المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

26 و 27 و 28 و29 آب/2009

العلامة السيد محمد حسين فضل الله يهاجم بكركي وغبطة البطريرك صفير

الفعل وردات الفعل كافة

 

الأربعاء 26 آب 2009

 

فضل الله يهاجم صفير: العددية تحكم

 تاريخ في: 2009-08-26 /المصدر: المستقبل/رأى العلامة السيد محمد حسين فضل الله أن "مجد لبنان لم يعط إلا لشعب لبنان، هذا الشعب المجاهد والمقاوم". وهاجم بحسب ما جاء في نشرة أخبار محطة "المنار" أمس، البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله بطرس صفير من دون أن يسمّيه. وقال: "إنه يقول إن العالم يشتمل على أكثرية تحكم ومعارضة تعارض، نحن نسأل إذا كانت المسألة هي مسألة الأكثرية فلماذا تحصرونها بالأكثرية النيابية؟". أضاف في حفل إفطار أمس: "ندعو الى استفتاء شعبي لتحديد الأكثرية والأقلية والديموقراطية العددية فعندها يعطي الشعب كلمته".

 

فضل الله وصفير

النهار/على صعيد آخر، القى العلامة فضل الله مساء أول من أمس كلمة في افطار "جمعية المبرات للتعليم الديني الاسلامي" ونشرت امس في "النهار" مقاطع منها باستثناء مقطع لم يوزع ولكن بثته قناة "المنار" بالصوت والصورة في مقدمة نشرتها المسائية امس وفيه: "للجهات الدينية التي تعتبر ان مجد لبنان اعطي لها (نقول انه) لم يعط مجد لبنان الا لشعب لبنان (...) فقد اعطي هذا المجد للشعب المجاهد المقاوم والذي يعيش القوة". واضاف: "من ينادي بضرورة ان تكون هناك اكثرية تحكم واقلية تعارض نسأل: لماذا تحصرون المسألة بالاكثرية النيابية؟". داعيا الى "اعتماد الاكثرية الشعبية بالاستفتاء الشعبي والديموقراطية العددية وعندها يعطي الشعب كلمته وليس هؤلاء الذين ينطلقون على اساس مئات الملايين من الدولارات التي تعطى من خلال محور عربي من هنا ومحور عربي من هناك (...)".

 

الزغبي: ردً فضل الله على البطريرك صفير يؤكّد مشروع نسف المناصفة والنظام

نبّه عضو قوى 14 اذار الياس الزغبي الى خطورة الموقف الاخير للسيد محمد حسين فضل الله، ودعا كل الفاعليات السياسية المسيحية في الاكثرية، وخصوصا في الاقلية، الى التبصّر في مضمونه ومرماه. وقال في تصريح له اليوم : "ان موقف السيد فضل الله ليس مجرّد رد على غبطة البطريرك صفير بل يكشف حقيقة المشروع السياسي – الامني الذي يقوده "حزب الله " كأكثرية حاسمة في الطائفة الشيعية وكصاحب ارتباط اقليمي عضوي، وهذا المشروع يقضي بنسف أساس النظام السياسي أي المناصفة بين المسلمين والمسيحيين وتوازن الطوائف، واقامة المثالثة كتدبير انتقالي يؤدي لاحقا الى أحادية مذهبية حاكمة يزيّنها "حزب الله" بتشكيلات جزئية من طوائف أخرى بينها مسيحيو الاقلية.

ولفت الزغبي الى غياب كلّي لكلمة "المناصفة" عن الادبيات السياسية لقيادات "حزب الله " وخطابه السياسي خلافا للتأكيد المتكرّر عليها من الزعامة السنّية التي يجسّدها الرئيس المكلّف سعد الحريري خطّيا وشفويا وتضمين المشروع السياسي لتيار "المستقبل" نصّا عنها، وهذا ليس مجرّد تفصيل لا يثير التساؤل، كما لفت الى أن موقف المرجعية الشيعية الدينية يكمّل موقف المرجعية السياسية – العسكرية المتمثّلة بالسيد حسن نصر الله الذي دعا مرارا الى الديمقراطية العددية والاكثرية الشعبية قبل الانتخابات الاخيرة وبعدها، بما يشكّل نسفا تاما لما أوصى به الامام الراحل محمد مهدي شمس الدين وتخلّيه عن مطلب الديمقراطية العددية وتنبيهه الشيعة الى خطر الانزلاق في مشروع سياسي خاص والخروج على كيانية أوطانهم، الامر الذي يفتي بعكسه اليوم العلامة فضل الله وينفذه " حزب الله". وأوضح الزغبي أن البطريرك صفير يضع في ذهنه المناصفة حين يدعو الى اعتماد معادلة الاكثرية والاقلية في الحكم بما يكفل عدم طغيان العدد الشعبي، كما انه ينطلق من واقع التعددية الطائفية في كل من التشكيلين السياسيين الكبيرين ( 14 و 8 اذار) حيث لا يوجد صفاء مذهبي كامل ومطلق.

وأشار أخيرا الى أن ما نبّه منه البطريرك صفير والقوى الاستقلالية قبل الانتخابات لجهة الخطر على الكيان والهوية والمناصفة والعيش المشترك والنظام السياسي تثبت صحّته اليوم، ولم يكن مجرد شعار انتخابي لكسب الاصوات.

 

ابو عاصي لموقع "14 آذار": الهجوم على البطريرك صفير انقلاب جديد واستفزاز للمسيحيين 

٢٦ اب ٢٠٠٩

سلمان العنداري/ المصدر : خاص موقع 14 آذار

 شكّل الهجوم العنيف الذي شنّه العلامة محمد حسين فضل الله على البطريرك الماروني نصرالله صفير من غير أن يسميه استنكاراً شديداً في الشارع اللبناني عموماً، والمسيحي خصوصاً، اذ اعتبر البعض ما صدر عن مرجع ديني "معتدل" في الطائفة الشيعية مرفوض كلياً ولا يؤدي الا لإثارة النعرات المذهبية والطائفية ولإستفزاز فئة كبيرة من اللبنانيين.

كلام فضل الله جاء في كلمة مساء أول من أمس، في افطار "جمعية المبرات للتعليم الديني الاسلامي" جاء فيه: "للجهات الدينية التي تعتبر ان مجد لبنان اعطي لها، نقول انه لم يعط مجد لبنان الا لشعب لبنان.. فقد اعطي هذا المجد للشعب المجاهد المقاوم والذي يعيش القوة". مضيفاً: "من ينادي بضرورة ان تكون هناك اكثرية تحكم واقلية تعارض نسأل: لماذا تحصرون المسألة بالاكثرية النيابية؟". داعيا الى "اعتماد الاكثرية الشعبية بالاستفتاء الشعبي والديموقراطية العددية وعندها يعطي الشعب كلمته وليس هؤلاء الذين ينطلقون على اساس مئات الملايين من الدولارات التي تعطى من خلال محور عربي من هنا ومحور عربي من هناك".

ورداً على هذا الكلام، اعتبر عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور الياس ابو عاصي، في حديث خاص لموقع "14 آذار" الألكتروني ان "الهجوم على البطريرك الماروني نصرالله صفير من قبل جهات سياسية ومراجع دينية ليس إلا استمراراً للوصاية السورية، ولا يمكن قراءة هذا الهجوم اللاذع على غبطته الا بهذا الاتجاه، فالبطريرك كان مستهدف في السابق، لأنه تكلم بسيادة لبنان المغيّبة واستقلاله المنتهك، هذا الكلام لم يكن يناسب سلطة الوصاية آنذاك، فكانت تفتح النار عليه، اما مباشرةً، واما عبر ابواقها وعملائها في الداخل. اما اليوم فالشخص قد تغيّر، وتغيّر معه المصدر".

وتساءل ابو عاصي في حديثه: "الذي يتعرض للبطريرك اليوم، عليه ان يقول لنا السبب، فهل لأنه صوت حق يدافع عن استقلال لبنان وسيادته وحريته؟ وهل لأنه يدافع عن خصوصية الكيان وخصوصية النظام الديمقراطي البرلماني؟ بالتأكيد، فهذا امر لا يلقى اعجاب اصحاب المخططات الانقلابية، فنحن منذ العام 2007، حين بدأ احتلال الساحات واقفال المؤسسات، بدأت حالة انقلابية غير معلنة تتنفّذ على مراحل حيث توزّع الأدوار على قوى 8 آذار، اضافةً الى دعم واضح من الخارج من دولتين اقليميتين معروفتين وهما سوريا وايران".

وأضاف ابو عاصي: "ان الهجوم غير جديد علينا، والبطريرك لن يتأثر، ومعه كلّ الذين يشاركوه قناعاته والذين يدعمون مواقفه من المسيحيين والمسلمين، فهذا الهجوم المركّز ليس سوى استمرار لممارسة سورية قديمة ومعروفة".

وحول الكلام الخطير الذي قاله السيد حسين فضل الله، عندما طالب باعتماد الاكثرية العددية والسخر من الاكثرية النيابية، اجاب ابو عاصي: "تعوّدنا على الانقلابات في المواقف عند بعض رجال الدين وتحديداً عند السيد محمد حسين فضل الله، فأحياناً يوحي انه رجل حوار وعقل وهدوء، بعدها يعود الى طبيعته مثلما رأيناها في تصريحه الهجومي الأخير الذي يستفز كل لبناني ويستفز بشكل خاص المسيحيين والموارنة".

وتابع ابو عاصي: "يهدف هذا الإستفزاز الى استمرار الإنقلاب، فهناك خط انقلابي واضح، اضافةً الى انه لا يلائمهم ابداً ان يكون البطريرك مواجهاً لهذه المشاريع والمخططات، ويعمل على فضحها والتصدي لها في كل مرة يستشعر فيه الخطر على لبنان والكيان".

ورأى ابو عاصي "ان الانقلاب هو التنكر لنتائج الانتخابات وتجويف الانتخابات من مضمونها، فقد تدرجنا بعد الانتخابات النيابية الاخيرة من الكلام عن الاكثرية النيابية، الى الكلام عن الاكثرية الشعبية، لنعود مع تصريح السيد فضل الله الى الديمقراطية العددية والنغمة ذاتها، ولهذا ارى في هذا انقلاب كبير على الطائف، وانقلاب على النظام، ومحاولة لتثبيت منطق الدوحة وتفعيل هذا الاتفاق لجعله مرجعية، لأنه جاء لتثبيت موازين القوى لصالح الانقلابيين في البلد ولصالح المحور السوري- الايراني، ولصالح الهلال الشيعي والفارسي الذي يمتد من ايران، وهذا الكلام ليس على سبيل التهويل ولا يمكن الاستخفاف به".

يذكر ان البطريرك صفير أطلق في الأيام الاخيرة جملة مواقف طالب فيها الأكثرية بأن تحكم، اذ رأى أنه في حال جاءت الحكومة على أساس أكثرية تحكم وأقلية تعارض ستسير الأمور في شكل جيد، لأن التجربة الأخيرة دلّت على أن وجود الموالاة والمعارضة في حكومة واحدة غير مشجع على الإطلاق في ظل العرقلة والتعطيل.

كما وصف البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير "حزب الله" بأنه صار اقوى من الدولة، و"هذا الوضع شاذ وغير طبيعي"، متسائلاً "هل التحرير حق حصري لـ"حزب الله"، لافتاً الى اهمية ان يدرك المسيحيون لوين رايحين".

وعن مشاركة حزب الله في الحكومة المرتقبة وتأكيد الرئيس الحريري مشاركة الحزب بالقول "حزب الله في الحكومة شاء العدو ام ابى"، وعن امكانية تكرار تجربة التعطيل، قال ابو عاصي: "في الحقيقة، اتفهّم موقف الرئيس المكلّف ونحن من ضمن 14 آذار قبلنا بصيغة 15-10-5 بتحفّظ، لأننا نعتبر انه من المفروض في لبنان ان نحافظ على خصوصية النظام اضافة الى الحفاظ على خصوصية الطوائف، وهذا ما اسميناه الديمقراطية التوافقية، ولكن هذه الديمقراطية التوافقية اخذت حقها بانتخاب رئيس مجلس النواب دون اي شروط، عندما انتخبنا الاستاذ نبيه بري أحد اركان المعارضة والطائفة الشيعية، ومن هنا لا يمكن التكلم عن تهميش لطائفة، فمستلزمات النظام الديمقراطي البرلماني تستلزم وجود موالاة ومعارضة، ومن هنا كانت دعوتنا لإعتماد الديمقراطية البرلمانية ليكون هنالك موالاة ومعارضة ولتشكيل حكومة على اساس ما ادت اليه نتائج الانتخابات.

 

النائب زهرا: بكركي كانت وراء قيام كيان لبنان وحافظت على الثوابت ولا يجوز تناولها بالانتقاد الجارح

وطنية - أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا انه كان يفضل "ألا يعلق على كلام مرجع ديني بحق مرجع ديني آخر، خصوصا وان السيد محمد حسين فضل الله معروف بحكمته وبنهجه الإعتدالي". ورأى النائب زهرا في مداخلة عبر محطة MTV، أن "لا احد يستطيع ان يغير وقائع التاريخ او يبدل فيها"، مذكرا ان "بكركي كانت وراء قيام الكيان اللبناني، وهي دافعت وتدافع عنه، ومن غير المقبول تناول غبطة البطريرك او البطريركية بالإنتقاد الجارح، خاصة وان هذا المقام تميز بعدم التعاطي السياسي المباشر، إنما التأكيد على الثوابت الوطنية وعلى حفظ كرامة الإنسان لأي دين نتمى". وعبر النائب زهرا عن خشيته من "ان يكون وراء هذا الكلام مسعى لإعادة النظر في اتفاق الطائف الذي لحظ المناصفة العادلة والعيش المشترك والتمسك بالثوابت الوطنية". وردا على سؤال عن توقعاته عن موقف مسيحيي الأقلية من هذا الموضوع، قال: "ان تناولهم الدائم لبكركي بالتهجم والإنتقاد قد يكون هو ما سهل على الآخرين التجرؤ عليها والتعرض لها".

 

النائب حلو أسف ل"التطاول" على مرجعية بكركي وسيدها

وطنية- أسف عضو اللقاء الديموقراطي النائب هنري حلو ل"التطاول على مرجعية بكركي وسيدها البطريرك صفير، لافتا الى "ان مواقف البطريرك صفير انما هي وطنية بامتياز ولم يسبق ان انزلقت الى الدرك الطائفي او المذهبي او الامور الشخصية، فهذه المواقف تتسم دوما وفي كل المحطات السياسية والسيادية والاستقلالية بالمنحى الوطني العام، من هنا نبدي استغرابنا واستهجاننا لما صدر من بعض المرجعيات الدينية التي نحترم ونجل وباعتبارهم ان مجد لبنان أعطي للشعب اللبناني وذلك نعتبر "غمزا واضحا" من قناة التطاول على البطريرك، فلا احد بمقدوره ان يمحو التاريخ لا سيما ما قيل بأن مجد لبنان قد اعطي لبكركي، مع التأكيد والاصرار على الخط الوطني للبطريرك صفير الذي لم يسبق ان خرج عنه ولو لمرة واحدة".

 

سليم كرم: إذا بقيت مواقف صفير على حالها فلن يبقى مسيحي في لبنان

26 آب 2009/النشرة

رأى عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب سليم كرم أنه "إذا بقيت مواقف غبطة البطريرك على حالها، فلن يبقى مسيحي في لبنان". وقال لـ"الشرق الأوسط" إن "غبطته يتدخل في السياسة، فيما يفترض أن يكون حاضنا للجميع ومباركا لهم، ذلك أن كل فريق سياسي مسيحي يتخذ خيارا مختلفا عن الآخر. ولا يعقل أن نحاكم فريقا على مواقفه".

وتساءل "ماذا تفيد مواقف التطرف والعزل وتصوير الآخر على أنه يمثل خرابا للبنان؟ وبالنسبة إلى امتلاك حزب الله السلاح، لست من مؤيدي ذلك إذا كان سيستخدم في الداخل، إنما أؤيده حين يكون للدفاع عن لبنان وحمايته. الواقع أنني حتما ضد البطريرك إذا كان يقف ضد أكبر كتلة مسيحية تطالب بحقائب سيادية وتحارب الفساد. وحين يتكلم عن تجربة فاشلة للحكومة السابقة، فهل يتحمل مسؤولية أن تعارض الأقلية من خارجها حتى تملى التعيينات وتتراكم الديون في ظل وضع أمني سيء؟".

وفيما سأل: "ما المانع من تأليف حكومة وحدة وطنية، علما أن الخلافات موجودة دائما في لبنان؟"، استغرب "سفر الرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى الخارج"، معتبرا أنه "أمر غير مقبول". وقال: "كلما شعرنا باقتراب الحل ثمة من يسارع إلى العرقلة من دون تقديم تفسيرات وافية. أعتقد أنه يجب احترام إحجام الكتل النيابية في التمثل في الحكومة. وبالنسبة إلى توزيع الحقائب إذا كان البعض يبدي خشية من تسلم فريق ما هذه الحقيبة أو تلك، فهذا يعني غياب الثقة وهذا أمر معيب".

 

قوى " 14 آذار": لا أمن في لبنان خارج الأمن الشرعي الذي توفّره الدولة  

٢٦ اب ٢٠٠٩/موقع 14 آذار

عقدت الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار إجتماعها الدوري وأصدرت البيان التالي :

أولاً: بحلول شهر رمضان المبارك تتقدّم الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آّذار من اللبنانيين وعموم المسلمين بأخلص التهاني، سائلةً الله تعالى أن يُعيدَهُ عليهم بالعافية والأمان.

ثانياً: كنا نأمل أن ندخل رحاب هذا الشهر الفضيل بحكومة شراكة وإئتلاف توفّر للبنانيين بعض الإستقرار السياسي الذي ينشدون ويستحقون. خصوصاً أنّ تأخُّرها يزيد من إنكشاف لبنان أمام التجاذب الإقليمي، وبخاصة أمام التهديات الإسرائيلية المتواترة، كما ويضعِف مناعته حيال إستحقاقات داهمة، ونرى أن من شأن استمرار فريق التعطيل في عرقلة تشكيل الحكومة أن يضع البلاد في أجواء إحتقان، لاسيّما مع بروز مؤشرات أمنية خطيرة. وهذا ما حدا فخامة رئيس الجمهورية قبل يومين إلى التحذير من إنعكاسات سيئة على الإستقرار السياسي والأمني في حال إستمرار المراوحة. وننبّه على نّ التعطيل المتمادي من شأنه أن يؤدّي إلى إغراق لبنان في تداعيات الأزمة الإقتصادية العالمية، بعدما نجح حتى الآن في تفاديها إلى حدٍ أكثر من مقبول بشهادة العارفين. وعندئذٍ تتمادى الأزمات المعيشية التي ترهق اللبنانيين، بدلاً من استثمار فرص متاحة لمعالجتها.

ثالثاً: في السياق نفسه، نشدّد على أن لا أمن في لبنان خارج الأمن الشرعي الذي ترفّره الدولة وتفرضه. ونؤكِّد أنّ للجيش والقوى الأمنية كلّ الحقّ في الإنتشار على الأرض اللبنانية في أيّ بقعة وأيّ زمان تقرّرهما الدولة لأن ذلك حقّ سياديّ لا نقبل أي مسّاس به.

رابعاً: إنّ الأمانة العامة تستنكر الحملة المركّزة على رئيس الحكومة المكلّف، وهي حملةٌ لا يُخفى أصلاً أنّ دافعها هو تمسّك الرئيس المكلّف بالدستور وبصلاحياته الدستورية في تشكيل الحكومة بالتعاون مع فخامة الرئيس. وهذه مناسبة للتأكيد على تمسّكنا بالطائف والدستور، وبالنظام السياسي الديموقراطي في وجه ي محاولة لزعزعته.

خامساً: تستنكر الأمانة العامة الحملة المبرمجة التي تستهدف غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي يمثل بمواقفه حمايةً للبنان السيّد الحرّ المستقل. وتعتبر إقدام بعض المرجعيات على الإنخراط في هذه الحملة فصلاً جديداً من فصول إستهداف الأسس التي قام عليها الكيان اللبناني ولاسيّمل العيش المشترك ووحدة الأرض والشعب. فلا يمكن لأحد أن ينتزع مجدَ لبنان من صانعيه. وفي هذا الإطار أيضاً، نحذّر من حملةٍ يجري التحضير لها إستهدافاً للكنيسة الأورتوذكسية وقد بدأت ملامحها إعلامياً في الفترة الأخيرة

 

تطاول بعض المسيحيين على البطريرك مهد الطريق لمواقف غير مسموح بها" معلوف: الهدف الاول للضغوطات والتجاذبات الحكومية مضمون البيان الوزاري

٢٦ اب ٢٠٠٩/المركزية- أسف عضو كتلة "زحلة بالقلب" النائب جوزف معلوف للتطاول على البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، في حين أن الشارع المسيحي لم يتعرض يوما لرجال الدين المسلمين، لافتا الى ان بعض القادة المسيحيين يسمحون لأنفسهم بالتطاول على الكرسي البطريركي وعلى شخص البطريرك صفير، وهذا ما يمهد لتصرفات ومواقف قد يعتبرها البعض مسموحة وهذا أمر مؤسف. واعتبر في حديث لـ"المركزية" ان الدخول السوري على خط تشكيل الحكومةهو في اطار الضغوطات المباشرة الهادفة الى سلب موقع الأكثرية في لبنان، وهذا ليس مرتبطا فقط بالمعادلة التي ظهرت بعد انتخابات 7 حزيران إنما بالاستحقاقات المقبلة. وقال: الجميع يعرف أن توزيع الوزارات لا يتعلق فقط بالتوازن السياسي بين الأكثرية والأقلية، وإنما بالبيان الوزاري. ورأى أن الضغوطات التي تمارس في الملف الحكومي هي لإيجاد تسويات حول البيان الوزراي تناسب الكثير من الأطراف التي تطلق اليوم هذه المداخلات للتأثير على شكل البيان ومضمونه وخلق معادلات جديدة تؤثر على صياغته، أكان لجهة التوطين وحق العودة أو القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان أو السلاح داخل المخيمات الفلسطينية وخارجها وهي ستغطى مباشرة في البيان الوزاري. وفي الموضوع الحكومي أشار معلوف الى أن المشاورات مستمرة خلف الكواليس، لافتا الى أن تروي السياسيين وعدم إطلاق التصاريح يمينا ويسارا هو عامل إيجابي للإفساح في المجال أمام المساعي الخيرة لتشكيل الحكومة، موضحا "أننا نبحث عن حجج داخلية لنتلطى خلفها في موضوع التأليف في حين أن الجميع يعرف أن العقد اقليمية وخارجية". وأمل في حصول لقاء قريب بين الرئيس المكلف سعد الحريري والنائب العماد ميشال عون ، معتبرا أن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى إيران بهدف خلق الحلف الرباعي وما تلاها من سحب سفراء يدل الى مدى تشابك الموضوع الاقليمي. وأعرب عن اعتقاده بأن تردي العلاقات العراقية – السورية اليوم قد لا يكون له تأثيره على تشكيل الحكومة في لبنان بقدر الجو الذي سينتج عنه.

 

أســـف لكلام فضل الله عن صفير ادمون رزق: زلة في الشهر الفضيل

٢٦ اب ٢٠٠٩/المركزية- قال الوزير السابق ادمون رزق لـ"المركزية" تعليقاً على خطبة السيد محمد حسين فضل الله "اطلعتُ على كلامٍ منسوب الى العلامة السيد محمد حسين فضل الله، تناول فيه غبطة البطريرك الماروني خلال خطبة افطار، في شهر الصوم، وقد فوجئتُ مرتين: اولاً لصدوره عن المرجع الأعلى شخصياً، وثانياً لمضمونه غير اللائق بالتخاطب بين الكبار، وارتداده السلبي على الرأي العام. ثم أسفتُ لتخلّي الرجل الجليل عن موجبات مقامه، وانتقاصه مقاماً روحياً وطنياً، هو مثال في أدب التخاطب واحترام الآخر.واضاف رزق: ما كان لتطاول الأقربين، من اهل الجهالة والمروق، ان يغري ذوي الحجى بالزلة في الشهر الفضيل".

 

مواقف سياسية من كلام فضل الله عن البطريرك صفيـــر ترفض منطق اثارة النعرات الطائفية والتطاول على المقامات

المركزية ٢٦ اب ٢٠٠٩/– الحركة اللبنانية الحرة: وتوقف المكتب السياسي للـ "حركة اللبنانية الحرة" "باستهجان عند خطورة ما صدر عن العلامة السيد فضل الله في خلال إفطار أمس.

وأوضح في بيان اننا كنا اعتقدنا أن سماحة العلامة هو بمنأى عن أي صراع طائفي أو مذهبي، وأن سماحته من أكبر المراجع الفقهية في الشرق، ونعتبره عامل جمع وليس تفرقة، ولكن ما لفتنا في كلامه أمس يبدو في غير ذلك وأخطر بكثير مما اعتقدنا".

وقال: "هذا الكلام أعادنا الى احداث 7 ايار المشؤومة عندما تم تطويق دار الفتوى، وذكرنا ايضا باجتياح البطريركية من قبل انصار النائب عون ويبدو ان الادوار مقسمة بين متطرف ومعتدل حتى يتم الوصول الى هدف واحد وهو السيطرة على لبنان وطوائفه ومذاهبه.

من هنا نقول وبكل فخر حقا ان مجد لبنان اعطي لغبطة بطريرك انطاكيا وسائر المشرق، وهذا اللقب الذي نفتخر به وبحامله هو لقب تاريخي لانه لا وجود للكيان اللبناني لولا الوجود المسيحي الضامن للجميع والذي ارسى نظاما ديموقراطيا مبنيا على الثوابت الوطنية. اما اذا عدنا الى نغمة الاكثرية العددية فهنا اصبحت الامور اكثر تعقيدا ونأمل توضيح ذلك بأسرع ما يمكن. وكذلك ايضا نضع هذا الكلام برسم ورقة التفاهم بين النائب عون وحزب الله".

 

الفرزلي لفضل الله: المارونيون مقاومون من الطراز الرفيع ومجد لبنان لبكركي 

 التاريخ: ٢٦ اب ٢٠٠٩/المصدر: لبنان الحر/اشار نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي الى كلام السيد محمد فضل الله عندما قال ان "مجد لبنان اعطي للشعب المقاوم"، قائلاً "يجب ان يعرف وهو يعرف (فضل الله) ان الشعب الماروني مقاوم من الطراز الرفيع، واستطاع ارباك الامبراطوريات الكبرى دفاعاً عن حرياتها". وكرر فرزلي مقولة "ان مجد لبنان اعطي لبكركي"، معتبراً ان الأخيرة "قامت عملياً باستعادة حدود لبنان عندما ضمت الاقضية الاربعة". وطالب باخراج بكركي "من دائرة الصراع والفعل ورد الفعل". واوضح ان تشكيل الحكومة "سيؤدي حتماً الى زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى سوريا واغلاق ملف وفتح مرحلة جديدة".

 

الحملةُ السورية عليه لأنه يذكّر بوجود أكثرية ويتمسّك بالميثاق والدستور ويحمي رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف

البطريرك ضميرُ الحركة الاستقلالية و"مُوتورها"

نصير الأسعد

 (المستقبل) ، الاربعاء 26 آب 2009

لم يملّ البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير من تكرار الموقف نفسه بالمفردات نفسها: لا يمكن أن تقوم قيامةٌ لحكومة كعربة يجرّها حصانان واحد إلى الأمام وثانٍ إلى الخلف، وعلى الأكثرية أن تحكم وعلى الأقلية أن تعارض. وهو، منذ إنطلاقة مشاورات تأليف حكومة ما بعد الإنتخابات، يدعو إلى تشكيل "حكومة أكثرية".

أعلن البطريرك موقفه هذا بعد "إتفاق الدوحة" في أيار 2008 إعتراضاً عليه وعلى بدعة "الثلث المعطّل". وكرّر ذلك بعد إنتخابات 7 حزيران 2009 التي أفرزت أكثرية وأقلية واضحتَين.

الدعوة المكرّرة إلى "حكومة أكثرية"

أغضب موقفُ رأس الكنيسة الجنرال ميشال عون مرات عدة. فردّ الجنرال على البطريرك مستعيناً بطروحات تنسف النظام السياسي بإسم "الديموقراطية التوافقية". غير أن اللافت في الأيام القليلة الماضية كان الحملة الإعلامية ـ السياسية السورية على سيّد بكركي التي اعتبرت موقفه سبباً رئيسياً من أسباب تعقّد تشكيل الحكومة وتعثّره.

إن هذه الحملة السورية ليست تذكيراً بـ"التدخّل" السوري في الشؤون اللبنانية وحسب، لكنها تعبيرٌ عن "ضيق" من كلام البطريرك.

يذكّر بالأكثرية.. ويذكّرونه بدوره فيها

ذلك أنه بصرف النظر عن إمكان تنفيذ ما يدعو إليه تشكيلاً لـ"حكومة أكثرية" أو عدمه في ظلّ المعادلات اللبنانية وتلك المحيطة بلبنان، فإن ما يفعله البطريرك بتكرار موقفه ودعوته، إنما هو تذكير "مستمرّ" بأن في البلد أكثريةً نيابية ـ سياسية ـ شعبية. وهذا يغيظُ فعلاً، فكيف إذا كان فريق 8 آذار بتكوينه المحلّي وبارتباطاته الإقليمية، يعتبر أن البطريرك مسؤولٌ في جانب مهم عن تجدّد هذه الأكثرية في 7 حزيران الماضي؟ وهل يستطيع أي لبناني أن ينسى الحملة التي تناوب 8 آذار المحلّي والإقليمي عليها ضد البطريرك لأنه عبّر عشية الإنتخابات عن قناعة وطنية بأن مصير الكيان على محكّ تصويت اللبنانيين؟ أي هل في وسع أحد أن ينسى أن 8 آذار المحلّي والإقليمي حمّل البطريرك مسؤولية النتائج، في الدوائر المسيحية خصوصاً؟

إذاً، ثمة إنزعاج سوري من تذكير رأس الكنيسة بوجود أكثرية في "مكان" محدّد. بل أكثر من ذلك، ثمة إنزعاجٌ من حقيقة أن البطريرك ينطق بموقفه المشار إليه بإسم الرأي العام الإستقلالي، ومن حقيقة أن البطريرك يمثّل ضمير الحركة الإستقلالية اللبنانية.

الحملة السورية على "الضمير"

هذا بـ"الجملة". أي أن صفير بـ"الجملة" هو ضمير الحركة الإستقلالية. وهو ضميرُها منذ زمن بعيد، منذ أن تصدّر المعركة ضد الوصاية السورية ونظامها الأمني. وبهذا المعنى، فإن الحملة السورية عليه هي حملةُ تصفية حساب لم تتوقّف منذ أجبرت الوصاية على الانسحاب من ناحية وهي حملةُ "ردع" للبطريرك عن المثابرة على دور الضمير بأفق مستقبلي من ناحية أخرى.

سقف الرئيسَين

على أن ما "يفسّر" الحملة السورية، بالإضافة إلى كل ما سبق، هو أن موقف البطريرك المتضمّن دعوته إلى تشكيل "حكومة أكثرية" ـ حتى لو كان هذا الأمر غير قابل للتطبيق الآن ـ إنما ينتسبُ إلى الميثاق والدستور. ولأنه كذلك، فهو إذ يحمي الميثاق والدستور، يحمي في الوقت نفسه رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف بوصفهما صاحبَي الصلاحية الدستورية في تشكيل الحكومة. أي أن موقفه يرفع سقف الرئيسَين ويحميه ويمكنه في لحظة معيّنة أن يصبح ضاغطاً، بالضبط لأنه يعبّر عن أكثرية الرأي العام اللبناني.. عن الأكثرية الشعبية في الحركة الإستقلالية، ولأنه حالياً الجسر "الوحيد" بين "الناس" و"الإجتماع السياسي".

يصدّ "الدوحة2" و"الطائف2"

وفي السياق نفسه، لا مفرّ من ملاحظة أن الحملة السورية، التي "وزّعت" سُعارها في أكثر من إتجاه بالإضافة إلى البطريرك، "مبشّرة" بأزمة حكومية ستطول لتتحوّل إلى "أزمة نظام"، إنما فضحت نفسها بنفسها. فقد توصّلت الحملةُ إلى مجموعةٍ من الاستنتاجات من بينها أن الأزمة إن استمرت في حدود "أزمة حكومية" سيلزمُها "دوحة2"، لكنها إن غدت "أزمة نظام" سيلزمُها "طائف2"(!). قد تكون رغبةُ النظام السوري جامحة جداً لإنعقاد "دمشق1" ـ أيُّ "دمشق1" ـ وهو لم يخفِ هذه الرغبة الجامحة منذ أن تحدّث بأشكال عدة وبـ"وسائط" شتى عن أن ممرّ تشكيل الحكومة هو سوريا. بيدَ أن الحملة السورية تعزف على وتر خطير هو وترُ تغيير الميثاق والنظام السياسي. وهنا يقفُ سيّد بكركي في "الواجهة" وموقفهُ يصدّ المؤامرات على الميثاق والنظام.. على الطائف.

المعطى الأمني

كذلك، لا يخفى أن الحملة السورية ـ الـ8 آذارية محلياً وإقليمياً ـ التي شملت إلى البطريرك مكوّنات رئيسية في الحركة الإستقلالية، تهدف في الفترة الحالية المباشرة إلى "التغطية" على عودة مخابراتية سورية نشطة في الآونة الأخيرة من جهة وعلى خطط لـ8 آذار المحلي والإقليمي باتجاه "تحييد" أجهزة شرعية و"ترهيب" أجهزة أمنية شرعية أخرى من جهة ثانية، وكل ذلك بالتزامن مع إستعادة الكلام "التذكيري" التهديدي عن 7 أيار.

لهذه الأسباب كلها التي تضمّنتها المقدمات الآنفة، يُستهدف البطريرك الماروني. هو ضمير إستقلال لبنان وحركة الإستقلال اللبناني.. بل هو "موتورها" الذي يبقى "شغالاً" عندما تنطفئ كل "الموتورات"!

 

نقولا: كلام صفير خطير على المسيحيين وينسف العيش المشترك 

لبنان الآن/الاربعاء 26 آب 2009

أكد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نبيل نقولا أنه في حال إستلام التكتل لوزارة الداخلية ، فمن "المفروض أن نزيل الضّباط الفاسدين وأن نغيّر القيادات الأمنيّة الموجودة".

وفي حديث إلى قناة "NBN" سأل: "هل سمحوا للوزير زياد بارود بتطبيق القانون داخل السّجون؟"، وأضاف: "فنحن لا نتّهم بارود فهو رجل إصلاحي"، وسأل لماذا لم يحقّقوا مع قائد منطقة جبل لبنان؟".  وعن موقف البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، اعتبر نقولا أن "كلامه خطير وينسف العيش المشترك وهو خطرٌ على المسيحيّين"، وقال: "أنا أقتنع بكلام البطريرك فقط في حالة تحوّل لبنان إلى بلدٍ علماني"، متمنياً "ألا تؤدّي "عدم محبّة" البطريرك لـ"التّيار الوطني الحر"ّ إلى إنزلاقات سياسيّة داخليّة". إتهم نقولا الفريق الآخر بـ"إفقار الشّعب اللّبناني، حتّى يصل يوم الإنتخابات النيابية كمن يذبح الخروف المسمّن في يوم العيد".  ورأى نقولا أن "كلام السّنيورة عن التّوطين خطير"، وأضاف: "لقد بدأوا يحضّرون الشّعب اللّبناني لتقبّل الموضوع". وتابع:"التّوطين هو البعد الخارجي لتأخّر تأليف الحكومة"، سائلاً: "هل نريد أن يوطّن الفلسطيني في لبنان ليتساوى مع اللّبناني في التّعاسة والدّيون؟".

 

سلهب: دعوات صفير لتأليف حكومة من الأكثرية تناقض توصيات المجمع الماروني وتنسف قيم العيش المشترك

المستقبل - الاربعاء 26 آب 2009 - انتقد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب سليم سلهب دعوات البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير الرئيس المكلف سعد الحريري لتأليف حكومة من الأكثرية، مشيراً إلى أن دعواته "تناقض توصيات المجمع الماروني وتنسف قيم العيش المشترك واحترام مكونات المجتمع".

واعتبر في حديث إلى موقع "النشرة" الالكتروني أمس، أن "الأزمة الحكومية مرتبطة أولاً بعرقلة داخلية تفتعلها قوى 14 آذار تنكشف من خلال الحدّة في الخطابات وفي التعاطي مع قوى المعارضة، وثانياً بتدخلات خارجية فرملت المنحى الايجابي الذي كان يسلكه التأليف". ولفت إلى أن "مصر أولى الدول الرافضة لتشكيل حكومة لأنّها لا تزال غير مطّلعة على مضمون التوافق السوري ـ السعودي، أما أميركا فلا تلعب أي دور مسهّل للتأليف في وقت تدخل إسرائيل على الخط عبر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الذي يضع شروطاً على شكل الوزارة ومشاركة "حزب الله" فيها. وإن الدور الفرنسي وحده الايجابي والمسهّل الساعي للتسريع في التشكيل".

وأشار إلى أن شرط عون للقاء رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري كان وقف الحملات على "التيار الوطني الحر"، وقال: "لمسنا هدنة إعلامية باتجاه العماد عون قد تؤدي لنتائج ايجابية في حال توقف الهجوم على "حزب الله" فهو أحد فرقاء المعارضة الأساسيين، لكن يبدو أن الحملة انتقلت من عون إلى "حزب الله" وبالتالي في حال استمرت فإن أي لقاء بين عون والحريري قد يتم، ولكنه لن يكون منتجاً". وأعرب عن اقتناعه بأن الحريري سيكون رسمياً رئيس حكومة الوحدة الوطنية المقبلة، وقال: "كل شيء محسوم وهذا التأخير ومهما طال سيؤدي الى نفس النتائج ولكن الشعب وحده يدفع ثمنه". وعمّا يحكى عن أن الحريري ينتظر خطوة ما من المحكمة الدولية كصدور قرار ظني يشير الى تورط "حزب الله" بعملية اغتيال رفيق الحريري، قال: "كفانا نربط كل الاستحقاقات بالمحكمة الدولية، لا نستطيع أن نربط مصير البلاد بالحقيقة والمحكمة وكل ما يشاع هو من باب التهويل وهو كلام غير دقيق".

وعن دعوة صفير رئيس الحكومة المكلّف ورئيس الجمهورية لتشكيل حكومة من الأكثرية التي أنتجتها الانتخابات، رأى أن "دعوات صفير هذه تناقض توصيات المجمع الماروني الذي شدّد على ضرورة احترام صيغة العيش المشترك والرأي الآخر وضرورة أن يشارك الجميع في الحكم كما تنسف قيم العيش المشترك بحد ذاتها واحترام مكونات المجتمع. نتمنى أن تتضح معطيات غبطته قريباً

 

سليم كرم: إذا بقيت مواقف صفير على حالها فلن يبقى مسيحي في لبنان

26 آب 2009/النشرة

رأى عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب سليم كرم أنه "إذا بقيت مواقف غبطة البطريرك على حالها، فلن يبقى مسيحي في لبنان". وقال لـ"الشرق الأوسط" إن "غبطته يتدخل في السياسة، فيما يفترض أن يكون حاضنا للجميع ومباركا لهم، ذلك أن كل فريق سياسي مسيحي يتخذ خيارا مختلفا عن الآخر. ولا يعقل أن نحاكم فريقا على مواقفه".

وتساءل "ماذا تفيد مواقف التطرف والعزل وتصوير الآخر على أنه يمثل خرابا للبنان؟ وبالنسبة إلى امتلاك حزب الله السلاح، لست من مؤيدي ذلك إذا كان سيستخدم في الداخل، إنما أؤيده حين يكون للدفاع عن لبنان وحمايته. الواقع أنني حتما ضد البطريرك إذا كان يقف ضد أكبر كتلة مسيحية تطالب بحقائب سيادية وتحارب الفساد. وحين يتكلم عن تجربة فاشلة للحكومة السابقة، فهل يتحمل مسؤولية أن تعارض الأقلية من خارجها حتى تملى التعيينات وتتراكم الديون في ظل وضع أمني سيء؟".

وفيما سأل: "ما المانع من تأليف حكومة وحدة وطنية، علما أن الخلافات موجودة دائما في لبنان؟"، استغرب "سفر الرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى الخارج"، معتبرا أنه "أمر غير مقبول". وقال: "كلما شعرنا باقتراب الحل ثمة من يسارع إلى العرقلة من دون تقديم تفسيرات وافية. أعتقد أنه يجب احترام إحجام الكتل النيابية في التمثل في الحكومة. وبالنسبة إلى توزيع الحقائب إذا كان البعض يبدي خشية من تسلم فريق ما هذه الحقيبة أو تلك، فهذا يعني غياب الثقة وهذا أمر معيب".

 

 

 

 

بقرادوني: البطريرك صفير يضع نفسه بمواجهة مباشرة مع عون

الأزمة الحكومية تصطدم بالعقبة القائمة بين الحريري وعون

٢٦ اب ٢٠٠٩/14 آذار

  اعتبر الوزير الأسبق كريم بقرادوني، في حديث صحفي، أن الخارج اليوم يحيّد نفسه عن الوضع الحكومي اللبناني لأن الأمور التي يتم بحثها حاليا أهم من الوضع اللبناني، وقال: "الخارج يعيش ستاتيكو وهو لا يدفع باتجاه التشكيل كما أنّه في الوقت عينه لا يعطّل أو يمانع أن يتم التأليف".

ولفت الى أن الكرة ما زالت في الملعب اللبناني وهي تصطدم بالعقبة القائمة بين رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، مستغربا كيف أن الوساطات لم تدخل على الخط لتخفيف التشنّج بين الحريري وعون، وأضاف: "حزب الله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري يلعبان اليوم دوراً كبيراً ومن المستغرب أن تبقى الامور جامدة فيما لا يسعى أحد لتقريب وجهات النظر".

ورداً على سؤال عن امكانية اعتذار الحريري وتولي رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة مهمة التأليف قال بقرادوني: "أنا لا أتوقع اعتذارا من الحريري فهو بذلك يلغي ذاته سياسيا لأن الاعتذار سيكون بمثابة اعتراف أنّه ليس قادرا على تشكيل حكومته الأولى".

وعمّا يحكى انّ الحريري ينتظر حدثا ما من بوابة المحكمة الدولية، قال بقرادوني: "قناعتي أن لا قرار ظني ولا اتهام في ملف رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري فالأمور ما زالت تراوح مكانها في الدائرة الأولى... وانا أستبعد أن يقوم الحريري برهانات على هذا الموضوع لأنّها ستكون رهانات خاطئة".

واذ رأى بقرادوني بمواقف رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط "خطوة الى الأمام ألغت الاصطفاف السياسي القائم وخلطت الأوراق"، قال: "موقف جنبلاط المتمايز جعل منه القوة المرجحة في مرحلة ما بعد التأليف فانسحابه من الأكثرية جعل من البلد أقليات يتحكم بها موقف جنبلاط وهو الوحيد الذي يتقن اللعب السياسي باعتراف الجميع".

وصف بقرادوني مواقف البطريرك الماروني نصرالله صفير بالسبية، واعتبر أنّه يخالف قواعد الوحدة الوطنية ويضع المسيحيين في موقع أقلي وقال: "صفير لا يخفي أنّه مع 14 آذار ويعارض عون وهو اليوم يضع نفسه بمواجهة مباشرة معه علما أن دور البطريرك يجب ان يكون دور الجامع وليس من يفرّق".

وعن الخطوات التصالحية التي قامت بها "الكتائب"، قال: "المصالحات المسيحية-المسيحية هي الأساس لاستقرار الوضع اللبناني والنائب سامي الجميل يعتمد نهجا تصالحيا جديدا في صفوف الكتائب التي تسعى للريادة في هذا المجال" آملا أن يستمر هذا النهج ويتسع مستبعدا ما يحكى عن امكانية لحاق الكتائب بجنبلاط وبالتالي خروجها من صفوف 14 آذار

الخميس 27 آب 2009

 

أوساط كنسية تردّ على العلامة فضل الله: القوة الحقيقية هي المبنية على قوة الحق

وليجرَ استفتاء شعبي من دون سلاح

فادي عيد/الديار/ 27/8/09 ردت اوساط كنسية على كلام العلامة السيد محمد حسين فضل الله واصفة اياه بـ «الكلام غير الدقيق والذي يغالط التاريخ ويجانب الحقيقة ويغالي بمفاهيم القوة فالقوة هي معادلة بشرية نسبية عندما تنفصل عن قوة الله اما القوة الحقيقية فهي المبنية على قوة الحق الذي لا يتغير بحسب الظروف والمواقيت او بحسب قوة الدول المتحركة بين ماض وحاضر ومستقبل وبالاخص ان القوة المستمدة من خارج اطار الدولة هي حتما قوة موقتة ومصطنعة وغير ثابتة. اما  لجهة الحديث عن ان جهات دينية تعتبر ان مجد لبنان اعطي لها ردت الاوساط الكنسية نفسها تصحيحا ان هذه الجهات الدينية لم تعتبر ذلك يوما في تاريخها، وان هذا القول اطلق على البطريركية المارونية لقبا يرتبط مع دورها التاريخي في بناء لبنان الجبل ولبنان الكيان. ولا نريد ان ينسى صاحب الفضيلة اضافت الاوساط، دور البطريرك الحويك في توسيع مساحة الكيان الجغرافية لتضم بعض الشرق والجنوب حيث الكثافة الشيعية السكانية ملحوظة. واذا كان القول ان الاكثرية الشعبية هي التي تحكم حركة السياسة بالاستفتاء الشعبي والديموقراطية العددية فإن لهذا الكلام محاذير ترتبط بشكل الكيان اللبناني اولها ان النمو الديموغرافي الشيعي لا يعطي الاخوة الشيعة الحق في

حكم لبنان، لان هذا البلد لا يوجد فيه طائفة يمكن ان تكون فيه اكثرية على باقي الطوائف. ولان الاكثرية العددية لا تعبر عن قيم الديمقراطية في لبنان، كما اردفت الاوساط الكنسية نفسها، بمعنى آخر فان الشيعة والسنّة والمسيحيين والدروز لا ينفكون يعبّرون عن حركة مذاهبهم في الوطن اكثر منها عن الوطن، وبالتالي فان معادلة توزيع الاصوات تختلف بين لبنان ودولة ديمقراطية اوروبية، طالما ان علمنة الدولة لم تتم. وثانيها ان اعتماد التصنيف العددي لا يبرر الهزيمة الانتخابية، فملايين الدولارات التي تحدث عنها  العلامة ظهرت لدى الطرفين وبقوة ونعرف تماما الكمية الهائلة التي صرفت لاستجلاب المغتربين ليوم الانتخاب من بطاقات السفر الى الاقامة في الفنادق وسوى ذلك. ولان ما قيل قبل الانتخابات عن ضرورة الاعتراف بنتائجها يجعل من السخافة الحديث عن اكثرية نيابية واكثرية شعبية. زد على ذلك ان قوة السلاح قد استخدمت في الداخل تهديدا ووعيدا وحتى ولو لم تستخدم بشكل مباشر، لان وجود هذا السلاح قد عرقل الكثير من الاحداث التي كانت لتسمح بولادة رأي عام مختلف حتى داخل الطائفة الشيعية. واذا كان صاحب الفضيلة تابعت الاوساط الكنسية نفسها، يصر على استفتاء شعبي، فاننا نصرّ على ان يتم في ظل سلاح الدولةوحدها وضمن معادلة قوة النظام السياسي فوق قوة المذاهب او الطوائف المسلحة ولنرى حينها نتيجة الاستفتاء ولمن سيصوت حتى الشيعة؟

 

رعد: السيد فضل الله مرجعية دينيّة نحترمها.. لكنه يعبّر عن رأيه الخاص

الخميس 27 آب 2009/لبنان الآن

دعا عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد جميع القوى إلى "تحسس المسؤوليّة الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة، والترفّع إلى مستوى إنقاذ البلد مما يحيط به من توترات"، مؤكداً على "التواصل مع الأطراف كافة للتشاور والتوافق من أجل استنهاض الوضع الحكومي". رعد، وبعد لقائه الرئيس سليم الحص في دارته في عائشة بكار، قال: "نحن لسنا وسطاء، بل حلفاء للنائب ميشال عون ونتشاور دائماً معه ومع كل الأطراف"، مضيفاً: "على اللبنانيين أن يهتموا بالمصلحة الوطنية اللبنانية العليا ليتفاهموا على القواسم المشتركة، من أجل أن يحيّدوا ساحتهم عن التوترات وألا يزجوها في إطار الصراعات القائمة على حساب لبنان". وإعتبر رعد أنّ "العلامة السيد محمد حسين فضل الله هو مرجعية دينية وطنية لدينا، نحترم رأيها ونقدّر التطلعات التي تنظر إليها، لكنه يعبّر عن رأيه الخاص".

 

نديم الجميل: مجد لبنان أعطي للبطريرك والحكومة ستبصرالنور قريبا

الخميس 27 أغسطس/ وكالات

 بيروت: رد عضو كتلة "الكتائب" النائب نديم الجميل على الهجمات التي يتعرض لها البطريرك الماروني نصرالله صفير، مؤكداأن "مجد لبنان أعطي للبطريرك". وردا على سؤال حول أسباب تعثر تشكيل الحكومة، أشار بعد لقائه رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، الى أن "أمورا عدة تعرقل تشكيل الحكومة، منها خارجي ومنها شخصي وعائلي، وعلى الجميع أخذ الأمور بتروٍ وبهدوء"، معربا عن اعتقاده بأن الحكومة ستبصر النور في وقت قريب.

 

الحريري: متمسكون بالمناصفة بين المسيحيين والمسلمين

27/8/09 نهارنت/اكد الرئيس المكلف سعد الحريري تمسكه ب "المناصفة الدائمة" بين المسيحيين والمسلمين، وابرز أهمية المعالم الدينية المسيحية في لبنان.وشدد الحريري في كلمة ألقاها في افطار تكريمي بقريطم لرؤساء الهيئات الدينية الاسلامية والمسيحية، على "لبنان الرسالة الذي نريده ان يبقى مكاناً للقاء والحوار عنوانه المناصفة الدائمة والثابتة بين المسيحيين والمسلمين أياً كانت الأعداد وأياً كانت الديموغرافيا". وتعهد ان يجعل من أولويات الحكومة التي يسعى الى تأليفها "تعزيز السياحة عموماً والسياحة الدينية المسيحية تحديداً في لبنان"، متطرقاً الى عدد من المعالم والمزارات التاريخية "التي تكتنز قيماً مقدسة لدى مسيحيي العالم أجمع".

 

 شمعون من السراي: لولا دور البطريركية المارونية الوطني لما كان هنالك من دولة لبنانية

ضرورة ان تشكل الحكومة بمشاركة المعارضة حسب الصيغة المطروحة 15-10-5

٢٧ اب٢٠٠٩ /وكالات

استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة صباح اليوم في السراي الكبير رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون وعرض معه الأوضاع العامة.

بعد اللقاء قال النائب شمعون: "أن البحث مع دولة الرئيس تناول الوضع العام لا سيما موضوع تشكيل الحكومة والتأخير الحاصل، وقد أجمعنا الرأي أنا ودولته ان لذلك انعكاس سلبي على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي في البلاد". أضاف: "وسألني الرئيس السنيورة عن رأيي في هذا الإطار، فقلت ان على الرئيس المكلف وعلى رئيس الجمهورية ان يقولا للمعارضة اننا نريد تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، وضرورة ان تشكل الحكومة بمشاركة المعارضة حسب الصيغة المطروحة 15-10-5 والاتفاق على إعلان الأسماء لكل فريق ضمن فترة زمنية معينة، وان لا تبقى الأمور مفتوحة". وراى شمعون أنه "لا يجوز البقاء على التعنت وان يأتي الى الحكومة فاشلين في الانتخابات النيابية، والأفضل ان تكون الحكومة حكومة تكنوقراط، ولكن اذا بقي النائب ميشال عون متمسكا برأيه فيجب عندها على الأكثرية ان تؤلف الحكومة". وختم شمعون: "على صعيد اخر أريد ان اذكر ان الذي صنع لبنان بحدوده الحالية هي البطريركية المارونية منذ عهد البطريرك الحويك، ولولا الدور الوطني التي تلعبه البطريركية المارونية دائما لما كان هنالك من دولة لبنانية".

 

طلاقة الجنرال و فصاحة فرنجية... مصدر فتاوى شيعية

٢٧ اب ٢٠٠٩/ألان سلّوم

يطالعنا السيد محمد حسين فضل الله بكلام، استند استنباطه من كتب عون وفرنجية وتكتل التغيير والإصلاح و محور الرابية- زغرتا ...و"كلّ مين بشد ع مشدّهم" من الوقورين والمبجّلين الذين لا يتركون مناسبة صغرى او كبرى، إلا وشتموا فيها بطريرك انطاكية وسائر المشرق الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وآخرهم ما أتى على لسان السيد فضل الله.

ولكنّي أحترم كل الاديان واتباعها، وإيماني كبير بالحريّة الدينية، وبالتالي لا أستطيع إلا أن أدعوه بلقبه كحفيد من أحفاد أحفاد النّبي (ص) احترامًا لمعتقدات اهلي ورفاقي وأحبائ... والسيّد حسين فضل الله، بكلّ ما نكنّ له ولاخواننا العلماء المسلمين الشّيعة كلّ الإحترام والموّدة ، قد أخطأ جلّ خطأ... أخطأ عندما أنكر مجد لبنان عن بطريرك الموارنة... أخطأت أيّها السيد الجليل ولا أعرف ما الذّي دفعك لهكذا خطأ جسيم... بلى أعرف حقّ معرفة. لا يحقّ لي أنّ أستغرب أنّ تتم إهانة بطريرك الموارنة من قبل رجل دين و علامّة شيعي، بيد أن كبار الزّعماء المسيحيين.. أو لنقل من يدّعون أنّهم كبار... كجنرال الرابية الّذي دأب وفرقته الموسيقية على عزف وتكرار المعزوفة الشهيرة أن البطريرك ليس مار نصرالله بطرس صفير لا يحق له الكلام في السياسة، وما هنالك من نوتات بات الشعب حافظًا كارهاً لها... وكان قد سبقه فرنجية بأبشع الصفات. لهما، اقول: انظرا يا زعيمي الموارنة الكبيرين، هذه نتيجة افعالكما المشينة... المسؤولة الحكيمة الواعية.... ها هو رجل دين علامّة شيعي يجرؤ على المسّ بكرامة الموارنة الذي ولد لبنان على أيديهم ولولاهم ولولا البطريرك الراحل الياس الحويك، لكان لبنان مجرّد ولاية سورية لا أكثر ولا أقل على رأسها ربما.. وئام وهّاب، وسلالة من 75 بطريركًا ليست محط كلام الصغير و الكبير، ولكن كما يقول المثل "التلم الأعوج......" وويل له من يدّعي أنّه كبير في هذه الطائفة! لن أتوقف عند الشّق الثاني من حديث السيد فضل الله عن حكم الأكثرية العددية الذي إن قصد شيء ليس سوى دعوة للإنقلاب على النّظام اللبناني. لك أيّها السيّد فضل الله أقول: إن كنتم تريدون انتزاع مجد لبنان من بناة لبنان فأنتم مخطؤون، ان كنتم ترمون لإضعاف مواقف البطريرك فأخطأتم أكثر، لأنّه الصّخرة التّي بني عليها لبنان. و إن كنتم تصبّون زيتًا على نار الفتنة المسيحية - المسيحية، فخطئكم أفدح لأنّ اللعبة مكشوفة.

 

الديموقراطية العددية ابعد من فكرة واستهداف صفير ابعد من بكركي؟!

الفرد النوار/الشرق/27/8/09 

 في الكلام الانتقادي والحاد للبطريركية المارونية، من دون تسميتها، وجه العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله رسالة بالواسطة الى الموارنة، ليس لانهم يعتبرون ان مجد لبنان اعطي لسيد بكركي، بل لان البطريرك صفير لم يتوقف يوما عن الغمز من قناة حزب الله وسلاح المقاومة، "لاسباب يعرف كيف يبررها"، فيما تخطى كلام فضل الله الحال الخلافية الداخلية الى جوهر المشكلة اللبنانية، خصوصا ان صفير قد ركز ويركز على حكم الاكثرية، فيما جواب المرجع الديني الشيعي قد ركز على الديموقراطية العددية ما يعني من خلالها ."بلوغ مرحلة اعطاء الاهمية والقرار لعدد الشيعة في لبنان مقابل تراجع عدد المسيحيين بالتحديد" قياسا على الاجمال العددي في لبنان!

 من حيث المبدأ، لا حاجة للقول ان لفتة العلامة فضل الله مرشحة لان تشكل خلافا جديدا بين اللبنانيين غير ان الانطلاقة من الخلاف مع القيادة الروحية المسيحية لا بد وان تفتح شهية بعض المسلمين على تبني فكرة الديموقراطية العددية ومعها طلب بعض المسلمين ضرورة الخلاص من "النظام الطوائفي"، حتى وان كان هؤلاء يعرفون ان انطلاقة خلافية بمثل هذا الحجم بعد اقل من عشرين سنة على تكبيل رئيس الجمهورية المسيحي باللاصلاحيات سيضع البلد مجددا امام مطبات يستحيل على احد ان يستخف بابعادها ومراميها!

 والذين  كانوا يعتقدون ان الاصلاحات الدستورية التي جاء بها اتفاق الطائف قد رسخت التفاهم الداخلي العام، فان طرحا بحجم ومستوى الديموقراطية العددية وان لم يؤخذ به بالسرعة التي يلوح بها البعض فان معناه في مجال البحث عن الخروج من عقدة الحكومة ابعد بل اشمل من معناه في معرض افهام بكركي وغير بكركي "ان الله يعطي مجده لمن بوسعه ترجمة ذلك على الارض"!

 وطالما ان العدد الماروني قد فقد بريقه الوطني وتأثيره السياسي وطعمه المذهبي جراء الصراع الدائر بين موارنة البلد من جهة وبين المسيحيين عموما، اصبح لزاما على بكركي وغير بكركي فهم رسالة فضل الله على اساس ما بوسع الموارنة والمسيحيين التصرف حيال هذا التطور الجديد، على رغم ما قيل في بعض الاوساط عن ان "الديموقراطية العددية جواب عملي وملح على اصرار البطريركية المارونية على اثاره ضجيج معركة سياسية على خلفية نظرتها الى "السلاح غير الشرعي"!

 وطالما هناك استبعاد موقت للعمل بالفكرة التي طرحها المرجع الروحي الشيعي، فان العلامة فضل الله يعرف في المقابل "ان تغيير الدستور ليس سهلا". لكنه يعرف تماما واكثر من غيره  بكثير ان "زلزال كلامه سيؤثر في المجريات السياسية والمذهبية والوطنية". كما قد يؤدي الى صدمة سلبية يمكن ان تطرح ما هو مقصود بالنسبة الى حزب الله وسلاح المقاومة وما اليهما من انشغالات داخلية واقليمية ودولية (...)

 وثمة كلام مختلف في مجال البحث عن حل تعقيدات الحكومة، عندما يضع البعض كلام العلامة فضل الله على المشرحة السياسية التي في جانب منها "فريق سياسي مسيحي مخالف مع حزب الله ومع المقاومة حتى العظم وغير متفاهم في الاساس والاصل والفرع مع بكركي".

 والملاحظ من جانب الفريق المشار اليه انه لم يوفر يوما بكركي من انتقاداته وتجريحاته واتهاماته "لان البطريرك صفير يأخذ بوجهة نظر خصومه"!

 كذلك، فان من قال عن بكركي اخيرا انها "تجر المسيحيين الى الهجرة من لبنان"، كان يعرف ربما ان النظرة السياسية الشيعية قد تؤيده في صراعه. مع العلم ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون لا يحتاج الى مؤازرة في تجريحه بالبطريرك صفير، كما انه لم يتوقف يوما عن اعتبار بطريرك طائفته خصما لدودا تجوز محاربته بمختلف الوسائل المتاحة طالما ان "رأي الراعي يختلف عن رأي القطيع"!

 من هنا، ثمة من يجزم بوجود رابط بين هجمة فضل الله على بكركي (...) وبين عدم استيعاب صفير مخاطر العداوة مع عون، لاسيما عندما يقول الاخير ان "لا حكومة قبل تلبية شروطه ومطالبه"!  ومن هنا، يجمع المراقبون على ان مشروع الحكومة الجديدة قد لا يبصر النور قريبا او في المستقبل المنظور، فيما يرى هؤلاء ان طرح "الديموقراطية العددية" سيؤدي تلقائيا الى غير ما هو سائد حاليا في السياسة وفي ما هو مطروح كبدائل؟!

 

لا يحق لفضل الله ما يحق لغيره

27 آب 2009 غسان سعود

يمكن للنائب سليم كرم - الماروني الزغرتاوي القول إن استمرار مواقف البطريرك الماروني نصرالله صفير على حالها سيضع حداً للوجود المسيحي في لبنان، ويمكنه أيضاً التأكيد أنه سيكون ضد البطريرك في وقوفه ضد أكبر كتلة مسيحية تطالب بحقائب سيادية وتحارب الفساد. ويمكن أيضاً للنائب في تكتل التغيير والإصلاح نبيل نقولا أن يقول إن العتب كبير على البطريرك الماروني لرؤيته الأمور بعين واحدة. ويمكن للزميل شربل خليل أن يدعو البطريرك إلى التقاعد فيرتاح ويريح. كل ذلك، مر وسيمر في المستقبل مرور الكرام.

أما أن يأتي أحدهم من طائفة غير مارونية، سواء كان سائق أجرة أو محامي أو نائب أو مسؤول حزبي أو رجل دين أو علامة، لينتقد سواء غبطة البطريرك الماروني أو كاهن رعية صغيرة في إحدى البلدات البعيدة فذلك أمر لا يمكن السكوت عنه. وبسرعة قياسية تصبح خطبة العلامة السيد محمد حسين فضل الله محل اهتمام استثنائي. تخصص لها التلفزيونات الجزء الأكبر من مقدمات نشراتها الإخبارية، يتناقلها الشباب على "يو تيوب"، يخصص لها موقع القوات اللبنانية احتفالاً كبيراً، والسياسيون المملون والساذجون الذين غابوا عن الإعلام منذ أسابيع لجهلهم بما يحصل من حولهم عادوا ليملؤوا الدنيا صراخاً: هذا مس بحرية المسيحيين، إهانة شيعيّة لمن أعطي مجد لبنان، لن نسكت ولن نستكين. وقريباً جداً، قد يبحث هؤلاء عن بعض الدراجات النارية "ليشنوا تظاهرة" احتجاجية باتجاه الضاحية على غرار "التظاهرة" التي شنها أنصار حزب الله وحركة أمل باتجاه الأشرفية حين عرضت المؤسسة اللبنانية للإرسال - المسيحية بنظر هؤلاء - برنامجاً فكاهياً قلد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله.

الأمر لا يتعلق بشخص أو حزب. فالمسؤولون في تكتل التغيير والإصلاح تهربوا من الدفاع عن السيد فضل الله أو محاولة تبرير ما قاله، وهم أحرجوا فخرجوا من السجال. وفي المقابل، لو كان المنتقد لصفير هو رجل دين سني أو درزي لكانت قامت قيامة نواب تكتل التغيير والإصلاح وبدؤوا بدورهم حملة استنكار وتوعد حتى لو سبق لهؤلاء أن قالوا بحق البطريرك سابقاً أكثر مما قاله "السني" أو "الشيعي" أو "الدرزي" بكثير.

كلام فضل الله يربك كثيرين ينشطون منذ فترة لإقناع مجتمعهم أن الوقت حان ليرتاح غبطة البطريرك، وصوت هؤلاء انخفض كثيراً في اليومين الماضيين، وبعضهم لم يعد يجرؤ على الإطلالة برأسه. لكن ربما تفيد قليلاً العودة إلى ما دفع فضل الله إلى التصعيد وقول ما قاله.

في بيانه الشهير، قبل يوم واحد من الانتخابات النيابية الأخيرة، وفي ظل تكريس غالبية رجال الدين المسيحيين في العالم لجهد كبير للدفع قدماً بحوار الحضارات، أطل البطريرك الماروني ببيانه الشهير، معلناً أن اقتراع اللبنانيين يحدد حفاظهم على هويتهم أو استبدالها بهوية أخرى. وتبنى بذلك كل حملة الأكثرية الانتخابية القائلة إن فوز حزب الله والتيار الوطني الحر يهدد "الثقافة اللبنانية". وكأن حزب الله والتيار الوطني الحر آتين من المريخ، وثقافتهم غير ثقافة اللبنانيين. ولاحقاً، قبل يوم واحد من كلام فضل الله، كان صفير يدعو إلى أن تحكم الأكثرية البلد وتبقى المعارضة خارج السلطة. ماذا يعني ذلك؟ يعني أن تحكم مكونات الأكثرية المسيحية والسنية والدرزية البلد، وتبقى الطائفة الشيعية خارج السلطة.

فضل الله وجد في كلام البطريرك سعياً مستمراً للتصادم، قرر أن لا يدير خده الأيسر بعد صفعه على خده الأيمن. معه حق أو لا؟ في النظام الطائفي اللبناني، بكل سهولة، يمكن أن تذهب خطبة مماثلة لخطبة فضل الله بالبلد إلى حرب أهلية.

 

جنجنيان لموقع "14 آذار: الحملات والهجوم على الحريري والبطريرك هدفها تأجيل ولادة الحكومة لأجل غير مسمى 

٢٧ اب ٢٠٠٩/سلمان العنداري

كشف عضو كتلة "القوات اللبنانية" وتكتل "زحلة بالقلب" النائب شانت جنجنيان في حديث خاص لموقع "14 آذار" الإلكتروني عن امكانية تشكيل حكومة دون الجنرال ميشال عون وفريقه، "في حال استمر على اصراره وشروطه التعجيزية ولم يتنازل عنها، وهي خطوة يمكن ان يتخذها الرئيس المكلّف عندما تغلق كل ابواب التفاهم مع عون، اذ ان هناك خط احمر لا يمكن تخطّيه في حال الاطالة بتشكيل الحكومة على حساب البلاد من خلال العرقلة، وخاصةً اننا نقف على ابواب استحقاقات كثيرة في الايام المقبلة، منها بدء التحضير للموسم الدراسي، والامور المعيشية والاقتصادية المستجدة، اضافةً الى المخاطر الامنية التي بدأت ملامحها، والتهديدات الاسرائيلية، وبالتالي، لا يمكن الاستمرار بالمماطلة والاستفزازات والعناد، وبهذا لن نصل الى بر الأمان، ومن هنا لا بد من تأليف حكومة بأسرع وقت ممكن".

وكشف جنجنيان عن حركية جديدة وطرح جديد تحمله الأيام المقبلة بعد اسابيع على الفراغ الحكومي، اذ قال ان "النائب سعد الحريري يحمل روحية جديدة وخطاباً هادئاً ومنفتحاً على الجميع، وهذا ما نراه ونلمسه في خطاباته ومواقفه الاخيرة، التي دعت الى تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع دون استثناء، كما ان الرئيس بري طالب في لقاء الاربعاء النيابي بضرورة تأليف هذه الحكومة والمساهمة في ولادتها".

واعتبر جنجنيان في موضوع العرقلة الحكومية، انه "لا يوجد اي شخص يحب وطنه، يقبل ان يكون اداة للعرقلة من خلال افرقاء في الخارج تسعى لتحقيق مصالحها وتأمينها، فمن غير المقبول ان تلعب جهات داخلية هذا الدور، ومن غير المعقول ان يكون اي فريق لبناني لاعب لدور سلبي يعرقل ولادة الحكومة في بلده".

وفي موضوع الحملات على الرئيس المكلّف والبطريرك صفير، قال جنجنيان ان "الهجوم السوري على الرئيس المكلّف عبر وسائل الاعلام، اضافةً الى الهجوم المركّز على البطريرك الماروني نصرالله صفير في الداخل، يساهم الى تعثر ولادة الحكومة، لأن اهداف هذه الحملات تأخير الولادة الى اجل غير مسمى".

وفضّل جنجنيان عدم الردّ على هكذا حملات لا تحترم الحد الادنى من الرقي في الخطاب السياسي، رافضاً التعليق على كلام الجنرال عون الذي وصف فيه نواب الاكثرية بأوبة الشوارع، وقال: "لا نرد على هذا الكلام، فأنا صائم عن الرد على ميشال عون".

وعن السبيل لحل العقدة العونية؟ أجاب جنجنيان: "من الواضح ان الجنرال عون يتبنى اموراً وافكاراً ومواقفاً غريبةً وتعجيزيةً، فبعد الانتخابات النيابية قدّم طرحاً لإعتماد التمثيل النسبي في الحكومة، بعدها لمّح عن نيته توزير من خسر الانتخابات، ليصرّ على توزير صهره جبران باسيل، أما اليوم فهو يريد ان يأخذ وزارات محسوبة على رئيس الجمهورية".

أضاف: "انها امور تعجيزية لا يمكن قبولها بأي شكل من الاشكال، ولكن لا اعرف اذا كانت هذه المطالب تحمل على محمل الجد، على الرغم كونها معرقلة، لكن اعتقد انه عندما نصل الى مرحلة "تجاوز الخط الاحمر" سيطفح الكيل وسيعرف من هو المعرقل الحقيقي، وستقال الامور بصراحة تامة، على امل ان يعي الجنرال كما كل القوى السياسية مدى خطورة الامور ودقتها، لأن السفينة التي تحملنا على سطحها ستغرق اذا ما استمرت المراوحة على هذا الشكل".

وتمنى جنجنيان ان تمارس الناس الضغط على السياسيين للتسريع في تأليف الحكومة وتشكيلها، ودستورياً اذا كان كل استحقاق سيتأخر أشهر واسابيع كرئاسة الجمهورية وتأليف الحكومة، فهذه امور خطرة جداً لا يمكن ان نقبل بها بأي شكل من الاشكال".

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

التجريح ببكركي ذات أبعاد انقسامية لفصل التوأم اللبناني" فريد حبيب: مواقف عون سمحت للآخرين بالتطاول على المقامات المسيحية

المركزية 27/08/09- أسف عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب لوصول الإنحدار في التعاطي السياسي من قبل بعض المرجعيات الدينية التي تعتبر نفسها معتدلة في أوساط حزب الله، الى حدّ إدراج شخص البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير على لائحة إنتقاداتهم وإنتهاكاتهم، معتبرا ان الفتنة الطائفية والمذهبية لا تأتي من العدم بل من حرص البعض على صناعتها وصياغتها بشكل إحترافي كما هو معتمد اليوم عن سابق تصور وتصميم. وأكد في تصريح صحافي ان سهام النيات المبيتة لن تستطيع النيل لا من بكركي ولا من الكنيسة الأورثوذكسية التي باتت اخيرا عرضة للإنتقادات والتهجمات.

وذكّر بأن مقام بكركي الوطني ليس بحاجة لأحد للدفاع عنه وعن مجد لبنان المعطى له، من أي قوى سياسية مارونية كانت أم غير مارونية، مشيرا الى أن دور بكركي كان وما زال طليعيا في صناعة الاستقلال اللبناني وفي مساهمته في الدفاع عن أسس وقواعد العيش المشترك، مشيرا الى أن بكركي التي يحاول البعض تجريحها اليوم لأهداف غير خافية على أحد وذات أبعاد انقسامية لفصل التوأم اللبناني عن بعضه البعض، ستبقى جبلا شامخا في وجه الرياح التي لا بدّ من زوالها مع زوال الانحرافات السياسية في لبنان والمنطقة.

ولفت حبيب الى أن مجد لبنان ليس وساما وضعه أحدهم على صدر البطريرك صفير، أنما إستحقته بكركي بشخص البطاركة المتعاقبين عليها، وذلك دون منّة من أحد نتيجة مسار طويل من العمل الوطني والإستقلالي، معتبرا أن من يوجّه اليوم الانتقادات لبكركي ولشخص البطريرك صفير، يسعى الى كسر الثنائية اللبنانية المسلمة - المسيحية وإعادة شبح الحرب الأهلية الى نفوس الضعفاء ممن يهابون شموخ الآخرين، معربا عن أسفه لكون العماد ميشال عون والبعض من فريقه السياسي من مدعي الحرص على المجتمع المسيحي قد ارتضوا من خلال مواقفهم ومن خلال تهجمهم على رأس الكنيستين المارونية والاورثوذكسية، السماح للباقين التطاول على المقامات المسيحية الروحية.

الجمعة 28 آب 2009-08

 

"حزب الله" علق على الحملة ضد العلامة السيد فصل الله : الدخول في نقاش وحوار مع مقام ديني أمر طبيعي لكن الاساءة مرفوضة

والمطلوب اعادة تنقية الساحة السياسية والإعلامية من كل خطاب غير لائق

وطنية - صدر عن العلاقات الاعلامية في "حزب الله" بيان علق فيه على "الحملة التي طاولت العلامة السيد محمد حسين فضل الله" وجاء فيه: "في منطق الحرية يحق لأي كان أن يناقش المواقف التي أطلقها سماحة آية الله السيد محمد حسين فضل الله، إن لجهة مجد لبنان ولمن أعطي، أو لجهة المشاركة والأكثرية والديموقراطية العددية. ولهذا المعلق أن يقبل أو لا يقبل. إلا أننا وللأسف الشديد، شهدنا خلال اليومين الماضيين تعليقات وردودا تجاوزت حدود الأدب واللياقة واستخدمت تعبيرات قاسية وعمدت إلى الإساءة الشخصية متجاهلة موقع ومقام ورمزية سماحة السيد على المستوى الوطني والإسلامي العام. إننا في حزب الله نستهجن ونستنكر هذه الحملة الإعلامية المنظمة التي استهدفت سماحته والتي تعبر في الحقيقة عن مستوى الإنحطاط الذي بلغه الخطاب السياسي بل الحياة السياسية في لبنان عندما لا تبقى ضوابط ولا قيم ولا مقامات. نحن في حزب الله نرى أن الدخول في نقاش وحوار مع أي مقام ديني أو مرجعية دينية هو أمر طبيعي، وأن تقبل أو ترفض آراء ومواقف هذا المقام الديني هو أمر طبيعي أيضا، ولكن أن يسيء البعض أيا كان لمقامات الآخرين فهذا ما نرفضه حتما. ومن هنا تأتي مناقشة وقبول أو رد المواقف السياسية لسيد بكركي دون أن يعني ذلك أية إساءة لهذا المقام. إننا ندعو إلى إعادة تنقية الساحة السياسية والإعلامية من كل خطاب غير لائق وإلى حفظ المقامات الدينية لجميع الطوائف وأتباع الديانات مع الإحتفاظ بحق النقاش والحوار والقبول والرد، وهذا هو لبنان الذي ندعي جميعا أننا حريصون عليه".

 

السيد فضل الله: كل من يعمل لأجل لبنان يلحقه المجد الذي لا يمكن حصره بفئة معينة

المصدر : موقع لبنان الآن/ ٢٨ اب ٢٠٠٩

يرفض العلامة السيد محمد حسين فضل الله التعليق على ردود الفعل التي واجهت كلامه الاخير، هو قال رأيه وللآخرين أن يفسروه كيفما شاؤوا. ليس العلامة السيد محمد حسين فضل الله "في وارد الدخول في سجال مع احد وما قاله انما جاء من باب تصويب مسار معين، طرح البطريرك صفير طرحا معينا دعا من خلاله الاكثرية لان تحكم فاراد ان يقول له السيد فضل الله ان مثل هذا الطرح ممكن ان يقابله اخرون بطرح اخر من دون ان تكون النية لا في تغيير المعطيات ولا في تعديل الطائف".

وينقل مقربون من السيد فضل الله أسفه "لمحاولة التهويل على اللبنانيين من خلال ما قاله وتصويره على انه يريد ان يضرب اسس الكيان اللبناني في حين ان الذي يضرب هذا الكيان هو من لا يريد اشراك كل الطوائف، والسيد فضل الله طالما كان يدعو الى حكومة وحدة وطنية، ويؤكد أن الشيعة هم اول من اعترف بالكيانية اللبنانية لان ليس لديهم مكان اخر غير لبنان وهو اول من قال لا نريد ان تحكمنا ايران او سوريا او اي كان من الدول".

يعتبر المقربون ان السيد فضل الله "لطالما عرف عنه ممارسته لعملية النقد حين يرى داعيا لها وعلى الساحة اللبنانية او الاسلامية او الشيعية وما وضع كلامه في السياق الطائفي الا من باب الهروب من الاشارات التي اطلقها وهذه اساءة للبنانيين عموما لان السيد ليس في وارد ان يدخل في سجال مع احد وانما كان يصوب مسارًا معينًا... أما حين تحدث عن مجد لبنان الذي يقولون انه أعطي للطائفة المارونية وبطريركيتها باعتبار المعاناة التي واجهتها، فهناك طائفة اخرى تحكي عن معاناتها، والآن في ذكرى الامام المغيب السيد موسى الصدر لماذا لا يُعطى مجد لبنان له، أليس لبنانيًا؟، فالسيد فضل الله يرى أن كل من يعمل من اجل لبنان واستقلاله يلحقه المجد الذي لا يمكن أن يكون محصورا بفئة معينة دون سواها".

هذا ويؤكد المقربون من السيد فضل الله أنه "لا يمكن المزايدة على سماحته في الوحدة والحوار الاسلامي المسيحي وهو اول من الف كتابا عن الحوار الاسلامي المسيحي وصفته شخصيات مسيحية على انه اهم من مقدمة ابن خلدون، وهو اول من وضع اسسا للحوار الاسلامي المسيحي واول من نادى بهذا الحوار ليس من اجل السياسة وانما لان الدين الاسلامي هو الذي يفرض علينا ذلك، والسيد ايضا اول من قال ان لبنان لا يمكنه ان يكون جمهورية اسلامية وعلى هذا الاساس رفض ان يكون للشيعة كيانية واول من دعا الى دولة الانسان وكان ضد النظام الطائفي. وكان الاجدى لمن هاجم كلمة السيد أن يلاحظ حركته ويقرأ نصه وعنوان كلمته الذي كان عن القداسة والتعصب لمن يعتبرهم الناس مقدسين وهو اراد ان يقول ان لا احد مقدسًا، كما نفى عن نفسه صفة القدسية". ويذكر المقربون بأنّ السيد فضل الله "كان دعا الى انتخاب رئيس الجمهورية الماروني من الشعب وهو الذي يعتبر ان التغيير في لبنان لا يمكن الا من خلال قانون الانتخاب وذهنية اللبناني، وفي مسألة الحوار فلا يزايد أحد على دعوته للحوار وهو الذي شكل جسر حوار بين السنة والشيعة ليس في لبنان وحسب وانما في العالم اجمع، وكل الاطراف المسيحية على تواصل معه وزيارات مبعوثي قداسة البابا شاهدة حيث التقيا على مواجهة الكفر والظلم في العالم".

ويختم المقربون من السيد فضل الله بالتشديد على أنّ "طريقة التعاطي مع حديث السيّد كانت انفعالية تخلو من اي نقاش عقلي، ففيما عبّر البعض عن رأيه باحترام، ذهب البعض إلى حد اعتبار أن البطريرك لا يُنتقد في حين ان كل القيادات الدينية ومن بينها الاسلامية، من السيد حسن نصر الله الى البطريرك صفير والى السيد فضل الله هي محل مساءلة ومن يفتح صدره للنقد يكون اكثر تواضعا".

 

جعجع: ندعم جهود سليمان والحريري ومجد لبنان اعطي للبطريرك ولا نريد مجداً من أحد

٢٨ اب 09  وكالات

رداً على المتطاولين على البطريرك صفير أكد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات ان "مجد لبنان اعطي له نحن لا نريد مجدا من احد، ولم نطلب يوما مجدا من احد". وتابع "ليس من يعطي ويأخذ في هذا العالم الا الواحد الاحد. وعندما يعطي الواحد الاحد، لا يحاولن احد التلاعب بامره. لذلك اقول بلى مجد لبنان اعطي له. وبكافة الاحوال، واستطرادا كليا، لو لم يعط مجد لبنان، لكان لبنان اليوم مقاطعة صغيرة مهملة في دولة اخرى بلا مجد ولا حرية ولا دولة ولا شعب ولا مقاومة ولا من يحزنون. وختم جعجع "احقاقا للحق امام الله والناس والتاريخ، علينا ان نعترف ان مجد لبنان حقا اعطي له".

 

رحم الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين

28/08/2009/بيار عطالله

ما قاله العلامة السيد محمد حسين فضل الله عن الاكثرية العددية والاكثرية الشعبية هو بيت القصيد في كل كلامه وليس التطاول على البطريرك صفير ورمزية البطريركية المارونية الانطاكية وما تمثله بالنسبة الى مسيحيي الشرق.  اهمية كلام فضل الله انه يتحدث صراحة ومن موقع العالم والمفكر عن الرغبة في تغيير وجه لبنان والامساك به مرة واحدة ونهائية وتغيير تاريخه وحاضره ومستقبله.  رحم الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين الذي ادرك سر كينونة لبنان ورسالته وقيمة التنوع والتعددية فاوصى بالتمسك بالديموقراطية التوافقية نهجاً في اجتماع اللبنانيين.

  

 "مجد لبنان أعطي له".

 الهام ناصر/الشرق

28/08/2009/

لا يختلف اثنان على تاريخ لبنان الحديث، وان أصل لبنان هو جبل لبنان قبل أن تُضم إليه الأقضية الأربعة. ومن أبسط الأمور المعروفة والتي تدرس في المدارس أن لبنان كان عبارة عن نظام المتصرفية بالعهد العثماني، وعند تكوين لبنان الجديد بعد الانتداب الفرنسي تمّ على صورته الحالية بناء على رغبة البطريركيّة وبعد استمزاج رأيها بحدودهِ الحالية التي وافقت عليه، ولهذا كانت مقولة "مجد لبنان أعطي له"، أي للبطريرك آنذاك. إن كنا نملك الحس الكامل بالانتماء للبنان الوطن بحدودهِ الحالية، يجب أن لا نتنكّر لفضل بكركي كونها هي من صمّمت على أن يكون لبنان بهذه الحدود وهذه المساحة إلا إن كنا نريد لبنان آخر وبحدود أخرى تمتد إلى الصين ربما! فهذا شأن آخر. قد يختلف احدنا مع بكركي أو غيرها بالآراء السياسية والتوجهات ولكن هذا لا يستوجب أن ننكرها حقها بأنها هي من كانت الدافع الأساسي بان يكون لبناننا هذا الذي ننتمي إليه ونفتخر فيه.  مررنا بمراحل كثيرة وهناك فئات كثيرة ممن فضّلوا الانتماء القومي على الانتماء الوطني ولكن أغلب هؤلاء عاد إلى وطنيته ليكون شعاره لبنان أولا، وحين يكون توجهنا " لبنان أولا " يجب أن نقر بفضل من ناضل ليكون لبنان على هذه الصورة  ولهذا تستحق هذه الجهة أن يُقال فيها : مجد لبنان أعطي له

 

دفاع نواب عون عن فضل الله أبواق تُطلقها صفارة لمعلم واحد

فادي عيد/الديار/28/08/2009/

يبدو أن «كبسة الزر» التي كانت تعـمل سابـقاً قد انتـقلت الـى الضاحـية الجنوبيـة وان النواب الموارنـة الذين يفتـرض أن يكونوا سداً منيعاً للدفاع عن الحـق وعن بكركـي قد تحـولوا الى مجموعة أبواق تطلقها صفارة واحدة لمـعلم واحد.

مرجع نيابي في 14 آذار سأل النواب الذين يهاجمون البطريرك الماروني، وعلى رأسهم النائب «العبقري» كما وصفه المرجع، الذي يطيع مرتكزات الدولة الدينية ويطالب ويكرس الصراع بين السلطة الكنسية والسلطة المدنية، في هجوم معيب على البطريرك صفير، وفي دفاع غير مباشر عن كلام العلامة السيد محمد حسين فضل الله.

فهذا النائب وأمثاله، تابع المرجع نفسه، لا ينفكون يمارسون دوراً كان ليكون الاخطر لو غفل عن الرأي العام المسيحي خاصة واللبناني عامة. فلو كان نبيل نقولا يعلم ان تاريخ لبنان يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ البطاركة والبطريركية لما كان تجرأ وقال هذا الكلام. ولو كان نبيل نقولا يعلم ان النزاع ليس قائماً بين السلطة الكنسـية والسلطـة المدنية في لبنان الا على خلفية ان بعض من نعموا جـدلاً بالنـيابة لتـمثيل المـوارنة ولبناـن يـظنون انفسـهم سلطـة في وجه الكنيسة، وان اصراره على فصل كلام البطريرك عن الكنيسة هو اصرار على الاهانة من شخص ليس في حجم بكركي، واذا كان ما قيل عن صهر رئىسه لم يكفه وسواه من نوابه، فليكتف بما قاله هو مناقضاً بذلك تعاليم الكنيسة التي يفترض أن يكون منتمياً اليها فهو أن البطريرك الذي يبشر دائماً بالمحبة ويرأس كنيسة المحبة،  لا يمكن ان يكون عنده «عدم محبة» لـ«التيار الوطني الحر»، واذا جاء الكلام التأديبي البطريركي لسياسة التيار ومجموعة المطبلين فيه فهو تأكيد على المحـبة اذ «لا ـيؤدبك الا من يـحبك».

واردف المرجع سائلاً التيار الوطني الحر ونوابه، ما هذا التفاهم الذي وقعتموه مع «حزب الله» وادعيتم انه مناعة للمسيحيين، وانه على بعض نقاط لأن هناك نقاط أخرى خلافية؟ والحال ان هذا التفاهم قد تحول الى ذوبان في قرارات  الحزب وخطه السياسي لدرجة جعلتكم تفقدون حتى المناعة المارونية التي على اساسها انتخبتم والدليل القاطع كان التراجع المريب الذي كان ينادي به النائب حكمت ديب حين طالب بموقف من «تمدد الضاحية الجنوبية باـتجاه منطقـة الحدث ـ بعبدا»، لكنه عاد فأهمل الموضوع ولم يعد ليهتم به.

اذا كان بهذا الاسلوب تدافعون عن المسيحيين وتدفعون الاخطار عن لبنان، فيا حبّذا لو يحكم السوريون لكانوا افضل من سيادتكم واسيادكم.

وختم المرجع النيابي في 14 آذار قائلا لن نأسف على ما انجزناه، ولو اسفنا على تغلغل المال والرشوة السياسية في ضعفاء النفوس الذين لا ينفكون يحاضرون عن العفة.

 

الاحرار: استهداف البطريرك صفير بما ومن يمثل حلقة من مسلسل

وطنية 28/08/2009/- عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء، بعد الاجتماع صدر بيان، رأى "ان الدور الذي تؤديه الصحافة السورية، الناطقة بإسم الحزب الحاكم والمدافعة عن مواقف النظام وسياسته، برهان على استمرار تدخل دمشق السافر في الشؤون اللبنانية، وعلى عرقلة عمل المؤسسات ومنها الحكومة العتيدة، في شكل يفضح الدور السوري ويخالف التوقعات المبنية على وعود قطعها المسؤولون السوريون، وفي مقدمهم الرئيس بشار الأسد، إلى أكثر من جهة إقليمية ودولية مهتمة بمساعدة لبنان للخروج من أزماته". مشيرا الى ان "المشهد يكتمل وتزداد صورة العرقلة وضوحا مع توزيع الأدوار في صفوف حلفاء المحور السوري ـ الإيراني، الذين يتقاسمون المهام في ما بينهم، من ادعاء السعي إلى تسهيل مهمة الرئيس المكلف، إلى التصعيد ورفع سقوف المطالب أو ملاقاة الحملات التي تستهدفه وحتى المزايدة عليها".

أضاف البيان: ويبقى السؤال في ظل هذا الواقع: ماذا ينتظر من حكومة على أساس التشكيلة المعروفة والمتداولة، ما دام هدف المعارضين يتعدى منطق الشراكة المزعومة إلى إكراه الأكثرية على المشاركة، بالضغط والتهديد والتهويل، في تكريس موازين القوى بما يوازي التنكر للصيغة اللبنانية، وتعديل هجين للنظام والإنحياز إلى المحور الإقليمي؟.

واستغرب البيان "التعرض للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير والذي يشكل حلقة من مسلسل استهدافه بما ومن يمثل، وقد بدأ مع محاولات النيل من مرتكزات الوطن وثوابته، وبلغ ذروته في ظل الهيمنة السورية العسكرية ـ المخابراتية على لبنان، واستمر بعد خروج الجيش السوري متكئا على الطامحين من اللبنانيين بالحلول مكانه ولعب دوره. ولم نتفاجأ كذلك باستعادة أدبيات طواها اتفاق الطائف، كالتهديد بالديموقراطية العددية، لعلمنا أنه يقع أيضا في دائرة الاستهداف. أما استذكار شعار يعضده التاريخ وتشهد له الأحداث، في هذه اللحظة بالذات ومن دون أي مبرر، فهو رغبة في الاستفزاز وإثارة العصبيات والحساسيات ومحاولة بائدة لتزوير التاريخ، وفي الحالتين مآله الفشل والهوان"، مؤكدا للقاصي والداني، باسم كل اللبنانيين الشرفاء،"اننا نربأ بصاحب القول وهو من المقامات الدينية الانحدار إلى هذا الدرك، ونعاهد الجميع عدم الانجرار إلى ردود فعل انفعالية بل البقاء على ثوابتنا ملتفين حول الصرح البطريركي وسيده وهو المشهود له بالدفاع عن لبنان، سيادة واستقلالا ونظاما وعيشا مشتركا حرا ودورا ورسالة، وان أبواب الجحيم لن تقوى عليهما".

3 - وحيا الحزب "المواقف العقلانية والمعتدلة والهادئة للرئيس المكلف، وخصوصا ما جاء على لسانه في مأدبة الإفطار على شرف الهيئات الدينية والروحية الإسلامية والمسيحية"، لافتا "تحديدا إلى تشديده على الوحدة الوطنية والعيش المشترك والحوار والمناصفة بين المسيحيين والمسلمين والحرية والديمقراطية، وهو الذي توافق مع أعضاء التكتل النيابي الذي يرأسه لتسمية "تكتل لبنان أولا".

وأكد الحزب جزمه، "رغم الكلام المعسول والشعارات المخادعة، ان هذه الثوابت في خطر وانها في صلب الحركة الانقلابية التي بدأت منذ أكثر من ثلاث سنوات استعملت خلالها كل الوسائل السلبية بما فيها استعمال السلاح. وهذه الحركة مستمرة في أشكال متعددة نشهد فصلا من فصولها بضرب نتائج الانتخابات، والسعي إلى تثبت منطق السلاح والقوة في مواجهة منطق القانون والمؤسسات والمسلمات التي بني عليها الكيان".

وجدد تحذيره من "مغبة تعطيل قيام الحكومة وتعلقنا بالدستور وبروحية اتفاق الطائف وبمرتكزات النظام الديمقراطي البرلماني".

 

البطريرك صفير عرض مع زواره في الديمان شؤونا عامة ودينية

البون: يقلقنا ان تسمح قوى سياسية لنفسها بالتطاول على مرجعياتنا

فريد الخازن: الواقع السياسي يفرض ان تكون هناك حكومة وحدة وطنية

وطنية 28/08/2009/- رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير "ان الأيام التي يعيشها اللبنانيون صعبة جدا، ويجب الإتكال على الله الذي يولينا القدرة والقوة على تذليل كل الصعوبات التي نلقاها". كلام البطريرك صفير جاء خلال استقباله وفد عائلة اصدقاء القربان برئاسة منى نعمة التي ألقت كلمة طلبت فيها بركته للبدء بالعمل مع المطارنة لتكريم الكهنة واهل الكهنة في لبنان، لا سيما وان البابا بنديكتوس السادس عشر قد خصص السنة المقبلة، سنة الكاهن.

ورد البطريرك صفير بكلمة قال فيها: "اننا نشكر زيارتكن ونرحب بكن، وان اهل الكهنة جديرون بالتكريم لأنهم كرسوا احد أبنائهم لخدمة الله، وان ما تقمن به عمل خير وكنسي، وإنكن تشهدن لأن تكون كل واحد منكن مثالا طيبا، وهذا ما يحتاج اليه الشعب المسيحي ان يكون أمامه أمثلة يقتدي بها في عمل الخير والتضحيات المطلوبة من كل إنسان".

أضاف: "أيامنا صعبة جدا ولكنها تهون مع الله تعالى الذي يولينا القدرة والقوة لتذليل هذه الصعوبات التي نلقاها، ونسأل الله ان يكون معكن والقربان معكن وان يحفظكن أنتن وعائلاتكن بالخير والسلام".

"التجمع التنموي"

ثم استقبل البطريرك صفير رئيس التجمع التنموي اللبناني الدكتور خالد الخير الذي قال بعد اللقاء: "لقد تداولنا في مجمل التطورات على الساحة المحلية لا سيما المتعلقة بتشكيل الحكومة، وكان الرأي متفقا على ضرورة تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن من أجل سير المؤسسات بشكل طبيعي خدمة للشعب اللبناني في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها. وقد لمسنا من غبطته بعض الخوف على الوضع اللبناني لا سيما في ظل التدخلات الخارجية والإقليمية وبعض التنافر والخصومات اللبنانية ما يؤثر سلبا على الوضع الإقتصادي".

البون

واستقبل ايضا، النائب السابق منصور غانم البون الذي قال على الاثر: "الزيارة لأخذ البركة، وقد عرضنا مع البطريرك صفير لمجمل التطورات على الساحة المحلية. وتطالعنا بين فترة وأخرى تصريحات تطال اعلى مرجعياتنا الدينية وتتحامل عليه، وقد سمعنا بالأمس كلاما ينزع عن البطريركية المارونية لقبا أجمعت عليه طوائف لبنان في زمن التأسيس. ان من أعطي مجد لبنان لا منة ولا هبة من أحد بل بعد تضحيات كبيرة لقيام لبنان الدولة والكيان".

أضاف: "اما الكلام الذي قيل عن الديموقراطية العددية فإننا نفهم منطلقه ومصدره، وان المسيحيين الذين ارتضوا الشراكة الوطنية لا يخيفهم مثل هذا الكلام، فالشراكة ليست عددية، هم متمسكون بشراكتهم الكاملة مهما تناقص عددهم، فلا تخيفوا المسيحيين بمبدأ العددية صباح كل يوم. ونقول لمستخدمي هذا الكلام انكم قادرون فقط بأعدادكم تغليب فريق مسيحي على آخر، ولكن ليس أبعد من ذلك، ويقلقنا ان تسمح قوى سياسية لنفسها بالتطاول على مرجعياتنا. فمرة على البطريرك وآخر يصف رئيس الجمهورية برئيس البروتوكول".

وختم: "ان من خلال بعضهم وعبرهم يتم التهجم على رموزنا الوطنية، فلولا تمكنهم من البعض واحتسابهم في خانة الحليف لما تجرأ احد على التطاول علينا".

وفد رعية القليعة

ثم استقبل البطريرك صفير وفدا من رعية القليعة - مرجعيون برئاسة الخوري فادي سلامة الذي اطلعه على نشاط الشبيبة الرعوي، طالبا "الدعم المعنوي لتثبيت الشباب المسيحي في أرضهم". وقد أثنى البطريرك صفير على نشاطات الشبيبة، مؤكدا "ضرورة تمسك اللبنانيين بأرضهم والحفاظ عليها"، متمنيا للوفد "زيارة حج موفقة الى الأماكن التي عاش فيها الآباء والاجداد وبطاركة الكنيسة القديسون".

العويط

بعد ذلك، استقبل رئيس اتحاد بلديات الكورة قبلان العويط الذي قال بعد اللقاء: "ليس غريبا ان نزور صاحب الغبطة وأن نلجأ الى كبير الخبراء في الحكمة الروحية لنعرف كيف نعيش حكمة الحياة في هذه اللحظة التاريخية الحرجة التي يعيشها لبنان".

كاريتاس الشرق الاوسط

ثم استقبل البطريرك صفير رئيس كاريتاس الشرق الأوسط وشمال افريقيا المحامي جوزف فرح مع حشد من القضاة والمحامين يتقدمهم نائب رئيس المحكمة الدوليةالقاضي رالف رياشي.

الخازن

ثم استقبل النائب السابق فريد هيكل الخازن الذي قال بعد اللقاء: "جئنا لأخذ بركة صاحب الغبطة وقد تداولنا في الشؤون الراهنة لا سيما تأخير تشكيل الحكومة والتعثر الذي تمر به عملية التأليف. والواقع السياسي في لبنان لا يسمح بتأليف حكومة من الأكثرية دون الأقلية، وان تبقى المعارضة خارج الحكومة، بل يفرض هذا الواقع ان تكون هناك حكومة وحدة وطنية، وهذا ما أكده رئيس الجمهورية في موقف رسمي صادر عن القصر الجمهوري بأنه لن يوقع أي مرسوم لتشكيل حكومة غير ميثاقية".

أضاف: "نحن نرفض الكلام الذي طال البطريرك صفير ومقام البطريركية المارونية، وعبارة "مجد لبنان أعطي له" هو رمز البطريركية المارونية قبل القرن الثامن عشر، فهو كلام مقدس اعتمدته البطريركية المارونية منذ مئات السنين شعارا له، فلذلك فإن تداول هذا الموضوع بهذا الشكل لا يطال الموقف السياسي للبطريركية المارونية بل تاريخ وأصول وجذور الطائفة المارونية برمتها".

 

الوزير كرم دعا الى إحترام المقامات والتزام حدود اللياقات: زيارة البطريرك للشوف كانت شرارة الحرية واشعلت ثورة الارز فقام لبنان

وطنية/28/08/09

دعا وزير البيئة طوني كرم، في احتفال أقيم في بلدة كفرحيم دعت اليه مؤسسة البيت اللبناني للبيئة الى إحترام المقامات والتزام حدود القيم واللياقات.

وقال الوزير كرم "انه لمن دواعي السرور والاعتزاز ان نلتقي اليوم في الشوف العزيز، وفي كفرحيم بالذات حول عنوان "البيئة تجمع"، هذا العنوان الذي يحمل في طياته معان سامية ونبيلة كيفما قراناه. فالبيئة تجمعنا فيها فنحيا معا، ومعها من جيل الى جيل. والبيئة تجمع لاجلها، للحفاظ عليها، لحمايتها، كي تحمينا، والبيئة الشوفية على وجه التحديد نعمة من الله بجمالها وهدوئها وتنوعها وكرمها، انتجت مجتمعا على صورتها ليصبحا معا ركيزة بأساس هذا الوطن وقلبه النابض".

وأضاف: "اهل الشوف اهل الكرامة والمعروف، اخوة في السراء والضراء، والشذوذ عن هذه القاعدة تسبب للجميع بالمآسي والاحزان وكاد يودي بالوطن برمته، لكن الوعي الشعبي وحكمة العقلاء وتبصر المسؤولين والتاريخ المشترك والمصير الواحد وروح التآخي والتضامن، كانوا اقوى من المحنة واوصلوا الى المصالحة التاريخية التي توجتها زيارة غبطة البطريرك صفير فكرست نقطة تحول لكل الوطن وشرارة الحرية التي اشعلت ثورة الارز فقام لبنان".

وتابع: "إن كان من المستهجن فليس من المستغرب ان يتعرض غبطة البطريرك للحملات التي نشهدها عند المفاصل المهمة في محاولات غير مجدية لارجاع عقارب الزمن الى الوراء، لهؤلاء المتعاملين نقول: احترموا المقامات، والتزموا حدود القيم واللياقات، ومجد لبنان ان اعطي للبطريرك فلانه مؤتمن امين على صون هذا المجد لكل اللبنانيين، وما نطق يوما الا بالحق، وما تحرك الا للدفاع عن حرية الوطن وصون العيش المشترك وما طالب الا بالعدالة وحق المواطن بالعيش الكريم، وهكذا كل القيادات الروحية اللبنانية الصادقة التي تشكل صمام الامان لوطن صغير في مهب رياح التطرف وتضارب المصالح والاطماع الاقليمية والدولية".

وتناول الوزير كرم موضوع البيئة فقال: "ان البيئة تجمع، تجمعنا اليوم لنتنبه انه رغم كل الاوضاع السياسية والازمات الظرفية تبقى الاولوية للحياة، والحياة غير ممكنة في بيئة ميتة. ان الاخطار على البيئة في كل انحاء العالم تتفاقم بوتيرة مقلقة، والجهل والجشع واللا مبالاة مسببات للتدهور البيئي الخطير الذي نشهده اليوم، وقد بدأت النتائج تطل من خلال ظاهرة التوزير المناخي وما يرافقها من تصحر واعاصير، وذوبان جليد القطبين، وحرائق الغابات، وانقراض بعض فصائل النبات والحيوان، وماذا عن الانسان وهو المسؤول عن ما آلت اليه الامور".

واضاف: "كلنا مسؤول، وعلينا جميعا ان نبادر فورا، كل في محيطه وبأقصى امكاناته لحماية الاحراج من القطع والحرائق والتعديات، ولتوسيع الرقعة الخضراء التي تحافظ على التربة والمياه وتنقي الهواء وتعيد التوازنات الطبيعية، علينا المحافظة على مصادر المياه وحمايتها من التلوث الكيميائي الناتج عن الافراط في استعمال الاسمدة والمبيدات ومن التلوث البيولوجي الناتج عن عشوائية الصرف الصحي ورمي النفايات. يجب ان نتنبه الى ضرورة الاقتصاد في الطاقة من محروقات وكهرباء، وتشجيع استعمال الوسائل المناسبة كالطاقة الشمسية ولمبات توفير الطاقة وغيرها، علينا ان نتبع طرقا حديثة علمية للزراعة تعتمد على الاقتصاد بالري وترشيد استعمال الاسمدة والمبيدات الزراعية، وعلينا تعميم الوعي البيئي وتثقيف مجتمعنا واجيالنا الصاعدة بتشجيع الجمعيات المدنية المهتمة بالبيئة كجمعية البيت اللبناني للبيئة التي تشكل مع مجموعة من مثيلاتها المؤتمر الوطني الدائم للبيئة الذي بالتكامل مع وزارة البيئة سيشكل نواة التعاون بين الدولة والمجتمع المدني للنهوض بكافة الطاقات الوطنية الى مستوى التحدي الكبير الذي يواجهنا".

 

هكذا قرر فضل الله أن "يبق البحصة"

ماذا بين سطور "رسالة الإفطار" إلى صفير؟

عماد مرمل (السفير) ، الجمعة 28 آب 2009

شكل الموقف الاخير للمرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله حيال بعض طروحات البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير مفاجأة للكثيرين، ممن يعتبرون ان فضل الله صنع لنفسه خلال السنوات الماضية خصوصية في الموقع والخطاب، نأت به الى حد كبير عن الانزلاق الى الاصطفافات الحادة واللغة الصدامية، لصالح دور أكثر شمولية وسعة، يتناسب مع ما يمثله فضل الله من مرجعية فقهية وسياسية على المستويين الشيعي واللبناني.

من هنا، جاء النقد الصريح والقاسي الذي وجهه فضل الله الى صفير خلال حفل إفطار جمعية التعليم الديني الاسلامي، «خارج سياق ما هو معتاد في سلوك فضل الله وأدبياته»، كما يقول الرافضون لكلامه. وبطبيعة الحال، لم تتأخر «الهزات الارتدادية» لكلام «المرجع الشيعي»، فوضعته الامانة العامة لـ 14 آذار في إطار حملة مبرمجة تستهدف صفير «الذي يمثل بمواقفه حماية للبنان السيد الحر والمستقل»، معتبرة ان انخراط بعض المرجعيات في هذه الحملة «هو فصل من فصول التعرض للأسس التي قام عليها الكيان اللبناني»، فيما فضل الرئيس المكلف سعد الحريري «الرد المموّه» من خلال تأكيده «ان لبنان يبقى مكانا للقاء والحوار، عنوانه المناصفة الدائمة والثابتة بين المسيحيين والمسلمين مهما كانت الاعداد والديموغرافيا»، في تعليق غير مباشر على تلويح فضل الله بالديموقراطية العددية.

وكان فضل الله قد قال ان مجد لبنان لم يُعط إلا لشعب لبنان المجاهد والمقاوم، ورد على مقولة صفير بوجوب ان تحكم الاكثرية وتعارض الاقلية كما يجري في كل النظم الديموقراطية، متسائلا: إذا كانت المسألة هي مسألة الاكثرية، فلماذا تحصرونها بالاكثرية النيابية. نحن ندعو الى الاكثرية الشعبية والى الاستفتاء الشعبي والديموقراطية العددية، فعندها يعطي الشعب كلمته. لكن، ماذا عن القصة الحقيقية للخطاب، وما هي أبعاده الحقيقية؟

بداية، لا بد من لحظ ان المسار البياني للعلاقة بين البطريرك صفير ومرجعيات الطائفة الشيعية قد اتخذ مؤخرا منحى انحداريا، مع تراكم المآخذ المتبادلة وانسداد أقنية الحوار، وهذا ما تجلى في غياب كل أشكال التواصل المباشر وتحول الاثير حصرا الى «ساعي بريد» ينقل المواقف المتشنجة في الاتجاهين.

وليس خافيا ان الجانب الشيعي ممتعض كثيرا من الانتقادات التي وجهها البطريرك في محطات عدة الى خيارات المعارضة و«حزب الله»، سواء قبل الانتخابات او بعدها. وقد عكس السيد نصر الله علنا هذا الامتعاض الشديد في أحد خطاباته حين سأل كيف يفهم البطريرك فوز المعارضة تهديدا للكيان، وهل ما فعلته اسرائيل ولا تزال، لا يستدعي منه ان يتحدث عن تهديد الكيان. كما ان نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان اعترض على مواقف صفير في اكثر من مناسبة، بينما ثمة من يرى ان الرئيس نبيه بري يحبس في صدره ملاحظات كبيرة على سلوك بكركي ومواقفها.

وفي المقابل، يشعر صفير بقلق من سلاح المقاومة وبقائه خارج الدولة، ومن التحالف مع سوريا وإيران، الذي يهدد برأيه المصلحة الوطنية وهوية لبنان. وما زاد قلقه ان العماد ميشال عون أصبح، من وجهة نظر سيد بكركي، يشكل امتدادا لكل هذه التركيبة ومخاطرها داخل المناطق المسيحية.

وسط هذا المناخ، اعتلى فضل الله منبر حفل الافطار قبل ايام، وألقى كلمة مكتوبة كانت خالية من أي إشارة سياسية الى البطريرك، وقد عمد مكتبه الاعلامي الى توزيع نص هذه الكلمة على وسائل الاعلام قبل إلقائها، من باب تسهيل التغطية الاعلامية.

لكن فضل الله ارتأى خلال الكلام ان يخرج عن النص ويرتجل «إضافة» من وحي النقاش الحاصل في البلد حول كيفية تشكيل الحكومة، وهل تكون أداة لقياس الديموقراطية التوافقية ام مبدأ الاكثرية والاقلية، ولا سيما ان كلام صفير بهذا الصدد كان يستحق التعليق، علما بأنها ليست المرة الاولى التي ينتقد فيها فضل الله البطريرك الماروني، إذ سبق له ان اعتبر ان صفير ارتكب خطأ كبيرا عندما ارسل مندوبا عنه للصلاة على جثمان أحد مسؤولي ميليشيا لحد العميل عقل هاشم الذي اغتالته المقاومة، إبان الاحتلال الاسرائيلي للشريط الحدودي.

وما شجع فضل الله خلال إفطار جمعية التعليم الديني الاسلامي على مناقشة صفير في طروحاته ـ كما تشرح أوساط شيعية مؤيدة له ـ انه شدد في مستهل كلامه على أنه لا قدسية لأحد يتعاطى في الشأن العام، سواء أكان رجل دين ام رجل سياسة، من دون ان يستثني نفسه. وهو استشهد في هذا المجال بحديث للامام علي جاء فيه: «لا تكلموني بما تكلمون به الجبابرة، ولا تتحفظوا مني بما يُتحفظ به عند أهل البادرة (أي كبار العرب او اهل السيف)، ولا تظنوا بي استثقالا في حق قيل لي او في عدل يُعرض علي، فإن من استثقل الحق ان يقال له والعدل ان يعرض عليه، كان العمل بهما عليه أثقل. فلا تكفوا عن مقالة بحق او مشورة بعدل، فإني لست في نفسي بفوق ان أخطئ، ولا آمن ذلك من فعلي، إلا ان يكفي الله من نفسي ما هو أملَك به مني».

وترى الاوساط الشيعية المؤيدة لفضل الله، انه إذا كان الامام علي المعصوم عند الشيعة يدعو الناس الى ان ينتقدوه، فكيف بالاحرى الشخصيات غير المعصومة التي يجب ان تتقبل أي نقد ما دامت تتعاطى الشأن العام. وبالتالي، فإن فضل الله دخل من هذا الباب للرد على كلام البطريرك الماروني، مشددة على ان خلفية ما قاله هي سياسية وإصلاحية وليست بتاتا طائفية او فئوية، والدليل انه سبق له في مناسبات سابقة ان عارض بعض آراء الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، وقد حصل على سبيل المثال ان سئل من قبل أحد أعضاء وفد طالبي أجنبي زاره منذ شهر ونصف الشهر تقريبا عن تعليقه على قول السيد نصر الله ان ولاية الفقيه هي من العقائد، فأجاب فضل الله الطالب السائل بأنه يخالف وجهة النظر هذه ويرى ان ولاية الفقيه ليست من العقائد. كما تشير الاوساط المؤيدة لفضل الله الى ان بعض الفتاوى التي يصدرها تثير جدلا واسعا في البيئة الشيعية وتلقى اعتراضا لدى العديد من رجال الدين، وهذا كله مؤداه ان فضل الله يختلف أحيانا مع بعض الذين يتشارك وإياهم في الانتماء المذهبي، كما يختلف في السياسة مع البطريرك الماروني، وبالتالي فإن قناعاته هي التي تحرّك مواقفه وليست المعايير الفئوية.

وتلفت الاوساط الانتباه الى ان الانتقاد الذي وجهه فضل الله الى مواقف صفير إنما يصب عمليا في خانة حماية الديموقراطية التوافقية من أي طروحات مضادة لها، كتلك التي ينادي بها البطريرك، إذ ان الاصرار على اعتماد منطق الاكثرية والاقلية في تشكيل الحكومة سيفتح الباب تلقائيا على المطالبة بان تُلعب اللعبة الديموقراطية حتى النهاية، ووفق قواعدها المعروفة والقائمة على الديموقراطية العددية واستفتاء الشعب، بعيدا عن الاستنسابية والانتقائية في ممارستها، فلا نأخذ منها ما يعجبنا ونهمل ما يتعارض مع مصالحنا.

وتنفي الاوساط المؤيدة لفضل الله بشدة ان يكون كلامه يرمي الى التحريض على الانقلاب على الطائف والدستور، بل ان تحذيره من مغبة نسف الديموقراطية التوافقية ينبع من صميم الطائف والدستور اللذين يؤكدان ان لا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك. وتشدد على ان فضل الله وبقية القيادات الشيعية لا ينادون بتعديل الطائف او تغيير اسس الكيان اللبناني، ولا يدعون الى ان يكون للشيعة كيان خاص بهم، وإنما يريدون تصحيح المسار السياسي عندما ينحرف في هذا الاتجاه او ذاك.

وتجزم الاوساط بان كلام فضل الله لم يكن منسقا مع أي جهة، لا «حزب الله» ولا غيره، وخصوصا انه معروف باستقلاليته، معتبرة ان العديد من الردود عليه إنما تندرج في إطار محاولة استغلال موقفه من أجل استثارة العواطف واللعب على أوتارها. وتتساءل الاوساط عن مكمن الاساءة إذا قال فضل الله ان مجد لبنان أعطي لشعبه المقاوم، والذي يضم كل الاطياف والشرائح، ولا يقتصر على طائفة او مجموعة محددة، لتخلص الى التشديد على ان فضل الله هو اول من طرح دولة الانسان في لبنان، حيث المكانة هي للكفاءة والمواطنة وليس للانتماء الطائفي والمذهبي، وبداية الخروج من الزاوية الضيقة تتمثل برأيه في تغيير قانون الانتخاب، على قاعدة اعتماد النسبية وجعل لبنان دائرة واحدة.

 

عذراً يا سيّد

ابراهيم جبيلي/الديار

28/08/2009/

لا أعرف الى أيّ مدى سأتورط في مقالة اليوم التي ستناقش مرجعية دينية، أعتبرها الأعلى، والأعرف واللأعمق في الشأن الديني الاسلامي واللاهوتي وفي حوار الأديان والحضارات، وأكاد أعلن أنني من مريدي السيد حسين فضل الله لو لم تلدني أم مسيحية، لما تتضمن فتاويه من علم وتبصّر وانفتاح، اضافة الى الفرح الذي اعترى العديد أثناء قراءة الحوار معه في الزميلة «الأخبار» منذ ايام. فتأكد لي أنه لا يزال بين الجموع، متنوراً يقدم بجرأة على تبسيط الأعماق في الفكر الاسلامي وفق قواعد منطقية جذابة وهي التي عرفناها وعشناها في سبعينيات القرن الماضي، فيما لاحقا جاء من يبسط الظلام والضلال، يقاتل ويرهب دون هوادة تحت يافطات  اسلامية اختلطت فيها المفاهيم وارتبكت الأولويات، فأصبح النصارى والمرتدون أهدافاً «أجاز الله ذبحهم».. أكتفي بهذا القدر في المقدمة، حتى لا أقع في المحظور، وأعود الى مجرد المحاولة، للردّ على السيّد فضل الله في خطابه الأخير في المبرات، لأعرض بعضاً من ملاحظات خصوصاً منها التي تتعلق بسيّد بكركي.

بداية كان الشكل الذي رافق الخطبة مربكاً، وإن البلبلة التي رافقتها شبيهة بالتي ترافق تصاريح السياسيين الحساسة، فيحاول البعض سحبها وحجبها عن الإعلام، فيما البعض يمررها وفي باله ان ايصال الرسالة مطلوب فيما الاعلاميون يحققون سبقهم الصحافي. المهم ان الخطاب نشر بالكامل محققاً أهدافه التصاعدية فقرأ سيد بكركي الرسالة التي وردته من أعلى المرجعيات الشيعية الدينية. والسؤال يبقى ويستمر ألم يكن الأجدر ان يعمل الغيارى على توجيه عناية السيّد الى فتح حوار قمة مع صاحب الغبطة لا ينتهي الا ببيان مشترك موقع من العلامتين تسحب من خلاله فتائل العصبيات من الشوارع التي تتفاقم فيها شتى أنواع الحروب الطائفية والمذهبية، والتي لا يعوزها عود ثقاب للاشتعال. علما ان «الرسالة» لن تغيّر في قناعات البطريرك الذي يستمر ثابتاً في مواقفه رغم انواع الترغيب والتهديد.

وفي المضمون لا بد اولاً من الصراحة القول ان مندرجات الخطبة أقفلت الأبواب امام اي حوار للمؤسسات الدينية الفاعلة في لبنان وسدّت ايضاً أية كوة تفاهم في الجدار السميك للخلافات السياسية، خصوصاً ان أبطال الموقعة الحالية هم رجال دين كانوا يعملون على التهدئة بعد ضوضاء السياسيين. ويركن السياسيون اليهم بعد كل جولة خلافية، لذا من الخطورة بمكان ان جميع المحاولات الفاعلة لنزع التوتر سوف تغيب الآن لأن رجال الدين المسلمين والمسيحيين مشغولون بالاشتباك فيما بينهم.

اضافة الى ذلك، استطاعت خطبة المبرات ان تجلب كمّاً هائلاً من الردود الطائفية معظمها يريد الزود عن «المقدسات المسيحية» وتذكر ان بكركي كانت ولا تزال وراء تأسيس الكيان اللبناني، وان مجد لبنان هو مجد خاص بالموارنة رغم رمزيته وعدم فعاليته وان لبنان سوف يفقد مبرر وجوده وميزته اذا نزع المجد منهم. هذه النوعية من الردود ينتظرها نوع مشابه من الفريق الآخر لا يقلّ عنها سوءاً او نفخاً في مزمار الطائفية. وجماهير الفريقين تنتظر اشارة او تلميحاً، لقد اشتاقت نفسها الى أيام حروب «الهمج» و«التتار».

فاذا كان مجد لبنان موضوع جدل، اراد السيد ان ينتزعه من احضان بكركي، ويرميه بين ايادي المقاومين، هنا لا بد من السؤال: هل مجد لبنان له رب واحد فقط؟ ام ان الفقراء في بلادي هم أرباب هذا المجد، اضافة الى ان وظيفة هذا البلد هي التي تحدد مجده  وعزّه. فالمقاومة هي احد عناصر هذا المجد كذلك انفتاح لبنان واعتباره ملتقى الحضارات والأديان يعزز ايضاً مجده ويرفعه مميّزاً بين الكيانات في منطقة الشرق الأوسط، اضافة الى ذلك فان وظائفه الحضارية التي وردت في الارشاد الرسولي تبني هذا المجد فلا تسأل من أعطى ومن استحق.

اما بخصوص الأكثرية الشعبية هي غيرها الاكثرية النيابية، هنا لا بد من التذكير ان لبنان ليس جمهورية الصين الشعبية، بل إنه مزيج من خلطة سحرية عجيبة فريدة من نوعها، أراد صناع القرار والعواصم الكبرى الحفاظ على خصائصها، يستعملونها غب الطلب في صراعاتهم في منطقة الشرق، فيما المؤسسات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني غافلة، لا تستطيع مجرد النقاش لتعديلها كي تتناسب مع وظيفة لبنان الأساسية. فلم تجرؤ أية مرجعية دينية أم مدنية اسلامية أم مسيحية ان تتصدى للخلطة التي فرضتها الامم عبر تأطير العلمنة وفق معايير حديثة تتخطى «التابو» الديني، ولا بأس الاستعانة بالقيم الدينية لتأمين سلوك هادئ ومريح للعلمنة بين ابناء الرعايا. لكن بدلا من ذلك، استسلم الجميع بحذر يرفض خوض غمارها خوفاً من اغراقه في سيل من الاتهامات، أقلها الالحاد لتصل الى هدر الدماء.

أما اذا كانت العلمنة بأشكالها العصرية ممنوعة من الصرف حتى إشعار الوعي الشامل، فان التهديد المستمر تارة بالأرقام وطوراً بتشغيل العدادات في الاحصاءات المذهبية لن يغيّر في سلوك أي مذهب، خصوصاً عندما يستحيل على اي فريق مسلّح او مدعوم الهيمنة او السيطرة على مقدرات الفريق الآخر. هذا ما حصل في ليلة 7 أيار المشؤومة، لم تستطع الصواريخ تفكيك العصبية السنية، بل فاقمتها حدة وجمعت أهل السنة في قالب ديناميكي رافض، تجسّد في انتخابات نيابية، التزم فيها الصوت السني «كالعسكري السنغالي».

والخشية اليوم، ان تكون لخطبة العلامة محمد حسين فضل الله في المبرات الخيرية انعكاسات تساعد في لملمة وجمع شمل المسيحيين الشتات خصوصا الذين يناصبون المقاومة العداء، ولهم في كلام فضل الله «حجة خلاص» يضعفون بها خصمهم الجنرال ميشال عون الذي وضع بيضه بالكامل في السلال الشيعية. لأجل كل ذلك كان الأجدى لو نجح الفريق المقرب من حجب الكلام عن آذان وعيون اللبنانيين الذين يعيشون على أكف عفاريت الفتنة. عذراً يا سيد، فالمقال اقتصر على الشأن السياسي والتداعيات المذهبية لخطبة المبرات، ولم يتطرق ولم يعالج الشأن الفكري، فأنا في محيط العلم وبحور الفقه والاجتهاد وعالم الأديان وحوار الحضارات، تلميذ في الحضانة في مدرسة أنت فيها العالم المستنير في ظلمات هذا الشرق.

 

مجد لبنان استحقاق وشرف

ادمون صعب - النهار

28/08/09

"عندما تتعارك الفيلة، العشب هو الذي يدفع الثمن".

(مثل افريقي)

مع دخول أزمة التأليف شهرها الثالث يزداد قلق اللبنانيين وتتعاظم مخاوفهم على أمنهم ووحدتهم.

وعلى رغم ادراكهم صعوبة تأليف حكومة وحدة وطنية في ظل الاصطفافات الطائفية والمذهبية الحادة والتي زادتها تعقيداً الأجواء التي رافقت معركة الانتخابات النيابية التي أعادت انتاج اكثرية من نوع واحد، فإن الآمال كانت معلقة على حكمة اللبنانيين وبُعد نظرهم لإيجاد قواسم مشتركة بين الخطين السياسيين اللذين يقسمان البلاد ويتأثر كل منهما بمحاور اقليمية ودولية تتعارض مصالحها الى درجة يصعب معها تحديد الهامش المتروك للبنانبين لتدبر شؤونهم وتقرير السياسات التي تخدم مصالح اهل البلاد وليس مصالح اصحاب المحاور الخارجية.

وقد اطمئنوا بعض الشيء الى الجو الذي اشاعه رئيس "تيار المستقبل"، وزعيم الاكثرية التي انبثقت من الانتخابات النائب سعد الحريري، بعيد اقفال صناديق الاقتراع عصر 7 حزيران، بالقول ان اللبنانيين تجمعهم سماء واحدة، مهما اختلفت نظراتهم وتوجهاتهم السياسية، داعياً الى تأليف حكومة "ائتلاف وطني تجمع الكتل النيابية الرئيسية في جهد واحد للتصدي لمخططات العدو الاسرائيلي ومواجهة التحديات الاقتصادية والمعيشية وتطوير قدرات لبنان وابناء شعبه".

ولم تلبث هذه النية الطيبة التي ابداها الحريري الشاب ان قابلتها نيات مماثلة لدى الفريق الآخر، وانتجت اتفاقاً على صيغة لتوزع القوى داخل الحكومة عرفت بصيغة 10 – 15 – 5، اقترنت بتفاهم مبدئي على اهم موضوعين خلافيين بين قوى الاكثرية والمعارضة، هما "حزب الله" وسلاحه، فتقرر اشراك الحزب في الحكومة، واخراج موضوع سلاحه من التداول وابقاؤه في عهدة الحوار الوطني.

ولكن يبدو ان النيات لا تكفي.

وها قد مضى شهران على مشروع التأليف والقطار متوقف في المحطة، فيما هدير محركاته يملأ الفضاء! فلا بازار مفتوحاً سوى ذلك الموجود في الرابية، وقد جاء النزاع حول توزير صهر رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون وزير الاتصالات جبران باسيل بمثابة "شحمة على فطيرة"، كما يقال في العامية، لملء الفراغ الحاصل في التوزير بغبار معركة يكاد يتكوّن اجماع على انها ليست المعركة الحقيقية، وان معركة التأليف تجري في مكان آخر، بين جدة ودمشق وواشنطن، دون ان يبدو ان ثمة من هو في عجلة من امره.

ورب سائل: هل صحيح ان اللبنانيين غير مهتمين بأن تكون لهم حكومة كالتي يطرحها الرئيس المكلّف؟ ام ان مشروع الحريري الشاب مستحيل التنفيذ، استحالة جمع الماء والنار، وانه هو الذي طرح مشروعاً تعجيزياً، وليس العماد عون، ادى الى عرقلة التأليف؟

وهل تصح نظرية البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بأن الديموقراطية تقضي بأن تحكم الاكثرية وتعارض الاقلية. وإن ما يطرحه الحريري واصحاب فكرة حكومة الاتحاد الوطني التي تقضي بجمع ممثلي الاكثرية والمعارضة في حكومة واحدة، لن يكتب لها النجاح، وإن الفشل في انتظارها لأنها لن تعمل لانها تشبه وضع حصان في كل جانب منها  يجرانها في اتجاهين متعاكسين مما يبقيها في مكانها؟

لقد أدى ثبات البطريرك على موقفه، لا بل تمسكه به وتأكيده أنه لن يتراجع عنه، الى ردود فعل كثيرة بعضها سياسي وبعضها الآخر طائفي ومذهبي بقي معظمه مكتوما، على ما صرح أخيرا رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" التابعة لـ"حزب الله" السيد محمد رعد لـ"النهار": "نحن في حالة صوم اعلامي عن كل ما يتصل بالبطريرك صفير في هذه المرحلة".

إلا أن صوم "حزب الله" عن الرد على مواقف البطريرك صفير، لم يمنع العلامة السيد محمد حسين فضل الله عن التعرض للبطريرك بطريقة مثيرة للقلق، إذ لم تقتصر على البطريرك، بل تعدته الى "الشعب الماروني" الذي أعطى البطريرك "مجده".

قال فضل الله في افطار "جمعية المبرات للتعليم الديني الاسلامي" الاثنين الماضي: "للجهات الدينية التي تعتبر ان مجد لبنان أعطي له (نقول انه) لم يعط مجد لبنان الا لشعب لبنان. فقد أُعطي هذا المجد للشعب المجاهد المقاوم والذي يعيش القوة".

ولم يكتف فضل الله بذلك بل أعاد فتح موضوع العدد ليكون الحكم للأكثرية العددية التي لم تعد مسيحية، ويا للأسف، مطالبا بـ"الديموقراطية العددية". وقال: "من ينادي بضرورة أن تكون هناك أكثرية تحكم وأقلية تعارض نسأل: لماذا تحصرون المسألة بالاكثرية النيابية؟"، داعيا الى "اعتماد الاكثرية الشعبية، بالاستفتاء الشعبي والديموقراطية العددية، وعندها يعطي الشعب كلمته".

وإِن يكن النائب رعد أوضح باسم "حزب الله" ان موقف فضل الله شخصي لا يلزم الطائفة الشيعية ولا "حزب الله"، فأن وصول الامر الى أن يفصح علامة فاضل وحكيم وضنين على الوحدة الوطنية بمثل هذا الكلام على البطريرك الماروني، متجاوزا الموقف السياسي الى ما هو أبعد، مهددا الوحدة الوطنية والتآلف بين مكونات المجتمع اللبناني، فانه لمؤشر خطير ويدل على المدى المقلق الذي أدى اليه التأخير في تأليف الحكومة، وربما الفشل في صيغة حكومة الاتحاد الوطني التي نعاها البطريرك الماروني أكثر من مرة.

ومع احترامنا للعلامة فضل الله، فاننا لنستغرب جهله أو تجاهله الظروف التاريخية التي جعلت البطاركة الموارنة يُعطَوْن "مجد لبنان"، مشيرين الى أن البطريرك صفير هو البطريرك السادس والسبعون في التاريخ الماروني الذي يعود الى القرن السابع الميلادي، والذي ارتبط بهم، أي الموارنة وبطاركتهم، وجود لبنان كوطن وكيان.

لذلك أُعطي هؤلاء مجد لبنان، منذ أُحرق بطريركهم جبرائيل حجولا في ساحة التل في طرابلس أيام المماليك في القرن الثالث عشر الميلادي، ورفضت البطريركية ومعها الموارنة الخضوع للمماليك ونقلهم مقر البطريركية من دير سيدة ميفوق الى وادي قنوبين حيث اعتصموا في المغاور والصوامع... وقاد البطريرك الياس الحويك معركة استقلال لبنان مقاوماً السياسة الفرنسية التي عملت عام 1918، بعد سقوط الدولة العثمانية، لإقامة دولة اتحادية بين لبنان والشام، يتمتع فيها لبنان بحكم اداري.

وقد توجه على رأس وفد مسيحي – اسلامي الى باريس للمشاركة في مؤتمر الصلح والمطالبة باسترجاع الاستقلال.

وقد استقبله الرئيس الفرنسي آنذاك ريمون بوانكاريه، بينما ابقاه رئيس الوزراء جورج كليمنصو شهرين منتظراً موعداً لمقابلته، كما منعته الحكومة الفرنسية من مخاطبة مؤتمر الصلح، الامر الذي اضطره الى توجيه مذكرة الى المؤتمر بواسطة وزارة الخارجية الفرنسية مطالباً بـ"الاعتراف باستقلال لبنان الذي نادى به الشعب اللبناني وحكومته في العشرين من شهر أيار 1919".

وقد قوبل هذا الطلب بتحفظ فرنسي رسمي لانه يمثل "انفصالاً للبنان عن سوريا".

وقال الحويك لكليمنصو اثر ذلك: "لقد أرسلني سكان هذا البلد التاعس لأسمعكم أصواتهم وتمنياتهم. جئت رغماً عن الستة وسبعين سنة التي أحمل اعباءها قاطعاً أكثر من ثلاثة آلاف ميل بحراً لأدافع عن القضية اللبنانية المقدسة".

وفعلت هذه الرسالة فعلها فاستقبل كليمنصو البطريرك الحويك، دون أن يظهر له اهتماماً باستقلال لبنان، فكان تقديم المذكرة اللبنانية الى مؤتمر الصلح في 27 تشرين الأول 1919، بعدما فقد الأمل في مخاطبته. وأبرز ما جاء فيها:

 "الاعتراف باستقلال لبنان واعادته الى حدوده التاريخية الطبيعية، وارجاع البقاع التي سلختها تركيا عنه".

وقال أحد الذين رافقو البطريرك: "لقد استاءت الحكومة الفرنسية استياء شديداً من هذه المذكرة وحاذرت ابداءها للعيان وعملت على اقفال باب المؤتمر في وجه الوفد اللبناني ووضع مذكرته على بساط البحث".

وكانت باريس تفاوض الامير فيصل على ايجاد حل لـ"المسألة السورية" بما يحول دون منحه لبنان استقلاله، فاستعجلت تسفير البطريرك واخراجه من باريس لئلا يلتقي الامير فيصل ويفسد الامر على فرنسا. فأُصعد البطريرك الى متن الدارعة "جوريان دي لاغرانيا"، في كانون الأول الشديد العواصف، على ما قال المؤرخ يوسف مزهر، "فسافر البطريرك الى لبنان وذاق دوار البحر ما لم ينسه كل أيام حياته".

... وأعلنت في السنة التالية دولة لبنان الكبير على يد الجنرال غورو، وسط رفض من فئات وحدوية اكثريتها اسلامية مطعمة ببعض المسيحيين "الانفصال عن سوريا".

ومن اجل كل هذا أُعطي البطاركة الموارنة "مجد لبنان" وشكره. الا ان هذا المجد ليس حكراً على البطاركة الذين سقط منهم شهداء في معركة الوجود اللبناني، يوم كان الآخرون يقدمون الرابطة المذهبية على الرابطة الوطنية ولا يأبهون للاستقلال. بل هو يمتد الى الشهداء الذين علقهم جمال باشا السفاح على المشانق في ساحة البرج  عام 1916، ثم للشهداء الذين سقطوا في معركة الاستقلال، ولامثالهم الذين حرروا لبنان من الاحتلال الاسرائيلي عام 2000، والذين سقطوا في حرب تموز 2006، دون ان ننسى شهداء المقاومة اللبنانية الذين سقطوا في "حروب الآخرين" على لبنان، من فلسطينيين وعرب ومرتزقة، الى شهداء "ثورة الارز" الذين رووا بدمائهم شجرة الاستقلال. لهؤلاء جميعا شرف نيل "مجد لبنان"، لا بل يشرّف لبنان ان يمنحهم مجده

يبقى العنصر المقلق، وهو موضوع العدد الذي ظن البطريرك صفير ان تنازل الموارنة عن صلاحيات رئيس الجمهورية في الطائف، في مقابل استرجاع السيادة من السوريين باخراج جيشهم من لبنان بعد سنين على اقرار الاصلاحات، قد طوى الموضوع العددي الذي لم يعد في مصلحة المسيحيين الذين يتناقصون باستمرار بفعل الهجرة، وأقر المناصفة بين المسيحيين والمسلمين الامر الذي كرر تأكيده الرئيس المكلف اول من امس وبدا كأنه يرد على العلامة فضل الله بقوله: "لبنان الرسالة الذي نريده ان يبقى مكانا للقاء والحوار عنوانه المناصفة الدائمة والثابتة بين المسيحيين والمسلمين مهما تكن الاعداد والديموغرافيا".

ولقد ادرك البطريرك مدى خطورة الوضع، فلم يشأ الرد على كلام فضل الله لئلا يوقظ شياطين الفتنة، وهذا ما ينتظره اعداء لبنان، ونقل عنه زواره امس انه "لم يطلب يوما سوى الوفاق الذي يشكّل اعلى مظاهر الديموقراطية. وهو حريص على الوحدة الوطنية. وهذه ليست ناتجة من قهر فريق لفريق آخر، لكنها ناتجة من وفاق".

لقد دق كلام العلامة فضل الله ناقوس الخطر، فعجّلوا في التأليف

-----------------------------------------------------------------------------------------------

السبت 29 آب 2009

 

فضل الله استاء من حديث للبطريرك منشور قبل أشهر

سجال ديني- سياسي "بالخطأ" يشغل لبنان ويفضح إعلامه 

GMT 10:30:00 2009 السبت 29 أغسطس

  إيلي الحاج من بيروت: إندلع في لبنان سجال سياسي- مذهبي واسع متعدد الأطراف لا يزال متواصلاً منذ الثلاثاء الماضي، أطلق شرارته "خطأ تقني" وقع في غرفة تحرير الأخبار لمحطة تلفزيونية، ولحقته"أخطاء تقنية" متدرجة في وسائل إعلام مختلفة من صحف وتلفزيونات وإذاعات، فضلاً عن مراجع سياسية. وحتى الآن لا تمضي ساعة من دون أن يُضاف تعليق أو موقف إلى السجال المتلاطم ، ما دفع سفراء وممثلي دول مهتمة بالشأن اللبناني إلى التدخل في وساطات للتهدئة و"لفلفة الموضوع" من أجل الحؤول دون فتنة إذا تطور التصعيد الكلامي أكثر، لا سيما أن المعنيين به مراجع روحية كبيرة.

في التفاصيل غير المروية في الصحافة ووسائل الإعلام اللبنانية أن الكاتب والصحافي في جريدة "الأخبار" نقولا ناصيف احتاج في بحث يكتبه حول مواقف البطريرك الماروني نصرالله صفير إلى الرجوع إلى حديث أدلى به البطريرك إلى مجلة "المسيرة" في شباط/ فبرايرالماضي، فطلب نسخة من العدد من صديقه الكاتب والإعلامي عماد موسى الذي يعدّ ، مع الزميل نجم الهاشم، برنامج "نهاركن سعيد" السياسي الصباحي عبر محطة "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، وهو من أسرة تحرير "المسيرة" أيضاً. يروي عماد موسى لـ "إيلاف" أنه طلب من السكرتيرة في "المسيرة" أن ترسل إليه في المحطة نسخة عدد المجلة التي طلبها نقولا ناصيف. ولكن يبدو أنها فهمت بسبب سوء الإتصالات الهاتفية في لبنان هذه الأيام أنه يريد نسخة من الحديث، فصوّرته وأرسلته إليه بالفاكس الموضوعة آلته في غرفة تحرير الأخبار في الـ "أل بي سي" .

هذا كان الخطأ الأول، ارتكبته السكرتيرة في المجلة .

الخطأ الثاني أن الحديث الذي أرسلت نسخة منه بالفاكس إلى المحطة التلفزيونية لم يكن الذي طلبه نقولا وبالتالي موسى، ولا يعود إلى شهر شباط/ فبراير، بل هو حديث آخر يعود إلى آخر شهر أيار / مايو ، إلى أيام قبل الإنتخابات النيابية التي جرت في 7 حزيران/ يونيو. ويوافق فيه رداً على سؤال على أن الغالبية إلى أي جهة كانت ، يجب أن تحكم. فلا يجوز أن يجر العربة حصانان وكل منهما في اتجاه.

أما الحديث الذي طلبه الصحافي ناصيف ولم يحصل عليه فيقول فيه البطريرك الماروني إن انتقال الغالبية بنتيجة الإنتخابات النيابية من جهة ( قوى 14 آذار/ مارس) إلى جهة أخرى ( قوى 8 آذار) سيشكل خطراً على لبنان.

الخطأ الثالث وقع في غرفة تحرير أخبار التلفزيون. في غياب موسى الموجه إليه الفاكس لم يتنبه الفريق الضئيل العدد الذي كان يعد موجز أخبار الظهيرة في الـ "أل بي سي" إلى تاريخ الحديث على الأوراق الأرشيفية ولا إلى من هي موجهة ، ربما لرداءة الطبع والحبر عليها، فاعتقد أن المجلة أجرت حديثا مع البطريرك وتوزعه على وسائل الإعلام كما درجت العادة قبل صدور العدد. تعامل الفريق مع الخبر على أنه جديد ومهم، فصاغه خبراً رئيساً في الموجز. وعلى الأثر بثت مواقف صفير في الشريط الإخباري أسفل الشاشة.

الخطأ الرابع تلقف أحد المواقع الإلكترونية المحلية ، والشهيرة بعدم دقتها في نقل الأحداث والوقائع، حديث البطريرك المسحوب من الأرشيف ونشره في شكل عاجل. الخطأ الخامس ارتكبته محطة "أم تي في " المؤيدة لقوى 14 آذار، بنقلها كلام البطريرك كما ورد في موجز أخبار الـ "أل بي سي" للظهيرة. وتبعتها محطات تلفزيونية أخرى .

كانت رئيسة تحرير "المسيرة" فيفيان صليبا داغر قد اتصلت بمدير الأخبار والبرامج السياسية في "اللبنانية للإرسال" جورج غانم وأوضحت له الأمر وأن حديث البطريرك يعود إلى مرحلة ما قبل الإنتخابات، فبادر إلى التصحيح والإعتذار من مشاهدي المحطة في نشرتي بعد الظهر والمساء. لكن وسائل الإعلام الأخرى فاتها التصحيح والإعتذار. الخطأ السادس وقعت فيه جريدة "السفير" ، فصدرت صباح اليوم التالي الأربعاء بخبر رئيس ( مانشيت) يتضمن حديث البطريرك الأرشيفي على أنه موقف تصعيدي حيال قوى 8 آذار.

عند هذا الحد لم يتمالك المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله أن يطلق جملة انتقادات شديدة في أحد خطبه ودروسه ضد البطريرك الماروني . إذ اعتقد أن كلام صفير "الجديد" بعد أيام قليلة من حديث أدلى به إلى موقع "إيلاف" ودعا فيه إلى تأليف حكومة من الغالبية يندرج في إطار حملة تصاعدية ينبغي التصدي لها. فسأل السيد فضل الله: "من قال إن مجد لبنان أعطي له؟ " مضيفاً أن "المجد للمقاومة التي حررت لبنان". ومعروف أن عبارة "مجد لبنان أعطي له" المستلة من كتاب العهد القديم هي شعار للبطريركية المارونية منذ مئات الأعوام.

لم يصدر أي رد عن البطريرك صفير المقيم صيفاً في مقره الصيفي في الديمان شمال لبنان، لكن كلام المرجع السيد فضل الله أثار ردودا وتعليقات غاضبة وفتح "وكر دبابير" من المواقف والمقالات والتصريحات ماحمل "حزب الله" من جهة عن النأي بنفسه أولاً عن الموضوع، وذلك في ظل صمت حليفه النائب الجنرال ميشال عون وأنصاره الذين تبين لهم أن التعرض للبطريرك الماروني الذي مارسوه مراراً يلحق بهم ضررا شعبياً فادحاً، فكيف إذا صدر عن مرجعية شيعية في بلد ملتهب طائفياً ومذهبياً؟ لكن "حزب الله" اضطر في مرحلة لاحقة إلى إصدار بيان يذكر بأن السيد فضل الله يمثل هو أيضاً مقاماً روحيا،ً وبالتالي يجب عدم التعرض له بتعابير وعبارات غير لائقة. يتبين من كل ما سبق أنها "زوبعة في فنجان" ومعركة في غير محلها . إلا أنها كشفت كثيراً من الحقائق والأوضاع المؤسفة في صالات تحرير أخبار وسائل إعلام لبنانية متعددة النوع والإنتماء، فضلاً عما في "القلوب الملآنة" هنا وهنالك.

 

قزي: عدم لقاء الحريري-عون هدفه إقصائنا وتشويه مسيرتنا

موقع 14 آذار/٢٩ اب ٢٠٠٩

اعتبر مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في "التيار الوطني الحر" ناصيف قزي أن الأزمة التي نعيشها اليوم هي أزمة ثقة وأن المشكلة الأساسية هي مشكلة الأكثرية مع نفسها.

وشدّد قزي، خلال حديث صحفي، على أن عدم لقاء رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري حتى الآن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال يندرج في اطار "محاولات إقصائنا وتشويه مسيرتنا وطروحاتنا كبوابة لتطبيق الخطة الدولية والإقليمية لإمرار الحلول التي لن تقف عند حدود ضرب المقاومة وتحقيق التوطين". ورداً على سؤال عن مواقف البطريرك الماروني نصرالله صفير الأخيرة اكتفى قزي بالقول: "أفضل ألا أكون قد رأيت ولا سمعت... أكتفي بأعتصامي بالإيمان وأصلّي، لأن الزمن، على ما يبدو بات هجيناً..." آملا أن تتوقف السجالات بين المراجع الدينية وأن يضع رجال الدين مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

 

مجد البقاء لمن؟

الديار/زينا الخوري/٢٩ اب ٢٠٠٩

اين مجد لبنان اليوم؟ وهل بقي مجد في وطن الارز منذ اندلعت على ارضه الحروب وبدأ ابناؤه يتذابحون؟

الصراع على مجد لبنان يشبه تكسير اغصان الارزة التي تظلل علمه. مجدها بتناسق اغصانها. وعظمتها بدوام خضارها.

«مجد لبنان اعطي له» عبارة تاريخية تطلق على البطاركة الموارنة منذ قامت دولة لبنان الكبير. كان للبطريرك الياس الحويك الدور البارز في تحقيق الكيان اللبناني المستقل فهتف هاتف: مجد لبنان اعطي له. قرابة قرن من الزمن مرّت على تلك اللحظة المجيدة. وما زال الموارنة يتغنون بمجدهم بينما تتراجع قواهم. يهاجرون فيقل عددهم... ويتكاثر شركاؤهم في الوطن... وعندما يقول «علامة» واسع المعرفة ومعروف بالإعتدال: «مجد لبنان اعطي للشعب المجاهد المقاوم» يضع نقطة فاصلة على سطر التاريخ. وكأنه يقول: امجاد التاريخ تستقر في كتب التاريخ. والواقع على الارض يرسم مجد الحاضر. والمجد الوحيد الحاضر صنعه الذين واجهوا العدوان الاسرائيلي! المعادلة واضحة. ولكن لماذا تطرح الآن... في هذه الحقبة الحرجة فتبدو كزيت يصبّ على جرح محروق اصلا؟ صاحب «المجد التاريخي» حريص على لبنان، وقلق على مصير شعبه. ويطلق صرخاته من قلب موجوع. ولا يبحث الا عن السلام والامن والاستقرار. لكن له مفهومه الخاص بالحكم والحكومة. وهو لم يتوقف يوما عن المطالبة بالعيش المشترك والعمل الجاد في سبيله. وهو يريد ان يرى حكومة تحكم في لبنان ولا يجد اي مبرر لعدم قيامها.... فهل يستحق ان يخسر مجد لبنان لانه حريص عليه وعلى سلامة ارضه وشعبه؟

صحيحة مقولة «العلامة» بأن الشعب المجاهد حافظ على المجد. لكن المجد كان قائما وزاهيا حتى قام عدوان اغتصب ارض فلسطين. هجّر اهلها الى ارض لبنان. ثم احتل لبنان. وعبث في ارضه قتلا ودمارا. وصاحب «المجد التاريخي» واجه المغتصب الى جانب «العلامة» المجاهد. وشاركه في الدفاع عن المجد. وهو يستحق ان يحتفظ بما هو له لا بل ان يعطى ويزاد. والعلامة يعرف ذلك حق المعرفة. ويعرف ان الحديث عن الديموقراطية العددية مشروع زوال للصيغة الفريدة التي صنعت مجد لبنان وحافظ الشعب المجاهد عليها وعلى لبنان وعلى نفسه. ليت صاحب «المجد التاريخي» يتأمل دقة هذه الحقبة، ويصوم ويصلي كي تبقى الارزة متناسقة على جبين العلم ليبقى لنا لبنان الذي يستحق المجد!

 

كلام العلامة فضل الله يفتح الباب للإتفاق على الجواب

أي لبنان وأي نظام وأي دستور نريد له؟

اميل خوري/النهار/29 آب/09     

ترى أوساط سياسية أنه لا يجوز المرور مرور الكرام على الكلام الذي صدر عن العلامة السيد محمد حسين فضل الله في مأدبة إفطار، لانه يعبّر عن حقيقة مشاعر فئة لبنانية ولا يكفي قول رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ان هذا الكلام يعبّر عن الرأي الشخصي للسيد فضل الله، فلو ان الامر كان كذلك لما كانت وسائل اعلام "حزب الله" نشرته رغم طلب السيد فضل الله حذف العبارة التي يتناول فيها البطريرك الكاردينال صفير وصيغة النظام في لبنان.

ولأن من يخفي علّته يموت فيها ينبغي ان يتصارح الزعماء اللبنانيون ويتفقوا للإجابة على سؤال: اي لبنان يريدون واي نظام يريدون، واي دستور غير دستور الطائف يريدون ويكون الأفضل لتحقيق الانصهار الوطني وترسيخ أسس العيش المشترك.

لقد أعلن العلامة السيد محمد حسين فضل الله بوضوح وصراحة أنه يؤيد قيام حكم على أساس الأكثرية الشعبية وليس على أساس الأكثرية النيابية اي انه يريد العددية وليس التعددية. فرّد عليه رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري بصورة غير مباشرة في مأدبة افطار من قريطم قائلاً: "ان العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين هو بنظرنا معنى وطننا لبنان الرسالة الذي نريده ان يبقى مكاناً للقاء والحوار عنوانه المناصفة الدائمة والثابتة بين المسيحيين والمسلمين مهما كانت الاعداد ومهما كانت الديموغرافية".

ورغم ان دستور الطائف ينص على ذلك والنظام الديموقراطي يقول بأكثرية تحكم واقلية تعارض، فإن فئة لبنانية مسيحية – اسلامية تتصرف خلاف ذلك. فلا هي تعترف بهذا النظام بل تقول بنظام آخر هو النظام الديموقراطي التوافقي الذي يفرض التوافق في انتخاب رئيس الجمهورية وفي تشكيل الحكومة وفي اقرار المشاريع والمواضيع ولو بصورة استنسابية من دون تحديدها كما حددها دستور الطائف بـ 14 موضوعاً اساسياً تحتاج الموافقة عليها الى ثلثي عدد اعضاء الحكومة اذا تعذّر التوافق عليها.

وهذه الفئة لا تعترف بنتائج الانتخابات النيابية التي تأتي بأكثرية وأقلية انما تعترف بالأكثرية الشعبية التي يأتي بها استفتاء. وهي لذلك ترفض تشكيل حكومة من الأكثرية النيابية كما يقضي به النظام الجمهوري البرلماني الديموقراطي، بل تطالب بتشكيل حكومة من الاكثرية والاقلية باسم "الوحدة الوطنية" بحيث تكون حكومة لا يقوم بين اعضائها انسجام وتجانس ولا رؤية واحدة لمواضيع سياسية وامنية ومالية واقتصادية وانمائية، فتكون نتيجة جمع الضدين شل عمل مؤسسات الدولة وإلحاق الضرر بمصالح الناس.

وقد استطاعت هذه الفئة خلال السنوات الثلاث المنصرمة ان تفرض رأيها المخالف للدستور وللنظام الديموقراطي بتمسكها بالسياسة التوافقية في الانتخابات الرئاسية فحالت دون وصول رئيس للجمهورية من قوى 14 آذار ودون انتخاب رئيس بنصف زائد واحد لانها قادرة على تعطيل نصاب الثلثين في كل جلسة مخصصة للانتخاب، وكذلك تعطيل تشكيل اي حكومة ان لم تكن حكومة تتمثل فيها الاكثرية والاقلية كي لا يصير توافق على المواضيع التي ترى الاقلية وجوب التوافق عليها وعدم طرحها على التصويت كما نص الدستور والتهديد بعدم المشاركة في اي حكومة ان لم تكن كذلك، وهذا يناقض ميثاق العيش المشترك ويجعل الحكومة غير شرعية وغير ميثاقية. واذا شاءت الاكثرية ان تتجاهل موقف الاقلية فتنتخب رئيساً للجمهورية بنصف زائد واحد او تشكيل حكومة منها عملاً بالنظام الديموقراطي وبما نصّ عليه الدستور، فإن هذه الفئة وان اقلية فهي قوية بسلاحها اذ تهدد بالنزول الى الشارع لتحدث فوضى امنية قد تتحوّل فتنة.

وها ان الاقلية المعارضة تمارس مع الاكثرية التي انبثقت من انتخابات حرة نزيهة الدور نفسه الذي مارسته على مدى السنوات الثلاث الاخيرة فهي ترفض المشاركة في الحكومة اذا لم تكن حكومة وحدة وطنية، ولمشاركتها فيها شروط تعجيزية تولى العماد ميشال عون تحديدها وجعل نفسه راس حربة للأقلية المعارضة وصوتها المدوّي لان المصلحة تقضي بأن يبقى "حزب الله" بعيداً عن اي مواجهة داخلية، وان يعتمد سياسة الهدوء والتهدئة والحوار ويترك لسواه سياسة التحدي والاستفزاز والصراخ...

ان تشكيل حكومة وحدة وطنية يواجه أزمة قد يستعصي حلها لان تشكيلها لا يخضع للدستور ولا للنظام الديموقراطي وكأنهما باتا معلقين في انتظار الاتفاق على دستور جديد ونظام افضل، لمح العلامة السيد محمد حسين فضل الله الى صورتهما بالدعوة الى اعتماد الاكثرية الشعبية وليس الاكثرية النيابية. اي اعتماد الديموقراطية العددية مناقضاً بموقفه هذا ما نص عليه دستور الطائف وهو المناصفة بين المسلمين والمسيحيين مهما تغيّر الوضع الديموغرافي.

وبما ان فئة لبنانية تصر على اعتماد سياسة التوافق في انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة، واقرار المواضيع المهمة، وهي سياسة "بدعة" لا توافق عليها فئة اخرى، واذا وافقت عليها فبالاكراه وخوفاً من الفتنة اذا ما صار اللجوء الى الشارع والى السلاح فإن ذلك يدل على انه صار على الاكثرية ان تخضع لرأي الاقلية واما تبقى الأزمة مفتوحة على كل الاحتمالات.

وتختم الاوساط نفسها بالقول ان لبنان ما دام يعيش وضعاً شاذاً لا احترام فيه للدستور ولا للنظام وهو يعيش في ما يشبه شريعة الغاب، فسوف يظل يتخبط بالأزمات ولا خروج له منها الا بتدخل خارجي قد يدفع ثمن هذا التدخل من استقلاله وسيادته وحرية قراره، او بالاتفاق بأسرع وقت ممكن على اي لبنان يريد اللبنانيون على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم واي نظام يريدون واي دستور، ويمكن القول ان العلامة السيد محمد حسين فضل الله قد فتح الباب وبات على اللبنانيين ان يتفقوا على الجواب...

    

الهجمة الارتدادية الإقليمية لـ"قوى الممانعة" تبعث على التشاؤم بالنسبة إلى حسابات الاستقرار في لبنان والمنطقة

جامع مشترك بين الهجوم على البطريرك والهجوم على المحكمة

المستقبل - السبت 29 آب 2009 - وسام سعادة

ما الجامع المشترك بين الهجوم المستجدّ على المحكمة الدوليّة الخاصّة بلبنان، والهجوم الغريب على مكانة الكنيسة المارونيّة وعلاقتها الدينيّة بل اللاهوتيّة بأرض لبنان، والهجوم المتزايد على إتفاق الطائف والدستور اللبنانيّ وصيغة المناصفة، والهجوم الذي يشتدّ وضوحاً على رئاسة الجمهوريّة، شخصاً وموقعاً تحكيميّاً، ومؤسسة؟

وما الجامع المشترك بين كل أشكال الهجوم هذه وبين تعطيل التأليف الحكوميّ؟

وما الجامع المشترك بين أكثر من رأي سمعناه حول كيفية التعايش مع محنة التأليف إن طالت؟ بين من يرى أن البلاد لا حاجة ماسة لها لمجلس وزراء، وبين من يدعو إلى إعادة تشغيل حكومة تصريف الأعمال كما لو كانت حكومة أصيلة، وبين من يتخوّف من حصول "قلاقل" أو يهدّد بها لا فرق، ويضاف معشر الحالمين بتجديد مناخات 7 أيّار؟

لا شكّ أن الجامع المشترك بين كلّ ذلك هو قرار قمّة الرئيسين الإيرانيّ محمود أحمدي نجاد والسوريّ بشّار الأسد القيام بهجمة مرتدة من أبرز عناوينها محاصرة الثورة الخضراء في إيران، وإستباق القرار الظنيّ للمحكمة الدوليّة في لبنان، ومحاولة التأثير على الإنتخابات العراقية من خلال تهديد الإستقرار النامي فوق أرض السواد والطعن في التجربة الديموقراطيّة الفتيّة.

وفي الشأن اللبنانيّ تحديداً، فإنه قبل وبعد صدور القرار بتنظيم جبهة مرتدة إقليميّة جديدة ثمّة مشكلة مزمنة لمعسكر الممانعة ليس فقط مع النظام السياسي اللبنانيّ، بل أيضاً مع الوجود الكيانيّ لهذا البلد، ومع موقع الكنيسة المارونيّة المركزيّ بالنسبة إلى هذا الوجود.

لأجل ذلك، ينبغي التوقف عند التشاؤم السياسيّ الذي عبّرت عنه تصريحات الأيّام الأخيرة للبطريرك المارونيّ، في دعوته إلى الخروج من الضائقة الحالّة بالبلاد.

هذا التشاؤم السياسيّ يتجاوز مسألة التعرّض إلى الكنيسة وسيّدها، أو التعرّض إلى الدستور ومواده، أو إعتراض سبيل التشكيل الحكوميّ.

إنّه تشاؤم يربط ما بين تردّي حال السياسة من جهة وتردّي حال الأخلاق عند بعض المتعاطين بالسياسة في لبنان من جهة أخرى، خصوصاً أنّ هؤلاء صاروا يدمنون التبشير بالحسم الأمنيّ، للرّد هذه المرة على مؤامرة الشعب اللبناني في 7 حزيران، يوم أعاد الشعب هذه الأكثرية وبزخم أقوى.

فغاية هذا التشاؤم السياسيّ وضع الناس، وتحديداً المسيحيين، أمام مسؤولياتهم الكيانيّة والتاريخيّة، الأمر الذي يوضح أكثر فأكثر أن خوف البطريرك الماروني على مصير لبنان إن فاز فريق بعينه فيها ليس خوفاً إنتخابياً في شيء، ولا خوفاً عابراً، بل إنّه مسؤولية يلتزم بها تجاه كنيسته ورعيته: وهو أنه يستشعر الخطرَ، من موقعه الكنسيّ الأساسيّ، فيتقدّم الصفوف لتقويم الإعوجاج.

والتشاؤم السياسيّ يعني اليوم الخوف على نتائج الإنتخابات بعد وصول محاولة الإلتفاف إليها والإنقضاض عليها إلى حدّ مثير للخشية، ومدعاة تنبّه وإستباق.

لكن التشاؤم يتصل أيضاً بأن الجامع المشترك بين أنواع الهجوم على المحكمة الدولية والبطريرك ورئاسة الجمهورية والطائف والدستور هو الهجوم على لبنان الكيان ومشروع قيام الدولة فيه، ولبنان الصيغة، صيغة المناصفة الإسلامية المسيحية بجميع أبعادها القيمية والمؤسسية والحضارية.

حتى إذا ما عدنا إلى الهجوم على البطريرك نصر الله بطرس صفير بعينه، نرى أنّه إفتئات ليس على إيمان يسكنه أو على موقف يبديه، وإنّما وقبل كلّ شيء، على حقّه في التشاؤم من أمور لا يمكن إزاءها أن تشعر الفطرة الإنسانيّة الأولى بغير التشاؤم.

 

مجد لبنان» الضائع مادة سجالية تزيد الانقسامات بين نزلاء الفندق اللبناني

«مجد لبنان» الضائع مادة سجالية تزيد الانقسامات بين نزلاء الفندق اللبناني

أوساط المعارضة المسيحية تأخذ على بكركي جملة مواقف همّشت دور المسيحيين الفاعل

اسكندر شاهين/الديار/ السبت 29 آب 2009

تستغرب اوساط سياسية المناوشات التي تحصل على خلفية «مجد لبنان» لمن اعطي وتتساءل هل بقي لبنان ليبقى له مجد، فاذا كان الكيان لايتعدى اطار الشكل، فان المضمون يثبت بان القبائل اللبنانية لم ترتق ولن ترتقي الى رتبة الشعب بما تحمله هذه الرتبة من دلالات، كون بلد الـ18 طائفة فشل في ان يشكل عبر تاريخه بوتقة لانصهار هذه الطوائف، ولم يتعدَ دوره العلبة التي تحتوي خليطاً من الالوان العصية على المزج فكيف بالامتزاج، ولعل ما طرحه السيد العلامة محمد حسين فضل الله حول «مجد لبنان» وردود الفعل عليه يشيران الى مستوى الانقسامات القاتلة بين سكان الفندق اللبناني، فبدل ان يلجأ الاقطاب من طراز «الباب اول» الى اجتراح حلول للقضايا اللبنانية العالقة قبل هبوب العواصف الاقليمية المرتقبة، يعمد هؤلاء الى استثمار اي كلام ايجابي او سلبي لتوسيع الشرخ بين بعضهم البعض، والتخوف في مربعات متقابلة، وما يحصل اليوم في مسألة تشكيل الحكومة دليل من مئات الادلة على ان نزلاء الفندق اتفقوا على تكريس خلافاتهم الى اجل غير مسمى، مما يؤكد ان البلد الصغير لا يستطيع حتى الآن ان يحكم نفسه بنفسه، ومن يقل غير ذلك فان قوله يندرج في خانة الشعر الرومانسي.

ولكن وفق الاوساط المسيحية المعارضة هل يستلزم كلام السيد فضل الله كل هذه الردود، على الرغم من انه كلام في السياسة جاء ردا عــلى كلام سياسي ساقه البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، علماً ان سيد بكركي يؤخذ عليه الكثير من المواقف التي اضعفت المسيحيين بدل ان تقويهم وهمشت دورهم التاريخي المستند استقلالياً على «المجد» المذكور، اضافة الى عجزه عن جمع شمل العائلة المسيحية كما هو حاصل لدى بقية الطوائف في البلد، فقد تمثل عجز صفير في قيادة السفينة المسيحية في عدة محطات تاريخية منها على سبيل المثال لا الحصر:

1- فشلت بكركي في منع الاقتتال المسيحي - المسيحي من صراع قيادات «القوات اللبنانية» بين بعضها بعضاً ايام الاتفاق الثلاثي المشهور، وانتفاضة الدكتور سمير جعجع على الوزير الراحل ايلي حبيقة، كما فشلت في وقف حروب «توجيه البندقية» و«الالغاء»، مما جعل المسيحيين يدفعون اغلى فاتورة دموية عبر اقتتالهم بين بعضهم البعض.

2- دخول بكركي على خط الاطاحة بالعماد ميشال عون وكلام صفير حول «زوال الكابوس» بعد اجتياح «قصر الشعب» من قبل القوات السورية لم ينسه العونيون كما ان بكركي لم تغفر لمقتحميها خطأهم التاريخي.

3- الدعوة الى مقاطعة انتخابات 1992 التي اطلقتها بكركي ولبّاها المسيحيون وكانت النتيجة انطلاق قطار الطائف بمن حضر، بحيث اخرج المسيحيون من الحكم لمدة ربع قرن تقريباً.

4- فشلت بكركي في جمع الصقور المسيحيين واطلاق مصالحة مسيحية - مسيحية وخصوصا بين الوزير سليمان فرنجية، وجعجع لاقفال احد ملفات الحرب بين اهل البيت الواحد.

وتشير الاوساط نفسها ان كل هذه المواقف لم تنضج تجربة بكركي مع رعاياها الاقطاب بل زادت من فجاجة مواقفها والدليل على ذلك الحياد المعلن لصفير الى جانب فريق الاكثرية في الانتخابات النيابية، وفي مسألة تشكيل الحكومة من خلال موقفها الرافض لحكومة الوفاق الوطني، ومعركة «الحصانين» لا تزال تثير الكثير من التشنجات بين فريقي الاكثرية والمعارضة.

 

الوزير السابق سركيس في العشاء السنوي ل"القوات" في جزين: ما يحصل من تعطيل محاولة لتغيير او لاجهاض نتائج الانتخابات

مجد لبنان اعطي بحق الى بكركي فرسخته بالمواقف والممارسة

وطنية - السبت 29 آب 2009 / أقامت "القوات اللبنانية" عشاءها السنوي في مسبح جزين، في حضور الوزير السابق المهندس جو سركيس، منسق الحزب في منطقة جزين بيار حنا، المرشح السابق عن المقعد الكاثوليكي عجاج الحداد وحشد من المناصرين.

الوزير سركيس

والقى الوزير السابق سركيس كلمة جاء فيها: "أحبائي ابناء منطقة جزين الابية، نلتقي اليوم مجددا في جزين، جزين عروسة الشلال، وزهرة الجنوب، ومخزن الطيبة والطيب، للبنان والعالم. أقف بينكم ومعكم في هذا المساء، باسم رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ناقلا اليكم تحياته وحبه وكل العزم والامل، نتوسلهما معا سعيا الى فجر أكثر إشراقا ربما افتقدناه للغابر من السنين".

اضاف: "يتميز اللقاء في هذا المكان وهذا الزمان بالذات، في انه يحمل اكثر من معنى وأبلغ من رسالة: فجزين هي صلة الوصل بين جنوب لبنان الوعد وقلب لبنان النابض، وهي رمز العيش المشترك الهانىء، وخزان الرجولة للوطن، في زمن شحت روافد العطاء وندر الرجال الرجال، وهو ايضا لقاء بعد محطة فاصلة بين مرحلتين، نطمع الى ان تتميز الحالية عن السابقة، بترسيخ التصميم اكثر نحو مزيد من العمل والجهد، لبناء دولة القانون والمؤسسات، لا تقويض دعائم ما سلم منها حتى الآن".

وتابع: "نلتقي اليوم بعد الانتخابات النيابية التي جرت في حزيران الماضي، وقال الشعب فيها كلمته ماحضا ثقته للاكثرية، ومجددا الولاء لها، ما يؤكد صحة خياراتها ونظرتها الى مستقبل لبنان. اما ما أفرزته نتائج جزين بالذات، فهو ليس اكثر من مجرد جولة في سباق، وهو يدعونا الى أمرين: اولا، التبصر في النتائج والظروف والاسباب وكل ما أحاط ويحيط بها لاخذ العبر وشحذ الهمم والعمل على ما يتبين انه في حاجة الى تصويب. ثانيا، الوثوق بانه اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد من ان يستجيب القدر، فلنثبت بالايمان وبالارض وبالمعتقد، ولنثق باننا قادرون على اجتراح ما يظن انه من المعجزات، وباننا قادرون على تحويل دفة القدر، بما يوصلنا الى الشاطىء الامين".

اضاف: "جزين التي عانت حقبة الاحتلال الاسرائيلي وخرجت تتوق الى الحياة، وجزين التي عرفت كيف تحافظ على التنوع ضمن الوحدة، والتعدد ضمن الشراكة والتجدد ضمن الثوابت، هي قادرة على كل شيء، وستبقى سكاكينها مرفوعة في وجه من لا يريدون لها الخير، وستبقى كما دوما تحتضن التاريخ وتعيش الحاضر وتتوثب الى المستقبل. وفي هذه المناسبة لن يغيب عن البال طبعا التطرق الى اوضاع الساعة، وفي مقدمها الوضع الحكومي، وهنا لا بد من الاشارة والتأكيد ان ما يحصل من تعطيل هو محاولة لتغيير او لاجهاض نتائج الانتخابات النيابية التي ثبتت خيارات قوى 14 آذار، وهذا امر لن نسمح بحصوله مهما بلغت التضحيات. فنحن ثابتون معكم وبثقتكم الى ان يتحقق مشروع العبور الى الدولة وبناء المؤسسات، والذي طالما عملت عليه القوات اللبنانية، ودفعت في سبيله كل غال وعزيز، وهي تعيد التأكيد مرارا انها لن تتخلى عن هذا الدور، وانسجاما مع هذا التوجه نقف الى جانب الرئيس المكلف الشيخ سعد الحريري، في سعيه الدؤوب لاخراج البلد من هذه المراوحة، بما يضمن إنقاذه من مكائد المارقين ولا يعرض توافق ابنائه الى اي اهتزاز، والى جانب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في دعمه المسؤول لهذا التوجه وحفاظه الدقيق على الموازنة بين الامور، بما يضمن تذليل العقبات من امام التشكيل واخراج البلد من الازمة الراهنة. وهنا يهمنا ان ندفع بقوة في اتجاه الاسراع في التشكيل، حتى لا يتمادى المعرقلون أكثر، وحتى لا يتحول التأني والحفاظ على الثوابت الى شلل قاتل. وعليه اطمئنكم الى ثباتنا في هذا الخط وتصميمنا على مواصلة النضال، فاثبتوا في ايمانكم ولا تتزعزعوا".

وقال: "اما بعد، وعلى الصعيد القواتي الخاص، وعملا بالقول ان الختام مسك، أود ان أزف اليكم ما قطعته القوات اللبنانية الى الآن من أشواط في مسيرة التنظيم الحزبي، وانها اليوم على مشارف المؤتمر العام الذي سوف يتأكد لكم وللجميع غدا، انه قمة في التنظيم والواقعية والشمولية، ووفاء بما وعدت به وسعت اليه، ستظهر اكثر التزامها الدائم والكامل، اولا بلبنان، وثانيا بما تمثل من مشروع مسيحي ذي امتداد سحيق في التاريخ والتصاق وثيق بالوطن، ملتزمة بذلك بالثوابت الوطنية التي يعلنها البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، والتي طالما نادت بها بكركي، المرجعية الوطنية التي اعطي لها بحق مجد لبنان، فرسخته بالمواقف والممارسة بما لا تقوى عليه أبواب الجحيم وليعلم الجميع ان من اعطي مجد لبنان اعطى لبنان مجدا أبديا لا يزول".

وختم: "اللافت ان القوات اللبنانية ستشرك في مؤتمرها العام هذا، اضافة الى كوادرها الحزبية في لبنان والخارج، الهيئات الروحية والمدنية، النخب واصحاب الاختصاص من المجتمع المدني، بهدف ان يكون العمل متكاملا والنتائج كما هو المرتجى. فيأتي هذا المشروع على قدر آمالكم وعلى مستوى لبنان والشرق ونضالات الشهداء والمقاومين. وعليه أدعوكم الى التجاوب مع ما سوف يطلب منكم وتلبية الدعوة لاستكمال بناء الحزب لاسيما انكم شلاله الذي لا ينضب وشمسه الساطعة ابدا في سماء لبنان".

 

النائب زهرا ممثلا جعجع في عشاء مكتب "القوات" في عين الريحانة: لن نتنازل عن النصر المحقق في الانتخابات وسنتصدى لكل الشروط التعجيزية

كل البطاركة الموارنة أعطي لهم مجد لبنان وهذه حقائق لا يمكن التنكر لها

حملات بعض المسيحيين على الموقع المسيحي الأول سمحت للآخرين بالمشاركة فيها

وطنية السبت 29 آب 2009  - وصف النائب انطوان زهرا المرحلة التي يمر بها لبنان "بالصعبة وتحتاج الى المؤمنين بربهم ووطنهم، وهي مليئة بالضجيج المفتعل الهادف الى الترهيب لاقناع الناس بان الانتخابات النيابية وعودة الاكثرية لا معنى لها في محاولة لإحباط الناس وإجهاض ثورة الارز والانقلاب على الارادة الشعبية".

وأكد خلال تمثيله رئيس الهيئة التنفيذية ل "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في العشاء السنوي الثاني لمكتب "القوات" في عين الريحانة ان "القوات اللبنانية مستمرة في خطها الوطني السيادي وكذلك ثورة الارز، وان الغالبية النيابية التي أفرزتها الارادة الشعبية ستكون غالبية وزارية وستحكم وتظهر النية والارادة لدى الرئيس المكلف في مد أيادينا وبصدق الى الطرف الآخر، لاننا نؤمن بالشراكة الحقيقية ونسعى لتأليف حكومة وحدة وطنية او ائتلاف وطني تضم الجميع لنعمل على إنهاض الوطن بروح الايمان بلبنان وطن نهائي حقيقي لكل ابنائه".

وقال: "لن نتنازل عن النصر المحقق في الانتخابات النيباية، وسنتصدى لكل الشروط التعجيزية التي تنسفها من أساسها، وبالتالي فتوزيع الادوار الذي يقومون به اليوم والاختباء وراء من جاء صدفة الى حيث هو اليوم ليكون غطاء وبوقا للآخرين لن يجدي نفعا، ويسألون لماذا التأخير في تشكيل الحكومة ويضيفون اذا كنتم قبضايات شكلوا الحكومة من دوني".

ولفت الى ان "هذا التلاعب لن يستمر طويلا، وعندما يحين الوقت سيعرض عليهم ما يجب عرضه، وعندئذ ليرضى من يرضى ومن لا يرضى لا يرضى فالبلد يجب ان يسير وتعود مؤسساته للعمل وسنعمل على تحقيق ذلك"، وقال: "المرحلة اليوم تحتمل بعد الانتظار لاننا نمر في صيفية مزدهرة، فرحنا بها لوجود الكثير من المصطافين العرب والاجانب والمغتربين مما جعل الضائقة الاقتصادية تخف لوجود البحبوحة الموقتة، لكن هذا الامر لن يطول ولا يعود بامكاننا الانتظار على التعطيل، فممنوع من الآن وصاعدا التبليط في الساحات وتعطيل المؤسسات وشل حركة الدولة، نريد بناء الدولة التي نؤمن بها، دولة القانون والمؤسسات، الدولة السيدة الحرة المستقلة لا دولة ساحة الصراعات الخارجية على أرضنا كما يريدون، فهذا المشروع لن يمر ولن نسمح بمروره".

وتوقف عند التعطيل في تشكيل الحكومة وقال: "لا تصدقوا ما يقال لكم عن ان مطالبهم تتوقف عند اسم معين في تشكيل الحكومة او حقيبة معينة او حصة، فالمطلب الحقيقي وراء ما يقال هو إظهارنا امام العالم وامام أنفسنا اننا نعجز عن حكم انفسنا. لقد أثبتنا للجميع اننا نقدر على تحرير بلدنا ونيل استقلاله عندما نتوحد، وسيكون هذا الاستقلال ناجزا ونهائيا بارادتنا وتضامننا وتصميمنا على حمايته".

وانتقد النائب زهرا المطالبين بتعديل الطائف "فهو كرس الشراكة والمناصفة ورسم لنا الطريق لعودة الدولة وبناء مؤسساتها، متناولا المشاكل التي نعاني منها وصولا الى التمسك باتفاقية الهدنة فلا مبرر للمطالبة بتعديله، بل ما نحتاج اليوم هو الإفساح في المجال لتطبيق بنوده كاملة، لان ما نعاني منه اليوم هو نتيجة لعدم تطبيقه".

ورأى ان "المصالحة التي جرت في الجبل بين خليفة بطرس في الكنيسة المارونية والزعيم وليد بك جنبلاط، مصالحة حقيقة تمت ولا تزال قائمة وصاعدة رغم التقلبات السياسية التي حصلت أخيرا وهي ستبقى هكذا لانها حقيقية ومباركة ممن أعطي له مجد لبنان وحده، فالبطاركة الموارنة من أسلافهم الى حاضرهم والى من سيأتون في الغد أعطي لهم مجد لبنان، وهذه حقائق مطلقة لا يمكن التنكر لها كما الله حقيقة مطلقة لا تقبل الجدل او المناقشات، لذلك لن ندخل في سجالات حولها او نرد عليها، لكننا ننبه مجددا وكما نبهنا في السابق الى ان الحملات على المقامات الروحية وخصوصا على الموقع المسيحي والوطني الاول من بعض المسيحيين سمح للآخرين بالمشاركة فيها بهدف إضعافها. وتشكل قلقا على المستقبل لدى استمرارها، لذلك دعونا نعتبر ما حصل غلطة وصارت ويجب الاعتذار عنها، فلا نبني عليها الكثير لكيلا تصبح مكلفة كثيرا، فالمصالحة في الجبل حدثت والناس التزموا بها وعاشوا المصالحة الحقيقية. وردود الفعل الشعبية على كل التطورات السياسية تؤكد ان المصالحة الحقيقية فعلية وثابتة ومستمرة كما هي الاغلبية النيابية قائمة ومستمرة وستنتج حكومة وحدة وطنية او ائتلافية".

وتطرق الى "التهديدات المبطنة التي تنطلق من هنا وهناك على لسان الاوركسترا المعروفة الاهداف والمايسترو الذي يقودها والتي تتهم حينا المحكمة الدولية بالتسييس، وانها لم تعد تعنينا بشيء وانها مؤامرة تحاك ضد لبنان ووحدته، من خلال التسريبات التي تطلق، وتشدد على ان الرئيس المكلف ووليد جنبلاط مسؤولان عن قيامها، ويجب العمل على إنهائها.أليس هذا الموقف واضحا؟ ألا يؤكد لنا هذا أسباب التعطيل حتى الآن، ومحاولاتهم المستميتة للانقلاب على انتفاضة الاستقلال الى اليوم؟"

وأكد النائب زهرا ان "لا مساومات بعد اليوم على الحقيقة وعلى لبنان ولن يكون لبنان موضوعا على طاولة أحد في اي مفاوضات تحصل عندما يكون غائبا، لذلك قررنا ان يكون حاضرا بنا وبرئيس الجمهورية الذي يمثل كل لبنان وبحلفائنا وبسياستنا الواضحة ليتكلم في أمور اخرى. نعم قررنا ان نكون موجودين، شركاء في الوطن، نقرر مصيرنا بأنفسنا، فلا يفاوض او يقرر احد عنا، ليكون لنا اللبنان الذي نريد ونحلم ان يكون لبنان الحرية والسيادة والاستقلال، لبنان الكرامة والعنفوان تاريخه يصرح بشهدائه، وفيه شعب عنيد مؤمن كالقوات اللبنانية متمسك به فلا تخافوا عليه".

وكان مكتب "القوات" في عين الريحانة أقام عشاءه السنوي الثاني في مطعم "المعصرة" في الروميه - كسروان في حضور بهجت سلامة ممثلا منسق الامانة العام ل 14 آذار الدكتور فارس سعيد، منسق منطقة كسروان - الفتوح في "القوات" الدكتور زياد معلوف، رئيس "حركة التغيير" المحامي ايلي محفوض، امين سر "الرمغفار" الاستاذ هرير هوفيفيان، كاهن الرعية الاب ميشال جبور، رئيس بلدية عين الريحانة المهندس بيار كريدي، مختار البلدة طوني خليل، رئيس جمعية نادي عين الريحانة حنا كريدي وحشد كبير من فاعليات البلدة والجوار والمناصرين والمسؤولين في "القوات اللبنانية" والاحزاب الحليفة.

وبعد النشيدين الوطني والقواتي افتتاحا، ألقى رئيس المكتب عادل وهيبة كلمة لفت فيها الى "التزام القوات بالمبادىء التي قامت عليها منذ تأسيسها على يد الشهيد الشيخ بشير الجميل ودفع حياته ثمنا لها، واعتماد الدكتور سمير جعجع المبادىء نفسها ودفع ثمنها سجنا قاسيا وطويلا، هكذا هي القوات اللبنانية اليوم وغدا العمود الفقري لانطلاقة ثورة الارز واستمرارها والمشاركة في تأسيس حركة 14 آذار،وما نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة، الا خير دليل على التزام القوات اللبنانية وعودها ومبادئها فأذهلت وفاجأت الكثيرين".

ولفت وهيبة الى ان "التزام القوات الاخير بعدم المساس او التفريط بأسس 14 آذار، جعل منها مجددا من المدافعين الاوائل عن بكركي وسيدها الذي كان وسيبقى من أعطي له مجد لبنان عن جدارة وحق، من هنا نقول لمن يريد ان يسمع اذا لم تستطع آلات الحرب والسجن والترهيب والاعتقال ان تثنينا عن اهدافنا النبيلة، فلن تستطيع بعض محاولات العزل الجديدة ان تثنينا عن قناعاتنا، وما لقاؤنا الليلة الا تجديد لهذه الالتزامات جميعها، ولو تطلب منا المزيد من التضحيات الإضافية لكي نبقى ونستمر في وطن أسمه لبنان السيد الحر المستقل".

وتخلل الاحتفال تكريم الرئيس السابق للبلدية ريمون البستاني تقديرا ووفاء لعطاءاته وتضحياته في سبيل البلدة وأهلها.

 

الشيخ ياسين: مجد لبنان للامام المغيب موسى الصدر

وطنية -صور السبت 29 آب 2009 - عقد رئيس لقاء علماء صور العلامة الشيخ علي ياسين مؤتمرا صحافيا في مقر اللقاء في الحوزة العلمية الدينية في صور، لمناسبة ذكرى تغييب الامام السيد موسى الصدر، حضره عدد من رجال الدين، عاهد فيه الامام الصدر على "الثبات على الخط الذي سار عليه في مواجهة الغدة السرطانية اسرائيل والاهمال والحرمان حتى لا يبقى محروم واحد وان نحفظ المقاومة وسلاحها لأنها الخيار الوحيد في ردع العدو الصهيوني الذي لا يفهم الا منطق القوة". وقال الشيخ ياسين: "لك ايها الامام مجد لبنان لأنك امام الوطن والمقاومة والكاهن المتعبد. ان مجد لبنان لهذا الامام المغيب الذي صمت العالم والمنظمات الدولية على جريمة تغييبه والذي لم يكن للدولة اللبنانية الدور المطلوب والذي نرجوه باعادة الاهتمام بهذه القضية من خلال اثارتها في المحافل الدولية لحمل النظام الليبي على الكشف عن مصير الامام الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدرالدين ومحاكمته امام العالم". ورأى "ان من اختطف الامام الصدر ارتكب جريمة ضد الانسانية عموما واللبنانيين خصوصا وان الامام الصدر كان سدا منيعا في وجه مخططات قوى الاستكبار العالمي وربيبتها اسرائيل من خلال جهده وجهاده المتواصل للقضاء على الخلافات الطائفية ومواجهة الاقطاع السياسي والفساد ودعوته الدائمة الى اقامة لبنان القوي الموحد ليبقى وطنا نهائيا لكل ابنائه وطوائفه، ليستطيع ان يواجه الخطر الاسرائيلي الذي يهدد كيان لبنان ووجوده". واكد "ان الامام الصدر رفع مقولة لبنان قوي بقوته وليس بضعفه، وان قوته تكون بتأسيس جيش قوي يسانده شعب صابر مجاهد موحد ومقاومة جاهزة على سلاحها تردع العدو".

 

النائب حبيش استنكر الحملة على البطريرك صفير: الرئيس الحريري تجاوز البروتوكول للوصول الى حل كل العقد

وطنية - عكار السبت 29 آب 2009 - وضع عضو كتلة "المستقبل النيابية" النائب هادي حبيش في مؤتمر صحافي عقده في دارته في القبيات، مبادرة الرئيس المكلف النائب سعد الحريري الاخيرة في "الموقع الايجابي". وقال: "ان هذه المبادرة الجديدة للرئيس الحريري لهي تاكيد على الرغبة الصادقة لديه، كما عودنا الرئيس الحريري منذ تكليفه تشكيل الحكومة، في تجاوز كل الاشكالات البروتوكولية للوصول الى حل كل العقد، تمهيدا لتاليف الحكومة، واني أتمنى على الفريق الاخر التجاوب مع هذا الانفتاح والايجابية والدعوة الصادقة، كما آمل من جميع الافرقاء تقديم كل التنازلات للوصول الى حل يسمح بتشكيل الحكومة كي تنطلق عجلة الحياة السياسية والاقتصادية بما يمكننا من مواجهة التهديدات الاسرائيلية والوضع الاقليمي المتازم".

واستغرب الحملة على البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وقال: "مواقف غبطته الأخيرة تعبر عن رأي قسم كبير من الشعب اللبناني، لا بل جميع اللبنانيين المؤمنين بالنظام الديموقراطي في البلد، وللأسف وصلنا إلى مرحلة نسمع البعض يقول أن مجد لبنان لم يعط لبكركي، أتصور أن مجد لبنان أعطي لغبطة البطريرك وجميع البطاركة الموارنة لما لهم من دور في الحفاظ على حرية لبنان وسيادته واستقلاله، وجميعنا يعرف لولا موقف البطاركة في الدفاع عن حرية لبنان وسيادته واستقلاله، لم يكن هناك من لبنان اليوم ولم تكن الديموقراطية التي ننعم بها".

وأضاف: "جميعنا يعرف أن المواقف الأخيرة للبطريرك والتي على أساسها برزت هذه الحملات لم تكن إلا مواقف تعبر عن رأي القسم الأكبر من اللبنانيين المؤمن بالنظام الديموقراطي، ولا أتصور أن غبطته دخل في زواريب السياسة لا بل أنه دائما يتحدث بالخطوط العريضة للسياسة في لبنان ويطالب بالحفاظ على النظام الديموقراطي وإرادة الشعب اللبناني والتي أفرزت أكثرية نيابية، وبالتالي لم نكن لنتوقع بأن يصدر هكذا كلام تجاه البطريرك صفير، لا بل أكثر من ذلك لم أكن أتوقع بتاتا أن يحكى حتى عن مجد لبنان الذي أعطي للبطريركية المارونية منذ عقود من الزمن، وجميعنا يعرف أن غبطة البطاركة وجميعهم كانوا دائما يلعبون أدوارا في الحفاظ على حرية لبنان وسيادته واستقلاله، ولولا هؤلاء والدور الكبير الذي لعبوه في لبنان أتصور أننا لم نكن بهذا الوضع من الحرية والسيادة والديموقراطية".

وردا على سؤال، عن أسباب هذه الحملة بالذات في هذه الفترة، قال النائب حبيش: "هناك أناس اليوم مؤمنون بالديموقراطية في لبنان غبطة البطريرك تحدث عن النظام الديموقراطي وطالب الرئيس المكلف سعد الحريري وفخامة رئيس الجمهورية بتأليف حكومة من الأكثرية النيابية، وأن تحترم نتائج الانتخابات النيابية، هذا الموضوع لا يعجب بالطبع فئة من اللبنانيين، ولذلك رأينا هذه الحملة العنيفة التي تشن على غبطة البطريرك وكنا بغنى عن هذه الحملة، والجميع يعرف ان البطريرك لم يقف ولا مرة مع فريق في لبنان لحساب الفريق الآخر". وحول تشكيل الحكومة والعراقيل الموضوعة، قال النائب حبيش: "دون أن ندخل في تفاصيل العراقيل الاقليمية التي تواجه تأليف هذه الحكومة، لكن داخليا هناك عقد ثلاثة تؤدي إلى تأخير تشكيل الحكومة، ومنها المطالبة بتوزير الراسبين والتي أصبحت معروفة من جميع الناس، والعقدة الثانية وهي مطالبة العماد عون بوزارة الداخلية والتي تؤدي وبهذه الطريقة الى أن تكون للأقلية حقيبتان سياديتان، وللأكثرية حقيبة سيادية واحدة".

واضاف: "إذا أردنا أن نتصرف كما هم يفعلون في المعارضة والعماد عون، يمكننا أيضا أن نطالب نحن بالحقيبة السيادية الثانية، ونكون بذلك جردنا فخامة الرئيس من كل الحقائب السيادية، وهذا ما لا نقبله نحن ولا فخامة الرئيس ولا اللبنانيين الحريصين على رئاسة الجمهورية وموقع الرئاسة".

وأضاف: "أما العقدة الثالثة والأساسية هي مطالبة العماد عون بخمس حقائب لخمس وزارات من حصته، واذا أعطينا العماد عون خمس حقائب، والوزارات الخمس الأخرى نعطيها لاخواننا الشيعة لأن العرف يقول بذلك، بالتالي يصبح للمعارضة عشر وزارات بعشر حقائب. في المقابل ستنال الرابع عشر من آذار 15 وزارة لعشر حقائب وهذا الموضوع ينافي الديموقراطية وينافي مبدأ الأكثرية التي حصلت عليها قوى الرابع عشر من آذار في الانتخابات الأخيرة".

وقال: "لذلك هذه من بين العقد التي تواجه التشكيل وهي توزيع الحصص والمفروض أمام هذا الوضع أن نقدم جميعا التنازلات ، لأنني أتصور أن الوضع الاقليمي الذي يحيط بالبلد والتهديدات الاسرائيلية المحيطة كل ذلك يفترض منا أن نترفع جميعنا عن المصالح الصغيرة وان نضغط لتشكيل هذه الحكومة، لأنه من دون حكومة وحدة وطنية لا يمكن الوقوف في مواجهة هذه التهديدات".

وبشأن المحكمة والكلام عن القرار الظني، قال النائب حبيش: "سمعنا بالامس كلاما صدر عن احد الوزراء السابقين المعروف بعلاقته بالنظام السوري، أنا استغربت كثيرا هذا الكلام، لا بل أكثر من ذلك، ما هو الداعي اليوم وفي هذا الوقت بالذات لشن حملات على المحكمة الدولية في الوقت الذي يعرف فيه جميع اللبنانيين ان موضوع المحكمة الدولية أصبح في المحكمة، وأي قرار ظني يصدر عن المحكمة الدولية سنحترمه، فكما صدر القرار بشأن الضباط الأربعة باخراجهم من السجن واحترمنا نحن هذا القرار، نحن اليوم وأيا يكن قرار المحكمة الدولية وأيا يكن القرار الظني، علينا أن نحتكم للمحكمة ونحتكم للعدالة ونحترم هذا القرار، فهذه الحملة اليوم تدعني أشك شخصيا بأن هناك معلومات متوافرة لدى المعارضة أو عند هؤلاء الأشخاص، إذ يبدو أن هناك قرارا ظنيا قد يتهم فريق من المعارضة، ونحن لا نعرف في كل الأحوال سننتظر كي نرى، ولكن استغربت هذه الحملة كثيرا، وما نراه لا يدعنا إلا أن نقول أن هناك معطيات ومعلومات متوفرة لديهم عن اتهام معين سيخص فريقا أو فريقا قريبا منهم أو هم ينتمون اليه".