يعرض نفسه لما ينص عليه الفصل السابع من القرار 1636 الذي يدعو دمشق الى التعاون في التحقيق. وكانت القيادة السورية رفضت طلب اللجنة الدولية للالتقاء بالاسد والشرع.

وطلب الرئيس المستقيل للجنة التحقيق ديتليف ميليس مقابلة الاسد بعد ان اكد العديد من الشهود توجيه الرئيس السوري تهديدات الى الحريري الا ان الاسد رفض الطلب. كما طلب ميليس ايضا لقاء الشرع المتهم بالكذب لانه كتب الى لجنة التحقيق يؤكد ان الحريري لم يتلق اي تهديدات من القيادة السورية. وقال الشرع انه مستعد لاستقبال اللجنة خلال تنقلاته لاحقا في احدى العواصم الاوروبية. وكان مجلس الامن صوت في الخامس عشر من كانون الاول/ديسمبر الماضي بالاجماع على القرار 1644 الذي دعا مجددا سورية الى التعاون مع لجنة التحقيق التي جددت مهمتها ستة اشهر اضافية. واعتبر ميليس في تقريريه اللذين نشرهما حتى الان ان مسؤولين امنيين سوريين ولبنانيين متورطون في اغتيال الحريري. وكانت نسخة سرية للتقرير الأول نشرت في تشرين الاول/اكتوبر الماضي أوردت اسمي ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري وآصف شوكت صهره في عداد الذين قد يكونون متورطين في عملية الاغتيال. وتؤكد دمشق رغبتها بالتعاون ووافقت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي على قيام اللجنة باستجواب خمسة ضباط سوريين في فيينا بينهم المسؤول عن الاستخبارات السورية في لبنان قبل انسحاب القوات السورية اللواء رستم غزالي. وكانت اللجنة استمعت في ايلول/سبتمبر الماضي الى نحو عشرة مسؤولين سوريين الا انها اعتبرت ان ظروف الاستماع اليهم لم تكن مرضية بالنسبة اليها. ورحبت سورية كثيرا بعودة الشاهد السوري هسام هسام عن افادته التي كان اتهم فيها مسؤولين سوريين بالتورط في الاغتيال. ومن المقرر ان يتسلم رئيس اللجنة الجديد البلجيكي سيرج برامرتس مهماته على راس اللجنة في العاشر من الشهر الجاري. 

 

مبارك وعبد الله يبحثان الأزمة السورية غداً 

الإثنين 2 يناير - ايلاف

نبيل شرف الدين من القاهرة : علمت (إيلاف) من مصدر دبلوماسي في القاهرة أن الرئيس المصري حسني مبارك سوف يتوجه صباح غد الثلاثاء إلى مدينة جدة السعودية، على رأس وفد رفيع المستوى من كبار معاونيه، في زيارة قصيرة تستغرق بضع ساعات يلتقي خلالها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز

وتأتي هذه الزيارة إثر القنبلة التي فجرها عبد الحليم خدام النائب السابق للرئيس السوري بشار الأسد وما ترتب عليها من تطورات بدأت بطلب لجنة الأمم المتحدة التي تحقق في مقتل رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري مقابلة الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية فاروق الشرع .

ووفق المصدر ذاته فإن الرئيس المصري سيبحث خلال الزيارة مع العاهل السعودي تطورات الأوضاع في المنطقة وخاصة المسألة السورية - اللبنانية، والوضع في العراق، فضلاً عن العلاقات الثنائية بين القاهرة والرياض . وعلمت (إيلاف) من مصدر دبلوماسي غربي في القاهرة أن مباحثات مبارك ـ عبد الله تأتي في سياق تفاهم دبلوماسي مصري ـ سعودي، يستهدف بناء ما وصفه المصدر بحزام عربي داعم لسورية، يرمي إلى حفظ الأمن الإقليمي، وألمح المصدر إلى أن القاهرة والرياض تقومان بمساع حثيثة بين واشنطن ودمشق، التي وصفها المصدر بأنها "متجاوبة تماماً"، متوقعا أن تواصل مصر والسعودية خلال المرحلة القادمة دوراً في رأب الصدع، بالنظر إلى علاقات البلدين الجيدة مع كل من الجانبين السوري والأميركي .

 

الأردن: تصريحات خدام مثيرة ولافتة للعالم 

الإثنين 2 يناير - ايلاف

  نصر المجالي من لندن: حسم الأردن اليوم موقفه من عدد من القضايا الساخنة المطروحة على الساحة المحلية والسورية ـ اللبنانية وذلك غداة تصريحات نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام التي أعلن فيها انشقاقه عن نظام بشار الأسد وانحيازه للوطن السوري، وكذلك الموقف من التطورات على الساحتين العراقية والفلسطينية بما في ذلك الممارسات الإسرائيلية وتواصل عملية السلام وأوضاع الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال، ففي أول رد فعل عربي رسمي على تصريحات خدام اكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية ناصر جوده ان تصريحات نائب الرئيس السوري السابق "شأن سوري داخلي لا يتدخل الاردن فيه من قريب او بعيد". وأكد جودة  خلال اللقاء الاسبوعي بوسائل الاعلام الذي عقد في شكل غير مسبوق في فندق راديسون ساس الذي تعرض لهجوم انتحاري في 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 2005 على اهمية تلك التصريحات لما سيكون لها من اصداء يترقبها الجميع مؤكدا ان الاردن يتابعها اذ ان خدام كان عمادا اساسيا في النظام السياسي في سورية لعقود وتصريحاته لافتة للانتباه ليس للاردن فحسب. وفي ما يتعلق بلجنة التحقيق الدولية حول اغتيال الراحل رفيق الحريري قال ان الموقف الاردني يتفق مع الموقف السوري الرسمي في ضرورة التعاون مع لجنة التحقيق الى اقصى الحدود وابدت القيادة السورية رغبتها في هذا .

وجدد جودة الموقف الاردني من دخول مسؤولين من النظام العراقي السابق المفرج عنهم من قبل قوات التحالف الى الاردن وانه لم يقدم أي طلب للاردن لاستقبال أي منهم مؤكدا ان الاردن لم يرفض او يقبل قدومهم لان ذلك يحتاج الى اجراءات مختلفة من بينها تأمين الحماية اللازمة لهم لانهم اناس غير عاديين.

وفي ما يتعلق بالاسرى الاردنيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي بين ان الاتصالات مستمرة مع الجانب الاسرائيلي خلال السنوات الماضية وتم اطلاق سراح 17 اسيرا خلال العام الماضي 2005 مبينا ان هناك تفاصيل حول هذا الموضوع وان الحكومة لم تدخر أي جهد بخصوص المعتقلين وان الجهات الرسمية المعنية ستزود وسائل الاعلام بالملف الخاص بالاسرى.

واكد ان الجهود مستمرة على كل الصعد والمستويات من اجل اطلاق سراح السائق الاردني المختطف في العراق، مشيرا الى ان أي معلومات قد يفصح عنها من جهة رسمية او غير رسمية قد تؤثر على سلامة المختطف الذي يعتبر الاولوية الاولى في هذه القضية .

وأشار جوده في تصريحاته التي بثتها أيضا، وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) إلى أن الأردن "يراقب ويتابع باهتمام التطورات على الساحتين الفلسطينية والعراقية ". وجدد جوده التأكيد على موقف الحكومة الأردنية "بعدم التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية"، بعد اختلاف السلطة الفلسطينية وحركتي حماس والجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى حول جدوى استمرار الهدنة المعلنة منذ بداية العام الماضي مع إسرائيل. وقال جوده إن الأردن "يدعم السلطة الوطنية الفلسطينية لتحقيق الأهداف الفلسطينية المشروعة وصولا إلى الدولة المستقلة على ترابهم الوطني"، كما يدعو الأردن إلى "العودة إلى خريطة الطريق والحفاظ على عملية السلام". أما عراقيا، فقد لفت جودة إلى أن الأردن، الذي "يحرص على وحدة وامن واستقرار العراق" ينتظر النتائج النهائية للانتخابات العراقية التشريعية لتحديد الخريطة السياسية الجديدة في العراق، وكيفية التعامل معها. وأكد جوده أن إنشاء ساحة الحرية، التي تحدث عنها رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت في البيان الوزاري "لم يأت بصورة منفصلة عن حزمة تشريعات وإجراءات تطور الحياة السياسية"، واصفا فكرة ساحة الحرية "بالرمزية والايجابية"، والتي تأتي "ضمن سياق شامل".

وأشار إلى ان الرئيس البخيت وعد بتقديم تعديلات تشريعية تطاول القوانين الناظمة للحريات والعمل السياسي، من أحزاب وانتخاب وبلديات ومرآة وغيرها. وأضاف أن الحكومة تطمح أن يكون الأردن كله ساحة حرية، لكنه لفت إلى أن الحديث والفعاليات التي ستجرى ضمن هذه الساحة لن يسمح لها بان تكون خارجة عن القانون والدستور وعن العلاقة بين الحكومة ومجلس النواب، قال الناطق الرسمي ان العلاقة بين السلطتين علاقة شراكة حقيقية و مثمرة وبناءة، كما أكدها البيان الوزاري و تصريحات رئيس الوزراء معروف البخيت . واضاف ان "ما يجري الان في مجلس النواب من أمور متعلقة بانتخابات رئاسات اللجان لا تتدخل فيها الحكومة لا من قريب و لا من بعيد، احتراما لمبدأ فصل السلطات"، مؤكدا في الوقت ذاته أن "الحكومة تراقب ما يجري، وهي حريصة على أن يتجاوز المجلس هذه الإشكالات في القريب العاجل، لوجود استحقاق لهذه المرحلة، وننتظر ونرى إلى أين ستصل الأمور في مجلس النواب".

وردا على سؤال عن نسبة النمو السياحي بعد التفجيرات الإرهابية في الفنادق اوضح جودة "لقد كان لها تأثير قليل بعد وقوعها، وقد استطاع الأردن أن يتجاوزها بخسائر قليلة، من خلال النظرة الشمولية للقطاع السياحي، و الحجوزات السياحية للعام الحالي لم تتأثر بشكل كبير". واشار الى أن الأردن دولة مؤسسات، وتاريخه طويل في الأمن والاستقرار على الرغم من أن تلك الأحداث كانت مؤلمة إلا أننا استطعنا تجاوزها".

وفي رده على سؤال حول ما يثار بشأن إعادة هيكلة الإعلام جدد جوده تأكيدات الحكومة على عدم وجود تفاصيل لأجندات خاصة بهذا الشأن، وسيعلن عنها فور انتهاء الحكومة من مراجعة شاملة لمؤسسات الإعلام الرسمي وإعادة هيكلتها. وشدد على ان اعادة الهيكلة لن تشمل الأشخاص بقدر ما ستركز على الأنظمة المعمول بها ونوعية المنتج الإعلامي. واضاف انه "بعد ان تتوصل الحكومة بعد المراجعة الشاملة إلى أي قرارات سيعلن عنها في حينها، وستفرض التزامات وواجبات معينة على وسائل الإعلام والجسم الصحافي الرسمي وغير الرسمي، وسيكون كذلك الحال على الحكومة التي ستبدأ في نفسها بهذا الإطار من ناحية الحرص على توفير المعلومة والتواصل مع وسائل الإعلام كافة".

وشدد جوده على انه "ليس للحكومة قرارات مسبقة أو أجندات معدة حول الإعلام، مشيرا إلى ان رئيس الوزراء كان قد تحدث أمام مجلس النواب حول الإعلام إلى جانب ما ورد على لساني بالإطار ذاته  بأنه لا توجد قرارات مسبقة"، مضيفا انه "لا توجد قناعات مسبقة كما لا توجد أجندة خاصة بوسائل الإعلام الرسمية، بمعنى ان الحكومة لا تملك أي قناعات مسبقة حول الإعلام تحرص على تنفيذها

وقال ان "الحكومة ستعمل على مراجعة كاملة لأداء المؤسسات الإعلامية الرسمية من حيث الإدارة ومن حيث المنتج الإعلامي، فكثير من الجهات الرسمية وغير الرسمية تطالب بان يكون الإعلام الرسمي الأردني يعكس حقيقة الانفتاح الموجود في الأردن ورسالته". واكد ان الحكومة مقتنعة بضرورة تطبيق ذلك الأمر الذي يفرض ضرورة إعادة هيكلة مؤسسات الإعلام ومراجعة أدائها وإداراتها.

وعن وضع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون قال جودة ان هذه المؤسسة جزء من مؤسسات الإعلام الرسمي التي نتحدث عن تطويرها، "لذا فانه في حال إجراء مراجعة شاملة لمؤسسات الإعلام الرسمي فستكون المؤسسة جزءا من هذه المراجعة"، مطالبا توخي الدقة في نقل تصاريح الحكومة بهذا الشأن. وجدد التاكيد على عدم وجود أجندات مسبقة حول الإعلام.

وفي رده على سؤال حول نية الحكومة في إطار إعادة هيكلتها للإعلام إقالة عدد من العاملين في الإعلام الرسمي رفض جوده هذا الطرح كون الحكومة لم تأت بقناعات مسبقة حتى تقيل أو تتخذ أي إجراءات عشوائية، فالحكومة تتحدث عن مراجعة شاملة لمؤسسات الإعلام الرسمي. وأوضح ان الحكومة ستتعامل بهذا الشأن على شقين، الأول إعادة هيكلة الإعلام الرسمي بمؤسساته الإعلامية الرسمية في حال تطلب الأمر ذلك، "فلا يجوز ان نحكم بان كل هذه المؤسسات تحتاج إلى إعادة هيكلة أو إعادة نظر في إداراتها وهذا غير وارد، فهناك تفاصيل سنطلع عليها وإجراء مراجعة شاملة لها، وان تطلب الأمر لإعادة هيكلتها حتى نضمن إدارات ناجحة في هذه المؤسسات ومنتجا إعلاميا يرقى إلى المستوى المطلوب لإعلام الدولة.

اما الشق الثاني اضاف الناطق الرسمي" فان الحكومة ستنظر إلى الإعلام ككل وسنعمل على ان يكون الإعلام في الأردن إعلام دولة مسؤولا في كل ما تعنيه الكلمة، من خلال التأكيد على الإعلام المسؤول يقدم المعلومة بدقة وموضوعية ومهنية ويبتعد عن اغتيال الشخصية وعن شخصنة الإعلام ، كما سيكون هناك التزام من الحكومة ان تقدم المعلومة الصحيحة وان تتواصل مع وسائل الإعلام وتضمن وصول المعلومة إلى الوسائل الإعلامية المختلفة. وفي الختام، تحدث الوزير السابق للإعلام عن خطط الحكومة في مسألة فتح حوار بشأن قانون الانتخاب فقال " ان رئيس الوزراء اكد ان الحكومة ستدخل في حوار معمق حول قانون الانتخاب وهذا الحوار سيتطلب وضع استراتيجية أو خطة ليبنى عليها هذا الحوار، وكل هذا يتطلب دراسة ومراجعة وعصفا فكريا حتى تكون الخطة ناجحة". وزاد يقول في هذا الخصوص" لذلك هناك عمل خلف الكواليس بهذا الإطار"، مشددا على ان العمل مستمر.

 

دمشق: الاسد محصن دوليا ووطنيا وقانونيا 

الإثنين 2 يناير - ايلاف

بهية مارديني من دمشق: اعتبر سياسيون وناشطون سوريون ان طلب لجنة التحقيق الدولية باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري ، بمقابلة الرئيس السوري بشار الاسد ووزير الخارجية فاروق الشرع، كان امرا متوقعا بعد تصريحات نائب الرئيس السوري "المنشق" عبد الحليم خدام لقناة "العربية" باعتبار ان اقواله اخذت طابع الادعاء الفعلي. وشدد احمد الحاج علي عضو لجنة تطوير حزب البعث الحاكم في سورية ومستشار وزير الاعلام السابق في تصريح لـ"ايلاف "اليوم على "ان هذه المسالة تضيف معان جديدة ومتوقعة على الدور الذي كلف به عبد الحليم خدام بما اطلقه من تصريحات لا تستند الى وقائع حقيقية ولها وظيفة سياسية فارغة" ، معتبرا "ان ذلك لن يؤثر بطبيعة الحال على الموقف السوري" ، مؤكدا في الوقت نفسه "ان الرئيس السوري بشار الاسد محصن دوليا ووطنيا وقانونيا، ولا اعتقد ان هذا الامر سيشكل اي احراج بالنسبة له". وقال انه " لن يكون بمقدور اية جهة ان تفرض امكانية الاستماع الى شهادة الرئيس نفسه" ، مشيرا الى "ان المسالة برمتها دخلت بعد تصريحات خدام في افق جديد يعبر عن منهج سياسي مرسوم سلفا". وأضاف انه "في المحصلة فان الموضوع لايمكن ان مبنيا على تصريحات مسؤول سوري سابق باع وجدانه واستثمر موقعه السياسي، وسيكون من الصعب على جميع الاوساط الخارجية او الداخلية في لبنان ان تعتمد هذه التصريحات المشبوهة والمغرضة كاساس في تعميق الاتهام الى سورية".

من جانبه قال المحامي حسن عبد العظيم الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي ، المكون من خمسة احزاب معارضة ، في تصريح لـ"ايلاف" ان حديث خدام "اعطى دفعة جديدة وزخم جديد للجنة التحقيق، اما بما يتعلق بطلب اللجنة بلقاء الاسد والشرع وبالنسبة للرئيس الاسد فهذا الامر مرهون بنوع من انواع السيادة لكن المرونة مطلوبة وبالتالي فهذا لقاء وليس استجواب" ، مشيرا الى "ان التحقيق مستمر ويبدو ان هناك معلومات جديدة تتطلب مثل هذا اللقاء" .

اما الناشط والمحلل السياسي ميشيل كيلو فقال لـ"ايلاف" انه بعد تصريحات خدام كان متوقعا مثل هذا الطلب من لجنة التحقيق الدولية. واعتبر "ان هذه التصريحات تثبت معلومة لم تكن ثابتة تقول ان الحريري تعرض للتهديد من قبل الرئيس السوري وغزالي وان خدام نصحه بان يغادر لبنان بسبب ازمته مع السلطة السورية". وقال انه " كان متوقعا ان يترتب على تصريحه مجموعة نتائج منها استدعاء مسؤولين في سورية الى التحقيق". واعتبر فايز سارة الصحافي والمحلل السياسي في تصريح لـ"ايلاف" انه "من الطبيعي بعد تصريحات خدام ان تجدد لجنة التحقيق الدولية اهتماماتها بالموضوع السوري والعلاقة باغتيال الحريري لأنها احتوت على اشارات الى دور سوري محتمل في هذه القضية". ووصف شهادة خدام بأنها "من اقوى الشهادات في هذا المجال وعليه فان اللجنة ستتوجه الى المسؤولين السوريين للتدقيق في مضمون هذه الشهادة وليس جديدا ان تقابل لجنة التحقيق المسؤولين السوريين فقد سبق ان قابلتهم في دمشق العام الماضي". وقال المحامي رجاء الناصر امين سر اللجنة المركزية لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي المعارض في سورية في تصريح لـ"ايلاف" ان هذا الطلب "يجب ينظر اليه ضمن الصورة العامة المطروحة لعمل لجنة التحقيق ومن المؤكد ان لجنة التحقيق الدولية على عكس ماكان متوقعا في الايام السابقة تنوي الاستمرار على ذات الطريقة التي سارت بها ايام رئاسة ديتليف ميليس وستتابع ضغطها من اجل ابتزاز تنازلات جديدة ومن هنا فأننا نؤكد على اهمية وجوب الاهتمام بالوضع الداخلي والتركيز عليه والاستقواء بالداخل هو الضمان الوحيد ولا يمكن التعويل على استرضاء الخارج".

وحول قرار فصل خدام من البعث قال الدكتور عمار قربي الناشط السوري في تصريح لـ"ايلاف" انه "نظريا وعمليا لا يوجد شيء اسمه قيادة قومية لحزب البعث العربي الاشتراكي فقد تبخرت هذه القيادة كليا بعد رحيل أمينها العام الراحل حافظ الاسد واصبحت حبرا على ورق" ، متسائلا "هل يعقل ان تسمى اية قيادة قومية لحزب دون امين عام منذ اكثر من خمس سنوات اضافة الى وفاة عدد من الاعضاء وخرف البعض الاخر حتى ان السلطة السورية نفسها ابتداء من قمة الهرم فكرت مرارا وتكرارا بأن تحل ما يسمى القيادة القومية وبسبب انتهاء صلاحيتها". وتابع قربي انه "عربيا لم يعد من الممكن ان تقبل الدول بفكرة الاحزاب القومية لانها طالما اعتبرت ذلك تدخلا مباشرا في سياساتها وارتباطا مع دولة اجنبية ثم جاءت السيطرة الاميركية على منطقتنا لتحرض على رفض فكرة الاحزاب القومية وامتداداتها بشكل خاص، ولهذا لم يبق للبعث بعد انهيار الشقيق العراقي سوى لبنان ليمارس فيه البعث السوري شعاراته القومية، لكن بعد اغتيال الحريري تقلص نفوذ البعث وقلبت كل الطاولات ومنها طاولة البعث". وأضاف قربي انه "من ادبيات البعث عدم جواز فصل عضو قيادة قومية ببيان نشر في وكالة رسمية صغيرة مثل سانا دون اجتماع او الاعلان عن عقد اجتماع او الدعوة الى مؤتمر قومي عاجل ". واضاف:" نعم، لقد بلغ الاستخفاف بالانظمة الداخلية حدا وصل معه الى حد لغاء تلك الانظمة وفرض سياسة الرغبات وهذا ليس بغريب عن الاحزاب الشمولية التي يعتبر البعث نموذجا مثاليا لها". واعتبر قربي انه "لهذا السبب يأتي بيان القيادة القومية دون بريق في مزايدة من بعض العواطلة ليقولوا للبعث الذي ما زال قويا في دمشق بشقه القطري اننا هنا ، خاصة ان هناك مزادا يفتح في سورية يوميا، مرة باسم الوطن في خطر، ومرة باسم الخيام، ومرة باسم اعتصامات ..واخرها خيانة خدام المفاجأة" .

 

دعوة الى تسريع اجراءات محاكمة خدام 

الإثنين 2 يناير- أ. ف. ب.

دمشق: طلب رئيس مجلس الشعب السوري محمود الابرش اليوم ان تتم محاكمة نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام "بالسرعة القصوى" بتهمة "الخيانة العظمى" و"المساس بامن الدولة". ووجه الابرش رسالة الى وزير العدل محمد الغفري طلب فيها "اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة لمحاكمة المدعو عبد الحليم خدام امام المحاكم المختصة وذلك لما نسب اليه من فعل جرمي يتصل بالخيانة العظمى والمساس بأمن الدولة وسلامتها وذلك بالسرعة القصوى". وصوت مجلس الشعب بالاجماع السبت على مذكرة تطالب باحالة خدام الى المحاكمة بتهمة "الخيانة العظمى" بعد ان اتهم النظام السوري بتوجيه تهديدات قاسية لرئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري قبل اشهر من اغتياله.

 

 لبنان في مهب اتفاقية تجمع سورية وأميركا 

الإثنين 2 يناير - ايلاف

ريما زهار من بيروت: ما زال الغموض يحيط بالعلاقات الاميركية السورية، واذا كان تيار المستقبل، التابع للنائب سعد الحريري، ينفي وجود اي صفقة بين النظام السوري والادارة الاميركية، ويؤكد ان واشنطن تزيد من ضغوطها على سورية، فان المقربين من سورية يؤكدون على ان المفاوضات بين الفريقين تسير على قدم وساق. ويقول مصدر من كتلة الحريري ل"إيلاف" بان سعد الحريري، عندما زار مصر منذ اكثر من اسبوعين، كان همه الاساسي معرفة اذا كان هناك اي اتفاق يجري بين الولايات المتحدة والنظام السوري، ويؤكد المصدر ان الرئيس حسني مبارك نفى لسعد الحريري وجود اي اتفاق، ناصحًا اياه بتوثيق العلاقات اللبنانية في مواجهة الاحداث الداخلية، ويشير المصدر بان موقف اميركا من سورية لم يتغير، وهي لا تزال تصر على فرض العقوبات عليها، واذا كان تقرير ميليس الثاني يبدو اقل قسوة بالنسبة للنظام السوري، فان المصدر يؤكد بانه يسير بالاتجاه نفسه بالنسبة لسورية، وان اميركا ارادت، لاسباب لا تتعلق بسورية ولبنان، ان تخفف من لهجتها ازاء النظام البعثي.

دور العراق/ وبالنسبة لوزير لبناني سابق مقرب من النظام السوري، فان الصورة تختلف تمامًا، ويقول ل"إيلاف" انه لم يتم الاتفاق كليًا بين سورية واميركا الا ان هناك بداية تفاهم بينهما، ويضيف بان اميركا كانت تلح، وباستمرار على سورية ان توقف دعمها للمقاومة العراقية والفلسطينية واللبنانية المتمثلة بحزب الله، وكانت تفكر جديًا في هذا الوقت، بتغيير النظام البعثي في سورية.

ولكن لاسباب مختلفة، يضيف الوزير السابق، غيرت سورية نهجها في المنطقة وذلك بسبب مشاكلها الداخلية وتعقيد الحال في العراق، ومصالح بعض البلدان في المنطقة ومنها تركيا وغيرها، وطالبت اميركا سورية بان تكون اكثر تعاونًا في الملف العراقي. وقد استجابت سورية بعد مطالبة كل من موسكو والسعودية ومصر بالتعاون مع الولايات المتحدة الاميركية فيما خص مسألة العراق، فساهمت في مساعدة الطائفة السنية في العراق ، في المشاركة بالعملية الانتخابية الاخيرة.

وبالنسبة لاميركا، يضيف الوزير السابق، فان هذه الانتخابات تشكل اهمية قصوى لكي تبرز للعالم مدى تأثيرها الايجابي في العراق، ومهما كانت النتائج، وحتى لو خسر المقربون من النظام الاميركي، فان ادارة بوش تريد من خلال مشاركة الجميع في هذه الانتخابات، ان تبرز للعالم بان اميركا استطاعت ان تنقل العراق من النظام الديكتاتوري الى الديموقراطية.

وكانت لمشاركة سورية في هذا الامر جائزتها الكبرى، والتي تمثلت اولًا بعودة الشاهد السوري هسام هسام الى سورية، ما دفع النظام البعثي بعدم الشعور بانه مستهدف كثيرًا بعد التحقيقات الدولية في قضية الشهيد رفيق الحريري، وكانت تسوية على فيينا كمكان لاستجواب الضباط السوريين، كذلك تغيير لائحة هؤلاء الضباط التي كانت لجنة التحقيق الدولية بصدد استجوابهم. وبالنسبة للوزير السابق، فان القرار 1644 اتى اخف وطأة على سورية رغم انه يحمل في طياته التهديد بالعقوبات، ما يعني ان الاتفاق الكامل بين اميركا وسورية لم ينجز بعد. ولا تزال اميركا تنتظر من سورية الانضمام الى الجيش العربي في العراق من اجل تأمين خروج الجيش الاميركي منه، وبالتحديد ان ينتشر الجيش السوري في مواجهة الزرقاوي لتأمين الحماية للجيش الاميركي، وبالنسبة للوزير السابق فان الرئيس المصري حسني مبارك تباحث في هذا الموضوع مع القيادة السورية التي اجابت بالنفي القاطع في البدء، لكن مع الوقت اصبحت القيادة السورية اقل تشددًا في هذا الخصوص، واذا توصل الأميركيون والنظام السوري الى هذا الاتفاق، فان امورًا اقليمية كثيرة ستتغير في المنطقة، وهذا ما يظهر تشدد وصلابة قوى 14 آذار (مارس) في المواقف وما يؤكد عزم قوى 8 آذار(مارس). ...ومهما يكن من أمر فان الموقفين المتناقضين للمصدر الحريري وللوزير السابق يؤكدان بان لبنان رهن التحولات الاقليمية التي لا يعرف لها حدود او قرار.

 

الصحف الاسرائيلية:  خدام التقى الاستخبارات الاسرائيلية

تل ابيب - ي ب -  نشرت الصحف الاسرائيلية امس ان التصريحات التي أدلى بها  نائب الرئيس السوري السابق  عبد الحليم خدام كانت تتويجا لحملة انتقام شخصية بسبب اقصائه عن مركز السلطة في سوريا، مشيرة الى ان مقرّ اقامته في فرنسا تحول "محجاً" لمسؤولي اجهزة الاستخبارات ومنها الاستخبارات الاسرائيلية.  وقال محرر الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" تسفي بارئيل: "ان خدام زود المدعي الالماني ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري معلومات عن ضلوع النظام السوري في اغتيال الحريري". لكنه قال انه "ليس ثمة اي خوف من سقوط النظام (السوري) او تفككه، وان ما نشهده هو صراع داخلي"، مشيرا الى ان "خدام يريد الانتقام بسبب اقصائه عن المناصب السلطوية منذ خمس سنوات". واضاف انه "بعد اقصاء خدام من مركز السلطة استمر الحريري في ولائه لخدام وهكذا نشأ تحالف بين الحريري وخدام وغازي كنعان (وزير الداخلية السوري الذي انتحر في مكتبه قبل شهر ونصف شهر) وذلك في مقابل العميد رستم غزالي الذي حلّ مكان كنعان في لبنان ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع وعائلة الاسد".  وقالت مراسلة صحيفة "يديعوت احرونوت" للشؤون العربية سمدار بيري ان "البيت الفخم الذي يقطنه خدام في ضواحي باريس كان خلال الاشهر الاخيرة محجا للقاءات سرية". وأضافت: "حضر الى هناك عملاء اجهزة الاستخبارات الفرنسية والاميركية والسعودية وطاقم التحقيق التابع للامم المتحدة". وأوضحت ان "هؤلاء ليسوا الوحيدين الذين حصلوا على معلومات جديدة من رجل النظام السوري الرفيع الذي يعرف اسرارا كثيرة"، مشيرة الى "ان اسرائيل ايضا لم تجلس مكتوفة".

 

هل هذه وصية موسى الصدر ؟

ادمون صعب – النهار 2 كانون الثاني

"الناس تصلي ليلة رأس السنة! لو كانت الصلاة تكفي، لجدّفنا على الله وقلنا ان قلبه قاس، لأنه لم يهب المؤمنين ما آمنوا ان في يده منحهم اياه. ولكن الله قلبه ليس قاسياً. انه يريد من المصلين ان يؤمنوا بأنه لا يمنح الانسان غير ما يستحق. والاستحقاق يكون لا بنسبة الايمان، بل بنسبة البذل. والذين يبذلون من أنفسهم وحدهم يتحررون، ولا يقوى بعد ذلك لا انسان، ولا اله، على استعبادهم ! غسان تويني "النهار" في 30/11/1951

غداً تغرب شمس آخر يوم في عام كان حافلا بتحولات جذرية، طبيعية وسياسية واستراتيجية.

وقد يظلم البعض عندنا هذا العام اذا اطلق عليه عام "النحس"، نظرا الى ما شهده بلدنا الصغير خلاله من زلازل سياسية وانسانية كان بعضها مرتبطا بما يجري في المنطقة والعالم، وبعضها الآخر متصلا بقضايا محلية مؤجلة تداخلت فيها تداعيات احداث العالم والمنطقة فعقّدتها والقت على بلدنا رداء قاتما ادخل اليأس الى معظم النفوس، فبدا لها العالم كأنه اقترب من نهايته.

ولأننا لسنا من الذين يتأبطون يأسهم ويمشون، بل من الذين يؤمنون بالرجاء، ايا تكن صورته.

وعندما يكون الامر متعلقا بالحياة والموت، للناس والاوطان، فاننا نتطلع الى ما يجري حولنا على انه نعمة قد لا يكون بعضنا استحقها، او ادرك اهميتها.

واذا كان مسموحا ترك اليأس يتسرب الى النفوس قبل 26 ايار عام 2000، اي قبل الانسحاب الاسرائيلي تحت ضغط "المقاومة الاسلامية" وشهداء جهادها.

كذلك اذا كان مسموحا، حتى لليائسين والسوداويين، بان ييأسوا من تحرر بلدهم من القبضة السورية، العسكرية والسياسية، قبل 26 نيسان 2005، فان ذلك كله لم يعد مسموحاً اليوم بعد الانسحاب الاسرائيلي والجلاء السوري.

ويجب ألا ننسى ما جرى في الأعوام الخمسة عشر الماضية حيث جرى تجاهل ما تم الاتفاق عليه في الطائف، لجهة اعادة بناء الدولة، واجراء المصالحات الضرورية، ومساعدة السلطة على ان تكون لها اداة امنية ذاتية تبسط بواسطتها سيادتها على التراب اللبناني بكامله، في ظل حكومة وحدة وطنية تمثل توازنا مصححا بين افرقاء العيش المشترك، بحيث تأخذ الدولة ما تنازل عنه رئيس الجمهورية من صلاحيات، بعد اقرار الاصلاحات التي تم التفاهم عليها في الطائف... وتواصل المقاومة كفاحها حتى تحرير الجنوب وطرد اسرائيل منه.

وبدل ان يتحقق ما انجزه  التحرير، جرى نقيضه، فضاع حلم الدولة ومشروع عودتها، كذلك السيادة والاستقلال. وجرى تقاسم جلد الذئب، ليس بالتساوي، كما كان يفترض، بل اخذ القوي حصة الاسد لاعتبارين اساسيين وموضوعيين هما: قوة السلاح والحرمان المزمن.

وكان طبيعيا ان "المقاومة الاسلامية"، الشيعية، حاملة السلاح وخزان الشهداء والابطال، ان تنال مفتاح القوة والسلطة حيثما هي، وانى تشاء سواء في البقاع حيث نهر المقاومة يهدر في اتجاه الجنوب،  أو في الضاحية الجنوبية.

كذلك كان طبيعيا ان تنال "حركة المحرومين" --   اصحاب المطالب المزمنة، والمهمشين، بل المطرودين من الدولة وخيراتها، اموالا ووظائف ونفوذا – حصة اكبر من سواها. وهذا ما حصل، فيما توزع بقية الافرقاء، ومعظمهم تابع لنظام الوصاية الخارجي، ما تبقى من حصص.

لذلك نرى ان العقدة اليوم هي عقدة "المحرومين" الذين نالوا حصة ونفوذا وسلطة في الدولة، بحراسة السلاح والحراب والصواريخ، وليست عقدة "حزب الله" و"امل"، او ما اصطلح على تسميته "الثنائي الشيعي".

ولولا ذلك لما دُهش العالم، وكاد ان يحبط، لتعثّر التفاهم بين افرقاء اساسيين في السلطة أُعطي بلدهم ما لم يحصل عليه بلد آخر في العالم، في فترة قصيرة، اي التحرر من الاحتلال الاسرائيلي، ثم نيل جلاء الجيش السوري عن اراضيه، وتنظيف لبنان نهائيا من اي وجود اجنبي برعاية من الامم المتحدة، واحتضان عربي ودولي لا مثيل لهما... ومع ذلك هم مختلفون. يتحاورون ولا يتحاورون في آن معا، في انتظار عرّاف او منجّم. وكل العرافين والمنجمين يكادون يجمعون على ان 2006 ستكون سنة زلازل وخراب ودمار.

فهل المطلوب للبنان معجزة من تلك التي يجترحها القديسون، وبلدنا هو منبت القديسين؟

كلا. ليس المطلوب معجزة من السماء، بل حركة على الارض تقاوم التيئيس الذي يهبّ علينا من الخارج، والتفاؤل بالمستقبل.

ذلك بان تحرر بلد صغير مثل لبنان من احتلال الارض ووصاية على القرار، ليس قليلا. وان ما يحتاج  اليه أهله هو الصبر والاناة وارادة الحياة.

ان التيئيس الذي يتمثل في الازمات المفتعلة، والاغتيالات، يقصد منه جعل العيش المشترك مستحيلا بين اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، في حين ان ما حصل مع اسرائيل وسوريا، لمصلحة لبنان، هو باب كان موصدا وفتح ولن تستطيع اي قوة على الارض اقفاله.

ويجب ان يدرك اللبنانيون ان "العقدة الشيعية" هي ظاهرة انتجها نظام الوصاية الذي ربط المقاومة به، فاستبسل المقاومون في الدفاع عن الارض، وكذلك في استعمال السلاح لاحقاق "حقوق المحرومين" من الشيعة، دون سائر المحرومين من بقية الطوائف والذين اراد الامام موسى الصدر تحريرهم، بعدما حلل مقاتلة اسرائيل.

لذلك يبدو الآن مطلب نزع سلاح "حزب الله" كأنه "استعباد" جديد للمحرومين. اذ ان جمهور الشيعة المستقوي الآن بسلاحه، يستوي في المعادلة الداخلية مع بقية "الجماهير" الطائفية، متى سلّم سلاحه الى الجيش، واصبح هذا الجيش مسؤولا عن امنه وامن قادته ومربعاته الامنية، بدل الامن الذاتي الذي يقيمه الآن ويجعل "الجماهير" الاخرى تتساءل: لماذا نحن لا يكون لنا امننا الخاص، وخصوصا ان قادتنا يتعرضون للاغتيال بينما قادة "امل" و"حزب الله" في مأمن داخل مربعاتهم الامنية؟

فكفى تجاهلا للجيش ولدوره وقوته، وخصوصاً بعد تحديه بالصواريخ العابرة للجنوب وكرامة الشعب!

وثمة امر آخر متصل بسلاح "حزب الله"،   هو ان سوريا التي خرجت من لبنان لاعتبارات تكتيكية هي تفادي وقوع ضباطها في الاعتقال بقرار دولي لا يُرد، قد رفضت تطبيق القرار 1559. والازمة التي يثيرها هذا القرار لمجلس الوزراء، وللبلاد كذلك، هي انعكاس للرفض السوري، اذ ان نزع سلاح "حزب الله" والمخيمات الفلسطينية يمثّل خروجا حقيقيا لسوريا من لبنان، وتسليما باستقلال البلد وبسيادته وبقراره الحر.  لذلك يجب ان يؤدي الحوار مع "حزب الله" و"أمل" الى تسوية يتنازل فيها الطرفان عن موقفهما الرافض لتنفيذ القرار 1559، لا الاستسلام للارادة السورية.

وعلى اللبنانيين ان يتفاءلوا، مهما عظمت الصعاب، وانهالت عليهم الضغوط. اذ لا استقلال حقيقيا بغير تنفيذ القرار 1559 كاملا.

وليتحمل مسؤولية هذا الامر الذين عقدوا الاتفاق السري مع التحالف الشيعي من اجل حفنة من المقاعد في دائرة بعبدا – عاليه، ولتنويب اسماء لا يتذكّرها احد في الشمال... لتكون لهم غالبية لا حجم لها ولا وزن!

ادمون صعب

 

كيف ساء وضع <<أبو جمال>> في دمشق.. ولماذا غادر أحد أقرباء الأسد إلى دبي؟

كلام خدام: <<الأكثرية>> تراقب <<حزب الله>> و<<خصومها>> غير قلقين

عماد مرمل -– السفير 2/1/2006

لم يتوقع الكثيرون، على الأرجح، ان ينتهي العام 2005 بهذه الطريقة المثيرة والدراماتيكية. عبد الحليم خدام، نائب الرئيس السوري السابق، يظهر في باريس ليدلي ب<<شهادته>> حول الوضع في سوريا وجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مفجرا قنبلة سياسية <<عنقودية>> توزعت شظاياها في اتجاهات مختلفة، أبرزها دمشق. بدا المشهد، للوهلة الاولى، مثيرا للدهشة. أحد أهم أركان النظام السوري على مدى عقود يتكلم بلغة غير مألوفة، تخال ان صاحبها هو من غلاة المعارضين، قبل ان تكتشف انه بالفعل نائب الرئيس حتى أشهر قليلة خلت. المفاجأة كانت قوية بالتأكيد، ووقعها كان مدويا. في دمشق، شن مجلس الشعب هجوما شرسا باسم النظام وتحت قيادته على خدام الذي أطلقت عليه أقسى الاوصاف وجُرد من كل الالقاب بما فيها <<السيد>>، ما يدفع الى التساؤل عن سبب بقائه في واجهة النظام الى حين انعقاد مؤتمر حزب البعث الاخير، متمتعا بقدر كبير من الامتيازات والحمايات، ما دام بكل هذا السوء <<المزمن>>.

أما في بيروت، فقد اختلفت القراءات ل<<اعترافات>> عبد الحليم خدام، وتضاربت الاستنتاجات في معرض تفسير توقيت ظهوره وخلفياته، إلا انه يمكن عموما الحديث عن مقاربتين أساسيتين لكلام النائب السابق للرئيس السوري:

المقاربة الاولى يعبر عنها فريق الاكثرية النيابية والوزارية الذي <<أثلج>> خدام صدره بما أفاض به من تفاصيل جديدة عن العلاقة السيئة التي كانت قائمة بين الرئيس بشار الأسد والرئيس رفيق الحريري، ما يضيّق خناق الاتهام على عنق النظام السوري ويمنح عمل لجنة التحقيق الدولية شحنة إضافية، بعدما كان قد أصيب بنكسة في أعقاب تراجع الشاهدين محمد زهير الصديق وهسام هسام عن أقوالهما. ويعتقد أقطاب في <<الاكثرية>> ان أهمية كلام <<أبو جمال>> تكمن في انه صدر هذه المرة عن شاهد مقنِّع (بكسر النون) وليس مقنّعا هو برتبة نائب سابق لرئيس الجمهورية، كان جزءا من الدائرة الضيقة للقرار ومن التركيبة الداخلية للنظام، الامر الذي يجعل ما يدلي به ذا وزن وشرعية، وإلا ما كان أعضاء مجلس الشعب السوري ليفقدوا أعصابهم في نوبة <<هستيريا جماعية>>، كما ظهر على الملأ.

ويفترض فريق الغالبية ان <<أقوال>> خدام ستنسف كل النظريات التي حاولت تجويف تقرير ديتليف ميليس من محتواه، بحجة انه تقرير مسيّس وموجه عن بعد، يستهدف إلصاق تهمة اغتيال الرئيس الحريري بسوريا بغية تصفية حسابات دولية معها او ممارسة الضغوط عليها لابتزازها سياسيا، وبالتالي فإن ما كشف عنه خدام سيجعل أي موقف لبناني تضامني مع سوريا أصعب من ذي قبل ومصدر إحراج إضافي لصاحبه.

وبوضوح أكثر، تعتبر قيادات في <<الغالبية>> انه بات مطلوبا من حزب الله، بإلحاح، ان يعيد النظر في حساباته السابقة وأن يعيد سريعا صياغة موقفه من نظام الرئيس بشار الأسد، مشددة على وجوب ألا يتجاهل الحزب المضمون الموثق والموثوق لما أدلى به <<أبو جمال>> حول المناخ العدائي الذي كان سائدا في دمشق حيال رفيق الحريري، وذلك بمعزل عن الخلفيات والحسابات التي دفعته لتوقيت ظهوره الآن.

وفي ما خص هذه النقطة تحديدا، تنفي أوساط <<الاكثرية>> ان يكون لوليد جنبلاط او سعد الحريري أي دور في <<إنتاج>> الظهور المدوي لعبد الحليم خدام في هذه اللحظة بالذات، لافتة الانتباه الى ان جنبلاط على سبيل المثال لم يعرف بنية محطة <<العربية>> بث المقابلة مع <<ابو جمال>> إلا قبل ساعات قليلة من عرضها، وذلك عن طريق أحد نواب كتلته الذي اتصل به وأبلغه بالنبأ، وتميل تلك الاوساط الى الافتراض ان خدام اتخذ قراره بالخروج عن صمته بعدما شعر بأن هناك ما يُحضر له في دمشق، فأراد ان يسبقهم عبر المبادرة الى شن <<هجومه الوقائي>> وخلط الاوراق بهذه الطريقة المباغتة.

أما المقاربة الاخرى لكلام عبد الحليم خدام، فيعكسها <<أصدقاء سوريا>> في لبنان، وهي تقوم على القراءة الآتية: واجه <<ابو جمال>> خلال المؤتمر الاخير لحزب البعث في سوريا متاعب كبرى، بعدما جرى تحميله المسؤولية الاساسية عما آلت إليه الاوضاع في لبنان، لأنه كان أحد ابرز الممسكين بالملف اللبناني، وأُفهم انه إذا كان رستم غزالة قد ارتكب أخطاء فليس هو من أسس لها، بل إنه بنى فوق أخطاء ارتكبها خدام وباقي المجموعة التي أدارت الامور في لبنان حتى العام 2000، وظهر على هامش المؤتمر اتجاه يدعو الى عدم السماح لخدام بمغادرة البلاد، ولكن الرئيس الأسد حسم الامر بتركه وشأنه، بالمعنى الشخصي.

شعر خدام بأن <<الكماشة>> تطبق عليه، واستنتج من مداخلات بعض الشخصيات داخل المؤتمر ان هناك مناخا عدائيا ضده قد يتطور في أي وقت نحو إخضاعه للمحاسبة، فقرر ان يبتعد، وغادر الى باريس حيث وجد في تقاطع المصالح مع بعض اللبنانيين <<منصة>> لشن حملة سياسية ترمي الى تصفية حساباته مع الرئيس بشار الأسد الذي كان قد وصل الى قناعة بأن خدام بات يشكل عبئا على النظام نتيجة اتهامه بالفساد وسوء إدارة الملف اللبناني، وبالتالي أحس الرئيس السوري بأنه لم يعد بمقدوره <<تغطيته>>، فرفع الغطاء عنه تدريجا الى ان اصبح خدام منذ فترة خارج دائرة صناعة القرار. ومن المؤشرات الاخرى التي تدل على ان شيئا ما يجري في سوريا على خلفية ملف الفساد، ان رامي مخلوف، وهو ابن خال بشار الأسد، قد غادر الى دبي بعدما تم الحد من نشاطه.

ويميل <<أصدقاء سوريا>> الى الاعتقاد بأن <<ابو جمال>> تحرك في هذه اللحظة تحديدا، بفعل حسابات لبنانية وأخرى تتعلق به شخصيا، مستبعدين فرضية <<الاستخدام الاميركي>> التي لا تستقيم مع <<الاختراق>> الذي سجل مؤخرا في جدار العلاقة الاميركية السورية، من خلال الانتخابات العراقية، إلا ان هؤلاء لا يهملون كليا احتمال <<التوظيف الفرنسي>> لورقة خدام من أجل الاحتجاج على ما يوحي به السلوك الاميركي الراهن من قابلية لترتيب تسوية معينة مع دمشق.

ويرى أصحاب هذه القراءة ان خشية بعض رموز <<الاكثرية>> مما يحصل على الخط الاميركي السوري، إنما تفسر حالة التوتر المتفاقمة لدى البعض، وفي هذا الاطار تنقل شخصية حليفة لسوريا عن دبلوماسي عربي قوله: هناك في لبنان من يظن اننا سنفجر المنطقة من أجله.. هؤلاء واهمون ولعلهم لا يعرفون ان مصالح الدول لا تحسب على قياس مصالح الافراد.

ويخلص <<أصدقاء سوريا>> الى اعتبار كلام خدام مجرد <<قنبلة صوتية>>، وبعضهم يشير الى ان تقرير ميليس بني أصلا على الجو الذي أشاعه النائب السابق للرئيس السوري، والمستجد الوحيد في هذا السياق ان خدام عمد الى تظهير هذا الجو علنا.

 

محطة أخيرة

ساطع نور الدين  -– السفير 2/1/2006

لم يكن قرار نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام الظهور معارضا من باريس بالذات وعلى شاشة تلفزيون سعودية بالتحديد، عبثا او صدفة. كما لم يكن اسهاما متأخرا في كشف الحقيقة المعروفة في جريمة اغتيال صديقه الرئيس رفيق الحريري. ثمة ما يوحي بان تحولا جوهريا طرأ على المواجهة بين دمشق من جهة وبين بيروت وعدد من العواصم العربية والدولية من جهة اخرى، التي شهدت في الاسابيع القليلة الماضية تصعيدا جديدا، كاد يوحي بان الجانب السوري الذي اطمأن الى ان النظام ليس مستهدفا والعقوبات ليست واردة، وشرع في شن هجوم مضاد على جبهات مجلس الامن الدولي والغجر والسراي الحكومي والمكلس.. يوشك على العودة الى مواقع انتشاره ونفوذه السابق في لبنان. وبدا لوهلة ان المجتمع الدولي تراجع الى حد التسليم مرة اخرى بانه ليس لسوريا من بديل في لبنان سوى الفوضى وربما ايضا تنظيم القاعدة الذي انضم اسمه الاسبوع الماضي الى جبهة المواجهة واسلحتها المحرمة..

لكن واشنطن ابلغت رسميا عددا من القوى اللبنانية، ان محاولة الانقلاب السورية على موازين القوى الجديدة في لبنان ليست مقبولة ولا بد من الرد عليها بجدية عبر المزيد من التماسك بين قوى الاغلبية النيابية، حتى ولو اقتضى الامر التراجع عن القرار الدولي السابق باشراك حزب الله في الحكومة.. واعادة فتح ملف سلاحه حسب قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1559.

في هذا الوقت كانت باريس تلزم الصمت وتبدو انها خارج خط المواجهة، حتى باتت تتلقى الاتهامات، من مصادر عديدة بينها واشنطن انها تخلت عن لبنان وعن دعم التحقيق الدولي في اغتيال صديق الرئيس الفرنسي جاك شيراك.. وما زالت ترفض سحب سفيرها من دمشق، بخلاف السفيرة الاميركية التي استدعيت من العاصمة السورية في اليوم التالي للجريمة، ولم تعد حتى الان.

في هذا السياق، اطل خدام من باريس ليحدث دويا هائلا يفوق كل ما صدر من واشنطن طوال العام الماضي، ويعيد تصحيح النظرة الى المواجهة والمدى الذي بلغته، وينبىء بان المجتمع الدولي يستعد لاختراق حدود جديدة، تتعدى التحقيق الدولي في الجريمة وتمس معادلة الاستقرار في لبنان وسوريا على حد سواء.

هو بمثابة رد مباشر على الهجوم السوري المضاد على الجبهة اللبنانية، لكنه ينقل المواجهة للمرة الاولى الى الداخل السوري، والى القيادة السورية التي لم يسبق ان تعرضت لمثل هذا التشكيك العلني في شرعيتها وكفاءتها ومصداقيتها، ولمثل هذا الاتهام الصريح بالتورط في الجريمة.

اذا لم ينجح حديث خدام في حفظ توازن القوى فان المعادلة تصبح على النحو الاتي: اللعب في الداخل اللبناني سيؤدي الى اللعب في الداخل السوري وسيأخذ منحى تصاعديا من الان وحتى حزيران العام 2007.

 

في بيتنا الماريشال بيتان

وسام سعادة – السفير 2/1/2006

ما الداعي الى محاكمة عبد الحليم خدام بتهمة الخيانة العظمى في سوريا؟ اذا كانت الحجة هي <<الفساد>> أو طمر النفايات النووية في البادية السورية فإن الموضوع يستدعي من مجلس الشعب السوري استدعاء رئيس الدولة الى جلسة استماع وربما الى جلسات تحقيق، جنباً الى جنب مع نائب رئيس الدولة، خصوصاً أن سوريا يحكمها نظام <<رئاسي>>، في أقل تقدير، وحيث أن جرائم خدام وقصوره التي أجمع نواب القطر السوري على تبيانها وفضحها للأمة جمعاء هي من النوع الذي لا يمكن أن تخفى على الرئيسين اللذين تعاقبا على حكم سوريا منذ فجر الحركة التصحيحية والى يومنا هذا.

أما اذا كان الداعي الى محاكمة عبد الحليم خدام بتهمة الخيانة العظمى يتعلق بإفشاء أسرار دولة فما تكون هذه الأسرار؟ انها بكل بساطة أسرار <<دولة>> أخرى، مجاورة. بيّن عبد الحليم خدام أن المجموعة البونابرتية اللبنانية بقيادة جميل السيد واميل لحود كانت الأكثر تحريضاً على شخص رفيق الحريري. اذا حوكم أبو جمال بتهمة الخيانة لأنه أفشى أسرار اميل لحود ووئام وهاب فهذا يعني أن انتقاد بشار الأسد أسهل من انتقاد اميل لحود في سوريا، وان انتقاد اميل لحود في سوريا هو بمثابة التطاول على الذات الالهية، ويجابه بالدعوة العلنية الى القتل، وتطبيق حد الردّة. أما اذا كان تطاول نائب رئيس الجمهورية على ضابط أقل رتبة مثل رستم غزالة هو خيانة عظمى فهذا يعني عدم أهلية أي سوري للطعن في سوري آخر بتهمة الخيانة العظمى.

وبخصوص كلمات النواب الأفاضل في مجلس الشعب السوري، يجدر بلجنة التحقيق الدولية قراءة هذه الكلمات، وطلب التحقيق مع عدد من النواب السوريين الذين دعوا علانية الى قتل رفيق درب حافظ الأسد، عبد الحليم خدام، فهي دعوة بثتها شاشات التلفزة مباشرة، وتتصل بالتحريض على من تحول الآن الى شاهد الملك الرئيسي في قضية اغتيال رفيق الحريري.

يبقى أن أطرف مع تناوله نواب مجلس الشعب جاء على إيقاع <<من فمك ندينك>>. في عرفهم وقع أبو جمال في التناقض! ما هو هذا التناقض؟ انه أشاد بما يتحلى به الرئيس بشار من أدب رفيع، وفي الوقت نفسه أكد أن رفيق الحريري خرج من عند الرئيس بشار وأنفه ينزف دماً. ما وجه التناقض في كلام أبو جمال؟ التناقض هو في مسلك الرئيس السوري يا سادة. ثم ان خدام لم يفته الغمز من قناة الأخير، فأشار الى أن بشار الأسد كان يتعامل معه باحترام نظراً الى كونه قد عمل الى جانب الوالد، حافظ الأسد.

اذا كان انتقاد اميل لحود هو خيانة عظمى يعاقب فيها نائب رئيس الدولة في سوريا بالاعدام فهذا يعني أن ثمة خيانة عظمى في لبنان. وعندها نكون في حالة تقارن بالماريشال بيتان المتعاون مع الاحتلال النازي على جرائم ضد مواطني بلاده. ينبغي على مجلس النواب اللبناني أن يتعامل مع ملف الخيانة الوطنية كما تبرزها ردات فعل النظام السوري بعد ما أدلى به خدام. نائب الرئيس السوري اتهم رئيسنا بأنه مخبر عند رئيسهم. أعضاء مجلس الشعب السوري شنعوا على خدام من دون أن ينفوا بأن رئيسنا مخبر عند رئيسهم، على العكس، تفاخروا بذلك جهاراً. لا وقت يضيعه مجلس النواب اللبناني. الصيغة عملية جداً: أن تبادر الأكثرية الى توقيع عريضة تدعو فيها الى جلسة استماع نيابية للعماد اميل لحود.

 

في انتهاك معيب للخصوصية بقرار انتقامي عشوائي للأسد

 المخابرات السورية تقتحم منازل خدام  وترمي ملابس زوجته الداخلية من الشرفات

 دمشق ¯ باريس ¯ »السياسة«:

في اثر المقابلة التلفزيونية المدوية مع عبدالحليم خدام, نائب رئيس الجمهورية العربية السورية الأسبق, قالت المصادر المقربة وشديدة الخصوصية ل¯ »السياسة« ان المقابلة المذكورة جرى اعتبارها انها جزء لا يتجزأ من مفاجاˆت العد العكسي الذي دخله النظام السوري, والذي بات واضحا انه بدأ يقترب من نقطة الصفر. وهذه الاشارة ارتكزت على كلام خدام نفسه بان ما فعله ليس انشقاقا, بل انحيازا للوطن, الذي يعتبر حالة دائمة, وخروجا من النظام السوري الذي يعتبر حالة عارضة.

واضافت المصادر ان المعلومات التي نشرتها »السياسة« عن »فرق الموت« التي تلاحق خدام في باريس من قبل عناصر المخابرات المعششة في السفارة السورية, والتي تضمنت فرض حراسات ومراقبات امنية عليه من قبل اجهزة الامن الفرنسية... ان هذه المعلومات التي خرجت للعلن, تم الاستناد اليها في تقرير الخطوة الواجب على خدام اتباعها, اي خطوة التخلي عن الصمت, وبدء الهجوم على النظام.

وقالت المصادر ان خدام حمل معه الجريدة, وبدأ بإجراء مشاورات على مختلف المستويات في باريس واستقر الرأي على انه يجب مغادرة الصمت, والبدء بإعلان الحقائق على الناس, سيما وأن من يتكلم الاˆن هو واحد من اركان النظام السوري, وصانع سياسات هذا النظام, وقائد سياساته الخارجية بالتحديد, والممسك بملف لبنان بكل ما يحتويه من عجائب وغرائب, لمدة طويلة.

وتم اتخاذ القرار لاجراء المقابلة, التي اكد فيها بعد ميليس, تعرض الحريري للتهديدات من قبل رئيس النظام السوري بشار الاسد, ومن قبل رستم غزالي رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق ابان احتلال سورية للبنان. وهذه المعلومات سبق ل¯ »السياسة« ان نشرتها في حينها, وجرى اعتبارها انها كانت تقع في سياق صناعة ظروف واجواء الكراهية التي أدت الى اغتيال الحريري.

وتساءلت المصادر, في جانب اˆخر, ماذا سيكون موقف انصار النظام السوري في لبنان, بعد مقابلة خدام, وبالذات ما قاله حول عدم تصوره ان سورية قررت اغتيال الحريري? وقصد السؤال هو الاشارة الى حركة »امل« و »حزب الله« وحزب »البعث« والحزب السوري القومي الاجتماعي, وسائر السياسيين الاˆخرين, وعلى رأسهم رئيس الجمهورية لحود, والمعروفة تبعيتهم للنظام السوري حتى الاˆن?.

وتوقعت المصادر ان اجراءات العد العكسي للنظام السوري, والتي من ضمنها ظهور خدام على فضائية »العربية« سينسحب على هذه القوى لا محالة, وسيضعها في اˆخر الأمر أمام خيار واحد: إما الخضوع لأنظمة الدولة اللبنانية وقوانينها, وإما الخروج من الساحة السياسية في لبنان والى الأبد. واعطت المصادر الارجحية لفوز القوى الاستقلالية في لبنان, إذا ما اعتبرنا ان هناك معركة داخلية عنوانها القرار 1559 وموجبات تطبيقه, وفي طليعتها حصر السلاح بالدولة لوحدها, ومنعه عن »حزب الله« الذي لم يعد لديه ما يقاومه في الجنوب اللبناني, ولديه فرصة للانخراط في العمل السياسي الوطني.

وفي عودة الى مقابلة خدام, والى الزلزال الذي احدثته في محيط النظام السوري, وما فرضت عليه من تصرفات, قالت المصادر ان نوعا من الهستيريا الصارخة قد اصابت هذا النظام. فالى جانب تظاهرة مجلس الشعب الغوغائية التي امر الأسد بعقدها, للتنديد بخدام وتخوينه, قام وفد من وجهاء الطائفة العلوية, ومن الكلبيين خصوصا, يرافقه اˆخر من وجهاء الطائفة الاسماعيلية بالاجتماع برئيس النظام. وقد رشح عن المجتمعين مطالبتهم للاسد بالقيام فورا بمصادرة اموال خاله محمد وابنه رامي, والبالغة ثمانية بلايين دولار, ومصادرة اموال عمه المتوفى جميل الأسد, والتي اˆلت الى ورثته, والبالغة اربعة بلايين دولار, بغرض توزيعها على الشعب السوري, او الحاقها بالمال العام, والتفكير باستثمارها لصالح المواطنين السوريين, الذين قال خدام ان بعضهم يلتقط طعامه من اكوام القمامة. وغرض هؤلاء الوجهاء من الاقتراح هو تخفيف النقمة الشعبية على النظام وحكامه, وتأخير ساعة الانفجار بكل الوسائل, واشار الوجهاء الطائفيون على الاسد بان استئثار القلة بثروات البلاد, التي فضحها خدام, جعل الكثيرين من ابناء الطائفة العلوية يتذمرون, حيث ان اكثرهم مازال فقيرا, ويعاني الأمرين من كدح الفلاحة, ومشقات السعي للحصول على المال.

اضافة لذلك, وفي نطاق الوضع السيئ, وشديد الاحتقان في سورية, فقد صدرت قرارات تقضي بمنع خالد ناصر قدور, وكيل اعمال وشريك ماهر الأسد , شقيق رئيس النظام السوري, ونادر محمد قلعي, وكيل اعمال وشريك رامي مخلوف ابن خاله, من السفر, ومن التصرف بأموالهما ووضعت إشارة حجز على املاكهما.

أما الوضع النفسي والصحي للأسد, فقد أكدت المصادر أنه مستمر في التدهور,وقالت إنه مازال خاضعا لتناول الحبوب المهدئة حتى يتمكن من النوم, تحت إشراف والد زوجته الدكتور فواز الاخرس, وتحت وطأة هذه الظروف الشخصية الصعبة, يمارس الأسد اتخاذ قراراته باسلوب رد الفعل الانتقامي, فهو الذي أصدر أوامره بالانعقاد الاستثنائي لمجلس الشعب, وأمر أعضاء هذا المجلس بتعميم مكتوب سلفا وزع عليهم بالتنديد بخدام, ونزع صفة »السيد« عنه, وعدم مخاطبته بلقب »أبو جمال« لأن هذه المخاطبة تعتمد في حالة التودد, وهو أصبح الآن لا تودد معه ولا مخاطبة. واللافت في هذا الموضوع كانت أوامره الصادرة لشقيقه ماهر, ولصهره آصف شوكت, باقتحام بيوت خدام في دمشق والزبداني, ومسقط رأسه بانياس. وقد تم بالفعل اقتحام هذه البيوت من قبل رجال المخابرات, حيث عاثوا فيها فسادا وتخريبا, وقاموا بإلقاء ملابس الرجل وملابس زوجته (السيدة نجاة مرقبي خدام) الداخلية من الشرفات, في عملية انتهاك بشعة للخصوصية لم يسبق لها مثيل, وإلى جانب ذلك أمر الأسد السفارة السورية في فرنسا بتشديد الرقابة على محل إقامة خدام في باريس في جادة أفينيه فوش,ورصد كل من يزوره ويتردد عليه ومراقبة كل حركاته وسكناته.

وفي جانب آخر ذي صلة قالت المصادر المطلعة وشديدة الخصوصية, إن لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري, طلبت من بنك لبنان والمهجر تقديم كشوفات كاملة بحسابات ضباط سوريين, وأرقام الشيكات الصادرة لهم من بنك المدينة والتي قام بتحويلها إلى عدة جهات سورية وأوروبية, وبالذات أموال رستم غزالي, الذي كان يأخذ الشيكات بالتهديد من بنك المدينة في بيروت, ويودعها باسمه في بنك لبنان والمهجر. وتقدر المصادر هذه الأموال بملايين الدولارات.

وأكدت المصادر في الجانب نفسه أن لدى خدام معلومات أخرى كثيرة سيكشف عنها قريبا, وتتعلق بالفساد المفرط للنظام, وبالأوامر الرفيعة التي صدرت باغتيال الحريري, ومن خطط ونفذ هذه الجريمة, والتي ستكون بمثابة إعلان ل¯»الحقيقة« سيسبق إعلان لجنة التحقيق الدولية. كما توقعت المصادر أن تجرى مقابلات تلفزيونية لاحقة مع العماد حكمت الشهابي, رئيس أركان الجيش السابق, المقيم بين باريس وأميركا, سيكشف فيها الكثير عن أوضاع النظام السوري المتدهورة. ولفتت المصادر أن مقابلة خدام التلفزيونية عززت من وضعه الأمني, وجعلت الأجهزة الأمنية السورية تعد المليون قبل أن تقدم على أي عمل ضده, وبالذات الاغتيال, لأنها ستنكشف أولا, وثانيا ستزيد من تسارع العد العكسي الذي يتدهور انزلاق النظام السوري فيه, ويعجل في اقتراب النهاية.

 

  الحريري: ليس الرئيس المزور من يشهد على وطنية والدي

 "البعث" يطرد خدام ولحود يتهمه ورفيق الحريري بالتآمر على "المقاومة"

 بيروت ¯ »السياسة«:دمشق ¯ باريس ¯ الوكالات: حذرت قوى »14 اˆذار« اللبنانية من رد سوري شرس يطال لبنان بعد انقلاب نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام على النظام واتهامه الرئاستين السورية واللبنانية بالتورط في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

وبينما اعتبر »تيار المستقبل« أن الأسرار التي كشف عنها خدام اسقطت ورقة التوت عن النظام الأمني السوري ¯ اللبناني مطالبا باستقالة فورية للرئيس اميل لحود دعا رئيس كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية المعارضة الجنرال ميشال عون باستدعاء خدام للتحقيق معه في قضية اغتيال الحريري.

وفي دمشق تواصلت ردود الفعل الغاضبة والعصبية على انشقاق خدام حيث قرر حزب البعث العربي الاشتراكي طرده, فيما يتجه قائد جهاز المخابرات السوري السابق في لبنان العميد رستم غزالي لمقاضاته... وبينما نأت السلطات الفرنسية بنفسها, كشفت الصحف الإسرائيلية ان منزل خدام في باريس أصبح محجا لأجهزة الاستخبارات الأميركية والفرنسية والإسرائيلية, اضافة الى لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري. وفي هذه الاجواء بدا ان قوى الغالبية البرلمانية والحكومية في لبنان تتحسب لموجة اعمال ارهابية جديدة تستهدف البلاد بعد تصريحات خدام.وقال وزير الاتصالات مروان حمادة انه يتوقع ردا شرسا من النظام السوري داخل لبنان لإعادة خلط الأوراق بعد انشقاق خدام, مشيرا الى ان نائب الرئيس السوري السابق أصبح شاهدا اساسيا في قضية اغتيال الرئيس الحريري خصوصا بعد ان أكد بشكل قاطع ما ذكرته قوى »14 اˆذار« حول التهديدات التي وجهها الرئيس السوري بشار الاسد وكبار ضباط مخابراته للحريري قبل قتله. أما تيار »المستقبل«, أكبر القوى السياسية في البرلمان اللبناني, فقد اعتبر على لسان النائب عاطف مجدلاني ان الاسرار المذهلة التي كشف عنها خدام اسقطت ورقة التوت الأخيرة عن النظام الأمني السوري ¯ اللبناني وتركته عاريا أمام حقيقة تورطه في جريمة اغتيال الحريري. ورأى التيار ان الأزمة الداخلية في سورية الناتجة عن تصريحات خدام ليست هي ما تعنيه فهي شأن الشعب السوري لكن كلام نائب الرئيس السوري الذي يؤكد ما ورد في تقريري لجنة التحقيق الدولية يجعله شاهدا اساسيا على التورط السوري ويؤكد دور لحود في الجريمة ما يستدعي التحرك لإسقاط الرئيس اللبناني فورا باعتباره شريكا في قتل الرئيس الحريري.

لكن لحود رد في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية نفى فيه كل ما ورد في تصريحات خدام حول قيامه بالتحريض على الحريري وسحب حراسته الشخصية وذهب الرئيس اللبناني الى حد اتهام خدام والرئيس رفيق الحريري بتدبير »مؤامرة« لنزع سلاح حزب الله وفصائل المقاومة اللبنانية بعد توقيع اتفاق الطائف بنحو ثلاث سنوات, مشيرا الى انه رفض اˆنذاك بصفته قائدا للجيش تنفيذ قرار للمجلس الأعلى للدفاع بهذا الخصوص رغم تدخل الحريري لاقناعه معتبرا ان هذا ما جعل خدام يعارض التمديد له وليس الحفاظ على لبنان.

ورد المكتب الإعلامي للنائب سعد الحريري على بيان لحود بالتأكيد ان قادة المقاومة هم من يشهدون على وطنية الحريري وسعيه لحماية استقلال لبنان وتحرير اراضيه, وليس رئيس افتتح عهده بمخالفة دستورية عبر تزوير المادة 53 من الدستور

من جانبه اعتبر زعيم المعارضة في لبنان النائب ميشال عون ان خدام اكد تورط النظام السوري في الجريمة مطالبا باستجوابه حول كل ما قام به خلال توليه الملف اللبناني لسنوات طويلة.

وفي دمشق قررت القيادة القومية لحزب »البعث« الحاكم طرد خدام من عضوية الحزب واعتبرته خائنا للوطن والحزب والامة العربية, ورأت القيادة ¯ حسب ما جاء في بيانها ¯ ان خدام انضم الى المعادين الذين وجدوا فيه ضالتهم المنشودة بتجنيده ووضعه في صالح مخططاتهم المعادية لسورية.

من جهة ثانية قالت مصادر سورية ان رئيس ما كان يعرف بجهاز الأمن والاستطلاع السوري في لبنان (الاستخبارات) العميد رستم غزالي والمتهم بالتورط في جريمة قتل الحريري قرر مقاضاة خدام بعد ان اتهمه خلال مقابلته مع قناة »العربية« الفضائية بسرقة 35 مليون دولار من اموال »بنك المدينة« اللبناني المنهار والذي جاء في تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية السابق ديتليف ميليس ان للأموال المنهوبة منه علاقة مباشرة بجريمة اغتيال الحريري. الى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية انها لا تجري أي اتصالات رسمية مع نائب الرئيس السوري, مشيرة الى أنها علمت عبر وسائل الإعلام بوجوده في باريس منذ يوليو الماضي. من جهة ثانية ذكرت الصحافة الإسرائيلية ان قصر خدام في باريس تحول الى مزار لاجهزة الاستخبارات الاميركية والفرنسية والاسرائيلية اضافة الى محققي اللجنة الدولية وبعض اجهزة المخابرات العربية.

وقالت صحيفة »هاˆرتس« ان خدام يشن حملة انتقام شخصية من الرئيس السوري بشار الاسد بعد ان اقصاه من مسؤولياته السياسية والحزبية مشيرة الى ان انشقاق خدام لن يؤدي الى انهيار نظام الاسد كما يراهن البعض. واعتبرت »هاˆرتس« ان موقف خدام اضعف الحملة الاميركية ¯ الفرنسية ضد سورية وقوى الرئيس الاسد في الشارع. من جانبها قالت »يديعوت أحرونوت« ان اسرائيل انتبهت الى التركيز الدولي على خدام منذ اربعة اشهر وانها شرعت منذ ذلك الوقت بوضع تصور كامل لمستقبل نظام بشار الاسد.

 

أسرة غازي كنعان تستعد للجوء إلى فرنسا

دمشق-الوكالات: أكدت مصادر سورية مطلعة أن نجل وزير الداخلية السابق اللواء غازي كنعان »المنتحر«, استقال من شعبة الأمن السياسي التي كان يعمل ضابطا فيها, وقبلت استقالته فورا. ونقل موقع »أخبار الشرق« الإلكتروني عن تلك المصادر أن أبناء كنعان, الذين يعيشون في سورية (بعضهم يقيم في الخارج) بدأوا يبيعون كل ما يملكونه في سورية ولبنان استعدادا للهجرة إلى فرنسا. وكشفت المصادر ذاتها أن نجل اللواء كنعان الذي كان ضابطا برتبة رائد في شعبة الأمن السياسي استقال من منصبه, وتقدم فورا بإذن سفر إلى فرنسا, غير أن السلطات المختصة أجابت على طلبه السفر بعدم الموافقة, غير أن الجهات نفسها عادت وأصدرت موافقة بعد ساعات من الرفض. من جانب آخر, أكدت المصادر أن أسرة كنعان بدأت بيع ممتلكاتها العقارية في سورية ولبنان استعدادا للسفر إلى مقر جديد خارج سورية, من المرجح أن يكون فرنسا. وتسري شائعات عن غضب أسرة كنعان من السلطة التي لم تتعامل مع موت وزير الداخلية السابق كما يجب وأعلنت فورا ترجيح نظرية انتحاره في أكتوبر ,2005 كما تتحدث الأوساط عن شكوك كبيرة لدى أسرة كنعان وأقاربه بألا يكون قد انتحر بل قتل قتلا, وذكرت أنهم يصرحون بهذا في قريته »بحمرا«.

 

 رستم غزالي يقاضي نائب الرئيس السابق

 "البعث" يطرد خدام "المرتد المارق"ويتهمه بالعمالة لاعداء سورية

 دمشق- الوكالات: قرر حزب البعث الحاكم في سورية طرد نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام معتبرا في بيان امس ان "افتراءاته وتلفيقاته تشكل تنكرا واضحا وفاضحا للتقاليد والقيم الوطنية والقومية". وقالت القيادة القومية للحزب في بيانها ان "خدام خان الحزب والوطن والامة وجاءت افتراءاته وتلفيقاته لتشكل تنكرا واضحا وفاضحا للتقاليد والقيم الوطنية والقومية". واضافت ان "القيادة قررت طرده من الحزب واعتباره خائنا للحزب والوطن وخارجا على مبادئه وقيمه وتقاليده". وتابع البيان ان "خدام اختار ان يكشف عن وجهه الحقيقي عندما وجد نفسه خارج السلطة ومواقع المسؤولية في الحزب والدولة وذلك بعد ان اصبح عاملا معرقلا ومعيقا لمسيرة الاصلاح والتجديد وهذا ما اكدته ممارساته في الحزب والسلطة".

وقالت القيادة القومية للبعث ان "خدام اختار بخطوته الخيانية ان يقدم خدمة رخيصة مدفوعة الثمن لاولئك الذين جندوا انفسهم وقواهم للصق تهمة اغتيال الحريري بسورية في محاولة يائسة منه لانقاذ تقريري (القاضي الالماني ديتليف ميليس) واعطائهما جرعة انعاشية لتصعيد الضغوط على سورية بتقديمه شهادة زائفة وملفقة". واتهم بيان البعث نائب الرئيس السوري السابق "باساءات وارتكابات فاضحة على صعيد ممارسته السلطة سواء في سورية او في لبنان حيث يتحمل هو الجانب الاكبر من الاخطاء المتراكمة في لبنان من جراء تصرفاته ومواقفه التي غالبا ماكانت تأخذ طابعا شخصيا".

من جهة ثانية كشفت مصادر سورية مقربة من العميد رستم غزالي انه ينوي مقاضاة خدام.

وقالت المصادر إن غزالي ينوي مقاضاة خدام لنعته له بأنه "حرامي" ومجرم واتهامه بسرقة مبلغ 35 مليون دولار من بنك المدينة, ناقلا عن لسان الأسد تأكيده أن غزالي سرق وبنى قصرا في قريته وسوقا.  من جانبه شنت صحيفة »تشرين« السورية هجوماً حاداً على نائب الرئيس السوري السابق.. مؤكدة ان حديثه لقناة العربية الفضائية به الكثير من التناقضات الخطيرة خصوصا فيما يتعلق بزعمه معرفته احداث ووقائع لا يعرف احد مدى مصداقيتها وقالت ان الهدف من ذكرها هو الاساءة لسورية وطناً ونظاماً وقيادة.

ورأت الصحيفة في افتتاحيتها امس ان حديث خدام يفتقد الى الموضوعية لانه لم يقدم نقدا ذاتيا لممارساته في الحزب والسلطة لمدة خمسة وثلاثين عاماً وهو الذي كان في موقع قيادي طوال الفترة الممتدة من 1970 وحتى عام 2005 متسائلة هل الاخطاء والثغرات والسلبيات من صنع الآخرين عدا السيد خدام. وفي الوقت نفسه اكد محمد حبش عضو مجلس الشعب السوري ان تصريحات خدام شكلت صدمة لدى الجميع, مضيفا في تصريح لراديو »سوا« الاميركي ان السلوك الذي اتبعه خدام غامض ولا يمكن تبريره ومعرباً عن اعتقاده بان هذا السلوك لن يخدم مستقبله السياسي.

 

 حمادة يتوقع ردا سوريا "شرسا" وعون يطالب باستدعاء خدام للتحقيق

 بيروت ¯ »السياسة«: اعتبر وزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة امس ان سورية ستواصل محاولاتها لزعزعة استقرار لبنان ب¯ »شراسة« اكثر بعد القنبلة التي فجرتها تصريحات نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام.

وقال حمادة في مقابلة مع قناة »الحرة« الاميركية الناطقة باللغة العربية ونقلتها الوكالة الوطنية للاعلام ان »هذه المحاولات مرشحة لتزيد استعارا وربما شراسة مع هذه القنبلة لان الشاهد من البيت وهو وصف بدقة ما كنا قد قلناه للمحققين الدوليين« حول اغتيال رئس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. واضاف حمادة ان »الرد السوري (اثر هذه التصريحات) قد بدأ قبل ذلك ومنذ صدور القرار 1636 عن طريق مبادرات كثيرة لم يكن اولها محاولات التفجير في الجنوب ولن يكون آخرها محاولة تفكيك الحكومة اللبنانية باعتكاف بعض الوزراء القريبين من سورية«.

من جانبه قال رئيس كتلة الاصلاح والتغيير النائب اللبناني ميشال عون معلقا على حديث خدام ان »هناك اشياء تتعلق بالداخل السوري لسنا على علم بها ولا نستطيع ان نعطي رأيا فيها ولا نعرف مدى صحتها مضيفا ان خدام لم يقل كل الحقيقة حول لبنان باعتباره كان لمرحلة طويلة مسؤولا عن الملف اللبناني وتم توقيفه عند »الجريمة الاخيرة« التي اوحى خدام بأن النظام السوري هو المسؤول عنها ولكن »هناك جرائم كثيرة وقعت عندما كان هو المسؤول عن الملف اللبناني«.واكد عون ان شهادة خدام هي دليل على تورط النظام السوري لانه كان في قلب النظام ويستطيع الاطلاع على معلومات كثيرة مطالبا باستجواب خدام من قبل لجنة التحقيق الدولية. وابدى اعتقاده بأن الرئيس الجديد للجنة التحقيق الدولية سيطلبه كشاهد.

واكد عون ان اللبنانيين هم المسؤولون عن الاحداث »العاطلة« معتبرا ان النتائج السيئة للاحداث ناتجة عن الممارسات السيئة من قبل المسؤولين.

من جهته اكد النائب عاطف مجدلاني عضو كتلة تيار المستقبل ان نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام اسقط ورقة التين معريا النظام الامني السوري اللبناني ووضعه في قفص الاتهام, وكأنه جاء ردا على وزير الخارجية فاروق الشرع داحضا مزاعمه.

وقال مجدلاني ان ما يعنينا ليس انتفاضة خدام على واقع وطنه بل الوقائع التي ذكرها ليكون الشاهد غير المقنع الذي يساهم في جلاء الحقيقة والى الثأر لكرامة وحرمة الموت وقيمه وايضا لاظهار حقيقة الرؤية السياسية لحركة 14 آذار وامل ان يكون العام 2006 عام الوحدة والتضامن وصون استقلال .2005 ورأى النائب وليد عبدو ان كلام خدام يؤكد الاهانات الكبيرة التي كانت توجه للرئيس الشهيد من قبل رؤوس النظام الامني وطالب باستقالة الرئيس اميل لحود.

 

"يديعوت أحرونوت": منزل خدام صار  محجاً للمخابرات بما فيها الإسرائيلية

 باريس: لا اتصالات مع نائب الرئيس السوري المنشق

 عواصم-الوكالات: أفاد مصدر ديبلوماسي أمس ان وزارة الخارجية الفرنسية لم تجر اي اتصال مع نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام الذي يقوم بزيارة خاصة لفرنسا. وصرح المصدر ان الديبلوماسية الفرنسية علمت من انباء صحافية ان خدام يقيم منذ يونيو في باريس.

إلى ذلك قالت الصحف الاسرائيلية ان التصريحات التي أطلقها النائب السابق للرئيس السوري كانت تتويجا لحملة انتقام شخصية بسبب اقصائه عن مركز السلطة في سورية, مشيرة إلى أن مقر اقامته في فرنسا تحول إلى »محج« لمسؤولي اجهزة الاستخبارات ومنها الاستخبارات الاسرائيلية.

وكتب محرر الشؤون العربية في صحيفة »هآرتس« تسفي بارئيل ان مقابلة خدام مع تلفزيون »العربية« تأتي في سياق حملة انتقام من »النظام السوري بعد اقصائه عن مواقع السلطة«. واشار بارئيل إلى »ان خدام زود المدعي الالماني ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري بمعلومات حول ضلوع النظام السوري في اغتيال الحريري«. لكن الكاتب الاسرائيلي قال انه »ليس ثمة أي خوف على سقوط النظام (السوري) أو تفككه. وان ما نشهده هو صراع داخلي, مشيرا إلى ان »خدام يريد الانتقام بسبب اقصائه عن المناصب السلطوية منذ خمس سنوات«.

وتابع بارئيل ان »خدام كان مقربا من الحريري, وبواسطة الاخير كان مقربا ايضا من النظام السعودي وهذا ما مكنه من ادارة (شؤون) لبنان من سورية«. واضاف »لكن هذه العلاقة تحولت إلى قنبلة زمنية عام 1998 عندما لم يكن بشار الأسد رئيسا بعد لكنه كان يعد نفسه للمنصب«.

ولفت بارئيل إلى ان »بشار الأسد كان يخشى في حينه من خدام الذي رأى نفسه خلفا للرئيس حافظ الأسد, ورأى ان خدام سيمنعه من الوصول إلى منصب الرئاسة من خلال اموال الحريري. وقال بارئيل انه »بعد اقصاء خدام من مركز السلطة استمر الحريري في ولائه لخدام وكذا نشأ تحالف بين الحريري وخدام وغازي كنعان (وزير الداخلية السوري الذي انتحر في مكتبه قبل شهر ونصف) وذلك مقابل (تحالف بين) الجنرال رستم غزالي الذي حل مكان كنعان في لبنان ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع وعائلة الأسد«. واضاف ان »استعراض« خدام في تلفزيون »العربية« يعزز صفوف النظام السوري ضد »الهجمة السياسية اللبنانية-الأميركية-الفرنسية«.

من جهة ثانية كتبت مراسلة صحيفة »يديعوت احرونوت« للشؤون العربية سمدار بيري ان »البيت الفخم الذي يقطنه خدام في ضواحي باريس كان خلال الاشهر الاخيرة محجا للقاءات سرية«. وقالت »حضر إلى هناك عملاء اجهزة الاستخبارات الفرنسية والاميركية وطاقم التحقيق التابع للامم المتحدة«.

واضافت بيري ان »هؤلاء ليسوا الوحيدين الذي حصلوا على معلومات جديدة من رجل النظام السوري الرفيع الذي يعرف اسرارا كثيرة«, مشيرة إلى »ان اسرائيل ايضا لم تجلس مكتوفة الايدي«. وكتبت بيري ان »كبار المسؤولين في اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية تمكنوا منذ اربعة شهور من وضع تحليل مفصل حول اداء بشار الاسد والظروف التي قادت إلى اغتيال الحريري«. وكان النائب السابق للرئيس السوري كشف ان بلاده سلمت وطبان ابراهيم الحسن لاخ غير الشقيق لصدام حسين إلى القوات الاميركية وابعدت عدي وقصي ابنا صدام إلى العراق في اطار سعيها »لتخفيف الضغوط الأميركية« عليها. وقال خدام ان تسلمي وطبان وابعاد عدي وقصي اللذين قتلا خلال هجوم للقوات الأميركية على منزل كانا يختبئان فيه في الموصل شمال العراق في يوليو ,2003 جاء في سياق محاولات القيادة السورية تخفيف الضغوط الاميركية عليها.

وكانت »العربية« التي بثت مقتطفات من المقابلة الجمعة قالت انها ستبث اجزاء اخرى تتضمن معلومات اخطر. وكشف خدام عن تلك الاجزاء في سياق ما وصفه ب¯ »فشل القيادة السورية وتخبطها خلال تعاطيها مع الضغوط التي تكثفت عليها من قبل الولايات المتحدة التي كانت تريد اجبار سورية على عدم معارضة سياستها في العراق«.وقال »كيف تكون هناك ممانعة للسياسة الأميركية ويبقى التعاون مستمرا ونشطا بين اجهزة المخابرات الاميركية والسورية حتى يوليو ,2005 ممانعة من هنا وتعاون مع اجهزة المخابرات من هنا!«.وتابع قائلا: »لماذا تم تسليم وطبان الحسن? لماذا? جاء في اطار تخفيف الضغوط الاميركية واسترضاء الاميركان. لماذا توسيط بعض الدول العربية لفتح الحوار مع اميركا.. وحول الكيفية التي ابعد بها ولدا الرئيس العراقي صدام حسين قال خدام: قصي وعدي اكتشف وجودهما وجيء بهما إلى الأمن ووضعا على الحدود وقيل لهما اذهبا. وقال ايضا ان السلطات رفضت استقبال طارق عزيز«. ومضى قائلا »اتخذت هذه الاجراءات لارضاء الاميركان«.اعتبر نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام ان السيناريو العراقي, في اشارة إلى الحرب الاميركية في العراق, »غير وارد اطلاقا« في سورية.

 

زعم إحباط مخطط لنزع سلاح حزب الله خلال قيادته للجيش

 لحود يتهم خدام ورفيق الحريري بالتآمر على المقاومة بعد "الطائف "

 بيروت - »السياسة«: اصدر مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية بيانا رد فيه على تصريحات نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام ونفى فيه اتهامات المسؤول السوري المنشق معتبرا انها جاءت ملتبسة في المكان والزمان.

وبعد ان ربط البيان بين تصريحات خدام وما سماها ردود الفعل المبرمجة من قبل السياسيين اللبنانيين نفى بيان الرئاسة اللبنانية ما ذكره خدام حول اعتذار رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري بعد تولي الرئيس اميل لحود مهامه رئيسا للبنان كما نفى لحود اتهامات خدام له بشن حملة تحريض ضد الرئيس رفيق الحريري بدعوى انه لا يملك وسائل اعلام تخدم مصالحه.

لكن اخطر ماجاء في بيان لحود هو زعمه أن »حملة خدام على الرئيس لحود واعلانه بأنه لم يدعم التمديد له, يعود الى ان لحود رفض منذ كان قائدا للجيش مخططا يقضي بارسال الجيش الى الجنوب ومنع المقاومة من مواجهة الاحتلال الاسرائيلي انذاك. وقد اتخذ المجلس الاعلى للدفاع يومها قرارا خطيا موثقا في المحاضر الرسمية, بنشر الجيش في الجنوب وتجريد المقاومة من سلاحها وابلغ الى قائد الجيش (العماد لحود في حينه) لتنفيذه . لكن العماد لحود رفض التنفيذ معتبرا ان مثل هذا القرار سيشعل حربا اهلية جديدة في البلاد ويقضي على مسيرة السلم الاهلي والوفاق الوطني بعد اقل من ثلاث سنوات من صدور اتفاق الطائف«.

واضاف البيان ان »المجلس الاعلى للدفاع اصر على قراره وجاء من يبلغ العماد لحود ان سورية موافقة على هذا التدبير لان منطقة الشرق الاوسط مقبلة على تطورات سياسية جديدة إلا ان العماد لحود تمسك بموقفه الرافض وغادر مقر قيادة الجيش في اليرزة عائدا الى منزله في عبيدات قائلا لمن راجعه ومنهم الرئيس الشهيد بأن يتولى غيره قيادة الجيش.. وقد اظهرت الاتصالات التي اجريت فيما بعد مع دمشق ان الرئيس الراحل حافظ الاسد لم يكن على علم بالقرار ولا هو وافق عليه, بل ان خدام لم يكن بعيدا عن هذا القرار الذي كان يمكن ان يؤدي لو نفذ في حينه الى نشوء مواجهة بين الجيش والمقاومة الوطنية كانت ستعرض حتما وحدة البلاد والمؤسسة الوطنية للخطر الشديد, فضلا عن انها كانت اعاقت بشكل اساسي تحرير القسم الاكبر من الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي علما ان احباط الرئيس لحود وكان يومها قائدا للجيش هذا المخطط كان السبب في اول لقاء جمعه مع الرئيس حافظ الاسد الذي لم يكن قد التقاه بعد مرور اربع سنوات على تسلمه قيادة الجيش« على حد زعم البيان.

 

خدّام.. والخيار بين الوطن والنظام/ وبين الكلام والأنتحار! 

الإثنين 2 يناير - . خيرالله خيرالله

كانت مفاجأة المفاجآت أن يخرج السيد عبد الحليم خدام عن صمته وأن يذهب بعيداً في مهاجمة النظام السوري الى حدّ جعله يعترف بأن الوطن أهم من النظام.هل بلغ اليأس من النظام بخداّم حدّ أقدامه على مثل هذه الخطوة التي لا يقدم عليها عادة سوى الكبار الكبار؟

لا يمكن أعتبار عبد الحليم خدّام مجرد شخص عادي في سوريا، خصوصاً أذا اخذنا في الأعتبار طبيعة العلاقة التي ربطته بالرئيس الراحل حافظ الأسد الذي لا شك في أنه وضع  في العام 1970الأسس للنظام القائم في سوريا ، ذلك النظام الذي ورثه بشّار الأسد وسعى الى المحافظة عليه بطريقته الخاصة التي قد لا تكون لها علاقة بالطريقة التي أعتمدها والده.

في حديثه الطويل الخارج عن المألوف الذي أدلى به الى "العربية"، اظهر عبدالحليم خدام الذي لم يكن يوماً بعيداً عن الشبهات ، أقله في مجال الصفقات التجارية، انه يمتلك حدّا أدنى من الوفاء للرجال الذين خدموا سوريا وعملوا من أجل أخراجها من المآزق التي مرت فيها. لم يجد خدّام مفرّاً من أن يقول كلمة حق في رفيق الحريري،ذلك العروبي ألأصيل الذي عمل كل ما في وسعه من أجل حماية سوريا في ظروف أقل ما يمكن أن توصف به أنها في غاية الصعوبة.

ولكن أبعد من أعطاء كل ذي حق حقّه وكل شخص حجمه الحقيقي، خصوصاً السيد فاروق الشرع وزير الخارجية الذي يفهم في كل شيء ربما، باستثناء السياسة الخارجية، لجأ عبد الحليم خدّام الى تعريةالنظام السوري بصراحة ليس بعدها صراحة. لا داعي للعودة الى ما قاله في المقابلة التي يظل أهم ما فيها أنه أكد بما لا يقبل الشك أن الحريري تلقى تهديدات مباشرة من أركان النظام على رأسهم الرئيس بشار ألأسد  في الأشهر التي سبقت أغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق وزعيم السنة في لبنان. لم يفت نائب الرئيس السوري السابق الذي كان مع العماد حكمت الشهابي رئيس الأركان أقرب الناس الى حافظ الأسد، الأشارة الى البعد السني لعملية أغتيال الحريري. قال ذلك صراحة عندما أشار الى من بين مآخذ النظام السوري على رئيس الوزراء الراحل، سعيه الى تكتيل أهل السنة في لبنان حول شخصه. ولم يفت خدّام لفت النظر في هذا السياق الى أن النظام السوري يغض النظر عن الأحزاب الأخرى في لبنان وكلها أحزاب مذهبية مثل "أمل" أو "حزب الله" وغيرهما، ولا يرى خطأ الاّ في تجمّع أهل السنة وتكتلهم حول الحريري، علماً بأنه كان من الأفضل لو أكد نائب الرئيس السوري السابق أن الحريري لم يسع يوماً الى أن يكون زعيماً سنياً، بل كان حريصاً كل الحرص على البعدين الوطني والعربي لما كان يقوم به في لبنان وخارج لبنان.

في كل ألأحوال والظروف، يشكل كلام عبد الحليم خدام(أبوجمال) نقطة تحول على ثلاثة صعد أولها تركيبة النظام السوري، وثانيها مجرى التحقيق في أغتيال رفيق الحريري والشخصيات اللبنانية الأخرى التي ذهبت ضحية الأرهاب في السنة 2005، وثالثها الغطاء العربي والدولي الذي كان يتمتع به النظام حتى لحظة أغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق في 14 شباط- فبراير 2005 .

على صعيد تركيبة النظام، كشف كلام خدّام للمرة الأولى عمق الأزمة الداخلية في سوريا وكيف أن القرار صار في يد رجل واحد بات أسير المحيطين به من أعضاء الحلقة الضيّقة التي تتمتع بكل أنواع النفوذ وألوانه. وكان خدام واضحاً في سعيه الى أجراء مقارنة مع ما كانت عليه الأحوال في عهد حافظ الأسد. ما لم يقله النائب السابق للرئيس السوري الذي كان مسؤولا عن ملف لبنان أنه  صحيح أن ألاسد الأب كان صاحب القرار النهائي، الاّ أن الصحيح أيضاً أنه  لي يكن يتخذ قراره بطريقة "أنفعالية" كما الحال الآن. وبكلام أوضح، يشكل الموقف الذي أتخذه خدام أقوى ضربة توجه الى النظام خصوصاً أنها تأتي بعد أسابيع من "انتحار" اللواء غازي كنعان الذي كان وزيراً للداخلية ولكنه كان قبل ذلك الحاكم الفعلي للبنان طوال عشرين عاماً. فضّل غازي كنعان الصمت على الكلام الكبير، وفضّل على الأرجح الأنتحار بدل الأعلان صراحة عما يجول في خاطره وما عانى منه في السنوات الأخيرة. أما خدّام فقد فضّل  الكلام على الأنتحار، وليس مستبعداً أن يحذو آخرون حذوه والسؤال الكبير يتعلق بما سيفعله العماد حكمت الشهابي الموجود منذ فترة خارج سوريا؟

على صعيد التحقيق في أغتيال الرئيس الحريري، جاء كلام خدّام ليعزز النظرية القائلة أن التحقيق يسير في أتجاه كشف الحقيقة. والحقيقة تتلخص بكل بساطة بأن الذين أتخذوا قراراً بالتخلص من رئيس الوزراء اللبناني السابق لم يدركوا أنهم لم يرتكبوا مجرد جريمة عادية ستمر على غرار مرور جرائم أخرى في لبنان وغير لبنان. لم يدرك المخططون والمحرضون والمنفذون، بسبب غبائهم أوّلا وروح الأجرام والحقد التي تسيرهم ثانياً، أن العالم تغيّر من جهة وأن رفيق الحريري ليس مجرد شخصية لبنانية يمكن أن  تزاح بسهولة وان تستمر الحياة كما لو أن شيئاً لم يكن من جهة أخرى. لقد ثبُت بعد الكلام الذي قاله عبد الحليم خدام أن أغتيال رفيق الحريري كان زلزالا على الصعيدين اللبناني والسوري وأن هذه المصيبة على خلاف المصائب الأخرى التي تبدأ كبيرة ثم تصغرهي من المصائب التي تبدأ كبيرة ثم تكبر أكثر. انها زلزال بكل معنى الكلمة، زلزال أدى، بين ما أدى اليه، الى خروج القوات السورية من لبنان بطريقة أقل ما يمكن أن توصف به أنها غير مشرّفة، طريقة كان يفضل أي عربي ان تكون مختلفة. ولكن ما العمل مع نظام يعتقد أن الغاء الآخر وسيلة من وسائل الحوار؟

يبقى الصعيد العربي. ما قاله عبد الحليم خدام يظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن الغطاء العربي رُفع عن النظام السوري. واذا أردنا أن نكون أكثر تحديداً، أمكن القول أن المملكة العربية السعودية رفعت الغطاء عن نظام كان يعتبر الى ما قبل فترة قصيرة ابنها المدلل. يتبن بعد بث "العربية" لحديث خدام بكل ما فيه من قنابل، أن الخيار السعودي بات واضحاً في ما يتعلق بالذهاب الى النهاية في معرفة من قتل رفيق الحريري ومن قتل شخصيات أخرى في لبنان من باسل فليحان، الى سمير قصير، الى جورج حاوي، الى جبران تويني...أن لعبة التوازنات الأقليمية التي كان يتقنها حافظ الأسد صارت جزءاً من الماضي. وهذا ما أدركه عبد الحليم خدام الذي كان يعرف قبل غيره أن سوريا ما كانت لتدخل الى لبنان لولا الغطائين العربي والدولي. صارت من دون الغطاء الدولي بعد صدور القرار 1559 ...وفقدت الغطاء العربي بعد اغتيال رفيق الحريري.

كشف حديث عبد الحليم خدام كم هي عميقة أزمة النظام السوري. حاول الرجل أحياناً الأبقاء على شعرة معاوية مع الرئيس بشّار الأسد، لكنه ما لبث أن قطعها، خصوصا عندما قال أن ليس في أستطاعة جهاز سوري تنفيذ جريمة في حجم أغتيال رفيق الحريري من دون معرفة الرئيس. في النهاية ترك "أبوجمال" القرار النهائي للتحقيق الدولي مدركاً أن الحقيقة ستظهر عاجلاً ام آجلا. اكيد أنه أخذ في الأعتبار ردود فعل النظام بما في ذلك الكلام الذي ردده نواب بدوا كأنهم أتوا من عالم آخر في جلسة مجلس الشعب السوري التي تلت حديثه التلفزيوني. أكتشف هؤلاء النواب فجأة أن هناك فساداً في سوريا. وأكتشفوا أن عبد الحليم خدام  عنوان لهذا الفساد. أنها خطوة الى أمام لعلهم يتبعونها بخطوة أخرى تؤدي الى كشف الحقيقة في أغتيال رفيق الحريري والشخصيات الوطنية اللبنانية الأخرى بدل الاستمرار في اللف والدوران هرباً منها. نعم أن الحديث عن الفساد جيد خصوصاً أذا كان هناك من يتجرأ في الذهاب الى أبعد من شخص عبد الحليم خدّام... الى معرفة الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة. كل ما تبقى مناورات لا طائل منها لا تقدم ولا تؤخر وهو م أدركه عبد الحليم خدّام عندما نفض يديه من النظام وفرّق بينه وبين الوطن وأتخذ قراراً بالكلام بدل اللجوء الى الأنتحار!    

 

 تصريحات خدام: خلاف المجرمين رحمة للشعب والحقيقة!! 

ايلاف: الإثنين 2 يناير - د. أحمد أبو مطر

التصريحات النارية التي أطلقها عبد الحليم خدام ضد النظام البعثي السوري، لا تستدعي خلافا كبيرا حول تحليلها وفهم خلفيتها على ضوء تذكر عدة حقائق منها:

أولا: إن خدام كان من أهم أعضاء القيادة البعثية طوال ثلاثين عاما، وكان من المقربين جدا للرئيس السابق حافظ الأسد، وتولى لسنوات عديدة رسم وقيادة سياسته الخارجية، وبعد تخليه عن المنصب لخلفه فاروق الشرع، أصبح نائبا للرئيس ومن المؤثرين والفاعلين في القيادة بمستوى لا يقل عن فاعلية وتأثير قادة فروع الأمن الداخلي والمخابرات العسكرية بكافة فروعها التي لا يعرف المراقب عددها.

ثانيا: أتاح له موقعه هذا الإطلاع الدقيق على كافة تفاصيل الحياة السورية في مختلف نواحيها، وكان أحد المخططين والمتابعين الفاعلين في الساحتين السورية واللبنانية، ونتيجة ذلك كان ابنه (جمال) يسرح ويسطو وينصب ويهدد في لبنان بنفس مستوى قادة الأجهزة الأمنية كرستم غزالة وحكمت شهاب وغازي كنعان وعلي أصلان وبعلمهم، فهو في الحياة السورية المبتلاة بهم (ابن الأستاذ)!!!. وكان يتصيد الزبائن العرب الخليجيين خاصة للنصب والاحتيال دون أن تجرؤ الأجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية على السماع لشكاويهم وفتح تحقيق فيها، طالما الخصم والحكم هو (ابن الأستاذ).        

وهذه الحقائق تجعل عبد الحليم خدام واحدا من المسؤولين المباشرين عن الفساد وجرائم القتل والسجون ومصادرة الحريات ومطاردة السياسيين والمذابح الجماعية في حماة وتدمر، ولم يكن أقل مسؤولية من المجرمين القتلة رؤساء الأجهزة الأمنية، فما كانوا يرتكبونه بحق الشعب السوري يتم بعلمه ورئيسه حافظ الأسد وبتخطيط مسبق ورضى منهما. وفي الشأن الخارجي أسس خدام مدرسة البذاءة والافتراء والسباب والتضليل التي ورثها عنه بجدارة فاروق الشرع الذي لم يصدق وهو شبه النكرة أن يصبح وزيرا للخارجية السورية، فاعتقد أن أفضل الطرق للوصول والبقاء في المركز هو ما أبقى سلفه خدام وصعّده لجانب الرئيس وهو أسلوب البذاءة والافتراء والكذب الذي جعل الدبلوماسية البعثية مثارا للقرف في العالم العربي والمحافل الدولية بفضل أداء التلميذ فاروق الشرع وتابعه الذليل وليد المعلم اللذان يحتاجان لقرون ليتعلما الأداء الدبلوماسي المهذب الفاعل. وفي ميدان القضية الفلسطينية التي إستغلها البعث السوري كما العراقي لتلميع صورهم القاتمه الفاسدة، كان خدام ورئيسه حافظ الأسد وراء طرد الرئيس عرفات وخليل الوزير من دمشق عام 1983 وإغلاق مكاتب حركة فتح وزجّ مالا يقل عن ألفين من عناصرها في السجون البعثية، بسبب تكرار الرئيس عرفات الحديث عن عدم مساعدة الجيش السوري في لبنان للمقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية أثناء إجتياح بيروت وحصارها من قبل جيس الإحتلال الإسرائيلي عام 1982، وإنسحاب الجيش السوري إلى البقاع اللبناني حسب الأوامر الإسرائيلية سالكا نفس الطرق الآمنة التي حددها له شارون آنذاك في منشورات علنية، أسقطتها المروحيات الإسرائيلية بالآلآف على بيروت وكافة مناطق تواجد القوات السورية، وقرأناها مع كل من عاشوا حصار بيروت.

إزاء ذلك فإن تصريحات وإعترافات خدام الأخيرة التي شكلت ضربة قاضية للنظام البعثي السوري الذي كان هو أحد أركانه الأساسيين، لايمكن إعتبارها صحوة ضمير أو شهادة تبرئة له، رغم كل محاولاته أثناء حديثه أن يقدم نفسه على أنه لم ينخرط في الفساد والقتل والجرائم الفردية والجماعية في السجون البعثية، وأنه كان ينصح ويقول ويلفت أنظار الرئيس...إلخ التبريرات الضعيفة التي قدمها. إن هذه الإعترافات الخطيرة هي إعترافات مجرم وفاسد ولص كبير، أدرك أن البنيان إقترب من الإنهيار على المجرمين والفاسدين واللصوص، فآثر الهروب في اللحظة ما قبل الأخيرة، علّ الظرف الإقليمي والدولي من خلال إعترافاته وإداناته تلك للنظام الذي هو أحد مؤسسيه وحماته طوال ثلاثين عاما، يسمح بنسيان مشاركته الفعلية والميدانية المباشرة في كل تلك الجرائم والفساد. لذلك فإن أهمية تصريحاته وإعترافاته تنبع من زاوية واحدة وهي (وشهد شاهد من أهلها)، فهي أثبتت بوضوح قاطع كل ماورد في تقرير ميليتس عن دور النظام البعثي السوري في جريمة اغتيال رفيق الحريري وما أعقبها من جرائم اغتيال، كما أثبتت الدور القذر الذي كانت تمارسه المخابرات البعثية في لبنان طوال ثلاثين عاما، خاصة ضباطها السفلة أمثال رستم غزالة، حيث كان رئيس الجمهورية اللبنانية ورؤساء أجهزتة الأمنية مجرد موظفين صغار لديهم، وكان القصر الجمهوري المخابراتي البعثي يدير لبنان كما يدير أولئك القتلة أي سجن من سجونهم في عموم سورية.

من هنا بدأت الأنباء تتوارد عن احتمال استدعاء بشار الأسد وفاروق الشرع للتحقيق من قبل المحقق الدولي الذي خلف ميليتس، وعندئذ لن يتمكن النظام القاتل الادعاء أن المحقق الدولي الجديد سيّس التحقيق كما كان يدعّي زمن المحقق ميليتس، فالآن الشاهد الملك موجود وهو من عظام الرقبة، ولن ينفع النظام حفلة الردح التافهة التي أقامها ما يسمى زورا (مجلس الشعب السوري)، حيث تباروا بانحطاط لم تشهده الحياة السياسية العربية في شتم وتجريح خدام، وهم الذين كانوا كالفئران أمامه قبل شهور قليلة، وكنّا نرى كيف ينحنون أمامه عند التسليم، ولولا ذرة من الخجل لقبلوا يديه. إن هذا المجلس في كل أدائه وصمة عار في جبين الشعب السوري، فهو مجرد ببغاوات تردد ما يريده الرئيس وأجهزته الأمنية، والمضحك المبكي أنهم طالبوا بفتح ملفات فساد خدام وعائلته، ونحن مع ذلك ولكن لماذا لم تجرؤ تلك الببغاوات أن تتحدث دقيقة واحدة عن المفسدين واللصوص الذين لم ينشقوا بعد، وسؤالهم عن ملياراتهم هذه كيف جمعوها؟؟. أم أنهم لم يسمعوا عن ملايين رستم غزالة ومليارات آل مخلوف وآل شاليش الذين جاءوا حفاة عراة إلى دمشق، وكيف جمعوا هذه المليارات عن طريق الفساد والاحتيال في سورية ولبنان بكل الوسائل غير المشروعة بما فيها تجارة المخدرات والسلاح وتبييض الأموال وفرض الخوات على تجار سورية ولبنان، ومن يصدق أن رستم غزالة كان يؤجر الطريق الدولي من بيروت إلى دمشق لتجار الشام لمدة أربعة وعشرين ساعة مقابل خمسة ملايين دولار، ويكون التاجر قد أعدّ مسبقا عشرات الشاحنات المحملة بكل الممنوعات والمهربات من الكحول والسجائر والأدوات الكهربائية وآلآت الطباعة، لتعبر الحدود طوال أربعة وعشرين ساعة بدون توقف أمام نقاط التفتيش والجمارك.

لذلك فإن تصريحات خدام واعترافاته، تكتسب أهميتها من كونها أهم وأخطر إدانة للنظام البعثي السوري، لكنها لا تبرؤه من المحاسبة والعقاب مع كل رموز الفساد والجريمة في النظام البعثي السوري، الذي لا أعتقد أن هناك مواطنا سوريا خارج دائرة الفساد والجريمة هذه، لا يتمنى سقوطه في أقرب فرصة، دون أن تخدعنا المظاهرات اليومية التي يسيّرها النظام في شوارع المدن السورية دعما كاذبا لسلوكه المجرم، فنحن من خبر النظام البعثي السوري ميدانيا نعرف آلية تسيير المظاهرات بالقوة والتخويف عبر إخراج الطلاب من مدارسهم وجامعاتهم والعمال والموظفين من مراكز عملهم، فيسير فيها هاتفا بحياة المفسدين والمجرمين حتى من قتلوا ابنه أو أخاه، وفي سرّه يطلب من الله التعجيل بنهايتهم. وهكذا فإن خلاف المجرمين والمفسدين واللصوص فيه رحمة لشعوبهم وكشفا للحقائق التي نكتب عنها منذ سنوات، فيتهمنا بعض الببغاوات بأننا نتجنى على النظام القومي البعثي حامى الحمى ومقيم التوازن الإستراتيجي مع العدو الإسرائيلي ومحرر الجولان وباني أكبر نهضة صناعية وهمية أفقرت الشعب السوري ونهبت خيراته، فبعد اعترافات (شاهد من أهلهم) لا مجال إلا للإطاحة بهم ومحاسبتهم، علّهم يذوقون طعم السجون والعذاب الذي أذاقوه لملايين السوريين واللبنانيين، والمهم أيضا إعادة المليارات التي نهبوها لخزينة الشعب السوري كيف يكف فقراؤه عن البحث عن الفتات في القمامة كما قال خدام، ولم يرتدع ضميره وعقله واستمر واحدا من اللصوص والمجرمين طوال ثلاثين عاما..(وما للظالمين من أنصار)!!!!.ahmad64@hotmail.com

 

بطولة السيد خدام! 

ايلاف: الإثنين 2 يناير - بهاء حمزة

لا اعرف سببا في الحقيقة للقناعة التي تسكنني منذ أن وعيت على الشأن العام بأنه ليس من البطولة أبدا القفز من المركب بينما هي تشارف على الغرق وهي نفس القناعة التي أقعدتني عن الانضمام إلى قائمة المرحبين باعترافات السيد عبد الحليم خدام (الذي يبدو انه بالفعل كان اسما على مسمى) عن تجاوزات النظام السوري الذي ظل هو شخصيا ضلعا ثابتا وعامودا صلبا من أعمدته طوال ما يزيد عن ثلاثين عاما كان خلالها شاهدا وفي الأغلب منفذا للعديد من العمليات القذرة التي خرج علينا أخيرا ليندد بها وكأن خداما آخر كان قريبا من كرسي الأسد وهو ينفذ كل تلك العمليات أو كان السيد خدام عادت إليه النخوة وصحا ضميره فجأة قبل أن تنزل تترات النهاية في الأفلام العربية التي اعتدنا دائما أن تنتهي نهاية سعيدة مهما بلغ حجم سوداوية الأحداث فيها.

قبل أن أتابع أجد نفسي مدفوعا للتأكيد على أنني لا أدافع عن النظام السوري الحالي أو الماضي ولا أبريء ذمته من أي جريمة أو أي حماقة سياسية ذكرها السيد خدام كما أنني اشعر بالغثيان أيضا من الحملة المضادة التي حما وطيسها في سوريا ردا على اعترافات نائب الرئيس السوري السابق وهو موضوع سنأتي له في السياق لكنني أجد بصراحة أن الأهم هنا اعترافات خدام ومسارعة البعض لتحويله إلى بطل لمجرد انه قال ما يريد الآخرون منه أن يقوله في الوقت الذي حدده هؤلاء الآخرون لكي يجدون مبررا فيه يسهل عليهم تنفيذ مخطط معد مسبقا بينما الحقيقة أن السيد خدام (في رأيي أيضا) بعيد كل البعد بما فعله عن البطولة ولو كان كذلك لقال ما قاله في وجه الأسد الكبير أيام عنفوانه أو على الأقل آثر الانسحاب عن الشأن العام في سوريا كلها احتراما لنفسه وإنقاذا لها من التورط في عمليات قذرة لا يمكن لرجل حر أن يقبل زج اسمه فيها إلا أن الرجل الذي خدم النظام بإخلاص وحماس وأبدع في التنكيل بمعارضيه طوال ما يزيد على العشرين عاما يأتي الآن وبعد أن قبض عدة مئات آلاف من الدولارات الفضائية ليحاول إقناع المشاهدين العرب المخدوعين بالفطرة بأنه كان حملا وديعا وانه صاحب ضمير حي أبى عليه إلا أن يقول الحقيقة في وقت تتهاوى فيه الأرض بقوة من تحت الرئيس الأسد الصغير بعد أن تخلى عنه الحلفاء وتقاعس الأصدقاء عن دعمه تخوفا من المد الاميركي العالي الذي بدا يضرب السواحل السورية، وما فعله خدام يذكرنها بما فعله بدرجة اخف شريكه في الإبداع السياسي طوال حكم الأسد الكبير العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري قبل عامين بعد خروجه من منصبه ويبدو أن صدمة الابتعاد عن الكرسي تصيب المسؤولين السوريين بلوثة في عقولهم فتجعلهم يهذون بما يجب وما لا يجب أن يقال على الأقل لكونهم مشاركين في المسؤولية عنه بشكل أو بآخر.

وكان من الإنصاف لو طلب خدام من الهيئات الدولية محاكمته على الجرائم التي شارك في ارتكابها باسم النظام السوري إذ كان يمكن وقتها لكثيرين تصديق حكاية صحوة الضمير المفاجئة التي ازعم أنها لم تنتب مسؤولا عربيا واحدا لوجه الله وكأنهم يتلقون تطعيما فعالا ضدها، كما كانت ستسهل علينا إقناع أنفسنا بان الرجل يمر بمرحلة بطولة ما قبل النهاية وانه يريد أن ببريء ذمته من بحور الدماء التي أراقها أو شارك في أراقتها قبل أن يلاقي ربه، إلا أن نائب الرئيس السوري السابق اختار الطريق التقليدي للمسؤول العربي المبعد وأدلى بشهادته على فظائع نظام الأسد وكأنه لم يكن واحدا من أركانه.أما ما حدث ويحدث على الجانب الآخر فلا يمثل في رأيي سوى تتمة للمسرحية الهزلية التي مللنا من مشاهدتا في اغلب بلادنا العربية، إذ لا يمكن الاقتناع بان السادة الموقرين أعضاء مجلس الشعب السوري اكتشفوا فجأة أن خدام وأولاده من رموز الفساد وان الرجل تربح من منصبه وجمع ثروة تقدر بملايين الدولارات وكل هذا لمجرد انه قال ما لم يعجب الرئيس السوري ونظامه وساهم في دفعهم خطوات إضافية إلى داخل النفق المظلم لان خدام إذا كان قد تربح من منصبه (وهو أمر متوقع) فلابد انه فعل ذلك تحت سمع وبصر كل قيادات النظام السوري السابق وربما بتشجيع منهم أيضا كما انه ليس وحده الذي تربح من منصبه ولن يكون الأخير طالما بقيت الأنظمة التي تطبق على أنفاس شعوبها هي السائدة عربيا. وفي النهاية لا املك إلا الاعتراف بان المشهد الحالي ليس إلا دليلا جديدا على المهازل السياسية التي كتب علينا أن نشاهدها ونعيش تفاصيلها (وإحنا قاعدين) حسب التعبير الشهير لعادل إمام في مسرحية مدرسة المشاغبين باعتبار ذلك من أشكال السلبية الحادة، والى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا وتنزاح غمة الأنظمة الفاسدة عن بلادنا لا نملك إلا الهتاف مع أهل القرون الوسطى يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف..!heabajnf@yahoo.com

 

 من المشهد السياسي السوري 

ايلاف: الإثنين 2 يناير- . سليمان يوسف يوسف

ثمة جدل واسع يدور هذه الأيام حول (المشهد السياسي السوري)،سلطة ومعارضة ومجتمع مدني،حيث تتشابك عناصره وتتداخل في حركة ضبابية متموجة، غير محددة الاتجاه والأهداف،في ظروف وأوضاع، محلية وإقليمية ودولية، صعبة ومقلقة،ليبدو هذا (المشهد السوري)،وكأنه قدر تاريخي أو حلقة فيمع مسلسل طويل ومخيف اعد لمنطقتنا المبتلية بكل أشكال العنف والإرهاب والبؤس والاستبداد.هذه الأوضاع القاتمة،دفعت غالبية تيارات (المعارضة السورية) للالتقاء والحوار فيما بينها حول المستقبل السياسي للبلاد أثمرت،في السادس عشر من تشرين الأول الماضي، عن إصدار وثيقة سياسية ( اعلان دمشق) أكد الموقعون عليها على أنهم   سيعملون ((من أجل إنهاء مرحلة الاستبداد والاستعداد لتقديم التضحيات الضرورية من أجل ذلك..))،وقد سارعت العديد من الشخصيات الوطنية و أحزاب (المعارضة السورية) في الخارج،مثل حزب (الإصلاح) وجماعة (الأخوان المسلمين) الانضمام الى هذا الإعلان.وبعدها بأيام طالب (رياض الترك)- وهو من ابرز شخصيات المعارضة، وعبر( فضائية الديمقراطية)- الرئيس (بشار الأسد) ومجلس وزرائه بتقديم استقالاتهم الى مجلس الشعب.هذا التحول في موقف (المعارضة السورية)، وانتقالها من نهج (الإصلاح) الى نهج (التغيير)، ترك تساؤلات عديدة:حول قدرة هذه المعارضة على التحرك وترجمة ما جاء في (اعلان دمشق)الى فعل سياسي ينهي احتكار (البعث) للسلطة ويحقق حلمها الديمقراطي الذي دفعت ثمنه الكثير في السجون والمعتقلات السورية وفي المنافي.إذ لم يعد يخفى على أحد الضعف والانحسار التنظيمي لمعظم قوى وأحزاب (المعارضة السورية) وافتقارها الى القاعدة الشعبية والزخم الجماهيري في الشارع السوري الصامت والمصاب بـ(عقدة الخوف من السياسية) بعد عقود طويلة من عسف السلطة   وقمعها لكل نشاط سياسي وفكري وحقوقي معارض.ويبدو أن هذا التصعيد السياسي من قبل المعارضة السورية يعكس، بشكل أو بآخر، مدى الإحباط واليأس الذي أصابها بعد خمس سنوات من وعود النظام بالإصلاح السياسي والاقتصادي والانفتاح الديمقراطي. وخطوة المعارضة هذه ليست أكثر من محاولة يائسة منها للإفادة من الظروف الإقليمية والدولية الاستثنائية الضاغطة على النظام،الذي ما زال قوياً أو أنه أقوى الضعفاء بحسب تعبير الكاتب(شعبان عبود).لكن الرئيس (بشار الأسد) لم يتأخر كثيراً بالرد على جماعة (اعلان دمشق) وعلى القوى الدولية الضاغطة.فقد ألقى خطاباً،في العاشر من تشرين الثاني الماضي،حذر فيه (المعارضة السورية) من محاولة الدخول على خط أزمته الراهنة مع القوى الدولية المعنية بالملف اللبناني، ومن التحرك بالتوازي مع الضغوط الخارجية، قال الأسد:(( ما لم يأخذوه بالضغط الخارجي لن يأخذوه بالضغط الداخلي)).وقد شكك الرئيس (الأسد) بوطنية كل من يرتفع صوته بالتوازي مع الخارج المتآمر- أمريكا وحلفائها- الذي وضع المنطقة،كما يراها الأسد: ((امام خيارين لا ثالث لهما.إما المقاومة والصمود أو الفوضى))،وقد فضل الأسد ((المقاومة والتصدي)) منعاً لـ (الفوضى)،مما ترك انطباعاً لدى الجميع بأن (سوريا) لن تتجاوب كما يجب مع قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالتحقيق في قضية اغتيال(رفيق الحريري)،وهذا يعني مزيد من الاضطراب والتوتر مع المجتمع الدولي وفتح باب التكهنات و التساؤلات حول (المستقبل السياسي والاقتصادي) لسوريا.فبعد هذا الخطاب للرئيس الأسد، الذي سيطرت عليه لغة المواجه والتحدي، بدأ الإعلام السوري الرسمي(المرئي والمقروء والمسموع)، وبشكل مبالغ فيه، يدق طبول الحرب وأقيمت، في العاصمة (دمشق) ومعظم المدن السورية، خيم التصدي والاعتصام و سيرت المسيرات والتظاهرات المنددة بالتهديدات الأمريكية والدولية لسوريا،وارتفعت الشعارات والأناشيد الوطنية والقومية المحفزة على المقاومة استعداداً لـ (المنازلة الكبرى). من دون شك، استفاد النظام من سياسة التعبئة الجماهيرية هذه ضد الضغوط الخارجية والمبالغة فيها في محاصرة

  وربما تعطيل نشاط (المعارضة السورية) في الداخل والخارج التي تحركت بشكل لافت وصعدت من خطابها السياسي ضد النظام في الفترة السابقة للتطورات الأخيرة التي جاءت على خلفية نتائج التحقيق الدولي التي قام بها القاضي ديتليف ميليس وفريقه في جريمة اغتيال رفيق الحريري والتي حملت اتهامات الى ضباط سوريين يشتبه بتورطهم بهذه الجريمة الى جانب ضباط لبنانيين ،وإسراع مجلس الأمن الدولي لإصدار القرارات 1636 و 1644التي تدفع باتجاه المزيد من الضغوط الدولية على النظام في سوريا وتطالبه بالتعاون التام والتجاوب بدون شروط ومن غير تأخير مع اللجنة الدولية لاستكمال التحقيق في هذه القضية.لكن هذه الأجواء المتوترة التي اصطنعها الإعلام السوري قبل غيره وبدت فيها سوريا وكأنها تعيش حالة حرب، أعادت الى ذاكرة السوريين بديات (أزمة العراق) مع مجلس الأمن،وكيف قادت الى غزو أمريكي للعراق في آذار 2003 وهو غارق اليوم في دم أبناءه اللذين يقتلون على أيدي الاحتلال الخارجي والإرهاب الداخلي معاً،بدأت، هذه الأجواء المتوترة، تثير مخاوف السوريين وتقلقهم وأشاعت في المجتمع السوري شيء من الفوضى والبلبلة الاقتصادية والتيه السياسي،خاصة مع التراجع السريع لقيمة (الليرة السورية) أمام الدولار الأمريكي حتى قبل اتخاذ أي اجراءات أو عقوبات دولية بحق سوريا،بالرغم من كل التطمينات الحكومية حول قوة الاقتصاد السوري واستقراره، سرعان ما فقد المواطنون ثقتهم بأداء الحكومة وقراراتها،كما أن، هذه الأجواء والتطورات، فتحت باب النقاش والجدل بين السوريين حول مأزق بلادهم مع المجتمع الدولي وسبل الخروج منه من جهة وحول مستقبل العلاقة السورية اللبنانية من جهة اخرى والمرشحة لمزيد من التدهور والتوتر بعد اغتيال النائب والصحفي (جبران تويني) مدير تحرير جريدة النهار اللبنانية والمعروف بانتقاداته الشديدة للنظام السوري في الثاني عشر من  هذا الشهر(كانون الأول).

لا جدال على أن الاهتمام الأمريكي وحلفائه الغربيين بـ (الملف اللبناني) يتجاوز قضية الحقيقة في اغتيال(رفيق الحريري)،إذ لهذه الدول مصالح استراتيجية في هذه المنطقة الحيوية من العالم تسعى للحفاظ عليها وتقوية نفوذها فيها.لكن الأخذ بـ (نظرية المؤامرة)، من قبل النظام في سوريا، في تحليل التوجهات الجديدة للسياسة الدولية وفي تفسير ما يجري في الداخل السوري من حراك سياسي معارض،لم يعد يجدي نفعاً في عالم مفتوح تحكمه مفاهيم ومعايير جديدة، بات يستحيل في ظلها عزل ما يجري في الداخل عن ما يحصل في الخارج.كما أن حل أزمات سوريا مع الخارج ومعالجة معضلات الداخل لا يأتي بالمراهنة على عامل الزمن وعلى ما قد يحصل في المستقبل من مستجدات وخلط للأوراق في المنطقة والعالم،أو بالانغماس المتزايد للسياسة السورية في القضايا الإقليمية ولا عبر مزيد من الاجراءات الأمنية في الداخل.وإنما هذه الحلول فقط تأتي باعتماد سياسة واقعية في علاقات سوريا مع العالم الخارجي والأخذ بمبدأ (البرغماتية)،أساسها (المصالح الوطنية) لسوريا، بعيداً عن الأيديولوجيات والعقائد والأفكار المسبقة،ومن خلال انفتاح النظام على الداخل والتعاطي الديمقراطي للحكم مع المجتمع

  السياسي المعارض وفعاليات المجتمع المدني والالتفات الى مشكلات الواقع السوري ومعالجة حالات البؤس فيه،في مقدمتها مشكلة البطالة والتنمية والتعليم والديمقراطية والحريات وحقوق القوميات الغير عربية، كالآشوريين والأكراد وغيرهم ومنح الجنسية للمحرومين منها ، فمثل هذه الخطوات من شأنها أن تخفف من حدة الاحتقانات والتوترات المحلية والإقليمية، وتؤسس لمرحلة سياسية جديدة في سوريا تعيدها الى سكة التطور والتقدم والازدهار و تجنبها المزيد من الأزمات.

**كاتب المقال سوري عضو مكتب سياسي في المنظمة الآشورية الديمقراطية  

shosin@scs-net.org

 

 عبد الحليم خدام يتناسى أم يتنصل؟ 

الأحد 1 يناير - . سعد الله خليل

ايلاف: تضمن حديث السيد عبد الحليم خدام على قناة العربية ثلاثة محاور رئيسية: أولها الوضع السوري الداخلي بتشعباته المختلفة بدءا من الحريات السياسية إلى الأجهزة الأمنية إلى الإصلاحات فالفقر فالفساد. وثانيها الوضع أو الملف اللبناني كما كان يسمى. وثالثها اغتيال الرئيس الحريري الذي طالب فيه بانتظار نتائج التحقيق الدولي، وإن كان قد امتدح تقرير ميليس ووصفه بالحرفية والمهنية، وألمح إلى تهديدات تلقاها الرئيس الحريري، وقساوة في التعامل معه قبيل التمديد للرئيس لحود. 

تحدث السيد خدام عن الفساد وكأنه وليد يوم وليلة، وليس تراكم عقود وسنين عديدة مديدة كان فيها السيد خدام أحد القادة البارزين، المخططين والمنفذين، حيث بدأت تستشري هذه الآفة وتتراكم خبرات صانعيها ومرتكبيها وحماتها. فهل يحق للسيد خدام أن يتنصل من مسؤوليته في صنع الفساد، أو التستر عليه على الأقل؟ ألا يتذكر السيد خدام الهمهمات والاتهامات التي تناقلها الشعب السوري وتناولت أبناءه ودورهم في دفن نفايات نووية في بادية الشام؟ هل طالب بفتح تحقيق في هذا الشأن؟ هل يحق للسيد خدام أن يتساءل باستغراب واستهجان: كيف يمكن لموظفين لم يكن راتب واحدهم عام (1970) يزيد عن مائتي ليرة سورية أن يخلفوا بعد مماتهم ثروات تقدر بمليارات الدولارات! متجاهلا ثروته التي لم يذكر لنا مصادرها، ولم يفسر لنا أسبابها؟ من أين للسيد خدام هذه الملايين من الدولارات؟ وكيف هبطت عليه هذه النعمة الفاحشة؟ وهو منذ الستينات من ذوي الدخل المحدود أي موظفا حكوميا (مسؤولا) يتقاضى راتبا شهريا، ممنوع عليه بموجب القوانين السورية أن يتعاطى عملا آخر! هل كان السيد خدام مسؤولا نزيها لم يقبل الهدايا، ولا نقول الرشاوى؟ ثم لماذا تُقدم إليه الهدايا؟ ألسواد عينيه؟ أم لأنه في منصب يمكنه من تقديم هذا وتأخير ذاك، وحل هذه العقدة، وتعقيد تلك؟ أليس حاله كحال أولئك الموظفين الذين تحدث عن ثروتهم باستغراب واستهجان؟  

يتحدث السيد خدام عن الفقر، وعن ملايين السوريين الذين لا يجدون ما يأكلونه بينما تتراكم الثروة في أيدي مجموعة قليلة من الناس في ظل غياب القانون كما يقول. وكأن الفقر قد هبط على السوريين فجأة من السماء؟ أو كأنه ليس نتيجة السياسات التي كان أحد أهم أعمدتها ومخططيها ومنفذيها؟ هل يذكر السيد خدام أن علبة المحارم الورقية، وعلبة السمنة التي كان يحصل عليها المواطن السوري في ظل تخطيط وتنفيذ السيد خدام كانت تستدعي وساطة مسؤول، وتسجل على دفتر العائلة، كي لا يتحايل المواطن ويأخذ علبتي محارم ورقية أو علبتي سمنة في الشهر؟ هل يعترف السيد خدام أن الدولار الأمريكي في ظل تخطيطه قد ارتفع من خمس ليرات إلى خمسين ليرة؟ وأن البالة كان مسموحا استيرادها، وكانت أكثر السلع استيرادا وربحا، وجزءا هاما من الشعب السوري كان يشتري ثيابه من البالة! لماذا لم ير السيد خدام الفقر حينها؟ هل كان من مصلحته أن يغمض عينيه آنذاك، وحين انتفت هذه المصلحة فتحهما فرأى؟

يتحدث السيد خدام عن الحريات العامة والديمقراطية فيقول أن الشعب السوري مصادرة حريته وممنوع عليه العمل السياسي، وتتسلط عليه الأجهزة الأمنية. وقد نسي السيد خدام أنه صاحب الرصاصة الأولى التي أطلقت على ربيع دمشق، وأكثر المحرضين عليه، وكان له الباع الطويل في حرقه وإجهاضه. كما نسي السيد خدام وهو يتحدث عن الحريات العامة التي أصبحت أفضل بكثير مما كانت عليه في أيامه، نسي الحملة الشعواء التي شنها على الصحون اللاقطة للمحطات الفضائية في سوريا، محاولا منعها، ومنع السوريين الاتصال بالعالم الخارجي، ومعرفة ما يدور. لماذا لم يطرح السيد خدام أفكاره وآراءه المساندة للديمقراطية والحريات حين كان نائبا للرئيس؟ لماذا كان يتهم كل من كان ينتقد أو يرفع صوته، بمعاداة الثورة والعروبة، والعمالة للاستعمار والصهيونية؟ هل كانت مصلحته وقد كان في الحكم تقتضي ذلك، وقد انتفت هذه المصلحة الآن؟ إن السيد خدام مهما حاول التنصل فإنه مسؤول مسؤولية مباشرة عن كل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة حصلت في سوريا، ألم يكن واحدا من أهم أعمدة الحكم؟

أما فيما يتعلق بلبنان فقد جعل من نفسه العراب الصالح لذلك البلد، وكأنه لم يرتكب أي خطأ حين تولى المسؤولية في لبنان، وكأن الأخطاء لم تكن تراكمية، بل ولدت فجأة في الأعوام الأخيرة، وقبلها، في ظل قيادته، كان اللبنانيون في أحسن حال وأهنأ بال، دون أن يقدم سببا مقنعا في عدم تطبيقه لاتفاق الطائف خلال الفترة التي تولى فيها المسؤولية والتي امتدت من عام (1991 إلى 1998)، ودون أن يخبرنا لماذا مدد للرئيس الهراوي، وسجل سابقة على صعيد الدستور اللبناني، متجاهلا أيضا الحديث عن احتقانات بعض الطوائف اللبنانية، التي لم تنشأ من فراغ بل نتيجة للأخطاء الفادحة التي ارتكبت وامتدت من عهده.

كل من يفقد منصبه في سوريا يتباكى على الحريات العامة والديمقراطية ويلعن الفساد، مستغبيا الناس أو متناسيا أنه كان ركنا أساسيا في حماية وتكريس تلك المفاهيم والممارسات، والسيد عبد الحليم خدام الذي انتهى أو أُنهي دوره لأسباب عدة، واحد من هؤلاء الذين تفتحت عيونهم بعد أن فقدوا مناصبهم، فرأوا في لحظة ما لم استطاعوا أن يروه على مدى عقود طويلة، فسوق نفسه داعية للإصلاح والديمقراطية وحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، حالما بأن يكون رجل المستقبل في سوريا.Saadkhalil1@hotmail.com

 

وصادت شباک ميليس الاسد! 

الإثنين 2 يناير - . نزار جاف

ايلاف: کثيرة هي المسرحيات الرديئة ذات الطابع التجاري الهابط في مسارح بلدان المنطقة، إلا أن تلک المسرحية التي قدمها مجلس الشعب السوري بخصوص الموقف من تصريحات السيد عبدالحليم خدام، قد تکون"الاهبط" بکل جدارة! الموقف الذليل لذلک المجلس الذيلي المغلوب على أمره و قراراته، والذي حاولت دمشق من خلاله شرح موقفها من الامر، قد بين مرة أخرى و بوضوح بؤس و إنحطاط القرار الرسمي لبعض من أنظمة الحکم السياسية في المنطقة وعدم أهميته و إنعدام المصداقية فيه من ألفه الى يائه! إن أولئک الذين کانوا ينادون بفتح ملف السيد خدام و ضرورة معاقبته بتهمة الخيانة العظمى، لا يختلفون بشئ عن بطانات التملق و الرياء التي کانت تحفل بها أنظمة الحکم المتخلفة في أردأ المراحل التأريخية قتامة. هذا الخطاب المتخلف و القاصر لهذا الحکم الاستبدادي العجوز الذي يحاول التصابي عبثا، يؤکد حقيقة إفلاس الموقف السياسي الرسمي للحکم السوري، وهو يذکرنا بتلک المسرحيات التي کان المجلس"اللاوطني"للبعث العراقي المنحل يقدمه بخصوص بعض المسائل الحساسة و التي کانت برمتها مجرد نصوص مکتوبة سلفا و يقوم بتجسيدها تمثيلا ممثلون"خشبيون"! إن مسألة تغير ماهية و جوهر إنسان بسبب من تغيير في آرائه و مواقفه السياسية، هو ديدن النظم الدکتاتورية الشمولية، وکما کان الامر مع ليون تروتسکي مع النظام الشيوعي في الاتحاد السوفياتي المنهار، ومثلما کان الامر مع علي سالم البيض و الرئيس علي صالح عبدالله، و کل من حسين کامل حسن و صدام کامل حسن و الحکم البعثي، فإن الامر ذاته يعاد"سکوب بالالوان الطبيعية"من على شاشة التلفزيون المتهرئ للحکم السوري. لقد رأى العديدون من قادة و أصحاب القرار في المنطقة و العالم، إنه کان الاولى بالحکم السوري أن يتعظ من مسألة إغتيال السيد الحريري وأن يبادر بتصحيح مواقفه من الاساس کي يمکن إنقاذ ما يمکن إنقاذه في ظل تلک العاصفة السوداء المخيمة على سماء دمشق، غير أن الذي فات أولئک السادة، هو أن"الحافي ليس بإمکانه أن يمنح لغيره حذاءا"کما هو شائع في المثل العراقي الدارج، والحکم السوري الذي کان سبب إستمراره في الحکم أساسا يعود الى خلفيات القمع و الارهاب و إراقة الدماء و زج الناس بمختلف الاسباب في غياهب السجون، ليس بإمکانه أبدا أن يغير ذلک الاسلوب، إذ أن تغييره يعني ببساطة تغيير النظام نفسه! إن إهتزاز کيان و بنية نظام سياسي بسبب من تصريحات أحد قادته السابقين، يدل بجلاء هشاشة و خواء ذلک النظام وهو في واقع أمره مثل"الخشب المسندة". لکن الانکى و الادهى في القضية، هو ماجاء في الانباء من عزم لجنة التحقيق الدولية على مقابلة کل من السيدين بشار الاسد و فاروق الشرع، وکلمة "مقابلة" هي الکلمة المؤدبة التي أخذت مکان کلمة"إستدعاء"، إذ أن واقع الحال هو إستدعاء رئيس الجمهورية و وزير خارجيته للتحقيق في تلک الاتهامات"البينة" وإماطة اللثام عن آخر فصل مثير للتحقيق الدولي مع الحکم السوري بخصوص إغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق. لقد حاولت دمشق أن تضحک على ذقن ديتليف ميليس و أن تجعله أراجوزا من خلال تلک المسرحيات المفتعلة و المفبرکة في دهاليز المخابرات السوية العامة، وقد تصور الحکم السوري أن إبتعاد السيد ديتليف ميليس عن رئاسة لجنة التحقيق سوف تعني نهاية طروحاته"الذکية"، لکن الذي بادر به السيد عبدالحليم خدام، قد أکد بشکل بين صدق کل طروحات السيد ميليس، وإن دمشق التي ضحکت على ميليس قليلا، سوف تجد الاخير و العالم معه يضحکون على بؤس الموقف الرسمي السوري طويلا!

نزار جاف

 nezarjaff@gmail.com