الذكرى ال18 لحل "حزب القوات اللبنانية

 

جعجع في الذكرى ال18 لحل "حزب القوات اللبنانية": على مسيحيي الشرق التشبث بأرضهم ومواجهة الأحداث بشجاعة والتفاعل مع محيطهم

الحل في سوريا باستفتاء شعبي حول بقاء النظام أو عدمه وليحكم من يصل ديمقراطيا

ممارسات الإصلاح والتغيير باتت تهدد نوعية العمل السياسي وتعاطي الشأن العام

مر عليهم في السلطة أقل من عام فماذا بان من اصلاحهم وأين لمسنا تغييرهم؟

 

وطنية - 31/3/2012 رأى رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع ان "ممارسات الإصلاح والتغيير باتت في لبنان تهدد نوعية العمل السياسي وتعاطي الشأن العام وطريقة ممارسة السلطة، في الوقت الذي تناضل فيه شعوب المنطقة وتموت كل يوم للخروج الى ربيع أخضر، فهذا الفريق لا يهدف من كل ما يقول سوى الى الدعاية السياسية الرخيصة وتلطيخ سمعة الآخرين".

 

وقال: "لطالما سمعنا منهم مطولات عن استرجاع حقوق المسيحيين في الدولة، فقولوا لي أين استرجعت هذه الحقوق: أفي التهجم على موقع رئاسة الجمهورية ومحاولة تحجيمه؟ أم في الأمن العام؟ أفي ملاك وزارة المالية؟ أم في ملاك المجلس النيابي؟ أو في أي إدارة أخرى في الدولة؟ يظهر أننا نحن قد أسأنا الفهم أولا بأول، إذ يبدو أن ما كان مقصودا "باسترجاع حقوق المسيحيين"، هو التفتيش عن كل موظف مسيحي رجعي، أي غير إصلاحي وتغييري، واستبداله بموظف مسيحي آخر ينضح من رأسه حتى أخمص قدميه إصلاحا وتغييرا".

 

ودعا المسيحيين في هذا الشرق الى "التشبث بأرضهم وبأوطانهم والى مواجهة الأحداث والتحولات والمخاطر بشجاعة والى التفاعل مع محيطهم وتبني القضايا الانسانية العادلة". ورأى ان "الحل الحقيقي في سوريا ليس السكوت عن النظام او التسامح معه، بل بالدعوة الى استفتاء شعبي حقيقي برعاية جامعة الدول العربية ومجلس الأمن حول بقاء النظام أو عدمه، وكل ما عدا ذلك مزيد من الدماء والدمار والموت. فالحل الحقيقي في سوريا هو في الديمقراطية، وليحكم من يصل الى الحكم ديمقراطيا".

 

هذه المواقف أطلقها جعجع خلال إحياء الذكرى الثامنة عشر لحل "حزب القوات اللبنانية" في مجمع "بيال" في بيروت، تحت شعار "ربيع شعوب، خريف عهود"، في حضور الرئيس أمين الجميل، النواب: جورج عدوان، فريد حبيب، ستريدا جعجع، ايلي كيروز، انطوان زهرا، جوزف المعلوف، انطوان بو خاطر، شانت جنجنيان، سامي الجميل، جمال الجراح، أمين وهبة، انطوان سعد، عاصم عراجي، نديم الجميل، رياض رحال، نهاد المشنوق، سيرج طورسركيسيان، الياس عطالله، عمار حوري، عاطف مجدلاني، مروان حمادة، معين المرعبي، هادي حبيش، روبير غانم، فادي الهبر، هنري حلو، فؤاد السعد، نبيل دو فريج، ميشال فرعون، جان اوغاسبيان، باسم الشاب، نعمة طعمة، تمام سلام وممثل النائب بطرس حرب أرنست حرب، الوزراء السابقين: ابراهيم النجار، سليم وردة، طوني كرم، حسن السبع، محمد شطح ومحمد رحال، النواب السابقين: كميل زيادة، فارس سعيد، صولانج الجميل، صلاح حنين ومنصور البون، الأمين العام ل"حزب الوطنيين الأحرار" الياس بو عاصي، عضو مكتب "حزب الكتائب اللبنانية" ميشال خوري، رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض، رئيس "حركة التغيير" ايلي محفوض، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي العميد سامي نبهان ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات، إضافة الى أعضاء الهيئة العامة في الحزب.

 

بدأ الاحتفال الذي قدمه المدير العام لإذاعة "لبنان الحر" طوني مراد، بالنشيدين اللبناني والقواتي. فكلمات وشهادات حياة لشخصيات عربية من دول الربيع العربي والثورات الشعبية، بدأت بمداخلة متلفزة للأمين العام للمؤتمر من اجل الجمهورية التونسي عبد الرؤوف عيادي، تناول خلالها مرحلة الثورة التونسية عام 2012 التي امتدت الى عدة بلدان عربية، معتبرا "ان هذا مؤشر على ان مصيرنا مصير مشترك وان الحرية ستكتسح جميع الدول العربية وان ثورة الحرية هي ثورة سلمية بالأساس، لأننا نحن كنا ننادي باعتماد الوسائل السلمية من تظاهر واعتصامات وذلك ايمانا منا بأن التاريخ اذا بني على الدماء والصراع المسلح فإنه لا يفضي الى سلم الا بعد عقود عديدة".

 

ورأى ان "الثورة سواء في تونس او في لبنان او في بقية الدول العربية ستشكل حلقات لتحقيق المصير المشترك وبناء الدولة الديموقراطية في العالم العربي لأن التاريخ ليس مجالا مهلهلا وانما متصل الحلقات".

 

أما النائب في البرلمان المصري عن دائرة قصر النيل - القاهرة د. محمد بو حامد فاعتبر ان "ثورة 25 يناير في مصر وثورة 14 أذار في لبنان تحرك فيهما الشعب المصري واللبناني لنفس الأسباب والآمال. وهي الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية والتعايش والمواطنة العادلة للجميع وحفظ الهوية الوطنية وإستقلال القرار الوطني ورفض هيمنة أي فصيل من فصائل الوطن على المقدرات الوطنية وتجبره لأي سبب من الأسباب ديني أو طائفي أو غير ذلك. قامت الثورة هنا في لبنان وفي مصر وأصرت على السلمية، فكانت ثورة سلمية لتقهر قوى الظلام الداخلي والخارجي التي تقف بين الشعوب وأحلامها".

 

بدورها قالت الناشطة المصرية الدكتورة منى مكرم عبيد: "صحيح أن ثورات الشعوب قد تشكل تحولا كبيرا في أوطانهم، لكنه يجب وضعها في سياق تاريخي فهناك منظور قصير الأمد وهناك منظور آخر طويل الأمد. فبالنسبة للمنظور القصير الأمد، هو ما يهم جميع المصريين الآن، الذين عانوا من قمع الديكتاتورية وسياساتها المدمرة للمجتمع، من هدر الكرامة، ونهب الاقتصاد، وتفاقم الفقر، وزيادة معدلات البطالة، وتجذر الفساد، وتبعية مطلقة للخارج. وما يريده الأفراد من الثورة بعد أن نجحوا من إسقاط النظام السابق، يتمثل في إزالة كل ذلك الركام وأولها: إزالة الظلم عنهم وتحقيق الحقوق الدنيا من مطالبهم الاجتماعية والاقتصادية وتوفر فرص العمل".

 

وختمت الناشطة العربية الليبية فتحية موسى الحجاجي بالتأكيد ان "ربيعنا العربي هو بداية لعصر جديد ليس في منطقتنا العربية وحسب وإنما في كل أرجاء المعمورة، وهو مرحلة لإعادة صياغة الواقع السياسي العربي؛ واقع كان فيه الرئيس او الزعيم هو الذي يصنع القرار ويستفرد به ليصير القرار قرارا شعبيا بعد ان ينتزع حقه المسلوب ليكون الشعب مصدر القرارات ومنفذها. ربيعنا العربي نبتة زرعتها لبنان منذ سنين وتفتح مؤخرا في تونس ونور في مصر وازهر في ليبيا وامتد رحيقه لليمن وها هو اليوم في اوج عنفوانه في سوريا".

 

في حين ان الناشطة السورية هدير بشار الكوكي اعتبرت في كلمتها المتلفزة ان "حزب القوات اللبنانية المسيحي وقف بوجه الظلم"، عارضة لتجربتها الشخصية في سوريا وطموحها لحرية بلدها فقالت: "خرجت من سوريا التي تعمدت وقبلت مناولتي الأولى فيها منذ عدة أشهر بعد سلسلة معاناة عانيتها مع الآلاف من الشباب السوري وتعرضنا في السجن لظلم كبير من تحرض طائفي من قبل رجال النظام لتكريهنا بأخوتنا مسلمي سوريا"، مشيرة الى ان " ثورة سوريا ليست ثورة مسلم او ثورة مسيحي بل هي ثورة على النظام، ثورة حرية، ثورة كرامة".

 

وذكرت انه "منذ بداية الثورة والنظام يحاول استخدام المسيحيين كورقة للضغط على الغرب وعلى المسيحيين"، مضيفة ان "مسيحيي سوريا يعلمون تماما ماذا فعل هذا النظام بهم وبأنه ليس حامي الأقليات ولا المسيحيين، باعتبار انه شرد عائلات مسيحية كثيرة وكان يعاملهم بدونية وهجر الكثير من أبنائهم على مر التاريخ".

 

وكشفت ان "نسبة المسيحيين كانت مضاعفة قبل استلام آل الأسد الحكم، بينما اصبح المسيحيون اليوم متسولين على ابواب السفارات نتيجة الفقر والتهميش ومصادرة أملاكهم"، نافية وجود أي خوف على الاقليات والمسيحيين في سوريا، "لأن الثوار اثبتوا من خلال تحركاتهم ومظاهراتهم انهم ابعد ما يكون عن الطائفية لأنهم يدركون تماما ان الطائفية لا تفيد سوى النظام وسوف تفتت المجتمع السوري".

 

وتخلل الاحتفال ثلاث أغنيات بصوت الفنان ايلي شويري ومن كلماته وألحانه، شاركته إحداها الفنانة جنفياف يونس بمشاركة كورال ضم 15 منشدا. كما عرض فيلم وثائقي بعنوان "ولادة جيل" من كتابة مروان نجار، إخراج جو الطويل ومنتج منفذ جو القزي، تناول الفترة الزمنية التي امتدت على مدى 18 عاما منذ حل حزب القوات في العام 1994 وصولا الى ثورة الأرز وربيع الشعوب العربية.

 

الى ذلك، تم توزيع CD موسيقي يتضمن 3 أغنيات من تقديم بول مبارك والعدد 50 من مجلة "آفاق الشباب" الصادرة عن الدائرة الاعلامية في مصلحة حزب "القوات اللبنانية" تميزت بغلاف للفنان بيار صادق ومقالات وجدانية وسياسية للمطران أندريه حداد والدكتورة مي شدياق والإعلامي شارل جبور، إضافة الى جلسة حوارية مع الكاتب مروان نجار ومقابلات مع شخصيات سياسية بارزة ومع اللجنة المنظمة لذكرى حل حزب القوات اللبنانية.

 

كلمة جعجع

واختتم الاحتفال بكلمة لجعجع استهلها بالقول: "شيخ بشير، شهداءنا الأبرار، شهداءنا الأحياء،

قوافل مناضلينا المتدفقة من دون انقطاع منذ خمسة وثلاثين عاما. أناديكم اليوم، باسمي وباسم القواتيات والقواتيين، والسرور والحبور يملأ قلوبنا لأن الوزنات التي تركتموها بين أيدينا، وعلى الرغم من ظلم الظالمين، وقمع القامعين، واضطهاد المضطهدين، قد تحولت أضعافا مضاعفة: شرعة تفيض حرية وديموقراطية وتعددية دفاعا عن الحق، دفاعا عن الإنسان، ونظام داخلي مرن متطور يحاكي لغة العصر.

إنه ربيع القوات. أزهار ندية تتفتح في مدن لبنان وقراه، في سهله، وفي جبله، ورياحين تفوح عطرا لبنانيا خالصا في كل بقعة من بلاد الانتشار.

إنه ربيع القوات في شرعتها ونظامها الداخلي، كما في سياساتها وعلاقاتها العربية والدولية".

 

أضاف: "شيخ بشير، سرت مع رفاقنا الأولين الى ساحات الكرامة والشرف من دون نظام داخلي، ولا شرعة من ورق، مدفوعين مستنيرين بنداء الواجب والضمير؛ وها نحن اليوم نسير الى ساحات الوطنية والحرية والديمقراطية، مجسدين أمانيكم، بحزب حديث يرعاه نظام داخلي، وتتحكم بمساره شرعة طليعية جامعة شاملة وطنية. المجد والخلود لكم شهداءنا الأبرار والإجلال والتقدير لكم شهداءنا الأحياء، لأنكم بدمائكم كتبتم شرعتنا وسطرتم مستقبل القوات. هنيئا لحزب دماء شهدائه حبر ورقه، ومبادئه ليست حبرا على ورق. إن من سلف الحق والحرية آلاف الشهداء والمصابين والمناضلين جدير بأن يؤتمن على إرث الحرية والديمقراطية والحياة الوطنية".

 

تابع: "هذه هي الذكرى الثامنة عشرة لحل حزب القوات. للعبرة والتاريخ أطرح السؤال:

أين هو اليوم حزب القوات الذي كان قد حل، وأين هي القوى التي كانت وراء حله؟

هذا لأقول بأن الأحداث لا تسير على غير هدى؛ إن للتاريخ منطقا واتجاها أختصرهما بكلمات أربع: "ما بيصح إلا الصحيح". على الرغم من خططهم وكذبهم ومكرهم ودهائهم، لم يصح إلا الصحيح. على الرغم من ملاحقاتهم واضطهادهم واعتقالاتهم بالجملة، لم يصح إلا الصحيح. على الرغم من بطشهم وإجرامهم وقتلهم، لم يصح إلا الصحيح.

على الرغم من جبروتهم العسكري والأمني، وتجنيدهم لإمكانات دولتين ، لم يصح إلا الصحيح. على الرغم من تفجيرهم كنيسة على رؤوس المصلين فيها، لم يصح إلا الصحيح.

رفاقي إيلي ضو، سامي أبو جودة، نديم عبد النور وسليمان عقيقي استشهدتم ليصح الصحيح، وصح الصحيح".

 

وأردف: "فوزي الراسي، عذبوك حتى قتلوك، ولم يصح إلا الصحيح. رمزي عيراني،اغتالوك وشوهوك ليتجنبوا أن يصح الصحيح، ولكن عاد وصح الصحيح. أنطوانيت شاهين، اعتقلوك وعذبوك لكي تقبلي معهم بكلمة واحدة غير صحيحة، لكنك رفضت، ولم يصح إلا الصحيح. القواتيات والقواتيون الذين شتتوكم في أصقاع الأرض لتنسوا القضية ولبنان، فأكملتم وثابرتم حتى صح الصحيح. شابات، وشبان، ونساء ورجال القوات اللبنانية الذين كنتم تتسللون تحت جنح الظلام الى يسوع الملك لإكمال النضال لأنكم كنتم أصلا مؤمنين بأنه لن يصح إلا الصحيح، ولم يصح إلا الصحيح. ستريدا، وفريد، وإيلي، وإيدي، وكل رفاق الحلقة القيادية للمقاومة السرية في ذلك الزمن، عاد وصح الصحيح".

 

وقال: "قد تمر لحظات سود في التاريخ، ولكن هذا لا يعني أبدا أن اتجاه التاريخ أسود. طالما هناك إنسان واحد على وجه الكرة الأرضية يفكر أبيض ويعمل لإحقاق الحق، طالما التاريخ ذاهب في هذا الاتجاه، فكيف إذا كنا كثرة، كما نحن في القوات اللبنانية، وكما نحن في الرابع عشر من آذار، وكما نحن جميعا في الربيع العربي أينما كان؟ طالما نحن كثرة، وطالما نفكر حرية وديمقراطية وحقا وربيعا، طالما التاريخ ذاهب حكما في هذا الاتجاه، وخريفا لن يكون. إن البعض يعتقد بأننا سذج بسطاء رومانسيون. بعض هذا صحيح، مع إضافة صغيرة هي أننا أيضا مؤمنون. مؤمنون بأن الله فاعل في حياة البشر، وبالتالي لا يمكن إلا أن يسير التاريخ في الاتجاه الصحيح".

 

أضاف: "نحن نعرف تماما ما هو في انتظارنا على طريق الربيع العربي. في انتظارنا صعوبات جمة، وعراقيل كثيرة، وتقاليد بالية، وعقول متحجرة، ورؤوس حامية ونفوس متعصبة. لكن هذه الصعوبات كلها لن تثنينا عن عزمنا، لأنها أصلا، وبأبشع تجلياتها، جزء من الواقع السائد، ولكن الأهم هو أن طريق الربيع العربي، وعلى صعوباتها، هي طريق الحق والحرية والحياة، وإن تعبنا فيها، فلن نحيد عنها. أذكر يا إنسان أنك من الحرية... والى الحرية تعود".

 

تابع: "من تسبب أصلا بالربيع العربي هي الأنظمة الدكتاتورية التي امتصت دماء شعوبها وخيرات بلادها، وأسكتت وقمعت ونكلت وبطشت وتجبرت وأحبطت كل توق الى الحرية والانعتاق، وكله تحت مجموعة شعارات تبدأ بشعار الجماهيرية التي عادت وأسقطتها الجماهير، وتنتهي بشعار وحدة حرية اشتراكية. فإذا بالوحدة تتحول الى واحد، والحرية الى سجون ومناف وقبور، والاشتراكية الى مليارات في الحسابات الخاصة.

طوبى للذين آمنوا بالحق والحرية والحياة، ولم يتخذوا أولياء من الدكتاتوريين والطغاة. تحية من ربيع بيروت الى ربيع دمشق، من جبل لبنان الى جبل العرب. ومن وادي قنوبين الى وادي النصارى. كم من النعوت تطلق بحقك يا ربيع دمشق، ولكنك في نهاية المطاف ربيعا تبقى. يتكلم البعض عن مسيحيي سوريا وكأنهم هبطوا بالمظلات مع وصول هذا النظام، وعليهم بالتالي أن يجهزوا أنفسهم للعودة من حيث أتوا في حال سقوطه، متناسين أن المسيحيين سكان أصيلون تاريخيون في سوريا، عاشوا وتفاعلوا فيها لآلاف السنوات".

 

أردف: "إذا كانت ظاهرة التكفيريين، على محدوديتها، حقيقة لا يمكن إنكارها، فإن وجود أكثرية إسلامية معتدلة تنشد الحرية والديموقراطية والمواطنة الحقة، هو واقع ملموس ومعاش لا يمكن التعامي عنه. ولنا في إعلان الأزهر ورسالة المجلس الوطني السوري الى اللبنانيين، كما في وثيقة حزب الإخوان المسلمين السوري وغيره من الأحزاب والتجمعات والشخصيات السورية خير دليل على ذلك. أما العبرة فتبقى في التنفيذ، لكننا لا نستطيع تجهيل وتجاهل كل هذه الوثائق وإعلانات النوايا، ولا يمكننا إلا اعتبارها نقطة انطلاق جيدة، والتعاطي معها على هذا الأساس. إن واجبنا أن نشجع الاعتدال بدلا من الإغراق في بث روح الفصل العنصري وطرح فرضيات أقل ما يقال فيها أنها فرضيات لا تبرر مطلقا السكوت عن الواقع الحالي القمعي المجرم.

إن من يأبه فعلا لمصير المسيحيين في الشرق لا يبث فيهم أفكار اليأس والقنوط والخوف، ويرميهم بين أيدي أنظمة قمعية بحجة حمايتهم".

 

واستطرد بالقول: "من هنا أدعو المسيحيين في هذا الشرق الى التشبث بأرضهم وبأوطانهم والى مواجهة الأحداث والتحولات والمخاطر بشجاعة، والى الانتظام في أحزاب وتكتلات سياسية، دفاعا عن كل ما يؤمنون به ويريدون. أدعو المسيحيين الى التفاعل مع محيطهم وتبني القضايا الإنسانية العادلة: لا حياة لنا في هذا الشرق إذا فقدنا قيمنا علة وجودنا. وإن أنسى لن أنسى تاريخا صنعته المسيحية المشرقية المقاومة وفي طليعتها كنيستنا المارونية ببطاركتها العظام، بالعرق والدماء والدموع؛ تاريخا نفتخر به وبوحيه طليعيين أحرارا نعيش. في هذا السياق، أتوجه باسمي وباسمكم، بتحية إجلال وإكبار لروح البابا شنودة الثالث، بابا التفاعل مع مجتمعه وقضاياه، بابا الإقامة الجبرية في الصحراء لفترات طويلة، البابا الذي عاش حياته بتواضع الراهب الناسك وفضل التوحد والصلاة في الملمات على أي شيء آخر".

 

وقال: "إن من يعتقد أن بإمكانه وقف دورة الحياة والترقي هو مخطىء وبعيد عن حقيقة التاريخ. من حق الشعوب أن تقرر مصيرها بنفسها. إن من يعتقد بأن الحملات العسكرية، وتدمير المدن والقرى على رؤوس أهليها سينهي الثورة الشعبية في سوريا لهو مخطىء.

إن من يعتقد بأن كسب الوقت بالمناورات الدبلوماسية يساعد على إخماد شعلة الثورة لهو واهم. إن من يراهن على إنهاك الناس، هو من سيتعب أولا ويخسر أخيرا.

إن التمادي في استعمال العنف في سوريا لن يؤدي الى إضعاف الثورة، بل الى تقوية المتطرفين. كل يوم إضافي في عمر النظام، يشكل مدماكا إضافيا في بناء التطرف في سوريا".

 

أضاف: "كل ما يجري لن يفيد النظام، ولا من يقف وراءه أو أمامه بشيء، سوى زيادة التطرف، فهل هذا هو المطلوب؟ الحل الحقيقي في سوريا ليس السكوت عن النظام او التسامح معه، بل بالدعوة الى استفتاء شعبي حقيقي برعاية جامعة الدول العربية ومجلس الأمن حول بقاء النظام أو عدمه، وكل ما عدا ذلك مزيد من الدماء والدمار والموت.

الحل الحقيقي في سوريا هو في الديموقراطية، وليحكم من يصل الى الحكم ديموقراطيا.

وبعد، إن الطريق في مصر وتونس وليبيا واليمن، ومع أنها أصبحت سالكة، لن تكون سهلة أبدا ولا مفروشة بالزهور والرياحين والياسمين. لكنها الطريق، بعكس الجمود القاتل الذي كان سائدا تحت نير أنظمة العبودية. بعد تونس، والقاهرة، وبنغازي، وصنعاء، تهيأي دمشق، فللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق".

 

وعن الوضع الداخلي قال: "في الوقت الذي تناضل شعوب المنطقة وتموت كل يوم للخروج الى ربيع أخضر، يعكف البعض في بلادنا على العكس. بكل صراحة، ومن دون مواربة، باتت ممارسات الإصلاح والتغيير في لبنان تهدد نوعية العمل السياسي وتعاطي الشأن العام، كما طريقة ممارسة السلطة. إن الكلمات عند هذا الفريق لم تعد تحمل أي معنى، وهو لا يهدف من كل ما يقول سوى الدعاية السياسية الرخيصة وتلطيخ سمعة الآخرين.

التسويق السياسي شيء، وغش الرأي العام والكذب عليه ليلا نهارا شيء آخر مختلف تماما. وإلا قولوا لي بربكم عن أي اصلاح وتغيير كلمونا وكلمونا حتى أتحفونا".

 

أضاف: "لقد مر عليهم في السلطة الآن، وفي أكثر الوزارات علاقة بحياة الناس من ماء، وكهرباء، واتصالات، وعمل وعدل أقل من عام بقليل، فماذا بان من اصلاحهم، وأين لمسنا تغييرهم؟ أفي الموازنة؟ أم في الكهرباء؟ أفي الاتصالات؟ أم في الماء؟ أفي مرسوم الأجور؟ أم في الثقافة والحفاظ على التراث؟ أم في القضاء والعدل وإحقاق الحق في لبنان من خلال إبقاء منصب رئاسة مجلس القضاء الأعلى شاغرا. التغيير الوحيد الذي اقدموا عليه كان تغيير شربل نحاس، الوزير الوحيد من بينهم الذي كان يحمل أفكارا إصلاحية وتغييرية، ولو كنا لا نوافق على معظمها. لقد صمت آذاننا ونحن نسمعهم يعظون بنظافة الكف، ويشنون حروبا يومية طاحنة على الفساد بكل اجناسه وأنواعه وأشكاله، في الدولة والمجتمع أيضا. الى أن سقط القناع وبانت الحقيقة: فساد أسود كريه عابق بروائح الصفقات والفضائح، في المازوت، والكهرباء والاتصالات. سأتوقف عند هذا الحد لئلا أفسد عليكم ما تبقى من أمسيتكم وربما عطلة الأسبوع".

 

أما في ما يتعلق بحقوق المسيحيين، تابع: "لطالما سمعنا منهم مطولات عن استرجاع حقوق المسيحيين في الدولة، فقولوا لي أين استرجعت هذه الحقوق: أفي التهجم على موقع رئاسة الجمهورية ومحاولة تحجيمه؟ أم في الأمن العام؟ أفي ملاك وزارة المالية؟ أم في ملاك المجلس النيابي؟ أو في أي إدارة أخرى في الدولة؟ يظهر أننا نحن قد أسأنا الفهم أولا بأول، إذ يبدو أن ما كان مقصودا "بـاسترجاع حقوق المسيحيين"، هو التفتيش عن كل موظف مسيحي رجعي، أي غير إصلاحي وتغييري، واستبداله بموظف مسيحي آخر ينضح من رأسه حتى أخمص قدميه إصلاحا وتغييرا".

 

تابع: "أما على المستوى الاستراتيجي، فتبين أن الإصلاح والتغيير يعني:

- أولا: إن قيام دولة لبنانية فعلية يسودها الإصلاح والتغيير يستدعي الطلب من حزب الله أن يبقى مسلحا حتى العظم، ووضع كل القرار الاستراتيجي بين يديه، وإعطاءه حق الإشراف والوصاية على هذه الدولة، ماذا وإلا لا أمل بأي إصلاح أو تغيير في دولة لبنان الكبير.

- ثانيا: يجب إبقاء الفلسطينيين في لبنان داخل وخارج المخيمات، وأينما وجدوا، مسلحين، ماذا وإلا سيقع التوطين.

- ثالثا: يجب قمع التحركات الشعبية في سوريا، بكل ما أوتي النظام وحلفاؤه من عنف، وفي سوريا وحدها فقط في المنطقة، لأن سقوط نظام الأسد يعني سقوطا للحرية والديمقراطية في هذا الشرق كما سقوطا لكل أحلام الإصلاح والتغيير فيه.

وأخيرا، لتحقيق كل هذا الإصلاح والتغيير، جاؤونا بحكومة مكهربة، لحمها فاسد، دمها مازوت، ونفسها ملوث".

 

وتوجه الى شابات وشبان التيار الوطني الحر بالقول: "أعذروني على صراحتي، لكن السكوت في بعض الأوقات شيطان أخرس. إن هذا الكلام هو برسمكم أكثر مما هو برسم أي مواطن لبناني آخر، لأنه ليس بإمكان أحد إجراء الإصلاح والتغيير اللازمين على الإصلاح والتغيير سواكم، لنعود ونلتقي على المسلمات التي لم نختلف يوما عليها، ونستعيد أيام نضالنا المشترك في وجه الوصاية أي وصاية، في وجه القهر والاستبداد والتخلف والفساد والنفي والاعتقال، لصالح لبنان حر سيد مستقل، ودولة فعلية قوية يسودها فعلا الإصلاح والتغيير".

 

وخلص الى القول: "نظام داخلي، فشرعة، فمؤسسة، فوطن: هذا هو مبتغانا في نهاية المطاف. ليست الشرعة والنظام الداخلي والمؤسسة أهدافا بحد ذاتها، بقدر ما هي وسائل مساعدة للوصول الى الهدف: وطن نفتخر به وبحمل جواز سفره، ونطمئن الى مستقبل أولادنا فيه. يبقى أن كل هذا "سهل القول، صعب التنفيذ".

 

وفي الختام قال: "أدعوكم من هنا الى شحذ الهمم، وكأنه اليوم الأول لانطلاق مقاومتنا، وهي المقاومة الفعلية الحقة، تحضيرا لبناء لبنان ساحلا سهلا وجبلا، واستعدادا لإعمار كل زاوية من زواياه، وإنماء كل منطقة من مناطقه، وتأمين فرص العمل لشاباته وشبابه. أما أنت أيها الربيع العربي، فإني أسمع أصوات شعوبك تواقة للنور والتحرر، وكلي أمل أنه في يوم ليس ببعيد سيتخلص الشرق من الظلم والظلامية والاستبداد والفساد والعبودية، وستسود المساواة والعدالة والديموقراطية والحرية.

وأخيرا، في العام 1994 حلوا حزب القوات. في العام 2005 حلوا عن أرضنا وعن سمانا،

وكلي أمل أنه في وقت قريب "رح يحلوا عن ضهر الشعب السوري إذا ألله راد".

 

يشار الى أن قاعة البيال زينت بالأعلام اللبنانية والقواتية و14 آذار، إضافة الى شاشات عملاقة على جانبي المسرح. كما وضع علم قواتي بقياس 44 مترا وارتفاع 8 أمتار، مركبا من 2000 صورة تشير الى كل الاحتفالات التي شاركت فيها القوات في البيال وقداديس الشهداء، ولقاءات 14 آذار، فضلا عن انتخابات العام 2005، قانون العفو وماراتون الشعلة منذ العام 2005 الى اليوم.

 

 


Geagea slams Aoun's bloc, dismisses fears of Christian Arab marginalization

 March 31, 2012/By Dana Khraiche The Daily Star
BEIRUT: Lebanese Forces leader Samir Geagea slammed Saturday the behavior of his party's rivals in the Change and Reform bloc, saying that their policy is based on safeguarding Hezbollah’s arsenal, and dismissed fears that Christians in the Arab world would be marginalized as a result of the Arab Spring.
His remarks came during an event at the Beirut International Exhibition and Leisure center in Downtown Beirut marking the 18th anniversary of the disbanding of the LF party as well as the series of revolts across the Arab world that have widely been termed the "Arab Spring."
In 1994, when Lebanon was under Syrian tutelage, the LF was banned, Geagea was imprisoned and the activities of the party's members were repressed. The party was revived as a political force after the withdrawal of Syrian troops from Lebanon in April 2005. The LF event Saturday took place under the slogan “The Spring of the People, the Autumn of Eras.”
Geagea also reassured his audience that the future existence of Christians in the Middle East was guaranteed given what he described as the presence of a moderate Muslim majority.
“Amid the struggle of people to emerge into a spring, the practices of the Change and Reform bloc in Lebanon have become a threat to the quality of political work, public affairs and the exercise of power,” he said.
He also said that the bloc, headed by MP Michel Aoun, has failed to regain the rights of Christians in Lebanon, particularly in state institutions.
“We have always heard them talking about regaining the rights of Christians in the state [apparatus]. Tell me, did this happen by attacking the presidents and via attempts to diminish his authority?” he asked.
His broadside against Aoun also included an attack on Hezbollah’s possession of arms and the alliance between the two.
"Change and Reform means first building a Lebanese state on the idea that Hezbollah remains armed and placing all strategic decisions in its hands and giving them rights of tutelage over this state,” he said.
“Secondly, it means keeping Palestinians in Lebanon -- inside and outside the camps, wherever they are -- armed or nationalizing them ... and thirdly, it means oppressing popular movements in Syria,” the LF leader added.
He addressed the youth of the Change and Reform bloc specifically, asking them to join hands with his party and revive the days when they both “struggled against tutelage” for the sake of a strong state.
During his speech, Geagea also heavily criticized the notion that the presence of Christians is threatened in the Middle East particularly in Syria where many believe that President Bashar Assad’s government protects minorities.
“If the phenomenon of the Takfiris is an undeniable fact to a limited extent, then the presence of a majority of moderate Muslims calling for freedom, democracy and true citizenship is a reality that we can't turn a blind eye to,” Geagea said.
Takfiris are Muslim extremists who arrogate to themselves the right to declare fellow Muslims apostates.
He highlighted statements by the Syrian National Council and the Muslim Brotherhood in Syria that vowed to safeguard coexistence in the country.
"We cannot neglect all these facts, statements and intentions, we must consider them a good starting point and deal with them based on that principle," he added.
He also said that the duty of figures such as himself is to encourage moderation instead of inciting racism and extremism. Geagea has been a critic of Maronite Patriarch Beshara Rai who has repeatedly expressed fears for the Christians in Syria should Assad's government fall. Rai has said that violence and bloodshed were turning the “Arab Spring” into an Arab “winter,” threatening Christians and Muslims alike across the Middle East. Rai has also said that Christians feared the turmoil was helping extremist Muslim groups. In his speech, Geagea said the only solution to the the year-long violence in Syria was through a national referendum sponsored by the Arab League and the U.N. Security Council. The LF leader added that such a referendum would be based on people’s desire to keep the government intact or end Assad’s rule.
The LF, along with its allies in the March 14 coalition, have voiced support for what they describe as the “Syrian revolution” and called on Assad to step down. They have also criticized Syria’s allies in Lebanon including Aoun and Hezbollah for supporting the Syrian government.
ACTIVISTS
At the start of the ceremony, several Arab activists who have struggled against what they described as oppressive regimes spoke separately, either in person or via video on a televised screen.
The Tunisian activist Abdel-Raouf Ayyadi praised Lebanon’s uprising in 2005, which was followed by an end to Syria’s tutelage over the country, and said that citizenship and freedom should be the main pillars of any state.
“Citizenship, rights and freedom constitute the principal barometer by which to measure the state,” Ayyadi said via a televised speech.
He added that the Tunisian revolution which began last year sparked the revolutions in other Arab countries.
The second speaker was Egyptian Member of Parliament Mohammed Bou Hamed who began by saluting Geagea, his struggle, the Lebanese Forces and Lebanon.
Lebanon overcame the barrier of fear and the Arab Spring was launched ... on a day when everyone [else] cowered in fear,” Bou Hamed said, adding that both the Egyptian and Lebanese people revolted for similar reasons.
The reason for the Arab Spring, according to the Egyptian official, was a thirst for freedom, dignity, coexistence and the preservation of national identity.
He also saluted the March 14 martyrs especially former Prime Minister Rafik Hariri as well as the Egyptians who died following the start of Egypt's revolution on Jan. 25, 2010.
Samir Geagea is the Muslim-Christian man, the symbol of coexistence between Muslims and Christians in Lebanon,” he added. “Egypt is fine and will remain so,” Bou Hamed said, affirming coexistence between Muslims and Christians in Egypt.
“Christians in Egypt are fine and will remain so, God willing, and the blood of the Muslim martyrs will be a sacrifice for them,” he said. A member of the Syrian opposition, Hadil Kawki, spoke via video, slamming President Bashar Assad’s treatment of Christians and stressing that the Syrian government is not the protector of minorities.
She began her speech by talking about the time she was arrested prior to the uprising, which began in mid-March, and was allegedly tortured in prison.
“My friends and I were arrested for a long period of time and we were tortured in prison. We say people in Daraa and Homs are dying,” she said.
She also slammed Christians in Lebanon who support the government in Syria, saying that such Lebanese and Syrian Christian leaders neglected Christians’ suffering in Syria.
“Since the beginning of the revolution, the regime has been using Christians as a card before the West,” she said, adding that opposition members were against sectarianism, which only benefits the government.
Kawki thanked the Lebanese Forces and Geagea for giving activists such as herself the chance to speak about their experiences as Christians.
Kawki was followed by Libyan civil rights activist Fathiyya Hajjaji who saluted the Lebanese and the Syrians for their struggle against oppression.
“This Arab Spring is a phase to reformulate the political reality in the Arab world in which the president was the sole decision-maker ... but now the people are the decision-makers and the executers as well,” she said.
She added that Lebanon’s spring in 2005 was the seed which spread to Tunisia, Egypt, Libya and Syria.
Hajjaji detailed the decades of oppressive and bloody rule under late Libyan leader Moammar Gadhafi.
She also responded to what she described as pseudo-advocates of human rights who want to prosecute those who killed Gadhafi, saying: “The tyrant was killed in battle [because] he surprised the revolutionaries and pulled his gun at them; he was not killed according to a premeditated plan.”
Gadhafi was killed in October of 2010 by fighters in Sirte, his hometown. His bloodied body was stripped and displayed around the world by cell phone video.
Mona Ebeid, an Egyptian civil rights activist, also spoke at the ceremony, noting the role of the LF in defeating oppression and praising MP Strida Geagea’s efforts to amend laws that discriminate against women.
She also said that Egypt stands today at a crossroads and is passing through a “critical” phase.
“This is the most critical phase since the start of the revolution; [what is needed is] formulating a new Constitution to strengthen the idea of citizenship at the expense of religion and sectarianism by having laws, regulations and an independent judiciary,” she added