إعلان ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر والحزب الشيوعي

قزي:ما يجمعنا نحن اللبنانيين هو اكبر بكثير مما يفرقنا

مزرعاني:الاعلان يشكل اختراقا في المسار السياسي باسيل:نقوم بدورنا الريادي في الحفاظ على دور لبنان التعددي

وطنية- 7/12/2006 (سياسة) تم إعلان الاتفاق والتفاهم على التوجهات المشتركة بين "التيار الوطني الحر" والحزب الشيوعي في مهرجان أقيم مساء اليوم في ساحة الاعتصام في ساحة اللعازارية بحضور نائب الأمين العام للحزب الشيوعي سعد الله مزرعاني وأعضاء المكتب السياسي للحزب ومسؤول العلاقات السياسية في التيار المهندس جبران باسيل وحشد كبير من المعتصمين والمؤيدين.

بدأ المهرجان بالنشيد الوطني اللبناني، ثم ألقى مقدم المهرجان جورج حداد كلمة ترحيبية شدد فيها على أهمية التفاهم واللقاء. قزي ثم ألقى الدكتور ناصيف قزي كلمة "التيار الوطني الحر" قال فيها: "أيها الرفاق في التيار الوطني الحر، أيها الأصدقاء في الحزب الشيوعي اللبناني، يا كل المعتصمين في وجه التفرد والتسلط والاستئثار، يا كل المتشبثين بلبنان. لبنان السيادة والقرار الحر. لبنان الشراكة والتفاعل البناء. لبنان القيم الحضارية ولبنان الرسالة الرسولية.

مرة جديدة، أيها الاخوة والأخوات، ينطق بنا التاريخ اللبناني العظيم، مرة جديدة نلتقي لنشبك الأيدي مع اخوة لنا في المواطنية، سعيا للخروج من العثار الذي أوقعتنا به، وعلى امتداد عقود من الزمن، مؤامرات وأوهام، فنخط معا، كما كنا في تفاهمنا مع حزب الله، التفاهم الذي شكل تاريخا مفترقا في المسار السياسي اللبناني، وكما كنا في التقائنا مع صيدا المقاومة، وجنوب الامام الصدر، وزغرتا التاريخ، والقوى الوطنية كافة، من طرابلس الكرامة الى بيروت العروبة، مرورا بجبل الاستقلال وبقاع العطاءات الجسام، نخط معا ولادة لبنان جديد تستحقه أجيالنا الطالعة. أيها الاخوة والاخوات، هي رغبة القائد في التواصل مع القوى اللبنانية كافة، والتي تشكل بالنسبة لنا في التيار الوطني الحر، مسارا أساسيا في نضالنا الوطني، هي رغبة الجنرال عون، تلك التي نفصح عنها اليوم بتفاهمنا مع الحزب الشيوعي اللبناني.الحزب الذي وقف في وجه كل أشكال الهيمنة، من العام 1976 حتى حرب تموز العدوانية الأخيرة.

هي أيضا رغبة الشيوعيين أنفسهم الذين قدموا التضحيات الجسام، في مسيرتهم الثمانينية، على مذبح الوطن: من المؤسس الشهيد فرج الله الحلو الى الأمين الأمين جورج حاوي، شهيد لبنان، مرورا بقافلة الأبرار الذين استبسلوا في الدفاع عن لبنان. لبنان الشعب، لبنان الديمقراطية، لبنان العدالة الاجتماعية. أيها الاخوة والاخوات، إن ما يجمعنا، نحن اللبنانيين، هو أكبر بكثير مما يفرقنا.

فبإسم التيار الوطني الحر والحزب الشيوعي اللبناني، نعلن لكم ورقة توجهاتنا المشتركة: التوجهات المشتركة حقق الشعب اللبناني سلسلة انتصارات باهرة على العدو الاسرائيلي. كما قدم تضحيات جساما من اجل ممارسة قراره الحر والمستقل وقيام مؤسساته، مما شكل هو الاخر، تعزيزا لمسيرة استعادة الارض والسيادة والاستقلال. ومع ذلك ما زال يعيش جملة ازمات متفاقمة، قد تهدد ما انجز خصوصا في المناخ المضطرب الذي تعيشه المنطقة منذ الغزو الاميركي للعراق.

بعد اجتماعات عدة بين فريق التيار الوطني الحر وآخر من الحزب الشيوعي اللبناني، تبين ان تطلعات وتوجهات ومواقف مشتركة تجمع الطرفين في مسائل عديدة في شأن معالجة الازمات اللبنانية وفق الاتي:

اولا: معالجة الازمة الراهنة الناجمة عن الاستئثار الذي تمارسه فئة استغلت ظروفا طارئة وكونت اكثرية برلمانية تحاول استخدامها بما يتعارض مع احكام الدستور، وبما يتناقض مع مقتضيات توفير اوسع عملية تفاهم وطني حول مسائل يطاول تأثيرها الراهن والمستقبلي، كل اللبنانيين، كما يتناقض مع اتفاق الطائف الذي يجب تطبيقه بشكل شامل. لذلك، يؤكد الطرفان على ضرورة استقالة الحكومة الحالية بسبب افتقادها للشرعية وعجزها، وخضوعها للكثير من الاملاءات الخارجية.

وهما يطالبان بالتفاهم على تشكيل حكومة مؤقتة واسعة التمثيل توكل اليها صلاحيات تشريعية استثنائية لوضع قانون انتخابي يعتمد قواعد عصرية في التمثيل، منفتحة على كل الاشكال، وبشكل خاص النسبية، ولاجراء انتخابات نيابية مبكرة. يتضمن ذلك حكما معالجة ازمة المؤسسات الثلاث:

رئاسة الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي.

ثانيا: ان من شأن ذلك فتح ثغرة لمعالجة الخلل في النظام السياسي اللبناني، وباتجاه بناء الدولة المدنية العلمانية والديمقراطية التي توحد اللبنانيين على اساس المساواة في ما بينهم ومدخل هذا الامر بعد اقرار وتطبيق القانون الانتخابي العصري، تطبيق احكام الدستور وتطوير الثقافة الوطنية لجهة تجاوز الطائفية، وبشكل متدرج.

ثالثا: ان معالجة الخلل في النظام السياسي، ستكون الركيزة التي لا بد منها لمعالجة الازمات الاقتصادية- الاجتماعية، واخطرها ازمة المديونية والركود، وما ينتج عن ذلك من افقار وهجرة كما ان من شأن بناء دولة قانون والمؤسسات، معالجة آفات الفساد والرشوة والهدر وتسخير المؤسسات العامة خدمة لمصالح فئوية وشخصية.

رابعا: يشدد الطرفان على ادانة كل لجوء الى تأجيج العصبيات الطائفية والمذهبية، ويطالبان بوضع حد لموجة التعبئة الاعلامية في هذا الصدد.ان الحفاظ على السلام الاهلي هو مصلحة وطنية شاملة لتجنيب شعبنا كوارث الاقتتال، ولتحصين الوضع الداخلي في وجه التآمر الخارجي، ولولوج باب المعالجات الوطنية والاصلاحية المنشودة.

خامسا: يرفض الطرفان منطق واسلوب الاغتيال السياسي، وهما يطالبان باقرار المحكمة ذات الطابع الدولي، في مناخ توافقي، وبعيدا عن اي اعاقة او تسييس او غرضية، من الداخل او من الخارج. سادسا: يشدد الطرفان على ان ازمة العلاقات اللبنانية السورية يجب حلها بروح الاخوة والمصلحة المشتركة والتكافؤ، وبعيدا عن الارتهان للمشاريع الاجنبية. يتطلع الطرفان الى العمل المشترك مع كل القوى التي تشاركهما هذه التوجهات وضمن صيغ تعاون فعالة وفق ما تمثله الظروف المصيرية الراهنة.

ثم القى نائب الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني سعدالله مزرعاني كلمة قال فيها "انني اذ اشكر كل الذين وفدوا الى ساحة المعارضة ساحة الشهداء بمئات الالاف منذ اليوم الاول وعلى هذا العمل الديمقراطي هذا العمل الذي يحاول اعادة الحق لاصحابه انهم يقولون فلتعد القرارات للمؤسسات ونحن نقول لهم عودوا الى الشعب لانه مصدر السلطات ومصدر الشرعية.

اننا نحييكم على تنظيم هذا النشاط السلمي الذي يحافظ على مظهر وروح الديمقراطية عبر اعلاء كلمة الشعب وعبر استمرار الحفاظ على السلم الاهلي لانه امانة في اعناقنا وكل جنوح نحو الاقتتال هو ثمرة كل الذين يمعنون في تفتيت المنطقة من الاسرائيليين والاميركيين، فلنعمل معا من اجل وحدة الوطن.

وهذا الاعلان يسعدنا اليوم لانه ثمرة حوار وعمل مشترك وتتويج لهما لكنه ليس نقطة النهاية ونطمح اليوم لمزيد من التعاون، ولتطوير هذا التعاون مع التيار وزعيم التيار الذي سار بعكس التيار في لبنان وبعكس السلطة التي تتوسل المساعدة.

وهذا الاعلان له ميزة انه يشكل اختراقا في المسار السياسي والتحول من البقاء في المسار الطائفي الى الانطلاق لاقامة الدولة المدنية.

ثم القى المهندس جبران باسيل كلمة قال فيها:"يتساءل البعض كيف يمكن لفريق لبناني في اليوم الذي يتبنى فيه ثوابت الكنيسة المارونية يتم فيه اعلان وثيقة تفاهم مع الحزب الشيوعي اللبناني، وهنا تكمن قدرة التيار على التحرك لتواصل اللبنانيين بالمواطنية ولا تناقض في ذلك، فالمواطنية هي البرنامج الطويل الامد للحكم في لبنان المساواة والعدالة في المواطنية والحقوق والواجبات، وهذا لا يتناقض مع الديمقراطية التوافقية التي هي اساس الحكم في لبنان والتي تحمي الطوائف من التهميش والالغاء.

ونحن اليوم فرحون وكلنا اعتزاز وفخر لاننا نقوم بدورنا الريادي في الحفاظ على دور لبنان التعددي، في وقت يحاول البعض نقله من التعددية الى التفرد.

ونحن نرى الحوار فيه استفادة من الوقت لنعرف مشاكل وهواجس بعضنا، لنضع الحلول فالحوار هو للوصول الى نقاط الثلاقي بين خطين. واعتبر ان يوم 1 كانون الاول هو يوم تلاقي ابناء الوطن مع الوطن.