المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

 يوم 24 تشرين الأول/2009

الذكرى 19 لإستشهاد رئيس حزب "الوطنيين الاحرار داني كميل شمعون، وزوجته إنغريد وولديهما طارق وجوليات

 

 

شهداء لبنان هم سر ديمومته وحجر زاوية كيانه

بقلم/الياس بجاني*

الأبطال لا يموتون بل يبقون أحياء إلى الأبد في وجدان وضمير وقلوب الأحرار من أبناء شعوبهم، وداني كمل نمر شمعون وإفراد عائلته هم بالتأكيد أحياء في قلوب اللبنانيين السياديين والشرفاء الذين رفضوا الذل والهوان على مدار العصور والأزمنة وكانت لهم دائماً صولات وجولات بطولية ووقفات عز وعنفوان واستشهاد.

أبطال لبنان وداني شمعون واحد منهم كانوا دائماً ولا يزالون وسوف يبقون إلى يوم الدينونة الأخير الصوت الصارخ والمدوي والرادع في وجه إجرام وكفر الغزاة والمحتلين والمارقين، والصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات التي تستهدف كيان لبنان وهويته واستقلاله وسيادته وحرية قومه المؤمنين برسالة وطنهم الحضارية والثقافية والتعايشية المقدسة.

إن القرابين الغالية التي يقدمها بفرح وسعادة أحرار لبنان على مذبح لبنان الطاهر حين يهبون أنفسهم فداءً للحق والكرامة والوجود هي الذخائر المقدسة التي تتحدى كفر وإرهاب قوى الشر، والشوكة التي تغرس في عيون وقلوب الإسخريوتيين الخونة الذين يبيعون ذواتهم وكراماتهم بثلاثين من الفضة ويراهنون على مصير شعبنا ولقمة عيشه.

هؤلاء هم تجار الهيكل الذين لا يفهمون إلا لغة السوط الذي استعمله السيد المسيح لطرد أمثالهم من الهيكل بعد أن جعلوه مغارة للصوص.

الأرض اللبنانية قدسها ابن السيد المسيح وباركتها والدته شفيعة لبنان السيدة مريم العذراء البتول،

هذه الأرض معطاة ومجبولة بدم وعرق وتقديمات أبناء شعبه المؤمن وقد أنجبت القديسين والإبرار ومنهم شربل ورفقة والحرديني ويعقوب والدويهي وغيرهم الكثير،

هذه الأرض ستبقى لبنانية وحرة وطاهرة حتى يوم الحساب الأخير حيث يكون بكاء وصريف أسنان وعذاب كل من اعتدى على شعبها وتطاول على حريتهم وعنفوانهم وتوهم أن بقدرته إركاعهم وإخضاعهم واستعبادهم.
بإذن الله لبنان باق لأن السماء تحرسه، والملائكة تحميه، وسواعد أهله الذين لا يخافون الشدائد والصعاب تصونه وتدافع عنه وتفتديه بالأرواح والمهج.
لبنان باقٍ لأننا أبناء نور وإيمان وشعب يعشق الحرية والشهادة للحق ويعيش على رجاء القيامة.
بخشوع نصلي من أجل أرواح كل شهداء لبنان الأبرار ونعاهدهم على صون حرية وكرامة وعنفوان واستقلال الوطن الغالي الذي قدموا أنفسهم قرابين على مذبحه.

 

قداس لراحة انفس داني شمعون وعائلته في السوديكو المطران الحاج: عهد محبيك الحفاظ على الامانة ومحبة الوطـن

شمعون: للتلاقي والحوار والا فحكومة تؤمن اوسع تمثيل للعائلات الروحية

المركزية – جدد رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون الدعوة الى التلاقي والحوار والعمل لقيام حكومة ائتلاف وطني وإلا "فالامكانية متوافرة من خلال الدستور والديموقراطية لقيام حكومة يتأمن فيها اوسع تمثيل للعائلات الروحية تلبي متطلبات الديموقراطية وتقوم بدورها كسلطة تنفيذية".

لمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لاستشهاد رئيس حزب الاحرار السابق داني شمعون وزوجته انغريد وطفليهما طارق وجوليان، ترفع في كنيسة دير مار انطونيوس – السوديكو الخامسة عصر اليوم الصلوات عن راحة انفسهم في خلال ذبيحة إلهية يرأسها المطران شكرالله نبيل الحاج ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.

ويلقي المطران الحاج عظة هنا نصها: انقل اليكم ايها الاخوة والاخوات المباركون صلاة ابينا السيد البطريرك وتعازيه الحارة لكم بهذه المناسبة الاليمة ووقوفه بجانبكم ليشاطركم حزنكم وألمكم، وقد كلفني ان احتفل بهذه الذبيحة الإلهية باسمه مع الاباء الافاضل لراحة الشهداء الكبار الكبار داني شمعون وزوجته انغريد وطفليهما طارق وجوليان.

لم تبغوا، ايها الاحبة، في ذكرى المأساة المروعة اقامة مهرجان للشهداء بل آثرتم وقفة تأمل وصلاة، سائلين الرحمة من الله، للشهداء والوطن.

نتأمل معكم ونسترجع هول المأساة التي عشناها في الحادي والعشرين من تشرين الاول 1990 وكان حجر معصرة الدم بدأ يدور متباطئا في لبنان ولكن كان ما يزال الاختلال قائما. وعلى رأس الاختلالات يأتي الاختلال الخلقي، المناقبي، كما يقول امين معلوف في كتابه الاخير.

اجل ايها الاخوة الاحباء، اي اختلال اكبر وأرهب من استسهال الهجوم الوحشي على عائلة آمنة، واغتيال زوجين وطفلين بأعصاب باردة؟ اي اختلال افظع من ان يدفع رئيس حزب الوطنيين الاحرار داني ابن الرئيس الكبير كميل شمعون حياته وحياة عائلته، جزاء لدفاعه عن لبنان الواحد الحر السيد المستقل في زمن رديء وأيام سود.

اي اختلال، بل اي جنون يقضي بأن يصبح القادة والنساء والاطفال رسائل دموية يوجهها الجبناء لينسفوا بها جسور التفاهم والتلاقي والتسامح؟

يسلمنا من الآباء المؤسسين، وطنا رسالة، هو محراب حرية وشراكة اخوية، في احترام التنوع وادارة الاختلاف، فأي اختلال ذاك الذي يدفع بنا، نحن الابناء، لنمزق نسيج المواطنة الحقة، متحولين بذلك الى مشاريع ضحايا، بدل ان نكون مشاريع شهود حق ورسل حياة!

صرختنا اليوم، فيها الكثير من الاسى على صاحب قامة ماردة وكاريسما مميزة، كما فيها التعبير عن مشاركتنا لآل شمعون الكرام، ورفاق داني ونموره، احساسهم بفظاعة الحادثة، وفيها ايضا اعتزاز معكم بالقيَم الكبيرة التي استشهد من اجلها القائد الشجاع، الصادق، الخلوق، المحب، المؤمن بربه وبكنيسته وببلده، والثابت على الحقيقة والمتمسك كل التمسك، بالحرية، والمتحمس دائما لوطن يراه اكبر من مساحته وأبعد من حدوده.

عهد محبيك لك، ايها البطل، ان يبقوا محافظين على الامانة، وعلى محبة الوطن ومحبتك، عهدهم ان يبقوا نمورا بالدفاع عن مَن من اجله استشهدت وسلاحهم الفريد قلبك الطفولي، وجرأتك النادرة، وبسمتك الساحرة، وطلتك البهية! حاشا وألف حاشا للحقد ان يغيّب قمر الدير ويخنق فجر الخلاص الآتي حتما.

ايها الاحبة، رسالة داني الينا اليوم تختلط برسالة بولس الرسول القائل: "لو ان دمي يراق على ذبيحة ايمانكم وخدمته لكنت افرح وابتهج (قبلي 2/17)"! لقد سفك قائدنا بالفعل، دماءه، على مذبح لبنان وكرامته وجعلها ازكى بدم عائلته الصغيرة فصاروا جميعا، كما يقول الرسول، كالنيرات في العال، متمسكين بكلمة الله، بكلمة الحياة!

وصية داني الينا هي ايضا ايقونة انجيلية رائعة، انه على مثال ربه وسيده، حبة حنطة، وقعت في الارض وماتت لتعطي للبنان ولشعبه الثمر الكثير.

نعم ايها الاحبة، لقد تمزق جسد السيد ومات ليحمل اجسادنا ثمار الخلاص، فكانت لنا الحياة الوافرة. اجل ان المسيح هو حياتنا في كل شيء: جسده حياة، آلامه حياة، جراحه حياة، دمه حياة، صليبه حياة! لا بل أصبح الصليب – ونحن اليوم في زمن الصليب – ينبوع حياة لحياتنا المائتة. اذ ان المسيح رُكّب صليبه فوق مثوى الاموات وأجاز عليه الانسانية الى دار الحياة الابدية مما دفع مار افرام السرياني ليصلي قائلا: انت الحي صار قاتلوك حارثي حياتك يزرعونها في العمق كحبة حنطة لتقوم وتقيم معها الكثيرين، وينهي قديسنا بهذه الدعوة: لنجعل حبنا مجمرة عظيمة، تحترق فيها ترانيمنا وصلاتنا، لمَن جعل صليبه مجمرة لله وأحرق دمه لأجلنا.

تقبل اللهم مجمرة صلاتنا لراحة انفس داني وانغريد وطارق وجوليان واجعل شهادة دمائهم الزكية حبات محبة وزرع مصالحة ومسامحة في لبنان على الرغم من كل الاختلالات في الوطن الصغير، ولتكن ذكراهم بخور رضى لسيادتك وترنيمة ايمان بالقيامة، لك المجد وعلينا الرحمة ولكم جميعا جزيل العزاء وحسن الثواب آمين.

 

شمعون: بعد القداس ألقى رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون في باحة الكنيسة الكلمة الآتية:

أيها الأصدقاء الأوفياء، من دواعي الأسف والقلق أن تتحول ذكرى شهدائنا قسراً مناسبةً ليس لتكريمهم بما يليق بتضحياتهم، إنما لاستعراض الأخطار والتحديات التي وإن تغيّرت أشكالها أحياناً وربما مصادرها، إلا أنها تظل تستهدف لبنان من سنة إلى سنة محاولةً النيل من ثوابته ودعائمه.

الأدهى، ويا لخيبة الشهداء، ذلك التواطؤ الداخلي الذي غدا نهجاً مداناً، والذي يحلل أصحابه لأنفسهم تارة الإنخراط في مخططات الخارج، وطوراً استدراج تدخله وتغطيته، خدمةً لأهداف يتوهمون تحقيقها رافعة حاسمة لمواقعهم، وضماناً دائماً لمصالحهم، إيذاناً ببسطِ سيطرتهم على باقي شركائهم في الوطن.

وتتكرر المغامرات دون وازع او رادع رغم أن التجارب أظهرت في كل مرة أن الوطن، بكل مكوناته ومقوماته، هو الذي يدفع باهظاًً ثمن الحماقات. يدفعه من سيادته ووحدةِ أبنائه واستقراره وازدهاره وتطوره ودوره.

وأثبَتت أيضاً ان الخارج، الشقيق وغير الشقيق في آن، هو الذي يحصد المغانم فيوسِّع هامش مناورته، ويقوي موقعه ويفرض نفسَه شريكاً للقوى العالمية وللمنظمات الدولية والإقليمية في البحث عن حلول لمشكلات، كانت له اليد الطولى في إثارتها أو تأجيجها واستغلالها.

في المقابل إذا حظي المتواطئون بمكسب يكون هشاً ومؤقتاً، يحصلون عليه كفتات يتركه لهم رعاتهم الإقليميون عربوناً للبقاء على العهد والوعد.

أيها الأصدقاء الأعزاء، إذا أجرينا تقويماً لفترة السنوات التسع عشرة على استشهاد داني وإنغريد وطارق وجوليان سنصاب بالصدمة جرّاء تكرار الأخطاء عينها والممارسات نفسها والارتكابات إياها...

كأن خسارة أكثر من 250 ألف لبناني بين قتيل وجريح ومعوق ومفقود، عدا عن الخسائر المادية الحقيقية والمفترضة التي يصعب تقديرها، ناهيك عن التهجير الداخلي الذي لا يزال ماثلاً أمامنا والهِجرة التي لم يتوقّف نزفها بعد مسائل عابرة. وكأن كل ذلك لا يكفي ولا يقنِع بعض الأفرقاء بضرورة الإقلاع عن أداء أدانته الأحداث، وتصرفات وطموحات ثبت عقمها، فإذا بهم يتعاملون بإزدواجية وباطنية مع الدستور واتفاق الطائف الذي يشكل أرضية ثابتة يمكن البناء عليها والإنطلاق منها لتحسين الصيغة اللبنانية. كيف لا وهو يدعو إلى لبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه الذين يتقاسمون المسؤوليات مناصفةً بعيداً من الأعداد والأرقام، ليبنوا دولة الحرية والعدل والمؤسسات، المطالبة بفرض سلطتها، بأدواتها الذاتية، على كامل تراب الوطن. هذا الوطن الرسالة الذي يجب ان تحكمه الوحدة الوطنية والديمقراطية وحقوق الإنسان، والذي يجب ان يسعى إلى ترسيخ وحدة أبنائه ضمن التنوع على قاعدة بناء اللامركزية الإدارية ضماناً للإنماء المتوازن ولمزيد من المشاركة.

إننا نعلم ان مرحلة الاحتلال السوري لم تتح وضع مبادئ اتفاق الطائف موضع التنفيذ، ولكن ما لا يمكننا التسليم به إصرار الذين يناصبونه العداء ضمناً، والذين يحاولون بشتى الوسائل تأزيم الأوضاع، تحت ذرائع وحجج واهية وشعارات مخادعة، للإطاحة به أو أقله التوصل إلى ما يشبه تعديلاً ضمنياً لبعض أحكامه بالضغط والإكراه في شكل يحقِّق غاياتهم وغلبتهم.

أليس هذا ما هو حاصل اليوم على هامش تشكيل الحكومة بعد انتخابات نيابية حسمت مسألة الأقلية والأكثرية بشهادة المراقبين المحليين والأجانب؟ أليست تسوية الدوحة التي أنتجتها الاعتداءات المسلّّحة في 7 أيار هي التي تسعى الأقلية إلى فرض تبنيها وإحلالها محل بنود الطائف؟

هل يعقل أن يتبرع مسؤول لبناني لتقديم الغطاء لمشاريع إقليمية يعرف القاصي والداني تبعاتِها السلبية على لبنان؟ هل يمكن التسليم بنزوة أي سياسي، كائناً من كان، يجرؤ على فرض شروطه لا سيما الشخصي منها وأخذ اللبنانيين رهائن تحقيقها، تحت طائلة بقاء لبنان من دون حكومة في ظروف يجمع الكل على دقتها؟ كيف لنا الخنوع أمام السلاح غير الشرعي والخضوع لإرادة من يتولى التهويل به والتهديد باستعماله لانتزاع تنازلاتٍ هي في نهاية المطاف صك استسلام غير مشروط؟

إلى متى القبول برهن مصير الوطن وأهله بإرادات خارجية معروف أنها تسعى إلى تأمين مصالحها على حساب قضايا الوطن ومصالحه؟

أيها الأصدقاء الأعزاء الأوفياء، مشهد محزن نقف أمامه ولوحة قاتمة ترسمها الوقائع والأحداث، إلا أننا ورغم كل شيء نعتصم بالأمل ونتحصّن بتضحيات الشهداء ونستنير بالعظماء من عندنا لنصارع اليأس ونصرع الإحباط. لا ننسى ما حققنا من إنجازات وطنية باهرة، ولا نستخِفْ بقُدراتِنا متى عَقَدْنا العزم على الإِمساك بِقَدَرِنا ومواجهة المتربِّصين شراً بلبنانِنَا.

من هذا المنطلق، من منطلق المؤمن بقضيته، المنتصر بالنضال الديمقراطي الشعبي والإنتخابي ستظل عقولنا منفتحة، وقلوبنا مشرعة وأيادينا ممدودة للتفاعل مع شركائنا في الوطن، إنّما انطلاقاً من الثوابت التي ينص عليها دستورنا ومقدمته، وعلى أساسهما. ونجدّد الدعوة، كما في كل سنة، إلى التلاقي والحوار والعمل معاً على قاعدة التنافس الديمقراطي البنَّاء. الفرصة متاحة لقيام حكومة إئتلاف نأمل أن تصبح حكومة وفاق ووحدة وطنية إذا التزم الجميع المعايير المعروفة واستلهموا مصلحة الوطن والمواطنين.

أما إذا كان ثمة إصرار على الدفع باتجاه الخيار بين الإستسلام والفراغ، فالمبادئ الدستورية والتقاليد والأعراف، من جهة، ومستلزمات إدارة الشؤون العامة، من جهة أخرى، تقضي برفض الإثنين معاً. والإمكانية متوافرة من خلال التعلّق بأهداب الدستور والديمقراطية فتقوم حكومة يتأمن فيها أوسع تمثيل للعائلات الروحية، وتلبي متطلبات الديمقراطية وتقوم بدورها كسلطة تنفيذية، وهذا ما يرضي اللبنانيين ويبلسم جروح ذوي شهداء ماتوا ليحيا لبنان لا ليقع فريسة الفراغ.

أخيراً، نتقدم بالشكر الصادق من صاحب الغبطة والنيافة الذي رعى هذه المناسبة، ومن ممثله صاحب السيادة المطران شكرالله نبيل الحاج الذي ترأس الذبيحة الإلهية، كما نشكر القيمين على كنيسة مار انطونيوس وجميع الذين شاركوا في الصلاة لراحة أنفس داني وانغريد وطارق وجوليان ومن خلالهم كل أرواح الشهداء. ونشكر كل وسائل الإعلام التي ساهمت في تغطية هذه المناسبة ونخص بالشكر تلفزيون ال MTV الذي تولى التغطية المباشرة.

إن وطناً يزخر بالشهادة والإيمان لا يموت حتماً وسوف يتغلب دائماً على الصّعاب. لتحيا ذكرى الشهداء وليحيا لبنان.

وتقبل شمعون وافراد العائلة تعازي الحضور بعد الصلاة.

 

في الذكرى الـ19 لاستشهاده - ابوعاصي: احياء ذكرى داني شمعون مناسبة للتأمل في تضحيات باقي شهداء الوطن 

٢٤ تشرين الاول ٢٠٠٩ خاص موقع 14 آذار/ناتالي اقليموس

بعد مرور 19 عام على وقوع "مجزرة" ذهب ضحيتها رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" داني كميل شمعون، وزوجته إنغريد وولديهما طارق (7 أعوام) وجوليات (5 أعوام)، يوم اقتحم منزلهم ثمانية مسلّحين واطلاقوا عليهم النار من مسدسات كاتمة للصوت، في 22 تشرين الاول 1990. يحيي لبنان اليوم ذكرى الـ 19 على استشهاد داني شمعون واسرته، وفي هذا الاطار كان لموقع "14 آذار" الالكتروني حديث خاص مع أمين عام حزب "الوطنيين الاحرار" الدكتور الياس ابوعاصي الذيّ اكّد لنا "ان استشهاد داني احدث تغيّر على صعيد الوطن، ومنعطف كبير في تاريخ لبنان سيما بعد ان سعى البعض الى تغييب دور هذا البلدا والتخفيف من قيمته". اما على صعيد الحزب، فاضاف: " لم يتغيّر علينا الكثير لاننا وعدنا داني بالوفاء له". رغم زخم الاستمرار الذي ابداه ابوعاصي، قال متخوفاً: "بقدر ما ندرك حجم الاخطار التي تحدق بالوطن، بقدر ما تغمرنا الخيبة، لان بعض الذين كانوا يشاطروننا المبادئ عينها وهواجسنا، اصبحوا اليوم يتبرعون للدفاع عن الرؤية المقابلة، وهذا من اعتبره سخريات القدر".

واما بالنسبة الى استشهاد داني، قال ابوعاصي: "لم يخسر المسيحيون فقط داني شمعون، انما خسر لبنان باسره ابنه البكر المناضل، الذي كان يتميّز بتعاطيه الصادق، واحترامه لمواقفه ولكل كلمة يتلفظ بها". واضاف: "أدرك داني أهمية الحفاظ على لبنان فدافع عنه بكل جرأة وشجاعة، كما تميّز بالبساطة وعدم التصنع، هذه البساطة التي هي هبة من الله ، تجعله في كل مرة على مسافة قريبة من اللبنانيين".

وفي هذا السياق، أوضح ابوعاصي: "حين نتحدث عن الخسارة، اقصد بها: ان لبنان خسر الكثير من الأمل ببناء غد أفضل لابنائه، فداني رافق لبنان في أحلك ظروفه الامنية، الاقتصادية، الاجتماعية، في أوج مرحلة الانقسام التي عرفها اللبنانيون، كانت يد داني ممدودة نحو الطرف الآخر، كما كان يؤمن ان لبنان لا يمكن له التحليق الا بجناحين لبنانيين أصيلين.

اما عن حال "الاحرار" بعد رحيل الرئيس، قال ابو عاصي: "من النادر ان يلقى حزب ما الويلات والصدمات بقدر تلك التي كانت من نصيب "الوطنيين الاحرار"، من دون العودة هنا الى المشاكل التي عانينا منها من جهة "صدمة" اغتيال داني واسرته خصوصاً وانها جاءت في ظروف انشقاق على الصعيد المسيحي والوطن، ومادمنا نعاني من هذا الانشقاق وان وفق درجات متفاوتة نظراً الى الظروف التي رافقت الاغتيال، فقد تمّ الاغتيال كترجمة لنية مسبقة ومبطنة لخلق انقسام في صفوف "الوطنيين الاحرار"، وتذويب شخصية الحزب وثقله". لاشك اننا تمكنا ونحاول قدرالمستطاع التعالي عن الجراح والعراقيل التي تعمدها البعض في حقنا، لان الولاء للبنان يبقى أثمن من كل شيء".

وعما سيميّز الذكرى الـ 19 عن نظيراتها، قال ابوعاصي: "في كل مرة نحيي ذكرى استشهاد داني واسرته، نجدد الوعد والوفاء لهم، كما نبدي تفاؤلنا وآمالنا بان يتخطى لبنان مصاعبه وان يتمكن من دحرعنه كل المخاطر المحدقة به سيما وان هذه المطبات تتراكم وتزداد من سنة الى اخرى كأنها متربصة بلبنان". وتابع ابو عاصي: "المؤلم هو ان معظم العائلات اللبنانية ذاقت طعم الشهادة، لانها خسرت وبكت العديد من افرادها في ايام الحرب، ولاشك ان اللذين سبقونا شكلوا السند الاول لبقاء لبنان، لذا لابد من ان تكون احياء ذكرى داني مناسبة للتأمل بحجم التضحيات التي قدمها باقي الشهداء دفاعاً عن لبنان". اما الرسالة التي سيحملها كل مناصر في "الوطنيين الاحرار" الى الرئيس داني، ردّ ابوعاصي: "نحمل اليه الوعد بالمبادئ التي آمن بها، والتي نتمسك بدورنا بها واليوم اكثر من اي وقت مضى من اجل تثبيتها وتحقيقها، وهذه المبادئ هي لبنان وطن سيد حرّ مستقل، وقد اضاف اليها فخامة رئيس الجمهورية كميل شمعون عبارة لا يمكن نسيانها، "وطني وطن ازليّ سرمديّ"، وهذا الكلام يعكس ضرورة تعلقنا بالوطن وتقديم له التضحيات". وفي الختام، تمنى ابو عاصي من مختلف السياسيين السياديين في 14 آذار"ان يتنبهوا من حملة التضليل المواكبة لتشكيل الحكومة، وان يحذروا من الاستهداف الموجّه لضرب نظام لبنان، لانه متى استهدفت الصيغة فالعديد من علامات الاستفهام ستطرح حول مصير لبنان، وهذا اكثرما نخشاه".  المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

 كميل شمعون: لا يجوز استغلال مقتل داني شمعون لطموحات شخصية

٢٤ تشرين الاول ٢٠٠٩

وكالات/اعلن عضو المجلس الاعلى في حزب "الوطنيين الاحرار" كميل شمعون انه لا يجوز استغلال مقتل داني شمعون وعائلته من قبل اي جهة سياسية لطموحات سياسية شخصية.

ولفت في حديث عبر الـ"MTV" الى ان هناك تهديدات امنية في البلاد مع 7 ايار جديدة، معربا عن اعتقاده بعدم ولادة الحكومة قريبا بحسب الشكل المطروح لها. واكد انه مع اللامركزية الادارية "واذا لم نستطع الوصول اليها فلنجأ الى الفدرالية". 

 

شمعون: لا يمكن التسليم بإصرار الذين يناصبون العداء للطائف على الإطاحة به أو تعديله بالإكراه

لبنان الآن/السبت 24 تشرين الأول 2009

جدد رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون استعراض "الأخطار والتحديات، التي وإن تغيّرت أشكالها أحياناً وربما مصادرها، إلا أنّها تظل تستهدف لبنان من سنة إلى سنة محاولةً النيل من ثوابته ودعائمه". شمعون، وفي كلمة لمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لاغتيال داني شمعون وأفراد عائلته، قال: "تتكرر المغامرات دون وازع أو رادع، رغم أن التجارب أظهرت في كل مرة أن الوطن بكل مكوناته ومقوماته، هو الذي يدفع باهظاًً ثمن الحماقات. يدفعه من سيادته ووحدةِ أبنائه واستقراره وازدهاره وتطوره ودوره".

وأضاف شمعون: "ثبت أيضاً أن الخارج، الشقيق وغير الشقيق في آن، هو الذي يحصد المغانم فيوسِّع هامش مناورته، ويقوّي موقعه ويفرض نفسَه شريكاً للقوى العالمية وللمنظمات الدولية والإقليمية في البحث عن حلول لمشكلات، كانت له اليد الطولى في إثارتها أو تأجيجها واستغلالها. وفي المقابل إذا حظي المتواطئون بمكسبٍ يكون هشّاً ومؤقتاً، يحصلون عليه كفتات يتركه لهم رعاتهم الإقليميون عربوناً للبقاء على العهد والوعد".

شمعون الذي رأى أن "كل ذلك لا يكفي ولا يُقنِع بعض الأفرقاء بضرورة الإقلاع عن أداءٍ أدانتهُ الأحداث، وتصرفات وطموحات ثبُت عقمها"، تابع: "إذ بهم يتعاملون بإزدواجية وباطنية مع الدستور واتفاق الطائف الذي يشكّل أرضية ثابتة يمكن البناء عليها والإنطلاق منها لتحسين الصيغة اللبنانية. كيف لا وهو يدعو إلى لبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه الذين يتقاسمون المسؤوليات فيه مناصفةً وبعيداً من الأعداد والأرقام، وليبنوا دولة الحرية والعدل والمؤسسات".

وإذ لفت إلى أن "مرحلة الاحتلال السوري لم تُتح وضع مبادئ اتفاق الطائف موضع التنفيذ"، أوضح شمعون أن "ما لا يمكن التسليم به هو إصرار الذين يناصبون العداء للطائف ضمناً، والذين يحاولون بشتى الوسائل تأزيم الأوضاع، تحت ذرائع وحجج واهية وشعارات مخادعة، على الإطاحة بهذا الاتفاق أو أقله التوصل إلى ما يشبه تعديلاً ضمنياً لبعض أحكامه بالضغط والإكراه في شكل يحقِّق غاياتهم وغلبتهم"، وسأل: "أليس هذا ما هو حاصل اليوم على هامش تشكيل الحكومة بعد انتخابات نيابية حسمت مسألة الأقلية والأكثرية بشهادة المراقبين المحليين والأجانب؟ أليست تسوية الدوحة التي أنتجتها الاعتداءات المسلّّحة في 7 أيار هي التي تسعى الأقلية إلى فرض تبنيها وإحلالها محل بنود الطائف؟ هل يعقل أن يتبرع مسؤول لبناني لتقديم الغطاء لمشاريع إقليمية يعرف القاصي والداني تبعاتِها السلبية على لبنان؟ هل يمكن التسليم بنزوة أي سياسي، كائناً من كان، يجرؤ على فرض شروطه لا سيّما الشخصي منها وأخذ اللبنانيين رهائن تحقيقها، تحت طائلة بقاء لبنان من دون حكومة في ظروف يجمع الكل على دقتها؟".

وبناءً على ذلك، جدّد شمعون "الدعوة، كما في كل سنة، إلى التلاقي والحوار والعمل معاً على قاعدة التنافس الديمقراطي البنَّاء. فالفرصة متاحة لقيام حكومة إئتلاف مع أملٍ بأن تصبح حكومة وفاق ووحدة وطنية إذا التزم الجميع المعايير المعروفة واستلهموا مصلحة الوطن والمواطنين".

 

نادي غصن: هل يجوز أن يستذكر داني شمعون و بشير الجميل بشكل عابر

٢٤ تشرين الاول ٢٠٠٩

وكالات/أكد رئيس الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" المحامي نادي غــصن ان رئيس الهيئة التنفيذية في القوات سمير جعجع تلقف التشكيلة الحكومية التي قدّمها رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري الى رئيس الجمهورية بكثير من الإيجابية، لأنها جاءت ثمرة مشاوراته مع الأطراف جميعاً. وقال غصن في حديث لتلفزيون "MTV": "حكومة الأكثرية صالحة دستورياً بنظر القوات الحريصة على التمسك بأهداب الدستور اللبناني المنبثق من اتفاق الطائف".واشار الى انه ليس لدينا لتأليف الحكومة شروط ولقد طالبنا بحقيبة خدماتية الى جانب حقيبة أخرى.

 

كيف يحق لمن لم يضع اكليلاً على قبر داني أن يذرف الدموع

رامي نعيم

لا يحق لك يا جنرال  الرابية أن تستخدم اعلامك المأجور  لتبعث برسائل سياسية في ذكرى استشهاد  داني شمعون وعائلته.

لا يحق لك أن تستخدم  رفاق داني الذين ان اختلفنا معهم كحزب وطنيين أحرار أو اتفقنا لا يستطيعون لوم من يبحث عن الحقيقة   ليقفوا الى جانبك وانت الذي لم تضع وردة واحدة على قبر من ناصر خيارك الوطني آنذاك حتى الشهادة.

لا يا جنرال نحن  لم نسامح قتلة جوليان وطارق وأنغريد، ولكننا أيضاً كما رفضنا الأحكام  التي صدرت بحقك يوم كنت خارج الوطن  وكنا على يقين أن جهاز الاستخبارات  السوري اللبناني هو من كان وراءها،  كذلك لن نرضى أن يتهم الدكتور سمير جعجع على يد الجهاز نفسه، ونصفق للعدالة  المأجورة. نحن نطالب باعادة المحاكمة وحبذا لو تكون وزارة العدل  من حصتكم، وان كان الدكتور جعجع هو القاتل فلا دوري شمعون ولا حزب الوطنيين الأحرار سيرضى بأقل من الاعدام جزاء.

ولكن ماذا لو لم يكن  الدكتور جعجع، ماذا لو كان بريئاً.

تقول يا جنرال  ان المحكمة الدولية وكل الدول  التي تقف وراها قد تكون مسيسة ولم  تفكر للحظة واحدة أن محكمة صغيرة  في وطن محتل، حكمها مقدس.

ويا جنرال الوفاء. انت من قتل داني سياسياً. أنت من استطاع ولك الحق في ذلك جذب كل الذين طلب منهم داني أن يقفوا الى  جانب الشرعية. وحين استشهد داني  ورثت شعبيته ويا ليتك ورثت خطه السياسي. رجاء، في ذكرى داني دعوا الصلوات تحتل مساحات الانتقام السياسي  لأن روحه لا تحتاج منكم سوى الصلوات.