المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

ملف زيارة العماد ميشال عون إلى سوريا التي بدأت  في 3/12/2008  وانتهت في 7/12/2008

 

عون يصل إلى دمشق اليوم في زيارة تستمر ٥ أيام

3/12/2008/السفير/ مارلين خليفة

دمشق : يصل قبل ظهر اليوم الأربعاء رئيس تكتّل »التغيير والإصلاح« النائب العماد ميشال عون الى دمشق في زيارة رسمية تستمرّ خمسة ايام مترئسا وفدا مؤلفا من النواب: عباس الهاشم، نبيل نقولا، ابراهيم كنعان، فريد الخازن، والوزير السابق سيبوه هوفنانيان الى القياديين بيار رفول والعميد المتقاعد فؤاد الأشقر والإعلاميين ناصيف قزّي وجان عزيز، والدكتور ناجي غاريوس والمحامي جورج عطا الله.

ومن المتوقع أن يصل عون جوّا عبر مطار دمشق حيث أعدّ له استقبال رسمي.

يستهلّ عون زيارته باجتماع مع الرئيس بشار الأسد، وقد تكتّم المسؤولون الأمنيون والإعلاميون في »التيار الوطني الحر« وكذلك مراسم القصر الرئاسي السوري عن تقديم اية تفاصيل عن البرنامج المعدّ مفضلين إبلاغ الإعلاميين يوميا عن تفاصيل الزيارة. ولكن علم من مصادر مواكبة للتحضيرات أن اللقاء مع الرئيس الأسد في »قصر الشعب« سيفتتح بصورة تذكارية، بعدها يصافح اعضاء الوفد الرئيس الاسد ويجتمعون معه لمدة ربع ساعة ثم يعقد العماد عون خلوة مع الرئيس الأسد. ويعقب اللقاء مؤتمر صحافي لعون في قصر الشعب. كما علم أن عون سيلتقي رئيس الحكومة السورية محمد ناجي العطري ووزير الخارجية وليد المعلّم.

وكان اعضاء الوفد الإعلامي والأمني المرافق لعون وبعض القياديين في التيار قد وصلوا بعد ظهر أمس الى دمشق حيث استضيفوا في صالون الشرف عند نقطة الحدود في جديدة يابوس، وانتقلوا بعدها الى فندق »شيراتون دمشق« حيث سيقيم أيضا العماد عون طيلة خمسة أيام.

إجراءات أمنية مشددة اتخذتها الدولة السورية في محيط الفندق المجاور لساحة الأمويين حيث انتشر عناصر أمنيون، وقد غصّ الفندق بالإعلاميين اللبنانيين الذين كانوا ينتظرون وصول عون ويسألون عن تفاصيل البرنامج الذي بقي طيّ الكتمان، باستثناء معلومات عامة عن محاضرة مركزية سيلقيها عون في جامعة دمشق وجولات مناطقية في حلب وحمص ومرافق سياحية دينية.

ولوحظ مساء وجود الوزير السابق ميشال سماحة في فندق الشيراتون، وفيما تردّد أنه منسق تفاصيل زيارة عون الى دمشق رفض سماحة قطعا التحدث الى الصحافيين قائلا إنه »يلتزم الصمت حتى يوم الاثنين المقبل«.

 

عنوانان لزيارة عون إلى سوريا: رسالة صداقة وتأكيد على أهمية الوجود المسيحي المشرقي

 2/12/2008

السفير/مارلين خليفة

من المتوقع أن يصل الى سوريا في الساعات الـ٢٤ المقبلة رئيس تكتّل »التغيير والإصلاح« النائب العماد ميشال عون في زيارة رسمية سيلتقي خلالها كبار المسؤولين السوريين وفي طليعتهم الرئيس بشار الأسد.

بداية الزيارة تنطلق اليوم مع توجّه الوفد الإعلامي والأمني وقيادات التيار الى دمشق، وسيلحق بهم العماد عون إما الليلة مساء وإما صباح غد الأربعاء فيما رفض المسؤولون في »التيار الوطني الحرّ« تحديد موعد دقيق لوصوله لاعتبارات أمنية.

التكتّم يلفّ أيضاً تفاصيل برنامج الزيارة، وعلم أنه يتألف من شقين سياسي يتوّجه لقاء مع الرئيس الأسد، كما سيلقي عون محاضرة مركزية في دمشق، وشق آخر له طابع مسيحي يتضمّن زيارات الى الأماكن المسيحية المقدّسة في سوريا ومنها موقع مار مارون في الشمال وصيدنايا ومعلولا، كما ستتخلّل الزيارة لقاءات شعبية في أماكن عدّة.

يدرج »التيار الوطني الحر« هذه الزيارة في سياق المسار العام لسياسة الانفتاح التي اعتمدها العماد عون منذ عودته من المنفى، إلا أن أصواتاً عدّة، خصوصا لدى مسيحيي الموالاة، تنتقد هذه الزيارة وتتوقع لها آثاراً سلبية ستنعكس على شعبية العماد عون كما حصل عند توقيع وثيقة التفاهم مع »حزب الله« عام .٢٠٠٦ يقول المسؤول الإعلامي في التيار الوطني الحرّ الدكتور ناصيف قزّي في هذا الصدد: »أمام القضايا ذات البعد الوطني لا يتوقف العماد عون عند المصالح الانتخابية الضيقة. حين وقع وثيقة التفاهم مع »حزب الله« لم يفكر بالربح وبالخسارة بل رأى فيها مساراً صحيحاً، وفي زيارته لسوريا يؤسس لحالة طبيعية من العلاقات مع لبنان«.

يقفز ملف المفقودين والمعتقلين في السجون السورية إلى الواجهة وتتصاعد أصوات مطالبة عون بالطلب من المسؤولين السوريين الكشف عن مصيرهم. يصف قزّي هذا الملف بـ»المقدّس بالنسبة الى العماد عون الذي سعى وسيسعى الى كشف ملابسات هذه المسألة كلّها، وهو سيقدّم كل الدعم والمساعدة للجنة الرسمية التي تشكلت إثر زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الأخيرة الى دمشق«.

يلفت القيادي في التيار الى أن »عون عاد من باريس بعد الانسحاب السوري من لبنان واليوم يذهب الى سوريا بعد إقرار إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين«.

وماذا إذا عاد العماد عون خالي الوفاض من أيّ إنجاز يقدّمه له السوريون؟ يجيب قزّي: »العماد عون بزيارته ينهي عهداً ويبدأ عهداً جديداً، ويقول انتهى زمن التناحر وبدأ زمن المصالحات والتفاهم وهو انطلق من المصالحات الداخلية الى التفاهمات مع سوريا باتجاه العرب بشكل عام، بغية الوصول بلبنان الى حالة سلام حقيقية في زمن تكاثرت فيه المخاطر، ولا سيما ما نشهده من تحركات لمجموعات إرهابية في لبنان، وبالتالي هو لا يروم إنجازات شخصية له«.

يتساءل خصوم العماد عون السياسيون عن الصفة التمثيلية التي يقصد فيها سوريا؟ يجيب قزّي: »ميشال عون هو شريك في حكومة وحدة وطنية، وها هو النائب سعد الحريري يجول العالم فهل هو رئيس حكومة لبنان أم وزير خارجيته؟ لا يذهب العماد عون لإرساء اتفاقات فهذا من شأن الحكومة اللبنانية ونحن متضامنون مع الرئيس ميشال سليمان والحكومة مجتمعة ومع قيادة الجيش من أجل ترتيب الأمور بين لبنان وسوريا«.

يذكر أنّ علاقة العماد ميشال عون مع سوريا شهدت مداً وجزراً وهي توتّرت بشدّة إثر »حرب التحرير« التي أعلنها ضدّ وجود جيشها في لبنان عام ١٩٨٩ بعد تعيينه رئيساً للحكومة الانتقالية عقب انتهاء عهد الرئيس أمين الجميل. إنتهت مرحلة عون الحكومية بدك المدافع السورية لقصر بعبدا حيث اضطر للجوء الى السفارة الفرنسية ومنها الى باريس حيث استمرّ في المنفى ١٥ عاماً، عانى فيها مناصروه في لبنان من أشدّ أساليب القمع .

قبل صدور القرار ١٥٥٩ عام ٢٠٠٤ توجّه العماد عون الى الولايات المتحدة الأميركية، لكنّه أوضح في ما بعد أن زيارته لم تكن من أجل إقرار قانون محاسبة سوريا بل للمطالبة بخروج الجيش السوري الذي دخل بوصاية أميركية. عشية عيد الاستقلال عام ٢٠٠٤ أرسل عون مبعوثاً الى سوريا هو غابي عيسى كلفه الشروع بإقامة حوار بين الأفرقاء اللبنانيين والسوريين لإيجاد مخرج مشرّف لخروج الجيش السوري من لبنان، وهو كان متأكداً من حتمية خروجه، وأكد مرارا أن لا عيب في إنهاء حال العداء بعد خروج الجيش السوري من أرض الوطن. غداة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في ١٤ شباط ٢٠٠٥ ناشد عون اللبنانيين عدم التعرض للعمال السوريين، مرسياً منذ خروج الجيش السوري في نيسان من العام ذاته سياسة انفتاحية تتوجها الزيارة العتيدة وعنواناها الرئيسيان بحسب قزّي: »التعارف والصداقة، والتأكيد على أهمية الوجود المشرقي المسيحي«، مذكراً بما قاله العماد عون يوماً في حديث صحافي من أن »طمأنة مسيحيي الشرق هي مسؤولية عربية إسلامية (...) مشكلتنا التي لم يتفهّمها الكثيرون هي أن خيارنا ليس ضدّ العرب ولا ضدّ الإسلام ولا هو في الانعزال، خيارنا هو المحافظة على شخصيتنا وأن تكون محترمة ولا مشكلة بعد ذلك«.

 

عون يصل إلى دمشق اليوم في زيارة تستمر ٥ أيام

مارلين خليفة/السفير 3/12/2008

دمشق :

يصل قبل ظهر اليوم الأربعاء رئيس تكتّل »التغيير والإصلاح« النائب العماد ميشال عون الى دمشق في زيارة رسمية تستمرّ خمسة ايام مترئسا وفدا مؤلفا من النواب: عباس الهاشم، نبيل نقولا، ابراهيم كنعان، فريد الخازن، والوزير السابق سيبوه هوفنانيان الى القياديين بيار رفول والعميد المتقاعد فؤاد الأشقر والإعلاميين ناصيف قزّي وجان عزيز، والدكتور ناجي غاريوس والمحامي جورج عطا الله.

ومن المتوقع أن يصل عون جوّا عبر مطار دمشق حيث أعدّ له استقبال رسمي.

يستهلّ عون زيارته باجتماع مع الرئيس بشار الأسد، وقد تكتّم المسؤولون الأمنيون والإعلاميون في »التيار الوطني الحر« وكذلك مراسم القصر الرئاسي السوري عن تقديم اية تفاصيل عن البرنامج المعدّ مفضلين إبلاغ الإعلاميين يوميا عن تفاصيل الزيارة. ولكن علم من مصادر مواكبة للتحضيرات أن اللقاء مع الرئيس الأسد في »قصر الشعب« سيفتتح بصورة تذكارية، بعدها يصافح اعضاء الوفد الرئيس الاسد ويجتمعون معه لمدة ربع ساعة ثم يعقد العماد عون خلوة مع الرئيس الأسد. ويعقب اللقاء مؤتمر صحافي لعون في قصر الشعب. كما علم أن عون سيلتقي رئيس الحكومة السورية محمد ناجي العطري ووزير الخارجية وليد المعلّم.

وكان اعضاء الوفد الإعلامي والأمني المرافق لعون وبعض القياديين في التيار قد وصلوا بعد ظهر أمس الى دمشق حيث استضيفوا في صالون الشرف عند نقطة الحدود في جديدة يابوس، وانتقلوا بعدها الى فندق »شيراتون دمشق« حيث سيقيم أيضا العماد عون طيلة خمسة أيام.

إجراءات أمنية مشددة اتخذتها الدولة السورية في محيط الفندق المجاور لساحة الأمويين حيث انتشر عناصر أمنيون، وقد غصّ الفندق بالإعلاميين اللبنانيين الذين كانوا ينتظرون وصول عون ويسألون عن تفاصيل البرنامج الذي بقي طيّ الكتمان، باستثناء معلومات عامة عن محاضرة مركزية سيلقيها عون في جامعة دمشق وجولات مناطقية في حلب وحمص ومرافق سياحية دينية.

ولوحظ مساء وجود الوزير السابق ميشال سماحة في فندق الشيراتون، وفيما تردّد أنه منسق تفاصيل زيارة عون الى دمشق رفض سماحة قطعا التحدث الى الصحافيين قائلا إنه »يلتزم الصمت حتى يوم الاثنين المقبل«.

   

بدأ »زيارة تاريخية« لسوريا بلقاء مطول مع الأسد وسط استقبال رسمي لافت

عون: ثبّتنا سيادة لبنان واستقلاله وقراره الحرّ بكلام صريح من الرئيس بشار

 السفير/ مارلين خليفة /4/12/2008

دمشق : اكتسبت زيارة رئيس »تكتل التغيير والإصلاح« النائب العماد ميشال عون الى سوريا، التي استهلّها أمس بلقاء الرئيس بشار الاسد، أهمية استثنائية لدى الجانب السوري الذي كان قد وجه دعوة لعون عقب اتفاق الدوحة، فيما بدأ تنظيم الزيارة فعليا منذ اسابيع.

دلالات رمزية عدّة حملتها الزيارة التي وصفت بـ»التاريخية«. فهي أكدت أن عون يُعتبر الزعيم المسيحي الأبرز بتمثيله النيابي والشعبي، وهو بزيارته طوى صفحة سوداء في تاريخ خلافه مع سوريا، وها هو يُستقبل مجددا بعد ١٨ عاما في قصر الشعب السوري، مستقلا طائرة الرئيس بشار حافظ الأسد ثم سيارته الخاصة، وقد وضع السوريون في مؤتمره الصحافي علم »التيار الوطني الحرّ« الى جانب العلم اللبناني، وحرصوا على تزيين القاعات بالورود البيضاء والبرتقالية، وكأن الأولى ترمز الى السلام والصفاء والمودّة التي باتت سوريا تريدها مع التيار البرتقالي خصوصا، ومع الشعب اللبناني عموما.

من جهة أخرى خطا العماد عون في زيارته خطوة جريئة في اتجاه نقل قسم كبير من المزاج المسيحي من ضفّة الغرب الى ضفّة العروبة، ومن قلب سوريا بالذات، التي وإن أحسنت التعامل مع مسيحييها، فإنها ظلّت على تماس مع مسيحيي لبنان وخصوصا موارنته، الذين يفتحون معها اليوم صفحة جديدة.

الرمزية الاخرى تتمثل بشعور المودّة والإعجاب لدى المواطن السوري بالعماد عون، الشخصية الجدلية التي طالما وقفت في موقع الخصومة مع سوريا. ففي المؤتمر الصحافي لفت ارتداء صحافيات المناديل البرتقالية وقد زينت ياقة إحداهنّ وردة برتقالية، ولم يسلم الصحافيون من خطّ برتقالي يزين ربطات العنق، حتى المواطن العادي كان يعبّر عن فرحته العارمة من دون سؤال: فها هو النادل في الفندق يقول متحببا: »أنا ايضا في حزب التيار الوطني الحرّ«، وأيضا سائق التاكسي والكثير من المواطنين العاديين، الذين تسمّروا على شاشات التلفزة في انتظار كلمات العماد العائد »من خصومة دفنها الى غير رجعة من دون نسـيان الماضي حتى لا تتـكرر الاخطاء«، كما عبّر في مؤتمره الصحافي.

وفي مؤتمره الصحافي، أكد العماد عون أنه لم ينسَ معاناة المسيحيين، وأنه ثبّت »سيادة لبنان واستقلاله وقراره الحرّ بكلام صريح من الرئيس بشار الأسد«.

»الاضطهاد الذي تعرّض له لبنان خصوصا كما جميع اللبنانيين آن له أن يُمحى«، كما عبّر عون. وقد تكون قصة العميد فؤاد الاشقر عبرة عن جرح عميق جدّا يندمل تدريجيا.

تترقرق الدموع في عيني العميد اشقر صديق العماد عون منذ عام ،١٩٧٦ وتكاد تنهمر وهو يعجز عن الإجابة عند سؤاله عما واجهه في السجون السورية (فرع فلسطين) إثر عملية ١٣ تشرين الأول ،١٩٩٠ لكنّ العميد يحبس دموعه ليقول: أنا مؤمن بأن زيارة العماد عون الى سوريا ضرورية.

رأي هو عبرة »للتفريق بين المصلحة الشخصية ومصلحة الوطن« كما يقول الأشقر وهذا مغزى أساسي للزيارة.

الوصول

تأهبت عدسات المصورين واقلام الصحافيين مرارا لإشارات خاطئة تنبئ بوصول العماد عون الى مطار دمشق الدولي، تأفف الصحافيون المنتظرون منذ ساعات الفجر الأولى من »بطء« الطائرة، »فهل يعقل ان تستغرق الرحلة من بيروت الى دمشق أكثر من خمس دقائق؟!«.

استغرقت الرحلة الجوية من مطار بيروت الدولي على متن الطائرة الخاصة بالرئيس بشار الأسد التي وضعها بتصرّف النائب العماد عون نصف ساعة، ووصل عون الى مطار دمشق الدولي عند التاسعة صباحا مع الوفد المرافق، وكان في استقباله نائب وزير الخارجية فيصل المقداد.

توجه الرجلان فورا الى قاعة كبار الزوار حيث رحب المقداد بزيارة »سيادة العماد الى سوريا«، وقال: نأمل بأن تكون بداية علاقات وثيقة ومتطورة لبلدينا.

وردّ له العماد الترحاب بالمثل معربا عن سعادته بزيارة دمشق.

علما بأن المقداد سيبقى طيلة مدّة الزيارة بأيامها الخمسة في رفقة العماد عون وهو دليل تكريم استثنائي يشير الى أن السلطة التنفيذية في سوريا ترافقه في تقدير واضح للمبادرة التاريخية والجريئة من عون.

خلوة الساعتين مع الأسد

في إحدى الصالات الثلاث المخصصة لكبار الزوار، سار العماد ميشال عون وحيدا على البساط الأحمر الممدود لأمتار طويلة، وما إن وصل الى منتصف الطريق حتى فتح باب مكتب الأسد، وخرج الرئيس السوري وسار في اتجاه عون الى منتصف الطريق في إشارة ودية لا يقوم بها الأسد عادة الا لرؤساء الضيوف، وكانت »مصافحة تاريخية« وقبلات خلّدتها عدسات المصورين.

ثم وصل الوفد المرافق للعماد عون يرافقه وزير الخارجية وليد المعلّم ونائبه فيصل المقداد ومستشارة الرئاسة السورية الدكتورة بثينة شعبان. تألف الوفد من النواب: عباس الهاشم، نبيل نقولا، ابراهيم كنعان، فريد الخازن، والوزير السابق سيبوه هوفنانيان الى القياديين بيار رفول، العميد فؤاد الأشقر والإعلاميين ناصيف قزّي وجان عزيز، والدكتور ناجي غاريوس والمحامي جورج عطاالله، والمحامي الزميل جوزيف ابو فاضل.

دخل الرئيس الأسد وعون الى المكتب وجلس الاثنان في صدر الصالون الفسيح، فيما جلس الوفد المرافق في الجانب الآخر، وبادر الأسد عون بسؤال عن الدائرة التي سيترشح فيها فأجابه عون بأنه سيترشح في كسروان، فتعجّب الأسد قائلا إنه ظن بأن عون سيترشح في بعبدا، فراح العماد عون يشرح له قانون القضاء الجديد في حديث عابر أمام عدسات المصورين.

استمر الاجتماع الأولي مع الوفد المرافق زهاء ثلث ساعة، فيما امتدّ الاجتماع الثنائي مع العماد عون لساعتين إلا ربعا. وتردّد بأن عون سيعاود الاجتماع بالرئيس الأسد في ختام زيارته يوم الأحد المقبل.

من الأجواء التي رشحت عن اللقاء قول الرئيس الاسد: إن التقدير السوري للعماد عون كبير على الصعيد الوطني وليس المسيحي فحسب، وأضاف بأن عون كان في خلافه مع سوريا خصما شريفا، والمشكلة ليست مع الشرفاء بل مع الخصم غير الشريف.

وقال الاسد بحسب ما نقل عنه بعض أعضاء الوفد: »نحن في سوريا نحب صراحتك وصلابتك يا سيادة العماد. نريد أن نكون صريحين مع بعضنا ونسمّي الأمور بأسمائها وبوضوح، لأن أهميتك يا جنرال أن لك وجها واحدا تحكي وتفعل ما تقوله«.

المؤتمر الصحافي

بعد انتهاء اللقاء الثنائي عقد العماد عون مؤتمرا صحافيا قدّمته فيه المستشارة الرئاسية الدكتورة بثينة شعبان قائلة: يسعدنا الترحيب بضيف سوريا الكبير الزعيم الوطني ميشال عون، الذي ارتبط اسمه بالصراحة والصدق والجرأة ومواقفه الوطنية الشجاعة. أجرى سيادة العماد مباحثات بنّاءة مع الرئيس الاسد وهذه الزيارة تفتح عهدا جديدا للعلاقة بين سوريا ولبنان وتصبّ في مصلحة الشعبين.

ثمّ تحدّث العماد عون قائلا: أنا سعيد أن ألتقي معكم في دمشق. ما كان يعتقد أنّه محرّم أصبح حلالا وحلالا جدّا. بالطبع، لنا جرأة مواجهة الماضي وليس الهروب منه، ونحن لن نمحوه من ذاكرتنا كي لا نكرر الأخطاء. لذا كان حديثنا مع الرئيس الأسد واضحا جدّا، وتطرّقنا لمواضيع كثيرة بصراحة تامّة لأننا نريد بناء المستقبل وليس التوقف عند الماضي.

أضاف عون: انطلاقا من هنا، أطلقنا على اللقاء تسمية »عملية القلب المفتوح«، لأننا حكينا بقلبنا وبعقلنا وكل ذلك بهدف تنقية الوجدانين السوري واللبناني كي لا يبقى أثر لماضٍ فيه أشياء أليمة جدّا. ولقاؤنا اليوم هو وعد بمستقبل زاهر.

وقال أنه لم يمكن التطرق الى مواضيع تمتد على مدى ٢٠ عاما لذا أترك لكم أنتم الصحافيين حرية سؤالي عما تشاؤون.

سئل عن الفارق بين سوريا حافظ الأسد وسوريا بشار الأسد، وعن ملف المفقودين في السجون السورية؟

فقال: الفارق كبير، إذ تغيرت الظروف والمسؤولين، ومن دون شرح اكثر كلنا نعلم بأن الدول حتى إذا تحاربت تعود في النهاية الى التفاوض، ويجب التنبه الى عدم الانزلاق مجددا الى موقع الصدام. إن الماضي انقلب صفحة بيضاء.

وعن المفقودين قال: ثمة لجان تعمل ونحن بحثنا في هذا الموضوع، وأعتقد بأن هذه اللجان ستتوصل الى نتيجة بالبحث عن الاسماء الموجودة على اللوائح لمعرفة إن دخلت سوريا ومصيرها. الموضوع يتقدم واتمنى أن ينتهي سريعا ويعلن عن النتائج.

وشدد عون على ضرورة إقامة »العلاقات الطيبة والانفتاح والتضامن بين البلدين«. مشيرا الى أنه »كان في حال خصومة مع سوريا وليس عداء، لأن العداء شيء ضخم ولا يجوز«.

عن ملف اللاجئين الفلسطينيين قال: دول كثيرة تركت الموضوع وتحاول التسوية على حق العودة، وأقول أن اية تسوية لن تكون على حساب الدول التي تحمّلت أعباءالـ٦٠ عاما المنصرمة.

سئل عن مغازي الاستقبال وما سيقدمه لسوريا، فقال: لا يستطيع إنسان أن يقدّم اكثر مما لديه، وليس لدي إلا الصداقة.

وحول ترسيم مزارع شبعا ولبنانيتها، قال: لقد قالت سوريا كلمتها بأن المزارع لبنانية، وثمة خلاف على توقيت الترسيم بعد إخلائها. والخرائط موجودة في فرنسا ويمكن للأمم المتحدة الترسيم من دون لبنان وسوريا.

وعن زيارته للأماكن المسيحية المقدسة والرمزية التي تحملها، قال: إن سوريا هي مهد المسيحية، فهل يجوز ألا ازور هذه الأماكن حيث يوجد مسيحيون هم جزء من الشعب السوري، ولكنني أشير الى انني سأزور مواقع إسلامية ايضا وسأجتمع مع المفتي، لأن الشعب السوري مهم بفئاته كلها، ونحن نتوجه الى المسيحيين خصوصا لثنيهم عن الهجرة وحثهم على التمسك بأرضهم وبمشرقيتهم والقول بأنه يمكنهم العيش هنا وان يكونوا طليعيين بكسر حواجز الخوف.

وسئل عمن يعارض زيارته في لبنان، فقال: يجب التغلب على الخوف من الاشرار الذين لا يريدون أن تقام علاقة صحيحة بين البلدين. مستطردا: قد تؤدي الزيارة الى خسارتنا بضعة أصوات في الانتخابات، لكننا لن نتراجع امام قضية تخص الشرق الأوسط برمته. وليسأل من يعارضون أنفسهم: في حرب تموز هل بقيت حدود مفتوحة غير حدود سوريا؟ ليفكروا بالمصلحة الصغيرة الضيقة على الأقل.

وعن العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، قال: إن العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية تشبه حالة الطقس المتقلب، فلا شمس دائمة ولا غيوم دائمة. نحن لا نقيم العداء مع الولايات المتحدة الأميركية بل نعادي بعض مواقفها. اما ذا حصل تبدل إستراتيجي في الأساليب والأهداف كما عبّر الرئيس المنتخب باراك أوباما فتعمد الى بناء علاقات جيدة معنا كدول صغرى لها خصوصياتها، فسنعمد الى تغيير التعاطي معها، أما إذا استمرت في الأهداف والأساليب عينها فلن نخسر بل سنربح للأننا على ارضنا.

وحول رؤية الرئيس الأسد لتطوير العلاقات اللبنانية السورية، قال: السيادة والاستقلال والقرار الحر هي الركائز، قبل كل شيء يجب أن يعترف الإنسان بذاته عندها يعترف به الآخرون. لقد عبّر الرئيس الأسد عن ذلك بكل صراحة ووضوح، وأنا اعرف نواياه وبرغم ذلك تبناه بالكلمة المتبادلة.

وردّا على سؤال عما اذا كانت سوريا يجب ان تعتذر من اللبنانيين قال عون: على بعض اللبنانيين تقديم الاعتذار لنا لما حصل عن مرحلة كانوا فيها شركاء في أمور ضدّنا، فلنبدأ بالاعتذار في بيروت ولننتقل بعدها الى الشام.

وقال عن شهداء ١٣ تشرين: استشهدوا لنبقى أحرارا، المهم الا تتكرر الاحداث التي وقعت، وهذه أكبر تعزية للشهداء الذين ماتوا وهي أن يتأكدوا بأن أبناءهم واحفادهم لن يموتوا.

لـقـطـات

ـ اصطفّ عشرات المصورين في صالة الاستقبال الرئيسية في جوار مكتب الرئيس بشار الأسد، في انتظار لحظة دخول العماد عون، وقد لاحظ الأسد في حديثه الى عون أن عدد هؤلاء فاق المصورين الذين تواجدوا في زيارات رسمية لقادة عالميين.

ـ لوحظ التساهل في التفتيش الأمني للوفد الإعلامي المرافق في قصر الشعب.

ـ زيّنت قاعات في قصر الشعب بباقات الورد الأبيض والبرتقالي ووضعت في مزهريات برتقالية اللون ايضا.

ـ جلس اعضاء الوفد المرافق لعون في المقاعد الاولى خلال المؤتمر الصحافي، وكان بعضهم يبتسم او يضحك خلال بعض الاجابات الطريفة لعون.

 

جال في أحياء دمشق وتفقد سبع كنائس والتقى المعلم

عون لـ»السفير«: مطمئن للحاضر والمستقبل

غراسيا بيطار/السفير 4/12/2008

دمشق : من قلب دمشق القديمة رسمت شارة »الصح« لـ»التيار الوطني الحر«، على كفي العماد ميشال عون وأيضا على »الأصابع العشر« للشباب السوريين الذي سالوا كالنهر في ذاك التراث الحي بشارعيه الرئيسيين باب توما وباب شرقي، مرحبين بـ»الرجل الصادق« و»الخصم الشريف« و»أسد لبنان« و»الزعيم المسيحي والوطني اللبناني«.

نساء ورجال وأطفال تدفقوا محتشدين في شوارع دمشق القديمة، التي يشعرك قدمها بأنك تعيش في ذاك الزمن الذي نحنّ اليه ولكن عبثا نحنّ. حملوا الأعلام اللبنانية والسورية وصور الرئيس بشار الأسد و»ضيفه سيادة العماد« مزغردين ومرنمين في كل محطة دينية من الكنائس السبع التي تفقدها »الجنرال«. وللمرة الأولى بالنسبة لشعب لم يهتف منذ سنوات طويلة جدا إلا لرئيس بلاده، هتف الشعب السوري: »أهلا أهلا بالجنرال«، »الله سوريا ولبنان وبس«. أما »بالروح بالدم نفديك يا بشار« فتعني التحية للرئيس »إكرامية ضيفه الكبير«، على ما يعبر أحد المواطنين.

»إطلالة عون العاصفة هذه ظاهرة بحد ذاتها« تكررت على لسان أكثر من مراقب ولعلها تتقاطع مع الانطباع الأول الذي أسر به العماد عون لـ»السفير« بعيد وصوله الى دمشق: »إنني مطمئن للحاضر وللمستقبل«. كلام قاطع في طمأنته يشبه »هدية« الزائر الكبير لمضيفه الرئيس في قصر الشعب في دمشق: تشكيلة من الخناجر التراثية صنعت في لبنان وفي جزين تحديدا.

رائعة دمشق القديمة. تقف أمام تاريخها مندهشا بحجارة كنائسها الناطقة بزمن انتشار المسيحية، وأيضا بأبنائها السعداء لحدث أن »أتى من يزورنا وهو منا«. وفق طقوسها الخاصة، استقبلت كل كنيسة »العماد المحبوب والساعي الى بناء سور المحبة بين البلدين«.

على مدخل دمشق القديمة، تمر بالقرب من تمثال صلاح الدين الأيوبي، تعبر سوق مدحت باشا أو »الطريق الطويلة« الطويلة فعلا محالّ وكثرة وافدين. الجميع سيرا إلا موكب »الجنرال« خرق له نظام السير في المنطقة التراثية. يشق السوق التراثي والجماهيري عابرا الجامع الأموي وقلعة دمشق وصولا الى باب توما القشلي. سيرا لـ»سيادة العماد« يرافقه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد والوفد المرافق. هو الحي ذو الغالبية المسيحية لناحية البطريركيات والأبرشيات.

المحطة الأولى في الكنيسة المريمية التي أحبت أن تستقبل زائرها مع فرقة »فرسان الشاغور«. قائد الفرقة التي قدمت لوحة سيف وترس والعراضة الشعبية، يقول: »نعتز لهذه الزيارة فنحن سوريا ولبنان واحد، ونريد أن نكون يدا واحدة في وجه العدو«. يتوقف »الجنرال« لبرهة لينفض ما علق على رأسه من الأرز مستمعا الى راهبات يزغردن. وعلى وقع أجراس الكنيسة الفرحة استقبل المطران جورج أبو زخم »العصف الجنرالي«، الذي انتقل الى محطته الثانية في بطريركية السريان الأرثوذكس، وفي الاستقبال البطريرك زكا الأول عيواص على رأس وفد من الأساقفة.

اوساط هؤلاء ثمنت الزيارة وطالبت بتحسين العلاقات بين لبنان وسوريا »ونحن كسريان لدينا وجود كبير في لبنان، ولهذا يهمنا توطيد الأواصر الاجتماعية والروحية معطوفة على السياسية«.

وفي الوداع لم يقبل البطريرك إلا أن يودع »الجنرال« على مدخل الكنيسة الخارجي وإن استند الى عكازه.

بين المحطة والأخرى صيحات لبنانية بلهجة شامية »أهلين وسهلين بالجنرال«. وأمام المحطة الثالثة أي مطرانية دمشق المارونية. »موارنة الجذور يرحبون بالعماد عون«، تحت اللافتة التذكيرية وقف المطران سمير نصار مستقبلا، ولفيف من الأساقفة والآباء على الوقع الهادر لكشافة دير اللاتين.

وبعد الصلاة، المطران نصار يرتجل: »يقال إن الدنيا تهتز ولا تقع، ودمشق اليوم تهتز ولن تقع، ونحن نرحب بكم على خطى مار بولس المقدسة وفي رحلة حج«. مرحبا بعون »من مهد المسيحية وتحديدا شمال سوريا حيث جذور الكنيسة المارونية التي تعود الى ما قبل الفتح الإسلامي«.

وتابع وعون شاخص فيه: إن الشعب السوري يحبك لأنك تساهم في إعادة الإلفة بين الشعبين اللبناني والسوري.

ثم تحدث مسؤول الدير مرحبا »بعماد لبنان في سوريا رحم المارونية«، ليضع بعدها »الجنرال« نزولا عند طلب الآباء، إكليلا من الورد على رفات شهداء الكنيسة المارونية. تصفيق تضج به الكنيسة المصغية الى مداخلة عون الذي آثر الحديث هذه المرة بلغة مسيحية من قلب الكنيسة »فأنا أتيت الى سوريا وأعرف تاريخها«. داعيا الى تنقية الوجدان والضمير من دون تعقيد... وبعد هذه الزيارة ستشهدون زوارا كثرا لبنانيين الى سوريا«.

»ناطرين زيارتو مناطرة«، »نحبه لأنه شريف«، تقول السيدة المتحمسة واللاهثة الى خطف صورة مع الزائر غير العادي وإلى جانبها راهبة »زعلت« لإبعادها قبل أن تأخذ صورتها معه. هذا في الطريق الى المحطة الرابعة: كنيسة القديس حنانيا. هذا القديس الذي يعمّد القديس بولس في مجسم على مدخل الكنيسة.

ويشرح الرهبان الفرنسيسكان للـ»جنرال« تاريخ هذا الصرح ويقودونه الى تحت الأرض، فالشام تعرضت الى مراحل تدمير متعددة ما أدى الى ولادة كنيسة ـ مغارة أصبحت اليوم رمزا للسلام، لأن منها »سمع صوت السيد المسيح الذي حوّل بولس من مضـطهد للمسـيحيين الى مبـشر بالمسـيحية في العـالم«.

شق وفد العماد عون أحياء دمشق القديمة من نواب (عباس هاشم، إبراهيم كنعان، فريد الخازن ونبيل نقولا) والوزير السابق سيبوه هوفنانيان وقياديي التيار الوطني الحر: العميد فؤاد أشقر، المنسق العام بيار رفول، مسؤول الإعلام والعلاقات العامة ناصيف قزي، ناجي غاريوس وجورج عطا الله. الناس تعرف معظمهم وتحييهم بأسمائهم لا سيما النواب وتدعو لهم بالتوفيق.

ابتسامة هوفنانيان تعرض أكثر عند المحطة الخامسة في مطرانية الأرمن الأرثوذكس وعبق تاريخها، مع تمثال القديس حروب مانتدوتس مخترع الأبجدية الأرمنية عام ٤٠١ م. لتكون المحطة السادسة عابرة في الكاتدرائية القديمة للسريان الأرثوذكس وخاتمة ميلادية مع شجرة العيد المضاءة في الباحة، والترانيم الميلادية في المحطة السابعة في بطريركية الروم الكاثوليك.

البطريرك غريغوريوس الثالث لحام استقبل »الجنرال« بالصلاة وبكلمة مطبوعة مطولة منها: نستضيفكم في جو دمشقي يا سيادة العماد فالخميس (اليوم) يصادف عيد مار يوحنا الدمشقي وعيد البربارة، ونرى أن زيارتكم ستكون حديث الصغار والكبار.

وإذ ذكر ببدء المسيحية في الشام في عام ٣٥ م، أي »بعد سنتين على موت وقيامة السيد المسيح«، رحب باسم السوريين »بكل المبادرات التي تساعد على فتح الطريق بين بيروت ودمشق، فسوريا ولبنان هما رسالة مميزة بين الدول العربية والمسيح ولد في فلسطين لكن المسيحية انتشرت من سوريا«.

وختم مكررا ثلاث مرات في معرض أمله بتطوير العلاقات بين لبنان وسوريا: »نريد السلام«. وسرعان ما رد »الجنرال« ما وجودنا اليوم إلا من أجل السلام سلامنا الداخلي وسلامتنا على حدودنا في محيطنا غير المستقر بسبب وجود إسرائيل التي لا تعمل للسلام«.

ثم قدم البطريرك للعماد عون أيقونة العذراء مريم وكتبا عن القديس بولس. وعندما طلب الوفد التنظيمي من البطريرك الاستعجال »لارتباط العماد عون بموعد مع وزير الخارجية السوري عند السابعة«، علق البطريرك: »بدنا نمالح الجنرال قبل ذلك«. أصر الوفد بتهذيب فعلق البطريرك ضاحكا وكان كما رغب: »أنا البطريرك هنا« ودعا العماد عون الى جلسة استراحة قصيرة في صالون البطريركية.

برنامج العماد عون يتابع اليوم دينيا وفكريا لتبقى السياسة حاضرة خصوصا في إطلالات الوزير المعلم في فندق »الشيراتون« وتحديدا »جناح السلام«. فبعدما استفاض الطرفان في خلوتهما في »العناوين« تركا له الغوص تفاوضا في التفاصيل.

اليوم يبدأ مبدئيا بمحاضرة لعون دعي اليها أكثر من ألف شخصية فكرية سيلقيها في إحدى جامعات دمشق، على أن يكون البرنامج حافلا بعد استراحة الغداء بلقاءات مع وفود سورية ستطبع أيام »العماد« الدمشقية.

 

كلمة العماد في جامعة دمشق: وحدتنا الوطنية ساعدت المقاومة على تحقيق الانتصار في أشرس حربٍ خاضتها إسرائيل ضد لبنان 

عن موقع التيار الوطني الحر/4 كانون الأول/08

سيداتي، سادتي،

لا شك أنكم تتساءلون وأنا أتوجّه إليكم في هذا اللقاء الكبير والمميز ما عساي أقول في هذه المناسبة، وهي الأولى بعد عقود من الزمن طغت عليها ظروف صعبة ومعقدة، رافقتها أحداث أليمة خيّمت على العلاقات في ما بيننا، فالكلام المشدود إلى مثل هكذا ماضٍ يصبح مربكاً، لاسيما وأن قوىً كبرى ساهمت في تكوين تلك الحالة أو كانت من مسبباتها، ما زالت ضاغطة، وتعمل جاهدة لإبقائها وإيقاف مسيرة العودة إلى الحالة الطبيعية الواجب أن تسود واقعنا.

فهل نستطيع فصل الماضي عن الحاضر والمستقبل كي يصبح الكلام مريحاً والإصغاء ممكناً؟!

أنا أقول نعم، ولكن ليس بمحوه طبعاً ولا بالخوف منه ولا بالهروب إلى الأمام، بل من خلال مواجهته وإعادة النظر فيه من قبل الجميع بذهنية الناقد الذاتي المصمم على التغيير. قدرتنا على القيام بهذه العملية هي مقياس لإرادتنا وتصميمنا على التطور ومواكبة المتغيرات والمساهمة في صنعها، فنجعلها أكثر ملاءمةً وفائدةً لمجتمعاتنا وأوطاننا. من هذا المنطلق يصبح التفاهم سهلاً والتقارب طبيعياً فلا يعود الماضي مرهقاً، ولا الحاضر مربكاً، ولا المستقبل مقلقاً.

لقد قمنا في لبنان، نحن والمقاومة، بهذه التجربة التقييمية منذ العام 2006، ونجحنا معاً بعد أن وضعنا كل الأمور على الطاولة وناقشناها بعمق وصراحة أوصلانا إلى تفاهم، هذا التفاهم الذي انعكس على مجتمعنا طمأنينة مكنتنا من المحافظة على وحدتنا الوطنية وساعدت المقاومة على تحقيق الانتصار في أشرس حربٍ خاضتها إسرائيل ضد لبنان ووفق موازين قوى غير متكافئة بفوارقَ كبيرة. وإذا كانت الطمأنينة ساعدت المقاومة، فالغطاء الذي أمّنه خيارنا الوطني بدعمها في مواجهة إسرائيل حصّنها ضد الخارج الذي حاول استقطاب الداخل اللبناني لمناهضة المقاومة بإثارة مخاوف أمنيّة من سلاحها ومخاوف سياسية من غاياتها، ليس أقلّها اتهامها بالسعي إلى إقامة نظام ديني يتناقض مع عاداتنا وتقاليدنا والتزامنا بحرية المعتقد.

بالرغم من كل العراقيل، حققنا تناغماً وطنياً حول المقاومة ومفاهيمها وأهدافها، ووحدنا النظرة الى وطن سيّد حرّ مستقل يبني علاقاته مع الدول الأخرى على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، كما النظرة الى مجتمع مستقبلي نسعى الى قيامه في ظل دولة قوية وعادلة، وبدأنا انطلاقة جديدة على طريق المواطنة آملين استكمالها بتحولات بنيوية.

وخلافاً لكل التوقعات التي أكدت يومذاك انتصار إسرائيل على المقاومة أتت النتائج لتعكس هزيمة لم تُشف إسرائيل من تداعياتها بعد، كما لم تستطع تهديدات المسؤولين الإسرائيليين المستمرة بضرب لبنان ومقاومته وبنيته التحتية أن ترفع من معنويات قواتهم المسلحة أو أن ترهبنا. فهم لم يتعلموا شيئاً من تجاربهم السابقة فيه، ولا زالوا يقوّمون خطأً أسباب هزائمهم المتكررة؛ فبيننا وبينهم فوارق كبيرة في تقدير موازين القوى، قيمتهم الآلة وقيمتنا الإنسان، وإذا كانوا قد حولوا الآلة أداةً لاغتصاب الحقوق، فإن الإنسان المؤمن بحقه استطاع تدمير تلك الآلة، وهذه المعجزة قد تمّت على أيدي المقاومين وفرضت معادلة عسكرية جديدة ستبقى قائمة طالما بقي مجتمعنا يواصل دعمه للمقاومة.             

ومنذ قيام إسرائيل، أي منذ ستين عاماً، وهي تواجه مشاكلها مع العرب على قاعدة القوة   بواسطة الصراع المسلح معتمدةً المدفع والدبابة والطائرة، وإذا كانت إسرائيل قد حققت انتصارات آنية، مستفيدةً من تعثر إنساننا في تلك المرحلة، فإنها، لم تستطع إسقاط إرادة النواة الصلبة في المقاومة التي كانت تتزايد مع تزايد العنف الإسرائيلي. وهكذا تمكّن شعبنا أن يحرر نفسه من التعثر والارتباك، وبالرغم من تخاذل بعضنا أحياناً، حققت المقاومة الانتصار.

إن إسرائيل التي وصلت قواها المسلحة إلى حجمها الأقصى ومستواها الأعلى في الجهوزية التقنية والقتالية والعسكرية، أصيبت بالهزيمة ولن تكون لها غلبة بعد الآن، ولن ينقذها التدريب الجديد لوحداتها العسكرية، فالموضوع يتخطى تقنيات استعمال السلاح والقتال ليصيب الثقة بالنفس والقدرة على الاستمرار في معركة مع لبنان.

إن القادة الإسرائيليين غطوا هزيمتهم بادعائهم عدم الإعداد اللازم للمعركة، والصحيح أن حجم القوى ومستوى التدريب ووسائله كانت أكثر من كافية، ولكن الشعب الإسرائيلي الذي يولد ويموت في الحروب، دون أن يأمل يوماً بالوصول إلى السلام المنشود فقد معنوياته وخسر إرادة القتال، وهنا يكمن السبب الحقيقي للهزيمة.

في نهاية العام 2004 نُشرت رسالة كتبها عالم النفس اليهودي سيغموند فرويد إلى الدكتور حاييم كوفلر في العام 1930 أي بعد 75 عاماً من كتابتها، وهي تناهض الفكر الصهيوني الذي يدعو إلى إقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين، وقد رفض فرويد طلب كوفلر المساهمة في الدعاية لهذه الدولة لعدة أسباب وجيهة فنّدها في رسالته، وهذه الأسباب هي نفسها المشاكل التي تعاني منها إسرائيل اليوم.

ويأتي أيضاً كتاب المؤرخ اليهودي "إيلان بابي" ILAN PAPPE "التطهير الإتني لفلسطين"  في العام 2006 ليشكّل إقراراً موثقاً بالمجازر التي ارتكبتها الصهيونية بحق الفلسطينيين منذ العام 1948، وبالتهجير الذي طاول مدنهم وقراهم.

لقد كان من المفترضِ أن تبقى رسالةَ فرويد سرّية، ولكنَ نشرَها ونشرِ كتاب "التطهير الإتني لفلسطين" في وقت متزامن تقريباً، وحيث لا يزالُ هذا التطهيرُ متواصلاً، وكذلك المجازر الإسرائيلية خصوصاً في غزة، يشكلان بالحد الأدنى دعوة من عقلاء اليهود إلى إعادة نظر في السلوك والتفكير الإسرائيليين اللذين لا يتآلفان مع مسيرة السلام التي انخرطت فيها إسرائيل والدول العربية.

وأنا في الواقع متيقن أن إعادة النظر هذه إذا حصلت، ستجعل إسرائيل تغيّر مقاربتها في معالجة القضية الفلسطينية وتفهم بصورة أكيدة ونهائية أنها إذا أرادت السلام فإنه يبدأ بحل مشكلة اللاجئ الذي طرد من أرضه ومن ثمّ إعادة الحقوق في الأرض إلى أصحابها؛ فلا سلام بدون عدالة، ولا عدالة إلا باحترام الحقوق، وخلاف ذلك فالحلول سراب.

لا يمكن لإسرائيل اليوم أن تتصرف عكس مسار التاريخ وتتحدى التطور الإنساني بعصبية لم تعد مقبولة؛ فمع سقوط الفكر ألآحادي في أشكاله كافة، السياسية والعرقية والدينية، وسير المجتمعات باتجاه التعددية التي بدأت تعمّ العالم، تعلن إسرائيل نفسها دولة يهودية، وتؤكّد على ذلك برفض حق العودة للفلسطينيين إلى أرضهم. وبعد أن كان المضطهَد يطالب بأرض يعيش فيها تحول إلى مضطهِدٍ يرتكب المجازر ويهجر ويستولي على الأرض ويقضي على هويتها..

إن  عوامل الخيبة والإحباط واليأس التي ضربت الشعب الإسرائيلي تفرض على إسرائيل الإسراع في تغيير مقاربتها للحلول وإلا وجدت نفسها على مسار انحداري، نترك لها أن تقدّر أين ينتهي.

إن الذاكرة تبقى دائماً مشدودة إلى آخر الأحداث، وذاكرتنا اليوم مشدودة إلى حرب لبنان وحصار غزة، وكأننا نسينا جذور المشكلة ونسينا مسببيها مما يتيح لهم التلطي والهروب من مسؤولية أعمالهم. فقلما نشير إلى أن مأساة فلسطين، وما جرته من ويلات على الشعوب العربية كافة، وُجدت نتيجة قرار من الأمم المتحدة قضى بتقسيم فلسطين جاهلاً أو متجاهلاً ما تزخر به تلك المنطقة من مقدسات تتقاسمها الديانات السماوية الثلاث ما يجعلُ السيطرةَ عليها من قِبَلِ فريقٍ ما، إعلاناً لحرب الآلهة على الأرض، تشتعل نارها تارة وتخبو طوراً وفقا للظروف ولكنها لا تنطفئ أبداً.

إن الأمم المتحدة التي قسّمت فلسطين وما نتج عن هذا التقسيم من مساس مادي ومعنوي بحقوق الشعب الفلسطيني تعتبر المسؤولة الأولى عن تغطية جميع أعمال الأذى التي قامت بها إسرائيل في ما بعد ضد الشعب الفلسطيني وقد رأيناها تعالج هذه المشاكل وفق إرادة الدول الكبرى بصرف النظر عن توافق هذه الإرادة مع القوانين الدولية او عدمه، فهي لم تنجح يوماً في إدانة إسرائيل بسبب حق الفيتو، كما أنها لم تحاول إرسال قوى لتنفيذ قرارات دولية في فلسطين لتساعد على حماية شعب بأكمله بينما نراها في حقول النفط بقرار دولي أو بدون قرار، ونجد أهم أعضائها اليوم يعملون على إلغاء مفاعيل القرار 194 الذي ينصّ على حق العودة للاجئين الفلسطينيين من خلال الضغط لقبول تسوية تلغي واقعياً هذا الحق.

إن هذه المشكلة التي بدأت في العام 1917 مع وعد بلفور وشغلت القرن العشرين ستبلغ بعد تسع سنوات عامها المئة، وأكبر ضحاياها الشعب الفلسطيني ثم الشعب اللبناني، وباعتقادي، إذا لم تصل هذه القضية إلى حل عادل وسريع تتحمل فيه الأمم المتحدة مسؤوليتها فإن النهاية ستكون أقرب مما نتصور وأكثر مأساويةً من البداية، تنعكس فيها الأدوار... تلك هي حتمية التاريخ.

بعد أن طرحنا أمامكم هذه المقاربة التي حققناها في لبنان والتي اكدت نجاحها نتوجه عبركم الى مختلف المجتمعات العربية عاقدين العزم على الوصول معا الى مجتمع عربي حضاري وحديث اكثر فعالية وتضامنا واكثر استعدادا لمواجهة تحديات العصر فنتحول عندئذ من مجتمع تبعي ملحق الى مجتمع طليعي قائد.

 الأسئلة

س: مشروعية السلام تتم من خلال الملفين: الأرض، التوطين أو عودة اللاجئين الفلسطينيين. أين مشروعية السلام إذا ليس فحسب على المستوى اللبناني انما على المستوى العربي أيضا؟

ج: قلتها بوضوح أن لا سلام من دون إعادة حقوق ولا سلام من دون عدالة. الشيئان الأساسيان هما الحق الفلسطيني في العودة وحق العرب في الأرض التي ما زالت محتلّة. ومن دون هذه العودة الى هذه الحقوق الأساسية، لأننا اليوم نتناسى الكثير من المواضيع، يجب ألا ننسى أننا اليوم في الذكرى الـ 61 للإعلان العالمي لحقوق الانسان وذلك بعد أسبوع في 11 ديسمبر. بعد ستة أشهر على هذا الإعلان، صدر قرار تقسيم فلسطين وما عاناه الشعب الفلسطيني، فتمزقت الشرعة واحترقت الشرعة ولا أحد يتكلم عليها.

واليوم هناك الكثيرون ممن يعطوننا الدروس في حقوق الانسان ويعلّموننا، ولكن ماذا فعلوا بشرعة حقوق الانسان بعد ستة أشهر من اعلانها ؟ طارت كل الشرعة، يعني هذا المؤرخ اليهودي الذي تحدثت عنه كتب كتابا فيه الكثير من الشجاعة عندما تكلم على التطهير الأتني في فلسطين وهذا اليوم ما يحسب جرائم ضد الإنسانية.

لا ادري لماذا تأخروا في تصنيف الجرائم ضد الإنسانية ولكن أن تأتي متأخرة لا يمنع توصيف تلك المرحلة بأنها كانت جريمة ضد الإنسانية ولو معنويًا.

س: سؤالي عن مزارع شبعا، سوريا أعلنت مرارا وتكرارا لبنانية هذه المزارع، حتى في لبنان أعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان البارحة وعلى الملأ في ألمانيا لبنانية هذه المزارع. في رأيكم ما سبب اثارة هذا الموضوع في كل فترة؟ لماذا جعله عقبة في تكوين علاقات طبيعية بين سوريا ولبنان على رغم وجود هذه المزارع تحت نير الاحتلال الاسرائيلي؟

ج: أعتقد أنها عملية تشويش لا أكثر ولا أقل.

يعني هناك بعض الناس في خط سياسي عاجزون أن يعبروا عنه برفض صريح، يختلقون الأعذار كي يخلقوا دائمًا جوًّا من القلق، وهذا اعتدنا عليه ويجب ألا يؤثر فينا.

المسار الصحيح مستمر ولن نتوقف وهم كلما ازدادوا عجزًا كلما زاد تضليلهم الإعلامي وزاد التشويش. حتى البارحة وعلى رغم أن كل التلفزيونات كانت تبث مباشرة، سألوني عن الاعتذار السوري لي عن أحداث لبنان، قلت لهم: اذا كانت هذه الأحداث تتطلب اعتذار فليبدأ اللبنانيون الذين أذونا بالاعتذار منا، وهذا يكون اعترافًا صريحًا منهم بأنهم أذونا أيضًا، عندها نطلب من السوريين اعتذارًا آخر.

اذًا، يصلون الى حد التضليل وبعضهم ممن يفتحون تلفزيونات من دون تسميتها الآن لا نريد فتح سجال معهم انطلاقًا من دمشق، من الجامعة بخاصة، ولكن كلكم تتابعون وتسمعون شيئًا ثم تحاولون التأكد من معلوماته، ويشك هل ما سمعه صحيح. اذًا تصل الى هذه الدرجة. وهناك الكثيرون من الصحافيين اللبنانيين الموجودين هنا نواجه معهم هذه المشكلة يوميًّا ليس مع الصحافيين هنا ولكن مع الإعلام الموجه.

س: رفضت استخدام كلمة عداء وتصر حتى الآن على استخدام كلمة خصومة، ألا ترى معنى أن بعض الأفرقاء اللبنانيين ذهبوا الى حد بعيد في عدم استخدام كلمة خصومة واستخدموا ما تجاوز حد العداء. هذا أولاً.

سؤال آخر: التيار الوطني الحر في الجامعة له دور. ما هو دور التيار الوطني الحر في الجامعات ضمن تحالفاته، ضمن الجامعات وبين الطلبة؟

ج: أكيد، التوعية الأساسية تتم باللقاءات بيني وبين طلاب الجامعات وأحيانًا بواسطة لجان مسؤولة عن كل كلية في كل جامعة. هناك توعية وطنية وسياسية وتقريبًا اليوم هناك كثير من التماهي مع بقية الأفرقاء المتعاونين معهم مثل طلاب المقاومة. نحن واياهم جبهة واحدة لسنا منقسمين. وضعنا طبعًا أولويات العمل نحن والمقاومة ولكن لدينا الكثير من المواضيع التي يجب أن نقوم بها معًا. ويجب ألا يفكر أحد بان هذه أمور تنتهي، بل هي عمل متواصل وتراكمات مع الوقت.

بالنسبة إلى السؤال الثاني، هناك نقص في الثقافة السياسية وعصبية زائدة. حتى اليوم وفي المدارس العسكرية العليا يتحاشون استعمال كلمة "عدو" ويستعملون كلمة "خصم" او يستعملون كلمة أخرى مفترضة. حتى في المدارس العسكرية، إذ مبدئيًا يجب أن نسحب من فكرنا وهذا ما له أثر تربوي مهم. فكرة العداء تجاه الانسان الآخر أيًّا تكن الظروف والا اذا لم نسحبها نقوم بحروب فناء. حتى الحرب يجب أن تنتهي.

فإذا هذه كلمة "عدو" تحذف تدريجًا حتى في العلوم العسكرية ولكن ماذا نفعل بهم؟ انهم ناس لديهم ثقافة محدودة. هذا مؤسف ولكنه واقع.

س: الحملة التي تشن اليوم عليك في لبنان من المعسكر الثاني الذي يدعي السيادة والحرية والاستقلال، وأخيرًا حددوا مهاجمتك بسبب زيارة سوريا، ونحن نعرف كيف كانت علاقتهم بسوريا من قبل وعلى أي مستوى وكيف استقبلت انت في سوريا. جنرال ما هي الاهداف وراء هذا الاستهداف والى اي مدى هم قادرون على تحقيق شيء من أهدافهم؟

ج: في النتيجة عندهم ضياع، فخياراتهم التي قاموا بها وانا لا اسميها خيارات. فنحن من قمنا بالخيارات. في الخيار يربح الانسان او يخسر و يتحمل مسؤولية خياره، انما في الرهان يراهن حتى يربح وهناك تأتي الخسارة صعبة عليه لانه راهن ليربح.

نحن قمنا بالخيار وكنا مستعدين لتحمل الخسارة كما كنا مستعدين للمشاركة في الربح.

رهاناتهم مثل المقامرة، مثل لعب الميسر، هم يلاحقون خساراتهم اكثر من املهم في الربح لان العالم كله تغير الآن وهم لم يفهوا بعد انهم يجب ان يعدلوا سياساتهم وان رهاناتهم كانت خطأ. وهذه عادة عند المقامرين يخسرون آخر "قرش" في جيبهم وبعضهم ينتحر.

س: كان لبنان ولا يزال موئلاً للأدباء والمفكرين والمبدعين الوطنيين المتمسكين بقوميتهم. فيا ترى ما هو موقف الجنرال ممن يعول على الخارج ويستقوي به ضد ابناء وطنه وبخاصة عندما يكون هذا الخارج هو الولايات المتحدة الاميركية التي كانت وما زالت تزود العدو الاول للعرب وللبنان الاسلحة الفتاكة التي يستخدمها لقتل الاطفال اللبنانيين وللتشريد والتدمير.

ج: بالتاكيد في سلوكي الشخصي وهذا شيء شفاف بالنسبة إلى الكل، لم يكن لدي تعاون مع احد حتى مع اقرب المقربين في الخارج ضد أي فئة لبنانية. دائمًا كنت احاول ان اساعد قدر المستطاع لإيقاف الأذى، هذا في المرحلة الاولى.

في المرحلة الثانية حين اصبحنا في موقع المسؤولية السياسية والوطنية، اكيد موقفنا هو ضد المواقف التي تهدد وجودنا وتهدد وجود مثيلنا في المنطقة يعني الفلسطينيين. وقفنا هذه المواقف وكنا ضد، ولم نستعمل كلمة عدائية وكنا ضد المواقف الاميركية بوضوح وتحملنا الضغوط والتهديدات وهي اكثر مما تتصورون لانها كانت تصوب بالوسائل الدبلوماسية ونحن نحتفظ بها لنشرها لاحقا للتاريخ، في المذكرات.

فاذًا المواقف واضحة وكلامي اليوم واضح، انا اثق بأن مجتمعا متضامنًا ومقاومًا يكفينا، من دون حروب كبيرة، فقط مجتمع مقاوم ومدعوم عربيًّا. الارهاق الذي تحدث عنه الشعب الاسرائيلي حقيقي ولذلك عليه ان يختار. ولا تظنوا ان هذا يحصل بأعجوبة فهم من المؤكد يسمعون هذا الكلام ويقيمونه وغدًا سينكرونه، ولكن إذا أخذناه بعمقه يبدو كأنه نصيحة لهم ونحن لا نقول لهم سنفنيكم ونقتلكم ولكن انتبهوا واعطوا حقوق الناس حتى تعيشوا معهم. هذا هو الموضوع المهم. وبعد هذا كل واحد مسؤول عن اعماله.

س: جنرال المحكمة الدولية في آذار، فهل هناك مخاوف في المعارضة أن تطلب المحكمة الدولية من بعض النواب أثناء الانتخابات ولو حتى كشهود، لتغييبهم عن الانتخابات؟

ج: اعتقد ان هذا الشيء مستحيل، حتى الوضع الدولي كله تغير، وهو ليس في اجواء مسايرات عاطفية للبعض او غير مستندة الى وقائع حقيقية، بخاصة اننا نحمل المسؤولية للقضاء اللبناني في توقيف بعض اللبنانيين خلافًا للقانون، وهذا شي مؤسف.

س: في عام 2007 رفض بوش منح اي معونات لحزب التيار الوطني الحر بسبب مساندتكم لحزب الله. باعتباركم زعيم هذا الحزب هل تتوقع وضعكم على اللائحة السوداء ووصفكم بالارهاب كما هي الحال بالنسبة إلى حزب الله؟

ج: كلا، وإلا سيأتي الارهاب من الذي وصفني به. صحيح أن لبنان بلد صغير وفي حجم القوة التي نواجهها، اكيد ليس هناك مقاربة بالوزن، ولكن هناك اشياء معنوية تربطنا بالعالم كله. الحمد لله اسمنا اصبح معروفًا وهو اقوى من التوصيف. والصراع هو دائمًا بين حقين: حق القوة وقوة الحق. نحن نملك قوة الحق وهم لديهم حق القوة.

س: ذكرت في إحدى المقابلات ان خيارك هو ان تكون مع الشعب وان تخوض حربه. فإما ان يهزم وتتحمل انت معه الهزيمة وإما ان ينتصر فيكون لك شرف المشاركة في هذا النصر. ونحن في سوريا نكبر فيك هذا الموقف وهذا الخيار. جنرال انت ممن اثبتت التجربة انه صاحب موقف مبدئي وثابت وواضح ونحن في المرحلة القادمة مقبلون على عصف سياسي ناتج عن الأزمة المالية. فكثير من الدول ستبدل سياساتها واهتماماتها الخارجية وهناك دول في المنطقة سترفع سقف مطالبها الاقليمية كتعويض عن مساهمتها في معالجة الازمة المالية وهذا يعني مزيدًا من الضغط علينا وعليكم. نحن مستعدون. انتم كيف تهيأتم انتم وحلفائكم لمواجهة سيل الاستحقاقات القادمة التاتجة عن هذه الازمة ؟

ج: لغاية الان، نحن ننتظر التقويم الرسمي للحكومات القائمة الآن في المنطقة، ولكن نحن نستطيع ان نعيش في الحد الادنى ولن يكون هناك انهيار، لان منذ مدة تعودنا على الحد الأدنى، لذلك المصائب الكبرى تصيب الكبار. طبعًا ستزيد الضائقة عندنا ولكن نقدر ان نتحملها، على رغم كل شيء. الأزمة الاقتصادية عندما بدأت صار الانهيار المالي والنتائج الاقتصادية ستأتي، ومداخيلنا قد تنزل للنصف 40% لا أدري ولكن من هنا وعينا وتحملنا وقدرتنا على التحمل اكبر. واعتبر من كان يمشي على رجليه ليذهب الى عمله لن يتغير عليه الوضع كثيرًا وهذا هو الشعب المناضل. اما من كان يملك 3 – 4 cadillac ومرسيدس، ستصعب عليه تعبئتها محروقات وسيجبر على العمل أكثر. إذًا الإثراء هو الذي يصاب على مستوى المجتمع، والفقراء يحافظون على مستواهم على الاقل.

س: في المرحلة الأخيرة شهدنا تناميًا للأنظمة الإرهابية في شمال لبنان والتي تربطها علاقات ببعض التيارات السياسية ربما في الفريق الحاكم. كيف تحللون هذه الظاهرة ومن وضع الأجندة لها لكي تستمر في شمال لبنان؟

ج: اسمح لي الا اكون صريحًا، وذلك لأني لا اقوم بتحقيق قضائي ولكن سأعطيك مؤشرات أنت تحددها.

هذه المجموعات الارهابية لها ايديولوجية معينة لا احد من الموجودين هنا يجهل مصدرها، من دون أن نسمي، ولها أيضًا موازنات مالية تدعمها وأعتقد ان لا أحد جاهلاً مصدرها "وفهمكم كفاية".

س: صرحت في أكثر من مؤتمر صحافي أنك كنت خصمًا لسوريا وقد انتهت هذه الخصومة، في حين أن أكثر الموالين لسوريا في مرحلة من المراحل ذهبوا أبعد من الخصومة الى العداء وهم يدعون أنهم يمثلون مصلحة لبنان وهم في الحقيقة لا يريدون الا مصلحتهم الشخصية ومصلحة أعداء لبنان؟ كيف تقومون هذه الحالة بانعكاساتها أولاً على المواطن اللبناني وثانيًا على الحالة الوطنية اللبنانية المقاومة للمشاريع التي تستهدف أمن لبنان؟

ج: أعتقد أن العلاقة كانت أولاً خطأ، لم تقم على علاقة صداقة، كانت العلاقة مصلحية، وبعد التغييرات التي صارت وانسحاب سوريا من لبنان تحولت المصلحة في اتجاهات أخرى، فنقلوا الى الجهات التالية. لأن أصحاب المصلحة هويتهم دفتر الشيكات ووطنهم البنك، حيث وضعوا أموالهم. والتزامهم ليس في الأرض الحقيقية التي يلتزمها الانسان – المواطن. من هنا نعرف ان هذه علاقات مصلحية ضيقة كثيرًا تتخطى حتى ليس مصلحة مجتمع، فتصبح مصلحة المجتمع اذا كانت واسعة وتضم القسم الأكبر من المواطنين تصبح مشروعة اذا كان هناك تحول ولكن مشاريع أفراد ومصالح محدودة جدًّا بالعكس تأتي بالخراب. التصادم في قلب البلد وتقوض الاستقرار، وهذا الخطأ فيها، وهي من الأساس مبنية خطأ وما يبنى على الخطأ يولد خطأ أكبر.

س: اضم صوتي إلى صوت زملائي وارحب بك مرة اخرى في بلدك الثاني سوريا، سيادة العماد ميشال عون، تحدثت مرات عدة عن مطلب الغاء الطائفية السياسية المقر في اتفاق الطائف، لكن هذا المطلب خفت عندكم، هل هو يأس ام تأجيل وما هي تحفظاتكم عن اتفاق الطائف؟

ج: التحفظات كثيرة اولها عدم التوازن بين مؤسّسات الدولة اللبنانية، مؤسسة لها اسم كبير ولكن من دون صلاحيات، رئاسة الجمهورية، مؤسسة ثانية تسمى رئاسة الحكومة وليس مجلس الوزراء، تمسك بجميع المؤسسات التنفيذية في المجتمع وتمسك كذلك بمؤسسات المراقبة، وفي ذلك خطأ علمي وقانوني واداري، لا يجوز الجمع بين المراقبة والتنفيذ، اي ان يكون التنفيذ باليد اليمنى والمراقبة باليد اليسرى، ممّا يفقد المراقبة فعاليتها، انني اعطي نماذج سريعة، فقد لاحظنا في بعض الأماكن ايضًا غياب المراقبة على صرف اموال الدولة التي تخضع أساسًا لقواعد المحاسبة العامة، كما رأينا أن مجلس الانماء والاعمار هو الحكومة الحقيقية للبنان، ولدينا حكومة وهمية يطلق عليها النار أمثالنا من السياسيين والصحافيين، لكن الحكومة الواقعية تسمى مجلس الانماء والاعمار وهي خاضعة لرئيس الوزراء، ما يعني وجود خروقات كبيرة في تنظيم الدولة اللبنانية كرسها الطائف أو اُلحقت بالطائف، فبعضها أُلحق بالطائف، اذ طرأت عليه بعض التعديلات الجزئية، من هنا وجوب اعادة النظر، والآن، المدافعون عنه أو بعض المستفيدين منه، جعلوه بمثابة الكتب المقدسة، ممنوعًا المساس به، ونحن نعرف أنّ أي تشريع مهما كان راقياً، اذا لم يُطوّر عندما تنشأ حاجة معينة، ويتم تعديله أو ضبطه، والقانونيون يعرفون ذلك، لا يمكن أن يلبي حاجات المجتمع المنبثق منه، لذلك يتطلعون إليها في لبنان على أنّها كتب مقدسة يجب عدم المساس بها، وستأتي الظروف وهي ليست ببعيدة، فجميع الناس سيشعرون أنّ هناك ضرورة، فقد وقعنا في أزمة سياسية مثلاً، فتصادمت الحكومة مع المجلس، وبهذا الصدام، من يحلّ مجلس النواب؟ هل هناك نظام برلماني في العالم لا يمكن فيه حل مجلس النواب والعودة الى استفتاء الشعب؟ لا يوجد، الاّ عندنا وقد ربطوه بالذين يتخاصمون، يعني أنه يرتبط بتوافق المؤسّسات المتخاصمة على حل المجلس، وعندما يكون هناك احتكام للشعب، لا يمكن أن يكون هناك توافقات في القمة، ما يعني انّ التوافقات التي ظهرت على هامش اتفاق الطائف، شلّت مؤسسات الدولة، ونأمّل ان يخرج منها. طبعًا هناك انتخابات نأمّل تأمين الأكثرية خلالها، لنقوم بتصحيحات كثيرة في شكل نحافظ فيه دائماً على وحدتنا الوطنية اي بإدراك الجميع أنّ ما سنقوم به هو شيء ضروري لاستقامة الأوضاع وممارسة الحكم في شكل سليم.

س: دكتور غسان اسماعيل من طلاب حركة أمل في سوريا. دولة الرئيس، بدورنا، نرحب بك هنا في الجامعة. دولة الرئيس، نحن نعرف اهمية الدور الذي تقوم به من أحل المحافظة على دور لبنان - الرسالة، ومن خلال تثبيت دورك الذي تقوم به، اي من خلال تثبيت الوجود المسيحي في الشرق، وكما يقول الرئيس بري أنّ لبنان لا يقوم الاّ بجناحيه المسلم والمسيحي، ففي رأيك ما هو التأثير الكبير للانتخابات النيابية المقبلة في دعم هذا الدور أو تقويضه؟

ج: اعتقد انّ الدور الذي نقوم به ليس بدورٍ ضيق مرتبط فقط بلبنان، مع احتمال النجاح بلبنان وعدم السقوط وعدم التحجيم، حتى لو تم، وهذا على سبيل المناقشة الفكرية فقط، هذا موضوع أساس، فما نقوم به اليوم، هو انطلاقة لفكر جديد، يجب أن يعمّ جميع المسيحيين في الشرق، ويجب أن يقود المجتمع اللبناني الى مجتمع المواطنة التي تكلمت بها، وهذا يحصل بتحولات بنيوية جديدة. هناك أشياء نشبّهها بأرزتنا، مثل الأرزة، تزرعها أنت، وأزرعها أنا بعمري هذا وأنا أعلم أنّني لن اراها كبيرة، لكن أولادي يرونها أكبر وأولاد أولادي يرونها أصبحت كبيرة جدًّا، فلا نستطيع أن نحصد كل شيء عندما نزرعه، فهذه الانسانية وهذا المسار الطبيعي للأفكار والتغييرات الكبرى في المجتمعات.

المهم أن نبدأ، والمهم أن ننتصر بسياستنا، لأننا نشعر كأننا متأخرون 20 سنة. فالانطلاقة كان يجب أن تكون تغييرية جيدة ولكن نستطيع أن نقوم بأشياء كثيرة ولكن لا يمكننا لا أن نقصّر الوقت ولا أن نطيله.

مرحلة النضج يلزمها الوقت، حتى تزهر الشجرة وتعقد وتكبر الثمرة ومن ثم تنضج وتقطف. هناك دورة طبيعية، وهكذا أعتقد نضج الشعوب والمجتعات، يلزمه وقته. تريد القسم الأكبر منه أن يعيش التجربة ويقتنع بها حتى يأتي التغيير بناء لطلبه، لا يأتي مفروضًا عليه من فوق.

س: كنت تذكر دائمًا أنك رجل خيارات لا رجل رهانات، ما هي خياراتك اليوم؟

ج: عبّرت عنها الآن على مستوى القضية. إذا أخذت القسم الأول، مواجهة الماضي والخروج منه وتحضير المستقبل حتى يكون لنا. لا تعود ذاكرتنا الا نقية، أي تنقية الذاكرة والعمل للمستقبل. ومستقبلنا هو ما نقوم به اليوم في حاضرنا.

المواقف بالنسبة إلينا هي إعادة نظر وتقويم. بالنسبة إلى القضية الفلسطينية التي هي قضيتنا وتحمل جروحات الشعب الفلسطيني وجروحاتنا منذ ستين عامًا. أيضًا عندنا دعم المقاومة لإكمال مسيرة الحل في شكل طبيعي.

بالنسبة إلى المجتمع العربي الأكبر، خياراتنا أن يقوم المجتمع بإعادة نظر ذاتية حتى يغيّر أساليبه ويعتمد أفكار جديدة ويتعاون مع باقي المجتمعات المثيلة له والصديقة. حتى نكوّن بالفعل شيئًا مستقبليًّا، ونحقق نوعاً من الاستقلال والمجتمع الفعّال.

س: أشرتم في مؤتمركم الصحافي الى أن مسيحيي الشرق هم جزء من بنية المنطقة، فما هو تصوّركم لهذا الدور في التوجه العربي في هذه المرحلة؟

ج: دائمًا الموضوع يثار وهذه قصة قديمة، من القرن التاسع عشر أو ما قبل، وهي قضية أقليات وأكثريات في الشرق الأوسط. اليوم النظرة الجديدة هي أن المجتمع إذا كان يحترم حقوق الانسان، وهذا ما نعمل من أجله بجهد كبير حتى نحققه، هذا يعني أنه يحترم حرية المعتقد للجميع، لأن العلاقة الدينية التي تتعلّق بمعتقدنا هي علاقة عمودية بيننا وبين الله. وهي ليست علاقة أفقية في المجتمع في ما بيننا.

في هذه العلاقة العمودية نحفظ شخصيتنا ومعتقداتنا الدينية، ولكن يجب أن نعيش مع الآخرين بعقد اجتماعي. وهذا ما يجمعنا وهو قوانين البلد الذي نعيش فيه والذي نأخذ قضاياه على عاتقنا.

لا أريد أن يؤثر المعتقد الديني في أحد سلبًا، لا انطلاقًا من ذاته حيث يشعر أنه مهمّش، أو أيضًا يخاطب الآخرين حتى لا يهمّشوه، لأن له دورًا أساسيًّا. عليه أن يكون مواطنًا بالحقوق نفسها والواجبات ضمن وضع حرية المعتقد لجميع الناس.

نحن نحارب الفكر الأحادي، العرقي والديني والسياسي، وكلهم يسقطون، والمجتمع يتطوّر في اتجاه التعددية. لا يظن أحد أبدًا أن الفكر الأحادي سينجح، فهو في تقلّص دائم عبر التاريخ.

أولاً بدأت بين سيطرة البيض على السود، وطارت العبودية. ومن ثمّ أتت العرقية الألمانية الهتلرية، فسقطت. وسقط الفكر الأحادي السوفياتي الشيوعي... وتسقط أشياء كثيرة أخرى.

كل دول العالم تصبح مزيجًا متعدداً من الأديان والأحزاب السياسية التعددية. في النتيجة عندما نتحدّث عن التعددية، نتحدّث عن حق الاختلاف في الرأي.

حق الاختلاف ينظر اليه الناس كأنهم يسمونه حق الخلاف. لا ليس حق الخلاف، بل أن يكون للانسان تفكيره الخاص به أو تفكير حزبي. أن يوضعوا باحتكاك مع فكر آخر، منه تنبثق الأفكار الجديدة أو حلول جديدة أو إبداع جديد فيه كل النشاطات التي نقوم بها.

يمكن أن نمارس حق الاختلاف في السياسة، ويمكن أن نمارسه في الفن، أو في البناء والهندسة...

وحق الاختلاف أشبه دائمًا بحالنا. الآن أنظر اليكم وجميعنا لدينا مكونات الانسان، ولكن لكل واحد وجه مختلف وصورة مختلفة. يعني أن الانسان عنده فرادة. وانطلاقًا من هذه الفرادة تطوّر، والا لما كنا نلبس اليوم هكذا. لكنّا مستنسخين عن الانسان الأول. من الذي جعلنا مثلما نحن اليوم؟ هو حق الاختلاف. كل واحد عنده بصمته، بصمة صوته، بصمة عينه، لكل واحد شكله وصورته، مكوناته تأتي بصورة فريدة. وهناك مليارات من الناس. حتى التوأمان ليسا متشابهين، يبقى هناك نقطة فارقة بينهما.

فإذًا من هنا نقول إن في هذه الفوارق والاختلاف لا يجوز أن نميّز بعضنا ضمن المجتمع كمسيحيين وكمسلمين، ولكن يجب أن يكون لنا حق الاختلاف مصدر غنى لثقافتنا وحياتنا وتقدمنا. أن نجمع هذه الفوارق فنغتني، وإذا طرحناها بعضها من بعض "فالعوض بسلامتكم" نصبح مديونين. فلنجمع فوارقنا ونغتني بها.         

س: وسام المقداد – طالبة في كلية العلوم. ذكرتم أننا يجب أن نخجل من أنفسنا لما يحدث في غزة. هل تعولون على الموقف الدولي في حل  المشكلات التي يعانيها لبنان والمنطقة؟

ج: لا أحد موجودًا اذا لم نكن موجودين. يجب أن نكون موجودين أولاً ثم نطالب الأمم المتحدة لكن الهرب والتنازل عن الحق انتهيا. الأرض الفارغة من السكان يسكنها أي كان. القضية المهملة تسمح بالتطاول عليها أكثر وأكثر. اليوم، الحالة ليست مرضية وهذا شيء مؤسف: هناك ناس يعيدون وناس محاصرون لا يأكلون. هذه لغة الحصار دائمة. الحصار اللبناني، حصار غزة، حصار سوريا، حصار، حصار. كل واحد يرفع رأسه قليلاً يهددونه بالحصار والتجويع. المبدأ هنا أساسًا مرفوض.

س: نرحب بالقائد ميشال سليمان في سوريا

العماد عون: "معليش، أنا ما بزعل، هذا شيء لا يستوجب الاعتذار، ومعليش أن نتشبه ببعضنا"

س: رأى الكثيرون في زيارتك لدمشق التسوية التاريخية اللبنانية الثالثة التي يقوم بها العماد ميشال سليمان

الجنرال: أكمل، سأجيب بالنيابة.

س: ميشال عون هذه ثالث محاولة لانقاذ لبنان خلال ثلاث سنوات: الأولى: داخل كل جماعة أو طائفة لبنانية – الثانية بين الجماعات في ما بينها كالتفاهم مع حزب الله – والثالثة بين سوريا ولبنان. هل تعتبر نفسك رجل التسوية التاريخية؟

ج: كل انسان عندما يقوم بعمل يعتبره ايجابيًا، انما اعطاء صفة، لست أنا من يعطيها الصفة، انما تلقي الناس لها وتقبلها هو الذي يعطيها الصفة اذا كانت تاريخية أم لا. أنا سعيت في لبنان أولا إلى اقامة تفاهم عرض على كل مكونات المجتمع اللبناني، لم يكن فقط مع المقاومة، وعند عودتي من فرنسا واجهت حالة صدامية في لبنان وكانت تتطور سلبًا وقد حاولنا من خلال التفاهم أن نجد حلاً كي لا نصطدم بعضنا ببعض ولا مع الأمم المتحدة بسبب القرار 1559، وهذا ما كنت أنادي بتنفيذه ولكن مع احتفاظ الجميع بحقوقهم، إذ لا يمكن قرارًا اتخذ أن يكون مشروع حرب في لبنان ولا بأي شكل. إذًا، هذه المواضيع التي نقوم بها، اذا صمدت "وان شاالله ستصمد" سيقول الجيل من بعدنا أنها كانت تسوية تاريخية. ولكن اذا قمت أنا بتسوية لم "تضاين" شهرًا أو شهرين وسقطت، لا تكون تاريخية. لذلك نواجهها بمزيد من الأمل ومن التفاؤل المرتكز على أسس وعلى التجربة وعلى مصالح مشتركة وستنجح بإذن الله ولكن نحتفظ بقدر قليل من التحفظ عن التسميات وإذا لا سمح الله فشلت المحاولة يبقى لنا شرف المحاولة، وهذا شيء لا نتنازل عنه.

س: ما هو تقويمكم للدور السعودي – المصري على الساحة اللبنانية في تحقيق التوافق اللبناني في هذه المرحلة؟

ج: لا أريد ان أحكم بالمطلق على هذا الموضوع وماذا يجري، اذا كان حكمي متوافقًا مع رأيك سيكون محرجًا للحضور واذا كان سلبيًّا فسيكون أيضًا محرجًا للآخرين. أود ألا أعلق.

الكاتبة كوليت خوري، كريمة رئيس الوزراء السوري الراحل فارس خوري:

أنا لن أطرح سؤالا، أنا باسم زملائي الأدباء والأديبات وقد لا يسمح لنا الوقت بترتيب لقاء معكم. أود أن أرحب بك.

أود أن أعطي شرحًا لغويًّا ليس فقط سياسيًّا أو عسكريًّا بين الخصومة والعداء. العداء نفسي وهو لا يؤدي الا الى الدمار وهو لا يجتمع مع المحبة. الخصومة هي في الرأي والمواقف وقد يكون الانسان محبًّا ويختصم مع غيره، وبعد الحوار والمفاوضة يؤدي الى مصالحة والدليل أمامنا واضح، المحبة واردة. أما الموضوع الذي يثير الأشجان والأحزان: الطوائف، فنحن فعلاً في سوريا لا نعرف الطائفية، وكما قال المفتي الشيخ أحمد كفاتارو في الكتاب رحمة الله عليه وهو زعيم كبير: "كلنا مسيحيون وكلنا مسلمون اذا اقتضت حاجة الوطن الى ذلك"، ولكن يجب أن أعترف أننا كمسيحيين ونحن نعتبر أن المسيحية الحقيقية هي في ميلادنا وليست في الخارج وكل ما هو خارج هذا الوطن الكبير مشوه، المسيحية الحقيقية هي نحن ونحن كمسيحيين نعتز بك زعيمًا وطنيًّا حرًّا واهلاً وسهلاً بك وبجميع من أتى معك وبكل من يأتي من لبنان الى دمشق.

على المسؤولين اللبنانيين الذين كانوا شركاء في الحقبة الماضية الإعتذار من اللبنانيين عما قاموا به.العماد عون بعد لقائه الرئيس الأسد: تطرقنا الى ملف المفقودين وهناك لجان تعمل وسيتوصلون حتماً الى نتيجة    

 

على المسؤولين اللبنانيين الذين كانوا شركاء في الحقبة الماضية الإعتذار من اللبنانيين عما قاموا به.

العماد عون بعد لقائه الرئيس الأسد: تطرقنا الى ملف المفقودين وهناك لجان تعمل وسيتوصلون حتماً الى نتيجة

عن موقع التيار الوطني الحر/4 كانون الأول/08

أنا سعيد جدا أن التقي معكم اليوم في دمشق، ما كان يعتقد أنه محرّم أصبح حلالاً وحلالاً جدًا.

طبعًا لنا جُرأة مواجهة الماضي وليس الهرب منه ولن نمحوه من ذاكرتنا كي لا نكرر الأخطاء. لذلك كان الحديث مع سيادة الرئيس واضحًا، وطرحنا بصراحة الكثير من المواضيع لأننا نريد بناء المستقبل ولن نتوقف عند الماضي، فالذي يتوقف عند الماضي لن يستطيع بناء المستقبل.

من هذا الفكر، سمينا اللقاء "عملية القلب المفتوح"، تكلمنا بالقلب والعقل معًا وكل ذلك لتنقية الوجدانين السوري واللبناني كي لا يبقى أثر لماض فيه الكثير من الأشياء الأليمة، ولكن لقاؤنا اليوم وعدًا بمستقبل زاهر.

المواضيع كثيرة، لا أستطيع أن أعطيكم إفادة مفصلة عن أي موضوع طرح. الساعتان تحتاجان الى عشرين ساعة، فكل سنة تحتاج على الأقل الى سنة كي نحكي عنها وهناك مواضيع عشرين سنة.

لذلك أترك لكم طرح الأسئلة عن أي موضوع قد يقلقكم.

س: جنرال، خلوة مطوّلة بينك وبين الرئيس بشار الأسد، أي فارق بين سوريا حافظ الأسد عام 1990 وسوريا بشار الأسد 2008 ؟ واليوم الملف الأبرز الذي تكثر من حوله التساؤلات في الجانب اللبناني هو ملف المفقودين اللبنانيين. فهل تم بحثه؟

ج: الفرق كبير. الظروف تغيّرت والتقويم تغيّر والمسؤولون تغيّروا. ومن دون أن نطيل الشرح أكثر، لسنا مستنسخين بعضنا عن بعض وليست الأحداث مستنسخة. اذا كانت هناك حرب ننتظر انتهاءها بين الدول وتتفاوض الناس. وفي حال الصفاء يجب الانتباه من الإنزلاق الى حال صدام.

إذًا كل الظروف تغيّرت والأشخاص تغيّروا، وأنا لست أقوم ببحث تحليلي بالذي حصل. المرحلة نتركها لحكم التاريخ ولكن نحن بتحليلنا الشخصي نقوِّمها ونأخذ منها العبر ونقومها.

الموضوع الثاني، موضوع المفقودين. هناك لجان تعمل، بحثنا في هذا الموضوع وأكيد سيتوصلون الى نتيجة في المشاورات، وهي ليست مفاوضات بل أكثر. إنها بحث عن أسماء الموجودين على اللوائح اذا دخلت الى سوريا وماذا حدث بهم، وهذا الموضوع يعمل عليه. نأمل ألا تطول المدة وتعلن النتائج في هذا الموضوع.

س: وفق أي بوصلة توجَّهتم الى سوريا؟ وما هي ملامح الوعد لمستقبل زاهر تحدثت عنه نتيجة للقائك مع الرئيس بشار الأسد؟

ج: وعد بالعلاقات الطيبة بين لبنان وسوريا، الانفتاح والتضامن. لم نبحث في التفاصيل بل هناك إرادة طيبة وتوجه طيّب وعقل واع لمشاكل المنطقة ومشاكلنا الخاصة.

لا نقول إننا محونا كل شيء، بل ما دامت هناك إرادة ووعي وعقل تتحكّم بالموقف وليس عواطف وغرائز، سنصل حتمًا الى حلول للمشاكل السابقة والعالقة والى توجه جديد يحترم مصالح البلدين. أنا هنا لست وزيرًا ولا رئيس جمهورية، ولكن هذا استطلاع واستشراف للمستقبل، وهذا أبشّر به اللبنانيين. يعني إذا خرجت مرتاحًا من اللقاء وخرج كذلك الرئيس الأسد مرتاحًا من اللقاء، أعتقد أن كلاًّ منا يستطيع أن يطمئن الشعبين اللبناني والسوري.

س: خصومك في لبنان يعتمدون على العداء التاريخي بين المسيحيين في لبنان وسوريا لاستغلال.

العماد عون (مقاطعًا): تصحيح، خصومة لا عداء. خصومة، وأنا كنت الخصم الأول. وأنا صححّت لكل الذين اتهموني بالعداء أن هناك خصومة لا عداء لأن العداء شي ضخم جدًا ولا يجوز.

تابع للسؤال: هذا الخوف من المسيحيين في لبنان تجاه سوريا لضربك انتخابيًا في الانتخابات المقبلة. هل تعتقد أن الجمهور المسيحي سيتقبل هذه المصالحة مع سوريا كما تقبّل ورقة التفاهم بينكم وبين حزب الله؟

ج: لم لا؟ لا ننسى أن شعورهم بالخصومة قد يجد لهم مبررًا في حينه، وكثيرون هم الذين استفادوا من العلاقة مع سوريا وضربوا بعض المسيحيين. من هنا عندما قمنا بالانتخابات سنة 2005 أين كان سليمان فرنجية؟ ألم يكن صديقًا لسوريا ؟ لماذا انتخبوه؟ حتى ميشال المر، أين كان؟ وانتخبوه.

والواقع أن الخصومة لم تكن تجاه سوريا بل خصومة محلية تحوّلت تجاه سوريا من سوء إدارة الحكم في لبنان. هذه كانت الخصومة الحقيقية، لذلك أغلب المسيحيين من بعد الانسحاب سمعوا كلمتنا التي وجهناها "أنها مرحلة وانتهت"، ويجب أن نتطلّع بأمل الى بناء علاقة من أفضل العلاقات مع سوريا.

وقد وجهنا رسالة إلى من اعتدوا على العمال السوريين "ايّاكم ثم ايّاكم أن ترتكبوا أعمال عنف بحقهم"، فارتكاب أعمال العنف لا يجوز لا انسانيًا ولا تاريخيًا، ولا يجوز أن تسجل علينا قصة كهذه.

إذًا أيّ محلل يحلل الأحداث، لماذا الآن من كانوا مع سوريا أصبحوا ضدها؟ لماذا من كانوا يعتبرون أعداء لها أصبحوا أصدقاء؟ أنا لي رمزية معينة محترمة عند المسيحيين تعبّر عنهم وهذا هو الواقع الحقيقي.

س: بعد لقائك مع الرئيس السوري، وقبيل اللقاء صافحت الرئيس السوري. ما هو شعورك وأنت تصافح الرئيس السوري بشار الأسد بعد عشرين عامًا من العداء لسوريا؟

ج: "من العداء خلص"، هذه الكلمة تسجل عليكم جميعًا. أنتم في أجهزة الإعلام اجمالاً تكرّرون اللفظة حتى تؤمنوا بها، حتى لو عرفتم أنها كذبة. ولكن بفعل التكرار، ترسخ في ذهن الكل أنها عداء.

على كل حال، عندما آتي الى دمشق أكون قد تركت هذه الأشياء ورائي، ولو ما زالت أمامي لكانت حتمًا حاجزًا يمنعني من الوصول. بالنتيجة أنا عسكري، قائد ولا أحمل كراهية حتى تجاه من أحاربه. السبب، أننا نعرف بالعقل والمنطق والتاريخ، حتى في الحرب عندما يكون هناك مهزوم ومنتصر فهي تنتهي دائمًا بتفاوض. فكيف بالأحرى اننا نفتح صفحة جديدة من التاريخ لا فيها مهزوم ولا فيها منتصر، انما عودة الى العلاقات الطيبة ركيزتها الانفتاح والمصالح المشتركة بين البلدين.

إذًا الماضي انقلب، صفحة بيضاء وطبعًا سيزيد بياضها يومًا بعد يوم، ولكن هذه هي البداية.

س: هناك صراع في لبنان على اتجاهين متعاكسين تمامًا، ونتائج هذا الصراع لم تحسم حتى الآن. في ظل هذا الصراع، كيف يمكن بناء علاقات طيبة ومميزة كما ناديتم وتنادون بها، يعني بمعنى آخر، ما هي الأولويات لتصحيح هذه العلاقة وما الذي طلبتموه من دمشق، وماذا طلبت دمشق منكم؟

ج: كانت جلسة مصارحة مشتركة وتبادل وجهات نظر مشتركة واظهار حسن نية ولم تكن هناك مطالب من الطرفين، يعني كل القضايا المشتركة تبحث أكثر مما تكون مطالب. ليس لي حقوق عند سوريا وليس لسوريا حقوق عندي، ولكن هناك مصالح مشتركة للإثنين وهناك علاقات مشتركة، هذا ما يبحث فيه ويتم تبادل وجهات النظر فيهم. أما أن تكون متطابقة أو لا تكون. نضع المتطابق جانبًا ونعالج غير المتطابق حتى يصبح متطابقًا.

هذه هي أصول التعاطي الصريح والواضح. نحن وكما قلت لم نأت بجدول أعمال.

هذا لقاء أول لاستعراض شامل للمواضيع المختلفة، وكما قلت تنقية للوجدانين اللبناني والسوري من رواسب الماضي.

س: ذكرت أن لديك وجهة نظر تجاه قضايا مشتركة بين البلدين ومنها قضية اللاجئين الفلسطينيين على سبيل المثال. هل يمكن أن تضعنا في صورة وجهة النظر هذه؟

ج: ما هي المبادىء التي نتعاطى نحن بها في ما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين. نحن ننطلق من حق العودة للاجئين الفلسطينيين. يمكن أن يكون هناك دول كثير تترك هذا الموضوع أو تحاول تسويته على حق العودة.

نحن متمسكون بحق عودة الفلسطينيين الى أرضهم ووطنهم، أو أي تسوية ثانية ستحصل إذا قبل الفلسطينيون فيها، وهذا خارج إرادتنا، لن تكون على حساب الدول التي تحمّلت أعباء السنوات الستين، يجب أن تكون على أعباء الذين خلقوا المشكلة. وفي المستقبل ستسمعين توضيحات أكثر.

س: بعد هذا الاستقبال الفخم الذي حظيتم به، الجميع يتساءل صدقًا أو خبثًا، ماذا سيقدم ميشال عون في المقابل إلى سوريا بعد هذه الحفاوة السورية التي تحمل الكثير من المعاني والمؤشرات؟

ج: لا يستطيع الإنسان أن يقدم أكثر مما عنده. عندي صداقة لسوريا وهذا ما أقدمه.

س: أنت تأتي الى الشام وهناك أخصام لك في لبنان يسألونك ويحمّلونك أعباء ملفات بحجم الوطن. البعض اليوم يسألك هل طرحت مع الرئيس الأسد مسألة أو إشكالية لبنانية أو سورية مزارع شبعا؟

ج: ليست اشكالية، سوريا قالت كلمتها إن مزارع شبعا لبنانية. الاختلاف على توقيت الترسيم، إذ يقال إن الترسيم سينجز بعد إخلائها. لبنان يريد إخلاءها الآن والأمم المتحدة تطالب بترسيمها الآن مسبقًا. أنا أريد أن أعرف، كما رسّموها راهنًا، هل أخذوا رأي لبنان وسوريا أم أنهم وضعوا الترسيم كما يريدون. إذا أرادوا احترام الخرائط الموجودة في نانت في فرنسا في التقسيم الذي حصل، هم ليسوا حتى في حاجة إلينا كي يعرفوا أين الحدود، والى أين يجب أن ينسحبوا. لأننا جميعًا نقرأ الخرائط، وإذا اختلفنا على شبر في ما بعد في الترسيم، لا سوريا ستحتجّ ولا لبنان سيحتج.

فلعبة الترسيم هذه قبل أو بعد، هي ثانوية. إذا أرادت الأمم المتحدة أن تعترف، يمكنها ذلك لأن الخرائط موجودة، وسوريا تقول إن مزارع شبعا لبنانية.

ثم صكّ الملكية الصادر من صيدا يكون بسيادة لبنانية حتى لو كان المالك سوريًا، وصكّ الملكية الصادر من دمشق، لا أعرف من أي محافظة، ولو كان المالك لبنانيًا تكون الأرض للسيادة السورية.

فإذًا المصادر التي أعطت صكوك الملكية هي التي تكون لها السيادة على الأرض، وهذا شيء بديهي جدًا ولا خلاف عليه.

فإذًا لماذا نخلق مشكلة حيث لا توجد. المشكلة الأولى مبدئية، هل نقبل بالترسيم في ظل الاحتلال الاسرائيلي وبوجودها أم لا؟ هذه قضية مبدئية، ولكن الأخرى ليست صعبة.

س: أثارت زيارتك لدمشق الكثير من الانتقادات في لبنان، كذلك أثارت زيارة قائد الجيش ووزير الداخلية أيضًا انتقادات. ماذا يمكن أن يمنع الانتقادات إذا كانت العلاقة ندية وجدية بين الجانبين، ومن يضبط هذه الانتقادات، ومن يفسر هذه الزيارة أنها تبعيّة لسوريا أم أنها تمثّل رأيًا رسميًّا سوريًّا، وما هو المقياس لهذا الموضوع؟ بالأمنس زياد بارود اتّهم، جان قهوجي اتّهم، اليوم ميشال عون، وغدًا الياس المر الذي اضطر أن يعطي تصريحًا أنه لا يسمح لأحد بتقويم زيارته. من يقوِّم الزيارات إذا كانت تبعيّة أم هي سياسية بكل معنى الكلمة بين ندّين مستقلّين؟

ج: نتائجها. كلمة واحدة لن أقول لك أكثر، نتائج الزيارة هي التي تقوِّم الزيارة إذا كانت تبعيّة أو استقلاليّة وفيها ندّية.

س: لماذا هذا الهجوم. هناك هجوم دائم كلما توجّه أحد الى دمشق؟

ج: "شو عليه". الطائرة التي تطير على ستين كيلومترًا في الجو لا تهّمها الصواريخ التي تفجَّر على 40 كيلومترًا. صواريخهم لن تصل، سقفها لن يصل الى طائرتنا.

س: أولاً، هل تكلّمتم على الانتخابات المقبلة في لبنان خلال الخلوة مع الرئيس الأسد. وثانيًا، هل يمكن أن نسمّيك اليوم حليف سوريا في لبنان؟

ج: تعرفين أن هذا الموضوع ليس موضوعًا تفصيليًا، أكيد سوريا تشجّع على إجراء الانتخابات في لبنان لأن هذا ما نريده نحن وما يريده الموالون أيضًا، إذا كنا بالفعل نريد أن نحترم الديمقراطية والحريات. ولكن أعتقد أن سوريا لا تتدخّل في موضوع الانتخابات، لن تقول للبنانيين انتخبوا هنا، وهي لا توزّع لا زفتًا ولا خدمات صحيّة ولا خدمات مدرسية... حتى ترشو فيها الناخبين في موسم الانتخابات. نحن نعرف أن سوريا لا تدفع أموالاً لأحد. 

س: ستقوم بجولة على مواقع المسيحية والاسلامية، ما هي رمزية هذه الزيارة بالنسبة إلى موارنة لبنان والشرق؟

ج: ليس فقط للموارنة بل للمسيحيين عمومًا، كنت ملازمًا سنة 1958-1959 في المانيا، أصررت على زيارة متحف لان مثل تلك التجربة قد لا تتكرر. عندما ازور بلدًا مثل سوريا، مهد المسيحية على رغم اعتراض البعض لهذه التسمية، كأنها نوع من الإطراء للسوريين، متناسين ان سوريا هي فعلاً مهد المسيحيين منذ العهود الاولى، هل يجوز الا استغل مثل هذه المناسبة ولا ازور هذه المواقع المسيحية والمسيحيين هنا؟

اليسوا قسمًا من الشعب السورية، وسنكون ايضًا بضيافة المفتي، هي زيارة تعارف للشعب السوري.

كلنا نرى معاناة المسيحيين في العراق وفي الأماكن المقدسة، شارفوا الانتهاء، نحن نقول لهم لا تغادروا هذا الأرض. انتم مشرقيون وجذوركم هنا، ولكم في هذه الارض كسواكم، تستطيعون العيش هنا ولا تخافوا، نحاول كسر الخوف الذي نشأ نتيجة عوامل كثيرة والاّ لماذا نقول عهدًا جديدًا.

س: تحدثت عن عهد جديد، أما في الواقع هناك فريق لبناني لا هم لديه سوى محاربة سوريا.

ج: السيد المسيح صلب، في العهد الجديد، ولكن انتشرت المسيحية، وكل عهد يتسم باشخاص يعارضون التفاهمات. اما نحن فنريد التغلب على الخوف وعلى ذاتنا و من الآخر ومن الشريرين الذين لا يريدون بناء العلاقة بشكل صحيح،

من يقوم بخطوات كبيرة كهذه يجب ألا يعد نفسه بالربح، قد اخسر بضعة اصوات او اكسب غيرها، لكن هذه ليست قضيتي، بل القضية اكبر من وطني، كلنا كنا مهددين في وقت ما في الشرق الاوسط، عندما عشنا تحت الحصار الجوي والبحري، ظلت الحدود مع سوريا الوحيدة المفتوحة.

اذا لم يريدوا التفكير بالمصلحة العامة الواسعة، فليفكروا في المصلحة الضيقة، اين مدخل لبنان الى الدول العربية؟ نريد التحدث بواقعية وعقلانية.

س: ما هي تصوراتكم للوضع في لبنان بعد بوش، خصوصًا ان فريقًا لبنانيًّا يملك علاقات جيدة مع الادارة الاميركية؟

ج: العلاقات مع الولايات المتحدة تشبه الطقس المتقلب، ليس لدينا معاداة للولايات المتحدة، بل نعادي مواقف محددة. لذلك اذا كان هناك تغيير كما اعلن اوباما، تغيير استراتيجي وليس تكتيكيًّا لان اهداف الولايات المتحدة لم تكن سليمة قط، وإذا كانت على استعداد لبناء علاقات معنا ومراعاة مصالحنا نحن الدول الصغيرة، ولكن اذا ظلوا على الاهداف ذاتها، فهم الذين سيخسرون لاننا اصحاب حق في وطننا، ومن يجاريهم لبنانيا سيخسر، لان اميركا تملك قوة الاسترداد. الم يتعلموا من البورصة العالمية، عودوا الى ارضكم واراضيكم.

س: كيف وجدتم رؤية الرئيس الاسد لتطوير العلاقات اللبنانية - السورية؟

ج: سيادة لبنان واستقلاله، ومن اجل تحقيق هذا العنوان يجب على المرء الاعتراف بذاته اولا ومن ثم يفرض هذه العلاقة على الآخرين الذين سيقبلونها.

وهذا الامر عبر عنه الاسد بكل وضوح، وكلانا يدرك نيات الآخر في هذا الموضوع، وعلى رغم ذلك ثبتنا هذا العنوان بالكلمة المتبادلة.

س: هل في امكاننا اعتبار الاستقبال السوري الحار بمثابة اعتذار سوري، وهل حملك الرئيس الاسد اعتذارا الى الشعب اللبناني عن المرحلة السابقة لنستطيع المضي بهذا العهد الجديد؟

ج: هل اعتذر اللبنانيون الموجودون في بيروت الذين كانوا شركاء مرحلة معينة مع من كانوا مسؤولين في حينه عن الملف اللبناني، هل اعتذروا من اللبنانيين كلبنانيين؟ او ما زلوا مستمرين في ضربنا.

الذي حصل هو تكريم وليس اعتذارًا ويجب ان يبدأ اللبنانيون في بيروت بالاعتذار اولاً لنستطيع إلزام الشام الاعتذار.

س: هل هناك كلمة لشهداء 13 تشرين؟

ج: يدرك الجندي مسبقًا انه في حال استشهاده ان الحرب لن تستكمل حتى الفناء فسوف تتوقف والجندي يستشهد لنبقى نحن احياء، نحن نعيش مع الأحياء ونكرم الشهداء كل لحظة، وتذكروا النموذج الفرنسي - الألماني. اذا لم يكن هناك اعادة نظر في التاريخ وفي سير الاحداث، سنعيد تكرار الاخطاء ذاتها. حق الشهداء علينا الاّ نكرر الاخطاء ذاتها ونؤمن حياة من دون حروب لاحفادهم.

س: هناك قوة من فريق 14 شباط تستخدم المال السياسي، الى اين تتجه الامور في لبنان؟ هل هذه القوى قادرة على تغيير صورة لبنان المقاوم؟ ولبنان وطن نهائي لجميع ابنائه؟

ج: المال له تأثير كبير في عهود الانسانية عبر التاريخ والاديان، هناك سقوط في المجتمعات عبر المال، المجتمع المستهدف حاليا، المسيحيون لن يسقطوا بالمال لأنهم يعتقدون ان السيد السيح صلب وقبر وقام، ولكن لبنان اذا صلب وقبر فلن يقوم هذه المرة.

س: الى اي حد تغير الجنرال خلال هذا الأعوام العشرين؟

ج: كلنا تغيرنا، وهناك تأقلم دائم مع الظروف الحياتية، اذا خسر هذه الامكان فسيذهب إلى الفناء.

هناك الكثير من الاجناس البشرية انقرضت لانها لم تتأقلم مع المتغيرات، وهناك شعوب انقرضت لانها لم تستطع التأقلم مع المتغيرات.

س:سوريا هي دولة علمانية لا وجود فيها لتقسيم طائفي، الا تعتقد انه لو اعطيت زيارتك بعدًا وطنيًّا اكثر منه مسيحيًّا، تكون اعمق؟

ج: الوزيرة بثينة شعبان قدمتني كزعيم وطني، وهذه هي رؤيتي، لكن بعض اللبنانيين يريدون تضييق افقها عبر القول إنها زيارة للمسيحيين.

انا اقول ان المسيحيين في الشرق يعيشون في قلق، واذا كنت استطيع طمأنتهم، اقوم بهذا الواجب او لا اقوم؟

انطلاقًا من هنا عليك فهم توجهي الى المسيحيين وليس غيرهم.

يجب ان يكون لهذه الزيارة نتائج ايجابية، وهكذا اكون خدمت سوريا في سوريا عبر طمأنة شعبها المسيحي، واذا ذهبت الى الاردن وطمأنت مسيحييها اكون قد طمأنت الاردن، انا لا اهدف الى نزعهم من بلدهم و ضمهم الى حركة حزبية  قومية مسيحية.

اخاطب المسيحيين وليس الموارنة فقط، وانا اقول انني مسيحي وهذا موضوع قومي، نحن المشرقيين ليسنا جالية بقيت من العهد الصليبي او اتت مع الانكليز او الفرنسيين، نحن اولاد الكنيسة المشرقية التي بشرت العالم بالمسيحية، هنا مهد المسيحية، مار بولس مار يوحنا، مار مارون، هذا المقصود من المسيحية المشرقية التي نوقظها على جذورها واصولها.

 

عون يحاضر في جامعة دمشق: قوى كبرى تعرقل العلاقات مع سوريا وللإرهاب تمويل معروف المصدر

تحفظنا على الطائف لعدم التوازن بين السلطات ونأمل الحصول على أكثرية لإجراء تعديلات لازمة عليه

5/12/08 /السفير/  مارلين خليفة

دمشق : مقاربة شاملة لتاريخ الصـــراع العربي الإسرائيلي ولمــــقاومة الاحتلال قـــدمها رئيس تكتّل »التغيير والإصـــلاح« الـــنائب العـــماد ميشال عـــون في محاضرة ألقـــاها أمس، في جامـــعة دمـــشق بدعوة من رئاســـتها. دعا العماد عون في كلمته الى مواجهة الماضي وإعـــادة النظر به بذهنية الناقد المصمّم على التغيير لإبعاد الــقلق على المســتقبل.

وعاد الى حلفه مع »حزب الله« قائلا: إن »التيار الوطني الحرّ« أجرى مع المقاومة تجربة تقييمية شاملة بدأت عام ،٢٠٠٦ وهي نجحت وأوصلت الى تفاهم انعكس طمأنينة على المجتمع، ما حفظ الوحدة الوطنية وساعد المقاومة على تحقيق انتصارها على إسرائيل وفق موازين قوى غير متوازنة. منتقداً بلا تسمية من حاول استقطاب الداخل لمناهضة المقاومة.

واعتبر العماد عون أنّ إسرائيل لم تُشفَ بعد من هزيمتها على يد المقاومة، ووصف الانتصار بـ»معجزة تمّت على يد المقاومين«. أضاف: إن هذا النصر سيدفع إسرائيل الى تغيير مقاربتها للقضية الفلسطينية، ولا سلام لها إلا بحلّ قضية اللاجئين وإعادة الحقوق السليبة وإلا فكلّ الحلول سراب.

وتطرّق الى حصار غزّة منتقداً تجاهل مأساة الفلسطينيين وقضيتهم التي جرّت الويلات على الشعوب العربية كافة. وانتقد الأمم المتحدة مباشرة، وقال: إنها مسؤولة عن قرار تقسيم فلسطين وعن تغطية أعمال الأذى التي قامت وتقوم بها إسرائيل وهي تنفّذ إرادة الدول الكبــرى ويحاول بعض أعضائها إلغاء القرار ١٩٤ الذي ينص على عودة اللاجئين الى ديارهم.

أجواء اللقاء

بالآلاف احتشدوا. طلاب وطالبات وشخصيات أكاديمية وعلمية رفيعة المستوى ضاقت بهم باحات ومدرج كلية الهندسة في دمشق التي تضمّ ١٢٠ ألف طالب.

فجأة علا التصفيق داخلا وخارجا، إذ بانَ موكب العماد عون. اختلط الحابل بالنابل، سبق دخوله تدافع، آلاف الخارج تريد الدخول الى القاعة حيث سيلقي »سيادة العماد« محاضرة.

ارتطم البعض بالآخر، اصطفّ البعض الآخر الى جانب الجدران، بعضهم افترش الأرض، ومعظمهم دخل في جدال مع الأمنيين، وانتهوا بمتابعة الحدث عبر شاشات عملاقة وضعت في الخارج.

الحشد يتضخم، الكاميرات تتدافع، ظهر الجنرال ثم اختفى. أين هو؟ وصل ... لم يصل... وصل لكنّه يجد صعوبة في اختراق الجموع الملوّحة بمعظمها بالأعلام اللبنانية، وكأنها تظاهرة في لبنان ليس فيها لا أنصار ٨ ولا مؤيدو ١٤ آذار إنما سوريون فحسب.

الطلاب عادوا للتدافع مجددا يريدون التقاط صور للعماد بهواتفهم الخلوية.

وصل الجنرال لم يصل... انفجرت القاعة الوسيعة بالتصفيق، وقف الحضور ورفع الجنرال يديه الاثنتين محيياً. استمرّ التصفيق طويلا، حتى جلس العماد في مقعده والى جانبه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ووزير الإعلام محسن بلال، والمستشارة الرئاسية السيدة بثينة شعبان. ومعه الوفد المرافق من لبنان. وحضرت شخصيات لبنانية.

وقف رئيس الجامعة وائل معلّم وخلفيته علمان متلاصقان للبنان وسوريا، وقدّم »الضيف العزيز« قائلا: إنه تحالف مع المقاومة اللبنانية حين تنكّر لها كثر، ووقف بشجاعة في وجه من تجنّى. يسعدنا أن نستقبل العماد ميشال عون، زعيم »التيار الوطني الحرّ« لكي يحدّثنا عن آخر المستجدّات السياسية.

وقف الحضور مجدداً واعتلى العماد عون المنبر تحت زخّات التصفيق المنهمرة كالمطر. وألقى محاضرته التي توّجت بحوار وبدرع من اتحاد الطلبة السوريين قدّمه رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سوريا عمّار ساعاتي.

المحاضرة

اعتبر عون في محاضرته، »أن قوى كبرى ساهمت في عدم العودة الى الحالة الطبيعية بين لبنان وسوريا«، موضحاً أنه طالب باعتذار بعض المسؤولين اللبنانيين عن ممارستهم في الحقبة الماضية ضد غيرهم من اللبنانيين قبل طلب الاعتذار من سوريا. وأشار الى أن »للمجموعات الإرهابية موازنات مادية، ولا أحد يجهل مصدر هذه التمويلات، كما أن تمويل المجموعات الإرهابية في شمال لبنان معروف المصدر«.

ولفت عون الى أن »هناك تحفظات عدة على اتفاق الطائف، منها عدم التوازن بين مؤسسات الدولة مثل رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة«، وقال: المستفيدون من الطائف جعلوه كتاباً مقدساً، كما أن هناك خروقات كبرى في تنظيم الدولة كرّسها هذا الاتفاق أو أُلحِقت به، داعياً الى أن يكون التعديل في ظل ظروف تستوجب التعديل.

وأعرب عن أمله أن »نتمكن من الحصول على أكثرية نيابية في الانتخابات المقبلة، حتى نجري تغييرات وإصلاحات لازمة«.

وأضاف عون: إننا نستطيع فصل الماضي عن الحاضر، ويجب ألا نمحوه بالخوف منه ولا بالهروب الى الأمام، بل من خلال مواجهته وإعادة النظر فيه من الجميع بذهنية الناقد الذاتي المصمم على التغيير. وأشار عون الى »أن القدرة على القيام بهذه العملية هي مقياس لإرادتنا وتصميمنا على التطور ومواكبة التغيرات«، مضيفاً انه من هذا المنطلق يصبح التفاهم سهلاً، مستشهداً بورقة التفاهم القائمة بين »التيار الوطني الحر« و»حزب الله«، حيث »وضعنا كل الأمور على الطاولة وناقشناها بعمق، وتمكنّا من الحفاظ على وحدتنا الوطنية وساعدت المقاومة على تحقيق الانتصار في أشرس حرب خاضتها إسرائيل ضد لبنان«.

وأوضح عون »أن الانتصار في حرب تموز تم على أيدي المقاومين، الذين فرضوا معادلة عسكرية جديدة ستبقى قائمة ما دام مجتمعنا يواصل دعمه للمقاومة«، معتبراً أن »القادة الإسرائيليين غطوا هزيمتهم بادعائهم عدم الإعداد الجيد وهذا غير صحيح«، مضيفاً: إن الشعب الاسرائيلي فقد معنوياته وخسر إرادة القتال، وهنا يكمن السبب الحقيقي للهزيمة.

وأشار عون الى »ان خوض السلام مع اسرائيل يبدأ بحل مشكلة اللاجئ الذي طرد من أرضه ومن ثم إعادة الحقوق في الأرض الى أصحابها، مؤكداً »ان العصبية لم تعد مقبولة«. وأكد أن »الأمم المتحدة هي المسؤولة الأولى عن تغطية جميع أعمال الأذى التي قامت بها اسرائيل في ما بعد ضد الشعب الفلسطيني، وهي تعالج المشكلات وفق إرادة الدول الكبرى، ولم تنجح يوما في إدانة إسرائيل بسبب حق »الفيتو«، ونراها في حقول النفط بقرار دولي أو بدون قرار. وأضاف: ان التأخر في حل هذه القضية حلاً عادلاً سيجعلها أكثر مأساوية.

ودعا عون مختلف المجتمعات العربية »للوصول لمجتمع حديث أكثر استعداداً لمواجهة تحديات العصر، فنتحول من مجتمع تبعي ملحق الى مجتمع طليعي قائد«. وأضاف: ان لا سلام من دون إعادة الحقوق ومن دون عدالة، معتبراً ان الشيئين الأساسيين هما حق الفلسطيني بالعودة وحق العرب في أرضهم التي ما زالت محتلة.

حوار مع الطلاب

بعد المحاضرة أجاب العماد عون عن أسئلة الطلاب وقدمه عضو في اتحاد الطلبة قائلا: »دمشق تزداد زهواً بقائد هو علامة فارقة بين السياسيين اللبنانيين«. وهنا أبرز الأسئلة والإجابات:

الطالب محمد ابراهيم حمادة سأله عن مشروعية السلام عربيا من دون إعادة الحقوق، فأجاب عون: »لا سلام من دون إعادة الحقوق وبدون عدالة، والأمران الأساسيان هما حق الفلسطينيين بالعودة الى أرضهم وحق العرب بالأرض التي لا تزال محتلّة«. وبعد ٦ أشهر من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كان قرار تقسيم فلسطين، فتمزّقت الشرعة بعد ٦ أشهر على إعلانها.

دارين سليمان من الاتحاد الوطني للطلبة، سألت عن مزارع شبعا التي أعلنت سوريا لبنانيتها وعن سبب إثارة هذا الموضوع وجعله عقبة أمام تسوية العلاقات اللبنانية السورية؟ فقال العماد عون: إنها عملية تشويش لا أكثر ولا أقل. بعض العاجزين عن التعبير عن رفض سياسي يختلقون أعذارا ليبقوا جوّ القلق سائدا وكلّما ازدادوا عجزا ازداد تشويههم الإعلامي كما فعل بعض الإعلام أمس، عندما طلبت اعتذار بعض اللبنانيين المشاركين في مراحل الاضطهاد من اللبنانيين مثلهم.

ممثل طلاب »حزب الله« في سوريا الدكتور مهدي داغر، سأله عن الحملة ضده في لبنان من المعسكر السياسي الخصم بسبب زيارته لسوريا والأهداف من وراء هذه الحملة وكم هي فعالة؟

أجاب: هم يعانون الضياع، لأنهم راهنوا على الرّبح فجاءت خسارتهم صعبة جدّا. نحن اتخذنا خيارات محددة وكنا مستعدين لتحمّل الخسارة والمشاركة في الربح. رهاناتهم تشبه لعب الميسر، هم يلحقون خسارتهم ولم يفهموا بعد أنه يجب أن يعدّلوا سياستهم ويكملوا وهذه عادة المقامرين وبعضهم يخسر وينتحر.

الطالبة رنا سكاف من كلية العلوم السياسية، سألته عن التعويل على الخارج من قبل بعض اللبنانيين وخصوصا على الولايات المتحدة الأميركية، فأجاب: مواقفنا هي دوماً ضدّ المواقف التي تهدد وجودنا. كنا ضد المواقف الأميركية بوضوح وتحمّلنا تهديدات أكثر مما قد يتصوّر البعض، لكنها كانت تمر عبر القنوات الدبلوماسية. مواقفنا لا تزال واضحة وأثق بأن مجتمعاً متضامناً مقاوماً ومدعوماً عربياً يكفينا ويقينا شرّ الحروب الكبرى.

وسئل عن المحكمة الدولية وإمكانية أن يساق نواب معارضون أو مرشحون للمحاكمة لمنعهم من خوض الانتخابات؟

فقال: هذا مستحيل، الوضع الدولي تغير وليس فيه بعد أجواء مسايرات عاطفية للبعض غير مستندة الى وقائع حقيقية. ونحن نحمّل مسؤولية للقضاء في توقيف بعض اللبنانيين خلافا للقانون وهذا أمر مؤسف.

وسئل عن الإرهاب في شمال لبنان فقال: للمجموعات الإرهابية إيديولوجيات ولها مصدرها المعروف، ولها موازنات مالية تدعمها ولا أحد يجهل مصدرها »وفهمكم كفاية«.

ورفض العماد عون التعليق على سؤال عن الموقفين السعودي والمصري من على المنبر الموجود فيه، »لأن أية إجابة ستكون محرجة« كما قال.

وعن علاقته بالكادر الطلابي، اعتبر عون أن التوعية الأساسية للطلاب تتم عبر اللقاءات بين القادة وطلاب الجامعات، وأحيانا بواسطة لجان مسؤولة عن الجامعات، مشيراً الى التناغم مع طلاب المقاومة »الذي يجمعنا وإياهم حلف واحد مع وجود أمور كثيرة يجب العمل عليها«.

وبالنسبة لكلمة العداء لسوريا أوضح عون أنها ناتجة من نقص في الثقافة، مشيراً الى ان المدارس العسكرية تتحاشى استعمال كلمة عدو لأن فكرة العداء تجاه الطرف الآخر قد تسبب بحروب إفناء.

وأكد أنه »لم يتعاون مع أحد من الخارج ضد أي فئة لبنانية«، معتبراً أن المسؤولية تحتم عليه صد المواقف التي تهدد »وجودنا ووجود الفلسطينيين«.

وعن موقع لبنان على الساحة العالمية، اعتبر عون »أننا نعيش في بلد صغير، وحجم القوة التي نواجهها كبير«، موضحاً أن هناك أشياء معنوية »تربطنا بالعالم ونحن معنا قوة الحق«.

وعن الأزمة المالية العالمية، نفى عون وجود انهيار اقتصادي في الداخل اللبناني »لأننا منذ مدة تعوّدنا على الحد الأدنى، وبإمكاننا تحمّل المصائب بالرغم من كل شيء لغاية الآن«، مستدركاً أننا ننتظر التقويم الرسمي للحكومات القائمة حاليا في المنطقة.

وبعد الانسحاب السوري من لبنان، استغرب عون »التحول من التبعية لسوريا للتبعية الى جهة ثانية«، مؤكداً أن التغييرات حصلت »لأن أصحاب المصلحة هويتهم دفتر الشيكات«.

ورداً على سؤال عن الوجود المسيحي في الشرق، اعتبر عون أن المجتمع الذي يحترم نفسه يضمن حرية المعتقد »لأن العلاقة مع الله هي علاقة عمودية مباشرة، ويجب ألا يؤثر المعتقد الديني على أحد سلبا«، معتبراً ان حق الاختلاف هو أن يكون الإنسان له تفكيره الخاص به »ونستطيع أن نمارسه في السياسة أو الفن أو أي شيء آخر«.

وعن القرار ،١٥٥٩ أشار عون الى انه »لا يمكن أن يكون مشروع حرب للبـــنان«، معتـــبراً أننا اليوم نقوم بمرحلة تسوية و»التـــفاؤل مرتكز على أسس وتجربة ومصالح مشتركة«.

 

مواقف متناقضة لليوم الثاني من زيارة عون لسوريا

النهار 5/12/2008

صدر امس مزيد من المواقف من زيارة رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون لسوريا. وراوحت بين ترحيب واعتراض.

• النائب سمير فرنجيه قال: "لا جديد في هذه الزيارة، باعتبار ان عون يسدد فواتير الدعم السياسي والمالي الذي امنه له النظام السوري. وتبقى خطورة خاصة، تتعلق بمحاولة ربط المسيحيين بالمحور الايراني - السوري وعزلهم عن المجتمع العربي والدولي، وتهميشهم ووضعهم خارج التحولات الايجابية التي تحصل وبدأت تحصل في المنطقة".

• عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني اعتبر ان "الزيارة تظهر ان هناك من يحاول تهميش المرجعيات المسيحية اللبنانية، اكانت المرجعية المسيحية السياسية المتمثلة في رئيس الجمهورية، ام المرجعية المسيحية الكنسية المتمثلة في البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير".

• النائب السابق بهاء الدين عيتاني اعتبر ان "الحملة على عون تحكمها حسابات انتخابية ضيقة، بينما المطلوب التعامل معها بأفق وطني واسع". وأكد ان "كل زيارة تقوم بها شخصية رسمية لسوريا بروح التصالح وتبادل المعلومات وتنسيق السياسات الامنية هي لمصلحة البلدين. وعلى الجميع دعمها وتشجيعها".

• "اللقاء الوطني المسيحي" رحّب "بالزيارة" على قاعدة ضرورة الإنفتاح والحوار وفتح صفحة جديدة من العلاقات اللبنانية - السورية". واذ استغرب "الحملة المبرمجة في بعض وسائل الإعلام التي لا تبغي إلا الحرتقة والهجوم"، رفض "التهجم على أي دولة شقيقة أو صديقة"، معتبرا ان "احترام علاقات لبنان العربية والإقليمية والدولية واجب على كل من يتعاطى الشأن العام".

• مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو سأل: "أين مصلحة الوطن؟ وأين دماء أبنائه التي أهدرت بغزارة لتذهب دفعة واحدة، ويزحف عون إلى دمشق ويقول لنا الآن انتهت معركة التحرير وأصبحنا أصدقاء وحلفاء لمن احتل لبنان 30 عاما، وقتل من قتل من أهله واغتال من اغتال من زعمائه المسيحيين والمسلمين؟". وقال: "النظام السوري طوى ملف الجنرال وبرأ ساحته والجنرال برأ النظام السوري وعفا الله عما مضى".

• امين سر "شبيبة جورج حاوي" رافي مادايان رأى ان "الزيارة تنم عن شجاعة ووقفة تاريخية وتساهم في تصحيح نظرة قسم كبير من اللبنانيين الى محيطهم العربي والاسلامي، انسجاما مع الارشاد الرسولي ومبدأ التصالح مع التاريخ والجغرافيا والذات".

• رئيس "تجمع الاصلاح والتقدم" خالد الداعوق اعتبر ان "عون يؤكد بزيارته متانة العلاقات الاخوية بين البلدين التي ستفتح الباب امام تحقيق المصالح المشتركة، بما ينعكس ايجابا على كل النواحي التي تهم البلدين".

• "لقاء الانتماء اللبناني" رأى أن "الزيارة فولكلورية، ولم تأت بأي نتائج ملموسة، ولا حتى حققت الحد الأدنى الذي كان يتوقعه منها بعض المتفائلين". وقال: "واضح أن التكريم الذي حظي به عون في سوريا، والتضخيم المتعمد لمظاهر استقباله، يهدفان الى التعويض عن المضمون الفارغ للزيارة ونتائجها العملية الهزيلة، لا بل المعدومة".

 

»زعيم التيار« يجول في سوق الحميدية والجامع الأموي: أشعر أنني جزء من هذا البيت.. فكلنا ننتمي إلى الله

5/12/2008 السفير/غراسيا بيطار

دمشق : »تاراراتاتا... جنرال« هتاف »التيار الوطني الحر« صدح شامياً من أمام الجامع الأموي الكبير. العماد ميشال عون يقف رافعاً شعار »الصحّ« البرتقالي ومحيياً الحشود التي أمت أروقة سوق الحميدية لترحب بلكنتها الشامية: »أهلاً وسهلاً بللي جاي«، في اليوم الثاني لأيام »الجنرال« الدمشقية.

في حرم الجامع الذي يجمع المسجد الإسلامي الأول بهذا الحجم خارج بلاد الحجاز قديماً، وضريح راس مار يوحنا المعمدان أو النبي يحيى لدى المسلمين، قام الجنرال بجولة رافقه فيها »ظله«خلال هذه الزيارة الدكتور فيصل المقداد ووفد عون المرافق من نواب تكتل التغيير والإصلاح والوزير السابق سيبوه هوفنانيان ومسؤولي التيار الوطني الحر. وكان في استقبالهم وزير الأوقاف عبد الساتر السيد الذي ألقى كلمة رحب فيها بـ»الزعيم المسيحي العروبي« مثمناً التفاهم الذي وقعه مع »حزب الله«. ورد العماد عون الذي فشل في إخفاء التأثر عن وجهه من رهبة المكان متوقفاً عند المنزلة المهمة للجامع في المسيحية والإسلام. وقال: »أشعر أنني جزء من هذا البيت عندما أدخله، لأننا كلنا ننتمي الى الله وكلنا خاصته، فهو يسمع صلاتنا ويرى أعمالنا جميعنا وكل الأديان هي طرق عبادة توصلنا اليه«.

تحفة تراثية وروحية خلابة هو الجامع الأموي الكبير. انحناءة لرمزيته الروحية تقودك الى تذوق شغوف لكل حجر فيه. في الأصل، تم البناء على بقايا معبد جوبيتر. بني المسجد يميناً ليجاور الكنيسة يساراً طوال سبعين عاماً. كان المسجد الإسلامي الأول بهذا الحجم خارج بلاد الحجاز. ميزته في العمران والزخرفة والتناسب في أبعاده وأقواسه الرومانية العليا والعربية الدنيا. وعندما جاء الخليفة الوليد بن عبد الملك أخذ من المسيحيين مساحتهم وقدّم لهم في المقابل أرضاً بنوا عليها الكنيسة المريمية. وهكذا »انفلش« الجامع الأموي الكبير على المساحة كلها (١٥٩ـ٢٠٠ متر). يتألف الجامع من الصحن والحرم ومن ثلاث مآذن: العروس والمئذنة الغربية والمئذنة الشرقية المسماة منارة النبي عيسى. في عبارات سريعة ومكثفة يقدّم الشرح لـ»الجنرال« الذي نقل ناظريه في التاريخ متأملاً الزخرفات الفارسية واليونانية والبيزنطية والإسلامية وأسقف الجامع المصنوعة من خشب الحور الدمشقي. تعليقات مقتضبة تصدر منه، ولكنها كافية لتسجيل إعجابه بما يرى. وبعد الجولة على متحف الجامع قدم وزير الأوقاف السوري للعماد عون درع وزارة الأوقاف ومصحف الرئيس السوري بشار الأسد وألبسه العباءة الشامية »عربون تقدير ومحبة«. »الجنرال« مازح الإعلاميات اللواتي ارتدين العباءات الخاصة لدخول المسجد: »شو بس إنتو بتلبسوا العباية«. »ولكنك أصبحت »سماحة الجنرال«، قيل له، فأجاب: »لقد سمّوني كذلك عندما وقعنا مذكرة التفاهم«.

عام ٢٠٠٠ زار البابا يوحنا بولس الثاني الجامع الأموي فكان العماد عون، أمس، الزائر الثاني كزعيم مسيحي بعد زيارة الحج البابوية تلك. وقبل الوصول إلى الجامع كان الدرب صاخباً نحوه. فالناس وتجار سوق الحميدية، الأعرق تراثياً في المنطقة، خرجوا لملاقاة »الجنرال« مصفقين ومرحبين... محطات ترحيب ساخنة بردتها قليلاً الاستراحة عند »بوظة دمشق«. هنا اصطحب يوما الرئيس الأسد نظيره الملك عبد الله لتذوق تلك الخلطة الشهية من الفستق والقشطة والتي تشتهر بها دمشق. جلس »الجنرال« يتذوق والسياسة حاضرة في تقويم الزيارة: »رحنا على أميركا ضد سوريا أرادوا محاكمتنا، واليوم نأتي الى سوريا ضد أميركا ويريدون محاكمتنا«. أما صاحب الاستراحة فيعبر بعفوية عن سروره بزيارة العماد عون »فخر الأمة العربية فهو وطني وقومي ويحب لبنان وسوريا«.

عودة الى »جناح السلام« مقر إقامة العماد عون في فندق الشيراتون. فعلى جدول اللقاءات رجال أعمال ووفود نقابية وإطلالات للوزراء السوريين و»دردشة« طويلة في بهو الفندق بين الوزير الأسبق ميشال سماحة والوزيرة بثينة شعبان«. وبعشاء بدعوة من الدكتور المقداد، أنهى العماد عون يومه الدمشقي الثاني.

 

شوارع حمص تفيض بناسها ترحيباً بالجنرال

عون: الشوائب لا تُنسى إلا بالمصارحة وبالتفكير بالمستقبل

السفير /مارلين خليفة

6/12/2008

حمــص : يواصل الشعب السوري مشاركة حكومته في الترحاب بالعماد ميشال عون. فنزلت حمص بمعظمها الى الطرقات، امس ، واستقبل بحر الجموع عون ووفده المرافق.

الشعب السوري ليس معتادا على نثر الأرزّ وعلى حمل شعارات حزبية تخصّ بلدا آخر. حتى رجال الدين شاركوا بكثافة في الاستقبال. ها هو شيخ يصيح في اجتماع رؤساء الأديان في مطرانية حمص، »أهلا يا رجل الخيارات الصعبة«، وها هي راهبة قبله تتقدّم منه وتقول »جنرال...يا ريت كنت البطرك«.. اخذ لون وجه الجنرال يميل نحو الأحمر عند سماعه هذه الكلمات... فوجئ بغمر العواطف... وبالتدافع الجارف نحوه.

الزيارة الى حمص سبقتها وفود شعبية ملأت الطرقات بعفوية بادية. المحطّة الأولى محافظة المدينة، حيث استقبال من المحافظ محمد إياد غزال. ثم شقّ الموكب الجموع بصعوبة الى مطرانية سيدة السلام للروم الملكيين الكاثوليك ، حيث عقد اجتماع لرؤساء الطوائف المسيحيين والمسلمين في طليعتهم: مطران حمص وحماه وتوابعها للسريان الأرثوكس سلوانس بطرس نعمة، مطران حمص وحماه للروم الكاثوليك إيسودور بطيخة ولفيف من الكهنة. والمشايخ: محمد نور مشرف، زهير الأتاسي، كبرياء نعمه، عصام المصري، عبد النافع فياض، حسن الحكيم وسواهم.

وألقى المطران إيسودور بطيخة كلمة قال فيها: »كيف يزور الجنرال عون سوريا ولا يزور قلبها ونحن قلبها نحن الجذور. نستقبلك اليوم باسم القديسين والشهداء وفرحتنا عظيمة جدا لأنكم تمثلون الإخاء والمحبة والوطنية، وقد توسمنا في كلماتكم خيرا لأننا وجدنا فيها حلا للهجرة المسيحية، وقد حثيتمونا على تثبيت أقدام أبنائنا من أجل الوطن، وهذا صوت نسمعه أعطانا الراحة للمسلمين قبل المسيحيين. نرحب بكم في هذه المنطقة الوسطى ونتمنى علاقة أفضل بين الشعبين وهما واحد في وطنين يؤمن كلّ واحد منهما باستقلال الآخر. لبنان في قلبنا ونتمنى ان نكون في قلب لبنان، إننا نقدم لكم صليبا إضافيا وأنتم اعتدتم على الصلبان.

وبعد أن قدّم له الأسقف وسام المطرانية وايقونة، ردّ العماد عون قائلا: أردتم أن تحمّلونا صليبا آخر، ونحن »قدّها وقدود«، هناك الصليب الكبير الذي صلب عليه السيد المسيح وهنالك صليب القضايا الكبرى التي يتعذّب ويستشهد في سبيلها كثر، إنها رسالة الخلاص وليس من جديد علينا. القلب المفتوح يحمل أيضا قلوبا اخرى مفتوحة تتابعنا ولها نفس العواطف والشعور الذي تشعرون به.

أضاف عون: نحن في سوريا اليوم لأنه كانت توجد شوائب كثيرة ولا تنسى إلا بالكلام عنها والمصارحة وبالتفكير بالمستقبل. الماضي لا يجب أن يُمحى يوما لكنّ علينا التفكير به لئلا تتكرر الأخطاء، لأنه في البقاء في الماضي ندفن معه أنفسنا.

»السفير« سألت الخورأسقف ميشال نعمان عن معنى زيارة عون، فقال: نحن سعداء بالجنرال لأنه يمثل الانفتاح ويعطي الطمأنينة وخصوصا أن ثمة عائلات سورية لنا في لبنان والعكس صحيح، والجنرال أثبت أن العيش في جزر مغلقة غير مفيد، وأكد أن حق المواطنة هو للجميع.

وقال الشيخ ياسر الصالح إمام مسجد الإمام علي بن أبي طالب: نرحب بالجنرال عون في سوريا، لأنه الرجل الوطني الأبي الذي تفرّس وهو من اصحاب الفراسة، على عكس الذين لا يرون أبعد من انوفهم، والمؤمن المتفرّس ينظر بنور الله.

بعدها زار العماد عون كنيسة العذراء المعروفة بأم الزنار حيث يوجد جزء من زنّار السيدة مريم، حيث فاضت ايضا أنهار بشرية على الطرقات. وعقد معه مطران السريان الأرثوذكس سلوانس بطرس نعمه خلوة. واعقب اللقاء غداء مع رجال الدين وشخصيات في مطعم »بيت الآغا«، حيث القى عون كلمة شكر لأهل مدينة حمص مما جاء فيها: الكلّ هنا يعلم انني جئت لأنقل اليكم محبة اللبنانيين الذين يرغبون بعلاقات المحبة الوطيدة بين شعبينا، أنا هنا لأعلن نهاية الغيمة السوداء التي خيمت علينا في الأعوام الأخيرة والعودة الى حياة هانئة بجوّ من الصفاء والأخوّة.

أضاف: إنها صورة لبنان المحب أما لبنان الكاره فهو أقلية لا بدّ أن ترتدع وتتوب. نحن أمام مرحلة جديدة ستتبلور فيها سياسات جديدة، وآمل أن تكون نهضة جديدة.

وأُلبس الجنرال عباءة المدينة، وانتهى اللقاء بجرف آخر من الجماهير والأغنيات الوطنية...

 

أصر على الصلاة بلغة المسيح الآرامية متفقداً صيدنايا ومعلولا

عون يدعو إلى تخطي »الحواجز التي تفصلنا كبشر ودول«

السفير 6/12/08/غراسيا بيطار

دمشق : كتب العماد ميشال عون في سجلات الكنائس الذهبية السورية رسالة محبة وسلام. خشع في تصريحاته من قلب الكنائس الأقدم في العالم والتي تفقدها أمس في ريف دمشق فبين لكثر أن فعل السجود والركوع يختلف في الشكل وليس في النوايا. طلب مصرا أن يصلي الصلاة المسيحية الأولى التي خرجت من فم المسيح نفسه باللغة الآرامية في معلولا، المنطقة الناطقة حتى اليوم بسكانها كافة بلغة المسيح. لاطف الأطفال دامعا عندما أتوه بأغصان الزيتون والشموع. وتعمد أن يتفقد الجذور المسيحية فكان المشهد الأرهب أمام الراهبات الأرثوذكسيات اللواتي حافظن على زي بالغ الاحتشام حيث لا يبقى إلا وجه الراهبة ظاهرا. وهذه الأخيرة عبرت عن فرح غريب باستقبال »أحد أبناء السلام«. تخطت جولة العماد عون الروحية أمس معاني وتأويلات السياسة لتوقف الزمن عند محطة دينية بامتياز عكسها تفاعل الناس معه. ويروي الأهالي أن الرئيس بشار الأسد غالبا ما يصطحب عقيلته وأولادهما الى تلك المعالم المسيحية التي تخطت بقدمها وتراثها تاريخ الطوائف.

»سوريا ستظل أمينة في العمل من أجل مصلحة لبنان« هي إحدى اللافتات البرتقالية التي زينت دير سيدة صيدنايا وسط غابة من الطلاب والحشود الذين حضروا لملاقاة »الزائر الكبير« فهو » نظيف وشريف وما بيتبرطل« يقول أبو فواز الخوري الذي يسجل عتبا كبيرا على البطريرك نصرالله صفير لبعض مواقفه ويقول »بكل فخر إن الجنرال هو بطرك الشرق ولهذا نحن هنا منذ الخامسة فجرا لاستقباله«. تشق نهر المحتشدين صعودا نحو الدرج الملوكي للدير والذي بني في عهد البطريرك تيودوسيوس السادس عام ،١٩٦١ على وقع تمازج الأغاني الوطنية لكل من البلدين لكشافة الدير: »سوريا يا حبيبتي«، »بكتب اسمك يا بلادي عل شمس اللي ما بتغيب«.... سياح من الأردن أتوا في زيارة حج »فأصبنا عصفورين بحجر كما تقولون عندكم في لبنان« تعبر السيدة والى جانبها ابنها منهمكا في تصوير المشهد الإحتفالي. هذا المشهد طبع »المحج الثاني بعد القدس« على ما قالت الأم الرئيسة كريستيان باز خلال ترحيبها بـ»الجنرال« على رأس مسبحة وقورة من الراهبات.

وأمام الوفد الروحي الإسلامي المسيحي المشترك الذي حضر لاستقباله، رد »الجنرال« في كلمته من دير السيدة بالدعوة الى التأمل في آلامها لاتخاذ العبر من أجل المستقبل ، والى تخطي »الحواجز التي تفصلنا بعضنا عن بعض كبشر وكدول«. نسأل إحدى الراهبات عن معنى هذه الزيارة بالنسبة اليها فتقول: »مبسوطين كتير ونحبه لصراحته فهو لا يقول إلا كلمة ترمي الى السلام«. جولة في مزار الشاغورة. الراهبات لا يتحدثن سياسة وإنما يعبرن من القلب: »الله أرسل لنا إنسانا يتكلم في حقيقة الوجود الإنساني على الأرض وخصوصا في بلده لبنان الذي كاد يموت ونرجو أن يحيا الى الأبد ونحن نصلي للمحبة والسلام في لبنان وسوريا وفلسطين والعراق وكل البلدان العربية«.

ملونة صيدنايا طائفيا وإن غلب عليها اللون المسيحي وشكل الإسلامي حوالى ١٠٪ منها. أما المسيحيون فمناصفة بين الأرثوذكس والكاثوليك »ولكن هذا الدير الأرثوذكسي هو رمزنا جميعا« يقول أحد المحتشدين المستقبلين والى جانبه رف من الطلاب والتلاميذ حاملين أغصان الزيتون على شمعة مزينة بالشارات البرتقالية. وتحاط هذه »المدينة الغزالة« على ما تشي روايتها بمناطق مسيحية أيضا مثل المعرة ومعرونة وبدّا. ومن الأم الرئيسة استمع »الجنرال« الى تاريخ دير صيدنايا وهي كلمة سريانية الأصل »سيدانايا« ومعناها سيدتنا أو صيد دنايا ومعناها أيضا بنفس اللغة أراضي أو أماكن الصيد. وتعود قصته الى الأمبراطور البيزنطي يوستنيانوس الأول الذي خرج لمهاجمة الفرس وعندما شعر عناصر جيشه بالجوع رأى غزالة وقال إنها شهية للصيد ولكن عند المطاردة ظهرت السيدة العذراء مكان الغزالة وقالت له: »كلا لن تقتلني يا يوستنيانوس ولكنك ستشيد لي كنيسة هنا على هذه الرابية«.

أيقونة العذراء

»قشعريرة إيمان« تنتابك في ذاك الدير. فدير صيدنايا البطريركي العام يحوي أيقونة السيدة العذراء وهي إحدى النسخ الأصلية للأيقونات الأربع التي رسمت بيد الرسول لوقا البشير وتلقب بالسريانية »شاهورة أو شاغورة« ومعناها المعروفة والذائعة الصيت. والدير في ذاته مؤسسة رهبانية أرثوذكسية تابعة لمركز البطريركية الإنطاكية في دمشق. أما مكتبته فتضم المئات من الكتب والمخطوطات الثمينة التي يتبين منها أن عهد بناء هذا الدير يرجع الى حوالى سنة ٥٤٧ بعد المسيح. على كتابه الذهبي وقع »الجنرال« وحملته الراهبات »زوادة« أيقونات وتبريكات مباركة إياه بالزيت المقدس على معصمه وجبينه.

نحو معلولا: عند ساحة البلدة أي قبل الصعود الى الدير تقرع الطبول وتصدح الأناشيد مرافقة »الصخب البرتقالي« وصولا الى دير مار سركيس وباخوس. ترنيمة »يحفظ الرب إيابك من الآن والى الأبد« تتصادف ودخول »الجنرال« الدير. على شرف هذين القديسين بنيت هذه الكنيسة، يقول رئيس الدير الأب توفيق عيد الذي شرح: »يعود بناؤها الى بداية القرن الرابع أي عمر الدير حوالى ١٧٠٠ سنة وشيد عندما كان المسيحيون ما زالوا في بداية نشر رسالتهم ولذلك فإن مذبحها مسيحي بشكل وثني لأنه بني في تلك الفترة الانتقالية ما يفسر وجود أحصنة في بعض الرسومات«. ويشير الى أساسات البناء فإذ بها »خشبية من أرز لبنان لأنه كان يستعمل ضد الزلازل«. والى جانب الفن العمراني، انتقل رئيس الدير الى شرح الأيقونات لـ»جنرال« مصغ بالكامل: »إنها من أقدم الأيقونات كتلك للقديسة تقلا وللسيدة العذراء والتي تعني مظلة المسيحيين«. أما لماذا يضع القديس يوحنا المعمدان رجلا على رجل في أيقونة رسمه، فيجيب الأب: »لأنه أتم مهمته والتي كانت التمهيد لقدوم المسيح وهو يشير بإصبعه الى فوق أي الى المخلص«. مسك أيقونات الدير »وأثمنها وأشهرها هي أيقونة الصليب والعشاء السري«. فيها يبدو المسيح خادما لأبنائه والجميع وجوههم متجهة بشكل مباشر إلا »التلميذ الخائن« فوجهه نصف ظاهر. وهنا يلاحظ النائب نبيل نقولا في ثياب السيد المسيح اللون البرتقالي فيستفسر. يجيبه الأب: »إنه الأحمر الأرجواني رمز الألوهة«.

معلولا هي المنطقة الناطقة بالكامل لغة المسيح الآرامية. شبابها وشيبها تمثل لهم اللغة الأولى. وقف الأب لتلاوة صلاة »الأبانا« بلغة الجذور فتمنى عليه العماد عون أن يقوم بذلك جملة جملة كي يردد وراءه مصليا. وهكذا كان في ومضة روحية مؤثرة عكسها عون في ما كتبه على سجل الدير الذهبي: »صلاة الأبانا باللغة الآرامية غمرت نفسي بالفرح وعادت بي الى الماضي الذي جعلني أشارك السيد المسيح لغته فملأ نفسي حبورا وسعادة«. أما على خلفية الهدية التي قدمه له الأب الرئيس أي لوحة رمزية للعشاء السري فقرأ: »من أراد أن يكون كبيرا فيكم فليكن لكم خادما«. وعلق: »إنها وصية السيد المسيح والتي علينا العمل بها كمسيحيين إذا أردنا بناء مجتمعنا«. وفي لفتة قدرها رئيس الدير قدم الزميل في قناة المنار محمد قازان للأخير باقة ورد »باسم الوفد الإعلامي المواكب لزيارة الجنرال«.

»مضطهدة من الحكم العثماني هربت القديسة تقلا فشق لها الرب الجبل طريقا لها وارتسم مذ ذاك الفج أو الممر الطويل الذي عبرته لتكمل نشر المسيحية في العالم« يشرح المشرف العام المندوب من قبل رئاسة الجمهورية طوني الخوري لـ»الجنرال« الذي مشى على خطى أولى الشهيدات المسيحيات في حدث يعود الى القرن الأول بعد المسيح. في تلك الدهاليز الصخرية الواقفة شاهد »المشنقة العائدة الى العهد العثماني وبعدها بقليل مقبرة العظماء الى اليمين ومقابر العامة الى اليسار والى جانبهما الكرسي الصخري التي كان يستوي عليها الحاكم العثماني لإصدار أحكام الإعدام«. من ذكرى اضطهاد فانتصار خرج العماد عون من الممر ـ النفق الصخري لتلفحه عاطفة »البيت الواحد« والهتافات التي لم يسمع بها في جولاته السابقة: »ميشال ميشال والأرزة اللبنانية من هل ميل ومن هل الميل ما بتلبق إلا لك التحية« وتحت لافتة ترحب عند أقدام دير القديسة تقلا بـ»صوت لبنان الحر« هتفوا »التيار الوطني الحر رح يتوسع ع كل الكون«. داخل الدير الذي دخله العماد عون على وقع طبول شبيبة الكشافة ونثر الأرز، استمع من الأم الرئيسة بيلاجيا صياف الى تاريخه الذي يعود الى العام ٦٤ م. أيقونات متتالية تشرح مراحل القديسة منذ ولادتها مرورا بالعذابات التي تعرضت لها اضطهادا وصولا الى تحقيق الرسالة المسيحية. وهنا تقدم أطفال حاملين الورود البرتقالية الى »الجنرال« فأجلس طفلة على حضنه ولاطفها بغصة تأثر ظاهرة. ومن ريف دمشق التي تحضن سيدة صيدنايا ودير القديسين ســركيس وباخــوس ودير القديسة تقلا ونفقـها الصخري الروحاني، تابع »الجنرال« جولته نحو حمــص فحــلب الشـهباء التي وصلها مساء .

 

الجنرال يوطد علاقته بآل الأسد وينتقل بها من علاقة شخصية لعائلية

بعد اليوم الحمصي.. يوم حلبي لعون في سوريا

السبت 6 كانون الأول 2008/لبنان الآن

في اليوم الرابع من زيارته سوريا عزّز النائب ميشال عون أواصر علاقته الشخصية مع الرئيس السوري بشار الأسد وانتقل بها إلى علاقات عائلية لم تخل من الحميمية بين الأسد وعون وهو ما كرّسه إلتحاق عائلة عون على متن طائرة رئاسية سورية حطت في مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدولي فأقلّت زوجة عون وابنته وصهره وزير الاتصالات جبران باسيل إلى مدينة حلب حيث أولم الأسد لآل عون وترافقا سويًا في جولة على معالم المدينة السياحية والأثرية.

وكان عون قد استهلّ جولته الحلبية بزيارة كاتدرائية الاربعين شهيدا للارمن الارثوذكس ومتحف "زاريه يان" الكنسي والمطرانية المارونية القديمة والكاتدرائية المارونية يرافقه نائب وزير الخارجية فيصل المقداد الذي قال ان استقبال الاسد لعون بالشكل الذي تم فيه، "يدل على المحبة التي يكنها الاسد والشعب السوري للشعب اللبناني ويعبر عن رغبة سورية في إقامة أفضل العلاقات مع شعبنا اللبناني". وأكد المقداد أن "ما تم الاتفاق عليه خلال القمة اللبنانية – السورية التي عقدت في دمشق موضوع على جدول اعمالنا، والجهود مستمرة بشكل دائم من أجل بناء السفارة السورية في بيروت، وسنعلن عن ذلك قبل نهاية العام الحالي".

عون اعتبر بدوره "ان القرار الذي اتخذته سوريا بإقامة علاقات دبلومسية مع لبنان على مستوى السفارة أسقط حرب النوايا بين الطرفين خصوصاً ان اللبنانيين كانوا يشعرون ان سوريا تريد الهيمنة على لبنان برفضها اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين"، مؤكداً، في مقابلة مع التلفزيون السوري، ان التمثيل الدبلوماسي هو نتيجة الاستقلال ولا يعطي هذا الاستقلال.

ورداً على سؤال عن خشيته من تحول بعض مناطق الشمال الى مصدر للارهاب، رأى عون "ان المنطقة الواقعة بين الحدود السورية ومدينة طرابلس تشكل مخاطر من ثلاثة اتجاهات الاول عن طريق التسلل باتجاه سوريا والثاني التسلل الى الداخل اللبناني والثالث عن طريق البحر حيث تستطيع هذه الجماعات الارهابية الوصول الى أي دولة". واتهم عون بعض القوى التي تحارب الارهاب باستخدام الارهابيين في بعض الاحيان لضرب استقرار بلد معين لخلق ذريعة للتدخل في هذا البلد او ذاك، لافتاً إلى أنه "لا يخشى على لبنان من هذه الجماعات وان العمل الارهابي في لبنان ضيق جدا مهما اختلفنا وان المجتمع اللبناني تعددي وقد تختلف بعض مكوناته مع بعضها الآخر لكن لا يمكن ان تكون لديه نزعة ارهابية".

وجدد عون القول ان "سوريا وايران دعمتا لبنان سياسيا وقدمتا الدعم الى المقاومة اللبنانية" وإن زيارته لكلتا الدولتين جاءت بعدما نضجت الظروف، مشيراً إلى أنه "كان من الضروري القيام بزيارة ايران ولم يعد بالامكان انتظار المتخلفين بفهم المرحلة والتحولات التي تشهدها خاصة اذا كان هناك استحقاقات معينة".

وفي مأدبة عشاء أقامها المفتي العام لسوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون على شرف عون، ووصفه خلالها بـ"أب الوطنيين الأحرار"، شكر عون "سيادة الرئيس بشار الأسد" على استقباله، وأضاف: "المشاكل العالقة بين لبنان وسوريا ليست معي إنما مع لبنانيين آخرين".

في غضون ذلك لفت موقف للنائب آغوب بقردونيان أوضح فيه أن زيارة وفد الطاشناق الى سوريا غير مرتبطة بزيارة عون الى دمشق، بل جاءت بعد القمة بين الرئيسين الأسد وسليمان، وبعد اقرار اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وأكد بقرادونيان، في حديث الى ”nowlebanon.com”، ان زيارة الطاشناق "لا علاقة لها بالخيار، أي، قلنا للأسد ما نقوله في بيروت ان هدفنا كأرمن وقرارنا ككتلة وخيارنا السياسي مستقل".

وعما إذا كانت زيارتا عون والطاشناق ستؤثران على مشهد الانتخابات النيابية والتحالفات تحديدا في المتن الشمالي، أجاب بقرادونيان: "لا تأثير، فنحن كطاشناق قلنا خيارنا في المتن الشمالي، واننا مع العماد عون والنائب ميشال المر او من يكون محلّه كنجله الوزير الياس المر مثلا". وأشار الى أن "حزب الطاشناق يسعى إلى جمع المر وعون لخوض الانتخابات"، مضيفاً: "قد يكون هناك تقارب، واذا لم يكونا في لائحة واحدة، على الأقل تكون هناك صيغة معينة تراعي مصلحة وحجم كل طرف". وفي إطار زيارات المسؤولين اللبنانيين الى سوريا، كشف وزير الدفاع الياس المر أنه وضع مع الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني- السوري نصري الخوري  برنامجاً يتعلق بالجيش اللبناني لمناقشته مع المسؤولين السوريين خلال زيارته دمشق، وقال إنه سيعقد مع الخوري قريباً اجتماعاً لتحديد موعد الزيارة. وأضاف المر: "سأرفع الى مجلس الوزراء جدول الاعمال الذي سأحمله الى سوريا لأخذ موافقته على كل النقاط التي سنبحثها وخصوصا موضوع حماية الحدود اللبنانية - السورية وتطبيق القرار 1701 الذي نص على موضوع الحدود".

 

عون يحضر القداس الأول أمام مدفن القديس مارون في براد ويلتقي مجدداً بالأسد:

ندعو إلى تنقية الضمير مع حق الاختلاف السياسي... ولا انتقائية في المحبة وشهادة الحق

 8/12/2008 السفير/  غراسيا بيطار

براد : اختلطت المناسبات السعيدة في يوم الأحد السوري... »الجنرالي« أمس. إنها صباحا »وقفة عرفات« عشية عيد الأضحى وظهرا قداس على اسم العماد ميشال عون مصليا من موقع هامة »أبي الطائفة المارونية«. والمناسبة الجميلة كذلك أن تعرّف أطراف حلب عن نفسها لكل العالم. تلك القرى العابقة بأصالة التراث وبخور القداسة المنسية في أذهان الدول والتاريخ. »ضيعة« هي براد بكل صفائها. القرية التي اختتم »الجنرال« فيها أيامه السورية الخمسة. ولم تكن صدفة، فرمزية المكان محفورة في الوجدان المسيحي الماروني إذ فيها هامة من »كان راهبا ناسكا عاش ومات في منطقة القورشية شمال حلب في نهاية القرن الرابع وبداية الخامس«. بكلمة روحانية من قلب نواة كنيسة ختم العماد عون زيارته الحدث.

قبل أن تصل الى براد عليك أن تعبر قرى صغيرة جبلية وحجرية المنازل مثل الصوغانية والعقيبة.. لا عجب فهناك مدن وقرى سورية عدة متشابهة مع اللبنانية مثل شارع الجديدة في حلب القديمة والأشرفية في حماه فضلا عن العائلات المتشابهة أيضا مثل كرم ونصر الله والخوري والحريري. ورغم عبور قرية »خربة الحياة« على ما يشي اسمها فإن مشهد تلك القرى الهادئة الساكنة يثلج وطأة المسافة من حلب القديمة الى براد التي استغرقت زهاء ساعتين. بعض الزفت على الطريق يبدو أنه وضع حديثا ربما من ضمن التحضير لاستقبال »السيد العماد«. في المنطقة الأثرية التي تضم الكنيسة الصغيرة، دير براد، كنيسة جوليانوس ومدفن مار مارون، احتشد الناس الذين قدرت أوساط المنظمين عددهم بنحو ٢٠ ألف شخص. حملوا الأعلام اللبنانية والسورية والشارات البرتقالية واستقبلوا »الجنرال« وودعوه بالهتافات والبالونات البيضاء والبرتقالية مترجمين ترحيبهم في لافتة »عاش الإخاء اللبناني السوري«. ومنهم من أتى من بيروت للمشاركة في القداس الذي يفتتح سلسلة ذبائح إلهية هنا في »الخيمة ـ الكنيسة« التي أقامتها السلطات السورية من خلال وزارة السياحة والوزارات المعنية، بعدما قدم الرئيس الأسد قطعة ارض لتكون البداية قبل وضع حجر الأساس للكنيسة.

عريقة براد. هي قرية أثرية مأهولة وتعتبر من »أكبر القرى الأثرية في جبل سمعان إذ يمتد تاريخها الى القرن الثاني الميلادي وقد اكتسبت شهرة سياحية عالمية لوجود مدفن القديس مارون في كنيسة جوليانوس الأثرية. رقصت الألحان الرحبانية الفيروزية على صحون الطبول الكشفية. يدخل »الجنرال« الكنيسة »عائليا« ترافقه عقيلته السيدة ناديا وصهره الوزير جبران باسيل وعقيلته وكريمتهما وروي الهاشم وعقيلته. أما الوفد المرافق فكان سبقه بدقائق وضم النواب ومسؤولي التيار الوطني الحر، ليتكامل الحضور مع الجانب السوري و»ظل الزيارة« الدكتور فيصل المقداد ومحافظ حلب الدكتور تامر الحجي، بالإضافة الى الحشد الذي ملأ »الخيمة الكنيسة« التي تتسع لنحو ٥ آلاف شخص. وبدخول »ضيف سوريا« بدأ القداس الذي ترأسه مطران حلب وتوابعها يوسف أبي عاد بمعاونة لفيف من المطارنة ممثلين كافة الكنائس في سوريا بما فيها الأبرشيات المارونية الثلاث دمشق واللاذقية وحلب. ومن على مذبح برتقالي مذهب، ألقى المطران أبي عاد عظة تحدث فيها عن فضائل مار مارون ومحطات في حياة هذا الناسك »الذي تشبّه بسيده في مثل حبة الحنطة التي إن لم تقع وتمت في الأرض فإنما تبقى مفردة«. وروى كيف من بعده »تكونت عبر الأجيال جماعة سميت »بيت مارون« وتكاثرت الى أن صار لها في أواخر القرن السابع بطريركها الأول القديس يوحنا مارون وما برح أبناؤها يعيشون في البقاع السورية كلها حتى خرب ديرهم في القرن العاشر فارتحل القسم الأكبر منهم الى لبنان... فالموارنة مدينون لحلب عبر تاريخهم كله«. ولأن الموقع هو جزء من مشروع الإنماء السياحي الذي تتولاه وزارة السياحة توقف المطران عند تحيتين استحقتا تصفيق المشاركين في القداس. تحية قدمها للرئيس الأسد »الذي شجعنا منذ اللحظة الأولى على المضي قدما لتحقيق مشروع إظهار معالم هذه الأمكنة التراثية المارونية في براد وقلعة كالوته. والتحية الثانية لـ»الجنرال« الذي توجه اليه المطران بالقول:» نحن فخورون بكم الآن شخصا يتشامخ ويتواضع ويسجد أمام ربه وينحني ويرفع رأسه فترتفع معه رؤوس محبيه«. وسأل الله أن يحفظه من »كل مكروه وأن تبقوا على ما أنتم عليه من الصلابة في الإيمان والعزم والحمية وأن تكون أعمالكم كلها في سبيل زرع الوفاق والتقارب بين الأشقاء والدفاع عن الكرامات والسعي الدؤوب لإحلال السلام والعدل في هذه الديار الغالية وفي لبنان الحبيب وفي البلاد المشرقية كلها«. وكانت لافتة »لفتة« المطران الذي تقدم ليعطي، شخصيا للعماد عون »سلام المسيح«.

وبعد ترنيمة لمار مارون »يا سلاحا قويا لأهل النفاق رادعا« اختتم القداس فاعتلى العماد عون المنبر غير راغب بالوعظ على ما قال وإنما بالصلاة. وقال:» جئنا لنصلي ونتأمل في حياة القديس مارون الناسك الذي افترش الأرض والتحف السماء. فبعد ١٦٠٠ سنة نعود الى الجذور والينابيع والشجرة التي تقطع من جذورها تموت ولذلك وجدنا أن المسافة قصيرة وقريبة جدا من هنا الى جبل لبنان«. ودعا الى صفاء النيات والوجدان والتفكير بـ»رسالة المسيحية أي المحبة وشهادة الحق«. وقال: »لا انتقائية في هذه المبادئ فكيف بالأحرى محبة من نعيش معهم.. إنه يوم تاريخي وآمل أن تشهد الأيام المقبلة البدء بتشييد الكنيسة هنا والرئيس الأسد دعانا كي نشارك في حفل وضع حجر الأساس«. وتابع:» لا يمكن لأي شعب يختزن روحية معينة أن ينفصل عن الينابيع التي أعطته هذه الروحية فالأرض تنجذب الى هذه الروحية ونحن من المهاجرين العائدين الى هذه الأرض«. »أنت ببيتك يا جنرال« رحبوا به فحياهم وواصل: »مهما تعاظمت الشرور فإن الخير هو المنتصر مهما كانت الاثمان«. ومقتصرا كلمته على الروحانيات قدم العماد عون تهانيه من قلب الكنيسة بعيد الأضحى آملا أن تكون دائما الأعياد مشتركة »لأننا صورة الله فلا نجعله هو على صورتنا«. وفي الأسئلة التي وجهت اليه من خارج كلمته والمكان شدد على »أهمية إعادة العلاقات اللبنانية السورية الى طبيعتها ودفع الأمور بشكل سريع«. أما عن المصالحات المعلقة في بيروت فكرر الدعوة » الى تنقية الضمير مع الاحتفاظ بحق الاختلاف السياسي«. وأضاف: »على الأقل لن نختلف على مار مارون ولا أحد يمكن أن يحتكره«. وختم كلامه داعيا الجميع للمساهمة في بناء الكنيسة.

أنهى العماد عون كلمته ليخرج شاقا الحشود المرحبة. وعندما يتأفف البعض لكثرة الزحمة والتدافع، يدافع أحد المواطنين السوريين بلكنة بلاده: »لا تزعلوا منا هادا منو إلا محبة«. تعزف فرقة الكشاف النشيد الوطني السوري فيقف »الجنرال« محييا ليكمل بعدها من حيث بدأ زيارته. إذ عقد لقاء جديدا مع الرئيس الأسد في مقر إقامة الرئيس السوري في حلب، ثم عاد عون والوفد المرافق على متن طائرتين سوريتين الى بيروت.

 

شعبان لـ»السفير«: لا يُنظر إلى زيارة عون بعين المحاسب بل بعين من يكتب التاريخ

المقداد: لن نترك حجراً إلا ونقلبه لحلّ قضية المفقودين ولا عودة عسكرية إلى لبنان

 8/12/2008/السفير

 مارلين خليفة

دمشق : يقرأ نائب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد زيارة رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون الى سوريا قائلا إنه: كان من الطبيعي أن يكون الجنرال عون في سوريا وأن يكون جميع الأشقاء اللبنانيين فيها، وفي المقابل من الطبيعي أن يكون المسؤولون والشعب السوري في لبنان كلّه.

وأضاف المقداد في حديث الى »السفير«: أن الظروف التي شابت العلاقات اللبنانية السورية، وخصوصا في النصف الثاني من عقد التسعينيات والتي شهدت شجارا سياسيا حول قضايا معينة، إضافة الى التدخّل الأميركي والإسرائيلي والإقليمي المباشر في لبنان أدت الى تشويه العلاقات القائمة بين البلدين الشقيقين. كنا في سوريا نتطلّع دوما وما زلنا الى وجوب قيام أفضل العلاقات وأطيبها بين الشعبين الشقيقين والبلدين الجارين، وأعتقد أنه لم يكن يدور بذهن اي سوري أو لبناني أن تصل العلاقات الى ما وصلت اليه من تدهور بعد العام ٢٠٠٥ في شكل خاص.

يضيف المقداد: تطلعاتنا اليوم تتمثل بتجاوز تلك المرحلة بكلّ ما فيها من آلام لأننا في سوريا نتطلع الى بناء أفضل العلاقات مع جميع الدول العربية وفي مقدّمها لبنان.

وعمّا إذا كانت العلاقة الثنائية بين البلدين ستنحصر برئيس الجمهورية ميشال سليمان وبالعماد ميشال عون؟

قال الدكتور المقداد: لا تريد سوريا شخصنة العلاقات بينها وبين لبنان. هذه العلاقات التي حتّمت قيامها طبيعة الجغرافيا والتاريخ، ونحن نريد لهذه العلاقات أن تكون مع لبنان كلّه.

وهل ستنسحب هذه العلاقات على من شتموا سوريا؟

يجيب المقداد: سوريا لا تتعامل مع الآخرين بلغة الشتائم. الشعب اللبناني سيحاسب من لم يضمر في داخله إلا الحقد ضد سوريا. واعتقد ان من يضمر الحقد لسوريا يضمره للبنان.

وعما اذا كانت سوريا قادرة على المسامحة؟

يقول المقداد: سوريا في طبيعتها وبفعل الحضارة التي عاشتها كمهد للحضارة الإنسانية كانت تسامح دوما. لكن السؤال المطروح هو هل سيسامح هؤلاء أنفسهم؟ هل سيتخلون عن ارتباطاتهم وهل سيقوم الشعب اللبناني بمسامحة هؤلاء على الأذى الذي ألحقوه بالشعبين اللبناني والسوري؟.

وعن النتائج المتوقعة لزيارة العماد عون وخصوصا في ملف المفقودين اللبنانيين في السجون السورية؟

يقول المقداد: بالطبع لقد بدأت نتائج هذه الزيارة تتبلور وخصوصا في إطار إعادة الثقة بين اللبنانيين والسوريين. وتعلّق الشعب السوري بالشعب اللبناني ورموزه الوطنية والقومية العربية الملتزمة، ومن المفيد الإشارة الى اننا في سوريا بغض النظر عن حقيقة أو عدم صدقية الادعاءات المتعلقة بالمفقودين اللبنانيين فإنــنا سوف لن نترك حجرا من دون أن نقلبه في إطار العمل على إيضاح كل ما يتعلق بما يــسمى المفقــودين اللبنانيين. في هذا المجال أؤكد أن الجهود ستنصبّ على معالجة هذا الملف سواء من خلال اللجان التي تمّ تشكيلها لهذه الغاية، أو من خلال مشاركة اللبنانيين في البحث عن هؤلاء المفقودين، وخصوصا أننا نتعاطف مع اهالي هؤلاء ونعيش المأساة التي حلّت بهم نتيجة لغياب أعزائهم عنهم، لكننا في الوقت ذاته نقول إنه يجب على السلطات اللبنانية وعلى أمراء الحرب السابقين في لبنان أن يبذلوا كل جهد ممكن للكشف عن هؤلاء المفقودين، الذين راحت أغلبيتهم الكبرى نتيجة الحرب الأهلية في لبنان وللقتل على الهوية، في الوقت الذي كانت فيه سوريا آنذاك تمنع الجحيم الذي عاناه لبنان وتوقف القتل على الهوية.

وعمّا إذا كانت سوريا تزمع العودة الى لبنان؟

قال الدكتور المقداد: يجب أن يعود اللبنانيون الى سوريا وأن تعود سوريا الى لبنان، لكن ليس بالطريقة التي كانت فيها في السابق. يجب أن يعود الشعب الى الشعب والحبيب الى حبيبه والعائلة الى العائلة. لكن إذا كان المقصود هو عودة القوات العسكرية السورية الى لبنان فإن قرار القيادة السورية هو أننا لن نعود بهذه الطريقة على الإطلاق.

هل هذا يعني أنكم ستعودون سياسيا عبر أصدقائكم اللبنانيين؟

يبتسم الدكتور المقداد ويجيب: نحن نودّ أن تسود العلاقات الرسمية بين البلدين الشقيقين والجارين على اساس الاحترام الكامل لسيادة واستقلال كلّ منهما، وألا يشكل أي منهما خطرا أمنيا على البلد الشقيق الآخر. نعتقد أن على من يروّج لمثل هذه الأفكار أن يتوقف عن ذلك وخصوصا أن زيارة العماد عون الى سوريا اثبتت أن لا غنى للسوريين عن لبنان ولا غنى للبنانيين عن سوريا.

شعبان

من جهتها، اعتبرت مستشارة الرئاسة السورية الدكتورة بثينة شعبان في حديث الى »السفير«، أن زيارة النائب عون الى سوريا »ظهّرت توقا لدى الناس الى الانفتاح الحقيقي بين سوريا ولبنان«، وقالت: من يعمل لصالح هذه العلاقة فهو يحظى بمحبة الناس وتقديرهم.

أضافت شعبان: إذا كنا نؤمن بأن السياسة تنطلق من الشرعية الجماهيرية فقد كشفت هذه الزيارة بما لا يقبل الشك رغبة الشعبين في إقامة علاقات مميزة لما فيه مصلحة البلدين.

وعن توجس بعض اللبنانيين من ترادف عبارة »العلاقات المميزة« مع التدخل السوري في الشأن السياسي اللبناني الداخلي، تجيب شعبان: يستخدم بعضهم هذا المنطق لمنع قيام العلاقة الطبيعية بين سوريا ولبنان. تخيلي لو طبقنا هذا المنطق على دول الاتحاد الأوروبي أو اميركا اللاتينية أو منظمة آسيان (دول جنوب شرق آسيا)... إن معظم البلدان تسعى الى تكتلات إقليمية، ونحن العرب لدينا من المشترك اكثر من اي تكتّل إقليمي في العالم. لذا فإنه من البديهي ان تستثمر السياسة الوطنية هذا المشترك لما فيه مصلحة شعوبها، وكل ما يقف ضدّ هذا المشترك لا يحترم المصلحة الوطنية العليا.

اعتبار البعض أن الزيارات المتتالية الى سوريا من قبل مسؤولين لبنانيين تضع لبنان في المحور الإيراني السوري ضدّ دول عربية اخرى، تجيب عنه الدكتورة شعبان بقولها: إن هذه المحاور غير موجودة إلا في أذهان من يتحدّث عنها. سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد تسعى الى علاقات مميزة مع جيرانها من لبنان الى تركــيا وإيران، لأن هذه العلاقات ضرورية في عالم متعدّد الأقطاب. دول العالم كلّها الــيوم تــبلور استراتيجياتها لما بعد عالم القطب الواحد. ونحن نشهد ظهور قوى سياسية في أقاليم جغرافية متعددة وقد حان للعرب أن يشكلوا قوة سياسية تستعيد حقوقهم وتخدم كرامتهم وكلمتهم.

وعن النتائج العملية لزيارة العماد عون الى سوريا، تقول الدكتورة شعبان: لا يُنظر الى هذه الزيارة بعين المحاسب بل بعين من يكتب التاريخ. إن من يتحدث بهذه اللغة لا يريد لهذه العلاقة أن تنــمو بين البلدين. هذه الزيارة هي خطوة مفصلية في علاقة إيجابية متنامية بين لبنان وسوريا ذات آفاق بعيدة المدى.

أما النظرة الى العماد عون من قبل المسؤولين السوريين وفي مقدّمهم الرئيس الأسد، فتقول عنها شعبان: إن الشعب السوري بأكمله وعلى رأسه الرئيس بشار الأسد رأى بالعماد ميشال عون إنسانا صادقا وطيبا يضع المصلحة الوطنية فوق المصالح والحساسيات الشخصية، وهذا بالضبط ما يحتاج اليه العرب في هذه المرحلة. على الرغم من كلّ ما تعرض له السوريون في لبنان في المرحلة السابقة فإنني أؤكد أنه لم يتم التعرض لأي لبناني أو لأي سيارة لبنانية في أسواق سوريا كلها.

  

العماد عون اختتم زيارته لسوريا وعاد مساء اليوم إلى بيروت

وطنية - 7/12/2008 (سياسة) عاد مساء اليوم الى بيروت، مختتما زيارته لسوريا، رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، على متن طائرتين سوريتين نقلتاه والوفد المرافق من دمشق إلى بيروت، حيث حطتا في القاعدة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، ومنها انتقل الى الرابية.

يشار إلى أن الوفد المرافق للنائب عون في زيارته إلى سوريا التي استمرت خمسة أيام، ضم النواب: ابراهيم كنعان، نبيل نقولا، عباس هاشم وفريد الخازن والوزير السابق سيبوه هوفننيان، وانضم إليه أمس وزير الإتصالات جبران باسيل، إضافة إلى عدد من أفراد عائلته.

 

النائب العماد عون حضر قداسا اليوم في ضريح مار مارون في حلب

وطنية - حلب - 7/12/2008 (سياسة) زار رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون والوفد المرافق له، فى خامس ايام زيارته الى سوريا، مدفن القديس مار مارون فى منطقة براد شمال حلب وحضر اول قداس يقام فيه. وقال العماد عون في كلمة ألقاها بعد القداس: "أن المؤمنين اجتمعوا على القبر وصلوا من أجل قديس ناسك كان يفترش الأرض ويلتحف السماء ويساعد كل أخوته مثلما علمنا السيد المسيح، بعد ألف وستمائة سنة نعود للجذور والينابيع لأن الأغصان التي تقطع من شجرة وشجرة مقطوعة من جذورها لا تعيش، كنا نشعر أن المسافة بعيدة بين هنا وبين جبل لبنان، لا، وجدناها قصيرة جدا وصارت أقرب".

أضاف: "المهم أن نعود لصفاء النوايا وصفاء الوجدان وأن نعود للتفكير بإنسانيتنا ورسالتنا الأساسية المسيحية التي هي رسالة المحبة وشهادة الحق. والمحبة تشمل جميع البشر، ليس فيها انتقائية وإلا لن تكون محبة مسيحية، فكيف بالأحرى الذين نعيش معهم. اليوم هو نهار تاريخي وإن شاء الله في الأيام المقبلة تشهد إعادة إعمار هذا المكان لتخليد ذكرى مار مارون وخاصة أن الرئيس بشار الأسد دعانا إلى إعادة إعماره وقدم الأرض، حتى الطائفة المارونية تحتفل هنا في ذكرى القديس الذي ننتسب له والذي نفخر به فهو مهد المارونية. وكنيستنا السريانية الأنطاكية بدأت هنا وامتدت إلى جبل لبنان، والمسيحية كلها أخذت اسمها في أنطاكية قبل التسمية الاولى للمسيحيين على هذه الأرض وعلى امتدادها".

وأكد "أنه لا يمكن لأي شعب يختزن روحية معينة أن ينفصل عن الينابيع التي أعطته هذه الروحية". وقال: "ننظر حولنا، هذه الأرض التي هجرت في لحظة من اللحظات تعود وتجتذب في الروحانية التي انبثقت منها كل الذين هجروها، نحن من المهاجرين العائدين اليوم لهذه الأرض نصلي ونتأمل ونتواعد أنه صار لدينا مكان للقاء مؤسس الطائفة- هو لم يؤسس الطائفة أصلا ولكن عمله العظيم الذي قام به هو الذي دعا المؤمنون للالتفاف حوله والانتساب له- وبالنتيجة مهما تعاظمت الشرور ومهما تواجهت مع الخير بالنتيجة الخير هو المنتصر مهما كانت الأسماء".

ثم عايد العماد عون المسلمين والعالم الاسلامي بعيد الأضحى وتمنى "استمرار الاحتفالات المشتركة في الأعياد، فهذا هو العيش المشترك وهذا هو نداء دياناتنا السماوية وهذه توصياتها. لو لم يكن هناك خير لما أتت الدعوة الدينية للانسان. جاءت الدعوة الدينية ليس لكي نتقاسم الله بل لكي نشبهه نحن على صورته ومثاله وليس هو على صورتنا ومثالنا".

سئل: ذكرتم في لقاءاتكم الجماهيرية أن لبنان أمام مرحلة جديدة وانتصارات جديدة أسس لها انتصار تموز، ما هي العناوين الرئيسية لهذه المرحلة؟ وفي ضوء هذه الزيارة كيف ترون مستقبل العلاقات اللبنانية– السورية؟

أجاب: "نحب أن نراها مثل هذا التلاقي الذي حصل في مختلف المدن السورية وطبعا بعد رسالة تنقية الوجدان يجب أن تصل إلى الجميع حتى تصبح هذه العلاقة بشكل طبيعي وما نتوخاه أعتقد أنه يوجد حتمية تاريخية في لقائنا وأن الأمور سوف تسير بهذا الاتجاه، ولا يمكن لأحد أن يعكسها لكن علينا أن نحترم الوقت ولا ندفع الأمور بشكل متسرع حتى يلمس الجميع أن هذه هي الطريق القويم للعيش المشترك في لبنان وسورية والمنطقة، متآلفين ومتعايشين ضمن إطار قيم إنسانية وأخلاقية مشتركة تمدنا بالسلام واللقاء في العلاقات".

سئل: تنقسم الآراء في لبنان حول زيارتك إلى سورية لا سيما أنه لا يوجد مصالحة مسيحية – مسيحية في لبنان، وأنت أتيت لتتصالح مع التاريخ هنا في سورية؟

أجاب: "أعتقد أنني قمت بواجبي بدعوة الجميع لتنقية الضمير، ولا يوجد شيء بين المسيحيين يستوجب المصالحة لأن الاختلاف السياسي هو جزء من الحياة الديمقراطية، وإذا كان هنالك مشاكل بين أفراد فالقضاء يفصل فيها، لكن نحن متصالحون مع ذاتنا ولا أعتقد أننا سوف نعود ونختلف على مار مارون، ليس من أحد سوف يحتكره لذاته هو للجميع". كذلك زار العماد عون والوفد المرافق، وسط حشود شعبية، المواقع الاثرية والدينية فى منطقة براد والتى يعود تاريخها الى القرن الثانى الميلادي. ورافقه في جولته نائب وزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد ومحافظ حلب الدكتور تامر الحجة.

 

 

 

بدأ »زيارة تاريخية« لسوريا بلقاء مطول مع الأسد وسط استقبال رسمي لافت

عون: ثبّتنا سيادة لبنان واستقلاله وقراره الحرّ بكلام صريح من الرئيس بشار

 4/12/2008  السفير/مارلين خليفة

دمشق : اكتسبت زيارة رئيس »تكتل التغيير والإصلاح« النائب العماد ميشال عون الى سوريا، التي استهلّها أمس بلقاء الرئيس بشار الاسد، أهمية استثنائية لدى الجانب السوري الذي كان قد وجه دعوة لعون عقب اتفاق الدوحة، فيما بدأ تنظيم الزيارة فعليا منذ اسابيع.

دلالات رمزية عدّة حملتها الزيارة التي وصفت بـ»التاريخية«. فهي أكدت أن عون يُعتبر الزعيم المسيحي الأبرز بتمثيله النيابي والشعبي، وهو بزيارته طوى صفحة سوداء في تاريخ خلافه مع سوريا، وها هو يُستقبل مجددا بعد ١٨ عاما في قصر الشعب السوري، مستقلا طائرة الرئيس بشار حافظ الأسد ثم سيارته الخاصة، وقد وضع السوريون في مؤتمره الصحافي علم »التيار الوطني الحرّ« الى جانب العلم اللبناني، وحرصوا على تزيين القاعات بالورود البيضاء والبرتقالية، وكأن الأولى ترمز الى السلام والصفاء والمودّة التي باتت سوريا تريدها مع التيار البرتقالي خصوصا، ومع الشعب اللبناني عموما.

من جهة أخرى خطا العماد عون في زيارته خطوة جريئة في اتجاه نقل قسم كبير من المزاج المسيحي من ضفّة الغرب الى ضفّة العروبة، ومن قلب سوريا بالذات، التي وإن أحسنت التعامل مع مسيحييها، فإنها ظلّت على تماس مع مسيحيي لبنان وخصوصا موارنته، الذين يفتحون معها اليوم صفحة جديدة.

الرمزية الاخرى تتمثل بشعور المودّة والإعجاب لدى المواطن السوري بالعماد عون، الشخصية الجدلية التي طالما وقفت في موقع الخصومة مع سوريا. ففي المؤتمر الصحافي لفت ارتداء صحافيات المناديل البرتقالية وقد زينت ياقة إحداهنّ وردة برتقالية، ولم يسلم الصحافيون من خطّ برتقالي يزين ربطات العنق، حتى المواطن العادي كان يعبّر عن فرحته العارمة من دون سؤال: فها هو النادل في الفندق يقول متحببا: »أنا ايضا في حزب التيار الوطني الحرّ«، وأيضا سائق التاكسي والكثير من المواطنين العاديين، الذين تسمّروا على شاشات التلفزة في انتظار كلمات العماد العائد »من خصومة دفنها الى غير رجعة من دون نسـيان الماضي حتى لا تتـكرر الاخطاء«، كما عبّر في مؤتمره الصحافي.

وفي مؤتمره الصحافي، أكد العماد عون أنه لم ينسَ معاناة المسيحيين، وأنه ثبّت »سيادة لبنان واستقلاله وقراره الحرّ بكلام صريح من الرئيس بشار الأسد«.

»الاضطهاد الذي تعرّض له لبنان خصوصا كما جميع اللبنانيين آن له أن يُمحى«، كما عبّر عون. وقد تكون قصة العميد فؤاد الاشقر عبرة عن جرح عميق جدّا يندمل تدريجيا.

تترقرق الدموع في عيني العميد اشقر صديق العماد عون منذ عام ،١٩٧٦ وتكاد تنهمر وهو يعجز عن الإجابة عند سؤاله عما واجهه في السجون السورية (فرع فلسطين) إثر عملية ١٣ تشرين الأول ،١٩٩٠ لكنّ العميد يحبس دموعه ليقول: أنا مؤمن بأن زيارة العماد عون الى سوريا ضرورية.

رأي هو عبرة »للتفريق بين المصلحة الشخصية ومصلحة الوطن« كما يقول الأشقر وهذا مغزى أساسي للزيارة.

الوصول

تأهبت عدسات المصورين واقلام الصحافيين مرارا لإشارات خاطئة تنبئ بوصول العماد عون الى مطار دمشق الدولي، تأفف الصحافيون المنتظرون منذ ساعات الفجر الأولى من »بطء« الطائرة، »فهل يعقل ان تستغرق الرحلة من بيروت الى دمشق أكثر من خمس دقائق؟!«.

استغرقت الرحلة الجوية من مطار بيروت الدولي على متن الطائرة الخاصة بالرئيس بشار الأسد التي وضعها بتصرّف النائب العماد عون نصف ساعة، ووصل عون الى مطار دمشق الدولي عند التاسعة صباحا مع الوفد المرافق، وكان في استقباله نائب وزير الخارجية فيصل المقداد.

توجه الرجلان فورا الى قاعة كبار الزوار حيث رحب المقداد بزيارة »سيادة العماد الى سوريا«، وقال: نأمل بأن تكون بداية علاقات وثيقة ومتطورة لبلدينا.

وردّ له العماد الترحاب بالمثل معربا عن سعادته بزيارة دمشق.

علما بأن المقداد سيبقى طيلة مدّة الزيارة بأيامها الخمسة في رفقة العماد عون وهو دليل تكريم استثنائي يشير الى أن السلطة التنفيذية في سوريا ترافقه في تقدير واضح للمبادرة التاريخية والجريئة من عون.

خلوة الساعتين مع الأسد

في إحدى الصالات الثلاث المخصصة لكبار الزوار، سار العماد ميشال عون وحيدا على البساط الأحمر الممدود لأمتار طويلة، وما إن وصل الى منتصف الطريق حتى فتح باب مكتب الأسد، وخرج الرئيس السوري وسار في اتجاه عون الى منتصف الطريق في إشارة ودية لا يقوم بها الأسد عادة الا لرؤساء الضيوف، وكانت »مصافحة تاريخية« وقبلات خلّدتها عدسات المصورين.

ثم وصل الوفد المرافق للعماد عون يرافقه وزير الخارجية وليد المعلّم ونائبه فيصل المقداد ومستشارة الرئاسة السورية الدكتورة بثينة شعبان. تألف الوفد من النواب: عباس الهاشم، نبيل نقولا، ابراهيم كنعان، فريد الخازن، والوزير السابق سيبوه هوفنانيان الى القياديين بيار رفول، العميد فؤاد الأشقر والإعلاميين ناصيف قزّي وجان عزيز، والدكتور ناجي غاريوس والمحامي جورج عطاالله، والمحامي الزميل جوزيف ابو فاضل.

دخل الرئيس الأسد وعون الى المكتب وجلس الاثنان في صدر الصالون الفسيح، فيما جلس الوفد المرافق في الجانب الآخر، وبادر الأسد عون بسؤال عن الدائرة التي سيترشح فيها فأجابه عون بأنه سيترشح في كسروان، فتعجّب الأسد قائلا إنه ظن بأن عون سيترشح في بعبدا، فراح العماد عون يشرح له قانون القضاء الجديد في حديث عابر أمام عدسات المصورين.

استمر الاجتماع الأولي مع الوفد المرافق زهاء ثلث ساعة، فيما امتدّ الاجتماع الثنائي مع العماد عون لساعتين إلا ربعا. وتردّد بأن عون سيعاود الاجتماع بالرئيس الأسد في ختام زيارته يوم الأحد المقبل.

من الأجواء التي رشحت عن اللقاء قول الرئيس الاسد: إن التقدير السوري للعماد عون كبير على الصعيد الوطني وليس المسيحي فحسب، وأضاف بأن عون كان في خلافه مع سوريا خصما شريفا، والمشكلة ليست مع الشرفاء بل مع الخصم غير الشريف.

وقال الاسد بحسب ما نقل عنه بعض أعضاء الوفد: »نحن في سوريا نحب صراحتك وصلابتك يا سيادة العماد. نريد أن نكون صريحين مع بعضنا ونسمّي الأمور بأسمائها وبوضوح، لأن أهميتك يا جنرال أن لك وجها واحدا تحكي وتفعل ما تقوله«.

المؤتمر الصحافي

بعد انتهاء اللقاء الثنائي عقد العماد عون مؤتمرا صحافيا قدّمته فيه المستشارة الرئاسية الدكتورة بثينة شعبان قائلة: يسعدنا الترحيب بضيف سوريا الكبير الزعيم الوطني ميشال عون، الذي ارتبط اسمه بالصراحة والصدق والجرأة ومواقفه الوطنية الشجاعة. أجرى سيادة العماد مباحثات بنّاءة مع الرئيس الاسد وهذه الزيارة تفتح عهدا جديدا للعلاقة بين سوريا ولبنان وتصبّ في مصلحة الشعبين.

ثمّ تحدّث العماد عون قائلا: أنا سعيد أن ألتقي معكم في دمشق. ما كان يعتقد أنّه محرّم أصبح حلالا وحلالا جدّا. بالطبع، لنا جرأة مواجهة الماضي وليس الهروب منه، ونحن لن نمحوه من ذاكرتنا كي لا نكرر الأخطاء. لذا كان حديثنا مع الرئيس الأسد واضحا جدّا، وتطرّقنا لمواضيع كثيرة بصراحة تامّة لأننا نريد بناء المستقبل وليس التوقف عند الماضي.

أضاف عون: انطلاقا من هنا، أطلقنا على اللقاء تسمية »عملية القلب المفتوح«، لأننا حكينا بقلبنا وبعقلنا وكل ذلك بهدف تنقية الوجدانين السوري واللبناني كي لا يبقى أثر لماضٍ فيه أشياء أليمة جدّا. ولقاؤنا اليوم هو وعد بمستقبل زاهر.

وقال أنه لم يمكن التطرق الى مواضيع تمتد على مدى ٢٠ عاما لذا أترك لكم أنتم الصحافيين حرية سؤالي عما تشاؤون.

سئل عن الفارق بين سوريا حافظ الأسد وسوريا بشار الأسد، وعن ملف المفقودين في السجون السورية؟

فقال: الفارق كبير، إذ تغيرت الظروف والمسؤولين، ومن دون شرح اكثر كلنا نعلم بأن الدول حتى إذا تحاربت تعود في النهاية الى التفاوض، ويجب التنبه الى عدم الانزلاق مجددا الى موقع الصدام. إن الماضي انقلب صفحة بيضاء.

وعن المفقودين قال: ثمة لجان تعمل ونحن بحثنا في هذا الموضوع، وأعتقد بأن هذه اللجان ستتوصل الى نتيجة بالبحث عن الاسماء الموجودة على اللوائح لمعرفة إن دخلت سوريا ومصيرها. الموضوع يتقدم واتمنى أن ينتهي سريعا ويعلن عن النتائج.

وشدد عون على ضرورة إقامة »العلاقات الطيبة والانفتاح والتضامن بين البلدين«. مشيرا الى أنه »كان في حال خصومة مع سوريا وليس عداء، لأن العداء شيء ضخم ولا يجوز«.

عن ملف اللاجئين الفلسطينيين قال: دول كثيرة تركت الموضوع وتحاول التسوية على حق العودة، وأقول أن اية تسوية لن تكون على حساب الدول التي تحمّلت أعباءالـ٦٠ عاما المنصرمة.

سئل عن مغازي الاستقبال وما سيقدمه لسوريا، فقال: لا يستطيع إنسان أن يقدّم اكثر مما لديه، وليس لدي إلا الصداقة.

وحول ترسيم مزارع شبعا ولبنانيتها، قال: لقد قالت سوريا كلمتها بأن المزارع لبنانية، وثمة خلاف على توقيت الترسيم بعد إخلائها. والخرائط موجودة في فرنسا ويمكن للأمم المتحدة الترسيم من دون لبنان وسوريا.

وعن زيارته للأماكن المسيحية المقدسة والرمزية التي تحملها، قال: إن سوريا هي مهد المسيحية، فهل يجوز ألا ازور هذه الأماكن حيث يوجد مسيحيون هم جزء من الشعب السوري، ولكنني أشير الى انني سأزور مواقع إسلامية ايضا وسأجتمع مع المفتي، لأن الشعب السوري مهم بفئاته كلها، ونحن نتوجه الى المسيحيين خصوصا لثنيهم عن الهجرة وحثهم على التمسك بأرضهم وبمشرقيتهم والقول بأنه يمكنهم العيش هنا وان يكونوا طليعيين بكسر حواجز الخوف.

وسئل عمن يعارض زيارته في لبنان، فقال: يجب التغلب على الخوف من الاشرار الذين لا يريدون أن تقام علاقة صحيحة بين البلدين. مستطردا: قد تؤدي الزيارة الى خسارتنا بضعة أصوات في الانتخابات، لكننا لن نتراجع امام قضية تخص الشرق الأوسط برمته. وليسأل من يعارضون أنفسهم: في حرب تموز هل بقيت حدود مفتوحة غير حدود سوريا؟ ليفكروا بالمصلحة الصغيرة الضيقة على الأقل.

وعن العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، قال: إن العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية تشبه حالة الطقس المتقلب، فلا شمس دائمة ولا غيوم دائمة. نحن لا نقيم العداء مع الولايات المتحدة الأميركية بل نعادي بعض مواقفها. اما ذا حصل تبدل إستراتيجي في الأساليب والأهداف كما عبّر الرئيس المنتخب باراك أوباما فتعمد الى بناء علاقات جيدة معنا كدول صغرى لها خصوصياتها، فسنعمد الى تغيير التعاطي معها، أما إذا استمرت في الأهداف والأساليب عينها فلن نخسر بل سنربح للأننا على ارضنا.

وحول رؤية الرئيس الأسد لتطوير العلاقات اللبنانية السورية، قال: السيادة والاستقلال والقرار الحر هي الركائز، قبل كل شيء يجب أن يعترف الإنسان بذاته عندها يعترف به الآخرون. لقد عبّر الرئيس الأسد عن ذلك بكل صراحة ووضوح، وأنا اعرف نواياه وبرغم ذلك تبناه بالكلمة المتبادلة.

وردّا على سؤال عما اذا كانت سوريا يجب ان تعتذر من اللبنانيين قال عون: على بعض اللبنانيين تقديم الاعتذار لنا لما حصل عن مرحلة كانوا فيها شركاء في أمور ضدّنا، فلنبدأ بالاعتذار في بيروت ولننتقل بعدها الى الشام.

وقال عن شهداء ١٣ تشرين: استشهدوا لنبقى أحرارا، المهم الا تتكرر الاحداث التي وقعت، وهذه أكبر تعزية للشهداء الذين ماتوا وهي أن يتأكدوا بأن أبناءهم واحفادهم لن يموتوا.

لـقـطـات

ـ اصطفّ عشرات المصورين في صالة الاستقبال الرئيسية في جوار مكتب الرئيس بشار الأسد، في انتظار لحظة دخول العماد عون، وقد لاحظ الأسد في حديثه الى عون أن عدد هؤلاء فاق المصورين الذين تواجدوا في زيارات رسمية لقادة عالميين.

ـ لوحظ التساهل في التفتيش الأمني للوفد الإعلامي المرافق في قصر الشعب.

ـ زيّنت قاعات في قصر الشعب بباقات الورد الأبيض والبرتقالي ووضعت في مزهريات برتقالية اللون ايضا.

ـ جلس اعضاء الوفد المرافق لعون في المقاعد الاولى خلال المؤتمر الصحافي، وكان بعضهم يبتسم او يضحك خلال بعض الاجابات الطريفة لعون.

  

محاضراً ساعة ونصف ساعة في جامعة دمشق

عون: لن تكون غلبة لإسرائيل بعد الآن

دمشق – من منال شعيا     

النهار 5/12/2008

بعفوية، خاطب النائب العماد ميشال عون طلاب كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق في لقاء ضم جيلين تفصل احدهما عن الآخر اعوام من العمر فحسب بل مسافة سياسية طويلة طبعت علامات بلدين؟ عربين متجاورين تحاربا وتنازعا حتى امس قريب.

ومن بند احدى اكبر الكليات في العاصمة السورية، تحدث عون عن رفضه للفكر الاحادي، وعن الفارق بين الخلاف وحق الاختلاف، قائلا: "نحن نحارب الفكر الاحادي العرقي والسياسي، فالمنطقة تتحول في اتجاه التعددية، وكل الدول مزيج من الاديان والاحزاب"، داعيا الى "جمع الفوارق حتى نغتني". وهو افاض في عرض الصراع العربي – الاسرائيلي فيما اتى الحديث عن سيادة لبنان واستقلاله من الجانب السوري، اذ كان لافتا ان يؤكد عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الوطني لطلبة سوريا ايهاب الحامد ان "سيادة لبنان واستقلاله لن تكون الا عبر الطريقة التي حددها العماد عون".

ساعة ونصف ساعة حاضر خلالها عون عن حقوق الاقليات والفلسطينيين وحق المقاومة والوضع العام في المنطقة، كما لو انه اراد الظهور بمظهر السياسي المشرقي وليس اللبناني المحلي.

هذا الانطباع اعطى عددا من الشباب السوريين، فرصة التعبير عن ارائهم. اذ وقف اكثر من شابة وشاب ليعلنوا امام حشد من الحضور السياسي والثقافي والطالبي والاعلامي: "نحن كمسيحيين في سوريا نعتزّ بك جدا. نفتخر فيك لأنك رجل نظيف". جموع شابة ضاقت بها القاعة الكبرى في الكلية منذ ساعات الصباح. المقاعد امتلأت. شباب وقفوا على الجانبين في الخلف، حتى ان بعضهم لم يبق امامه الا الممر. كلهم اتوا لسماع "السيد العماد". وان كانت اللافتة الكبيرة التي رفعت على الجدار كتب عليها: "جامعة دمشق ترحب بضيف سورية الكبير، الزعيم الوطني اللبناني العماد ميشال عون".

البهجة ارتسمت على وجوه الشباب الذين اتوا من مختلف الكليات. وحين تسأل احدهم عن سبب هذه الحماسة، يبادرك: "الجنرال في سوريا. انه رجل صادق. بين لبنان وسوريا، مرحلة كبيرة اختصرت باسم ميشال عون، ونحن كشباب نريد ان نتعرف الى هذا الرجل. ان نسمعه"، ويقاطعه اخر: "كيف لا نشارك؟ يكفي ان تكون هذه الزيارة حصلت على ايامنا. نحن شهود لهذا التاريخ".

ثوان، ويستعد الشباب. لقد وصل الجنرال. تصفيق استمر دقائق وتكرر اكثر من مرة، ثم دخل عون برفقة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ويرفع يديه محيّا الطلاب.

دقائق، تحولت فيها القاعة ايادي مرفوعة تحمل اجهزة الخليوي المزودة الكاميرا وعيون الطلاب مسمرة الى وسط القاعة وشفاههم مبتسمة. والعماد في الوسط تنقل حركته شاشتان كبيرتان على الجانبين.

تدمير الالة

من "المدرج الباسل" رحب رئيس جامعة دمشق الدكتور وائل معلى بـ"زعيم وطني كبير يحظى بالاحترام والتقدير، بمواقفه الواضحة والداعمة للمقاومة، في وقت تنكر لها كثيرون". انه ترحيب سوري في قلب جامعة لا تشهد كثيرا محاضرات مماثلة، وفق ما يفيد الجانب السوري، اذ ان اخر محاضرة شبيهة كانت لرئيس فنزويلا هوغو شافيز، ومن دون رسائل اعلام. اما امس، فكان "جيش الاعلاميين" العربي والاجنبي مواكبا للزيارة.

خلال المحاضرة، تلا عون نصا مكتوبا، ولكنه استهل بتساؤل "هل نستطيع فصل الماضي عن الحاضر والمستقبل كي يصبح الكلام مريحا والاصغاء ممكنا؟

انا اقول نعم، ولكن ليس بمحوه طبعا ولا بالخوف منه ولا بالهروب الى الامام، بل عبر مواجهته واعادة النظر فيه بذهنية الناقد الذاتي المصمم على التغيير. قدرتنا على القيام بهذه العملية هي مقياس لارادتنا وتصميمنا على التطور ومواكبة المتغيرات والمساهمة في صنعها، فنجعلها اكثر ملاءمة وفائدة لمجتمعاتنا واوطاننا. من هذا المنطلق يصبح التفاهم سهلا والتقارب طبيعيا فلا يعود الماضي مرهقا، ولا الحاضر مربكا، ولا المستقبل مقلقا".

وبعدما رأى ان المقاومة و"التيار الوطني الحر" خاضا تجربة تقويمية منذ 2006، قال: "نجحنا معا في وضع كل الامور على الطاولة ومناقشتها بعمق وصراحة اوصلانا الى تفاهم. هذا التفاهم الذي انعكس على مجتمعنا طمأنينة مكنتنا من المحافظة على وحدتنا الوطنية وساعدت المقاومة على تحقيق الانتصار في اشرس حرب خاضتها اسرائيل ضد لبنان ووفق موازين قوى غير متكافئة". وبين الآلة والانسان معادلة غير متجانسة احيانا، لكن وفق عون، "لم تستطع تهديدات المسؤولين الاسرائيليين المستمرة، ان ترفع معنويات قواتهم المسلحة او ان ترهبنا. فهم لم يتعلموا شيئا من تجاربهم السابقة فيه، ولا يزالون يقوّمون خطأ اسباب هزائمهم المتكررة؛ فبيننا وبينهم فوارق كبيرة في تقدير موازين القوى، قيمتهم الآلة وقيمتنا الانسان، واذا كانوا قد حولوا الآلة اداة لاغتصاب الحقوق، فان الانسان المؤمن بحقه استطاع تدمير تلك الآلة، وهذه المعجزة قد تمت على ايدي المقاومين وفرضت معادلة عسكرية جديدة ستبقى قائمة ما بقي مجتمعنا يواصل دعمه للمقاومة (...) واذا كانت اسرائيل قد حققت انتصارات آنية، مستفيدة من تعثر انساننا في تلك المرحلة، فانها، لم تستطع اسقاط ارادة النواة الصلبة في المقاومة التي كانت تتزايد مع تزايد العنف الاسرائيلي.

وهكذا تمكن شعبنا من ان يحرر نفسه من التعثر والارتباك، ورغم تخاذل بعضنا

أحياناً، حققت المقاومة الانتصار، واسرائيل التي وصلت قواها المسلحة إلى حجمها الأقصى ومستواها الأعلى في الجهوزية التقنية والقتالية والعسكرية، أصيبت بالهزيمة ولن تكون لها غلبة بعد الآن، ولن ينقذها التدريب الجديد لوحداتها العسكرية، فالموضوع يتخطى تقنيات استعمال السلاح والقتال ليصيب الثقة بالنفس والقدرة على الاستمرار في معركة مع لبنان".

سلام وعدالة

وفي مقاربة للمقاومة، عاد عون ستين عاما الى الوراء، عام نشوء اسرائيل ليستند الى شواهد تاريخية توثق المجازر الصهيونية في حق الفلسطينيين، مذكرا بقضية اللاجئين، قائلا: " في نهاية عام 2004 نُشرت رسالة كتبها عالم النفس اليهودي سيغموند فرويد إلى الدكتور حاييم كوفلر عام 1930 أي بعد 75 عاماً من كتابتها، وهي تناهض الفكر الصهيوني الذي يدعو إلى إقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين، وقد رفض فرويد طلب كوفلر المساهمة في الدعاية لهذه الدولة لأسباب وجيهة فنّدها في رسالته، وهذه الأسباب هي نفسها المشاكل التي تعانيها إسرائيل اليوم. ويأتي أيضاً كتاب المؤرخ اليهودي "إيلان بابي ILAN PAPPE "التطهير الإتني لفلسطين" في عام 2006 ليشكّل إقراراً موثقاً بالمجازر التي ارتكبتها الصهيونية في حق الفلسطينيين منذ العام 1948، وبالتهجير الذي طاول مدنهم وقراهم.

ان إعادة النظر هذه إذا حصلت، ستجعل إسرائيل تغيّر مقاربتها في معالجة القضية الفلسطينية وتفهم بصورة أكيدة ونهائية أنها إذا أرادت السلام فإنه يبدأ بحل مشكلة اللاجئ الذي طرد من أرضه ومن ثمّ إعادة الحقوق في الأرض إلى أصحابها؛ فلا سلام من دون عدالة، ولا عدالة إلا باحترام الحقوق، وخلاف ذلك فالحلول سراب." ولانه "لا يمكن اسرائيل اليوم أن تتصرف عكس مسار التاريخ"، بقيت ذاكرة عون مشدودة إلى حرب لبنان وحصار غزة، وقال: " كأننا نسينا جذور المشكلة ونسينا مسببيها مما يتيح لهم التلطي والهروب من مسؤولية أعمالهم. فقلما نشير إلى أن مأساة فلسطين، وما جرته من ويلات على الشعوب العربية، وُجدت نتيجة قرار من الأمم المتحدة قضى بتقسيم فلسطين جاهلاً أو متجاهلاً ما تزخر به تلك المنطقة من مقدّسات تتقاسمها الديانات السموية الثلاث ما يجعلُ السيطرةَ عليها من فريقٍ ما، إعلاناً لحرب الآلهة على الأرض، تشتعل نارها تارة وتخبو طوراً وفقا للظروف ولكنها لا تنطفئ".

امام هذا الواقع، تقع المسؤولية بالنسبة اليه على "الامم المتحدة التي قسّمت فلسطين وما نجم عن هذا التقسيم من مساس مادي ومعنوي بحقوق الشعب الفلسطيني، وهي تعتبر المسؤولة الأولى عن تغطية جميع أعمال الأذى التي قامت بها إسرائيل في ما بعد ضد الشعب الفلسطيني وقد رأيناها تعالج هذه المشاكل وفق إرادة الدول الكبرى بصرف النظر عن توافق هذه الإرادة مع القوانين الدولية او عدمه، فهي لم تنجح يوماً في إدانة إسرائيل بسبب حق الفيتو، كما أنها لم تحاول إرسال قوى لتنفيذ قرارات دولية في فلسطين لتساعد على حماية شعب بأكمله بينما نراها في حقول النفط بقرار دولي أو من دون قرار، ونجد أهم أعضائها اليوم يعملون على إلغاء مفاعيل القرار 194 الذي ينصّ على حق العودة للاجئين الفلسطينيين عبر الضغط لقبول تسوية تلغي واقعياً هذا الحق".

وفيما انطلق من "حتمية التاريخ"، ناشد المجتمعات العربية "العمل توصلا الى مجتمع عربي حضاري وحديث اكثر فاعلية وتضامنا واكثر استعدادا لمواجهة تحديات العصر، لنتحول من مجتمع تبعي ملحق الى مجتمع طليعي قائد".

المحكمة والارهاب

قال الجنرال كلمته. ثم ترك للشباب التعبير عن ارائهم، وكان بينهم لبنانيون ينتمون الى "حزب الله" وحركة "امل".

محاور عدة ناقشها الطلاب مع عون. من مسألة مزارع شبعا الى تدخل الولايات المتحدة في الشؤون اللبنانية، قائلا: "كنا ضد المواقف الاميركية بوضوح وتحملنا تهديدات كثيرة، كانت تصل الينا بالطرق الديبلوماسية، وسنحتفظ بنشرها في المذكرات. تكفينا حروبا ونريد مجتمعا مقاوما يكون مدعوما عربيا".

بالطبع السؤال عن المحكمة الدولية كان حاضرا. اما جواب عون فهو "ان الوضع الدولي تغيّر وليس بموقع مسايرة احد، ونحن نحمل القضاء مسؤولية الابقاء على اشخاص معتقلين خلافا للقانون".

والجنرال فضل اعتماد الديبلوماسية في رده على سؤال عن مصادر تمويل الحركات الارهابية في الشمال، اذ قال: "لا احد يجهل مصدر الممولين والدعم. وفهمكم كفاية"، فيما آثر عدم التعليق على الدور السعودي – المصري في لبنان.

وبرز سؤال عن اتفاق الطائف ونظرة عون الى علاقة الاطراف اللبنانيين الاخرين بسوريا، فأجاب: "العلاقة كانت مصلحية، لم تقم على الصداقة. وبعد انسحاب الجيش السوري توجهت المصالح الى جهات اخرى. اصحاب المصالح هويتهم دفتر شيكات ووطنهم المصرف. اما انتقادي لاتفاق الطائف فهو بسبب عدم تحقيقه التوازن في مؤسسات الدولة، (...) لا يجوز الجمع بين المراقبة والتنفيذ".

وتبقى قضية مسيحيي الشرق والاقليات "الشغل الشاغل"، لعون وهي اتاحت له التحدث عن مفهومه الديني والثقافي، اذ اعتبر ان "العلاقة الدينية عمودية وليست افقية. نحن نعيش مع الاخرين بعقد اجتماعي عبر القوانين، ولا اريد ان يكون المعتقد الديني سلبا على احد، بل ان نكون جميعا مواطنين في الحقوق والواجبات".

وسط "منافسة" الطلاب على طرح الاسئلة. قدّم عون رؤيته. وتسلم في ختام المحاضرة درعا تقديرية من اتحاد الطلبة. وكان لافتا ان احد الطلاب ناداه مرارا "الرئيس ميشال سليمان"، فما كان من عون الا ان علق ضاحكا: "سأجيب بالنيابة. حلو نتشبّه ببعضنا".

 

اليوم الثالث أمضاه سائحاً دينياً من صيدنايا الى حمص

عون يعلن إزالة "الغيمة السوداء" وسط تظاهرات سورية مرحّبة

منال شعيا – حمص:النهار 6/12/2008

... وفي اليوم الثالث نزل "الشعب السوري" على الارض لملاقاة الجنرال. بأغصان الزيتون استقبل. وعلى وقع اجراس كنائس وترانيم كشافة شقّ طريقه بين الجموع.

كانت مفارقة ان يشهد قلب حمص تظاهرات سورية تأييدا "لقائد تحرير لبنان".

هي قصة تاريخ كتبها بالامس النائب العماد ميشال عون. "الغيمة السوداء" التي حكمت لبنان اعواما طويلة، والتي تحدث عنها لحظة وصوله الى مطار بيروت بعد المنفى الباريسي،  "ازيلت الان". لقد اعلن الجنرال نهايتها من حمص.

من ريف دمشق وصولا الى حمص "حجّ" العماد الى ابرز المقامات الدينية، وسط "بحر" من البشر تدافع الى درجة الاختناق. كانت حبّات الارز والورود تتناثر من كل حدب وصوب. والزغاريد وقرع الطبول و"زمور" الجنرال تسمع من شوارع حمص.

لحظة قد تبدو غريبة في آنيتها، لكنها ستبقى محفوظة في التاريخ ولحكمه: عون يسير في شوارع حمص وسوريون يهتفون: "حيّو ميشال وميشال والارزة اللبنانية". وقد ابى التكلم في السياسة. لكنه تحدّث الارامية، لغة المسيح القديمة، حين ردد وراء احد الكهنة في دير مار سركيس وباخوس في معلولا صلاة صغيرة. وبدا شديد التأثر. و عبر عن شعوره بالكتابة في السجل الذهبي للدير: "هذه الزيارة غمرت نفسي بالفرح وعادت بي الى الماضي الذي جعلني اشارك السيد المسيح في لغته، فملأ نفسي حبورا وسعادة".

هكذا، خلع عون لباسه

 العسكري – السياسي وتحوّل لساعات متفرغا للموضوع الديني زائرا كنائس وكاتدرائيات تعود الى 1500 سنة. خشوع، تأمل، ولحظات صمت تسود.

 ببساطة صمتت لغة السياسة بالامس، ورهبة الامكنة وقدسيتها طغت على كل التفاصيل الاخرى.

صيدنايا، دير مار سركيس ودير مارت تقلا في معلولا، كنيسة ام الزنار، كاتدرائية سيدة السلام، مقامات لم "يسكنها" سوى الايمان والقداسة. وفيها كلّها اكثر من استقبال. انه تكريم لعون الضيف الاستثنائي.

المقام العجائبي

مشوار "الحج" بدأ باكرا. عون واعضاء الوفد المرافق يستعدّون و"الرفيق الدائم " نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يرافقهم، فهو المكلّف من الرئاسة السورية مرافقة "الضيف الكبير" في كل محطات الزيارة، مما يعطي مؤشرا اضافيا على الاستقبال البروتوكولي اللافت.

يقطع الموكب العاصمة لينتقل الى ريف دمشق الذائع الصيت، لاسيما لبنانيا. ففي هذا الريف يقع دير صيدنايا. ثوان، وتطل بيوت قديمة وسكان يصطفون على طول الطريق، وتسمع من بعيد ترانيم دينية. وتلفت لافتة كبيرة باللون البرتقالي كتب عليها: "سورية ستظل امينة في العمل من اجل مصلحة لبنان"، وزغاريد النسوة لم تحجب وجوه بعض الشابات اللواتي حملن ورودا برتقالية وهتفن: "الله لبنان، عون وبس".

هتاف لبناني بامتياز. تقترب من احداهن لتدرك على الفور انها من بيروت ومتزوجة من سوري. وتبادر بالقول: "الله يخللي الجنرال. هو رجل نظيف يعرف متى يخاصم ومتى يصالح".

اما حين تسأل سوريا كيف

تنظر الى العماد عون، فسرعان ما تردّد: "شرف، مقاومة، تضحية، المثل العليا"، وتتدارك: "لماذا تستغربون محبتنا؟ الخصم الشريف لا يطعن، لكن الصديق غير الشريف بنى علاقة عداء معنا ولا تمحوها زيارة او لقاء. الجنرال لم يأت ليأخذ شيئا، نحن اردنا اعطاءه محبتنا".

الترحيب والهتاف لمسهما الجنرال وهو يدخل الكنيسة. سمع بعضهما وقابلهما بضحكة او بعبارة : "الله يخليكم". كان يصافح بعض الناس ويرد التحية على اخرين، وكان دائم الابتسامة، لا تجمد عيناه الا امام المذبح، وقد رافقته رئيسة الدير الام كريستينا باز وعدد من الراهبات،  الى راعي ابرشية صيدنايا الاب جورج نجمة (لبناني من مجدليون) وادوّا صلاة الدعاء.

واقترب الجنرال من الاخت باز لتمسح جبينه بالزيت المبارك، وتقول: "نريد السلام العادل والعيش المشترك والتآخي. مدينة صيدنايا اضاءت بقدومكم. انتم صانعو السلام". مشهد فرض السكوت. صعب على الجنرال الكلام. حدّق في صورة السيدة العذراء وقال: "اتطلّع الى هذه المعاني حتى نأخذ العبر ونتخطّى صعاب الحياة".

وبدا مبهورا كأنه يسكن لحظة خارج الزمن واراد التمتع بكل ما حوله، فيما الراهبات يرشدانه الى المقام العجائبي الذي يحويه  الدير، ويضم صورة ذات قيمة نادرة للسيدة العذراء يعتقد ان راسمها هو لوقا الانجيلي. هناك تسمر في الارض ورسم اشارة الصليب واضاء شمعة. وتأمل ولا كلام. فهذا المقام بأنواره الخافتة، لا بل بأنوار شموعه يعتبر المركز الثاني للامكنة المسيحية بعد القدس، ويعود الى 1500 سنة.

"في حضرة الله"

شعب مسيحي ظهر بالامس في سوريا. والجنرال الذي يتعظ بمثل العراق، عرف ان يحاكي مسيحيي سوريا من دون ان يغرق في تعصب، فقصد زيارة اماكنهم. وجال سائحا دينيا، متنقلا من صيدنايا الى دير مار سركيس وباخوس في معلولا. اعلام الفاتيكان والاعلام اللبنانية تستقبله. اطفال ونسوة ورجال اصطفوا في شكل منظم، وصفقوا دقائق من دون انقطاع، وهو يهم بدخول الكنيسة، يرافقه رئيس الدير الاب توفيق عيد.

على باب كنيسة الدير، تقف مهى الحاج. موظفة تعمل هناك. تتكىء برأسها على الباب وتبكي قائلة: "لا اصدق ماذا ارى. نحن شهود على هذا التاريخ. البابا يوحنا بولس الثاني زارنا واليوم الجنرال. هما من يحاكيان الوجود المسيحي. لا نريد الا السلام".

مهى، شابة ثلاثينية. تعجب للصورة التي يأخذها بعضهم عن سوريا وشعبها. هي ترى في زيارة عون "لفتة الى مسيحيي الشرق. نحن نريد من يدعمنا".

ربما لم يشاهد عون مهى، وان كان بالتأكيد لامس احاسيس من اصطفّ خارج الدير، وسمع نداءاتهم المرحبة. لم يردّ بخطاب بل بتحية وضحكة. ليدخل الكنيسة. يصلّي بالآرامية، ويتلقّى من الاب عيد ايقونة الصليب مع العشاء السري.

نحو عشرين دقيقة امضاها عون في ارجاء الدير، قبل ان يتوجه الى دير مارت تقلا. على طول الطريق، تشاهد بعض الكهوف. لتصل الى مكان تشعر بأنه " الهي". احساس يشعر المرء انه في "حضرة الله". جبلان منشقان والجموع تسير بينهما. مشى عون مستمعا الى كلام يشرح فيه ان هذا الجبل انشقّ جهتين حين مرّت القديسة مارت تقلا هربا من الجنود الرومان في القرن الاول الميلادي. انه مكان لا تصفه الكلمات. والجنرال ترك نفسه لهذه اللحظة. لا تصريح يكبّله، ولا ردّ على موقف يريد توجيهه. يضيق الممر بين الجبلين قبل ان تصل الجموع الى الكنيسة. وبعفوية اثارت بكاء بعض الحاضرين، امسك عون يد رئيسة الدير الاخت بلاجيا سيّاف ليصعدا الدرج معا، فيما الجموع تصفق وتردد: "تيارك يا ميشال عون كبر ووصل لكل الكون"، " من هالميل ومن هالميل، بدنا نؤدي التحية ونتمنالك كل العون من مارت تقلا النقية".

وقفا قليلا امام تذكار صغير للسيدة، نظر اليه الجنرال ليقرأ عبارة: " تقدمة رئيس بلدة الحدت - لبنان". قرأها جيدا بتمعن. هزّ رأسه. وعلّق احدهم: " كلنا مصيرنا واحد"، ثم كان ترحيب لافت من سيّاف، وضيافة فاكهة وحلوى وتذكارات.

حلّ عون "ضيفا" مكرّما في اقدم الكنائس التي تحتوي ايقونات من الرسم الحلبي، وتبرز ايقونة تجسد اورشليم وتعود الى 700 سنة، وكل الراهبات تحضرن لهذه اللحظة. وجميعهن اردن التحدث الى الجنرال. احداهن تشرح له رمز الصليب التي ترتديه، واخرى تصرّ عليه ان يبقى يذكر مسيحيي الشرق، فيما هو يستمع، وبتحبب، يجيب: "بصلواتكن. ان شاء الله خير".

حمص: مشهد آخر

جولة ماراتونية امضاها عون. انتقل برا من ريف دمشق الى حمص. نحو ساعة، ليستقبل " استقبال الزعماء". من اول حمص وحتى مقر المحافظة، اصطف الناس على جانبي الطريق، منتظرين مرور الموكب. طبول، زغاريد، "عراضة" شامية، وحناجر تصدح: "يا كبير يا عون".

بصعوبة شقّ الموكب الطريق. ترجل الجنرال ليدخل مقر المحافظة، ودائما برفقة المقداد، ويعقد لقاء مع المحافظ محمد اياد غزال وعدد من اعضاء المكتب التنفيذي. لم يستغرق الاجتماع ربع ساعة، وقدم خلاله غزال لعون تمثال الملكة زنوبيا.

يخرج الجنرال ليقترب قليلا من الجموع المحتشدة في الخارج. وبصعوبة يدخل سيارته. متوجها الى كاتدرائية سيدة السلام، مقر مطرانية الروم الكاثوليك. وهناك مشهد ربما لم تعرفه حمص من قبل، لا سيما خلال استقبال ضيف عربي. هي لحظات. وتتحوّل الجموع امواجا. تدافع. اختناق. زحمة. والكل يهتف لعون. الطريق لم تستوعب البشر. تشعر ان الشعب السوري كلّه نزل. جانبا الطريق " تفرّغ" بشرا. شرفات الابنية امتلأت والايدي لا تتوقف عن الارز والورود. بالكاد استطاع مطران حمص وحماه وتوابعها للسريان الارثوذكس المطران سالوانس بطرس النعمة ومطران حمص وحماه للروم الكاثوليك ازيدور بطيخة ولفيف من المشايخ من مختلف الطوائف الاسلامية، الاقتراب من عون لادخاله الكاتدرائية.

حالة من الانفعال الشديد سادت المكان. الى درجة ان مسافة قصيرة استلزمت اكثر من نصف ساعة ليتمكن كل اعضاء الوفد العوني من دخول الكاتدرائية. في الداخل الجو مختلف. صلاة، فتقديم من المطران بطيخة الذي علّق في عنق الجنرال صليباّ ازرق وباركه. وعند ذلك بدت على عون علامات التعب، لكنه بقي يبتسم، ثم ردّ بالقول: "الصليب الكبير صلب عليه السيد المسيح، ولكن هناك صليب القضايا الكبرى ومنهم من يستشهد في سبيلها (...)، سيبقى لدينا شرف المحاولة سواء انتصرنا او فشلنا شرط المبادرة لمواجهة الصعاب".

ويخرج الجنرال كما دخل. جموع، تدافع، زحمة، ترافقه حتى كنيسة ام الزنار التاريخية، حيث يعتقد بوجود زنار السيدة العذراء. هناك، اقام المطران النعمة صلاة دعاء وألقى كلمة ترحيبية، في حين كانت الجموع تهتف. وتواصل الترحيب. من كل الاعمار نزلوا. من كل الفئات الاجتماعية. ترى عاملا وطالبا وسيّدة ترتدي لباسا رسميا. شبكوا ايديهم بعضهم ببعض. الكتف على الكتف، وان اهتز المشهد مرارا بسبب التدافع، وكانت الهتافات تعلو صوتا واحدا: " حيّو ميشال. حيّو تيارك يا ميشال عون".

اما المشهد الاكثر تعبيرا فهو ذاك الشاب الذي يلوّح عاليا بنسخة من البرنامج السياسي لـ"التيار الوطني الحر" بعنوان: "الطريق الى الآخر". تكاد تختنق حتى تصل اليه، لتسأله عن السبب او اذا كان يعرف ما يحويه الكتاب. وبلهجة شامية محكمة، يجيب: " عون رجل حرّ وليس بوجهين. احد الاصدقاء ارسل لي هذه النسخة، لاني اريد ان اعرف ثوابت التيار وفكر هذا الرجل". ولا تستطيع ان تكمل الحديث مع الشاب، بسبب زحمة الجموع.

وما لبث "الهرج والمرج" ان هدآ قليلا حين علمت الجموع بتوجّه عون الى مطعم " بيت الآغا" حيث تناول الغداء، وقدّم له غزال عباءة. واذا كان عون قد اظهر بالامس وجها اخرا بعيدا عن السياسة، ولقي استقبال رجال دين، فانه عرف ان يزاوج في كلمته الاخيرة بين الدين والسياسة حين قال: "تشرّفت بهذه الجولة الدينية القيّمة. لبنان هو لبنان المحب، اما لبنان الكاره فهو لبنان الاقلية، ولا بد ان يندموا ويرتدعوا".

ومساء وصل عون الى حلب عبر مروحية، ليتابع جولته الدينية والسياسية.

مشاهدات

- لفت ان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد كان "الصامت الاكبر" خلال الجولة، وعلى رغم مرافقته النائب ميشال عون في كل الجولات والمحطات، لم يدل بأي تعليق للاعلاميين، تاركا كل المساحة للجنرال.

- خلال مرور موكب عون في شوارع دمشق، كانت تتوقف حركة السير. ويمر الموكب وحده على الطريق.

- خلال وجود الوفد العوني في كنيسة دير مار سركيس وباخوس في معلولا، انشرح وجه النائب ابرهيم كنعان حين ردد له الجنرال ضاحكا: "هذا شفيعك يا ابرهيم في المتن".

- لولا مساعدة اعضاء الوفد العوني والعناصر الامنية المرافقة للاعلاميين والصحافيين اللبنانيين خلال التظاهرات الداعمة لعون في شوارع حمص، وحرصهم على شبك الايدي بعضهم ببعض، على رغم الاقلام والدفاتر، لكان بعضهم بقي بسبب "الامواج البشرية" في قلب حمص، او ضاع في "ريف دمشق"!

- كتب الصحافيون تقاريرهم وهم في طريقهم براً من حمص الى حلب، بسرعة تجاوزت احيانا الـ180 كيلومتراً، مما اثار موجات من ضحك لن تنسى.

 

مفتي سوريا أكد "أن دماء الشهداء في لبنان لن تضيع"

عون أمضى وعائلته يوماً سياحياً والتقى الاسد ثانية:إذا قُتلت فأكون قد نقلت الحقيقة الى الأجيال

النهار 7/12/2008

حلب – من منال شعيا

خرج "سيادة الرئيس" و"سيادة العماد" في جولة سياحية خاصة. خلعا البذلة الرسمية،  ليكتشفا معا، وبرفقة عقيلتيهما، معالم قلعة حلب. فكان اللقاء والغداء الثاني بين الرئيس السوري بشار الاسد والنائب العماد ميشال عون، لكنه لقاء مختلف عن الاول في شكله ومضمونه. تكلّما في معالم الاثار والسياحة، وطغى على الجلسة الطابع العائلي.

ففي اليوم الرابع من جولة عون السورية، والاول له في حلب، انضمّت عقيلة عون السيدة ناديا والوزير جبران باسيل ورئيس مجلس ادارة  الـ"او.تي .في" روي الهاشم وعقيلتاهما الى الوفد اللبناني، ليشاركوا جميعا في القداس الذي سيقام ظهر اليوم على قبر مار مارون في منطقة براد على جبل مار سمعان، والذي يرجح ان يحضره الرئيس الاسد وعقيلته.

بالامس، لم تميّز الجولة السياحية وحدها "اليوم العوني" في سوريا، وان كانت تحمل اكثر من دلالة، وخصوصاً انتقال الاسد من دمشق الى حلب، لمواكبة زيارة عون، ومرافقته شخصيا الى القلعة، في حفاوة لافتة اراد الرئيس السوري تكريسها لـ"ضيفه الكبير" وافراد عائلته.

انما هذه المناسبة السياحية لم تحجب " الطابع الماروني" الذي بدأ به عون نهاره، فحرص على ان يزور اهم كاتدرائيات حلب، "مهد المارونية"، كما قال مطران الموارنة يوسف انيس ابي عاد الذي اختار ان يهدي عون شعار مار مارون ودرع الكاتدرائية. قائلا: " نرحب من كل قلبنا بهذا الوجه الطيّب".  

ترحيب من نوع آخر لاقاه عون مساء خلال عشاء لافت أقامه على شرفه مفتي الجمهورية السورية احمد بدر الدين حسون، ترافق مع كلام سياسي للمفتي الذي قال: "لبنان كسوريا وطن لا تعترف فيه بكلمة اقليات. نحن مع العدل. لسنا مع اكثرية او اقلية. دم الشهداء الذين سقطوا في لبنان لن يضيع ونحن نبحث عن هذه الدماء".

هكذا، عبر محطاته الدينية، مارونيا واسلاميا، ارسل عون اكثر من رسالة سياسية الى الداخل اللبناني. رسالة وجهّت في الشكل والحفاوة التي استقبل بها، ولم تنسحب على الكلام السياسي له. اذ آثر الجنرال، طوال اليوم، عدم التطرّق الى الشؤون السياسية او الردّ على المواقف المنتقدة. بالنسبة اليه، "اجواء الشر السياسي لا تأتي بشيء"، وبصراحة قال: "ان قتلت فأكون قد نقلت الحقيقة الى الاجيال، وستنتصر الرسالة ويحملها الجميع".

بين البطريرك والبابا

بين صورة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والبابا بينيديكتوس السادس عشر، جلس عون في صالون الكاتدرائية المارونية والى يمينه المطران ابي عاد، ولفيف من الكهنة وممثلين لطوائف الكاثوليك والارثوذكس والبروتستانت. تحدثوا قليلا، فيما كانت اصوات قرع الطبول تسمع من الباحة الخارجية. لحظات، ويقول ابي عاد: " اتيتم من لبنان. وبيننا الكثير من التبادل. بين موارنة لبنان وحلب تبادل وتواصل مستمران.هذه الكنيسة الاثرية لها طابعها القديم ولها خصوصيات قديمة. يكفي ان تكون حلب مهد المارونية. من هنا، انطلق الموارنة".

لذلك، شعر عون بأنه في المكان الاقرب الى نشوء المسيحية. "هنا، جذور مسيحية ومارونية". كلام يدعو الى التعددية قيل من وسط حلب التي تعتبر اكبر المدن المسيحية، وتضم اكثر من 200 الف مسيحي، فضلا عن انها اول مدينة في الشرق تحوي 11 رئيس طائفة. وفي رأي عون، "لا فرق بين الاسلام والمسيحية"، اما المشكلة فهي "عندما نحاول اختصار الله ونسبب الانقسام. لنا ارث واحد هو ارث الانجيل ولنا طقوس مختلفة".

وأبي عاد، الذي حرص على توجيه تحية للرئيس الاسد من قلب الكاتدرائية المارونية، وصف عون " برمز مسيحي، وطني، ومشرقي يملأ قلبنا بهجة وسروراً. بين موارنة حلب ولبنان مسيرة مشتركة، نحن هنا نعيش حياة حلوة بين رؤساء الطوائف وحقوقنا محفوظة في عهد الرئيس الاسد".

وبلفتة محببة، خصّ ابي عاد عون برمز معبر، اذ اختار ان يسلّمه شعار مار مارون. وعلى رغم الدلالة الكبيرة لهذه اللفتة، الاّ ان الصورة التي قدّمها له  مطران الروم الكاثوليك يوحنا جنبرت وهي تجمعه ببطريرك الروم الكاثوليك الراحل مكسيموس الخامس حكيم، في قصر بعبدا، وهو يرتدي البذلة العسكرية، جعلته يتأثر وخصوصاً حين قال له جنبرت: "اعرف كم كان البطريرك حكيم يحبك".

ثوان، ويجول الجنرال في ارجاء الكاتدرائية ليشهد على التاريخ، فيرى اقدم كتاب قداس باللغة السريانية يعود الى  1490 عاما، ثم يشق ممرا ضيقا لينتقل الى ما كان يعتبر الكنيسة القديمة. هناك، يطلّ التاريخ عبر الاعمدة والابواب والباطون. من هذه الكنيسة نطل على باب كنيستي الارمن الارثوذكس والروم الارثوذكس. وهناك، يقف عون ليستمع الى شرح احد الكهنة. يحدّق. واصوات الترانيم المارونية تأتي من الجهة المقابلة، من داخل الكاتدرائية. لحظات من الصمت والتأمل تسيطر على الحضور. يدخل عون والوفد متجها الى المذبح. تبدو الكاتدرائية شبيهة الى حدّ كبير بكاتدرائية مار مارون في وسط بيروت. التصميم نفسه، وبالطبع الايمان ايضا. الجميع يسكت. ولا صوت يخرق الترانيم وصلاة التبريك.

في الخارج، تحتشد جموع. تقف على الشرفات او تأخذ بصعوبة مكانها في الباحة. بعضها لبناني الاصل. الشابة ادنا شديد من حمانا تسكن في حلب لان امها سورية، تقول: " اتيت لاستقبل الجنرال. كنت ازور قصر الشعب (في بعبدا) عام 1990، دعما له، واليوم، استقبله هنا. انه رجل صادق وصاحب موقف". اما طوني فتال السوري الذي يأتي من اللاذقية فلا يعبر الا برفع علم كبير لـ"التيار الوطني الحر"، والى جانبه صونيا سلوكجي. هذه المرأة السورية تنظر الى عون على أنه " نظيف. حاربنا لكنه لم يعادنا".

وعون الذي دخل الكاتدرائية بالورود، خرجها بالارز. وعلى الباب الخارجي، اصرّت صونيا على الاقتراب، شدّ على يدها، فقالت عاليا: " نحن سوريون، نحبك كثيرا. انت لست للبنان فقط، بل لجميع المسيحيين".

"زنار من البشر" رافق عون خلال مرور موكبه في حلب القديمة. ومن الموارنة الى الارمن. اما المكان فهو: نادي الشبيبة السورية- المركز الثقافي للارمن، حيث استقبله مطران الارمن الارثوذكس لابرشية حلب وتوابعها شاهان سركيسيان. الترحيب لافت بالوزير السابق سيبوه هوفنانيان، الذي جلس الى جانب المطران.

"حبيبنا": بهذه العبارة اختصر سركيسيان العماد عون، واصفا اللقاء بـ"العظيم".

الجنرال لم يخف اعتزازه. لقد جاء ليزور جذوره، كما قال، حاملا اليهم محبة من لبنان: "أفرح بأني التقي اخوة لم تلدهم امي، لكنهم اخوة في الانسانية، واحيانا بالايمان والمواطنية والصداقة، وتبقى صداقتنا هي التي تضغط على الكبار وتحقق الوفاق".

الجو نفسه رافق جولة عون داخل كاتدرائية الاربعين شهيداً التي تعود الى 900عام.

وثمة ترحيب ظاهر من سركيسيان و عضو مجلس الشعب السوري سنبل سنبلين.

حلب: المفاجأة

قلعة حلب: المفاجأة الكبرى. ظهرا، كان موكب الاعلاميين يسير من دون ان نعلم اتجاهه. وكان التقدير ان ثمة نشاطا لعون. نحو ربع ساعة، ثم تتوضح نقطة الاتجاه: انها قلعة حلب. اما المفاجأة فكانت حين توقف عدد من السيارات الرسمية امام القلعة.  دقائق، ويخرج الاسد من جهة السائق والى يمينه الجنرال. وفي الخلف السيدتان اسماء الاسد وناديا عون. تشعر بان الصورة "رئاسية" رسمية بامتياز. انما الاسد وعون "تحرّرا" من ربطة العنق، وتحوّلا سائحين في ارجاء القلعة، وبرفقتهما باسيل والهاشم وعقيلتيهما.

صمت مطبق فرضته المفاجأة، حتى على بعض السائحين والمواطنين في القلعة الذين ابعدوا الى الجهة المقابلة وهم يهتفون: "بالروح بالدم نفديك يا بشار".

قلعة ضخمة جدا، لا بل عملاقة في المساحات والادراج، فهي قادرة على استيعاب 15 الف شخص، وعلى الزائر ان يصعد 207 طبقات.

كان الودّ ظاهرا. السيدة أسماء تمسك بيد السيدة عون وتتحادثان عن النشاطات السياحية والثقافية في سوريا، فيما عون والاسد يتبادلان أطراف الحديث عن الآثار، وبينهما المرشد فوزي شعبوق الذي يشرح تاريخ القلعة.

جو مريح طغى بين الاسد – عون. عفوية في التعامل وتقدير لافت اظهره الاسد. والاهتمام بالغ من السيدة اسماء بعقيلة الجنرال. احيانا، تمسك بيدها لتصعد احدى الادراج الاثرية. واحيانا اخرى تتحدث بتحبب مع عون. فالسيدة الانيقة عرفت كيف توصل رسائلها. بهمس، أخبرت زوجة الجنرال عن المدرج التاريخي حيث تقام المهرجانات الصيفية، وعن خزانات المياه التي اكتشفت حديثا داخل القلعة. منظر حضاري نادر، واحاديث متبادلة بين الرجلين عن الاثار والتاريخ. وحدها عبارة "سيّدي الرئيس" التي يطلقها شعبوق على الجنرال ليدله على احد المعالم، تعيدنا الى جو رسمي، بدده حضور العائلة ومشهد القلعة اللذان طغيا على كل ما عدا ذلك.

الجميع يصعد للوصول الى فوق، الى القمة، حيث يبرز مشهد بانورامي لحلب. دفعة واحدة، ترى المآذن وقبب الكنائس وبعض الابنية الاثرية والساحات. يتوقف الكلام، وتبقى اللغة الوحيدة للصورة.

12 حضارة، يقول شعبوق، "سكنت" هذه القلعة.

تنتهي السياحة بالودّ نفسه. احجيات يطلقها الجنرال، واخبار عامة تتناقلها السيدتان عن المجتمعين السوري واللبناني. كل شيء بعيد عن السياسة. فقط مشهد عون – الاسد معا يعيد الى الكثير من المواضيع. 

وكانت عائلة عون زارت بيت الرئيس الاسد في حلب، وتوجه الجميع الى الغداء في احد مطاعم سوق حلب القديمة، قبل ان يقود الاسد السيارة بنفسه متوجها الى القلعة.

ومساء، واصل عون لقاءاته في مقر اقامته في "الشيراتون" حيث استقبل وفودا من رجال دين ورجال اعمال.

وفي لفتة نادرة، أقام المفتي حسون عشاء لعون في مطعم "قصر الوالي". والقى حسون كلمة لفت فيها الى ان " لبنان كسوريا وطن لا تعترف فيه بكلمة اقليات. نحن مع العدل. لسنا مع اكثرية او اقلية". ووفق حسون، " عون لم يتنازل عن حبه للبنان، وسوريا في خندق واحد مع كل وطني"، وتوجه اليه: "انا أشعر بأنك تتكلم بوطنيتك. انت لبناني عربي مؤمن اصيل. انت تتحدث كلمة الوطن وتتكلم عنا جميعا".

ولفت الى ان " دم الشهداء الذين سقطوا في لبنان لن يضيع، ونحن نبحث عن هذه الدماء، وابواب سوريا مفتوحة لكل من يقول لبنان السيد المستقل".

أما عون فلم يستفض في الكلام. واعتبر ان " المفتي اعطى صورة واضحة"، وشكر للاسد ضيافته"، قائلا: " استقبلت بفرح قرأته بالعيون، واشعر ان الرسالة مرّت في جميع القلوب، وما علينا الا ان نتابعها لتصفية كل المشاكل العالقة".

وختم: "ان قتلت فأكون قد نقلت الحقيقة الى الاجيال، وستنتصر الرسالة ويحملها الجميع".

بالامس دخل عون الكاتدرائيات وخطب امام مفتي سوريا وزار قلعة حلب برفقة الاسد: مفارقات ثلاثية تضاف الى سجل الزيارة السورية التي باتت قصة في تاريخ احد ايام كانون الاول 2008.

 

عون "يحزّر" الأسد عن قلعة حلب

النهار 7/12/2008

• رفضت مستشارة الشؤون السياسية والاعلامية للرئيس السوري بشار الاسد بثينة شعبان التحدث الى "النهار"، او تقويم زيارة النائب العماد ميشال عون معها قائلة: لـ"النهار"، لا، لن اتكلم".

- منذ اليوم الاول لزيارة عون، برزت حركة الوزير السابق ميشال سماحة. فكان الحاضر الدائم في فندق "شيراتون" والمشارك في بعض النشاطات، وكان يتولى التنسيق بين الجانبين السوري واللبناني، ويرتب بعض اللقاءات.

في اثناء الجولة داخل قلعة حلب، سأل عون الاسد الاحجية الآتية: "حين كنا تلاميذ في المدرسة، طلبوا منا اعطاء جملة تقرأها من الجهتين بالطريقة نفسها، فكان الجواب: "بلح تعلق في قلعة حلب"، فلم يسمع الاسد من المرة الاولى، فما كان من الجنرال الا ان اعادها عليه ضاحكا.

 

جنبلاط لـ»السفير«: أرفع الصوت محذراً من الانفتاح الغربي على دمشق

عون لـ»السفير«: اعتدتُ ربح المعارك المستحيلة

صلـوخ: الجانب السـوري اسـتأجر مقـر السـفارة ... وأسـماء السـفراء لم تُحسـم

السفير 11/12/2008

 مع انتهاء مفاعيل عطلة عيد الأضحى، تعود الهموم السياسية والمعيشية الى واجهة الاهتمامات، مع تسجيل حرارة لافتة للانتباه في الخطاب السياسي الداخلي، تبعاً لحيثيات انتخابية من هنا أو هناك، فيما الحقوق المكتسبة لموظفي القطاع العام منذ عشر سنوات، تسلك طريقها الى اللجان النيابية المشتركة مجدداً، تحت عنوان البحث ليس عن طرق تسديدها، بل رفد خزينة الدولة، التي تجاوزت إيراداتها من صفيحة البنزين وحدها أكثر من أربعمئة ألف مليون ليرة سنوياً.

ويبدو جلياً أن عنوان العلاقة مع سوريا قد تكرس منذ الآن كمادة انتخابية ملتهبة، يجري استخدامها في التراشق الإعلامي والسياسي الآخذ في التصاعد، وقد ساهمت زيارة رئيس تكتل الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون الى دمشق، ومن ثم كلمة النائب وليد جنبلاط الاحد الماضي في إعطاء صورة وافية عن طبيعة الفرز الحاصل بين الخيارات الإقليمية المتناقضة، والتي ستكون موضع اختبار شعبي في الانتخابات النيابية المقبلة، علماً أن هناك من يصر على طرح مخاوف متصلة بإمكان إجراء الانتخابات في ظل هكذا أجواء.

وبينما تستمر زيارة عون بالتفاعل داخلياً، وخاصة على الصعيد المسيحي، كان رئيس »اللقاء الديموقراطي« النائب وليد جنبلاط يحرص على حفظ مسافة بين موقفه الشخصي الحاد من النظام السوري وبين توجهات رئيس الجمهورية ميشال سليمان والحكومة الهادفة الى إعادة ترتيب العلاقة مع دمشق، في وقت أكد وزير الخارجية فوزي صلوخ ان لبنان وسوريا سينجزان تبادل التمثيل الدبلوماسي قبل نهاية الشهر الحالي.

وبدا أن عون كان مهتماً بأن تكون خطوته الاولى بعد عودته الى بيروت هي لقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان لإطلاعه على نتائج زيارته الى سوريا، وبالتالي قطع الطريق على محاولات توظيف مظاهر هذه الزيارة ومضامينها للإيقاع بين »الجنرالين«. ومن المتوقع ان يزور عون أيضا خلال الايام القليلة المقبلة البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير لوضعه في أجواء نتائج زيارته الى سوريا، خصوصا انها تضمنت محطات دينية وروحية عدة.

وقال عون لـ»السفير« إن زيارته الى سوريا يجب ان تُقارب من زوايا حضارية وإنسانية وثقافية واستراتيجية لأن حصرها في البعد السياسي المحلي، هو تحجيم لها وتقزيم لقيمتها الحقيقية.

ونفى بشدة ان يكون قد بحث مع الرئيس بشار الأسد في الانتخابات النيابية وتركيب اللوائح، مؤكداً انه لا يقبل ولا يسمح لنفسه بأن يناقش مثل هذه المسائل الداخلية مع المسؤولين السوريين.

وشدد على انه لا يمكن له أن يخوض في أي شأن لبناني- لبناني مع القيادة السورية، ولكن » المشكلة أن البعض ممن اعتاد على ان يُشرك دمشق في كل شاردة وواردة وأن يذهب اليها لتركيب اللوائح الانتخابية، هذا البعض يعكس نفسيته عليّ ويفترض أنني أفعل ما كان يفعله هو«، ويضيف: لو كنا مثل الآخرين لما استقبلونا في سوريا على هذا النحو.

وأشار عون الى ان الآخرين يعتقدون أن زيارته الى سوريا تنطوي على مخاطرة، »أما من منظاري فأنا كنت أطبق قناعتي وأنسجم مع خياري الذي أريد ان أخوض الانتخابات النيابية على أساسه، بمعزل عن النتيجة المحتملة«.

وأضاف عون: للعلم، فإن بعض أعضاء تكتل التغيير والإصلاح وكوادر التيار ناقشوني في توقيت الزيارة واحتمال ان تكون لها انعكاسات سلبية قبل الانتخابات ولكنني صممت على القيام بها الآن، لأنني أريد ان أعرف في الانتخابات على أي ارض أقف وهل ان الشارع المسيحي معي في توجهاتي ام ضدي... أنا أرغب في هذا الاختبار ولا أخشى منه كما يظن البعض.

ولفت عون الانتباه الى انه في طبعه يتحمس للمعارك المستحيلة والقضايا المستحيلة »والتي أربحها في العادة«.

وهزأ عون من مقولة ان المخابرات السورية هي التي تولت إعداد الاستقبالات الشعبية له، معتبراً أن المخابرات تستطيع تجميع الناس على الرصيف ولكنها لا تستطيع أن تلزمهم بالفرح، »وأنا كنت قادراً بسهولة على التقاط نبض الناس وبريق الفرح والأمل في عيـونهم، لأنـهم وبكل بساطة صادقون«.

وزار عون أمس الاول رئيس الجمهورية ميشال سليمان وأطلعه على أجواء زيارة دمشق. وأكد عون لـ»السفير« انه لمس خلال لقائه مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن الأخير مرتاح لزيارته ومسرور لنتائجها، لاسيما أن هذه الزيارة تدعم التوجه اللبناني الرسمي في تطبيع العلاقة مع سوريا وتتكامل معه. وتابع عون »على كل حال، أنا الآن أخفف عن الرئيس وآخذ بصدري الحملات بسبب موقفي تجاه سوريا«.

وأفادت المعلومات أن عون أبلغ سليمان أن »من يحل الملفات العالقة بين لبنان وسوريا ليس نحن وإنما الحكومة اللبنانية هي التي تتولى هذا الأمر بكل تفاصيله«.

واعتبرت أوساط رئيس تكتل التغيير والإصلاح ان عون »أقفل بزيارته الى قصر بعبدا كل أبواب التأويلات وأجهض محاولات زرع العصي في دواليب العلاقة بينه وبين رئيس الجمهورية«.

وفي المقابل، أشارت أوساط القصر الجمهوري الى ان »اجواء مريحة وودية سادت الاجتماع بين سليمان وعون، فيما ذكرت المعلومات الرسمية الصادرة عن قصر بعبدا ان اللقاء تناول، الى جانب زيارة عون، »الوضع الداخلي من جوانبه كافة ولا سيما منها استكمال المصالحات وضرورة تهدئة الخطاب السياسي ليس على مستوى أفرقاء الداخل فحسب، وإنما ايضا في اتجاه الدول الصديقة والشقيقة والمسؤولين فيها وعدم التعرض اليهم بما يسيء إلى المصلحة الوطنية الداخلية والى علاقات لبنان بهذه الدول«.

جنبلاط: أثق بالرئيس والحكومة

الى ذلك، وبعد أيام من خطابه الشديد اللهجة ضد سوريا، قال النائب وليد جنبلاط لـ»السفير« انه ما زال ملتزماً بخطاب التهدئة في الداخل، »ولكن موقفي تجاه النظام السوري ثابت ولم أغيّر فيه، وأنا رفعت الصوت حتى أحذر من مغبة ان يأتي الانفتاح الغربي على دمشق على حساب الطموحات اللبنانية«.

ورداً على سؤال حول خوضه معركة سياسية بلا أفق ضد سوريا بعد التحول الغربي تجاهها، قال جنبلاط: قناعتي السياسية شيء والمعادلة الدولية شيء آخر. أنا مرتاح مع قناعتي وباق عليها، تماماً كما كان موقف الشهيد كمال جنبلاط عام .١٩٧٧ ولكنه استدرك قائلاً: مع احتفاظي بقناعتي الشخصية، أنا أولي كل الثقة لخطوات رئيس الجمهورية والحكومة من أجل تطبيق نقاط الإجماع التي تم التوصل اليها على طاولة الحوار الوطني.

استعدادات لإنجاز التبادل الدبلوماسي

في هذا الوقت، تتواصل التحضيرات لإتمام عملية التبادل الدبلوماسي بين لبنان وسوريا قبل نهاية الشهر الحالي. وبينما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية نقلاً عن مصدر في وزارة الخارجية ان الحكومة ستتخذ في جلستها المقبلة قراراً بتعيين سفير لبنان الحالي في قبرص ميشال الخوري سفيراً في دمشق، نفى وزير الخارجية فوزي صلوخ هذا النبأ، وقال لـ»السفير« إن كل ما يتم تداوله حول اسم المرشح لتولي منصب سفير لبنان في دمشق لا يمت الى الحقيقة بصلة، ويندرج في إطار التخمينات والظنون ليس إلا، داعياً الى التوقف عن الاجتهادات وانتظار الإعـــلان الرســـمي عن اسم السفير الذي لم تتحدد هويته نهائياً بعد.

وأكد ان الأمور تسير على ما يرام والعمل جار على إنضاج الاسم قبل نهاية السنة، »ولكن لن نفرج عنه قبل أن تأتي الموافقة عليه من الحكومة السورية عملاً بالأصول الدبلوماسية والقاعدة ذاتها تنطبق على اسم السفير السوري«.

وأوضح صلوخ ان الجانب السوري استأجر مقراً مؤقتاً للسفارة في أحد أحياء بيروت (تردد أنه في منطقة الرملة البيضاء)، أما السفارة اللبنانية فستكون في منطقة أبو رمانة في دمشق حيت توجد لدينا كوزارة خارجية مكاتب، متوقعاً ان يتم افتتاح السفارتين وتعيين طاقمهما الوظيفي وبالتالي مباشرة العمل فيهما قبل نهاية الشهر الحالي، على أن يلتحق السفير المعين بمقر عمله لاحقاً.

وأكد صلوخ في بيان رسمي أن السفيرين اللبناني في دمشق والسوري في بيروت، سيعينان قبل نهاية العام الحالي »بناء لما تم الاتفاق عليه في قمة الرئيسين والبيان المشترك«.

  

 

أجواء مصارحة مريحة بين سليمان و»الجنرال« وزيارة قريبة إلى بكركي

عون: عدت من سوريا مستقلاً وصديقاً وليستفيدوا من زيارتي لتحسين شعبيتهم

السفير 11/12/2008

غراسيا بيطار

قبل أن تخرج صورته من إطار الكنائس الدمشقية القديمة وتلك الجبال الصخرية الجميلة، أطل العماد ميشال عون من بعبدا. »ضربة معلم« سمى البعض حرص رئيس تكتل التغيير والإصلاح على زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مباشرة بعد زيارته لسوريا، والتي وصفها كثر بـ»التاريخية«.

استقبل »فخامياً« في دمشق فتوجه في بيروت الى »فخامة الرئيس« كرئيس لتكتل نيابي و»زعيم مسيحي« ليطلعه على أجواء »تلك الزيارة والظروف التي رافقتها والمحادثات التي تمت مع الرئيس بشار الأسد والمسؤولين السوريين«. »فالتنسيق والمصارحة بين »العمادين« لم ينقطعا يوماً« على ما تؤكد أوساط عون، الذي »أقفل بهذه الخطوة كل أبواب التأويلات وزرع العصي في الدواليب بينه وبين رئيس الجمهورية«.

وكما زار المرجعية السياسية الأولى يعتزم »الجنرال« زيارة المرجعية المسيحية والوطنية الأولى، أي البطريرك نصر الله صفير، في الصرح البطريركي بكركي في الأيام القليلة المقبلة للهدف نفسه، خصوصا أن زيارة دمشق تضمنت محطات دينية وروحية عدة ومميزة.

»إنها مبادرة حسن نية« تصفها أوساط العماد عون، »خصوصا بعدما حاول البعض أن يصور الأمر وكأنه تخطٍ أو تجاوز لمقام رئاسة الجمهورية بعد حفاوة الاستقبال الذي حظي به في دمشق«. وقد أكد عون للرئيس أن » لسنا نحن من يحل الملفات العالقة بين البلدين وإنما الحكومة اللبنانية هي التي تتولى هذا الأمر وبكل تفاصيله«. أما مضمون الحديث بين الرجلين الذي تجاوز الساعة فإنما كان»جولة أفق عامة وتناول كل حيثيات الزيارة«.

وفي المقابل، تشير أوساط القصر الجمهوري الى »الأجواء المريحة والودية« التي سادت اللقاء بين الرئيس و»الجنرال«، حيث »أطلع العماد عون رئيس الجمهورية على الحفاوة التي حظي بها في دمشق وما رافقها من لقاءات«. ونفت أوساط بعبدا أن يكون اللقاء تطرق الى الانتخابات النيابية المرتقبة أو جلسة طاولة الحوار المقبلة«.

وماذا عن الجفاء والجو غير المريح الذي تحدث عنه البعض عن اللقاء؟ تجيب الأوساط: أكرر أن الجو كان كعادته بين الطرفين ودياً وهذا كان بادياً وجلياً على وجه العماد عون الذي خرج من اللقاء مرتاحاً، وتحدث عن الاتفاق بينه وبين الرئيس على جولات لاحقة، أي أن التواصل بينهما مستمر.

وذكرت المعلومات الرسمية الموزعة عن لقاء سليمان وعون، أن اللقاء تخللته »جولة افق تناولت التطورات الراهنة على الساحة وزيارة العماد عون الأخيرة لسوريا ونتائجها. وتناول اللقاء كذلك الوضع الداخلي من جوانبه كافة ولا سيما منها استكمال المصالحات وضرورة تهدئة الخطاب السياسي ليس على مستوى أفرقاء الداخل فحسب، وإنما ايضاً في اتجاه الدول الصديقة والشقيقة والمسؤولين فيها وعدم التعرض اليهم بما يسيء إلى المصلحة الوطنية الداخلية والى علاقات لبنان بهذه الدول«.

وبعد اللقاء، قال العماد عون للصحافيين: هذه الزيارة هي إلحاق لزيارتنا لدمشق، ووضعنا الرئيس في أجواء الأحاديث التي تبادلناها مع المسؤولين السوريين، وطبعاً لا يوجد تناقض بيننا وبين الرئيس في هذا الموضوع. هذا بصورة عامة، ونحن لدينا ذكريات معاً، ونحن والرئيس خططنا لجولات لاحقة وتطرقنا إلى الشؤون المحلية.

سئل: ماذا تقول لمنتقدي زيارتك لسوريا؟

أجاب: أنا اعمل ما أريد وهم يعملون ما يريدون، نحن في بلد ديومقراطي. المهم ان لكل منا تاريخه، ومن المؤكد ان الناس عندما يرونني ويرون من ينتقدني سيعودون إلى تاريخي وتاريخ من ينتقدني، وفي النتيجة جميعنا مسؤولون تجاه الرأي العام اللبناني.

وقيل لعون: البعض قال إنك زرت سوريا لاستعادة زخم فقدته في الداخل وبهدف تعويمك من الجانب السوري؟

رد قائلاً: هذا كلام لن ارد عليه، ليستفيدوا منه اذا كانوا يعتبرون ان زيارتي لسوريا ستجعلني اخسر من شعبيتي، لذلك اقدم ما خسرته هدية لمن يرغب.

وحول عودة التصريحات المعادية لسوريا وهل لها علاقة بزيارته، قال: ليس لديهم أي شيء إيجابي يقدمونه إلى الشعب اللبناني بعدما أفلسوا على مدى ١٨ سنة. ليس لديهم أي شيء سوى ان يخيفوا اللبنانيين من بعضهم او يخيفونهم من جيرانهم، وليس لديهم أي شيء إيجابي يقدمونه اليهم إن كان على الصعيد الاقتصادي او السياسي، الا انهم يعتبرون انفسهم حراس الهيكل، وهم الذين هدموه ولن ادخل اكثر من ذلك في هذا الموضوع.

اجتماع التكتل

وترأس عون بعد الظهر اجتماع »تكتل التغيير والإصلاح«، وأطلعهم على نتائج زيارته لسوريا، وهنأ اللبنانيين والمسلمين منهم والشعوب العربية بعيد الأضحى، موضحاً أن التكتل درس ايضا دعوة العاهل السعودي الى مكافحة الإرهاب ورحب بها وبتأليف لجان ومؤسسات لهذه الغاية من ضمن الجامعة العربية.

وقال بعد الاجتماع: إنه »قرر صرف النظر عن الردود على زيارته الى سوريا بعد الانحطاط السياسي، لأن القيمة العليا عندما تصطدم بالقيمة الصغرى القيمة الأكبر تربح«، مؤكداً أنه لا يفكر في أحد ممن ينتقدون هذه الزيارة، لافتاً الى أن الزيارة تمت لسوريا بصفته نائباً مسؤولاً ورئيس كتلة.

وشدد عون على ضرورة اطلاع رئيس الجمهورية ميشال سليمان على مضمون المحادثات مع سوريا، »لأنه رئيس الدولة والعلاقات الدبلوماسية هي من واجب رئيس هذه الدولة، مؤكدا أنه من الذين يحرمون إقامة العلاقات الشخصية مع الخارج. وقال: لا تنافس مع الرئيس في أيّ شيء، ونحن كلنّا بعدٌ لبنانيٌ في الخارج لا بعداً خارجياً في الداخل. نحن نحمل رسالة لبنان ونعيدها لأصحابها المعنيين بها، والمعني بالموضوع هو رئيس الجمهورية.

ورداً على سؤال حول ما تردد عن أنه يحمل رسالة سورية الى البطريرك الماروني نصر الله صفير، قال العماد عون: عندما أوصل الرسالة الى صفير ستعرفونها.

وعن تصريح رئيس الهيئة التنفيذية في »القوات اللبنانية« سمير جعجع، قال: جعجع قلق جداً على أصواتنا فعلاً ونحن سنجلب »كم بوسطة« من حلب وحمص ليصوتوا لنا حيث رحبوا بنا لينتخبوا في المتن وغيرها.

وأكد أن هناك شيئين كانا بعيدين عن الحديث في سوريا »الانتخابات النيابية والدعم الانتخابي والمشاكل الداخلية اللبنانية«.

وبالنسبة لموضوع المعتقلين والمفقودين في السجون السورية، جدد عون التأكيد أن كل المفقودين في سوريا يهمونه بنفس الطريقة، وأنه لا يملك أي ورقة في هذا الملف، مشيراً الى أن اللجنة الرسمية هي المسؤولة عن الموضوع وأن الرئيس سليمان أخذ هذا الملف على عاتقه، وأضاف: قرأت في جريدة عربية أن هناك ٥٠ شخصاً سيعفو عنهم الرئيس السوري بشار الأسد أما اذا كان هذا الكلام صحيحاً أو لا فأنا لا أعرف. وشدد عون على أن سوريا لن تعود الى لبنان تحت أي ظرف كان، وأطمئنكم على مستقبل جيد مع سوريا، وكل شيء يزعج اللبنانيين مستعدون للبحث فيه وعلى حكومتنا ان تطرح ما تريد، لكن لا يستطيعون شتم سوريا ثم يطلبون منها أن تفاوضهم.

مضيفا: فلنتوقف عن التوسل على أبواب السفارات، نحن عندما نمارس استقلالنا نفرضه، لافتاً الى أن »لا فرنسا ولا سوريا ولا مصر ولا أميركا تعطينا الاستقلال«.

وقال: التسامح من شيمنا، لا احد يعلمّنا ماذا نفعل، لقد أتوا بالجريمة الى لبنان ويزايدون علينا. أنا أعمل إيجابياً ولن أردّ على تطاولات زيارتي السورية، فقد ذهبت مستقلاً وعدت مستقلاً كصديق. أنا مرتاح لكلّ ما أقوم به، أمّا المنتقدون فهذا شأنهم.

تابع عون: نحن لا نريد تأسيس حزب مسيحي عربي، ونحن لن نكون شعوباً منقرضة. نحن لسنا ضدّ أحد، وهذا الخط سأستفتي الناس عنه في الانتخابات النيابية المقبلة، لن أزايد على الناس بالكلام السيادي، وزيارتي الى سوريا سيادية وهي قبل الانتخابات لنرى الشعب ايّ خيار يريد. وأنا مرتاح شخصياً في كلّ ما اعمل. وكان عون التقى صباحاً في دارته في الرابية، أعضاء لجنة المتابعة في »اللقاء الوطني المسيحي«. وتحدث بعد اللقاء النائب السابق مروان أبو فاضل، فعبر عن ارتياح اللقاء إلى زيارة العماد عون لسوريا، داعياً إلى متابعة نتائجها الإيجابية تباعاً على اللبنانيين وعلى المسيحيين المشرقيين وحتى على منتقدي الزيارة«.

واعتبر أبو فاضل »أن الانتخابات النيابية مفصلية وستظهر ازدياد شعبية نهج العماد عون وخطه الوطني الواضح«. وقال إن الرسالة الأساسية هي أن المسيحي متجذر في هذه الأرض ولن يهاجر منها وسيتفاعل التفاعل الفعلي والضمني مع كل مقومات وشعوب هذه المنطقة.

 

بري لعون : إفرح .. ذهبت إلى دمشق »بطريركاً« وعدت منها "بابا"!     

بعد عودته من سوريا، اتصل النائب ميشال عون بالرئيس نبيه بري، وتبادلا التهاني بالعيد، وبنجاح الزيارة الدمشقية، وبتفشي اللون البرتقالي في الأرجاء السورية.

الرئيس بري، الذي اعطى لهذه الزيارة حقها في المتابعة التي يستوجبها حدث استثنائي كهذا، خاطب عون بما مفاده: يحق لك ان تفرح قدر ما تشاء، فقد ذهبت الى سوريا بطريركا.. وعدت منها بابا! (السفير)2008-12-11

 

سوريا لن تكون لاعبا أساسيا في الانتخابات ولن تشكل كتلة نيابية"

النائب فرنجية: زيارة عون ليست تاريخية لأنه يمثل حزبا لا الدولة

3/12/2008

المركزية - رأى النائب سمير فرنجية أن التنسيق اللبناني مع سوريا أمر مطلوب وضروري ولكن ضمن الاحترام المتبادل لسيادة كل دولة والعلاقات الندية، واعتبر ان زيارة رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون الى دمشق عادية وليست تاريخية كما توصف لأنه يمثل حزبا سياسيا ولا يمثل الدولة اللبنانية. وأكد أن سوريا لن تكون لاعبا أساسيا في الانتخابات النيابية المقبلة ولن تشكل كتلة نيابية تحت عنوان حلفاء سوريا.

وأشار فرنجية في حديث الى برنامج "نهاركم سعيد" من المؤسسة اللبنانية للارسال الى ان الموقف الصادر عن قوى 14 آذار في بيانها أمس هو لحماية القرار الرسمي وليس مصادرته خصوصا أن النظام السوري بدأ يتراجع منذ فترة عن كل تعهداته السابقة لجهة تبادل السفارات الذي يجب أن يتم قبل نهاية الشهر الجاري ولجهة رفض ترسيم الحدود في مزارع شبعا ومسألة والمفقودين والمعتقلين في السجون السورية. أما الموضوع الأهم فهو السلاح الفلسطيني خارج المخيمات خصوصا في ظل وجود تعهد سوري في هذا الموضوع إلا أنهم بدأوا بالتأجيل.

ولفت فرنجية الى وجود رهان سوري مع انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة وتشكيل إدارة جديدة ورهان آخر بأنها قدمت ما يكفي للاستمرار بالسياسة التي كانت معتمدة سابقا، لكنهم لاحظوا أن التوجه الأميركي الجديد بعيد عنهم وأن فرنسا اضطرت بسبب الأزمة المالية العالمية الى الذهاب الى السعودية لإقامة شراكة استراتيجية معها. ورأى أنه على سوريا تقديم المساعدة الى الدولة اللبنانية التي هي المؤهلة للتعاطي مع الشعب وليس المطلوب أن يكون النظام السوري مع الإجماع اللبناني أو ضده إنما مع السلطة الشرعية في لبنان وعلى السوريين أن يعتادوا وجود دولة مستقلة على حدودهم.

وأكد فرنجية أن التنسيق اللبناني مع سوريا مطلوب وضروري وقال: 14 آذار تريد أفضل العلاقات ومطلبها طي صفحة الماضي ولكن ذلك يجب أن يتم وفق الاحترام المتبادل لسيادة كل دولة والعلاقات الندية". واعتبر أنه عندما بدأت الزيارت الى سوريا وخصوصا زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي بدا الأمر كأننا عدنا الى زمن الوصاية السورية وهذا ترفضه 14 آذار. وأشار الى أن زيارة وزير الدفاع الى سوريا مرحب بها إذا كلفه بها مجلس الوزراء أما زيارة قائد الجيش ولقاؤه الرئيس بشار الأسد وصدور بيان عن الزيارة أمر غير طبيعي. وشدد على ضرورة أن تتم الزيارات الى سوريا وفق البروتوكول والعلاقات الندية واحترام الدولة.

واعتبر ان زيارة العماد ميشال عون الى سوريا عادية وليست تاريخية كما توصف لأن العماد عون يمثل حزبا سياسيا ولا يمثل الدولة اللبنانية.

وأكد فرنجية ان سوريا لن تكون عاملا اساسيا في الانتخابات النيابية المقبلة ولن تشكل ناخبا أو كتلة ناخبة تحت عنوان حلفاء سوريا، وقال: امام الرئيس الأسد خريطة طريق يريد تنفيذها وسوريا كانت تسير في هذا المنحى في خلال الشهرين الفائتين ومنها دعوة العماد عون لزيارتها، لكن الرئيس الأسد سمع كلاما بأنه لا يستطيع الإكمال في هذا الطريق". ولفت الى ان السلاح الذي يهرب على الحدود لا يهرب لـ 14 آذار وإنما لحزب الله وحلفائه، ورأى أن حزب الله لا يستطيع تكرار تجربة الـ2005 لعوامل عدة منها انه لا يستطيع ان يعبئ عبر العماد عون التيار المسيحي العريض وهو يعلم النتيجة وهو أمام خيارين إما ان يقبل بهذه النتيجة ويحاول عرقلتها وإما أن نتوصل الى تسوية سياسية قبل الانتخابات بين "لبنان ولبنان" وعنوانها تحييد لبنان عن صراعات المنطقة.

ورأى فرنجيه وجود تسرع في منطقة زغرتا لقوى 14 آذار في إعلان البرامج الانتخابية مشيرا الى أن الطموح مشروع لكن 14 قررت إعلان لائحة موحدة وبرنامجا سياسيا مشتركا في مؤتمرها العام من النهر الكبير الى الناقورة. وأكد ان عنوان المعركة هو التغيير الجذري وإذا لم تخض 14 آذار المعركة الانتخابية على هذا الساس فتكون قد خانت رسالتها الأساسية لأن الأساس هو العناوين التجديدية وليس تكريس الأوضاع.

 

بيار عطاالله: العماد عون منسجم مع نفسه وقناعاته

حنا الياس

3/12/2008

رأى الصحافي بيار عطاالله ان النائب العماد ميشال عون منسجم مع نفسه ومع قناعاته وان زيارته الى العاصمة السورية هي تعبير صريح وشفاف عما يفكر به ويعتبره الطريق الصحيح الذي يجب ان تكون عليه الامور.

عطاالله الذي كان مقرباً من عون وعاش منفياً في العاصمة الفرنسية حوالى عشرة اعوام بسبب ملاحقة النظام الامني السوري- اللبناني له، وكان بمثابة مراسل خاص لجريدة "النهار" لدى العماد عون وشكل ايضاً عقدة الربط بين الاخير والصحافي الشهيد جبران تويني القى بعض الضوء على العلاقة بين عون والقيادة السورية والتي يستشف منها ان عون اراد دائماً حفظ شعرة معاوية مع النظام السوري ولم يقطع معه حتى في اصعب الظروف.

يتذكر عطاالله انه وبعد انتقال عون فرنسا ترك ورائه مجموعات من المناضلين الصلبين الذين صمموا على اطلاق حركة مقاومة عسكرية  ضد الجيش السوري في لبنان، لكن امر هذه المقاومة انكشف بعد استشهاد النقيب عماد عبود واعتقال رفاقه. ويتذكر عطاالله ان العماد عون بادر في ذلك التاريخ الى نفي كل علاقة له بالمجموعات التي اعتقلت وقيل انذاك انه فعل ذلك من اجل حماية المعتقلين من الملاحقة او توسيع دائرة القمع. ويضيف عطاالله ان امر هذه المجموعات المقاومة توقف فترة لكن العمليات اغلعسكرية عادت بقوة ضد الجيش السوري في الحازمية والحدث والشمال، لكن عون تدخل واوقف العملية برمتها معلناً انه مع النضال السلمي على طريقة غاندي. ويضيف عطاالله ان احد رجال الاعمال الاميركيين من اصل لبناني لم يأبه لأحتجاجات عون واستمر في تمويل تنفيذ عمليات ضد الجيش السوري الامر الذي تسبب بالكثير من الاعتقالات وعمليات القمع في صفوف العونيين والقواتيين في لبنان.

ويعود عطاالله بالذاكرة الى الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد الى العاصمة الفرنسية عندما قر رأي اللبنانيين على تنظيم تحرك احتجاجي للمطالبة بجلاء الجيش السوري عن لبنان وكان القرار باعداد كتاب عن ممارسات الجيش السوري ضد اللبنانيين الاحرار، اطلق عليه اسم "كتاب سوريا الاسود في لبنان" وحينها رفض عون تسديد اي مبلغ لدعم مشروع طبع هذا الكتيب الذي جرى توزيعه على مختلف الدوائر الفرنسية الرسمية والحزبية وشارك في تمويله على نفقتهم الخاصة كل من رئيس "التجمع من اجل لبنان" سيمون ابي رميا وقسم الكتائب اللبنانية في فرنسا والصحافي عطاالله نفسه.

ويروي عطاالله واقعة اخرى حدثت عام 2000 عندما رفع المحامي شبلي ملاط دعوى امام المحاكم البلجيكية ضد رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون بتهمة ارتكاب مجزرتي صبرا وشاتيلا، وقر رأي الناشطين اللبنانيين في فرنسا وبلجيكا على رفع دعوى مماثلة في شأن قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، وقاموا بإستحضار وكالات قانونية من اهالي عشرة معتقلين وباشروا المعاملات القضائية ودفع المال والرسوم الى مكتب المحامي بيار آلار في بروكسل المكلف متابعة الدعاوى، استناداً الى وعد بالدعم من العماد ميشال عون الذي عاد وتراجع في اللحظة الاخيرة مبرراً ذلك بان القضية ستحل عند عودته الى لبنان.    

 

شاوُل والعالِم البرتقالي!

(من الموقع الرسمي للقوات اللبنانية).

3/12/2008

من اورشليم بدأت مسيرة شاوُل في اضطهاد المسيحيين الاوائل ، واكبر مآثره يوم ذاك كانت اشرافه على شهادات الزور التي الصقوها بـ " اسطفانس " (اول الشهداء) الذي رُجم بالحجارة خارج الهيكل حتى الموت ، وكان الشهود الراجمون يخلعون ثيابهم عند قدمي شاوُل قبل مباشرة عملهم ! وكان الرجل موافقاً على قتله ، وفي ذلك اليوم وقع ضغط شديد على الكنيسة التي في اورشليم ، فتشتت اتباعها في نواحي " اليهودية والسامرة " واما شاوُل فكان يدخل البيوت ويجر الرجال والنساء ويلقيهم في السجن (متى 26 / 64 ) . وهكذا نجد ان مهد المسيحية وبداياتها كانت في فلسطين خلافاً لما حاول العالم البرتقالي ان يخبرنا به في ندوته المشهودة يوم امس . ولمزيد من الأيضاح ، فإنه بعد هذا قصد الى " عظيم الكهنة " وطلب منه رسائل الى مجامع دمشق حتى اذا وجد اتباعاً هناك ساقهم موثقين الى اورشليم ( كانت السلطات الرومانية تعترف لعظيم الكهنة بالسلطة على اليهود حتى الذين منهم خارج فلسطين ) وفي طريقه سطع نورٌ من السماء حوله وسمع صوتاً يسأله : شاوُل شاوُل لماذا تضطهدني ؟ وكان بعد هذا ما كان من ايمان الرجل وتحوّله " بولس الرسول " الذي بشّر بأن يسوع هو ابن الله .

وشاوُل كان رجلاً يهودياً من كيليكية (ومواطناً رومانياً) وكان يتقن اللغة الأغريقية وعالماً بفلسفتها ، وهو كان اول من بدأ العمل على تعمّيد وصبغ المسيحية بالروح الهيلينية . ومن بولس الرسول الى قديس مارون فإن اكثر من 350 عاماً مرت ، والخلط البرتقالي هنا اصدق انباءاً من كلامه عن العالم والجاهل وما بينهما .... واقع ! ومن شؤون الدين الى شؤون الدنيا ، فقد تبارى اركان التيار البرتقالي في تصنيف المسؤولين السوريين ، متهمين الثالوث المبعد خدام – الشهابي – كنعان بما تعرّض له لبنان وعون على يد السوريين ! لكن ارشيف وزارة الخارجية الفرنسية ينفي هذه الواقعة وينسفها ، حين ينقل عن السفير الفرنسي الذي التقى الرئيس حافظ الأسد في 20 آب 1990 ان الرجل المعروف بكياسته وتحفظه ابدى ضد عون رأياً في غاية الصرامة ! وكال له الشتائم ! وهذا يؤكد ما يعرفه المراقبون بأن لا رأي لأحد ولا قرار الاّ للرئيسين الأسد (الأب والأبن ) و ... نقطة على السطر !

واذا كان العماد البرتقالي لا يريد ان يتوقف عند قتل عسكريين لبنانيين على ايدي السوريين او اخذ معتقلين الى السجون السورية ، فإن لبنان ما زال يتذكر كل الجرائم على امتداد مساحات الوطن ، في دير القلعة في بيت مري ، وفي الدوّار (فوق بكفيا ) وفي سوق الغرب ، وفي الحدث ، وفي بسوس (سقط 15 شهيداً مدنياً من عائلة واحدة ) وخصوصاً في ضهر الوحش حيث ابيدت السرية 102 (التابعة لللواء العاشر ) والتي استقبل مستشفى بعبدا الحكومي 80 جثة لجنودها ، ايديهم مربوطة خلف ظهورهم فيما الرأس والصدر يخترقهما الرصاص (نجا جندي واحد من عديدها ) وبرسم العماد المشرقي : فقد تمت تصفيتهم دون محاكمة ؟ !

ولا يكفي كلام الأعلام البرتقالي ودفاعه عن الزيارة كي يبرر الخطوة القاتلة التي يخطوها عون ، وايضاً لا يكفي الحديث عن الأجواء الأيجابية وما تتركه في نفوس المسيحيين في هذا المشرق من رجاء ! لأن التاريخ لا يقول ان استمرار المسيحيين هنا كان منة من حاكم قوي ، او قوة اقليمية مذهبية ، بل انه جاء دائماً بفعل الصدر والصمود ومقاومة المعتدين والشهادة للحرية وحرية المعتقد وحق ممارسته في آنٍ معاً .

واذا كان عون مقتنع بالزيارة ، فله ان يقوم بها دون حاجة الى تبرير او دفاع ، خصوصاً وان وضعه الميؤوس منه (شعبياً ) لم يعد يتأثر بإرتدادات الذهاب الى سوريا ، ولكن لا حاجة ايضاً لمحاولة تبرئة نظام دمشق من جرائمه الكبيرة والصغيرة والصاقها بـ " المحافظين اللبنانيين القدماء " الذين كانوا مجرد ولاة يتعين عليهم مراجعة " الصدر الأعظم " في كل كبيرة وصغيرة ! ولم يكن القضاء يجرؤ على اصدار احكام (ولو بسيطة) دون مراجعة ومشورة ! وكل تفاصيل الحياة اليومية كانت تخضع لإيقاع سوري محدد دفع من حاول الخروج عليه اثماناً باهظة ، وهذه الحقائق لا سبيل لنكرانها لأنها ثابتة في الوقائع والتواريخ ، ومسعى التزوير فيها (وفي غيرها ) لا يؤشر الى علم ! وصفة الجهل قليلة على من يحاول ان يوهم البسطاء بصدقية ما يعرف الجميع انه غير صحيح ولا يمت الى الحقائق بصلة . ويبقى ان ايراد مقاطع مجتزأة من تصاريح سابقة ! ووصف الزيارة الى سوريا بالتاريخية ! وتبرير افعال النظام وجرائمه على مدى 30 عاماً ، امراً مستغرباً ، وسؤال العماد البرتقالي بعد سلسلة حروب مدمرة " هل تحب دمشق ؟ " قد يكون مبرراً ! ولكن جواب عون هو الصاعق وهو لا يدل الى علم او حكمة : " ولو و ... طالما غنيت مع سعيد عقل وفيروز سائيليني يا شام " والتاريخ هو العام 1994 !! ... دون تعليق ! .

 

النائب حلو سأل عن هدف زيارة النائب عون الى سوريا: هل يمكن ان تقدم له اعتذارا عن المآسي التي تسببت بها

أم ستقدم له تحالفات تسانده انتخابيا وتدعمه ماديا؟

وطنية-2/12/2008(سياسة) علق النائب هنري حلو على زيارة النائب العماد ميشال عون الى سوريا، وسأل في تصريح ادلى به: "هل استدعي الجنرال عون الى دمشق او دعي؟ هل الهدف من الدعوة لشكر الجنرال على مواقفه، أو ليشكر هو مواقف حلفاء سوريا منه مساندتهم له؟ هل الغاية من الزيارة الاخذ والعطاء، المهم في الموضوع ليس قشور الكلام، انما مضمون الزيارة، والسؤال المهم ماذا يمكن لسوريا ان تقدم للجنرال؟"

اضاف:"في الواقع يمكن لسوريا ان تقدم اعتذارا عن قصف المنطقة الشرقية لبيروت لمدة ثلاثة اشهر، وان تقدم اعتذارا عن قصف الجنرال في بعبدا وان تقدم اعتذارا عن قتل الجنود في وزارةالدفاع وطمرهم في ملعبها، وكذلك يمكن لسوريا ان تقدم اعتذارا عن كل ما قام وتسبب به الجيش السوري، من قتل وتدمير ومآسي للبنانيين ونهب لممتلكاتهم".

وتابع:"هذا من الماضي اما اليوم فيمكن لسوريا بان تقدم للجنرال الكثير الكثير، ولتكن الزيارة مثمرة، يمكن لسوريا ان تقدم للجنرال ورقة خطية، تؤكد لبنانية مزارع شبعا وان تسحب كل المسلحين التابعين لها والقابعين في المخيمات الفلسطينية تحت تسميات مختلفة، ويمكن لسوريا ان تقدم ايضا " تعهدا جديا" بأن لاتهريب للسلاح وللارهابيين الى لبنان بعد اليوم عبر حدودها، واخيرا يمكن لسوريا ان تقدم للجنرال وبمناسبة الاعياد هدية الافراج عن المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية".

وقال:" هذا على المستوى الوطني، اما على المستوى الشخصي فيمكن لسوريا ان تقدم للجنرال، تحالفات تسانده انتخابيا وتدعمه ماديا وتلزم الحلفاء الآخرين بتقديم تنازلات لمصلحة مرشحيه في مناطق عديدة على الخارطة الانتخابية".

وأوضح"اما السؤال الاهم مايمكن للجنرال ان يقدم هو لسوريا؟ فاذا كانت علاقة الدول علاقة مصالح، فما هي مصلحة سوريا في دعوة ميشال عون لدمشق وما يحضر له من احتفالات وحفاوة تتعدى زيارة اي سياسي عادي.ان سوريا بحاجة الى حليف مسيحي من وزن الجنرال الزائر ليؤازر جماعتها في لبنان، ويغطي اعادة تموضعها داخل الكيان اللبناني، وذلك في مقدمة لعودتها المظفرة كما قال احدهم، الم نسمع اكثر من مسؤول سوري ولبناني يقول بان نجاح المعارضة في الانتخابات النيابية هو نجاح لسوريا". وختم:"اما اذا كانت غاية الجنرال المصالحة مع سوريا بعد الانسحاب، فكان عليه ان يتصالح مع ذاته ومع رفاق دربه ومواطنيه وابرشيته، قبل القيام بالمصالحة مع من قصف وقتل جنوده وابناء عشيرته".

 

سمير فرنجية: مشكلتنا هي تجاهل الدولة السورية للدولة اللبنانية

زيارة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الى سوريا عادية وليست تاريخية

3/12/2008

L B C /أكد النائب سمير فرنجية ان "التنسيق اللبناني مع سوريا أمر مطلوب وضروري وأن قوى 14 آذار تريد أفضل العلاقات مع سوريا ومطلبها طوي الصفحة الماضية مع سوريا، ولكن ذلك يجب ان يتم وفق الاحترام المتبادل لسيادة كل دولة والعلاقات الندية".

واعتبر في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" انه عندما بدأت الزيارات الى سوريا وخاصة زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي بدا الأمر كأننا عدنا الى زمن الوصاية السورية وهذا ما ترفضه قوى 14 آذار، مشيرا الى ان سوريا اعتبرت أنها أخذت الضمانات اللازمة من القوى الأجنبية عند اعلان التبادل الدبلوماسي مع لبنان".واستغرب "استقبال رئيس جمهورية لقائد جيش وصدور بيان عنه اثر الاجتماع".

وقال: "ذكرتني صورة الرئيس الاسد مع قائد الجيش جان قهوجي بمراحل ماضية، فالتطبيع له اساليبه وليس المطلوب تكرار تجربة لحود".

وقال: "علينا التمييز ان مطلب قوى الرابع عشر من آذار هو التنسيق بين الدولتين اللبنانية والسورية وطي الصفحة الماضية مع سوريا وفق الاصول والندية".

ولفت فرنجية الى ان "لا مشكلة للأكثرية مع الشعب السوري وهو شعب جدير بالاحترام، ولكن مشكلتنا هي مع الدولة السورية التي تتجاهل الدولة اللبنانية وتقول أنها تساعد الشعب اللبناني، وتتعاطى مع الشعب اللبناني"، مشددا على "ضرورة ان تتعود الدولة السورية على ان هناك دولة مستقلة".

واعتبر ان "زيارة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الى سوريا عادية وليست تاريخية كما توصف لأن عون يمثل حزبا سياسيا ولا يمثل الدولة اللبنانية وهي غير ملزمة بل هي زيارة حزبية الى سوريا والاحزاب السياسية شأنها ان تزور او لا أي بلد، وما يهمنا في الاساس علاقة دولة بدولة".

ورأى ان برمجة زيارة عون الى دمشق من ضمن حملة التصعيد السورية، فالوفد الفرنسي الذي زار سوريا يبدو انه حمل كلاما سعوديا والمطلوب من سوريا تنفيذه. وفرنسا اضطرت ان تبني شراكة استراتيجية مع السعودية بظل الازمة المالية العالمية".

ورأى ان "حزب الله" يواجه مشكلة في الانتخابات المقبلة، سائلا اذا كان "حزب الله" وسوريا يوافقان على اجراء الانتخابات، لافتا الى ان هناك أزمة مطروحة على الفريق الآخر. ولفت الى انه من الممكن ان يفكر "حزب الله" وسوريا بتسوية بالعمق، تسوية بيننا نحن وبين "حزب الله" أو نحن وسوريا، لافتا الى انه اذا حصلت تسوية بالعمق ستكون عبر تحييد لبنان عن صراعات المنطقة وتطبيق القرار 1701، لافتا الى ان لا مساعي او نوايا بالمعنى الفعلي، بل هناك تساؤلات كبيرة تسببها التحولات الحاصلة في المنطقة". وشدد على ان ايران تخوض معركة قاسية جدا في الداخل الايراني وهي حاسمة لمستقبل ايران، سائلا اذا كانت تستطيع ايران ان تمارس ما كانت تمارسه في لبنان في ظل الازمة الاقتصادية الخانقة، اضافة الى التغيير الكبير واسمه اوباما".

 

عطاالله: زيارة عون الى سوريا تعبير صريح عما يعتبره الطريق الصحيح

3/12/2008

بيار عطالله/ضمن تعليقات الذين كانوا مقربين من النائب ميشال عون خلال منفاه الباريسي وبمناسبة الزيارة التي يقوم بها عون الى سوريا، رأى الصحافي بيار عطاالله ان النائب ميشال عون منسجم مع نفسه ومع قناعاته وان زيارته الى العاصمة السورية هي تعبير صريح وشفاف عما يفكر به ويعتبره الطريق الصحيح الذي يجب ان تكون عليه الامور.

عطاالله، الذي كان مقرباً من عون وعاش منفياً في العاصمة الفرنسية حوالى عشرة اعوام بسبب ملاحقة النظام الامني السوري- اللبناني له، وكان بمثابة مراسل خاص لجريدة "النهار" لدى العماد عون وشكل ايضاً عقدة الربط بين الاخير والصحافي الشهيد جبران تويني، القى بعض الضوء على العلاقة بين عون والقيادة السورية والتي يستشف منها ان عون اراد دائماً حفظ شعرة معاوية مع النظام السوري ولم يقطع معه حتى في اصعب الظروف.

يتذكر عطاالله انه وبعد انتقال عون الى فرنسا ترك وراءه مجموعات من المناضلين الصلبين الذين صمموا على اطلاق حركة مقاومة عسكرية ضد الجيش السوري في لبنان، لكن امر هذه المقاومة انكشف بعد استشهاد النقيب عماد عبود واعتقال رفاقه.

ويتذكر عطاالله ان العماد عون بادر في ذلك التاريخ الى نفي كل علاقة له بالمجموعات التي اعتقلت وقيل انذاك انه فعل ذلك من اجل حماية المعتقلين من الملاحقة او توسيع دائرة القمع. ويضيف عطاالله ان امر هذه المجموعات المقاومة توقف فترة لكن العمليات العسكرية عادت بقوة ضد الجيش السوري في الحازمية والحدث والشمال، لكن عون تدخل واوقف العملية برمتها معلناً انه مع النضال السلمي على طريقة غاندي.

ويضيف عطاالله ان احد رجال الاعمال الاميركيين من اصل لبناني لم يأبه لاحتجاجات عون واستمر في تمويل تنفيذ عمليات ضد الجيش السوري الامر الذي تسبب بالكثير من الاعتقالات وعمليات القمع في صفوف العونيين والقواتيين في لبنان.

ويعود عطاالله بالذاكرة الى الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد الى العاصمة الفرنسية عندما قر رأي اللبنانيين على تنظيم تحرك احتجاجي للمطالبة بجلاء الجيش السوري عن لبنان وكان القرار باعداد كتاب عن ممارسات الجيش السوري ضد اللبنانيين الاحرار، اطلق عليه اسم "كتاب سوريا الاسود في لبنان" وحينها رفض عون تسديد اي مبلغ لدعم مشروع طبع هذا الكتيب الذي جرى توزيعه على مختلف الدوائر الفرنسية الرسمية والحزبية وشارك في تمويله على نفقتهم الخاصة كل من رئيس "التجمع من اجل لبنان" سيمون ابي رميا وقسم الكتائب اللبنانية في فرنسا والصحافي عطاالله نفسه.

ويروي عطاالله واقعة اخرى حدثت عام 2000 عندما رفع المحامي شبلي ملاط دعوى امام المحاكم البلجيكية ضد رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون بتهمة ارتكاب مجزرتي صبرا وشاتيلا، وقر رأي الناشطين اللبنانيين في فرنسا وبلجيكا على رفع دعوى مماثلة في شأن قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، وقاموا بإستحضار وكالات قانونية من اهالي عشرة معتقلين وباشروا المعاملات القضائية ودفع المال والرسوم الى مكتب المحامي بيار آلار في بروكسل المكلف متابعة الدعاوى، استناداً الى وعد بالدعم من العماد ميشال عون الذي عاد وتراجع في اللحظة الاخيرة مبرراً ذلك بان القضية ستحل عند عودته الى لبنان.

 

عون يزور دمشق متناسياً أكثر من ثلاثة عقود حافلة بالآلام

 التاريخ: 2 كانون الاول 2008 المصدر: السياسة الكويتية

انتقد قطب ماروني ينتمي إلى فريق "14 آذار" بشدة زيارة النائب ميشال عون إلى سوريا والتي تبدأ اليوم وتستمر ثلاثة أيام وستشمل زيارات ولقاءات مع مراجع مسيحية مقيمة في سوريا بالإضافة إلى لقائه كبار المسؤولين السوريين وفي مقدمهم الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ووزير خارجيته وليد المعلم.

وتعمدت القيادة السورية من خلال الإعداد للزيارة ترتيباً وإخراجاً، تأكيد جدية الاهتمام السوري بجنرال الرابية بعد قطيعة استمرت 25 سنة، لكنها لم تخل من الاتصالات السرية والعلنية التي جرت من فوق الطاولة ومن تحتها، منذ فترة ترؤسه الحكومة العسكرية إلى الثلث الأخير من مدة إقامته في فرنسا.

وتحاول هذه القيادة اليوم أن تبرز عون كواحد من كبار القادة المسيحيين بشكل عام، والموارنة بشكل خاص، الذي يحظى بهذه الاندفاعة السورية بعد الرئيس الراحل سليمان فرنجية الذي كانت تربطه بالرئيس حافظ الأسد علاقة خاصة.

أما الحفاوة السورية غير المسبوقة بالجنرال لدرجة وصفه بـبطريرك أنطاكيا وسائر سوريا، فجاءت في محاولة للغمز من قناة البطريرك نصر الله صفير ورئيس الجمهورية ميشال سليمان وسائر القيادات المارونية المنتمية لقوى 14 آذار.

القطب الماروني استغرب "كيف أن القيادات المارونية تتناسى ما حل بها على يد هذا النظام بالتحديد"، متسائلاً "عن هوس البعض بالكرسي، (كرسي رئاسة الجمهورية) الذي أوصلهم إلى تناسي تاريخهم وتاريخ البلاء الذي حل بلبنان منذ انفتاحه على النظام البعثي في بداية السبعينات إلى اليوم، متذكراً محطات وأحداثاً بدأت منذ العام 1973 وما زالت مستمرة وتحمل عناوين نافرة لمرحلة حافلة بالآلام والألغام، أثبتت ان نظام دمشق لم يعترف يوما باستقلال لبنان وسعى جاهدا الى إلحاق الدولة اللبنانية بسوريا تارة من خلال التفجيرات الأمنية، وطوراً عبر التدخلات السياسية الفاضحة والواضحة".

واليوم، يحاول النظام السوري من خلال التطبيل والتزمير لزيارة العماد عون، الدخول مرة جديدة إلى الساحة اللبنانية من البوابة المارونية دون غيرها، بالرغم من البوابة التي أوصدتها بكركي وأركان "ثورة الأرز" والقوى المسيحية الفاعلة في 14 آذار بوجهه، اعتقاداً منه أن العماد عون سيؤمن له الغطاء المسيحي اللازم تحت عنوان حماية المسيحيين، كما أمن الغطاء المسيحي لـ"حزب الله" لاستكمال مشروع ولاية الفقيه وتحديد دولته ضمن الدولة اللبنانية.

القطب الماروني توقع ألا تغير زيارة عون إلى سوريا شيئاً، لأن العناوين التي تريدها دمشق أكبر من قدرة العماد عون على تنفيذها لأن لبنان أصبح في صدارة الاهتمامات الدولية ولا يستطيع أي شخص مهما علا شأنه أن يغامر بمصير وطن بكامله لأجل غاية شخصية لم تعد خافية على أحد، ولأن رئاسة الجمهورية التي يطمح إليها العماد عون، لا تستطيع سوريا وحدها أن تضمنها له بدليل ما حصل بعد اتفاق الطائف وما جرى بعد اتفاق الدوحة، فالعماد عون كان أول المبعدين عن كرسي الرئاسة، لا بل أول الخاسرين. وإذا كان عمره يسمح له بتجديد الحلم، ليكون سيد بعبدا، عليه ألا يدير ظهره للقوى السياسية الموجودة على الأرض، وفي مقدمها القيادات المسيحية لأنها وحدها تقرر من سيكون رئيس جمهورية لبنان 2014، أما إذا كان يحلم بمتغيرات دولية تأتي من الانتخابات النيابية أومن تأجيلها ليحل محل الرئيس سليمان، فهذا حلم بعيد المنال في الوقت الحاضر، إلا إذا كان بدأ يصدق "توقعات" حليفه الوزير السابق سليمان فرنجية بحصول حدث كبير يؤدي إلى تأجيل الانتخابات النيابية وتغيير مسار الجمهورية اللبنانية.

 

عندما يتصالح ميشال عون مع تاريخه

خيرالله خيرالله ، الثلاثاء 2 كانون الأول 2008

لبنان الآن/لا يمكن الإعتراض في أي شكل على زيارة الجنرال ميشال عون لسوريا. ما الذي يمنع نائبا لبنانيا يظن أنه يدافع عن حقوق المسيحيين في لبنان من زيارة سوريا في حال كان يريد أن يتعلّم حتى لو كان في أواخر السبعينات من عمره. يتعلّم الإنسان في كل عمر من الأعمار، كما يقول المثل الفرنسي. وفي حال كان الجنرال عون يريد في هذا العمر المتقدم اكتشاف ما  يدور حول لبنان وماذا في هذا العالم العربي الذي ينتمي لبنان إليه، لا تعود هناك مشكلة من أي نوع كان. لا ضير في ذلك ما دام المهم أن يتعلّم ميشال عون، ومن هم من فصيلته، شيئا عن سوريا وعن العرب والعروبة وكيفية المحافظة على السكون على جبهة الجولان طوال خمسة وثلاثين عاما بالتمام والكمال. ليته يتعلم قبل ذلك شيئا عن لبنان وتركيبة لبنان وما هو لبنان.

أن يتعلّم المرء متأخرا أفضل من ألا يتعلّم ابدا. يكمن الخوف، كل الخوف، في أن ميشال عون لا يتعلّم. لا يستطيع أن يتعلّم ولا يمكن ان يتعلّم وليس لديه من المؤهلات ما يسمح له بأن يتعلّم. سيذهب ميشال عون إلى سوريا وسيعود منها من دون أن يتعلم شيئا. الدليل على ذلك أنه ذهب إلى إيران وعاد منها من دون أن يفقه شيئا لا عن إيران ولا عن النظام الإيراني ولا عن الشعب الإيراني الذي يعاني بأكثريته العظمى من النظام ومغامراته وطموحاته التي سترتد عليه عاجلا أم آجلا. لم يستوعب ما هي إيران ومن هم الإيرانيون أو طبيعة النظام وماذا تعني نظرية "ولاية الفقيه" أو ماذا يعني أن يكون هناك برنامج نووي إيراني غير مرض عنه عالميا.من حق أي لبناني زيارة سوريا، بل من واجب أي لبناني أن يكون على علاقة طيبة بالشعب السوري وبسوريا نفسها. النظام في سوريا أمر آخر. العلاقة مع النظام السوري مرتبطة بسلسلة الجرائم المرتكبة في لبنان بدءا بمحاولة إغتيال النائب والوزير السابق مروان حماده وصولا إلى اغتيال الرائد وسام عيد الذي كان يعرف الكثير عن الإتصالات الهاتفية ودورها في سياق التحقيق الهادف إلى كشف ملابسات إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه والجرائم الأخرى التي تلت ذلك. يذهب ميشال عون إلى سوريا لأنه مجرد أداة. لا يعرف أن يكون شيئا آخر غير ذلك. إستخدم في الإنقلاب السوري على الطائف في العام 1989. ويستخدم الآن في عملية التغطية على كل الجرائم التي ارتكبت في حق لبنان واللبنانيين. كيف يمكن لقائد سابق للجيش اللبناني تبرير جريمة إغتيال الضابط الطيار سامر حنا الذي لم يفعل سوى التحليق في طائرة هليكوبتر تابعة للجيش اللبناني فوق الأراضي اللبنانية؟ من يفعل ذلك إنما قادر على أن يفعل كل شيء. طقّ شرش الحياء لدى ميشال عون الذي لا يجد من يدافع عنه سوى أولئك الصغار الصغار من النواب والوزراء والأزلام التابعين له الذين يخجل المرء من ذكر أسمائهم. قبل ذلك قبل ميشال عون الإستفادة سياسيًا من جريمة إغتيال شيخ  شباب شهداء لبنان. إختار الإستفادة من إستشهاد بيار أمين الجميّل والإستيلاء على مقعده النيابي معتمدا على أصوات الأرمن المضطرين إلى أن يكونوا تحت رحمة الإيراني والسوري لأسباب لا تخفى على أحد...

ليس صحيحا أن ميشال عون تحول حديثا إلى أداة لدى "حزب الله" الإيراني، حليف النظام السوري وأداته اللبنانية. المنطق يقول أنه لا يمكن أن ينتهي إلاّ حيث إنتهى فعلا. كان منذ البداية مجرد أداة سورية وعندما ترقى صار أداة لدى الأداة. إستُخدم لأضعاف الرئيس أمين الجميّل في مرحلة معينة عندما رفض تنفيذ الأوامر التي صدرت إليه من رئيس الجمهورية وهرب إلى مكان ما تفاديا تفاديا لذلك. وإستُخدم لتسهيل عملية إغتيال الرئيس الشهيد رينيه معوّض عن طريق منعه من الوصول إلى قصر بعبدا في مثل هذه الأيام قبل تسعة عشر عاما. واستُخدم في كل ما له علاقة بإضعاف المسيحيين وتهجيرهم وإيجاد شرخ بينهم وبين المسلمين خدمة لأغراض سورية. ألم يقبل ترؤس حكومة ليس فيها سوى مسيحيين. ألم يترافق ذلك مع قصف مدفعي لمناطق إسلامية في بيروت بغية إيقاع أكبر عدد مكن من الضحايا الأبرياء بهدف توسيع الهوة بين اللبنانيين؟

من ينظر إلى تاريخ ميشال عون لا يستغرب ما يفعله الآن. هدفه الوحيد إضعاف رئيس الجمهورية والإساءة إلى المؤسسات اللبنانية. إنه الدور الوحيد الذي يتقنه، بل الدور الذي ولد من أجله. كل ما يمكن قوله إن ميشال عون يعكس أزمة عميقة لدى مسيحيي لبنان. نعم يجب الإعتراف بذلك. يجب الإعتراف بأن هناك مسيحيين ما زالوا للأسف الشديد مع ميشال عون، وهذا أمر مخجل ومعيب في آن. يجب الإعتراف بأن الرجل قادر على تهييج الغرائز واستثارتها ويجب الإعتراف بأن هناك تقصيرا في كشف حقيقة الحال المرضية المسماة ميشال عون. هناك بالفعل تقصير على الصعيد الوطني في تشخيص الحال المرضية لشخص يعتبر نفسه "زعيما مسيحيا" يقبل باحتلال وسط بيروت مع ما يعنيه ذلك من إعتداء على الأملاك الخاصة والعامة. إنه يقبل بإلحاق الضرر بمئات العائلات المسيحية والمسلمة وتغطية عملية الإنتقام من كل ما هو حضاري في لبنان. من يقدم على تصرفات من هذا النوع، لا يعود مستغربا منه زيارة سوريا بهدف واحد وحيد محصور في إضعاف المؤسسات اللبنانية على رأسها رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء والجيش اللبناني. من يقدم على تصرفات من هذا النوع يتصالح قبل كل شيء مع تاريخه. إنه تاريخ لقائد للجيش يقبل شن حرب على مسيحيين آخرين، بغض النظر عن الرأي بهم وبتصرفاتهم وقتذاك، مدعومًا من كل عملاء سوريا في لبنان ونقل خطوط التماس إلى القليعات في قلب كسروان وإلى الضبية والكرنتينا. حدث ذلك في العامين 1989 و1990. كل ما يفعله عون حاليا هو إستكمال المشوار. يريد التخلص من آخر مسيحي في لبنان. يريد الإنتقام من المسيحيين أولا لأنه لم يصل إلى الرئاسة. هل يصلح شبه أمّي رئيسًا للبنان، علمًا بأن شبه الأمي أخطر بكثير من الأمّي. الأمّي يعرف أنه أمّي في حين أن شبه الأمّي يعتقد أنه يعرف كل شيء في العالم. الواقع أنه يظنّ أنه يعرف سوريا وإيران في حين أنه لا يعرف شيئا عنهما. هل من جهل يفوق هذا الجهل الفريد من نوعه الذي يتحلى به زعيم مسيحي في لبنان، نعم "زعيم مسيحي"، إسمه القائد الملهم ميشال عون!

 

قضية المفقودين تتقدم وهناك لجان تعمل ولن تطول المدة وستعلن النتائج

وطنية - دمشق - 3/11/2008 (سياسة) بحث رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون مع الرئيس السور بشار الاسد القضايا والمواضيع القائمة بين البلدين. وافادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" جمانة خوري " ان الحديث دار خلال اللقاء الذي عقد قبل ظهراليوم في قصرالشعب عن التطورات الايجابية التى تشهدها العلاقات السورية- اللبنانية، بالاضافة الى الاوضاع فى المنطقة والمتغيرات التى تشهدها الساحة الدولية.وكانت وجهات النظر متفقة على أهمية هذه الزيارة التاريخية لسوريا التى تفتح عهدا جديدا يتميز بالرغبة المشتركة فى بناء علاقات مستقبلية تخدم مصالح الشعبين الشقيقين فى سوريا ولبنان وتقوم على الاحترام المتبادل لسيادتهما واستقلالهما". وقد تميز اللقاء ب"الرغبة المشتركة بالافادة من دروس الماضى من أجل بناء قاعدة متينة ومميزة فى العلاقات بين البلدين الشقيقين". وأشاد الرئيس السوري بمواقف العماد عون "المبدئية والوطنية" وقدر زيارته لسوريا0

بدوره، عبر العماد عون عن سعادته بلقاء الرئيس الاسد منوها ب"مواقف سوريا وحرصها على اقامة افضل العلاقات مع لبنان".

مؤتمر صحافي

وقال العماد ميشال عون، في مؤتمر صحافي عقده ظهر اليوم بعد لقائه الرئيس السوري في قصر الشعب: "انا سعيد ان التقيكم في دمشق ، وما كان يعتقد انه محرم اصبح حلالا وحلالا جدا، لنا جرأة مواجهة الماضي وليس الهروب منه ولن نمحوه من ذاكرتنا لكي لا نكرر الاخطاء. ولذلك كان حديثنا مع سيادة الرئيس واضحا كثيرا وهناك الكثير من المواضيع التي طرحت بصراحة".

واضاف: "اننا نريد بناء المستقبل وليس التوقف عند الماضي، والذي يتوقف عند الماضي فقط لن يستطيع بناء المستقبل. وقد سمينا هذا اللقاء عملية القلب المفتوح لتنقية الوجدانين السوري واللبناني، أي لا يبقى اثر لماض فيه اشياء كثيرة أليمة، ولكن لقاءنا اليوم واعد بمستقبل زاهر".

وردا على سؤال عن تصوره للوضع في لبنان ومرحلة ما بعد الرئيس الاميركي جورج بوش، قال: "ان العلاقات مع الولايات المتحدة كالطقس المتقلب، ونحن ليس لنا عداء مع الولايات المتحدة. نحن نعادي مواقف للولايات المتحدة، ولذلك اذا كان هناك تغيير كما اعلن الرئيس اوباما وتغيير استراتيجي بالاهداف ومستعدون ان يبنوا علاقات مع لبنان كدول صغيرة ويحترموا مصالحها، نعم، ولكن اذا ارادوا ان يظلوا على الاهداف نفسها فليس نحن من يخسر، وان الجماعة الذين معهم غير مدركين ماذا يفعلون، هم من سيخسرون لان اميركا دائما لديها قوة الاسترداد". وعن الفرق بين سوريا حافظ الاسد وسوريا بشار الاسد وملف الفقودين اللبنانيين، قال:

"هناك فرق كبير والظروف تغيرت والتقويم تغير، والمسؤولون تغيروا، واذا كانت هناك حرب ننتظر انتهاءها بين الدول، فانها تتفاوض في الاخر، والآن نقوم ببحث ماذا حدث، والمرحلة نتركها لحكم التاريخ".

وعن موضوع المفقودين قال: "تم بحث في هذا الموضوع وهناك لجان تعمل واكيد ستتوصل الى نتيجة، والبحث عن الاسماء الموجودة على اللوائح اذا كانت دخلت الى سوريا، واذا دخلت فماذا حدث لها، والموضوع يتقدم ولن تطول المدة وتعلن عن النتائج". وعن توجهه الى سوريا، قال: "هناك ارادة طيبة وتوجه طيب وهناك عقل واع بمشاكل المنطقة لا نقول محونا كل شيء، ولكن ما دامت هناك ارادة وعقل يتحكمان بالموقف

وليس عواطف وغرائز، فسنصل حتما الى توجه جديد يحترم مصالح البلدين".

ونفى وجود عداء بين سوريا ولبنان، وقال: "هناك خصومة وانا كنت الخصم الاول".

وعن امكان ان يتقبل الجمهور المسيحي هذه المصالحة مع سوريا كما تقبل ورقة التفاهم مع "حزب الله"، قال: "لم لا، لا ننسى ان شعورهم بالخصومة قد يجد مبررا لهم وهناك الكثير ممن أفادوا من العلاقة مع سوريا وضربوا بعض المسيحيين. وعندما اجرينا انتخابات 2005، سليمان فرنجيه اين كان؟ ألم يكن صديقا لسوريا، فلماذا انتخبوه يومئذ؟ وحتى ميشال المر انتخبوه. اذن الخصومة محلية تحولت الى اتجاه سوريا من سوء ادارة الحكم في لبنان. لذلك، فان غالبية المسيحيين بعد الانسحاب سمعت كلمتنا التي وجهناها بانها مرحلة وانتهت ويجب بناء افضل العلاقات مع سوريا. والذي يحلل الاحداث يعرف لماذا الذين كانوا مع سوريا صاروا ضدها. والذين كانوا يعتبرون اعداء صاروا اصدقاء. وانا لي رمزية معينة محترمة عن المسيحيين تعبر عنهم، وهذا هو الواقع الحقيقي".

واضاف: "انا عسكري ولا احمل كراهية حتى تجاه من احاربهم ، والسبب انه حتى الحرب التي فيها منتصر ومهزوم تنتهي بتفاوض وبتفاهم، ونحن نفتح صفحة جديدة من التاريخ لا فيها مهزوم ولا فيها منتصر انما عودة الى علاقات طبيعية".

وعن الاولويات لتصحيح العلاقة وماذا طلبتم من دمشق وماذا طلبت دمشق منكم، قال: "لقد كانت جلسة مصارحة مشتركة وتبادلنا وجهات نظر مشتركة واظهار حسن النية ولم تكن هناك مطالب من الطرفين، ولم نأت بجدول اعمال". وعن قضية اللاجئين الفلسطينيين قال: "نحن ننطلق من حق العودة ومتمسكون بعودة الفلسطينيين الى ارضهم، واي تسوية لن تكون على حساب الدول التي تحملت اعباء ستين

عاما ويجب ان يتحمل الاعباء الذين اوجدوا المشكلة". وعما سيقدمه الى سوريا بعد هذه الحفاوة قال: "عندي صداقة لسوريا".

وعن قضية لبنانية مزارع شبعا، قال: سوريا قالت ان مزارع شبعا لبنانية والان مختلفون على توقيت الترسيم. وهذه امور ثانوية ، واذا الامم المتحدة تريد ان تعترف فهي تستطيع ان تعترف لان الخرائط موجودة وسوريا تقول ان مزارع شبعا لبنانية. وصك الملكية الصادر من صيدا يقول بسيادة لبنانية وحتى لو كان المالك سوريا وصك الملكية الصادر من دمشق ولوكان المالك لبنانيا تكون الارض للسيادة السورية .فاذن المصادر التي اعطت صكوك الملكية هي من يكون لها السيادة على الارض".

وعن الانتقادات لزيارته لدمشق، قال: "ان من يقوم الزيارة هو نتائجها اذا كانت تبعية او استقلالية او ندية".

وعن الانتخابات قال: "ان سوريا تشجع على اجراء الانتخابات في لبنان لاننا نحنا ايضا نريدها وسوريا لن تتدخل فيها".

وعن جولته في سوريا قال ان "زيارته لعدد من الاماكن الدينية في سورية ستكون لكل الاماكن المسيحية وايضا زيارة لسماحة المفتي".

محادثات مع الرئيس الأسد

وكان الرئيس الاسد التقى اليوم العماد عون واجرى معه جولتي محادثات احداهما موسعة والاخرى ثنائية.

الوصول

وكان العماد عون وصل إلى مطار دمشق الدولي عند الثامنة والنصف صباحا، على متن طائرة خاصة يرافقه وفد من "تكتل التغيير والاصلاح" ضم النواب:ابراهيم كنعان، عباس هاشم، فريد الخازن ونبيل نقولا والوزير السابق سيبوه هوفنانيان، وسط تدابير أمنية مشددة، وكان في استقباله نائب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد. وصرح العماد عون على الأثر: "إنني سعيد جدا بهذه الزيارة، وآمل ان تكون بداية مرحلة مشرقة في تاريخ العلاقات اللبنانية - السورية، وأبعث بتحياتي وأطيب تمنياتي الى الشعب السوري". من جهته، رحب الدكتور المقداد بالعماد عون، واعرب عن أمله "أن تكون هذه الزيارة ناجحة وبادرة خير في العلاقات السورية - اللبنانية التي يجب ان تكون دائما متطورة ومتينة ووثيقة".

 

النائب زهرا: العماد عون تسرع في زيارته الى سوريا

كل المحاولات لمقايضة الحقيقة والعدالة لن تجدي نفعا

وطنية 3/12/2008 (سياسة) لاحظ عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا، في حديث الى إذاعة "صوت لبنان"، "ان النائب ميشال عون، تسرع في زيارته الى سوريا ولا سيما مع وجود ملفات حساسة بين البلدين، مستغربا ان "يعطي بعض السياسيين الذين كانوا على علاقة ملتبسة مع سوريا نوعا من براءة الذمة لها". واكد ان "كل المحاولات لمقايضة الحقيقة والعدالة باي شيء آخر، لن تجدي نفعا، وقال: "اظن ان هناك تسرعا باجراء هذه الزيارة بعد التاريخ الاليم في العلاقات اللبنانية - السورية خصوصا في السنوات الثلاثين الاخيرة من المبكر وقبل انهاء ملفات عالقة وحساسة جدا بين لبنان وسوريا ان يعطى لسوريا من سياسيين لبنانيين خصوصا، من كانوا على علاقة ملتبسة معها نوع من براءة الذمة بعلاقتها بلبنان، لذلك لا اعرف ما هو المردود المرتجى ليكون ايجابيا على هذه الزيارة اكثر من ان تكون سوريا استفادت من سياسيين لبنانيين واطراف لبنانية لاظهار بان ليس لديها اشكالية في العلاقة مع لبنان، في الوقت الذي يبقى فيه ملف المفقودين عالقا ولا يبدو ان هناك نية لحله لان قضية لبنانية كبيرة تم التعامل معها من قبل سوريا باهمال واستخفاف ملف ترسيم الحدود الذي اصبح واضحا بان سوريا لن تساعد في اظهار لبنانية مزارع شبعا وتسترد مزارع شبعا بموجب القرار 425 وهكذا تبقى لدينا قضية معلقة ولها علاقة بسيادة الدولة والتباس استمرار المقاومة او عدمها وهذا موضوع يحد من سلطة الدولة ومن مشروعها وملفات كثيرة عالقة يعني العلاقات الديبلوماسية الذي يسبقه تسرع باجراء الزيارات ولم يتم بعد تبادل السفارات بين لبنان وسوريا وهو موضوع مضى عليه عشرات السنين وهو موضوع مطالبة من اللبنانيين، هذه مواضيع جدية كان يجب ان تؤخذ في الاعتبار قبل اتمام هذا النوع من الزيارات". وعن مردود هذه الزيارة بالنسبة للبنان لا سيما ان عون يقول بان الزيارة ستفتح صفحة جديدة بين بلدين، سارع الى القول: "علينا الانتباه، فتح الصفحات الجديدة هو مسؤولية السلطات الدستورية وليس الفرقاء السياسيين، يعني الصفحة الجديدة بدأ فتحها مع زيارة فخامة الرئيس واعلان النية بالتبادل الديبلوماسي ونحن في انتظار استكمال هذه الخطوة بشكل اساسي. من يمثل لبنان في العلاقات مع الدولة هو رئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية وليس اي طرف سياسي مع احترامنا لكل الاطراف". وعن قراءته للتقرير الذي أصدره رئيس لجنة التحقيق الدولية، وما إذا باتت طرق المحكمة الدولية سالكة، أشار النائب زهرا الى "ان طلب التجديد لشهرين هو مهلة لصياغة نوع من القرار الاتهامي لانه لم يتم الطلب كما جرت العادة لستة اشهر او حتى لثلاثة أشهر، فقط شهران. هذا يعني ان المعطيات المطلوبة لانطلاق المحكمة اصبحت في حوزة اللجنة واللجنة بدورها تقدمت بعملها الى الحد الذي يسمح بالقول اننا اصبحنا امام انطلاق عمل المحكمة الجدي وطريقها سالكة فعليا. وفي السياسة تعني ان كل المحاولات لمقايضة الحقيقة والعدالة باي شيء اخر لن تجدي نفعا". وعن المعلومات التي تقول ان "قوى 14 اذار" حسمت الحصص، فيما خص الانتخابات النيابية بين تياراتها واحزابها، أوضح النائب زهرا "ليس صحيحا، ما هو محسوم هو نية التفاهم ولكن حسمت الحصص وتم تعيين المرشحين. في رأيي من المبكر وليس المطلوب قبل هكذا وقت ان يكون الوضع محسوما، لكنه يعمل على ذلك، فالنية واضحة وكذلك الارادة وكل فرقاء 14 اذار جاهزة للانتخابات بلوائح موحدة".

 

رسالة إلى عون: ماذا عندك لترفع رأسك وهل تذكر شعار تكسير رأس الأسد؟

 التاريخ: 3 كانون الاول 2008 المصدر: موقع تيار المستقبل

وجه المواطن اللبناني عساف ابو نقول، شقيق الجندي الشهيد روني ابو نقول، كتاباً مفتوحاً الى العماد ميشال عون خطه بدمع العيون ودماء شقيقه الشهيد ورفاقه الذين وقفوا في 13 تشرين الاول 1990 يواجهون غزوة الجيش السوري وهو يجتاح منطقة الحدث.

كتب عساف:

"حضرة العماد ميشال عون..

شاهدتك على شاشة التلفزيون وسط جماهير المستقبلين وهم يلوحون لك بالاعلام السورية والبرتقالية، ورأيت صورتك باسماً ومنتشياً. وتذكرت حينها مشهد جنازة شقيقي الشهيد روني الذي اعدمه جنود القوات الخاصة السورية الذين يشرفون على تأمين الحماية لك خلال زيارتك الى سوريا. عندما شيعنا شقيقي لم يتمكن من السير في جنازته الا عدد قليل جداً لأن الجيش السوري كان يقتل ويسرق ويحرق ويدمر مستبيحاً المنطقة التي احتلها بالحديد والنار.

هل تعرف كيف استشهد شقيقي روي، لقد قاتل ورفاقه مثل الاسود رغم اصابته في شكل طفيف ولم ينسحبوا الا بعد نفاد ذخيرتهم الى احد الابنية السكنية المجاورة، واعتقدوا لبراءاتهم ان الجيش السوري الغازي سيرحم المصابين والجرحى، لكن جنود القوات الخاصة السورية قاموا بإعدام شقيقي واعتقال رفاقه، وماتت والدتي بحسرة ابنها الشاب وهي تذرف الدموع عليه حتى اللحظة الاخيرة من حياتها.

لدي الكثير لأقوله لك يا حضرة العماد، وأنت الذي لا تكف عن إلقاء المواعظ والدروس وخصوصاً ادعاءك المتواصل انك لم تقتل احداً وأن يديك ليستا ملوثتين بالدماء، وربما لأنك لم تحمل بندقية يوماً ولم تشارك بالقتال ميدانياً ولو مرة في حياتك، لكنك مسؤول عن التسبب بقتل اخي ورفاقه العسكريين نتيجة قراراتك الخاطئة والمتهورة والتي تسببت بموت المئات وتهجير الالوف من المسيحيين، وهذه امور يجب ان تحاسب عليها. هتلر لم يحمل مسدساً ايضاً ولم يقتل احداً، لكنه تسبب بتدمير اوروبا ومأساة انسانية كونية وأنت تسببت بمآس لشعب لبنان.

تدعي يا حضرة العماد انك ذاهب الى سوريا برأس مرفوع، فعن اي شيء تتحدث لكي ترفع رأسك، وهل هروبك من قصر بعبدا امر يدعوك الى رفع الرأس والفخر، انت تعلم جيداً ان ضباط الجيش اللبناني وجنوده كانوا يقاتلون بكل شرف على كل الجبهات ويصدون هجمات الجيش السوري الواحدة تلو الاخرى، وأنت كنت قد اصبحت لاجئاً في السفارة الفرنسية وبحمايتها وتصدر الاوامر الداعية الى الاستسلام. عن اي رأس مرفوع تتحدث وأنت الذي تركت العسكريين يقاتلون في سوق الغرب وضهر الوحش والحدث ودير القلعة دون ان تكترث لهم.

عن اي رأس مرفوع تتحدث وأنت تذهب للقاء من قتل اهلنا ودفنهم في مقابر جماعية واعتقل شبابنا وأماتهم في السجون، وهل تعلم ان اربعة من رفاق شقيقي روني لا يزالون في المعتقلات السورية وأنت الذي انكرت قضيتهم وتنكرت لمسؤوليتك عما جرى لهم.

لقد استشهد اخي في عمر الورود لأنه قرر خوض المعركة كرمى الشعارات الكبيرة التي اطلقتها من قصر بعبدا يا حضرة العماد، والتي غسلت رأس الشباب بها، وهل تذكر شعار تكسير رأس حافظ الاسد ام لا؟ والذي طويته في جيبك وذهبت الى السفارة الفرنسية لاجئاً بينما نحن نقتل ونذبح ونهان.

من يرد لي شقيقي يا حضرة العماد، ومن يرد لي والدتي التي ماتت بحسرته، ومن يكفكف دمع والدي العجوز، ومن يبرد قلوب الامهات الثكالى والاطفال اليتامى وأنت الذي ذهبت لتعيش آمناً مطمئناً في باريس مع عائلتك.

يقولون يا عماد ان "الجمرة لا تكوي الا مطرحها"، ولكنك طعنتنا بسكين في قلبنا وقتلت اخي الشهيد مرة ثانية، اتق الله ولا تتحدث عنا". 

 

خفايا عودة عون إلى بيروت من "لقاء المسبح" مع غزالة إلى "فاكس" مراد

 التاريخ: 3 كانون الاول 2008 المصدر: جريدة الراي الكويتية

يعتدل فايز قزي في كرسيه راوياً تفاصيل العلاقة بين عون وسوريا، وتحديداً تفاصيل عودة «الجنرال» إلى لبنان، فيقول: "زيارة عون لسوريا اكتملت من حيث المعنى المجازي، وكنتُ شاهداً على الأمر، في تاريخ 27 كانون اول/ديسمبر 2004 حين تمَّ الاتفاق بين عون والسوريين على عودته إلى لبنان وعلى مظاهر العودة وما إلى ذلك، وعلى اثرها زار المسؤول في "التيار الوطني الحر" غابي عيسى الشام والتقى عبد الحليم خدام".

ويروي قزي: "عون ينكر الأمر في كتابه لكن عودته إلى لبنان بدأت بـ «احتكاك» أول أقمته أنا بالذات في تموز/ يوليو 2004 ربما عن طريق الصدفة أو عن سابق تصور وتصميم من السوريين. كنتُ جالساً في المسبح الذي أملكه وأذكر جيداً أنه كان يوم خميس، فاتصل بي أحد الأصدقاء ليعلمني أنه ينوي زيارتي مع عدد من الأشخاص بمن فيهم رستم غزالة يوم الثلاثاء اللاحق. وكما كان مخططاً، وصل الجميع يوم الثلاثاء إلى مسبحي، وبينهم رستم غزالة ووئام وهاب ورياض رعد وناصر قنديل، وكنتُ، في تلك المرحلة، أعلم أنَّ هناك مشكلة بين احد الاعلاميين البارزين ومدعي عام التمييز عدنان عضوم، وكان الاعلامي حينها موجوداً في كندا، فدعوتُ شقيقه وهو اعلامي ايضاً للحضور لحل المشكلة مع غزالة باعتبار أنه موجود، وهذا ما حصل فعلاً".

كانت جلسة عادية طبيعية وكنتُ ارتدي لباس السباحة، وبدأ غزالة الحديث بالقول: «كيف حال الجنرال ميشال عون؟» فبادرته إلى القول: "مضى نحو سبعة أشهر منذ أن رأيته لكن سؤالك لفت انتباهي. فعندما كنتُ أزور الشام، حين كانت العلاقات قائمة بينكم وبين عون، كنتُ استشف الجو العام من خلال الطريقة التي يطرح فيها عبد الحليم خدام هذا السؤال. فإذا قال كيف حال «ميشو»، كنتُ أعرف أنَّ العلاقات سيئة جداً، أما إذا سماه «ميشال» فهذا يعني أنَّ العلاقات لا بأس بها، وإذا سماه «الجنرال» فهذا يعني أنَّ العلاقة جيدة، أما إذا سماه «الجنرال ميشال عون» فهذا يعني أنَّ العلاقة ممتازة وعلى ما يبدو فإنك قلت الجنرال ميشال عون. وسكت هو (غزالة) وسكت أنا بدوري".

ويتابع: "اختلجني شعور بأنَّ شيئاً ما يجري، خصوصاً على مستوى الزيارة، وعندما همَّ الجميع بالمغادرة، سألني غزالة عن موعد زيارتي المقبلة لباريس، فأخبرته أنني أنوي السفر بعد نحو شهر، فأوصاني أن أوصل سلامه الحار للجنرال عون. قلتُ له إنَّ الجنرال يفكر في العودة إلى لبنان فقال: «أهلاً وسهلاً به".

لم أذهب إلى باريس بعد شهر وذلك بسبب ارتباطاتي في لبنان، وتحديداً مسألة تأجير المسبح بحيث استغرقت المفاوضات نحو شهرين. وفي 14كانون اول/ ديسمبر 2004 ذهبتُ إلى باريس، وبتاريخ 16 منه زرتُ الجنرال عون وأخبرته بما جرى معي، فأبدى حماسه. سألني عن رأيي فقلتُ له: «قبلَ تحديد موعد العودة، يجب الحصول على تعهد بعدم الملاحقة القانونية أو التوقيف، والعودةُ تتمّ وفق الخطاب السياسي المعروف: حرية سيادة استقلال، أما التحالفات الإنتخابية فتكون في الظاهر بعيدة عن السوريين لكن بالتفاهم معهم فهم في امكانهم ابعاد مرشح ما تسهيلاً لك وضمان التحالف مع مرشح ما قد تكون بحاجة اليه». وأكدتُ لعون أنَّ التنازلات التي سنقدمها تتمثل بخفض مستوى الخطاب السياسي من حال العداء مع سوريا إلى حال الخصومة معها، أما بالنسبة للقرار الدولي 1559 فهو وُجد وتكرس ويجري تطبيقه وعلينا أن نتناسى أمره من دون السير ضده، إضافةً إلى عدم خوض الانتخابات النيابية إلى جانب وليد جنبلاط ولا حتى إلى جانب رفيق الحريري، فالطرفان كانا غير مهتميْن بالتعاون مع عون.

كانت، إذاً، فرصة مجانية قد يراها السوريون من منظار إيجابي، خصوصاً أنه كان يجري في بداية تلك المرحلة التحضير للتمديد للرئيس اميل لحود وكانت العلاقات بين جنبلاط والحريري وسوريا متوترة.

ويردف قزي: «وافقَ عون على كلّ هذه البنود، إلا أنني أعلمته بضرورة سفري إلى أسبانيا على أنْ أعود بعد أسبوع إلى باريس، وهو الوقت الكافي للتفكير بعمق في الأمر. وفي 23 ديسمبر 2004 عدتُ إلى باريس للقاء عون الذي أبدى ترحيبه بمسألة العودة، طالباً إضافة بند وحيد وهو إرسال دعوة إلى السوريين، بواسطة أحد أعضاء «التيار الوطني الحر» في الولايات المتحدة، للمشاركة في مؤتمر المصالحة الذي كان ينوي عقده في باريس. وفي 24 ديسمبر، عدتُ إلى لبنان للاحتفال بعيد الميلاد المجيد مع عائلتي، وفي 26 منه توجهت إلى سوريا حيث كان الجميع بإنتظاري واستعرضنا سوياً كل الشروط والمسائل العالقة، واستمرت الجلسة فترة طويلة فعرض عليّ المجتمعون أنْ أبيتَ في دمشق لكنني فضلت العودة إلى بيروت. في اليوم التالي، عدتُ إلى الشام وتناقشنا طويلاً وتمت الموافقة على كل البنود التي تقدمت بها حتى إنهم وافقوا على حضور ممثل عن «التيار الوطني الحر» إلى سوريا لتسليم الدعوة إلى مؤتمر المصالحة ولكن من دون المشاركة فيه لأن في ذلك حرجاً كبيراً، بحسب السوريين. اتصلتُ إذاً، بالعماد عون ونقلت إليه البشرى السارة وبعد نحو أربعة أيام زار غابي عيسى دمشق وسلم الدعوة».

ويستكمل كلامه بالقول: "في تلك المرحلة"،لعب الفأر في عب الرئيس اميل لحود، كما يُقال، "فصار يحضّ مدعي عام التمييز عدنان عضوم على الحديث في الإعلام عن مذكرات التوقيف ضد عون وإمكان توقيفه عند وصوله إلى مطار بيروت في وقت لم يكن يريد السوريون إظهار أي حماسة علنية لعودة عون".

أجرينا دراسة حول الشق القانوني لمسألة العودة مع القاضي منيف عويدات وطلبَ عضوم تقديم طلب لرفع مذكرات التوقيف، غير انني رفضت لأنَّ المذكرات غير قانونية، في الأصل. حينها، طلبَ مني السوريون أن أزور الرئيس إميل لحود لوضعه في أجواء ما يجري، فزرتُ بعبدا واستقبلني لحود بنوع من الفتور فشرحتُ له أنه تمت معالجة الخلاف بين عون والسوريين وأنه لا تزال هناك مسألتان تستلزمان الحل وهما التعويضات المالية للضباط الذين خدموا إلى جانب عون ومسألة مذكرات التوقيف، فنصحني بمراجعة مدعي عام التمييز عضوم على أن يحدثه هو في الموضوع، فيما طلبتُ منه أن يحدث وزير الدفاع عبد الرحيم مراد، آنذاك، بهذا الخصوص، أيضاً. صراحةً، لم يكن الجو مريحاً لكنني ذهبتُ إلى عبد الرحيم مراد فطلب مهلة 48 ساعة ثم بعث لي برسالة عبر الفاكس يقول فيها: "إنَّ التعويض يستحق منذ تقديم الطلب وبما أنَّ المستدعين لم يتقدموا بطلب منذ «فرارهم»..." فلم أرسل الفاكس إلى العماد عون، خـشية أن ينـفعل لقراءة عـبارة مـنذ «فرارهم».

ويضيف: «بعد شهر وأكثر انقضت الأيام واغتيل رفيق الحريري في فبراير 2005 واهتز الاتفاق الذي أسستُ له بين عون والسوريين، وأضحى عون «مقيماً» في منزل نازك الحريري في باريس وانفتح أطراف قوى الرابع عشر من مارس عليه وزاره كل من الياس عطا الله وجورج حاوي ومروان حمادة وغطاس خوري ووليد جنبلاط وغيرهم، إلى أنْ عرفتُ أن هناك فريقاً آخر دخل على خط عودة عون إلى لبنان، وهو يضم كريم بقرادوني واميل اميل لحود وأنطوان خوري حرب. اليوم يؤرخ العماد عون التاريخ متناسياً الاتفاق الذي أقمته أنا بينه وبين السوريين، وهو يؤكد في كتابه بالفرنسية "Une certaine vision du Liban " إنه كان في باريس حين اتصل به أحدهم قائلاً إنَّ كريم بقرادوني يريد مقابلته وعندها سارت الأمور باتجاه العودة».

ويستكمل قزي كلامه: «حقيقةً، لا أعترض على زيارة عون لسوريا شرط أن يكون عون، بالفعل، يسعى لإقامة علاقة صحيحة وليس البحث عن مساعدة للاستقواء على الجمهورية بمعنى رئيس الجمهورية أو الاستقواء على الخصوم بمعنى البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير و«القوات اللبنانية» و14آذار عامة. أشجعُ إقامة علاقات متوازنة وجيدة مع سوريا ولكن، للأسف، زيارة عون، وهي متأخرة جداً، تأتي لتغطية العلاقة «الملتبسة» مع «حزب الله» وإيران، وهنا يُطرح السؤال: هل يحاول ميشال عون أن يفسر هذا السلوك غير اللبناني واللا عربي واللا فلسطيني واللا قومي، بمعنى القومية العربية، والذي انكشف في علاقات حميمة لا مبرر لها مع «حزب الله»؟ موقع ميشال عون الأساس هو مع حركة 14 آذار السيادية والاستقلالية، وعندما اختلف مع مجموعة من هذا الفريق كان من الأجدى أن يصححه أو يأخذ استقلاليته التامة عنه من دون الانتقال الى المقلب الآخر. ومن حق الحياديين، الذين يتهمهم عون بأنهم ينتظرون من يشتريهم، أن يسألوا: «هل وجدَ عون الثمن لأنه من المفترض أن يكون حيادياً وذهب مع طرف ضد آخر؟».ويتابع: «لم يكن عون مع السنّة ولا مع الشيعة بل كان في مرحلة الوسط والاعتدال فلماذا انتقل إلى موقع التطرف؟... هذا عداء للرأي العام العالمي وللعرب. في رأيي انه لم تعد هناك مذكرة تفاهم مع «حزب الله» لأن عون تجاوز كل مذكرات التفاهم وكل أفكار التحالف وأصبح ينتمي بشكل كامل ومطلق إلى هذه المدرسة، وقد ذاب ذوباناً مطلقاً فيها وتحوّل شريكاً فرحاً بهذا الخط. ونأمل أن تكون زيارة سورية ليست مجرد تمويه لعملية أخرى ونتمنى أن يعود عون إلى الطريق اللبناني كما رسمها هو عندما كان قائداً للجيش ورئيساً للوزارة، فمن الضروري أن يعود إلى موقعه ومداه العربي الحقيقي».

 

عون يلتقي الأسد متحديا الأغلبية النيابية والحريري يدعو للندية مع دمشق

GMT 10:00:00 2008 الأربعاء 3 ديسمبر  وكالات

 دمشق، وكالات: أكد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون أن ما كان يعتقد أنه محرم أصبح حلالا وحلالا جدا، مشيرا بعد لقائه الرئيس السوري بشار الاسد الى "الجرأة في مواجهة الماضي وليس الهروب منه ولن نمحوه من ذاكرتنا لئلا نكرر الأخطاء، مشددا على ان الحديث مع الأسد كان واضحا والمواضيع طرحت بصراحة لأننا نريد بناء المستقبل وليس الهروب من الماضي، مسميا اللقاء بـ" عملية القلب المفتوح" لتنقية الوجدانين اللبناني والسوري لأن "الماضي فيه أشياء أليمة ولكن المستقبل زاهر". وفي موضوع المفقودين اكد ان هناك لجان تعمل، وان البحث مع الاسد تطرق لهذا الموضوع، معتبرا "ان اللجان ستتوصل الى نتيجة، لأن هناك بحث عن الأسماء الموجودة على اللوائح وماذا حدث بها، وانشاءالله يعلن عن النتائج في هذا الموضوع ولا تطول النتائج". واشار عون الى ان مواضيع البحث كانت كثيرة، معتبرا ان "الفرق كبير والظروف تغيرت اليوم والتقييم تغير والمسؤولين تغيروا". واضاف عون "نحن لسنا مستنسخين عن بعضنا والأحداث ليست مستنسخة، كل الظروف تغيرت اليوم واليوم لسنا بصدد بحث تحليلي ماذا حدث في الماضي ولكن المرحلة نتركها لحكم التاريخ."

واعرب عون عن ارادة طيبة بين الدولتين لمواجهة مشاكل المنطقة، طالما هناك وعي وعقل يتحكم سنصل حكما الى حل لكل المشاكل السابقة، مضيفا "أنا لست وزيرا او رئيس جمهورية ولكن هذا استطلاع واستشراف للمستقبل، اذا انا خرجت مرتاح والاسد خرج مرتاحا من اللقاء كل واحد يستطيع أن يطمئن شعبه".

 وفي قضية التوطين شدد عون على "ان المبادىء تنطلق من حق العودة للفلسطينيين، منتتقدا بعض الدول التي تحاول التسوية على حق العودة، مؤكدا على التمسك بهذا الحق، مشددا "على ان أي تسوية أخرى ستحدث اذا قبل بها الفلسطينيين لن تكون على حساب الدول التي تحملت أعباء 60 سنة، بل على حساب الدول التي أوجدت المشكلة."

من جهة ثانية رفض عون ان تسمى "العلاقة القديمة" له مع سوريا بـ"العداوة"، مسميا هذه العلاقة بالخلاف والخصومة الذي من الممكن ان يحصل في اي وقت وبين اي فريقين، معتبرا انه "حتى الحرب التي فيها مهزوم ومنتصر تنتهي بتفاوض كيف اذا كنا نفتح صفحة جديدية ليس فيها مهزوم ولا منتصر، اليوم، وان الماضي انقلب صفحة بيضاء وطبعا نريد أن نزيد هذا البياض مع الأيام". واضاف "نتائج الزيارة هي التي تقيمها اذا كانت تبعية أو استقلالية أو فيها ندية، متوجها لمنتقدي هذه الزيارة التاريخية بالقول: "الطائرة التي تطير على ارتفاع 60 كلم لا تهتم للصواريخ التي تنفجر على علو 40 كلم".

وبالنسبة لمسألة مزارع شبعا لفت عون الى انها "ليست اشكالية فسوريا قالت أن المزارع لبنانية، ولكن الاختلاف على توقيت الترسيم، فالأمم المتحدة تطالب بترسيمها الآن، متسائلا مثلما رسموها حاليا هل احترموا رأي سوريا ولبنان، مشددا على في حال "الاختلاف على شبر في الترسيم لا سوريا ستحتج ولا لبنان سيحتج، والأمم المتحدة تملك خرائط ويمكنها الاعتراف اذا أرادت."

وفي الموضوع الانتخابي اكد عون ان سوريا لن تتدخل في الانتخابات اللبنانية، لانها تشجع على اجراءالانتخابات في لبنان فهي لا توزع لا زفت ولا خدمات صحية ومدرسية .واضاف عون " قد أخسر بعض الأصوات من الزيارة وأربح غيرهم، ولكن هذا ليس الهدف من الزيارة، عندما حوصرنا من البحر والجو ألم يشعروا أن فقط حدود سوريا بقيت مفتوحة، فليفكروا اذا أرادوا بحدود مصلحية ضيقة أين مدخل لبنان الى الدول العربية، يجب أن نكون واقعيين ومنطقيين". واعتبر ان المال كان له تأثير في كل عهود التاريخ من أيام النبي موسى ثم السيد المسيح، منبها أن الانسان لا يستطيع ان يخدم اثنين المال والله، وان هناك سقوط للمجتمعات بالمال، والمجتمع المستهدف حاليا والمسيحيين بصورة خاصة لن يسقطوا بالمال لأنهم يعتقدون أن السيد المسيح صلب وقام ولكن لبنان اذا صلبوه وقتلوه لن يقوم.

وردا على سؤال عن اعتذار سوري للبنانيين على كل السنوات الماضية التي حكم فيها الجيش السوري لبنان اجاب عون: هل اعتذر الموجودين في بيروت الذين كانوا شركاء في مرحلة معينة لما حصل والهجومات والاتهامات الدائمة لسوريا. ويجب أن يعتذر الموجودين في بيروت، أولا نبدأ من بيروت ثم نصل الى الشام." وحول العلاقات مع الولايات المتحدة، اعتبر عون انها مثل الطقس المتقلب، لافتا الى ان العداء هو للمواقف الاميركية التي تؤذي لبنان لا الدولة الاميركية، واذا كان هناك تغيير كما أعلن الرئيس الجديد باراك أوباما عن تغيير استراتيجي للأهداف والاستعداد لبناء علاقات مع الدول الصغيرة، نحن على استعداد للتعامل مع اي توجه لمصلحة المنطقة بحال احترام "مصالحنا واستقلالنا" اما اذا استمروا على اهدافهم القديمة،فـ"نحن لن نخسر بل سنربح على أرضنا ولكن جماعة أميركا هم الذين سيخسرون عندما ينتهي رأسمالهم". وختم العماد عون ، مطمئنا المسيحيين و"ليس الموارنة فقط" ان المسيحية المشرقية التي نريدها هي أن تستيقظ على جذورها الاصيلة وليس كما حاول البعض ان يصورها.

وكان في استقبال عون على ارض المطار نائب وزير الخارجية فيصل المقداد. واعلن عون في مقابلة نشرتها صحيفة الوطن السورية الاربعاء ان الملفات التي ستكون في مقدمة محادثاته في دمشق هي "عناوين مؤتمر الحوار الوطني المتفق عليها في عام 2006 وهي العلاقات الدبلوماسية التي اتخذ القرار بانشائها وموضوع ترسيم الحدود التي تشكلت لجنة مختصة بمتابعته ومسألة المفقودين الذين يعتقد بوجودهم في سوريا".

ويزور عون دمشق على رأس وفد يضم قياديين من حزبه بينهم اربعة نواب، والى جانب اللقاءات السياسية تتضمن زيارته جولة على اماكن مسيحية مقدسة من بينها دير مار مارون التاريخي قرب حلب، حسبما ذكر قيادي في التيار.

من جهته رحب وزير الاعلام السوري محسن بلال بزيارة عون الى سوريا، واصفا اياه بالشخص "الوطني والقومي والعروبي" و"زعيم لبناني وطني وشخصية لها وزنها وحجمها ليس فقط في الوسط المسيحي وانما على مستوى لبنان". وقال بلال في مقابلة مع قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله اللبناني الشيعي ان "زيارة عون ستؤدي الى مزيد من الارتياح بين البلدين، والى افساح مجال التطبيع بينهما".

واكد ان "سوريا تعمل على ازالة كل الاشواك بينها وبين لبنان"، مشددا على ان زيارة عون "ستؤدي الى مزيد من الاجواء المرتاحة بين البلدين الشقيقن التوأمين الجارين سوريا ولبنان، والى افساح مجال التطبيع واعادة المياه الى مجاريها لكلا البلدين". واكد ان العماد عون "بتحالفه مع المقاومة وتمسكه بالمقاومة لدحر العدو ولتحرير الارض (...) يلتقي معنا مع سوريا الممانعة المقاوِمة." وتابع انه "من الطبيعي جدا ان يعود لبنان الى سوريا وتعود سوريا الى لبنان لتعيدا اللحمة اللبنانية السورية ولتعيدا شطري العائلة السورية اللبنانية التي تعيش في دولتين مستقلتين".

ويزور عون دمشق على رأس وفد يضم قياديين من حزبه بينهم اربعة نواب، والى جانب اللقاءات السياسية تتضمن زيارته جولة على اماكن مسيحية مقدسة من بينها دير مار مارون التاريخي قرب حلب، حسبما ذكر قيادي في التيار.

وهذه الزيارة هي الاولى التي يقوم بها العماد عون الى دمشق بعد سنوات التوتر في علاقاته مع دمشق اثناء الوجود السوري في لبنان الذي استمر ثلاثة عقود. وكان عون شن على رأس حكومة انتقالية عسكرية خلال الحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990) "حرب تحرير" ضد القوات السورية في لبنان في اذار/مارس 1989.

وقد اطاحته في تشرين الاول/اكتوبر 1990 عملية عسكرية لبنانية سورية نفي على اثرها الى فرنسا. وعاد عون الى بيروت في ايار/مايو 2005 بعد شهر على انسحاب القوات السورية من لبنان تحت ضغوط دولية. واثارت زيارة "التعارف والصداقة" الى سوريا، كما وصفها عون، عاصفة من ردود الفعل في بيروت ولا سيما من فريق 14 آذار/مارس (الاكثرية النيابية).

وقد اعتبر عون في وقت سابق ان زيارته سوريا هي تأريخ لنهاية مرحلة قديمة وبداية مرحلة جديدة قائمة على تنقية الوجدانين السوري واللبناني بعد محطات سيئة تاريخياً، وعزا معارضة البعض لزيارته الى أسباب عدة منها خوفهم من أن تسلمه سوريا سجلاتهم العدلية التي تفضح ما ارتكبوا من خطايا. عون وفي حديث إلى صحيفة "الوطن" السورية، لفت إلى أن المطلوب اليوم إقامة علاقات جيدة مع سوريا على أساس النقاط الثلاث التي تم التوافق عليها في مؤتمر الحوار الوطني في العام 2006 وهي العلاقات الدبلوماسية وموضوع ترسيم الحدود، ومسألة المفقودين.

وفي موضوع الاستراتيجية الدفاعية، لفت الى انه في حال شنت إسرائيل هجوما على لبنان وسوريا في آن واحد، فإن الإستراتيجية الدفاعية تتخذ تلقائياً طبيعة الجبهة الواحدة، مؤكداً أن الأرض اللبنانية ستكون ممنوعة على إسرائيل لاستخدامها كممر لضرب سوريا. كما أعرب عون عن رضاه عن التنسيق الأمني اليوم بين الدولة اللبنانية والدولة السورية، مشيراً إلى أن الأمن المشترك هو أمر ملزم بين دولتين جارين، إذ ان أمن لبنان من سوريا مسؤولية سورية، وأمن سوريا من لبنان مسؤولية لبنانية وعلى كل دولة أن تتولى مسؤولية ضبط حدودها وأمنها كي تحفظ أمن جارتها.

ودعا عون فريق 14 آذار ليتوقف عن الحديث عن السيادة والاستقلال "فعندما كنا نطالب بالاستقلال كانوا يهزؤون ويطلقون عبارات مخجلة فيقولون: أي استقلال في عصر العولمة؟ فهل يحق لهم اليوم أن يعلمونا السيادة والاستقلال؟ هل يكون الاستقلال باتخاذ قرارات مضرة بمصالح حيوية لدول مجاورة؟ أن بلوغ الاستقلال هو كبلوغ سن الرشد، على الدولة المستقلة الحرة أن تفهم أنه لا يحق لها إيذاء جيرانها بغية ممارسة حريتها وسيادتها".

الحريري

قال رئيس تيار "المستقبل" اللبناني سعد الحريري ، ان بلاده تريد إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع سوريا تقوم على الندية و بعيدة عن "الاتهامات و التخوينات" مضيفا ان الانتخابات النيابية اللبنانية ستتم في شهري أيار/مايو أو حزيران/يونيو 2009 من دون تعطيل أو تأجيل.

وأوضح الحريري في تصريحات لصحيفة "الشروق" الصادرة (الأربعاء) في تونس انه لا أساس لما يتردد من تكهنات بشأن احتمالات تأجيل هذه الانتخابات و قال ان لبنان "دولة ديمقراطية و لا يجب ان يعطل أي شيء إتمام الانتخابات مهما حدث " حتى و لو كان هو"شخصيا احد الضحايا " حسب تعبيره.

و في رده على سؤال حول الاتهامات التي أذاعها التلفزيون السوري الرسمي على لسان بعض عناصر "جيش الإسلام "و التي قالت أنها تلقت تمويلات و أموالا من تيار المستقبل قال الحريري ان بث هذه التصريحات يعد "أمرا مؤسفا" في وقت تتكاثف فيها الجهود للتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين بيروت و دمشق و قال "كان الأولى بهذه الاتهامات ان تقدم الى القضاء و ليس على التلفزة لأن اتهام تيار المستقبل يعني في حقيقة الأمر اتهام تيار الحريري ، تيار العروبة و الاعتدال "حسب قوله.

من جهة ثانية قلّل الحريري من تأثيرات الخلاف مع حزب الله و قال انه "يوجد فعلا خلاف سياسي مع الحزب" و لكن هناك اتفاق على عدم امتداد الخلاف الى الأرض و حله في إطار القنوات و المؤسسات الدستورية سواء داخل مجلس الوزراء أو البرلمان . و أردف الحريري انه ثمة إشكالية بخصوص سلاح هذا الحزب و انه لا يوجد حاليا أي تقدم بشأن هذه المسألة لكنه توقع في المقابل ان يكون الحوار حول سلاح حزب الله حوار هادئا و بناء " حسب تعبيره.

ردود الأفعال بدأت تتوالى

حبيش: الاستقبال نتيجة للخدمات

بدوره اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب هادي حبيش أن الخلاف السياسي الذي كان بين 14 آذار وسوريا في الثلاث سنوات الأخيرة كان يجد دائما من يغطيه في لبنان وخاصة فريق عون الذي قام بتغطية كل مواقف النظام السوري، ورأى أن الاستقبال الذي يقوم به السوري اليوم لعون يؤكد الخدمة الكبيرة التي قام بها لسوريا، لافتا الى أن هذا الاستقبال لم يحظَ به رئيس الجمهورية ميشال سليمان عندما زار سوريا.

واستغرب حبيش أن يبرر العماد عون زيارته الى سوريا بـ"أن غيره أيضا زار سوريا"، لافتا الى أن غيره ليس لديه 13 تشرين وليس لديه مفقودين. وعن وصف وزير الاعلام السوري لعون بالوطني، قال حبيش: "لا أعرف اذا ما كان وطني أو قومي أو عروبي"، أنا لا أشكك بوطنيته ولكن علينا أن نتذكر ماذا كان يقول العماد عون عن السوريين سابقا. ورأى أنه اذا تمكن العماد عون من تمرير زيارته الى سوريا عند جزء من شعبيته، لن يتمكن من تمريرها أمام كل شعبيته، معتبرا أن هناك جزء من شعبية العماد عون لا يؤيده في كل شيء بل يناقش ويعطي رأيه.

زهرا: عون تسرّع بزيارة سوريا

بدوره لاحظ عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا "ان عون، تسرع في زيارته الى سوريا ولا سيما مع وجود ملفات حساسة بين البلدين، مستغرباً ان "يعطي بعض السياسيين الذين كانوا على علاقة ملتبسة مع سوريا نوعاً من براءة الذمة لها". زهرا وفي حديث الى إذاعة "صوت لبنان"، أكد ان من يفتح الصفحات بين البلدين هي السلطات الدستورية وليس الفرقاء السياسيين، معتبراً أن الصفحة الجديدة بدأت تُفتح مع زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان. ولاحظ زهرا ان المعطيات المطلوب لإنطلاق عمل المحكمة أصبحت بحوزة لجنة التحقيق الدولية، مشدداً على ان طريق المحكمة اصبحت سالكة فعلياً. وعن المعلومات التي تقول ان "قوى 14 اذار" حسمت الحصص، فيما خص الانتخابات النيابية بين تياراتها وأحزابها، قال زهرا "ليس صحيحا، ما هو محسوم هو نية التفاهم ولكن حسمت الحصص وتم تعيين المرشحين". أضاف: "في رأيي من المبكر وليس المطلوب قبل هكذا وقت ان يكون الوضع محسوما، لكنه يعمل على ذلك، فالنية واضحة وكذلك الارادة وكل فرقاء 14 اذار جاهزة للانتخابات بلوائح موحدة".

السنيورة وزيارة قهوجي لدمشق

في غضون ذلك، وفيما كان "الجدل" متواصلاً في لبنان بعيد "البيان الشهير" للأمانة العامة لقوى 14 آذار والذي لم "تتوان" فيه عن التصويب على قائد الجيش العماد جان قهوجي على خلفية زيارته لدمشق أيضاً وتساؤلها عن "جدول أعمال" الزيارة، كان موقف لافت و"حاسم" لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة أكد فيه أنّ الزيارة "تمّت بعلمه" موضحاً أنّ قهوجي اتصل به وأبلغه بجدول الأعمال قبل قيامه بالزيارة. السنيورة ذهب أبعد من ذلك في حديث إلى صحيفة "النهار" حين ذكّر بانه كان اول من استعمل كلمة ندية في العلاقات بين لبنان وسوريا قبل اكثر من ثلاثة اعوام عندما زار دمشق، ولا يزال ينادي بها، مشيراً إلى ان المطلوب على الدوام قيام العلاقات بين البلدين على أساس التكافؤ والاحترام المتبادل.

رئيس مجلس النواب نبيه بري رحب بقول السنيورة ان زيارة العماد قهوجي لدمشق "جاءت بعلمه ومعرفته شخصيا" معتبراً أن هذا الكلام كان "في محله" ومجدداً المطالبة بـ"بناء دولة وفق أسس وقواعد سليمة". ونوه بموقف وزير الدفاع الياس المر من زيارة قهوجي قائلا: "ان تصرف الوزير المر جيد وهو يقوم بواجباته". ورأى "أن سوريا تريد مساعدتنا والوقوف الى جانبنا والامر نفسه تفعله المملكة العربية السعودية على رغم الخلاف بينهما".

في غضون ذلك، استحوذ  التقرير الحادي عشر للجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري على اهتمام الاوساط السياسية والشعبية اللبنانية وهو قد يكون الأخير للجنة قبل أن ينتقل الملف إلى المحكمة الدولية الخاصة التي أنشأها مجلس الأمن بموجب القرار 1757 (2007)، والتي سينطلق عملها في آذار المقبل، بحسب ترجيحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقد شرح التقرير تقدم التحقيق عموماً دون أن يدخل في التفاصيل عملاً بمبدأ سرّية التحقيق. ومن أبرز النقاط الواردة فيه تعزيز الروابط بين جريمة اغتيال الحريري وبعض الجرائم الـ20 الأخرى، التي تساعد اللجنة القضاء اللبناني على التحقيق فيها. كما أن التقرير أشار إلى تقدم في التحقيق المالي، وفي تحديد أعضاء الشبكة التي اغتالت الحريري. وخلص التقرير إلى أن التحقيق سيستمرّ بعد انطلاق المحكمة، وعبّر عن تفهّم اللجنة لمشاعر اللبنانيين وتوقّعاتهم.

ووسط كل الملفات "الحساسة"، لم يكن على اللبنانيين أن يمروا مرور الكرام على خبر مؤلم أعادهم بالذاكرة لسنوات خلت، سنوات كانت الدراما اللبنانية فيها في "عزّها". ليلى كرم، وجه آخر "هوى" و"استسلم" في عزّ غياب رعاية الدولة. الممثلة القديرة، التي تألمت طويلاً "بصمت"، "استسلمت" لتبقى في ذاكرة اللبنانية ممثلة رافقتهم في أصعب أيامهم فزرعت البسمة على وجوههم في أحلك الظروف، بسمة لم تستطع الدولة أن تعيدها لها في "آخر أيامها" ولو بشكل "معنوي".

 

 قصة عون مع " العراف" الذي قال له "لا تذهب ياجنرال الى سوريا "

 التاريخ: 3 كانون الاول 2008 المصدر: موقع تيار المستقبل

السطور التالية تبدو خيالية او قصة من قصص عصر السحر والشعوذة، ولكن وقائعها حدثت فعلاً، على ارض واقع منزلي الجنرال ميشال عون وصهره الوزير جبران باسيل في الرابية، وكان بطلها من الجهة الثانية " عراف " يدعي انه يقرأ الغيب ويستكشف الطالع الشخصي والسياسي، ويعرف اسرار الغد

قبل سفره العام الماضي الى نيجيريا لجمع التبرعات لـ"لتيار الوطني الحر"، جلس باسيل في صالون منزله في الرابية امام العراف عينه الذي يدمن الجنرال عون على لقائه بين فترة واخرى ليكتشف له مستقبله الشخصي والسياسي. كان باسيل و " العراف" وحيدين ، وباب الصالون موصداً عليهما، سأله باسيل : كما تعلم انا مسافر الى نيجيريا لجمع التبرعات لـ"التيار"، هل لديك تنبؤات لي؟.

صمت العراف لبعض الوقت ، وبدت عليه امارات القلق التي سرعان ما انتقلت الى ملامح وجه باسيل الذي انقلب مزاجه فجأة وصاح بالعراف: لماذا الصمت.. هل هناك تنبوءات سيئة؟.

قال العراف بصوت مرتعش : نصيحتي ان لا تستقل سيارة خلا ل تجوالك في نيجيريا.

علق جبران بعصبية: ولكن كيف اتنقل ، هل استعمل حصاناً ؟.

حسم العراف الجدل : سوف تتعرض لحادث سير في نيجيريا.. قد يكون مدبراً، لا اعرف.. لكني ارى بوضوح انك ستتعرض لحادث سير.

سيطر صمت ثقيل على الرجلين، قطعه العراف : لا تخاف .. لن تموت .. لن تموت. ولكنني انصحك مرة اخرى ان لاتستقل سيارة خلال اقامتك هناك.

نقل باسيل تنبؤات العراف الى عمه الجنرال ، تحركت زاويا شفتي الاخير برعشات عادة ما تداهمه كلما شعر بانزعاج وحاول رفع معنويات صهره بالقول : كذب المنجمون ولو صدقوا.

في الاسبوع التالي غادر باسيل على متن طائرة الى نيجيريا. وبدأ يجول هناك على فعاليات لبنانية اقتصادية كانت لها صلة بـ"التيار". لم تكن الغلة كبيرة، فنسبة كبيرة منهم وجدت اعذاراً للتهرب منه. ما دفعه إلى الاتصال من نيجيريا بعمه، ليخبره ان التبرعات اقل بكثير من توقعاتنا.

لم يعلق عون ، اجابه بالفرنسية : لا بأس . انتبه لنفسك .

بعد ساعات عدة رن هاتف الجنرال الخلوي مرة اخرى، كان المتحدث على الطرف الآخر من الخط احد مرافقي باسيل في زيارته إلى نيجيريا. ولم يكد عون يفتح خطه، حتى جاءه الخبر: حصل حادث سير مع جبران..انه بخير في المستشفى. اريد منك ان لا تقلق .

ظل الجنرال جالساً في مكانه وبين يديه هاتفه الخلوي. ثم بحركة عفوية ترك انامله تمر بسرعة على ارقامه، متصلاً بالعراف. رن هاتف الاخي مرتين ، لكن الجنرال قرر فجأة ان يقفل الخط.

قرأ العراف على شاشة هاتفه رقم الجنرال ، وانتظر ان يكرر الاتصال به، لكن عون لم يفعل.

منذ حادثة باسيل بات الجنرال عون يتوجس من اللقاء بالعراف، فهو صار يخشى من تنبؤاته السيئة، بل يتشاءم منه.

بعد عودة باسيل، قرر الجنرال والصهر مقاطعة العراف. ولكن ، لاحقاً، ومع تعاظم حيرة عون بخصوص الموقف الذي يجب ان يتخذه من قضية خوض الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي على مقعد النائب الشهيد بيار الجميل، بدأت تراوده الرغبة في الاتصال بالعراف ، لمعرفة توقعه.

كان عون في تلك الفترة يستمزج اراء محيطين به، بعضهم قال له ان المسألة اخلاقية وليست سياسية.. يجب ان تترك للشيخ امين مقعد ولده ، ولا يجوز ان تنافس آل الجميل على دم ابنهم. ستبدو وكأنك تنتهز نتائج فجيعتهم .

راي اخر، استمع اليه عون وكان باسيل على رأس القائلين به: يجب خوض المعركة، فنتيجتها ستحدد اسم رئيس الجمهورية العتيد.

وفي احدى امسيات تعاظم حيرته بخصوص هذا الموضوع، همس في اذن مرافقه: احضر لي العراف. استوجب العثور عليه اكثر من سبع ساعات ، وعندما جاء اليه في ساعة متأخرة من الليل، فاجأه العراف: اعرف انك تريد لقائي على مضض. واعرف سؤالك: ماذا افعل في معركة المتن. جوابي : ستربح المعركة ، ولكنك لن تحقق النصر السياسي الذي تريده منها .

خرج العراف ، ولم ينبس عون ببنت شفه.. ردد في نفسه: لن اصبح رئيساً، ولكنني لن اجعلهم ينالون الرئاسة.. وقرر خوض انتخابات ضد دم النائب الشاب الشهيد بيار الجميل. وكانت النتيجة الفوز بمقعد واحد ليس الا، وهزيمة اخلاقية ومن ثم سياسية تمثلت بعدم وصوله إلى الرئاسة.

واخيراً، هناك من اقترح على عون من اصدقائه الخلص ان يستمزج رأي العراف عينه في زيارته إلى دمشق. انتفض الجنرال :" لا .. لا اريد .

وصلت وقائع هذه المحادثة للعراف ، فابتسم من دون تعليق . لكن احدى قريبات الجنرال عون قصدته العراف واستحلفته باغلى شيء عنده ان يخبرها عن تنبؤاته بخصوص زيارته إلى دمشق.رد العراف: قولي له : لا تذهب ياجنرال.

 

عون يصل إلى دمشق على متن الطائرة الخاصة للأسد 

دمشق - وكالات : 3/12/2008 

 استقبل الرئيس السوري بشار الأسد صباح الأربعاء الزعيم المسيحي في الأقلية البرلمانية اللبنانية النائب ميشال عون فور وصوله إلى دمشق في بداية زيارة لسورية تستمر عدة أيام. وكان عون وصل إلى مطار دمشق الدولي على متن (الطائرة الخاصة للرئيس بشار الأسد) كما ذكر الموقع الإلكتروني للتيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون. وكان في استقبال عون على ارض المطار نائب وزير الخارجية فيصل المقداد. وأعلن عون في مقابلة نشرتها صحيفة الوطن السورية الأربعاء أن الملفات التي ستكون في مقدمة محادثاته في دمشق هي (عناوين مؤتمر الحوار الوطني المتفق عليها في عام 2006 وهي العلاقات الدبلوماسية التي اتخذ القرار بإنشائها وموضوع ترسيم الحدود التي تشكلت لجنة مختصة بمتابعته ومسألة المفقودين الذين يعتقد بوجودهم في سوريا). ويزور عون دمشق على رأس وفد يضم قياديين من حزبه بينهم أربعة نواب والى جانب اللقاءات السياسية تتضمن زيارته جولة على أماكن مسيحية مقدسة من بينها دير مار مارون التاريخي قرب حلب حسبما ذكر قيادي في التيار.

 

هدف الحملة على المملكة العربية السعودية تبرير تدخل إيران في شؤون لبنان الداخلية"

شمعون: زيارة عون لسوريا هي لطلب الدعم في الإنتخابات المقبلة

جمال العيط ، الاربعاء 3 كانون الأول 2008/لبنان الآن

إعتبر رئيس "حزب الوطنيين الاحرار" دوري شمعون أن "زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي الى سوريا واستقبال الرئيس بشار الأسد له خلق نوعاً من الالتباس والتفسير السياسيين المتناقضين، مما يستدعي التساؤل حول ماهيّة هذه الزيارة"، مشيراً الى انه "من الممكن أن توظف السلطات السورية هذا الأمر لمصلحتها". وتابع: "يمكن أن تكون الزيارة بعلم مجلس الوزراء، ولكن في النهاية ليس من المفروض من قائد الجيش أن يقوم بزيارة سياسية لأنّ هذا ليس دوره، بل دور وزير الدفاع اللبناني، وهذا شيء مستغرب".

شمعون، في حديث الى موقع "nowlebanon.com"، لفت الى أن "هدف الحملة على المملكة العربية السعودية تبرير تدخل ايران في شؤون لبنان الداخلية، وليقولوا إنه إذا كان هناك تدخل من الرياض، فمن حقّ طهران ان تتدخل أيضاً". وأضاف: "هذا الفريق المدعوم من سوريا وايران لا يريد لا السعودية ولا الدول العربية ولا المجتمع العربي أو الدولي أن يساعدوا لبنان ويدعموا سيادته واستقلاله"، معتبراً أن "المملكة هي من أعزّ اصدقاء وطننا، وفي أصعب الاوقات لا يمكننا ان ننسى دور السعودية ووقوفها الى جانب لبنان دوماً في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

ورداً على سؤال عن زيارة العماد عون الى دمشق، أكد شمعون أنها "لطلب الدعم السوري في الانتخابات النيابية المقبلة، وهذا ما يُعتبر تدخلاً سافراً في شؤون لبنان، كما أن العماد عون يردّ ديناً الى سوريا". وأضاف: "عندما كان عون موجوداً في فرنسا، ساعدته سوريا على العودة لكي يخوض انتخاباته، وهي كانت تفضّل أن يكون عون رئيساً للجمهوريةً وليس أحداً آخر". كما أكد شمعون أن "دمشق ستتدخل في الانتخابات النيابية المقبلة، وأنها قبلت بقيام العلاقات الدبلوماسية مع لبنان وتبادل السفارات على مضض". ورأى أن "تدخل سوريا في لبنان دوماً لا يصبّ في مصلحة البلدين مطلقاً"، داعياً الى علاقات دبلوماسية مع سوريا "وفق مبدأ الندية بين دولتين وليس بمفهوم قيام محافظة تابعة لريف دمشق".

وعن حديث الوزير السابق سليمان فرنجية عن توقعه حصول إغتيالات جديدة واحتمال تأجيل الإنتخابات، تمنى شمعون على فرنجية "أن يعلن من أين يأتي بأخباره وتوقعاته، فإذا كان لديه معلومات هامة حول هذا الموضوع فليقدّمها للدولة وللسلطات المختصة، أما اذا كانت قضية تحليلات لخلق نوع من الارهاب والخوف لدى الشعب اللبناني فهي ليست في محلها ابداً".

 

شرف الاعتذار!!!

محمد سلام

الاربعاء 3 كانون الأول 2008/ لبنان الآن

قبل المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" ميشال عون في دمشق إثر "القلب المفتوح" مع الرئيس السوري بشار الأسد، كنت أعتقد أن "حزب السلاح" صاحب ثقافة فريدة في مبدأية الاعتذار، تفترض بالضحية أن يطلب المغفرة من الجلاد. ولكن يبدو أن عون خضع أيضا، وفي مستشفى قصر الشعب السوري، لعملية "موضعية نظيفة" تشبه التي "أكرمنا" بها "حزب السلاح" في أيار الماضي، وخرج منها مقتنعا بأن على اللبنانيين الموجودين في بيروت أن يبدأوا بالاعتذار أولا من سوريا. فعلا عون عبقري، صاحب أخلاق ومبادئ. من غيره يستطيع أن يطلب من اللبنانيين الاعتذار من جيش الأسد لأنهم أتعبوه على مدى 30 عاما "ضحى" خلالها في سبيل حكمهم الذي تميز بسيل من "الإنجازات" غير المسبوقة، ليس أقلها اغتيال ما لا يقل عن 20 شخصية قيادية لبنانية، اقترفت ذنبا مشتركا، وهو أنها أرادت قيام دولة لبنان السيد، الحر، المستقل، الديمقراطي.

وبالاستناد إلى ثقافة عون و"حزب السلاح" في مبدأية اعتذار الضحية من الجلاد، وجب على اللبنانيين أيضا أن يعتذروا من إسرائيل، لأنها قصفتهم، كما فعل عون في ثمانينات القرن الماضي، وهاجمت منازلهم كما فعل عون بقذائفه و"حزب السلاح" بمقاتلية المقنعين. فالمبدأ نفسه، الاعتذار ممن يضطهدك، لأنك أتعبته.

تمامًا كما قصة ذلك الحمل الذي أراد الذئب افتراسه، وكان الذئب "أديبا"، فأراد إيجاد سبب "أخلاقي" يبرر افتراسه، فاتهمه بتعكير مياه شربه، ولما اثبت الحمل بطلان الاتهام، ربط له الذئب ذنبه بأن والده أو جده ربما كانا قد عكرا مياه الذئب... النقية.

وبالاستناد إلى مبدأ اعتذار الضحية من الجلاد، وجب على الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وبلجيكا، والهند والكويت أن تعتذر من "اللبنانيين" الذين خطفوا رعاياها في ثمانينات القرن الماضي. وأيضا بالاستناد إلى المبدأ نفسه، على الهند أن تعتذر من الإرهابيين الذين أرهقتهم بإضطرارهم لتنفيذ الهجمات على الأبرياء في مومباي مؤخرا. وعلى سوريا أيضا أن تعتذر من الإرهابيين الذين نفذوا العملية الأخيرة جنوبي دمشق.

وعلى الشعب العراقي أن يعتذر من "علي الكيمياوي" بدل الحكم عليه بالإعدام لأنه كان جلادا "جيدا".

بل، واستنادا لثقافة اعتذار الضحية من الجلاد، على الجيش اللبناني أن يعتذر من عصابة شاكر العبسي ومن ملحقاتها، ومن ذلك العوض المتخندق في مخيم عين الحلوة. ربما على الشهداء (مع حفظ الألقاب والرتب والاحترام) كمال جنبلاط، وبشير الجميل وحسن خالد وصبحي الصالح ورينه معوض ورفيق الحريري وباسل فليحان وجورج حاوي وجبران تويني وبيار الجميل ووليد عيدو وأنطوان غانم ووسام عيد وفرانسوا الحاج ... وغيرهم كثر الاعتذار ممن قتلهم ... أيضا.

ربما على المحكمة الدولية أيضا أن تعتذر بالنيابة عن الضحايا الذين كلفت النظر في جرائم قتلهم.

ربما، أيضا، على الزميل عمر حرقوص أن يعتذر من الزوبعيين الذي اعتدوا عليه. وعلى النقيب الشهيد سامر حنا أن يعتذر من "حزب السلاح" عن تحليقه في سماء لبنان. هذه ثقافة اعتذار الضحايا التي يعمل عون وحليفه "حزب السلاح" على تعميمها ليس على اللبنانيين فقط، بل على المنطقة والعالم أيضًا، بعدما يهزم الجنرال المهزوم وحليفه "المنتصر" ... العالم، بدءًا بأميركا التي توقع لها الجنرال ... من دمشق ... أن تهزم.

إعتذروا ... قبل أن يهزم الجنرال أميركا والسعودية ومصر والأردن وكل الدول العربية، باستثناء قطر طبعا ...، كما "هزم" جيش الأسد في 13 تشرين الأول العام 1990، ربما لأن "سوريا لا تدفع" كما قال من دمشق. إعتذروا... كي لا يفوتكم "شرف الاعتذار العوني ... النظيف".

 

صراع داخل المعارضة اللبنانية حول تقاسم المقاعد الانتخابية 

بيروت - القناة  : 3/12/2008 

  كشفت مصادر مطلعة لـ  عن وجود صراع داخل المعارضة اللبنانية حول تقاسم المقاعد الانتخابية ، وأبرز مظاهر هذا الصراع رفض الزعيم المسيحي المعارض النائب ميشال عون عملية ترشيح بعض الشخصيات داخل لائحته ، فعون يريد منير رحمة للمقعد الماروني في بعلبك الهرمل وليس إميل رحمة.

أما سليمان فرنجية رئيس تيار المردة يريد تزكية إميل رحمة لاحتمال انضمامه للتيار .

وفي المتن الشمالي يرفض عون إعطاء مقعد للحزب القومي السوري ويطرح إرضاءه في دائرة بعبدا ، وفي الجنوبي يشتبك عون مع رئيس البرلمان اللبنانية نبيه بري في جدال حول المقعد الكاثوليكي في الزهراني ، فعون يريد استبدال ميشال موسى بأحد المقربين منه بينما يرفض برى هذا الأمر.

**- عون يلتقي الأسد في دمشق -**

وأعلن الزعيم المسيحي المعارض النائب ميشال عون اثر لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق الأربعاء (فتح صفحة جديدة) مع سورية.

وقال عون في مؤتمر صحافي عقده في قصر الشعب (القصر الرئاسي) (نفتح صفحة جديدة لا مهزوم فيها ولا منتصر إنما عودة لعلاقات طبيعية مركزها الانفتاح).

واستقبل الأسد عون والوفد المرافق له في زيارته التي تستمر أياما إلى سورية والأولى له منذ تسلمه رئاسة الحكومة العسكرية في 1988 بحفاوة بالغة وخصه باستقبال رسمي ثم عقد وإياه خلوة.  وقال عون للأسد إن هناك فرق كبير بين حافظ الأسد وبشار الأسد ، وأن الظروف تغيرت والتقييم تغير والمسؤولون تغيروا ، مؤكدا بالمقابل أنه هو أيضا تغير مشددا على أن ما كان بينه وبين سورية (لم يكن عداوة بل خصومة).

وأكد عون أن (رؤية الأسد لتطوير العلاقات) اللبنانية السورية تنطلق من (سيادة واستقلال لبنان). 

 

الخدمة الجديدة لسوريا بعد حروب الـ1990 انتخابات نظيفة تقلب النظام في لبنان لصالحها من جديد.. أين هو الموقع الحقيقي للعماد عون على أبواب القفزة الرابعة؟ من مرعى في سراب إلى مسلخ في الواقع – الجزء الثاني

كاتيا فارس ، الثلاثاء 2 كانون الأول 2008/لبنان الآن

 بعد ذلك أسس العماد ميشال عون لحالةٍ سياسية انفصالية داخل الطائفة المسيحية، وأعاد بناء قاعدة جديدة غير متلائمة مع الوجدان المسيحي، سواء في العلاقة مع سوريا، أو في العلاقة مع الغرب، مما يجعل التلاقي السياسي في لحظة أساسية من التاريخ والذي أدى إلى إخراج سوريا ورفع وصايتها، في تضامن وطني كامل ضمّ معظم اللبنانيين باستثناء "حزب الله" و"أمل" في حين أن شخصيات شيعية روحية وزمنية انضمت الى حركة الاستقلال هذه.

نجا مروان حماده، سقط رفيق الحريري، سقطت حكومة الرئيس كرامي، انفجر الاحتقان الشعبي المتراكم منذ سنين ضد هيمنة سوريا على القرار اللبناني وعلى مقدرات الشعب اللبناني، نزل سنة رفيق الحريري ودروز كمال جنبلاط ومسيحيو بشير الجميل،.. نزل اللبنانيون الى الشارع وامتلأت الساحات بهم من كل الطوائف والفئات الاجتماعية والاعمار، واستمرّت الاعتصامات، واستمرّ الضغط الدولي على سوريا، الى حين صدور القرار السوري من قبل الرئيس بشار الاسد بإخراج الجيش السوري من لبنان.

خرج الجيش السوري من لبنان، ودخلت عربة الموت من جديد لتطال على التوالي كل من وقف ضد سوريا حتى نهاية أو في نهاية ايامها في لبنان، فكان سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني ومي شدياق (نجت) وبيار الجميل وانطوان غانم والياس المر (نجا)، وسواهم، ودائماً يخرج كل حلفاء سوريا وازلامها ليقولوا: "لا تتهموا من دون أدلّة، وقد يكون القاتل يقصد ان يفعل ذلك لتُـتهم سوريا... الخ"، هذا الكلام في الاتهام وردّ الاتهام، وزد على أزلام سوريا هؤلاء، ما كان يفعله عون إثر كل اغتيال: يستنكر... ومن ثمّ يرفض أي اتهام لسوريا!

من مهاجم شرس على سوريا الى مهادن فمدافع فمرافع عن سوريا؟

انفلب العماد عون بعد انهيار مشروعه الخاص، وبعد ترشحه المبكر للرئاسة فكانت القفزة الجديدة وفقاً لما يلي:

ينقلبُ على الاميركيين، علّه يجعلُهم ينصاعون لمطلبه الرئاسي فيعود اليهم بعدما يفهمهم انه الوحيد الذي :

 - يستطيع الكلام مع "حزب الله"،

- يستطيع مطالبة "حزب الله" بتسليم سلاحه

- يستطيع ان يمثّل اكبر رأي عام مسيحي

- يستطيع التأثير داخل المؤسسة العسكرية لما له من علاقات مع عدد لا بأس به من ضباطها.

وإذا لم تقبل الولايات المتحدة وترضخ، يكمل السير في الانقلاب عليها، بالانفتاح على ايران وبعدها على سوريا.

أي خيار استراتيجي وراء هذا العمل؟ وهل سأل فريق عون نفسه- اذا وجد- لماذا كل هذا الدلال السوري له؟

هل من مصلحة للبنان والمسيحيين ان يصبحوا جزءاً من المواجهة الدولية مع الجمهورية الاسلامية في ايران؟ ام ان يكونوا مع ايران ضد التوجه الدولي هذا؟

لم يقل العماد عون كلاماً في المضمون لا في زيارته الى ايران وماذا حصل تحديداً، ولن يفعل بعد زيارته سوريا وذلك لمجموعة اسباب:

1- لم تقدّم ايرن اي شيء عملي للعماد عون سوى كلمات الاطراء والترحيب، لانها في الواقع لا تريد ولا يريد "حزب الله" ان يعطيه شيئاً، ليس كرهاً به، انما لانتفاء المصلحة في ذلك. فإيران لا تريد مسيحياً قوياً غير مضمون ينتقل برشاقة وينقل معه جمهوره من ضفة الى أخرى من دون وازع سياسي يشبه تماماً انتقالات سوريا من محور الى آخر مع العرب وضد العرب ومع ايران وضد العراق.

2- هل يعلم العماد عون وفريقه –اذا وجد- ان الضمان الاساسي للنظام هو ما يشكله من توازن الخاسر مع اسرائيل؟ وإلا لماذا ابقت اسرائيل على سوريا وساهمت في تدمير جيش  العراق؟

3- هل يعلم العماد عون وفريقه –اذا وجد- ان النظام في سوريا يربح  بسبب خسارة أرضه في حين لا يستطيع لبنان بتركيبته الديموقراطية، ولو الهشة، ان يربح من خسارته اي شيء؟

4- هل يعلم العماد عون وفريقه –اذا وجد- أن سوريا تجنّد لمعركة الانتخابات النيابية العامة في لبنان في العام 2009 كل جيشها على الحدود لتفهم بعض حلفائها انها الطريق الطبيعي والوحيد لوصول حلفائهم اليهم وليس لهم الا ان يقاسموها في لوائحهم الانتخابية الحصة اللائقة ... وإلاّ؟!

5- هل يعلم العماد عون وفريقه –اذا وجد- أن سوريا تجنّد للانتخابات النيابية العامة في العام 2009 كل وسائل اعلامها الرسمية منها واللبنانية وكل ازلامها السورية منها واللبنانية، وحتى رئيس جمهوريتها للفوز بالاكثرية النيابية؟

6- هل يعلم العماد عون وفريقه –اذا وجد- أن الذين يأخذونه الى الشام هم انفسهم الذين أخذوا الوزير الشهيد ايلي حبيقة وكان له الاستقبال والتبجيل وبعد الفشل، الاهمال والتعتير؟

7- هل يعلم العماد عون وفريقه –اذا وجد- أن تجاربه ليست في مختبر علمي وبواسطة حيوانات اختبارية ومجهرية، انما على شعبٍ كامل لا يحتمل أن يؤخذ مرات جديدة الى الموت والتهجير والحروب العبثية نتيجة الاهواء الشحصية والرشاقة في الانتقال والنقل بين موقع وآخر.

8- هل يعلم العماد عون وفريقه –اذا وجد- ان القفز البهلواني السوري سوف يؤدي كما العادة والى ان يقضي الله امراً، فيقز ويدور يعود ليقف على قدميه؟ أما قفزات العماد بسبب "الرئاسة-فوبيا" فقد أدت الى الخلل في توازن القوى في حرب بدأت هجومية تحريرية وانتهت تدميرية على لبنان والمسيحيين، والى اتفاق الطائف ادى الخلل الوطني بعد حرب المسيحيين الى تطبيقه سورياً فقط ونفي العماد عون وتدمير نواة لبنان مع كل الحقد المتروك بين ابنائه. والقفزة الثانية الى الولايات المتحدة والشهادة في الكونغرس، والقفزة الثالثة الى حضن "حزب الله" وما ومن وراءه، والقفزة الاخيرة الى سوريا، ليس لرئاسةٍ قد ترجى من وراء الانتخابات النيابية والمقبلة على اعتبار ان الرئيس الحالي هو انتقالي فقط، انما للانتقام كذلك من الداخل الخصم، والانتقام من الخصم في السياسة حق اذا كنا على ثقة ان سوريا لا تريد لنفسها شيئاً.

9- هل يعلم العماد عون وفريقه –اذا وجد- ان شيئاً لم يتغيّر، وان مثلث الشهابي-خدام-كنعان كذبة، والدليل خبرته هو في الحكم بين عامي 1988-1990 حين كان "رئيساً وستة وزراء"، إلا اذا اراد ان يوهم نفسه والناس ان الثنائي ابو جمرة –معلوف حقيقة وهما يحكمان من دون علمه.

10- هل يعلم العماد عون وفريقه –اذا وجد- ان الشهادة تعني ان نموت لهدف ما؟ من سوق الغرب وما قبله الى السان جورج حيث اغتيل رفيق الحريري؟

11- هل يعلم العماد عون وفريقه –اذا وجد- أن سوريا كانت تحكم لبنان "بالجزمة"، والمفقودين والمعتقلين لديها مسؤوليتها وحدها ومسؤوليته ان يطالبها باطلاقهم او بأسمائهم على الاقل بعدما وضعهم بنداً دعائياً في تفاهمه مع حزب الله ايضاً؟  علّها مناورة سورية انتخابية ذكية، فيأتي بهم من سوريا ليقول: فهمتم ما معنى الثقة؟ أخذتهم من دون أن أطلب.

يذهب للتعارف وهو العارف، لكن من يحترم الشهادة يتذكّر اقوال نلسون منديلا أن لا مصالحة من دون حقيقة.

 

المكتب المركزي للتنسيق الوطني

اكدت الهيئة العليا في اجتماعها الدوري، برئاسة نجيب زوين ، ان زيارة العماد عون للنظام السوري تشكل خيانة لمبادىء المقاومة اللبنانية التاريخية التي تبناها سابقا.. وتزويرا فاضحا لموقف ملايين اللبنانيين الذين هتفوا في 14 آذار 2005 بصوت واحد: " سوريا اطلعي برا "....  واصدرت البيان التالي:

1-يعتبر المكتب ان زيارة الجنرال عون للنظام السوري، التي يصفها البعض "بالتاريخية"، تأتي تتويجاً للخط التخاذلي الذي انتهجه العماد عون ولتخليه عن مسيرة السيادة والكرامة، اقله منذ ان قرر العودة الى لبنان. وهي تحصل، على ابواب الانتخابات النيابية، لتؤكد ان النظام السوري لا يزال ممسكاً بملف الانتخابات ويتدخل بكل مفاصلها وتفاصيلها. وتتم بعد ما نفذ العماد عون المتوجب عليه من دفتر شروط الاستسلام والاستزلام للنظام السوري والتي كان آخرها دفاعه عن الضباط المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس الحريري. اضافة الى انها تاتي ايضا كرد  " برتوكولي" على زيارة مندوبي النظام السوري، الثنائي بقرادوني – لحود، للعماد عون اواخر عام 2004. ففي لقاء كانون الاول من العام 2004 تم وضع الخطوط النهائية لعودته الى لبنان بعد التزامه بالمخطط المرسوم والاتفاق على التحالفات واللوائح كافة في انتخابات عام 2005. وها هو النظام السوري يعود اليوم للامساك مباشرة بالملف اللبناني مستدعيا اتباعه واحداً تلو الآخر، واليوم حان دور العماد عون، لابلاغهم المطلوب منهم تنفيذه في الانتخابات المقبلة والاشراف على عملية توزيع المقاعد.

2-لا يحق لاي كان رفض زيارة الجنرال عون للنظام السوري بالمطلق، بعدما اختار، بكامل حريته، الانتقال الى تحالف "شكرا سوريا". ومع الاحترام لحرية العماد عون في اختيار حلفائه وشركائه، غير انه لا يمكن الا طرح بعض التساؤلات، لا لشيء إلا لمجرد ان عون، في وقت من الاوقات، كان من السياديين والتحريرين والمقاومين للنظام السوري المجرم:

3-اننا في طليعة المدافعين عن الحرية الشخصية، خصوصاً حرية المعتقد، لكن استغلال العماد عون المبادىء والاهداف التي على اساسها اختاره الشعب، تشكل خيانة عظمى لانها تحور الخيار الحر للمواطن اللبناني لغير موقعه الحقيقي...

4-هل ان التنكر لارواح الشهداء الذين سقطوا في الدامور، والقاع، وعين الرمانة، والاشرفية، وسن الفيل، وطرابلس على يد هذا النظام واعتبار ان لا شيء يمنع الزيارة لا يشكلان طعناً لمبدأ الحرية...؟؟؟

5-الا تشكل زيارة النظام السوري، المتهم بعمليات الاغتيال، ومصافحة اليد التي اتهمها العماد عون شخصيا بذلك عشية 14 شباط 2005 على التلفزيون الفرنسي، خيانة للقضية المقدسة وطعناً للكرامة الوطنية .؟؟؟

6-الا تشكل هذه الزيارة للنظام السوري الذي  يعادي رأس الكنيسة المارونية والممثل الشرعي والوحيد لمسيحيي المشرق، طعناً واهانة لكل المسيحيين المشرقيين...؟؟؟

7-كيف يقبل مؤيدو العماد عون، طارح شعار العلمنة والمواطنية، ان يستغل النظام السوري زيارة زعيمهم لضرب المرجعية المسيحية الاولى في هذا المشرق، وان يصبح افتتاح كنيسة او معبد انجازاً وطنياً وقومياً...؟؟

8-يؤكد المكتب ان العماد عون، في زيارته للنظام السوري، لا يمثل اكثر من نفسه ومن بقي معه من المنتفعين والزاحفين والحاقدين اضافة الى حلفائه الجدد في تجمع 8 آذار. فهو قطعاً لا يمثل من استشهد ومن ذبح وقتل ومن شرد ومن خطف على يد هذا النظام... ولا يمثل مطلقاً الضباط والجنود والمواطنين الاحرار الذين استشهدوا غدراً برصاص هذا النظام... ولا يمثل المسيحيين الرافضين التعامل مع نظام لا يحترم رأس كنيستهم وممثلهم الشرعي والوحيد... ولا يمثل ملايين اللبنانيين الذين هتفوا في 14 آذار 2005  " سوريا اطلعي برا...  فمبروك لجماعة 8 آذار ومبروك لسوريا الحليف الاكتع.      

سن الفيل 03 كانون الاول 2008                                                     

 

الخيارات الإقليمية الخاطئة.. والكارثة على مسيحيي لبنان والشرق.. التنظير لعداوة "بديلة" مع الشريك المسلم

عون حالةٌ مرَضية في الشام

المستقبل - الاربعاء 3 كانون الأول 2008 - نصير الأسعد

لا شيء يدعو إلى الإستهجان. لا شيء يدعو إلى "الإستنفار". فوجود الجنرال عون في سوريا اليوم، بعد أسابيع قليلة من زيارته إلى إيران، هو وجود طبيعي جداً. فبين طهران ودمشق "يقيم" الجنرال سياسياً منذ فترة طويلة. وفي المكانَين يؤكد خياراته الإقليمية، وإرتباطاته الإقليمية ورهاناته الإقليمية.

المقارنة في ضوء التجربة

بطبيعة الحال، ثمة "أبواب" عديدة لمناقشة هذه الخيارات والإرتباطات والرهانات، من موقع لبنان ومصالحه، ومن موقع الدولة وإستراتيجيتها، ومن موقع السياسة الأفضل لإدارة علاقات لبنان ومصالحه. بيد أن ثمة مدخلاً أساسياً إلى مقاربة وجود الجنرال في سوريا بعد إيران ومعناه وتداعياته، هو مدخل المقارنة بين الحاضر والماضي في تجربة عون نفسها.

الخيار الإقليمي العراقي قبل عقدين ونتائجه

بين 23 أيلول 1988 و13 تشرين الأول 1990، أثناء توليه رئاسة الحكومة العسكرية الإنتقالية ثم أثناء تمرده على إتفاق الطائف، إنعقد رهان الجنرال آنذاك على نظام الرئيس العراقي صدام حسين. بنى حساباته على قوة هذا النظام وعلى خروجه قوياً من حربه مع إيران.. وعلى إجتياحه الكويت. لكن سرعان ما تبيّن، بنهاية عون في بعبدا، أن الرهان إنما كان على أوهام، بل إن الرهان كان على "ذاهب" أو "راحل".. أي على "اللامستقبل". غير أن الكلفة كانت كارثة موصوفة مسيحياً ولبنانياً.

للذكرى، خاض الجنرال على "رافعة" الدعم من جانب النظام العراقي، حرب تحرير لبنان من سوريا بعد أن رفض نظام حافظ الأسد آنذاك عضويته كجندي صغير في جيشه ورفض دعم مجيئه إلى سدة الرئاسة اللبنانية. فشلت "حرب التحرير" لكن عون استمر في رهاناته. على دعم نظام صدام في وجه سوريا من جهة، وعلى إثبات نفوذه في المناطق المسيحية لإكتساب إعتراف سوري في الوقت نفسه من جهة ثانية. إنتقل بعد شهور من حرب التحرير من سوريا إلى "حرب الإلغاء" وقد وضعها يومئذ تحت عنوان "توحيد البندقية" و"سيطرة الشرعية" و"سلطة الدولة". وكانت الكلفة باهظة مسيحياً. والأهم أن الجنرال مضى في رهانه فسعى إلى إسقاط إتفاق الطائف غير آبه إلى المعادلات التي كان من شأنها حينذاك أن تحوّل مضمون إتفاق الطائف من إتفاق ينهي حرب لبنان ويحرره من الجيوش الأجنبية في آن إلى "شيء آخر" هو الوصاية السورية على لبنان.

في التجربة إذاً إن الجنرال أقام في تاريخه على خيارات وإرتباطات ورهانات إقليمية ثبت عقمها، لكن بعد أن كلفت أثماناً باهظة لمسيحيي لبنان، وللبنان كله إذ انتهت في حينها إلى تكريس وصاية سورية وإلى تمديد هذه الوصاية خمسة عشر عاماً، فيما كان الإدعاء بأن المعركة هي من أجل "طرد الإحتلال" و"إسترجاع السيادة".

الخيار الراهن مع محور "ذاهب"

واليوم، يكرر عون الخيارات والرهانات الخاطئة. الخيار مع "محور ذاهب" والرهان عليه. والكلفة كارثية مرة أخرى. وفي هذه الكلفة على المسيحيين اللبنانيين أنه يجعل منهم غطاء لـ"صيغة" يتناقض معها دورهم في الشراكة الوطنية. وفيها انه يُخرجهم من الوفاق الوطني "الشامل" لـ"يوظّفهم" في تفاهمات تضرب منطق وجود الكيان وتُسقط مشروع الدولة وتدمر النظام السياسي الديموقراطي. ولبنانياً، فإن الكلفة "تبدأ" بتمديد التدخل السوري في لبنان بل تستدعيه، و"تمرّ" بتكريس علاقة سوريّة غير سويّة بلبنان المستقل بدعوى أن سوريا باتت خارج لبنان.. ولا تنتهي بفتح لبنان ساحة لتحدي دمشق وطهران المجتمعين العربي والدولي في وقت يتأكد أكثر فأكثر أن سلام لبنان وكل ما يتفرّع عنه مرتبط بحياده عن صراعات المحاور بالعلاقة مع قرارات الشرعيتين العربية والدولية.

دور تخريبي حيال المسيحيين السوريين..والمحكمة الدولية

على أن الأنكى من كل ما تقدم، هو أن من يُسمّي نفسه زعيماً لمسيحيي لبنان لا يكتفي بمحاولة ربطهم بخيارات خارجة عن الطبيعة، بل يزور سوريا مدّعياً زعامة مسيحيي الشرق، وقد دغدغه نظام الأسد كما النظام الإيراني بهذا "اللقب".

الخطورة هنا، هي أن النظام في سوريا "يستخدم" الجنرال "في وجه" المسيحيين السوريين. "يستخدمه" النظام في محاولة لتحصيل تأييد من المسيحيين السوريين في مواجهة أي ردود فعل سنية سورية عندما تكشف المحكمة الدولية دوره في إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، خاصة أن الجنرال راح في الآونة الأخيرة يبرئ نظام الأسد من الجريمة الإرهابية. ويحاول النظام السوري أن يبني على ارتباط عون به إدعاءً بأنه "عابر للطوائف" في سوريا وبأن خياراته صحيحة. وبهذا المعنى، فإن الجنرال يؤدي دوراً يهدّد المسيحيين السوريين ومستقبلهم. فبدعايته لنظام الأسد لا يمارس التضليل وحسب بل يكلّف نفسه بمهمة وضع مسيحيي هذا البلد في تصادم مع محيطهم العربي والإسلامي ومع الشرعيّتين العربية والدولية.

العداوة مع الشريك المسلم

أما الخطورة الأكبر، فهي أن الجنرال يقوم بذلك كله فيما يعلن بلا مواربة أن عدوّه في لبنان هو الشريك المسلم، السنّي تحديداً.

فتبريراً لـ"نظريّته" القائلة إن "سوريا صارت في سوريا" وإن العلاقة معها هي علاقة صداقة وأكثر، لا يخفي عون إستهدافه الشريك المسلم الذي لا يتردّد في اتهامه بأنه أخذ مكان الوصاية السورية. وكل الخطاب العوني مبنيّ على فبركة هذه العداوة المسيحية ـ الإسلامية ويتوسّل "قاموساً" عن حماية مطلوبة للمسيحيين من المسلمين ـ السنّة ـ وقد باتوا جميعهم "متطرفين" و"أصوليين" بعرف الجنرال. وذلك من دون إغفال التوازي في الخطاب العوني بين الحرب على الشريك المسلم في الداخل والعدائية حيال الاعتدال العربي والإسلامي في المنطقة.

مرَض!

إذاً، ليس ثمة ما يدعو إلى الإستغراب في أن يكون الجنرال عون في سوريا اليوم، في ضيافة النظام الذي ما اختلف معه يوماً إلاّ على شؤونه هو، فيما قدّم له خدمات سياسية جلّى عبر العقدين المنصرمَين.

المسيحيون يدفعون الثمن في كل مرة.. ويدفعونه اليوم كونهم "إنغشّوا" بالجنرال.

لكنها الحالة المرضية التي تختار خطأ وتسير مع "الرايح" لا مع "الآتي". والمقدّمات الآنفة تفيد عن الحصيلة.

 

معظم حواضرها من أعمال تركيا اليوم ولبنان استمراريتها الحضاريّة

سوريا المسيحيّة هي سوريا الرّها ونصيبين وفم الذهب

المستقبل - الاربعاء 3 كانون الأول 2008 - وسام سعادة

أنطون سعادة ابتدع لقوميّته الإجتماعية وطناً سمّاه سوريا الطبيعيّة. أراد به الإحتجاج على الكيانية اللبنانيّة الناشئة. ميشال عون أدخل على هذه العقيدة الأولى نكهته الخاصّة: جعلها سوريا المسيحّية. كان ذلك عشية زيارته إلى دمشق، وقد عاب على الأخصام جهلهم بحقائق الجغرافيا والتاريخ.

في حالة سعادة، كان ثمة جزء من وعي أرثوذكسي المنبت ظلّ يرفض تبعات فشل مؤتمر الساحل لعام 1936، ويصرّ على الإشتباك مع الكيان الفتيّ. وفي حالة عون هناك جزء من الوعي المارونيّ يخال أنّ تحصيل حقوق الطائفة والمسيحيين ككل يمرّ من طريق زعزعة بنيان جاءت أسسه في إتفاق الطائف.

مهد المسيحية

الدافع الأرثوذكسي الأوّلي سرعان ما قاد سعادة إلى التخفّف من الإنتماء الواضح إلى ملّة بعينها، والمغامرة في إبتداع دين جديد يمزج بين وثنيّات الهلال الخصيب القديمة وبين الديانات السماوية باعتباره منجز الصياغة النهائية وباعث النهضة والقادر على تنقية تراث الأمة من مؤامرة البداوة واليهودية، تلك اليهودية التي وجدنا كيف اكتشفها أنصاره بعد ستين عاماً في شخص الزميل عمر حرقوص في شارع الحمرا فأشبعوه ضرباً مردّدين: يهودي، يهودي، يهودي.

أما الدافع الماروني الأوّلي فيقوده العماد عون وهو يعيب على أخصامه المسيحيين تجاهل حقيقة إسمها سوريا مهد المسيحية. فهو من حيث يدري أو لا يدري يدير ظهره بالكامل لتلك النظرة التي سادت بين الموارنة حول تاريخهم، أو قل لـلاهوت التاريخ عند الموارنة.

قبل عون كان يجري التعامل مع الهجرة المارونية من شمال إلى جنوب مجرى نهر العاصي وصعوداً إلى أعالي لبنان وإنتشاراً في جروده بوصفها، في وقت واحد، حماية لما تبقّى من روح متنسّكة حرّة بعد ضياع سوريا المسيحيّة وفعل إنسلاخ دائم عن سوريا الأخرى، تلك التي ودّعها هرقل الروم بالقول ن لا لقاء بها بعد اليوم ولم تجر إعادة إكتشافها إلا في القرن التاسع عشر يوم أعاد إليها المستشرقون إسمها، هذا الإسم الذي ما عرف الكيان السوريّ كيف يتصالح معه إلا بإبتداعه لمقولة العربيّة السوريّة.

وسوريا المسيحيّة كما أعاد استذكارها العماد عون لا تعني كثيراً الجمهورية العربيّة السوريّة الحاليّة والنظام البعثيّ. أوّلاً لأن معظم حواضر سوريا المسيحيّة هذه موجود خارج أراضي الجمهوريّة المذكورة. فالرّها ونصيبين وملاطية تقع اليوم في تركيا لا في سوريا. وعاصمة سوريا المسيحيّة نفسها، أي أنطاكية، جزء من تركيا، ومعها كامل لواء الإسكندرون، والحدود مرسّمة هناك.

فإذا ما صنّف عون زيارته إلى بلاد البعث تحت شعار إستحضار سوريا المسيحية فإما أنّه يدعو لإسترجاع الرّها ونصيبين وملاطية ومردين وأنطاكية واللواء السليب حتى طرسوس وبقية أعمال كيليكية، وإما كان الأجدى به أن ينظّم رحلة حضاريّة دينيّة إستكشافية للمدن المذكورة ويمكن أن تيسّر أمرها له أي شركة سفريات.

أما إذا كانت سوريا المسيحيّة تحيل عند الجنرال إلى ذلك التشبيه غير الجائز بينه وبين بولس الرّسول الذي سأله النور على طريق دمشق شاول شاول لم تضطهدني فتلك والله مصيبة ما بعدها مصيبة. فبولس شاول، إبن طرسوس الموجودة في تركيا الآن، كان هو الذي يضطهد المسيحيين الأوائل قبل تنصّره، فهل أنّ عون يعترف بأنه كان يضطهد النظام السوريّ قبل السفرة الميمونة؟ وبولس الرّسول تبدّلت حياته على طريق دمشق لا ليمكث فيها، أو على مقربة، وإنما ليتوجّه إلى الأمم، في بعثة حملته إلى مدن آسيا الصغرى وبحر إيجه وبلاد اليونان وكريت ومالطة وصولاً إلى إستشهاده في روما. إبن طرسوس اليهودي المتنصّر واليونانيّ الثقافة والوعيّ أسّس بموجب هذه البعثة كلاً من الديانة المسيحيّة والحضارة الغربيّة. فكيف تقارن سفراته ورسائله بزيارات عون والألقاب التي تتساقط عليه كـرأس مسيحيي الشرق وكـخصم شريف تخاض معه الحروب بفروسية وروح رياضية، ولا يسأل بعدها عن التفاصيل، لا عن الذين قضوا ولا عن المفقودين والمعتقلين.

وسوريا المسيحيّة التي تحدّث عنها الجنرال، أليست سبباً كافياً لجعله يدين تلك الحملة المستمرة من الإساءة سبتاً في تلو سبت لقدس أقداس سوريا المسيحيّة، القديس يوحنّا فم الذهب إبن أنطاكية العاصمة؟ يسمّونه فم التنك في صحفكم يا جنرال، فكيف يعقل؟ والسؤال طبعاً ليس موجّهاً فقط إلى الجنرال، إنه أيضاً برسم المجلس الكاثوليكي للإعلام وقبل ذلك برسم أحد العارفين الكبار لعظمة يوحنا فم الذّهب وعدم جواز التعريض بقدسيته بهذه الطريقة، عنينا وزير الإعلام طارق متري. فليتحرّك هو أيضاً، لأنه مطلوب وقف المهزلة. إنها ليست أقلّّ من الرّسوم الدانماركية.

أي سوريا؟

سوريا المسيحية يا جنرال ليست سوريا الضابط في المخابرات جورج سلّوم الذي طلب زرع متفجرات في ساحة الشهداء عشية إحياء الذكرى الأولى لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط 2006. ولا هي سوريا رئيس تحرير صحيفة الثورة إلياس مراد. سوريا الحالية هي تلك التي وصفها المغدور ميشال سورا بأنّها دولة البرابرة. أما سوريا المسيحية فهي سوريا يوحنا فم الذهب وأفرام السوري كنّارة الرّوح وثيوفيل القورشي المارونيّ في العصر المسيحي الأول، وهي سوريا التي أعاد إحياءها بودوان الثاني وجوسلان دو كورتينوي في العصر الوسيط، إلا أنها لمّا صارت أثراً بعد عين تحوّل كلّ رصيدها الحضاريّ إلى لبنان، ولو بعد لفتة من بطرس البستاني والأب لامنس كادت تصطدم بعمود الملح. سوريا المسيحية مستمرّة في لبنان حصراً، وبفضل الميثاق. أما في أنحاء الشرق الأخرى فهي حفريات تروي وتبكي أمجاد الأوّلين وأقليّات تنزف وتنقرض وليس إنقاذها بمبايعة أكبر نظام ثيوقراطي في المنطقة وأعتى نظام تسلّطي فيها.

 

"عون غير معني لأنه يمثل نفسه"

زيادة: بيان 14 آذار موجّه الى المسؤولين

المستقبل - الاربعاء 3 كانون الأول 2008 - أكد نائب رئيس حركة "التجدد الديموقراطي" النائب السابق كميل زيادة ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون "غير معني ببيان قوى 14 آذار لأنه ليس مسؤولا"، مشيراً الى ان "البيان موجه الى المسؤولين اللبنانيين الذين يذهبون الى سوريا".

وشدد في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان" أمس، على ضرورة ان "يتصف التعامل مع سوريا بالمرونة والوضوح في الرؤية من دون ان تؤدي المرونة الى التساهل"، معتبراً ان زيارة عون "طبيعية بعد كل المواقف التي اتخذها منذ ثلاث سنوات وهذا الامر ليس مستغربا وبالتالي هذه الزيارة سياسية، وهو يمثل نفسه وشريحة من اللبنانيين عليها ان تقول اذا كانت موافقة ام لا". وأشار الى أن عون "مسؤول سياسيا عن تصرفاته وسياسته ولكن 14 آذار تتوجه في بيانها الاخير الى ممثلي كل لبنان". وقال: "نحن لا نقبل كما اللبنانيون ان يقرأ الاستاذ نصري خوري البيان المشترك والوزراء يقفون بالقرب منه. نحن نرسل وزيرا مسؤولا لنا ملء الثقة به، ولا نقبل بحصول مثل هذه الامور وان تتشكل لجان مشتركة بين لبنان وسوريا بهذه السهولة".

ورأى أن "المطلوب وجود مرجعية لا يمكن الا ان تكون مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية، وهذه المرجعية تكلّف من يذهب الى سوريا وتحدد مهمته وتراقبه عند العودة". ولفت الى ان "14 آذار ارادت امس (الاول) ان تدق ناقوس الخطر في هذا الاطار"، متسائلاً "ماذا أعطانا حتى الآن الوعد بفتح السفارة وهذا لم ينفذ بعد؟ هناك ملفات مطروحة وهي جدية ولا يمكن الاكتفاء بالزيارات وهذه الملفات لم تحل بعد، هذا باختصار موقف 14 آذار".

خصم الامس صديق اليوم بدأ زيارتــــه لدمشق وقابل الرئيس السوري

عون: لقائي مع الاسد عملية قلب مفتوح لتنقية الوجدانين اللبناني والسوري

الظروف تغيرت وهناك فرق بين سوريا اليوم وسوريا الامــــــــس

3 كانون الأول 2008

 المركزية - وصف رئيس "تكتل الاصلاح والتغيير" النائب العماد ميشال عون لقاءه بالرئيس السوري بشار الاسد بالواضح" مؤكدا ان المواضيع طرحت بصراحة "لاننا نريد بناء المستقبل وليس الهروب من الماضي وأعلن انه سمّى اللقاء "بعملية القلب المفتوح" لتنقية الوجدانين اللبناني والسوري لان الماضي فيه اشياء اليمة ولكن المستقبل زاهر. ولاحظ فرقا كبيرا بين سوريا الماضي والحاضر وان الظروف تغيرت والتقويم تغير، تاركا المرحلة لحكم التاريخ.

وأشار الى انه بحث موضوع المفقودين، وان هناك لجانا تعمل وستتوصل الى نتيجة. وأكد انه لم يكن بيننا وبين سوريا عداء بل خصومة " وانا كنت الخصم الاول". واذ طمأن الشعبين السوري واللبناني بمستقبل مشرق أكد السعي لبناء افضل العلاقات مع سوريا. وشدد على ان سوريا تشجع اجراء الانتخابات في لبنان لانها مطلب لبناني وهي لا تتدخل بموضوع الانتخابات.

بدأ العماد عون اليوم زيارة الى سوريا تستمر اياما عدة يلتقي في خلالها كبار المسؤولين السوريين ويزور عددا من الاماكن الدينية.

وكان العماد عون غادر بيروت في الثامنة والدقيقة التاسعة والثلاثين صباحا على رأس وفد مؤلف من النواب السادة: فريد الخازن، ابراهيم كنعان، نبيل نقولا وعباس هاشم والوزير السابق سيبوه هوفنانيان، والقياديين في التيار: بيار رفول، ناصيف قزي، ناجي غاريوس، جورج عطا الله ومدير قسم الاخبار في الـ "otv" جان عزيز. وذكر موقع "التيار الوطني الحر" ان عون استقل في رحلته من بيروت الى دمشق الطائرة الخاصة للرئيس السوري بشار الاسد.

ووصل عون الى مطار دمشق الدولي في التاسعة الا الدقيقة الخامسة واستقبله نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد الذي رحب بالعماد عون "في بلده الثاني دمشق". واعرب عن أمله "في ان تكون هذه الزيارة فاتحة علاقات متطورة ووثيقة بين لبنان وسوريا".

من جهته عبر العماد عون في تصريح لوكالة سانا عن سعادته بزيارة سوريا وقال: "انني سعيد جدا بهذه الزيارة، وآمل في ان تكون بداية مرحلة مشرقة في تاريخ العلاقات السورية اللبنانية".

أضاف: "ابعث بتحياتي وأطيب تمنياتي للشعب السوري.

قصر الشعب: ثم توجه العماد عون والوفد المرافق الى قصر الشعب حيث فرشت له السجادة الحمراء واستقبله الرئيس السوري بشار الاسد الذي صافح اعضاء الوفد فردا فردا، ثم عقدت خلوة بين الاسد وعون تخطت الوقت المحدد لها لاكثر من ساعة جرى في خلالها البحث في مختلف المواضيع.

وبعد الخلوة عقد عون مؤتمرا صحافيا بدأته الوزيرة بثينة شعبان" بوصف المباحثات بالمتميزة والبناءة وقالت: "هذه الزيارة تفتح عهدا جديدا بين سوريا ولبنان وتصب في مصلحة البلدين الشقيقين".

وقال عون في خلال المؤتمر: انا سعيد بلقائي بكم اليوم في دمشق وما كان يعتقد انه محرّم اصبح حلالا وحلالا جدا. وبالطبع من دون جرأة مواجهة الماضي وليس الهروب منه ولن نمحوه من ذاكرتنا لكي لا نكرر الاخطاء، لذلك كان حديثنا مع سيادة الرئيس واضحا جدا وطرحنا في خلال اللقاء الكثير من المواضيع بشكل صريح لاننا نريد بناء المستقبل وليس التوقف عند الماضي. فمن يتوقف عند الماضي فقط لن يستطيع بناء المستقبل. من هذا المنطلق اسمينا هذا اللقاء "عملية القلب المفتوح"، نحن تحدثنا من قلبنا وبعقلنا وكل ذلك لتنقية الوجدانين السوري واللبناني كي لا يبقى اثر لماضي يحتوي اشياء كثيرة اليمة، ولكن لقاءنا اليوم هو وعد لمستقبل زاهر.

واضاف: اذا المواضيع التي بحثت كثيرة ولن استطيع الآن ان اقدم لكم افادة مفصلة عن كل المواضيع التي طرحت في خلال ساعتين من الوقت وهي مواضيع استعرضت عشرين عاما من الزمن. لذلك افسح المجال لطرح اي سؤال تريدون في اي موضوع.

حوار: * اي فارق بين سوريا حافظ الاسد عام 1990 وسوريا بشار الاسد في عام 2008 واليوم الملف الابرز الذي تكثر التساؤلات حوله في الجانب اللبناني يتعلق بالمفقودين اللبنانيين، فهل تم بحث هذا الموضوع؟

- ان الفارق كبير لان الظروف تغيرت كما التقويم والمسؤولين. ان الاشخاص لا يستنسخون وكذلك الاحداث، واذا كان هناك حرب ننتظر انتهاؤها حتى تتفاوض الدول بعد ذلك واذا كان هناك حالة صفاء يجب التنبه من امكان الانزلاق الى حالة حرب. اذا كل الظروف تغيرت وكذلك الاشخاص، والمرحلة السابقة نتركها لحكم التاريخ ولكن نحن نقوّم تلك المرحلة من وجهة نظر شخصية ونرى ما يمكن استخلاصه منها من عبر وتطبيقها.

بالنسبة الى موضوع المفقودين هناك لجان تعمل ونحن بحثنا في هذا الموضوع ومن الاكيد انه سيتم التوصل الى نتيجة من خلال البحث عن الاسماء الموجودة على اللوائح والتأكد من دخولها الى سوريا واذا ما دخلت ما هو مصيرها. ونامل في الا تطول المدة الفاصلة عن الاعلان عن النتائج في هذا الاطار.

* وفق اي بوصلة توجهتم الى سوريا وما هي ملامح الوعد بمستقبل زاهر الذي تحدثت عنه نتيجة للقائك بالرئيس بشار الاسد؟

- الوعد الزاهر هو العلاقات الطيبة بين لبنان وسوريا والانفتاح والتضامن. نحن لم نبحث في التفاصيل ولكن هناك ارادة طيبة وتوجه طيب وعقل واعي لمشاكل المنطقة ومشاكلنا الخاصة. نحن لم نمح كل ما حصل ولكن البحث مستمر وطالما ان الارادة موجودة وكذلك الوعي والعقل المتحكمين بالموقف وليس العواطف والغرائز، فاننا حتما سنصل الى حلول للمشاكل السابقة والعالقة والى توجه جديد يحترم مصالح البلدين. انا هنا لست بصفة وزير او رئيس جمهورية ولكن هذا استطلاع واستشراف للمستقبل وهذا ما ابشر به اللبنانيين. فاذا خرجت انا مرتاحا وكذلك الرئيس الاسد من هذا اللقاء، فبامكاننا نحن الاثنين ان نطمئن الشعبين اللبناني والسوري.

* وعند سؤاله عن اعتماد خصومه في لبنان على العداء التاريخي بين المسيحيين في لبنان وسوريا قاطع قائلا: ليس العداء إنما الخصومة، أنا الخصم الأول وصححت لجميع الذين اتهموني بالعداء حين كان الصدام قائما لأن العداء شيء ضخم جدا ولا يجوز.

* هل يعتمدون على هذا الخوف لدى مسيحيي لبنان تجاه سوريا من أجل ضربك انتخابيا في الانتخابات المقبلة وهل تعتقد أن الجمهور المسيحي سيتقبل المصالحة مع سوريا كما تقبل ورقة التفاهم الموقعة مع حزب الله؟

- لما لا؟ شعورهم بالخصومة قد يجد مبررا له في حينه لأن من استفاد من العلاقة مع سوريا وضربوا بعض المسيحيين هم كثر، من هنا أين كان سليمان فرنجية في انتخابات عام 2005. ألم يكن صديقا لسوريا فلماذا انتخبوه يومها، وأين كان ميشال المر يومها وهم انتخبوه وتاليا الخصومة لم تكن تجاه سوريا إنما خصومة محلية تحولت باتجاه سوريا بسبب سوء إدارة الحكم في لبنان وأغلب المسيحيين بعد الانتخابات سمعوا ما قلناه عن ضرورة طي هذه المرحلة والتطلع بأمل الى بناء علاقة من أفضل العلاقات مع سوريا ووجهنا رسالة الى الذين اعتدوا على العمال السوريين بضرورة عدم ممارسة أعمال عنف بحقهم لأن ذلك لا يجوز أن يسجل علينا هذا الموضوع انسانيا وتاريخيا. أي محلل يحلل الأحداث يعرف لماذا أصبح من كان مع سوريا ضدها اليوم، ولماذا أصبح أعداء سوريا أصدقاءها. وأنا لدي رمزية معينة محترمة عند المسيحيين وتعبر عنهم وهذا هو الواقع الحقيقي.

* ما هو شعورك عند مصافحة الرئيس بشار الأسد بعد عشرين عاما من العداء لسوريا؟

- أجهزة الإعلام تكرر اللفظة نفسها مرارا وتكرارا حتى تؤمن بها، حتى لو عرفت أنها كذبة لكن بفعل التكرار ترسخ بذهن الجميع أنها عداء. عندما آتي الى دمشق أكون قد تركت الماضي ورائي ولو لم يكن كذلك لكان هناك حاجز يمنعني من الوصول. وبالنتيجة أنا عسكري وقائد ولا أحمل كراهية حتى تجاه من أحاربه لأننا نعرف بالعقل وبالمنطق وبالتاريخ أنه حتى الحرب التي يكون فيها مهزوم ومنتصر تنتهي بتفاوض وتفاهم فكيف بالأحرى فتح صفحة جديدة من التاريخ ليس فيها مهزوم أو منتصر إنما عودة الى علاقة طبيعية مرتكزة على الانفتاح والمصالح المشتركة بين البلدين وتاليا الماضي طوي وهذه البداية.

* هناك صراع في لبنان على اتجاهين متعاكسين ونتائج هذا الصراع لم تحسم حتى الآن فكيف يمكن بناء علاقات طيبة ومميزة كما تنادون بها في ظل هذا الصراع وما هي الأولويات لتصحيح هذه العلاقة وما الذي طلبتموه من دمشق وماذا طلبت دمشق منكم في المقابل؟

- كانت جلسة مصارحة مشتركة وتبادل وجهات نظر مشتركة وإظهار حسن النية ولم تكن هنالك مطالب من الطرفين. القضايا المشتركة لا تبحث على أساس مطالب إنما على أساس المصالح والعلاقات المشتركة فيمكن أن تكون وجهات النظر متطابقة أو لا، فنضع عندها المتطابق على حدى ونعالج الأمور غير المتطابقة لتصبح كذلك وهذه أصول التعاطي الصريح والواضح. ليس هناك جدول أعمال للزيارة بل هناك استعراض شامل للمواضيع المختلفة وتنقية الوجدانين اللبناني والسوري من رواسب الماضي.

* ما هي وجهة النظر بالنسبة الى قضية اللاجئين الفلسطينيين؟

- نحن ننطلق من حق العودة هناك دول كثيرة تركت الموضوع أوتحاول اجراء تسوية على هذا الحق، نحن متمسكون بعودة الفلسطينيين الى ارضهم أو بأي تسوية قد تتم في حال قبلها الفلسطينيون وهذا خارج ارادتنا، لكن لن تكون على حساب الدول التي تحملت أعباء الـ60 سنة يجب أن تكون على عاتق من خلق المشكلة وفي المستقبل ستسمعون توضيحات أكثر.

وردا على سؤال عما سيقدمه عون في المقابل لسوريا في ظل هذه الحفاوة البالغة قال :لا يستطيع الانسان ان يقدم اكثر مما عنده عندي صداقة لسوريا اقدمها.

* هل طرحت مع الرئيس الاسد اشكالية مزارع شبعا؟

- هذه ليست اشكالية، سوريا قالت كلمتها ان مزارع شبعا لبنانية ويبقى توقيت الترسيم الذي يتم بعد اخلائها لبنان يريد اخلاءها الان والامم المتحدة تطالب بالترسيم الان ومسبقا اريد ان اعرف كما رسمت راهنا هل اخذوا رأي سوريا ولبنان ام وضعوا الترسيم الذي يريدون. اذا ارادوا احترام الخرائط الموجودة في فرنسا فهم ليسوا حتى بحاجة الينا ليعرفوا اين الحدود والى اين يجب ان ينسحبوا. فاذا اختلفنا لاحقا على الترسيم فلا سوريا ولا لبنان سيحتجان، اذا فلعبة الترسيم قبل وبعد مسألة ثانوية اذا ارادت الامم المتحدة الاعتراف فيمكنها ذلك لان الخرائط موجودة وسوريا تقول ان المزارع لبنانية اما صك الملكية الصادر من صيدا يقول بسيادة لبنانية حتى لو كان المالك سوريا وصك الملكية الصادر من دمشق يقول انه حتى لوكان المالك لبنانيا تكون الارض للسيادة السورية فالمصادر التي اعطت صكوك الملكية لها السيادة على الارض وهذ امر بديهي لا خلاف حوله ،لا تخلقوا مشكلة حيث لا مشكلة .المشكلة الاساسية هل نقبل بالترسيم في ظل الاحتلال الاسرائيلي؟

* مَن يقيّم الزيارات اذا كانت تبعية ام هي زيارة سياسية بكل معنى الكلمة بين ندّين؟

- نتائج الزيارة تقيمها اذا كانت تبعية او استقلالية او ندية.

وردا على سؤال قال ان الطائرة التي تحلق على علو 60 كلم في الجو لا تهمها الصواريخ التي تنفجر على علو 40 كلم، فسقف صواريخهم لن يصل الى طائرتنا.

* هل تحدثتم عن الانتخابات المقبلة في لبنان خلال الخلوة مع الرئيس الاسد؟ وهل يمكن القول اليوم انك حليف سوريا في لبنان؟

- سوريا تشجع على اجراء الانتخابات في لبنان، فهذا مطلبنا ايضا ومطلب الموالاة هذا في حال اردنا احترام الديموقراطية والحريات، لكن باعتقادي ان سوريا لن تتدخل في موضوع الانتخابات فهي لن توزع الزفت او الخدمات الصحية والمدرسية لرشوة الناخبين في موسم الانتخابات. ونحن نعلم ان سوريا لا تدفع المال لأحد.

* ستقوم بجولة طويلة على مجموعة من الكنائس والمناطق المسيحية والاسلامية في سوريا. ما رمزية هذه الزيارة لموارنة لبنان وموارنة الشرق بشكل عام؟

- هذه الزيارة ليست فقط للموارنة بل لكل لبنان. عندما كنت ملازما عام 1958 - 1959 ذهبت الى ألمانيا في فترة الاعياد للتمرن، وقد سنحت لي الفرصة للاختيار بين التمرن وزيارة متحف في ميونيخ فاخترت زيارة المتحف لأنه ستسنح لي فرصا عدة لاحقا للتمرن. فيما لا يمكن نقل المتحف من ميونيخ الى بيروت. وعليه فإن بلدا كسوريا فيه العديد من الاماكن المقدسة والكنائس وهو مهد المسيحيين تاريخيا فهل يجوز في مناسبة كهذه عدم زيارة الاماكن المسيحية الاثرية وعدم زيارة المسيحيين فيها، وسأكون في ضيافة المفتي، خصوصا وأن المسيحيين في الشرق مرّوا بأوقات صعبة ونحن نرى ما يحصل في العراق وفي الاماكن المقدسة، حيث غالبية المسيحيين يهاجرون، ونحن نريد ان نقول لهم ان جذوركم من هذه الارض ولكم في هذا الوطن كما اي مواطن آخر ونريدكم ان تكونوا في طليعة مَن يبنون هذا الوطن ونحن نحاول ان نكسر الخوف الذي نشأ نتيجة احداث كثيرة ومتراكمة والا فكيف نتحدث عن عهد جديد اذا لم نكسر هذا الخوف؟

* هناك فريق موجود على الارض لا همّ عنده الا محاربة سوريا فكيف يمكن الحديث عن عهد جديد في ظل وجود هذا الفريق؟

- مع السيد المسيح قلنا العهد الجديد، العهد الجديد صلب المسيح لكن المسيحية انتشرت في العالم كله، الذين صلبوا المسيح موجودون في كل عهد وضد كل تفاهم، هذا لا يخيفنا، سنتغلب على الخوف على ذاتنا والخوف من الآخر ومن الأشرار الذين لا يريدون بناء علاقة صحيحة وثمة مَن يدفع، هذه الخطوات الكبيرة على مَن يقدم عليها ان يحسب للربح والخسارة قد اخسر بعض الاصوات وأربح غيرها في الانتخابات. عندما تكون امام قضية بهذا الحجم لا تتعلق فقط بالوطن بل بالشرق الاوسط كله لا نتوقف هنا. عندما عشنا تحت الحصار الجوي والبحري الم يشعر هؤلاء ان حدودا واحدة بقيت مفتوحة امامهم اذا كانوا لا يريدون التفكير بخلفية معينة او بأفق سياسي واسع او كبير عليهم التفكير بأفق المصلحة الضيقة، اين مدخل لبنان الى الدول العربية؟ فلنتحدث بواقعية وفهم وعقلانية.

* ما هي تصوراتكم للوضع في لبنان في مرحلة ما بعد بوش؟

- العلاقات مع الولايات المتحدة كما الطقس المتقلب لا شمس دائمة ولا غيم دائما. نحن لسنا على عداء مع الولايات المتحدة. نحن نعادي مواقف لها. فإذا كان من تغيير كما اعلن الرئيس اوباما وتغيير استراتيجي في الاهداف واستعداد لبناء علاقات معنا كدول صغيرة صحيح لكن لها تاريخها ومستقلة وتحترم مصالحها فليكن لكن اذا كانوا يريدون الاستمرار باهدافهم فنحن لن نخسر، نحن سنربح على ارضنا والجماعة التي معهم لا تدرك ما تفعل ستخسر فأميركا تملك دائما قوة الاسترداد لكن هؤلاء المتاجرين بالبورصة عندما ينتهي رأسمالهم يبيعون كل اسهمهم، الم يتعلموا من البورصة الاميركية؟ انصحهم بالعودة الى ارضهم وقضاياهم.

* كيف وجدتم رؤية الرئيس الاسد تجاه تطوير العلاقات اللبنانية - السورية وتنميتها؟

- قبل اي شيء آخر المطلوب من الانسان ان يعترف بذاته وبعدها يفرض العلاقة على الآخرين ليتلاقوا معها. هذا الامر عبّر عنه الرئيس الاسد بكل وضوح وأنا اعرف نواياه وهو كذلك وعلى الرغم من ذلك اثبتناه بالكلمة المتبادلة.

* إذا اعتبرنا أن حفاوة الاستقبال هي نوع من اعتذار شكلي من الجانب السوري تجاهك، ونتيجة عملية القلب المفتوح التي أجريتموها اليوم هل حملك الرئيس الأسد اعتذارا الى الشعب اللبناني عن المرحلة السابقة بين البلدين ليتمكن من فتح صفحة جديدة ؟

- هل اعتذر الموجودون في بيروت والذين كانوا شركاء في مرحلة معينة مع الذين كانوا مسؤولين في حينه عن الوضع اللبناني من اللبنانيين أو أنهم لا يزالون مستمرين؟ ما حدث تكريم وليس اعتذارا وعلى اللبنانيين الموجودين في بيروت الاعتذار أولا، لإلزام من أصبح خليفة لمن كان موجودا سابقا بالاعتذار ابتداء من بيروت لنصل الى الشام.

* بمناسبة بدء العهد الجديد هل هناك كلمة توجهها الى شهداء 13 تشرين؟

- الشهادة في القتال في أي جيش كان، يعرف الجندي مسبقا إنه إذا مات لن تستمر الحرب حتى الفناء ويجب ان تتوقف والجندي يستشهد ليبقى الباقون أحياء ونحن نعيش مع الأحياء ونتذكرهم ونكرمهم في كل لحظة. خذوا نموذجا عن فرنسا وألمانيا فيحضر الألمان 14 تموز في فرنسا وفي 11 تشرين الأول في ذكرى الهدنة في الحرب العالمية الأولى و 8 أيار ذكرى الحرب العالمية الثانية يذهبون معا الى قبور شهدائهم ويكرمونهم. وإذا لم يكن هناك إعادة نظر بالتاريخ سنكرر الأخطاء نفسها للوصول الى النتائج نفسها. المهم أن نعي الأحداث التي سبقت وألا نكررها وهذه أكبر تعزية للشهداء بأن أحفادهم سيبقون على قيد الحياة ولن يموتوا في حرب أخرى.

* هناك قوى معروفة في فريق 14 آذار تستخدم سلاح المال السياسي للترهيب في نشاطها العام، الى أين تتجه الأمور في لبنان وهل هذه القوى قادرة على تغيير هوية لبنان المقاومة وفكرة لبنان وطن نهائي لجميع اللبنانيين؟

- المال له تأثير في كل العهود الانسانية المدونة في التاريخ والسيد المسيح نبه الى أن الانسان لا يستطيع خدمة ربين الله والمال ونبه الى وضع المال في مكانة الرب وهو أول من دفع الثمن عندما بيع بـ 35 من فضة. هناك سقوط في المجتمعات بالمال والمجتمع المستهدف راهنا أي المسيحيون لن يسقطوا بالمال في الانتخابات لأنهم يعتبرون أن السيد المسيح صلب وقبر وقام أما لبنان إذا صلبوه وقبروه فلن يقوم هذه المرة.

* لاحظت تغيرا كبيرا بين سوريا قبل عشرين عاما واليوم، فالى أي حد أنت تغيرت في خلال عشرين عاما؟

- الجميع تغير وهناك تجربة طويلة الجميع مر بها. هناك تأقلم دائم مع الظروف الحياتية التي يعيشها الانسان وإذا خسر هذه الامكانية فهو متجه الى الفناء وكثير من الأجناس الحية انقرضت لأنها لم تتأقلم مع الظروف الطبيعية التي تعيش فيها والانسان واحد منها لكنه يملك حالتين الأولى معنوية ويمكن أن ينقرض فيها إذا لم يتأقلم وهناك الحالة الجسدية التي هي متشابهة عند الجميع.

* سوريا دولة علمانية لا تقسيم طائفيا فيها، ألا تعتقد أنه إذا أعطيت زيارتك الى الشام بعدا وطنيا أكثر منها زيارة زعيم مسيحي ستكون أعمق وأقوى وخصوصا أنك قلت في خلال أحداث 7 أيار لو قلت كلاما طائفيا فانبذوني؟

- الوزيرة بثينة شعبان قدمتني كزعيم وطني وهذه رؤية سوريا لي، أما بعض اللبنانيين فأراد تضييق نطاق الزيارة وحصرها بالمسيحيين. المسيحيون المشرقيون يعيشون بقلق وهم قسم من المجتمع وتاليا هل أقوم بهذا الواجب أم كلا؟ انطلاقا من هنا يجب فهم توجهي الى المسيحيين وليس الى غيرهم لأن الزيارة يجب أن يكون لها نتيجة إيجابية على الأماكن والناس الذين أزورهم. أنا أخدم سوريا بتطمين المسيحيين في سوريا وإذا ذهبت الى الأردن وطمأنت المسيحيين سأخدم الأردن وبذلك لا أنزعهم من مجتمعهم لأضمهم الى حركة سياسية حزبية قومية مسيحية، بل أخاطب المسيحيين وليس الموازنة فقط. وأقول أنا مسيحي وليس أنا ماروني فهذا موضوع قومي والمسيحيون المشرقيون ليسوا جالية بقيت من الصليبية أو أتت من الغرب، نحن أبناء الكنيسة المشرقية التي بشرت العالم بالمسيحية ونسعى الى إيقاظها من جذورها.

الصحف السورية: وقد افردت الصحف السورية حيزا واسعا اليوم لزيارة العماد عون وكتبت صحيفة "الوطن": هو ليس مجرد رجل عسكري وقائد جيش سابق، هو رجل سياسي مثقف صاحب رؤية وطنية شاملة وجامعة، وهو الداعي الى نبذ العصبيات والتطرف، والانفتاح على الآخر والعودة الى التراث المسيحي المشرقي الذي تشكل سوريا جذوره الاساسية،وهو رجل التغيير والاصلاح والتواصل والانفتاح".

وأدرجت صحيفة "الثورة" زيارة العماد عون لسوريا في اطار المناخات الايجابية بعد زيارات رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي ووزراء الخارجية والداخلية والزراعة وعودة العلاقات السورية - اللبنانية الى طبيعتها.

اما موقع شام برس الالكتروني فأورد مقالا بعنوان: "ميشال عون في دمشق زائرا: مدرسة العلاقات المتوازنة وسحر الصمود المسيحي في الشرق". ومما جاء فيه: كم هو الفرق شاسعا بين زيارة الزعيم اللبناني البارز والزعيم المسيحي الأبرز في الشرق النائب ميشال عون إلى سوريا، وبين زيارات سابقة قام بها معبدي طريق الشام - بيروت من رموز التآمر على سوريا وعلى لبنان، هؤلاء الذين كانوا يسبحون بحمد سوريا حين كانت في لبنان وظنوا أنهم الكواسر عليها بعد خروجها منه وسيادة رموز الوصاية الأميركية السعودية على بلدي المأزوم بزعماء سياسيين من جماعة الإستزلام للخارج طلبا للمصلحة الخاصة.

أولئك كانوا يأتون إلى الشام سعيا وراء مصلحة خاصة أو في نميمة على منافس أو درءا لمخاطر زوال الدورالسياسي أو نشرا للفساد بعد أن ضاقت به سبله في لبنان، فكانوا يأتون عن فرص إستثمار شرطها الفساد والتركيبات التي تعتمد على الخديعة والنصب حتى كادوا يكونون آفة الفساد في سوريا بعدما أبدعوا فيه في لبنان.

ميشال عون ليس من هؤلاء ولا هو مثل المتبجح بشعبيته الهشة ممن يختلط عليه الأمر (...)

ليس ميشال عون من يزور سوريا حاليا لتوزير ولد ولا لضمان دور مستقبلي في حكومة ولا للبحث عن إمكانية التآمر مع حلفاء سوريين على شركاء لبنانيين، هو يزور دمشق لتحقيق مصالحة تاريخية يكون عنوانها حفظ لبنان وحفظ سوريا وحفظ مسيحيي الشرق وحفظ القضية الفلسطينية من مؤامرة التوطين.

وها هو الجنرال الوطني عند كلمته التي لم تنزل الأرض، ها هو يزور سوريا منتصرا بمناصريه على الأحقاد، متسلحا بالمصالح الوطنية ساعيا لكسب مصلحة كبرى للشعب اللبناني بمصالحة سوريا وساعيا لكسب ود الشعب السوري وفتح صفحات من التعاون الجدي والمستند على مصالح إستراتيجية بين البلدين فضلا عن الجيرة والأخوة والتاريخ المشترك.

لن يطالب الجنرال عون بمدير عام هنا ولا بمساعدة سورية لتنصيب مختار هناك كما كان يفعل وليد جنبلاط وأمثالهم، هو قادم إلى الشام حاملا هم الوطن والإقليم، حيث سيقف في ساحات دمشق العربية ليعلن قيام نموذج نظيف من أشكال العلاقة الممكنة والمطلوبة بين زعماء لبنان الشرفاء من أمثال عون ورفاقه في المعارضة وبين سوريا، علاقة تقوم على النظرة الإستراتيجية المشتركة للأخطار المحيطة بالبلدين وليس على زواريب ومكاسب شخصية لزعماء لم يتغير أسلوبهم في الإستزلام.

ما تؤشر إليه زيارة زعيم مسيحيي الشرق من ديرسانت كاترين في سيناء إلى كنيسة القيامة في الأراضي الفلسطينية المقدسة يمكن اختصاره بكلمة واحدة، الآن فتحت صفحة جديدة من تاريخ المنطقة، حيث التفاهم السوري اللبناني مدفوعا بزيارة ميشال عون التاريخية سيتمكن من تغليب المصالح الوطنية والقومية على إستجرار العداء واستعادة سوء الفهم ، كما أن الزيارة ستساهم بشكل حاسم في تبديد الخوف لدى الشعبين، فلا سوريا ستحتاج للتدخل في لبنان لحماية نفسها من الإرهاب والمؤامرات والاعتداءات المتوقعة ولا لبنان سيخشى من إعادة تجربة الوجود السوري الأمني على الأراضي اللبنانية، فكلا البلدين سيقوم بما يمليه عليه واجبه تجاه البلد الآخر من حماية للظهر وحماية للمصالح وتأمينا لأمن البلد الآخر القومي من الأخطار، حينها سيتم رفع سور الوقاية المتبادلة بين البلدين في وجه العدوان والإرهاب على السواء.

هذه الزيارة لها بعد آخر وهو مهم جدا على صعيد المنطقة كلها، فكون الجنرال عون هو زعيم المسيحيين اللبنانيين الأول فهو تلقائيا تحول إلى رمز مسيحي عربي لدى كافة مسيحيي العالم العربي ، وهذه الصفة تحّمل الزعيم ميشال عون مسؤولية مصير الوجود المسيحي في الشرق.

تلك مهمات يمكن للزعيم العربي ميشال عون أن يتعاون فيها مع سوريا لأهداف لا تقل عن واجب حفظ وجه الشرق متنوعا بمكوناته الدينية كافة ، فمن هنا خرجت المسيحية إلى العالم ومن العار أن تفرغ الأمة العربية ممن حملوا لواء العروبة قبل حمل لواء الدين وقاوموا الاستعمار يوم كان ذاك يلعب لعبة التماثل الديني لتثبيت أقدامه.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن قيادي في "التيار الوطني الحر" قوله ان زيارة عون ستستمر حتى الاثنين مبدئيا وأنه سيتم الاعلان عن برنامج الزيارة كل يوم بيومه. كما سيحاضر عون في كلية الهندسة في جامعة دمشق الخميس.

حديث الى "الوطن" السورية: ونشرت صحيفة "الوطن" السورية حديثا كانت اجرته مع العماد عون اعتبر فيه ان زيارته سوريا هي تأريخ لنهاية مرحلة قديمة وبداية مرحلة جديدة قائمة على تنقية الوجدانين السوري واللبناني بعد محطات سيئة تاريخياً، وعزا معارضة البعض لزيارته الى أسباب عدة منها خوفهم من أن تسلمه سوريا سجلاتهم العدلية التي تفضح ما ارتكبوا من خطايا.

ولفت إلى أن المطلوب اليوم إقامة علاقات جيدة مع سوريا على أساس النقاط الثلاث التي تم التوافق عليها في مؤتمر الحوار الوطني في العام 2006 وهي العلاقات الدبلوماسية وموضوع ترسيم الحدود، ومسألة المفقودين.

وإذ شدد على أن الفدرالية مستحيلة، رأى عون أن المتحدثين عن الفدرالية أناس يفتقدون حس القياس والحساب الدقيق "فكي تتمكن الشعوب من العيش براحة، يجب أن تتوافر لها المساحة الكافية وضيق المساحة الجغرافية والافتقار إلى المد الحيوي الذي يستوعب التكاثر السكاني، هو سبب من أسباب الهجرة في لبنان وليس فقط الأوضاع المعيشية الصعبة". وأشار عون إلى أن الخوف من عدم توافر المد الحيوي الكافي يؤدي حتماً إلى الاصطدام والحروب والمجازر، داعياً إلى تنقية الأفكار والوجدان من الميول الانعزالية والفدرالية.

وفي موضوع الاستراتيجية الدفاعية، لفت عون الى انه في حال شنت إسرائيل هجوما على لبنان وسوريا في آن واحد، فإن الإستراتيجية الدفاعية تتخذ تلقائياً طبيعة الجبهة الواحدة، مؤكداً أن الأرض اللبنانية ستكون ممنوعة على إسرائيل لاستخدامها كممر لضرب سوريا. كما أعرب عون عن رضاه عن التنسيق الأمني اليوم بين الدولة اللبنانية والدولة السورية، مشيراً إلى أن الأمن المشترك هو أمر ملزم بين دولتين جارين، إذ ان أمن لبنان من سوريا مسؤولية سورية، وأمن سوريا من لبنان مسؤولية لبنانية وعلى كل دولة أن تتولى مسؤولية ضبط حدودها وأمنها كي تحفظ أمن جارتها.

كما اعتبر عون ان إسرائيل تستعد ظاهرياً للحرب، لكنها لن تقدر على شنها، لافتا الى أنها تعيش حال انحدار وهبوط، وقال: "على إسرائيل أن تسعى اليوم إلى مراجعة شاملة بغية التوصل إلى حل سريع قبل أن تنتهي في مكان آخر"، مشيراً إلى أنها لا تزال تستخدم كآلة حرب تارة في لبنان وتارة في غزة".

عون دعا فريق 14 آذار ليتوقف عن الحديث عن السيادة والاستقلال "فعندما كنا نطالب بالاستقلال كانوا يهزأون ويطلقون عبارات مخجلة فيقولون: أي استقلال في عصر العولمة؟ فهل يحق لهم اليوم أن يعلمونا السيادة والاستقلال؟ هل يكون الاستقلال باتخاذ قرارات مضرة بمصالح حيوية لدول مجاورة؟ أن بلوغ الاستقلال هو كبلوغ سن الرشد، على الدولة المستقلة الحرة أن تفهم أنه لا يحق لها إيذاء جيرانها بغية ممارسة حريتها وسيادتها".

وأكد "أننا في بلد تتوقع فيه الجريمة في أي لحظة، لذا من الممكن وقوع أحداث أمنية تعطل الانتخابات، ومن الممكن أن تجري الأمور بصورة طبيعية دونما تعطيل"، مشيراً إلى "أنهم قد يكونون في طور التحضير لعمل عنفي جديد يعطل الانتخابات، لكنه سينقلب عليهم". واعتبر أن حديثهم عن السلاح قد يكون تبريراً مسبقاً لخسارتهم المتوقعة، بحيث يتحججون عند الخسارة بضغوط مورست لتغيير موازين القوى وقلبها ضدهم بعد أن كانت لمصلحتهم كما يحاولون أن يصوروا.

ورأى أن هناك مؤشرات تغيير في السياسة الأميركية بعد انتخاب باراك اوباما، مستبعدا حدوث أي عمل عسكري أميركي ضد إيران وسوريا في ظل الانهيار المالي والوضع الاقتصادي الأميركي.

وختم عون آسفاً لمفاهيم عالمنا بحيث بات "المعتدلون" هم السنيورة وفريقه، و"المتطرفون" هم نحن الذين نرفض توطين 400 ألف لاجئ، ونأبى التنازل عن أرضنا "أما إسرائيل التي ارتكبت المجازر والتطهير العرقي، فدولة معتدلة وإنسانية.

 

 

 

جدلٌ حول النتائج المتوقّعة من الرحلة "التاريخية" لعون

"عودة الإبن الضّال" أم "اعتراف سوري بالخطأ"؟

سمير منصور     

عشية 13 تشرين الاول 1990، اوفد الرئيس الياس الهراوي ابن اخته وعديله خطار حدثي الى القصر الجمهوري حيث كان يتحصن القائد السابق للجيش العماد ميشال عون بصفته رئيساً للحكومة العسكرية الانتقالية، ومهمتها بموجب الدستور تأمين اجراء الانتخابات الرئاسية في اسرع وقت. ولكن، وعلى رغم انتخاب الرئيس رينه معوض ثم اغتياله في عملية تفجير لم ينجل عنها الغموض بعد مرور 18 عاماً عليها، وعلى رغم انتخاب الرئيس الياس الهراوي بعد اقل من 48 ساعة على جريمة الاغتيال، بقي "الجنرال" "متمترساً" في القصر الجمهوري رافضاً الاعتراف بالرئيس الثاني المنتخب، او إخلاء القصر للشرعية بحجة انها عنده وحده حصراً، وان كل ما جرى ويجري، كان في رأيه "غير شرعي وغير دستوري".

بعد ظهر 12 تشرين الاول، وصل حدثي الى قصر بعبدا، وكان من الاصدقاء الأقربين الى الشهيد داني شمعون الذي كان بدوره يشارك في مساعي الخير، وقد ساهم في ترتيب اللقاء سريعاً بين حدثي وعون. ونقل الموفد رسالة من الرئيس الهراوي مفادها ان ثمة قراراً محلياً وسورياً واقليمياً ودولياً قد اتخذ بازالة التمرد وإجبار عون بالقوة على مغادرة القصر الجمهوري وتسليمه للشرعية "ومن الأفضل بالتأكيد ان يتم ذلك سلماً، وبالتوافق، فتكون بذلك قد وفّرت على اللبنانيين عملية عسكرية، وعلى المناطق المسيحية ولا سيما في بعبدا والمتن وكسروان، دخولاً عسكرياً سورياً، لا بد من ان يشمل وزارة الدفاع والقصر الجمهوري".

وكانت قيادة الجيش عامذاك في عهدة العماد اميل لحود المعيّن من جانب "الحكومة الشرعية". فكان فحوى رد عون على الرسالة قوله للموفد الرئاسي: "قل لخالك انه هو من سيذهب وانا الباقي". فكان لا بد من آخر الدواء... الكيّ، بكل ما فيه من دماء وضحايا وشهداء ومفقودين مدنيين وعسكريين لم يكشف عن مصيرهم بعد. وغادر "الجنرال" القصر لاجئاً الى السفارة الفرنسية. وقد شوهدت في اليوم السابق (12 تشرين) ناقلة جند للجيش تجري "رحلة تجريبية" بين القصر والسفارة لتقدير الوقت الذي تستغرقه رحلة "جلاء الجنرال المتمرد" عن قصر بعبدا (وفق معلومات امنية رسمية).

كانت تلك باختصار، احدى اهم محطات "صعود" الجنرال: اولاها تكليفه رئاسة حكومة انتقالية (قيل الكثير عن ظروف تكليفه من الرئيس المنتهية ولايته امين الجميل، وطُعن في شرعيتها بسبب استقالة نصف اعضائها فور تشكيلها)، وآخرها رحلة العودة من المنفى الباريسي ناخباً قوياً فرئيساً لكتلة نيابية كبيرة جعلت منه الزعيم المسيحي الابرز بل "الزعيم الاوحد للمسيحيين" وفق انصاره ومؤيديه، وطامحاً الى رئاسة الجمهورية، وإن لم يوفق في تقديم نفسه مرشحاً توافقياً بعدما اخذ خياره السياسي طرفاً في الصراع الداخلي.

وبعد سنوات طويلة على حروب "التحرير" و"الالغاء"، وصراعات بين "الحكومة الشرعية" و"تجمع الصنائع" (وفق تسمية عون حكومة الرئيس سليم الحص) و"الجنرال المتصهين" (وفق الاعلام السوري في تلك المرحلة) و"تحرير لبنان من الاحتلال السوري" (وفق الشعار الذي اطلقه عون واعلامه من بعبدا)، مروراً بالعودة وسياسة الانفتاح ومشاريع التفاهم وقد مُهّد لها بغزل مفاجئ من "اعداء" الامس، وبحملة ترحيب واسعة النطاق من احزاب كان يصنفها "غريبة ومأجورة ومستوردة"، وصولاً الى زيارة ايران فدمشق، يبقى الرجل مثيراً للجدل ولا سيما بمشواره الطويل بين "المحور الاميركي – الغربي" و"المحور السوري – الايراني"، وبين مصفق لنقلته النوعية في السياسة محلياً واقليمياً، ومتهم اياه بـ"الإنعطاف" و"الإنقلاب" و"التغيير في المواقف" وبكل الاوصاف التي طالما نعت بها خصومه. وقد بلغ هذا الجدل ذروته عشية الزيارة "التاريخية" التي يبدأها الجنرال اليوم لدمشق ولمدن ومناطق سورية اخرى منها حماه وصافيتا ومعلولا، ببرنامج حافل رسمي و"شعبي" يطغى عليه الطابع المسيحي لسببين على الأقل: الأول ان عون قدّم نفسه، كما قبل زيارة طهران، حاملاً هموم "مسيحيي الشرق"، وتحدث عن سوريا "مهد المسيحية"، والثاني هو البرنامج "الكنسي" الذي أُعد له على هذا الاساس.

وسط هذه الأجواء يبدو عون واثقاً من ردة الفعل الشعبية المسيحية على زيارته، ولا تخوّف لديه، استناداً الى تصريحاته المتكررة، من تداعيات سلبية لها على وضعه الانتخابي. فهل هي "الثقة الزائدة" بالنفس، ام حقيقة المزاج الشعبي المسيحي و"العوني"؟ مرة جديدة يفترض ان يكون الجواب والخبر اليقين في صناديق الاقتراع.

واما ما يجعل الزيارة "تاريخية" او عادية، فهي النتائج التي يمكن ان تسفر عنها، اقلّه في ما يتعلق بالملف الانساني، ملف المفقودين والمعتقلين في السجون السورية، وهو يعني اللبنانيين جميعاً، ولا سيما منهم بالطبع اهالي هؤلاء، وإن يكن عون قد استبق الزيارة بإحالة السائلين عن هذا الملف على اللجنة المشتركة التي تم تشكيلها، ومسؤولية "الدولة" عن هذا الملف. ولكنه بالتأكيد لن يكون "مستاء" اذا أُعطي شيئاً في هذا الصدد، كأن يعود على رأس موكب يضم، على الاقل، بعض هؤلاء. واللبنانيون على اختلافهم، سيكونون مستفيدين من اي نتائج تحققها الزيارة. ولكن السؤال البديهي سيكون مرة جديدة: هل يُعطى عون في دمشق ما لم يُعط لغيره، ولرئيس الجمهورية خصوصاً؟ وهل يطرأ جديد على ملف انساني بعد نفي سوري وجود معتقلين لديها خارج اطار التوقيفات والاحكام القضائية العادية، وبعد رد بلوائح مشابهة لمفقودين سوريين في لبنان؟

وأياً تكن النتائج المتوقعة، من تلك الزيارة، فإن حصولها، حدث في ذاته، ولا يمكن ان تقارن بزيارات "روتينية" لسياسيين وحزبيين تعج بهم طريق دمشق ذهاباً واياباً وبوتيرة شبه يومية... ولأنها كذلك، لا يمكن تجاهل نتائج محتملة لها، وإن يكن استباق الزيارة والجزم بنتائج "مضمونة" يشكل إضعافاً لها، وقد "وقع" في هذا اللغط منظّرون للزيارة، من حيث لا يدرون، اقله من خلال "تعظيمها" وتشبيهها من عون نفسه، بزيارة الجنرال شارل ديغول الى المانيا عام 1959 بعد حرب 1945!

وسيمر وقت طويل قبل ان يتوقف الحديث عن الرحلة "التاريخية"، سواء اسفرت عن نتائج عملية او اقتصرت على تصريحات المجاملة والعموميات لدى الوصول وعند المغادرة.

واخيراً، هل يكون المشهد السياسي عند الجنرال مختلفاً بعد الزيارة؟ وهل يحكى عما قبل الزيارة وعما بعدها؟

وهل الرحلة "تلاوة فعل ندامة" و"عودة الابن الضال" كما يقول خصومه وهذا ما نفاه شخصياً، ام ان الدعوة هي "اقرار واعتراف بالخطأ السوري تجاهه" كما يقول أنصاره؟

مرة جديدة، وككل زيارة مشابهة، تبقى النتائج هي المعيار... والفيصل!

 

استسلام جنرال

حسان حيدر- الحياة - 04

لو قدر لنا، او لأولادنا وأحفادنا، ان نبحث بعد عشرين عاما عن خبر في الارشيف يتناول الزيارة التي قام بها امس الجنرال المتقاعد ميشال عون الى سورية، لعثرنا على الصيغة التالية: «بعد فرار استمر 18 عاماً، سلم الجنرال اللبناني ميشال عون نفسه الى سلطات دمشق، مستفيدا من عفو رئاسي سوري صدر لمناسبة بلوغه سن الاستعداد لتقديم اي تنازل ممكن، في مقابل الاحتفاظ بحلم الرئاسة والزعامة، ونُقل وسط اجراءات أمنية في طائرة سورية خاصة الى قصر المهاجرين، حيث وقّع على صك استسلامه وتعهد بأن يتحمل نتائج «صداقته» الجديدة كافة ومهما كانت مكلفة له وللبنان.

«وكانت قوات سورية خاصة مدعومة بوحدات من الجيش اللبناني شنت في 13 تشرين الاول (اكتوبر) 1990، هجوما على القصر الرئاسي في بعبدا حيث كان يتحصن الجنرال، لكن هذا الاخير فر الى السفارة الفرنسية ونُقل منها الى فرنسا نفسها، ليمضي 15 عاما، ولم يعد الا بعدما بدأت مفاوضات غير مباشرة بينه وبين السوريين لتسليم نفسه. وتولى رعاية هذه المفاوضات «حزب الله» مكلفاً بفتوى من المرشد الأعلى في طهران، تسمح له بالتقرب من العدو السابق الذي شارك بنشاط في الترويج لقرار مجلس الأمن رقم 1559 في العام 2004 والذي دعا الى انسحاب القوات السورية من لبنان ونزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية.

«وكان عون تلقى تحذيرات عدة خلال وجوده في فرنسا من سلطات باريس تنبهه فيها الى ضرورة التقيد باتفاق اللجوء، وضرورة تخفيف نشاطه المعادي لسورية انطلاقا من الاراضي الفرنسية، بعدما دعا في مؤتمر صحافي قبل عام واحد من عودته الى بيروت، الى توقيع عقوبات دولية شديدة على سورية، معتبرا ان ربط خروج قواتها من لبنان ونزع سلاح الميليشيات بحل القضية الفلسطينية بدعة تخرج عن حدود المنطق والقوانين والأعراف.

«لكن عون تراجع تماما وبالتدرج عن مواقفه هذه بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري والوعود التي تلقاها بتحقيق حلمه القديم وتطويبه زعيما للمسيحيين تمهيدا لتبوئه الرئاسة، فاعتبر في ورقة قدمها الى مؤتمر الحوار الوطني اللبناني تحت مسمى الاستراتيجية الدفاعية ان سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية مرتبط فعلا بحل القضية الفلسطينية وحلول السلام في كل الشرق الاوسط، ودعا الى تحويل شعب لبنان كله الى ميليشيا مسلحة، مسترشدا بالنموذج الفيتنامي. «غير ان شهر العسل لم يدم كثيراً بين عون وسورية، فالصداقة مع دمشق مكلفة جدا وتتطلب تنازلات مستمرة، والوقت لم يرحم الجنرال كثيرا بعدما اعتلت صحته النفسية خصوصاً اثر فشله مع حلفائه في نيل الغالبية في الانتخابات النيابية في ربيع العام 2009، فآثر العودة بالتدرج الى مواقفه القديمة، لكنه اصطدم هذه المرة بجمهوره المفترض الذي لم يعد قادراً على تصديقه وتحمل تقلباته السياسية، لا سيما بعدما حال الجنرال طويلا دون حصول مصالحة مسيحية - مسيحية وساهم في تدهور نفوذ المسيحيين وسلطتهم في لبنان، حتى أن بعض الجهات الكنسية ألمح الى مسؤوليته عن تزايد هجرة المسيحيين من هذا البلد بحيث تدنت نسبتهم عن ربع السكان

 

لو فيغارو" تكشف عن لقاءات بين عون والموساد الإسرائيلي في باريس

الخميس 4 كانون الأول 2008

نشرت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية خبراً تحت خانة "أسرار لو فيغارو" حمل عنوان: "عندما كان الجنرال عون يلتقي الموساد في باريس"، قالت فيه "فيما يلي نوع من المعلومات لن يعجب أصدقاءه السوريين الجدد: الجنرال اللبناني ميشال عون، الذي يزور حالياً دمشق، التقى مرات عدة ممثلين للموساد الإسرائيلي في باريس، خلال منفاه في فرنسا بين العامين 1991 و2005".

وأضافت الصحيفة ان "أجهزة الاستخبارات الفرنسية التي كانت تراقب تحركاته (عون)، نصحته بعدم لقاء عملاء دولة لا تزال في حالة حرب مع لبنان، لكن الجنرال المسيحي رفض الإصغاء الى هذه التحذيرات، حينها كان ميشال عون أحد المعارضين الرئيسيين للوجود العسكري السوري في لبنان، أما الآن فقد بدّل الجنرال رأيه ليتموضع منذ عودته الى بيروت عام 2005، ضمن فريق يضمّ "حزب الله" ويرى وجوب انشاء علاقات جيدة مع دمشق".

 

زيارة عون السورية في ميزان الربح والخســــارة

ماذا ستقدم دمشق للجنرال خارج الحسابات الانتخابية؟

المركزية - مهما تعددت التوصيفات وكثرت التأويلات والتكهنات في شأن أهداف ونتائج زيارة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون الى دمشق الا ان الثابتة الوحيدة هي ان موقع جنرال الرابية السياسي والانتخابي قبل الزيارة لن يكون هو نفسه بعدها.

فالزعيم المسيحي الذي حاز على 70 في المئة من أصوات المسيحيين في انتخابات العام 2005 والذي شكل رأس الحربة في الصراع اللبناني عموما والمسيحي خصوصا ضد النظام السوري على مدى السنوات الماضية وقبل توقيعه وثيقة التفاهم مع حزب الله وتموضعه الجديد الى جانب حلفاء هذا النظام غيّر الكثير بزيارته الى أخصام الامس الذين خصوه بما لم يخصوا به اقرب المقرّبين اليهم لناحية حفاوة الاستقبال والتكريم الكبير "للخصم الشريف" وفق توصيف الرئيس بشار الاسد.

وتؤكد اوساط رسمية وسياسية ان سوريا التي حصلت على صك براءة مسيحي من زعيم اكبر كتلة نيابية مسيحية لبنانية ستبرزه في الوقت المناسب لتسجله في سجل صفحة الانفتاح الغربي عليها بعدما اعطت اشارات الى الجانب الاوروبي تتعلق بالوضع اللبناني مكـّنتها من احراز تقدم على مستوى العلاقات مع الغرب وخروق جدار العزلة المفروض منذ سنوات عليها فكسرت الجليد وتمكنت من استعادة بعض ما فقدته من موقعها على الساحتين الاقليمية والدولية، وستحاول دمشق بما حصدته من زخم بعد زيارة عون اليها استعمال الورقة الجديدة في مفاوضاتها مع الغرب.

الا انه وبحسب الاوساط فان الورقة السورية الجديدة ليست من دون ثمن لان دمشق ستقدم حكما للزعيم المسيحي مقابلا يرضيه خصوصا بعد الاتهامات الكثيرة التي طالته في الداخل اللبناني ومن شأنها في رأي البعض التأثير سلبا عليه في الانتخابات المقبلة لكن وفي انتظار معرفة المقابل فانها حصّنت موقع عون السياسي والانتخابي وتحديدا في تموضعه الجديد بين حلفائه في فريق 8 آذار ما سيمكنه من فرض مرشحيه في الانتخابات المقبلة خارج مناطق نفوذه.

وذهبت الاوساط الى حد توقع ان تكون دمشق قدمت لعون "شيئا ما" يمكن ان يضفي اجواء انفراجية قد تظهر في الجلسة المقبلة لمؤتمر الحوار الوطني في 22 الجاري. وتشير الاوساط الى ان فريق 14 آذار الذي يرصد بدقة تفاصيل زيارة عون فهم ربما هذه القراءة، من هنا جاءت حملته المركّزة على الزيارة وتوقيتها واهدافها ومحاولة الاضاءة على جوانبها السلبية للتشويش على نتائجها الممكنة في الانتخابات النيابية وتستشهد في هذا الاطار بالمواقف الاخيرة لرئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط التي طاولت كل زوار دمشق بمن فيهم قائد الجيش عازية الامر الى تخوّف من احتمال نشوء حالة وفاقية بين هؤلاء الزوار بدءا من رئيس الجمهورية من شأنها التأثير سلبا على موقع هذه القوى في الانتخابات.

 

ضجيج وصخب سياسي يملآن الوقــت الضائـــــع بانتظار تبيان السياسة الاميركية الخـــــارجية الجديدة

بكركي و14أذار والمستقبل ينتظرون انتهاء زيارة عــون والاشتراكي يؤكد ان لا خلاف شخصيا مع قائد الجيـــش

المركزية - الوقت الضائع الذي تعيشه البلاد في انتظار جلاء الصورة الدولية مع تبيان السياسة الخارجية الاميركية التي ستعتمدها ادارة الرئيس الجديد باراك اوباما حيال المنطقة، يملأه الضجيج والصخب السياسي في لبنان ويتوقع ان يبقى الوضع على هذه الحال من الآن وحتى انجاز استحقاق الانتخابات النيابية .

وفي الانتظار، يستمر السجال بشأن العلاقة مع سوريا، وقد استعر مع زيارة النائب العماد ميشال عون لسوريا هذه الزيارة التي قوبلت بتعليقات وقراءات متباينة.

موقف 14 آذار: وفيما لم تشأ مصادر الصرح البطريركي في بكركي التعليق على زيارة النائب عون في الوقت الراهن، رفضت مصادر 14 آذار بدورها التعليق على الزيارة قبل انتهائها مكتفية بالقول لـ"المركزية" ان عون يعطي السوريين صك براءة من اجل مقعد نيابي في حاصبيا ومقعد نيابي في جزين وآخر في زغرتا وهذا عيب. وسألت: كيف يتجرأ على التكلم باسم المسيحيين ويعلن لهم صداقتهم لنظام موجود في دائرة التشكيك بأنه نظام خطط او دبّر او اغتال شخصيات سياسية لبنانية منها مسلمة ومنها مسيحية؟ واكدت المصادر من جهة اخرى ان اي تقرير يصدر عن المحقق الدولي دانيال بلمار واي خطوة باتجاه التحقيق هو انتصار لـ14 آذار لأنها ثبتت مفهوم العدالة في لبنان والعالم العربي.

كتلة المستقبل: وفي السياق نفسه تعقد كتلة تيار المستقبل اجتماعا لها في الساعات القليلة المقبلة لمناقشة كافة الامورالسياسية وتحديد الموقف منها.

وقال مصدر في الكتلة لـ"المركزية" انه من المبكر التعليق على زيارة عون لكننا من الاساس قلنا ان العلاقات مع سوريا يجب ان تكون عبر الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية. واستغرب المصدر ان تتوقت الزيارة خلال وجودرئيس الجمهورية ميشال سليمان في المانيا. كذلك استغرب ان يستقبل فريق سياسي قبل اعلان العلاقات الديبلوماسية وقبل الاتفاق على حل المشاكل العالقة بين لبنان وسوريـا.

وتوقف المصدر عند ما نقل عن لسان الرئيس الاسد امام العماد عون "بأن المشكلة ليست مع الشرفاء بل مع الخصم غير الشريف" وقال : نحن لا نعتب على الاسد بل نعتب على من سمح له ان يصنّف اللبنانيين بهذه الطريقة. وختم المصدربالقول: في النهاية هناك صفقة انتخابية تعقد الآن في دمشق وهدفهاأولا مساعدة عون على تأليف اللوائح في مناطق وجود حلفاء لسوريا، وثانيااسترجاع مقاعد نيابية موجودة الآن عند حلفائه في حزب الله وحركة أمل.

حملة جنبلاط: في سياق آخر نفت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي وجود حملة مركزة على قائد الجيش العماد جان قهوجي أو خلاف شخصي معه أو مع قيادة الجيش بقدر ما هي مسألة سياسية وأمنية وعسكرية وقالت لـ"المركزية": نطرح ضرورة قيام قائد الجيش والقيادة الأمنية في لبنان بواجباتها، وإذا لم تؤد الزيارات الى دمشق الى تحقيق نتائج عملية وملموسة ستكون بمثابة تقديم هدايا مجانية الى النظام السوري.

وأشارت الى أن العلاقات الللبنانية - السورية مرت بإشكاليات كبرى وتوتر في السنوات الماضية وتاليا إعادة إنتاج هذه العلاقات يجب أن تتم وفق قواعد جاهزة.

وسألت هل يقبل الجيش السوري بوجود قواعد عسكرية غير سورية على أراضيه؟ وتاليا لماذا على الجيش اللبناني واللبنانيين ان يقبلوا باستمرار هذه القواعد العسكرية المعروفة الولاء والانتماء على أرضهم؟

ورأت المصادر أنه بمعزل عن الشكليات التي تكون قد رافقت زيارة العماد قهوجي، وعلم او عدم علم مجلس الوزراء بالزيارة وبالنتيجة هناك إشكالية عالقة في عدد من الملفات بين البلدين منها ترسيم الحدود والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات والمفقودين في السجون السورية والمجلس الأعلى اللبناني - السوري ومعاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق وموضع التبادل الديبلوماسي الذي يبدو انه يفرغ تدريجيا من مضمونه بسبب استمرار كل السلوكيات السورية السابقة تجاه لبنان.

وقالت: على اللبنانيين ان يعرفوا مضمون المحادثات التي يجريها اي مسؤول يزور دمشق يشأن هذه الملفات العالقة، فإذا استمر خط السير بين بيروت ودمشق على هذا المستوى من الحرارة والاستقبالات الشكلية والبروتوكولية من دون تحقيق أي نتائج عملية على الأرض فلا جدوى من الزيارات.

وعن إمكان طرح موضوع إلغاء معاهدة الأخوة والتنسيق والمجلس الأعلى على مجلس الوزراء، أشارت المصادر الى أن هذا الموضوع يتطلب إقرارا من مجلس النواب واتصالات سياسية واسعة لكن لم يحسم القرار إذا ما كان هذا الموضوع سيطرح على جلسة مجلس الوزارء لكنها تبقى إحدى الإشكالات الموجودة خصوصا ان المعاهدة عقدت أيام الوصاية السورية والمجلس الأعلى يشكل ازدواجية مع العلاقات الديبلوماسية ويجب إعادة درس هذه المعاهدة باتجاه إلغائها ويمكن أن تعقد في المستقبل معاهدة جديدة وفق قواعد جديدة يكون فيها القرار اللبناني المستقل حرا من اي نفوذ سوري.

ولاحظت المصادر وجود وسائل تقنية بمساعدة الأمم المتحدة لترسيم الحدود في مزارع شبعا وهذا يؤكد ان النظام السوري يتمنع عن تقديم كل ما يلزم لمساعدة لبنان لأنه لا يريد تقديم أي هدايا مجانية الى لبنان في وقت تسعى فيه بعض القوى اللبنانية الى الهرولة الى دمشق وتقديم الهدايا المجانية الى النظام السوري.

 

حاضر في جامعــــــة دمشق عن العلاقات والوحدة والمستقبل

عون: تحفظاتنا كثيرة على الطائف لتكريسه خروقـات في تنظيم الدولةوحصولنا على الاكثرية النيابية يمكننا من اجراء التغييرات والاصلاحات

المركزية - اعتبر رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون ان قوى كبرى ساهمت في عدم العودة الى الحالة الطبيعية بين لبنان وسوريا طالباً اعتذار اللبنانيين من اللبنانيين قبل طلب الاعتذار من سوريا.

واشار الى ان "للمجموعات الارهابية موازنات مادية، ولا احد يجهل مصدر هذه التمويلات، كما ان تمويل المجموعات الارهابية في شمال لبنان معروفة المصدر".

ولفت الى ان "هناك تحفظات عدة على اتفاق الطائف، منها عدم التوازن بين مؤسسات الدولة مثل رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، والمستفيدون من الطائف جعلوه كتاباً مقدساً، كما ان هناك خروقات كبرى في تنظيم الدولة كرسها هذا الاتفاق او الحقت به".

واعرب عن امله في ان "نتمكن من الحصول على اكثرية نيابية في الانتخابات المقبلة حتى نجري تغييرات واصلاحيات لأزمة".

واعتبر عون في خلال محاضرة ألقاها في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق، اننا نستطيع فصل الماضي عن الحاضر، مؤكداً اننا لا يجب ان نمحوه "بالخوف منه ولا بالهروب الى الامام بل من خلال مواجهته واعادة النظر فيه من قبل الجميع بذهنية الناقد الذاتي المصمم على التغيير".

وأشار عون الى ان القدرة على القيام بهذه العملية هي مقياس "لإرادتنا وتصميمنا على التطور ومواكبة التغيرات"، مضيفاً انه من هذا المنطلق يصبح التفاهم سهلا، مستشهداً بورقة التفاهم القائمة مع حزب الله حيث "وضعنا كل الأمور على الطاولة وناقشناها بعمق وتمكنا من الحفاظ على وحدتنا الوطنية وساعدت المقاومة على تحقيق الانتصار في أشرس حرب خاضتها اسرائيل ضد لبنان".

وأوضح عون ان الانتصار في حرب تموز تم على أيدي المقاومين الذي فرض معادلة عسكرية جديدة ستبقى قائمة طالما بقي مجتمعنا يواصل دعمه للمقاومة، معتبراً ان القادة الاسرائيليين غطوا هزيمتهم بادعائهم عدم الاعداد الجيد وهذا غير صحيح، مضيفاً ان الشعب الاسرائيلي فقد معنوياته وخسر ارادة القتال وهنا يكمن السبب الحقيقي للهزيمة. وأشار عون الى ان خوض السلام مع اسرائيل يبدأ بحل مشكلة اللاجئ الذي طرد من أرضه ومن ثم اعادة الحقوق في الأرض الى أصحابها، مؤكداً "ان العصبية لم تعد مقبولة ". وإذ أكد عون ان الأمم المتحدة هي المسؤولة الأولى عن تغطية جميع أعمال الأذى التي قامت بها اسرائيل في ما بعد ضد الشعب الفلسطيني، إعتبر انها تعالج المشكلات وفق ارادة الدول الكبرى وهي لم تنجح يوما في ادانة اسرائيل بسبب حق الفيتو ، "ونراها في حقول النفط بقرار دولي أو بدون قرار". وأضاف ان التأخر في حل هذه القضية عادل سيجعل أكثر مأساوية.

ودعا عون مختلف المجتمعات العربية للوصول لمجتمع حديث أكثر استعداد لمواجهة تحديات العصر "فنتحول من مجتمع تبعي ملحق الى مجتمع طليعي قائد"، وأضاف ان لا سلام من دون إعادة الحقوق وبدون عدالة، معتبراًً ان الشيئين الأساسيين هما حق الفلسطيني بالعودة وحق العرب في أرضهم التي ما زالت محتلة.

وردا على اسئلة الطلاب قال عون: أن شبعا والجدل الدائر حولها هي "عملية تشويش لا أكثر ولا أقل"، معتبراً ان البعض زادوا عجزا فزاد تضليلهم الاعلامي وزاد التشويش، مؤكداً ان يبدأ من اللبنانيين "ليكون اعترافا صريحا أنهم هم من أذونا وعندها نطلب من السوريين اعتذارا آخر".

وعن علاقته بالكادر الطلابي، اعتبر عون ان التوعية الأساسية للطلاب تتم عبر اللقاءات بين القادة وبين طلاب الجامعات وأحيانا بواسطة لجان مسؤولة عن الجامعات، مشيراً الى التناغم مع طلاب المقاومة " الذي يجمعنا وإياهم حلف واحد مع وجود أمور كثيرة يجب العمل عليها".

وبالنسبة لكلمة العداء لسوريا أوضح عون انها ناتجة عن نقص في الثقافة، مشيراً الى ان المدارس العسكرية تتحاشى استعمال كلمة عدو لأن فكرة العداء تجاه الطرف الآخر قد تسبب بحروب إفناء.

وعلّق عون على أن الانسان يراهن حتى يربح او يخسر ، معتبراً "اننا قمنا بالخيارات وكنا مستعدين للخسارة كما كنا مستعدين للمشاركة بالربح"، وقال: "الفريق الاخر كانت رهاناته أشبه بالمقامرة ولعب الميسر" لذلك يستمرون حتى يخسروا آخر قرش في جيوبهم وبعضهم ينتحر أيضاً".

واكد انه لم يتعاون مع أحد من الخارج ضد أي فئة لبنانية، معتبراً ان المسؤولية تحتم عليه صد المواقف التي تهدد "وجودنا ووجود الفلسطينيين وقد كنا ضد المواقف الاميركية بوضوح وتحملنا ضغوطات وتهديدات".

وعن موقع لبنان على الساحة العالمية، اعتبر عون اننا نعيش في بلد صغير "وحجم القوة التي نواجهها كبير"، موضحاً ان هناك أشياء معنوية "تربطنا بالعالم ونحن معنا قوة الحق".  وعن الازمة المالية العالمية، نفى عون وجود انهيار اقتصادي في الداخل اللبناني " لأننا منذ مدة تعوّدنا على الحد الأدنى وبامكاننا تحمّل المصائب بالرغم من كل شيء لغاية الآن"، مستدركاً اننا ننتظر التقويم الرسمي للحكومات القائمة حاليا في المنطقة .

واذ أكد عون عدم معرفته بالتحقيق القضائي عن الإرهاب الموجود في الشمال، إعتبر ان هذه المجموعات تملك أيديولوجية معينة "لا أحد منا يجهل مصدرها ومنبعها المالي". وبعد الانسحاب السوري من لبنان، استغرب عون التحول من التبعية الى سوريا "للتبعية الى جهة ثانية"، مؤكداً ان التغييرات حصلت "لأن أصحاب المصلحة هويتهم دفتر الشيكات". وأبدى تحفظاته على الطائف، معتبراً انه يؤمن عدم التوازن بين الرئاسات بالاضافة الى خروقات كبيرة في مؤسسات الدولة اللبنانية، معتبراً ان من يدافع عن الطائف جعله بمثابة الكتب المقدسة، وداعياً الى ان يكون التعديل في ظل ظروف تستوجب التعديل.

ورداً على سؤال عن الوجود المسيحي في الشرق، إعتبر عون ان المجتمع الذي يحترم نفسه يضمن حرية المعتقد "لأن العلاقة مع الله هي علاقة عامودية مباشرة، ولا يجب أن يؤثر المعتقد الديني على أحد سلبا"، معتبراً ان حق الاختلاف هو أن يكون الانسان له تفكيره الخاص به "ونستطيع أن نمارسه في السياسة او الفن أو أي شيء آخر". وعن القرار 1559، أشار عون الى انه " لا يمكن أن يكون مشروع حرب للبنان"، معتبراً اننا اليوم نقوم بمرحلة تسوية و"التفاؤل مرتكز على أسس وتجربة ومصالح مشتركة"، مضيفاًً انه رغم الفشل "يبقى لنا شرف المحاولة".

 

النائب فرنجيه: العماد عون يسدد فواتير للنظام السوري والخطورة بربط المسيحيين بالمحور الايراني-السوري وتهميشهم

وطنية - 4/12/2008 (سياسة) قال النائب سمير فرنجيه، في حديث الى إذاعة "صوت لبنان"، ردا على سؤال حول قراءته لأبعاد زيارة العماد ميشال عون الى دمشق، "الزيارة رسالة متعددة الجوانب، فهي رسالة سورية الى رئيس الجمهورية عبر استقبال ميشال عون كرئيس دولة، ورسالة سورية الى الكنيسة المارونية، وهي نوع من الرد الانتقامي على بيان بكركي الشهير في ايلول عام ال2000 الذي أطلق معركة الاستقلال الثانية، وهي رسالة سورية الى المجتمعين العربي والدولي بأن سوريا لا تزال تحتفظ بنفوذ في لبنان". أضاف: "بتقديري ان الزيارة الى سوريا هي رسالة للداخل السوري موجهة الى المسيحيين السوريين عشية قيام المحكمة الدولية بضرورة التضامن مع النظام. اما بالنسبة الى قوى 14 آذار، في السياسة لا جديد في هذه الزيارة على اعتبار ان العماد عون يسدد فواتير الدعم السياسي والمادي الذي وفره اليه النظام السوري، يبقى ان هناك خطورة خاصة منها محاولة ربط المسيحيين بالمحور الايراني - السوري وعزلهم عن المجتمع العربي والدولي وتهميشهم ووضعهم خارج التحولات الايجابية التي تحصل وبدأت تحصل في المنطقة".

تابع "هناك شيء مزعج أدبيا هو مسألة الطلب من اللبنانيين الاعتذار اولا من سوريا، بتقديري العماد عون أدى ما هو مطلوب منه ويمكننا ان نقول انه بدأ حياته السياسية بمخاصمة سوريا ويبدو انه ينهيها بمخاصمة اللبنانيين". وحول حديث مجلس الاساقفة والمطارنة في بيانه الشهري عن خطر التشرذم وخطر انعكاسه على الانتخابات النيابية في ظل هذه الاجواء وهل من خوف على عدم اجراء الانتخابات، أجاب: "ان الخوف موجود لأنه في تقديري هناك فريق يمكن ان يعمل على منع اجراء الإنتخابات من خلال حوادث أمنية متفرقة هناك خوف من هذه الناحية وهناك خوف على اجرائها تحت الضغط لأن ما ظهر انه لا يزال حتى في داخل بيروت مناطق تتسلمها ميليشيات بشكل مقنع ميليشيات، أقصد الحادث الذي تعرض له الصحافي عمر حرقوص، وبالتالي هناك جهد يجب ان تبذله الدولة، ويجب الاسراع في الاتفاق على استراتيجية دفاعية، يعني الاسراع بطي صفحة الماضي امر مطلوب لتأمين اجراء هذه الانتخابات".

 

الانتماء": تضخيم استقبال العماد عون في سوريا تغطية لفراغ المضمون

وطنية- 4/12/2008 (سياسة) اعتبر "لقاء الانتماء اللبناني" في بيان أصدره اثر اجتماعه الأسبوعي "أن زيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون لسوريا بدت مجرد زيارة فولكلورية، ولم تأت بأي نتائج ملموسة، ولا حتى حققت الحد الأدنى الذي كان يتوقعه منها بعض المتفائلين". وأضاف: "من الواضح أن التكريم الذي حظي به (العماد) عون في سوريا، والتضخيم المتعمد لمظاهر استقباله، يهدف الى التعويض عن مضمون الزيارة الفارغ، وعن نتائجها العملية الهزيلة، لا بل المعدومة". وتابع: "مهما حاول (العماد) عون تغطية زيارته بخطاب مسيحي مشرقي، فمن الواضح أنها حققت للنظام السوري ما يرمي اليه، وهو الحصول على أوسع تغطية ممكنة لسياسته تجاه لبنان، ولمحاولاته المستمرة لتكريس واستعادة نفوذه فيه، كما كان سابقا". وتساءل: "عندما يقول العماد عون من دمشق أن سوريا لا تتدخل في الانتخابات اللبنانية، هل يعتقد أن اللبنانيين وصلوا الى هذه الدرجة من السذاجة لتصديق هذه المقولة؟ فالجميع يلمس حجم التدخل السوري والايراني الواسع في الاعداد للمعركة الانتخابية المصيرية المقبلة". وشدد على أن "اظهار حسن النية الذي قال (العماد) عون انه حصل خلال اجتماعه مع الرئيس بشار الأسد، لا يكون بالكلام فقط، بل يكون بالأفعال، وبحل القضايا العالقة، وابرزها ترسيم الحدود، وحل قضية المعتقلين والمفقودين، والتعاطي مع لبنان بالمثل كما يتعاطى لبنان مع سوريا، أي التعاطي فقط مع الدولة اللبنانية وليس مع هذا الطرف السياسي او ذاك". وأضاف: "هل تكفي زيارة عون لسبع كنائس في سوريا لكي يقتنع اللبنانيون بأن ذهنية النظام السوري تجاه لبنان قد تغيرت؟". واستهجن "الانتماء" بشدة مطالبة عون اللبنانيين ب"الاعتذار" قبل السوريين، وقال "ان كلام (العماد) عون في هذا الشأن يعكس انقلابه على نفسه، لكن المؤسف أنه يقلب معه الحقائق التاريخية، ويوحي وكأن اللبنانيين هم الذين لم يحترموا يوما الدولة السورية وبالتالي تدخلوا في الشؤون السورية الداخلية".

 

"حصولنا على الاكثرية يمكّننا من إجراء التغييرات والاصلاحات"

عون: تحفظاتنا كثيرة عن الطائف والمستفيدون منه جعلوه كتاباً مقدساً

المستقبل - الجمعة 5 كانون الأول 2008 - اعتبر رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون "أن قوى كبرى ساهمت في عدم العودة الى الحالة الطبيعية بين لبنان وسوريا"، مجدداً مطالبته بـ"اعتذار اللبنانيين من اللبنانيين قبل طلب الاعتذار من سوريا".

وأشار الى "أن للمجموعات الإرهابية موازنات مادية، ولا أحد يجهل مصدر هذه التمويلات، كما أن تمويل المجموعات الإرهابية في شمال لبنان معروفة المصدر"، لافتاً الى "أن هناك تحفظات عدة على اتفاق الطائف، منها عدم التوازن بين مؤسسات الدولة مثل رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، والمستفيدون من الطائف جعلوه كتاباً مقدساً، كما ان هناك خروقا كبرى في تنظيم الدولة كرّسها هذا الاتفاق او ألحقت به". وأمل خلال محاضرة ألقاها في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق أمس، "أن نتمكن من الحصول على أكثرية نيابية في الإنتخابات المقبلة، حتى نجري تغييرات وإصلاحيات لأزمة".

ورأى "أن خوض السلام مع اسرائيل يبدأ بحل مشكلة اللاجئ الذي طرد من أرضه ومن ثم اعادة الحقوق في الأرض الى أصحابها"، مؤكداً "ان العصبية لم تعد مقبولة". وإذ أكد "أن الأمم المتحدة هي المسؤولة الأولى عن تغطية جميع أعمال الأذى التي قامت بها اسرائيل فيما بعد ضد الشعب الفلسطيني"، إعتبر انها "تعالج المشكلات وفق ارادة الدول الكبرى، وهي لم تنجح يوماً في إدانة إسرائيل بسبب حق الفيتو، ونراها في حقول النفط بقرار دولي أو من دون قرار".

ودعا مختلف المجتمعات العربية الى "الوصول لمجتمع حديث أكثر استعداداً لمواجهة تحديات العصر، فنتحول من مجتمع تبعي ملحق الى مجتمع طليعي قائد"، مشدداً على "أن لا سلام من دون إعادة الحقوق ومن دون عدالة". ورأى "ان الشيئين الأساسيين هما حق الفلسطيني بالعودة وحق العرب في أرضهم التي لا تزال محتلة".

وفي رد على أسئلة الطلاب، أبدى عون استغرابه بعد الانسحاب السوري من لبنان، من "التحول من التبعية الى سوريا، للتبعية الى جهة ثانية"، مؤكداً ان التغييرات حصلت "لأن أصحاب المصلحة هويتهم دفتر الشيكات".

وأوضح أن شبعا والجدل الدائر حولها "عملية تشويش لا أكثر ولا أقل"، معتبراً "أن البعض زادوا عجزا فزاد تضليلهم الاعلامي وزاد التشويش".

وأوضح أن كلمة العداء لسوريا "ناتجة عن نقص في الثقافة"، مشيراً الى "ان المدارس العسكرية تتحاشى استعمال كلمة عدو، لأن فكرة العداء تجاه الطرف الآخر قد تتسبب بحروب إفناء". وأعلن أنه "لم يتعاون مع أحد من الخارج ضد أي فئة لبنانية"، لافتاً الى أن المسؤولية تحتم عليه "صد المواقف التي تهدد وجودنا ووجود الفلسطينيين، وقد كنا ضد المواقف الأميركية بوضوح وتحملنا ضغوطا وتهديدات".

 

"التيار الوطني": بعض الغالبية حرف كلام العماد عون عن سوء نية

وطنية- 4/12/2008 (سياسة) صدر عن "التيار الوطني الحر" البيان التالي: "لم يجد بعض سياسيي الغالبية الوهمية، وبعض وسائل اعلامها ما ينتقدونه في مواقف العماد ميشال عون خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده اثر محادثاته مع الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق امس. فالفت غرفتهم السياسية الاعلامية السوداء كذبة، عممتها وسوقتها وتاجرت بها حتى صدقتها، وفي ذهنها ان هذه الكذبة ستنطلي على الناس. الكذبة هي تحريف واجتزاء لكلام واضح وصريح ولا يحتمل التأويل ولا ينطوي على التباس قاله العماد عون ردا على سؤال يتعلق باعتذار سوريا من لبنان، وهنا النص الحرفي للسؤال والجواب:

"سئل: هل في امكاننا اعتبار الاستقبال السوري الحار بمثابة اعتذار سوري، وهل حملك الرئيس الاسد اعتذارا الى الشعب اللبناني عن المرحلة السابقة لنستطيع المضي بهذا العهد الجديد؟ اجاب: هل اعتذر اللبنانيون الموجودون في بيروت الذين كانوا شركاء مرحلة معينة مع من كانوا مسؤولين في حينه عن الوضع اللبناني، هل اعتذروا من اللبنانيين كلبنانيين؟ ام ما زالوا مستمرين في ضربنا. الذي حصل هو تكريم وليس اعتذارا ويجب أن يبدأ اللبنانيون في بيروت بالاعتذار اولا لنستطيع الزام الشام الاعتذار". اضاف البيان: "هذا الجواب خرج من الغرفة السوداء للاكثرية الوهمية المتوهمة مجتزأ ومحرفا، ومختصرا بعبارة "عون يطلب من اللبنانيين الاعتذار من سوريا". وهذا يعني ان "ثمة سوء نية مفضوحا لدى هذا الفريق كان يمكن تجاوزه لو لم يستمر فيه ويتمادى بسياسييه واعلامه، في ترداده والهدف منه واضح هو محاولة الاساءة الى الزيارة ومضمونها والى شخص العماد عون. محاولة نضعها برسم الشعب اللبناني والسلطات المعنية، سياسيا وقضائيا واعلاميا، وبرسم الرأي العام فلهم الحكم وخيار التصرف

 

اللقاء الوطني المسيحي" رحب بزيارة العماد عون لسوريا: ندعو الى البحث عن مناخ موحد حول طبيعة العلاقة الأخوية

وطنية- 4/12/2008 (سياسة) أصدرت لجنة المتابعة في "اللقاء الوطني المسيحي" البيان التالي:

"أولا: يرحب اللقاء بزيارة العماد ميشال عون لسوريا على قاعدة ضرورة الإنفتاح والحوار وفتح صفحة جديدة من العلاقات اللبنانية-السورية. إن نهجا واضحا صريحا صار أكثر من ملح، والعودة إلى أدبيات التخوين والعداء من جهة أو الهيمنة والتسلط من جهة ثانية لا ينفع. إن العماد عون، بكل ما يرمز إليه من تاريخ وحاضر من تمثيل حقيقي، قادر ومؤهل لحلحلة عقد من الماضي واستشراف آفاق للمستقبل.

إن "اللقاء" يستغرب الحملة المبرمجة في بعض وسائل الإعلام التي لا تبغي إلا الحرتقة والهجوم، وتدعو اللبنانيين عامة إلى البحث الجريء في كيفية خلق مناخ وطني موحد حول طبيعة العلاقة الأخوية مع سوريا.

ثانيا: يرفض "اللقاء" أي تهجم على أي دولة شقيقة أو صديقة. إن إحترام علاقات لبنان العربية والإقليمية والدولية واجب على كل من يتعاطى الشأن العام، يكفي ان نعادي دولا وملوكا وأنظمة. إن دور لبنان في محيطه أن يكون همزة وصل، وراعيا للحوار، وداعيا إلى الإلفة والتضامن. ولا يفيده مطلقا أن يكون ساحة صراعات.

إن "اللقاء" يتمنى على كافة الأفرقاء التخفيف من حدة البيانات التي تطاول القادة والدول، والتواضع قليلا في فهم موقع لبنان. ثالثا: يهنىء "اللقاء" المسلمين في لبنان والعالم بعيد الأضحى المبارك، متمنيا أن تكون الأعياد مناسبة للعودة إلى مفاهيم الأديان الموحدة في تطلعها إلى خير كل إنسان".

 

عون رايح...

موقع تيار المستقبل/بعدما نصّب نفسه متحدثاً بإسم مسيحيي الشرق، اتجه النائب ميشال عون الى سوريا واثق الخطى، فخوراً بـ "إنجازه"، متناسياً سنوات الصراع ضد النظام السوري، والوعود التي أطلقها من شرفة "قصر الشعب" في بعبدا بالنيل من دمشق وحاكمها.

تناسى عون ما فعل النظام السوري بلبنان وجمهوره وإبعاده شخصياً عشرين عاماً عن لبنان أمضاها في منفاه الفرنسي يتحين فرصة العودة وإكمال المسيرة. ورجع عون الى لبنان تحت راية 14 آذار، منادياً بقيمها ومدافعاً عن مبادئها. لكن وصوليته والانتهازية التي تحكم مساره السياسي، أبعدتاه عن المسار الاستقلالي السيادي، فلهث وراء حلفاء سوريا طامعاً بمقعدٍ و "مالِ نظيف" وها هو الآن في ربوع سوريا الأسد وفي حضن حاكمها، في زيارة لا أساس لها ولا منطق، بإسم أناس لا يمثلهم لا سياسة ولا ديناً.

مواطنو لبنان على اختلاف مذاهبهم اعطوا رأيهم في هذه الزيارة التي يصر بعضهم على وصفها بالـ"تاريخية".

شربل بوزيد، وصف الزيارة ساخراً بأنها "ليست سياحية". فعون في رأيه أخذ خياراً جديداً يكمله بهذه الزيارة، فهو يلعب اليوم ورقته الأخيرة، فبعد أن حاول عبثاً الوصول الى الرئاسة وفشل، يتوسل اليوم الدعم السوري للحصول على سلطة تشبع طمعه وجنون عظمته. وأكد شربل أن عون "بالتأكيد لا يمثل المسيحيين".

يرفض جيلبرت ستيفان "كلبناني مسيحي" الزيارة، ويرى أنها لم تكن لازمة سابقاً، وهي حتماً لن تنفع اليوم. لكنه يؤكد أن زيارة عون لسوريا قد تنفعه في المسار السياسي الذي اتخذه، رغم أنها لن تعود عليه بالخير في الوسط المسيحي، "إذ يخسر شعبيته يوماً بعد يوم".

مجرد فكرة وجود عون في سوريا تزعج الشاب أسعد ذبيان، "فوجوده عند "الشقيقة" أكبر دليل على عودة سياسة الاستدعاء السورية، وبدل أن يذهب الى عنجر، أصبحت المسافة أطول، وهو اليوم في عقر الدار التي حاربها لسنواتٍ طوال".

أما إدمون معلوف، فلم يستغرب الزيارة معتبراً أنها "تصب في إطار الزيارات الطبيعية بين الحلفاء". ويرى أن البند الأول في جدول أعماله هو "توسل الدعم السوري في الانتخابات المقبلة"، ويقول: "النظام السوري دعم عون في الانتخابات الماضية ويزور سوريا اليوم لتجديد هذه المصالح.

ويرى محمد سبع أن عون كان وما زال يزحف للوصول الى كرسي الرئاسة، بصرف النظر عن الأسلوب. فهذا الوصولي يعتبر أن سوريا لاعب إقليمي مؤثر في الانتخابات المقبلة من خلال حلفائها اللبنانيين. ويضيف أن عون "يهمه أن يكون هذا اللاعب بجانبه، وزيارته الى سوريا هي تأسيس لأمنية عون بالوصول الى قصر بعبدا". في السياق نفسه، يعتبرعبد نصر الدين أن الدافع الى زيارة عون يرتبط بالإنتخابات المقبلة، فالرجل يواجه المشاكل مع بعض حلفائه في 8 آذار الذين لا يعتبرونه "بطريركاً سياسياً للمسيحيين".

ويتوقع عبد أن يعود عون من دمشق "شاحناً بطاريته"، ومالئاً جيوبه بالمال النظيف، "وسيصبح الناطق بإسم سوريا وكل كلامه بوحي تعليماتها.

ناهدة عيتاني ترى ان الهدف من زيارة عون، تقوية موقعه السياسي. وتعتبر أن الرجل لا يؤتمن، "فكيف نثق بالمسؤول عن مجزرة الأونيسكو، وناهب البنك المركزي، ومن نصّب نفسه رئيساً للحمهورية بالقوة؟". وتضيف أن "التاريخ لا ينسى، وبعد عودته من سوريا سنعرف ماذا يريد وصهره من اللبنانيين".

بعدما تملق عون أسياده في دمشق، وبذل جهداً لإرضائهم، منحرفاً عن المسار السيادي بعد عودته من المنفى، ومتجاهلاً من كان يمثلهم ويتكلم بإسمهم، ها هو يزور سوريا اليوم متوهماً أنه يمثل المسيحيين، في حين أنه يتكلم بإسم نفسه والكرسي المنشود...وفي أفضل الأحوال، بإسم حلفاء سوريا.

لميس فرحات

لينا صالح

المفاضلة السورية بين عون وفرنجية

عاملت سوريا العماد ميشال عون أمس معاملة من أسدى لها خدمات كبرى، فنقلته من مطار بيروت الى دمشق بالطائرة الرئاسية السورية الخاصة واستقبلته استقبال الرؤساء فارشة له السجاد الاحمر، ولدى وصوله الى قصر الشعب عانقه الاسد بحرارة.

غير ان عون رفض اعتبار الحفاوة السورية اعتذاراً الى الشعب اللبناني عن فترة وجود الجيش السوري في لبنان وقال: "هل اعتذر منا اولاً اللبنانيون، ام لا يزالون مستمرين في ضربنا؟" وأضاف: "ما شهدته اليوم في سوريا ليس اعتذاراً من الجانب السوري بل هو تكريم، فليبدأ اللبنانيون اولاً بالاعتذار حتى نصل الى الشام". وأوضح انه "ليس بيني وبين سوريا عداء بل كانت هناك خصومة وما كان يعتقد انه محرّم اصبح حلالاً وحلالاً جداً".

وسألت صحيفة "السفير" مصادر سورية رفيعة المستوى عن تفسير الحفاوة في البرتوكول الذي أُعد للعماد عون، فقالت: "إن كل ما قاله عون في المؤتمر الصحافي يعكس ما نفكر به". وأضافت "ان ترحيبنا به يعني أننا نشترك في المشاعر ذاتها".

جنبلاط يسأل عن اغتيال مغنية

رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط رأى ان "الأفضل" لعون "ان يطالب النظام السوري بالاعتذار من الشعب السوري عما يرتكبه في حقه ثم الاعتذار عن غزوه لبنان". وإذ قال ان "بعض السخفاء يشبهون زيارتهم لسوريا بزيارة ديغول لالمانيا"، أثار جنبلاط ملف معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق بين لبنان وسوريا مطالباً بإلغائها ومحذراً من ان هذه المعاهدة "تفرض على لبنان ربما عودة الجيش السوري".

كما شدد على رفضه استمرار المجلس الأعلى السوري ــ اللبناني، ملاحظاً ان "هناك بعض النتوءات التي عادت الى الحضن السوري تريد عودة الوصاية السورية الى لبنان". واعتبر ان "أي قائد للجيش يحترم نفسه يسأل المسؤولين السوريين عن موضوع القواعد الفلسطينية خارج المخيمات التي هي ممر للتهريب على الحدود وخطر على بيروت". وطالب رئيس الجمهورية وقائد الجيش بتوضيح موقفهما من الاستراتيجية الدفاعية.

وأضاف جنبلاط في حديث إلى محطة "أخبار المستقبل" انه ليس "في وارد المصالحة لا من قريب ولا من بعيد مع النظام السوري" ووصفه بـ"آلة الإجرام حيث لا قيمة للإنسان عنده". وقال "أنا مرتاح مع ضميري ولست نادماً على أي كلمة قلتها عن ذلك النظام. المجتمع الدولي يقول إنه يريد تغيير سلوك النظام، وأنا أقول مستحيل تغيير سلوك الديكتاتورية".

وأبدى رداً على سؤال، استعداده للقاء الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "لتوضيح الاتهامات التي سيقت ضدّنا وليحتفظ كل طرف بموقفه السياسي".

وأوضح انه لم يتلق أي تطمينات من الفرنسيين أو غيرهم في شأن الاغتيالات السياسية. وحذر من انه إذا ربح النظام السوري الانتخابات النيابية من خلال حلفائه "فسيلغي المحكمة ويلاحق ويلغي التركيبة الاستقلالية ولا أحد يتوهم شيئاً آخر" في هذا المجال.

واتهم جنبلاط النظام السوري باغتيال عماد مغنية، كاشفاً أن الاخير كان قبل اغتياله برفقة العميد السوري محمد سليمان الذي اغتيل لاحقاً على الشاطئ السوري.

جعجع: إيران ترسل المال وسوريا السلاح

أما رئيس الهيئة التنفيذية في "القوّات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع فقال: "نريد أن نتخطى الماضي، ولكن ماذا نفعل بالحاضر وهناك مئات المعتقلين السياسيين اللبنانيين في السجون السورية، كما لدينا القواعد العسكرية الفلسطينية ــ السورية على الأراضي اللبنانية ولدينا حدودنا غير المرسومة ولاسيما عند مزارع شبعا وغيرها من المشاكل العالقة، كما لا أنسى المحاولات السورية المستمرة منذ 3 سنوات حتى هذه اللحظة لتقويض الاستقرار في لبنان".

ورداً على ما قاله عون لجهة عدم دفع سوريا أموال وأنها لا تتدخل في الانتخابات، قال: "إنّ سوريا لا تدفع الأموال، وإنما إيران تفعل ذلك، فيما سوريا تعطي السلاح".

سوريا تدخل من شباك عون

صحيفة "السياسة" الكويتية أوردت أن دمشق تحاول اليوم الدخول إلى المناطق المسيحية في لبنان من خلال العماد عون الذي يجنح نحو الرهان عليها لاعتبارات متعلقة بالطموحات التي لا يزال يراهن عون على تحقيقها في أي ظرف مناسب يمكن أن يخدم تطلعاته الشخصية.

وأضافت الصحيفة أن من بين أنصار رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية من يخشى أن يصبح العماد عون الآن رجل سوريا الأول في لبنان، ولهذا فإن فرنجية بدأ يتصرف لتفادي هذه الهواجس. وعندما توقّع فرنجية قبل نحو أسبوع حصول اغتيالات تستهدف شخصيات كبيرة وتكون بمستوى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تلقى سريعاً رسالة عتب شديد من المسؤولين في سوريا، بالرغم من أن زعيم "المردة" الذي حاول أن يصور نفسه مشروع ضحية، كان في الواقع يوجه رسالته ليس إلى الخصوم وإنما إلى الحلفاء من أجل مواجهة المد العوني في صفوفه، وهو بهذه الطريقة يستطيع تقوية عصبيته في الشارع الزغرتاوي الذي يريد فرنجية منه أن يلتف حوله من منطلق الخوف عليه، كي يتمكن من حسم التردد الذي بدأ يتسلل في أوساط شارعه المنقسم بين فريق يعتبر التحالف مع عون أولوية، وفريق يرى أن عون سيبتلع فرنجية وزعامة العائلة وسيلغي الخصوصية الزغرتاوية مقابل الاندماج الكبير تحت مظلة عون الذي يحاول تظهير نفسه على أنه "بطريرك الموارنة"، في حين أن أنصار فرنجية كانوا هتفوا له مراراً: "أنت البطرك يا سليمان".

المراقبة الالمانية للحدود السورية

ومن برلين، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري "قانونية وقضائية وتجري أعمالها في شكل متزن ومتوازٍ"، وقال ان المستشارة الالمانية انغيلا ميركل "أكدت تمسك ألمانيا بوحدة لبنان واستقلاله وسيادته واستقراره ودعمها لمؤسسات الدولة والحوار والمصالحة واستعدادها لتقديم ما قد يطلبه لبنان من آليات دعم لعملية الانتخابات النيابية".

وبدورها أكدت ميركل ان ألمانيا "مهتمة راهناً أكثر من أي وقت مضى بمسار العلاقات اللبنانية ـ السورية". وأشارت الى المساعدة الألمانية في مجال مراقبة الحدود البرية بين لبنان وسوريا وقالت: "ان المراقبة انطلقت عند الحدود الشمالية لكنها توقفت بسبب الحاجة الى مزيد من الدرس"، وقالت "الخبرة الألمانية كبيرة في مجال الحدود ونقترح الدعم في تنمية المناطق الحدودية، لأن ذلك يسهل أيضاً ترسيم الحدود في الأماكن التي لا تزال غير واضحة".

 

عون يكرر طلب الإعتذار من اللبنانيين قبل السوريين ويتحفظ عن الطائف

 التاريخ: 4 كانون الاول 2008 المصدر: لبنان الحر

أعلن النائب ميشال عون أن له تحفظات عن اتفاق الطائف، منها عدم التوازن بين مؤسسات الدولة مثل رئاستي الجمهورية والحكومة، وتحدث خلال محاضرة نظمها له النظام السوري في جامعة دمشق عن "خروق كبرى في تنظيم الدولة اللبنانية كرسها "الطائف"، زاعماً أن "قوى كبرى ساهمت في الحؤول دون العودة إلى الحالة الطبيعية بين لبنان وسوريا". وكرر طلبه "اعتذار اللبنانيين منا قبل أن يطلبوا الاعتذار من سوريا".

أضاف: "تفاهمنا في لبنان نحن والمقاومة منذ عام 2006 ونجحنا وانعكست هذه التجربة في وجه أشرس حرب إسرائيلية على لبنان". وقال: "إذا أرادت إسرائيل السلام عليها أن تبدأ من قضية اللاجئ الذي طرد من أرضه (...) وإذا ما وصلت القضية الفلسطينية إلى حلٍ تتحمل فيها الأمم المتحدة المسؤولية فسنصل إلى نهاية أقرب مما نتصور. وهذه هي حتمية التاريخ". وفي تبن كامل للأكاذيب السورية المتلفزة، قال "الجنرال": أن "للمجموعات الارهابية موازنات مادية، ولا أحد يجهل مصدر هذه التمويلات ( ...)". وأمل عون في تمكن القوى الحليفة للنظام السوري وإيران من الحصول على أكثرية نيابية في الانتخابات المقبلة "حتى نجري تغييرات وإصلاحات لازمة".

 

رسالة إلى مواطني المسيحيين

موقع تيار المستقبل/لبنان في حاجة إلى المسيحيين اليوم أكثر من أي وقت. حاجته إليهم أكثر من ضرورية. الإلحاح على دورهم يفرضه المفترق الخطر الذي وُضع لبنان عنده. البحث معهم يشكل مدخلاً لجلاء عناصر الانقسام الداخلي حول موقع لبنان من مختلف القضايا المطروحة علينا، حيناً بطبيعة محلية، وأحياناً قسراً بطموحات تريد البلد مسرحاً لها وسبيلاً لتحقيقها، وهو ما لم يرتضه المسيحيون يوماً، بل دفعوا أنفسهم وأرزاقهم ذوداً عن لبنان الموحد المنسجم مع محيطه العربي.

المسألة الآن تدور حول المسار الذي سيسلكه لبنان، بمعنى موقع البلد ضمن مشهد يتركب حثيثاً في لحظة تقاطعات دولية مرعبة ومذهلة، وعليه يحق لنا ويتوجب علينا أن نلقي نظرة أهدأ وأعمق، وبالتالي أصوب إلى حدث تحرير لبنان من الهيمنة السورية، ليس من أجل استعادة السيرة لذاتها، بما سبقها وبما رافقها، إنما من أجل الوصول إلى جواب على السؤال الأهم الذي يواجهنا جميعاً والممكن صياغته على النحو الآتي: " لماذا لم يفض الانسحاب السوري إلى استقلال توحيدي يدفعنا جميعاً في مسالك بناء الدولة ـ الأمة".

كلنا نذكر الرهانات التي أُطلقت لحظة استشهاد الرئيس رفيق الحريري، ففي جانب جماعة "شكراً سوريا" ومفادها لا استقرار للبنان بمعزل عن إرادة سوريا، وأن الاعتصامات والشارات لن تؤمن السلم لنا. وبالتالي لماذا نشهد الآن عودةً إلى سجال يظهر اللبنانيين، كأنهم عادوا إلى سيرتهم عشايا انفجار الحرب الأهلية، وإن بأشكال وصور مختلفة ومتعددة. هذا السؤال ليس عارضاً ولا عابراً، فهو أساسي وسيبقى أساسياً ما لم نحسم نهائياً في خياراتنا.

هذا السؤال في النقاش يجعلنا بمعنى ما قادرين على أن نلم بإنجاز تحرير لبنان من الوصاية بوصفه تتمة للتحرير من الاحتلال الاسرائيلي، وحصيلة وقائع أرساها اللبنانيون، واللبنانيون جميعاً وليس فئة بعينها كي لا يتم ترجيح كفة واحدة على أخرى.

هكذا، فإن مستقبل لبنان ومصيره يتوقف الآن على أبنائه المسيحيين الذين حملوا على مدى قرون، لواء الدعوة إلى نشوء الكيان اللبناني الحر المستقل.

علمنا التاريخ أن رؤيتهم إلى هذا الكيان كانت مختلفة إلى حد التناقض التام في بعض الحقب مع تطلعات أخوتهم المسلمين في هذه البلاد، تناقض جرّ عند مفاصل معينة إلى اضطرابات تلتها كل مرة عودة إلى تعايش ووئام، وإن من دون اتفاق على النظرة الى الوطن والدوّر، ما كان يترك جمراً تحت الرماد ينتظر أول نسمة ليشتعل مجدداً.

لكن التاريخ عينه ظل يدفع أبناء لبنان، بضغط متساو على كل فئة منهم، وعلى مدى طويل من الزمن، وبعد مسيرة شاقة دامية سار بها كل فريق وكل حزب وفئة حتى التقوا ذات يوم في 14 آذار 2005 عند ساحة الشهداء والحرية عقب استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.

نعم، مسيرة استغرقت مئات السنين. ولم تكن ساحة الشهداء والحرية تلك مكاناً جغرافياً فحسب، بل مساحة عاطفية ووجدانية ووطنية أيضاً أعلن فيها الكل الولاء لـ"لبنان أولاً". وبدأت من هناك مسيرة حرية واستقلال معمّدة بدم سلسلة طويلة من قادة لبنان وأشرافه. وما كان لأي فريق أن يحقق شيئاً من نتائجها المشرقة بمفرده ومن دون تلك الوحدة الرائعة التي كانت لتبدو حلماً شبه مستحيل لأجدادنا حققه أحفادهم في قلب الواقع.

لكن ما حصل بعد ذلك كان يبعث على الأسى. فقد خرج عن الاجماع الاسطوري والتاريخي الذي تجسد بـ"ثورة الارز" فريق ادعى زعيمه أنه يمثل غالبية لدى المسيحيين والتحق بجماعة "شكراً سوريا" التي أقل ما يقال في مبادئها وايديولوجيتها أنها تناقض جذرياً كل ما ناضل مسيحيو لبنان من أجله منذ مئات السنين.

ومن "شكراً سوريا" إلى الجمهورية الإسلامية، ثم منها إلى سوريا، لم يترك زعيم ذلك الفريق ثابتة لدى المسيحيين اللبنانيين إلا نكّل بها وأعمل فيها تشويهاً ونكراناً وجحوداً. في البدء اعتقد كثيرون، ومنهم بعض قوى 14 آذار، أن الانقلاب المأسوي على الذات يتصل بحسابات انتخابية تنتهي بانتهاء الانتخابات، لكن تبيّن مع الوقت والتمادي في المواقف المتنافرة مع لبنان وشعبه بمسيحييه قبل مسلميه، أن المسألة أبعد من الانتخابات بكثير.

إن المسيحيين الذين ساروا في الماضي وراء "المزوّر" يرونه في هذه الأيام في دمشق ممعناً في تزييف نضالاتهم وتاريخهم ووجدانهم ومعتقداتهم، ومدعياً فوق ذلك أنه يمثلهم جميعاً، ليس في لبنان فحسب بل في المشرق بأكمله.

حسبنا أن المسيحيين يعرفون ماذا يعني الكلام الصادر، والذي سيصدر عن دمشق ومدى انعكاسه على مستقبل لبنان. ويعرفون أن عليهم الآن أكثر من أي وقت مضى أن يحددوا موقفهم ويحسموا: أي لبنان يريدون؟.

أيها المسيحيون، لا تغادروا لبنان فيما يأتيكم الجميع حماةً لإرثكم في البلد وفي المشرق برمته، المستقبل في هذا البلد لن يكون مشرقاً إلا إذا كنتم في صلبه.

أما نحن أبناء "ثورة الأرز" مسيحيين ومسلمين، وكذلك الذين يرفضون حسبانهم مسيحيين أو مسلمين، فباقون في ساحة 14 آذار نقدم الشهيد تلو الآخر، حفظاً لدماء جميع من سبقنا. باقون بالفكر والروح، ولن نتراجع وإن شاءوا فليتقدموا على جثثنا، وسيبقى شعارنا : "لبنان أولاً" بكل ما تعني كلمة لبنان من مكونات ثقافية واجتماعية وخصوصيات نحترمها ونقدرها.

 

التاريخ مستعادًا

غسان جواد ، لبنان الآن

من الملاحظات القيمة على أداء ودور العماد ميشال عون ما ساقه عضو الامانة العامة لقوى 14 اذار المحامي ميشال معوض، في الذكرى التاسعة عشر لاغتيال والده الرئيس يوم عيد الاستقلال حيث جاء في كلمة معوض: "الرهان على المحاور الاقليمية وربط مصير المسيحيين بنظام صدام حسين.. وسواه بدلا من الانخراط في مشروع الشرعية وتحييد لبنان عن المحاور الاقليمية (...) أسس الى اخراج المسيحيين من المعادلة الوطنية، سنة 1989 تسلل النظام السوري عبر التعطيل ليغتال رينيه معوض، وينقض على لبنان وعلى المسيحيين وعلى الدور المسيحي في لبنان".

مناسبة العودة الى هذا الخطاب، تزامن الذكرى التاسعة عشر لاغتيال الرئيس الشهيد رينيه معوض هذا العام، مع الزيارة التي يقوم بها العماد ميشال عون الى سوريا. تزامن مؤلم يجعل المراقب المتتبع للاحداث امام مشهد سياسي معقّد يدفع الى التساؤل لماذا اختلف الجنرال عون مع السوريين؟ ولماذا تصالح معهم اليوم؟ لماذا منع انتقال الرئيس معوض الى قصر بعبدا تحت حجج واهية وفي اطار الانحياز الى محور اقليمي على حساب محور اقليمي اخر؟ الامر الذي ادى بقصد او غير قصد الى تسهيل الاغتيال، وفتح الطريق واسعا امام دخول الجيش السوري الى المناطق الشرقية المحررة.

انها لعبة الحسابات الخاطئة نفسها، او لنقل انها خيارات الجنرال الذي يعطينا في كل يوم انموذجا على الشخصانية، والعمل السياسي في اطار الـ"أنا" المتورمة بعيدا عن الحسابات الوطنية العامة او تلك المتعلقة بمصلحة المسيحيين. وهنا ايضا تقع جملة اتت في خطاب معوض الابن حين اعتبر ان :"معركة العام 2009 ليست معركة اشخاص بل معركة خيارات".

لماذا هي معركة خيارات؟ وكيف حولها ويحولها الجنرال عون الى معركة اشخاص؟

عام 1989 كان اتفاق الطائف الذي بموجبه انتهت الحرب الاهلية باجماع عربي دولي ، وكانت فرصة لكي يلتقط اللبنانيون انفاسهم ويعودوا مجددا الى الساحة الدولية عبر تحصيل المكتسبات السيادية الاستقلالية بالوحدة والنضال اليومي. يومها تمرّد العماد عون على شرعية الرئيس معوّض ورفض تسليم قصر بعبدا، فكان ان اضطر الرئيس الشهيد الى اجراء استقبالات الاستقلال في القصر الحكومي في الصنائع "لأنه المكان الوحيد الذي يعبر ويرمز الى الشرعية اللبنانية" كما قال الرئيس للمقربين منه. وكان الاغتيال الذي اطاح بطموحات الاستقلاليين "العقلاء"، وجعل كل من خلف الرئيس معوض يخاف على حياته ويعطي السوريين ما ارادوا في السياسة. لم يكن مفهوما لماذا قرر عون الوقوف في وجه قطار السلام اللبناني المنطلق يومها. والذي يقرأ تاريخ تلك المرحلة يجد ان الاخير خاض معركة شخصية ضد طواحين الهواء ما ادى الى تغييب   المسيحيين خمسة عشر عاما عن الساحة الوطنية والقرار اللبناني.

اليوم يذهب ميشال عون الى سوريا في حين انها متهمة من قبل عدد كبير من اللبنانيين بتقويض استقلال لبنان، وبضرب أمنه واغتيال رموزه الاستقلالية. يذهب على بساط من الطموحات الشخصية من غير ايضاح السبب الجوهري في هذا الانحياز لمحور اقليمي  على حساب محور اقليمي اخر. الامر الذي يدفعنا الى ترقب تداعيات هذا الانحياز على المسيحيين اولا، وعلى لبنان بشكل عام. هل ستتكرر 13 تشرين؟ وكيف سيستعيد التاريخ نفسه؟ مرة على شكل مأساة عونية ومرة على شكل مهزلة كاملة. الصورة ليست قاتمة في المطلق، وعندما يقف شاب لبناني قتل والده الرئيس يوم عيد الاستقلال ليؤكد على الثوابت نفسها، يغمرنا الامل بمستقبل لبنان. حيث لا خوف ولا تراجع امام منطق الالغاء والاغتيال لأن "وجودنا على المحك تماما كما حصل عام 1989"..

 

ما بعد لقاء الأسد وعون لن يكون كما قبله

الأربعاء 3 ديسمبر -إيلي الحاج - ايلاف

إيلي الحاج من بيروت: لن يكون ما بعد لقاء "القلب المفتوح" بين الرئيس السوري بشار الأسد والنائب الجنرال ميشال عون في "قصر الشعب" في دمشق كما قبله. فلن يكون في مقدور رئيس مجلس النواب وحركة "أمل" بعد اليوم أن يبتسم ويعلق ساخراً عندما يتبلغ رغبة حليفه في قوى 8 آذار/ مارس الجنرال عون بأن يكون له تمثيل وازن بأكثر من نائب في قضاء جزين ذي الغالبية المسيحية ( 3 نواب) حيث تحسم أصوات الشيعة نتيجة الإنتخابات لانصبابها كتلة واحدة بينما يتفرق المسيحيون . وربما في قضاء الزهراني ( نائب مسيحي) حيث يقرر بري من يمثل المسيحيين. ولن يتمكن من ترداد عبارة : " فليعطه حزب الله من حصته، وليبعدوا عني". ولن يكون في مقدور الحليف التاريخي في لبنان لآل الأسد أباً عن جد الوزير السابق سليمان فرنجية إعلان تركيب لائحته في قضاء زغرتا من ثلاثة مرشحين لثلاثة مقاعد – كما فعل-  من دون أن يأخذ في الإعتبار موقف حليفه الجنرال عون الذي يريد ضم أحد أنصاره إلى لائحة فرنجية . سيكون على فرنجية التراجع عن تأكيده نهائية تلك اللائحة والنزول عند رغبة حليفه نزولاً عند رغبة دمشق.

وفي قضاء الكورة ايضاً سيكون على فرنجية وكذلك على حليف دمشق الآخر الحزب السوري القومي الإجتماعي التخفيف من غلوائهما والقبول بمرشح لعون  في ذاك القضاء مع مرشحيهما على اللائحة الثلاثية. وستفرض دمشق على الحزب الأقرب إليها ، السوري القومي، سلسلة تراجعات أليمة أمام الحليف الآخر الصاعد. في دائرة حاصبيا- مرجعيون يجب أن يقلق  رئيس الحزب أسعد حردان لتوجه النائب الجنرال عون إلى ترشيحه نائبه في "التيار العوني" ونائب رئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبو جمرا للمقعد الذي يشغله حردان حالياً. ستقول دمشق لرئيس "القومي" إنه يكفيه منصبه الحزبي وإن التعويض للحزب سيكون بنائب في بعلبك- الهرمل، على لائحة "حزب الله" أيضاً وبأصواته، هنا وهنالك.

ولن يكون في مستطاع القوميين السوريين في قضاء المتن الشمالي الكبير (8 نواب) أن يجادلوا طويلاً النائب الجنرال عون الذي يرفض إدراج مرشحهم النائب غسان الأشقر في لائحته، عارضاً ترشيح أحد القريبين منهم الياس أبو صعب، زوج الفنانة "جوليا". في الأيام الماضية كان القوميون يهددون بغضب بألا يقترعوا للائحة الجنرال بل لمرشحهم وحده. بعد اليوم سيقترعون للائحة الجنرال الذي – كما يتهمونه- يريد أصواتهم فحسب في هذا القضاء ولا يريدهم، غير متردد في وصفهم بأنهم "تقالة"، بمعنى أن ضم قومي سوري معلن إلى لائحته يعرضها للإستهداف فالسقوط في تلك المنطقة الحساسة.

وبعد زيارة عون لدمشق ستنصب ضغوط متعددة وكبيرة على النائب ميشال المر لئلا يشكل لائحة تحالف ثنائي مع الرئيس السابق للجمهورية رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل، والغاية أن يتحالف المر مع عون بدل الجميّل ، وفي أسوأ الأحوال لا يشكل المر سوى نصف لائحة تاركاً لعون تشكيل نصف آخر على أن يتبادلا الأصوات. وتملك دمشق القدرة على "إقناع" المر الذي لاذ برئيس الجمهورية ميشال سليمان داعياً إلى كتلة نيابية وسطية تدعم توجهاته وعهده. ولكن الأهم إقناع الرئيس سليمان نفسه بالتخلي عن هذه الفكرة التي أثارت لدى طرحها إستياءً شديداً لدى عون وفي أوساطه.

ويسير الرئيس سليمان حتى اليوم "بين النقط" متفادياً الميل إلى هذه الفئة أو تلك من الكتلتين الكبيرتين المتصارعتين للسيطرة على لبنان وسياسته، يساعده في ذلك توازن دقيق بين الجانبين عبّر عنه "إتفاق الدوحة" الذي أعاد لبنان إلى هدنة مقبولة إلى حد ما، أمنياً وسياسياً وإعلامياً ، وإن كانت اليوميات تسجل خروقاً فيها بين وقت وآخر. لكن ثمة خشية أن تضطر القوى المتحالفة مع دمشق قبل الإنتخابات إلى محاولة تعديل التوازن الدقيق الحالي لحمل سليمان وفريقه على التعامل مع أمر واقع مختلف. خصوصاً أن عدوله نهائياً عن فكرة "الكتلة الوسطية" سيحسّن ظروف لوائح النائب الجنرال عون في بقية اقضية جبل لبنان، ولا سيما كسروان حيث يترشح عون شخصياً وجبيل التي يعتبر قوياً فيها بأصوات ثلث أبنائها الشيعة، علماً أنها مسقط رأس الرئيس سليمان وتأثيره فيها حاسم إذا أراد.

أما "حزب الله" فليس في حاجة إلى سؤاله من دمشق لتسهيل حصول عون على كتلة راجحة في البرلمان تنعكس على مستقبله السياسي، فالحزب يفتش اصلاً عن طريقة يرد بها بعض "أفضال" عون عليه، ليس من خلال إهدائه المقعد المخصص للموارنة في قضاء بعلبك فحسب بل ربما في إطلاق يده ليشكل لائحة قضاء بعبدا، حيث للشيعةوزنوتأثير مهمين، كما يشتهي ويفضل. 

 وسيتخفف عون من أثقال جمة بعد زيارته لدمشق . فلا يعود يسمع مطالبات بإدراج أسماء على لوائحه ليست محسوبة عليه تماماً مثل نجل الرئيس السابق إميل لحود، النائب السابق إميل إميل لحود، والوزير السابق وئام وهاب في بعبدا، والسيد جو حبيقة ، نجل الوزير الراحل إيلي حبيقة  الذي سبقه بطريقة مماثلة إلى دمشق عام 1985 . يجمع العارفون والمتابعون في لبنان على أن لا نتائج لزيارة عون لدمشق غير هذه النتائج.

 

 الآن الخيار للناس 

علي حماده /النهار

زيارة الجنرال ميشال عون التي جرى التطبيل حولها، هي زيارة طبيعية، تأتي تتويجا لتحالف قام على ارض الواقع منذ عام 2005، ومرّ بمراحل تصاعدية كانت مطلوبة لبنانيا لتسهيل هضم القاعدة المسيحية للجنرال الواقع التحالفي الذي يبلغ اليوم ذروته بخروجه الى العلن بالكامل.

هذا الكلام ليس محاكمة لمواقف الجنرال، ولخياراته السياسية. فهذا أمر آخر يطول بحثه. بل يرمي، على النقيض، الى القول انه لو لم تحصل الزيارة لبدا الأمر غريبا تماما، خصوصا ان الجنرال انهى منذ مدة بعيدة تموضعه العلني بجانب النظام السوري، عبر الحلفاء في لبنان، والمواقف المتكررة التي اطلقها مباشرة بعد عودته الى لبنان في السابع من ايار 2005، إن من خلال الحملات المنظمة لكسر الاتهامات للنظام السوري باغتيال قادة من ثورة الارز، او من خلال شن الحروب التحريفية ضد قوى الاستقلال اللبناني التي صنعت ثورة الارز، واخرجت نظام الوصاية السوري من لبنان في حين كان حلفاء الجنرال، وفي مقدمهم "حزب الله" وامينه العام السيد حسن نصرالله، ينظمون التظاهرات لـ"شكر سوريا ورئيسها" بعد اقل من ثلاثة اسابيع على اغتيال الرئيس رفيق الحريري! ويحضرون لثورة مضادة لاعادة السوريين.

الزيارة طبيعية اذاً، وتتوج العلاقة التي تنامت يوما بعد يوم، وتخرجها الى النور بعدما عششت في الظلام مدة ريثما تم تحضير قاعدة منقادة من دون وعي حقيقي لما يجري وللتحديات اللبنانية الفعلية، لتتقبل كلاما صادرا عن "القائد" من دمشق البارحة ذهب الى حد ان يدعو لبنانيين في بيروت الى الاعتذار من سوريا قبل طلب الاعتذار منها او كلام آخر مشبع بـ"ميغالومانيا" فلكية تحاول مصادرة الوجدان اللبناني و"تنقيته" على أعتاب قصر بشار الاسد!

كل هذا، ومع ذلك نحن لا ننتقد الزيارة، وكنا تمنينا لو حصلت منذ ما قبل عودة عون الى لبنان، يوم عقدت الصفقة مع كريم بقرادوني واميل اميل لحود نيابة عن جميل السيد وبقية الفريق المشترك. وهذا بالتحديد ما يدفعنا اليوم الى طرح مسألة الخيارات التي يتعين على المسيحيين ان يختاروا في ما بينها. فبما ان الاوراق باتت مكشوفة في لحظة يعتقد فيها الجنرال عون ان المعادلات الاقليمية تجيز له الخروج الى العلن، صار لزاما على القواعد المسيحية، والانتخابات النيابية على الابواب، ان تعمل عقلها وتفكيرها في الخيارات المطروحة على الطاولة: خيار سوريا – ايران – "حزب الله"، ام خيار لبنان الاستقلال والتنوع و14 آذار.

هذا الكلام ليس تبسيطا للواقع. انما هو تصوير أمين للتحدي المقبل على لبنان. فعندما تفتح دمشق مكتبا انتخابيا لبنانية في الرئاسة، وترفقه بمكتب اعلامي، ويتم التحضير للوائح الانتخابية بمتابعة مباشرة من قصر الرئاسة في دمشق، ويكون الفريق المهيمن فعليا في لبنان هو "حزب الله"، فهل يمكن تجاهل حقيقة ان التدخل عاد في شكل علني؟ والجنرال عون هو جزء من هذه الماكينة... وهو حر في قراره. وعلى هذا الاساس، حبذا لو تتوقف قوى الاستقلال عن انتقاد علاقات عون – سوريا الطبيعية. ان المعركة المقبلة انتخابيا، اذا حصلت الانتخابات، ستكون مقررة لما يتجاوز مستقبل لبنان المتوسط، الى مصيره ككيان، وكنظام، وكنمط حياة تعددية، كثقافة... من هنا اهمية ان تدرك القواعد المسيحية، كما الاسلامية اللبنانية، خطورة الدرك الذي يقودنا اليه بعض اللبنانيين مدفوعين اما بذكاء اسود، واما بغباء باهر... ويبقى الخيار للناس اولا وآخرا

 

 

عون يخرق طقوس العيد

عقاب صقر  الاربعاء 3 كانون الأول 2008/لبنان الآن

يصرّ النائب ميشال عون ومحازبوه على نعت الزيارة التي قام بها الى سوريا بالتاريخية، من دون سرد المبررات والحجج لتاريخيتها، الامر الذي يجعل زجهم لها في مصاف الاحداث الصانعة للتاريخ مجرد فعل إيمان بشخص عون الذي يصر على دخول التاريخ من أي باب او سرداب، حتى لو اضطره ذلك إلى ركوب طائرة الأسد. ولكن القراءة المتأنية لتوقيت الزيارة وسياقاتها الذين اختصرهما مؤتمر عون الصحفي تجعل صفة تاريخي ملازمة للزيارة ولكن بشكل لا يرضي أصحاب الحمية البرتقالية ولا يشبع نهمهم المستمر لتقديس الزعيم بإسباغ صفات لا يراها فيه الا بعضهم، لأن البعض الاخر يؤيده لعدم وجود البديل أو نكاية بخصومه.

ثمة اعتبارات كثيرة جعلت من زيارة عون سوبر تاريخية، كيف لا وقد تولى منفردًا الدفاع عن الموقف السوري متصديًا لكل الأسئلة المحرجة. ففي قضية مزارع شبعا اكد عون ان المسألة محلولة واثارتها مجرد التباس وتشويش، وان المشكلة بين الامم المتحدة ولبنان، بينما قامت سوريا بما عليها في هذا المجال عندما اعلنت انها لبنانية. هل هذا موقف ميشال عون الذي قال لصحيفة المحرر نيوز  في  23-11-2004: "كذبة مزارع شبعا انتهينا منها، فلتتفضل سوريا وتعطينا صك الملكية لهذه المزارع ولتترك لنا شرف تحريرها من دون تضحية حزب الله".  نعم انه هو...

أما بالنسبة للسؤال حول اعتذار الرئيس بشار الاسد من اللبنانيين فقد طلب نائب الأمة اللبنانية من بعض اللبنانيين الاعتذار أولا لأنهم صمتوا عمّا ارتكبه النظام السوري. وعليه فالقاعدة الجديدة في الاعتذار هي قيام الصامت او المسهّل بالاعتذار من المرتكب والمجني عليه. لكن هل هذا هو ميشال عون الذي قال تعليقا على خطاب الرئيس الأسد في 03/05/2005: "لو عرف الشعب السوري ماذا فعلت المخابرات السورية بلبنان لكره نفسه". نعم انه هو...

أصرّ عون على التأكيد بأن سوريا مهد المسيحية (ربما لأنه لا يعتبر المسيح الناصري وحوارييه مسيحيين)، وأشار الى أنه يأتي الى سوريا لطمأنتهم الامر الذي يخدم سوريا التي احتضنت المسيحيين بعدما بدأت هجرتهم من الشرق... هل هذا هو عون الذي قال: في "فغال" بتاريخ  29 تشرين الأول 2004: "تدعي سوريا انها جاءت لتحافظ على المسيحيين ولم يذبح أحد المسيحيين إلا هي". نعم انه هو...

 وشدد عون على أنه أقام مجرّد خصومة مع النظام واعتبر أن "حالة الخصومة انتهت مع سوريا"... هل هذا هو عون الذي لم تخل واحدة من خطاباته في قصر بعبدا من إلصاق صفة العدو بسوريا والذي قال في الذكرى السنوية الثانية لـ7 آب: "سوريا لن تخرج من لبنان بملء إرادتها، لأن استراتيجيتها تقضي بإلغاء لبنان عن الخريطة، وجعله محافظة سورية". نعم انه هو ...ولكن سؤالا يفلج الكبد ويطرح نفسه: هل سمع العالم يومًا بخصومة تودي بمئات القتلى والأسرى وآلاف الجرحى وتسفر دمارًا هائلًا أعقبه "احتلال للمناطق الشرقية وللبنان" ونفي لعون وتنكيل بمؤيديه كما يقول العونيون؟ إذا كانت هذه خصومة فكيف تكون العداوة إذا؟... ربما تكون كالحالة القائمة بين عون والقوات أو بينه وبين تيار المستقبل.

كل كلمة من المؤتمر الصحفي لعون تصرخ متمردة على تاريخه القريب جدًا والبعيد، وتؤكد أنه خرج من تاريخه حتى يواكب التطور الذي قال إنه  يسري على الأنواع فكيف بالإنسان، متناسيًا ان الانسان اختص بالعقل فاكتشف على سبيل المثال اللباس لكي يغيّره متكيّفًا مع تبدل المناخ حتى لا يغيّر جلده كما تفعل الأنواع الاخرى. هذه عينة من التناقضات التاريخية لمؤتمر عون والتي أهلته أن يحوز تنويهًا بثبات المواقف وجرأتها من السيدة بثينة شعبان التي تركت المنبر لعون، ربما لكون الإدارة السورية لم تكن بحاجة لنظير له، لأنّ أحدًا لم يكن ليدافع عن ارتكابات نظام الشام في لبنان أكثر منه.

 عون الذي قال في مؤتمره: "لنا جرأة مواجهة الماضي وليس الهروب منه"، جعلنا أمام أحجية، فعن أي ماض يتحدّث؟ وأي تاريخ استعار ليسعف به حاضره؟

أما توقيت الزيارة فحدّث ولا حرج لأنها جاءت في وقت أحوج ما تكون فيه الدولة اللبنانية إلى مواقف مسؤولة وحازمة تطالب بحقوق لبنان وسيادته وصيانة حدوده، وإذا كان لمواقف عون في السنوات الثلاث المنصرمة فضيلة، فكانت ستتكثّف بدفاعه عن المكتسبات اللبنانية مستخدمًا رصيده لدى الجانب السوري ولدى حزب الله، ولكن الذي تبيّن بالملموس أن يده مغلولة ورصيده لا يصرف إلا لتغذية رصيده. وعليه فقد جاءت زيارته لتعطي زخمًا سياسيًا ومعنويًا وشرعيًا للنظام السوري لبنانيًا وعربيًا ودوليًا، وتعزز الموقف السوري مقابل الموقف اللبناني، ولكن هذا التعزيز للموقف السوري لا ينبع من رمزية عون المسيحية ولا من الصفة الوطنية التي تفاخر بكون بثينة شعبان "وصمته" بها، بل من رمزية المواجهة التي ركب عون ناصيتها وحمل لواءها ليصرفها في دمشق التي شق قلبها إلى قلب قصر الشعب على سجادة حمراء تفاخر بذكرها تلفزيون "الأورانج" ربما لأنها تذكرهم بدماء شهداء 13 تشرين التي تجاوزها أو اجتازها عون. واذا كان التلفزيون البرتقالي يظهر إعلانًا دعائيًا عن تسليم الشهيد الحريري لمفتاح بيروت لغازي كنعان، فماذا سيقول عن تسليم عون تاريخه ودماء شهدائه ومصير أسراه كما مصير المحكمه الدولية عبر صك براءة مترافق مع عملية لحس تاريخية لمواقفه قدّمها بين يدي بثينة شعبان.

إنه مشهد سريالي يعصى على الدعاية والوصف أصلًا، لكنه موقف تاريخي بامتياز، خصوصا لأهالي الشهداء اللبنانيين الذين أجابهم عون بأنّ الألمان والفرنسيين يحتفلون بشهدائهم (بعد زوال الحزب النازي طبعًا) متناسيًا أنه لم يحتفل بذكرى شهدائه لا مع "الخصم" ولا من دونه.. لأنه كان في 13 تشرين في طهران يراقب نظافة بلديتها التي بشّر اللبنانيين بها.تبقى الإشارة إلى أنّ زيارة عون تاريخية واستثنائية لسبب مهم جدًا، وهو أنه زار دمشق في يوم البربارة حيث يحتفل كل مسيحي بالتنكّر بألف قناع وقناع إلا عون الذي خرق طقوس العيد مسقطًا عن وجهه آخر الأقنعة ليظهر ما هو أفظع.

 

فرنجية يخشى ان يبتلعه عون بعد تحوله إلى "رجل سورية الأول"

بيروت - "السياسة":4/12/2008

عندما أعلن رئيس "تيار المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية قبل نحو أسبوع توقعه حصول اغتيالات تستهدف شخصيات كبيرة وتكون بمستوى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, تلقى سريعاً رسالة عتب شديد من المسؤولين في سورية لأنه "أخطأ في رمي هذه المقولة من دون أن يحتسب لها حسابات ردات الفعل التي سيعرف أطراف قوى "14 آذار" كيف يستغلونها على أكمل وجه من أجل استثمارها انتخابياً", وفقا لأحد المطلعين على مضمون الموقف السوري مما قاله فرنجية.

لكن زعيم "تيار المردة" الذي حاول أن يصور نفسه مشروع ضحية, كان في الواقع يوجه رسالته ليس إلى الخصوم وإنما إلى الحلفاء من أجل مواجهة "المد العوني في صفوفه", وهو بهذه الطريقة يستطيع تقوية عصبيته في الشارع الزغرتاوي الذي يريد فرنجية منه أن يلتف حوله من منطلق الخوف عليه, كي يتمكن من حسم التردد الذي بدأ يتسلل في أوساط شارعه المنقسم بين فريق يعتبر التحالف مع "التيار الوطني الحر" برئاسة النائب العماد ميشال عون أولوية ويرى فيه "قوة المسيحيين الذين سيعيد لهم دورهم وموقعهم في التركيبة اللبنانية", وبين فريق يرى أن "العماد عون سيبتلع فرنجية وزعامة العائلة, وسيلغي الخصوصية الزغرتاوية لصالح الاندماج الكبير تحت مظلة العماد عون, الذي يحاول تظهير نفسه على أنه بطريرك الموارنة وباب مسيحيي لبنان, في حين أن أنصار فرنجية كانوا هتفوا له مراراً: أنت البطرك".

لكن فريقاً ثالثاً من شارع فرنجية في زغرتا بدأ يبتعد عنه أكثر, اعتراضاً على هجومه الدائم على بطريرك الموارنة نصرالله صفير, والخصومة التي ارتفعت وتيرتها نحو بكركي, ويرى فيها هؤلاء إضعافاً لمقام رأس الكنيسة المارونية في لبنان, لصالح مقامات أخرى بات فرنجية يعمل تحت مظلتها السياسية والروحية.

هنا يدور النقاش واسعاً في أوساط فرنجية حول الأداء السياسي له خلال السنوات الثلاث الماضية, وحول الرهانات التي أخذ جمهوره إليها على أساس أنها رهانات رابحة, واكتشفوا في ما بعد أن شيئاً لم يحصل عليه هذا الجمهور, بينما كان خصمه السياسي والعائلي الزغرتاوي يتصاعد أداؤه ويحصل على المكاسب السياسية والمعنوية والخدماتية.

وهو نقاش بدأ يأخذ مداه في قراءة النتائج, ليس بالضرورة في الانقلاب على فرنجية رغم حصول بعض الانقلابات المتفرقة بين أنصاره الباحثين عن مساعدات وسلطة كانت ربطتهم طيلة السنوات الماضية بفرنجية, الذي كان جزءاً أساسياً من تلك السلطة التي حكمت بعد الطائف بما كان يمثله من خيار سوري متقدم في الشارع المسيحي, في مواجهة خصوم مسيحيين أقوياء جرى إبعادهم عن تركيبة السلطة, ومن بينهم طبعاً العماد ميشال عون.

يحتسب أنصار فرنجية أن المرحلة الحالية ليست مرحلته, وأن الرهان السوري عليه بدأ يضعف بسبب رهانهم على الرجل الأقوى مسيحياً من فرنجية بأشواط في الشارع المسيحي في جبل لبنان, حيث لم يتمكن السوريون من التغلغل في هذه المناطق أو استمالة جمهورها برغم كل ما قدموه لحلفائهم السابقين فيها والذين لم يتمكنوا من تسويق السياسة السورية فيها, بينما تحاول دمشق اليوم الدخول إلى هذه المناطق من خلال العماد عون الذي يجنح نحو الرهان عليها لاعتبارات متعلقة بالطموحات, التي لايزال يراهن عون على تحقيقها في أي ظرف مناسب يمكن أن يخدم تطلعاته الشخصية.

ويخشى أنصار فرنجية أن يصبح العماد عون الآن رجل سورية الأول في لبنان بعد زيارته إلى دمشق وتطبيع علاقته بها, ولهذا فإن فرنجية بدأ يتصرف لتفادي هذه الهواجس التي تقض مضاجعه, من أن يصبح كأي قيادي آخر من المؤيدين لسورية والمصفقين لها في لبنان.

ويتحدث بعض المحيطين برئيس "المردة" حول طبيعة ما يسود بنشعي في هذه الفترة من حسابات سياسية انتخابية, بدأت تؤرق فرنجية بأن موقعه في التركيبة المسيحية وفي العلاقة التاريخية مع دمشق بدأ يخف وهجها, ويعدد هؤلاء أسباب هذا القلق الذي يسود فرنجية ويدفعه لتلك الحسابات:

- تصاعد وهج العماد عون في منطقة زغرتا ومحيطها, ففي زغرتا بدأ المحسوبون على عون بالتوسع على حساب فرنجية ومن رصيده الشخصي, لأن عون لا يستطيع التمدد نحو جمهور النائب نائلة معوض أو نحو جمهور "القوات اللبنانية" أو "حزب الكتائب", ولهذا فإن توسع رصيد عون في زغرتا هو من حصة فرنجية. وكذلك الأمر بالنسبة لمنطقتي الكورة والبترون حيث كان فرنجية يتمتع بحضور مؤثر في هذه المناطق, إلا أن معظم مؤيدي فرنجية في هذين القضاءين نقلوا ولاءهم إلى العماد عون الذي أصبح حاضراً أو عزز حضوره في هذه المناطق على حساب فرنجية الذي بدأ يشعر بأنه زعامته لقسم من مسيحيي الشمال بدأت تتقلص ليكون زعيماً على أنصاره في زغرتا, التي لايزال يشكل فيها الحيثية الأكبر على المستوى الشخصي والعائلي من دون أن يعني ذلك أنه قادر على تقديم الفوز لحلفائه في لائحته الانتخابية, وهو يحاول حماية هذه الحيثية الآن.

- شعور فرنجية أن سورية التي كان يمثل رأيها في لبنان, ثم تراجع ليمثل رأيها في الشارع المسيحي, بدأت تنفتح على القوى المسيحية الأخرى, وفي مقدمها العماد عون.

- ضعف حظوظ فرنجية في إمكانية تشكيل كتلة نيابية يتمكن من خلالها لعب دور سياسي مؤثر في المرحلة المقبلة, ما يعني أن حجمه السياسي ودوره سيكونان محدودين, بل وسيكون مضطراً للانضواء تحت مظلة العماد عون.

- شعوره بأن خصومه المحليين في زغرتا سيفوزون بمقعد على الأقل, ما يشكل طعنة له لأنه كان يريد رد الاعتبار للنائب نائلة معوض بإسقاطها في زغرتا, في حين أنه بدأ يكتشف أنه لن يستطيع إسقاط نجلها الذي يتحدى فرنجية برغم عوده الطري.

لهذه الأسباب, بدأ فرنجية يعتمد ستراتيجية مختلفة تقوم على استدرار عطف الشارع الزغرتاوي لحماية نفسه من اجتياح عون له, وكذلك بالاصطفاف خلف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من أجل حماية موقعه مستقبلاً, ومن أجل محاولة إضعاف العماد عون من خلال تشجيع الرئيس سليمان على الحصول على مقاعد نيابية في مناطق العماد عون لإضعاف هذا الأخير ومنعه من الاستفراد, وهذا ما يشكل بالنسبة لفرنجية مخرجاً مريحاً, لأن كل إضعاف للعماد عون يخفف عنه ابتلاعه.

فرنجية يراقب بريبة وحذر تقدم عون في لائحة الخيارات السورية, وعينه على العماد سليمان, بينما يسارع لمصالحة مع البطريرك صفير, وهنا يبدو فرنجية في صراع وسباق مع حليفه قبل أن يكون في مواجهة خصومه. فهل تربح خياراته?

 

الاتحاد الماروني العالمي يطالب عون بالاعتذار من عشرات آلاف المسيحيين

6/12/2008

واشنطن - "السياسة"/أكد رئيس الاتحاد الماروني العالمي الشيخ سامي الخوري أمس "ان موارنة لبنان في الداخل والخارج خصوصا ومسيحييه بشكل عام, لم يروا في زيارة النائب ميشال عون الى سورية سوى استكمال لزيارات "الاستدعاء" التي تعمد اليها دمشق منذ احتلالها لبنان العام 1976 حتى خروجها منه مع حلفائها وعملائها الا ان هذه الزيارة المهزلة تكشف مجددا استمرار التدخل السوري الفاضح في شؤون لبنان الداخلية وتحض من ارادوا تصديق نظامه مثل الفرنسيين وربما بعض الاميركيين والاوروبيين بأنه "غير بعض سلوكه" حيال لبنان على ان ينسوا ذلك وان يتأكدوا من ان هذا النظام في دمشق لا يمكن ان يتغير".

وقال الخوري في تصريحات إلى "السياسة" في واشنطن ان على "عون الذي خرب لبنان ومازال, قبل ان يعلن انه ذهب الى دمشق ل¯ "تنقية ضميره" حيال ارتكابات نظامها طوال نيف وثلاثين عاما بحق اللبنانيين ودولتهم وجيشهم ولقمة عيشهم وتهجيرهم واغتيال قادتهم الكبار, ان ينقي اولا ضميره ووجدانه هو بالاعتذار الى عشرات الالاف من المسيحيين الذين تسبب في قتلهم او اعاقتهم او تهجيرهم او نقلهم الى المعتقلات السورية في حربي "تحريره" و"الغائه" في نهاية الثمانينات, كما عليه ان ينقي ضميره حيال الامهات الثكالى واليتامى ومئات الضباط والجنود من الجيش اللبناني الذي سلم اعناقهم للذبح بهروبه من المعركة مع السوريين والتخلي عنهم في ساحتها".

وحذر رئيس الاتحاد الماروني العالمي عون من ان "مصيره لن يكون افضل من مصير كل من تطاول على دور البطريركية المارونية التي مثلت عبر التاريخ الضمير والوجدان المسيحيين اللبنانيين والشرقيين فعلا ولا افضل من مصير الذين عرضوا لبنان للزوال على مر العصور وحاولوا تسليمه الى اعدائه وجلاديه".

وقال الخوري ل¯ "السياسة" "اذا كان البعض رأى في استقبال بشار الاسد "الملوكي" لعون محاولة لتهميش دور البطريركية المارونية في لبنان, فليدلنا كيف ويمكنه ذلك, اذ اننا نعتقد جازمين ان الاسد استخدم "مطيته الجديدة" لتعويم نفسه في المجتمع المسيحي السوري الذي نكل بقادة الرأي فيه وزجهم في السجون والمعتقلات, وذلك استدرارا لتأييد هذا المجتمع على عتبة بدء المحكمة الدولية في اغتيال رفيق الحريري أعمالها التي لابد وان تطوي الكثير من اهل نظام دمشق ومن رؤوسه بشكل خاص".

 

ابي اللمع: عون يحاول من خلال زيارته لسوريا طرح نفسه كرئيس للبلاد

6/12/2008

صحف لبنانية/اعتبر عضو الهيئة التنفيذية في "القوّات اللبنانية" ادي أبي اللمع ان "زيارة النائب ميشال عون إلى سوريا هي للاعلان عن أهدافه بشكل صريح، وهي الولاء لسوريا". ورأى في حديث الى ANB ان "عون سيطلب من السوريين مساعدته في موضوع تعديل اتفاق الطائف، وصلاحيات الرئيس والرئاسات الأخرى، وعبّر عن موقفه الصريح من هذه التعديلات حين قال "إذا فزنا في الانتخابات المقبلة فسنحكم نحن البلد ولو بالزائد واحد".

ولفت الى أن "عون لديه مشاكل مع حلفائه بالنسبة إلى الانتخابات المقبلة، وسيطلب من سوريا ايضاً مساعدته في كسب بعض المقاعد في الجنوب والبقاع والشمال. فالسوريون يعلمون ان المعركة الانتخابية ستخاض في الشارع المسيحي، لأنهم بحاجة إلى حليف يؤمّن لهم مصالحهم، ويغطي علاقاتهم غير الطبيعية مع سوريا أمام الغرب". وأضاف: "زيارة عون الى سوريا، تظهر اصرار عون على طرح نفسه كرئيس للبلاد وكأنه الأحرص على مصلحة المسيحيين"، معتبرا انه "لا يبدو انه الأحرص على هذه المصلحة". واستغرب "مهاجمة عون للحكومة اللبنانية من دمشق وهو مشارك فيها، معتبراً هذا الأمر نوعاً من المبالغة والتسويف".

ولفت الى ان "هناك العديد من المشاكل الكبيرة التي لا يمكن المرور فوقها من خلال زيارة عون الى سوريا وقبلها الى ايران، في وقت نطالب سوريا بالعديد من الأمور والتي كان يطالب بها عون في السابق". وأمل أن يكون هناك حلا لملف المفقودين في السجون السورية، وإحالة الملف إلى اللجان لن ينتج شيئاً".

وتمنى أن "تتم العلاقات الديبلوماسية بأسرع وقت لأن ذلك يساعد على إنهاء المؤسسات التي أوجدتها سوريا في لبنان، منها المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري".

وأشار الى ان "من أهم الأمور المعلّقة مع سوريا هو موضوع ترسيم الحدود، وان لم يكن من الممكن القيام بهذا الترسيم على الأرض فيمكن القيام به على الخرائط".

 

البعث: عون سيعود من سوريا بابا على مستوى الشرق

 نهارنت/6/12/2008

اعتبر الأمين القطري لحزب البعث العربي الإشتراكي في لبنان فايز شكر ان "العماد ميشال عون ذهب الى سوريا زعيما مسيحيا وطنيا وسيعود من هناك بابا على مستوى الشرق". وأكد شكر بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "هذه الزيارة والزيارات التي سبقتها كلها، تصب لمصلحة البلدين في مصلحة التأسيس الحقيقي للعلاقات المرجوة والتي يطمح اليها كل لبناني أن تكون علاقات سليمة وعلاقات مميزة ما بين البلدين وعلاقات طبيعية لما لهذه العلاقة من تشابه بين الناس في لبنان وسوريا". كما تمنى شكر أن تجري الإنتخابات النيابية بهدوء وأن "ينعم البلد بجو من الإستقرار لأن بذلك مصلحة لكل اللبنانيين، وأن تكون لعبة ديموقراطية فليربح من يربح، ولتكن صناديق الإقتراع هي الحد أو الفصل لمن سيكون له الغلبة من أكثرية أو أقلية".

 

قاسم:عون يشق طريقاً لتغيير التحالفات ومعالم القوى في المنطقة

نهارنت/6/12/2008

نهارنت/وصف نائب الأمين العام ل"حزب الله" نعيم قاسم زيارة النائب ميشال عون إلى سوريا ب"الزيارة التاريخية، تفتح الأبواب لإلغاء الحواجز المصطنعة بين الشعبين اللبناني والسوري". واعتبر قاسم خلال حفل تخريج، أن "خيار العماد عون هو خيار استراتيجي وليس مجرد زيارة عادية أو بروتوكولية، هو يشق طريقا سيؤثر على تغيير التحالفات ومعالم القوى في المنطقة، وأيضا سيؤثر على بناء لبنان المستقبل، لأنه بهذا الموقف الشجاع والاستراتيجي ينشئ ما لم يتجرأ الكثيرون على إنشائه". واشار الى انه "كلما ازدادت الانتقادات للجنرال عون كلما كان يعني ذلك أن عون يتقدم بشكل سريع جدا، فإذا سمعتم صراخا يعني أنه أصبح في العلياء." واعتبر ان الناخبين سيعطونه أكثر من المتوقع" وسينجح إن شاء الله في الدوائر التي لا تتوقَّعونها".

وحيا قاسم رئيس الجمهورية ميشال سليمان" الذي كانت له زيارة مفصلية إلى سوريا صوبت العلاقة بين الدولتين وفتحت أوتوسترادا يسع الجميع"، كما حيا قائد الجيش العماد جان قهوجي "الذي حفظ عقيدة الجيش المقاوم في وجه إسرائيل، وحدَّد مهمَّته في حماية السلم الأهلي والدفاع عن لبنان، وذهب إلى سوريا من هذا الموقع ليتعاون مع الأشقاء السوريين لمصلحة لبنان ولمصلحة سلمه الأهلي ودفاعه ضد إسرائيل وهذا أمر عظيم ومهم".

ولفت الى ان شعارات اتفاق الدوحة كانت إعلان الهزيمة السياسية النهائية للمشروع الأميركي بعد الهزيمة العسكرية والسياسية للمشروع الإسرائيلي في تموز 2006.

واضاف قاسم ان "أميركا خرجت خائبة، واليوم تستطيع أن تحصل على بعض ورود الموتى من أجل تعزيتها بخسارتها لثلاث سنوات عمل في لبنان، وتستطيع المقاومة والمعارضة ومن سار في هذا الاتجاه أن يرفع رأسه بأنه هزم أميركا في لبنان وانتصر له لا لغيره."

وقال ان "بعض من في الداخل اعتقد أنه يمكن أن يستفيد من هذا المشروع"، وخاطب هؤلاء قائلاً: "ثقوا أن أيدينا ممدودة لكم لنعمر لبنان معا، لا نريد لبنان لنا وحدنا بل نريده للجميع". وسأل: "مما تخيفكم هذه المقاومة، هي مقاومة ضد إسرائيل"، مضيفاً: "أما في الداخل فنحن حاضرون للتنافس الانتخابي والشعبي، وهذه الانتخابات قادمة ولينجح من يستحق أن يختاره الناس". 

 

مواجهة بين الاعلامين الفرنسي والسوري حول زيارة عون الى دمشق

نهارنت/6/12/2008

نهارنت/تترافق زيارة رئيس كتلة الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون الى سوريا مع حرب اعلامية بين داعمي الزيارة من جهة، وبين منتقديها ومعارضيها من جهة اخرى. فقد دخل الاعلامان السوري والفرنسي على خط المواجهة، بما نشرته صحيفة Le Figaro عن لقاءات عقدها عون مع ممثلين من الموساد الاسرائيلي في منفاه في فرنسا. وقالت الصحيفة الفرنسية في عددها الصادر الخميس ان عون التقى عدة مرات بين عامي 1991 و2005 ممثلي الموساد، "مما دفع الاستخبارات الفرنسية التي كانت تراقب تحركاته الى نصحه بعدم اجراء هذا النوع من المقابلات مع عملاء دولة في حالة حرب دائمة مع لبنان". واضافت ان عون رفض الانصياع الى هذه النصائح وهو كان من المعارضين الاساسيين للوجود العسكري السوري في لبنان. واشارت الى انه منذ عودته الى لبنان في العام 2005، بدّل عون رأيه ليتموضع في الفريق الذي يشارك حزب الله بوجوب انشاء علاقات جيدة مع دمشق. وكانت صحيفة الوطن السورية نقلت الاربعاء عن "أوساط فرنسية رسمية رفضت الكشف عن هويتها"، ترحيبها بزيارة عون إلى دمشق. وقالت الصحيفة ان المصدر الفرنسي رفض التعليق على الزيارة معتبراً أن هذا أمر يخص اللبنانيين والسوريين، واضاف: "لكن لا يسعنا إلا الترحيب بكل مبادرة من شأنها المساعدة على تطبيع العلاقات بين سوريا ولبنان".

 

 

 "الاحرار" لا يعير انتباها لزيارة عون الـــى دمشـــق "بالغا ما بلغ وضعها واعتداد القائم بها بانجازات مزعومة"

نهارنت/6/12/2008

المركزية - أشار حزب الوطنيين الاحرار الى انه لا يعير انتباها لأي زيارة كتلك التي يقوم بها العماد ميشال عون الى دمشق خارج اطار المؤسسات والمهمات الرسمية، بالغا ما بلغ وصفها وادعاء القائم بها او اعتداده بانجازات مزعومة".

عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

1 - نؤكد مجدداً أهمية أن تقوم علاقات رسمية طبيعية ومؤسساتية بين لبنان وسوريا أسوة بالعلاقات المعروفة بين الدول. ويعني ذلك خصوصاً اتخاذ دمشق موقفاً لا لبس فيه من كيان لبنان واستقلاله وسيادته يدحض الإيديولوجية التي اعتمدتها منذ قيام لبنان الكبير في 1920 واستقلاله عام 1943 وحتى اليوم. هذا الموقف يجب أن يتجلى بالإحجام عن التدخل، المباشر وغير المباشر، في شؤونه الداخلية، حتى لو اقتضى ذلك صعق مدمني التبعية والزحف والتزلف والاستجداء اللبنانيين بصفعة تعيد اليهم بعض حياء وقليلاً من الاصالة الوطنية. ويترجم أيضاً بعلاقات ديبلوماسية صافية وصادقة وبناءة، مما يعني في ما يعنيه القضاء على ازدواجية قنوات الاتصال والتواصل بحل المجلس الأعلى وإلغاء الاتفاقيات المجحفة، وفي مقدمها المعاهدة الأمنية وترسيم الحدود وحل مشكلة المفقودين وإطلاق المعتقلين في السجون السورية، والرجوع عن استعمال قواعد المنظمات الفلسطينية الموالية لها للإبتزاز ولتصدير الإرهاب والإرهابيين.

ولا نعير انتباهاً لأي زيارة ـ كتلك التي يقوم بها زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون ـ إلى دمشق خارج إطار المؤسسات والمهمات الرسمية بالغاً ما بلغ وصفها وادعاء القائم بها أو اعتداده بإنجازات مزعومة.

إلا أن الموضوعية تفرض التذكير ببعض الأمور ومنها: أن سوريا أجبرت على مغادرة لبنان عام 2005 ولو كان الأمر عكس ذلك لكانت قبلت تطبيق اتفاق الطائف وفق المهل التي حددها. وهي قبلت مرغمة العلاقات الديبلوماسية ـ التي تصبح فارغة من المضمون إذا أصرت دمشق على بقاء المجلس الأعلى وعلى التحكم باختيار السفير اللبناني ناهيك عن خطر تحويل إيجابياتها ممارسات في منتهى السلبية بمساعدة حلفائها اللبنانيين ـ ولا يغيب عنا التذكير أنه لا يحق لأي كان التكلم باسم شريحة عريضة من اللبنانيين خارج الوكالة المعطاة له، وهذا ما لم يتوافر للعماد عون حتى بالنسبة إلى ناخبيه كون البرنامج الذي انتخب وجماعته على اساسه لم يتضمن أي إشارة إلى هذا الأمر، وعلى العكس فإنه يدين برصيده الشعبي إلى التزامه الخط السيادي وإلى مواقفه وتصريحاته المنددة بنهج النظام السوري واعتداءاته والتي انقلبت اليوم دفاعاً عنه إلى حدود خداع الذاكرة الفردية والجماعية لدى اللبنانيين.

2 - ندعو إلى قراءة المعلومات الجديدة والوقائع غير المعلنة، لأسباب تتعلق بسرية التحقيق، في التقرير الحادي عشر للجنة التحقيق الدولية. ومنها تلك التي أماط اللثام عنها بتأكيد التوصل إلى عناصر ومعطيات جديدة تسمح للجنة بربط أشخاص إضافيين بالشبكة التي نفذت اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والصلة بينها وبين واحدة من القضايا التي تحقق اللجنة فيها. إن ما يعنينا في هذا الأمر هو مضي العدالة في القيام بواجباتها وصولاً إلى كشف المجرمين وإنزال أشد العقوبات بهم لأنه يستحيل انتظام أي مجتمع بمعزل عن الحق والعدل. كما أن من شأن جلاء الجرائم التي استهدفت قادة وشخصيات لبنانية استقلالية لإسكات صوت التيار السيادي ردع الإرهاب وإحباط مخططات التبعيين على السواء، مما يشكل دعماً لأصحاب الحقوق وتعزيزاً لصدقية الشرعية الدولية.

3 - نلفت إلى استمرار الضبابية في المواقف من حسم ملكية مزارع شبعا، تارة بتقديم التبريرات المجانية للجانب السوري وتغطية مناوراته وتارة أخرى بالتقليل من أهمية الترسيم وإلقاء التبعية على المنظمة الدولية، لذا يهمنا إبداء بعض الملاحظات ومنها:

- ضرورة تلبية النظام السوري المستلزمات القانونية بإيداعه مجلس الأمن الدولي خرائط واضحة مرفقة بإقرار حاسم بلبنانية المزارع والتعاون الصادق لترسيم الحدود. واستطراداً لا يمكن أن تحل التصريحات الشفوية وحتى المكتوبة خارج الإطار المتعارف عليه محل الإجراءات القانونية المعروفة

- تكمن المناورة السورية، كما بات مكشوفاً، في المماطلة لتبرير منطق المقاومة من ضمن الصفقات مع إيران ومن دون إغفال تذرع إسرائيل بذلك لرفض تجاوبها مع طلب الامم المتحدة إخلاء المزارع وإحلال قوة دولية فيها مقدمة لبت ملكيتها.

- تشكل حالة المقاومة في لبنان ـ وليس في الجولان ـ ورقة في يد دمشق تستعملها في المفاوضة مع اسرائيل وفي استدراج عروض غربية.

أخيراً وفي مناسبة عيد الأضحى المبارك نتقدم من اللبنانيين عموماً ومن المسلمين خصوصاً بأحر التهاني آملين في بلوغ لبنان مرحلة انعدام إمكانية التضحية به بفضل أشقائه وأصدقائه الحقيقيين.

 

عون زار دير صيدنايا ومعلولا وانتقل الى حمـص: لتخطي الحواجز بيننا كبشر ودول لبناء مملكة السلام

نهارنت/6/12/2008

المركزية - في اليوم الثالث لزيارته الى سوريا جال رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون مع الوفد المرافق على عدد من المناطق في ريف دمشق وسط استقبالات شعبية نظمتها السلطات المحلية على وقع قرع الطبول، فزار دير سيدة صيدنايا البطريركي وسط ترحيب شعبي حاشد حيث حمل المواطنون الأعلام اللبنانية والسورية مؤكدين الروابط التاريخية الأخوية التي تجمع لبنان وسوريا ومرحبين "بالصوت اللبناني الحر" . وكان في استقبال العماد عون رئيسة الدير الأم كريستينا باز، كاهن الدير الأب جورج نجمة، كاهن كنيسة السريان في صيدنايا الأب رامي معمر، وكاهن رعية الكاثوليك في صيدنايا الأب عيسى معمر وحشد من الفاعليات الاجتماعية والثقافية ومن رجال الدين المسيحيين والمسلمين.

ورحبت رئيسة الدير بالعماد عون واصفة إياه بأحد أبناء السلام، فرد بكلمة دعا فيها الى التأمل بحياة السيدة العذراء واستخلاص العبر لتخطي الحواجز بيننا أشخاصا ودولا وقال: "نقف اليوم في هذه الكنيسة بكل خشوع ونتأمل بحياتها التي حملت فيها الآلام ولم تتخل عن المحبة وجمعت المعاناة التي ترجمتها محبة تجاه الانسانية جمعاء. نتطلع الى هذه المعاني لنأخذ منها العبر ونتخطى بها مصاعب الحياة والحواجز التي تفصلنا بين بعضنا كبشر وكدول لنقيم مملكة السلام".

وانتقل العماد عون الى دير مار سركيس وباخوس حيث استقبله رئيس الدير الأب توفيق عيد وصليا معا بالآرامية وقدمت له لوحة عن أيقونة العشاء السري.

ثم زار العماد عون دير القديسة تقلا في معلولا حيث كان في استقباله رئيسة الدير الأم بلاجيا وكاهن الدير الأب الياس بخيل الى جانب الرهبان والراهبات والوفود الطالبية والكشفية والشعبية بالطبول والزغاريد وأغصان الزيتون. ومشى في ممر القديسة تقلا أولى الشهيدات المسيحيات.

في حمص: ومن ريف دمشق انتقل العماد عون الى محافظة حمص حيث كان في استقباله المحافظ محمد إياب غزال في مركز المحافظة، فرحب به وقدم له تحفة رمزية للملكة زنوبيا. وانتقل بعدها الى كنيستي سيدة السلام وأم الزنار حيث استقبله المطارنة والأساقفة والمشايخ وشدد عون في كلمته على البناء من أجل المستقبل سواء نجحنا أو لم ننجح سنكون قد حاولنا. كما أقيمت على شرفه والوفد المرافق مأدبة غداء في حمص.

 

 "الرئاسة بألف خيـــــر اذا كان الرئيس كميشال سليمان"

زهرا: كلام عون عن تعديل الطائف لا يوصل الا الى المثالثة

نهارنت/6/12/2008

المركزية - أشار عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا الى ان اتفاق الطائف لم يأخذ صلاحيات رئيس الجمهورية، والرئاسة بألف خير اذا كان رئيس الجمهورية كالرئيس الحالي ميشال سليمان، معتبرا ان سليمان أثبت انه يقود الدولة بنجاح.

ورأى زهرا انه لا يمكن العبث باتفاق الطائف قبل استقرار المؤسسات الدستورية في لبنان، معتبرا ان كلام رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون عن تعديل الطائف لا يُوصل اليوم الا الى المثالثة، مشيرا الى ان المعارضة لن تحصل على الغالبية النيابية لكي تذهب لتعديل الدستور كما قال عون.

وفي حديث الى "اخبارية المستقبل" رد زهرا على اتهام عون الحكومة الحالية بأنها وهمية، وبأن مجلس الأنماء والأعمار هو الحكومة الحقيقية، فأكد ان المجلس المذكور يكلف من قبل مجلس الوزراء لتنفيذ مشاريع بناءً على اقتراح من الوزراة المعنية (الأشغال او غيرها) والعماد عون "يقوّص" في كل الأتجاهات! والمهم الأدعاء انه هو الأنظف وهو الأكفأ وهو الذي لا يتورط، وكل الباقي غير مفيد، والمهم ان عون اليوم جزء اساسي من هذه الحكومة وهو يأخذ فيها حقائب وزارية اساسية، والحملات الأعلامية بات معروفاً تماماً ان العماد عون من اشطر من يتعاطى البروباغندا والتي يبرع فيها الى حد الأعتقاد بقدرته على الأقناع مع لبوسه "العباءة الدمشقية" والأدعاء تالياً بأنه يمثل اللبنانيين ومسيحيي لبنان!.

وعلّق زهرا على ما اوردته صحيفة "الفيغارو" الفرنسية عن اتصالات بين العماد ميشال عون والموساد الأسرائيلي خلال فترة اقامة عون في فرنسا بين العام 1991 والعام 2005، فرأى ان طريق عودة عون ربما بدأت من هناك خصوصاً واننا جميعاً نعرف عن تبادل الخدمات والمنافع (خاصة على الصعيد المخابراتي) بين سوريا واسرائيل، واشار زهرا الى ان التخطيط لزيارة عون لدمشق ربما يكون قد بدأ في تلك المرحلة؟ بما يذكرنا بالمغفور له المرحوم ايلي حبيقة، وبما يدل الى اين توصل آخرة العلاقات المزدوجة! وعن زيارة عون الى سوريا، رأى زهرا انه لا يمكن قراءة الاستقبال السوري لعون الا رسائل موجهة تبدأ بالرئيس سليمان والبطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير ولا أعرف أين تنتهي. ورأى زهرا ان توقيت زيارة عون الى سوريا مع زيارة الرئيس سليمان أخذت من أهمية زيارة سليمان الى الخارج التي تهدف لاعادة لبنان الى الخارطة الدولية، مشيرا الى ان زيارة سوريا مرفوضة بالشكل لانها تتم قبل اجراء التبادل الديبلوماسي، وان على عون ان يمر ببكركي أولا قبل ان يتكلم عن تمثيل المسيحيين المشرقيين وقبل ان يزور الأماكن الدينية في سوريا.

 

"أي زعيم مسيحي يزور دمشق للقاء المسيحيين وهو يخاصم رأس كنيسته؟"

محفوض عرض "كتاب سوريــا الأسود في لبنان" أعده عون في بـاريس

وحـذر من محو ذاكرة اللبنانيين عبر تسويق معـادلة "حلّوا بقا عن سوريا"

نهارنت/6/12/2008

المركزية - سأل رئيس "حركة التغيير" عضو قوى 14 آذار المحامي إيلي محفوض "أي منطق هذا الذي يقول بزعيم مسيحي يزور سوريا لافتتاح كنيسة وللقاء المسيحيين هناك وهو على ارضه يخاصم رأس كنيسته ويعادي المسيحيين الذين لا يوافقونه طروحاته"؟ ورأى وجود عملية محو ذاكرة مبرمجة عند اللبنانيين عبر تسويق معادلة جديدة هي "حلّوا بقا عن سوريا" وحذر "من جعل المسيحيين مجرد غطاء لسورنة الحالة الاستثنائية في هذا الشرق".

عقد محفوض مؤتمرا صحافيا قبل ظهر اليوم في نادي الصحافة في حضور أعضاء مجلس القيادة في حركة التغيير، أعلن فيه عن كتاب سوريا الأسود في لبنان le livre noir de la syrie au liban والذي حمل عنوان "القمع والإرهاب والهمجية المنظمة ضد شعب لبنان" والذي "وضعه العماد ميشال عون في باريس أيام المنفى ليكون بمثابة مسودة المشروع السياسي لتياره"، ويروي فترة الاحتلال السوري للبنان طيلة ثلاثين عاما والاغتيالات وجرائم القتل التي نفذها النظام السوري في حق اللبنانيين والقيادات السياسية والحزبية والصحافييين...

وأشار محفوض الى أن حركة التغيير رأت من واجبها ان تضع بين أيدي اللبنانيين هذا الكتاب الأسود ليكون بمثابة المرجع الموثق لما ارتكبه السوريون.

ولفت الى أن كلامه ليس ردا على زيارة العماد عون الى سوريا ولا هو عتب او ضغينة أو حقد إنما "لأننا أمام مرحلة مصيرية في تاريخ المسيحيين في لبنان" وسأل "أي منطق هذا الذي يقول بزعيم مسيحي يزور سوريا لافتتاح كنيسة وللقاء المسيحيين هناك وهو على ارضه يخاصم رأس كنيسته ويعادي المسيحيين الذين لا يوافقونه طروحاته"؟

واستغرب محفوض "التفاهم مع أحزاب موالية لسوريا كالقومي والبعثي"، مشيرا الى "ان صاحب هذا النهج لا يدري ماذا يفعل بالمسيحيين ولعل السؤال بسيط لو يطرحه على نفسه لكان وجد أن الشرخ والحقد المعممين في صفوف المسيحيين قد يلزمه عقود من الزمن لمحو تداعياته".

ورأى وجود عملية محو ذاكرة مبرمجة عند اللبنانيين عبر تسويق معادلة جديدة "حلّو بقا عن سوريا" وحذر "من جعل المسيحيين مجرد غطاء لسورنة الحالة الاستثنائية في هذا الشرق" كما حذرهم من "الذمية القادمة إليهم لا محال".

وعدد محفوض أهم ما جاء في كتاب سوريا الأسود وأهم مراحل "الروزنامة الطويلة للجرائم والاغتيالات التي نفذها النظام السوري" أهمها "اغتيال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي كمال جنبلاط ورئيسي الجمهورية بشير الجميل ورينيه معوض" كما لاحظ الكتاب "أن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع اعتقل وزج بالسجن بعدما قام عملاء جميل السيد والحزب القومي السوري بتفجير كنيسة سيدة النجاة".

وإذ رأى محفوض أن زيارة سوريا حق للعماد عون لفت الى أنه من المعيب أن تتعامل سوريا مع نائب لبناني بهذا الشكل وتقلل بهذا الشكل من قيمة رئيس الجمهورية اللبنانية.

وأسف لاستبدال عبارة الاحتلال السوري والوصاية السورية في ورقة التفاهم مع حزب الله بعبارة التجربة السورية في لبنان.

وأوضح ان المعركة ليست مع "شخص أو مع رفاقنا في التيار العوني بل هي معركة مزدوجة مع عدوّين، العدو الاسرائيلي والسوري والمستمر لتاريخ هذه اللحظة ومن يريد توصيف هذا النظام بغير هذا الوصف فليوصفه وحيدا".

وأشاد محفوض بمنظمة التحرير الفلسطينية الذي اعتذر ممثلها عباس زكي من بيت الكتائب عن كل الممارسات في حق اللبنانيين مستغربا أنه ولغاية الآن لم يعتذر أي موظف سوري من اللبنانيين عن كل ما تسببوا به في مرحلة الوصاية وسأل على ماذا يجب أن يعتذر اللبنانيون؟

ولفت الى أن الكتاب سيوزع على جميع اللبنانيين في مختلف المناطق وعلى طلاب المدارس والجامعات من خلال أرباب العائلات والعمال والنقابات والمهن الحرة، "وإذا اضطر الأمر سنقيم حواجز سليمة وحضارية على الطرقات من باب تصحيحي لما يجري اليوم على مستوى العلاقات اللبنانية - السورية".

 

النائب حبيب :العماد عون فرض على قواعده الشعبية خلال زيارته الى سوريا وقائع غير ما سمعوها منه

وطنية - 5/12/2008 (سياسة) ابدى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب في تصريح "للانباء"، عدم استغرابه "لما جاء في كلام العماد ميشال عون اثناء مؤتمره الصحافي في العاصمة السورية دمشق اثر لقائه الرئيس السوري بشار الاسد"، واصفا اياه ب"الكلام القديم المتجدد انما بصورة اكثر تعبيرا عن مدى تبعيته لسوريا وعن اعطائه هذه الاخيرة شأنا ومكانة يعلوان بأبعادهما على كرامة لبنان واللبنانيين، سواء من حيث مطالبته للبنانيين المبادرة الى الاعتذار من سوريا عن سني الحرب وعما تسببوا به من ضرر واذى لحق بها وبنظامها الحاكم، او من حيث قتله الشهيد مرتين,الاولى عبر حروبه الوهمية للنفاذ منها الى كرسي الرئاسة والثانية عبر مطالبة اللبنانيين (اهالي الشهداء) بالاعتذار لسوريا"، متسائلا "ما اذا كان العماد عون سيطلب لاحقا من "حزب الله" ايضا المبادرة الى الاعتذار من الحكومة الاسرائيلية جراء ما تسبب به من ضرر لحق بجيشها اثناء المواجهات العسكرية بينهما طيلة السنين الغابرة، وذلك لطالما استباح عون بأقواله وافعاله كرامة اللبنانيين وشرف مطالبتهم بالسيادة اللبنانية".

وتساءل النائب حبيب عن "مكمن الموجبات الداعية من وجهة نظرالعماد عون الى تنقية الوجدان اللبناني واعتذار اللبنانيين اولا من النظام السوري، وما اذا كانت اسباب الاعتذار تكمن في اساءة الجيش اللبناني للدولة السورية حكومة وشعبا اثناء احتلاله لها وفرضه الوصاية على الادارات والمؤسسات الرسمية السورية وعلى القطاعين القضائي والمصرفي وغيرهما من المؤسسات الحكومية ذات الركائز الاساسية لقيام الدولة، وما اذا كانت تكمن ايضا في انتهاك الجيش اللبناني لكرامات الشعب السوري من خلال اعتقال ابنائه وسوقهم داخل صناديق السيارات المدنية منها والعسكرية الى اقبية وغرف التعذيب السوداء، وما اذا كانت ايضا وايضا تكمن في سلسلة من الاغتيالات التي نفذتها المخابرات اللبنانية بحق القيادات السورية من رؤساء ومسؤولين سياسيين وعسكريين. ناهيك عن تلك التي طالت اغتيالا واعتداء شريحة واسعة من رجال الدين ومن اهل الصحافة والاعلام والادب والرأسمالية"، مطالبا الوسائل الاعلامية كافة ب"إعادة نشر وبث كلام العماد عون عن اتهامه للمخابرات السورية بالوقوف وراء اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، الكلام الذي يؤكد دون اي شك او التباس زيف ادعاءاته ومواقفه السابقة حيال السيادة والاستقلال".

ورد النائب حبيب على كلام العماد عون حيال عدم تدخل سوريا ومخابراتها في الانتخابات النيابية في لبنان، مذكرا "العماد عون والمصطفين حوله والمصفقين له بما تقصد نسيانه حيال مطالبته بمقاطعة الانتخابات النيابية في العام 1992، وذلك بسبب تعليب النظام السوري ومخابراته على حد قول عون نفسه للوائح المرشحين وفرضها على اللبنانيين"، ومذكرا اياه ايضا بكلامه خلال مؤتمره الصحافي "من "الهوت ميزون" في منفاه الباريسي آنذاك, عن عدم اعترافه بالمجلس النيابي المنبثق من نتائج الانتخابات المذكورة كونه صنيعة المخابرات السورية وغير ممثل لارادة اللبنانيين الاحرار والمستقلين"، معتبرا "ان العماد عون فرض على قواعده الشعبية من خلال إلباسه علنا العباءة السورية ولغايات واهداف زعاماتية وانتخابية, وقائع مغايرة لتلك التي سمعوها منه ورأوها في مواقفه الغاشة لهم اثناء مواجهاته المزيفة للاحتلال السوري". وختم لافتا الى "ان الرئيس السوري بشار الاسد كشف عمدا او عن غير قصد، انما مشكورا، هذه المرة، عن حقيقة ما ادعاه العماد عون زورا امام الرأي العام اللبناني لا سيما عن خلخلته لمسامير نعش النظام السوري,اثناء ما اسماه عون من منظاره الراصد لكرسي الرئاسة الاولى "بحرب التحرير"، مهنئا "سوريا وحلفاءها في لبنان بالعماد عون وبعملية "القلب المفتوح".

 

 

حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

ان قرار الإنفتاح على النظام السّوري على النحو الجاري حالياً جاء مبكراً ومتسرّعاً. مبكراً، لأن الشعب اللبناني غير مهيأ بعد لتقبّل مثل هذا الإنفتاح الصاخب نظراً لحجم المآسي التي حلت به على يد هذا النظام طوال العقود الثلاثة الماضية. ومتسرّعاً، لأن النظام المذكور لم يُظهر حتى الساعة أي رغبة حقيقية في تغيير سلوكه العدائي تجاه لبنان، والتخلي عن أطماعه في السيطرة عليه، الّهم ما عدا قبوله المبدأي بالتبادل الديبلوماسي الذي نعتبره حتى الآن إجراءً شكلياً ليس أكثر، بينما الحدود ما زالت سائبة وقوافل السّلاح والمسلحين تنتهك حرمتها كل يوم قادمةً من سوريا لتعزيز مواقع المنظمات اللبنانية والفلسطينية الموالية لها في لبنان، وقضية المفقودين والمعتقلين ما زالت متروكة لعبث اللجان المختصة أو بالأحرى اللجان المتخصصة في تمييعها ولفلفتها.

اما القول بوجوب تصحيح العلاقات مع سوريا بعد ان إنسحبت من لبنان فهو قول غير صحيح، أولاً، لأنها ما زالت موجودة فيه أمنياً وسياسياً وبشكل فاعل، وقادرة على زعزعة إستقراره وتعطيل قراره ساعة تشاء، فضلاً عن انها حاضرة في كل تفصيل من تفاصيل حياته السياسية. وثانياً، لان تصحيح العلاقات يجب ان يبدأ بمبادرة من دمشق لا من بيروت بإعتبار ان سوريا هي التي إعتدت على لبنان وإحتلت أراضيه وليس العكس، وعليه لا يجوز المساواة بين المعتدي والمعتدى عليه أو بين الجلاد والضحية.

وإذا كان القصد من هذا الإنفتاح منح النظام السّوري براءَة ذمّة مجّانية عن الجرائم الكثيرة التي إرتكبها في لبنان، فان اللبنانيين يرفضون هذا الأمر رفضاً قاطعاً سيّما وان الجراح ما زالت ساخنة وفظاعة الجرائم ما زالت ماثلة أمامهم ومحفورة في ذاكرتهم ووجدانهم الوطني، كما يرفضون وبشدّة هذا القفز المخزي فوق جثث الشهداء والرقص المتمادي على قبورهم.

اما الإدّعاء بان الإنفتاح على النظام السّوري يؤدّي إلى تعزيز نفوذ "المسيحيين في لبنان" فهو إدّعاءٌ باطل يدحضه الواقع والتاريخ، إذ ان أحداً لم ينكّل "بالمسيحيين اللبنانيين" كما فعل هذا النظام، من دون ان ننسى رعايته لإتفاق الطائف الذي أفرغ رئاسة الجمهورية أي أعلى موقع "للمسيحيين" من صلاحياتها، وإجتياحه العسكري لمناطقهم الذي قضى على ما تبقى من نفوذهم السياسي.

ليت المتهافتين على مصالحات سوريا وخطب ودّها يتشبّهون بحكّام دولة الكويت الذين ما زالوا حتى اليوم يرفضون مصالحة الأنظمة التي ساندت صدّام حسين في غزوته لبلدهم. لبَّـيك لبـنان                                        

أبو أرز  /في ٦ كانون الأول ۲۰۰٨.

 

بري يطلق إشارة أيجابية إلى إعادة تشكيل المجلس الدستوري ...

عون من دمشق يأمل بأكثرية نيابية لـ«تصحيح تحفظاته» عن «الطائف»

بيروت - محمد شقير-  الحياة  - 05/12/08//

حملت زيارة رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» اللبناني العماد ميشال عون «الرئاسية» لدمشق في يومها الثاني أمس موقفاً سياسياً لافتاً بقوله: «نأمل بأن نصل الى الأكثرية في المجلس النيابي في الانتخابات النيابية المقبلة كي نستطيع أن نصحح تحفظاتنا عن اتفاق الطائف، وهي كثيرة أولها عدم التوازن بين الرئاسات الثلاث: واحدة بلا صلاحيات هي رئاسة الجمهورية والثانية رئاسة الحكومة التي تجمع بيدها كل مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسات المعنية بالمراقبة».

موقف عون جاء في محاضرة ألقاها في فرع كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق، وينتظر أن يؤدي، في ظل الأجواء السياسية الساخنة في لبنان، الى فتح الباب أمام عودة السجال في شأن اتفاق الطائف الذي أنتج الدستور اللبناني الجديد، خصوصاً أن موقفه يشكل مساساً بمادة ميثاقية توافقية أساسية في الدستور تتناول تحديد صلاحيات الرئاسات الثلاث، إضافة الى أنه انبرى الى الحديث عن تعديل اتفاق الطائف بالنيابة عن حلفائه وتحديداً «حزب الله» وحركة «أمل»، والأخيرة، كما هو معروف، ليست في وارد جر البلد الى نقاش يقود الى تسخين الأجواء من دون الوصول الى نتيجة.

وإذا كان حديث عون عن تعديل «الطائف» لا يلزم حلفاءه، فإنه في المقابل يتناقض مع موافقته على اتفاق الدوحة الذي هو جزء من الطائف، ولم يصدر عنه عند التوقيع عليه أي تحفظ عن «الطائف» الذي يتعامل معه عون على أنه كان وراء إخراجه من القصر الجمهوري في بعبدا في 13 تشرين الأول (اكتوبر) 1990 بعملية مشتركة نفذتها وحدات من الجيشين السوري واللبناني.

ومع أن عون كرر في محاضرته المواقف نفسها من «حزب الله» والمقاومة التي «حققت معجزة بانتصارها على إسرائيل، على رغم تخاذل البعض ونجحت في فرض معادلة عسكرية ستبقى قائمة طالما بقي مجتمعنا يواصل دعمه للمقاومة»، فإنه بادر الى توضيح موقفه في شأن الاعتذار الذي كان أعلنه في مؤتمر صحافي عقده أول من أمس بعد اجتماعه مع الرئيس السوري بشار الأسد وقال إنه تعرض الى «عملية تشويش» حورت ما طلبه «من اللبنانيين الموجودين في بيروت بالاعتذار منا باعتبارهم هم من آذونا وعندها نطلب من السوريين اعتذاراً آخر».

لكن توضيح عون هذا، لن يخفف من التفاعلات السياسية التي أحدثها تصريحه الأول عن «الاعتذار» وعلمت «الحياة» أن البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير لم يكن مرتاحاً الى بعض مواقفه مع انه آثر عدم التعليق في الوقت الحاضر. ونقل زوار صفير عنه سؤاله: «لمن سيوجه الاعتذار. وعلى ماذا؟ ومن قصف البلدات والقرى بالمدفعية الثقيلة. وكيف نترجم الرغبة في إقامة علاقة من دولة الى دولة؟».

وإذ اكتفى صفير بهذا السؤال، فإن مصدرا قياديا في الأكثرية سأل: «لماذا تجاهل عون أي ذكر لتطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان وأين موقفه من مقررات مؤتمر الحوار الوطني الأول الذي عقد برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري في آذار (مارس) 2006، لا سيما في شأن تحديد الحدود بين البلدين وجمع السلاح الفلسطيني من خارج المخيمات وضبطه وتنظيمه في داخلها وهو كان أول من كان أدرجها في برنامجه الانتخابي في ربيع 2005 وعاد عنها بعد التوصل مع حزب الله الى ورقة التفاهم؟».

غير أن مصادر سياسية حيادية متابعة لزيارة عون لدمشق ومواقفه منها ترى أن سورية حققت نجاحاً كبيراً بتلبيته الدعوة الى زيارتها، لكن مدى قدرة عون على توظيفها في توفير الحماية لمسيحيي الشرق وتأمين الاستقرار لهم تتوقف على مزاج الشارع المسيحي في تعاطيه معها وهذا ما لا يمكن ملامسته إلا من خلال الانتخابات النيابية المقبلة.

الى ذلك، أطلق أمس الرئيس بري أول إشارة إيجابية باتجاه إعادة تشكيل المجلس الدستوري، بدعوته الهيئة العامة في البرلمان الى عقد جلسة في 18 الجاري لانتخاب خمسة أعضاء جدد في المجلس على أن يعين مجلس الوزراء لاحقاً خمسة آخرين على قاعدة مراعاة التوازن الطائفي.

وبالنسبة الى جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان العائد أمس من برلين بعد زيارة رسمية لألمانيا، استبعدت مصادر وزارية احتمال طرح التعيينات الإدارية والقضائية من خارج جدول الأعمال، لكنها لم تستبعد في حال كانت الأجواء السياسية مواتية، ان يصار الى البحث في الآلية الواجب اعتمادها.

ويبقى الشيء الأهم من خارج جدول الأعمال تلويح عدد من الوزراء المنتمين الى الأكثرية برغبتهم في السؤال عن النتائج العملية لزيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي السبت الماضي لدمشق لقطع الطريق على ما تداولته بعض وسائل الإعلام في شأنها، خصوصاً بالنسبة الى إحياء لجنة التنسيق المشتركة بين الجيشين اللبناني والسوري وقضايا أخرى على اتصال مباشر بالاستراتيجية الدفاعية المدرجة على جدول أعمال الحوار برعاية رئيس الجمهورية. وفي هذا السياق قالت مصادر وزارية لـ «الحياة»: «سمعنا الكثير عن نتائج محادثات العماد قهوجي في دمشق ومن حقنا الاطلاع على حصيلتها لوقف استمرار الاجتهادات في شأنها، وهذا لا يتعارض مع قول رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان الزيارة تمت بقرار من مجلس الوزراء وبعلم منه شخصياً

 

زيارة عون و7 أيار 2005 و2008

وليد شقير- الحياة  - 6/12/2008

يكون من غير الواقعي ان يستغرب بعض الأوساط في لبنان زيارة زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون سورية، وأن يُفاجأ بالمواقف التي أطلقها «الجنرال» من العاصمة السورية، أو بالحفاوة الاستثنائية التي استقبلت معها القيادة السورية الخصم القديم الذي قاتلها وقاتلته بالحديد والنار في آخر الثمانينات من القرن الماضي.

فتقارب المواقف بين الجانبين بدأ يحصل منذ سنوات. وإذا كان البعض يشكك بروايات الوسطاء والأصدقاء المشتركين القدامى، عن كيفية ترتيبهم عودة العماد عون الى لبنان قبل 7أيار (مايو) من عام 2005 (تاريخ قدومه من المنفى) والتسوية التي حتمتها الصفقة التي أُجريت آنذاك، فإن تطابق المواقف من القضايا الحساسة خلال السنوات الثلاث الماضية كان كفيلاً بإزالة الشكوك من جهة، وكان اختباراً على الطريقة السورية لمدى إمكان الاتكال من جانب دمشق على صديق وحليف مثل العماد عون، من جهة ثانية. وهذا ما جعل الرئيس السوري بشار الأسد يمتدح مواقف عون المبدئية. فمن عادة الجانب السوري ان يختبر الأصدقاء والحلفاء مدة من الزمن، قبل ان يمنحهم أي صفة أو وصف أو يمحضهم ثقته وأن يستقبلهم على مستوى عالٍ.

كانت الصفقة قضت حينها بألا تقترن عودة عون بأي تحالف مع تيار «المستقبل» وآل الحريري في الانتخابات النيابية التي أُجريت عام 2005، وألا يأخذ الجنرال موقفاً سلبياً من «حزب الله» وسلاحه، على ذمة الرواة من الأصدقاء والوسطاء الذين قاموا بترتيب الأمر.

وبين 7 أيار 2005 وزيارته دمشق أول من أمس، تدرج العماد عون في المجاهرة بتقارب مواقفه مع دمشق، الى درجة انه كان في بعض الأحيان يسبق بعض أكثر حلفائها إخلاصاً، في الدفاع عنها وفي المشاركة في تغطية سياستها في لبنان، وإلى درجة انه في موضوع الاغتيالات، لم يأخذ حتى بالحجة القائلة إنه لا يجوز اتهام سورية أو إصدار أحكام حول هذه الاغتيالات من دون أدلة يكشفها التحقيق، فكان يرد التهمة عن دمشق ويتهم السلطات اللبنانية نفسها، الأمنية والسياسية، من دون ان ينتظر بدوره، نتائج التحقيق والأدلة... بل ان العماد عون تولى، من بين سائر قادة المعارضة، وحده اتهام السلطات اللبنانية بأنها المسؤولة عن عدم تنفيذ قرارات الحوار الوطني المعنية بها سورية مثل إزالة السلاح الفلسطيني الحليف لها، خارج المخيمات وضبطه داخلها وتحديد الحدود في منطقة مزارع شبعا. ورفع بذلك الحرج عن دمشق التي رأت في قرارات الحوار هذه استعجالاً من حلفائها في الموافقة عليها في آذار 2006، تطلب الكثير من المناورات لتأخير تنفيذها...

وتستطيع الزعامات والقيادات السياسية اللبنانية التي سبق ان مشت مع السياسة السورية في لبنان أو تحالفت معها، فخاصمت عون بفعل هذا التحالف، ان تدرك ماذا يعني كل تصريح أو موقف يصدر عن عون الآن في الاختبار اليومي الذي تجريه دمشق للحلفاء المحليين، لا سيما في القضايا الحساسة... فاللعبة هي نفسها، ولا تفعل زيارة العماد عون سوى تأكيد انقلاب الأدوار بين اللبنانيين. فدمشق لم تتبدل، بل ان بعض اللبنانيين هم الذين تبادلوا المواقع. وما كانت السياسة السورية تمارسه من ضغط وقهر على عون وآخرين بتغطية من حلفائها السابقين، باتت تسعى إلى ممارسته الآن على بعض هؤلاء الحلفاء، بتغطية من العماد عون نفسه.

فمنذ تاريخ عودة عون من المنفى في 7 أيار 2005، شهد المسار المتدرج تغطية من قبله لعملية إلغاء مفاعيل الانتخابات النيابية الماضية حيث جاءت الأكثرية لمصلحة «المتمردين» على سورية، ولمواجهته قيام المحكمة الدولية، عبر تغيير تركيبة السلطة، وصولاً الى استخدام السلاح في 7 أيار 2008، لفرض حكومة الثلث المعطّل. وهكذا نشأ مسار كان لا بد لزيارة الجنرال من ان تتوجه. لكن الزيارة تعلن مرحلة جديدة من التحرك السوري في لبنان، بالتزامن مع الانتخابات النيابية التي تأمل دمشق بأن تؤدي إدارتها لها الى حصولها على أكثرية النصف +1 فيها، بالتعاون مع عون، لفرض اسم رئيس الحكومة الذي تفضل. كما انها تعلن مرحلة جديدة في العلاقة مع الرئيس ميشال سليمان الذي يراهن على علاقة سوية ومتوازنة مع نظيره السوري، في وقت يكرّس الأخير، العماد عون حصانه الأول في لبنان، ليستدرج التنازلات من الرئيس اللبناني، عما قاله في خطاب القسم

 

بطل باب حارة حريك

يحي جابر ، لبنان الآن 6/12/2008

لا أستغرب من بطل حارة حريك، أن يزور أبطال مسلسل باب الحارة، فالقبضاي "أبو أورانج" الذي كان يحلم بوطن طويل وعريض، صار الآن الوطن بين يديه بحجم حارة، بمساحة زاروب، بمساحة بيت في حي، بمساحة غرفة في بيت. ضاقت فكرة لبنان العظيم، وصار أصغر من حارة...! لا أستهجن، فالجنرال العقيد صاحب نخوة، ومخلص لرفاق دربه! هو القبضاي المبدئي الذي لا يتغير ولا يغير مبادئه! هو أبو المراجل، الذي لم يهرب يوماً من ساحة وغى أو من ساحة قصر!

لا أندهش من رجل طيب القلب، وعلى نياته، والذي في قلبه على لسانه... شتائم ومسبات! هو الأبيض بياضاً، ونظيف الكف، ونظيف اللسان، ونظيف الجيبة!

فعلاً إنه بطل باب الحارة، والحارة مشتقة من فعل حار وإحتار وفعلاً لقد حيرني وإحترت معه...هو قبضاي، من قانون محاسبة سورية، إلى قانون محاسبة لبنانيين...هو المحاسبجي، ماسك دفاتر، فاتح ملفات. هو المحاسبجي، يضرب ويطرح ويقسم ويجمع متى يريد وضمن جداوله فقط! رجل المحاسبات الدائم،... يوماً ما، سيأتي زمن ما، ولا بد من وجود قانون لمحاسبة الجنرال على أخطائه، حيث كل خطأ كلفني دماً ومالاً...ومازال بطل مسلسل باب حارة حريك... مستمراً وبنجاح كبير في هبوطه!

 

لو فيغارو" تكشف عن لقاءات بين عون والموساد الإسرائيلي في باريس

GMT 8:30:00 2008 الجمعة 5 ديسمبر / وكالات

بيروت، وكالات: نشرت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية خبراً تحت خانة "أسرار لو فيغارو" حمل عنوان: "عندما كان الجنرال عون يلتقي الموساد في باريس"، قالت فيه "فيما يلي نوع من المعلومات لن يعجب أصدقاءه السوريين الجدد: الجنرال اللبناني ميشال عون، الذي يزور حالياً دمشق، التقى مرات عدة ممثلين للموساد الإسرائيلي في باريس، خلال منفاه في فرنسا بين العامين 1991 و2005".

وأضافت الصحيفة ان "أجهزة الاستخبارات الفرنسية التي كانت تراقب تحركاته (عون)، نصحته بعدم لقاء عملاء دولة لا تزال في حالة حرب مع لبنان، لكن الجنرال المسيحي رفض الإصغاء الى هذه التحذيرات، حينها كان ميشال عون أحد المعارضين الرئيسيين للوجود العسكري السوري في لبنان، أما الآن فقد بدّل الجنرال رأيه ليتموضع منذ عودته الى بيروت عام 2005، ضمن فريق يضمّ "حزب الله" ويرى وجوب انشاء علاقات جيدة مع دمشق".

وفي سياق آخر كان قد أعلن عون من سوريا ان لديه تحفظات كثيرة عن اتفاق الطائف أولها عدم التوازن بين المؤسسات، موضحا أن رئاسة الجمهورية هي "مؤسسة لها اسم كبير ولكن من دون صلاحيات"، فيما وصف رئاسة الحكومة بأنها "تمسك بجميع المؤسسات التنفيذية في المجتمع وكذلك بمؤسسات المراقبة". وقال ان "مجلس الانماء والاعمار هو الحكومة الحقيقية للبنان ولدينا حكومة وهمية".

وشدد على "وجوب اعادة النظر في الطائف الذي جعله المدافعون عنه أو بعض المستفيدين منه بمثابة الكتب المقدسة يجب عدم المساس بها". لكنه أضاف: "ستأتي الظروف، وهي ليست بعيدة، فجميع الناس سيشعرون ان هناك ضرورة (لاعادة النظر)". ولمح الى ان "هناك انتخابات نيابية نأمل في تأمين الاكثرية خلالها لنقوم بتصحيحات كثيرة في شكل نحافظ فيه على وحدتنا الوطنية (...) ان ما سنقوم به ضروري لاستقامة الاوضاع وممارسة الحكم في شكل سليم". واسهب عون في الكلام عن النزاع العربي – الاسرائيلي. كما طالب عون مجدداً باعتذار اللبنانيين من اللبنانيين قبل طلب الاعتذار من سوريا موضحاً انه لم يطالب بأي اعتذار من اللبنانيين لسوريا.

وعلمت صحيفة "الحياة" أن البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير لم يكن مرتاحاً الى بعض مواقف عون مع انه آثر عدم التعليق في الوقت الحاضر. ونقل زوار صفير عنه سؤاله: "لمن سيوجه الاعتذار. وعلى ماذا؟ ومن قصف البلدات والقرى بالمدفعية الثقيلة. وكيف نترجم الرغبة في إقامة علاقة من دولة الى دولة؟". وإذ اكتفى صفير بهذا السؤال، فإن مصدرا قياديا في الأكثرية سأل: "لماذا تجاهل عون أي ذكر لتطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان وأين موقفه من مقررات مؤتمر الحوار الوطني الأول الذي عقد برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري في آذار 2006، لاسيما في شأن تحديد الحدود بين البلدين وجمع السلاح الفلسطيني من خارج المخيمات وضبطه وتنظيمه في داخلها وهو كان أول من كان أدرجها في برنامجه الانتخابي في ربيع 2005 وعاد عنها بعد التوصل مع حزب الله الى ورقة التفاهم؟".

وفي ارفع موقف لـ"حزب الله" من زيارة عون، وصف نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الزيارة بأنها "تاريخية تفتح الأبواب لإلغاء الحواجز المصطنعة بين الشعبين اللبناني والسوري وليس بين البلدين على الصعيد الرسمي"، واعتبر "ان خيار العماد عون هو خيار استراتيجي، هو يشق طريقاً سيؤثر على تغيير التحالفات ومعالم القوى في المنطقة، وسيؤثر على بناء لبنان المستقبل"، مضيفاً أنه "بهذا الموقف الشجاع والاستراتيجي ينشئ ما لم يتجرأ الكثيرون على إنشائه، هناك الكثيرون ممن ذهبوا إلى دمشق سراقا طلباً للمواقع أما هو فذهب نداً ليعطي ويأخذ من موقع وطنه لبنان..".

المعلم: زيارة عون ستؤدي إلى نتائج طيبة

بدوره أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الزيارة التي يقوم بها عون إلى سوريا ستؤدي إلى "نتائج طيبة للشعبين الشقيقين"، كما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) الجمعة. ونقلت سانا عن المعلم قوله لقناة "او تي في" التابعة للتيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون، ان "هذه الزيارة ستؤدي الى نتائج طيبة لمصلحة الشعبين الشقيقين". ووصف المعلم اللقاء الذي جمع الاربعاء بين عون، الخصم السابق لدمشق، والرئيس بشار الاسد ب"التاريخي والايجابي والودي". واوضح ان "اللقاء التاريخي بين الرئيس الاسد والعماد عون تناول تحليل الماضي للاستفادة من دروسه والبناء على ذلك في وضع قاعدة للمستقبل".

واكد المعلم على "السمات المشتركة بين العماد عون والرئيس الاسد القائمة على الصراحة والمصداقية والقول بما يراه صحيحا والاهم من ذلك الحرص ليس على فئة محدودة في لبنان بل على الشعب اللبناني برمته". واضاف ان زيارة عون الى سوريا "ستزيد من شعبيته (في لبنان) لانه صادق واول كلمة قالها للرئيس الاسد: اي شيء نبنيه لا يحظى بقاعدة جماهيرية واسعة سيسقط (....) هذا منطلق الزعيم الوطني الذي يرعى مصالح بلده".

واثارت زيارة العماد عون الى سوريا واعلانه خلالها "فتح صفحة جديدة" مع دمشق، عدة ردود فعل في لبنان ولا سيما من قبل فريق 14 آذار/مارس (الاكثرية النيابية).وكان عون شن على رأس حكومة عسكرية انتقالية "حرب تحرير" ضد القوات السورية في لبنان في اذار/مارس 1989.

واطاحت به في تشرين الاول/اكتوبر 1990 عملية عسكرية لبنانية سورية نفي على اثرها الى فرنسا. وعاد الى بيروت في ايار/مايو 2005 بعد شهر على انسحاب القوات السورية من لبنان. واحدث عون مفاجأة بتوقيعه في 2005 تفاهما مع حزب الله الشيعي المقرب من سوريا وايران، وفي تشرين الاول/اكتوبر الفائت قام بزيارة لطهران اثارت بدورها ردود فعل عدة.

 

 

قضية اسمها "الجنرال"... 

6/12/2008

بلال خبيز/موقع تيار المستقبل

لم يفصح الجنرال ميشال عون ممن يريدنا ان نعتذر، وعلى ماذا يجب أن نعتذر، والأرجح انه لم يكن يستطيع ان يفصح عن ذلك، وهو الفخور بما أتاه ماضياً وحاضراً وما سيأتي به مستقبلاً. الجنرال أفصح اكثر من مرة انه الوحيد في لبنان، ربما معه صهره، الذي يسير على حد سيف مبادئه ولا يحيد عنها قيد أنملة. فاللبنانيون الآخرون، المعادون للنظام السوري اليوم، هم بحسب رأيه من كانوا حلفاء سوريا، وهم من حكموا لبنان طوال فترة نفيه. وعليهم ان يعتذروا من الشعب اللبناني على موالاتهم للنظام السوري. النظام الذي تغير حسب تعبيره، حيث لمس الجنرال تغييراً كبيراً بين عهد حافظ الأسد وعهد وارثه الرئيس بشار الأسد. لكن الجنرال وهو على عهدنا به صريح وشجاع، لم يشأ ان يحرج مضيفه. وأراد طي الصفحة الماضية كما لو انها لم تكن. لكن هذا يصح بالنسبة إلى النظام السوري، فهو نظام يستحق منا ان نطوي لأجله صفحات وصفحات. أما في ما يتعلق بالداخل اللبناني، فالجنرال يمهل ولا يهمل. لذا ما زال يريد من اللبنانيين ان يعتذروا عما بدر منهم. والحق ان الإعتذار محمود كل ساعة، على ما اخطأنا به ونحن نعلم اننا أخطأنا، وما اتيناه من خطأ ولم نكن نعلم انه خطأ. فهذا مسلك محمود ومطلوب، حتى لو لم يكن ثمة داع للإعتذار ولا منفعة منه، إلا تنفيساً لغضب الجنرال. وليس من واجب الجنرال ان يعتذر من احد، فهو كان طوال فترة حكمه يريد إقامة علاقات ندية مع الشقيقة سوريا، لا أكثر ولا أقل. وقد اثبت النظام السوري انه يعاملنا معاملة الند للند. ألم تسخر طائرة الرئاسة السورية لنقل الجنرال من بيروت إلى دمشق؟ فما الذي يمكننا ان نطالب به بعد؟ الم يستقبل الجنرال استقبالاً مميزاً لم تخص به سوريا لبنانياً من قبل؟

هذا كله مفهوم وواضح ومعاين. لكننا لم نفهم بعد: هل يريدنا الجنرال ان نعتذر منه ام من النظام السوري؟

الاعتذار من الجنرال واجب، ذلك انه اللبناني الوحيد الذي حظي بهذه الحفاوة في سوريا، والأرجح انه بالنسبة للنظام اهم من لبنان كله، دولة وشعباً ومؤسسات. وربما يجدر بالوزير السابق سليمان فرنجية ان يتعظ من تاريخه، فهو الموالي للنظام السوري على طول الخط، لكنه لم يحظ بالتكريم الذي حظي به الجنرال الذي يعتز بخصومته لسوريا. والأرجح ان بعض الموالين لسوريا يعاودون التفكير اليوم بالمثل القائل: ما في محبة إلا بعد عداوة، ويضربون كفاً بكف على تفويت فرصة خصومة النظام السوري سابقاً، ليتسنى لهم اليوم ان ينعموا بالحفاوة التي نعم بها الجنرال.

الجنرال يريدنا ان نعتذر. لقد ذهب إلى دمشق وتحقق شخصياً من ان سوريا، نظاماً وشعباً لا تتدخل في الانتخابات اللبنانية. فلماذا نتهمها بما لا ناقة لها به ولا جمل؟ وبعودته إلى لبنان سالماً أثبت ان النظام السوري لا يقتل خصومه، فمن ذا الذي خاصم النظام السوري اكثر منه في لبنان؟ ومع ذلك أعد له النظام استقبالاً يليق بالملوك. ثم لا حاجة للبنانيين إلى السؤال عن مصير المعتقلين في سوريا. فالشهداء يستشهدون من اجل نصرة القضية والقضية التي اسمها تكريم ميشال عون انتصرت من قبل ان تطأ قدما الجنرال عون ارض الطائرة الرئاسية. لقد تم تكريمه، على ما يعلن، ومن أجل هذا التكريم استشهد الشهداء واعتقل المعتقلون. لقد حقق هؤلاء ما كانوا يصبون إليه، ويجدر بهم ان يحتفلوا في زنازينهم لأن قضيتهم انتصرت وقائدهم حصل على ما يريده من تكريم.

لم تكن الزيارة تشبه عملية القلب المفتوح فحسب، بل كانت تكريماً للخصم الشريف. والنظام السوري يقدر الشرفاء ويجلهم. وهذا ايضاً تثبت منه الجنرال عياناً، فالرئيس الأسد احتفى بضيفه احتفاء لا نظير له، فقط لأن الجنرال شريف والنظام السوري يحب الشرفاء.

هذا كله مما يثلج القلب والحق يقال. ولأنه يثلج القلب ويطري اللسان، يحار المرء وهو يستمع إلى الجنرال، بعد كل هذا التكريم، في سبب الارتباك والإحراج الذي ظهر عليه وهو يحاور الصحافيين. ذلك ان الصحافيين الجاحدين لم ينتبهوا إلى الانجازات التي حققها الجنرال حين ذهب إلى دمشق مكرماً ومعززاً وآثروا إثارة قضايا سخيفة وتافهة من قبيل قضية المعتقلين والمفقودين في السجون السورية، وقضية ترسيم الحدود بين الدولتين. إذ كيف يعقل ان نطالب دولة شقيقة بتقديم وثائق خطية تثبت ملكية لبنان لمزارع شبعا، فيما يعمد رئيسها إلى السماح لنا باستخدام طائرته ومقعده؟ وكيف نصر على معرفة مصير بضع عشرات من المفقودين بعدما اثبت النظام لجميع الناس تعاليه على الخلافات والخصومات؟

لكن سؤالاً يجدر بالمرء ألا يغفل عنه ابداً. هل يستطيع الجنرال ان يشرح لنا كيف يسع النظام السوري ان يعيد الاعتبار لمن خرجوا من سجونه بعد تعذيب طويل؟ وكيف في وسعه ان يشرح للعونيين الذين ديسوا بالأقدام في 7 آب، ان الدوس بالأقدام يتفق أيما اتفاق مع احترام الخصم، وانهم إنما ديسوا تكريماً وتعزيزاً لهم. أم ان هذه هي طريقة النظام في تكريم من يحترمهم، اكانوا من خصومه ام من مواليه؟

 

هل تكفي العباءة السورية لستر عري عون؟

6/12/2008

موقع تيار المستقبل/في اليوم الثاني لزيارته سوريا كشف العماد ميشال عون من جامعة دمشق بالذات ومن على شاشة التلفزيون السوري أيضا، خطة سورية لاسقاط اتفاق الطائف نهائيا بعدما مسخته خلال وصايتها على تطبيقه، بإعرابه عن امله بالفوز في الانتخابات النيابية بالغالبية التي تكفل له اسقاطه قائلا: "هناك انتخابات نيابية نأمل في تأمين الاكثرية خلالها لنقوم بتصحيحات كثيرة في شكل نحافظ فيه على وحدتنا الوطنية"... "ان ما سنقوم به ضروري لاستقامة الاوضاع وممارسة الحكم في شكل سليم".

وهكذا يكون عون قد فضح رسميا تكامل دوره مع دور سوريا في إفشال تطبيق اتفاق الطائف مذ كان في قصر بعبدا، وبعد لجوئه الى فرنسا واتصالاته بالموساد الاسرائيلي هناك، فلن تكفه عباءة وزير الاوقاف السورية لستر عريه السياسي.

صحيفة "الحياة" نقلت عن زوار البطريرك مار نصر الله بطرس صفير سؤاله: "لمن سيوجه الاعتذار. وعلى ماذا؟ ومن قصف البلدات والقرى بالمدفعية الثقيلة. وكيف نترجم الرغبة في إقامة علاقة من دولة الى دولة؟".

كما نقلت الصحيفة عن مصدر قيادي في الأكثرية قوله: "لماذا تجاهل عون أي ذكر لتطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان وأين موقفه من مقررات مؤتمر الحوار الوطني الأول الذي عقد برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري في آذار 2006، لا سيما في شأن تحديد الحدود بين البلدين وجمع السلاح الفلسطيني من خارج المخيمات وضبطه وتنظيمه في داخلها وهو كان أول من أدرجها في برنامجه الانتخابي في ربيع 2005 وعاد عنها بعد التوصل مع "حزب الله" الى ورقة التفاهم؟".

14 آذار متمسّكة بمقررات الحوار الوطني

ومساء امس عقدت قيادات قوى 14 آذار اجتماعا في قريطم مؤكدة على "ضرورة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بالاجماع في الحوار الوطني ولا سيما النقاط المتعلقة بترسيم الحدود اللبنانية – السورية، وتبادل السفراء بين لبنان وسوريا ونزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات.

وعرض المجتمعون الاوضاع السياسية العامة وتوقفوا بقلق شديد امام عودة التوتر الامني والاعتداءات المتنقلة على المواطنين والاعلاميين في العاصمة والمناطق.

واكدت قوى 14 آذار التزامها الكامل أمام الرأي العام اللبناني باستكمال معركتها، وهي معركة تثبيت دولة الاستقلال والقانون وبسط سيادتها على التراب اللبناني كاملا تنفيذا لوثيقة الوفاق الوطني والقرار 1701 ودعت الى رص الصفوف وتوحيد الجهود من اجل استقلال لبنان،

مؤكدة استكمال التحضيرات من اجل اعلان برنامجها الوطني الموحد ولائحتها الانتخابية الموحدة".

سليمان يذكّر بمرجعية الدولة

في هذا الوقت اختتم رئيس الجمهورية ميشال سليمان زيارته لألمانيا قائلا اننا "نريد من الدول أن تتعاطى مع الدولة اللبنانية وتحديداً مع رئيس الدولة المسؤول عن علاقاتها مع الدول الأخرى، وهذا لا يعني اطلاقًاً عدم تعاطي الدول مع اصدقائها، سواء كانوا أفراداً او مجموعات على الساحة الداخلية، ولكن هناك حجماً للتعاطي عبر رئيس الدولة وحجماً عبر التعاطي مع الآخرين".

وعقد الرئيس سليمان قبل عودته من المانيا لقاءات مع عدد من الوزراء الالمان بينهم وزير الداخلية ووزير الدفاع ووزير الانماء والتعاون.

وفي اللقاء مع وزير الداخلية الذي حضره الوزير الياس المر جرى عرض للعلاقات الثنائية والتعاون في مجال مكافحة الارهاب، وتدريب الجانب الالماني للعناصر اللبنانية في عداد القوة المشتركة المولجة ضبط الحدود الشمالية.

وخلال الاجتماع بوزير الدفاع، طرح الجانب اللبناني موضوع شراء دبابات ليوبارد المانية الصنع من بلجكيا طالبا الموافقة للسلطات البلجيكية لاتمام هذه العملية، اضافة الى تزويد الجيش باسلحة تساعده في الداخل خصوصا في مواجهة الارهاب.

بدوره اشار الوزير الالماني الى ان المساعدات التي يقدمها الجيش الالماني الى الجيش اللبناني تسير على طريق سليم، مشيرا الى ان موضوع الدبابات سيناقش في مجلس الامن الاتحادي وسيتم تناول الموضوع بشكل ايجابي.

مجلس الوزراء ومجلس النواب

واليوم يرأس رئيس الجمهورية اجتماع مجلس الوزراء في بعبدا ومن بين المواضيع المطروحة على جدول الاعمال توصية مجلس النواب في جلسته الاشتراعية امس الحكومة بدعم مادة المازوت بثلاثة آلاف ليرة في فصل الشتاء.

وكان مجلس النواب اقر اربعة مشاريع قوانين واعاد عددا اخر الى اللجان بينها اقتراح القانون المتعلق بفروقات سلسلة الرتب والرواتب والمفعول الرجعي منذ عام 1996.

 

عون يعود الى النقطة التي هرب عندها

6/12/2008

موقع تيار المستقبل/إلباس النظام السوري العباءة الشامية للجنرال البرتقالي، بقدر ما يؤشر إلى تزعيمه على جماعة "7 أيار"، فإنه يشير أكثر إلى أن مخططات نظام الوصاية وجدت الفرصة المناسبة لاعلان المظلة التي تستفيء بها لإمرار مخططاتها في المنطقة، لا سيّما في لبنان.

ولربما ليس من المصادفات أن يقصد عون لبس دور المُحاضِر في جامعة دمشق بعدما لبس هذه العباءة. فأول ما نطق به هو الهجوم على اتفاق الطائف، أي ما استهدفه النظام السوري باغتياله رئيس الطائف الأول رينيه معوض.

وإذا كان عون بتمرده أتاح الظرف لنظام الوصاية لاغتياله رئيس الطائف الحقيقي فإنه بكشف انضوائه تحت راية عائلة الأسد يستأنف مهمته من حيث توقفت، أي إسقاط اتفاق الطائف هذه المرة بشكل نهائي لإعادة الوصاية على لبنان..

من الآن فصاعداً سيواجه اللبنانيون شهوراً من الاستخدام السوري لعون، خصوصاً في الانتخابات النيابية المزمعة. وكل المؤشرات تدل إلى حجم وطبيعة النوايا السورية في المرحلة المقبلة، وليس أقلها تعطيل هذا الاستحقاق الديموقراطي.

بالتأكيد، فإن الحفاوة والشكليات التي أحيطت بها زيارة الجنرال البرتقالي تضمنت رسائل عدة، أبرزها اثنتان: واحدة إلى كل من يحاول الخروج من فلك النظام السوري، والأخرى إلى المجتمعين العربي والدولي بأن سوريا لا تزال تحتفظ بنفوذ في لبنان.

ويسع أي مراقب أن يلحظ طبيعة الدور السوري ومراميه من خلال جنرال الرابية وحلفائه، بدءاً من انتهاء حركة المصالحات، إلى نتائج هشة وصولاً إلى اصطدام "المصالحة المسيحية" بقرار نظام الوصاية الذي عبَّر عنه سليمان فرنجية بالشروط التي وضعها وواكبها عون، تارة باعلان أنه غير معني بها، وتارة بطلب اعتذارات. ولا يمكن إغفال مجاهرة عون من دمشق بدعوته إلى "إعادة النظر" في اتفاق الطائف، ولا بتوقيت زيارته على مسافة أشهر قليلة من الانتخابات. فالنظام السوري يدرك جيداً أنه لن يربح الانتخابات، وهو بالتالي يشهر خيار التعطيل، عبر القول ان تعطيل الانتخابات وإعادة النظر في الصيغة يتزامنان ويتوازيان.

الأرجح أن الجنرال البرتقالي لن يعرف النتائج الحقيقية لزيارته إلا في صناديق الاقتراع، ذلك أن المسيحيين سيردّون على من استخفَّ بتاريخهم وبشهدائهم.

 

دخل الله يُحذر موزايا:تفاخركم بحربكم ضدنا تُجبرنا على فتح ملفاتكم     

يقال نت 7/12/2008/رفض وزير الإعلام السابق مهدي دخل الله أن يلوم الفريق السياسي السوري الذي كان الى جانب الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد،بخصوص طريقة إدارة النظام السوري للواقع اللبناني وحاول العماد ميشال عون والمقربون منه أن يحصروا ماضي النظام السوري في لبنان بكل من عبد الحليم خدام وحكمت الشهابي وغازي كنعان ،إلا ان المسؤولين السوريين رفضوا ذلك ،لأنهم يرفضون تبرير سلوكياتهم السابقة في لبنان ،من جهة أولى كما يرفضون تصوير الراحل حافظ الأسد التي تملأ صوره سوريا كما لو كان مجرد "خيال صحراء"،من جهة أخرى. وقال دخل الله ،وسط استغراب مذيع تلفزيون "المنار" عماد مرمل و النائب العوني شامل موزايا والزميل عامر مشموشي(الذي قدّم منطقا وقف أمامه موزايا  عاجزا )إن الظروف التي كانت تتحكم بالواقع اللبناني سابقا هي غير الظروف الحالية ،وحين واجهنا العماد ميشال عون ،إنما كنا نعمل لمصلحة توحيد لبنان وتاقوية الشرعية . وحذّر دخل الله موزايا الذي لم يُعقّب بأي كلمة سوى بكيل قصيدة من المديح "المجاني"لحزب الله:كفاكم افتخارا بمحاربة سوريا في السابق ،فهل أنتم فخورون بما فعلتموه ،أقفلوا نهائيا على الماضي،لأنكم إن استمريتم بهذه الطريقة فإنكم سوف تدفعوننا الى أن نفتح ملفاتكم التي دفعتنا الى مواجهتكم.

 

 

بيضون: المبالغة في استقبال عون اغتيال معنوي لرئيس الجمهورية

المستقبل - الاحد 7 كانون الأول 2008 - رأى النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون "ان البلد ما زال يعيش جدل الدولة والساحة، وثمة فريق يريد التعاطي مع لبنان بمنطق الساحة وعلى ما يبدو يلزم الجانب السوري وقت للخروج من هذا الجدل وهو ما يزال يتعاطى مع لبنان الساحة". واعتبر ان" المبالغات السورية في استقبال (رئيس تكتل "التغيير والاصلاح") العماد عون تطرح اسئلة عما اذا كانت الزيارة هي لاحراج رئيس الجمهورية وعما اذا كانت محاولة اغتيال سياسي معنوي لميشال سليمان مما يرتد ايذاء لسوريا نفسها"، مشيرا الى ان "السلاح الشيعي ليس جمعية خيرية وسيؤدي الى رئيس شيعي وهذا الانقلاب يعني شيئاً واحداً هو حرب اهلية وتهجير للمسيحيين وهي سياسة انتهجها عون العام 1989 ـ 1990".

وحيا بيضون في حديث الى اذاعة "الشرق" أمس، "الجهود البناءة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان وهو يحاول ان يقول ان لبنان الدولة موجود كياناً ومؤسسات ويعلن رفضه التعاطي مع لبنان خارج اطار الدولة على النحو الذي أبلغه الى السفراء العرب المعتمدين في ألمانيا ومن بينهم السفير السوري". وقال: "ان المطلوب ان تتعاطى سوريا مع لبنان كدولة وتقيم علاقاتها مع الدولة ومن يمثلها وهو رئيس الجمهورية، والاشارة جاءت من خلال مجلس الوزراء بأن قرار الزيارات الخارجية بيد مجلس الوزراء وليس متروكاً لجهات وأطراف حزبية أو دينية" ، لافتا الى ان "الرئيس سليمان يرسل إشارات منطقية لتقوية حضور الدولة على حساب الساحة، وعلى السوريين ان يتعودوا الخروج من المناخ السابق".

واعتبر ان "المبالغات في استقبال العماد عون تطرح اسئلة عما اذا كانت الزيارة هي لاحراج رئيس الجمهورية وعما اذا كانت محاولة اغتيال سياسي معنوي لميشال سليمان وهذا سيرتد ايذاء لسوريا نفسها".

وقال: "من منطق التوازن ماذا لو دعي نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام من قبل رئيس الجمهورية او الحكومة واستقبل بحفاوة كبيرة ونظمت له محاضرات، الم يصدر قراراً من وزارة الداخلية بترحيل المعارض السوري مأمون الحمصي عبر مطار بيروت الى الاردن نزولاً عند رغبة القيادة السورية التي لم تتحمل وجود معارض في لبنان وهو كاتب ومثقف؟".

ورأى "ان الضمانة الوحيدة للنظام السوري هي التعامل مع الحكومة اللبنانية والدولة اللبنانية، وخطأ كبير ترتكبه سوريا ان تحكي مع الاطراف بدل ان تحكي مع المؤسسات الرسمية.

وسأل: "هل ذهب الجنرال عون الى سوريا لينقلب عبر السلاح الشيعي على الطائف وهل سيدخل المسيحيين مرة جديدة بحرب أهلية جديدة عبر الانقلاب على الطائف؟"، مؤكدا "ان السلاح الشيعي ليس جمعية اهلية واذا اعتقد الجنرال عون انه سيصل بالانقلاب الى رئاسة الجمهورية فهو خاطئ. فالسلاح الشيعي ليس جمعية خيرية وسيؤدي الى رئيس شيعي الى لبنان ثم ان الانقلاب يعني شيئاً واحداً هو حرب اهلية وتهجير للمسيحيين وهي سياسية انتهجها عون العام 1989 ـ 1990 حين أعلن حرب على سوريا في وقت كان العالم كله مع بقائها في لبنان واليوم يذهب الى سوريا بوقت العالم كله لا يريد سوريا في لبنان، وفي كلا الحالتين استراتيجية عون دفع لبنان والمسيحيين ثمناً باهظاً جراءها وهو سيستكملها اليوم وستؤدي الى تهجير المسيحيين".

وأشار بيضون ان "من يحمي مسيحيي الشرق هي الديموقراطية وخدمة ذلك بانجاز مشروع الوحدة الوطنية في لبنان كنموذج دولة استقلالية ديموقراطية وليس نموذج الساحة والدولة والاقطاعيات والسلاطين".

منتقدا "اداء "حزب الله" الذي شل البلد على مدى سنتين وحمل الوجدان الشيعي كثيراً في رفضه المحكمة الدولية وهذا الوجدان الشيعي هو دوماً مع العدالة وليس الظلم وماذا كانت النتيجة، تسكير البلد وتأخير الرئاسة واقفال المجلس النيابي وقطع الطرقات واخذ الثلث المعطل، وحكومة الوحدة الوطنية وقانون 1960 وبالمقابل اين هي وعود "حزب الله" لانصاره بقيام الدولة القوية والقادرة والعادلة، واين هو الأمن الذي اخذوه في 7 أيار ولماذا لا يعاد الى الدولة وأجهزتها الأمنية؟".

وسأل عن "رؤية قوى 14 آذار للمرحلة المقبلة وهل ستبقى على نبيه بري رئيساً لمجلس النواب وماذا لو عاد واقفل المجلس لثلاث سنوات بحجة ارادات غير لبنانية؟"، داعياً تلك القوى الى "الوضوح والى رؤية سياسية وقوة تنفيذية على صعيد التفاهمات مع "حزب الله" والى حركة خارجية سريعة تجمع أوراقاً من الآن والى استلام أوباما السلطة تحسباً لتطورات مقبلة. أي ان تأخذ قوى 14 آذار المبادرة".

وانتقد بيضون الحكومة "وكأن رئيسها فؤاد السنيورة سلم الملف الأمني لرئيس الجمهورية وهذا خطأ، في وقت لم تنجح الحكومة في وضع خطة أمنية لضبط العاصمة كمرحلة اولى، وليس الشطارة ان تنجز موازنة وتصرف أموالاً، مهمة الدولة الاولى والحكومة اولاً هي الأمن وهذا أمر لم ينجز الى الآن ولم يجر التفاهم عليه مع "حزب الله" الذي ترك الساحة لحلفائه مفتوحة وهو يتحمل المسؤولية الاولى عن الفلتان الأمني في العاصمة".

 

عون يلبي مع عائلته دعوة الأسد للغداء في حلب: "التيار" لديه مناعة وطنية وبعض اللبنانيين أشبه بـ"التاكسي الجوال"

المستقبل - الاحد 7 كانون الأول 2008 - في اليوم الرابع من زيارته سوريا، دعم رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون أواصر علاقته الشخصية مع الرئيس السوري بشار الأسد وانتقل بها إلى علاقات عائلية لم تخل من الحميمية بين الأسد وعون وهو ما كرّسه إلتحاق عائلة عون على متن طائرة رئاسية سورية حطت في مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدولي فأقلّت زوجة عون وابنته وصهره وزير الاتصالات جبران باسيل إلى مدينة حلب حيث أولم الأسد لآل عون وترافقا سويًا في جولة على معالم المدينة السياحية والأثرية.

واستهلّ جولته الحلبية بزيارة كاتدرائية الاربعين شهيدا للارمن الارثوذوكس ومتحف "زاريه يان" الكنسي والمطرانية المارونية القديمة والكاتدرائية المارونية يرافقه نائب وزير الخارجية فيصل المقداد الذي قال لـ " او تي في" ان استقبال الاسد لعون بالشكل الذي تم فيه، "يدل على المحبة التي يكنها الاسد والشعب السوري للشعب اللبناني ويعبر عن رغبة سورية في إقامة أفضل العلاقات مع شعبنا اللبناني". وأكد أن "الجهود مستمرة بشكل دائم من أجل بناء السفارة السورية في بيروت، وسنعلن عن ذلك قبل نهاية العام الحالي".

وفي حديث الى التلفزيون السوري أن "موقف "الوطني الحر" لديه مناعة ولا يهزه الهجوم الكلامي"، وشدد على أن لبنان لن يسقط، وأن "الاعتراف من الخارج لا يستطيع أن يعطينا الاستقلال إذا لم نعرف كيف نمارس هذا الاستقلال ونحفظ الوحدة الوطنية، فإذا لم نتصرف ضمن وحدتنا الداخلية فلن يعطينا إياها أحد"

وجدد القول إن "لبنان لا يتحمل توطين الفلسطينيين لأنه لا يملك المساحات الواسعة ولا الموارد الاقتصادية ولا التوازن الداخلي". ووصف "الوضع في لبنان بأنه منقسم بين تيارين، أحدهما داعم للمقاومة وملتزم بالوطن ومحيطه، والآخر متجول لا موقف له"، مشبها الفريق الآخر بـ"التاكسي الجوال" الذي يتنقل من منطقة الى آخرى دون اتخاذ موقف ثابت".

ورداً على سؤال عن خشيته من تحول بعض مناطق الشمال الى مصدر للارهاب، رأى عون "ان المنطقة الواقعة بين الحدود السورية ومدينة طرابلس تشكل مخاطر من ثلاثة اتجاهات الاول عن طريق التسلل باتجاه سوريا والثاني التسلل الى الداخل اللبناني والثالث عن طريق البحر حيث تستطيع هذه الجماعات الارهابية الوصول الى أي دولة". واتهم عون بعض القوى التي تحارب الارهاب باستخدام الارهابيين في بعض الاحيان لضرب استقرار بلد معين لخلق ذريعة للتدخل في هذا البلد او ذاك"، لافتاً إلى أنه "لا يخشى على لبنان من هذه الجماعات وان العمل الارهابي في لبنان ضيق جدا مهما اختلفنا وان المجتمع اللبناني تعددي وقد تختلف بعض مكوناته مع بعضها الآخر لكن لا يمكن ان تكون لديه نزعة ارهابية". وجدد عون القول ان "سوريا وايران دعمتا لبنان سياسيا وقدمتا الدعم الى المقاومة اللبنانية" وإن زيارته لكلتا الدولتين جاءت بعدما نضجت الظروف، مشيراً إلى أنه "كان من الضروري القيام بزيارة ايران ولم يعد بالامكان انتظار المتخلفين بفهم المرحلة والتحولات التي تشهدها خاصة اذا كان هناك استحقاقات معينة". وفي مأدبة عشاء أقامها المفتي العام لسوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون على شرف عون، ووصفه خلالها بـ"أب الوطنيين الأحرار"، شكر عون "سيادة الرئيس بشار الأسد" على استقباله، وأضاف: "المشكلات العالقة بين لبنان وسوريا ليست معي إنما مع لبنانيين آخرين".

 

الجنرال عون ... الضحك على ذقن التاريخ !

داود البصري – السياسة

7/12/2008

زيارة الجنرال ميشال عون, رئيس التيار اللبناني الحر للنظام السوري والتصريحات التي أطلقها هناك, وهي متناقضة وغريبة وتقفز على أسوار التاريخ وحقائقه, لا يمكن إلا أن تدخل ضمن إطار عمليات المناكفة السياسية والضحك على التاريخ المعاصر, وملفاته الساخنة والفضائحية أيضا والتي تحمل وتفسر وتوضح كل عمليات الدجل السياسية التي لجأ إليها الجنرال الذي كان من أجل إثبات نفسه ووجوده في الساحة السياسية اللبنانية, ولو كان عن الطريق الخطأ والفاضح في أخطائه, فعودة الجنرال من ملجأه الباريسي ومنفاه المخملي الطويل لم يكن ليتم أصلا لولا دماء الشهيد الرئيس رفيق الحريري التي فجرت الأرض من تحت أقدام الطغاة وجنرالات المخابرات السورية وأجبرته على سحب قوات احتلاله في واحد من أكثر مواقف هزيمة الأنظمة الفاشية, تلك الدماء التي وفرت لشعب لبنان الحر الحقيقي, وللمرة الاولى من اكثر من ثلاثة عقود رياح الحرية الحقيقية والانعتاق, وأخذ زمام المبادرة التي أجبرت الفاشيين على مراجعة حساباتهم وأوراقهم ولو عن طريق العبث الدموي و عمليات الاغتيال الإجرامية التي طالت رموزا وطنية لبنانية شامخة ستظل اسماءها خالدة في سفر الحرية اللبناني.                                                                              

الجنرال عون في حركته الالتفافية نحو محور طهران - دمشق لا يمارس التدجيل السياسي بأفظع وأفضح صوره ومعانيه فقط, بل أنه يدوس على حقائق التاريخ القريب والذي نتذكره جميعا أيام اشتداد الأزمة في الشرق الأوسط أيام الغزو الصدامي لدولة الكويت عام ,1990 والتي تزامنت مع الأزمة الدستورية اللبنانية والتي أبرزت دور قائد الجيش اللبناني وقتها ميشال عون الذي دخل في تحالف علني و فاضح وقتذاك مع حلف الشياطين الهادف لابتلاع الكويت وتغيير الصورة الستراتيجية في الشرق الأوسط. وجميعنا نتذكر تلك التصريحات الصاروخية التي كان يطلقها عون بدعم مباشر من نظام صدام حسين, الذي زود الجنرال بالصواريخ العراقية التي هدد وقتذاك بدك دمشق على رؤوس أهلها فإذا بالنتيجة النهائية لتلك الفوضى التي تمت كانت دك قصر بعبدا على رأس مغتصبه و بنيران قوات الاحتلال السورية الجوية والخاصة والمدفعية والتي دفعت الجنرال لطلب النصرة والحماية من الرفاق الفرنسيين , والطريف أن مطالب الجنرال وقتها وصراعه ضد النظام السوري قد استغلها نظام صدام في العراق لصياغة برنامجه و مشروعه المثير للسخرية بشأن شروط الانسحاب العسكري العراقي من الكويت وأهمها شرط (تبادل الانسحابات)! ومنها ضرورة انسحاب النظام السوري من لبنان! وانسحاب الإسرائيليين من الضفة والقطاع! وانسحاب الهند من كشمير! وتايلاند من فطاني! وغيرها , وهو شرط بائس وعقيم عقد الموضوع المعقد أصلا ورسم أبعادا دموية كبرى في الشرق الأوسط, الجنرال عون كان منشفة استعملها النظام السابق في العراق لتصفية حساباته الإقليمية, وقد ظهرت هذه المنشفة من جديد بعد أن تعرضت للتجفيف طيلة عقدين لتكون من جديد في خدمة المحور السوري - الإيراني, فالدعم الاستخباري  الإرهابي المغطى بالدولارات الإيرانية "المؤمنة" والمجاهدة يعتقد الجنرال بأنهما ستكونان العنصر الحاسم في عودة الشيخ لصباه!! و لكنه يضحك على نفسه أولا و أخيرا , فالرجال تاريخ ومواقف, والتاريخ لا يمكنه أبدا أن يجامل المهزومين و لاعبي الثلاث ورقات, وحرية الشعب اللبناني لا تكون من خلال إسترضاء الفاشية ونيل بركاتها, بل بالنضال الحقيقي و الميداني للانعتاق ورفض الاملاءات و الوصايا و الشروط, الجنرال قد تحول في أخريات أيامه لبيدق في أيادي من كان يرفع عقيرته ضدهم في سالف الأزمان, فأولئك لم يتغيروا كما قال! بل أن من تغير هو عقلية النفاق و المساومة و مسح الجوخ,  وفي النهاية فإن المهزومين لا يصنعون التاريخ, بل يكونون عبئا ثقيلا عليه... و تلك هي العبرة و الخلاصة!.

* كاتب عراقي

 

قياداتها السنية أبلغت رئيس البرلمان أنها لن تقبل بأقل من التزام علني بالطائف

عون يصدّع جبهة "8 آذار" و"المايسترو" بري يؤجل انهيارها موقتاً

بيروت - خاص:السياسة 7/12/2008

ما بعد زيارة رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون إلى سورية ليس كما قبلها, يجمع حلفاء العماد عون قبل خصومه على هذا الواقع المستجد, خصوصاً في ضوء المواقف التي أعلنها خلال جولته في سورية, والتي كان أولئك المعارضون من الذين يتحفظون عليها قبل ذهابه وكانوا يعلنون ذلك بصراحة في أكثر من مناسبة بشكل علني وإن بطرق مختلفة.

ويبدو أن نزعة عون لنسف اتفاق الطائف, والتي لم يستطع حلفاؤه تعديل حرف فيها, ستكون سبباً في الفراق السياسي بين قوى "8 آذار" ولو اضطرت مرغمة للتماسك في الشكل قبل الانتخابات النيابية, ما يعني أن عون لن يكون بمقدوره الحصول على غالبية تخوله بعد الانتخابات محاولة التعرض لاتفاق الطائف لنسفه أو تعديله, لكن ما يعني أكثر أيضاً, أن صيغ الغالبية النيابية والأقلية لن تكون قائمة بعد الانتخابات المقبلة, لأن الفريق الذي سيخرج من "8 آذار" بالخلاف مع العماد عون يمكن أن يتحالف مع فريق آخر من قوى "14 آذار" على ثوابت وطنية جامعة تتمسك بصيغة وتوازنات الطائف.

ويذهب بعض المتابعين لتفاصيل حالات الاعتراض, التي سجلت على كلام العماد عون في سورية, إلى حد القول إن هذا الأمر بات محسوماً: "التحالف مع العماد عون أصبح الآن في مراحله الأخيرة وهو قائم بفعل السباق الانتخابي الذي يجعل كل الأطراف في قوى "8 آذار" بحاجة إلى بعضها, لكن ليس هناك قواسم مشتركة مع عون تجعلنا وإياه في خندق واحد".

وفي المعلومات التي يرويها قيادي بارز في "8 آذار" أمام مقربين منه, أنه جرت اتصالات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان مربكاً وأظهر انزعاجاً من كلام العماد عون, وكذلك مع "حزب الله" الذي عبر مسؤولون فيه عن عدم تبنيهم لكلام عون, وأفضت تلك الاتصالات إلى انتظار عودة عون من سورية لمناقشته في هذا الأمر, إلا أن أحد قادة "8 آذار" أبلغ بري عبر قنوات معينة أن لا مجال إلا بإعلان العماد عون شخصياً موقفاً واضحا وحازماً من مسألة الالتزام باتفاق الطائف, وعدم العبث بالصيغة اللبنانية التي أرساها هذا الاتفاق, وإلا فإن كثيراً من هذه القوى ستضطر إلى اتخاذ مواقف علنية من هذا السلوك ومن غيره, خصوصاً أنها لم تعد متماسكة ويغيب التنسيق عن عملها, لدرجة أن بعض مكوناتها يخرج إلى الناس بشتائم ضد المملكة العربية السعودية التي لا مصلحة أبداً في حالة العداء معها.

وأبلغت بعض شخصيات "8 آذار" قيادات من "حزب الله" ومقربين من الرئيس بري, أنه إذا كان العماد عون يريد استغلال تقربه من سورية اليوم من أجل الاستقواء بها علينا وفرض تعديل الطائف, فإن هذا الأمر لن يكون له ممر ولا يمكن أن يحصل مهما كلف الأمر.

وكشفت المعلومات عن ان قيادات سنية كبيرة من "8 آذار" أبلغت الرئيس بري امتعاضها الشديد وتوجهها لعقد مؤتمر صحافي, ترد فيه على العماد عون الذي "طفح الكيل معه", على حد تعبير إحدى الشخصيات الكبيرة, التي اعتبرت أنها صبرت كثيراً على سلوك عون المتفرد والذي يستهدف الطائفة السنية وموقعها ودورها في البلد, لكنها لم تعد قادرة على تمرير هذه الأمور ولا بد من التصدي لها الآن, قبل أن يعتقد عون أن قيادات "8 آذار" السنية هي في خدمة مصالحه وطموحاته.

وعددت تلك القيادات الأخطاء التي ارتكبها عون منذ دخوله جبهة "8 آذار", مشددة على أن ما كانت تعتبره أخطاء بالسهو أصبح الآن نهجاً واضحاً أراد منذ البداية إضعاف دور السنة في "8 آذار" وإبعادها عن جميع الاجتماعات الرئيسية والتقريرية لتهميشها, وقد سايره في حينها "حزب الله" والرئيس بري, والآن بدأت تنكشف خطته التي كان يريد منها أن يحول هذه القوى إلى فريقين مسيحي وشيعي, كي يسهل عليه استهداف موقع السنة من دون أن يحصل اعتراض من الحلفاء.

وبحسب المعلومات التي جرى التداول بها خلال اليومين الماضيين, فإن الرئيس بري تمنى على القوى السنية في "8 آذار" عدم الرد على عون لأن ذلك يشق الصف لصالح قوى "14 آذار" التي ستستفيد من هذا الانقسام, وتستهدف العماد عون بشكل مباشر من أجل إضعافه مسيحياً, وبالتالي إضعاف قوى "8 آذار" ومحاولة منعها من الحصول على غالبية في الانتخابات النيابية المقبلة.

وبالفعل نجح الرئيس بري في مسعاه على أساس مهلة محددة أعطيت له لتسوية هذا الأمر, وعلى قاعدة أن يعلن العماد عون رسمياً التزامه اتفاق الطائف, رغم أن بري كان تقدم باقتراح أن تتم التسوية من خلال طوي الصفحة وعدم التطرق إلى الطائف, إلا أن قيادات "8 آذار" السنية أصرت على أن يكون هناك التزام علني بهذا الاتفاق, وأخذ الرئيس بري على عاتقه إيجاد مخرج مناسب لا يحرج العماد عون في شارعه المسيحي ويطمئن قوى "8 آذار" السنية المتمسكة بالطائف وكذلك هو شخصياً.

وبحسب المعلومات, فإن المخارج التي يجري التداول بها محصورة باثنين:

الأول, أن يحصل إعلان من طاولة الحوار, التي يرأسها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا ويشارك فيها جميع الفرقاء ومن بينهم العماد عون, يؤكد التزام جميع الفرقاء اتفاق الطائف, ويكون بذلك التزم الجميع هذا الاتفاق, على أن يتولى الرئيس بري بحث الموضوع مع الرئيس سليمان.

الثاني, أن تجتمع قوى "8 آذار" في إطار تحضيراتها للانتخابات النيابية, وأن تعلن في برنامجها الانتخابي الالتزام باتفاق الطائف, وبذلك يكون قد تحقق تراجع العماد عون عن كلامه.

وقد وافقت قوى "8 آذار" السنية على المخرجين, على أن يحصل أحدهما في أسرع وقت, وإلا فإن هذه القوى غير قادرة على تحمل هذا الموقف السياسي الذي يحرجها في شارعها, ويؤدي إلى خسارتها الانتخابات في ظل تحالفها مع العماد عون الذي يريد انتزاع صلاحيات السنة من خلالهم.

رغم ذلك, يرى قادة سنة في "8 آذار" أن هناك صعوبات كثيرة في إمكانية ترميم العلاقة مع عون, وأن ما يجري تدبيره الآن هو هدنة موقتة تساهم في تقطيع مرحلة الانتخابات, لكنها حتماً هدنة غير ثابتة, والانفصال حتمي بعد الانتخابات عن الجنرال نظراً لأنه لن يتخلى عملياً عن مطلبه بإسقاط اتفاق الطائف من أجل تعديل توازنات الطوائف التي أرساها هذا الاتفاق.

ويؤكد هؤلاء أن تحالف "8 آذار" أصيب بنكسة نتيجة الطعنات المتكررة التي تلقاها من عون, ولم تعد هناك ثقة سياسية بين مكوناته, نظرا لأن التنسيق يحصل بشكل ثنائي وليس وفق قاعدة جبهة سياسية.

وتخلص القيادات إلى القول إن قيادات "8 آذار" السنية لن تكون جسر عبور للعماد عون أو "8 آذار" من أجل ضرب اتفاق الطائف.

هل هذا يعني أن هذه القوى أصبحت على مفترق طريق?

من الواضح أن "8 آذار" باتت الآن مرتبكة عشية الانتخابات النيابية نظراً لتضارب الآراء والطروحات السياسية, وهذا ما سيؤدي إلى إعادة فرز طبيعية بعد الانتخابات ضمن هذا التحالف, وكذلك ربما ضمن فريق 14 آذار, وسيؤدي هذا الفرز إلى صياغة جبهات سياسية مختلفة عن تلك القائمة اليوم, ما يعني أن الانتخابات المقبلة سترسم صورة مختلفة للصراع السياسي في لبنان,وربما يكون اتفاق الطائف هو عنوان الصراع والانقسام بين متشبثين به وبين مطالبين بتعديله.

 

أبو عاصي: زيارة عون تأتي ضمن مسار تدرجي تراجعي

7/12/2008

لبنان الحر/اعتبر أمين عام حزب "الوطنيين الأحرار" الياس أبو عاصي أن "المحور الايراني السوري مستهدف دولياً لأن عنده ما يكفي من الارتكابات لجعله في موقع المسائلة والمحاسبة". ورأى ان "زيارة النائب ميشال عون إلى سوريا تأتي ضمن مسار تدرجي تراجعي، والخيارات التي اتخذها عون هي خيارات استراتيجية جذرية غير قابلة للرجوع، مؤيداً في هذا السياق ما قاله نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم".

ولفت في حديث إلى إذاعة "لبنان الحرّ" الى أن "عون أصبح مؤمناً بأن المحور الايراني - السوري هو الذي يحكم المنطقة، لذا كانت استراتيجيته الجلوس تحت مظلته"، مشدداً على ان "الدولة هي الضامن الوحيد للمسيحيين ولكل الأقليات الموجودة في لبنان والمنطقة". ورأى أن "عون يضعنا بمواجهة مع المجتمع الدولي في وقت ان الأمين العام للأمم المتحدة يقول إن سوريا لم تحترم القرار 1701، ولا سيادة واستقلال لبنان".

وأشار إلى الحاجة الملحة لتنقية العلاقات مع سوريا، ووصف هذه المرحلة بـ"العناية الفائقة" التي يجب ألا يدخل اليها إلا الأطباء اي الدولة".

وقال: "لا يجب ان نعادي كل العرب من أجل دولة فارس، سائلاً: "كيف يمكن إقناع الناس بوجود ندّية بين فريق سياسي ونظام يلعب على العديد من الحبال والخطوط؟".

 

علوش:عون يتفهم طريقة التصرف السورية لانها تتناسب مع عقليته

7/12/2008

صحف لبنانية/أشار عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب مصطفى علوش الى "ان العماد ميشال عون يتفهم طريقة التصرف السورية لانها تتناسب مع عقليته، وربما تتناسب مع الطريقة التي كان سيستعملها لو انه وصل الى سدة الحكم". ولم يستغرب في حديث الى "أخبار المستقبل" أن "يكون هناك تفهم ومحاولة تبرئة لسوريا من قبل عون، لأن منطق السلطة بالنسبة إليه يتناسب مع هذا الطرح". واعتبر ان "كل ما فعله عون هو امر طبيعي، لانه جزء مما قام به اصلا في العام 2005 عندما قرر ان يخوض الانتخابات بالتوافق مع النظام السوري". وفي ما يتعلق بالانتخابات النيابية المقبلة، قال علوش: "على الاقل سوف نمارس نوعاً من انواع الديمقراطية هو الانتخابات ".

 

العماد عون: العلاقات اللبنانية - السورية هي اليوم اقوى من اي مرحلة مضت

الارهابيون يتلقون دعما داخل لبنان من العناصر التي يتعاملون معها سريا

لتسمح لهم بالتنقل والوصول الى نقاط اساسية يستطيعون ممارسة الارهاب فيها

وطنية - دمشق - 6/12/2008 (سياسة) رأى رئيس" تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، في حديث صحافي اليوم في سوريا، ان العلاقات السورية - اللبنانية "الان هي اقوى من اى مرحلة مضت، ومن الضروري ان تزال كل التحفظات والمخاوف"، وقال: "إن الفريق المقاوم فى لبنان، كان دائما الى جانب سوريا، خصوصا في الأزمات التي مرت بها المنطقة، لاثبات ان لبنان ليس الخاصرة الرخوة لسوريا".

أضاف: "لقد عارضنا فى موقفنا، الذين حاولوا إغلاق الحدود اللبنانية - السورية، أو قطع العلاقات بين البلدين، ووقفنا بقوة الى جانب سوريا، التي ردت على ذلك بقيام علاقات دبلوماسية مع لبنان واثبات حسن نيتها تجاهه".

وشدد على "ان احدا لا يستطيع ان يمنح للبنان، سيادته واستقلاله، اذا لم يكن ابناؤه موحدين فى ظل تفاهم وطني لبناني داخلي". ووصف اسرائيل بأنها "قوة يمكن ان تدمر، ولكن لا يمكن ان تحتل. ففي عام 1993 قامت بحرب اطلقت عليها "تصفية الحسابات" وفي عام 1996 قامت قوات الاحتلال بحرب "عناقيد الغضب" ومن ثم قامت بحربها الاخيرة، وفي كل هذه الحروب، لم تستطع ان تقمع ارادة المقاومة في لبنان". ورأى "ان معنويات الجيش الاسرائيلي، لا تسمح له بحرب ثانية على لبنان، وفي حال سمحت ستهبط هذه المعنويات الى الحضيض مرة اخرى، لانها غير قادرة على فعل شىء".

وحول الانتقادات التى وجهت لزيارته الى كل من طهران ودمشق قال العماد عون: "إن هذه الانتقادات دون المستوى السياسي، ودون مستوى التفكير، ولا يمكننا انتظار هذا الفريق، لفهم المرحلة والتحولات، التي حدثت كي نقوم بهذه الزيارة".

وقال: " ينبغي الانتقال في لبنان من نظام الانتساب الى الطائفة الى المواطنة، حتى تخرج كل طائفة في لبنان من الشرنقة، التي تعيش فيها، ويجب ان تصبح المواطنة هي الطائفة. وكل اللبنانيين، يشكلون مكونات المجتمع الحقيقية، وعليهم التناغم مع بعضهم، ليؤسسوا لحياة مواطنية، وليس لحياة طائفية، وهذا ما يحتاج الى نضال، ومعركة تثقيف وتشجيع للناس، على الانفتاح حتى يتم تقبل الاخر".

ورأى "ان بعض الدول الغربية، رغم مكافحتها للارهاب، احيانا تستخدم الجماعات الارهابية، لضرب الاستقرار في بلد ما، لسبب معين وتستفيد منه للتدخل في منطقة معينة، وان هناك من يستغل ذلك، في لبنان"، مضيفا: "ان الارهابيين، يتلقون الدعم في الداخل اللبناني، من العناصر التي يتعاملون معها سريا، لتسمح لهم بالتنقل والوصول الى نقاط اساسية، يستطيعون ممارسة الارهاب فيها".

 

اذا كان حلفاء عون لا يعلمون فتلك مصيبة واذا كانوا يعلمون فالمصيبة اعظم

عوني الكعكي 7/12/2008

قد لا يكون من المهم التعليق على ما يقوله وما يعلنه الجنرال ميشال عون لاننا، كما غيرنا، ندرك ان طبيعة هذا الرجل انفعالية، وهو غير قادر على التركيز أساساً، ولكن مع ذلك فإن ما قاله عن مطالبته بتعديل اتفاق الطائف لا يمكن إلا التعليق عليه نظراً لما يشكله هذا الموقف من خطر كبير على التعايش وعلى الاستقرار في البلد. إن اتفاق الطائف كلف الوصول إليه حروباً ضروساً أحرقت الأخضر واليابس في البلاد، وجاء التوقيع على بنوده كوثيقة وفاق وطني وضعت حداً لهذه الحروب والبدء ببناء الدولة مجدداً، وهي صيغة أفضل الممكن، وأرست قواعد للمناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وإن تعديل هذا الاتفاق حسب مطالبة الجنرال عون تضع البلاد مجدداً على كف عفريت، خصوصاً اذا كانت خلفية هذا التعديل استبدال المناصفة بالمثالثة، اي بعبارة أوضح توزيع الحصص على ثلاثة أي على السنة والشيعة والمسيحيين، وعندها يتم الانتقاص من حصة المسيحيين وإضافة حصص جديدة للمسلمين السنة والشيعة.

هذا المطلب مشروع حرب حقيقي، إذ ان المسيحيين لن يقبلوا بالانتقاص من حصصهم على الاطلاق، وهم عندئذ سيشعرون بضياع حقوقهم، وهنا مكمن الخطر الكبير. واما اذا كان الطرح بسحب صلاحيات مجلس الوزراء مجتمعاً، وإعادتها الى رئاسة الجمهورية، فهذا الامر يعيد البلاد الى نقطة الصفر، أي الى ما قبل الحرب اللبنانية، ويهدد بصورة أساسية التعايش في البلد.

من كل ذلك، فإن ما طالب به الجنرال ميشال عون هو مشروع حرب جديدة، وهذا لا يعني أن الطائف لا يمكن تعديله في المستقبل، ولكن السؤال هو كيف يعدل هذا الاتفاق ولم يتم تطبيقه كاملاً، ما يعيدنا الى ما كان يقوله غبطة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير "ليتم تطبيق كامل بنود اتفاق الطائف وبعدها اذا تبينت ثغرات يمكن تعديله".

لكن الجنرال عون، والذي أساساً كان يرفض اتفاق الطائف منذ ان كان رئيساً للحكومة العسكرية الانتقالية، وقصف بيروت بالمدافع الثقيلة يوم تم التوقيع على هذا الاتفاق، لا يزال عند رفضه، ولكن خطر موقفه الآن، يكمن في انه محاولة لتهديد الاستقرار في البلد، وربما يريد الجنرال تأجيل الانتخابات النيابية بعدما بدأ يكتشف انه سيكون الخاسر الأكبر فيها.

السؤال موجه الى حلفاء عون من فريق 8 آذار، هل يوافقون على هذا الطرح؟ ومن ثم لماذا لا يعلنون موقفاً واضحاً من ذلك؟

اذا كان هؤلاء الحلفاء لا يدركون أبعاد ما أعلنه عون فتلك مصيبة، واذا كانوا يدركون فالمصيبة أعظم.

 

يا «بو» العباية!!

ميرفت سيوفي 7/12/2008

 رحمات الله على «لور دكاش»، قالوا في الامثال: «فراق البدو بعباية، فقيل «بسوق العبي كلو»!! فليفارقنا ويفرقنا «ابو العباية» بعدما اصابنا القرف من لعبه دور «الاراجوز» في فيلم طويل يبث عبر الشاشة يومياً!! هلق الجنرال «ابو عباية» من كل عقلو «الجماهير» خرجت في سورية لاستقباله، استعجل الجماعة، اذا عون عملولو «هالهمروجة» بس يجي ساركوزي شو رح يلبسّو!!

الان كملت مع الجنرال، بعد «دير الصليب» بالعباءة «الحمصية»، ومنذ الامس دارها الرجل «حمصية» فهبط عليه الخشوع في كنيسة صيدنايا الى حد جعلني اظن انه سيعود ليعتكف في «القطارة»!!

وقف على سطح الكنيس المزار لكل الطوائف والاديان وقال له عقله شوف.. شوف.. شوف!! وصدق الرجل، الجماهير السورية الكادحة التي تعاني ازمات معيشية خانقة، غطست بالاورانج، مسكين الجنرال. الحزبيون والطلاب وموظفو القطاع العام حملوا ما قدم لهم انتاجه في الاجهزة الكفوءة التي لا تفطن انها تنفقس من شدة نسخها «الكربونية»، مشاهد لروبوتات مبرمجة، لا شيء عفوي ولا بسيط ومباشر، فبركة فضحتها مبالغاتها، خصوصاً مشهد لبس العباية!!

«عباية.. عباية»، واليوم سيرتدي الجنرال «قمبازاً»، وسيضع «الكوفية» ويعصبها على رأسه كما عصبها منذ سنوات ثلاث «عاصم قانصوه»، وعصبها فيه رمزية شعبية دمشقية تعني ان عاصبها «ناوي عالمشكل»، وسيعود الجنرال الى بيروت الاحد في زيه الرسمي الجديد مرتدياً «قمباز ابو رياح، وقبقاب غوار، وشاكلاً على وسطه خنجر «ابو حاتم»، وحاملاً بيده «شبرية» ابو عنتر، ومرتدياً عباءته الحمصية، وعلى جبينه سيكون قد دق له بالكحل الازرق وشم: «فطوم.. يضرب الكرسي شو بيذل»!! وسيعقد فور وصوله موتمراً صحافياً في الرابية يبدأه بالسؤال البرزاني التاريخي: «اذا اردنا نعرف ماذا في ايطاليا يجب علينا ان نعرف ماذا في البرازيل»، والى جانبه سيكون جالساً النائب نعمة الله ابي نصر حامي حمى الموارنة وسيقول له: «بري عليك الجنرال»، وبعدها سيوضح للجمهور الكسرواني اسباب اختفائه هذه الايام عن الشاشات اللبنانية، والشاشة السورية لان الطبيب منعه من مرافقة الجنرال في زيارته التاريخية لانتفاخ وتقلصات حادة في «المصران الغليظ» بسبب السترس الانتخابي، وآلام «الفتاق» التي يعانيها بسبب الثقل الذي حمّله إياه الجنرال، ويؤكد ان الاخير جلب له معه من بركة الزيارة قليلاً من ميرون صيدنايا، وشممه رائحة العباية للتبرك بها، وجلب له قطرميز» مخلل حراقي. اما جبران باسيل فقد يعود الينا بأعظم انجاز يحققه لوزارة الاتصالات يربط فيه شبكة الخليوي اللبنانية بشبكة سرياتيل!! اما مطربو التيار فسيعلنون عن سهرة اورانجية تحييها مطربة التيار احتفاء بسلامة عودة الجنرال وتغني له فيها من التراث الفلسطيني: «يا بو العباية.. حلوة عباتش...» وسيتلقى الجنرال عرضاً من مخرج باب الحارة ليشارك في جزء يعد له خصيصاً يلعب فيه دور «زعيم حارة البردقانة».!! هكذا مشاهد يومية استعراضية تذكرني بمشاهد زيارة ابن حاكم «طوالستان» الى «حارة كل مين ايدو الو» ايام غوار الطوشي ومسلسل صح النوم، قدم فيه الجنرال دور انف «بدري ابو كلبشا» الذي لا يخطئ!!

 

العماد عون زار صروحا مسيحية في حلب

وطنية- حلب 6/12/2008(سياسة) في اليوم الرابع لزيارته الى سوريا، قام رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون والوفد المرافق له بزيارة لمدينة حلب شمال سوريا . وشملت الزيارة كاتدرائية الاربعين شهيدا للارمن الارثوذكس ومتحف "زاريه يان" الكنسي والمطرانية المارونية القديمة والكاتدرائية المارونية بحلب.

ورافق العماد عون فى زيارته نائب وزير الخارجيةالدكتور فيصل المقداد .

 

العماد عون يحضر غدا قداسا في كنيسة مار مارون في براد - سوريا

وطنية - 6/12/2008 (سياسة) صدر عن المكتب الإعلامي في التيار الوطني الحر البيان الآتي:

"يقام ظهر غد الأحد قداس إحتفالي في كنيسة مار مارون، حيث ضريح إبي الطائفة المارونية في منطقة "براد"، تتويجا للجانب الديني من زيارة العماد ميشال عون لسوريا. وسيحضر القداس رسميون سوريون والعماد عون والوفد المرافق وحشود من المؤمنين. ويترأس الذبيحة الإلهية مطران حلب للموارنة أنيس أبي عاد.

وللمرة الأولى ينقل التلفزيون السوري وقائع القداس مباشرة على الهواء".

 

التيار الوطني" نفى توزيع صور "من العدو إلى الصديق إلى الحليف"

وطنية - 6/12/2008 (سياسة) صدر عن لجنة الشباب والشؤون الطالبية في التيار الوطني الحر، البيان التالي: "حرام فريق الموالاة. وصل بهم الافلاس الى حد نسيان حتى نسيان اسمهم. فوزعوا صورا للعماد ميشال عون مع الرئيس السوري بشار الأسد، ووقعوا عليها بإسم التيار الوطني الحر وكتبوا: "من العدو الى الصديق الى الحليف". لكننا اعتدنا على أخطاء الاعلام الموالي إن لم نقل شيئا آخر. فالعماد عون كان خصما شريفا في الاحتلال وهو اليوم صديق شريف في السلم. فيما من يخجل حتى من اسمه، كان حليفا للمحتل ضد شريكه في الوطن، وشارك إما في الحرب العسكرية عليه وإما في الزحف للوصول الى الكرسي، وهو اليوم ينشد العداوة مع سوريا التي في سوريا فيما المسار السياسي يتجه نحو علاقات طبيعية تخدم المصالح المشتركة ومواجهة الهموم المشتركة. فهل أضاع الموالون بوصلة العداوة والصداقة وتوقيتهما".

 

"البعث": زيارة عون الى سوريا دلالة على مصداقيته

وطنية- 6/12/2008 (سياسة) رأى حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان، في بيان له، "ان زيارة النائب العماد ميشال عون الى سورية دلالة على مصداقيته والتزامه بقضايا الوطن، وتستند الى رؤية موضوعية للعلاقات السورية اللبنانية، هذه الرؤية التي ترجمت من خلال الزيارات التي قام بها رئيس الجمهورية ووزير الداخلية وقائد الجيش، وهي تضع مصلحة البلدين الشقيقين فوق اي اعتبار".

وأمل البيان "ان تشكل هذه الزيارة فرصة جديدة لجميع اللبنانيين للاستفادة منها"، كما أمل "ان يعيد البعض قراءة التطورات واختيار مصالح وطنه بعيدا عن التأثيرات الخارجية".

 

النائب الجسر: زيارة عون الى سوريا لا تخدمه في محيطه الانتخابي

وسوريا المستفيد الوحيد لإظهار أنها ترعى الاقليات والأطراف المسيحية

وطنية - 6/12/2008 (سياسة) أشار عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر، خلال استقباله وفودا شعبية في مكتبه في طرابلس، الى أن "زيارة النائب ميشال عون الى سوريا، هي شأن خاص وهو يقرر ما يريد"، مؤكدا "أنها لا تخدمه في محيطه الإنتخابي غير الراضي عن هذه الزيارة"، متسائلا "ما الهدف السياسي من هذه الزيارة التي لا تخدم لبنان، سيما وأنه لن يعطى أكثر مما أعطي رئيس الجمهورية ميشال سليمان في زيارته الى سوريا"، مؤكدا "أن العمل السياسي ينبغي أن يكون من دولة الى دولة أخرى وليس من فئات أو أطراف سياسية معينة الى دولة"، معتبرا "أن التهافت على زيارة دمشق يؤخر ما اتفق عليه في القمة اللبنانية-السورية، حول اقامة علاقات دبلوماسية وتبادل السفراء بين البلدين وترسيم الحدود، لأن تهافت السياسيين على زيارة سوريا، يجعل الأخيرة تتمهل في تنفيذ المتفق عليه".

ولفت الى أن "سوريا هي المستفيد الوحيد من زيارة النائب عون الى دمشق، لإظهار أن القيادات المسيحية تزور سوريا، ولإيصال رسالة الى العالم، أنها ترعى الأقليات والأطراف المسيحية بخلاف ما يجري في بعض الدول وخصوصا في العراق.

وهنأ النائب الجسر اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بعيد الأضحى المبارك، متمنيا "أن يعيده الله عليهم باليمن والخير والبركات وعلى لبنان بالسلام والأمان والإزدهار". واعتبر أن العيد الحقيقي للبنانيين هو جلاء الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونيل المجرمين جزاءهم من خلال المحكمة الدولية التي ستبدأ عملها في الأول من شهر أذار المقبل، في لاهاي، والتي لا تشكل ثأرا من أحد، انما هي من أجل ضمان سلامة العمل السياسي، لأنه بدون قصاص، ليس هناك سلامة للعمل السياسي، ونحن متفائلون في أن العدالة ستأخذ مجراها".

ولفت الى أن " قانون ال60 يزعزع الثقة بين الناس ويخلق قلقا لديهم، ولا يخدم البلد بل يؤدي الى تفتيته، وقد قبلنا به من منطلق أنه حالة موقتة ولمرة واحدة فقط"، مشيرا الى أن "وتيرة الخطاب السياسي الطائفي قد ارتفعت منذ اتفاق الدوحة، حيث يتنافس السياسيون على الخطاب الطائفي ولو كان على حساب البلد ووحدته، وذلك في سبيل كسب المزيد من الأصوات في الإنتخابات النيابية". وأسف للحصار المفروض على أهالي غزة وتناحر الفلسطينيين في ما بينهم، الأمر الذي يضعف موقفهم تجاه أنفسهم وتجاه العالم"، ونوه" بالتحرك العربي السريع لفك الحصار والمساعدات الإنسانية"، متمنيا "استمرار هذه الخطوة وأن تأخذ منحى أكبر".

 

ميشو مسبّع الكارات يرشح زيتا

بقلم/ربى عبود

7/12/2008

وحيدا مشى على السجاد الأحمر المخضب بأرجوان شهداء ومفقودين ومغيبّين تنكر لهم وداس على جروحاتهم وقال : إن موضوعهم بيد اللجان !!! ونحن وهو نعلم جيدا أن اللجان مقبرة المواضيع ، الداخل في أدراجها مفقود والخارج منها مولود وهيهات أن يخرج من العوسج ريحانا .

وهنا لا بد لنا أن نسأل مع السائلين الحائرين المصدومين المذهولين غير المصدقين ، ماذا ربح الجنرال ميشال عون من هذه الزيارة ؟ اللهم الا أنه حج الى الأماكن المقدسة فهو ـ السلام لاسمه ـ صار يرشح زيتا بعد زيارة الأماكن المقدسة في إيران التي لم أقرأ في الكتاب المقدس أن السيد المسيح زارها وبعد زيارة قبر أبو الموارنة مؤسس طائفتهم مار مارون في سوريا والسير على الطريق التي مشاها القديس بولس وزيارة قبر يوحنا المعمدان وبقي عليه أن يزور كنيسة القيامة في سبت النور ليصبح بجدارة الحاج أبو الميش ، ولا أعتقد أن السلطات الإسرائيلية تمنعه من هذه الزيارة إذا طلب تأشيرة دخول فهي لم تمنع حجاجا من قبل .

بيد أنه مهما كانت النتائج السياسية لزيارة عماد الرابية الى سوريا ومهما كثرت التأويلات والتحليلات عن مستوى الربح والخسارة فان النتيجة الوحيدة المعروفة والمحسوسة لدى اللبنانيين هي محو صورة القائد الشجاع الإستقلالي الحر من ذاكرة اللبنانيين الشرفاء وبروز صورة التابع والمتزلم الذي لا يصل الى مرتبة الحليف لنظامي الأسد في سوريا والملالي في طهران .

لقد أعاد العماد عون بذهابه الى سوريا الى أذهان العالم أجمع والمسيحيين الذين يدعي تمثيلهم صورة يوضاس الذي باع يسوع بثلاثين من الفضة لكنه عندما استيقظ ضميره شنق نفسه بسبب إثمه ، ترى بكم باع عون لبنان ومتى يستيقظ ضميره وما هو القصاص الذي سينزله بنفسه بسبب آثامه الكثيرة وخصوصا آخرها.

عماد المنفى الباريسي لـ 15 عاما متواصلة هي سنوات إحتلال قصر الشعب الذي طرد منه شر طردة على يد النظام السوري ذهب الى سوريا ليضحي بما بقي من لبنان الحر السيد المستقل على أعتاب قصر المهاجرين وفوق السجاد الأحمر ونقول بما بقي لأننا تخلصنا من الإحتلال السوري لنقع بفخ الإحتلال الإيراني المقنع بحزب الله .

في عيد البربارة نلبس غير ما نكون وعون عيّد البربارة في سوريا لابسا قناع البطل وسيغادر عشية عيد الأضحى بعدما جعل لبنان الوطن شاة ساقها الى دمشق أضحية عن شهواته السلطوية وبدلا عن أطماعه وطموحاته . الجنرال ذهب لينال بركة الأسد بوضع اليد كي لا يصيبه ما أصاب غيره من أزلام سوريا الذين ينتهون بشربة ماء متى كوعوا ويبدو أن الجنرال فنان تكويع . ورغم ذلك ينسى الجنرال أو يتناسى أن هناك من يراقب ويحاسب ولا يخدعه لا وجه بربارة ولا ادعاء التقوى والتدينّ.

ماء الحياء نشف بالتأكيد من وجه الجنرال الذي لم يسأل نفسه بالتأكيد ما إذا كانت الشعبية المسيحية وغير المسيحية التي تحلقت حوله اواخر الثمانينات لمنع الدبابات السورية من الوصول اليه في قصر الشعب ان تغفر له قفزه الى احضان بشار الاسد وآصف شوكت ورستم غزالة وجامع جامع وغازي كنعان الذي انتُحر بعد ما جنت يداه ؟ .

هل سأل الجنرال نفسه كيف سيبرر أمام جيل اليوم الذي سمع من أهله عن العماد خلاف ما يراه بعينيه كيف سيبرر له تحالفه اليوم مع جلادي الوطن والشعب منذ مطلع التسعينات وما قبل ذلك في مجازر الدامور والجية والسعديات والعيشية وزحلة والبقاع وصولا الى دير القلعة وضهر الوحش وبيت ملات وسواها قبل أن يقوم بهذه الزيارة الفولكلورية البعيدة كل البعد عن التراث اللبناني الأصيل ؟ .

هل قرأ الجنرال ما قاله اللواء رحيم صفوي مستشار لمرشد الثورة الاسلامية علي خامنئي للشؤون العسكرية ان “ثورتنا وصلت الى حدود لبنان”. وأنّ ايران تحولت الى قوة اقليمية ذات نفوذ واسع ؟ وهل سمع بما قاله خامنئي قال خلال استقباله في وقت سابق رئيس مجلس النواب نبيه بري: “ان ايران ستهزم اميركا في لبنان ! علما  أنّه لم يسجل اي صدام بين القوات الاميركية والايرانية على الحدود مع العراق ؟ . هل أصاب الجنرال الصمم والعمى فلم يسمع أو يقرأ أن إيران تريد تحويل لبنان ساحة لصراعاتها مع الغرب وتحديدا أميركا وأن سوريا تريده ورقة مساومة ودجاجة تبيض ذهبا ؟ .

عزيزي الجنرال سقط قناع البطل عن وجهك وخاب أملنا أكثر فأكثر فقد أحرقت كل خطوط العودة وأقفلت باب التوبة وأين منك يوضاس ذاك ؟  فما رأيك بالبقاء حيث أنت لأنك لن تجد في لبنان الذي نبني لبنان الحرية والسيدة والكرامة لبنان الإستقلال ، لن تجد تينة عاقر ترضى أن تربط حبلك في أغصانها ولا حقلا تدفن فيه . فتين لبنان مبارك وحقوله تُنبِتُ القمح المقدس .

 

نهاية جنرال

الدكتور غسان منصور

7/12/2008

هنيئاً للنائب ميشال عون. فأخيراً، وبعد جهد جهيد، وسعي يائس وكئيب، وجد الجنرال المتقاعد ضالته، وعثر على من قبل منه وثيقة استسلامه، الشامل والنهائي وغير المشروط، فأنفرجت اساريره، وارتاحت خواطره، وشعر بالاطمئنان والغبطة ازاء مصيره، وقدم الولاء والطاعة، بكل عزم وقناعة، الى مرجعياته، واعتبر نفسه فائزاً ظافراً على خصومه ومنافسيه، ونسي، أو فضل ان ينسى، انه لم ينتصر، في النتيجة والنهائية، الا على نفسه وعلى ابناء بلده، وعلى وطنه.

هنيئاً للنائب ميشال عون. فأخيراً، نجح الجنرال المتقاعد، حيث فشل غيره، ونفذ الانقلاب الكامل والحاسم والفريد من نوعه، على كافة ما كان يدعي الولاء له، والقتال من اجله، والدفاع عن مبادئه، والعمل لرفع رايته، وصون هويته، وكرامته.

هنيئاً، وهنيئاً مراراً وتكراراً، للنائب ميشال عون.

فأخيراً، ويا لها من آخرة، حقق الجنرال المتقاعد مبتغاه، وحصل على صك البراءة والبركة، الذي تبين انه كان منذ البداية منتهى طموحه وأمله، لينعم الآن بمحبة من كانوا ينظرون اليه بعين الازدراء والاحتقار والشماتة، فاذ بهم يكتشفون، بعد لأي، قيمته واهمية خدماته.

مسك الختام حقاً... هذه المهزلة. فلا هي مضحكة، ولا هي مبكية، بقدر ما انها مثيرة للشفقة.

فالنائب الحالي، والجنرال السابق، الذي كان قد ملأ الدنيا بصيحاته وشعاراته، وشن الحروب والحملات، من اجل تكسير الرؤوس وتحرير البلاد والعباد، وتمكن، للأسف الشديد، في وقت من الاوقات، من الضحك على ذقون الناس، واقناع الكثير من البناء الوطن، فآثروا ان يكونوا من الشرفاء، وصدقوه وبايعوه، وقاتلوا من اجله، ودفعوا الغالي والرخيص، وبذلوا دماءهم وحياتهم، دفاعاً عن قضيته، ليثبت لهم بأنها لم تكن يوماً قضية، بل مجرد مطية ولعبة وهمية، لا يهمه منها، سوى الوصول الى غايته، ولو على انقاض بلدهم، واشلاء اجسادهم.

فهل نسي السيد عون كم من جنود لبنان وابطاله وشهدائه، دفعوا حياتهم ثمناً لحروبه وغزواته؟

ولماذا؟

حتى يعود من المنفى، الذي فر اليه فرار الجبناء، وبعد ان تركهم وراءه فريسة للغزاة والعملاء، ليقول لهم الآن عليكم ان تعتذروا ايها الابطال الشهداء، ممن سفك دماءكم، وهتك اعراضكم، وهجركم من ارضكم واستباح وطنكم، وانتهك حرمات بيوتكم، وصادر قراركم وارادتكم، وهو ما زال حتى هذه اللحظة يتآمر عليكم وعلى ابنائكم، من اجل السيطرة على لبنانكم؟

يطالب الجنرال المتقاعد اللبنانيين بالاعتذار من دمشق، ومن حاكمها لذي عقد العزم على القضاء على كل ما هو لبناني، وكل ما هو وطني، وكل ما هو شرعي ودسوري، في البلد الصغير، الذي لا يريد شعبه سوى العيش بأمن وسلام وكرامة واستقرار، حراً سيداً مستقلاً على ارضه..

يطالبهم بالاعتذار لدمشق، وكأن لبنان هو الذي غزا الاراضي السورية، وقصف عاصمتها ومدنها وقراها بالصواريخ والدبابات والمدفعية، وسلط مخابراته وعملاءه وادواته على رقاب ابنائها التواقين الى الحرية والديمقراطية.

ونسي الجنرال المتقاعد، ولعله يعاني من مرض النسيان، انه كان يجلس في يوم من الايام، على المقاعد الوثيرة في باريس وواشنطن، داعياً الى معاقبة سورية، ومحاسبة حكامها، وتشديد الحصار عليها، ويتباهى ويتفاخر بأنه رفع السلاح في وجه عسكرها؟

فماذا تغير وتبدل حتى اصبح اقصى طموح الجنرال الحصول من سورية على الاقرار بأنه افضل حلفائها، واهم ادواتها، واكثر العامين ي خدمتها فاعلية، في تحقيق مشيئتها ورغباتها، وتنفيذ اوامرها وتعليماتها؟

وهل يصدق الجنرال المتقاعد ما يسمعه هذه الايام من كلام معسول، من دمشق وطهران، وادوات المرجعيات السورية والايرانية في لبنان؟

هل يصدق السيد عون، فعلاً، انه اصبح، بقدرة قادر، خير حيف وخير صديق، وافضل الاوفياء الوطنيين، من منظور السوريين والايرنيين؟

وماذا، اذن، عن اللبنانيين؟

ماذا عن الشرفاء الصامدين من الوطنيين، المسيحيين والمسلمين، الذين عاهدوا الله والوطن والضمير، على الصمود والدفاع حتى اتمام النصر والتحرير؟

هل سيواصل الجنرال التباهي والتفاخر بأنه كان اول من داس على ارادتهم، وخيب آمالهم، واحبط تطلعاتهم، وامعن في تخريبحياتهم، وتدمير ارزاقهم، وتهجير ابنائهم، وافراغ بلدهم منهم؟

أم انه سينتهي كما انتهى غيره، ممن فضلوا بيع البلد لاعدائه، والمتاجرة بمصيره ومستقبله، والتخلي عن سيادته واستقلاله وكرامته، بأمل الحصول على بعض الفتات من موائد اللئام المتربصين به وبشعبه.

نعم، سينتهي الجنرال الصغير مثلما انتهى غيره. فهذا هو مسك الختام حقاً، ليسدل الستار على فصل مخجل ومؤلم من فصول الادوات، وادوات الادوات، التي آلت جميعها الى الزوال، في مواجهة لبنان البطولة والصمود والعزيمة والاستبسال.

ستكون نهاية الجنرال... وسيرتفع صوت الشعب عالياً، في نصرة العزة والكرامة والسيادة والاستقلال.

 

اعتقال مسيحيين سوريين رفضوا المشاركة في استقباله

السبت 6 ديسمبر/بهية مارديني

ايلاف/يعقد العماد ميشال عون رئيس تكتل الإصلاح والتغيير اللبناني اليوم مؤتمرا صحافيا في حلب محطته الرابعة في زيارته لسوريا وسط إجراءات أمنية مشددة وعدم الإعلان عن مواعيد جدول الزيارة ، كما يقوم اليوم بزيارة عدة كنائس ويتم التحدث عن لقاء رباعي بين الرئيس السوري بشار الاسد وعقيلته والعماد عون وعقيلته التي وصلت اليوم. فيما أدانت"حركة المسيحيين الأحرار في سوريا" ما تعرّض له "مواطنون سوريون مسيحيون من توقيفات دامت لأكثر من 6 ساعات على أيدي السلطات الامنية"، وقالت في بيان ، تلقت إيلاف نسخة منه ، لقد أجبرت القوة الأمنية مواطنين من منطقة باب توما المشاركة في استقبال عون، واعتقلت  20 شخصاً رفضوا المشاركة في الاستقبال، واحتجزتهم لبضع ساعات قبل أن تعود وتطلق سراحهم، وينتمي الموقوفون العشرون إلى عائلات  جبر والمهنا وشناعة وبتراكي وعجيلة وصالومة وحربا وبولو وفرح ودرويش".

وكان عون قد وصل مدينة حلب (شمال ) امس على متن طوافة رئاسية أقلته من مدينة حمص محطته السابقة في جولته الى المحافظات السورية ، ويصف الاعلام السوري زيارة عون بالتاريخية ، والتي كان قد بدأها  يوم الأربعاء الماضي والتقى من خلالها الرئيس السوري بشار الاسد ، وتشهد تغطية اعلامية زخمة وتواجدا شعبيا غير مسبوق.  وسيقوم العماد عون والوفد المرافق له بزيارة إلى مطرانية الموارنة في حلب القديمة حيث يتم تحضير استقبال شعبي لافت.

ويميز الزيارة الإجراءات الأمنية المشددة حيث لم يعرف بالضبط مواعيد زيارات العماد عون ويتم ابلاغ الصحافيين في اللحظات الاخيرة ببرنامج الزيارة.

كما سيقوم عون غدا بزيارة إلى مدفن القديس مارون مؤسس الطائفة المارونية في منطقة جبل سمعان على بعد 40 كم من مدينة حلب.

ونشرت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية خبراً بالتزامن مع زيارة عون لدمشق حمل عنوان: "عندما كان الجنرال عون يلتقي الموساد في باريس"، قالت فيه "في ما يلي نوع من المعلومات لن يعجب أصدقاءه السوريين الجدد: الجنرال اللبناني ميشال عون، الذي يزور حالياً دمشق، التقى مرات عدة ممثلين للموساد الإسرائيلي في باريس، خلال منفاه في فرنسا بين العامين 1991 و2005".

وأضافت الصحيفة ان "أجهزة الاستخبارات الفرنسية التي كانت تراقب تحركاته (عون)، نصحته بعدم لقاء عملاء دولة لا تزال في حالة حرب مع لبنان، لكن الجنرال المسيحي رفض الإصغاء الى هذه التحذيرات، حينها كان ميشال عون أحد المعارضين الرئيسين للوجود العسكري السوري في لبنان، أما الآن فقد بدّل الجنرال رأيه ليتموضع منذ عودته الى بيروت عام 2005، ضمن فريق يضمّ "حزب الله" ويرى وجوب انشاء علاقات جيدة مع دمشق".

وكان عون سافر الى مدينة حمص يرافقه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد من بلدة صيدنايا واستقبل استقبالا رسميا وشعبيا حيث احتشد الآلاف من أهالي المدينة في حي بستان الديوان في المدينة القديمة رافعين الاعلام السورية واللبنانية وأعلام حزب الله وزار عون اماكن تاريخية قديمة ودينية يرافقه محافظ حمص اياد غزال الذي قال .. إننا شعب واحد في بلدين ، وهذه الزيارة تؤكد عمق هذه الروابط والعلاقات.

وقامت وزارة السياحة السورية بإعلان مخطط توجيهي للموقع الذي سيزار حيث تشكل منطقة جبل سمعان التي تضم كنيسة سمعان العمودي منجماً أثرياً ففيها العديد من المدن المندثرة التي كانت تشهد على حقبة ازدهرت فيها المسيحية وانتشرت بعد قضائها على الوثنية التي كانت سائدة فيها حتى القرن الرابع الميلادي .

وقالت نشرة كلنا شركاء السورية انه مع تناول أهمية هذه المنطقة للسياحة الدينية في وسائل الإعلام والحديث عن مستقبلها كمنطقة للسياحة الدينية ومحج لأبناء الطائفة المارونية تهافت تجار العقارات إليها لشراء ما أمكن من أراضيها وسعى بعض الأثرياء إلى إنشاء جمعية فيلات سكنية تكون معبراً لبناء منشآت سياحية بعد تملكهم أراضي المنطقة الأمر الذي يسعى التوجه الرسمي إلى إلغائه ووضع مخطط سياحي للمنطقة التي يأمل سكانها أن تفتح هذه الزيارة الأبواب أمام تحسين المنطقة وإنعاشها وتطويرها سياحياً .

وكان عون قد حذر من أنه "إذا لم تصل القضية الفلسطينية إلى حل عادل تتحمل فيه الأمم المتحدة مسؤوليتها فإن النهاية ستكون أقرب مما نتصور، وأكثر مأسوية من البداية " وأكد عون في كلمة ألقاها أمام طلاب جامعة دمشق أن السلام لا يمكن أن يتحقق في الشرق الأوسط  "دون أن تتحقق العدالة وتعود الحقوق"، مؤكدا  أن المقاومة اللبنانية "حققت الانتصار في حرب تموز 2006 رغم تخاذل بعض اللبنانيين أحيانا"، مضيفا أن "إسرائيل أصيبت بالهزيمة ولن تكون لها غلبة بعد الآن رغم التدريب والتقنيات العسكرية".

ورفض عون التعليق على الدور السعودي والمصري على الساحة اللبنانية لتحقيق التوافق مشيرا إلى أن التعليق على هذا الموضوع من منبر جامعة دمشق "سيكون محرجا". وفي ما يتعلق بالمحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، قال عون إن "الوضع الدولي تغير وليس هناك أجواء مسايرات عاطفية للبعض وغير مستندة إلى وقائع حقيقية".

فيما قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في تصريحات متلفزة إن "لقاء الرئيس الأسد والعماد عون كان لقاء تاريخيا، والمواضيع التي تناولها اللقاء كانت مواضيع مهمة وهي تحليل للماضي للاستفادة من أخطائه وبناء على ذلك وضعت قاعدة للمستقبل"، لافتا إلى أن "هناك أخطاء الماضي من كل الأطراف". وقال انه "من السابق لأوانه الحديث عن نتائج زيارة العماد عون إلى سورية لن هناك جلسات مباحثات أخرى وانه لن يخرج إلا بنتائج طيبة" ولكنه قال ان"زيارة العماد عون إلى سورية ستزيد من شعبيته على الساحة اللبنانية لأنه صادق".

 

تكريم خاص لعون ... وسيئ للبنان

الحياة اللندنية/الياس حرفوش 7/12/2008

لسنا هنا في صدد تقييم نتائج زيارة النائب ميشال عون لسورية ومدى صحة مقارنته بين النظام الذي فرش له السجاد الأحمر في دمشق والنظام الالماني الذي زاره شارل ديغول بعد سقوط النازية (التي كانت الحرب قائمة معها) وقيام حكم ديموقراطي جديد في المانيا على انقاضها.

هذان التقييم والمقارنة متروكان لأنصار عون وللقاعدة المسيحية التي ستقول رأيها في خياراته بعد شهور قليلة، إذا اتاحت لها الظروف ذلك. وعندما نقول القاعدة المسيحية فلا نقصد إضفاء طابع طائفي على خيارات عون او على التأييد الذي يتمتع به، بل نكرر فقط الشعار الذي يرفعه هو نفسه هذه الايام، كونه يعتبر انه الناطق باسم المسيحيين وحاميهم، ليس في لبنان فقط، بل لمسيحيي الشرق جميعاً.

غير ان ما يهمنا هو الأثر السلبي الذي تتركه طبيعة الاستقبال الخاص والمميز الذي حظي به النائب اللبناني في سورية على الصورة المنشودة لعلاقات طبيعية وسوية بين لبنان وسورية، والتي قيل ان زيارة عون ترمي الى اعادتها الى السكة القويمة. هذه العلاقات التي تقوم عادة، كما في سائر الدول، بين ممثلي الدولة ورموزها. اما عندما تنوي شخصية سياسية من أي مستوى القيام بزيارة لبلد ما، فإن ما تحظى به عادة من مراسم استقبال لا يفترض أن يفوق التكريم الذي يحظى به ممثلو الدولة انفسهم. وفي الذهن مثال قريب هو الجولة التي قام بها المرشح باراك اوباما على عدد من الدول الأوروبية عشية الانتخابات الاميركية. هل كان يمكن ان يحظى اوباما باستقبال في داوننغ ستريت او قصر الاليزيه مثلاً، يفوق التكريم الذي يخصص للرئيس جورج بوش الذي لا يزال حاكماً في البيت الابيض؟ اما اذا تجاوز الأمر هذه الاصول فيصبح من الطبيعي اعتباره تدخلاً في الشؤون الداخلية للدولة الاخرى، خصوصاً اذا كانت الشخصية التي تحظى بالتكريم الاستثنائي وجهاً بارزاً من وجوه المعارضة للنظام القائم. للدلالة على ما نقول، ليس هناك افضل من تصور قيام الرئيس اللبناني بتنظيم استقبال حافل في بيروت لأحد وجوه المعارضة السورية المنتشرين في الخارج، كي لا نقول إتاحة المجال لاحدى هذه الشخصيات لـ «اللجوء» في لبنان. كيف ستكون ردة الفعل السورية في هذه الحال؟ وبماذا يمكن ان تصف دمشق مثل هذا العمل اللبناني في ما لو حصل، لا سمح الله؟!

للعلاقات السوية بين الدول اصول متعارف عليها، وليست هناك حاجة لاكتشافها من جديد، في الوقت الذي يقول اللبنانيون والسوريون انهم يمهدون لفتح سفارات في ما بينهم وإقفال صفحة الاخطاء القديمة. وليس من بين هذه الاصول أن يفوق التكريم الذي يخصص لنائب لبناني وزعيم حزب سياسي، مهما كبر حجمه او صَغُر، التكريم الذي تم تخصيصه لرئيس الجمهورية نفسه، الذي زار البلد ذاته قبل مدة قصيرة. اما عندما يحصل هذا التجاوز فإن السؤال الذي يفترض ان يستدعي نفسه، وربما كان يجب أن يكون عون في مقدم من يطرحون هذا السؤال، كونه الأكثر «حرصاً على السيادة» من الجميع: هل هذا هو السلوك الطبيعي الذي يدل على نية طيبة لإقامة علاقات مبنية على الاحترام المتبادل بين سورية ولبنان؟

قد تكون لسورية اهدافها الخاصة من وراء طبيعة الاستقبال الذي خصصته لميشال عون. فهي تستعيد الى حضنها شخصاً شن حرباً عليها في الماضي وهُزم، وها هو الآن يسجل على نفسه الهزيمة الثانية باعترافه بأن مشروعه السابق فشل وبأن العلاقة الطبيعية بين سورية ولبنان ليست علاقة «خصومة» (مع انه كان يستخدم تعابير العداء وتكسير الرؤوس في حروبه الماضية) بل يجب أن تكون علاقة قائمة على الصداقة واحترام خصوصيات كل من البلدين. غير ان عون المهزوم مرتين، يضيف هزيمة ثالثة اكبر وقعاً على علاقات البلدين، عندما يرضى ان يلعب الدور الذي أعطي له، ويقبل ان يُعامَل في دمشق وكأنه الرئيس الفعلي للبنان، مع ان هناك رئيساً مقيماً في قصر بعبدا.

 

رأى أن على الآخرين أن يخجلوا من علاقتهم بأميركا

"حزب الله": الحفاوة السورية بعون احتفاء بالمقاومة

المستقبل - الاثنين 8 كانون الأول 2008 - واصل "حزب الله" اشادته بزيارة النائب ميشال عون الى سوريا، ورأى أن "على الآخرين أن يخجلوا من علاقتهم بالادارة الاميركية"، متسائلاً "ما معنى ان يكون هناك فريق امتلك السلطة لمدة ثلاث سنوات ونصف ولم يتمكن من ان يقدم شيئا ثم يتحدث بخطاب انتخابي انفعالي ويدعو الناس إلى انتخابه؟". [ اعتبر مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" نواف الموسوي في لقاء سياسي أقامه مركز الامام الخميني الثقافي في طورا "ان بعض الاصوات اللبنانية تفتش عن اشتباك مع سوريا لأنها منزعجة من ان تعود العلاقات بين سوريا ولبنان إلى طبيعتها وتميزها الذي ينبغي ان تكون عليه كما نص اتفاق الطائف". ورأى "ان الحفاوة التي رأيناها في استقبال الجنرال عون هي احتفاء بالمقاومة وتحية للجنرال الذي وقف إلى جانبها وهي تصدر من قلوب الشعب السوري صافية، وقد لمسنا حينما كنا نزور اي مدينة او قرية سورية كيف يندفع الشقيق السوري مرحبا ومعتزا بالمقاومة في لبنان".

وأشار الى "اننا نذهب إلى سوريا ورأسنا مرفوع وفخورون بأخوتنا مع سوريا وشعبها وعلى بعض الأصوات اللبنانية أن يخجلوا من علاقتهم مع الادارة الاميركية وجورج بوش والمسؤولين الاميركيين الذين قدموا الاسلحة الفتاكة من القنابل العنقودية لقتل ابنائنا واطفالنا ومن الذين لا يزالون يقتلون حتى الآن"، مستغرباً "صمت المجتمع الدولي عن الخروق الاسرائيلية للخط الأزرق وللقرار 1701 والتي تجاوزت أكثر من ثمانية الآف خرق منذ تموز 2006".

ولفت الى "ان العدو الاسرائيلي لا يزال يحتل القسم الشمالي من بلدة الغجر"، متسائلاً: "هل يحتاج هذا الموضوع إلى ورقة من سوريا؟ ولماذا حتى الآن لم تستطع الامم المتحدة اعادة هذا الجزء المحتل الذي لا نزاع على السيادة اللبنانية عليه؟". وقال: "حذرنا مرارا من اعتبار الخط الازرق خطا للحدود الدولية واكتشفنا اننا حين حذرنا من ذلك ان ثمة من بات يتعامل فعلا مع الخط الازرق على انه خط الحدود الدولية".

أضاف: "نقول لبعض القوى المحلية التي حوّلت نفسها إلى ادوات في يد الهجمة الاميركية ثم لم تجن من ذلك شيئا، ان استمراركم في تقديم انفسكم او عرض انفسكم كأدوات لمحاصرة المقاومة كما لم ينفعكم من قبل لن ينفعكم الآن ولا في المستقبل، فمن يراهن على ضربة لإيران أو للمقاومة نقول له ان ذلك لن يحصل في ظل عجز العدو عن القضاء على المقاومة عسكريا ولو حصلت الضربة فهو اول الخاسرين". وأكد ان "اللبنانيين محكومون بالتوافق أيا كانت نتيجة الانتخابات النيابية ولا بد من ان يكون الحكم بالتوافق. اما الرهان انه بتحقيق الاكثرية مجددا يمكن تنفيذ ما لم ينفذه في المرة السابقة فهو كلام لا يحتاج إلى تأمل لكي يبدو ان هذا الكلام ليس له اساس". أعلن رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" هاشم صفي الدين أن "المقاومة اليوم هي أقوى بكثير مما كانت عليه بعشرات المرات وبكل الابعاد والذين يعملون في سياسات بوش أصيبوا بالخيبة"، مشيرا الى أن "بعض الدول الاقليمية التي تنفق اموالا طائلة في سبيل النيل من هذه المقاومة لن تحصد الا الخيبة وستنفق الاموال وتكون حسرة عليهم".

وقال: "إننا مطمئنون جدا الى مستقبلنا لأننا مجتمع واضح نعرف ماذا نريد ولماذا نحمل السلاح ونقاتل ونعرف طريقنا من اين والى اين ونعرف الارض التي نقف عليها". وأسف "لوجود البعض في لبنان ممن لم يتعلم ولم يلتفت إلى كل هذه المتغيرات ولم يعرف انه حينما كانت معه الولايات المتحدة الاميركية وكانت لصالحه المعادلة الاقليمية ومعه كل القرارات الدولية لم يتمكن من ان يحقق انجازا، فاذا به اليوم يصر على خصام بائس دائم خاسر".

أضاف: "ان الذين يتحدثون بالمنطق الخاسر نفسه ولا يزالون يكررون التجربة نفسها يجب أن يلتفتوا ويعرفوا ان الظروف تبدلت وتغيرت وهي ليست لصالحهم على الاطلاق وليس امامهم أو عندهم الا الصراخ بلا اي طائل". وسأل "ما معنى ان يكون هناك فريق امتلك السلطة لمدة ثلاث سنوات ونصف ولم يتمكن من ان يقدم شيئا ثم يتحدث بخطاب انتخابي انفعالي ويدعو الناس إلى انتخابه؟"، معتبراً ان "من حق الناس ان يسألوهم من اجل اي شيء سننتخبكم وخلال ثلاث سنوات ونصف ماذا فعلتم؟".

 

 

العماد عون اختتم زيارته لسوريا وعاد مساء اليوم إلى بيروت

وطنية - 7/12/2008 (سياسة) عاد مساء اليوم الى بيروت، مختتما زيارته لسوريا، رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، على متن طائرتين سوريتين نقلتاه والوفد المرافق من دمشق إلى بيروت، حيث حطتا في القاعدة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، ومنها انتقل الى الرابية.

يشار إلى أن الوفد المرافق للنائب عون في زيارته إلى سوريا التي استمرت خمسة أيام، ضم النواب: ابراهيم كنعان، نبيل نقولا، عباس هاشم وفريد الخازن والوزير السابق سيبوه هوفننيان، وانضم إليه أمس وزير الإتصالات جبران باسيل، إضافة إلى عدد من أفراد عائلته.

 

النائب العماد عون حضر قداسا اليوم في ضريح مار مارون في حلب

وطنية - حلب - 7/12/2008 (سياسة) زار رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون والوفد المرافق له، فى خامس ايام زيارته الى سوريا، مدفن القديس مار مارون فى منطقة براد شمال حلب وحضر اول قداس يقام فيه. وقال العماد عون في كلمة ألقاها بعد القداس: "أن المؤمنين اجتمعوا على القبر وصلوا من أجل قديس ناسك كان يفترش الأرض ويلتحف السماء ويساعد كل أخوته مثلما علمنا السيد المسيح، بعد ألف وستمائة سنة نعود للجذور والينابيع لأن الأغصان التي تقطع من شجرة وشجرة مقطوعة من جذورها لا تعيش، كنا نشعر أن المسافة بعيدة بين هنا وبين جبل لبنان، لا، وجدناها قصيرة جدا وصارت أقرب".

أضاف: "المهم أن نعود لصفاء النوايا وصفاء الوجدان وأن نعود للتفكير بإنسانيتنا ورسالتنا الأساسية المسيحية التي هي رسالة المحبة وشهادة الحق. والمحبة تشمل جميع البشر، ليس فيها انتقائية وإلا لن تكون محبة مسيحية، فكيف بالأحرى الذين نعيش معهم. اليوم هو نهار تاريخي وإن شاء الله في الأيام المقبلة تشهد إعادة إعمار هذا المكان لتخليد ذكرى مار مارون وخاصة أن الرئيس بشار الأسد دعانا إلى إعادة إعماره وقدم الأرض، حتى الطائفة المارونية تحتفل هنا في ذكرى القديس الذي ننتسب له والذي نفخر به فهو مهد المارونية. وكنيستنا السريانية الأنطاكية بدأت هنا وامتدت إلى جبل لبنان، والمسيحية كلها أخذت اسمها في أنطاكية قبل التسمية الاولى للمسيحيين على هذه الأرض وعلى امتدادها".

وأكد "أنه لا يمكن لأي شعب يختزن روحية معينة أن ينفصل عن الينابيع التي أعطته هذه الروحية". وقال: "ننظر حولنا، هذه الأرض التي هجرت في لحظة من اللحظات تعود وتجتذب في الروحانية التي انبثقت منها كل الذين هجروها، نحن من المهاجرين العائدين اليوم لهذه الأرض نصلي ونتأمل ونتواعد أنه صار لدينا مكان للقاء مؤسس الطائفة- هو لم يؤسس الطائفة أصلا ولكن عمله العظيم الذي قام به هو الذي دعا المؤمنون للالتفاف حوله والانتساب له- وبالنتيجة مهما تعاظمت الشرور ومهما تواجهت مع الخير بالنتيجة الخير هو المنتصر مهما كانت الأسماء".

ثم عايد العماد عون المسلمين والعالم الاسلامي بعيد الأضحى وتمنى "استمرار الاحتفالات المشتركة في الأعياد، فهذا هو العيش المشترك وهذا هو نداء دياناتنا السماوية وهذه توصياتها. لو لم يكن هناك خير لما أتت الدعوة الدينية للانسان. جاءت الدعوة الدينية ليس لكي نتقاسم الله بل لكي نشبهه نحن على صورته ومثاله وليس هو على صورتنا ومثالنا".

سئل: ذكرتم في لقاءاتكم الجماهيرية أن لبنان أمام مرحلة جديدة وانتصارات جديدة أسس لها انتصار تموز، ما هي العناوين الرئيسية لهذه المرحلة؟ وفي ضوء هذه الزيارة كيف ترون مستقبل العلاقات اللبنانية– السورية؟

أجاب: "نحب أن نراها مثل هذا التلاقي الذي حصل في مختلف المدن السورية وطبعا بعد رسالة تنقية الوجدان يجب أن تصل إلى الجميع حتى تصبح هذه العلاقة بشكل طبيعي وما نتوخاه أعتقد أنه يوجد حتمية تاريخية في لقائنا وأن الأمور سوف تسير بهذا الاتجاه، ولا يمكن لأحد أن يعكسها لكن علينا أن نحترم الوقت ولا ندفع الأمور بشكل متسرع حتى يلمس الجميع أن هذه هي الطريق القويم للعيش المشترك في لبنان وسورية والمنطقة، متآلفين ومتعايشين ضمن إطار قيم إنسانية وأخلاقية مشتركة تمدنا بالسلام واللقاء في العلاقات".

سئل: تنقسم الآراء في لبنان حول زيارتك إلى سورية لا سيما أنه لا يوجد مصالحة مسيحية – مسيحية في لبنان، وأنت أتيت لتتصالح مع التاريخ هنا في سورية؟

أجاب: "أعتقد أنني قمت بواجبي بدعوة الجميع لتنقية الضمير، ولا يوجد شيء بين المسيحيين يستوجب المصالحة لأن الاختلاف السياسي هو جزء من الحياة الديمقراطية، وإذا كان هنالك مشاكل بين أفراد فالقضاء يفصل فيها، لكن نحن متصالحون مع ذاتنا ولا أعتقد أننا سوف نعود ونختلف على مار مارون، ليس من أحد سوف يحتكره لذاته هو للجميع". كذلك زار العماد عون والوفد المرافق، وسط حشود شعبية، المواقع الاثرية والدينية فى منطقة براد والتى يعود تاريخها الى القرن الثانى الميلادي. ورافقه في جولته نائب وزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد ومحافظ حلب الدكتور تامر الحجة.

 

الموسوي: الحفاوة السورية بالعماد عون هي احتفاء بالمقاومة

من يراهن على ضربة لايران أو للمقاومة نقول له ان ذلك لن يحصل

وطنية - 7/12/2008 (سياسة) أكد مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" السيد نواف الموسوي في لقاء سياسي اقامه مركز الامام الخميني الثقافي في طورا في حضور حشد من الفاعليات، "ان بعض الاصوات اللبنانية تفتش عن اشتباك مع سوريا لانها منزعجة من ان تعود العلاقات بين سوريا ولبنان إلى طبيعتها وتميزها الذي ينبغي عليه ان تكون كما نص اتفاق الطائف"، مشيرا إلى "أن الحفاوة التي رأيناها في استقبال الجنرال ميشال عون هي احتفاء بالمقاومة وتحية للجنرال عون الذي وقف إلى جانبها، وهي تصدر من قلوب الشعب السوري صافية وقد لمسنا حينما كنا نزور اي مدينة او قرية سورية كيف يندفع الشقيق السوري مرحبا ومعتزا بالمقاومة في لبنان". اضاف: "نحن نذهب إلى سوريا ورأسنا مرفوع وفخورون بأخوتنا مع سوريا وشعبها، وعلى بعض الأصوات اللبنانية أن يخجلوا من علاقتهم مع الادارة الاميركية وجورج بوش ومع رايس والمسؤولين الاميركيين الذين قدموا الاسلحة الفتاكة من القنابل العنقودية لقتل ابنائنا واطفالنا ومن الذين ما زالوا يقتلون حتى الآن". واستغربوا "صمت المجتمع الدولي عن الخروقات الاسرائيلية للخط الأزرق وللقرار 1701، والتي تجاوزت أكثر من ثمانية الآف خرق، منذ تموز 2006"، ولفت الى "ان العدو الاسرائيلي لا يزال يحتل القسم الشمالي من بلدة الغجر".

وسأل: "هل يحتاج الموضوع إلى ورقة من سوريا؟ ولماذا حتى الآن لم تستطع الامم المتحدة اعادة هذا الجزء المحتل الذي لا نزاع على السيادة اللبنانية عليه". وقال: "حذرنا مرارا من اعتبار الخط الازرق خطا للحدود الدولية واكتشفنا اننا حين حذرنا من ذلك ان ثمة من بات يتعامل فعلا مع الخط الازرق على انه خط الحدود الدولية". واعتبر "أن ما نشهده اليوم من حصار وضغوط على الشعب الفلسطيني، هو عملية سياسية تستخدم وسائل غير نزيهة تسعى إلى القضاء على القضية الفلسطينية وعلى مقاومة الشعب الفلسطيني والزامه بالقبول باتفاق دون الحد الادنى الذي يطالب به حتى يمكن اقامة محور اقليمي في المنطقة تكون اسرائيل فيه شريكا علنيا"، مؤكدا "أن هذه المحاولات هي محاولات خائبة".

داعيا "بعض الدول العربية التي تسعى إلى تسوية مع اسرائيل الى ان تسعى إلى تسوية مع دول المنطقة من أشقائها العرب لتصل إلى مستوى من التفاهم يسمح بتعزيز الموقف العربي في مواجهة التحديات القادمة ويحفظ المصالح العربية والاسلامية والوطنية المشتركة".

وأضاف: "نقول لبعض القوى المحلية التي حولت نفسها إلى ادوات في يد الهجمة الاميركية ثم لم تجن من ذلك شيئا، ان استمراركم في تقديم انفسكم او عرض انفسكم كادوات لمحاصرة المقاومة كما لم ينفعكم من قبل لن ينفعكم الآن، ولا في المستقبل، فمن يراهن على ضربة لايران أو للمقاومة نقول له ان ذلك لن يحصل في ظل عجز العدو عن القضاء على المقاومة عسكريا ولو حصلت الضربة فهو اول الخاسرين".

وختم الموسوي: "ان اللبنانيين محكومون بالتوافق ايا كانت نتيجة الانتخابات النيابية ولا بد من ان يكون الحكم بالتوافق. اما الرهان انه بتحقيق الاكثرية مجددا يمكن تنفيذ ما لم ينفذه في المرة السابقة فهو كلام لا يحتاج إلى تأمل لكي يبدو ان هذا الكلام ليس له اساس".

 

النائب الحجار:مطالبة العماد عون بتعديل الطائف ربما تحمل بعدا تفجيريا

عدم حصول الانتخابات النيابية في موعدها يعني ضياع الوطن والدولة والطائف

وطنية- 7/12/2008(سياسة) اعتبر النائب محمد الحجار في لقائه الشهري مع كوادر ومنسقي القطاعات والدوائر في تيار المستقبل في اقليم الخروب، "ان هناك من يثير احتمال عدم حصول الانتخابات النيابية في موعدها تهيبا للنتائج المتوقعة لها والتي تشير كل استطلاعات الرأي الى انها ستكرس أكثرية التيار السياسي الاستقلالي العروبي المعتدل في البرلمان المقبل، وبان قوى 14 آذار لن تسمح بتعطيل او عرقلة إجراء هذه الانتخابات لان عدم حصولها في موعدها يعني ضياع الوطن والدولة والطائف وإدخال البلد في فوضى يستغلها المتربصون بلبنان على طاولة مزايداتهم وبازاراتهم، وبان مطالبة العماد ميشال عون من دمشق بتعديل الطائف ربما تحمل بعدا تفجيريا بمضمونها".

اضاف :" ان نتائج انتخابات المهن الحرة والاتحادات النقابية والطلابية التي اكدت قوى 14 آذار فيها تفوقها، انما تعكس مزاج الشارع اللبناني الذي فضح مزوروا التمثيل الذين رفعوا شعارات وأثاروا غرائز واستباحوا حرمات ليتبين لاحقا حقيقة مواقفهم وارتباطاتهم واللون الفعلي لعباءاتهم".

وتطرق النائب الحجار في لقائه الى العلاقات اللبنانية - السورية، فاعتبر اننا نريدها "علاقات متوازنة وندية بين دولتين مستقلتين قائمة على الاحترام المتبادل لسيادة وحرية كل منهما، مؤكدة على تمايزها من ضمن الاطر التي يجب ان تحكم العلاقات بين دولتين مستقلتين سيدتين ينتميان الى هذا الوطن العربي الكبير".

اضاف:" اننا لا نريدها علاقة بين طرف سياسي لبناني ونظام في دولة اخرى، ولا نريدها تعاطيا من نظام مع شخصيات سياسية لبنانية تذكرنا بأيام سابقة أراد فيها النظام السوري ان يستبدل علاقاته المفترضة مع الدولة الجامعة بعلاقات مع اشخاص، بل نريدها ان تتم في الاطر المؤسساتية والدستورية والملبية للمصالح المشتركة، يبحث فيها المشاكل العالقة ويوضع بنتيجتها حلولا لها ولا سيما تلك المتعلقة بنقاط الإجماع الوطني في ترسيم الحدود بدءا من مزارع شبعا لاستردادها الى الوطن اللبناني، وفي تأكيد سيادة الدولة اللبنانية على اراضيها بعد نزع السلاح من المعسكرات الفلسطينية السورية خارج المخيمات وتنظيمه في داخلها. كما نريد حلا لمشكلة المفقودين والمعتقلين في سوريا، والذي لن يهدأ بال لأهلهم ولا للبنانيين، ولن تستقيم علاقة نريدها أخوية، الا بعد تبيان حقيقة وضعهم".

وردا على اسئلة الحاضرين اعتبر النائب محمد الحجار "ان توقيت زيارة العماد ميشال عون الى سوريا وقبلها الى ايران، ملفتة في تزامنها، وان كان غير موفقا، مع زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى المانيا وقبلها الى السعودية. كما يلفت تطويب العماد عون زعيما لمسيحيي المشرق من الجمهورية الاسلامية الايرانية اولا ومن ثم من حليفتها دمشق".

وختم: "ان هذه الزيارة أخرجت للعلن التحالفات السياسية القديمة الجديدة للجنرال وان الذي يقلقنا في ذلك هو الخوف من خطة تفجيرية يعد لها، يراد منها نسف او تعطيل الاستحقاق النيابي القادم والتحضير لإدخال البلد في أزمة وفوضى، بعد ان تدرج الجنرال في مطالباته من اعتبار ان مشكلته في اتفاق الطائف كانت في تحديد غير واضح للانسحاب السوري الى اعتباره الآن من دمشق ان الطائف كان تسوية غير طبيعية".

 

دور ميشال سماحة في دمشق ودموع مرافقي عون     

يقال نت/منذ اليوم الاول لزيارة عون، برزت حركة الوزير السابق ميشال سماحة. فكان الحاضر الدائم في فندق "شيراتون" والمشارك في بعض النشاطات، وكان يتولى التنسيق بين الجانبين السوري واللبناني، ويرتب بعض اللقاءات. في اثناء الجولة داخل قلعة حلب، سأل عون الاسد الاحجية الآتية: "حين كنا تلاميذ في المدرسة، طلبوا منا اعطاء جملة تقرأها من الجهتين بالطريقة نفسها، فكان الجواب: "بلح تعلق في قلعة حلب"، فلم يسمع الاسد من المرة الاولى، فما كان من الجنرال الا ان اعادها عليه ضاحكا. قال مطران الطائفة المارونية بحلب يوسف أنيس أبي عاد، بأن أفراد الوفد المرافق للعماد عون (نواب من كتلته ومسؤولون في التيار الوطني الحر) أجهشوا بالبكاء لتأثرهم «بحرارة الاستقبال والعفوية والبساطة التي لمسوها من الشعب السوري» إزاءهم. رفضت مستشارة الشؤون السياسية والاعلامية للرئيس السوري بشار الاسد بثينة شعبان التحدث الى "النهار"، او تقويم زيارة النائب العماد ميشال عون معها قائلة: لـ"النهار"، لا، لن اتكلم".

 

جوني عبدو :عون يعشق حكم الإستبداد وما يحصل في سوريا مشروع إنقلاب

طالب السفير السابق العقيد جوني عبدو قيادة الجيش اللبناني أن تضع اللبناني في صورة عامة لمجرى التحقيقات في قضية اغتيال العميد الركن فرانسوا الحاج.

وقال عبدو إن توقيفات كثيرة حصلت في صفوف تنظيم "فتح الإسلام"،ولكن لم يقل لنا أحد إذا ظهر أي خيط في قضية الحاج ،ووفق معلوماتنا أن شيئا من هذا القبيل لم يظهر ،مما يعني أن هناك جهة أخرى أقدمت على هذا الإغتيال.وأفاد بأنه في ضوء معرفة الإتجاه الخاص بهذا الملف نستيطع أن نقرأ المنحى الذي يتجه إليه لبنان ،خصوصا وان اغتيال الحاج كان ضربة موجهة للمؤسسة العسكرية كما كان اغتيال النقيب وسام عيد ضربة موجهة إلى التحقيق الدولي.

وأعرب عبدو ،في حديث إذاعي صباح اليوم ،عن اعتقاده بأن النظام السوري أخذ ميشال عون من لبنان ،بعدما درس ،من خلال اختصاصيين نفسيته  وعقده ،فتبين له أنه أسير المظاهر والجماهير .

وقال:"علينا أن نتأكد أن عون، من الآن فصاعدا، سيكون أعنف مدافع عن النظام السوري وحكم آل الأسد."

وأشار عبدو الى أن عون، أساسا، يعشق أن يحكم على طريقة بشار الأسد الديكتاتورية تماما كما كان يعشق سابقا أن يحكم على طريقة صدام حسين.وقال إنه أصبح لعون ثلاث شاشات تلفزيونية ثابتة وهي:"المنار"والتلفزيون السوري وال"أو.تي.في".

واستغرب عبدو كيف سكت الإعلاميون اللبنانيون على هجوم عون على الإعلام اللبناني من دمشق وعبر شاشات الإعلام السوري الموجه ،عندما وصف الإعلام اللبناني بالمضلل والموجَه ."

وقال إن عون يتوق إلى حكم الإستبداد وهو مغرم بطريقة تسلط النظام السوري على الشعب والإعلام.

ووصف بالعيب الكبير إقدام عون على شن حملة على فريق من اللبنانيين من دمشق ،مذكّرا بموقف شهير للرئيس الفرنسي الراحل على أيام تولي الرئيس الفرنسي جاك شيراك رئاسة الحكومة في ولايته ،عندما قال إن شؤون فرنسا لا تُبحث إلا في فرنسا ،ردا على أسئلة كانت توجه إليه وتتعلق بشؤون فرنسا الداخلية .

واعتبر عبدو أن ما يحصل في سوريا حاليا هو مشروع انقلاب "وانتم تلاحظون أن ميشال عون هو الوحيد الذي لا يتوقف عن تهديد اللبنانيين بتكرار حصول السابع من أيار إن لم تسر الأمور كما يريد لها أن تسير."

وقال إذا تأكد ميشال عون والنظام السوري من أن الأكثرية ستعود أكثرية فلن يكون هناك تردد في تعطيل الإنتخابات النيابية بشتى الطرق ،ومن بينها التخريب الأمني والإغتيالات قبل شهر من موعد الإستحقاق الدستوري. وأشار إلى أن العماد عون يريد أن يصدق أن في سوريا حالة شعبية، في حين أن الجميع من دون استثناء يعرف أنه في سوريا إذا اجتمع ثلاثة أشخاص يتم سجنهم. ووصف عبدو عون بأنه رجل الصفقات السياسية ،ولذلك فوجوده في دمشق يهدف إلى طلب مساعدة الأسد على أن يقنع جماعته في لبنان بترك كل المقاعد المسيحية له ،في كل الدوائر الإنتخابية ،,أن يقبل "القوميون "والبعثيون "وغيرهم بتمثيل على المستوى الإسلامي فقط.

 

ما بعد بعد انطاكية... روما!     

علي حماده/النهار

كانت المبالغة في الاستقبالات التي أعدها النظام السوري للجنرال ميشال عون مثيرة للشفقة، وخصوصا بعض المظاهر "العفوية" التي يتقنها النظام البعثي في دمشق، مثل نحر الخراف تحت قدميه، او جمع الحشود الشعبية في المدن والاحياء والكنائس، او إلباسه عباءات حمصية، او حتى   منحه القابا مضحكة مثل "فخامة الجنرال" و"الجنرال القومي العربي"، وصولا الى دعوة احد البعثيين "العفويين" الى تنصيبه  "بابا" مكان الحبر الاعظم في روما!

والآن، بعيدا من الهزل الذي يستحقه اداء الضيف، لنتحدث قليلا عن المضيف الذي انهى عملية هضم جزء من القاعدة الشعبية المسيحية اللبنانية، وان تكن هذه قد ضمرت، وستضمر اكثر كلما ابتعد عون منزلقا على النحو الحاصل اليوم في خيارات مخالفة للطبيعة. وهذا الامر يعرفه السوريون تمام المعرفة، لكنهم، وهذا دأبهم، لايهتمون لمستوى شعبية الجنرال.

ماذا أراد النظام السوري من زيارة عون؟

اولآً ان يحقق تقدما على مستوى التنافس المكتوم مع ايران على قيادة الاقلية في لبنان. ففي حين تمسك طهران بـ"حزب الله" بالكامل، وتمول جماعات سوريا وتدربها، فإن التنافس على ورقة مسيحية مهمة يبرر للسوريين اغراق عون باحتفاليات تعمل على تغذية "الأنا " التي يعانيها، والتلويح له بورقة التحالفات و"الودائع" التي يدرك عون انه من دونها او معها  في المناطق المسيحية سيمنى بخسارة كبيرة. وفي كل الاحــوال ثمـــة تنافس حقيقي بين الايرانيين والسوريين في لبنان لا يخفّفه ترحيب "التقاة" في "حزب الله" بزيارة عــون الاستراتيجية التاريخية لسوريا !

ثانيا: يريد النظام في سوريا ابراز صورة للخارج ولا سيما للمجتمع الدولي الذي يطالبه بتنفيذ التزاماته حيال لبنان، ان لا مشكلة مع بلاد الارز بدليل العلاقة المستجدة مع "زعيم مسيحيي لبنان" رأى في اليوم الاول من زيارته انه قبل ان يطالب اللبنانيون النظام السوري بالاعتذار على افعاله في لبنان، على اللبنانيين انفسهم ان يعتذروا ! ثم انه في مسألة في دقة قضية ترسيم الحدود عند مزارع شبعا، يسمع الخارج الجنرال عون قائلا ان لا مشكلة في رفض النظام السوري ترسيمها وانها مسـألة توقيت، في حين يجاهد مسؤولو الدول الكبرى والامم المتحدة في اقناع سوريا بالترسيم لنقل المزارع من ولاية القرار 242 الى ولاية القرار 425، ولدفع الاسرائيليين الى الانسحاب منها تبعا لانسحابهم من لبنان عام 2000 وفق القرار 425. من هنا يكسب السوريون صوتا لبنانيا، والاهم مسيحيا، يحرف القضايا الخلافية بين لبنان وسوريا، وفي مطلق الاحوال يشن حملة دعائية تصب في مصلحتها.

ثالثا: التضييق على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، قبل بكركي ، ومحاولة تهديد الحياد النسبي الذي يمارسه في موقعه، وتشجيع عون على المغامرة في استعدائه. ولعل المبالغة السخيفة في احتفاليات زيارة عون ترمي الى القول للرئيس سليمان ان دمشق تملك ورقة عون وإن منتفخة، يمكن توجيهها ضده في اي وقت تقتضيه مصالح النظام في لبنان.

رابعا: رسالة الرئيس بشار الاسد للبنانيين هي انه عاد من دون ان يعود. وانه يثأر من الذين اخرجوه بالطريقة المعروفة من لبنان. ومن بين ادواته رقم مسيحي مهم سيستخدمه علنا بعدما استخدمه من خلف الكواليس طوال ثلاث سنوات في مرحلة الاغتيالات والتفجيرات، وتهريب السلاح والمسلحين.

في مطلق الاحوال، غدا يعود الجنرال عون الى الواقع اللبناني، وربما لن يدرك حجم سلبيات زيارته لانه في غالب الظن سيسمع عبقريا في محيطه  يدعوه الى تجاوز زعامة "انطاكيا وسائر المشرق" الى قيادة روما نفسها، ومن المؤكد ان "اناه" ستصدق ما تسمعه اذناه...

 

عون التقى الأسد في حفلة غداء عائلية في حلب ويحضر اليوم قداساً في قبر مار مارون

سليمان يحسم الجدل على الزيارات الخارجية بضرورة ربطها بقرار في مجلس الوزراء

بيروت - وليد شقير-الحياة  - 07/12/08//

التقى الرئيس السوري بشار الأسد مجدداً أمس زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون في مدينة حلب، في غداء عائلي، بعدما كانت طائرة سورية خاصة أقلت عائلة عون من بيروت الى سورية لموافاته، في حفلة الغداء التي أقامها الرئيس السوري في حضور عائلته أيضاً، وتحوّل اللقاء الى مناسبة حميمة.

وقال وزير الاتصالات جبران باسيل لـ «الحياة» أن اللقاء العائلي الطويل الذي حصل في منزل الرئيس الأسد في حلب، لم يتناول الشؤون السياسية الراهنة بل تطرق الى المستقبل والعناوين التي تهم الأجيال المقبلة في هذه المنطقة حضارياً وإنسانياً، إذ تطرق الجانبان الى الرؤية المشتركة البعيدة المدى. في الوقت ذاته تواصلت الانتقادات لزيارة عون سورية وتصريحاته أثناء الزيارة التي بدأها الأربعاء الماضي وينهيها اليوم حيث سيحضر في سابقة لم تحصل، قداساً على قبر مار مارون. وفيما دعا عون جميع اللبنانيين الى زيارة سورية، علمت «الحياة» أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تولى حسم الجدل الذي حصل بين وزراء من الأكثرية وآخرين من قوى 8 آذار في جلسة مجلس الوزراء أول من أمس حول زيارات الوزراء والمسؤولين الأمنيين الى سورية، لمناسبة مناقشة زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي، التي أثار الوزراء نسيب لحود ووائل أبو فاعور وجان أوغاسبيان وطارق متري ومحمد شطح، أسئلة وملاحظات حول عدم أخذ قرار في شأنها في مجلس الوزراء. وقالت مصادر وزارية لـ «الحياة» أن سليمان أنهى الجدل بالقول لوزراء الأكثرية أنه كان يجب اتخاذ القرار بزيارة العماد قهوجي في مجلس الوزراء، ومن الآن فصاعداً يجب اتخاذ قرار في مجلس الوزراء في شأن أي زيارة الى الخارج وربما يجب اتخاذ قرار ولو مؤخراً، بزيارة العماد قهوجي وأخذ العلم بنتائجها من أجل تكريس المبدأ. وكان الوزراء غازي زعيتر وعلي قانصو ومحمد فنيش (من المعارضة) رفضوا ملاحظات الأكثرية.

وبناء على هذا القرار أعلن وزير الدفاع إلياس المر أمس بعد لقائه وفداً روسياً زاره للبحث في متطلبات تسليح الجيش اللبناني، أنه سيطرح على مجلس الوزراء جدول أعمال زيارته المرتقبة الى سورية، لأخذ موافقته عليها. وتوقعت مصادر مطلعة أن تتم زيارة المر الى دمشق قبل نهاية العام، خصوصاً أنه أعلن أنه سيزور موسكو الأسبوع الطالع للقاء نظيره الروسي والبحث في ما يمكن أن يحصل عليه الجيش اللبناني من مساعدات.

وفي صدد عروض تسليح الجيش اللبناني التي تكاثرت أخيراً من عدد من الدول، قالت مصادر وزارية لـ «الحياة» أن أياً منها لا يعني تقديم هبات للجيش بل ان كل الدول المهتمة والتي قدمت عروضاً تنوي بيع الدولة اللبنانية أعتدة وأسلحة وليس وهبها. وأشارت المصادر الى أنه حتى دبابات «إم - 60» التي أعلنت الحكومة الأميركية عن استعداها لتزويد لبنان ببضع دزينات منها، هي من المدرعات التي باتت خارج الخدمة في الجيش الأميركي وهي موجودة لدى الجيش الأردني لكنها تحتاج الى إعادة تأهيل ويعرض الجيش الأميركي تأهيلها لمصلحة لبنان بعد سحبها من الأردن، على أن تدفع الحكومة اللبنانية نفقات التأهيل. وذكرت المصادر الوزارية أن إيران عرضت تزويد لبنان أسلحة لكنها لم تقترح أن يشمل ذلك الأسلحة الثقيلة.

وعلى صعيد زيارة العماد عون الى سورية، امتدح رئيس الحكومة السابق الدكتور سليم الحص جرأة الأول في جولته السورية، لكنه استغرب مطالبته بتعديل اتفاق الطائف، فيما رأى النائب بطرس حرب أن زيارة عون هدفت الى ترتيب وتوزيع المراكز في انتخابات الربيع المقبِل بين عون وبين حلفائه في حركة «أمل» و «حزب الله». ورأى حرب أن الكلام الذي رافق زيارة عون يضعف رئيس الجمهورية. وركز خصوم عون في انتقاداتهم على أن سورية هي المستفيد من زيارته إليها، فيما نفى مسؤولو «التيار الوطني الحر» أن يكون عون بحث الشأن اللبناني الداخلي خلال الزيارة. وقال النائب حرب أن استطلاعات الرأي تعطي نسبة ممتازة لقوى 14 آذار.

وكانت شاشات التلفزة عرضت لاستقبالات شعبية رافقت زيارات عون الى كنائس ومواقع مسيحية في حلب وحمص. وقال عون للتلفزيون السوري ان إيران وسورية ساعدتا لبنان لصد عدوان تموز (يوليو) 2006. وتابع أن «الاستقلال لا يمنح من الخارج لا من أميركا ولا فرنسا ولا سورية ولا أحد، إذا نحن لم نتصرف ضمن وحدتنا الوطنية في ممارسة الاستقلال والسيادة». واعتبر أن «إسرائيل تغامر في وجودها إذا حاولت الاعتداء على لبنان

 

سوريا: إستياء الصحافيين لمنعهم من تغطية زيارة عون

8/12/2008

ايلاف/بهية مارديني من حلب: استاء الصحافيون السوريون من عدم السماح لهم بمواكبة زيارة العماد ميشال عون رئيس تكتل الإصلاح والتغيير في البرلمان اللبناني عن كثب والاكتفاء بالمصورين فقط والوفد الاعلامي المرافق لعون ، حيث منعت السلطات الامنية الصحافيين السوريين من الاقتراب من عون او من اعضاء الوفد لتسجيل تصريحات خاصة . ورغم الزخم الاعلامي الغير مسبوق الذي احيطت به هذه الزيارة الا ان الصحافيين السوريين عادة ما يحبروا على التواجد في مكان والحدث في مكان اخر إما في مركز اعلامي ُيعد للمؤتمرات او في الشارع ينتظرون المصورين للانتهاء من التصوير مع ان المناسبة تتم في بلدهم .

القمة العربية الاخيرة كانت مثالا يتذكره الاعلاميون السوريون بحسرة عبر جمعهم في مركز اعلامي كذلك مؤتمر حزب البعث الاخير لينتظروا مسؤولا سوريا قد يعقد مؤتمرا صحافيا او يوضح لهم باقتضاب اجواء الاجتماعات من وجهة نظر رسمية سورية دون ان يقتربوا من الضيوف ، ويوم امس واثناء زيارة عون لحلب لم يستطع الصحافيون السوريون مواكبة فعالياتها عن قرب ومنعوا من الاقتراب من عون والوفد المرافق له والدخول مثلا الى قصر الوالي حيث التقى مفتي سوريا وعون وتم تبادل الكلمات والهدايا .

ودعا العماد ميشال عون اللبنانيين امس لزيارة سوريا وذلك خلال القائه كلمة في المركز الثقافي الأرمني في مدينة حلب واعتبر عون ان من سيزور سوريا من اللبنانيين سيشعر انه بين أهله ، وتحدث عن حوار الاديان والتعايش والمحبة .

وكان برنامج زيارة حلب حافلا بزيارة كنائس وكاتدرائيات ، ودعا الرئيس السوري بشار الاسد وعقيلته السيدة اسماء عون وعقيلته لزيارة قلعة حلب ثم الى مأدبة غداء في حلب القديمة ثم التقى عون رجال دين سوريين في مكان اقامته في حلب والتقى ايضا رجال اعمال حلبيون.

وكان عون قال خلال مقابلة مع التلفزيون السوري الرسمي عرضت امس أنه قرر زيارة سورية في هذا الوقت لأن "الظروف نضجت ولا نستطيع انتظار المتحجرين والمتخلفين في فهم المرحلة والتحولات التي حدثت" وعن الانتقادات التي وجهتها هذه القوى لزيارته إلى سورية والتي ستوجهها له بعد عودته إلى لبنان، قال عون إن هؤلاء "لا يشكلون قوة خطرة علي, وسوف أكمل طريقي وأتركهم خلفي لينتهوا لوحدهم", مشيرا إلى أنه "يعتز بهذه الزيارة إلى سورية".

وحول الخصومة التي كانت بينه وبين سورية سابقا, اكد عون إنها كانت "غيمة سوداء ومرت... ". واعتبر عون أن "العلاقات السورية اللبنانية الآن أقوى من أي وقت مضى لأنها بين الشعبين حتى لو اختلف السياسيون فيما بينهم".

 

حمادة: عون جيّر لسوريا "التيار الحر" فأصبح "القومي 2"

8/12/2008

صوت لبنان/ رد عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب مروان حمادة على وصف النائب ميشال عون زيارات 14 آذار بـ "التاكسي الجوّال"، فاعتبر "ان عون هو التاكسي وهذا ما أبرزته صحيفة الفيغارو الفرنسية عن لقاءاته بالموساد الإسلرائيلي في فرنسا التي كانت قد حذرته من ذلك"، آسفاً إذ" لم يأت عون بشيء من سوريا وهو الذي جيّر كل شيء لها، وأوّل ما جيّره "التيار الوطني الحر" الذي أصبح حزباً قومياً سورياً اجتماعياً ثانياً".

وتمنى في حديث الى برنامج "المجالس بالأمانات" أن يزور عون في الساعات الاخيرة بعض المخطوفين والمعتقلين في سوريا"، لافتاً الى أنه "كلّما زار الرئيس (ميشال) سليمان بلداً من البلدان يقوم العماد عون بزيارة للتخريب". وأكد أن تحرّك 14 آذار يصبّ في دعم المحكمة الدولية وإيصالها الى بر الأمان ودعم الجيش اللبناني وهذا ما تمثّل بمحادثات رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري في موسكو والنائب وليد جنبلاط في واشنطن. ورأى "أن من يهرب من المحكمة الدولية هو القاتل والمجرم لأن القضاء في لبنان سائر نحو الأحسن". وشدد على أن الانتخابات "ستجري بالرغم من كل التهويل والتهديدات، وعلى المرء أن يكون حذراً بالنسبة الى الاغتيالات السابقة والتي كانت من لون واحد"، موضحاً أن التحالف في الانتخابات هو "تحالف واسع يضم التقدمي والكتائب والقوات والمستقبل والأحرار والكتلة الوطنية ولا وجود لأي تمايز". وأعلن "أن جنبلاط هو المبادر الى المصالحات واللقاءات التي حصلت، وهو من شجع الحريري على لقاء حسن نصرالله". وأعرب عن اعتقاده أن الانتخابات اللبنانية والايرانية والاسرائيلية "ستحدد واقعاً جديداً ومهماً في المنطقة".

 

عون والموتورون وسائقو التاكسي

8/12/2008

موقع تيار المستقبل/وسط معلومات تفيد أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان سيتوجه بعد عودته من الاردن لحضور زيارة رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير في بكركي، وأن اتصالات تجري من قبل مسؤولين في "التيار الوطني الحر" بالصرح البطريركي لترتيب موعد للعماد عون بعد عودته من سوريا، أفادت معلومات ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد يزور لبنان مطلع السنة الجديدة لمعايدة الوحدة الفرنسية العاملة في "اليونيفيل" ومتابعة المواضيع العالقة بين لبنان وسوريا ومنها التبادل الديبلوماسي. ونقلت صحيفة "النهار" عن مصادر ديبلوماسية ان سوريا قررت تعيين سفيرها في اسبانيا مكرم عبيد سفيرا لها في بيروت وهو احد 3 اسماء كانت متداولة، اما الاسمان الآخران فهما كوليت خوري وفايز الصايغ. وفي المقابل تقرر تعيين سفير لبناني من ملاك وزارة الخارجية في دمشق. وربما السفير في قبرص ميشال خوري.

ونقلت "النهار" عن المصادر عينها قولها "ان ايران تعتبر ان خروج سوريا من عزلتها الدولية هو خروج من المحور الذي تشكله مع طهران. وخصوصا ان ايران ترى ان بحث الرئيس السوري عن السلام في منطقة الشرق الاوسط، يعني بالنسبة اليها تقييد "حزب الله" المدعوم منها على المديين القريب والمتوسط".

جبران باسيل في طائرة الأسد

ولليوم الخامس على التوالي يتابع العماد ميشال عون زيارته لسوريا، والتي تميزت امس بغداء في حلب اقامه على شرفه الرئيس السوري بشار الاسد وعقيلته وشارك فيها وزير الاتصالات جبران باسيل وقرينته وكذلك قرينة العماد عون الذين اقلتهم من بيروت الى حلب الطائرة الرئاسية السورية.

عون شكر للاسد ضيافته قائلا: "استقبلت بفرح قرأته في العيون، وأشعر بأن الرسالة مرت في جميع القلوب، وما علينا الا ان نتابعها لتصفية كل المشاكل العالقة".

وختم: "ان قتلت فسأكون قد نقلت الحقيقة الى الاجيال وستنتصر الرسالة ويحملها الجميع".

الأسد وباسيل ينظران الى الأجيال المقبلة

وقال وزير الاتصالات جبران باسيل لصحيفة "الحياة" إن اللقاء العائلي الطويل الذي حصل في منزل الرئيس الأسد في حلب، لم يتناول الشؤون السياسية الراهنة بل تطرق الى المستقبل والعناوين التي تهم الأجيال المقبلة في هذه المنطقة حضارياً وإنسانياً، إذ تطرق الجانبان الى الرؤية المشتركة البعيدة المدى.

عون يستعيض عن الجماهير اللبنانية بالسورية

وكان عون ادلى بحديث خاص الى التلفزيون السوري قال فيه ان هناك "تيارين في لبنان: التيار الوطني الملتزم مع محيطه، والتيار المتنقل المتجول الذي لا موقف له. فهو مثل تاكسي جوال ينطلق من منطقة الى منطقة من دون ان يكون له موقف".

واضاف ان زيارتيه لسوريا وايران حصلتا لأنهما دعمتانا وساعدتا المقاومة". وقال: "انتظرنا حتى تتحسن الظروف. لكن القسم الآخر من اللبنانيين عنده شيء من التحجر. فشعرت من الضروري ان اقوم بالزيارة لانه لا يمكن ان انتظر متخلفين".

وعقب المذيع السوري على ذلك بالسؤال: "متخلف في السرعة ام في التفكير؟".

ثم سأله عما اعد لعودته الى بيروت في مواجهة "موتوري 14 شباط". واجاب: "أستطيع ان ادعو الى مهرجان شعبي. ولكن لا احب ان أدخل الجمهور في هذا النزاع السياسي. ومن خلال علاقتي بالجماهير السورية أحسست كأنني في بيروت أو في أي بلدة لبنانية".

وقال عون: "ان الارهابيين يتلقون الدعم في الداخل اللبناني من العناصر التي يتعاملون معها سريا لتسمح لهم بالتنقل والوصول الى نقاط اساسية يستطيعون ممارسة الارهاب فيها".

رئيس الحكومة السابق الدكتور سليم الحص امتدح جرأة عون في جولته السورية، لكنه استغرب مطالبته بتعديل اتفاق الطائف، فيما رأى النائب بطرس حرب أن زيارة عون هدفت الى ترتيب وتوزيع المراكز في انتخابات الربيع المقبِل بين عون وحلفائه في حركة "أمل" و"حزب الله". ورأى حرب أن الكلام الذي رافق زيارة عون يضعف رئيس الجمهورية.

عون مشكلة 8 آذار

مواقف عون من اتفاق الطائف ولّدت مشكلة بين حلفائه في 8 آذار.

صحيفة "السياسة" الكويتية نقلت عن قيادي بارز في "8 آذار" قوله إن رئيس مجلس النواب نبيه بري أظهر انزعاجاً من كلام عون، وكذلك "حزب الله" الذي عبر مسؤولون فيه عن عدم تبنيهم لكلام عون، وأن أحد قادة "8 آذار" أبلغ بري مطالبته بإعلان العماد عون شخصياً موقفاً واضحا وحازماً من مسألة الالتزام باتفاق الطائف، وإلا فإن كثيراً من هذه القوى ستضطر إلى اتخاذ مواقف علنية من هذا السلوك ومن غيره، خصوصاً أنها لم تعد متماسكة ويغيب التنسيق عن عملها، لدرجة أن بعض مكوناتها يخرج إلى الناس بشتائم ضد المملكة العربية السعودية التي لا مصلحة أبداً في حالة العداء معها.

وأبلغت بعض شخصيات "8 آذار" قيادات من "حزب الله" ومقربين من الرئيس بري، أنه إذا كان العماد عون يريد استغلال تقربه من سوريا اليوم من أجل الاستقواء بها علينا وفرض تعديل الطائف، فإن هذا الأمر لن يكون له ممر ولا يمكن أن يحصل مهما كلف الأمر.

وكشفت المعلومات عن ان قيادات سنية كبيرة من "8 آذار" أبلغت الرئيس بري امتعاضها الشديد وتوجهها لعقد مؤتمر صحافي، ترد فيه على العماد عون الذي "طفح الكيل معه"، على حد تعبير إحدى الشخصيات الكبيرة التي اعتبرت أنها صبرت كثيراً على سلوك عون المتفرد والذي يستهدف الطائفة السنية وموقعها ودورها في البلد، لكنها لم تعد قادرة على تمرير هذه الأمور ولا بد من التصدي لها الآن، قبل أن يعتقد عون أن قيادات "8 آذار" السنية هي في خدمة مصالحه وطموحاته.

ردّ بارود ومتري

وفي حديث الى قناة "العربية" تخوف وزير الداخلية زياد بارود من "عدم تقبل أحد الطرفين لنتيجة الانتخابات النيابية"، وأشار الى ان موضوع الحدود هو جزء من المعالجات القائمة، وان لبنان الرسمي ذاهب باتجاه مقاربة موضوع الحدود على مستوى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الدفاع، وبالعلاقة مع المجتمع الدولي". وزير الإعلام طارق متري شدد على ان "سوريا إذا أرادت توجيه رسالة الى لبنان وطي صفحة الماضي وان يصار الى بناء العلاقة بين البلدين على أسس جديدة، فهذه رسالة تنقل من دولة الى دولة".

ورأى ان "زيارة شخصية سياسية الى سوريا في الوقت الحاضر لها علاقة بالتحالفات السياسية وبإمكانات استثمارها في ظل المنافسات السياسية التي يشهدها لبنان الذي يستعد لإجراء انتخابات نيابية"، واعتبر مطالبة عون اللبنانيين بالاعتذار قبل السوريين كلاماً وقعه "ليس ايجابياً على اللبنانيين" مشيراً الى ان تزامن زيارات عون الخارجية مع زيارات رئيس الجمهورية الى الخارج "لو كانت مصادفة فعلاً فهي مصادفة غير موفقة".

تحذيرات أمنية

واتسع أمس نطاق التحذير من اغتيالات وأحداث أمنية قبل الانتخابات. وقال النائب بطرس حرب انه تلقى اشارات بضرورة اتخاذ الحيطة، وكذلك الوزير ايلي ماروني وآخرون من قوى ١٤ آذار. وأضاف: ان بعض التصرفات على الأرض لا تبشر بالخير أمنياً. وأعرب عن قلقه من تحذير بعض القادة في ٨ آذار من عمليات اغتيال. بدوره قال الوزير وائل ابو فاعور: " ان الكلام الذي استمعنا اليه على لسان بعض حلفاء النظام السوري ننظر اليه بكثير من الجديّة ولا نستخف به بحيث نعتبره مؤشراً الى المرحلة المقبلة واعتقد ان هذا الفريق اجرى بعض التقييمات والدراسات وعرف ان الانتخابات النيابية لن تكون في مصلحته بل ان النتائج ستكون كارثية على هذا الفريق ولذا لا نستغرب ان يلجأ الى الف اسلوب لاجهاض الانتخابات القادمة.

وكالة الأنباء المركزية نقلت عن مصادر امنية معلومات تفيد أن خلايا ارهابية تتحضر للقيام بتفجيرات خلال فترة الاعياد تستهدف الكنائس ومراكز دينية مسيحية، وهي كثفت تحركها لإحباط هذه المحاولات وتوقيف اصحابها، مع تشديد الرقابة على المخيمات الفلسطينية، وخصوصا عين الحلوة حيث لا تزال الاتصالات جارية لتسليم المطلوبين الى الاجهزة الامنية اللبنانية. كذلك اتخذت تدابير لحماية المؤسسات الدينية والمراكز الحزبية والشخصيات السياسية.

 

أول الغيث: "التيار العوني" ينهار في عكار

8/12/2008

جهاد عون/ يبدو أنّ نصيحة "العرّاف" للجنرال ميشال عون بعدم الذهاب لسوريا لأنها سترتد عليه سلباً، بدأت تتحقق صحّة أسبابها عملانياً في سرعة كبيرة، ذلك انّ العونيين من أهالي عكار الذين اكتووا بسياط الاستخبارات السورية ولم ينسوا ما أنزله الضابطان السوريان محمد مفلح ونبيل حشيمي بهم من اعتقالات وقمع ومهانة جاوزت كل الحدود، كان لهم ردّ عاجل على طلب جنرال الرابية من اللبنانيين الإعتذار من السوريين أولاً، فاعتذروا عن تصديقهم إياه في الماضي وكلامه على مبادئ وقيم ثبت لهم أنها لم تكن إلا للمناورة والخداع والفوز بالسلطة والمغانم.

وفي النتيجة أصيب "التيار العوني" بانهيار شامل في عكار وعلى مختلف المستويات والأنحاء ، من السهل والقويطع إلى القبيات وعندقت ومنيارة حيث لم يتبق للجنرال من مناصرين الا مجموعات مبعثرة من العسكريين المتقاعدين الذين يعتقدون بسذاجة أنّ الجنرال يعرف ماذا يفعل وتالياً يعرف مصلحتهم . إضافة إلى أن بعضهم لا يزال على ولائه بسبب من الراتب الذي يتقاضاه بدل أعمال الحراسة التي يقومون بها لمنزل عون في الرابية. وفي معلومات من مناصري التيار الذين خرجوا على قائدهم "المتسورن"، انّ ما مجموعه 28 هيئة للتيار في عكار قد حُلّت وسلم اعضاؤها بطاقاتهم إلى المسؤول العوني في عكار جيمي جبور الذي استعاض عن الهيئات المحلولة بالعمل على إنشاء هيئات اخرى، وبالتعاون مع الحزب السوري القومي في البلدات العلوية في منطقة السهل المجاورة للحدود السورية – اللبنانية، إضافة إلى انضمام مجموعات كاملة من القوميين السوريين في عدبل وشربيلا إلى "التيار العوني" تحت شعار التوحّد في مواجهة قوى 14 آذار السيادية والتي تحصد أوسع تأييد شعبي في المنطقة.

أما في البلدات والقرى المسيحية فيروي العونيون السابقون أخباراً عن الانسحابات المتتالية التي وصلت إلى بلدة شدرا نفسها التي كان عون يتغنى بأنها البلدة "البرتقالية الصافية"، وهذا ما ينطبق أيضاً على منيارة التي كانت معقلاً للعونيين ونجحت "القوّات اللبنانية" في التوسّع فيها بثبات بحيث افتتحت لها مركزاً حزبياً وتستقطب المزيد من المناصرين مستفيدة من تراجع الحضور العوني وخطاب الجنرال المشوّش والمرتدّ على الثوابت المسيحية واللبنانية.

ولا تخرج القبيات عن هذا التوجه حيث انحسر الحضور العوني إلى أدنى مستوياته ولم تنجح محاولات المنسق العام للتيار المذكور بيار رفول ولا جيمي جبور في إعادة لملمة صفوف العونيين المبعثرة. كما لم ينفع توزيع السلاح الفردي ولا رخص حمل السلاح في إثارة الهمم وإعادة الالتفاف، خصوصاً أنّ الخطاب الطائفي والتحريضي الذي اعتمده عون لا يستسيغه مسيحيو عكار الذين عرفوا دائماً أن يحفظوا العيش المشترك مع اخوتهم في الوطن بعيداً عن دروس عون وعظاته في الوطنية التي تقسِّم اللبنانيين وتشرذمهم.

 

عون ومذيع التلفزيون السوري ينسّقان الشتائم للأكثرية اللبنانية

8/12/2008

أخبار المستقبل /في مقابلة خاصة مع التلفزيون السوري، رأى رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ان لبنان منقسم اليوم بين تيارين، تيار يدعم المقاومة وآخر ليس له موقف ثابت ومحدّد وصفه بـ"التاكسي الجوال". وشارك عون التهكم على فريق من اللبنانيين مذيع التلفزيون السوري الذي سمى قوى 14 آذار بـ"موتوري" 14 شباط!. قال عون "في لبنان هناك انقسام بين تيارين سياسيين، بين تيّار ملتزم بالوطن وبمحيطه، وبين تيار آخر متنقل متجوّل لا موقف له، أعبّر عنه بشكل نكتة مثل "تاكسي جوّال"، صاحب التاكسي ينتقل من منطقة الى منطقة من دون أن يكون له موقف ثابت".

أضاف: "هناك دولتان أساسيتان هما سوريا وإيران واضح أنهما تدعماننا في الموقف السياسي وساعدتا المقاومة وقد دعيت الى زيارتهما، وأنا انتظرت القليل من الوقت، حتى تتحسن الظروف النفسية للقيام بذلك، لأن القسم الآخر، من المناهضين لهذه السياسة عندهم تحجّر، أنا شعرت انه من الضروري أن أقوم بهذه الزيارة، ولا يمكن أن ننتظر المتخلفين، عندما يكون هناك استحقاق معيّن".

يسأل المذيع: متخلّفون في السرعة أو في التفكير؟

يضحك عون.

ويسأله المذيع: ماذا أعددت لدى عودتك الى بيروت بعد هذه الزيارة، سواء بالنسبة الى ناثري الورد على العماد عون أو بالنسبة الى "موتوري 14 شباط"؟

فأجاب عون "بإمكاني أن أدعو الى مهرجان شعبي يستقبلني من المطار الى بيتي ولكن لا أحب أن أدخل الجمهور في النزاع السياسي، ولكن كعلاقة مع سوريا شعرت أن ردود الفعل الايجابية نفسها التي شاهدتها في سوريا ستكون موجودة، ففي سوريا استقبلوني كما لو كنت في بيروت أو في أي بلدة لبنانية".

 

رحلة الأحلام

بسـام النونـو/لبنان الآن/9/12/2008

صار واجبًا على النائب ميشال عون أن يعتلي منبر "التغيير والإصلاح" ليقولها على الملأ "شكرًا سوريا". إذ و"الحق يقال" لقد لاقت القيادة السورية الجنرال "الكريم" في مواقفه تجاهها على مدى السنوات الثلاث الماضية بكرم أخّاذ جيّاش... وإن أنت أكرمت "الكريم" ملكته.

لقد غاص السوريون في أعماق نفس العماد ميشال عون وقدموا لها ما تشتهي وهي بأمس الحاجة لمعاملة كالتي حظيت بها، ولمخاطبة كالتي خوطبت بها، ولمفردات وصفات التبجيل والتفخيم والتعظيم كالتي سمعتها.. وصولًا إلى "الفخامة" التي حُرم منها في لبنان فعوّضه عنها إتحاد الطلبة السوريين حين نقشوها له على درع تذكاري. أتقنت القيادة السورية، لا بل تفنّنت في، دغدغة مشاعر "فخامة" الجنرال الذي لا يرقى إلى نظره حين يرمق المرآة أقلّ من الجنرال ديغول، ومن هنا انطلقت به الطائرة الرئاسية السورية في "رحلة الأحلام".. نقلته من الواقع إلى حيث تشتهي الـ"أنا" لديه، دلّلوه حتى الثمالة، أغدقوا عليه بالحب الخالص، جعلوه يحلّق في فضاء "أنا أو لا أحد"، نصّبوه على أمصار "المدينة البرتقالية الفاضلة"، لم يقبلوا لمرآته أن تعكس في ناظريه أقلّ من "توت عنخ أمون"، أولموا على شرفه أنجع الولائم في غذاء الروح، طوّعوا له المدن والساحات التاريخية والأثرية، جعلوه يحاضر بهم بالعفة السياسية على الهواء مباشرةً وهي دلالة بالغة الأهمية على مدى ثقة القيادة السورية بالجنرال واطمئنانها مسبقًا لمواقفه...

لقد كانت "رحلة الأحلام" أفضل ما يمكن أن تكافئ به القيادة السورية عون على تعاضده وتضامنه معها. وهي الخبيرة بداء عون ودواه، كفّرت له ولإخلاصه تجاهها عن حرمانه من الرئاسة الأولى عام 1989 برحلة رئاسية من الطراز الأول ذهابًا ورحلتين رئاسيتين إيابًا، وعلى قاعدة "اللي بشوفك بعين شوفوا بتنين" نقلته طائرة إلى سوريا حيث سمعت منه شهد المواقف فأعادته على متن طائرتين من حلب بعدما طلّق بثلاثة لقاءات عقدها مع الرئيس السوري "خصومته" مع سوريا الأسد.. ومعلوم أنّ الطلاق بالثلاثة هو طلاق بائن لا رجعة عنه. معذور الجنرال إن هو شعر أنّ منبر الرابية بات صغيرًا على هامته المشرقية التي ألبسوه إياها على شكل عباءة في دمشق، وحتى لو طلب من "هامان" أن يشيد له بناءً يخرق السماء.. فهو معذور بعد ما رأى، فيما رأى، في سوريا ما تقرّ له عينه ويهدأ به باله من أحلام برتقالية يعيش الجنرال حاليًا تحت وطأتها في عملية تنويم فخاماتي سيستفيق منها عام 2009... ليُدخل البلاد بـ"كوما" تحت عناوين التشهير والتزوير والمال الانتخابي!.

 

الكتائب": لا صفات سياسية ودينية لزيارة عون الى سوريا وجاءت لإنعاش الحلف السوري- الايراني 

 التاريخ: 8 كانون الاول 2008 أخبار المستقبل

رأى المكتب السياسي الكتائبي ان زيارة النائب ميشال عون و"الضجيج المصطنع" الذي رافقها الى دمشق بعد طهران ليست سوى ترجمة للتحالف القائم بين التيار"الوطني الحر" و"حزب الله" وإنعاشًا للحلف السوري- الايراني بعيدًا عن اية صفات اخرى سياسية، وطنية أم دينية. واعتبر أن نتائج الزيارة المتوقعة وانعكاساتها المحتملة لا تعني سوى هذه القوى بالتكافل والتضامن في ما بينها، ولا تلزم التأكيد أيا من الجهات اللبنانية الاخرى رسمية كانت أم حزبية أم روحية، طالما ان الخلاف بين سوريا ومعظم اللبنانيين مازال قائمًا ولم تحصل ايّة مصالحة سورية سوى مع العماد عون.

ولفت المكتب السياسي الكتائبي خلال عقده اجتماعا دوريا اسبوعيا برئاسة رئيس الحزب امين الجميل، الى ان هذه الزيارة لم تحقق اي مكاسب او انجازات لبنانية ودون اي ضمان لإمكان البحث او التقدم في ملفات ترسيم الحدود او المفقودين والمعتقلين في السجون السورية أو لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا كما بالنسبة الى مصير سلاح التنظيمات الفلسطينية المرتبطة مباشرة بسوريا كما في قوسايا والناعمة وغيرهما.

واستهجن مواقف بعض السياسيين والحزبيين التي نقلتها بعض وسائل الاعلام اللبنانية كما السورية وما اعتمدته من اوصاف كبيرة للزيارة وما اغدقته من القاب طوباوية وشعارات طنانة. واعتبر أن في مثل هذه الالقاب ما لا يخدم عون البتة، بقدر ما شكل من اساءة مقصودة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وابناء واشقاء وعائلات ذوي آلاف الشهداء المدنيين والعسكريين من مختلف مناطق وطوائف لبنان كما بالنسبة الى الاساءة الجارحة التي لحقت ببطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مارنصر الله بطرس صفير. وحذر جميع اللبنانيين من تداعيات ما حصل، ودعا الى ضرورة وعي خطورة ما يهدف اليه مطلقو هذه الاوصاف وما جهدوا من اجله وجندوا له الغالي والنفيس...وهو يختصر بالسعي الى اقامة خرق سياسي انتخابي في لبنان وتعميق الشروخ بين اللبنانيين عمومًا والمسيحيين خصوصًا والامعان في التدخل في مجريات الانتخابات النيابية المقبلة.

وتوقف المكتب السياسي الكتائبي خلال عقده اجتماعا دوريا اسبوعيا برئاسة رئيس الحزب امين الجميل، باهتمام بالغ امام الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى المانيا والنتائج التي ترتبت عليها على كل المستويات السياسية، الدبلوماسية، الانمائية والعسكرية بالنظر الى الدور الذي تتمتع به المانيا على الكثير من الصعد وخصوصًا لجهة علاقاتها المميزة مع الدول المؤثرة في القضية اللبنانية اقليميًا ودوليًا.

وامل بوقف فوري لكل اشكال التشويش على جولات رئيس الجمهورية الخارجية، فهو يتطلع بارتياح الى ما انتهت اليه المحادثات مع المسؤولين الالمان من مشاريع اتفاقات ثنائية، وما عكسته من ارتياح لدى اللبنانيين المقيمين في المانيا وخصوصًا بعدما تعهدت المراجع المختصة تسوية اوضاع العديد منهم الذي دفعتهم الظروف الى وجودهم فيها بأشكال مختلفة شرعية أم غير شرعية. اضافة الى الاهتمام الألماني بتعزيز قدرات الجيش اللبناني والقوى الامنية الاخرى .

وإستذكر المكتب السياسي الذكرى السنوية الأولى لإغتيال الشهيد اللواء الركن فرنسوا الحاج التي تصادف في 12 من الشهر الجاري. وهو إذ يحيي اللواء الشهيد وجميع شهداء لبنان في عليائهم، ويرى أنه من الواجب أن نقدر هذه الشهادة في كل المقاييس. وهو أمر لا يترجم إلا بإستمرار تقدير ودعم الدور الكبير الذي تقوم به المؤسسة العسكرية على كل المستويات الوطنية، وإستمرارها على نهج الإستقلالية الوطنية. وتوجه الى اللبنانيين والعرب جميعا والمسلمين خصوصا بأحر التهاني بحلول عيد الأضحى المبارك، آملا أن يعود على اللبنانيين بالخير واليمن والبركات وبمزيد من التقدم نحو ما ينشده اللبنانيون في سعيهم الى إستعادة كامل الحرية والسيادة والإستقلال.

 

شاوول... شاوول

ريمون جبارة/ملحق النهار /9/12/2008

ينتعش الكذب في مواسم الانتخابات كما انتعاش رائحة المجارير في أول يوم ممطر. أما الكذب فلا يشبعهم وإن كان يشبع شعباً نسّا (بمعنى النسيان)، لأن الشعوب الخاملة تكره التغيير (يمكن من يرغب استبدال حرف الغين بالقاف في كلمة التغيير) لإعطاء المعنى زخماً أقوى. ولا يهمّها (أي الشعوب) نوع الذي يضحك عليها ولو كان يضحك على نفسه. اقتنع الزعيم الملهم بعد منحة ربّانية بأنه أحد مرسلي السماء أُسقط من فوق لخلاص الصنف المسيحي المهدّد بالابادة في شرق يدّعي التسامح ومحبة الغير، ولا مانع لدى الملهم أن يخلّص في طريقه كل أبناء الديانات السموية الاخرى وغير السموية اذا لزم الامر.

منذ أيام عرضت إحدى المحطات الاجنبية وثائقياً عن ذاك المرسل الآخر هتلر الذي كان يخطب في جماهير ألمانيا بعصبية تشبه عصبية المرسل الذي عندنا. أفضل اصناف الجماهير كان عندما يخطب في تلامذة المدارس من الروضة حتى الثانوية فيدغدغهم بعالم جديد وجنس بشري جديد سيعرفه العالم عندما تسيطر النازية على العالم كله.

تقول الخبرية ان الله عزّ وجل خلقنا على صورته، لكن من صورة هؤلاء على التلفزيون يشك الإنسان في المسألة. فإن كان الله خلقنا حقاً على صورته فوجب الامر الآتي: ان يغيّر هو صورته لأن من الصعب على المعاتير (جمع معتّر) ان يغيّروا هم صورهم. فبعض العقول التي منحهم إياها عاجزة عن تغيير أي شيء.

فمن وحي زيارة دولة الرئيس (سابقاً) الى سيادة الرئيس (سرمدياً) هذا المشهد المسرحي القصير.

الشخصيات: دولة الرئيس، وسيادة الرئيس، ومار بولس يظهر بشكل نور قوي وصوت غير متردد.

لقطة اولى: على طريق دمشق

دولة الرئيس يمشي على الطريق متنكراً بثياب بدوي لدواع أمنية. انما التنكّر لا يمرق على ذقن القديس بولس. فجأةً يشع نور في السماء، وإذ بصوت يشبه الرعد يقول: ميشو، ميشو لماذا تضطهدني؟ فيركع المتنكر خافياً وجهه من شدة النور ويقول باكياً: مشيت دربك لخلاص أتباعك، وتتهمني كأنك واحد من 14 آذار. إسأل مار ميخائيل يخبرك من أكون وبكل ما أبذله لأهل عشيرتك وعشيرتي.

لقطة ثانية: في صالون قصر سيادة الرئيس، واضعاً رجلاً فوق رجل وهو يتأمل بصمت وجه ضيفه (حنكة سياسية تعلّمها من المرحوم الوالد).

دولة الرئيس (متلبكاً): ما بعرف، إذا المرحوم سيادة الرئيس خبّرك عني.

سيادته يبتسم ربع ابتسامة ويصمت.

دولة الرئيس (مكملاً): أنا من المعجبين بالقائد العظيم الراحل، وما ردود الفعل التي صدرت عني في العلن سوى نوع من الاستراتيجيا الضرورية لأضحك على بني قومي الذين قسم كبير منهم كان يقف ضد المرحوم الوالد.

سيادة الرئيس (مصححاً): غير الوطنيين منهم، أما الوطنيون الذين أنت منهم فكانوا مع تياره الصمودي العربي الوحيد، الذي دعم لبنان ويدعم كل الدول العربية المحتاجة الى دعم.

دولة الرئيس: انا هلّق محتاج لدعمك عا ابواب الانتخابات. معي لحدّ هلّق دعم الحلفاء تبعولك وتبعولي بلبنان، بس نكزة منّك بتقوّيني اكثر. عا فوقا سيادة الرئيس، بدّي اشكرك لهالحفاوة العفوية يللي استُقبلت فيها بدمشق. والله لو إجا البطرك ما كان صرلو هالاستقبال.

سيادة الرئيس (مازحاً، وقليلاً ما يمزح لانشغاله بقضايا الأمة): لو قبل البطرك يجي ما كنّا شفناك هون.

دولة الرئيس: عنا ذات الموقف، حضرتك انا وبعض الحلفا في الطائفة، من البطرك يللي منعتبرو بطرك نص الموارنة. بيني وبينك، انا تشكيت عا البطرك لمار مارون.

سيادة الرئيس: وشو قلّك مار مارون؟

دولة الرئيس:  عمل حالو مش سامع. خَتْيَر، ما بينلام.

سيادة الرئيس: مين، البطرك يمّا مار مارون؟

دولة الرئيس: تنيناتن، بس ما تعتل هم سيادتك، انا بالنسبة للموارنة بحلّ مطرح التنين (يقفز قفزات صغيرة عن كرسيه ويضحك، وبعد ان يعمل حرفة انه يفكر ناظراً الى زوايا الصالون) عندي مطلب شخصي من سيادتك. في محبوسين من جيشي عندك، بتسمحلي آخدهن معي لمّن بعود عالبنان؟ (سيادته يبتسم ربع ابتسامة ويفكر عن صحيح) مكلّف اسألك من حلفائي بالحزب، انشالله عرفتو مين اغتال الشهيد مغنية؟

سيادة الرئيس (بشيء من المزاح الذي يخيف): الهيئة رح بقّيك عنّا.

 

المكتب السياسي الكتائبي هنأ الطوائف الاسلامية بالاضحى: نتطلع بارتياح لزيارة الرئيس سليمان الى المانيا

وزيارة عون لدمشق انعاش للحلف السوري الايراني

وطنية-8/12/2008 (سياسة) عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه الدوري الاسبوعي عصر اليوم برئاسة الحزب الرئيس أمين الجميل وحضور الاعضاء وناقش المجتمعون المستجدات السياسية والوطنية. وبعد الاجتماع اصدر المكتب السياسي البيان التالي نصه:

"اولا: توقف المكتب السياسي الكتائبي باهتمام بالغ امام الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى المانيا والنتائج التي ترتبت عليها على كل المستويات السياسية، الديبلوماسية، الانمائية والعسكرية بالنظر الى الدور الذي تتمتع به المانيا على الكثير من الصعد وخصوصا لجهة علاقاتها المميزة مع الدول المؤثرة في القضية اللبنانية اقليميا ودوليا. وإن كان المكتب السياسي يأمل بوقف فوري لكل اشكال التشويش على جولات رئيس الجمهورية الخارجية، فهو يتطلع بارتياح الى ما انتهت اليه المحادثات مع المسؤولين الالمان من مشاريع اتفاقات ثنائية، وما عكسته من ارتياح لدى اللبنانيين المقيمين في المانيا وخصوصا بعدما تعهدت المراجع المختصة تسوية اوضاع العديد منهم الذي دفعتهم الظروف الى وجودهم فيها بأشكال مختلفة شرعية أم غير شرعية. اضافة الى الاهتمام الألماني بتعزيز قدرات الجيش اللبناني والقوى الامنية الاخرى المعنية بأمن الوطن وضبط المعابر ونقاط الحدود البرية والبحرية والجوية وهي التي تخضع منذ فترة لعملية تجهيز وترميم باشراف دولي والماني مباشر.

ثانيا: ناقش المكتب السياسي الزيارة التي قام بها رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون الى العاصمة السورية والضجيج المصطنع الذي رافقها. وهو لا يرى في هذه الزيارة الى دمشق بعد طهران سوى ترجمة للتحالف القائم بين هذا التيار وحزب الله وإنعاشًا للحلف السوري- الايراني بعيدا عن اية صفات اخرى سياسية، وطنية أم دينية. وهي في نتائجها المتوقعة وانعكاساتها المحتملة لا تعني سوى هذه القوى بالتكافل والتضامن في ما بينها، ولا تلزم التأكيد أيا من الجهات اللبنانية الاخرى رسمية كانت أم حزبية أم روحية، طالما ان الخلاف بين سوريا ومعظم اللبنانيين مازال قائمًا ولم تحصل ايّة مصالحة سورية سوى مع العماد عون.

وبالمناسبة، فإن المكتب السياسي الكتائبي يرى ان هذه الزيارة لم تحقق اية مكاسب او انجازات لبنانية ودون اي ضمان لإمكان البحث او التقدم في ملفات ترسيم الحدود او المفقودين والمعتقلين في السجون السورية أو لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا كما بالنسبة الى مصير سلاح التنظيمات الفلسطينية المرتبطة مباشرة بسوريا كما في قوسايا والناعمة وغيرهما.

وإن المكتب السياسي يستهجن مواقف بعض السياسيين والحزبيين التي نقلتها بعض وسائل الاعلام اللبنانية كما السورية وما اعتمدته من اوصاف كبيرة للزيارة وما اغدقته من القاب طوباوية وشعارات طنانة. ولما في مثل هذه الالقاب ما لا يخدم العماد عون البتة، بقدر ما شكل من اساءة مقصودة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وابناء واشقاء وعائلات ذوي آلاف الشهداء المدنيين والعسكريين من مختلف مناطق وطوائف لبنان كما بالنسبة الى الاساءة الجارحة التي لحقت ببطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مارنصر الله بطرس صفير.

وإن المكتب السياسي إذ يحذر جميع اللبنانيين من تداعيات ما حصل، فهو يدعوهم في الوقت نفسه الى وعي خطورة ما يهدف اليه مطلقو هذه الاوصاف وما جهدوا من اجله وجندوا له الغالي والنفيس...وهو يختصر بالسعي الى اقامة خرق سياسي انتخابي في لبنان وتعميق الشروخ بين اللبنانيين عمومًا والمسيحيين خصوصًا والامعان في التدخل في مجريات الانتخابات النيابية المقبلة.

ثالثا: إستذكر المكتب السياسي الذكرى السنوية الأولى لإغتيال الشهيد الكبير اللواء الركن فرنسوا الحاج التي تصادف في 12 من الشهر الجاري. وهو إذ يحيي اللواء الشهيد وجميع شهداء لبنان في عليائهم، يرى أنه من الواجب أن نقدر هذه الشهادة في كل المقاييس. وهو أمر لا يترجم إلا بإستمرار تقدير ودعم الدور الكبير الذي تقوم به المؤسسة العسكرية على كل المستويات الوطنية، وإستمرارها على نهج الإستقلالية الوطنية.

رابعا: لمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك لدى الطوائف الإسلامية تبلغ المكتب السياسي بسلسلة إتصالات التهنئة التي قام بها رئيس الحزب الى القيادات الروحية والسياسية والإسلامية وهو يتوجه الى اللبنانيين والعرب جميعا والمسلمين خصوصا بأحر التهاني بحلول هذا العيد آملا أن يعود على اللبنانيين بالخير واليمن والبركات وبمزيد من التقدم نحو ما ينشده اللبنانيون في سعيهم الى إستعادة كامل الحرية والسيادة والإستقلال. ويتوقف المكتب السياسي عند التوقيت المتقارب بين عيد الأضحى المبارك ودخول البلاد أجواء عيد الميلاد المجيد الأمر الذي يدعونا الى إعطاء هذا التزامن بين الأعياد المسيحية والإسلامية الأهمية في بلد كلبنان وهو أمر يعزز أملنا بتحوله مساحة حوار دائم بين الأديان والثقافات والحضارات".

 

النائب علوش: النائب عون انضم نهائيا لمعسكر "شكرا سوريا" وتبرئته لها من كل شيء في لبنان اضعاف للموقف اللبناني

وطنية - 8/12/2008 (سياسة) رأى عضو كتلة المستقبل النائب مصطفى علوش في حديث الى اذاعة "صوت لبنان"، "ان تبرئة النائب ميشال عون لسوريا وصولا الى مسألة الاعتذار هو اضعاف للموقف اللبناني". واشار الى "ان عون اعلن انضمامه النهائي لمعسكر شكرا سوريا"، وقال:"الهجوم الذي قام به النائب وليد جنبلاط ليس جديدا بل انه استمرار للمسار الذي اخذه بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. على كل الاحوال وبرغم كل الانفتاح على النظام او ربما ايضا بسبب بعض وجوه الانفتاح على هذا النظام يجب التذكير دائما بأن الامور ليست دائما باتجاه التصحيح بين لبنان وسوريا وان كل العراضات التي يقوم بها النظام السوري ما هي الا كليشاهات سياسية دون جدوى او معنى". ورأى انه حتى على المستوى الرسمي لم يتم التعاون بشكل سوي مع لبنان والعلاقات الديبلوماسية حتى الان لم تتحقق مع الحديث عن وجود اسم لسفير، وقال:" وجود السفارة ووجود السفير لا يعني بأن العلاقات قد وصلت الى المجال الايجابي لان هناك قضايا عالقة من ترسيم حدود ومعتقلين ومزارع شبعا التي ما تزال فيها اشكالية بالاضافة الى التهديد الامني المستمر من جانب النظام السوري".

سئل: هل ستؤثر هذه الاجواء السياسية الساخنة على طاولة الحوار؟

أجاب:" اي شيء سيؤثر على جلسات الحوار لان الاولوية الاساسية هي للاستراتيجية الدفاعية وهي يجب ان تتمثل بكيفية ضم كل السلاح في لبنان تحت راية الدولة".

اضاف:" في حال حصول بعض السجالات فبالتأكيد سيؤدي الى تغيير الموضوع او تغيير الاولويات والدخول في متاهات جديدة بعيدة عن هذه الاستراتيجية".

وعن حصر النائب وليد جنبلاط هجومه بالطرف السوري وعدم تطرقه الى اطراف لبنانيين، اعتبر "ان النائب وليد جنبلاط تمم المسار الذي بدأ به بعد اللقاء مع حزب الله بعد حرب الجبل الاخيرة، ولا شك انه يحاول التركيز على النظام السوري وليس بجديد على الخمسة او ستة اشهر الماضية حتى يخفف من الاحتقان في الداخل ويركز على ان المشكلة مع سوريا، ولكن لا اعتقد بأن هذا المسار سيكون ناجحا بشكل كبير لان هذه المجموعة لا تزال في تحالف ولا تزال تتناغم في كل المواضيع". وعن زيارة العماد عون الى سوريا وانزعاج الأكثرية منها، اوضح النائب علوش "ان العناوين التي اطلقها العماد عون من تبرئة سوريا من كل شيء في لبنان ومن طلب الاعتذار هي اضعاف للجبهة الداخلية وللموقف اللبناني تجاه المجتمع الدولي في مسألة طلب السيادة والحرية والاستقلال لانه يؤكد بأن كل الامور اصبحت محلولة مع النظام ويجب ان نؤكد بالمقابل بأنه يجب الا نعطيها الاهمية الكبرى لان هذا هو المسار الذي اتخذه العماد عون لنفسه وبمجرد ذهابه اعلن انضمامه بشكل نهائي الى معسكر "شكرا سوريا".

 

عون يختتم زيارته لسورية بلقاء ثالث مع الأسد ولا يرى داعياً للمصالحة المسيحية...

جنبلاط يعتبر خسارة الانتخابات عودة إلى فلك دمشق ووفد إيراني يزور بيروت للبحث في التعاون الثنائي

بيروت، باريس – محمد شقير، رنده تقي الدين - الحياة - 08/12/08//

أطلق رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب اللبناني وليد جنبلاط دفعة جديدة من المواقف السياسية «النارية» والتحذيرية في اتجاه سورية والوضع الداخلي، طغت على ما عداها من المواقف، خصوصاً تلك التي أعلنها رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون من حلب في اختتام زيارته «الرئاسية» لسورية التي توجت بلقاء ثالث مع الرئيس بشار الأسد. 

واعتبر جنبلاط الانتخابات النيابية المقبلة المفصل الأساس لقوى 14 آذار، فإما «ان ننتصر وتبقى الكلمة الحرة للقرار المستقل على قيد الحياة وإما ان نخسر ويعود لبنان رسمياً الى الفلك السوري وحلفائه». كلام جنبلاط جاء في سياق خطاب ألقاه في افتتاح الجمعية العمومية السنوية للحزب التقدمي الاشتراكي في بعقلين في منطقة الشوف، وحمل فيه بعنف على النظام السوري واتهمه وحلفاءه بالاستمرار في تدمير «القرار الفلسطيني المستقل الذي كان كمال جنبلاط أول المدافعين عنه، والذي من أجله قضى ياسر عرفات»، مشيراً الى «ان سياستنا حتى هذه اللحظة هي في التراضي والتسويات، واستطعنا على رغم كل التحديات والاغتيالات واحتلال بيروت وغير بيروت في السابع من أيار (مايو) الماضي، البقاء سياسياً على قيد الحياة. أما اذا انتصر الآخرون فالصورة ستتغير. ولن أسترسل أكثر من هذا الكلام احتراماً لاتفاق التهدئة الذي توصلنا إليه في الدوحة».

وتزامنت مواقف جنبلاط مع موقف للعماد عون من المصالحة المسيحية – المسيحية أطلقه من حلب، وفيه ان «لا شيء بين المسيحيين يستوجب المصالحة لأن الاختلاف السياسي جزء من الحياة الديموقراطية»، ورأى ايضاً ان «المسافة بين جبل لبنان وحلب قريبة جداً خلافاً لما كنا نعتقد».

ودعا جنبلاط في ردوده على مداخلات الحزبيين الى الحذر والتنبه من عودة مسلسل الاغتيالات، ونقل عنه الحضور قوله: «يجب ان يؤخذ الكلام الذي سمعناه من البعض عن الاغتيالات على محمل الجد لأن ما قاله ما هو إلا صدى لكلام سمعه من حلفائه».

وتناول جنبلاط حوادث 7 أيار، وقال: «لسنا هنا لنفتح جروحاً جديدة، وكنا أبدينا مجموعة من المواقف والملاحظات إزاء ما حصل. وقلنا فيها ان البعض أخطأ في تقديره لردود الفعل وللارتدادات المحلية والخارجية على ما حصل في بيروت وبعض المناطق، والآن نحن نلتزم التهدئة التي أقرها اتفاق الدوحة مع عودة كل منا الى موقعه وبدء الحوار الذي هو البديل عن اللجوء الى الشارع».

واعترف جنبلاط في تقويمه للأداء العام لقوى 14 آذار بأن «الأكثرية حققت إنجازات وقامت بخطوات إيجابية، لكننا واجهنا ثغرات نعمل على تجاوزها ونحن سنخوض الانتخابات النيابية كتفاً على كتف ويداً بيد. إننا جميعاً نبحر الآن في سفينة واحدة وأعتقد بان مصيرنا واحد، ولا يستطيع ان ينجو البعض ويسقط البعض الآخر».الى ذلك توافرت لـ «الحياة» معلومات جديدة عن زيارة السفير الإيراني في لبنان محمد رضا شيباني لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة تجاوزت تجديد الدعوة للأخير لزيارة طهران وتوصلهما الى تفاهم سيبصر النور في شأن التعاون بين البلدين.

وبحسب المعلومات فإن زيارة شيباني للسنيورة وقبلها الى البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير كانت لافتة لأنها تزامنت مع مواصلة عون زيارته لسورية ومحادثاته مع الرئيس الأسد.

وكشفت المعلومات ان تجديد دعوة السنيورة الى زيارة طهران لا تعني، كما قالت مصادر مواكبة لتحرك السفير شيباني، بأنها ستتم بسرعة، وأن الاتفاق بينهما يقضي بمجيء وفد إيراني الى بيروت للعمل مع الحكومة على وضع الإطار العام للتعاون بين البلدين.

ولفتت المصادر نفسها الى ان السنيورة «لا يرفض تلبية الدعوة، لكن لا بد من توفير الظروف لإنجاح الزيارة بما يعزز مجالات التعاون باتجاه التفاهم على آلية مشتركة على غرار ما هو قائم بين الدول». وبكلام آخر فإن الحكومة اللبنانية، بحسب هذه المصادر، «لا تقفل الباب في وجه التعاون ولا تعترض على علاقة ايران بهذا الطرف أو ذاك، إنما ما يهمها ان يكون التعاون من دولة الى دولة لا سيما ان التجارب السابقة لم تكن مشجعة».

وبالنسبة الى ما تردد في شأن عزم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي القيام بزيارة لبنان في الأيام الأولى من السنة الجديدة لمعايدة الوحدة الفرنسية العاملة في «يونيفيل»، أكد مصدر فرنسي في باريس لـ «الحياة» ان السنة الجديدة ستشهد تحركات عدة لتعزيز العلاقة الفرنسية – اللبنانية، خصوصاً من خلال تبادل الزيارات بين البلدين.لكن مصادر أخرى في باريس قالت ان الدوائر المعنية في قصر الإليزيه بدأت تدرس احتمال قيام ساركوزي بزيارة لبنان في الأسبوع الثاني من السنة الجديدة على ان تكون خاطفة، ويتخللها لقاء مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يخصص للتحضير للزيارة الرسمية للأخير لباريس يومي 16 و17 آذار (مارس) المقبل. وأضافت: «ان زيارة ساركوزي في حال حصولها ستتيح له الفرصة للبحث مع سليمان في ما حصل من تقدم بين سورية ولبنان، انطلاقاً من خريطة الطريق التي كانت توصلت إليها باريس مع دمشق، خصوصاً بالنسبة الى تبادل السفيرين قبل نهاية السنة، بحسب ما التزم الرئيس الأسد في باريس في تموز (يوليو) الماضي. ومع ان هذه المصادر استبعدت انتقال ساركوزي، في حال حصول الزيارة، من بيروت الى دمشق، قالت ان الاستمرار في تطبيع العلاقة الفرنسية – السورية يتوقف على التزام دمشق تعهداتها

 

النائب كنعان: التصالح مع المحيط يريح المسيحي المشرقي

زيارتنا إلى سوريا دعمت المسار الرسمي القائم بين البلدين

وطنية - 8/12/2008 (سياسة) أكد أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان في حديث لقناة "الجديد"، "أن زيارة العماد ميشال عون إلى سوريا تندرج في إطار خياراته السياسية الهادفة إلى دعم استقرار لبنان ومصلحته"، مشيرا إلى "أن التيار الوطني الحر كان على خلاف مع سوريا من أجل لبنان، وهو اليوم يتحاور معها من أجل لبنان أيضا، ضمن علاقة علنية، قائمة على الاحترام المتبادل، لم يضع برنامجها ضابط في المخابرات بل وضعته إدارة المراسم غي رئاسة الجمهورية السورية". واعتبر "أن هذه الزيارة كانت لتجاوز الماضي وليس محوه وذلك لأخذ العبر منه، تماما كما قال العماد عون"، موزعا "نتائج هذه الزيارة على ثلاثة مستويات أولها سياسي وهو التأكيد على دعم المسار الرسمي بين لبنان وسوريا واحترام هذا المسار من خلال اللجان المشتركة وآليات العمل الموضوعة والتصورات التي وضعت لحل القضايا العالقة بين البلدين. أما على مستوى الشكل، فالتكريم الذي حظي به العماد عون عكَس احترام الدولة السورية لما يمثله هذا الرجل، فجاءت زيارته مغايرة للزيارات التي كانت تتم في ال18 سنة الماضية. أما على المستوى الشعبي، فقد كسرت هذه الزيارة الحالة المأزومة التي كانت قائمة وذلك من خلال الاستقبالات والاجتماعات والكلام الذي سمعناه".

ورد النائب كنعان على من يوظفون هذه الزيارة في اتجاه معاكس لعمل رئيس الجمهورية، قائلا: "إذا كانوا حريصين على رئيس الجمهورية، فليكفوا عن انتقاده ومهاجمة المسؤولين الذين يرسلهم لاعادة وصل ما انقطع وبناء علاقة صحيحة مع سوريا، أما نحن فلم نحمل ملفات لكي لا نأخذ مكان الدولة، بل سعينا الى دعم هذه الملفات التي أخذتها الدولة على عاتقها، وسنوظف كل إمكاناتنا لمساعدة رئيس الجمهورية والدولة اللبنانية في الوصول الى نتائج".

وعن ملف المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، أكد "أن هذه القضية طرحت في شكل أساسي وفي لقاءات عدة خلال الزيارة"، معتبرا "أن هذا الملف يجب أن يعلو التجاذبات السياسية ليصل الى خاتمته بالطرق الرسمية التي تحترم حجمه الانساني".

وأضاف: "أن هناك آلية وضعت مع رئيس الجمهورية لحل هذه القضية التي تعيش معنا والتي رافقتنا في جولتنا، ونحن سنكون محترمين للشكل الرسمي، إنما مساهمين ومساعدين في الوصول الى نتائج ..."

وتساءل النائب كنعان: "ما الوسيلة الثانية لحل المشاكل إذا لم تكن الحوار والتفاوض للوصول الى تفاهمات مشتركة وتأسيس علاقة مستقبلية؟ معتبرا "أن العماد عون رجل خيارات وليس رجل رهانات"، ومذكرا ب "حديث له العام 1994، قال فيه: "أنا عسكري وطبيعة ثقافتي أن من تحاربه اليوم يجب أن تتفاوض معه غدا، فإذا لا يوجد شيء ثابت، فلا كراهية عندي، ثمة خصومة سياسية صنعتها الظروف. كل ما أستطيع قوله هو أن يدنا ممدودة للخير وفي اتجاهه".

وأشار الى "الازدواجية الواضحة في إداء الفريق الآخر، فمن جهة يدعمون إرادة رئيس الجمهورية بتنقية العلاقات بين لبنان وسوريا، ومن جهة أخرى يهاجمون زيارة كل موفد من قبل رئيس الجمهورية؛ يفوضون عبر الحكومة، وزير الداخلية بالذهاب الى سوريا، ثم يقصفون هذه الزيارة؛ يقول رئيس الحكومة أن قائد الجيش مفوض من قبل الحكومة لزيارة سوريا، فيهاجمون زيارته ... أليست هذه إزدواجية؟ وإذا كان هذا النهج يطبق في التعامل مع رئاسة الجمهورية ومع الحكومة، ألن ينفذ ضد العماد عون؟

ودعا الى "إخراج كل القضايا المتعلقة باستقرار لبنان من عملية البازار السياسي، معرباً عن خوفه بأن يكون عنوان "الخطر السوري" هو كلّ ما تبقى لدى الفريق الآخر لاستغلاله في الانتخابات النيابية"، معتبرا "أن هناك الكثير من العناوين الاصلاحية المهمة منها وضع سياسة مالية صحيحة للبلاد، ودفع فروقات سلسلة الرتب والرواتب والعمل على تأمين حقوق المواطن".

وعن طرح العماد عون لإمكانية تعديل بعض بنود اتفاق الطائف، قال: "نحن نرى أن بعض مواد الدستور بحاجة إلى إعادة نظر، إذ هناك تشابك وتضارب في الصلاحيات، فأين الخطأ في أن نطرح تعديله عبر الآلية الرسمية وهي موافقة ثلثي المجلس النيابي؟ وأين الخطأ في فكرة استحداث سلطة تستطيع أن تراقب عمل السلطة التنفيذية؟

وتكلم عن البعد الديني للزيارة إلى سوريا، مؤكدا "أن التصالح مع المحيط يريح المسيحي المشرقي ويعيده إلى جذوره بعد أن كانوا يتعاملون مع الوجود المسيحي كجالية غربية"، مشددا على "ضرورة ألا يكون المسيحيون رأس حربة ووقودا للغرب"، مذكرا أيضا ب "كلام حرفي للعماد عون عام 1994 : "لا أستطيع أن أفصل بين مسيحيتي ولبنانيتي ومشرقيتي، فأنا مسيحي لبناني انتسب الى هذه المنطقة".

وختم، ب "أن القداس الذي أقيم على قبر مار مارون هو القداس الأول منذ 1600 عام"، معتبرا "أن هكذا حدث يستأهل الزيارة الى سوريا".