المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

ذكرى 14 شباط الرابعة

 

الحضور

المستقبل - الاحد 15 شباط 2009 - شارك في الاحتفال رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وعقيلته هدى، الوزراء: طارق متري، وائل ابو فاعور، بهية الحريري، محمد الصفدي، غازي العريضي، جان اوغاسبيان، ابراهيم شمس الدين، خالد قباني نسيب لحود، ريمون عودة، تمام سلام وايلي ماروني، والنواب: فريد مكاري، بطرس حرب، نايلة معوض، قاسم عبد العزيز، ميشال فرعون، مروان حمادة، عمار حوري، علاء الدين ترو، محمد الحجار، سمير الجسر، فيصل الصايغ، فؤاد السعد، ايلي عون، محمد الامين عيتاني، غنوة جلول، عاطف مجدلاني، مصطفى علوش، انطوان زهرا، هاشم علم الدين، انطوان اندراوس، الياس عطالله، اكرم شهيب، مصباح الاحدب، عبد الله فرحات، جمال الجراح، نقولا فتوش، احمد فتوح، عاصم عراجي، روبير غانم، مصطفى هاشم، بدر ونوس، رياض رحال، باسم السبع، احمد فتفت، محمد كبارة، هادي حبيش وعزام دندشي، نديم الجميل إضافة الى أركان 14 آذار وحشد من رجال الدين.

سلسلة مليونية تحيّي رفيق الحريري وعدالة المحكمة

أمواج بشرية تهدر في ساحة الحرية وتهتف للحقيقة

الحريري يشكر أهل الوفاء: أنتم شركاء في تعبيد الطريق الى لاهاي

السبع: المحكمة ستبدأ وسنرى رؤوس المجرمين تطل من وراء القضبان

المستقبل - الاحد 15 شباط 2009 -   باسمة عطوي

جدد مئات الآلاف من اللبنانيين الذين اجتمعوا في ساحة الشهداء أمس وغصت بهم الطرقات امتداداً من اوتوستراد ضبية شمالاً حتى مداخل نهر الأولي جنوباً، مناخاً سياسياً عاماً كانوا قد صنعوه منذ أربع سنوات في ذروة الألم الذي خلفه اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فاستعادوا مشهداً سياسياً مكملاً لمسار ومفاعيل ذكرى 14 شباط التي انتقلت بلبنان من زمن سياسي الى آخر. وعبّروا عن ذلك بوضوح حين طالبوا "بالعدالة والحقيقة"، ورفعوا شعاراً موحداً "ان المحكمة الدولية عدالة للجميع" على أبواب استحقاقين أساسيين سيشهدهما لبنان في الأسابيع والأشهر المقبلة، الأول يتمثل بانطلاق المحكمة الدولية في أول آذار المقبل، والثاني الانتخابات النيابية التي ستجري في السابع من أيار المقبل.

هذا المناخ السياسي ترجم على أرض ساحة الشهداء ومحيطها من خلال خطابات سياسية حددت الطائف ومبادئ طاولة الحوار سقفاً لها. فجاء الكلام السياسي على أفواه الخطباء متوازناً يرسم حدوده في السعي الى بناء الدولة ووقف تعطيل الدستور وتجنيب لبنان الفتن والتصدي لمحاولة الاستيلاء على القرار الوطني المستقل والتأكيد على البعد العربي لعلاقة لبنان بمحيطه، والذي كان قد جسده الرئيس الحريري في علاقاته العربية والدولية.

ولا عجب أن تضم الكلمات شهادات بالرئيس الشهيد من زعماء دوليين يتقدمهم الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ورئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي.

أما على المنصة التي نصبت على خلفية ضريح الرئيس الشهيد، فقد أكد رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري "ان المحكمة الدولية على الأبواب ولقد دقت ساعة الحقيقة العدالة ستدق أبواب كل الذين شاركوا في المسلسل الإجرامي بحق لبنان"، معتبراً "ان كل مواطن نزل الى ساحة الحرية كان شريكاً في تعبيد الطريق الى لاهاي". وأكد "ان 7 حزيران محطة مصيرية وفرصة أمام اللبنانيين للإجابة عن الأسئلة المصيرية وقيام دولة حرة ومسؤولة عن إدارة شؤونها بنفسها وحماية الحدود، نريدها دولة للإعمار والنمو الاقتصادي، دولة تعترف بأن مواطنيها هم أغلى مواردها"، داعياً الى إعلاء لغة الحوار الوطني على أي لغة تستدرج لبنان نحو العنف والفتنة".

أما رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط فأعلن أن "لا تسوية على الطائف، شرط استكماله بتحرير لبنان من نظام الطوائف، ولا تسوية على حصرية قرار الحرب والسلم بيد الدولة، كما لا عدو لنا في الداخل على الاطلاق وأن الحوار فوق كل اعتبار"، مؤكداً "اننا نحترم شهداءهم ونتمنى أن يحترموا شهداءنا، وعدونا الى جانب إسرائيل هو الحقد ومحاولة أنظمة الاستبداد قمع التقدم والتطور". وأشار الى "اننا نصر كدولة وشعب على التهدئة والهدنة مع إسرائيل وغيرنا يحارب عبرنا وعبر غزة وأرضه محتلة ويباهي بالتحرير ويفاوض إسرائيل كأن لبنان وغزة يباعان ويشتريان على طاولة المفاوضات".

وتساءل النائب باسم السبع عن "العيب في ان تشكل هذه المناسبة صوتاً متقدماً لـ14 آذار في الانتخابات"، وخاطب الحشود بقوله: "أنتم هنا لأن دم رفيق الحريري يستحق أن تعودوا الى الساحة وقضية الدفاع عن مستقبل لبنان تستحق التجمع من جديد. يريدون منكم دفن ذكرى رفيق الحريري وألا تجددوا رفع العلم في ساحة الحرية". وشدد على أنه "ليس لدينا مشكلة مع الشقيقة سوريا وندرك أهمية بناء علاقات معها ولكن مشكلتنا مع نظام بشار الأسد"، معتبراً أنه "من غير المفهوم أن يصبح الصراع مع العدو وسيلة ابتزاز وتقديم صكوك غفران لنظام عربي تولى تنظيم حروب اهلية". ولفت الى أن "المحكمة ستبدأ في الأول من آذار وسنعود في العام المقبل لنرى رؤوس المجرمين تطل وراء القضبان في لاهاي".

ورأى رئيس حزب "الكتائب" الرئيس أمين الجميل أن "الانتصار في الانتخابات هو الاقتصاص الحقيقي من المجرم، لأنها ليست خياراً بين مرشحين ينتمون الى فريقين يتنافسان على خدمة الشعب بل خيار بين مرشحين ينتمون الى مشروعين متناقضين، الأول هو اكمال مسيرة السيادة والاستقلال والنهضة الاقتصادية والآخر هو استعادة الوصاية واستحضار الهيمنة والارتباط العضوي بمحاور عسكرية على حساب لبنان".

أما رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع فشدد على أنه "لولا ثورة الارز لما بقي لبنان ولبقي شعبه مغلوباً على أمره". واتهم جهات داخلية بعرقلة قيام الدولة، محملاً المعارضة إعاقة عمل الأجهزة الأمنية بسبب مطالبتها بوقف التنصت الهاتفي. وحذر اللبنانيين من أن مستقبلهم لا يزال مهدداً، داعياً الى مواصلة مسيرة 14 آذار والتمسك بمبادئها حتى لا يكون مصيرهم في مهب الريح.

وأكد رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" دوري شمعون "ان اللبنانيين سيواصلون النضال من أجل حرية بلادهم وسيادتها"، معتبراً "ان "حزب الله" يعمل على إنشاء دولته الخاصة من خلال احتلال الساحات والتسلح". وطالب بأن تكون الانتخابات المقبلة "يوماً للاختيار بما يحقق رسالة لبنان في الحرية والسيادة".

في الضفة المقابلة للمنصة، كانت الرسائل السياسية نفسها تتواصل عبر أكف المواطنين الذين حملوا الأعلام اللبنانية وصور الرئيس الشهيد وشعار "أنتم الشهداء ونحن الشهود"، "المحكمة الدولية، عدالة للجميع"، و"ماتوا لتحيا الدولة". وكانت أكفهم تشتعل تصفيقاً وحناجرهم هتافاً تجاوباً مع قول عريف الحفل الزميل نديم قطيش عبر مكبرات الصوت: "أنتم الأكثرية؟ لا بل الأكثرية على الطرق في الشمال والجنوب والجبل والمتن وكسروان".

ما يمكن تسجيله على أرض الساحة أيضاً هو مناخ التفاعل الديني الذي حرص المشاركون على إظهاره، فرايات " لا اله الا الله محمد رسول الله" كانت ترفع جنباً الى جنب مع لافتات باسم بعض الكنائس المسيحية. في حين غابت الشعارات الحادة عن اللافتات باستثناء تلك التي تدعم مداميك الدولة اللبنانية ومنها "لا للفرس لا للبعث". أما الأناشيد الوطنية التي تم اختيارها من اللجنة التنظيمية فكانت تصب في خانة "إعادة نبض الحياة الى الدولة".

واستهل الاحتفال بموسيقى قدمتها فرقتا "المدينة" و"الفيحاء"، ثم أنشد الفنان احمد قعبور عدداً من أغانيه الحماسية.

وبعد ترتيلة "السلام عليك يا مريم" من الدكتورة ريم ديب، بثت عبر شاشات كبيرة رسالة بصوت الأمين العام لجامعة الدول العربية ثم أخرى بصوت علاوي، فكلمة السيدة نازك الحريري وتلاها الرئيس شيراك. وعلى المنصة رددت نايلة تويني قسم ابيها الشهيد جبران تويني، بعدها توالى الخطباء على الكلام.

وبعد انتهاء جعجع من خطابه وقبيل حلول موعد جريمة الاغتيال عند الساعة الواحدة إلا خمس دقائق، بثت على الشاشات العملاقة الصور الأخيرة للرئيس الشهيد، وعلت في الوقت نفسه أصوات التكبير مع قرع أجراس الكنائس ليطل بعدها النائب الحريري على الجماهير وسط عاصفة من الهتافات "بالروح بالدم نفديك يا سعد"، فيرد قائلاً: "وانا بفديكم بحياتي".

كلمة الجميل

بعدما ردد جمهور ساحة الحرية مع نايلة تويني قسم جبران، اعتلى الرئيس الجميل المنصة وألقى كلمة قال فيها: "هذا يوم حزن على الصعيد العاطفي، لكنه يوم نصر للبنان الحرية والكرامة. لقد تحولت مأساة استشهاد كبير من لبنان، الرئيس رفيق الحريري، مسارَ حرية للشعب والوطن الدولة. فها نحن نحيي معاً، مع كل لبنان، مع كل طوائفه وكل مناطقه، ذكرى استشهاد رفيق الحريري هذه السنة، ولبنان محرر من كل جيوش الاحتلال والوصاية، والدولة تتمتع برئيس جديد هو رمز وحدتها، والمحكمة تنُجز تحقيقاتها وتَهُمُّ أن تطرق أبواب المجرمين الذين اغتالوا كل شهدائنا.

نحيي الذكرى الرابعة لاستشهاد رفيق الحريري، وأربعة أشهر تفصلنا عن انتخابات نيابية مصيرية. فليكن هذا اليوم وعداً بالانتصار أيضاً في هذا الاستحقاق الآتي إلينا مضرجاً بدماء شهدائنا من قادة ووزراء ونواب وضباط وجنود وصحافيين ومواطنين أبرياء. إن الولاء للبنان الذي فجّر صاعقه استشهاد رفيق الحريري لا قيمة له بدون الولاء للدولة اللبنانية دون سواها.

إن الانتصار في هذه الانتخابات هو الاقتصاص الحقيقي من القاتل أكان شخصاً، أم تنظيماً، أم نظاماً، أم دولة. لا يكون الوفاء للشهداء بالبكاء والتأسف وتقديم التعازي والقيام بواجبات رفع العتب، ولسنا بعاتبين بل ثائرين حتى معرفة كل الحقيقة.

نريد أن نعرف من اغتال والِدكم رفيق الحريري، يا شيخ سعد، ونريد أن نعرف من اغتال ولدي بيار وكل الشهداء. إن الوفاء للشهداء يكون بمواصلة المشروع الوطني الذي من أجله اُستشهدوا وبتثبيت القضية التي في سبيلها ناضلوا.

ومن هذه الساحة بالذات، ومن هذه المناسبة الجليلة، نؤكد أن الانتخابات النيابية المقبلة ليست خياراً بين مرشحِين ينتمون إلى فريقين وطنيين يتنافسان في خِدمة الدولة والوطن والشعب، إنما هي خيارٌ بين مرشحِين ينتمون إلى مشروعين متناقضين:

مشروع اكمال مسيرة السيادة والاستقلال والنهضة الاقتصادية وتوفير فرص العمل واستعادة شبابنا المهاجر، ومشروع استعادة الوصاية واستحضار الهيمنة والتباهي بالتبعية والارتباط العضوي بمحاور عسكرية ومذهبية وسياسية. مشروع بناء المجتمع المدني الحر والدولة المحايدة القوية بجيشها وسلامها، ومشروع بناء دولة لا هي دولة لبنان الكبير، ولا دولة الميثاق الوطني ولا دولة الطائف ولا حتى دولة الدوحة. إنها دولة نقيض كل تراثنا الديني والحضاري والعلمي والثقافي.

إنها دولة تَستبدل بُكركي بِبْرَاد وبيروت بطهران وطرابلس بدمشق ولبنان باللالبنان. من هنا صدقوني، صدقوني أن الانتخابات النيابية المقبلة مصيرية لإكمال مسيرة "ثورة الارز" ومنع تقويض كل الإنجازات الإيجابية الوطنية التي تحققت في السنوات الأربع الماضية، بما فيها انتخابات رئاسة الجمهورية، وعودة البلاد إلى الأجواء الملوثة التي كانت سائدة قبل سنة 2005.

لذا إما أن تنتصر روح "ثورة الارز" فنحبط انقلابهَم المستمر، وإما أن ينتصروا هم فيستكملوا انقلابهم بالاستيلاء على السلطة كلياً بعد ما بَدَؤه في حرب تموز 2006، وفي تظاهرات حرق الدواليب، في إغلاق مطار بيروت الدولي، في الانسحاب من الحكومة بغية إسقاطها، في الاعتصام وسطَ العاصمة، في إغلاق مجلس النواب، في تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، في اجتياح غربي بيروت، في فرض شروط تعجيزية أثناء مؤتمر الدوحة، وفي رفض الاعتراف بأحادية سلاح الجيش اللبناني، لا بل بأحادية الدولة اللبنانية بالذات .

من قراءة هذه الأخطار الداهمة، أوجه نداء مثلث الاتجاهات:

نداء إلى قادة "ثورة الأرز" أن نتحد ونعطي المثل الناصع في الوحدة الوطنية، في الثبات على المشروع الأساسي، في التضامن السياسي، في التكامل الانتخابي، في التجرد عن المصالح الخاصة والفئوية والمناطقية، في اعتماد العدالة في اختيار المرشحين وتأليف اللوائح، فلا استئثار، ولا استبعاد، ولا تهميش لبعضنا البعض لأن لا انتصار بدون حس المشاركة ومبدأ الشراكة، فالمهم أن ننتصر معاً لنكمل مسيرة بناء الدولة اللبنانية القوية والجامعة، وإننا لمنتصرون.

نداء إلى شعب "ثورة الأرز"، أنتم الها هنا والها هناك، أنتم الموجودون في هذه الساحة وكل الساحات، في الوطن والمهاجر. ندائي إليكم أن تواصلوا النضال، أن تثقوا بأنفسكم وبنا، أن تكونوا أقوياء وصامدين. فلا اليأس من شيمنا ولا القنوط، لا الإحباط من عادتنا ولا اللامبالاة، لا الانقسام قدرنا ولا الفِرقة، لا الاستسلام من ميزاتنا ولا الانهزام. أنتم أبناء الصمود وأهل الشهداء وآباء لبنان المنتصر على ذاته وعلى الآخرين. أنتم ثوار التغيير الديموقراطي، فتابعوا هذه الثورة حتى تكتمل ولن تكتمل بدون الفوز في الانتخابات المقبلة. ندائي الأخير إلى الذين يراهنون على مشاريع لا تشبهنا ولا تشبهم، لكنهم انساقوا فيها في ظروف الحرب والاحتلال. إن لبنان يحتاجكم مثلما يحتاجنا. فهلموا إلى درب الوطن ومؤسسات الدولة. ولتكن ذكرى استشهاد رفيق الحريري مناسبةَ وعيٍ وطني شامل. حولوا حزنكم على غيابه حضوراً وطنياً معنا. نحن طلاب وحدة القوى المسيحية ونحن طلاب وحدة القوى الإسلامية لأننا نؤمن بوحدة لبنان الحر السيد، الحيادي، اللامركزي. هذا حلم الأجيال فتعالوا إلينا، تعالوا إليه ليصبح الحلم حقيقة ويحيا الشهداء، كل الشهداء، فيحيا لبنان.

السبع

ثم تحدث النائب السبع فقال: "ايها اللبنانيون الاحرار السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اليوم عرس العدالة، عرس الحقيقة، عرس الشهادة. زغردوا للشهداء، زغردوا للعدالة، زغردوا لرفيق الحريري وزغردوا لسعد الحريري. زغردوا لجميع الشهداء الابرار، زغردوا لساحة الشهداء، ساحة الحرية. مبروك لكم جميعا قيام المحكمة الدولية. مبروك لرفيق الحريري هذا الوفاء العظيم الذي لم يهدأ عن دق النفير طوال اربع سنوات، ومبروك لشهداء انتفاضة الاستقلال، انتفاضة الدم على الظلم والحكمة على الفتنة والحوار على السلاح.

انتم هنا لأن دم رفيق الحريري يستحق ان تعودوا الى الساحة. وانتم هنا لأن قضية الدفاع عن مستقبل لبنان تستحق الحشد من جديد. هناك حملة منذ ايام عدة على إحياء ذكرى 14 شباط، يريدون منكم ان تدفنوا ذكرى رفيق الحريري والا تجسدوا رفع العلم في ساحة الحرية. يريدون منكم ان تلتزموا منازلكم والا تغادروها للاحتفال للاعلان عن المحكمة الدولية. يريدون منكم الا تحركوا ساكنا وان تلتزموا الصمت والحزن لتتراجعوا الى حلقات الخوف والعجز واليأس من أي قدرة على التغيير. اما انتم فقررتم النزول، قررتم ان تملأوا الساحة بهدير الحرية والعدالة والوفاء، وقررتم ان تكسروا حواجز الخوف التي يحاولون رفعها من جديد تماما كما كسرتم حواجز الخوف قبل اربع سنوات، تذكروا 14 آذار 2005 تذكروه جيدا وعلموه الى اطفالكم. تذكروا ان هذا البلد الصغير تعرض خلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز الثلاث سنوات لمسلسل اجرامي ارهابي غير مسبوق في تاريخ لبنان حصد مئات الشهداء من خيرة قياداته ومفكريه وعسكرييه ومواطنيه. تذكروا انكم انتم الذين أسقطوا 30 سنة من الخوف والضياع والتردد ومسح الجوخ للمخابرات السورية والاستسلام للامر الواقع. انتم أسقطتم جدار الوهم بأن النظام السوري دخل لبنان لوقف الحرب الاهلية وهناك مع الاسف من يعمل على إعادة بناء هذا الجدار من جديد. نحن في الـ14 من آذار انتم في الـ 8 من آذار ليس لديكم وليس لدينا مشكلة مع الشقيقة سوريا وندرك جيدا الاهمية التاريخية والعملية لبناء علاقات متوازنة ومستقرة بين البلدين، لكننا بالتأكيد أمام مشكلة معقدة مع نظام بشار الاسد. وانتم هنا الجمهور العريض من اللبنانيين من كل المناطق والطوائف كشفتم الحجاب عن هذه المشكلة في 14 شباط، إدانة النظام السوري في جريمة اغتيال رفيق الحريري وسائر الجرائم هتفتم بها انتم وهتف بها الناس في الشارع قبل ان ترد على لسان اي مسؤول سياسي.

الناس لا تضمر العداء لسوريا ولا للاشقاء السوريين وسيكون من الخطأ الكبير إشهار قتل هذا العداء اليوم او غدا او في أي زمن، لكن الناس تعبر عن تجربة مريرة وتاريخ أسود مع نظام أمني له في ذاكرة اللبنانيين سيرة عاطلة تفوح منها روائح التسلط والفساد والهيمنة والاستغلال والاستقواء تنظيم الحروب مع نظام حول لبنان من دولة الى ساحة. كلنا هنا نكره إسرائيل ونشأنا على كره إسرائيل ونعلم ان هذه الدولة العدوانية ارتكبت أفظع الجرائم في حق لبنان واللبنانيين ونعلم ايضا ان إسرائيل احتلت أرضنا وهددت كياننا وشردت أهلنا ولها أطماع مكشوفة في مياهنا، لكننا نعلم ان إسرائيل هي العدو وانا في صراع مفتوح معها منذ عشرات السنين. نفهم ذلك جيدا ولكن من غير المفهوم ان يصبح الصراع مع العدو وسيلة ابتزاز لعواطف اللبنانيين وان يطلب منا إقفال الوجه القبيح لممارسات الشقيق بداعي ان هناك خطراً أكبر هو إسرائيل. فمن غير المفهوم ان يطلب منا تقديم صكوك الغفران وبراءات الذمة لنظام عربي تولى على مدى ثلاثة عقود تنظيم الحروب الاهلية اللبنانية تارة بين المسيحيين والمسلمين وتارة اخرى بين المسلمين الدروز وبين المسلمين الشيعة وتارة ثالثة بين المسيحيين والمسيحيين او بين الشيعة والشيعة او بين السنة والشيعة او بين الفلسطينيين واللبنانيين او بين الفلسطينيين انفسهم. بالله عليكم أليس ظلم ذوي القربى أشد مضاضة؟ نرفض إعطاء هذه الجهة وهذا النظام أي صك براءة بهذه البساطة. قد توافقون على ان تكونوا شركاء لهذا النظام بارتكاب الظلم في

حق بني وطنكم؟ هل ترضون بتلك العينة من المصالحات المجانية مع النظام السوري والعودة الى تسليم قرار لبنان بمعادلات سياسية تعمل بالإنابة او بالأصالة عند هذا النظام؟. هل يعقل ان ينتهي ذلك التاريخ الطويل من المظالم بزيارات يستحضرون فيها القسيسون والأولياء ويقدمون فيها لبشار الاسد دروع الوفاء والثناء؟ هل تقبلون بذلك ثم نستكثر بعد ذلك على فريق واسع من اللبنانيين ان يأتي الى هذه الساحة وأن يجتمع لتكريم رفيق الحريري ورفاقه الشهداء؟.

الاخلاق تقتضي بالحد الادنى انتظار المحكمة الدولية ليتأكدوا من صحة الاحساس الشعبي اللبناني او عدمه، هل ان أيدي النظام السوري ملطخة بدماء القيادات اللبنانية ام لا؟ هل ان أيدي النظام السوري ملطخة بدماء اللبنانيين ام لا؟ على أي حال المحكمة ستبدأ في الاول من آذار وسنعود الى هذا المكان في العام المقبل الى ان نرى رؤوس المجرمين كائنة من كانت تطل من وراء القضبان في لاهاي. شرف عظيم لأي لبناني شرف عظيم لكم ولنا جميعا ان نشارك في تكريم رفيق الحريري وشهداء انتفاضة الاستقلال. شرف عظيم لكل لبنان ان تكون هذه الساحة منبرا لحرية الرأي والدفاع عن النظام الديموقراطي وتجسيد الالتزام بمفهوم العدالة والحوار والعيش المشترك ورفض اللجوء الى العنف والسلاح في بت الخلافات. وشرف عظيم لكل لبناني ان يحتذي بهذا المشهد الحضاري الديموقراطي. شرف عظيم لكل لبناني ان يقتدي بكم على أبواب الانتخابات النيابية، واين العيب اساسا في ان تشكل هذه المناسبة صوتا متقدما لـ14 آذار في الانتخابات النيابية؟.

في 14 شباط 2005 وقبل دقائق وفي مثل هذه الساعة اي (12،30) كان رفيق الحريري يناقش قانون الانتخابات في المجلس النيابي ويرد عنه وعن بيروت وكل لبنان حملات الظالمين وحملات الافتراء ويتقدم صفوف المواجهة مع النظام الامني وأدواته اللبنانية السورية. خرج رفيق الحريري مع باسل فليحان من مجلس النواب وقتلوه قبل ان يكتمل النقاش في قانون الانتخاب. اليوم بعد أربع سنوات يريدون ان يمر لبنان بمشهد مماثل الانتخابات على الابواب ويريدون من ذكرى رفيق الحريري ان تموت. قولوا لهم انكم أمناء على 14 شباط، أمناء على دم رفيق الحريري وجميع الشهداء. قولوا لهم انكم أمناء على مسيرة 14 آذار وستكونون باذن الله أمناء على مصير الانتخابات في 7 حزيران. اهتفوا بصوت واحد امام جميع قيادات 14 آذار نريد منكم برنامجا واحداً ولوائح موحدة في الانتخابات نريد دولة لبنان ان ترتاح".

شمعون

وتحدث بعد ذلك شمعون فقال: "يا ابناء "ثورة الأرز" ها نحن اليوم في ساحة الحرية أوفياء بين الأوفياء جئنا بعزيمة لا تلين وإرادة لا تقهر شهودا لشهادة الشهداء وفي مقدمهم صاحب الذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أضاءت دماؤه مشعل الحرية وكتبت مسيرة استعادة الاستقلال. نحن وانتم يا احرار بلادي شعب لبنان العظيم، الشعب الذي أقسم في هذه الساحة وظل وفياً لقسمه. تناضلون منذ اربع سنوات من أجل ترسيخ استقلال الوطن وسيادته، وتضحون في سبيل نصرة الدولة. قرنتم القول بالفعل فلا ازدواجية في خياراتكم وممارساتكم وانتم لا تضمرون إلا كل ما هو خير للبنان واللبنانيين".

اضاف: "أما غيركم من الذين رددوا معكم قسم جبران امام الله والوطن فأين اصبحوا اليوم؟ وماذا حل بقسمهم؟ لقد أنكروه واستباحوا الحرمات وانتهكوا المحرمات تارة باحتلال الساحات وطورا بتغطية السلاح الذي غير فجأة وجهته، فتأكد تلاقيهم وتحالفهم مع الذين نكثوا هم ايضا بوعدهم وتنكروا لثوابت وطنهم وراحوا يعلون شأن دويلتهم على حسابه. اي بدعة تلك التي يلجأ اليها المنقلبون على مواقفهم باعتمادهم تزوير الوقائع والتلاعب بمشاعر المواطنين ودفعهم إلى خيارات غريبة عن تاريخهم وتقاليدهم؟ وأي هرطقة يرتكبونها بمحاولة خداع ذاكرة اللبنانيين في تصوير المجرم بريئاً وأصحاب الأطماع فاعلي خير؟ وهل بات على ضحاياهم واجب تقديم الشكر لهم والامتنان؟ نراهم يتلذذون بالتعرض للمقامات والتطاول على المرجعيات واللجوء إلى لغة التجريح في التخاطب ضاربين عرض الحائط بالتضحيات والآلام".

وتابع: "يا شعب 14 آذار يا شعب القسم الصادق والولاء المطلق، الآمال معقودة عليكم لإكمال المسيرة. الرئيس الشهيد وجميع شهداء "ثورة الأرز" وجميع شهداء لبنان يتطلعون اليكم فابقوا امناء على العهد. بانتظاركم يوم 7 حزيران استحقاق سيكون بمثابة الامتحان لإيمانكم وعزمكم ووفائكم. فاعلموا انكم مؤتمنون على المسيرة وعلى ادائكم يتوقف نجاحها. فلا تخذلوا شهداء اليوم والأمس ولا تخيبوا أمل الوطن. وليكن هذا الاستحقاق مناسبة لرد الجميل لهم بنهضة لبنان التعددي الديموقراطي، لبنان الحرية والاعتدال لبنان النموذج والرسالة. عندها يهنأ الشهداء وتقر عيونهم ويزدادون فخرا بكم وبلبنان. وعندها تفشل المؤامرات كل المؤامرات التي تحاك في الخارج وفي الداخل ضد وطن الأرز. وبإذن الله وبصمودكم سنخرج قريبا من هذه المحنة وسنفوز على الأعداء المتربصين بنا".

جنبلاط

ثم كانت كلمة النائب جنبلاط قال فيها: "اذا كانت الحياة انتصاراً للاقوياء في نفوسهم لا للضعفاء فأنتم يا جماهير الرابع عشر من آذار، انتم والرفيق رفيق الحريري وصحب رفيق الحريري ومن شلال الدم، دم رفيق الحريري سال نهركم وتفجرت ثورتكم ولبيتم نداء البطريرك وعزمتم وجرفتم الحواجز وأخرجتم جيش الوصاية، جيش نظام الحقد والجهل والدم وفرضتم المحكمة باصراركم وعنادكم واخلاصكم وصبركم وتضحياتكم ورفضتم الفوضى يوم حصار السرايا. وأدتم الفتنة يوم الزيادين وطالبتم بالعدالة، فقط العدالة، ووقفتم مع اهلكم واهلنا في الجنوب والضاحية ايام العدوان. ووفاؤكم في تموز كوفاء الحريري في نيسان. واكدتم مجددا يا اهل بيروت، يا اهل لبنان نشيد العرب الخالد، نشيد ناصر شوفوا بيروت بعد العدوان الوصاية فين والطغيان ولوا ولوا ولوا. كما انتم الذين لبيتم نداء الحوار بالرغم من جرح آذار انتم والشيخ سعد، انتم الحرية، انتم العروبة، انتم الجنوب انتم الجبل، انتم البقاع، انتم طرابلس، انتم عكار، انتم الضاحية، انتم بيروت، انتم الاستقلال، انتم لبنان. وعلى هذا ومن موقع الحرص على الوحدة الوطنية وعلى مسلمات الحوار لا بد لنا من التمييز بين التهدئة والتسوية. نقولها بصراحة ان لا تسوية على المحكمة الدولية والعدالة، وان لا تسوية على التحديد والترسيم لمزارع شبعا، وان لا تسوية على معابر التهريب وقواعد التفجير والإجرام خارج المخيمات، وان لا تسوية على استكمال ملف المهجرين وحق الجنوبيين نتيجة العدوان، وان لا تسوية على تسليح الجيش، وان لا تسوية على اعمار البارد وحق اللاجئين في العيش الكريم، وان لا تسوية على بناء وتأهيل القضاء، ولا وطن ولا حرية ولا استقلال ولا امن دون قضاء، ولا تسوية على الطائف شرط استكمال الطائف في تحرير لبنان من نظام الطوائف، وأن لا تسوية على الخطة الدفاعية وحصرية قرار الحرب والسلم في يد الدولة، وأن لا تسوية على العروبة والتضامن العربي والمبادرة العربية بعيداً عن المزايدات، وأن لا تسوية على فلسطين والوحدة الفلسطينية وحق العودة وإقامة الدولة".

أضاف: "اما التهدئة فليست هذه الكلمة من قاموسنا في الخلافات السياسية الداخلية في لبنان وقد حددنا الحوار كأساس وكمرجعية لا تناقض بين التحرير والاستقلال. ان التهدئة هي مع العدو، مع إسرائيل، ومصطلح سياسي وعقائدي وفق المحطات التاريخية في نضالنا الطويل الطويل للوصول الى مشروع الدولتين قبل فوات الاوان. وقد برز في الافق في إسرائيل مثلث اجرامي لا مثيل له بعد العدوان على غزة. لا عدو لنا في الداخل وان الحوار فوق كل اعتبار، نحترم شهداءهم ونتمنى ان يحترموا شهداءنا. وعدونا الى جانب إسرائيل هو الحقد، هو ظلم الاغتيال في محاولة انظمة الاستبداد لمنع التقدم وقمع الحرية الاشرس والانكى في كل هذا اننا نصر، نعم نصر كدولة لبنانية وكشعب لبناني على التهدئة، اي الهدنة مع إسرائيل وارضنا محررة بانتظار شبعا بعد الترسيم وغيرنا هو ايضا من يحارب عبرنا وعبر غزة وارضه محتلة ويباهي بالممانعة ويطلب من الاتراك تجميد الاتصالات ولو موقتا مع إسرائيل. وكأن اهل الجنوب، وكأن اهل لبنان، وكأن اهل غزة، وكأن اهل فلسطين سلعة تباع وتشترى على طاولة المفاوضات. وما الصواريخ النقالة والجوالة المجهولة والمعروفة الا لتحسين شروط المفاوضات، هو طبعا كما قال احدهم من قادة الممانعة والبعض الآخر من قادة الممانعة. يا لها من مزحة كبيرة هو الخندق الحصين الاول للممانعة ولا تخافوا اذا سقط الخندق الاول لأن انفاق الممانعة تتواصل بين دوحات الممانعة".

وتابع: "آنذاك تذكروا في تموز وبالامس في غزة فكوا الحصار واعلنوا الانتصار وكادوا ان يلبسوا الاكفان. يا ليتهم لبسوا وخلصنا ليلتحقوا بالاحرار. هذه رسالتي اليوم لك يا رفيق الحريري ولصحبك الابرار ولشهداء ثورة الرابع عشر من آذار، ولك يا شيخ سعد لك لك، واليكم يا رفاقي في الحزب والحركة الوطنية، اليك يا ابا خالد، اليك يا حكمت العبد، اليك يا سنان براج وغيركم وغيركم اقول بين آذار وآذار طال الانتظار، طال ارتحالك. ما عودتنا ابدا ابا المسكين، ارجع نحن ننتظر. أخالها رصاصات الغدر حين هوت تكاد لو أبصرت عينيك تعتذر، بين آذار وآذار طال الانتظار. كم صبرنا وكم صمتنا وكم جاهدنا وكم عانينا وكم ذللنا ذللنا، نعم ذللنا وكم حبسنا الدمع لكن لا بكينا، بين آذار وآذار طال الانتظار لا تسوية ولا تهدئة ولا اعتذار".

جعجع

ثم ألقى جعجع كلمته وقال فيها: "إذا كان ذنبي أن لبنان سيدي فشهادة كل الشهداء ذنوب، شعب وأرز فربيع فثورة فمحكمة فأحكام فإحكام على أعداء لبنان فقيامة.

على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الجرائم المحاكم. ثلاثون عاماً وكبارنا يسقطون لكن التاريخ لا يرحم، ها هي المحكمة حان وقت الحساب إن الله يمهل لكنه لا يهمل أبدا. ويسألون ماذا فعلت ثورة الأرز؟ لولا ثورة الأرز لما بقي لبنان ولا شعب ولا أرز. قبل ثورة الأرز كنا شعبا مقهوراً معذباً مضطهداً مغلوباً على أمره ملاحقاً مسجوناً منفياً ومقتولاً. كنا حريات مصادرة، أفواهاً مكمومة، أيادٍ مغلولة، كنا دولة على الورق، كنا وطناً مسلوباً. لقد كانت كل المحادثات الدولية الخاصة بلبنان تجرى في دمشق وكان رؤساء الجمهورية يعينون من هناك والحكومات تشكل في عنجر، حتى عرق جبيننا كان يمتص جزء منه إلى هناك وجزء آخر كان يوزع هنا على المحاسيب والمقربين ليلعبوا الأدوار السياسية المرسومة لهم".

وتابع: "لقد أعادت "ثورة الأرز" الأرز إلى بلاد الأرز وبلاد الأرز الى العالم، سئمنا تبعية، سئمنا أوامر واستئثاراً وسوقاً بالعصا، سئمنا اضطهاداً وسيطرة واخضاعاً، سئمنا نفياً وسجناً وقتلاً، سئمنا ضياعاً، سئمنا تسيباً. خلقنا أحراراً أبناء أحرار أحفاد أحرار من يوحنا مارون إلى فخر الدين وبشير ومن كمال جنبلاط وبشير الجميل إلى رينيه معوض ورفيق الحريري. أحراراً خلقنا، أحراراً نعيش، أحراراً نموت".

وقال: "فكروا معي لحظة بالعكس ماذا لو لم تكن "ثورة الأرز"؟ خضوع وإذلال ويأس وموت واندثار، لا رغيف ولا حرية ولا دولة ولا وطن ولا لبنان. وحتى مع "ثورة الأرز" لا يزال بعض من في الداخل والخارج يحاول كل يوم عرقلة قيام لبنان دولة فعلية قوية قادرة لها كل الأرض، لها كل الحدود، لها كل السلاح، لها كل القرار. يريدونها دولة وهمية من دون قرار أو سياسة، من دون جيش فعلي ولا أمن ولا من يحزنون. آخر ابتكاراتهم كان تسترهم بضرورة تطبيق قانون التنصت لحرمان الأجهزة الأمنية الشرعية من مساحة عمل واسعة وترك الساحة سائبة لهم من دون حسيب أو رقيب لممارسة هواياتهم غير الشرعية المفضلة. لقد تذكروا قانون التنصت لكنهم نسوا الدستور وضرورة عدم تعطيل المجلس النيابي والتقيد بالمهل القانونية لانتخاب رئيس للجمهورية. كما نسوا اتفاق الطائف وضرورة حل الميليشيات كل الميليشيات ونسوا أيضاً قانون الدفاع وقوانين المخالفات على أنواعها. لقد تذكروا فقط قانون التنصت ولكن ليس لتطبيقه بل للتستر به لتسهيل تنصتهم غير الشرعي. وفاتهم جداً جداً أن يطالبوا بتطبيق القانون عندما انتهكت بالفعل حرمات الناس وجرى تعطيل أعمالهم وقطع أرزاقهم من خلال احتلال وسط بيروت لسنة ونيف. كما سها عن بالهم تماماً المطالبة بتطبيق القانون في أحداث أيار الماضي التي ذهب ضحيتها خمسة وستون قتيلاً لبنانياً مظلوماً ومئات آخرون جرحى".

وأردف: "سقطت الأقنعة خطتهم واضحة تقليص نفوذ الدولة ليبقوا هم ولو زال لبنان. إن "ثورة الأرز" تتعرض لهجوم مضاد شرس لعرقلة قيام الدولة، لعرقلة قيام دولة لبنانية فعلية. فلا تسكتوا إن الدولة مهددة في كل لحظة بالسقوط من جديد على أيدي من يسعون الى تحقيق مصالحهم السياسية ولو بأي ثمن فانتبهوا. إن مستقبلكم ومستقبل أولادكم مهدد بالتسيب والفلتان والإجرام والمصالح الإقليمية فلا تقبلوا. نحن لكم، نحن معكم، نحن أمامكم حتى النهاية لن نترك بلادنا سائبة، لن نترك حرياتنا مهددة، لن نترك نظامنا مهتزاً، لن نترك دولتنا ضعيفة، لن نترك مصيرنا في مهب الريح، لن نترك لبنان يسقط من جديد. إن الأمر في أيديكم فلا تترددوا فكما انتفضتم في ذلك اليوم من آذار في العام 2005 وغيرتم مجرى التاريخ هكذا أيضاً أنتم اليوم على موعد آخر في حزيران المقبل لتكملوا المسيرة وتقولوا للعالم كله بأن لبنان هنا وهنا لبنان، لن نخاف لن نركع لن نستكين حتى تحقيق آخر مشهد من حلم 14 آذار وقيام دولة لبنانية فعلية".

وختم: "عهد منا لكم يا كبارنا يا شهداء ثورة الأرز يا رفيق الحريري ورينيه معوض، يا باسل فليحان وسمير قصير، يا جورج حاوي وجبران تويني، يا بيار الجميل ووليد عيدو وانطوان غانم، يا كمال جنبلاط يا بشير الجميل. عهد منا بأن نستمر حتى النصر حتى قيام الدولة حتى قيامة لبنان. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار العزة والمنعة لشعبنا الأبي عاشت ثورة الأرز عاشت 14 آذار ليحيا لبنان".

الحريري

وفي الختام ألقى النائب الحريري كلمة جاء فيها: "اليوم، نأتي مجدداً إلى ساحة الحرية لنقول للرئيس الشهيد رفيق الحريري ولكل شهداء انتفاضة الاستقلال: المحكمة الدولية على الأبواب. ودمكم سينتصر على الظالمين. لقد دقّت ساعة الحقيقة. والعدالة ستدقّ بإذن الله، أبواب كل الذين شاركوا في المسلسل الإجرامي بحق لبنان. كل مواطن نزل إلى هذه الساحة، كل شاب اعتصم أمام تمثال الحرية، كل سيدة لوّحت بالعلم وصرخت من هنا في وجه الظلم. كل وردة وضعت على الضريح، كل دمعة سقطت من عين طفل، وكلّ صلاة تليت لأجل لبنان، كانت شريكاً في تعبيد الطريق إلى لاهاي. أنتم حجر الأساس لـ"ثورة الأرز". أنتم روح الرابع عشر من آذار. أردتم لعهد الهيمنة أن يرحل فرحل، وأردتم للمحكمة الدولية أن تقوم فقامت. وها هو رفيق الحريري، يلوّح لكم جميعاً، ليقول لكم باسم كل الشهداء الأبرار: شكراً لكم يا أهل لبنان. شكراً لكم يا أهل الوفاء. معكم سنبقى بإذن الله، أمناء على مسيرة الحرية والسيادة. ومعكم سنكمل الدرب، لبنانيين مسيحيين ولبنانيين مسلمين، ندافع عن لبنان العظيم إلى أبد الآبدين.

أيها الإخوة والأخوات،

أيها الأحبة من كل المدن والمناطق، منذ أربع سنوات، ولبنان يتحرك في حقول من الألغام. معاً شهدنا مسلسل الاغتيالات التي استهدفت قيادات وطنية وعسكرية، ومعاً واجهنا الحرب الإسرائيلية على بلدنا وتوحّدنا في وجه العدوان، ومعاً شعرنا بوجع نقل المعركة إلى الداخل ومعاً نجحنا في الإصرار على المحكمة الدولية، ولم نستسلم لليأس. كنا أقوياء بسلاح الإيمان بقضيتنا، ولم نتنازل عن حق اللبنانيين في قيام الدولة، وفي أن يكون لهذه الدولة رئيساً، وأن يُرفع سيف التعطيل عن مؤسساتها الدستورية. هذه المسيرة المحفوفة بالتحديات، ما زالت تتطلب المزيد من الصبر والثبات، والكثير الكثير من الحكمة وصلابة الموقف. لقد تحملنا مسؤولياتنا التاريخية في مكافحة محاولات إغراق لبنان في الفتنة الأهلية، وسنتحمل، بإذن الله، في الحاضر والمستقبل، مسؤولية التصدي لمحاولات الاستيلاء على القرار الوطني اللبناني المستقلّ. وتأكدوا تماماً، أيها الاخوة والأخوات، أن قوى الرابع عشر من آذار، ستكون أمينة على هذه المهمة الوطنية النبيلة، التزاماً منها بمواثيق العيش المشترك، وبثوابت انتفاضة الاستقلال التي خرجت من هنا، من ساحة الحرية.

وانطلاقاً من هذه الثوابت، والتزاماً بعهد الوفاء لكل الشهداء، أريد أن أؤكد أمامكم على التوجهات الآتية:

ـ أولاً: عندما نقول، إن استحقاق الانتخابات في السابع من حزيران المقبل، هو استحقاق مصيري، فهذا ليس من باب التهويل على أحد، ولا من باب الاستنفار الانتخابي وحشد القوى السياسية. نعلن ذلك بكلّ بساطة، لنؤكد أن السابع من حزيران، ليس مجرّد مناسبة لاختيار أعضاء المجلس النيابي، بل هو فرصة أمام اللبنانيين جميعاً للإجابة عن الأسئلة المصيرية، وهو بالنسبة الى قوى الرابع عشر من آذار، مناسبة لرفع الصوت في سبيل قيام دولة حرّة مستقلّة وقادرة. دولة مسؤولة عن إدارة شؤونها بنفسها. ودولة مسؤولة عن حماية الحدود والسيادة الوطنية واستقرار البلاد وسلامة الشعب وتقدّمه. نريدها دولة للنمو الاقتصادي، دولة للإعمار، دولة لفرص العمل أمام كل اللبنانيين، وخصوصا الشباب منهم، دولة تعترف لمواطنيها أنهم هم أغلى مواردها، تلاقي تفوقهم بأعلى مستويات التعليم وترافق كفاءتهم بأعلى مستويات الطبابة وتحفز مبادرتهم بأعلى مستويات الثقافة وتساعد انطلاقتهم بأعلى مستويات التقديمات الاجتماعية. إن السابع من حزيران، محطة مفصلية في حياة لبنان الديموقراطية، ونتطلع إلى إجراء الانتخابات في أجواء ديموقراطية تلتزم حدود القانون، وتخضع لشروط المراقبة العربية والدولية التي تقتضيها الظروف الراهنة. ونحن نعلن منذ الآن أننا سنتعامل مع نتائج الانتخابات، في إطار القوانين المرعية، وسنلتزم نصوص الدستور، بما يساعد على تفعيل النظام الديموقراطي البرلماني، ويعيد الاعتبار لمفهوم تداول السلطة وفقاً للأصول، والحؤول دون تكبيل المؤسسات الدستورية بالقواعد الاستثنائية للحياة السياسية.

ـ ثانياً: إننا ندعو من هذا المنبر منبر الحرية، منبر انتفاضة الاستقلال وشهداء "ثورة الأرز"، إلى إعلاء لغة الحوار الوطني على أي لغة تناقض العيش المشترك، وتسعى من قريب أو من بعيد إلى استدراج لبنان نحو أي شكل من أشكال العنف. لقد تلاقينا في اتفاق الطائف على طي صفحة الحروب إلى غير رجعة، وسيبقى هذا الاتفاق بالنسبة لنا، القاعدة التي نجدد من خلالها وفاقنا الوطني، الطائف، الطائف، الطائف.

ـ ثالثاً: إن مستقبل لبنان الاقتصادي هو رهن الاستقرار السياسي والأمني. لقد دفع لبنان أثماناً اقتصادية ومالية واجتماعية كبيرة لمسلسل الحروب والأزمات خلال العقود الماضية، ولتلك الأشكال المتعددة من الفجور السياسي التي قطعت الطريق على كل محاولات الإصلاح المالي والاقتصادي وأهدرت الفرص المتتالية لباريس-1 وباريس-2 وباريس-3. منذ العام 1975 وأنتم تدفعون ثمن الحروب الأهلية، وثمن الحروب الإسرائيلية، وأثمان الفوضى المسلّحة والبؤر الأمنية والعسكرية ودعوات العصيان المدني وإقفال المرافق العامة. كلّ ذلك له علاقة مباشرة بتفاقم الدين العام واستفحال الهجرة وتعطيل إمكانات النموّ. وقد آن الأوان لإدراك التلازم بين النمو الاقتصادي وبين الاستقرار السياسي والأمني، كما آن الأوان لكشف المتلاعبين الحقيقيين بحقوق الدولة، ووضع اليد على مكامن الفساد الحقيقية، وعلى أوكار الفوضى المسؤولة عن حماية هذا الفساد.

أيها الإخوة والأخوات،

نتألم هذه الأيام للمشهد الفلسطيني، ولحال الانقسام الذي يهدّد قضية فلسطين. فلا يعقل أن تصبح قضية العرب المقدّسة، رهينة هذا الواقع المأسوي. رهينة الصراع على منظمتين للتحرير، وعلى أرضين للدولة الواحدة، أو على سلطتين وحكومتين. هذه علامة من علامات الآخرة لقضية العرب الأولى. وهذا عار علينا جميعاً، أن تسقط قضية فلسطين ضحية الصراع بين الإخوة، هذا عار على الذين يشاركون في تأجيج نار الانقسام وتسليم قرار فلسطين لجهات ومحاور إقليمية. إنني باسمكم جميعاً، أرفع تحية إكبار وتضامن إلى اخواننا الفلسطينيين في غزّة وتضحياتهم في وجه الآلة الحربية الإسرائيلية، ونناشد القيادات الفلسطينية، الارتقاء إلى مستوى التحدي التاريخي مع العدو، وتفويت الفرصة على المتلاعبين بقضيتهم المقدّسة.

أيها الإخوة والأخوات،

يا أحرار لبنان، يا أبطال انتفاضة الاستقلال، نحن أبناء مدرسة رفيق الحريري، رفاق باسل فليحان وجبران تويني وسمير قصير وبيار أمين الجميل وجورج حاوي ووليد عيدو وأنطوان غانم وفرانسوا الحاج ووسام عيد، ومروان حمادة والياس المر ومي شدياق وسمير شحادة أبناء ثورة الأرز والرابع عشر من آذار. معكم سنبقى على العهد، بإذن الله، ومعكم نصنع التغيير نحو الأفضل، ومعكم نتقدم نحو السابع من حزيران. موعد القرار الحرّ والصوت الحرّ والدولة الحرة المستقلّة. عشتم. عاش لبنان. لبنان أولاً، لبنان أولاً، لبنان أولاً".

 

الحكيم".. إن حكى

المستقبل - الاحد 15 شباط 2009 - عبد السلام موسى

دخل "الحكيم" ساحة الشهداء دون أن يراه أحد. تسلل من الباب الخلفي للقاعة الرسمية. كان ظهوره الهادئ مفاجئاً للوهلة الاولى. وما يلبث أن يختفي عن الأنظار تاركاً لصاحب الذكرى، وحليفه في "14 آذار"، وشريكه في الوطن، رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري في حضن شعب ثورة الارز، يبادلهم التحية بأفضل منها، نيابة عنه، الى حين يطل عليهم خطيباً. فقد صودف وصولهما الى الساحة معاً، كما كانا معاً في السراء والضراء طوال السنوات الاربع الماضية، وكما سيبقيان معاً يدافعان عن "لبنان أولاً" .

وقف رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع لبعض الوقت، يستطلع الاجواء داخل القاعة. على ما يبدو كان يسأل رفاقه عن المشاركة المسيحية في ذكرى 14 شباط، في الاستفتاء الشعبي الذي يحدد بوصلة الانتخابات النيابية المقبلة. كان مرتاحاً، لأن ظنه لم يخب بجمهوره، الذي اعتاد أن يكون دوماً على مستوى الحدث، على مستوى التحدي.

لم تفارق عيناه الشاشة التي تنقل صورة الخارج الى الداخل. عين على محدثه، وعين على شعب "14 آذار" في الساحة. بدا كمن اشتاق لمشهد جامع، يوحد المسلمين والمسيحيين، تحت راية العلم اللبناني، بعد كل ما عاناه هؤلاء طوال السنوات الاربع الماضية، من ظلم ذوي القربى.

مقعده بالقرب من رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة كان يناديه، فلبى النداء متأخراً، وقصده معانقاً الاخير بحرارة، كما عانق باقي الشخصيات من قيادات "14 آذار". جلس على كرسيه، وعاد الى هوايته في التأمل، وركز أنظاره على الشاشة، وكأن الحشد الكبير في ساحة الحرية يشعره بالمسؤولية، لإكمال النضال من أجل قيام الدولة، قولاً وفعلا،ً بما يترجم خطاب "القوات" المندفع نحو المستقبل، بعد خروجه من سجن استمر 11 عاماً، بفضل انتفاضة هذا الشعب في 14 آذار 2005.

إطلالة الاعلامية مي شدياق على القاعة الرسمية، جعلت "الحكيم" ينتفض من مكانه. راح يرمقها بنظرات حنونة، ويراقب حركتها مع ابتسامة فخر بشهيدة حية، لم تتخل عن مبادئها، كما لم يتخل هو، حين خرج من السجن إنساناً قوياً، وسياسياً محنكاً، متسلحاً بـ"جرأة الاعتذار" عن اخطاء الحرب، كي لا تبقى ميداناً لكل من يهوى نبش القبور ونكء الجراح.

وأطل النائب سعد الحريري، فعانقه بحرارة ايضاً، وجلسا يتبادلان أطراف الحديث. سأله الحريري عن رأيه بالحشد، فأطلق صافرة خافتة، كانت كافية لتعبر عن رضاه بزحف جمهور السيادة والحرية والاستقلال الى الساحة مجددا. كان يراقب الحريري على الشاشة لحظة بلحظة، يخترق حشود الاوفياء، ولم يخف تأثره حين راقب الحريص على وحدة "14 آذار" يقف بخشوع أمام الضريح، يقرأ الفاتحة عن روح والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري .

لم تخل جلسة الاستماع الى خطب قيادات "14 آذار" من أحاديث سريعة، مع الرئيس السنيورة من جهة، ومع النائب الحريري من جهة ثانية، الى أن حان موعده مع الخطاب، بعد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط.

من اعتذر من اللبنانيين، أطل عليهم مرتاحاً، اعتلى المنصة بثقة، وأطلق العنان لخطاب الحكم. طوع الشعر لمصلحة المحكمة بقوله "على قدر أهل العزم تأتي العزائم.. وتأتي على قدر الجرائم المحاكم". كان حريصاً على التأكيد على روح ثورة الارز، التي "لولاها لما بقي لبنان، ولا شعب، ولا أرز"، والتي "أعادت الارز الى بلاد الارز، وبلاد الارز الى العالم".

استذكاره الدائم لشهداء لبنان، اثار شعب "14 آذار"، فقاطعه مراراً وتكراراً. لم يترك المنصة، إلا وهو يؤكد للبنانيين "أننا لن نترك لبنان يسقط من جديد". انهى خطابه، تاركاً شعب "14 آذار" لا يفكر بإنجازات ثورة الارز التي تحقق منها الكثير، بل تركه يفكر بالعكس "ماذا لو لم تكن ثورة الارز؟".

 

"المختارة" تدق باب المحكمة

المستقبل - الاحد 15 شباط 2009 - أيمن شروف

يصل رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط إلى ساحة الحرية، على وقع تصفيق الجماهير الأذارية التي اعتادت في 14 شباط من كل عام على اطلالة مميزة ومختلفة لزعيم المختارة، الذي دخل على غير عادته، مبتسماً إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث وقف لدقائق يصلّي ويترحم على "رفيق النضال". لكن هذا العام وعلى الرغم من مرارة الذكرى وقساوة الخسارة، بدا وليد جنبلاط هذه المرّة مرتاحاً، فوقف أمام الضريح وكأنه يقول لرفيق الحريري الراقد في عليائه: هديتنا لك ولرفاقك ولكل شهداء انتفاضة الاستقلال، العدالة والمحكمة، فنم هانئاً، نضالنا لم يذهب هدراً كذلك دمائك، في الأول من آذار موعدنا نحن وأنت مع المحكمة الدولية، ساعة نقض مضاجع آلة القتل.

وليد جنبلاط "العلامة الفارقة" في قيادات 14 آذار، تقترب منه احدى الصحافيات سعياً للحصول على حديث خاص من أحد أعمدة "ثورة الأرز"، يرفض الكلام وهو يبتسم ويلوّح بأوراق يحملها بين يديه، وكأنه يقول: "بين هذه السطور كل ما أريد قوله ولن أضيف".

في 14 شباط 2005، أطلق جنبلاط مجموعة من الشعارات كان استقاها من الجمهور، الذي يذكرها إلى يومنا هذا. يوم كنا في أوج الانتفاضة، خرج رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ليقول :"يا بيروت بدنا التار من لحود ومن بشار"، التصرف ذاته كان هذا العام، وإن اختلفت الشعارات والأولويات فلحود ولّت أيامه وبشار خرج من دون رجعة، واليوم موعد المحكمة والعقاب، آذار هو العنوان الأبرز، وهذا ما استشفه من هتافات الجماهير وشعاراتهم، فأمسك أوراقه ليضيف عليها ما يريده.

وليد جنبلاط كان أول الواصلين إلى ساحة الشهداء، ومعه وزير الاشغال غازي العريضي والنائب نعمة طعمة، وعند وصول أي شخصية كان جنبلاط يقف مرحباً، يتوقف ليتحدث مع النائب السابق غطاس خوري، الذي غاب قليلاً ليعود ويكمل حديثه معه ومع العريضي، استعداداً لدخول المجلس النيابي المقبل من بوابة الجبل، ومع "اللقاء الديموقراطي".

كان زعيم المختارة جالساً ينتظر اكتمال المشهد، عين على الشاشة يرى من خلالها الجمهور الذي لطالما عوّل عليه جنبلاط في رحلة استعادة السيادة، وعين أخرى على ضريح الرئيس الشهيد الذي قضى معه سنوات طوالاً، تقاسما خلالها "الحلوة والمُرة"، فتخطت علاقتهما التحالف السياسي إلى مرحلة الصداقة، قبل أن تفرقهما آلة الموت التي اختارت من بين الاثنين رفيق الحريري.

قبل بدء الكلمات والمهرجان الخطابي، بقي جنبلاط كعادته "حايص"، تارة يغير مكانه، تارة أخرى يتحدث على الهاتف، قبل أن يسأم من الجلوس والانتظار ويتوجه إلى مكان بعيد عن "عجقة" النواب والوزراء والشخصيات، حيث ارتشف القهوة قبل أن يشاركه في جلسته الهادئة النائب باسم السبع.

مشهد رئيسي ميّز الحضور الجنبلاطي، تجلّى مع وصول رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري إلى الضريح، وما إن وقف أمام ضريح والده الشهيد، حتى وقف جنبلاط يتابع بنظرات "أمل"، نجل رفيق الدرب رفيق الحريري، الذي يرى فيه زعيم المختارة الشاب الذي سيكمل ما بدأه الوالد في بناء وطن يتخطى حدود الطوائف ويتوحد فيه الجميع تحت شعار "لبنان أولاً".

في طريقه إلى مكان تواجد السياسيين، التقى الحريري بجنبلاط، حيث كانت وقفة معبرة بين الاثنين، تأكيداً على الود الذي يجمع زعيم المختارة بآل الحريري وبقريطم، فسعد الحريري الذي وصف جنبلاط قبل أيام بالفارس، يدرك جيداً معنى أن يكون رئيس "اللقاء الديموقراطي" حاضراً في مناسبة كهذه، ويدرك أيضاً أن مسيرة الحرية والسيادة مهما تعرضت لمطبات، فما هي إلا تفاصيل لأن الانتفاضة مصيرها الاستمرار لأنها قامت على دماء والده، الرئيس رفيق الحريري.

لم يستطع رئيس "اللقاء الديموقراطي" انتظار الاعلامي نديم قطيش الانتهاء من تقديمه، فاعتلى المنصة لتطغى صيحات المحتشدين على قطيش وعلى الموسيقى، قبل أن يشعل زعيم المختارة فتيل مواقفه، فالطغيان "ولّى ولّى ولّى"، والتسوية على المحكمة الدولية "مستحيلة"، وانتظار الرفيق "طال فما عودنا سفرا"، ورصاصات الغدر تهاوت بين "آذار وآذار". وليد جنبلاط قال كلمته "لا تسوية ولا تهدئة ولا اعتذار"، ومشى بهدوء، تاركاً للجمهور أن يعبر.

 

سلسلة مليونية تحيّي رفيق الحريري وعدالة المحكمة

"الرينغ".. الجسر النابض بآلاف القلوب

المستقبل - الاحد 15 شباط 2009 - كارلا خطار

يوم آخر يسجله اللبنانيون الاحرار في تاريخ استقلال خطه رفيق الحريري بدمائه. نبضت أمس قلوب ثوّار الأرز ولاء للرئيس الشهيد وكل الشهداء الذين تقاطروا. بدت بيروت حصنا استقلاليا ساطعا...

مرقطا بدا الحصن من بعيد، سيجه الجيش وقوى الامن الداخلي وفوج الاطفاء وقوى مكافحة الشغب. المشهد يؤكد للمرة الرابعة على التوالي ان لرجال الدولة وحدهم شرعية حماية لبنان وأبنائه. البذات العسكرية لفت بيروت من جهاتها الاربع. قرب برج الغزال في الاشرفية الى منطقة بشارة الخوري ينتشرون ويراقبون الشاردة والواردة. يتواصلون وينسقون عبر الاجهزة اللاسلكية ويرشدون اللبنانيين الذين قصدوا ساحة الحرية منذ الصباح الباكر الى الطريق التي يجب ان يسلكوها للوصول الى قلب بيروت ولقاء رفيق الحريري...

وكان الرئيس الشهيد في الانتظار... واثقاً بأن شعبه سيحمل شعلة الحرية ويلاقيه من كل جهة. ومن أعلى جسر الرينغ يتبلور مشهد الشوارع الفرعية المكتظة بالوفود، جاءوا من اقصى لبنان، من جنوب الصمود وبقاع الوفاء وشمال العزة وجبل الوحدة، تلبية لنداء لبنان الدولة وليس الدويلة، ووفاء لمن علّم وعمّر، واخلاصا لبيروت الحداثة والازدهار. شوارع تصب كلها في قلب بيروت تحمل له الهواء فتنعشه، والدم فتحرك فيه ارادة الحياة، شوارع مستظلة بالاعلام وتصدح بالشعارات والهتافات، شوارع تجتمع كلها في نقطة وتلتقي على هدف مشترك وتتوحد في شريان واحد منه كانت البداية وله يهتف المليون...

ذلك الجسر يطل على قلب بيروت، حيث يحتشد مئات الآلاف، يحتضنهم جامع محمد الامين من اليسار وكنيسة مار جرجس من اليمين وفي الوسط يرقد رفيق الحريري مطمئنا الى لبنان. ففي يوم 14 شباط قال شعب 14 آذار كلمته وسيكون له ما يريد على ابواب المحكمة الدولية التي ستنطلق الشهر المقبل لمحاكمة المتهمين باغتيال رفيق الحريري...

الرفيق غيّر مجرى التاريخ في لبنان، فلم يخيب ظنه... مئات الآلاف أتوا ليكتبوا رسالة قوية وبالغة الدلالات في وجه كل من راهن على انطفاء شعلة 14 آذار، وليؤكدوا استكمال المسيرة دعما للمحكمة الدولية. من كل الطوائف والمذاهب... من كل الملل والاعمار والمناطق حملوا اعلاما لبنانية وحزبية استقلالية الى حيث بدأت الحكاية ولن تنتهي الا مع كشف الحقيقة...

في ساحة الشهداء، قلوب نبضت حبا ووفاء للشهيد رفيق الحريري وكل من قضى معه منذ 4 سنوات. الاغاني الوطنية يتردد صداها في كل سماء بيروت، وعندما تسكت وكأنها ترتاح يطلق ثوار الارز شعارات ويرددون الاغنيات التي تستذكر الشهداء. أغنيات تحرك شعورا بالعزة والكرامة، تجعل العيون تدمع والقلوب تنفطر. ورود حمراء حملها البعض الى الشهيد لمناسبة عيد الحب رموها من فوق الجسر. فعيد الحب ليس حكرا على حبيبين، إنه حب الوطن وعشق شهدائه الذين حملوه عاليا.

بعض الحشود كانت تمر على جسر الرينغ لتلقي نظرة على بيروت، ومن على ذلك الجسر تبدو الاعلام وكأنها غابة مكتظة بالاشجار التي تعطي ثمارا ملونة وموحدة. كانت العاشرة والنصف من قبل الظهر والحشود لازالت تتوافد، فالازدحام عم كل مناطق لبنان وتأخر البعض بالوصول. الا ان أبناء طرابلس والبقاع والبلدات النائية أمضوا ليلة الجمعة ـ السبت في ساحة الحرية وجلبوا معهم أغراضهم فافترشوا ارض ثوار الارز وظللتهم سماء بيروت.

وفي الساعة الحادية عشرة والنصف تقريبا بدت بيروت وكأنها نقطة، لا هي لم تصغر، إنما ضاقت بزوارها ومحبيها الذين حفظتهم فردا فردا، فبدأت حينها الحشود تقصد جسر الرينغ الذي بدا للناظر من الساحة كأنه بساط أعلام يطير في فضاء بيروت.

الاطفال رفضوا ان يجلسوا على أكتاف آبائهم. ارادوا ان يحملوا العلم وصورة "سعد الحريري" ويمشون مع الحشود. وهناك ولدان أتوا بصحبة جدهما، او بالاحرى هو من أتى بصحبتهم فيشدونه بيده ويرشدونه الى المكان ويصرخون "نريد اعلاما وصورا". اما الرضع فيبدو ان أهلهم ارادوا، منذ نعومة اظفارهم، ان يزرعوا في ذاكرتهم صورة الوطن الذي يقدم شهداء منذ عهد الاجداد، او ربما ليبرهنوا لهم ان لبنانهم المستقبل لن يكون أسير الاحقاد والاطماع، ولن يورثوهم بلدا تسيره ارادات دول خارجية.

وحين يخفت صوت الموسيقى للحظة، يطل من خلف جسر الرينغ حشد جماهيري يردد بصوت عال قراءة الفاتحة على روح الشهيد رفيق الحريري ويتبع ذلك شعارات تدعم المحكمة الدولية وتطالب بالحقيقة. ثم تعود الموسيقى وهذه المرة كان دور التراتيل التي رددتها فرقة "أفي ماريا". "لا اريد ان أتحدث بطائفية، تقول إحدى المشاركات، المسلمون يحملون أعلام القوات اللبنانية والمسيحيون يحملون أعلام تيار المستقبل. وفي جولة في المناطق المجاورة، يلفتك مشهد في منطقة الاشرفية حيث يسير موكب من السيارات يضع اعلام الحزب التقدمي الاشتراكي، يسير بتمهل بانتظار ان ينضم اليه موكب من القوات اللبنانية انطلق من ساحة ساسين باتجاه ساحة الحرية لملاقاة الرفاق.

هنا الى يمين جسر الرينغ، على الرصيف، يجلس البائعون الذين جلبوا "الكرواسان" و"البريوش" والمياه وآخرون جلبوا الاعلام وغالبيتهم كانت تعرض الاعلام اللبنانية فقط لأن "الاعلام اللبنانية وحدها توحد اللبنانيين مهما كانت سياستهم".

في 14 شباط 2008، أمطرت السماء حزنا على غياب الرفيق والشهداء، وامطرت العيون اشتياقا وغضبا، اما في 14 شباط 2009 فأبت السماء الصافية الا ان تشرق شمسها مبشرة بانطلاق المحكمة الدولية والحقيقة آتية آتية ولا مفر للمجرمين من العقاب.

 

 

جوزف عون..رفيق الشهداء

المستقبل - الاحد 15 شباط 2009 - في الرابع عشر من شباط من العام 2005، سقط جوزف عون شهيداً على صدر الوطن. كانت زوجته جومانه بانتظاره، لكنه تأخر على غير عادته. ولاحقاً أخذت تتردد أصداء الانفجار الى أن وصلت عائلته. ظل الرجاء أن لا يكون جوزف متواجداً في المنطقة، لكن انقطاع الاتصال به أقلق عائلته، أوجعها. ولاحقاً تأكد الخبر: "جوزف عون شهيداً".

بعد أربع سنوات تفتقده جومانة التي ترى أن كل المصائب تولد كبيرة ومن ثم تبدأ تصغر، إلا ذكرى جوزف فإنها تكبر ويكبر الفراغ مخلفاً ألماً وشوقاً الى الأب. وحين يسأل ابنه عنه، تخبره جومانه: "دم والدك ودم الرئيس الحريري حرر لبنان وأعاد اليه استقلاله".

في الذكرى الرابعه، تحية الى روح الشهيد، جوزف، الى زوجته، أولاده... عسى أن يحمل العام المقبل بشائر خير في تعقب المجرمين، فتنام روحه في أمان، ويتحرر الوطن.

 

"ساحة الحرية" استعادت زخمها في ذكرى الحريري وشهداء الاستقلال

قادة 14 آذار: لاستكمال المسيرة بالانتخابات بعد إنجاز المحكمة  

النهار/تحت شمس "شباطية" ساطعة، لبى مئات ألوف المواطنين دعوة قادة 14 آذار الى احياء الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، والتعبير عن الوفاء لكل شهداء ثورة الارز.

واستعادت "ساحة الحرية" زخمها الشعبي، باستقبالها الحشود التي زحفت باكرا من كل المناطق اللبنانية، فغصت بها مداخل العاصمة والطرق الى درجة تعذر وصول الوف المواكب.

ورافق الاحتفال تدابير امنية مشددة للجيش وقوى الامن الداخلي، الا ان المناسبة لم تخل من بعض الاشكالات الامنية جراء اعتداءات تعرض لها مشاركون في طريقهم الى المهرجان او العودة منه.

وبدأت الوفود الشعبية بالوصول الى ساحة الشهداء منذ ساعات الصباح، حيث بثت موسيقى مسجلة. وقدمت فرقتا "المدينة" و"الفيحاء" الوانهما، ثم أنشد الفنان احمد قعبور عددا من اغانيه، وأنشدت الدكتورة ريم ديب ترتيلة "السلام عليك يا مريم".

وعند الثانية عشرة، بدأ المهرجان الذي شارك فيه رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وعقيلته هدى، الرئيس امين الجميل، رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط على رأس وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي، رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الوزراء: طارق متري، وائل ابو فاعور، بهية الحريري، محمد الصفدي، غازي العريضي، جان اوغاسبيان، ابرهيم شمس الدين، خالد قباني، نسيب لحود، ريمون عوده، تمام سلام، وايلي ماروني، والنواب: فريد مكاري، بطرس حرب، نايلة معوض، قاسم عبد العزيز، ميشال فرعون، مروان حمادة، عمار حوري، علاء الدين ترو، محمد الحجار، سمير الجسر، فيصل الصايغ، فؤاد السعد، ايلي عون، محمد الامين عيتاني، غنوة جلول، عاطف مجدلاني، مصطفى علوش، انطوان زهرا، هاشم علم الدين، انطوان اندراوس، الياس عطالله، اكرم شهيب، مصباح الاحدب، عبد الله فرحات، جمال الجراح، نقولا فتوش، احمد فتوح، عاصم عراجي، روبير غانم، مصطفى هاشم، بدر ونوس، رياض رحال، باسم السبع، احمد فتفت، محمد كبارة، هادي حبيش، أمين عيتاني وعزام دندشي، السيد علي الأمين، رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون والشيخ نديم الجميل إضافة الى أركان 14 آذار وحشد من رجال الدين.

   وبعد كلمة لعريف المهرجان الزميل نديم قطيش، تلت المديرة العامة المساعدة في  جريدة "النهار" نايلة تويني قسم النائب الشهيد جبران تويني. ثم عُرضت مقتطفات من خطاب للوزير الشهيد بيار امين الجميل في احد مهرجانات 14 آذار.

   وتوالى على المنبر خطباء 14 اذار: الرئيس الجميل، النائب السبع، السيد شمعون، النائب جنبلاط والدكتور جعجع.

 وعند الاولى إلا عشر دقائق، لحظة إغتيال الرئيس الحريري، تعانقت اجراس الكنائس مع أصوات المآذن. وكانت الكلمة الاخيرة للنائب الحريري. وقد دعت الكلمات الى استكمال مسيرة ثورة الارز بالانتخابات النيابية المقبلة، بعد انجاز المحكمة الدولية. واختتم المهرجان بشبك ايادي قيادات 14 آذار على وقع الأناشيد الوطنية.

 

الحريري: سنتعامل مع نتائج الانتخابات بطريقة تعيد الاعتبار لتداول السلطة

النهار/والقى رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري الكلمة الآتية:

"اليوم، نأتي مجدداً إلى ساحة الحرية لنقول للرئيس الشهيد رفيق الحريري ولكل شهداء انتفاضة الاستقلال: المحكمة الدولية على الأبواب. ودمكم سينتصر على الظالمين. لقد دقّت ساعة الحقيقة. والعدالة ستدقّ بإذن الله، أبواب كل الذين شاركوا في المسلسل الإجرامي بحق لبنان.

كل مواطن نزل إلى هذه الساحة، كل شاب اعتصم أمام تمثال الحرية، كل سيدة لوّحت بالعلم وصرخت من هنا في وجه الظلم. كل وردة وضعت على الضريح. كل دمعة سقطت من عين طفل، وكلّ صلاة تليت لأجل لبنان، كانت شريكة في تعبيد الطريق إلى لاهاي. أنتم الحجر الأساس لثورة الأرز. أنتم روح الرابع عشر من آذار. أردتم لعهد الهيمنة أن يرحل فرحل، وأردتم للمحكمة الدولية أن تقوم فقامت.

وها هو رفيق الحريري، يلوّح لكم جميعاً، ليقول لكم باسم كل الشهداء الأبرار: شكراً لكم يا أهل لبنان. شكراً لكم يا أهل الوفاء. معكم سنبقى بإذن الله، أمناء على مسيرة الحرية والسيادة. ومعكم سنكمل الدرب، لبنانيين مسيحيين ولبنانيين مسلمين، ندافع عن لبنان العظيم إلى أبد الآبدين.

أيها الإخوة والأخوات، أيها الأحبة من كل المدن والمناطق، منذ أربع سنوات، ولبنان يتحرك في حقول من الألغام. معاً شهدنا مسلسل الاغتيالات التي استهدفت قيادات وطنية وعسكرية، ومعاً واجهنا الحرب الإسرائيلية على بلدنا. واتحدنا في وجه العدوان، ومعاً شعرنا بوجع نقل المعركة إلى الداخل ومعاً نجحنا في الإصرار على المحكمة الدولية، ولم نستسلم لليأس. كنا أقوياء بسلاح الإيمان بقضيتنا، ولم نتنازل عن حق اللبنانيين في قيام الدولة، وفي أن يكون لهذه الدولة رئيس، وأن يُرفع سيف التعطيل عن مؤسساتها الدستورية.

هذه المسيرة المحفوفة بالتحديات، تتطلب المزيد من الصبر والثبات، والكثير الكثير من الحكمة وصلابة الموقف. لقد تحملنا مسؤولياتنا التاريخية في مكافحة محاولات إغراق لبنان في الفتنة الأهلية، وسنتحمل، بإذن الله، في الحاضر والمستقبل، مسؤولية التصدي لمحاولات الاستيلاء على القرار الوطني اللبناني المستقلّ.

وتأكدوا، أيها الاخوة والأخوات، أن قوى الرابع عشر من آذار ستكون أمينة على هذه المهمة الوطنية النبيلة، التزاماً منها لمواثيق العيش المشترك، وثوابت انتفاضة الاستقلال التي خرجت من هنا، من ساحة الحرية.

وانطلاقاً من هذه الثوابت، والتزاماً لعهد الوفاء لكل الشهداء، أريد أن اشدد أمامكم على التوجهات الآتية:

أولاً، عندما نقول إن استحقاق الانتخابات في السابع من حزيران المقبل، هو استحقاق مصيري،

فهذا ليس من باب التهويل، ولا الاستنفار الانتخابي وحشد القوى السياسية.

نعلن ذلك بكلّ بساطة، لنؤكد أن السابع من حزيران، ليس مجرّد مناسبة لاختيار أعضاء المجلس النيابي، بل هو فرصة أمام اللبنانيين جميعاً للإجابة عن الأسئلة المصيرية، وهو بالنسبة الى قوى الرابع عشر من آذار، مناسبة لرفع الصوت في سبيل قيام دولة حرّة مستقلّة وقادرة. دولة مسؤولة عن إدارة شؤونها بنفسها. ودولة مسؤولة عن حماية الحدود والسيادة الوطنية واستقرار البلاد وسلامة الشعب وتقدّمه. نريدها دولة للنمو الاقتصادي، دولة للإعمار، دولة لفرص العمل أمام كل اللبنانيين، وخصوصا الشباب، دولة تعترف لمواطنيها أنهم أغلى مواردها، تلاقي تفوقهم بأعلى مستويات التعليم وترافق كفاياتهم بأعلى مستويات الطبابة وتحفز مبادرتهم بأعلى مستويات الثقافة وتساعد انطلاقتهم بأعلى مستويات التقديمات الاجتماعية.

إن السابع من حزيران محطة مفصلية في حياة لبنان الديموقراطية، ونتطلع إلى إجراء الانتخابات في أجواء ديموقراطية تلتزم حدود القانون، وتخضع لشروط المراقبة العربية والدولية التي تقتضيها الظروف الراهنة. و نعلن منذ الآن أننا سنتعامل مع نتائج الانتخابات، في إطار القوانين المرعية، وسنلتزم نصوص الدستور، بما يساعد على تفعيل النظام الديموقراطي البرلماني، ويعيد الاعتبار الى مفهوم تداول السلطة، والحؤول دون تكبيل المؤسسات الدستورية بالقواعد الاستثنائية للحياة السياسية.

ثانياً، إننا ندعو من هذا المنبر، منبر الحرية، منبر انتفاضة الاستقلال وشهداء ثورة الأرز، إلى إعلاء لغة الحوار الوطني على أي لغة تناقض العيش المشترك، وتسعى من قريب أو من بعيد إلى استدراج لبنان نحو أي شكل من أشكال العنف. لقد تلاقينا في اتفاق الطائف على طي صفحة الحروب إلى غير رجعة، وسيبقى هذا الاتفاق بالنسبة الينا، القاعدة التي نجدد من خلالها وفاقنا الوطني.الطائف، الطائف الطائف.

ثالثا، إن مستقبل لبنان الاقتصادي رهن بالاستقرار السياسي والأمني. لقد دفع لبنان أثماناً اقتصادية ومالية واجتماعية كبيرة لمسلسل الحروب والأزمات خلال العقود الماضية، ولتلك الأشكال المتعددة من الفجور السياسي التي قطعت الطريق على كل محاولات الإصلاح المالي والاقتصادي، وأهدرت الفرص المتتالية لباريس-1 وباريس-2 وباريس-3. منذ عام 1975 وأنتم تدفعون ثمن الحروب الأهلية، وثمن الحروب الإسرائيلية، وأثمان الفوضى المسلّحة والبؤر الأمنية والعسكرية ودعوات العصيان المدني وإقفال المرافق العامة. كلّ ذلك له علاقة مباشرة بتفاقم الدين العام واستفحال الهجرة وتعطيل إمكانات النموّ. وقد آن الأوان لإدراك التلازم بين النمو الاقتصادي والاستقرار السياسي والأمني، كما آن الأوان لكشف المتلاعبين الحقيقيين بحقوق الدولة، ووضع اليد على مكامن الفساد الحقيقية، وعلى أوكار الفوضى المسؤولة عن حماية هذا الفساد.

أيها الإخوة والأخوات، نتألم هذه الأيام للمشهد الفلسطيني، ولحال الانقسام الذي يهدّد قضية فلسطين. فلا يعقل أن تصبح قضية العرب المقدّسة، رهينة هذا الواقع المأساوي. رهينة الصراع على منظمتين للتحرير، وعلى أرضين للدولة الواحدة، أو على سلطتين وحكومتين. هذه علامة من علامات الآخرة لقضية العرب الأولى. وهذا عار علينا جميعاً، أن تسقط قضية فلسطين ضحية الصراع بين الإخوة، هذا عار على الذين يشاركون في تأجيج نار الانقسام وتسليم جهات ومحاور إقليمية قرار فلسطين.

إنني باسمكم جميعاً، أرفع تحية إكبار وتضامن إلى اخواننا الفلسطينيين في غزّة وتضحياتهم في وجه الآلة الحربية الإسرائيلية، ونناشد القيادات الفلسطينية، الارتقاء إلى مستوى التحدي التاريخي مع العدو، وتفويت الفرصة على المتلاعبين بقضيتهم المقدّسة.

أيها الإخوة والأخوات، يا أحرار لبنان، يا أبطال انتفاضة الاستقلال، نحن أبناء مدرسة رفيق الحريري، رفاق باسل فليحان وجبران تويني وسمير قصير وبيار امين الجميل وجورج حاوي ووليد عيدو وأنطوان غانم وفرنسوا الحاج ووسام عيد، ومروان حمادة والياس المر ومي شدياق وسمير شحادة أبناء ثورة الأرز والرابع عشر من آذار.

معكم سنبقى على العهد، بإذن الله، ومعكم نصنع التغيير نحو الأفضل، ومعكم نتقدم نحو السابع من حزيران. موعد القرار الحرّ والصوت الحرّ والدولة الحرة المستقلّة. عشتم.عاش لبنان. لبنان اولا، لبنان اولا، لبنان اولا".

 

الجميل: ننتصر فنحبط انقلابهم ينتصرون فيستولون على السلطة

النهار/القى الرئيس أمين الجميل الكلمة الآتية: "هذا يوم حزن على الصعيد العاطفي، لكنه يوم نصر للبنان الحرية والكرامة. لقد تحولت مأساة استشهاد كبير من لبنان، الرئيس رفيق الحريري، مسار حرية للشعب والوطن الدولة.

فها نحن نحيي معا، كل طوائف لبنان ومناطقه، ذكرى استشهاد رفيق الحريري، ولبنان محرر من كل جيوش الاحتلال والوصاية، والدولة تتمتع برئيس جديد هو رمز وحدتها، والمحكمة تنجز تحقيقاتها وتهم بطرق أبواب المجرمين الذين اغتالوا كل شهدائنا.

نحيي الذكرى الرابعة لاستشهاد رفيق الحريري، وأربعة أشهر تفصلنا عن انتخابات نيابية مصيرية. فليكن هذا اليوم وعدا بالانتصار أيضا في هذا الاستحقاق الآتي إلينا مضرجا بدماء شهدائنا من قادة ووزراء ونواب وضباط وجنود وصحافيين ومواطنين أبرياء. إن الولاء للبنان الذي فجر صاعقه استشهاد رفيق الحريري لا قيمة له اذا لم يكن الولاء للدولة اللبنانية دون سواها.

إن الانتصار في هذه الانتخابات هو الاقتصاص الحقيقي من القاتل أكان شخصا أم تنظيما أم نظاما أم دولة. لا يكون الوفاء للشهداء بالبكاء والاسف وتقديم التعازي والقيام بواجبات رفع العتب، ولسنا بعاتبين بل ثائرون حتى معرفة كل الحقيقة.

نريد أن نعرف من اغتال والدكم رفيق الحريري، يا شيخ سعد، ونريد أن نعرف من اغتال ولدي بيار وكل الشهداء. إن الوفاء للشهداء يكون بمواصلة المشروع الوطني الذي من أجله استشهدوا وبتثبيت القضية التي في سبيلها ناضلوا.

ومن هذه الساحة بالذات، وفي هذه المناسبة الجليلة، نؤكد أن الانتخابات النيابية المقبلة ليست خيارا بين مرشحين ينتمون إلى فريقين وطنيين يتنافسان في خدمة الدولة والوطن والشعب، إنما هي خيار بين مرشحين ينتمون إلى مشروعين متناقضين: مشروع أكمال مسيرة السيادة والاستقلال والنهضة الاقتصادية وتوفير فرص العمل واستعادة شبابنا المهاجر ومشروع استعادة الوصاية واستحضار الهيمنة والتباهي بالتبعية والارتباط العضوي بمحاور عسكرية ومذهبية وسياسية. مشروع بناء المجتمع المدني الحر والدولة المحايدة القوية بجيشها وسلامها ومشروع بناء دولة لا هي دولة لبنان الكبير ولا دولة الميثاق الوطني ولا دولة الطائف ولا حتى دولة الدوحة. إنها دولة نقيض كل تراثنا الديني والحضاري والعلمي والثقافي.

إنها دولة تبدل بكركي ببراد وبيروت بطهران وطرابلس بدمشق ولبنان باللالبنان.

صدقوني أن الانتخابات النيابية المقبلة مصيرية لإكمال مسيرة ثورة الارز ومنع تقويض كل الإنجازات الوطنية التي تحققت في السنوات الأربع الأخيرة، بما فيها انتخابات رئاسة الجمهورية، وعودة البلاد إلى الأجواء الملوثة التي كانت سائدة قبل عام 2005.

لذا إما أن تنتصر روح ثورة الارز ونحبط انقلابهم المستمر، وإما أن ينتصروا هم ويستكملون انقلابهم بالاستيلاء على السلطة كليا بعدما بدأوه في حرب تموز 2006، وفي تظاهرات حرق الدواليب، وإغلاق مطار بيروت الدولي، والانسحاب من الحكومة بغية إسقاطها، والاعتصام وسط العاصمة، وإغلاق مجلس النواب، وتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، واجتياح غرب بيروت، وفرض شروط تعجيزية أثناء مؤتمر الدوحة، ورفض الاعتراف بأحادية سلاح الجيش اللبناني، لا بل بأحادية الدولة اللبنانية.

من قراءة هذه الأخطار الداهمة، أوجه نداء مثلث الاتجاه:

نداء إلى قادة ثورة الأرز أن نتحد ونعطي المثل الناصع في الوحدة الوطنية، في الثبات على المشروع الأساسي، في التضامن السياسي، في التكامل الانتخابي، في التجرد عن المصالح الخاصة والفئوية والمناطقية، في اعتماد العدالة في اختيار المرشحين وتأليف اللوائح، فلا استئثار، ولا استبعاد، ولا تهميش بعضنا لبعض لأن لا انتصار بدون حس المشاركة ومبدأ الشراكة، فالمهم أن ننتصر معا لنكمل مسيرة بناء الدولة اللبنانية القوية والجامعة، وإننا لمنتصرون.

نداء إلى شعب ثورة الأرز، أنتم الههنا والههناك، أنتم الموجودين في هذه الساحة وكل الساحات، في الوطن والمهجر. ندائي إليكم أن تواصلوا النضال، أن تثقوا بأنفسكم وبنا، أن تكونوا أقوياء وصامدين. فلا اليأس من شيمنا ولا القنوط، لا الإحباط من عادتنا ولا اللامبالاة، لا الانقسام قدرنا ولا الفرقة، لا الاستسلام من ميزاتنا ولا الانهزام.

أنتم أبناء الصمود وأهل الشهداء وآباء لبنان المنتصر على ذاته وعلى الآخرين. أنتم ثوار التغيير الديموقراطي، فتابعوا هذه الثورة حتى تكتمل ولن تكتمل من دون الفوز في الانتخابات المقبلة.

ندائي الأخير إلى الذين يراهنون على مشاريع لا تشبهنا ولا تشبههم، لكنهم انساقوا فيها في ظروف الحرب والاحتلال. إن لبنان يحتاج اليكم مثلما يحتاج الينا. فهلموا إلى درب الوطن ومؤسسات الدولة. ولتكن ذكرى استشهاد رفيق الحريري مناسبة وعي وطني شامل.

حولوا حزنكم على غيابه حضورا وطنيا معنا. نحن طلاب وحدة القوى المسيحية ونحن طلاب وحدة القوى الإسلامية لأننا نؤمن بوحدة لبنان الحر السيد المحايد اللامركزي.

هذا حلم الأجيال فتعالوا إلينا، تعالوا إليه ليصبح الحلم حقيقة ويحيا الشهداء، كل الشهداء، فيحيا لبنان".

 

جعجع: مستمرون حتى قيام الدولة وعلى قدر الجرائم تأتي المحاكم

النهار/والقى رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الكلمة الآتية:

"إذا كان ذنبي أن لبنان سيدي، فشهادة كل الشهداء ذنوب.

أيها اللبنانيون، شعبٌ وأرز فربيع، فثورةٌ فمحكمة فأحكام، فإحكام على أعداء لبنان، فقيامة.

على قدر أهل العزم تأتي العزائم،  وتأتي على قدر الجرائم المحاكم.

ثلاثون عاماً وكبارنا يسقطون، لكن التاريخ لا يرحم، ها هي المحكمة، حان وقت الحساب، إن الله يمهل لكنه لا يهمل أبداً.

أيتها اللبنانيات، أيها اللبنانيون، يا شعب ثورة الأرز،

ويسألون ماذا فعلت ثورة الأرز؟ لولا ثورة الأرز لما بقي لبنان ولا شعب ولا أرز، قبل ثورة الأرز كنا شعباً مقهوراً معذباً مضطهداً مغلوباً على أمره

ملاحقاً مسجوناً منفياً مقتولاً، كنا حريات مصادرة، أفواهاً مكمومة، أيادي مغلولة. كنا دولة على الورق. كنا وطنا مسلوباً.

ماذا فعلت ثورة الأرز؟ لقد أعادت الأرز إلى بلاد الأرز وبلاد الأرز الى العالم.

أيها اللبنانيون، فكروا معي لحظة بالعكس، ماذا لولم تكن ثورة الأرز؟ خضوع وإذلال ويأس وموت واندثار. لا رغيف ولا حرية ولا دولة ولا وطن ولا لبنان.

وحتى مع ثورة الأرز ما زال بعض من في الداخل والخارج يحاول كل يوم عرقلة قيام لبنان دولة فعلية قوية قادرة، لها كل الأرض، لها كل الحدود، لها كل السلاح، لها كل القرار. يريدونها دولة وهمية من دون قرار أو سياسة، من دون جيش فعلي ولا أمن ولا من يحزنون. آخر ابتكاراتهم كان تستّرهم بضرورة تطبيق قانون التنصت، لحرمان الأجهزة الأمنية الشرعية مساحة عمل واسعة، وترك الساحة سائبة لهم، من دون حسيب أو رقيب، لممارسة هواياتهم غير الشرعية المفضلة.

لقد تذكروا قانون التنصت، لكنهم نسوا الدستور وضرورة عدم تعطيل المجلس النيابي والتقيد بالمهل القانونية لإنتخاب رئيس للجمهورية، كما نسوا اتفاق الطائف وضرورة حل الميليشيات كل الميليشيات ونسوا أيضاً وأيضاً قانون الدفاع وقوانين المخالفات على أنواعها. لقد تذكروا فقط قانون التنصت ولكن ليس لتطبيقه بل للتستر به لتسهيل تنصتهم غير الشرعي. وفاتهم جداً جداً أن يطالبوا بتطبيق القانون عندما انتهكت بالفعل حرمات الناس وعطلت أعمالهم وقطعت أرزاقهم من خلال احتلال وسط بيروت لسنة ونيف.

كما سها عن بالهم تماماً المطالبة بتطبيق القانون في أحداث أيار الماضي التي قتل ضحيتها خمسة وستون لبنانياً مظلوماً ومئات آخرون جرحى.

أيها اللبنانيون، سقطت الأقنعة، خطتهم واضحة،  تقليص نفوذ الدولة ليبقوا هم، ولو زال لبنان.

إن ثورة الأرز تتعرض لهجوم مضاد شرس لعرقلة قيام دولة لبنانية فعلية. فلا تسكتوا. إن الدولة مهددة في كل لحظة بالسقوط من جديد على ايدي من يسعون لتحقيق مصالحهم السياسية ولو بأي ثمن، فانتبهوا.

أيها اللبنانيون، إن الأمر في أيديكم فلا تترددوا، فكما انتفضتم في ذلك اليوم من  آذار عام 2005 وغيرتم مجرى التاريخ، هكذا أيضاً أنتم اليوم على موعد آخر في حزيران المقبل لتكملوا المسيرة وتقولوا  للعالم كله أن لبنان هنا وهنا لبنان.

لن نخاف. لن نركع. لن نستكين حتى تحقيق آخر مشهد من حلم 14 آذار وقيام دولة لبنانية فعلية (...)".

 

السبع: سنعود الى هنا مجدداً الى أن نرى رؤوس المجرمين وراء قضبان لاهاي

النهار/والقى النائب باسم السبع الكلمة الآتية:

"(...) هناك حملة منذ ايام عدة على إحياء ذكرى 14 شباط، يريدون منكم ان تدفنوا ذكرى رفيق الحريري والا تجسدوا رفع العلم في ساحة الحرية، يريدون منكم ان تلزموا منازلكم والا تحتفلوا بالاعلان عن المحكمة الدولية، يريدون منكم الا تحركوا ساكنا وان تلتزموا الصمت والحزن لتتراجعوا الى حلقات الخوف والعجز واليأس من أي قدرة على التغيير. اما انتم فقررتم النزول، قررتم ان تملأوا الساحة بهدير الحرية والعدالة والوفاء وقررتم ان تكسروا حواجز الخوف التي يحاولون رفعها من جديد تماما كما كسرتم حواجز الخوف قبل اربع سنوات.

انتم أسقطتم جدار الوهم بان النظام السوري دخل لبنان لوقف الحرب الاهلية، وهناك ويا للأسف من يعمل على إعادة بناء هذا الجدار من جديد، نحن في الرابع عشر من آذار، انتم في الرابع عشر من آذار، ليس لديكم وليس لدينا مشكلة مع الشقيقة سوريا وندرك جيدا الاهمية التاريخية والعملية لبناء علاقات متوازنة ومستقرة بين البلدين.

لكننا بالتأكيد أمام مشكلة معقدة مع نظام بشار الاسد، وانتم هنا الجمهور العريض من اللبنانيين من كل المناطق والطوائف، كشفتم الحجاب عن هذه المشكلة في 14 شباط، إدانة النظام السوري في جريمة اغتيال رفيق الحريري وسائر الجرائم.

كلنا هنا نكره اسرائيل ونشأنا على كره اسرائيل ونعلم ان هذه الدولة العدوانية أرتكبت أفظع الجرائم في حق لبنان واللبنانيين ونعلم ايضا ان اسرائيل احتلت أرضنا وهددت كياننا وشردت أهلنا ولها أطماع مكشوفة في مياهنا، لكننا نعلم ان اسرائيل هي العدو واننا في صراع مفتوح معها منذ عشرات السنين، نفهم ذلك جيدا ولكن من غير المفهوم ان يصبح الصراع مع العدو وسيلة ابتزاز لعواطف اللبنانيين وان يطلب منا إغفال الوجه القبيح لممارسات الشقيق، بحجة ان هناك خطرا أكبر هو اسرائيل.

 بالله عليكم أليس ظلم ذوي القربى أشد مضاضة؟ نرفض إعطاء هذه الجهة وهذا النظام أي صك براءة بهذه البساطة. هل توافقون على ان تكونوا شركاء لهذا النظام في ارتكاب الظلم في حق بني وطنكم، هل ترضون بتلك العينة من المصالحات المجانية مع النظام السوري والعودة الى تسليم قرار لبنان بمعادلات سياسية تعمل بالإنابة او بالأصالة عن هذا النظام؟

 الاخلاق تقتضي في الحد الادنى انتظار المحكمة الدولية ليتأكدوا من صحة الاحساس الشعبي اللبناني او عدمه، هل ان أيدي النظام السوري ملطخة بدماء القيادات اللبنانية ام لا؟ هل ان أيدي النظام السوري ملطخة بدماء اللبنانيين ام لا؟ على أي حال، المحكمة ستبدأ في الاول من آذار، وسنعود الى هذا المكان في العام المقبل، الى ان نرى رؤوس المجرمين كائنة من كانت تطل من وراء القضبان في لاهاي.

في 14 شباط 2005 وقبل دقائق وفي مثل هذه الساعة (12:30 ظهرا) كان رفيق الحريري يناقش قانون الانتخاب في المجلس النيابي ويرد عنه وعن بيروت وكل لبنان حملات الظالمين وحملات الافتراء ويتقدم صفوف المواجهة مع النظام الامني وأدواته اللبنانية السورية. خرج رفيق الحريري مع باسل فليحان من مجلس النواب وقتلوه قبل ان يكتمل النقاش في قانون الانتخاب. اليوم بعد أربع سنوات يريدون ان يمر لبنان بمشهد مماثل، الانتخابات على الابواب ويريدون أن تموت ذكرى رفيق الحريري، قولوا لهم انكم أمناء على 14 شباط، أمناء على دم رفيق الحريري وجميع الشهداء. قولوا لهم انكم أمناء على مسيرة 14 آذار وستكونون باذن الله أمناء على مصير الانتخابات في 7 حزيران. اهتفوا بصوت واحد امام جميع قيادات 14 آذار نريد منكم برنامجا واحدا ولوائح موحدة في الانتخابات، نريد دولة لبنان ان ترتاح".

 

 

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 15  شباط /2009

.

  

 ذكرى 14 شباط حسب الوكالات العالمية

وكالت/ذكرت وسائل الاعلام العالمية ان عدد الحشود التي تجمعت في ساحة الحرية احياء لذكرى 14 شباط فاق مئات الالاف وان الطرقات المؤدية الى المكان عجت بالمواكب السيارة التي تنقل المؤيدين والمناصرين الى ساحة الاحتفال. وقالت وكالة الانباء الفرنسية ان ساحة الحرية في وسط بيروت غصت السبت بمئات الاف المناصرين لقوى 14 اذار المناهضة لسوريا والتي تمثلها الاكثرية النيابية لاحياء الذكرى الرابعة لاغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري. واضافت "لا تزال الطرقات المؤدية الى بيروت تغص بمواكب الباصات وبأرتال طويلة من السيارات تحمل صور قادة قوى 14 آذار واعلام احزابها السياسية الى جانب الاعلام اللبنانية. بدوره افاد موقع محطة الـ "بي بي سي" ان مئات الالاف من اللبنانيين قد احتشدوا في وسط بيروت في الذكرى الرابعة لاستشهاد رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري. من جهتها ذكرت محطة "سي ان ان" ان قادة 14 اذار القوا كلماتهم امام حشود شعبية كثيفة في وسط بيروت. وكان موقع "روسيا اليوم" اعلن ان عشرات الآلاف من اللبنانيين احتشدوا يوم 14 شباط، في مهرجان شعبي وسط بيروت إحياء للذكرى الرابعة لاغتيال رئيسِ الوزراء الاسبق رفيق الحريري.

 

ميليشيات "8 آذار" تدفع هزيمة الترهيب... بالترهيب

وكالات/اعتداءات متنقلة وعدد كبير من الجرحى و تحطيم سيارات في شوارع بيروت من قبل ميليشيا 8آذار على المشاركين في الذكرى الرابعة لإستشهاد الرئيس الحريري. أكدت الجماهير المتدفقة الى ساحة الحرية في ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري على التمسك بخيار لبنان الدولة فاستفزت ميليشيات قوى "8 آذار" التي عمدت الى الإعتداء على بعض الشبان المشاركين في الذكرى مما أدى الى إصابة 30 شخاصاً بجروح نقل عدد منهم الى مستشفى المقاصد أحدهم في حالة خطرة جداً وفق حصيلية أولية.

وعلم موقع المستقبل من مصادر خاصة أن من بين الجرحى: المحامي رفعت الصايغ، وسام مومنة الذي إعتدت عليه ميليشيات قوى 8 آذار في محلة الطيونة، ومروان شحادة عبد القادر (من عكار) الذي إعتدت عليه القوى نفسها في بشارة الخوري، نور العرب، سحر عبد الرحمن، محمد الخطيب، ومواطن من آل البرجاوي وآخر من آل محفوظ، وإثنين من آل فايد، و4 من البقاع الوسط 3 منهم من بلدة الفاعور وواحد من قب الياس، وإثنين من بلدة البيرى في البقاع الغربي.

وكعادته عمد الحزب السوري القومي الإجتماعي الى استعراض عضلاته في أحياء بيروت، خصوصاً شارع الحمراء ومنطقة الروشة حيث لوحظ ظهور كثيف للسلاح عند مفارق الطرقات والشوارع. وتجمهر عدد من عناصره في محاولة للترهيب وإثارة البلبلة.

واحتشد ميليشيات "8 آذار" في عدد من أحياء بيروت في الوتوات وزقاق البلاط وبربور وبشارة الخوري والخندق الغميق والمصيطبة والطيونة والضناوي والأوزاعي وكركول الدروز، ومارالياس، وقرب محطة أيوب، والظريف، وطريق صيدا القديمة لترهيب المواطنين، كما اعتدوا على المواكب المتوجهة والعائدة من ساحة الحرية ورشقوها بالحجارة وهاجموا المواطنين يالأسلحة الحادة وعمدوا الى تحطيم السيارات، ونزعوا الأعلام اللبنانية المرفوعة عليها خصوصاً في بربور ورموها على الأرض. وأطلقوا الشتائم ضد الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ولم يسلم الجسم الحقوقي من اعتداءات ميلشيات "أمل" و"حزب الله" فتعرض المحامي رفعت الصايغ لدى عودته من ساحة الشهداء متوجها الى منزله لطعنات عدة بالسكين من قبل المليشيات المذكورة أدت الى إصابته بجروح ونقل على الفور الى مستشفى رزق حيث يتلقى العلاج.

واستنكر تجمع حقوقي "المستقبل" ما تعرض له المحامي الصايغ في منطقة جسر سليم سلام.

وأطلقت ميليشيات "8 آذار" النار على على عدد من المشاركين في شارع عمر بن الخطاب في منطقة رأس النبع كما عمدت الى ضرب العائدين من ساحة الحرية ورشقهم بالحجارة ما دفع الجيش والقوى الأمنية الى قطع الطريق لحماية المشاركين في الذكرى، من ناحية المتحف والسوديكو.

وتنتشر قوى كبيرة للجيش اللبناني على طول كورنيش المزرعة، لاسيما عند مداخل منطقة بربور جميعها تحسباً لأي توتر أمني.

ورصد إطلاق نار متقطع في منطقة النويري وأجبر المتظاهرون على إزالة الشارات عن ملابسهم من أجل العبور بسلام. وأغلق الجيش منذ قليل خط النويري بواسطة ملالة منعاً للمشاكل.

وضربت ميليشيا "8 آذار" شابين من آل فايد في الضناوي، وعمد عدد كبير من الشباب الى التعرض لسيارات عدد من المواطنين.

وقال الشاب من آل فايد الذي تعرض لاعتداء: "كنا نمشي بالسيارة في منطقة الضناوي، ولم يكن علم تيار المستقبل ظاهراً الا قليل جداً فأخذه شخص وكسر الزجاج"، لافتاً الى أن "هذا الشاب استفز الأخوين فايد بقوله ماذا ستفعلان الآن ثم هجم نحو 15 شخص عليهما وبدأوا بضربهما من دون أن يردا عليهم".

وأضاف: "نحن عبرنا بشكل طبيعي وحضاري في الاحتفال عكس طريقة تعبيرهم تماماً".

وأقدم شخصان مجهولان على دراجة نارية بإستدراج علي حمادي وعائلته (من بلدة بر الياس)، بعدما ضل طريقه في بشارة الخوري، الى الخندق الغميق بعد سؤال من رب هذه الأسرة عن الطريق المؤدية الى ساحة الشهداء، وابرحوا الأب والأم والأولاد ضرباً مما أدى الى إصابتهم، كما عمدوا الى تحطيم سيارة التيوتا التي كانت تقلهم.

وتعرضت إحدى الوفود القادمة من البقاع للمشاركة في مهرجان 14 شباط، للاعتداء في منطقة بحمدون حيث اصيب المواطنان خالد غانم في ظهره وبلال نجار(إصابته طفيفة) نقلا على أثرها الى مستشفى قلب يسوع في الحازمية للمعالجة، في حين توارى مطلقو النار عن الانظار.

وتعرض موكب حزب "الوطنيين الاحرار" للاعتداء من عناصر من "حزب الله" أمام نفق سليم سلام صباح اليوم إذ تم اعتراض طريقهم بحواجز ورشقوا بالحجارة والعصي ونتج عن هذا الاعتداء إصابات لدى شباب "الاحرار" وأضرار مادية في السيارات.

واستنكر "الأحرار" في بيان "هذا الحادث الذي جرى من دون أي اسباب موجبة، علما أن الاعتداء تم بوجود عناصر من قوى الامن الذين لم يتدخلوا".

وفي صوفر أقدم مجهولون على إطلاق النار على أحد المواكب مما أدى الى إصابة المواطن خالد غانم بجروح.

ورش أنصار قوى "8 آذار" المازوت في الصباح الباكر على طريق صيدا، كما عمدوا الى ارسال مواكب معاكسة بحجة أنها قادمة من العتبات المقدسة. كما وجهت حافلات بعدد من أنصار "حزب الله" و" حركة أمل" من بيروت الى منطقة المصنع بحجة زيارة مقام السيدة زينب في دمشق لعرقلة جماهير 14 آذار المتجهة الى بيروت.

وبعد انتهاء المهرجان، قام أنصار 8 آذار بالإعتداء على المواطنين العائدين الى بيوتهم، لاسيما قرب كنيسة مار مخايل، وفي الخندق الغميق، ومحطة الضناوي، ومار الياس، وغيرها.

يذكر أن مناصري قوى 8 آذار وخصوصاً "حركة أمل" وجهوا دعوات قبل يومين عبر الإنترنت وخصوصاً موقع الـ facebook، لشبابهم للتجمع في أحياء بيروت والمناطق الأخرى من أجل الإعتداء على الحشود المتوجهة الى ساحة الحرية، وعند عودتها منها.

هذا و قد أفاد موقع القوات اللبنانية عن تعرض المواطن سركيس الدريبي لدى عودته من المشاركة في مهرجان 14 شباط، وهو مناصر لحزب القوات اللبنانية، للإعتداء على سيارته من قبل أحد أنصار جماعة المردة، في منطقة شكا وهو خالد المصري، وقد تقدم الدريبي بشكوى للسلطات المختصة التي تعمل على اعتقال المصري.

وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام منذ قليل ان سلسلة من الاشكالات وقعت اليوم، اثناء وصول المشاركين في ذكرى 14 شباط وعودتهم الى بلداتهم وقراهم، في مختلف المناطق اللبنانية، نجم عنها بناء على تقارير امنية وطبية تحطيم عدد من السيارات وجرح عدد من الاشخاص عرف منهم:

المحامي رفعت الصايغ، المواطنون: وسام مومنة، مروان شحاده عبدالقادر، نور العرب، سمر عبدالرحمن، محمد الخطيب، احمد محفوظ، احمد البرجاوي، شقيقان من ال فايد، اربعة اشخاص من بلدة الفاعور في البقاع الاوسط، اثنان من البيرة في البقاع الغربي، اربعة اشخاص من ال علي حمادي من قب الياس تم تضليلهم بعد سؤالهم عن الطريق المؤدية الى ساحة الحرية، فادخلوا الى محلة الخندق الغميق، وهناك تم تكسير سيارتهم وهي من نوع تويوتا، ثم تعرضوا للضرب والشتائم.

كما تم تضليل فان يقل عشرة اشخاص، من بلدة شبعا، في محلة مار مخايل بداعي اعطائه طريقا مختصرا للوصول الى ساحة الحرية، واعتدي على ركابه بالضرب والشتائم ، ثم افلت السائق من بين ايدي المعتدين وعاد الى طريق صيدا القديمة. كما حصل اشكال مع مناصرين ل "حزب الاحرار" في نفق سليم سلام، تمت معالجته من قبل القوى الامنية.

وقد عرف ان بعض الجرحى ، تم نقله الى مستشفى المقاصد وتمت معالجة البعض، وابقي على البعض الاخر لدواع طبية. كما أحضر الشاب خالد سليمان غانم، الى مستشفى قلب يسوع وهو في وضع صحي دقيق، لاصابته برصاصتين في ظهره، قرب العمود الفقري، وقد كان اصيب وبلال النجار، في بحمدون برصاص مجهولين اثناء توجههما على متن باص، من بلدة شبعا الى ساحة الشهداء.

كذلك سجل تحطيم عدد من االسيارات في مناطق: زقاق البلاط، مار الياس، رأس النبع، محطة ايوب، ومحطة الضناوي.

وعند مفترق كفريا في منطقة شكا تعرضت مواكب العائدين من المهرجان، للرشق بالحجارة من شبان في المنطقة.

 

 

سلسلة اشكالات رافقت وصول ومغادرة المشاركين في ذكرى 14 شباط: اصابة اكثر من عشرين من المشاركين بجروح وتحطيم عدد من السيارات

وطنية - 14/2/2009 أفاد المندوب الامني للوكالة الوطنية للاعلام الياس شاهين، ان سلسلة من الاشكالات وقعت اليوم، اثناء وصول المشاركين في ذكرى 14 شباط وعودتهم الى بلداتهم وقراهم، في مختلف المناطق اللبنانية، نجم عنها بناء على تقارير امنية وطبية تحطيم عدد من السيارات وجرح عدد من الاشخاص عرف منهم:

المحامي رفعت الصايغ، المواطنون: وسام مومنة، مروان شحاده عبدالقادر، نور العرب، سمر عبدالرحمن، محمد الخطيب، احمد محفوظ، احمد البرجاوي، شقيقان من ال فايد، اربعة اشخاص من بلدة الفاعور في البقاع الاوسط، اثنان من البيرة في البقاع الغربي، اربعة اشخاص من ال علي حمادي من قب الياس تم تضليلهم بعد سؤالهم عن الطريق المؤدية الى ساحة الحرية، فادخلوا الى محلة الخندق الغميق، وهناك تم تكسير سيارتهم وهي من نوع تويوتا، ثم تعرضوا للضرب والشتائم.

كما تم تضليل فان يقل عشرة اشخاص، من بلدة شبعا، في محلة مار مخايل بداعي اعطائه طريقا مختصرا للوصول الى ساحة الحرية، واعتدي على ركابه بالضرب والشتائم ، ثم افلت السائق من بين ايدي المعتدين وعاد الى طريق صيدا القديمة. كما حصل اشكال مع مناصرين ل "حزب الاحرار" في نفق سليم سلام، تمت معالجته من قبل القوى الامنية. وقد عرف ان بعض الجرحى ، تم نقله الى مستشفى المقاصد وتمت معالجة البعض، وابقي على البعض الاخر لدواع طبية. كما أحضر الشاب خالد سليمان غانم، الى مستشفى قلب يسوع وهو في وضع صحي دقيق، لاصابته برصاصتين في ظهره، قرب العمود الفقري، وقد كان اصيب وبلال النجار، في بحمدون برصاص مجهولين اثناء توجههما على متن باص، من بلدة شبعا الى ساحة الشهداء. كذلك سجل تحطيم عدد من االسيارات في مناطق: زقاق البلاط، مار الياس، رأس النبع، محطة ايوب، ومحطة الضناوي. وعند مفترق كفريا في منطقة شكا تعرضت مواكب العائدين من المهرجان، للرشق بالحجارة من شبان في المنطقة.

 

التيار الشيعي الحر/المكتب الإعلامي

هناك من استفحل في ممارسة العنف والإرهاب على اللبنانيين

يخطفون .. يرهبون ... يعذبون .. يسلمون .. وسلام على الدولة

هذا هو واقع الحال في لبنان ، إذ لا رقابة أمنية ولا دولة حاضرة فبات مصير كل مواطن مهدد بالخطر ، عادت بنا الذكريات إلى ايام الحرب الأهلية عندما استشرى الخطف والإغتيال والقتل .. فقبل استشهاد الرئيس رفيق الحريري كانت عصابات المخابرات السورية تنكل بشعبنا وتفرض عليهم رغباتها مصادرة حريتهم وقرارهم وسيادتهم ، واليوم البعض في لبنان ممن عز عليهم اندحار الوصاية يفرض علينا واقعا" أمر من السابق ، فيخطفون من لا يوافقهم أو لا ينفذ رغباتهم أو يحقق أمانيهم، ويفبركون له ما يسود ليل حياته ، ففي 24 كانون الأول 2008 أعتقل المواطن السوري أحد مناصري القائد الدكتور رفعت الأسد من قبل مخابرات الجيش اللبناني ليصار إلى تسليمه للمخابرات السورية بطريقة غير قانونية ورسمية مما يؤكد عودة التنسيق الأمني على حساب حرية الشعب اللبناني ، وفي 12 شباط 2009 تم اختطاف المهندس في مطار رفيق الحريري الدولي جوزف صادر من على طريق المطار وأمام أعين القوى الأمنية وسرت شائعات ربما تكون حقيقية عن دخول السيارات الخاطفة إلى الضاحية الجنوبية التي يستخدمها حزب الله معقلا" لدولته الأمنية حيث تحوي غرفا" للتحقيق وسجنا" لكم الأفواه ، طبعا" من ينسى اختطاف النائب الفرنسي الإشتراكي الذي اقتادوه إلى التحقيق في أقبية حزب الله لمجرد أنهم شكّوا به وحركة مروره ، وبذلك يكون هؤلاء هم القوة الفعلية على الأرض ضاربين بقوتهم مشروع الدولة والمؤسسات وفارضين على الناس قانون شريعة الغاب والميليشيوية المافيوية .

وفي 14 شباط 2009 ورد هذا الخبر الذي يحتاج إلى تحرك فوري لوزارة العدل والنيابة العامة التمييزية ومنظمات حقوق الإنسان البرلمانية والمدنية لوقف هذا المسلسل الوحشي الذي يهدد الجميع .

خاطفو صادر يسلمونه الى الجيش اللبناني

في معلومات خاصة لموقع "القوات اللبنانية" الإلكتروني، ان خاطفي المواطن جوزف صادر قاموا بتسليمه إلى الجيش اللبناني. وأفادت المعلومات أن الجيش سيبقي على صادر موقوفاً لأيام قليلة ريثما يتعافى من آثار التعذيب والضرب اللذين تعرّض لهما خلال يوميّ اختطافه.

المكتب الإعلامي

 

 

اللبنانيون من مختلف المناطق توافدوا بكثافة الى ساحة الشهداء لاحياء ذكرى استشهاد الرئيس الحريري

وطنية - 14/2/2009 توافد اللبنانيون بكثافة اليوم من مختلف المناطق الى ساحة الشهداء في وسط بيروت في الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، حاملين الاعلام اللبنانية وصور الرئيس الشهيد وسط الاغاني والاناشيد الخاصة بهذه المناسبة الوطنية.

عكار

وافاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في عكار منذر المرعبي ان المنطقة شهدت منذ ساعات الفجر الاولى حركة سير كثيفة باتجاه ساحة الشهداء للمشاركة في الذكرى الرابعة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تلبية لدعوة رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري وكل قيادات 14 آذار، حاملين الاعلام اللبنانية والحزبية.

وتبدو عكار اليوم خالية من الناس وسط اقفال تام للادارات الرسمية والمدارس والمحال التجارية وفاء لذكرى الرئيس الحريري.

وقد شهدت قرى قضاء عكار طوال الليل مسيرات سيارة جابت الشوارع وهي تبث الاغاني الوطنية وتدعو الى المشاركة في هذه الذكرى.

طرابلس

وفي طرابلس، افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" عبد الكريم فياض ان الاف السيارات ومئات الباصات انطلقت من شوارع طرابلس والميناء والقلمون، تلبية لدعوة قيادات 14 اذار للمشاركة في الذكرى الرابعة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وتتوجه المواكب منذ ساعات الصباح الاولى الى بيروت في ظل اجراءات امنية اتخذتها عناصر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي. وقد رفع المواطنون الاعلام اللبنانية وصور الرئيس رفيق الحريري وشهداء الاستقلال الثاني وشعارات تطالب بكشف الحقيقة وباحقاق الحق ونصرة المحكمة الدولية، كما اطلقوا الهتافات المؤيدة لمسيرة رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري وسط الاناشيد الوطنية التي بثتها مكبرات الصوت المثبتة على الشاحنات والسيارات.

واللافت هذه السنة، كانت المشاركة الكبيرة لانصار الرئيس نجيب ميقاتي حيث انطلق عدد كبير من الباصات والسيارات من امام منزله في طرابلس للمشاركة في الاحتفال المركزي في بيروت.

هذا وقد شهد الاوتوستراد الدولي الذي يربط طرابلس ببيروت في البحصاص زحمة سير خانقة في الاتجاهين، حيث ان المواطنين المتوجهين الى بيروت سلكوا خطي السير المعاكسين، فيما عملت القوى الامنية لاعادة فتح الطريق وتوجيه المشاركين لسلوك الطريق الصحيح.

كما افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" محسن السقال ان المواكب التي انطلقت من قرى الشمال وبلداته، مرورا بطرابلس، كانت ترفع، الى صور الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء الاستقلال، صورا للبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وشعارات الرابع عشر من اذار التي تطالب بكشف الحقيقة وجرائم الاغتيالات، وسط الاناشيد الحماسية والوطنية التي تبثها مكبرات الصوت المثبتة على السيارات والباصات.

زغرتا- الزاوية

وشاركت قوى الرابع عشر من آذار في زغرتا- الزاوية بكثافة في الاحتفال الذي اقيم في ساحة الحرية، ففي محيط منزل النائب جواد بولس تزاحمت الحشود والسيارات لتنقل المؤيدين الى ساحة الشهداء، كذلك الحال في مؤسسة رينيه معوض حيث احتشد أكثر من 3 آلاف آلية امام مؤسسة رينيه معوض في بلدة مجدليا- زغرتا في أضخم حشد غير مسبوق شهدته منطقة زغرتا- الزاوية للمشاركة في يوم الوفاء للذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وشهداء ثورة الارز، ذكرى انتفاضة الاستقلال.

وقد رفع العلم اللبناني وصور الرئيس الشهيد رينيه معوض والرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الارز، كما حملت صورا للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوض واطلقت شعارات داعمة له "كلمتك صرخة حرية"، "للسيادة رموز"، كذلك رفعت صور للنائب جواد بولس وأعلام عملاقة لحركة الاستقلال و"مؤسسة جذور سيمون بولس"، وأعلام أحزاب ثورة الارز. وحملت الباصات والسيارات مكبرات الصوت وأطلقت الاغاني الحماسية والاغاني الخاصة بالمناسبة.

وعند السابعة والنصف, أنطلق الموكب الحاشد سالكا خط سير مستديرة مجدليا- أبي سمراء- أوتوستراد طرابلس في اتجاه مستديرة الله- الملعب الاولمبي- اوتوستراد الشمال (خط طرابلس- بيروت).

وتوقف الوفد لمرات عديدة نظرا لكثافة الحشود المشاركة الى أن تماهى والتصق مع مواكب 14 آذار. وقد اكدت منسقة حركة الاستقلال جوزيت الزلوعا "ان المشاركة هي تعبير عن خيارنا للشرعية وللدولة كما انها تأكيد على خيار لبنان الدولة لا الدويلات ولفرحتنا بان المحكمة الدولية اصبحت امرا واقعا، فكشف المجرمين سيسهم في الحد من الجريمة السياسية التي نالت من خيرة رجالات لبنان، ومن بينهم الرئيس الشهيد رينيه معوض والرئيس الشهيد رفيق الحريري وجميع شهداء ثورة الارز ولا ننسى الشهداء الاحياء".

وكانت زغرتا- الزاوية استعدت قبل اسبوعين للمشاركة في هذه الذكرى الوطنية من خلال لافتات ولوحات اعلانية انتشرت على الطرقات حملت توقيع حركة الاستقلال، وفيها "سنشارك في 14 شباط، لنصرخ لبنان أولا"، "سنشارك في 14 شباط، لمحاسبة المجرمين"، "أنا حر، أنا تعددي، انا ديموقراطي، أنا لبناني"، "14 شباط مشروع حياة أسسه الشهداء".

الكورة

وافادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في الكورة ماغي عيسى "ان قضاء الكورة شارك بكثافة في احياء الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، فأقفلت الادارات الرسمية والمؤسسات العامة والبلديات والجامعات والمدارس ابوابها.

وشهدت طرق القضاء منذ الصباح الباكر، حركة سير كثيفة وتجمعا للحشود في اربع نقاط هي كفرحزير، دده، القويطع وانفه متجهة الى ساحة الشهداء.

وكان لافتا رفع الشعارات واللافتات التي تحض على المشاركة بالذكرى التي تكتسي هذا العام طابعا خاصا على قول احد المنظمين بسبب اقتراب موعد الانتخابات النيابية من جهة وتشكيل المحكمة الدولية من جهة اخرى، مما ادى الى تسجيل ارقام قياسية في المشاركة لم تشهدها الكورة من قبل.

اشارة الى ان الجيش اللبناني والقوى الامنية منتشرة على طرق القضاء لتأمين امن المشاركين في هذه الذكرى.

أنفه

وفي أنفه- الكورة تجمع مناصرو نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وقوى 14 آذار في الساحة العامة في البلدة، في حضور السيدة مهى فريد مكاري وبمشاركة شعبية كبيرة، وقد انطلق الموكب عند السابعة والنصف صباحا والمؤلف من مئات السيارات وعشرات الباصات التي رفعت عليها الاعلام اللبنانية وصور الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

البترون

كما أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في البترون لميا شديد أن قضاء البترون لبى اليوم دعوة قيادات 14 آذار، النائبان بطرس حرب وأنطوان زهرا وتيار المستقبل وأحزاب القوات اللبنانية والكتائب والاحرار والتقدمي الاشتراكي واليسار الديموقراطي، الى المشاركة في احياء ذكرى 14 شباط حيث تجمعت الحشود الشعبية في ساحة البترون وعلى الطرقات العامة والشوارع الرئيسية والتي كانت انطلقت من أعالي منطقة البترون ووسطه وتحديدا من تنورين حيث وصل موكب كبير رافعا صور النائب بطرس حرب.

وبدأت الاف السيارات وعشرات الباصات بالانطلاق منذ الصباح، وأقفلت الطرق بسبب زحمة السيارات ولا سيما طريق الاوتوستراد بين شكا والمدفون حيث رفعت صور الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الارز والنقيب الطيار سامر حنا وأعلام القوات اللبنانية وتيار المستقبل وحزب الكتائب والاحرار وصور النائب حرب ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والنائب سعد الحريري.

وعند نقطة جسر البترون تداخلت المواكب المنطلقة من البترون مع المواكب المقبلة من طرابلس وعكار وزغرتا وبشري والكورة.

وكان موكب القوات اللبنانية جاب قبل إنطلاقه الى ساحة الشهداء، شوارع مدينة البترون رافعين الصور والاعلام ومكبرات الصوت المثبتة على السيارات التي تبث الاناشيد الوطنية والاغاني الحماسية.

جبيل

وأفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام " في جبيل ميشال كرم أن المنطقة شاركت في الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، ورفع المشاركون الذين تجمعوا في مستيتا ومستديرة جبيل الاعلام اللبنانية واعلام احزاب فريق 14 آذار، اضافة الى صور رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والنائب الشيخ بطرس حرب.

وانضم موكب جبيل الى مواكب السيارات والحافلات القادمة من منطقة الشمال، وشهد الاوتوستراد كثافة سير خانقة باتجاه ساحة الشهداء وسط اناشيد كانت تعلو عبر مكبرات الصوت وتبث الاغاني الوطنية.

ولوحظ انتشار القوى الامنية على جانبي الاوتوستراد لتأمين سلامة المواكب المتوجهة الى بيروت.

كما انضم الى موكب جبيل باصات وسيارات من عمشيت وحالات والمنصف.

وفي نهر ابراهيم، تجمعت الوفود المقبلة من قرى جرد جبيل الجنوبي وانضموا الى وفد جبيل.

اوتوستراد جونيه

وشهد اوتستراد جونيه- كسروان زحمة سير خانقة بسبب كثافة الوفود التي تتقاطر من مختلف مناطق الشمال وجبل لبنان الى وسط بيروت.

وشارك قضاء كسروان ساحلا ووسطا وجبلا في الاحتفال حيث انطلقت مواكب سيارة وباصات بعدما تجمعت في ساحة جعيتا وانطلقت نحو نهر الكلب في اتجاه ساحة الشهداء، حيث فاق عدد السيارات حوالي 800 سيارة و 65 باصا.

مواكب بيروتية

وانطلقت من بيروت المواكب السيارة والراجلة باتجاه ساحة الشهداء على وقع الهتافات والاناشيد التي تحيي الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودوره الوطني في البناء والاعمار ووحدة اللبنانيين.

الاحرار

وجاءنا من حزب الوطنيين الاحرار البيان الآتي: "تعرض موكب حزب الوطنيين الاحرار للاعتداء صباح اليوم 14 شباط 2009 من قبل عناصر من حزب الله أمام نفق سليم سلام. إذ تم اعتراض طريقهم بحواجز ورشقوا بالحجارة والعصي وقد نتج عن هذا الاعتداء إصابات لدى شباب الاحرار وأضرار مادية بالسيارات.

إننا نستنكر هذه الحادثة التي جرت من دون أي اسباب موجبة، علما أن الاعتداء تم بوجود عناصر من قوى الامن الذين لم يتدخلوا".

اقليم الخروب

وأفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" عصام الحجار، ان حشودا من منطقة اقليم الخروب شاركت في الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري. وقد بدت هذه المشاركة كثيفة جدا من خلال التجمعات في الساحات العامة في قرى وبلدات الاقليم.

ومنذ الثامنة صباحا بدأت عشرات الحافلات والباصات والسيارات التي تقل تلك الحشود بالتوجه الى بيروت. وحملت السيارات مكبرات الصوت تدعو المواطنين دون استثناء بالتوجه الى بيروت للمشاركة في هذه الذكرى التي دعت اليها قوى الرابع عشر من آذار في الاقليم.

صيدا

كما افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في صيدا عفيف محمودي ان الطريق الساحلي لمدينة صيدا شهدت ازدحاما خانقا للسيارات والفانات والباصات الكبيرة الاتية من اقصى الجنوب باتجاه ساحة الشهداء في بيروت للمشاركة في ذكرى اغتيال الرئيس الحريري، رافعين الاعلام اللبنانية وصور الشهيد رفيق الحريري، وسط اقفال تام للمؤسسات العامة والخاصة والمحال التجارية والمصارف.

وكانت المواكب السيارة انطلقت منذ ساعات الصباح الاولى، وتحول مثلث مدخل ثانوية الحريري الى حلقات راقصة لاطفال وطلاب مدارس الحريري يرتدون العلم اللبناني وسط اناشيد وطنية عبر مكبرات الصوت التي كانت تعلو من هنا وهناك، اضافة الى السيارات الجوالة التي كانت تجول في الشوارع الرئيسية والفرعية لمدينة صيدا مرددة اقوال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكلام رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري.

كما لوحظ انتشار امني كثيف للجيش اللبناني والقوى الامنية لتأمين سلامة المواكب المتوجة الى بيروت.

صور

وفي صور، انطلقت قوافل الحافلات والمواكب السيارة باتجاه بيروت، وقد ورفعت الاعلام اللبنانية واللافتات المطالبة بالحرية وصور الرئيس الشهيد في وقت ينفذ الجيش اللبناني انتشارا كثيفا على طول الخط الساحلي وعلى مفارق القرى والبلدات ويسير دوريات مؤللة.

كما تقوم القوى الامنية بتسيير دوريات على طول الطريق الساحلي من صور حتى جسر القاسمية لتسهيل مرور المواكب.

عاليه

ولبت منطقة عاليه بجردها وساحلها، دعوة الحزب التقدمي الإشتراكي وقوى 14 آذار إلى المشاركة في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومنذ ساعات الصباح الأولى انطلقت المواكب الحاشدة باتجاه ساحة الشهداء رافعة الأعلام اللبنانية، بمشاركة مسؤولي الحزب ووكلاء الداخلية والمعتمدين ومدراء الفروع والمناصرين والحزبيين، بالإضافة إلى الجمعيات الكشفية والمنظمات الشبابية.

زحلة

وأفاد مندوبنا في زحلة خالد عرار انه منذ ساعات الصباح الاولى، بدأت الوفود الشعبية بالتقاطر الى ساحة الشهداء للمشاركة بذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، بمواكب سيارة رافعين الاعلام اللبنانية واعلام المستقبل وصور الشهداء، وقد خصص تيار المستقبل العديد من الحافلات الكبيرة والمتوسطة لنقل الناس الى مكان الاحتفال.

وقد سبق ذلك، حملة دعوات عبر مكبرات الصوت التي وضعت على السيارات وجابت شوارع القرى والمدن وتوزيع بيانات من قوى 14 آذار تحث الناس على المشاركة.

وقد عملت وحدات مؤللة تابعة للجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي على تسهيل مرور الوفود حيث تمركزت على مفارق الطرق في جميع قرى البقاع وعلى الطرق الدولية، ولم يسجل اي حادث يذكر، كما شهدت منطقة البقاع الاوسط اقفالا ملحوظا للمحال التجارية والمؤسسات.

راشيا والبقاع الغربي

وانطلقت منذ الصباح الباكر مواكب السيارات والحافلات من اماكن وتجمعات محددة في مناطق راشيا والبقاع الغربي، وقد شارك فيها: الحزب التقدمي الاشتراكي، تيار المستقبل، القوات اللبنانية والكتائب. وقد رفعت المواكب صور الرئيس الشهيد والاعلام اللبنانية واخترقت ثلاثة محاور من راشيا في اتجاه المصنع ومن القرعون- جب جنين- طريق الشام ومن صغبين في اتجاه قب الياس يتقدمها النائبان جمال الجراح، احمد فتوح، مسؤول منسقي البقاع في تيار المستقبل العميد محمد قدورة، منسق البقاع الغربي جهاد الدسوقي، وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي نواف التقي، مسؤول القوات ايلي لحود.

بعلبك -الهرمل والبقاع الشمالي

وشهدت منطقة بعلبك- الهرمل والبقاع الشمالي مشاركة كثيفة لافتة هذا العام في الذكرى الرابعة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومنذ السادسة صباحا تحركت الباصات والسيارات من منطقة البقاع الشمالي وعرسال ودير الأحمر وشليفا وسط زحمة سير خانقة وكثيفة غصت بها الطرق في ظل تواجد أمني كثيف مشترك لقوى الأمن الداخلي والجيش الذي يتمركز عند تقاطع البلدات والطرقات على الأوتوستراد الدولة، وقد أقام حواجز ثابته ومتحركة لمنع حصول أي إشكال أمني.

ورفع المشاركون العلم اللبناني إلى جانب صور الرئيس الشهيد والنائب سعد الحريري، وأوضح منسق تيار "المستقبل" في المنطقة طارق عرب لمندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" أن "المشاركة هذا العام كثيفة جدا واللافت أنها أتت من مختلف الطوائف في المنطقة".

 

مشاركة كثيفة لابناء زغرتا- الزاوية في ذكرى 14 شباط

وطنية - زغرتا - 14/2/2009 شاركت قوى الرابع عشر من آذار في زغرتا-الزاوية بكثافة في الاحتفال الذي اقيم في ساحة الحرية وفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري ولمن سقطوا فداء للبنان واستقلاله وحريته. ففي محيط منزل النائب جواد بولس تزاحمت الحشود والسيارات لتنقل المؤيدين الى ساحة الشهداء، كذلك الحال في مؤسسة رينيه معوض حيث احتشد أكثر من 3 آلاف آلية امام مؤسسة رينيه معوض في بلدة مجدليا - زغرتا في أضخم حشد غير مسبوق شهدته منطقة زغرتا - الزاوية للمشاركة في يوم الوفاء للذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وشهداء ثورة الارز، ذكرى انتفاضة الاستقلال.

وقد رفع العلم اللبناني وصور الرئيس الشهيد رينيه معوض والرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الارز، كما حملت صورا للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوض واطلقت شعارات داعمة له "كلمتك صرخة حرية"، "للسيادة رموز"، كذلك رفعت صور للنائب جواد بولس وأعلام عملاقة لحركة الاستقلال و"مؤسسة جذور سيمون بولس"، وأعلام أحزاب ثورة الارز. وحملت الباصات والسيارات مكبرات الصوت وأطلقت الاغاني الحماسية والاغاني الخاصة بالمناسبة. وعند السابعة والنصف, أنطلق الموكب الحاشد سالكا خط سير مستديرة مجدليا - أبي سمراء - أوتوستراد طرابلس في اتجاه مستديرة الله - الملعب الاولمبي - اوتوستراد الشمال (خط طرابلس - بيروت). وتوقف الوفد لمرات عديدة نظرا لكثافة الحشود المشاركة الى أن تماهى والتصق مع مواكب 14 آذار . وقد اكدت منسقة حركة الاستقلال جوزيت الزلوعا "ان المشاركة هي تعبير عن خيارنا للشرعية وللدولة كما انها تأكيد على خيار لبنان الدولة لا الدويلات ولفرحتنا بان المحكمة الدولية اصبحت امرا واقعا، فكشف المجرمين سيسهم في الحد من الجريمة السياسية التي نالت من خيرة رجالات لبنان، ومن بينهم الرئيس الشهيد رينيه معوض والرئيس الشهيد رفيق الحريري وجميع شهداء ثورة الارز ولا ننسى الشهداء الاحياء".

وكانت زغرتا -الزاوية استعدت قبل اسبوعين للمشاركة في هذه الذكرى الوطنية من خلال لافتات ولوحات اعلانية انتشرت على الطرقات حملت توقيع حركة الاستقلال، وفيها "سنشارك في 14 شباط، لنصرخ لبنان أولا"، "سنشارك في 14 شباط، لمحاسبة المجرمين"، "أنا حر،أنا تعددي، انا ديموقراطي، أنا لبناني"، "14 شباط مشروع حياة أسسه الشهداء".

 

شيراك: غالبية اللبنانيين تعلقت بما يمثله الرئيس الشهيد

وطنية- 14/2/2009 قدم الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، في كلمة بثت عبر الشاشات في ساحة الحرية، شهادة عن الرئيس الشهيد رفيق الحريري بدأها بالحديث عن الصداقة التي كانت تجمعهما، وقال:" غالبية اللبنانيين كانت متعلقة جدا بما يمثله الرئيس رفيق الحريري الذي جسد بلده جيدا، وهذه الغالبية تلقت صدمة عميقة وأصيبت بفاجعة مما حصل.انني أعبر للبنانيين بصدق عن تعاطفي وإحترامي لذكرى الرئيس الشهيد وتقديري وصداقتي وإحترامي لكل ما يجسده".

 

عمرو موسى في ذكرى الرئيس الشهيد : كان رجلا يؤمن بالعروبة وبالعمل العربي المشترك

وطنية - 14/2/2009 القى الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى كلمة في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بثت في ساحة الشهداء على شاشات كبيرة، وقال فيها:" لقد قدرته على المستوى الوطني وعملت معه على المستوى القومي، فكان دائما رجلا يؤمن بالعروبة وبالعمل العربي المشترك، وكان خير مؤيد وداعم لكل ما من شأنه تأييد وتعظيم العمل العربي المشترك". اضاف:" كانت له افكاره الاقتصادية الهامة التي تعلقت باقامة منطقة التجارة الحرة والتوصل الى اطار زمني بالاتفاق على الاتحاد الجمركي كاقامة السوق العربية المشتركة، وكانت له افكار كثيرة في مراحل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكم افادتنا واطلقت عددا كبيرا من الموضوعات التي الآن ستتحقق".

 

علاوي:استشهاد الرئيس الحريري خسارة كبيرة للعراق وللقادة العرب

وطنية-14/2/2009 حيا رئيس حكومة العراق السابق اياد علاوي في كلمة بثت عبر شاشات كبيرة في ساحة الشهداء، "اسرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومحبي لبنان والعالم العربي بذكرى الراحل العطرة التي لا تزال في اذهان كل القوى الوطنية والقيادات العربية". وقال:"لا شك كانت تربطني علاقة وثيقة جدا مع الرئيس الحريري، وكانت هذه العلاقة مبنية على اسس واضحة من الفهم المشترك لعناصر التأخر والتوتر في المنطقة العربية بالكامل، وبالتأكيد المشاكل التي يعاني وعانى منها العراق". ولفت الى انه " ما كان يشدني الى الشهيد رفيق الحريري هو الروح العصرية التي امتاز بها تفكيره الوطني والقومي عندما ربط المسائل القومية والازمة القومية مع التنمية الاقتصادية في لبنان والوطن العربي وايضا مع دول العالم ومع المجتمع الدولي"، معتبرا ان "هذه الامور كلها مترابطة ومشاكل العرب لا يمكن ان تحل الا من خلال التعاطي مع هذه المشكلات الرئيسية في المنطقة العربية". وختم:"استشهاده لم يكن صدمة فحسب، وانما خسارة كبيرة للعراق وللقادة العرب، لانه كان يلعب دورا مهما في تقدير وجهات النظر، في طرح موقف الاعتدال العربي وفي الدفاع عن قضايا العرب، وعلى رأسها القضية الفلسطينية".

 

الوفود تقاطرت من زحلة الى بيروت للمشاركة في "يوم الوفاء"

وطنية-14/2/2009 أفاد مندوبنا في زحلة خالد عرار انه منذ ساعات الصباح الاولى، بدأت الوفود الشعبية بالتقاطر الى ساحة الشهداء للمشاركة بذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، بمواكب سيارة رافعين الاعلام اللبنانية واعلام المستقبل وصور الشهداء، وقد خصص تيار المستقبل العديد من الحافلات الكبيرة والمتوسطة لنقل الناس الى مكان الاحتفال. وقد سبق ذلك، حملة دعوات عبر مكبرات الصوت التي وضعت على السيارات وجابت شوارع القرى والمدن وتوزيع بيانات من قوى 14 آذار تحث الناس على المشاركة. وقد عملت وحدات مؤللة تابعة للجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي على تسهيل مرور الوفود حيث تمركزت على مفارق الطرق في جميع قرى البقاع وعلى الطرق الدولية، ولم يسجل اي حادث يذكر، كما شهدت منطقة البقاع الاوسط اقفالا ملحوظا للمحال التجارية والمؤسسات

 

مشاركة كثيفة لافتة لبعلبك -الهرمل والبقاع الشمالي في 14 شباط

وطنية- بعلبك 14/2/2009 شهدت منطقة بعلبك -الهرمل والبقاع الشمالي مشاركة كثيفة لافتة هذا العام في الذكرى الرابعة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومنذ السادسة صباحا تحركت الباصات والسيارات من منطقة البقاع الشمالي وعرسال ودير الأحمر وشليفا وسط زحمة سير خانقة وكثيفة غصت بها الطرقات في ظل تواجد أمني كثيف مشترك لقوى الأمن الداخلي والجيش الذي يتمركز عند تقاطع البلدات والطرقات على الأوتوستراد الدولة، وقد أقام حواجز ثابته ومتحركة لمنع حصول أي إشكال أمني. ورفع المشاركون العلم اللبناني إلى جانب صور الرئيس الشهيد والنائب سعد الحريري، وأوضح منسق تيار "المستقبل" في المنطقة طارق عرب لمندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" أن "المشاركة هذا العام كثيفة جدا واللافت أنها أتت من مختلف الطوائف في المنطقة".

 

منطقة جبيل تشارك في مهرجان الوفاء للرئيس الحريري

وطنية - 14/2/2009 أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام " في جبيل ميشال كرم أن منطقة جبيل شاركت في الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، ورفع المشاركون الذين تجمعوا في مستيتا ومستديرة جبيل الاعلام اللبنانية واعلام احزاب فريق 14 آذار، اضافة الى صور رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والنائب الشيخ بطرس حرب . وانضم موكب جبيل الى مواكب السيارات والحافلات القادمة من منطقة الشمال وشهد الاوتوستراد كثافة سير خانقة باتجاه ساحة الشهداء وسط اناشيد كانت تعلو عبر مكبرات الصوت وتبث الاغاني الوطنية. ولوحظ انتشار القوى الامنية على جانبي الاوتوستراد لتأمين سلامة المواكب المتوجهة الى بيروت. كما انضم الى موكب جبيل باصات وسيارات من عمشيت وحالات والمنصف. وفي نهر ابراهيم، تجمعت الوفود القادمة من قرى جرد جبيل الجنوبي وانضموا الى وفد جبيل.

 

مشاركة كسروانية في احتفال 14 شباط

وطنية-14/2/2009 شارك قضاء كسروان ساحلا ووسطا وجبلا في احتفال ساحة الشهداء، حيث انطلقت مواكب سيارة وباصات بعدما تجمعت في ساحة جعيتا وانطلقت نحو نهر الكلب في اتجاه ساحة الشهداء، حيث فاق عدد السيارات حوالي 700 سيارة و 60 باصا

 

مشاركة كثيفة لاقليم الخروب في ذكرى الرئيس الحريري

وطنية-14/2/2009 أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" عصام الحجار، ان حشودا من منطقة اقليم الخروب شاركت في الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري. وقد بدت هذه المشاركة كثيفة جدا من خلال التجمعات في الساحات العامة في قرى وبلدات الاقليم.

ومنذ الثامنة صباحا بدأت عشرات الحافلات والباصات والسيارات التي تقل تلك الحشود بالتوجه الى بيروت. وحملت السيارات مكبرات الصوت تدعو المواطنين دون استثناء بالتوجه الى بيروت للمشاركة في هذه الذكرى التي دعت اليها قوى الرابع عشر من آذار في الاقليم.

 

أنفه تشارك بوفد كبير في مهرجان 14 شباط

وطنية- 14/2/2009 أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في الكورة أن موكبا كبيرا إنطلق صباح اليوم من بلدة أنفة حيث تجمع مناصرو نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وقوى 14 آذار في الساحة العامة في البلدة في حضور السيدة مهى فريد مكاري وبمشاركة شعبية كبيرة وقد انطلق الموكب عند السابعة والنصف صباحا والمؤلف من مئات السيارات وعشرات الباصات التي رفعت عليها الاعلام اللبنانية وصور الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

 

عاليه تشارك بكثافة في 14 شباط

وطنية- عاليه- 14/2/2009 لبت منطقة عاليه بجردها وساحلها، دعوة الحزب التقدمي الإشتراكي وقوى 14 آذار إلى المشاركة في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومنذ ساعات الصباح الأولى انطلقت المواكب الحاشدة باتجاه ساحة الشهداء رافعة الأعلام اللبنانية، بمشاركة مسؤولي الحزب ووكلاء الداخلية والمعتمدين ومدراء الفروع والمناصرين والحزبيين، بالإضافة إلى الجمعيات الكشفية والمنظمات الشبابية.

 

النائب علوش:محاولات الترهيب طوال 4 سنوات من قتل وتهويل لم تنفع

وطنية- 14/2/2009 رأى النائب مصطفى علوش أن" روح رفيق الحريري ما تزال ترفرف على كل مساحة الوطن"، معتبرا "أن كل محاولات الترهيب طوال أربع سنوات من قتل وتهويل واستعمال السلاح لم تنفع". واعلن النائب علوش "أن منطق السلاح غير الشرعي لن يسود"، معتبرا "ان الحوار مع "حزب الله" بالنسبة الى نزع سلاحه هو حوار طرشان". ودعا النائب علوش كل اللبنانيين "الى رص الصفوف للوصول معا الى لبنان سيد حر مستقل".

 

اعتداءات متنقلة وعدد من الجرحى في شوارع بيروت من قبل ميليشيا 8آذار على المشاركين في الذكرى الرابعة لإستشهاد الرئيس الحريري

وكالات/

3 جرحى في إعتداءات على المشاركين في احتفال ساحة الشهداء 

أفادت الأنباء الواردة أن إشكالات أمنية وقعت في مناطق زقاق البلاط، بشارة الخوري، محطة الضناوي، محطة أيوب، كركول الدروز، قصقص، مار الياس، حين تعرضت الحشود المشاركة في مهرجان ساحة الشهداء، لرشق في الحجارة. كما وقعت اشكالات في مار مخايل والمشرفيه حيث اصيب شخص ونقل على اثرها الى المستشفى. وعلى الفور تدخلت القوى الأمنية للتهدئة منعا لتفاقم الأمور.

وكانت إحدى الوفود القادمة من البقاع للمشاركة في مهرجان 14 شباط، قد تعرضت للاعتداء عند الثامنة والنصف في منطقة بحمدون حيث اصيب المواطنان خالد غانم في ظهره وبلال نجار(إصابته طفيفة) نقلا على أثرها الى مستشفى قلب يسوع في الحازمية للمعالجة، في حين توارى مطلقو النار عن الانظار.

وفي منطقة السوديكو-بشارة الخوري تعرضت مواكب جماهير 14آذار السلمية لكمين محكم من قبل ميليشيات حركة أمل و هاجموهم بالحجارة و العصي مما أدى الى تكسير بعض السيارات و أصابة عدد من المواطنين و عند تدخل الجيش اللبناني لاذ المهاجمون بالفرار.

أما في زقاق البلاط فقد تدخل الجيش بأطلاق النار بالهواء لتفريق ميليشيات أمل و حزب لله الذين تجمهروا فوق الجسر و رشقوا مناصري 14 آذار بالحجارة, و سرعان ما عادت الأمور الى طبيعتها.

 

 

العلامة الأمين: كشف الحقيقة يؤسس لمسيرة العدالة في لبنان

وكالات/اعتبر العلامة السيد علي الامين أن "الجموع التي تأتي إلى ساحة الشهداء فيها الوفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الذين سقطوا شهداء على درب الحرية والسيادة والاستقلال"، وتابع: "أرى الوفاء يتجسد في هذه الجماهير التي جاءت لتؤكد على المسيرة التي بدأها الرئيس الحريري في بناء دولة المؤسسات وتثبيت السيادة والاستقلال، هذا الاقتراع الذي نراه اليوم يسبق الاستحقاق الانتخابي الذي سيكشف أن اللبنانيين سيقترعون لاستمرار لبنان ولبناء دولة المؤسسات".

السيد الأمين، وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل" من ساحة الشهداء، قال: "قوى الثامن من اذار لا تملك كل الساحة الجنوبية، وهناك جماهير كثيرة جاءت اليوم من الجنوب والبقاع لتعبّر عن رأيها، لأن الرئيس الحريري لم يكن لا لـ 14 ولا لـ 8 آذار إنّما كان لكل لبنان".

وأضاف: "كشف الحقيقة في المحكمة الدولية سيؤسس لمسيرة العدالة في لبنان، والمحكمة ليست منطلقًا لانتقام أو ثأر، إنّما لإقامة العدالة التي تحفظ استمرار لبنان، ونقول للرئيس الحريري اننا اشتقنا اليك واللبنانيون سائرون على منهجك ودربك".

 

لبنان العصا والجزرة

داود الشريان

الحياة- 14/02/09//

الذكرى الرابعة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري حظيت باهتمام أميركي مثير، وعبّر الرئيس باراك اوباما عن حزنه على خسارة الرئيس الحريري. وقال في بيان، في الذكرى الرابعة للاغتيال، إن تضحيات الحريري «لن تذهب سدى. الولايات المتحدة تدعم تماما المحكمة».

وفي المقابل اعلن في واشنطن عن عزم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور جون كيري زيارة سورية، ولقاء الرئيس بشار الأسد، وعن زيارة مماثلة لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، وأحد صانعي «قانون محاسبة سورية»، هوارد بيرمان الذي سيلتقي الأسد أيضا في اجتماع منفصل.

هذه التصريحات والتحركات التي تحمل رسائل متناقضة لا تعني بالضرورة ان واشنطن بصدد ابرام صفقة سياسية حول المحكمة الدولية، ولا تعني العكس. لكنها تشير بوضوح الى ان الادارة الاميركية قررت استخدام تداعيات اغتيال الحريري كورقة تفاوضية في ترتيب مشروعها، وخدمة مصالحها في المنطقة. وكلنا يتذكر الضجة التي اثيرت في واشنطن حول زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الى دمشق العام 2007، والاعتراضات التي صدرت عن ادارة الرئيس السابق جورج بوش، في حين ان زيارة كيري وبيرمان تتم بترحيب واضح من الادارة، وتترافق مع تصريحات تقول الشيء ونقيضه، لتأكيد وجود توجه لم يحسم بعد.

بعض العرب يفسر التحرك الاميركي تجاه سورية ولبنان من زاويتين. الاولى تنفي مبدأ الصفقة، وتتحدث عن تمسك اميركا بمسألة العدالة وفي شكل قطعي. والثانية تنتظر تفاصيل الصفقة المقبلة، وتؤمن بحدوثها لا محالة. والمحصلة هي أننا تركنا الساحتين اللبنانية والسورية، وما بينهما من اشتباك وتقاطع، لظروف وترتيبات وحلول لسنا شركاء فيها، تماماً كما فعلنا مع العراق، على رغم ان المسألة تحتمل حلاً ثالثاً، وهو الحل الذي يستند الى مصلحة البلدين، وامن المنطقة العربية برمّتها.

الأكيد ان تغيير منطق العلاقة بين سورية ولبنان، والبدء في تجسير الفجوة بالحوار، ووضع مشروع عربي للحل ستحمي البلدين والمنطقة من تحويل لبنان الى عصا او جزرة في المشروع الاميركي. صحيح ان بعض الأطراف يعتقد ان الحل موجود، وان المسألة حسمت، لكن لا بد من إقناع هذه الأطراف، انه ايا كان الحل الذي تلوّح به الدول الغربية، فلن يكون مفيداً لأحد

 

شباط: رجاءً... بلا زجل!14

حازم صاغيّة

الحياة- 14/02/09//

اليوم 14 شباط (فبراير): ذكرى سنويّة أخرى لاغتيال رئيس الحكومة والقطب السياسيّ اللبنانيّ والعربيّ رفيق الحريري. وهي أيضاً فرصة أخرى لإعلان التمسّك بالمشروع الوطنيّ الذي رعاه الراحل الكبير في سنواته الأخيرة ثمّ قضى في سبيله بإحدى أكثر الطرق بربريّة. لكنّ المشاركة في 14 شباط تعلن عدداً آخر من الحقائق والقيم، كالمطالبة بتحكيم القانون بالجريمة والإصرار على الانتساب إلى فهم متمدّن للسياسة. وهذا ما يتعدّى السياسيّ إلى المجتمعيّ والثقافيّ، بقدر ما يتعدّى لبنان إلى المنطقة بأسرها. ولنقل، بصراحة، إن انتصار هذه القيم، في هذا الجزء من العالم، حيث يُستسهل القتل، ليس بالأمر السهل. وهو ما نكتشفه يوميّاً على نحو يؤكّد لنا كم أن الطريق طويل، وكم ينبغي، بالتالي، أن تكون المسؤوليّة كبيرة.

يضاعف الشعورَ المفترض بالمسؤوليّة ان اللبنانيّين اليوم عشيّة انتخابات نيابيّة عامّة هي مفصليّة بأكثر من معنى. فأن تنجح أحزاب 8 آذار وقواها في إحراز أكثريّة برلمانيّة معناه إمساكها بالشرعيّة الدستوريّة بعد الإمساك بالبندقيّة وامتياز الجوار مع سوريّة. وهذا بعض لوحة إقليميّة تتوزّع عناوينها الكبرى ما بين وصول باراك أوباما الى البيت الأبيض، وحرب غزّة، وانتخابات إسرائيل الأخيرة التي أعطت الأكثريّة للقوى الأشدّ تطرّفاً، وإحداها لا تتورّع عن الدعوة إلى ترحيل فلسطينيّي الـ48، جاعلةً منها عقيدة مركزيّة لها. وهذا ناهيك عن احتمال تجدّد المفاوضات السوريّة - الإسرائيليّة، مباشرة كانت أم غير مباشرة، وارتفاع نسبة التفاؤل المحسوب بإقلاع التجربة العراقيّة. وقصارى القول إنّنا واقعون في قلب عمليّة دراميّة قد تتعدّل فيها الخرائط، وقد تفنى، وقد تنشأ، دول.

لهذا كلّه مطلوبٌ من الرسالة التي يوصلها 14 شباط الحاليّ، عبر كلمات قادة 14 آذار، أن تكون مسؤولة وجدّيّة تخاطب عقول اللبنانيّين فيما هي تخاطب قلوبهم، أي أن تشرح لهم طبيعة المرحلة وتحدّياتها، وأن تسلّحهم بمعانيها، وتعدّهم للتعامل معها، ولصوغ مواقف حيالها تجمع بين الثبات والمرونة.

فما عهدناه في المناسبات المماثلة السابقة طغيان الزجل والإنشاء والتسجيع والعنتريّات اللفظيّة والتشاطر الكلاميّ على خطب الخطباء، تاركين لأمين عام «حزب الله» أن يحتكر وحده المخاطبة التي تعادل المناسبة وتواكبها، كما ترفدها بالمعاني والشعارات الملازمة.

ويؤمل ألا تنتهي مناسبة 14 شباط الحاليّ بما انتهت إليه سابقاتها، خصوصاً ان الزجل هو الشكل التعبيريّ للطوائف والجماعات الصغرى، تتباهى به واحدتها على الأخرى وتحارب به واحدتها الأخرى. ويُستحسَن في قادة 14 آذار أن يكتفوا بعين واحدة ينظرون بها إلى طوائفهم ومناطقهم، تاركين لعين أخرى أن تنظر إلى الوطن ككلّ. فالوطنيّ اللبنانيّ يتملّكه اليوم طموح الى مخاطبة تتحدّث الى وطنيّته ومواطنيّته، إن لم يكن حصراً فأساساً، وتتحدّث إلى عقله الذي يوحّد أكثر مما إلى قلبه المفصوم. إنّها فرصة لقادة 14 آذار أن يسموا إلى قضيّة 14 آذار

 

هذا هو لبنان رفيق الحريري     

نبيل خليفه

أعمق ما في لبنان أنه وعد دائم ومشروع دائم"!

- 1 -

في الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري... وفي كل ذكرى له، يسترجع اللبنانيون معه صورة القيادة التاريخية، ويجتهدون في شرح وتفسير هذه الظاهرة الاستثنائية في حياتنا الوطنية.

وبين المزايا الأخلاقية، والإنجازات الوطنية التي يجري حولها الكثير من الحير والدمع والدم، والتي طبعت ورافقت حياة هذا الرجل: مواطناً ورب عائلة ومسؤولاً وشهيداً، هناك أمر جوهري قلما انتبه اليه الكثيرون حتى من أهليه ومحبيه وقادريه، ودارسيه، إنه في ضوء علمنا بتاريخ لبنان يمثل الإنجاز الأكبر والأكثر أهمية على الإطلاق، بالنسبة الى جميع اللبنانيين، وخلاصته: أن الرئيس الحريري تخطى مفهوم لبنان كمعطى للعقل، الى مفهوم لبنان كمعطى للقلب والضمير أيضاً: وفي هذا جدّته وعظمته ودوره التاريخي وأهم إنجاز حققه للبنان واللبنانيين!

- 2 -

منذ نشوء كيان لبنان، كان القادة السنة، ومنهم جماعة أهل السنة في العموم، غير راضين أو مرحبين بهذا "الكيان" الذي يناقض الايديولوجية السنية السائدة في ثلاثة: الشرع والوحدة والحكم. ومنذ الاستقلال اجتهد قادة سنة استقلاليون، على رأسهم رياض الصلح، في أن يشرحوا لأهل السنة عقلياً: كيف أن كيان لبنان المستقل قادر، في الحد الأدنى، على ضمان مصالح أهل السنة المادية والمعنوية، في الداخل، والمحافظة على علاقاتهم العربية/ الإسلامية في الخارج، وعلى عدم ارتهان لبنان المستقل لأي جهة دولية في الخارج، ولا سيما في الغرب!.

هذه المرافعة الاستقلالية لاقت صدى ايجابياً ـ ولو نسبياً ـ لدى السنة، وجعلت من لبنان معطى للعقل، أي أن شرعيته مبنية على مبررات عقلية، فيها الخيارات والاجتهادات والمصالح!

- 3 -

مع رفيق الحريري، انتقلت شرعية الكيانية اللبنانية لدى المسلمين، من أن تكون معطى للعقل فقط، الى أن تكون معطى للقلب والضمير أيضاً. لقد جعل من لبنان جزءاً من مشاعر الناس، ولا سيما السنة، ومحبتهم وانتقل من لبنان "الغريب" الى لبنان "الحبيب"!

"لبنان الذي هو وطن وفكرة وفلسفة وعاطفة ومختبر لشعوب الأرض جميعاً"، ومركز للثقافة والعلم والديموقراطية وحرية الكلمة وحقوق الإنسان وسيادة القانون، لبنان المتمسك بقوة بالحرية الديموقراطية والسلام فوق كل اعتبار" (وكلها تعابير حريرية).

هذا الانتقال، بل هذا التحول العاطفي في مشاعر أهل السنة إزاء لبنان هو أصعب وأسمى وأرقى ما قدمه رفيق الحريري لحياتنا الوطنية حين جعل "لبنان أولاً"، ولبنان النهائي ثانياً، جزءاً من مشاعر اللبنانيين وحرارة ايمانهم. واستطاع أن يجمع بين عاطفة العروبة وعاطفة اللبننة فيخلق مزيجاً عاطفياً متوازناً هو شعور العروبة الجديدة! أي العروبة الحضارية: عروبة الحرية والليبرالية، المتممة والمكملة للبنان ميعاد الأحرار، وموعد الحرية!

.. إن حرارة الايمان بلبنان هي التي خلقت اللحمة بين السنة والمسيحيين!

- 4 -

وتوّج الرئيس الحريري رؤيته للبنان بجعله "معطى للضمير". أي أنه رفعه الى مستوى المسؤولية الأدبية والأخلاقية والسياسية. حين ربط بين أهمية لبنان الرسالة ودوره وبين الالتزام الكامل لأبنائه وفي مقدمهم هو نفسه وأهل السنة، بالمسؤولية عن وجوده وكيانه وشعبه ودولته وحريته. وبالدفاع عنه في وجه كل عدو وخصم وطامع وطامح قريباً كان أم بعيداً! لقد ساهم في منح لبنان مناعة ضد الجميع! فخدم لبنان... وعرّض نفسه للمخاطر!

هذا هو لبنان الجديد في رؤية الرجل الكبير رفيق الحريري.

إنه لبنان الوعد الدائم، والمشروع الدائم، لبنان العقل والقلب والضمير في آن.

()استاذ جامعي