البطريرك صفير ترأس قداس عيد القديس مارون في بكركي: يهيب بنا القديس مارون أن نتبع تعاليم المسيح المختصرة بالمحبة ونتساءل لو كنا نحب بعضنا بعضا هل كانت حالنا ما هي عليه اليوم؟ هل كنا نتطاحن على المقاعد والكراسي ومقام الصدارة وننسى قول المسيح "كلكم اخوة وليكن الكبير فيكم خادمكم" أين نحن من هذه التعاليم التي تزرع السلام في الأوطان /ليكن كلامكم:نعم، نعم! ولا، لا! وما زاد على ذلك من الشرير

النائب السعد:المقاومة تتجاهل بان الاوضاع تبدلت بعد حرب تموز وان الجيش اللبناني الذي اصبح على الحدود هو المسؤول عن الحماية

وطنية - 9/2/2007 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس عيد شفيع الطائفة المارونية القديس مارون في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي, عاونه فيه النائب البطريركي العام المطران رولان ابو جودة, المطران شكرالله حرب, أمين سر البطريركية المونسينيور يوسف طوق والقيم البطريركي العام الاب جوزف البواري في حضور النواب السادة: هنري حلو, فؤاد السعد وايلي عون, الملحق الصحافي في السفارة الفرنسية فرنسوا ابي صعب ممثلا السفير الفرنسي في لبنان برنار إيمييه, وفد من رابطة قدامى الاكليركية البطريركية المارونية, رئيس مؤسسة البطريرك صفير الدكتور الياس صفير وحشد من الفعاليات السياسية والدينية والعسكرية والاجتماعية والمؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس, ألقى البطريرك صفير عظة بعنوان "ليكن كلامكم نعم, نعم! لا, لا! وما يزاد على ذلك فهو من الشرير", قال فيها:

" نحتفل اليوم بعيد أبي كنيستنا المارونية، القديس مارون. وقد عرف عنه أنه عاش ومات في تقوى الله، فكان مدرسة في الصلاة، والتقشف، وفعل الخير. ولا نخاله كان كثير الكلام، لأنه وضع قول السيد المسيح موضع العمل، فكان كلامه نعم، نعم! ولا، لا! ليقينه ان العثار أكثر ما يكون في كثرة الكلام، وهذا ما نشهده عندنا، كل يوم، ووسائل الاعلام تمطرنا، على مدار الساعة، من الأقوال ما يغرقنا في بحر من الأضاليل والأوهام.

والقديس مارون على قلة كلامه، لا يزال ذكره العطر مستمرا على مر الأيام والسنين، وعلى الرغم من بعد المسافة الزمنية بيننا وبينه، وهو قد عاش الجزء الأخير من القرن الرابع،ولا يزال، بالنسبة الينا، المعلم والملهم الى سبل الخير. فصح فيه قول سفر الأمثال:" من اتبع العدل والرحمة، يجد الحياة والعدل والمجد" .

1-مارس الصلاة

الصلاة ليست ثرثرة، بل محادثة مع الله، محادثة صديق لصديق. وهناك صلاة شكر نتوجه بها الى الله لنشكره على ما جاد به علينا من نعمه وبركاته، وهناك صلاة طلب نسأل الله فيها ما نحتاج اليه من خيوره، وكل من نحن وما لنا هو منة وهبة. وصلاة توبة نتجه فيها الى الله لنستغفره ما خطئنا به اليه من ذنوب وقبائح. وصلاة تمجيد نرفعها اليه تعالى مع الكائنات الحية والجماد الذي هو من صنعه، على ما يقول صاحب المزامير: "السماوات تنطق بمجد الله، والجلد يخبر بعمل يديه"، ويقول أيضا: "ان السماوات تخبر بعدله لأن الله هو الديان" .

هذه هي الصلاة التي يصعدها القديسون الى الله. وهذه هي الصلاة التي كان القديس مارون في صومعته في القورشية، وهي مكان على بعض المسافة من حلب، يتوجه بها الى الله. وهو في ذلك يقتدي بمثل الآباء القديسين الذين ورد ذكرهم في العهد القديم الذي يعتبر ان الخليقة كلها انما هي ينبوع صلاة. والفصول الأولى التسع من سفر التكوين من الكتاب المقدس تتحدث عن علاقة الانسان بالله، وهي علاقة صلاة: صلاة هابيل الذي قدم اليه تعالى بواكير غنمه، واحنوخ الذي كان يدعو اسم الرب ويسير اليه ، ونوح الذي قدم تقدمة رضيها الله، فباركه وبارك عبره كل خليقة، لأن قلبه كان مستقيما عادلا، وهو يسير مع الله. وهذا النوع من الصلاة عاشه جمهور من الأبرار في كل الأديان. هذه الصلاة مارسها كل آباء العهد القديم من موسى الى داود الى ايليا الى سواهم.

والسيد المسيح عينه صلى، بعد أن تعلم الصلاة بوصفه انسانا على يد والدته البتول، وهذا ما أعلن عنه في الهيكل ولم تتجاوز سنه الاثنتي عشرة سنة فقال:"يجب أن أكون في ما هو لأبي". ويومذاك ابتدأت معه الصلاة البنوية.

2-مارس التقشف

قضى القديس مارون حياته في صومعة، وكان الناس يتقاطرون اليه لأخذ نصحه وارشاده وطلب الشفاء مما يشكونه من أمراض النفس والجسد، على ما جاء في سيرة حياته. وكان دواؤه الوحيد الصلاة: وكان، يقول مؤرخوه، "لا يكتفي بشفاء عاهات الجسد، بل كان يشفي عاهات النفس، كالبخل مثلا، والغضب، والكسل، الى ما سوى ذلك من نواقص. وطار له صيت قداسة حتى بلغ القديس يوحنا فم الذهب في منفاه في أرمينيا، فأرسل اليه هذا بكتابة سنة 404 يمتدح فيها هذا الناسك ويطري فضائله، وبخاصة تقواه، ويسأله صلاته، ويبدي أسفه لكونه يستحيل عليه أن يقوم بزيارته.

والتقشف هو طريق الكمال الذي يمر بالصليب. ولا قداسة دون نكران ذات، وكفاح روحي، على ما يقول بولس الرسول في كتاب له الى تلميذه تيموتاوس:"أما أنت فتيقظ في كل شيء، واحتمل المشقات، واعمل عمل المبشر، وأوف خدمتك". ان القديس غريغوريوس النيساوي يقول:"ان الذي يصعد لا يتوقف أبدا عن الذهاب من بداية الى بداية في بدايات لا نهاية لها. فالذي يصعد لا يتوقف أبدا عن اشتهاء ما يعرفه سابقا".

والسيد المسيح عينه مارس التقشف، وهو من قال:"ان هناك نوعا من الشياطين لا يخرج الا بالصوم والصلاة". "وصام أربعين يوما وأربعين ليلة ". وقديما قيل: "ان في الصوم صحة البدن". ولا يزال هذا القول صحيحا ويجدر بالمتخمين، لا الجياع طبعا، أن يضعوه موضع العمل، لأنه السبيل الأجدى لتنقية الأذهان، ولسماع ايحاءات الله، والعمل بمقتضاها، وهي التي تساعدنا على معرفة كيف يجب أن نعيش معا في جو من الاحترام والمحبة.

2-مارس فعل الخير

ان القديس مارون الذي عاش عيش النسك والتقشف، لم ينقطع عن العالم مقتديا بذلك بمثل السيد المسيح الذي قال لرسله:"اشفوا المرضى، أقيموا الموتى، طهروا البرص، أخرجوا الشياطين. مجانا أخذتم، مجانا أعطوا". ولهذا غالبا ما كان الناس يأتون اليه، فلا يتأفف ولا يتضجر، بل كان ينتهزها فرصة، كالسيد المسيح، ليسمو بهم الى ما فوق الأرض، الى الله الآب الذي أوجدهم على الأرض، وجعل مقرهم الأخير معه في السماء، هذا اذا كانوا من أهل الصلاح.

ان القديس مارون الذي اتخذناه شفيعا لنا، والذي يحتفل الموارنة بعيده حيثما أقاموا، يهيب بنا اليوم، نحن موارنة لبنان، أن نقتدي بمثله، وأن نضع تعاليم السيد المسيح موضع العمل، وهي معروفة، جلية، واضحة، وهي تختصر بكلمة واحدة هي كلمة المحبة. محبة الله ومحبة القريب، قبل محبة الذات. ونتساءل: ترى لو كنا نحب بعضنا بعضا، هل كانت حالنا ما هي عليه اليوم؟ هل كنا نتطاحن على المقاعد، والكراسي، ومقام الصدارة، وننسى قول السيد المسيح "كلكم اخوة، والكبير فيكم، فليكن لكم خادما". وأين نحن من هذه التعاليم التي تزرع المحبة والسلام في القلوب، والأوطان؟

لنسأل الله، بشفاعة مار مارون، أن نقتدي بفضائل هذا القديس العظيم، ولنتوخ الوضوح والصراحة في ما نقول ونعمل ذاكرين قول السيد المسيح : ليكن كلامكم:نعم، نعم! ولا، لا! وما زاد على ذلك من الشرير".

استقبالات

وبعد القداس, استقبل البطريرك صفير المؤمنين والمهنئين بالعيد في الصالون الكبير للصرح, ووزع النائب فؤاد السعد البيان الآتي:

"لقد تبين ان الشاحنة التي أوقفت ظهر أمس, واقتيدت الى المرفأ لكي تكشف السلطات اللبنانية على ما تحتويها, هي في الواقع محملة بالاسلحة والذخائر, وقد ادعت المقاومة ملكيتها وطالبت بتسليمها اياها مستندة بذلك الى ان البيان الحكومي يلزم الحكومة بمساعدة المقاومة وتسهيل عملها".

اضاف: "غير ان المقاومة تنسى او تتجاهل بان الاوضاع تبدلت بعد حرب تموز, وبان الجيش اللبناني الذي اصبح على الحدود هو المسؤول عن حماية الحدود اللبنانية وقد اظهر ذلك في اليومين الماضيين, وبأن القوات الدولية اصبحت هي التي تفصل على الحدود اللبنانية الاسرائيلية بين الجيش الاسرائيلي والجيش اللبناني, كما نخشى بان تستعمل تلك الاسلحة ليس في وجه اسرائيل, بل ضد اللبنانيين على الساحة اللبنانية الداخلية, في حرب او في نزاعات واشتباكات اخوية تحضر لها المقاومة وتدرب من اجلها مقاتليها في سوريا وايران, واخيرا اذا كانت النوايا صافية وتعتبر المقاومة انه من حقها ادخال الاسلحة الى لبنان, لماذا تدخل هذا السلاح خفية وخلسة وتخبؤه تحت التبن كما حصل في شاحنة يوم أمس, بدلا من ان تعلم بها سلفا السلطات اللبنانية".

بعد ذلك, التقى البطريرك صفير وفدا من "القوات اللبنانية" في غادير قدم لغبطته التهاني في مناسبة عيد مار مارون, وتمنوا ان يبقى الاب الجامع لكل اللبنانيين.

بعد ذلك, استقبل البطريرك صفير رئيس المركز اللبناني للانماء والابحاث الدكتور نبيه شاهين في زيارة للتهنئة بعيد القديس مارون واشار الى انه اطلع البطريرك على نتائج جولته ولقاءاته مع المسؤولين في الخارج", لافتا الى "ان الزيارة لأخذ بركة غبطته ايضا ولاستلهام ذكرى شفيعنا القديس مارون الذي كان رمزا للتضحية بالنفس والجهاد في سبيل المجموعة والمجتمع وما اصبح وطنا يسمى لبنان".

اضاف: "نأمل من جميع اللبنانيين خصوصا المسيحيين وتحديدا الموارنة ان يقتدوا بروحية ومسيرة حياة القديس مارون, وان يضحوا بانفسهم امام الشعب والجماعة وليس العكس كما يحصل اليوم, حيث يضحون بالشعب والوطن امام مصالحهم واطماعهم وطموحاتهم الخاصة".

والتقى البطريرك صفير رجلي الاعمال جوزف غصوب والياس بو صعب اللذين اطلعا البطريرك على المراحل الذي قطعها مشروع بناء كنيسة مارونية في دبي.

ومن الزوار ايضا الزميل ريمون بولس الى فاعليات ووفود شعبية.

 

قداس احتفالي بمناسبة عيد مار مارون في كنيسة مار مارون في الجميزة

المطران مطر: المطلوب من القادة أن يجمعوا صفوفهم بدلا من أن يفرقوها فليلهمنا صاحب العيد مار مارون روح الترسل والترفع من أجل خدمة لبنان

وطنية- 9/2/2007 (سياسة) احتفل رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، بقداس عيد مار مارون في كنيسة مار مارون في الجميزة، عاونه النائب العام لأبرشية بيروت المارونية المونسنيور جوزف مرهج وكاهن رعية مار مارون الياس الفغالي، وخدمت القداس جوقة الرعية. حضر القداس رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والنائب انطوان خوري ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري.كما حضر المطران رولان ابو جودة ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، السفير البابوي لويدجي غاتي، متروبوليت بيروت للروم الاورثوذكس المطران الياس عودة، الارشمندريت الياس رحال ممثلا مطران بيروت للروم الملكيين الكاثوليك المطران يوسف كلاس ورؤساء الطوائف المسيحية.

وحضر القداس الرئيسان حسين الحسيني ورشيد الصلح، الوزراء: نايلة معوض، طارق متري، شارل رزق، جهاد ازعور، حسن السبع وجوزف سركيس، الوزراء المستقيلون: فوزي صلوخ، طلال الساحلي ويعقوب الصراف، النائب انطوان غانم ممثلا الرئيس الاعلى لحزب الكتائب الرئيس امين الجميل، النائب اللواء ادغار معلوف ممثلا النائب العماد ميشال عون، النواب: صولانج الجميل، بطرس حرب، هادي حبيش، غسان مخيبر، فريد الخازن، نبيل نقولا، ايلي عون، فؤاد السعد، هنري حلو، جيلبرت زوين، بيار دكاش، ابراهيم كنعان، علي عسيران، نعمة الله ابي نصر وبيار سرحال، سفراء: الولايات المتحدة الاميركية، فرنسا، روسيا، بريطانيا، المانيا، ايطاليا، اسبانيا، كولومبيا، ايران، باكستان، الهند، سويسرا وممثل الامين العام للامم المتحدة غير بيدرسون.

وحضر ايضا الوزراء السابقون: يوسف سلامة، ناجي بستاني، كرم كرم، عصام نعمان وفكتور خوري، النواب السابقون: ميشال ساسين، رفيق شاهين، شفيق بدر واميل اميل لحود، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، نقيب المحررين ملحم كرم، نقابين المهندسين سمير ضومط، نقيب المحامين بطرس ضومط، رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني، رئيس حزب التضامن اميل رحمه، نائب رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني زياد شويري، رئيس الرابطة المارونية الوزير السابق ميشال اده والرئيس السابق للرابطة الامير حارث شهاب، رئيس رابطة الروم الكاثوليك مارون ابو رجيلي، رئيس المجلس العام الماروني الشيخ وديع الخازن وعميد المجلس المهندس ريمون روفايل، الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري الخوري، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي انطوان خير، العميد سمير قهوجي ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اشرف ريفي، قائد الدرك العميد انطوان شكور، المدعي العام العسكري القاضي جان فهد، مدير المخابرات في الجيش العميد جورج خوري، قائد لواء الحرس الجمهوري بالوكالة العميد خليل المسن، امين عام وزارة الخارجية هشام دمشقية، عميد السلك القنصلي جوزف حبيس، رئيس جهاز التفتيش المركزي القاضي جورج عواد، رئيس التشريفات في رئاسة الجمهورية السفير مارون حيمري، المستشار الاعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، اللواء عصام ابو جمرة، رئيس بلدية بيروت عبد المنعم العريس، رئيس تجمع رجال الاعمال كميل منسى، رئيس جمعية تجار بيروت نديم عاصي، نقيب اصحاب المطابع جوزف رعيدي وشخصيات سياسية وحزبية وديبلوماسية وعسكرية ونقابية ومدراء عامون وحشد من المؤمنين.

عظة المطران مطر

وبعد تلاوة الانجيل المقدس، القى المطران مطر العظة التالية: "يسعدنا يا صاحب الفخامة أن تكونوا معنا على رأس المصلين في صبيحة هذا العيد المبارك، عيد أبينا وشفيع كنيستنا القديس مارون الناسك، وأن يكون إلى جانبكم دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ فؤاد السنيورة وسعادة النائب الدكتور أنطوان خوري ممثلا دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، لتشاركونا في الأدعية التي نرفعها إلى الله في هذا المعبد المقدس المشيد على اسم صاحب العيد في قلب عاصمتنا بيروت، سائلينه تعالى خيرا وسلاما للبنان وشعبه، وأن يشد أزرنا جميعا لبذل كل الجهود ولتوحيد كل الصفوف من أجل انتشال وطننا العزيز مما يتعرض له اليوم من اهتزازات مقلقة ومن أزمات حادة ومصيرية.وإننا نتقدم بالشكر الخالص من أبينا صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار نصر الله بطرس صفير بطريرك إنطاكية وسائر المشرق الكلي الطوبى لتمثله فيما بيننا بشخص سيادة المطران رولان أبو جوده نائبه العام السامي الاحترام ومن سيادة السفير البابوي المطران لويجي غاتي السامي الاحترام الذي ينقل إلينا أدعية قداسة الحبر الأعظم البابا بندكتوس السادس عشر وبركته الأبوية للبنان. كما نشكر إخواننا السادة المطارنة ورؤساء الكنائس وأصحاب الدولة والمعالي والسعادة وسفراء الدول والهيئات القنصلية والسلطات القضائية والقيادات العسكرية والمراجع المدنية كافة لحضورهم معنا في هذا القداس ومشاركتهم إيانا في الصلاة لكي تعود إلى بلادنا كاملة فرحة الأعياد.

يقول لنا بولس الرسول "أن لكل بيت إنسانا يبنيه، والذي يبني الكل هو الله"، مرجعا بذلك قول صاحب المزامير القائل "بأن الرب هو الذي يبني المدينة وإلا فعبثا يتعب البناؤون". ونقرأ أيضا في سفر الرؤيا عن "أورشليم الجديدة النازلة من السماء كاملة في حسنها وبهائها، وهي متساوية في طولها وعرضها وعلوها"، فتوحي إلينا الصورة أن وطننا يقوم بدوره على أبعاد ثلاثة، هي شعبه ودولته ورجالاته المخلصون.

الشعب أولا هو الركيزة الأساس لكل بناء وطني سليم. وإننا في لبنان شعب قائم وشعب واحد جمعنا الله على هذه الأرض الطيبة فجمعنا ذواتنا فيها طوائف متوافقة على الوحدة والتلاحم فيما بينها في السراء وفي الضراء. وما يقوي نفوسنا في هذا الظرف العصيب ويضيء لنا الأمل ساطعا في الضمائر، هي تلك الحقيقة الدامغة أن شعب لبنان ليس شعبا جديدا أو طارئا على الوجود، لا اختبار له ولا قواعد في بناء ذاته وتسيير أموره. بل نحن هنا معا منذ مئات السنين. وقد عرفنا أن نصوغ لنا مصيرا واحدا ألف بين قلوبنا. وقد تحول عيشنا المشترك إلى علامة من علامات الرجاء في العالم بالقدرة على التلاقي بين الديانات والتعاون بين الحضارات. والحق يقال أن العالم الذي يمد لنا اليوم يد المساعدة مشكورا إنما هو يساعد نفسه أيضا، ليستمر الاختبار اللبناني للعيش المشترك قوة دفع لتلاقي الناس من كل دين وأملا واعدا بتحقيق هذا التلاقي في كل الأقطار. ولئن نص دستورنا اليوم أن لا شرعية لأية سلطة تناقض العيش المشترك فالأحرى بنا ألا ننقض نحن هذا العيش بأيدينا وبأي شكل من الأشكال.

فتمهلوا أيها الناس وحافظوا على كنزكم الأسمى هذا باحترام بعضكم لبعض في قيمكم وفي حقوق كل منهم على الوطن والمواطنين. لأنه من غير المقبول أن يعزل أحد منا أحدا لا في الماضي ولا في الحاضر ولا المستقبل، أو أن يتجاهل أحد منا أحدا أو أن يصم آذانه عن أنين الجراح في جسد أخيه أو في روحه. وكما خرجتم بالأمس في نهاية الحرب المفروضة على لبنان، كل من منطقة فصلت عن الأخرى قسرا وحطمتم الحواجز القائمة وعدتم إلى وحدة العمل والحياة، فأنتم مدعوون اليوم إلى رفض الحواجز إذا ما ذرت قرنها من جديد وإلى تأكيد منحى الأخوة والمحبة التي تجنح إليها قلوبكم. أما قياداتكم فهي مدعوة قبل كل شيء إلى الحفاظ على السلم الأهلي وإلى بذل كل التضحيات مهما غلت من أجل عدم المس به لأي سبب من الأسباب. إنها أولى الأولويات وهي الشرط الأساسي لترتيب حلول للقضايا المطروحة على مستوى الدولة والحكم. فالشعب هو أولا والحكم ثانيا. الشعب هو الغاية والحكم هو الوسيلة، ولا يجوز أن تنقلب الأدوار بينهما وإلا فنحن إلى منقلب عسير. هذه هي الأرض الصلبة التي يبنى عليها بيتنا الوطني، أما الحوار بين فئاته وطوائفه فهو بمثابة الدورة الدموية التي تؤمن الحياة للجسم كله، وكل انقطاع عن التواصل فيما بيننا إنما هو نذير بالانزلاق نحو الهاوية. على أن بيتنا هذا يبقى بحاجة إلى الدولة التي تشكل البعد الثاني لقيامه وللحفاظ عليه.

الدولة هي سقف الوطن ومن دون الدولة يبقى لبنان بلا سقف. هذا ما نضعه نصب عيوننا إذا أردنا لوطننا إنقاذا حقيقيا. يكفي من أجل ذلك النظر إلى الدنيا من حولنا، لنرى أن الشعوب كلها طمحت أو تطمح إلى تأسيس دولة تحميها وتصون حقوقها. ونحن قد وفقنا الله إلى قيام دولة لنا منذ ما يقارب المئة عام، وإلى بناء دولة مستقلة منذ أكثر من ستين سنة. فهل نصدع اليوم ما قد بنيناه بعرق الجبين وما كلفنا أخيرا ثلاثين سنة من الآلام ومن الاستشهاد ومن التحرير قبل هذا الاستحقاق الأخير؟

قد تكون دولتنا ضعيفة أو بحاجة إلى تطوير. إلا أن هذه الدولة هي جسم حي ينبغي ألا يموت تحت أية عملية تصويب من أي نوع كان. إن عندنا علما نرفعه في الدنيا بأسرها ولنا حضورنا وصداقاتنا في الشرق كما في الغرب. وها هو العالم يهب إلى مساعدتنا مشكورا في كل ما نحن بحاجة إليه في الظرف الراهن، أمنيا واقتصاديا من أجل اجتياز المرحلة الصعبة التي نحياها. وإننا نحيي كل الدول وكل المنظمات التي تقدم لنا العون مشكورة في هذين المجالين، فهي بتضحياتها هذه تعطي خير دليل على ما للبنان من قيمة حضارية وإنسانية لديها وتحفزنا لاستنهاض كل الهمم من أجل إعادة بلادنا إلى سابق عهدها وناصع رسالتها على كل صعيد.

فلنعالج أمورنا المطروحة اليوم، ولنبحث لها عن حلول دون أن نعرض دولتنا للضعف أو للزوال. بل نحافظ عليها حفاظنا على وحدتنا الوطنية وعلى عيشنا المشترك بالذات. إذ ذاك تتجلى أمامنا معادلة أساسية، وهي أن الشعب يحمي دولته ويحافظ عليها كما أن الدولة تحمي شعبها وتحافظ عليه.

بهذه الروح صيغت ثوابت الكنيسة المارونية حول لبنان شعبا ودولة. فخصص ثلاث منها للشعب بحريته السياسية وعيشه المشترك وديمومة كيانه الوطني، وثلاث منها خصصت لاستمرار الدولة وارتباطها بالشرعية العالمية وبوثيقة الوفاق الوطني.

هذا هو بيتنا بأرضه وسقفه. إنه إرث الآباء والأجداد وهو غير قابل للتصرف. ولا يجوز لنا تغيير ملامحه أو إبداله بسواه. إنه من صنع الله قبل أن يكون من صنعنا نحن، وما صنعه الله لا يغيره إنسان.

أما البعد الثالث لتكوين بيتنا الوطني فيتمثل بالرجال الذين يحملون فيه المسؤولية العامة والذين يشكلون أعمدة الهيكل، في الحكم وفي خارجه. إليهم تشد الأنظار بخاصة في زمن الملمات. والوطن اليوم في خطر، والمرحلة تأسيسية من جديد، بعد ثلاثة عقود من شحوب في السيادة الوطنية وبعد فترة يسيرة من استردادها. فإن كان العالم ينظر إلينا ويتمنى عودتنا إلى ساح الحياة فالمطلوب من قادة لبنان، في هذا الظرف العسير، أن يعلنوا حالة طوارئ وطنية، وأن يجمعوا صفوفهم بدلا من أن يفرقوها وأن يعملوا معا على إطلاق بلادهم في عهدها الطالع الجديد. الزمن زمن وحدة وليس زمن انقسام. ولقادة بلادي موقف مشجع يتخذونه من تاريخ لبنان الحديث، حيث تجمع الرجال في العام الاستقلالي 1943 ووحدوا جهودهم من كل المناطق والطوائف، بحماس منقطع النظير فكان لهم ما أرادوا لوطنهم ولشعبه الأبي. فكيف نتقابل اليوم إلى هذا الحد وننفي التلاقي ونتحاشى عقد الخناصر؟

غير صحيح أن لنا لبنانان مختلفان. لكن قطع الحوار يولد التجافي ويضخم الفروقات. وإذا تمسك بعض منا بكرامة الأحياء وتمسك البعض الآخر بكرامة الأموات فإن هاتين الكرامتين تنبعان من أصل واحد، لو كنا متنبهين. أما الخلاف على الحكم فإنه محكوم بسقف مصالح لبنان العليا إذ الحكم هو من أجل لبنان والعكس ليس صحيحا ولا سليما. فلنفضل التسويات الإيجابية على أي نزاع مفتوح يشغر أشداقه لينفث منها نارا تذكرنا بالأحداث الأليمة التي ابتلي بها الوطن والتي لم تمح بعد آثارها إلى الآن.

لقد لحظت ثوابت الكنيسة المارونية خطوة أولى في السير إلى شاطئ الأمان، تمثلت بالتعهد بتطليق العنف وسيلة سياسية. إنها بداية وما لم نبدأ بها فعلا ستكون لنا النهاية. لكن الشعب يتطلع إلى ما يلي ذلك من خطوات. فهو بحاجة إلى السلام وإلى المحبة وإلى العمل والخبز وكل أسباب الحياة، وليس بحاجة على الإطلاق إلى أن تعود الحرب إلى دياره وإلى أن يهجر من صفوفه مليون جديد من الناس في سبيل إصلاح نظام يعمل به في لبنان بعد إفراغه من أهله، أحياء وأمواتا.

إننا في رحاب بيت الله، مجتمعين من كل لبنان، وفي قلوبنا شغف بأوليائه القديسين. وصاحب العيد ينادي لا أبناء كنيسة تيمنت به فحسب، بل أبناء لبنان جميعا ممن ارتضوا لإقامة تذكاره يوما وطنيا جامعا. إنه مارون الناسك الذي ترسل وانقطع لخدمة ربه، فليلهمنا هذا القديس العظيم روح الترسل والترفع من أجل خدمة لبنان. فالوطن أكبر منا وأبقى. وحسبنا أن نكون له عمالا وحراسا صالحين. لهذه اليقظة الوطنية ندعو، سائلين المولى بشفاعة أصفيائه وفي جو هذا العيد الفضيل، أن يشد أزر قادتنا وجهودهم ويشدهم بعضهم إلى بعض، وأن يرحم شهداءنا الأبرار خاصين اليوم شهيد لبنان ووحدته وتجدده الرئيس الراحل رفيق الحريري وكل رفاقه الشهداء، وينهضنا من كبوة الفرقة التي تهدد مصيرنا، ساكبا علينا وعلى جميع الموارنة واللبنانيين أينما كانوا فيضا من نعمه وبركاته. آمين".

وبعد القداس تقبل المطران مطر التهاني بالعيد في صالون الكنيسة.

 

قداس في دير ورعية مار روكز الانطونية- رياق لمناسبة عيد مار مارون

الاب بعقليني دعا المسؤولين الى العمل معا لتخفيف الازمات في الوطن

وطنية - 9/2/2007 (سياسة) احتفل دير ورعية مار روكز الانطونية- رياق بعيد مار مارون بقداس، ترأسه رئيس دير ومدرسة مار روكز الانطونية- رياق ومدير الجامعة الانطونية فرع زحلة والبقاع الاب نجيب بعقليني وعاونه كاهن الرعية الاب كليم كرم. وألقى الاب بعقليني عظة تناول فيها حياة القديس مارون وروحانيته، وتأثيره على حياة المؤمنين من خلال مسيرة الكنيسة المارونية، وركز على ان "الكنيسة المارونية يجب ان تحافظ على وديعة الايمان والرجاء والمحبة ونشر ثقافة الانفتاح على الآخر المختلف والاهتمام بممارسة العيش معا"، مذكرا بفضائل القديس مارون. وقال: "عرف القديس مارون كيف يطبق تعاليم السيد المسيح ووصاياه، فمارس المحبة والانفتاح على غير المؤمنين لانه اعتبر الانسان خليقة الله". اضاف: "ان الموارنة مدعوون مع غيرهم الى العمل معا من اجل تطبيق مبادىء حوار الحضارات ومفهومها، ألا وهي احترام حقوق الانسان، لا سيما من خلال الحوار والاحترام المتبادل المبني على العدالة والمساواة وممارسة الديموقراطية والحرية". ودعا الاب بعقليني اللبنانيات واللبنانيين الى التمسك بالوطن الواحد المبني على القيم الانسانية والاخلاقية وممارستها بجدية وشفافية "من اجل استمرار وجود لبنان على الخارطة العالمية، حيث الثقافات والحضارات والتعددية والاختلاف نموذجا يحتذى به". وطلب من الله ان "يلهم المسؤولين عن حياة الناس ان يعملوا معا من اجل تخفيف الازمات والصعوبات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي حلت في الوطن". كما حث المؤمنين على التعلق بالله والايمان الواعي والبعد عن الاقتتال والتناحر، مذكرا بتعاليم السيد المسيح. وتمنى لابناء الكنيسة المارونية وسائر ابناء الوطن السلام والعودة الى الطمأنينة والهدوء والازدهار الاقتصادي.

 

قداديس في كنائس النبطية ومرجعيون لمناسبة عيد مار مارون

الاب مغامس: بالجلوس معا الى طاولة الحوار يتحقق عيد الرجاء

وطنية -النطبية - 9/2/2007 (سياسة) عمت القداديس مختلف كنائس مدينة النبطية وقراها، لمناسبة عيد مار مارون. وفي هذا الاطار، ترأس رئيس دير مار انطونيوس في النبطية الاب جان مارون مغامس الذبيحة الالهية في كنيسة الدير، كما ترأس قداسا في كنيسة السيدة في البلدة. وألقى الاب مغامس عظة، قال فيها: "البارحة كان عيد الميلاد والاضحى وذكرى عاشوراء، واليوم عيد مار مارون، وغدا تتوالى الاعياد الوطنية واللبنانيون لم يروا يوما بهجة العيد الحقيقي، عاشوها في الماضي. اليوم يرفعون الصلوات كي يضمد الله جروحاتهم ويخفف من آلامهم ومن صراخ أطفالهم، ويمسح دموع الأمهات والأرامل والثكالى. اليوم يرفعون الصوت عاليا لوقف هدر دماء الشهداء الأبرياء لوقف العنف، لفتح المدارس والجامعات، لنتلاقى في الساحات وشبك الأيادي والعودة الى الماضي، الى احياء فرحة العيد. هل يحلمون؟ هل يأملون؟ هل حلمهم واقع وأمنهم نجاح؟ نعم، بنجاح المفاوضات بين كل الأفرقاء الأخوة، وبنجاح المبادرات الأخوية، خصوصا مبادرة جامعة الدول العربية، وبالجلوس معا الى طاولة الحوار، طاولة الهوية اللبنانية العربية العريقة، المتأصلة برجالها، في جذور الأرز الخالدة، يتحقق عيد الرجاء في حضارة المحبة وحضارة الحياة". أضاف: "فالأعياد تجسد كلام الله للانسان في لبنان، بواسطة الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين، الذين ضحوا بحايتهم، نابذين البغض والعنف والدمار. وما عيد مار مارون اليوم، وكل عيد، سوى مناسبة للاصغاء وعيش الرجاء والتأمل بمعاني العيد، بمعالي رسالة العيد، رجاء جديد للبنان" لقداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، فيعيش الرجاء الذي لا يخيب وتعيش تلك المعاني الروحية والاجتماعية المشتركة، تحقق للاجيال الصاعدة التقدم والتطور، وترسخ في أذهانهم القيم السامية والتقاليد اللبنانية، التي تحمل لنا جميعا الفرح والسلام". وختم: "نحن أبناء لبنان، نريده وطنيا نهائيا لنا، حرا، مستقلا، نريده للعيش معا، بكرامة ومشاركة فعلية وفعالة. نحن أبناء الشرق، مهبط الوحي والديانات السماوية، معبد الايمان بالله خالق السماوات والارض، تلك الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء ثمنا للخلود والبقاء".

الكفور /وفي بلدة الكفور، ترأس الاب حبيب جبر قداسا في كنيسة سيدة النجاة، وألقى عظة شدد فيها على معاني العيد، داعيا للصلاة من أجل السلام في لبنان، وقال: "فلنعد الى الصلاة مسلمين ومسيحيين والى الوحدة قلبا وفكرا واحدا من أجل وحدة لبنان وسلاحه". كما أقيمت قداديس للمناسبة، في مرجعيون، بفروة، القليعة وبرج الملوك، وشددت العظات على الالفة والمحبة والوحدة والتآخي.

 

القداديس عمت القرى والمناطق لمناسبة عيد القديس مارون وعظات دعت الى طاولة الحوار ليتحقق عيد الرجاء والسلام

وطنية - 9/2/2007 (سياسة) احتفلت الطائفة المارونية بعيد شفيعها القديس مارون, فعمت القداديس في المناطق والقرى المختلفة, وقرعت الاجراس للمناسبة وألقيت العظات التي دعت الى الاقتداء بتعاليم القديس الناسك لما فيه مصلحة الوطن.

البترون /واحتفل راعي ابرشية البترون المارونية المطران بولس اميل سعاده، بقداس عيد مار مارون، في كنيسة الكرسي الاسقفي في كفرحي، حيث هامة القديس مارون وعاونه في الذبيحة الالهية نائبه العام المونسنيور منير خيرالله والكاهنان يوسف مهنا وبطرس الخوري، في حضور الشيخ انطوان حرب، ممثلا النائب بطرس حرب، رئيس رابطة مخاتير قضاء البترون جوزيف ابي فاضل، مأمور نفوس دوما شليطا خوري، رئيس نادي الصحافة الزميل يوسف الحويك وحشد كبير من ابناء رعايا ابرشية البترون وزوار.

العظة /وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى المطران سعاده عظة بعنوان "نفسي قلقة فماذا أقول" جاء فيها: "يحتفل الموارنة مع طلوع شمس هذا الصباح التاسع، من شهر شباط في لبنان والعالم بعيد القديس مارون، أب الكنيسة المارونية وشفيعها لدى الله الذي على هامته تأسست الكنيسة المارونية، وحول شخصه تجمع الشعب الذي كان يسكن قورش وبراد وافاميا يسمعوا بالقديس مارون ومنهم من رآه بأم العين، فأخذوا بأمانته للرب وبحياة الزهد والتقشف التي كان يعيشها. واخذ الرهبان يتناقلون أخبار عجائبه وشفاءاته مع الذين كانوا يأتون إليه طلبا لصلاته وشفاء للأمراض الروحية والجسدية التي كانوا مبتهلين بها. وكان يداوي كل هذه الجراحات بدواء واحد هو الصلاة. وهذا ما نقله عنه المؤرخ تيودوريطس القورشي الذي عاش بعد وفاة القديس مارون وتعرف على تلاميذه."

اضاف: "عاش القديس مارون دعوة السيد المسيح القائل "من اراد ان يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني". وقال في مكان آخر "ان اردت ان تكون كاملا فاذهب وبع كل ما لك واعطه للمساكين وتعالى واتبعني"، هذه الكلمات نزلت في قلب مارون نزول حبة الحنطة في باطن الأرض وتفاعلت معها فنبتت وأعطت ثمر القداسة.

أحب القديس مارون ان يلبي دعوة السيد المسيح إلى الكمال. فتحرر من قيود الجسد وترك العالم وصعد إلى قمة جبل من جبال قورش، حيث كانت له هذه القمة ملاذا ومرتعا لحريته فقرر ان يعيش في العراء على مثال معلمه يسوع المسيح الذي علق على خشبة بين الأرض والسماء، ومن على قمة الجبل قسم القديس مارون حياته جنبتين جنبة منفتحة على الله احبه بها واستمد منه نعمه, وجنبة على الناس يفرق عليهم هذه النعم الروحية شفاءات من امراض جسدية وروحية كما يقول المؤرخ تيودوريطس. وعلى خطى القديس مارون مشى تلاميذه الذين ملأوا الجبال والسفوح والوهاد وسكنوا المغاور وشقوق الأرض حتى قيل والقول حق: ان المارونية تأسست على الحياة النسكية وعاشت مع النساك واكتملت بهم فالاديار مناسك والمناسك منتشرة في كل مكان. وهذه مغاور واديار وادي ميفوق وتنورين ووادي دير القطين قرب جربتا اكبر مشاهد على صحة ما نقول."

وتابع: "لقد عاش القديس مارون القلق الروحي تقشفات مستمرة وايماتات دائمة وقهر للجسد والملذات في سبيل الفوز بكنوز السماء. وسار وراءه تلاميذه ووراءهم الشعب الماروني على نفس النمط بالاماتات وقهر الذات والسهر المتواصل والاصوام والهزيز بذكر الله والترانيم والصلوات ساعات طوال. وصنع البطانيات حتى قيل عن الحبيس يونان المتريتي انه كان يقوم بأكثر من ألف بطانية في اليوم. هذا الشعور بالقلق يساور العديد من اللبنانيين المخلصين إلى وطنهم وكنيستهم. وهم يتألمون لما تعانيه كنيستهم ووطنهم الذي سقاه الآباء والاجداد دماء قلوبهم ودموع عيونهم من جراء التشرذم والانقسام. وان ما حدث في الأيام الماضية في ساحات لبنان وخصوصا في المناطق المسيحية من تظاهرات وقطع طرق واحراق دواليب ومجابهات بين الفئات وسقوط قتلى كاد يطيح بالبلد الذي وصفه السعيد الذكر قداسة البابا يوحنا بولس الثاني "بأنه اكثر من وطن انه رسالة محبة وحضارة ومساواة بين المواطنين وعيش مشترك للعالم كله".

وقال: "ان المارونية منذ انطلاقتها الأولى قامت على احترام الانسان بكل ابعاده وقواه وقدست الحرية الشخصية وربت ابناؤها على التمسك بهذه القيم السامية وعاشت وسط هذه الجبال الوعرة والتي شبع عطاء اديمها في سبيل الحفاظ على ايمانهم بالله وحريتهم الشخصية، فقد فضل الموارنة العيش الشحيح على العيش الكريم على ارض لبنان والذي نخشى اليوم ان نضيعه ونضيع حضورنا الفاعل فيه بمواقفنا اللامسؤولة فيما العالم كله يهتم بنا ويرعانا ويتسابق إلى مساعدتنا وفي مقدمة الجميع قداسة الحبر الأعظم البابا بنديكتوس السادس عشر الذي ما فتأ يناشد اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا باللجوء إلى الحوار الصادق المخلص الذي يجنب البلاد الدمار ويقول: "اني اشعر بألم شديد لهذا الشعب الغالي، اني اكرر حق المسيحيين على ان يعملوا لأجل حوار فعلي بين مختلف الفئات اللبنانية. اني أعلم ان الكثير من اللبنانيين يراودهم اليأس واصبحوا حائرين بسبب ما يجري. اني اضرع إلى الله لكي يتمكن اللبنانيون كافة وبدون تمييز من العمل سوية لجعل وطنهم بيتا مشتركا فعليا متجاوزين المواقف الأنانية التي تحول دون الاهتمام ببلدهم". رسالة نحن معشر المؤمنين ايها الاعزاء هي كما أشار إليها قداسة الحبر الأعظم ان نكون صلة وصل ودعاة حوار وانفتاح بين كل الفئات اللبنانية ليبقى لنا لبنان وطنا سيدا حرا. ان عيد القديس مارون يبقى يشع فينا نحن معشر المؤمنين بالرغم من المآسي التي نعيشها والانقسامات التي نعانيها انه سيظل يحثنا على ان نسير على خطاه في عبادة الرب والذهد بالمناصب والتعلق بالقيم الانجيلية وأولها محبة بعضنا البعض". وختم قائلا: "اننا نصلي في صباح هذا العيد، طالبين من الله تعالى بشفاعة ابينا القديس مارون الموجودة ذخائره أمامنا على المذبح من أجل اعادة اللحمة بين المسيحيين واللبنانيين. كما نسأله ان يمنى علينا بالصلح والسلام والوفاق بين كافة الأطراف وان يغدق علينا جميعا فيضا من النعم والبركات".

وبعد القداس، تقبل المطران سعاده التهاني بعيد اب الطائفة المارونية في صالون الصرح.

النبطية /ترأس رئيس دير مار انطونيوس في النبطية الاب جان مارون مغامس الذبيحة الالهية في كنيسة الدير، كما ترأس قداسا في كنيسة السيدة في البلدة.

وألقى الاب مغامس عظة، قال فيها: "البارحة كان عيد الميلاد والاضحى وذكرى عاشوراء، واليوم عيد مار مارون، وغدا تتوالى الاعياد الوطنية واللبنانيون لم يروا يوما بهجة العيد الحقيقي، عاشوها في الماضي. اليوم يرفعون الصلوات كي يضمد الله جروحاتهم ويخفف من آلامهم ومن صراخ أطفالهم، ويمسح دموع الأمهات والأرامل والثكالى. اليوم يرفعون الصوت عاليا لوقف هدر دماء الشهداء الأبرياء لوقف العنف، لفتح المدارس والجامعات، لنتلاقى في الساحات وشبك الأيادي والعودة الى الماضي، الى احياء فرحة العيد. هل يحلمون؟ هل يأملون؟ هل حلمهم واقع وأمنهم نجاح؟ نعم، بنجاح المفاوضات بين كل الأفرقاء الأخوة، وبنجاح المبادرات الأخوية، خصوصا مبادرة جامعة الدول العربية، وبالجلوس معا الى طاولة الحوار، طاولة الهوية اللبنانية العربية العريقة، المتأصلة برجالها، في جذور الأرز الخالدة، يتحقق عيد الرجاء في حضارة المحبة وحضارة الحياة". أضاف: "فالأعياد تجسد كلام الله للانسان في لبنان، بواسطة الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين، الذين ضحوا بحايتهم، نابذين البغض والعنف والدمار. وما عيد مار مارون اليوم، وكل عيد، سوى مناسبة للاصغاء وعيش الرجاء والتأمل بمعاني العيد، بمعالي رسالة العيد، رجاء جديد للبنان" لقداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، فيعيش الرجاء الذي لا يخيب وتعيش تلك المعاني الروحية والاجتماعية المشتركة، تحقق للاجيال الصاعدة التقدم والتطور، وترسخ في أذهانهم القيم السامية والتقاليد اللبنانية، التي تحمل لنا جميعا الفرح والسلام". وختم: "نحن أبناء لبنان، نريده وطنيا نهائيا لنا، حرا، مستقلا، نريده للعيش معا، بكرامة ومشاركة فعلية وفعالة. نحن أبناء الشرق، مهبط الوحي والديانات السماوية، معبد الايمان بالله خالق السماوات والارض، تلك الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء ثمنا للخلود والبقاء".

الكفور /وفي بلدة الكفور، ترأس الاب حبيب جبر قداسا في كنيسة سيدة النجاة، وألقى عظة شدد فيها على معاني العيد، داعيا للصلاة من أجل السلام في لبنان، وقال: "فلنعد الى الصلاة مسلمين ومسيحيين والى الوحدة قلبا وفكرا واحدا من أجل وحدة لبنان وسلاحه". كما أقيمت قداديس للمناسبة، في مرجعيون، بفروة، القليعة وبرج الملوك، وشددت العظات على الالفة والمحبة والوحدة والتآخي.

جزين /ترأس مطران صيدا ودير القمر الياس نصار قداسا احتفاليا في في كنيسة مار مارون في جزين لمناسبة العيد، عاونه فيه كاهن الرعية بيار باز ولفيف من الكهنة وحشد من المؤمنين. بعد الانجيل المقدس القى المطران نصار كلمة تطرق فيها "الى سيرة حياة مار مارون والى عدم الاستقرار في لبنان، وان الشعب اللبناني حائر ومنقسم بين موالاة ومعارضة"، وتمنى على "قيادة الموالاة والمعارضة العمل لمصلحة الوطن وتغليبها على المصلحة الشخصية والحزبية". وقال:" ان لبنان في دائرة الضوء بعد صدور العديد من القرارات الدولية، خصوصا القرار 1701 الذي اوكل لليونيفيل احلال السلام في لبنان"، طالبا "من القديس مار مارون تنوير عقول المسؤولين في لبنان ومسؤولي الدول الاجنبية لمساعدته وتغليب مصلحته على مصالحهم الخاصة".

زغرتا /ترأس رئيس كهنة رعية زغرتا - اهدن الخوري اسطفان فرنجية قداس عيد مار مارون، في كنيسة مار مارون في العقبة - زغرتا، في حضور حشد من المؤمنين. وألقى الخوري فرنجية عظة، تطرق فيها الى حياة القديس مار مارون في النسك والتقوى والايمان، متحدثا عن فضائله مصليا من أجل خلاص لبنان بشكل عام وتوحد الطائفية المسيحية والمارونية.

كما أقيمت قداديس للمناسبة في كنائس مار يوسف وسيدة زغرتا ومار يوحنا وفي قرى وبلدات الزاوية.

زحلة /اقيم في بلدة كسارة، قبل ظهر اليوم، قداس الهي لمناسبة عيد القديس مارون، ترأسه راعي ابرشية زحلة المارونية المطران منصور حبيقة وعاونه فيه لفيف من المطارنة والكهنة. حضر القداس النواب السادة: الياس سكاف، سليم عون، فيصل الداود، كميل معلوف، جورج قصارجي، احمد فتوح، ناصر نصر الله ، روبير غانم وانطوان سعد، النائبان السابقان علي ميتا وخليل الهراوي، محافظ البقاع القاضي انطوان سليمان، المطارنة: أندره حداد، اسبيريدون خوري وجو ستينيوس سفر، السيدة منى الهراوي وقيادات سياسية واكاديمية واجتماعية وامنية وحشد من المؤمين. بعد الانجيل المقدس، القى المطران حبيقة، عظة أسف فيها كيف يتنكر الانسان "لهذه الطوبى ولا يعمل لسلام، لا مع الخليقة، ولا مع اخوته البشر، ولا مع الله". وقال: "المراقب يلاحظ كيف خرب الانسان الخليقة في سعيه الى الطاقة وفي سوء استخدامها. فقد أفسد بدخان مصانعة ونفاياته السامة وغير السامة الكون كله، من الجلد الاعلى الذي غدا يحمل ثقوبا خطيرة، الى أديم الارض الذي تتلوث ينابيعه وتتكاثر هزاته وتثور براكينه. اما وجه الارض فحدث بما يجري عليه ولا حرج، من قطع غابات بلا نظام، الى استخدام مبيدات حشرية وأسمدة كيماوية وهرمونات تمتصها المزروعات وتتحول الى سموم فتاكة ومسببة لانواع جديدة من الامراض، الى اندفاع الى اقتناء القنبلة النووية، فيما تزداد على الارض المناطق المشعة، ما يقتضي بالاحرى تعطيل هذا السلاح، وبينما يحكى الآن عما سماه مؤتمر باريس العلمي مؤخرا القنبلة الحرارية"، مستشهدا بما كتبه منذ اسابيع المدير العام لليونسكو من "ان الجنس البشري مقبل على فنائه"، داعيا الى ان "نوقع السلام مع الارض".

اضاف: "هذا السلام بين الناس ممتهن، فمنذ قايين وهابيل، سادت بين الاخوين الاولين علاقة الغيرة والحسد، التي أدت الى حالة المعتي والمعتدى عليه، ولم تسعهما الارض على امتداها وخلائها، والآن ايضا، ما زال الانسان يطمع باكثر من حقه، واخوه يحاول ان يستعيض ما سلبه ولو من البريء، ممتهنا السنن والشرائع. وقد وضعت الامم المتحدة شرائع مشتركة موحدة لعل واضعيها يحترمونها، ولكنها تنتهك، وانتهكت في حرب لبنان الاخيرة على ما قال البابا لانها تعرضت للمدنيين، واستخدمت السلاح المحظور ولاسباب اخرى. وقد عدد البابا أهم الحقوق الطبيعية التي على الانسان ان يوفرها له ولغيره، والتي تسعى الكنيسة بكل ما في وسعها لان تدافع عنها، ومنها حق كل كائن بشري في الاحترام بصفته مخلوقا على صورة الله ومثاله، فلا ينتهك القوي حق الضعيف، واحترام الحياة في جميع مراحلها منذ ان تكون جنينا الى ان تخرج الى الوجود وتصبح في عهدة صاحبها بحيث لا يستطيع قتلها، لا في شخصه ولا في شخص غيره لانها ملك الله، واحترام الحرية الدينية قولا وكتابة وعبادة وتعبيرا، والسلام يحتاج الى اقامة حد واضح بين ما يمكن فعله باسم الحرية الشخصية وما يجب الامتناع عنه حفاظا على حرية الآخرين وحقوقهم ".

وختم "ان ما نحتاجه انما هو وحدتنا وتوحدنا في ما بيننا كأبناء الله الواحد على اختلاف المشارب، وكمواطنين في وطن واحد نتعاطى السياسة لخدمته لا لاستخدامه، وفي حبنا لارضه. فاذا اقتدينا بالقديس مارون نتوحد مع البيئة الوطنية ومع انسان الوطن ومع الهنا جميعا، هذا هو السبيل الحقيقي للسلامة والنجاة مما نحن فيه من تشرذم. وعلى من يعلم ان يعمل. اما الفرقة فلا نفعت ماضيا ولن تنفع مستقبلا. وما عبثا، بل عن خبرة، اخترنا لنقول في نشيدنا الوطني: كلنا للوطن، اي كلنا واحد للوطن، ليت ذلك يكون صحيحا وليت طلباتنا تستجاب". وبعد القداس مباشرة، تقبل المطران حبيقة التهاني في صالون المطرانية.

قداس في دير ورعية مار روكز الانطونية- رياق

احتفل دير ورعية مار روكز الانطونية- رياق بعيد مار مارون بقداس، ترأسه رئيس دير ومدرسة مار روكز الانطونية- رياق ومدير الجامعة الانطونية فرع زحلة والبقاع الاب نجيب بعقليني وعاونه كاهن الرعية الاب كليم كرم. وألقى الاب بعقليني عظة تناول فيها حياة القديس مارون وروحانيته، وتأثيره على حياة المؤمنين من خلال مسيرة الكنيسة المارونية، وركز على ان "الكنيسة المارونية يجب ان تحافظ على وديعة الايمان والرجاء والمحبة ونشر ثقافة الانفتاح على الآخر المختلف والاهتمام بممارسة العيش معا"، مذكرا بفضائل القديس مارون. وقال: "عرف القديس مارون كيف يطبق تعاليم السيد المسيح ووصاياه، فمارس المحبة والانفتاح على غير المؤمنين لانه اعتبر الانسان خليقة الله". اضاف: "ان الموارنة مدعوون مع غيرهم الى العمل معا من اجل تطبيق مبادىء حوار الحضارات ومفهومها، ألا وهي احترام حقوق الانسان، لا سيما من خلال الحوار والاحترام المتبادل المبني على العدالة والمساواة وممارسة الديموقراطية والحرية". ودعا الاب بعقليني اللبنانيات واللبنانيين الى التمسك بالوطن الواحد المبني على القيم الانسانية والاخلاقية وممارستها بجدية وشفافية "من اجل استمرار وجود لبنان على الخارطة العالمية، حيث الثقافات والحضارات والتعددية والاختلاف نموذجا يحتذى به". وطلب من الله ان "يلهم المسؤولين عن حياة الناس ان يعملوا معا من اجل تخفيف الازمات والصعوبات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي حلت في الوطن". كما حث المؤمنين على التعلق بالله والايمان الواعي والبعد عن الاقتتال والتناحر، مذكرا بتعاليم السيد المسيح", متمنيا "لابناء الكنيسة المارونية وسائر ابناء الوطن السلام والعودة الى الطمأنينة والهدوء والازدهار الاقتصادي".

بعلبك /احتفلت رعية بعلبك ودير الاحمر المارونية بعيد القديس مارون, في قداسين أحيتهما في كنيسة مار مارون في المشيرفة في دير الاحمر وفي كنيسة مار شربل في القاع على ضفاف دير مار مارون على نهر العاصي, وترأس القداس راعي ابرشية بعلبك ودير الاحمر المارونية المطران سمعان عطاالله عاونه لفيف من الكهنة.

وألقى المطران عطاالله عظة تطرق فيها الى "التاريخ الماروني وجذوره المستندة الى القديس مارون وروحانيته", مؤكدا على "معاني المحبة والسلام", وقال "علينا ان نعمل اليوم لنبقى على هذا الخط الاصيل انطلاقا من تعاليم القديس مارون والسيد المسيح, هذا الخط العريق والصحيح إسوة بمارون الذي تخلى عن كل شيء في الدنيا حتى انه عاش في العراء من دون مسكن, وكل ذلك لأنه اتبع معلمه يسوع الذي لم يكن لديه مكان يسند عليه رأسه, وقد ذهب الى اقصى الحدود ليعلمنا الجوهر في هذه الدنيا وقد بنى حياته على انجيل المسيح ليكون كليا للمسيح", داعيا الى "الالتفاف حول الكنيسة المارونية لما تجسده من محبة وسلام اخوي بين اللبنانيين كافة".

عنايا /وفي عنايا ، ترأس الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي الياس خليفة قداس العيد في كاتدرائية مار شربل- دير مار مارون، شارك فيه الاباتي بولس نعمان والاباء: طنوس نعمة، كلود ندره وميشال ليان، وحضره قائد الجيش العماد ميشال سليمان، النواب: وليد الخوري ، عباس هاشم وشامل موزايا، العميد ادمون فاضل ممثلا وزير الدفاع الوطني، الوزير السابق سليمان طرابلسي، القائمقام حبيب كيروز، المدير العام للدفاع المدني العميد درويش حبيقة، المدير العام للمجالس الادارية والمحلية خليل الحجل، وحشد من المصلين غصت بهم الكنيسة وباحات الدير. بعد الانجيل، القى الاباتي خليفة عظة ركز فيها على "القيم الانجيلية التي رسخها القديس مارون مع الاباء القديسين الذين عاشوا في الطبيعة واحترموا توازنها فيما نعيش اليوم في حضارة تتعارض تماما مع نهجهم، وليس المطلوب ان نعود الى تلك الحالة الغابرة وان لا نستعمل العلم والتكنولوجيا لكي نحسن حياتنا لكن لكي نعرف ان هناك حدودا لهذا التطور الذي لا يقودنا الى الافضل بل الى الاسوأ". وتمنى الاباتي خليفة "ان يحمل العيد السلام والمحبة لوطننا الجريح لبنان وان يقوينا القديس مارون على عمل الخير والمحبة ونبذ الحرب والبغض حتى نتلاقى مع بعضنا البعض على بناء هذا البلد واحترام طبيعته الجميلة".

 

ابرشية البترون احتفلت بعيد مار مارون في كنيسة الكرسي الاسقفي في كفرحي

المطران سعادة دعا اللبنانيين الى جعل وطنهم بيتا مشتركا متجاوزين الأنانية

وطنية - 9/2/2007 (سياسة) احتفل راعي ابرشية البترون المارونية المطران بولس اميل سعاده، بقداس عيد مار مارون، في كنيسة الكرسي الاسقفي في كفرحي، حيث هامة القديس مارون وعاونه بالذبيحة الالهية نائبه العام المونسنيور منير خيرالله والكاهنان يوسف مهنا وبطرس الخوري، في حضور الشيخ انطوان حرب، ممثلا النائب بطرس حرب، رئيس رابطة مخاتير قضاء البترون جوزيف ابي فاضل، مأمور نفوس دوما شليطا خوري، رئيس نادي الصحافة الزميل يوسف الحويك وحشد كبير من ابناء رعايا ابرشية البترون وزوار. وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى المطران سعاده عظة بعنوان "نفسي قلقة فماذا أقول" وجاء فيها: "يحتفل الموارنة مع طلوع شمس هذا الصباح التاسع، من شهر شباط في لبنان والعالم بعيد القديس مارون، أب الكنيسة المارونية وشفيعها لدى الله الذي على هامته تأسست الكنيسة المارونية، وحول شخصه تجمع الشعب الذي كان يسكن قورش وبراد وافاميا يسمعوا بالقديس مارون ومنهم من رآه بأم العين، فأخذوا بأمانته للرب وبحياة الزهد والتقشف التي كان يعيشها. واخذ الرهبان يتناقلون أخبار عجائبه وشفاءاته مع الذين كانوا يأتون إليه طلبا لصلاته وشفاء للأمراض الروحية والجسدية التي كانوا مبتهلين بها. وكان يداوي كل هذه الجراحات بدواء واحد هو الصلاة. وهذا ما نقله عنه المؤرخ تيودوريطس القورشي الذي عاش بعد وفاة القديس مارون وتعرف على تلاميذه." واضاف المطران سعادة: "عاش القديس مارون دعوة السيد المسيح القائل "من اراد ان يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني". وقال في مكان آخر "ان اردت ان تكون كاملا فاذهب وبع كل ما لك واعطه للمساكين وتعالى واتبعني"، هذه الكلمات نزلت في قلب مارون نزول حبة الحنطة في باطن الأرض وتفاعلت معها فنبتت وأعطت ثمر القداسة.

أحب القديس مارون ان يلبي دعوة السيد المسيح إلى الكمال. فتحرر من قيود الجسد وترك العالم وصعد إلى قمة جبل من جبال قورش، حيث كانت له هذه القمة ملاذا ومرتعا لحريته فقرر ان يعيش في العراء على مثال معلمه يسوع المسيح الذي علق على خشبة بين الأرض والسماء، ومن على قمة الجبل قسم القديس مارون حياته جنبتين جنبة منفتحة على الله احبه بها واستمد منه نعمة. وجنبة على الناس يفرق عليهم هذه النعم الروحية شفاءات من امراض جسدية وروحية كما يقول المؤرخ تيودوريطس. وعلى خطى القديس مارون مشى تلاميذه الذين ملأوا الجبال والسفوح والوهاد وسكنوا المغاور وشقوق الأرض حتى قيل والقول حق: ان المارونية تأسست على الحياة النسكية وعاشت مع النساك واكتملت بهم فالاديار مناسك والمناسك منتشرة في كل مكان. وهذه مغاور واديار وادي ميفوق وتنورين ووادي دير القطين قرب جربتا اكبر مشاهد على صحة ما نقول."

وتابع: "لقد عاش القديس مارون القلق الروحي تقشفات مستمرة وايماتات دائمة وقهر للجسد والملذات في سبيل الفوز بكنوز السماء. وسار وراءه تلاميذه ووراءهم الشعب الماروني على نفس النمط بالاماتات وقهر الذات والسهر المتواصل والاصوام والهزيز بذكر الله والترانيم والصلوات ساعات طوال. وصنع البطانيات حتى قيل عن الحبيس يونان المتريتي انه كان يقوم بأكثر من ألف بطانية في اليوم. هذا الشعور بالقلق يساور العديد من اللبنانيين المخلصين إلى وطنهم وكنيستهم. وهم يتألمون لما تعانيه كنيستهم ووطنهم الذي سقاه الآباء والاجداد دماء قلوبهم ودموع عيونهم من جراء التشرذم والانقسام. وان ما حدث في الأيام الماضية في ساحات لبنان وخصوصا في المناطق المسيحية من تظاهرات وقطع طرق واحراق دواليب ومجابهات بين الفئات وسقوط قتلى كاد يطيح بالبلد الذي وصفه السعيد الذكر قداسة البابا يوحنا بولس الثاني "بأنه اكثر من وطن انه رسالة محبة وحضارة ومساواة بين المواطنين وعيش مشترك للعالم كله".

وقال: "ان المارونية منذ انطلاقتها الأولى قامت على احترام الانسان بكل ابعاده وقواه وقدست الحرية الشخصية وربت ابناؤها على التمسك بهذه القيم السامية وعاشت وسط هذه الجبال الوعرة والتي شبع عطاء اديمها في سبيل الحفاظ على ايمانهم بالله وحريتهم الشخصية، فقد فضل الموارنة العيش الشحيح على العيش الكريم على ارض لبنان والذي نخشى اليوم ان نضيعه ونضيع حضورنا الفاعل فيه بمواقفنا اللامسؤولة فيما العالم كله يهتم بنا ويرعانا ويتسابق إلى مساعدتنا وفي مقدمة الجميع قداسة الحبر الأعظم البابا بنديكتوس السادس عشر الذي ما فتأ يناشد اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصاً باللجوء إلى الحوار الصادق المخلص الذي يجنب البلاد الدمار ويقول: "اني اشعر بألم شديد لهذا الشعب الغالي، اني اكرر حق المسيحيين على ان يعملوا لأجل حوار فعلي بين مختلف الفئات اللبنانية. اني أعلم ان الكثير من اللبنانيين يراودهم اليأس واصبحوا حائرين بسبب ما يجري. اني اضرع إلى الله لكي يتمكن اللبنانيون كافة وبدون تمييز من العمل سوية لجعل وطنهم بيتا مشتركا فعليا متجاوزين المواقف الأنانية التي تحول دون الاهتمام ببلدهم". رسالة نحن معشر المؤمنين ايها الاعزاء هي كما أشار إليها قداسة الحبر الأعظم ان نكون صلة وصل ودعاة حوار وانفتاح بين كل الفئات اللبنانية ليبقى لنا لبنان وطنا سيدا حرا. ان عيد القديس مارون يبقى يشع فينا نحن معشر المؤمنين بالرغم من المآسي التي نعيشها والانقسامات التي نعانيها انه سيظل يحثنا على ان نسير على خطاه في عبادة الرب والذهد بالمناصب والتعلق بالقيم الانجيلية وأولها محبة بعضنا البعض". وختم قائلا: "اننا نصلي في صباح هذا العيد، طالبين من الله تعالى بشفاعة ابينا القديس مارون الموجودة ذخائره أمامنا على المذبح من أجل اعادة اللحمة بين المسيحيين واللبنانيين. كما نسأله ان يمنى علينا بالصلح والسلام والوفاق بين كافة الأطراف وان يغدق علينا جميعا فيضا من النعم والبركات".

وبعد القداس، تقبل المطران سعاده التهاني بعيد اب الطائفة المارونية في صالون الصرح.

 

قداس عن روح الشهيد بيار الجميل في بيت شباب لمناسبة عيد مار مارون

وطنية- 9/2/2007 (سياسة) أقيم قبل ظهر اليوم في كنيسة مار أنطونيوس الكبير في بيت شباب ولمناسبة عيد مار مارون، قداس عن روح الشهيد الوزير بيار أمين الجميل في حضور عقيلته السيدة باتريسيا وشقيقته نيكول مكتف ورئيس إقليم المتن الكتائبي حنا الغول ورئيس قسم الكتائب في بيت شباب كنعان كنعان وحشد من الكتائبيين وأبناء المنطقة. ترأس القداس رئيس دير مار انطونيوس الكبير الأب بديع الحاج الذي ألقى بعد الإنجيل عظة تناول فيها حياة القديس مارون المليئة بالزهد والصلاة والاتحاد بالله، وتحدث عن الشيخ بيار "وتضحياته في سبيل الوطن والحقيقة التي دافع عنها من دون خوف أو تراجع".

ودعا إلى الصلاة من أجل السلام والأمان وإعطاء المسؤولين الحكمة والشجاعة لحل الأزمات التي يتخبط فيها الوطن، وكذلك من أجل الكنيسة المارونية لتعود إلى أداء دورها التاريخي والريادي في الديموقراطية والازدهار والسلام.

 

قداس في بلدة كسارة في زحلة لمناسبة عيد مار مارون

المطران حبيقة: نحتاج وحدتنا وتوحدنا كأبناء الله الواحد وكمواطنين في وطن واحد نتعاطى السياسة لخدمته لا لاستخدامه

وطنية - زحلة - 9/2/2007 (سياسة) اقيم في بلدة كسارة، قبل ظهر اليوم، قداس الهي لمناسبة عيد القديس مارون، ترأسه راعي ابرشية زحلة المارونية المطران منصور حبيقة وعاونه فيه لفيف من المطارنة والكهنة. حضر القداس النواب السادة: الياس سكاف، سليم عون، فيصل الداود، كميل معلوف، جورج قصارجي، احمد فتوح، ناصر نصر الله ، روبير غانم وانطوان سعد، النائبان السابقان علي ميتا وخليل الهراوي، محافظ البقاع القاضي انطوان سليمان، المطارنة: أندره حداد، اسبيريدون خوري وجو ستينيوس سفر، السيدة منى الهراوي وقيادات سياسية واكاديمية واجتماعية وامنية وحشد من المؤمين.

بعد الانجيل المقدس، القى المطران حبيقة، عظة أسف فيها كيف يتنكر الانسان "لهذه الطوبى ولا يعمل لسلام، لا مع الخليقة، ولا مع اخوته البشر، ولا مع الله". وقال: "المراقب يلاحظ كيف خرب الانسان الخليقة في سعيه الى الطاقة وفي سوء استخدامها. فقد أفسد بدخان مصانعة ونفاياته السامة وغير السامة الكون كله، من الجلد الاعلى الذي غدا يحمل ثقوبا خطيرة، الى أديم الارض الذي تتلوث ينابيعه وتتكاثر هزاته وتثور براكينه. اما وجه الارض فحدث بما يجري عليه ولا حرج، من قطع غابات بلا نظام، الى استخدام مبيدات حشرية وأسمدة كيماوية وهرمونات تمتصها المزروعات وتتحول الى سموم فتاكة ومسببة لانواع جديدة من الامراض، الى اندفاع الى اقتناء القنبلة النووية، فيما تزداد على الارض المناطق المشعة، ما يقتضي بالاحرى تعطيل هذا السلاح، وبينما يحكى الآن عما سماه مؤتمر باريس العلمي مؤخرا القنبلة الحرارية"، مستشهدا بما كتبه منذ اسابيع المدير العام لليونسكو من "ان الجنس البشري مقبل على فنائه"، داعيا الى ان "نوقع السلام مع الارض".

اضاف: "هذا السلام بين الناس ممتهن، فمنذ قايين وهابيل، سادت بين الاخوين الاولين علاقة الغيرة والحسد، التي أدت الى حالة المعتي والمعتدى عليه، ولم تسعهما الارض على امتداها وخلائها، والآن ايضا، ما زال الانسان يطمع باكثر من حقه، واخوه يحاول ان يستعيض ما سلبه ولو من البريء، ممتهنا السنن والشرائع. وقد وضعت الامم المتحدة شرائع مشتركة موحدة لعل واضعيها يحترمونها، ولكنها تنتهك، وانتهكت في حرب لبنان الاخيرة على ما قال البابا لانها تعرضت للمدنيين، واستخدمت السلاح المحظور ولاسباب اخرى. وقد عدد البابا أهم الحقوق الطبيعية التي على الانسان ان يوفرها له ولغيره، والتي تسعى الكنيسة بكل ما في وسعها لان تدافع عنها، ومنها حق كل كائن بشري في الاحترام بصفته مخلوقا على صورة الله ومثاله، فلا ينتهك القوي حق الضعيف، واحترام الحياة في جميع مراحلها منذ ان تكون جنينا الى ان تخرج الى الوجود وتصبح في عهدة صاحبها بحيث لا يستطيع قتلها، لا في شخصه ولا في شخص غيره لانها ملك الله، واحترام الحرية الدينية قولا وكتابة وعبادة وتعبيرا، والسلام يحتاج الى اقامة حد واضح بين ما يمكن فعله باسم الحرية الشخصية وما يجب الامتناع عنه حفاظا على حرية الآخرين وحقوقهم ". وختم "ان ما نحتاجه انما هو وحدتنا وتوحدنا في ما بيننا كأبناء الله الواحد على اختلاف المشارب، وكمواطنين في وطن واحد نتعاطى السياسة لخدمته لا لاستخدامه، وفي حبنا لارضه. فاذا اقتدينا بالقديس مارون نتوحد مع البيئة الوطنية ومع انسان الوطن ومع الهنا جميعا، هذا هو السبيل الحقيقي للسلامة والنجاة مما نحن فيه من تشرذم. وعلى من يعلم ان يعمل. اما الفرقة فلا نفعت ماضيا ولن تنفع مستقبلا. وما عبثا، بل عن خبرة، اخترنا لنقول في نشيدنا الوطني: كلنا للوطن، اي كلنا واحد للوطن، ليت ذلك يكون صحيحا وليت طلباتنا تستجاب". وبعد القداس مباشرة، تقبل المطران حبيقة التهاني في صالون المطرانية