المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم  الجمعة 14 كانون الأول 2007

نشرة خاصة عن مراسيم وداع الشهيد اللواء فرنسوا الحاج والرقيب الشهيد خيرالله هدوان/

كل ما نشر اليوم حول هذا الحدث المؤلم

 

بولس الرسول: "وإني أكشف لكم سراً فأقول: إننا لا نموت جميعاً، بل نتبدل جميعاً في لحظة وطرفة عين

 

مأتم رسمي وشعبي حاشد للشهيد اللواء الحاج في رميش بحضور ممثلين عن الرئيس بري وقائد الجيش وحزب الله

وطنيةـ14/12/2007(متفرقات) شيع آلاف الجنوبين من اقضية مرجعيون وبنت جبيل وصور واهالي بلدة رميش والجيش اللبناني جثمان شهيد الواجب الوطني مدير عمليات الجيش اللواء الركن فرنسوا الحاج، بمأتم رسمي وشعبي حاشد تقدمه رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بالنائب علي بزي، وامين عام حزب الله ممثلا بالنائب حسن فضل الله وقائد الجيش العماد ميشال سليمان ممثلا بالعميد الركن الياس زعرب، والنواب ايوب حميد, سمير عازار، ميشال موسى، قاسم هاشم، والعماد عون ممثلا باللواء عصام ابو جمرة ونائب المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ممثلا بالعلامة السيد مهدي الامين، ومدير الامن العام ممثلا بالعقيد موسى جفال، ومدير عام قوى الامن الداخلي ممثلا بالعميد روجيه سالم، وامين عام الشؤون الخارجية لمجلس النواب بلال شرارة، ومدير عام الجمارك ممثلا بالرائد بطرس نون وقائد قوات الطوارىء الدولية ممثلا باللواء موريس نهرو، وقائد القطاع الغربي في اليونفيل الجنرال باولو روجيرو، وقائد قوات الواجب القطرية ناصر العطية وعدد من قيادات الوحدات الدولية وعدد من رجال الدين المسلمين والمسيحيين وشخصيات روحية ووفود حزبية ورؤساء بلديات ومخاتير.

وقبل وصول الموكب احتشد اهالي البلدات الجنوبية على الطرقات ومئات المواطنين عند منطقة صف الهوى في بنت جبيل. ورافقوا الشهيد الى مسقط رأسه في بلدة رميش التي لاقته بالتصفيق الحار والزغاريد ونثر الورد والارز والاسهم النارية التي انارت سماء البلدة، حيث تقدم الموكب الجمعيات الكشفية في المنطقة التي حملت صور الشهيد والاعلام اللبنانية واكاليل الورد، وعزفت الفرق الموسيقية لحن الموت، وصولا الى منزله حيث ادت له سريتان من اللواء السادس التحية العسكرية. بعدها انتقل الجثمان على اكف الضباط الى صالة كنيسة التجلي بينما كانت تعرض عبر الشاشات العملاقة في داخلها وخارجها نبذة عن سيرة الراحل ومسيرة الموكب من بيروت الى الجنوب. ثم اقيمت لراحة نفسه صلاة البخور ترأسها المطران نبيل الحاج وعاونه عدد من الكهنة.

بعدها تلى الكلمة التي كان القاها غبطة البطريرك صفير في سيدة حاريصا. ووري جثمان الشهيد الثرى في مدافن العائلة.

 

البطريرك صفير ترأس جناز الشهيد الحاج في بازيليك سيدة لبنان - حريصا

وطنية- 14/12/2007 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس وجناز مدير العمليات في الجيش الشهيد اللواء الركن فرنسوا الحاج في بازليك سيدة لبنان-حريصا، عاونه فيه راعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر وراعي ابرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج، الرئيس العام للمرسلين اللبنانيين الاب ايلي ماضي وكاهن معبد سيدة لبنان الاب خليل علوان وبمشاركة السفير البابوي لويجي غاتي ممثلا البابا بنديكتوس السادس عشر، المطران ميشال ابرص ممثلا بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، المطران كيغام ختشاريان ممثلا الكاثوليكوس ارام الاول، المطران انطوان بيلوني ممثلا بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس بطرس عبد الاحد، المطران الكسي مفرج ممثلا راعي ابرشية بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، ولفيف من المطارنة والاساقفة والرؤساء العامين والكهنة من مختلف الطوائف المسيحية.

حضر القداس والجناز اضافة الى عائلة الشهيد وقائد الجيش العماد ميشال سليمان، النائب الدكتور انطوان خوري ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الدفاع الياس المر ممثلا رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، الرئيس أمين الجميل، رئيس محكمة الاستئناف المذهبية الدرزية العليا نهاد حريز ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الوزيران خالد قباني ونعمة طعمه، الوزيران المستقيلان يعقوب الصراف ومحمد فنيش، ميشال معوض ممثلا الوزيرة نايلة معوض، سفير ايطاليا غبريال كيكيا، سفيرة بريطانيا فرانسيس ماري غاي، سفير مصر فؤاد أحمد البديوي، القائم بالاعمال الفرنسي اندريه باران، القائم بالاعمال في السفارة الاميركية بيل غرانت، رئيس "تكتل الاصلاح والتغيير" النائب العماد ميشال عون، رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، النواب: وائل ابو فاعور، أكرم شهيب، فؤاد السعد، هنري حلو، نادر سكر، عبد اللطيف الزين، سليم عون، هادي حبيش، يغيا جرجيان، اغوب بقرادونيان، عبدالله حنا، الياس سكاف، بيار دكاش، شامل موزايا، نعمة الله ابي نصر، كميل خوري، وليد خوري، علي عمار، غسان مخيبر، فريد الخازن، انطوان سعد، بطرس حرب، ابراهيم كنعان، ادغار معلوف وجورج عدوان، الوزراء السابقون: اسطفان الديويهي، يوسف سلامة، خليل الهراوي، ناجي البستاني وبشارة مرهج، النواب السابقون: كريم الراسي، جهاد الصمد، غطاس خوري، فارس سعيد، منصور البون وفوزي حبيش.

كذلك حضر مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد، نقيب المحامين في بيروت رمزي جريج، قائمقام كسروان - الفتوح ريمون حتي، المستشار السياسي لرئيس "تيار المستقبل" الدكتور داود الصايغ، رئيس "حزب التضامن" اميل رحمة، رئيس حزب الكتاب كريم بقرادوني، مدير المخابرات العميد الركن جورج خوري، اعضاء المجلس العسكري، المدير العام للامن العام اللواء الركن وفيق جزيني على رأس وفد من ضباط المديرية، مدير الدفاع المدني العميد درويش حبيقة على رأس وفد من المديرية، المدير الاقليمي في جبل لبنان لأمن الدولة العقيد جورج خوري على رأس وفد من ضباط المديرية ممثلا المدير العام للمديرية، وفد من المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ضم قائد الدرك العميد انطوان شكور والعميد سمير قهوجي وكبار ضباط المديرية، مدير العلاقات العامة لبنك بيروت انطوان حبيب وحشد كبير من الفاعليات السياسية والعسكرية والدينية والنقابية والاجتماعية والديبلوماسية ووفود شعبية من مختلف المناطق ولا سيما المناطق الجنوبية واهالي رميش.

البطريرك صفير

بعد الانجيل، ألقى البطريرك صفير عظة جاء فيها:

"كلام السيد المسيح هذا يصح اليوم اكثر ما يصح في بلدنا لبنان، وفينا نحن معشر اللبنانيين، ولا يدري احد منا من اين يأتيه القدر المحتوم، امن سيارة ملغومة، او من متفجرة مخفية تحت مقعد سيارة. وعلى الرغم من جميع الاحتياطات والحذر، والاقلال من الرواح والمجيء، والاقتصاد في المكالمات الهاتفية، الى ما سوى ذلك من احتياطات فان حوادث الاغتيالات لا تزال تتوالى، دونما رحمة او شفقة منذ ثلاث سنوات.

ونحن اليوم امام فجيعة كبيرة، ليست بضابط من خيرة الضباط وحسب، بل بوطن تتلاعب به الاهواء ويسقط من ابنائه بين الحين والحين، وعلى فترات ليست متباعدة، اشدهم دفاعا عنه، واقدرهم على المناداة بمحاسنه وجمالاته، واكثرهم اندفاعا في سبيل الذود عن علمه وكيانه وقيمه، والوتيرة مستمرة منذ ارتفاع الكابوس ظاهرا عنه، والذي لا يزال يتربص به وكانت الضحايا تختار من بين نواب الامة والجياد من ابنائه وحمايته سواء اكانوا اصحاب كلمة حرة، أم رأي جريء أم قلم حر أم فكر يأبى الانصياع.

فإذا بيد الغدر تمتد اليوم الى الجيش وقواده البواسل، والجيش كان وسيبقى سياج الوطن وقد برهن بالامس في نهر البارد، مثله سابقا في مجالات شتى، انه درعه الواقية وقد برهن خصوصا في هذه المرحلة عن تمسك وتراص ضمن له النصر، على قلة العتاد، وشح الوسائل القتالية ولكن الشجاعة والانتظام غالبا ما يقومان مقام ما ذكرنا، وقديما قيل: "الرأي قبل شجاعة الشجعان".

وكان الفقيد الذي نودع اليوم بالدموع السخية، والاسى العميق بعد القائد ومعه الرأس المدبر والعقل المنظم، وعلى الرغم مما اظهر من حكمة وشجاعة ودراية سقط من جنوده بالامس في ما يخاضوا وهو على رأسهم من معارك ضارية في نهر البارد، عدد اوفى على المئة والسبعين ضحية وكأن ذلك لم يكن كافيا ليشفي غليل من يتآكلهم الحقد على بلد آمن لا يريد الا الخير لجميع الناس على السواء وليس بمقدوره الا ان يريد لهم الخير وخصوصا لاقربهم اليه.

وقد عرفنا انه، رحمه الله، كان من المجلين منذ التحاقه بالجيش اللبناني سنة 1972 وكان ابن تسع عشرة سنة، وقد جاءه من رميش، في ارض الجنوب المنكوبة التي لا تزال منذ اكثر من نصف قرن تعاني ما تعاني من اجتياحات وحرمان وتهجير، وقهر، وقد اضطلع بما اسند اليه من وظائف اثبت في قيامه بها عن كفاية وجدارة، فقاد تباعا كتيبتين وفوج التدخل الثالث وفوج المغاوير، واصبح مديرا للاستعلام في اركان الجيش للعمليات ثم مديرا لها.

وتابع دورات في الداخل والخارج في فرنسا واميركا وايطاليا وأحرز ستة عشر وساما ما عدا ما خصه به قائد الجيش من تنويهات بلغت العشرة، وتهان بلغت الاربع والعشرين تهنئة وكان يتقن من اللغات اربعا: العربية، والفرنسية، والانكليزية، والايطالية.

وان ما يزيد في اسفنا عليه اننا منذ اسبوعين استقبلناه في بكركي ولم نعرف ان سلامه علينا سيكون وداعا وقد شاقنا منه ايمانه بربه وتمسكه بممارسته وتعلقه بكنيسته وحديثه الهادىء وطلته البهية وقامته الفارعة وبعده عن تعال وشموخ. فلا غرو اذا ما اشتد حزن ذويه عليه وقد رأينا بعضهم على شاشة التلفزة ينتحبون ويلطمون الوجه اسفا وحرقة وقد خسرته منطقته ويفتقده وطنه هو وامثاله ممن استشهدوا فدية عن الوطن ولست ادري من قال ان شجرة الوطن لا تبسق وتورق الا اذا سقتها دماء ابنائها الميامين وهذا هو قدر الذين ينذرون نفوسهم للدفاع عن وطنهم وقيامه في كل مكان وزمان.

وانا، اذ نتقدم بالتعازي القلبية من عائلة الفقيد بدءا من ارملته وابنه وابنتيه ووالديه واشقائه وشقيقاته ومن ذوي مرافقه الرقيب خيرالله هدوان الذي استشهد معه وسائر ذويه، نعرب لسعادة قائد الجيش ورفاق الفقيد الشهيد الذين نشاطرهم شعورهم العميق لفقده وجميع المسؤولين عن قيم الوطن، سائلين الله بشفاعة سيدة لبنان ان يتغمد روحه الطيبة بوافر عفوه ورضوانه ويحفظ لبنان وشعبه من المكاره".

البركة البابوية

وألقى المطران الحاج البركة البابوية للكاردينال ترسيسيو برتونيه وجاء فيها:

"ان الاب الاقدس بعد ان علم بذهول الاغتيال المفجع الذي تسبب بوفاة اللواء فرنسوا الحاج وسائق سيارته، وبعشرات الجرحى، كلفني ان اعرب لكم عن تعازيه الحارة وعن مشاعره الابوية ومشاركته العميقة في المأساة التي حلت مرة جديدة بلبنان في هذه الاوقات الحرجة والدقيقة بالنسبة الى مستقبل البلد.

ان الاب الاقدس يكل الى الرحمة الالهية الذين توفاهم الله، ويسأل الله القدير ان يؤاسي عائلاتهم ويشفي الجرحى ويساعد جميع الذين اصابهم العنف الذي لا مبرر له ويسأل الله ان يجود على المسؤولين عن الحياة العامة وعن الشعب اللبناني بالقوة المعنوية والشجاعة لكي يجدوا بمعزل عن المصالح الخاصة طريق الوحدة والمصالحة لكي يتمكن البلد من التقدم على طريق السلام والاستقرار فيكون واحدا بالنسبة الى الجميع ورسالة اخوة وعيش مشترك.

ان الاب الاقدس اعرابا منه عن المواساة الروحية يبعث اليكم بطيبة خاطر، بركة رسولية خاصة".

قيادة الجيش

وفي الختام، ألقى رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري كلمة قيادة الجيش وفيها:

"بدماء الشهداء يحيا الوطن، وكلما كثرت القرابين على مذبحه ازداد قوة ومنعة وشموخا، فالاستقلال المجاني لا يدوم، والحرية الرخيصة لا تعمِّر، والبنيان القوي العصي على الرياح لا تحميه إلا إرادة الرجال الأوفياء الأشداء، المتسلحين بالحق والإيمان، والمؤمنين بقدسية الرسالة حتى الشهادة.

اليوم، نودع ضابطا من كبار ضباط الجيش وخيرتهم، رأى في الانضواء تحت راية المؤسسة العسكرية الموقع المناسب لتحقيق آماله وطموحه في خدمة الوطن، فانبرى يكرس سني عمره، لحظة بلحظة، جهدا وبذلا وتضحية، في سبيل إعلاء شأن مؤسسته إلى المستوى الذي يليق بدورها الوطني، وبتضحيات ضباطها وعسكرييها، فكان له في كل درب شذى، وفي كل أفق شعاع، حتى تعملق في تحمل المسؤولية، وضاقت بشجاعته وجرأته وفروسيته ساحات التضحية وميادين العطاء.

لقد حاولت يد الغدر والإرهاب، من خلال استهدافك، يا شهيدنا البطل، استهداف المؤسسة العسكرية، ظنا أنها من خلال هذه الجريمة تستطيع ثني الجيش عن أداء مهماته الوطنية، والنيل من إنجازاته التي تعمدت بدماء مئات الشهداء والجرحى، لكن، غاب عن بال هؤلاء الإرهابيين الحاقدين، أنه كلما سقط عسكري شهيد، ازداد الجيش إصرارا وعزما على تحدي المخاطر والصعاب، ومواصلة مسيرة الدفاع عن الوطن وحماية أهله، وغاب عن بالهم أيضا، أنهم مهما تمادوا في القتل وسفك الدماء، لن يجدوا منفذا للنيل من إرادة الحياة وروح الإيمان المتجذر في نفوس أبناء المؤسسة العسكرية، المصممين اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، على بذل الغالي والنفيس، حفاظا على سلامة الوطن وأمن المواطن، والتصدي بكل قوة لمن تسول له نفسه التطاول على كرامة الجيش ودوره المقدس.

ثق أيها البطل الشهيد، وأنت في عليائك، بأن مؤسستك التي وهبتها حياتك لن يغمض لها جفن قبل توقيف القتلة المجرمين والاقتصاص منهم أمام العدالة، وأعلم بأن دماءك الذكية، التي بذلتها قربانا طاهرا على مذبح الوطن، لن تذهب هدرا، بل ستكون طريقا لوحدة لبنان التي ترسخت بامتزاج الدماء ووحدة الشهادة.

إننا، باسم دمك الغالي، ندعو الجميع، إلى اتخاذ موقف تاريخي شجاع، يفضي إلى بناء جسور الثقة والتواصل بين الأطراف، والمسارعة إلى تحقيق المصالحة والوفاق، من دون شروط أو مساومات أو قيود، لأن المصالحة والوفاق لا يتوقفان على موازين القوى والتجاذبات السياسية، فسيل دماء الشهداء يستحق منا التضحية والتنازل عن كل ذلك، على أن تكون الثقة المتبادلة هي الضمانة الأساسية والوحيدة لجميع الأفرقاء، كما أن رسائل الدم هذه، لا تستهدف الجيش فحسب، بل تستهدف الكيان برمته، والرد عليها يكون بالابتعاد عن الكيدية والأحقاد والحسابات الضيقة، وبالتالي التلاقي على القواسم المشتركة، ففي اتحادنا نكسب القوة ونستطيع تحقيق المستحيل.

نودعك اليوم، نحن رفاق السلاح وأخوة الدم والدرب والمصير، وفي قلوبنا جميعا جرح يعتصر الأكباد وأسى يدمي العيون، لتعود إلى الجنوب، إلى بلدتك الأبية التي ترعرعت فيها باكرا على شذى التراب واخضرار شتلة التبغ، وتنشقت من فضائها نسائم العنفوان والحرية، ثم انطلقت منها إلى رحاب الوطن الكبير، زارعا في أرجائه أغراس إيمان وانتماء. إنك لم تكن في يوم من الأيام، جنوبيا أكثر منك شماليا، بل عملت دائما في خدمة الجميع، متجردا في معاملة مواطنيك، صلبا في التمسك بالحق، مستقيما كحد السيف، جريئا في مواجهة الأعداء، مستعدا للشهادة، فكان لك ما أردت، والتحقت بقافلة الشهداء الذين سقطوا ذودا عن الوطن خلال التصدي للعدو الإسرائيلي في حرب تموز، ومواجهة الإرهاب في نهر البارد بالأمس القريب.

نعاهدك أيها الشهيد الغالي، بأننا لن ننساك، وستبقى مآثرك البطولية خالدة في ذاكرة الجيش والوطن، شعلة تستنير بها أجيال المؤسسة العسكرية، ولن ننسى عائلتك الوفية الصبورة، التي تقاسمت وإياها أعباء الحياة، ورافقتك في السراء والضراء، ونهلت من معينك محبة الوطن وأصالة القيم والأخلاق، فسيظل الجيش ملاذها الدائم وعائلتها الكبرى.

باسم قيادة الجيش أتوجه إلى ذوي الشهيد ورفاقه وأصدقائه وإلى اللبنانيين جميعا، بأحر التعازي وعميق المواساة، سائلا الله أن يتغمد شهيدنا الغالي بواسع رحمته، وأن يلهم الأهل والرفاق والأحبة نعمة الصبر والسلوان".

بعد ذلك تقبل العماد سليمان وعائلة الشهيد التعازي في الكنيسة قبل أن ينقل الجثمان إلى مسقط رأس الشهيد في رميش. وكان جثمان الشهيد الحاج وصل إلى ساحة البازيليك عند العاشرة من قبل الظهر حيث قدمت له التحية العسكرية وعزف نشيد الموتى ليدخل بعد ذلك إلى البازيليك وسط التصفيق ونثر الورود على النعش.

 

تشييع الرقيب الشهيد خيرالله هدوان في بلدته حزين وكلمات اشادت بالمؤسسة العسكرية ودعت الى التوافق

وطنية - بعلبك - 14/12/2007 (سياسة) شيعت منطقة البقاع وبلدة حزين الرقيب الاول الشهيد خير الله علي هدوان الذي سقط في 12 الجاري في تفجير بعبدا بينما كان برفقة العميد الشهيد فرنسوا الحاج. بعد جولة وداعية لجثمان الشهيد على منزله في حزين حيث اقيمت له مراسم الوداع وعزف نشيد الموت وقدمت له التحية العسكرية، انطلق موكب التشييع الى حسينية البلدة حيث نثرت النسوة الارز واقيم احتفال تأبيني بحضور النواب حسين الحاج حسن، حسن يعقوب، نوار الساحلي ، ممثل قائد الجيش العقيد نجيب الخطيب، ممثل مدير عام الامن العام النقيب هاني ناصر، ممثل مدير عام قوى الامن الداخلي الرائد محمد ناصر، ممثل مدير عام امن الدولة الملازم اول حسين الديراني، المقدم علي الحاج حسن ممثلا جهاز استخبارات الجيش اللبناني في البقاع ووفود من حركة امل وحزب الله والتيار الوطني الحر وقيادات وفاعليات دينية واجتماعية.

ممثل قائد الجيش

والقى ممثل قائد الجيش اللبناني العقيد نجيب الخطيب كلمة اكد فيها "ان الاوطان لا تبنى وتصان الا بالتضحيات والدماء وعظمتها مستمدة من عظمة رجالها الاشداء المؤمنين بسمو القيم والمبادىء وقدسية الرسالة. وتعلمنا ايضا ان شرف الانتماء للوطن لا يستحق الاالبذل والعطاء والاستعداد الدائم للتضحية دفاعا عن الارض والشعب والمقدسات".

النائب يعقوب

بدوره رأى النائب حسن يعقوب في استهداف العميد فرنسوا الحاج والرقيب اول هدوان "استهدافا للمؤسسة العسكرية الضامن الاساسي لعملية الاستقرار واستمرار مسلسل الارهاب لان هذه العملية ارهابية بامتياز وخصوصا العميد المستهدف، وكان احد الذين قارعوا الارهاب وقاتلوه بنهر البارد".

واكد "ان في الاستهداف رسالة للتوافق السياسي الذي توصل الى اسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان وضرب للعقيدة القتالية للجيش الذي كان الحاج احد معتنقيها ورموزها الذي رفض الضغوطات الاسرائيلية وتعرض لمحاولة اغتيال بتفجير سيارته وانذاك كان العدو الاسرائيلي".

واكد "نحن مطالبون اكثر من اي وقت مضى للتآزر والتقاط مصيرنا بأيدينا وتجاوز الصغائر حتى نخرج لبنان مما يتعرض له من تشظ نتيجة اللهب والاعاصير التي تعصف بمنطقة الشرق الاوسط". وختم:"ان الجو القائم هو العمل على بناء شبكة امان تترافق مع العهد الجديد حتى تحصنه من النتائج السلبية وتداعيات مرحلة الانقسام الحاد الذي كان يعصف بالبلد خلال اكثر من عامين ".

النائب الحاج حسن

وتحدث عضو كتلة الوفاء للمقاومةالنائب الدكتور حسين الحاج حسن، فأكد "ان الجيش اللبناني ودوره الوطني اكبر من هذه الجريمة المؤامرة وان المقاومة التي دافعت عن لبنان الى جانب الجيش ماضية بالدفاع الى جانب الجيش اللبناني. والمعارضة تعتبر الجيش رمزا لوحدة البلد والدفاع عن عقيدته القتالية في حفظ السلم الاهلي وهي اليوم حريصة على الوصول الى رئيس توافقي وتوافق في سلة متكاملة وواضحة ومضمونة تؤهل الى الانطلاق من الازمة الى وضع الحلول التي تبدأ من انتخاب رئيس الى حكومة وحدة وطنية وشراكة كاملة في الادارات والمؤسسات الرسمية والوزارات". واكد "العزم على الدفاع عن لبنان بوجه العدو الصهيوني وعلى وحدة الجيش والمقاومة للخروج من هذه الازمة والمطلوب من فريق 14 شباط ان يخرج من حالة المناورة والتذاكي وتضييع الوقت والاقتناع بالشراكة وتحويل القناعة لو حصلت الى اقوال وافعال".

 

المواقف المستنكرة لجريمة اغتيال الحاج تتواصل ودعوات الى نبذ الخلافات انقاذاً للوطن

المركزية - في يوم تشييع مدير العمليات في الجيش اللبناني اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج ومرافقه خيرالله هدوان، استمرت البيانات والاصوات الشاجبة والمستنكرة للجريمة. وأجمعت المواقف على ان "هذا العمل الارهابي يستهدف اضافة الى المؤسسة العسكرية، الشعب اللبناني ومسيرة السلم الاهلي". ودعت هذه المواقف الى ان "تشكل هذه الجريمة فرصة وطنية جامعة لتذليل العقبات بهدف الخروج من ازلامة المستعصية التي تهدد الوطن وابناءه".

سكاف: واستنكر رئيس الكتلة الشعبية النائب الياس سكاف جريمة الاغتيال قائلا: "باستشهاد العميد فرنسوا الحاج خسرنا شعبا وجيشا ومؤسسات قامة من خيرة قامات هذا الوطن، وصرحا بطلا علمنا في خلال حرب تموز وفي معارك "نهر البارد" امثولات في التضحية والشرف والوفاء والكرامة سيذكرها التاريخ بفخر، وستطبع في ذاكرة اجيالنا المتعاقبة بأحرف مرصعة بالدم والغار والانتصارات".

اضاف: "عجز الشر الظلامي عن النيل من العميد الشهيد فرنسوا الحاج في ساحات الزغى، فامتدت يد الغدر خلسة ترديه على الطرقات بانفجار جبان. إننا نتقدم من عائلته، ومن عائلات الشهداء الابرياء، ومن الجيش اللبناني ومن قائده العماد ميشال سليمان بأحرّ التعازي سائلين الله تعالى ان يغمدهم فسيح جنانه، طالبين من الدولة اللبنانية تقدير البطل الشهيد العميد فرنسوا الحاج وتكريمه وايفائه حقه على ما بذل من عطاءات للوطن لا تقدر، سيما بعد ان قدم دمه وروحه قرباناً على مذبح لبنان وهو في ريعان شبابه".

مجدلاني: بدوره وجه النائب الدكتور عاطف مجدلاني برقية تعزية الى قائد الجيش العماد ميشال سليمان باستشهاد اللواء فرنسوا الحاج، جاء فيها: "مرة جديدة يضرب الارهاب لبنان، وهذه المرة اختار المتآمرون القلب، وفي توقيت دقيق يلعب فيه الجيش الوطني بقيادتكم الحكيمة دور صمام الامان لوطن دفعه البعض الى فراغ رئاسي يحمل في طياته كل انواع المخاطر".

وقال: "لقد هالنا سقوط شهيدنا الغالي اللواء فرنسوا الحاج بهذا الاسلوب الهمجي الذي ان عبر عن شيء، فإنما يعبر عن كمية الحقد التي يختزنها الارهابيون للبنان، ويؤكد ان الارهاب يتربص بالبلد ولا يوفر المؤسسة العسكرية بما ترمز اليه هذه المؤسسة خصوصا في هذا التوقيت".

اضاف: "بمزيد من الأسى واللوعة نتقدم منكم ومن ذوي الشهيد الكبير بأحر تعازينا، راجين ان يكون استشهاده بمثابة حافز إضافي للمؤسسة لمواصلة مهمتها المقدسة في حماية الوطن، وللسياسيين لكي يحزموا أمرهم ويتوجهوا الاثنين الى المجلس لانتخابكم لرئاسة الجمهورية، لأننا بهذه الطريقة فقط ننتصر على الارهاب".

قصارجيان: تقدم النائب أكوب قصارجيان في بيان من قائد الجيش العماد ميشال سليمان ومن الجيش اللبناني بأحر التعازي باستشهاد العميد الركن فرنسوا الحاج ومرافقه، ونوه "بدور الجيش قيادة وضباطا وأفرادا، ودوره البطولي ودفاعه عن الوطن والشعب وما يقدمه من تضحيات وشهداء دفاعا عن أمن الوطن وصونا للوحدة والانصهار والعيش المشترك".

يتيم: من جهته شجب النائب السابق حسين يتيم الجريمة، وقال: "لا تزال يد الاجرام تعبث بهذا البلد الجميل وكأن صراعات المصالح الدولية والاقليمية لم تجد لها مساحة للجرائم الدموية الا في لبنان. ولكن عندما يستعمل المتصارعون ارض لبنان ساحة لتصفية حساباتهم من جرود الضنية الى عين علق ثم نهر البارد وعندما تصبح الاغتيالات السياسية وسيلة ترهيب واذعان، يعني الامر ان المؤسسة العسكرية هي المستهدفة من خلال اغتيال قائد العمليات في الجيش الشهيد البطل فرنسوا الحاج. ويعني الامر ايضا انه ممنوع على لبنان ان يكون له جيش قوي يحمي قراره ورئيس قوي يقوده وشعب قوي يتمتع بالحرية حتى تبقى المقولة المعروفة قائمة: "لبنان بضعفه لا بقوته".

المرعبي: واستنكر النائب السابق طلال المرعبي في بيان الجريمة، وقال: "لقد ارتكبت هذه الجريمة ولبنان يعيش حالة مأسوية جراء شغور سدة رئاسة الجمهورية وعدم انتخاب رئيس جديد. ولا شك ان استهداف المؤسسة العسكرية ومحاولة النيل منها بعدما اصبح قائدها مرشحا رئاسيا توافقيا، وهي الضمانة الاساسية للبنان ووحدة ارضه وابنائه، انما يشكل تحديا كبيرا ليس للجيش فقط انما لكل اللبنانيين الذين بكوا لهذه المأساة الجديدة".

الرابطة السريانية: ووجه رئيس الرابطة السريانية امين عام اتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية حبيب افرام برقية تعزية الى قائد الجيش العماد ميشال سليمان جاء فيها: "لا ترتوي الارض ولا ينضب معقل الرجال، هكذا قدر جيشنا، له روعة الشهادة، على ان ما يحز في القلب، فأن "يرتفع" الذين على رؤوسهم الارزة غدرا في اسوأ الازمنة.

لك، لكل المؤسسة الرمز والضمان، انا معك.

نصلي لوطن متروك مصلوب الا من ارادة جيشه، وللعميد البطل انه ادى الرسالة".

قدامى القوات: من جهتها تقدمت هيئة قدامى القوات اللبنانية من عائلة الفقيد الغالي اللواء الشهيد فرنسوا الحاج ومن عائلة مرافقه المعاون الشهيد خيرالله هدوان ومن قائد الجيش وضباطه وافراده بأحر التعازي القلبية لاستشهادهما وهي تضم صوتها الى صوت قائد الجيش العماد ميشال سليمان في إصراره على ان هذه الخسارة الفادحة لن تنال من قدرة الجيش بل زادته مناعة وقوة وتماسكا".

ورأت ان "القصد من قتل الشهيد اللواء الحاج هو زعزعة هيبة الجيش وعقيدته القائمة على عنصري دعم صمود المقاومة في الجنوب، ومقاومة الارهاب والفتنة في الداخل، اضافة الى قطع الطريق على مهماته في المرحلة المقبلة كقائد للجيش، نتيجة مساره البطولي المعروف طوال فترة تسلمه مهامه العسكرية".

وختمت: "بعد هذه الفاجعة الاليمة، تهيب الهيئة بالجميع بوجوب التوصل الى حل توافقي شامل يريح الرئيس المقبل ويعيد الى البلد وحدته وامنه وازدهاره، وتحييده تاليا عن كافة الصراعات الخارجية القائمة على ارضه".

14 آذار - سيدني: من جهتها اصدرت قوى الرابع عشر من آذار في سدني بيانا جاء فيه: "ضربت يد الإجرام في لبنان مجددا مستهدفة هذه المرة المؤسسة العسكرية ومدير العمليات فيها العميد الركن فرنسوا الحاج الذي حارب وانتصرعلى تنظيم فتح الاسلام السوري في مخيم نهر البارد.

"رسالة دموية أخرى تم توقيتها في الذكرى الثانية لاغتيال النائب جبران تويني، الرسالة هي هي تخطيطا وتنفيذا ومصدرها واحد بات معروفا لدى الجميع. "إن المستفيد الأول من ضرب المؤسسة العسكرية واغتيال مدير العمليات فيها هو من يضع العراقيل أمام وصول قائد الجيش إلى رئاسة الجمهورية.

"إن قوى الرابع عشر من آذار في سدني إذ تستنكر وتدين هذا العمل الإجرامي، تعلن أن الرد على هذا العمل الجبان هو الإسراع بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية".

وختم البيان: "تتقدم قوى الرابع عشر من آذار في سدني بأحر التعازي من عائلة الشهيد ومن مؤسسة الجيش اللبناني الباسل ومن جميع اللبنانيين".

النابلسي: الى ذلك، رأى رئيس هيئة علماء جبل عامل العلامة الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة التي القاها في صيدا، "ان اغتيال العميد الحاج جاء تنفيذا لخطة القضاء على الامن ومؤسسة الجيش ووحدته وعقيدته". وقال: "لو توافق اللبنانيون لما بقي مجال للتسلط والانقسام والفتنة واهتزاز الامن، فلسنا اول وطن يتعرض لما نتعرض له ولكننا للاسف الشديد نواجه هذه الاوضاع مشرذمين ممزقين لا نجتمع على رأي ولا نتوحد على موقف وكلمة". وختم مناشدا جميع القيادات "العودة الى قواعد الوفاق قبل ان تطيح رياح الداخل والخارج مجتمعة بالوطن وابنائه".

اتحاد العلماء المسلمين: ودان "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" في بيان اليوم، جريمة الاغتيال واكد "ان الجيش اللبناني وقيادته الوطنية وقفوا مواقف بطولية في مواجهة العدو الصهيوني في العقدين الاخيرين خصوصا في اثناء حرب تموز". ورأوا "ان الشعوب العربية سوف تقف دائما في صف الحق والعدل وفي مواجهة المخربين".

بلديات صور: واستنكر اتحاد بلديات قضاء صور في بيان "الجريمة البشعة في حق الوطن وحق جيشنا الباسل الذي استشهد ضحيتها القائد اللواء الركن فرنسوا الحاج. وقال: نعتبر انفسنا اصحاب العزاء، وهذه المصيبة لن تمحى من ذاكرتنا، وستبقى مزروعة فينا لتثبت ارفع معاني التضحية والشرف والوفاء".

بلديات الجنوب: من جهتها أصدرت بلديات محافظة الجنوب بيانا استنكرت فيه الجريمة المروعة "التي هزت الوطن بأكمله"، وتقدمت من اهالي رميش ومن آل الشهيد ومن الجيش اللبناني وقائده العماد ومن جميع اللبنانيين بأحر التعازي.

من جهة اخرى، تم تأجيل الاحتفالات والنشاطات كافة التي كانت مقررة في القرى والبلدات الجنوبية، حدادا على استشهاد اللواء الركن الحاج، ففي صريفا، ألغت البلدية حفل افتتاح المكتبة العامة في البلدة، واشار رئيس بلديتها علي عيد الى "ان أهل البلدة يعرفون جيدا معنى الشهادة وكان لا بد من تأجيل هذا الافتتاح حزنا وحدادا على روح الشهيد البطل فرنسوا الحاج".

خطباء اقليم الخروب: وركز خطباء صلاة الجمعة في معظم مساجد قرى وبلدات اقليم الخروب على شجب واستنكار عملية اغتيال اللواء الركن الحاج.

ورأى الخطباء "ان عملية الاغتيال التي نفذها الجناة المجرمون انما تستهدف الشعب اللبناني بأسره، وتستهدف مسيرة السلم الاهلي التي يعتبر الجيش ضامنها وحاميها".

وناشد الخطباء "السياسيين ان يكون استشهاد اللواء الحاج فرصة وطنية جامعة للخروج من الازمة والسير قدما في عملية انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية".

 

الصدمة كبيرة في العواصم الاوروبيـــة لاغتيال اللواء الركن الحاج

حمادة: ردود فعل دولية ستصدر حيال تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية

المركزية - اعتبر وزير الاتصالات مروان حمادة ان الصدمة كبيرة في العواصم الاوروبية كما الحزن والحداد في لبنان لاغتيال اللواء الركن الحاج. واكد انه سيفاجأ الذين يستمرون في التعطيل من ردات الفعل الدولية التي قد تكون بمستوى ربيع 2005 يوم طرد الجيش السوري من لبنان.

كلام حمادة جاء في حديث الى "صوت لبنان" قال: "كما الحزن والحداد في لبنان الصدمة كبيرة جدا في العواصم الاوروبية لاغتيال اللواء الركن فرنسوا الحاج حيث وصلنا لحضور مجلس امناء الجامعة اليسوعية، وقد افسح لنا في المجال للقاء والتشاور مع عدد من المسؤولين الفرنسيين وعلى رأسهم وزير الخارجية برنار كوشنير والمستشار الديبلوماسي للرئيس الفرنسي كلود غيان".

اضاف: "شعرنا الى جانب الصدمة بالتصميم الفرنسي على مزيد من الضغوط التي ستمارسها فرنسا على المرجع الخارجي الذي تعتبره معطلا للاستحقاق الرئاسي، ولمسنا تصميما على الخروج عن السكوت وربما فضح كل عملية التعطيل التي تعرض مؤسسات لبنان الجيش للمجلس النيابي والحكومة والرئاسة والى الاستهداف والفراغ". وعن هذه الضغوط هل ستترجم انتخاباً في جلسة الاثنين ام ان الامور ستؤجل الى ما بعد رأس السنة اعتبر حمادة "ان موعد الانتخاب يوم الاثنين هو موعد مفصلي بمعنى انه اذا تبين، وهنا اتحدث الشعور الاوروبي وتحديدا الفرنسي، ان التعطيل المتعمد مستمر لمنع جلسة الاثنين بحجج واهية، سيكون هناك موقف علني ربما فرنسي وايضا دولي من هذه العملية".

وعن كيفية تعاطي قوى 14 من آذار مع تفويض المعارضة للعماد عون بقيادة الحوار، قال حمادة: "قوى 14 آذار فوّضت النائب سعد الحريري منذ البداية القيام بعملية تمثيلها في المفاوضات التي اعتقدنا منذ اسبوع انها وصلت الى نهاية جيدة بالاتفاق على آلية دستورية سريعة عبر المجلس والحكومة وعودة الى المجلس تتيح تعديل الدستور وانتخاب رئيس للجمهورية في يوم او يومين وربما ساعة او ساعتين، ولكن بعد طول انتظار يجب ان لا ننسى اننا نقترب من الاسبوع الثالث من الفراغ الرئاسي، وهذا ان دلّ على شيء فهو يدلّ على ان النية ليست من نختار رئيسا للجمهورية ولكن النية المبيتة للبنان هي منعه من انتخاب رئيس للجمهورية وابقاء الفراغ لأجل غير محدد، ولغاية نعرف ما هي، وبالتالي سيفاجأ الذين يستمرون في التعطيل، اكانوا داخل لبنان ام خارجه، بأن ردات الفعل الدولية قد تكون بمستوى ربيع 2005 يوم طرد الجيش السوري من لبنان".

وعما اذا ما زالت ارضية التفاوض على اساس انتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية او هناك تبدلات للخيارات شدد حمادة: "نحن لم نشاور احدا في هذا الخيار ومصممون على هذا الخيار ومرشحنا العماد سليمان، والآلية لانتخابه تلزمنا بتعديل للدستور وفق الدستور وليس خارج الدستور، وبالتالي نستطيع بحسن نية صغيرة من المعارضة ومن رئيس المجلس- الذي نتساءل كيف انتقل ملف التفاوض منه الى العماد عون- ان نتمم ذلك يوم الاثنين، كما قلت يوم مفصلي لن تكون الامور بعده مثلما كانت قبل لأننا الآن امام مخطط واضح بمنع لبنان من انتخاب الرئيس ومصدر هذا المخطط معروف وهو النظام السوري الذي لا يحسب للبنان الا كم سيجني من مكاسب ديبلوماسية وميدانية على حساب دماء هذا الجيش، كل ذلك بات واضحا اليوم في الاروقة الديبلوماسية وفي العالم، كما قلت سيفاجأ الجميع خلال الساعات والايام القليلة المقبلة التي تفصلنا عن الاثنين بردات الفعل على استمرار هذا التعطيل خصوصا بعد افشال لائحة غبطة البطريرك واختراع الحجج لمنع السير في انتخاب الرئيس".

 

 

"الاحرار":المسؤولية المعنوية عن هذه الجريمة تقع على الذين يزجون الوطن في الفراغ

وطنية - 14/12/2007 (سياسة) عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة الأستاذ دوري شمعون وحضور الأعضاء.

استهل الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت حدادا على روح الشهيد اللواء فرنسوا الحاج ومرافقه المعاون الشهيد خيرالله هدوان. بعد الاجتماع اصدر المجتمعون بيانا جددوا فيه "التنديد بالاعتداء الارهابي الأخير الذي هدف إلى زعزعة المؤسسة العسكرية من ضمن مسلسل النيل من ركائز الدولة، بدءا بالحكومة من طريق الطعن في دستوريتها وميثاقيتها بعد الاستقالات المعروفة وغير المبررة، وإقفال مجلس النواب الذي تلاها بحجة رفض استقبال الحكومة تحت قبته".

وكرروا التأكيد "أن المسؤولية المعنوية عن هذه الجريمة الارهابية تقع في الحد الأدنى على الذين عملوا ولا يزالون يعملون لزج الوطن في الفراغ ضمانا لمصالحهم وخدمة لحلفائهم الإقليميين، وليس من قبيل الصدفة في شيء أن يتباهى نائب رئيس الجمهورية السورية فاروق الشرع، للمرة الثانية، بقوة أدوات التبعية والوصاية مسميا القيادات والمنظمات ومعددا مآثرها".

وجاء في البيان: "إننا، وبالرغم من معرفتنا الأكيدة بالنيات المبيتة التي ما فتئنا نلفت إليها ونحذر منها والتي تترجم تباعا تحت حجج وذرائع لا تخفى على أحد، ندعو إلى صحوة ووقفة تبعد شبح الفوضى الذي يحول الوطن برج بابل جديد وتتجسد بالمبادرة إلى ملء الفراغ في أسرع وقت ممكن. ونكرر اقتناعنا بضرورة التزام المبادىء التي نص عليها الدستور بلحظه طرق تعديله وهي تتم بالمشاركة المتوازنة بين رئيس الجمهورية وبين الحكومة ومجلس النواب. ولا يمكن لأي اجتهاد أن يجد حدا أدنى من الصدقية والجدية في وجود نص صارخ بصراحته ووضوحه".

وشددوا على ان "الحكومة مطالبة بوضع مشروع قانون التعديل، وكونها تتولى وكالة صلاحيات رئيس الجمهورية إحالته إلى مجلس النواب الذي عليه إقراره بأكثرية الثلثين. ومن النافل ان اشتراط هذه المشاركة العارمة التي لا تقبل أي استثناء هو دليل على أهمية الدستور واستثنائية الظروف التي تقضي بتعديله. وبالتالي فان الاعتداد باعتبارات لا سند قانونيا لها يعد تلاعبا بالدستور والتفافا عليه لغاية مكشوفة وواضحة بالغا ما بلغت الاجتهادات والادعاءات. ويبقى أن من واجب النواب تحكيم ضميرهم للحيلولة دون استمرار الفراغ، واتخاذ مبادرة تاريخية تتعدى كل الشروخ القائمة، وتلج بالوطن باب الاستقرار لتحصين الوحدة الوطنية وتعزيز المشاركة الحقيقية والوفاق الصحيح من دون التوقف أمام التهديدات والتلميحات المبطنة التي تهدف إلى إحباط الجهود الانقاذية".

وختم المجتمعون بيانهم، مقدمين التهاني للبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بقرب حلول عيد الأضحى المبارك، آملين في أن يعقد جميع اللبنانيين العزم على منع أعداء لبنان من التضحية به. وفي مقدمة ما هو مطلوب منهم اليوم رفع الصوت عاليا لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، على أن من المسلم به الرجوع إلى الحوار بكل الوسائل المتاحة للتصدي للاشكاليات المطروحة وحل المشكلات المعروفة مما يدخل الاطمئنان إلى قلوب الجميع ويحفزهم على النضال في كنف دولة العدل والقانون والمساواة، وفي ظل الديموقراطية الضامنة حقوق عائلات المجتمع اللبناني كافة".

 

"المجلس الوطني لثورة الأرز" دان جريمة اغتيال العميد الركن الحاج:

عمل منظم هدفه شرذمة القوى الأمنية بعد تعطيل المؤسسات السياسية

وطنية - 13/12/2007 (سياسة) عقدت "الهيئة المركزية للمجلس الوطني لثورة الأرز" اجتماعا طارئا إثر اغتيال العميد الركن فرنسوا الحاج ورفيقه خير الله هدوان، وأصدر بيانا رأى فيه ان الاغتيال "عمل منظم يهدف الى ضرب أحد أهم أركان الجيش وخصوصا أولئك الذين لا يساومون ازدواجية السلاح وكرامة الجيش المدافع عن الوطن". واعتبر المجلس "ان استهداف المؤسسة العسكرية هدفه شرذمة القوى الأمنية بعد الامعان بشرذمة وتعطيل المؤسسات السياسية"، مؤكدا "أن استشهاد أحد أهم القادة سيكون حافزا لترابط المؤسسة في وجه كل أعداء الوطن، كما حدث في نهر البارد ولاكمال مهمتها الوطنية السيادية بجانب جميع اللبنانيين في مشروع بناء هذا الوطن". ودعا كل أطياف الشعب اللبناني إلى "الالتفاف حول المؤسسة العسكرية وردع كل التدخلات الخارجية في شؤونها"، مطالبا الجيش ب"مواصلة مهمته في ضبط الأمن بيد من حديد،ونعده بأننا سنكون الى جانبه، قيادة وأفراد، لدعمه ولتأمين كل حاجاته".

كما ناشد المجتمع الدولي ومجلس الأمن "التدخل فورا وتنفيذ كل قراراته والتزاماته تجاه شعب لبنان، بدءا بتأمين هذا الانتخاب، وذلك إزاء عدم تمكن القوى السياسية وخصوصا ممثلي الشعب في مجلس النواب من القيام بواجبهم بانتخاب رئيس جديد للجمهورية يقوم بمهامه على رأس المؤسسات". وفي الختام، تقدم من أهل الشهيد وقيادة الجيش وجميع أبناء الوطن، وخصوصا أبناء بلدته رميش بأحر التعازي، وعاهدهم أن دماء الشهيدين العميد الحاج ورفيقه هدوان "الذكية التي روت أرض هذا الوطن ستكون خميرة وحافزا لنا لاكمال المسيرة والوصول بلبنان الى شاطىء الأمان".

 

لبنان والشرق الأوسط في الصحافة الاسرائيلية

"هآرتس": الاغتيال رسالة الى قائد الجيش

"أوماديا": سوريا نجحت في تعقيد الوضع اللبناني

رندى حيدر- النهار 

رأى متابع الشؤون العربية في "هآرتس" تسفي برئيل  امس ان اغتيال العميد فرنسوا الحاج رسالة موجهة الى قائد الجيش المرشح لرئاسة الجمهورية العماد ميشال سليمان لرفضه القبول بالشروط المسبقة، وكتب: "بعد مرور يوم واحد على الجلسة التي كان يفترض أن يعقدها مجلس النواب اللبناني لإنتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، بعث المخربون رسالة واضحة الى الجيش تقول: لا حصانة في لبنان حتى للمؤسسة الأكثر نظافة من الناحية السياسية. الذي دفع الثمن هو العميد فرنسوا الحاج مدير العمليات في الجيش الذي أشرف مباشرة على العمليات الناجحة في مخيم نهر البارد.

من المحتمل ان يكون الاغتيال عملية انتقام من جانب التنظيم الاسلامي المتشدد ضد الجيش الذي قاتلها، لكن اللبنانيين بعد اغتيالات السنتين الماضيتين لا يصدقون ذلك. من هنا توجهت أصابع الاتهام في كل اتجاه الى اسرائيل وسوريا وأطراف في المعارضة اللبنانية. ولكن اذا كان الانتماء السياسي للضحية في الاغتيالات السابقة يدل على الجهة المنفذة، فان تحديد الجهة التي تقف وراء اغتيال العميد الحاج أكثر صعوبة، لأنها المرة الأولى تُغتال فيها شخصية عسكرية رفيعة وتحديداً بعد الاجماع الذي حظي به ترشيح العماد سليمان من جميع الاطراف بمن فيهم سوريا. ناهيك بأنه لم تكن للعميد الحاج مواقف معادية لسوريا. من بين التقديرات التي ظهرت امس ان الاغتيال هو رسالة واضحة الى العماد سليمان الذي أعلن رفضه القبول بالشروط المسبقة لإنتخابه رئيساً للجمهورية. لقد اراد منفذو الاغتيال ان يثبتوا أنهم قادرون على الوصول الى كل الناس في لبنان: الى الصحافيين والسياسيين والآن الى الجيش. لكن هذا الكلام لا يفسر لماذا جرى اختيار الحاج وليس ميشال سليمان مباشرة (...)".

وفي موقع "اوماديا" الإلكتروني، اتهم يوحاي سيلع سوريا بالاغتيال، وكتب: "اذا كانت عائلة الأسد قامت بتصفية شخصيات سياسية معارضة لتدخلها في لبنان، فإن اغتيال فرنسوا الحاج (الماروني) يظهر الى اي حد يمكن سوريا ان تذهب من اجل التحضير لمجيء شخصيات عسكرية لبنانية ملائمة لها عسكرياً وسياسياً. فما الذي دفع سوريا الى اغتيال شخصية عسكرية كبيرة يحترمها اللبنانيون؟ تعتبر سوريا الشخصيات العسكرية المستقلة من نوع العميد الحاج عقبة يجب التخلص منها. لذا، في الوقت الذي كانت المشاروات تتواصل من اجل الاتفاق على ترشيح ميشال سليمان وعلى شكل الحكومة الجديدة، سارعت سوريا الى اعطاء اوامرها باغتيال الحاج، بحيث يجري تعيين قائد جديد للجيش أكثر خضوعاً لنفوذها. قد يحوّل الاغتيال سليمان  خصماً لها على رغم العلاقات الوثيقة التي تربطه بها طوال سنين، ولكن التجربة اللبنانية تدل على ان الخوف من سوريا سيتغلب على اي اعتبار آخر. لقد نجحت سوريا في تعقيد الوضع اللبناني بمساعدة جهات غربية كثيرة او بصمتها وتحاول مجدداً مسايرة الأطراف الراديكاليين على حساب المعتدلين".

 

استقبال رسمي وشعبي لجثمان اللواء الشهيد الحاج عند جسر الاولي ومرور موكب التشييع امام جامع بهاء الدين الحريري وسراي صيدا

وطنية - 14/12/2007 (سياسة) لبت فاعليات مدينة صيدا ومنطقتها وصولا إلى جزين وقرى شرق صيدا دعوة رئيس إتحاد بلديات صيدا والزهراني الدكتور عبد الرحمن البزري، للمشاركة في استقبال جثمان اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج عند مدخل صيدا الشمالي - جسر الأولي، رغم الطقس العاصف والمطر الغزير. شارك في الإستقبال الرسمي، الى جانب الدكتور البزري، النائبان الدكتور أسامة سعد والدكتور ميشال موسى، وممثل النائب بهية الحريري منسق عام منظمة شباب المستقبل أحمد مصطفى الحريري، محافظ الجنوب العميد مالك عبد الخالق، المدعي العام الإستئنافي في الجنوب القاضي عوني رمضان، قائد منطقة الجنوب العسكرية في الجيش اللبناني العميد الياس زعرب, جمع كبير من رؤساء البلديات وأعضاء المجالس البلدية في إتحاد بلديات صيدا والزهراني ومنطقة جزين، ممثلون عن الأحزاب الوطنية والإسلامية، ممثلون عن: "حزب الله"، الجماعة الإسلامية، حركة "أمل"، الحزب السوري القومي الإجتماعي، جبهة العمل الإسلامية، الحزب الديمقراطي الشعبي، الحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الشيوعي، رئيس مركز "معروف سعد الثقافي" معروف مصطفى سعد، وممثلون عن الفصائل الفلسطينية وتحالف القوى الفلسطينية، ولفيف من رجال الدين المسلمين والمسيحيين من الأطياف الروحية كافة في المدينة ومنطقتها وجمع كبير من فعاليات صيدا ومنطقتها وهيئاتها الإقتصادية والصحية والإجتماعية والنقابية والتربوية والإعلامية ومخاتير صيدا والزهراني وشخصيات.

ونصبت بلدية صيدا عند جسر الاولي قوسا كبير كتب عليه: "الجنوب يحتضن إبنه الشهيد اللواء فرنسوا الحاج"، "عاصمة المقاومة ترحب بشهيد الجيش وشهداء الجيش اللبناني". كما وزعت البلدية وإدارة حلويات كنعان الحلوى عن روح اللواء الشهيد ومرافقه للجموع المحتشدة لإستقباله.

وشاركت في الإستقبال ثلة من قيادة الإطفاء والدفاع المدني في صيدا وإتحاد بلديات صيدا والزهراني، والجمعيات الكشفية وحملة الأعلام اللبنانية، وعملت القوى الأمنية في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي على تسهيل وتنظيم حركة المرور عند مدخل صيدا الشمالي بانتظار وصول الموكب.

وقرابة الواحدة والنصف وصل موكب جثمان اللواء الشهيد الحاج، فصفقت الجماهير المحتشدة لحظة مروره أمامها، ونثر الأرز على الموكب كما وضعت أكاليل الزهر على السيارة التي أقلت الجثمان بإسم إتحاد بلديات صيدا والزهراني وفعاليات المدينة ومنطقتها ونوابها وهيئاتها الاهلية والبلدية. وصافح الدكتور البزري والفاعليات المشاركة نجل اللواء الشهيد إيلي الحاج وقدموا له التعزية. ورد نجل الشهيد ايلي بكلمة شكر فيها هذه الفاعليات على عاطفتهم التي تجلت في الإستقبال الحاشد، والذي يعكس محبة وتقديرا لوالده اللواء الشهيد فرنسوا الحاج وللخط الوطني الذي يمثله وينتهجه ضمن المؤسسة العسكرية, حامية الوطن. وقال: "اريد ان اشكركم على وقفتكم، واشكركم لانكم لم تنسوا هذا البطل الذي استشهد، واشكر كل اهالي الجنوب لانهم يعرفون قيمة فرنسوا الحاج اكثر من كل الشعب اللبناني. وبإسمي وبإسم عائلة الشهيد واولاد منطقته وبلدته رميش نشكركم جميعا، اريد منكم ان لا تنسوه، لا تنسوا البطل، لا تنسوا البطل العظيم، لا تنسوه".

البزري

بدوره، أكد الدكتور البزري "المضي قدما في النهج الوطني الذي مثله اللواء الشهيد فرنسوا الحاج"، معتبرا "أن إستشهاده إنما هو برسم كل الوطن وأبنائه"، داعيا الى الالتفاف حول المؤسسة العسكرية التي تذود عن حياض الوطن مهما بلغت التضحيات، ولا سيما في ظل المؤامرة التي تستهدفها". وتقدم البزري من قائد الجيش وقيادة المؤسسة العسكرية ومن عائلة اللواء الشهيد بأحر التعازي بإسم مدينة صيدا وفعالياتها وبإسم إتحاد بلديات صيدا والزهراني، معربا عن أمله في أن "يتم التوصل للكشف عن الجناة وإنزال العقوبة في حق الذين إستهدفوا الوطن كله بإستهدافهم اللواء الشهيد فرنسوا الحاج".

جامع الحريري

ثم توجه موكب الشهيد اللواء الحاج الى جامع بهاء الدين الحريري عند البوليفار الشرقي لمدينة صيدا، حيث كان عدد من مسؤولي تيار "المستقبل" في صيدا وعدد من المناصرين الذين رفعوا الاعلام اللبنانية وصور الشهيد، وعلت صوت المآذن بآيات من القرآن الكريم. والمحطة الاخيرة في صيدا، كانت عند دوار السراي الحكومي، حيث كان في استقبال الجثمان عدد من الفاعليات السياسية ومسؤولين عن الفصائل الفلسطينية الذين وضعوا اكاليل من الزهر باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس. يذكر ان مدينة صيدا اقفلت اليوم حدادا على الشهيد اللواء الحاج، وتوقفت الدراسة في المدارس الرسمية والخاصة وفروع الجامعات، ورفعت في ساحاتها وشوارعها يافطات دانت جريمة الاغتيال. بعد ذلك، تابع الموكب طريقه الى مسقط رأس الشهيد اللواء الحاج في رميش، حيث يوارى الثرى.

 

رابطة مخاتير النبطية دانت اغتيال اللواء الحاج

وطنية - النبطية - 14/12/2007 (سياسة) دانت رابطة مخاتير النبطية برئاسة نمر نصار "اغتيال العميد فرنسوا الحاج الذي دافع عن وطنه بكل جوارحه حتى نال الشهادة، لافتة الى انه اغتيل غدرا على أيدي الجبناء الذين يريدون النيل من الجيش اللبناني ودوره الوطني الذي ارساه القائد ميشال سليمان واختاره كل الوطن ليكون رئيسا للبلاد بعد انجاز الاستحقاق الرئاسي، متمنين الا يطول، لأن العماد سليمان يشرف الوطن بوصوله الى سدة رئاسة الجمهورية اللبنانية وهو الذي ناضل مع المقاومة وتمكن بحكمته العالية والى جانبه الشهيد الحاج من وأد الارهاب والقضاء عليه في نهر البارد". ورأت الرابطة "ان الجيش هو خشبة خلاص الوطن وعليه نعلق الآمال بالامن والاستقرار، مقدمة التعازي باستشهاد الحاج الى العماد سليمان وقيادة الجيش والمؤسسة العسكرية والى عائلته وأهالي بلدة رميش التي لبست ثوب الحداد والسواد على الجنوب والوطن".

 

غصن: اغتيال اللواء الشهيد الحاج يؤكد ان امثاله في دائرة الخطر

وطنية - 14/12/2007 (سياسة) اعتبر النائب السابق فايز غصن، في تصريح اليوم، "ان اغتيال اللواء الشهيد فرنسوا الحاج يؤكد بما لا يقبل الشك ان أمثال الشهيد الراحل من الضباط الشرفاء هم في دائرة الخطر، وان اليد التي تتطاول عليهم لا تريد الخير لا للجيش ولا للبنان". وقال: "ونحن أمام هذه الجريمة البشعة نؤكد وقوفنا الى جانب الجيش كما كنا دائما وندعو أهلنا على كامل الاراضي اللبنانية الى الثبات في الموقف المبدئي الداعم للجيش قولا وعملا".

 

مجلس نقابات موظفي المصارف: الجريمة تهدف الى النيل من دور الجيش

وطنية- 14/12/2007 (متفرقات) تقدم المجلس التنفيذي لاتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان "بأحر التعازي من عائلة اللواء الشهيد فرنسوا الحاج ومن العماد ميشال سليمان قائد الجيش ومن المؤسسة العسكرية وضباط ورتباء وافراد راجين الباري ان يسكن الشهيد فسيح جنانه"، واعتبر في بيان "ان هذا العمل الاجرامي يهدف الى النيل من دور الجيش الوطني ويصيب الشعب اللبناني بكامله، فالشهيد هو شهيد الوطن، شهيد الكرامة والعنفوان وشهيد البطولة سطرها شهداء الجيش، اخوة اللواء الشهيد وتلامذته في اكثر من ميدان حفاظا على وحدة الارض والشعب".

ومن جهة ثانية، اعلن المجلس التنفيذي تأجيل اللقاء التضامني لمندوبي الاتحاد والذي كان مقررا اليوم امام مقر الادارة العامة لبنك ناسيونال دي باريس انتركونتيننتال تضامنا مع زملائنا في المصرف الى موعد يحدد لاحقا بسبب الظروف العامة.

 

شقير: الجريمة ارهابية وتستهدف السلم الاهلي والامن

وطنية - 14/12/2007 (متفرقات) دان عضو مجلس ادارة غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير "بشدة العمل الارهابي الذي اودى بحياة قائد العمليات في الجيش اللبناني اللواء الركن فرانسوا الحاج ومرافقه. واكد شقير "ان هذه الجريمة النكراء تندرج في اطار الاعمال الارهابية التي تضرب لبنان منذ جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحتى اليوم، والتي تستهدف السلم الاهلي وامن لبنان واستقراره واقتصاده، خصوصا انها ضربت هذه المرة المؤسسة العسكرية التي يعلق عليها اللبنانيون امالا كبيرة وعلى دورها المركزي في حماية السلم الاهلي والدفاع عن الوطن".

 

الشيخ قبلان: سقط الشهيدان ليبقى وطننا سيدا مستقلا وما جرى في البارد رفع رأس لبنان بفضل شجاعة الجيش

وطنية- 14/12/2007 (سياسة) رأى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة الجمعة أن "لبنان يودع ضابطا بطلا من الجنوب قاتل الإرهاب والعدو الإسرائيلي"، وقال: "نحن نعزي أهله وان كنا نحن أهله، ونعزي كذلك أهلنا في حزين بالشهيد خير الله هدوان، فهما استشهدا معا على مذبح الحرية فداء عن الوطن ورحلا ليظل لبنان محصنا موحدا ينعم بالأمن والاستقرار. الجنوب يستقبل الشهيد الحاج كما يستقبل البقاع الشهيد هدوان، وهما سقطا ليبقى لبنان سيدا مستقلا لان ما جرى في نهر البارد رفع رأس لبنان عاليا بفضل شجاعة قيادة الجيش. من هنا نطالبكم بأن تتعاونوا مع الجيش وتحفظوه وتدعموه لأنه خشبة خلاص الوطن".

وتوجه إلى السياسيين بالقول: "لبنان في حاجة إلى حملة انقاذ فلتتنازلوا عن مصالحكم الخاصة ولتتفقوا كما قال الرئيس بري على أن تشكلوا لجنة من الموالاة والمعارضة ليتم الاتفاق على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وليتم الاتفاق على كل الامور الأخرى. نحن في حاجة الى سرعة لا الى تسرع وإلى عمل جاد يخلص البلاد فلنعمل ونخلص جميعا لإنقاذ لبنان من الشرذمة. ايها السياسيون كونوا عصبة واحدة، لا فرق بين مسلم ومسيحي، فإذا كنا جميعا في خدمة الوطن فعلينا ان نتعاون لما فيه خير ومصلحة الوطن. فلبنان كبير بمواطنيه وهو جدير بالاحترام والتقدير لان فيه عقلاء وهو يستحق الاحترام والتقدير، وخشبة خلاصنا بوحدتنا ودعمنا للجيش والمقاومة التي اظهرت للملأ وللشعوب العربية مقدرتها وعنفوانها فدحرت العدو الإسرائيلي الذي كان ولا يزال عدو لبنان وهي انتصرت عليه بفضل التفاف اللبنانيين حولها وتعاون الجيش اللبناني معها ليبقى لبنان شوكة في عيون أعداء لبنان واولهم إسرائيل التي لا تزال تتربص الشر بلبنان".

أضاف الشيخ قبلان: "نريد ان يتواضع السياسيون لإخوانهم ويبتعدوا عن الخطابات المتشنجة ويقلعوا عن الإساءات لبعضعم البعض، فالخطابات المتشنجة والمسيئة تفرق بينهم، لذلك ندعوهم ليتعاونوا على البر والتقوى وان يكونوا يدا واحدة لان يد الله مع الجماعة فاحفظوا ايها السياسيون هذا الوطن ليحفظكم الله".

وعن ايام الحج قال: "في هذه الايام تهفو قلوبنا الى مكة البلد المقدس والمدينة الحرام حيث الأمن والأمان والتوحيد لنعيش في رحابها حيث التوحيد والذكريات الحميدة، وحيث المجد والرفعة وحيث كلمة لا اله الا الله تصدح في أرجاء الكون ملبية متعاونة مجتمعة، فهنيئا لكم يا حجاج بيت الله الحرام في سعيكم وتلبيتكم وعبادتكم، ان قلوبنا معكم ونطالبكم ان تدعوا الله عز وجل ان يحفظ امة محمد (ص) ويرفع عزها ومقامها ويصلح حالها وشأنها وان تنتصر على الأنانية والحقد والبغضاء، وادعوا لكل خلق الله ان يهديهم سبل النجاة ويوفقهم لما هو أفضل، فهذه الأيام المباركة التي ترتفع فيها الأصوات ملبية مصلية داعية، وتطوف الأجساد حول الكعبة التي تخلصت من عقد الشرك والإلحاد على يد رسول الأمة ونبيها محمد (ص) حيث حطم أصنامها على أمير المؤمنين يعسوب الدين علي ابن ابي طالب (ع) لتعود الكعبة طاهرة من الالحاد والشرك والصنمية".

وخاطب الحجاج وقال: "توجهوا الى الكعبة والى كل ركن فيها ومنسك فيها توجهوا الى كل مكان مقدس حيث ارتفع منه الحق وادعوا الله من هناك ان يحفظ جموع المسلمين ويؤيدهم بنصره ويعزهم ويبعد عنهم الشطط والكذب والنفاق، ونحن على مقربة من الصعود على عرفة نطالبكم بان تدعو لأهلكم المتعبين في فلسطين والعراق وأفغانستان ولبنان ، واطلبوا من الله ان يرفع كابوس الظلم والاعتداء عن هؤلاء الذين ابتلوا بالظلم والطغيان".

وعن موعد عيد الأضحى المبارك قال: "نحن سنعيد يوم الجمعة بناء لرأي مراجع الدين في النجف الاشرف وقم المقدسة وعلى فتوى المرجع السيد علي السيستاني، فعلى حجاج بيت الله ان يجتمعوا مع إخوانهم في عرفة فيقيموا المناسك في نفس الوقت مع إخوانهم المسلمين ويقدموا هديهم ويعيدوا يوم الأربعاء مع إخوانهم في الحج، اما نحن في لبنان فسنقيم صلاة عيد الأضحى المبارك يوم الجمعة المقبل في مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ولا يوجد أي شيء يسيء ويعكر علاقتنا مع اخواننا المسلمين لاننا أخوة وسنظل كذلك مع إخواننا الآخرين".

 

شتورا ودعت الشهيد هدوان واقفال في زحلة

وطنية-14/12/2007 (متفرقات) ودعت بلدة شتورا جثمان الرقيب الشهيد خيرالله هدوان الذي اخترق البلدة في موكب سيار مهيب إمتد مئات الأمتار، تتقدمه دراجات لقوى الأمن الداخلي. وقد وضع الجثمان داخل سيارة سوداء تواكبها سيارات إسعاف وعشرات السيارات المدنية التي أضاءت أنوارها في طريقها إلى بلدة حزين مسقط رأس الشهيد في قضاء بعلبك.

وإخترق موكب التشييع ببطء الطريق الممتدة من ساحة شتورا نحو المستديرة الكبرى لمدخل زحلة وسط أجواء الحزن والحداد العام. وقد زادت الطبيعة من المشهد الدامع والكئيب مع سقوط الأمطار دون توقف، وكأن السماء تبكي شهيدي كل لبنان، مدير العمليات في الجيش اللبناني العميد الركن فرنسوا الحاج ومرافقه الرقيب خيرالله هدوان.

ومن مستديرة مدخل زحلة، تابع الموكب سيره بإتجاه الكرك والفرزل وأبلح فحزين.

وفي زحلة أقفلت المؤسسات التربوية والجامعية الرسمية والخاصة إستنكارا للجريمة. وإرتفعت في المدينة لافتات الإدانة للجريمة الإرهابية التي أودت بحياة الشهيدين، على طول البولفار في الوسط التجاري داخل زحلة، تعبيرا عن موجة الإستنكار العارم الذي إجتاح البقاع وعاصمته زحلة ردا على الجريمة البشعة. وقد أجمعت العبارات المرفوعة على التضامن مع المؤسسة العسكرية وعلى إعتبار بأن يد الإرهاب والإجرام لن تنال من لبنان وجيشه.

 

خطباء صلاة الجمعة في الاقليم شجبوا جريمة اغتيال اللواء الحاج

وطنية - اقليم الخروب - 14/12/2007 (سياسة) ركز خطباء صلاة الجمعة في معظم مساجد قرى وبلدات اقليم الخروب على شجب واستنكار عملية الاغتيال التي استهدغت ابرز رموز قيادة الجيش اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج. ورأى الخطباء "ان عملية الاغتيال التي نفذها الجناة المجرمون انما تستهدف الشعب اللبناني بأسره، وتستهدف مسيرة السلم الاهلي التي يعتبر الجيش ضامنها وحاميها". وناشد الخطباء "السياسيين ان يكون استشهاد اللواء الحاج فرصة وطنية جامعة للخروج من الازمة والسير قدما في عملية انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية".

 

مراسم نقل جثماني الشهيدين الحاج وهدوان من المستشفى العسكري

وطنية - 14/12/2007 (سياسة ) بدأت عند السابعة والنصف صباح اليوم مراسم نقل جثماني مدير العمليات في الجيش اللبناني العميد الركن الشهيد فرنسوا الحاج ومرافقه الرقيب الشهيد خيرالله هدوان من المستشفى العسكري ملفوفين بالعلم اللبناني الذي من اجله انخرطا في السلك العسكري ومن اجل ان يبقى مرفرفا عاليا قدما دماءهما . وعلى وقع موسقى الجيش اللبناني ونشيد الموتى تقدم الموكب يتقدمه ذوو الشهيدين ورفاق الدرب الذين حملوا النعشين على الاكف، وسط الزغاريد التي تطلقها النسوة وذرف الدموع ونثر الارز والغار. وقد سلك الموكب طريق بدارو - الحازمية - بعبدا حيث روت دماؤهما ارضها وصولا الى بازيليك سيدة لبنان في حريصا حيث سصلى لراحة نفس الشهيد العميد الركن فرنسوا الحاج ، والى بلدة حزين البقاعية حيث يوارى الرقيب الاول الشهيد خيرالله هدوان الثرى

 

جثمان الشهيد الحاج وصل الى محيط منزله

وطنية - 14 / 12/ 2007 (سياسة) وصل جثمان الشهيد العميد الركن فرنسوا الحاج عند الثامنة والربع الى محيط منزله، حيث استقبل بالزغاريد والدموع ونثر الارز محمولا على اكف رفاق الدرب على وقع موسيقى الجيش ووسط حزن عميق . وقد ادت ثلة من الجيش تحية الوداع.

 

بعبدا ودعت ابن رعيتها وسط حزن لف الساحات والشوارع

وطنية - بعبدا - 14/12/2007 (سياسة) دخل اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج اليوم منزله في بعبدا محمولا على الاكف في داخل نعش لف بالعلم اللبناني وعليه صورة له بلباس الميدان العسكري. لف بلدة بعبدا الحزن، ساحاتها وشوارعها رفعت فيها اللافتات التي حملت عبارات الحزن والالم والوفاء للشهيد البطل اضافة الى الاشرطة البيضاء، الشوارع وعلى رغم انهمار المطر كانت تغص منذ الصباح الباكر بوحدات من الجيش اللبناني في صفوف منتظمة لوداع رفيق السلاح. وفود شعبية كبيرة كانت محتشدة في الشوارع وفي محيط منزله من مختلف المناطق اللبنانية، خصوصا من بلدتي رميش مسقط رأسه وبلدة عين ابل والقرى الجنوبية.

وصل الموكب الى مستديرة بعبدا، تتقدمه الدراجات النارية الثامنة صباحا، والطوافات العسكرية التابعة لسلاح الجو في الجيش اللبناني تحلق في الاجواء فوق خط سير الموكب الذي انطلق السابعة والنصف من المستشفى العسكري في بدارو. وانزل النعش عند مستديرة بعبدا - مدخل البلدة وتقدم عناصر من الشرطة العسكرية لرفع النعش على الاكف، وكانت موسيقى الجيش تعزف لحن التكريم وقدمت ثلة من الجيش السلاح وفي هذه الاثناء، كانت اجراس الكنائس في بعبدا. اخترق النعش محمولا على اكف عناصر الشرطة العسكرية الشارع الرئيسي لبلدة بعبدا محاطا برفاق السلاح - عشرات الضباط صفوف العسكريين المنتظمة- الشارع مزدان بالاشرطة البيضاء لافتات كتب عليها:"بعبدا عرين الجيش اللبناني تودع ابن رعيتها"، "بعبدا بلدتك الثانية لن تنساك ابدا يا شهيد البطولة ولبنان".

على مدى الشارع كان النعش ينثر بالورود والارز، حزن. ولدى وصول النعش الى امام منزله تعالى البكاء والصراخ، العائلة، الاهل، الاقارب احاطوا بالنعش وكاد العلم اللبناني الذي يلف النعش يتبلل بالدموع، وبعدما ادخل النعش الى منزله اخرج محمولا على الاكف حتى مسرح الجريمة امام مبنى بلدية بعبدا محاطا بالجموع الغفيرة تتقدمهم العائلة والاهل والاقارب. وبعدماادت ثلة من الجيش التحية وقدمت السلاح عزفت موسيقى الجيش لحن الموتى.

بعد ذلك انطلق الموكب، في اتجاه سيدة لبنان في حريصا تواكبه في الاجواء مروحيات الجيش اللبناني، وتتقدمه الدراجات النارية.

 

المرعبي:استهداف المؤسسة العسكرية تحد لكل اللبنانيين وليس للجيش فقط

وطنية - 14/12/2007 (سياسة) استنكر النائب السابق طلال المرعبي في بيان، "الجريمة النكراء التي اودت بحياة اللواء الركن فرنسوا الحاج الذي انضم الى قافلة الشهداء اللبنانيين الذين استشهدوا في سبيل لبنان وسيادته واستقلاله". وقال:" لقد ارتكبت هذه الجريمة ولبنان يعيش حالة مأساوية جراء شغور سدة رئاسة الجمهورية وعدم انتخاب رئيس جديد. ولا شك ان استهداف المؤسسة العسكرية ومحاولة النيل منها بعدما اصبح قائدها مرشحا رئاسيا توافقيا، وهي الضمانة الاساسية للبنان ووحدة ارضه وابنائه، انما يشكل تحديا كبيرا ليس للجيش فقط انما لكل اللبنانيين الذين بكوا لهذه المأساة الجديدة".

 

بلديات الجنوب استنكرت الجريمة وأجلت نشاطاتها حدادا

وطنية- 14/12/2007 (متفرقات) أصدرت بلديات محافظة الجنوب بيانا استنكرت فيها جريمة اغتيال اللواء الركن فرنسوا الحاج المروعة "التي هزت الوطن بأكمله"، وتقدمت من اهالي رميش ومن آل الشهيد ومن الجيش اللبناني وقائده العماد ومن جميع اللبنانيين بأحر التعازي.

الى ذلك، فقد تم تأجيل الاحتفالات والنشاطات كافة التي كانت مقررة في القرى والبلدات الجنوبية، حدادا على استشهاد اللواء الركن الحاج، ففي صريفا، ألغت البلدية حفل افتتاح المكتبة العامة في البلدة، واشار رئيس البلدية علي عيد الى "ان أهل البلدة يعرفون جيدا معنى الشهادة وكان لا بد من تأجيل هذا الافتتاح حزنا وحدادا على روح الشهيد البطل فرنسوا الحاج". من جهة اخرى شكر عيد الدولة الايطالية وشعبها والمنظمات غير الحكومية كافة على "مساعداتها التي تقدم للبلدة وللبنان"، متمنيا على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة "الاسراع بدفع التعويضات للذين لم يحصلوا عليها بعد، لاعادة اعمار منازلهم". واستنكر "التهجم على المملكة العربية السعودية التي قدمت ما توجب عليها لوطننا، ونحن هنا في صريفا بانتظار بناء مركز ثقافي بتمويل من المملكة التي أدت واجبها ونكن لها كل الاحترام ويجب على اللبنانيين عدم التشهير بمن يقف الى جانب كل لبنان".

 

حشود ودعت الشهيد هدوان على طول الطريق المؤدية الى بلدته

وطنية - زحلة - 14/12/2007(سياسة) عبر موكب الشهيد في الجيش اللبناني الرقيب اول خيرالله هدوان مدينة شتورا العاشرة من صباح اليوم، وسط حشود المواطنين التي حضرت في هذا الطقس العاصف لاستقبال الشهيد . وكان في استقبال الموكب عدد من المجالس البلدية المنتشرة على طول الطريق حتى وصوله الى بلدته حزين البقاعية ونثر الورد والارز على جثمان الشهيد. وتميز استقبال بلدية المريجات التي رفعت اللافتات المؤيدة للجيش والشاجبة للجريمة.

 

اقفال وحداد في صور وقضائها

وطنية-14/12/2007(سياسة) اقفلت المدارس الرسمية والخاصة في مدينة صور وقضائها ابوابها حدادا على استشهاد العميد الركن فرنسوا الحاج ومرافقه خير الله هدوان، كما رفعت الصلوات في المساجد والكنائس عن روح الشهيدين .ودعا رئيس اتحاد بلدية صور عبد المحسن الحسيني ورئيس بلدية علما الشعب جان غفري الى المشاركة الواسعة في تشييع العميد الشهيد فرانسوا الحاج, والى استقبال جثمانه الطاهر في كل قرية يعبرها موكب التشييع.

 

منطقة حاصبيا اقفلت حدادا على شهيد الوطن

وطنية - 14/12/2007 (سياسة) التزمت منطقة حاصبيا اليوم بالحداد الوطني العام على شهيد الوطن اللواء الركن فرنسوا الحاج، فاقفلت جميع المؤسسات والمدارس والمحال التجارية، ورفعت اللافتات المنددة بالحادث الاجرامي "الذي استهدف المؤسسة العسكرية ومن خلالها كل لبنان".

 

جثمان الشهيد هدوان وصل الى مسقط رأسه حزين

وطنية - 14/12/2007 (سياسة) افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في بعلبك محمد ابو اسبر ان جثمان الشهيد الرقيب الاول خير الله هدوان وصل الى مسقط رأسه بلدة حزين - قضاء بعلبك، عند الحادية عشرة الا خمس دقائق، في موكب مهيب، وكان في استقباله حشود عسكرية وشعبية ودينية. وسيوارى الشهيد هدوان في ثرى مدافن حزين بعد صلاة الظهر. وكان جثمان الشهيد هدوان قد تم نقله صباحا من المستشفى العسكري في بيروت مع جثمان اللواء الشهيد فرنسوا الحاج وسط طقس ماطر وكأن السماء شاركت اللبنانيين في الحزن والبكاء على شهيدي المؤسسة العسكرية والوطن.

 

النائب مجدلاني عزى قائد الجيش: ليكن استشهاد اللواء الحاج حافزا للمؤسسة العسكرية لمواصلة مهمتها المقدسة في حماية الوطن

وطنية - 14/12/2007 (سياسة) وجه النائب الدكتور عاطف مجدلاني برقية تعزية الى قائد الجيش العماد ميشال سليمان باستشهاد اللواء فرنسوا الحاج، جاء فيها: "مرة جديدة يضرب الارهاب لبنان، وهذه المرة اختار المتآمرون القلب، وفي توقيت دقيق يلعب فيه الجيش الوطني بقيادتكم الحكيمة دور صمام الامان لوطن دفعه البعض الى فراغ رئاسي يحمل في طياته كل انواع المخاطر". أضاف: "لقد هالنا سقوط شهيدنا الغالي اللواء فرنسوا الحاج بهذا الاسلوب الهمجي الذي ان عبر عن شيء، فإنما يعبر عن كمية الحقد التي يختزنها الارهابيون للبنان، ويؤكد ان الارهاب يتربص بالبلد ولا يوفر المؤسسة العسكرية بما ترمز اليه هذه المؤسسة خصوصا في هذا التوقيت". تابع "بمزيد من الأسى واللوعة نتقدم منكم ومن ذوي الشهيد الكبير بأحر تعازينا، راجين ان يكون استشهاده بمثابة حافز إضافي للمؤسسة لمواصلة مهمتها المقدسة في حماية الوطن، وللسياسيين لكي يحزموا أمرهم ويتوجهوا الاثنين الى المجلس لانتخابكم لرئاسة الجمهورية، لأننا بهذه الطريقة فقط ننتصر على الارهاب".

 

حزن واقفال في النبطية ومرجعيون والخيام

وطنية- 14/12/2007(سياسة) خيمت أجواء الحزن والاسى في مناطق النبطية ومرجعيون والخيام حدادا على اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج ، واقفلت المتاجر والمؤسسات التجارية أبوابها، وشلت الحركة في السوق التجاري في مدينة النبطية اضافة الى المنطقة الصناعية في مرج حاروف -زبدين- تول. كما ألتزمت المدارس الخاصة بالاقفال بعد قرار وزير التربية فيما المدارس الرسمية مقفلة حكما ككل يوم جمعة . وتوجهت وفود شعبية ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات من المناطق المذكورة الى رميش للمشاركة في مراسم التشييع.

 

افرام عزى قائد الجيش

وطنية- 14/12/2007 (متفرقات) وجه رئيس الرابطة السريانية الأمين العام لاتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية حبيب افرام برقية تعزية الى قائد الجيش العماد ميشال سليمان جاء فيها: "لا ترتوي الارض ولا ينضب معقل الرجال. هكذا قدر جيشنا. له روعة الشهادة. على ان ما يحز في القلب، ان يرتفع الذين على رؤوسهم الارزة غدرا في اسوأ الازمنة. نصلي لوطن متروك مصلوب الا من ارادة جيشه، وللعميد البطل انه ادى الرسالة".

 

النابلسي:اغتيال العميد الحاج استهدف الامن والجيش

وطنية - 14/12/2007 (سياسة) رأى رئيس هيئة علماء جبل عامل العلامة الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة التي القاها في صيدا، "ان اغتيال العميد الحاج جاء تنفيذا لخطة القضاء على الامن ومؤسسة الجيش ووحدته وعقيدته". وقال: "لو توافق اللبنانيون لما بقي مجال للتسلط والانقسام والفتنة واهتزاز الامن، فلسنا اول وطن يتعرض لما نتعرض له ولكننا للاسف الشديد نواجه هذه الاوضاع مشرذمين ممزقين لا نجتمع على رأي ولا نتوحد على موقف وكلمة". وختم، مناشدا جميع القيادات "العودة الى قواعد الوفاق قبل ان تطيح رياح الداخل والخارج مجتمعة بالوطن وابنائه".

 

اقفال الجامعات والمدارس في جبيل حدادا ورفع صور واضاءة شموع تحية للواء الشهيد

وطنية- جبيل 14/12/2007 ( متفرقات ) اقفلت الجامعات والمدارس الرسمية والخاصة في جبيل ابوابها امام الطلاب حدادا على مدير العمليات في الجيش اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج وسط اجواء من الحزن عم ابناء المنطقة الذين بدت عليهم علامات التأثر البالغ وقد رفعوا صورا له مع العلم اللبناني في جبيل وعمشيت ومختلف القرى كتب عليها " اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج " ، كما اضاؤوا الشموع في البلدات تحية للشهيد الذي سقط دفاعا عن لبنان ورفعوا الصلوات دعما للمؤسسة العسكرية .

 

اقفال الجامعات والمدارس في الكورة حدادا على استشهاد الحاج

وطنية - الكورة - 14/12/2007 (متفرقات) اقفلت الجامعات والمدارس الرسمية والخاصة في قضاء الكورة ابوابها حدادا على استشهاد العميد الركن فرنسوا الحاج ومرافقه خير الله هدوان، كما رفعت الصلوات الصباحية عن روح الشهيدين في مختلف كنائس القضاء

 

ردود فعل على اغتيال الحاج تجمع على انه يستهدف صمود الجيش ... دو فريج: كلام بري سمعه الفرنسيون من الأسد

بيروت- الحياة - 14/12/07//

في اليوم الثاني على جريمة اغتيال مدير العمليات في الجيش اللبناني الشهيد اللواء فرنسوا الحاج ومرافقه خيرالله هدوان، تواصلت ردود الفعل المستنكرة والشاجبة للجريمة «منوهة بمجملها بدور الجيش ووطنية الشهيد ومناقبيته»، ومعتبرة أن عملية الاغتيال «تستهدف صمود المؤسسة العسكرية، ولبنان». وقال وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون أن اغتيال الحاج: «كلما اقتربنا من الحل، يتم الانقلاب عليه. ولا نرى أن شرعية الحكومة هي اليوم تحت المجهر، إنما الموضوع هو الوصول إلى ملء الفراغ ووقف المسلسل الانقلابي الذي بدأ المس باتفاق الطائف وانتخاب الرئيس». ورأى عضو «اللقاء الديموقراطي» النيابي أكرم شهيب في حديث إلى «إذاعة لبنان»، أن اغتيال الحاج «رسالة إلى الجيش الذي انتصر على الإرهاب في نهر البارد، ورسالة إلى اللبنانيين تقول: إذا توافقتم وعدلتم الدستور وانتخبتم الرئيس من دون موافقة قوى إقليمية فلن تستطيعوا ذلك». وأضاف: «هي أيضاً رسالة إلى قائد الجيش لتقول له ان الأقرب إليك اصبح شهيداً. ورسالة إلى 14 آذار وللحكومة أن يد الإجرام قادرة على الوصول، ولا تستطيعون الإمساك بالسلطة. وهي رسالة إلى المجتمع الدولي وخصوصاً إلى الأميركيين والفرنسيين أنهم لا يستطيعون الدخول إلى لبنان إلا عبر البوابة السورية. وأخيراً هي رسالة إلى الدول العربية بأن تعريب الحلول يمر عبر البوابة السورية أيضاً». وقال رداً على سؤال: «نسمع اليوم من يقولون تفضلوا واتفقوا مع العماد ميشال عون حول مبادرته التي طرحها في شكل غير مقبول دستورياً ولا أخلاقياً، وهي غير مقبولة بالنسبة إلى شخص نطلب منه أن يكون رئيساً الذي هو العماد سليمان».

ورأى «أن كل الدلائل تشير وكذلك الوقائع إلى أن الحل لم ينضج بعد».

وقال عضو كتلة «المستقبل» النيابية نبيل دو فريج، للإذاعة نفسها: «عندما فشلت كل محاولات ضرب مؤسسة الجيش بدءاً من محاولة إقحامه طرفاً في الأزمة الداخلية، وصولاً إلى مؤامرة نهر البارد كانت جريمة اغتيال العميد الحاج». وأضاف: «أن المبادرة التي أطلقها سعد الحريري بتسمية قائد الجيش باسم 14 آذار أزعجت بعض المتضررين في لبنان وحصلت عملية الاغتيال التي طاولت شخصية عسكرية محايدة وكذلك كانت مهيأة لتسلم قيادة الجيش بتوافق الجميع».

واعتبر أن «الرئيس بري وقع في الفخ الذي نصبه في التسعينات عندما حذفت صلاحيات المجلس الدستوري بطلب منه وأعطيت لمجلس النواب. واليوم، نسمع الرئيس بري يقول، ويمكن هو على حق، أن هناك مشكلة مع الحكومة في غياب المجلس الدستوري الذي يفسر الدستور، لكن ما دام هو قرر ان يكون تفسير الدستور من صلاحيات مجلس النواب، فلماذا لا يطرح مشكلة الفقرة «ي» من مقدمة الدستور أمام مجلس النواب لتفسيرها؟».

ورداً على سؤال عن دعوة الرئيس بري المجتمعين في الصيفي إلى الاتفاق مع عون، قال: «كلام الرئيس بري سمعه الرئيس (الفرنسي نيكولا) ساركوزي من الرئيس السوري بشار الأسد عندما قال لموفد من الرئيس الفرنسي ان سورية تستطيع أن تضغط على حلفائها، ولكنها لا تستطيع أن تضغط على المسيحيين، وبالتالي على فرنسا ان تتفق مع المسيحيين على وضع لائحة بأسماء المرشحين للرئاسة وهي تضمن موافقة حلفائها». وأضاف: «ان الرئيس بري ما زال يتكلم بالمنطق نفسه الذي يتكلم به بشار الأسد مع الفرنسيين عندما يقول «اذهبوا واتفقوا مع العماد ميشال عون» مع ان الرئيس بري يعرف تماماً ان عون يقول: «أنا او لا أحد». وقال: «الرئيس بري لا يخفي انه على علاقة ممتازة ومميزة جداً مع سورية، وبالتالي يعتبر ان الشيخ سعد قريب من السعودية ولا يمكن الاستهانة بالرئيس بري، وهو عندما يطلب منه ان هناك مصلحة في العرقلة فلا يتأخر فيها». وأكد أن «الرئيس بري يترجم الآن على الارض قوله منذ بدء الأزمة ان لا حل الا بتحسن العلاقات السورية - السعودية

 

جثمان مدير العمليات في الجيش اللبناني يشيّع اليوم ... ودعوات الى مشاركة كثيفة في مأتمه ... لبنان: التحقيق في اغتيال الحاج يركز على كشف هويات 3 أشخاص اشتروا السيارة المفخخة والتقطت كاميرا وجوههم بوضوح

بيروت- الحياة - 14/12/07//

يشيّع اليوم جثمان الضحية العسكرية الأولى لجرائم الاغتيال في لبنان مدير العمليات في الجيش الشهيد اللواء الركن فرنسوا الحاج الى مثواه في بلدته رميش الجنوبية مروراً بحريصا وقبلها بعبدا, وذلك في مأتم شعبي ورسمي, وسط حداد وادانة واسعة.

التحقيق

وتتواصل التحقيقات القضائية في الجريمة, وأظهرت بحسب معلومات «الحياة» أن السيارة المفخخة التي استهدفت اللواء الحاج وهي من نوع «بي ام دبليو» لم تكن مسروقة وإنما باعها قبل مدة شخص الى معرض سيارات في عبرا(شرق صيدا) وقبل يوم واحد من الانفجار حضر ثلاثة اشخاص الى المعرض واشتروا السيارة. ويحاول التحقيق كشف ظروف عملية الشراء.

وأشارت المعلومات الى ان في المعرض كاميرا تمكنت من التقاط صور الاشخاص الثلاثة بشكل واضح والعمل يجري على التحقق من هوياتهم تمهيداً لتوقيفهم. وأكدت المعلومات ان السيارة المذكورة لم تدخل مخيم عين الحلوة لأنها لو فعلت لكان حاجز الجيش اللبناني عند مدخل المخيم سجل لوحتها لأنه يرصد كل السيارات التي تدخل الى المخيم وتخرج منه.

وسطر أمس, قاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر استنابات قضائية الى الأجهزة الأمنية في الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة لإجراء التحريات والاستقصاءات والبحث عن الفاعلين والمحرضين والمتدخلين والمشتركين في قضية اغتيال اللواء الحاج ومرافقه خير الله هدوان وفي حال معرفتهم والعثور عليهم سوقهم الى دائرته.

وتبين من التحقيقات الأولية ان ليست ثمة كاميرات في مسرح الجريمة تعود لأي مؤسسة موجودة في المكان يمكن الاستفادة من رصدها للحركة صباح اليوم التي حصلت فيه الجريمة او اليوم الذي سبقه, وإنما هناك كاميرات مراقبة تابعة لفرع «البنك اللبناني للتجارة» في محيط مستديرة بعبدا والتحقيقات تجري لمعرفة ما اذا كانت التقطت اشكال الجناة.

 

وكلف القاضي مزهر شركتي الخلوي «ألفا» و «أم تي سي تاتش» الاستحصال على كل المعلومات المتعلقة بالاتصالات التي أجريت في مكان الحادث، كما كلف الخبير المختص الكشف على السيارة المستخدمة في الانفجار.

وتواصل امس, الاستماع الى الجرحى والشهود لمعرفة كيفية حصول الانفجار وزنة العبوة ونوع المواد.

ونقلت «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية عن مسؤول عسكري ان الجيش الذي يتولى التحقيق في الجريمة قرّر اعتماد اكثر من فرضية، ولكنه يركز على فرضية الاستهداف من جانب جهات أصولية إرهابية إقليمية بسبب معلومات استخباراتية ووقائع معينة، منها نوعية العبوة ومقارنتها بعبوات استهدفت شخصيات سياسية سابقاً، والعبوات التي استهدفت قوات «يونيفيل».

وكشف المسؤول العسكري «ان قيادة الجيش وضعت عدداً من المسؤولين في جو المعلومات المتوافرة، وان ثمة قرائن تجعل من الممكن التوصل الى نتائج سريعة وان التحقيقات قطعت شوطاً كبيراً، وهناك تركيز على جوانب متصلة بالسيارة والعبوة وبعض المشتبه بهم اضافة الى موضوع الاتصالات والتهديدات التي تلقاها الجيش خصوصاً بعد معركة نهر البارد».

ونفت مصادر قضائية لـ «الحياة» ان «يكون هناك موقوفون مشتبه فيهم وإنما هناك محتجزون يجري التحقيق معهم في شأن السيارة المفخخة, وبينهم الذي باع السيارة الى المعرض والوسيط, اما المحتجز الملتحي الذي اوقف في مسرح الجريمة فلا يزال التحقيق معه مستمراً».

وأشار مصدر قضائي الى ان التحقيق يضع كل الاحتمالات في الحسبان وانه سيتم التنسيق مع لجنة التحقيق الدولية على غرار ما حصل من حوادث أمنية سابقة.

بعبدا الحزينة

وخيّم امس, الحزن على قاعة رعية كنيسة مار عبدا - وفوقا في بلدة بعبدا القريبة من منزل الشهيد اللواء الحاج ومن مسرح الجريمة التي اودت بحياته, وأحاط بعائلته الاهل والأقرباء والأصدقاء، وغصت قاعة الاستقبال بوفود الضباط رفاق السلاح من الرتب وبالشخصيات السياسية والروحية والنقابية والعسكرية والإعلامية وحشد كبير من اهالي بلدتي رميش وعين إبل ووفود من القرى الجنوبية خصوصا القرى الحدودية.

وكان مشهد والدة الشهيد المفجوعة وتضم صورته الى صدرها وتردد «قتلوا البطل، قتلوا الغالي» مؤثراً, كما مشهد ارملته وابنتاه المفجوعات. أما نجله ايلي، فكان يردد: «كفى... كفى... لبنان شبع دماء وهل المطلوب المزيد من الشهداء ليحقق لبنان ذاته؟ أوجّه رسالة الى كل اللبنانيين وخصوصاً الى المسؤولين ليتفقوا على اعمار لبنان. استشهد والدي ليعيش لبنان, والدي كان يحلم دائما بالمؤسسة العسكرية. كان هدفه دائماً ان يقوي الجيش لأن الوطن يقوى بجيشه. خاض أشرس المعارك وهو رافع الرأس، 103 أيام في نهر البارد يدافع عن الوطن. كان دائماً يسأل عن اولاده. كل يوم احد كان يتوجه الى الكنيسة لسماع القداس مؤمناً».

وحضر الى الكنيسة معزياً: الرئيس امين الجميل والوزيران المستقيلان فوزي صلوخ وطلال الساحلي، ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري يرافقه النائب السابق غطاس خوري ونادر الحريري, وقدم التعازي عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النيابي ابراهيم كنعان ووفد من كتلة «التحرير والتنمية» النيابية القيادي في «التيار الوطني الحر» اللواء عصام أبو جمرة، وحضر كذلك وفد من الرابطة المارونية برئاسة جوزف طربيه ووفد من «الكتلة الشعبية» النيابية في زحلة برئاسة الياس سكاف، وآخر من كبار ضباط الحرس الجمهوري والمدير العام للأمن العام اللواء وفيق الجزيني على رأس وفد من كبار الضباط، وعدد كبير من ضباط الجيش اللبناني وضباط من قوى الأمن الداخلي وأمن الدولة ووفد من الكتيبة الايطالية العاملة في إطار قوات «يونيفيل» في الجنوب كذلك الملحق العسكري في السفارة الفرنسية.

وحضرت معزية عقيلة قائد الجيش وفاء ميشال سليمان ومنى الياس الهراوي، ووفد كبير من مشايخ الطائفة الدرزية، ووفد من مشايخ الجمعية الخيرية الإسلامية ووفود شعبية، ووفود من عائلات بعبدا واللويزة والقرى المجاورة لبلدة بعبدا.

وزار معزياً النائب اغوب بقرادونيان على رأس وفد من حزب الطاشناق ودعا الى «العودة الى الضمائر والارتقاء الى المسؤولية واحترام الاستشهاد، ووفاء له علينا ان نبذل اقصى جهود لحل المشكلات المستعصية في لبنان».

وحضر ممثل منظمة التحرير الفلسطينية لدى لبنان عباس زكي على رأس وفد فلسطيني وقدم التعازي باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

قداس في بعبدا

وبمبادرة من أهالي بعبدا اقيم قداس لراحة نفس الحاج مساء, في كنيسة مار عبدا - وفوقا، ثم مسيرة شموع نظمتها الرعية الى مكان موقع الانفجار.

مسرح الجريمة

ولوحظ انتشار امني كثيف لوحدات الجيش في مختلف المناطق, وأعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه ان لجاناً من قيادة الجيش بالتنسيق مع الهيئة العليا للاغاثة بدأت منذ امس, ولغاية 30 الجاري ضمناً، معاينة الاضرار الجسدية، ومسح وتخمين الاضرار المادية (ابنية سكنية، تجارية وصناعية، اراضٍ، آليات...) التي لحقت بالمواطنين نتيجة الانفجار الذي وقع في منطقة بعبدا. ودعت القيادة المواطنين الى تحضير المستندات الثبوتية الشخصية والمستندات القانونية للممتلكات المتضررة، مع إمكان تزويد اللجان فيلم فيديو او صوَراً فوتوغرافية لمواقع الاضرار في حال الرغبة بمساعدتها قبل اجراء عملية المسح، وذلك لتسهيل عمل اللجان وإنهاء العمل المطلوب بالسرعة الممكنة. 

دعوات الى المشاركة في التشييع

وتوالت الدعوات الى المشاركة الكثيفة في تشييع الشهيد اللواء الحاج, وبين الداعين: «التيار الوطني الحر» ولجنة الشباب والشؤون الطالبية في التيار التي دعت «طلاب المعارضة ولبنان وناشطي التيار ومؤيديه، الى اقفال الجامعات والمعاهد والمدارس اليوم بين العاشرة قبل الظهر والثانية عشرة ظهراً، والمشاركة الكثيفة في مراسم الجنازة». كما دعت «القوات اللبنانية» الى المشاركة في جناز حريصا.

وفي صيدا, دعا رئيس اتحاد بلديات صيدا - الزهراني عبدالرحمن البزري الى اعلان الحداد اليوم في خلال مرور جثمان الشهيد الحاج في صيدا. ودعا الفاعليات الى استقبال الجثمان على مدخل نهر الأولى. ورفعت بلدية صيدا اللافتات والاعلام اللبنانية في ساحاتها منددة بالجريمة.

وبحثت النائب بهية الحريري في اجتماع تحضيري لوداع الشهيد الحاج، عقد في مجدليون، وشاركت فيه فاعليات التحضير لاستقبال ووداع موكب تشييعه،ابتداء من الثانية عشرة والنصف ظهراً. ودعت فاعليات قضاء بنت جبيل الى الاضراب العام اليوم استنكارا, والمشاركة الكثيفة في الجنازة في رميش.

وأصدر وزير التربية خالد قباني تعميماً الى المدارس الرسمية والخاصة لتجميع التلامذة في الملاعب في العاشرة صباحاً وإنشاد النشيد الوطني أثناء الجناز.

 

لبنان قدم طلبا رسميا الى الامم المتحدة للمساعدة في التحقيق الجاري في الجريمة

نهارنت/أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في رسالة وجهها إلى مجلس الأمن الدولي انه تلقى رسالة رسمية من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة يطلب فيها "ساعدة تقنية"في التحقيق باغتيال اللواء فرنسوا الحاج. وقال "إن الحكومة اللبنانية طلبت أن تبقى لجنة التحقيق الدولية المستقلة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري على تواصل مع السلطات اللبنانية لهذا الهدف".

 

المر اشار الى خيوط جدية متقدمة في التحقيقات

نهارنت/أعلن وزير الدفاع الياس المر انه تمت ترقية العميد الركن الشهيد فرنسوا الحاج الى رتبة لواء عبر مرسوم عادي تم رفعه من قائد الجيش العماد ميشال سليمان الى مجلس الوزراء.

وأشار المر الى ان ثمة خيوطا جدية مهمة ومتقدمة "لا يمكنني الافصاح عنها وقد حولت الى المجلس العدلي"، لكنه اشار الى انها جدية اكثر بكثير من مثيلاتها المتصلة بالجرائم السابقة التي حصلت. وحول المتورطين قال المر "انها شبكات ارهابية متشددة لكن المهم من هو المقرر والذي يصدر الاوامر"، مشيرا الى انها ليست غريبة عن الرأي العام الذي بات يعرف عنها، على حد قوله. وقال المر انه لا يحصر جريمة اغتيال العميد فرنسوا الحاج بـ"الارهابيين المجرمين في نهر البارد"، مشيرا الى ان استهدافه "هو استهداف لمؤسسة الجيش اللبناني والوطن والسلم الاهلي وحفظ الامن والنظام". 

 

القناة العربية/بانوراما: بشير.. المستهدف مؤسسة الجيش اللبناني

استهداف مؤسسة الجيش في لبنان للمرة الأولى 

بشير: المستهدف من اغتيال الحاج هي مؤسسة الجيش اللبناني 

هل لسوريا علاقة باغتيال الحاج؟ 

 

اسم البرنامج: بانوراما

تقديم: منتهى الرمحي

تاريخ الحلقة: الأربعاء 12/12/2007

- اغتيال العميد الركن فرنسوا الحاج في أول استهداف للمؤسسة العسكرية في لبنان، هل هي محاولة لإقحام العسكر في الأزمة اللبنانية المستفحلة؟ ولمصلحة من؟

- وهل أصبح الإرهاب أمرا محتوما على المشاهد العربي من خلال أخبار التفجيرات، وحتى من خلال الأفلام المشاركة في مهرجان دبي السينمائي؟

منتهى الرمحي: أهلا معنا إلى بانوراما الليلة، هذان العنونان سيكونان محور حلقتنا لكننا نتوقف مع موجز بأهم الأنباء.

منتهى الرمحي: أهلا بكم من جديد، حادث اغتيال جديد شهده لبنان اليوم استهدف العميد الركن فرنسوا الحاج، الذي كان المرشح الأبرز لخلافة العماد ميشيل سليمان في حال انتخب الأخير رئيسا للجمهورية بعد تعديل الدستور.

يأتي الاغتيال وهو الأول الذي يستهدف المؤسسة العسكرية في لبنان منذ بدء مسلسل الاغتيالات عام 2005، يأتي بعد التأجيل الثامن لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي كانت مقررة أمس.

وقد دانت القوى السياسية اغتيال العميد الركن فرنسوا الحاج الذي كان قائدا للعمليات العسكرية في الجيش اللبناني، وأشارت الموالاة بصفة خاصة إلى أن هذا الاغتيال يأتي غداة تصريحات لنائب الرئيس السوري فاروق الشرع، أكد فيه أن أصدقاء سوريا في لبنان وحلفاءهم هم الآن أقوى وأفضل من أي وقت مضى حتى في زمن الوجود السوري في لبنان.

فهل هذه مجرد مصادقة؟ وهل هي محاولة من بعض الأطراف لإحراج المؤسسة العسكرية في لبنان وإقحامها في الأزمة؟ ولمصلحة مَن مثل هذا اللعب بالنار؟

استهداف مؤسسة الجيش في لبنان للمرة الأولى

أمين بويحيى: انضم الجيش اللبناني إلى قافلة الاستهداف في لبنان، شهداء جدد سقطوا ليس في عمل عسكري وطني بل عبر عبر اغتيال. العميد الركن فرنسوا الحاج مدير العمليات في الجيش اللبناني الذي سقط مع لبنانيين آخرين في عز أزمة سياسية تعيشها البلاد، كان من كبار الضباط الذين أشرفوا بطريقة مباشرة على سير المعارك في مخيم نهر البارد، التي بدأت في أيار وانتهت بعد ثلاثة أشهر بانتصار الجيش اللبناني على تنظيم فتح الإسلام.

الحاج كان من أبرز المرشحين لتسلم قيادة الجيش في حال تم التوافق على انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، لأن الدستور اللبناني يمنح رئيس الجمهورية حق تعيين قائد الجيش الذي يختاره عادة من المقربين منه.

وقد حقق الحاج نجاحات من موقعه في منع الفوضى خلال التوتر السياسي الذي بدأ مع اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وما تبع ذلك من اغتيالات لسياسيين وصحفيين لبنانيين. وبحسب هيكلية الجيش اللبناني فإن اللواء الركن شوقي المصري يتولى رئاسة الأركان منذ العام 2005 وهو أعلى منصب بعد منصب قائد الجيش اللبناني، ويتولى قائد الجيش العماد سليمان رئاسة المجلس العسكري إلى جانب رئيس هيئة الأركان وأربعة من كبار الضباط هم نواب رئيس الأركان.

وتكشف عملية الاغتيال التي حدثت اليوم استمرار انكشاف الساحة الأمنية أمام هذا النوع من الاغتيالات، التي حصدت حتى الآن ثمانية من القادة والسياسيين اللبنانيين، انضم إليهم العميد الحاج في انفجار يستهدف للمرة الأولى شخصية عسكرية لبنانية بهذا المستوى، بالطريقة نفسها التي تم فيها اغتيال النائب جبران تويني، وهي طريقة قال عنها المحقق الدولي سيرج براميتزر في تقريره الأخير أنها تدل على أن القتلة يتحركون بحرية في بيروت. أمين أبو يحيى - العربية

منتهى الرمحي: معنا من بيروت السيد جورج بشير المحلل السياسي، ومن بيروت أيضا العميد الركن نزار عبد القادر الخبير العسكري، وسينضم إلينا من دمشق عبر الهاتف الدكتور محمد حبش عضو مجلس الشعب السوري، أهلا بكما أولا، وأبدأ معك عميد الركن نزار عبد القادر، القتلة يتحركون بحرية في بيروت لماذا؟

نزار عبد القادر: أعتقد أنه أولا يعني الأمن اللبناني غاب عن الأمن ثلاثين سنة، ولم يستطع حتى الآن استعادة المبادرة بالواقع لتتبع الحركات الإجرامية والإرهابية في البلد، هناك خلايا مزروعة في كل الأمكنة، وهناك بالواقع جو من الانقسام السياسي الذي أيضا يشلّ قدرات الأجهزة الأمنية ويعمل لصالح بالواقع الإرهابيين والقتلة والمجرمين، هذا الواقع ليس بجديد على لبنان، يعني ما زال هذا مستمر منذ الحرب الأهلية وفي فترة الهيمنة السورية والأجهزة الأمنية لم تستطع بعد أن تأخذ المبادرة، الواقع لأخذ المبادرة لا بد من شغلتين الأولى وجود أجهزة متمرسة في قضايا الاستعلام والمتابعة وخاصة التحقيق، ثانيا أن تتواجد بنك من المعلومات يعطي للأجهزة بالواقع كل المؤشرات والاتجاهات اللازمة للبحث عن هؤلاء المجرمين وتصفيتهم قبل ارتكاب جرائمهم..

منتهى الرمحي: بنك معلومات يعني جهاز مخابرات قوي؟

نزار عبد القادر: نحنا بدنا جهاز مخابرات وأجهزة أمنية وأحهزة لمكافحة الإرهاب كلها سوا يجب أن تقوم بنفس الوقت، يعني تقاطع الأجهزة وعمل الأجهزة مع بعضها وتعاونها هو قضية أساسية في نجاح أي مخطط أمني، لذلك أقول بأنه نحن بحاجة لعملية إصلاح واسعة جدا لكل قطاع الأمن من جهة، ومن جهة ثانية أن نحقق الأمن السياسي قبل الأمن البوليسي، يعني الأمن السياسي هو موضوع أساسي، هلأ أنا أعتقد أنه سواء فتح الإسلام أو كل العمليات الإرهابية يلي نفذتها مين ما كان وراها قد اخترقت بالواقع جدار الأمان اللبناني من خلال الشقوق الواقعة بين مختلف الفئات السياسية والطائفية في لبنان، لو لم تكن موجودة هذه الشقوق لما تمكنت من النجاح.

منتهى الرمحي: ومعنا السيد جورج بشير وهو محلل سياسي ضيفنا من بيروت، اختراق لجدار الأمن اللبناني وضرورة الحصول على الأمن السياسي أولا قبل الحديث عن الأمن، المعروف يعني فيه أجهزة أمنية وأجهزة مخابرات وأجهزة عسكرية، هذا الأمن السياسي في لبنان يبدو أن أفق الحصول عليه ليس قريبا؟

جورج بشير: يا سيدتي الإرهاب الدولي ضرب في الجزائر البارحة، واليوم ضرب في لبنان، ومنذ أن حقق الجيش اللبناني الانتصار الكبير على الإرهاب الدولي في حرب.. إذا صح التعبير في حرب داحس والغبراء في شمال لبنان.. أي في مخيم نهر البارد، توقع المراقبون أن يثأر أحد ما لهذا العمل الذي حققه الجيش اللبناني، والذي قاد فيه العميد فرنسوا الحاج كل العمليات وكل الخطط التي وضعها الجيش ونفذها بنجاح، وحقق بنتيجتها هذا الانتصار في مخيم نهر البارد، والذين قاموا بهذا العمل الجبان اليوم عبر اغتيال العميد فرنسوا الحاج مدير العمليات في الجيش ورئيس العمليات في الجيش في منطقة بعبدة، وهي منطقة شبه عسكرية لأنها تقع فيها مؤسسة الجيش، وزارة الدفاع، المدرسة الحربية، رئاسة الجمهورية، والحرس الجمهوري هذه العملية إن دلت على شيء فإنها تدل على أن الذين نفذوها كانوا من القدرة اللوجستية والمخابراتية بمكان أهلهم لاختراق كل هذه الحواجز الأمنية..

منتهى الرمحي: حتى لو سيد جورج مهما كانت قوة استخباراتية أو قوة لوجستية، وأنت تتحدث.. مهما كانت قوتهم الاستخباراتية وأنت تتحدث عن منطقة تقريبا هي ثكنة عسكرية، فيها رئاسة الجمهورية وزراة الدفاع والذي استُهدف هو مدير عمليات الجيش، يعني هنا يمكن القول أنه لا يوجد أمن إطلاقا في لبنان وليس أن الأمن مخترق أيضا.

جورج بشير: عشرات جرائم الاغتيال والتفجير وقعت على الساحة اللبنانية، منذ سنوات وإلى اليوم لم تتمكن الأجهزة الأمنية من اختراق الإرهاب الدولي وتحقيق التوصل إلى منفذي أو مخططي كل هذه الجرائم، إلى اليوم الأمن اللبناني ضعيف، الأجهزة اللبنانية لم تقم بواجبها الأجهزة الأمنية الحكومية تقوم بحراسة المؤسسات العامة وبحماية الأمن الوطني، لكن هذه المؤسسات والأجهزة إلى اليوم لم تتمكن لا من منع حصول اختراق للأمن الوطني والأمن القومي، ولا من اكتشاف من يخططون وينفذون هذه الجرائم.

بشير: المستهدف من اغتيال الحاج هي مؤسسة الجيش اللبناني

منتهى الرمحي: طيب تحدثت عن الإرهاب الدولي سيد جورج بشير يعني أشرت له أكثر من مرة الإرهاب الدولي، ما حصل في بيروت.. أشرت أكثر مرة إلى الإرهاب الدولي.. ما حصل في بيروت مختلف تماما عما حصل في الجزائر أمس، بالجزائر استُهدفت يعين عمليات تفجير لم يكن مستهدف شخص فيها أو أنها باتجاه هدف واحد ووحيد، لكنها كانت عمليات تفجيرية في وسط العاصمة أدت إلى مقتل أكثر من سبعين شخص، لكن هنا بدا أنه فرنسوا الحاج هو المستهدف، يعني كيف يمكن أن نضيف هذا إلى الإرهاب الذي نعرفه يعني؟

جورج بشير: المستهدف يا سيدتي هو لبنان، المستهدف هي مؤسسة الجيش اللبناني التي أثبتت أنها قادرة على مواجهة الإرهاب الدولي، وحققت هذه المواجهة في عملية مكافحة الإرهاب الدولي والتصدي له في معارك الشمال، وفي المعارك التي قادها إرهابيو القاعدة وتنظيم فتح الإسلام في نهر البارد، لذلك فإن هذا الشاب هذا القائد الشاب الممتلئ حيوية الذي قاد كل هذه العملية، وحقق بنتيجتها هذا النصر للبنان ولجيش لبنان، استُهدف اليوم من خلال ما جرى عبر تفجير عمل سيارة مفخخة على بعد أمتار من منزله وهو يغادر هذا المنزل.

منتهى الرمحي: عميد الركن نزار عبد القادر هذه إشارة إلى أن تنظيم القاعدة هو من قام بهذه العملية، عندما تحدث السيد جورج بشير قال أن يثأر أحد ما لما حصل في نهر البارد وينفذ عملية انتقامية من الجهاز العسكري اللبناني، لكن فيه أصوات ذهبت أبعد من ذلك يعني أبعد من تنظيم القاعدة ما رأيك؟

نزار عبد القادر: أنا أعتقد يعني اغتيل فرنسوا لارتباط اسمه بعملية فتح الإسلام في نهر البارد حتى توجه التهم نحو فتح الإسلام، أنا أعتقد أن هناك جهة أخرى قصدت تحقيق أهداف سياسية معينة، هي استهداف الجيش اللبناني أولا الذي ما زال يشكّل العمود الفقري للدولة اللبنانية، أي إذا كان هناك من أمل لإقامة دولة من جديد في لبنان بعد أن شغر مركز رئاسة الجمهورية والحكومة مطعون بشرعيتها والمجلس النيابي غائب نهائيا ومقفل، أن تقوم الدولة من جديد حول مؤسسة الجيش، لأن الجيش يشكّل الضمانة الأساسية بالواقع ليس فقط للبنان لأي دولة، من هنا أنا أعتقد بأنه اختير العميد فرنسوا الحاج كي نتهم فتح الإسلام، لكن الجهة التي قصدت اغتيال هذه الشخصية البارزة في هذا المركز المهم مدير العمليات وهو مرشح ليكون قائدا للجيش بعد العماد سليمان، قد قصدت بالواقع أمن الجيش ومعنويات الجيش وبالواقع النيل من هيبة هذا الجيش، كما أنني أعتقد أن هناك رسالة موجهة للعماد سليمان شخصيا هي رسالة سياسية، تقول له لا تعتقد أنه إذا رشحتك أكثرية 14 آذار، وإذا المعارضة حُشرت في الزواية من أجل أن تقبل بالتسوية وتصوت إليك بأنك أنت قادر أن تقوم بدولة مستقلة وبقرار حر، وأن تفكر بأنك أنت فؤاد شهاب جديد للقيام بهذه الدولة، أعتقد..

منتهى الرمحي: من الذي يوجه له هذه الرسالة؟ من من مصلحته يوجه له هذه..

نزار عبد القادر: ولكن اختير فرنسوا الحاج حتى نتهم فتح الإسلام..

منتهى الرمحي: عميد الركن نزار من الذي حاول أن يوصل إليه هذه الرسالة؟

نزار عبد القادر: أنا أعتقد بعض الجهات الإقليمية التي تريد أن لا تقوم دولة في لبنان، نحن في لبنان الآن دولة تعرّف في قانون العالم بالدولة الفاشلة عندما تصاب معظم المؤسسات الدستورية بالشلل هذه الدولة الفاشلة، لكن هناك جهات إقليمية تريد أن تدفع لبنان إلى أبعد من الدولة الفاشلة، لأن الدولة الفاشلة يمكن إصلاحها لتصبح دولة قوية ودولة تقوم بواجباتها سواء تجاه المجتمع الدولي أو اتجاه شعبها، لكن الآن فيه محاولة لدفع الحقيقة لبنان إلى حالة اللا دولة، أي أن يصبح لبنان قطعة أرض متروكة من السلطنة العثمانية ولكنها ذو سلطة.

منتهى الرمحي: ليسمح لي ضيفيّ الكريمين أن نرحب معنا عبر الهاتف من دمشق بالدكتور محمد حبش عضو مجلس الشعب السوري، أهلا بك دكتور حبش معنا، والموالاة في لبنان بصفة خاصة جاءت على إشارات أن هذا الاغتيال يأتي مباشرة بعد تصريحات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، التي أكد فيها أن أصدقاء سوريا في لبنان وحلفاءها هم الآن أقوى وأفضل من أي وقت مضى حتى في زمن الوجود السوري في لبنان، وذلك بحسب تعبيره نتابع معا، ثم آخذ تعليقك؟

فاروق الشرع (نائب الرئيس السوري): وضع أصدقاء وحلفاء سوريا الآن في لبنان هم أقوى وأفضل من أي وضع آخر حتى عندما كانت القوات السورية داخل لبنان، الذين معنا قوة حقيقية على الأرض، لا يستطيع وأنا أقول وأجزم لا يستطيع أحد في لبنان حتى لو استعان بقوى خارجية أمريكية أو غيرها أو إسرائيلية كما حدث في تموز صيف العام الماضي أن يكسب المعركة ضد سوريا في لبنان.

منتهى الرمحي: دكتور محمد حبش يعني كيف يمكن أن تُقرأ هذه التصريحات؟

محمد حبش: يعني أولا دعيني أقدم التعزية القلبية باسمي شخصيا وباسم كل الناس في سوريا للشهيد فرنسوا الحاج الذي قدم روحه فداء للبنان، والذي كان في الواقع يعبر عن مشاعر.. يعبر عن إرادة اللبنانين في النهوض، نحن نقدم التعزية القلبية له ونحتسبه إن شاء الله مع إخوانه من الأبطال الذين دافعوا عن أرض لبنان، يعني في إطارالسؤال الذي سألته يعني فعلا أنا أشعر بالحيرة، من الذي سيقتنع بهذا الربط الذي لا يوجد له أي مبرر بين تصريحات تتحدث عن شأن سياسي في لبنان، وبين عمل إجرامي وصفه الآن الأخ جورج بشير بأنه الإرهاب الدولي بكل تفاصيله وبكل تداعياته وبكل مظاهره وبكل دلالته، حتى الآن أنا لا أفهم.. عادة العربية تحبكها أكثر شوية.. ما هي علاقة هذا التصريح الذي يتحدث عن وجود أصدقاء لسوريا..

منتهى الرمحي: شوف هي ليست العربية هي تصريحات جاءت على لسان المولاة قوى 14 آذار في لبنان، ونحن ننقل هذه التصريحات، العربية مش طرف في هذا الصراع؟

محمد حبش: طيب أنا عارف، يعني بس على كل حال يعني إذا كان يجب أن يكون لربط المسائل يعني..

منتهى الرمحي: هم ربطوا وأنا أسألك لماذا يربطون ما تفسيرك؟

محمد حبش: أما حديث السيد فاروق الشرع أنا أعتقد أنه حديث طبيعي، وجاء في سياق مؤتمر سنوي ينقعد لقيادات الجبهة الوطنية عندما تجتمع في كل عام مثل هذه الأيام، وهو يتحدث عن الوضع في لبنان، بالمناسبة يعني حتى كان أحد الإخوة وقال له رجاء ما تحكي ولا كلمة ما بدنا نسمع شي عن القصة اللبنانية لأن الموضوع أصبح من باب المكرر، ولكن السيد فاروق الشرع تحدث بكل وضوح وقال إن أصدقاء سوريا.. لأن سوريا في لبنان عندما تتحدث في الشأن السياسي في لبنان فسوريا في الواقع لا تحمل مشروعا خاصا هي تنحاز إلى مشروع ينحاز إليه قسم كبير من اللبنانيين هذا أمر طبيعي، هناك جزء كبير من اللبنانين يؤمنون بأن لبنان هو جزء من الأمة العربية، وأن عليه أن يعيش بحضنه العربي وأن يكون ارتباطه بالغرب محدودا بقدر ما نحترم سيادة لبنان، على كل حال تصريحات السيد فاروق الشرع لا يمكن الربط بينها وبين ما جرى، فرنسوا الحاج كما هو معروف كان مستهدفا بشكل رئيسي كما أشار السيد جورج بشير من الإرهاب الدولي، من الإرهاب الذي ضرب اليوم وأمس تحديدا في الجزائر في العراق وفي لبنان، وهذا الإرهاب الدولي يستخدم هذه الوسائل بكل وضوح، والسيد فرنسوا الحاج هو الشخص رقم واحد على لائحة المطلوبين من قبل القوى الإرهابية التي نشطت في لبنان، والتي دمرت أو تسببت في تدمير مخيم نهر البارد، ثم دعونا نتذكر أن السيد العميد الركن فرنسوا الحاج تعرض لهجوم عنيف في العام الماضي من قبل الموالاة عندما اتُهم بأنه يتقاعس في طرد المعتصمين من الساحة العامة في وسط بيروت، واعتُبر هذا الموقف تملق للمعارضة، وبالتالي أيضا حتى رُفع اسمه ضمن قائمة إلى بانكي مون على أساس أنه من الجهات التي تتصل بحزب الله والتي استهدفتها.. طبعا إسرائيل استهدفت فرنسوا الحاج شخصيا العام الماضي كما هو معروف، والسيد فرنسوا الحاج يحظى باحترام.

هل لسوريا علاقة باغتيال الحاج؟

منتهى الرمحي: في الوقت الذي تقول فيه سوريا ما عادت تدخل في الشأن اللبناني، يخرج نائب الرئيس السوري ليقول أنه لا يستطيع أحد في لبنان مهما تعاون مع قوى خارجية سواء أمريكية أو إسرائيلية.. وهذه إشارات لقوى داخلية لبنانية بأنه يحدّ من.. ما فُهم وما قُرأ على أنه نفوذ سوري داخل لبنان، لذلك يتم هذا الربط من قبل البعض ومنهم قوى المولاة، وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية وأنا أريد حقيقة منك سيد دكتور حبش أن توضح لي أو تقل لي مدى دقة ما نقل عن وكالة الشرق الأوسط المصرية، فيما يتعلق مثلا قالت بأن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع قال: إن الأردن مثلا هو الذي بحاجة لهذه الزيارة، وهو يتحدث عن الزيارة الأخيرة التي قام بها مؤخرا إلى سوريا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أن الأردن بحاجة لهذه الزيارة لأنه بحاجة إلى الماء ويخشى أن يتحول أي الأردن إلى وطن بديل للفلسطينيين، وأضاف قوله أن الأردن يعتبر علاقته مع سوريا نوعا من الدرع الذي يحول دون ذلك، دون أن يتحول إلى وطن بديل للفلسطينيين، ما مدى دقة أو صحة ما نُقل على لسان الشرع؟

محمد حبش: ما نقلته الوكالة الحقيقة هو في جوهر ما تحدث عنه السيد فاروق الشرع ولكن فيه تحريف واضح، يعني طبعا السيد فاروق الشرع كان يتحدث عن زيارة ملك الأردن إلى سوريا على أساس أنها تقع في إطار المصالح المتبادلة بين العرب، فللأردن مصلحة في القدوم إلى سوريا، ولسوريا مصلحة في التواصل مع الأردن وهذه المسائل مسائل حقيقية، يعني مسائل الماء مسألة حقيقية بين سوريا والأردن ولا يوجد فيها مناسبة ليمنّ أحد على أحد، والسيد فاروق الشرع لم يكن يذكر ذلك في إطار المنّ، وإنما كان يذكر ذلك في إطار التنبيه إلى العلاقات المشتركة بين العرب وهذا أمر طبيعي ومكانه الصحيح..

منتهى الرمحي: بس هذا لا يشبه أبدا ما قرأناه أو ما نُقل عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، يعني نُقل وكأنه فيه منّ على الأردن بهذه الزيارة، كون الأردن بحاجة إلى الماء وكونه فيه تخوف في القضية العربية الكبرى وهي قضية فلسطين والتحول إلى وطن بديل فلسطيني، ما كان فيه حكي عن علاقات ثنائية متبادلة تشبه ذلك الكلام الذي ناقشناه واستمعنا إليه أيام الزيارة، يعني في وجود الملك عبد الله الثاني في سوريا؟

محمد حبش: هذا هو سياق ما نقلتيه عن وكالة الأنباء، لكن نحن الذين كنا في اللقاء كان الحوار مختلف عن ما تنقله وكالة الأنباء هنا، وكان يتحدث عن العلاقات العربية العربية، وليس السيد فاروق الشرع من السذاجة بحيث يطال الزيارة لعاهل الأردن التذكير إلى سوريا بعد أيام من وقوعها بهذه الطريقة..

منتهى الرمحي: توضيح آخر أود أن آخذه منك دكتور حبش يعني فيما يتعلق بالقمة العربية التي من المقرر أن تُعقد في سوريا، دكتور حبش لأنك كنت موجود يعني فيما يتعلق بالقمة العربية التي من المقرر أن تُعقد في سوريا في مارس المقبل، يقال ودائما يعني أنقل عن طريق وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أن هناك مشاغبة على القمة العربية المقبلة في سوريا بدليل انعقاد قمة السنغال الإسلامية في ذات التوقيت وهذا توقيت غير بريء، هل هذا صحيح؟ وإذا كان صحيح من الذي يريد أن يعكر صفو القمة العربية في سوريا؟

محمد حبش: بالضبط أنا شاكر لك لأنك نقلتي هذا التصريح الأخير، لأن هذا التصريح الأخير غير موجود لا أصلا ولا مضمونا، التصريح السابق كان موجود أصلا ولكنه كان يعني مشوه، أما التصريح الأخير فلم يكن موجودا على الإطلاق، السيد فاروق الشرع أشار إلى القمة العربية في سوريا وأشار إلى أن هناك من يعني لا يزال يحمل تحفظ على انعقاد هذه القمة، ولكنه لم يشر أبدا إلى أن المؤتمر القمة الإسلامي سيعقد قمته في السنغال كما ورد في تقريركم، مما يدل على أن وكالة الشرق الأوسط لم تكن أمينة في نقل هذه التصريحات، وإنما كانت في الواقع تسوق لغايات أخرى، التصريح الثاني الذي نقلتيه له يعني مصداقية من حيث وروده ولكن أورته في سياق آخر، أما الحديث عن قيام منظمة المؤتمر الإسلامي بالمشاغبة على مؤتمر القمة العربية فهذا كلام غير صحيح على الإطلاق.

منتهى الرمحي: الدكتور محمد حبش عضو مجلس الشعب السوري شكرا جزيلا لك، ودائما كنت أريد منك توضيحات وكالة الشرق الأوسط للأنباء، قالت أيضا.. وكالة الشرق الأوسط المصرية ودائما أؤكد ما بعرف ليش الدكتور محمد حبش يقول أنتم العربية.. نحن ننقل عن وكالات أنباء ونريد ايضاحات.. أن نائب الرئيس السوري أيضا فاروق الشرع قال بخصوص العراق طبعا.. إن تقسيم العراق قد يؤدي إلى حرب، وأن الدول الخليجية وحتى المملكة العربية السعودية لا تريد تقسيم العراق لا سيما أن التقسيم سيؤدي إلى تقسيم المنطقة، وبالتالي فإن منابع النفط ستصبح خارج مناطق تحكمها السعودية، ننتظر المزيد من التوضيحات حول هذه، ولكن الدكتور حبش قال أن كل التصريحات التي وردت عن وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية غير حقيقية، ننتظر أن نسمع أكثر. عودا إلى ما قرأناه وإلى ما ذكره السيد حبش سيد جورج بشير فيه إشارات إلى أنه ما في علاقة لما قاله فاروق الشرع بما قالته الموالاة من أن له علاقة بعملية الاغتيال، أو التوقيت كان مهم بالنسبة لهم ما رأيك؟

جورج بشير: يعني التوقيت بالفعل هو أساس في الموضوع لأن لبنان يمر بأزمة خانقة، أزمة سياسية تعود إلى فشل الطبقة السياسية بالوصول إلى توافق عملي يخرج البلاد من الأزمة، لكن هنالك أمران أود أن ألفت النظر إليهما، الأول هو أن الجيش اللبناني غني بالقادة الأبطال الذين يتمتعون بمناقبية كان يتمتع بها الجنرال فرنسوا الحاج، وهو متحدر من بلدة رميش اللبنانية الحدودية التي أعطت لبنان رجالا أبطال على الصعيد السياسي على الصعيد العسكري وعلى الصعيد الإعلامي والطبي وعلى صعيد رجال الأعمال..

منتهى الرمحي: صحيح تحدثنا عن مناقبه كثيرا طوال اليوم.. باختصار لو سمحت..

جورج بشير: الموضوع الثاني يا سيدتي هو موضوع كان قد طُرح على أثر انتهاء معارك النهر البارد، وهو ضرورة تشكيل لجنة تحقيق عليا تتولى التحقيق في عملية نهر البارد، من سلّح الإرهابيين، من موّلهم، من أوصلهم إلى شمال لبنان لاستهداف الجيش، هذه اللجنة لم تُشكّل ولم تقم لها قائمة..

منتهى الرمحي: لأن الوقت ينتهي معنا اسمح لي عندي سؤال أخير وباختصار شديد للعميد الركن نزار عبد القادر الخبير العسكري.. ما بدي أطلع كتير عن الموضوع.. بدي أتحدث عن هذه اللجنة التي تحدث عنها السيد جورج بشير، كم من عملية اغتيال في بيروت حصلت، وكم من لجان تحقيق وحديث عن تحقيق يحصل، ومتى ممكن أن ينتهي حمام الدم هذا؟

نزار عبد القادر: أولا أنا أعتقد أن الأجهزة وضعت يدها بالشكل الكامل على جريمة عين علق، وأنا أعتقد هلأ من التحقيقات القائمة مع جماعة فتح الإسلام ومع الخلايا النائمة الأخرى اللي استطاعت أجهزة الأمن والمخابرات ضبطها، وخاصة ضبطت معها سيارات مفخخة في منطقة البقاع، بدأت الأجهزة الأمنية ببناء قاعدة من المعلومات تسمح لها بالواقع بعملية بحث واسعة وحتى البدء ببعض العمليات الوقائية.. لكن بدي أطلب منك..

منتهى الرمحي: نتمنى ذلك العميد الركن نزار عبد القادر الخبير العسكري نتمنى ذلك.. ولكن اعذرني الوقت ينتهي.. تفضل..

نزار عبد القادر: أنا الحقيقة كل اللي قاله دكتور محمد حبش حول موضوع فرنسوا الحاج، وطعن الموالاة أو الحكومة بدوره غير موجود، وأنا العميد الركن فرنسوا الحاج كان صديقي وكنت أزوره بشكل دائم في مكتبه في وزارة الدفاع وحتى في بيته، لم يصدر أي شيء، وأنا أعمل في الصحافة وأنا مطلع على كل المعلومات، وكنت دائما بالواقع من المقربين جدا له وهو أحد تلامذتي في المدرسة الحربية وصديقي، يعني لذلك ما سمعت كل الحديث اللي حكيه الدكتور محمد حبش حول الطعن بمصداقية أو بدور العميد فرنسوا الحاج من قبل أي طرف في الموالاة أو في المعارضة.

منتهى الرمحي: العميد الركن نزار عبد القادر الخبير العسكري ضيفي من بيروت شكرا جزيلا لك، السيد جورج بشير المحلل السياسي شكرا جزيلا لك.

وسنعود إليكم بعد قليل لنتابع معا في بانوراما: هل أصبح الإرهاب أمرا محتوما على المشاهد العربي من خلال أخبار التفجيرات، وحتى من خلال الأفلام المشاركة في مهرجان دبي السينمائي؟

منتهى الرمحي: أهلا بكم من جديد، ظاهرة شدت انتباه النقاد خلال الدورة الراهنة لمهرجان دبي للسينما، تتمثل في الحضور الكثيف لموضوع الإرهاب أو التطرف بمختلف أوجهه على الأفلام المشاركة في مهرجان دبي للسينما في دورته الرابعة، وقد تجاوز عدد الأفلام التي تناولت هذا الموضوع العشرة منها أفلام عربية وأخرى أمريكية وأجنبية، سلطت الضوء على حياة العرب الأمريكيين على سبيل المثال في الولايات المتحدة بعد هجمات سبتمبر. هذا إضافة إلى مفهوم الجهاد في مدينة مثل مدينة الزرقاء الأردنية مسقط رأس أبو مصعب الزرقاوي القائد السابق في تنظيم القاعدة والذي تم اغتياله في العراق.

ولأن يبدو الأمر عاديا بالنسبة للمخرجين الذين يستوحون أفلامهم من الواقع، إلا أن المشاهد قد يجد في ذلك مبالغة، خصوصا وأن موضوع الإرهاب يتصدر باستمرار نشرات الأخبار والصفحات الأولى للجرائد.

فهل أصبح الإرهاب أمر محتوم على المشاهد في ظل الظروف التي يعيشها عالمنا العربي والعالم بصفة عامة؟

 

 

سجال سياسي مفاجئ في بيروت يؤشر بالغاء جلسة الاثنين 

GMT 16:00:00 2007 الجمعة 14 ديسمبر

 وكالة الانباء الأردنية - بترا

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

 

 

 

 

 بيروت: اندلع بعد ظهر اليوم في بيروت سجال سياسي حاد مفاجئ بين "فريق الرابع عشر من آذار" والمعارضة يؤشر الى الغاء جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية الثامنة المقررة يوم الاثنين المقبل.

 

فقد أصدر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري بيانا اعلن فيه رفض التفاوض مع المعارضة الا على بند واحد هو تعديل الدستور اللبناني لازالة المعوقات التي تحول دون انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسا للجمهورية.

 

وقال مكاري ان الشروط التي تضعها المعارضة وكلفت النائب ميشال عون التفاوض على اساسها تشكل اجهاضا للرئاسة قبل بدئها ونزعا لصلاحيات الرئيس قبل انتخابه وان هدف المعارضة الوحيد هو منع وصول قائد الجيش الى سدة الرئاسة.

 

في المقابل اعلن نائب الامين العام لحزب الله نعيم قاسم في خطاب " ان لا انتخاب لرئيس الجمهورية قبل الاتفاق الشامل على الورقة التفاوضية التي تطرحها المعارضة ". ودعا "فريق الرابع عشر من آذار " الى التفاوض مع النائب ميشال عون وصولا الى انجاز الحل المتكامل ومن ضمنه انتخاب الرئيس الجديد ".

 

وقال قاسم في لقاء سياسي اقيم في ضاحية بيروت الجنوبية "نريد ان نتفق على نقاط محددة قبل اجراء الانتخابات الرئاسية وهي مدونة على ورقة موجودة لدى رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون".

 

واضاف مخاطبا فريق الاكثرية "اذهبوا وناقشوا معه (عون) ويمكن أن نصل خلال 24 ساعة الى حل متكامل" مشيرا الى انه "لا انتخاب لرئاسة الجمهورية بمعزل عن السلة المتكاملة فنحن مصرون على انتخاب الرئيس غدا اذا كنتم جاهزين للتوافق".

 

واشار الى ان اي اتفاق بين الطرفين "يحتاج لضمانات يتفق عليها في جلسة الحوار التي قد تكون مثلا اعلانا رسميا امام الناس برعاية مثلا فرنسية..عندها نبدأ الحل مباشرة يتم انتخاب رئيس الجمهورية وتكر السبحة في الاتفاقات التفصيلية".

 

بدوره قال وزير الاتصالات مروان حماده في تصريح " ان موعد الانتخاب يوم الاثنين هو موعد مفصلي، بمعنى انه اذا تبين ان التعطيل المتعمد مستمر لمنع جلسة الاثنين بحجج واهية، سيكون هناك موقف علني من هذه العملية، ربما فرنسي وايضا عالمي".

 

وكان الجيش اللبناني دعا خلال تشييع العميد الركن فرانسوا الحاج اليوم الزعماء السياسيين في لبنان إلى نبذ خلافاتهم والوصول الى اتفاق لانهاء الأزمة السياسية.

 

وقال رئيس الاركان اللواء الركن شوقي المصري في كلمة القاها باسم قيادة الجيش في تشييع الحاج في كنيسة بازيليك سيدة لبنان في شمال بيروت "اننا باسم دمك الغالي ندعو الجميع الى اتخاذ موقف تاريخي شجاع يفضي الى بناء جسور الثقة والتواصل بين الاطراف والمسارعة الى تحقيق المصالحة والوفاق من دون شروط او مساومات او قيود."

 

وأضاف "المصالحة والوفاق لا يتوقفان على موازين القوى والتجاذبات السياسية فسيل دماء الشهداء يستحق منا التضحية والتنازل عن كل ذلك على ان تكون الثقة المتبادلة هي الضمانة الاساسية والوحيدة لجميع الفرقاء."

 

ومضى يقول "رسائل الدم هذه لا تستهدف الجيش فحسب بل تستهدف الكيان برمته والرد عليها يكون بالابتعاد عن الكيدية والاحقاد والحسابات الضيقة وبالتالي التلاقي على القواسم المشتركة ففي اتحادنا نكسب القوة ونستطيع تحقيق المستحيل."وأكد المصري ان مؤسسة الجيش "لن يغمض لها جفن قبل توقيف القتلة والاقتصاص منهم.. دماؤك لن تذهب هدرا."

 

وبعد اسابيع من الخلافات بين الفرقاء المناهضين والمؤيدين لسوريا وافق الجانبان على ترشيح سليمان لموقع الرئاسة الذي بات شاغرا منذ مغادرة الرئيس السابق اميل لحود القصر الجمهوري في الثالث والعشرين من نوفمبر تشرين الثاني.

 

لكن الخلافات المستمرة حول التفاصيل دفعت رئيس مجلس النواب نبيه بري الى تأجيل الانتخاب للمرة الثامنة حتى 17 ديسمبر كانون الاول لاعطاء مزيد من الوقت للاتفاق على كيفية تعديل الدستور للسماح لموظف دولة بأن يصبح رئيسا للبلاد.

 

 

 

 

 

مسيرة شموع مساء في بعبدا

 

 

ايلي فرنسوا الحاج يتقدم مسيرة الشموع مساء امس في بعبدا. (محمود الطويل)

نظمت مسيرة صلاة وشموع مساء امس في بعبدا تحية لمدير العمليات في الجيش العميد الركن الشهيد فرنسوا الحاج الذي اغتيل الاربعاء في انفجار سيارة مفخخة مع مرافقه. وسبق المسيرة قداس في كنيسة مار عبدا شارك فيه افراد العائلة وحشد من المعزين والضباط والعسكريين في الجيش.

وسار جمع من اهالي بعبدا بعد القداس حاملين الشموع وتقدمهم عدد من الكهنة الى مكان الانفجار. وكان ضباط بدت عليهم علامات التأثر البالغ يوزعون صوراً للعميد الركن الشهيد مع علم لبنان في الخلفية وقد كتب عليها "اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج".

ورقي الحاج الى رتبة لواء ركن بعد اغتياله. وشارك ايلي نجل الحاج مع شقيقتيه في المسيرة التي تخللتها صلوات وتراتيل وسط اجواء من الحزن والدموع. ولدى وصولها الى موقع الانفجار، سمح عناصر من الجيش موجودين في المكان للمصلين بالتقدم بضعة امتار حيث وضعت اكياس من الرمل زرعت فيها الشموع والصور. الا ان الجيش منع المشاركين في المسيرة من الاقتراب من الخيمة البيضاء التي اقامها المحققون في المكان لجمع الادلة.

 

كتلة نار وأشلاء ودموع في بعبدا عرين الجيش

العميد فرنسوا الحاج يلتحق بصفوف الشهداء

النهار/انه العميد الركن فرنسوا الحاج، مدير العمليات في الجيش. هكذا يتناهى الخبر الى مسامع احدى السيدات التي تقف على شرفة منزلها بالقرب من مبنى بلدية بعبدا.

ثوان وتنفجر بالبكاء وتصرخ: " وصلوا المجرمين على الجيش".

السابعة والنصف صباحا، يتأكد الخبر: لقد اصيب الهدف وبات الحاج، احد ابرز ضباط قيادة الجيش، شهيدا. لحظات قليلة كانت كفيلة بانتشار نبأ استشهاد العميد، فتحّول مسرح الجريمة بقعة عارمة للاستنكار، بعدما كان مجرد بقعة سوداء تتطاير منها الاشلاء وتلتهب فيها النار.

الاهالي صدموا، وعناصر الجيش المنتشرة في المكان حاولت التماسك، على رغم غضبها الظاهر، فيما العيون شاخصة الى نثرات من سيارة العميد، والى ذلك الوادي السحيق الذي قذفت اليه الجثة.

الصمت توأم المكان، والبرودة تلفّه على رغم حرارة الشمس. وحدها عبارات قليلة تخرق الجمود، فتسمع النقمة: " يفلّو عنّا. بدنا نعيش". "اليوم تبّعوا العميد بجبران تويني، شو هالاجرام". "عميد بالجيش، شو ذنبهم هالشباب؟".

هذه المرة، تدخّل القدر... فقرّر العميد الحاج مغادرة منزله في سبنيه السابعة صباحا بدل الثامنة الا خمس دقائق، كما اعتاد، وتوجه الى اليرزة، كانت يد القتل تراقبه حتى السابعة والخمس دقائق حين استفاقت منطقة بعبدا، عرين الجيش، على دويّ انفجار ضخم هزّ ارجاء احيائها، فاستشهد العميد الحاج امام مقر بلدية بعبدا عند المفترق المؤدي الى وزارة الدفاع. للوهلة الاولى لم يدرك الاهالي من الضحية، لكنهم تأكدوا ان ثمة شخصية ما استهدفها الانفجار، لشدّة قوته وتوقيته الباكر، كما يقول المواطن ادوار كرم الذي يسكن بالقرب من موقع الجريمة: " شعرنا بان ثمة خبرا سيئا، خرجنا على الشرفات ولم نعرف ان شخصية عسكرية هي المستهدفة الا بعد نحو نصف ساعة، حين صرخ احدهم قائلا: احد العمداء سقط شهيدا". عندها، ارتبك بعض العسكريين الذين توافدوا بسرعة الى المكان، وبدت انفعالاتهم قوية حيال كل من يحاول الاقتراب من الموقع.

دقائق، وتبدو المنطقة سوداء لا يلوّنها سوى لهيب ألسنة النار التي تطايرت منها شرارات. يزنّر المكان بالشرائط الصفر ويبعد المدنيون. وحدها عناصر الجيش والصليب الاحمر والادّلة الجنائية تعاين، وسيارات الاطفاء تطفئ النار، ورجال الاسعاف ينقذون الجرحى، ثم يعلن النبأ المشؤوم: مدير العمليات في الجيش استشهد.

شهيدان... والقصة تتشابه

من بعيد، لم يحجب الطوق الامني النظر عن ستة عناصر من الجيش تحمل جثة العميد: مشهد لم تتحمله مارلين الغرّ، هذه السيدة الاربعينية وقفت على باب منزلها المكسور تهتف: " ما بدنا رئيس، حلو كتير العيد في بعبدا في 12 كانون الاول! كأنه لا يكفينا الشهيد جبران حتى بات لنا شهيدان في اليوم نفسه. صار بدنا دير صليب".

تتابع باكية وهي تحدق الى عناصر الجيش تنتشل الجثة من حفرة كان سببها العدوان الاسرائيلي في تموز 2006، حين قصفت طائرات العدو الجسر امام مبنى البلدية.

هنا، تتأكد المعلومات الامنية من ان السيارة المفخخة كانت متوقفة الى جانب الطريق وفجرت عن بعد، وكان العميد الحاج يستقل سيارة من نوع "جي. ام. سي"، تحمل لوحة خاصة عادية، فاستشهد مع مرافقه خير الله هدوان، وقذفه الانفجار نحو مئة متر.

وليس ثمة اقسى من ان تصادف الذكرى الثانية لاستشهاد جبران تويني مع استشهاد عميد في الجيش، فكيف اذا كانت المشاهد متشابهة الى حدّ التطابق التام؟ هناك قرب موقع الجريمة تستحضر مشهد اغتيال تويني، وفي اليوم نفسه. فالعبوتان المستخدمتان في الجريمتين كانتا موجهتين، مما ادّى الى تطاير اجزاء سيارة الشهيدين وقذف الجثتين الى واد مقابل. انه التماهي بين المشهدين، بعد عامين، حتى اصبح رقم 12 – 12 نذير شؤم، ويعبر عنه المواطن ميشال بدر بالقول: "يا ريت بيلغوا من الروزنامة".

هذه النقمة عند الاهالي لم تبرّدها رباطة جأش العسكريين الذين استمروا في القيام بواجبهم، على رغم الصدمة والحزن المرسومين على الوجوه وخلف العيون المتأثرة والصمت المتألم. انه الصمت الذي يخرقه صوت احدى السيدات: "ما بدن اوادم بالبلد. روّحوهم واحد وراء التاني". تقذف هذه السيدة الزجاج المتناثر على الارض برجلها، ولا تشبع من تكرار العبارة نفسها، ولا تنجح مساعي الزوج في التهدئة، فتتابع: "بتنا ارقاما في هذا البلد. خلص. بيكفي. وصلوا على الجيش".

مع تقدّم الوقت، تحاول عبثا الاقتراب من مبنى البلدية، فكل الجهات مقفلة، لكن بطرس قمر الموظف في البلدية نجا بأعجوبة صباح اليوم الاسود. يروي انه وصل الى مبنى البلدية وشرب فنجان قهوة مع زميل له في مخفر شرطة البلدية، وما هي الاثوان حتى قذفه "ضغط كبير" الى الجهة المقابلة. بعدها، لم يدر قمر ما حصل، ولم يستفق الا على نبأ استشهاد العميد الحاج. يخبرك قمر ان موظفي البلدية يحضرون عادة بين السابعة والنصف والثامنة مساء، ووحدها الأعجوبة هي التي انقذت حياة كثيرين بالامس، ويلاقيه المسؤول في البلدية بيار كميد: "العناية الإلهية كانت معنا، فحرفية المجرمين جعلتهم يصيبون الهدف من دون اسقاط ضحايا مدنيين".

الاضرار في البلدية تتوزع بين الزجاج والسقوف والجدران المشققة، والموظفون كما الاهالي يحاولون استيعاب الصدمة، لكن ميشال بدوي لم يصدق الخبر بعد. يقف بالقرب من محله خلف البلدية. عيناه تدمعان ويردد: "يا الله، شو كان آدمي". تقترب منه وتحاول التكلم معه، فتدرك ان ميشال يملك صالوناً للحلاقة، كان العميد يقصده. يمسح دموعه ويقول: "15 عاماً، وهو يقصدني حين كان محلي في السوق. وبقي عندما انتقلت الى هنا.؟ منذ سنة، لم أره، عرفت ان اهتماماته زادت، كنت اطمئن اليه من العميد شربل برق".

اليوم، لا يستطيع ميشال تحديد شعوره: "لا ادري، اهو الحزن ام الغضب، ام القرف. كل واحد بيعرف العميد ما في الا ما يبكي!؟".

مجزرة كادت تقع

تترك ميشال بدوي مع حزنه، حتى انه لم يفكر في ان يفتح الصالون، ليتفقد الاضرار: "لا يهمني". على مقربة، تقف الطالبة جوزيان جدعون باللباس المدرسي، هي تتعلم في المعهد الانطوني وكانت تستعد للذهاب قبل قليل من دوي الانفجار. هكذا، تدرك ان عبارة "اعجوبة" غالباً ما تتردد على الألسن هناك، فالمنطقة تضم مدارس عدة، منها الجمهور والمعهد الانطوني والعائلة المقدسة واللويزة وغيرها، ولعل مشهد التلاميذ الصغار الذين يقفون امام المباني، والهلع على وجوههم، وهم لا يزالون يحملون حقائبهم المدرسية على ظهورهم، يجعلك تدرك ان مجزرة كادت تقع، لو تأخرت قليلاً ساعة الانفجار، او لو ان العميد لم يخالف عادته ويقدم وقت خروجه من المنزل، لكنه بذلك أنقذ حياة الابرياء. مشهد الباص المدرسي الفارغ من التلاميذ امام مبنى البلدية، يثير القشعريرة، وقد نالت منه الشظايا.

الاهالي هناك يخبرونك ان هذه المنطقة تصبح مزدحمة نحو السابعة والنصف صباحاً، وخصوصاً قرب البلدية، لأن السير من الجهة الاخرى مقطوع لكون الجسر الذي هدمته اسرائيل لم ينجز تصليحه بعد، وبالتالي فان السير يرتكز على جهة واحدة دائماً، علماً ان المنطقة تضم الكثير من الابنية السكنية ومركز "ليبان بوست" وعدداً من السفارات والمكاتب والمصارف وقصر العدل، وكلها عوامل كانت ستزيد حتماً اعداد الضحايا، على رغم ان الاضرار طالت ثلاثة احياء رئيسية: حي السنديانة (خلف مبنى البلدية)، حي السرايا (المواجه للبلدية)، وحي العين (موقع الانفجار).

وككل جريمة اغتيال، سرعان ما تحضر الاتهامات السياسية الجاهزة، وتتغذى حين تكون الاعصاب مشدودة، اذ تهجم شاب اكثر من مرة على النائب العماد ميشال عون، فأجابته سيدة: "بيكفي متاجرة. العميد الحاج الابن المدلل للجنرال. شبعنا مزايدات وشبابنا يقتلون كل يوم. روحوا شوفو مين كان بدو يحيل العميد على التحقيق بعد احداث 23 كانون الثاني 2007".

وبعد تلاسن، حاول البعض التهدئة: "كلنا لبنانيون اليوم الجيش مستهدف. يعني لبنان كله، هذه قساوة".

لحظات ويطوق الجيش الاشكال، وتهدأ النفوس. ويعود الاهالي الى سحب الزجاج وتفقد المنازل والمحال، في حين كان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد يرفع الادلة، والمدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا وقاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر وقائد الدرك العميد انطوان شكور ورئيس قسم المباحث الجنائية الخاصة العقيد منذر الايوبي يعاينون موقع الجريمة، كما تفقد الموقع ايضاً النواب هنري حلو وفؤاد السعد وبيار دكاش والمطران بولس مطر واللواء عصام ابو جمرا وقياديون من "التيار الوطني الحر".

وظهرا، بات موقع الجريمة بارداً وفارغاً الا من عناصر جيش، اما في مستشفى بعبدا الحكومي فالصدمة نفسها، على رغم ان معظم الجرحى غادروها، ولم يبق فيها سوى سعاد القصيفي وشاهين مساعد، ونقلت رينه نعمة الى مستشفى قلب يسوع وسامي فغالي ووسام سويدان الى مستشفى سان شارل، وحالتهم غير خطرة، وطلبت وزارة الصحة معالجة الجرحى على نفقتها.

واذا كانت هذه "الجريمة المحمية" تحمل اكثر من دلالة في منطقة عسكرية مئة في المئة، فان رسائلها الأولية موجهة الى الجيش، بعدما اثبت انه المؤسسة الوحيدة التي بقيت متماسكة، على رغم الصراع السياسي المتأزم. ومن قساوة القدر ان يستشهد الحاج بعد اكثر من ثلاثة اشهر على انتهاء معركة نهر البارد، بعدما كان من ابرز ضباط القيادة الذين اداروا هذه المعركة، فانضم الى رفاقه الشهداء الـ167.

• أصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش البيان الآتي: "صباح اليوم (امس) استهدفت يد الاجرام العميد الركن فرنسوا الحاج مدير عمليات الجيش، بانفجار لحظة مروره بسيارته قبالة بلدية بعبدا، مما ادى الى استشهاده وعدد من العسكريين واصابة آخرين بجروح، وفرضت قوى الجيش طوقاً أمنياً حول مكان الحادث وبوشر التحقيق".

منال شعيا     

 

لبنان والشرق الأوسط في الصحافة الاسرائيلية

"هآرتس": الاغتيال رسالة الى قائد الجيش

"أوماديا": سوريا نجحت في تعقيد الوضع اللبناني

النهار/رأى متابع الشؤون العربية في "هآرتس" تسفي برئيل  امس ان اغتيال العميد فرنسوا الحاج رسالة موجهة الى قائد الجيش المرشح لرئاسة الجمهورية العماد ميشال سليمان لرفضه القبول بالشروط المسبقة، وكتب: "بعد مرور يوم واحد على الجلسة التي كان يفترض أن يعقدها مجلس النواب اللبناني لإنتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، بعث المخربون رسالة واضحة الى الجيش تقول: لا حصانة في لبنان حتى للمؤسسة الأكثر نظافة من الناحية السياسية. الذي دفع الثمن هو العميد فرنسوا الحاج مدير العمليات في الجيش الذي أشرف مباشرة على العمليات الناجحة في مخيم نهر البارد.

من المحتمل ان يكون الاغتيال عملية انتقام من جانب التنظيم الاسلامي المتشدد ضد الجيش الذي قاتلها، لكن اللبنانيين بعد اغتيالات السنتين الماضيتين لا يصدقون ذلك. من هنا توجهت أصابع الاتهام في كل اتجاه الى اسرائيل وسوريا وأطراف في المعارضة اللبنانية. ولكن اذا كان الانتماء السياسي للضحية في الاغتيالات السابقة يدل على الجهة المنفذة، فان تحديد الجهة التي تقف وراء اغتيال العميد الحاج أكثر صعوبة، لأنها المرة الأولى تُغتال فيها شخصية عسكرية رفيعة وتحديداً بعد الاجماع الذي حظي به ترشيح العماد سليمان من جميع الاطراف بمن فيهم سوريا. ناهيك بأنه لم تكن للعميد الحاج مواقف معادية لسوريا. من بين التقديرات التي ظهرت امس ان الاغتيال هو رسالة واضحة الى العماد سليمان الذي أعلن رفضه القبول بالشروط المسبقة لإنتخابه رئيساً للجمهورية. لقد اراد منفذو الاغتيال ان يثبتوا أنهم قادرون على الوصول الى كل الناس في لبنان: الى الصحافيين والسياسيين والآن الى الجيش. لكن هذا الكلام لا يفسر لماذا جرى اختيار الحاج وليس ميشال سليمان مباشرة (...)".

وفي موقع "اوماديا" الإلكتروني، اتهم يوحاي سيلع سوريا بالاغتيال، وكتب: "اذا كانت عائلة الأسد قامت بتصفية شخصيات سياسية معارضة لتدخلها في لبنان، فإن اغتيال فرنسوا الحاج (الماروني) يظهر الى اي حد يمكن سوريا ان تذهب من اجل التحضير لمجيء شخصيات عسكرية لبنانية ملائمة لها عسكرياً وسياسياً. فما الذي دفع سوريا الى اغتيال شخصية عسكرية كبيرة يحترمها اللبنانيون؟ تعتبر سوريا الشخصيات العسكرية المستقلة من نوع العميد الحاج عقبة يجب التخلص منها. لذا، في الوقت الذي كانت المشاروات تتواصل من اجل الاتفاق على ترشيح ميشال سليمان وعلى شكل الحكومة الجديدة، سارعت سوريا الى اعطاء اوامرها باغتيال الحاج، بحيث يجري تعيين قائد جديد للجيش أكثر خضوعاً لنفوذها. قد يحوّل الاغتيال سليمان  خصماً لها على رغم العلاقات الوثيقة التي تربطه بها طوال سنين، ولكن التجربة اللبنانية تدل على ان الخوف من سوريا سيتغلب على اي اعتبار آخر. لقد نجحت سوريا في تعقيد الوضع اللبناني بمساعدة جهات غربية كثيرة او بصمتها وتحاول مجدداً مسايرة الأطراف الراديكاليين على حساب المعتدلين".

رندى حيدر     

     

العميد الركن فرنسـوا الحاج

من أين، إلى أين، كيف ومتى... وإلى متى؟!

بقلم مارون عَسَـلي

إلى فرنسـوا الصديق والصاحب والزوج والأب والمعلم.

تصعب الكتابة، كما يصعب الكلام، والغصة في الحلق عالقة تحبـس الدمعة في العين.

عرفته بهدوءه الدائم، واسـتماعه قبل أن يتكلم، وإذا تكلم كان سـيد الكلام.

عرفته بسـهراته الممتعة والمرحة بظله الخفيف ومزحه الضاحك.

عرفته... كإنسـان. جمع في شـخصه الجد والصرامة عند اللزوم وخفة الظل وصفاء الروح عند الدعابة.

عرفته بجلسـاته العائلية الأنيسـة وهو الأب الحاضن، ليـس فقط لأولاده، إنما لكل أبناء أقرباءه. كان، إذا ما رأى أحد التلاميذ بحاجة لمسـاعدة، يسـارع لإعطائهم كل ما لديه لمسـاعدتهم، يعلِّمهم ويسـاعدهم في دروسـهم وهم طلاب الجامعات.

كل من عرف فرنسـوا عن قرب أحبه. لنبل أخلاقه، وصدقه في علاقاته مع الناس. حتى العسـكريين الذين فُصِلوا للخدمة معه، كانوا يشـعرون بتميزه كضابط مسـؤول، وبنفـس الوقت يشـعرون بأنه قريب منهم، وهذا لا تجده إلا بمن يتعامل مع البشـر بأخلاق ورفعة بالرغم من علو منصبه.

 من أين؟

لن أقول من المدرسـة الحربية، فالكل يعلم أنك ابن هذه المؤسـسة الشـريفة. بل سـأقول من رميـش، القرية التي تقع في أقصى جنوب لبنان، من عائلة عادية، من بيت ككل البيوت اللبنانية المتواضعة وصلت إلى أعلى ما يمكن أن يصل إليه شـاب طموح مؤمن بنفسـه وبقدرته. لا وسـاطة سـاعدتك ولا معارف دعموك. بعلمك المتفوق نجحت بدخول المدرسـة الحربية، وبعشـقك لعملك برعت وبرزت وربحت.

 إلى أين؟

إلى لبنان. وأنت المؤمن بأن، كما الجندي يخدم وطنه، أيضاً كل مواطن ناجح ينفع وطنه، فهذا ما كنت تقوله لكل الطلاب الذين كنت تسـاعدهم في دروسـهم الجامعية: بكرا بْـعِلْمْكُن ب تنفعوا لبنان.

كيف؟

بأنك كنت المثل الصالح. كنت قدوة لكل من عرفك. بالرغم من كل ما كنت تملك من علم ونجاح، وبالرغم من أنك وصلت إلى أعلى المراكز الوظيفية، كانت العلاقة معك دائماً سـهلة وكنت تصل إلى قلوب كل الذين يتعرفون عليك.

متى؟

أما المتى، فجوابها كان دائماً: الآن. للطالب عليه أن يدرس الآن، والمسـؤول عليه أن يتصرف الآن والعميد الركن عليه أن يكون بطلاً الآن؛ وهذا ما كنته دائماً يا فرنسـوا. كنت الطالب الذي درس ونجح حين كان الدرس هو الواجب. وكنت المسـؤول الذي تصرف بحكمة في كل الظروف التي فرضت عليك كضابط في الجيـش. وكعميد ركن كنت البطل في كل المواقف وخاصة في ملحمة البطولة في نهر البارد.

إلى متى؟

هذه الإلى متى تبقى المُحَيِّرَة.

إلى متى سـيبقى وطننا عرضة لـ... كل شـيء سـيئ؟

إلى متى سـيبقى وطننا يدفن أبطاله الواحد تلو الآخر؟

ألا يحق للبطل... أن يعيـش؟