صفير ترأس قداس اليوبيل الفضي لبطريركيته والذهبي لأسقفيته

بحضور سليمان وعقيلته وبري وميقاتي وسفراء وفاعليات:

أسال الله أن يلهم إخواني حسن اختيار من سيخلفني على السدة البطريركية

استغفر من ظن أني أسات اليه وأطلب من الله ان يكلأ بعين عنايته لبنان

ساندري: ممتنون لخدمتكم المتفانية وأكيدون من تكثيف صلاتكم لكنيستكم وأمتكم

كاتشيا:استطعتم خلال الحرب قيادة الكنيسة واستنهاض العالم لدعم شعبكم

أبو جودة: مجد لبنان أعطي لبكركي لأن فيها إرادات وطنية صلبة لا تنكسر

رغب طوال حياته في إبقاء الوطن لكل أبنائه واحدا سيدا حرا مستقلا

 

وطنية - 5/3/2011 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، قداسا احتفاليا في بكركي، لمناسبة اليوبيل الفضي لارتقائه السدة البطريركية واليوبيل الذهبي لرسامته الاسقفية، بمشاركة رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري ممثلا البابا بنديكتوس السادس عشر، السفير البابوي غابريال كاتشيا، بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس الثالث يوسف يونان، بطريرك الأرمن الكاثوليك نرسيس بادروس التاسع عشر ومجلس المطارنة والأساقفة الكاثوليك وعدد من الكهنة والآباء.

 

حضر الاحتفال رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعقيلته، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، الرئيس أمين الجميل، الرئيس حسين الحسيني، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، الوزراء: سليم وردة، بطرس حرب، طارق متري، ابراهيم نجار، زياد بارود، منى عفيش، سليم الصايغ، ميشال فرعون، علي الشامي، يوسف سعادة وحسن منيمنة، النواب: جورج عدوان، ستريدا جعجع، فريد الخازن، روبير غانم، إميل رحمة، نديم الجميل، فؤاد السعد، مروان حماده، عباس هاشم، فريد حبيب، هنري حلو، نعمة الله أبي نصر، نبيل دو فريج، عاطف مجدلاني، سيرج طورسركيسيان، آلان عون، سيمون أبي رميا، غسان مخيبر، وليد خوري وابراهيم كنعان، السيدة منى الهراوي، السيدة صولانج الجميل، رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار الوزير السابق ميشال إده، قائد الجيش العماد جان قهوجي، الوزراء السابقون: الياس حنا، دميانوس قطار، ناجي البستاني، يوسف سلامة وخليل الهراوي، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، المدير العام للأمن العام بالإنابة ريمون خطار، قائد الدرك اللواء أنطوان شكور.

 

حضر ايضا رئيس الرابطة المارونية جوزيف طربيه، رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، اللواء عصام أبو جمرا، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، عميد الكتلة الوطنية كارلوس إده، المدعي العام التمييزي سعيد ميرزا، المدير العام لرئاسة الجمهورية ناجي أبي عاصي، المدير العام لوزارة التربية فادي يرق، المدير العام للموارد المائية والكهربائية فادي قمير، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" السيدة لور سليمان صعب، نائب نقيب المحررين سعيد ناصرالدين، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عيد الشدراوي، السيدة روز أنطوان شويري، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس، القاضي غالب غانم، الرئيس السابق لمرفأ طرابلس أنطوان حبيب، مدير كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية - الفرع الثاني الدكتور أنطوان متى، وعدد من السفراء ومن الوزراء والنواب السابقين وأعضاء السلك القنصلي والديبلوماسي ورؤساء قادة أجهزة أمنية وفاعليات نقابية وسياسية واقتصادية وحزبية.

 

أبو جودة

بداية ألقى مدبر الكنيسة البطريركية المطران رولان أبو جودة كلمة قال فيها: "اننا نشكر لكم، يا فخامة الرئيس ولكل من اصحاب الدولة، رئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس الوزراء المكلف، تلبيتكم دعوتنا ومشاركتكم في تكريمنا ابانا ورئيسنا الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، بطريرك انطاكية وسائر المشرق الكلي الطوبى. وانتم يا اصحاب الغبطة والسماحة، ورؤساء الطوائف واصحاب السيادة، والمعالي، والنواب، والسفراء، وقائد الجيش، والرؤساء العامون، والرئيسات العامات، والقضاة والقادة، العسكريون، والكهنة والرهبان والراهبات واصحاب المناصب والوظائف الرسمية والمدنية، والسيدات والسادة نشكر لكم التفافكم حول صاحب التكريم لتعربوا له عن مشاعر تقديركم".

 

أضاف: "أولاني إخواني، اصحاب السيادة، السامي احترامهم، شرف إلقاء هذه الكلمة باسمهم، بل باسم ابناء الكنيسة المارونية، اكليروسا وعلمانيين، ولكنني اخشى ألا أفيه حقه اذ اني في حضرة كبير من كبار بطاركتنا يصح فيه قول المعلم الالهي: "من عمل وعلم يعد كبيرا في ملكوت السموات".

 

وتابع: "في التعليم، علم بوساطة ما ترجمه من وثائق فاتيكانية وما سكب من تأملاته الروحية والكتابية في كتب الفها هو شخصيا، وكان المبشر بالمعنى الحصري في عظات الاحد ورسائل الصوم سحابة خمس وعشرين سنة وتميزت كلها بتعليم عقائدي لاهوتي وروحي واخلاقي دون ان تغفل الشؤون الوطنية وشؤون الساعة. وقد تسنى له، في مناسبة مشاركته في حفل تطويب او اعلان قداسة طوباويينا وقديسينا الجدد والتعريف بروحانية كل منهم ودعوة المؤمنين الى الاقتداء بسيرتهم. تآبينه ومرائيه كانت تعليمية ومفيدة والرقيم البطريركي الذي يوجهه معروف بانه نسيج كلمه المميز. أما ما جعل من البطريرك صفير بولس آخر فهي الزيارات الراعوية والرسمية التي قادته الى ابنائه الموارنة بخاصة واللبنانيين بعامة المنتشرين في اربعة اقطار العالم، يصغون الى تعليمه، يكلمهم على وطنهم الاصلي طالبا اليهم ان يحفظوا له محلا في قلوبهم دون ان يغفلوا ولاءهم للبلد المضيف المقيمين فيه كما كان يدعوهم الى الحفاظ على تقاليدهم وعلى تراثهم الماروني واللبناني".

 

أضاف: "في العمل، ارتكز عمله في الوظائف الكنسية والمناصب التي شغلها كاهنا واسقفا وبطريركا فكاردينالا، وعلى الصعيد الكنسي والاداري بدل وضع بعض الابرشيات القائمة منها ما اصبحت تابعة للابرشية البطريركية واخرى اصبحت قائمة بذاتها وأنشأ ابرشيات جديدة، وعلى الصعيد الليتورجي أعلن رتبة القداس الماروني الجديدة وكتب خدمة الاسرار، وعلى الصعيد الاجتماعي والزراعي بادر الى إلغاء الشراكة وتمليك الشركاء بيوتهم وأسس الصندوق الاجتماعي الماروني وعبره الصندوق التعاضدي الاجتماعي الصحي وأنشأ صندوق المطارنة الموارنة المتقاعدين المشترك وأسس المركز الماروني للتوثيق والابحاث والمؤسسة المارونية للانتشار وحول بيته الوالدي مؤسسة خيرية تحمل اسمه. أما على الصعيد العمراني فبنى جناحين في الصرح البطريركي في بكركي وأجرى ترميمات مهمة في الصرح البطريركي في الديمان ووادي قنوبين وبنى المجمع البطريركي الماروني في زوق مصبح وهو يجمع دوائر متعددة ومؤسسات وأسس قاعة اجتماعات على اسم قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في اثناء زيارته لبنان".

 

وتابع أبو جودة: "في ميزاته، الصلابة والامانة، وما حققه البطريرك صفير في تعليمه وفي عمله يدل على صلابته في الخدمة وامانته في حمل الرسالة وعلاقته الكيانية بهبات الروح القدس، وكاني بالروح قال له ما قاله لذوي الكرامات في الكنيسة، وللرعاة "كن امينا حتى الموت فسأعطيك اكليل الحياة". والى الصلابة والامانة علمنا تراثنا الروحي على ما جاء على لسان بولس الرسول، الا نخزن روح الله القدوس وان نلبس الرحمة واللطف والتواضع والوداعة والأناة فنكون حكماء في الخبر وبسطاء في الشر. أقول هذا الكلام وفي البال ميزات شخص البطريرك صفير، وقد عرفته اسقفا وبطريركا وكاردينالا، بسيطا على مهابة، زاهدا على تعقل، محاورا على صلابة صامتا على بيان عالما على حلم كاتبا بليغا على طلاوة وحلاوة، امينا على القليل والكثير، لا يلين عندما يكون الصواب الى جانبه مهما اشتدت الرياح".

 

وقال: "الى الامانة في الايمان، كان البطريرك كاهنا واسقفا، من قبل، دأب على تدوين كل ما سمعته الاذن، وما رأته العين، وما خزنه قلبه العقول، فرأيناه يحسن السياسة والتمييز، ينطلق من الواقع، ويشير الى الحقائق وينقل أبعاد الحوارات بموضوعية هادئة، من دون إفراط في مدح المحاسن او إسراف في كشف المساوىء، ثم انه يصغي بحكمة نادرة الى ما يقال وهو لا يحكم في ما يسمع بل في ما يبقى داخل النفوس، فيقرأ الغائب ويسجل رأيه بعيدا من الصناعة والمبالغة قريبا من الاستطراف والتظرف. وبدت كتاباته التي تصدر تباعا جزءا حيويا من ذاكرتنا الجماعية، وبذلك أكمل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ما كان بدأه البطريرك الدويهي، وطنيا وروحيا".

 

أضاف: "هو رجل الحوار، وأهم ما في خطاب البطريرك، ولغته وحياته انه يقبل الآخر المختلف عنه، دينا وسياسة. وقد عرف ان يحاور الجميع ويلتقي الزعماء الدينيين والسياسيين في بكركي وفي بيروت وفي الخارج. كما ابدى طوال حياته، رغبة في ابقاء الوطن لجميع ابنائه واحدا، سيدا، حرا مستقلا، وحذر من الغاء الطائفية السياسية من النصوص قبل اقتلاعها من النفوس".

 

وتابع: "هو بطريرك الحرية المسؤولة، وندر ان تسمع كلمة للبطريرك صفير ليس فيها موقع مميز للحرية، او للقرار الحر، فكلامه على "العيش المشترك" في لبنان او الحياة المشتركة كان محوره "الاحترام المتبادل في جو من الحرية المسؤولة"، فالحرية من ثوابت الموارنة واولوياتهم، وفي اعتقاد غبطة البطريرك ان الموارنة كالسمك في البحر لا يمكنهم ان يعيشوا من دون حرية. الحرية اساس البناء اللبناني، وقد آمن بها، فاذا بها اليوم وسط الغضب الذي يلف المنطقة، الايقونة التي نستقوي بها جميعا".

 

وقال: "ان صليب لبنان اعطي له، واسمحوا لي ان اقول ان غبطة البطريرك لم يعط مجد لبنان، وحسب بل حمل صلبيه ورفض ان يتخلى عنه، على الرغم من ثقله، وفي حياتنا وتاريخنا لا نستطيع ان نفصل مجدنا عن صلبينا، وفي هذا السياق قال البطريرك صفير، سبقني على الكرسي الانطاكي خمسة وسبعون بطريركا وسيأتي بعدي كثيرون، ولن أكون الحلقة التي ستنكسر. ويا سيدي، مجد لبنان اعطي لبكركي، لان في بكركي ارادات وطنية صلبة لا تعرف الانكسار وقلوبا تدق، وعقلا يفكر. حافظت على هذا المجد، وصنته سليما، وغدا تسلمه الى يد مباركة تتابع كتابة استقلال لبنان وحريته حضارته وكرامة شعبه".

 

أضاف أبو جودة: "تسعون سنة في خدمة الانسان ولبنان، خمسون سنة في الاسقفية، خمس وعشرون سنة في السدة البطريركية. امواج الانقسامات والاحقاد والعنف اصطخبت فينا وحولنا، ورغم ذلك لم تتهاون في قيادة السفينة، اتعبناك هذا صحيح، عارضناك، حملناك صليبنا، ودققنا المسامير، ونسبنا اليك اخطاءنا وخطايانا، ولكننا احترمنا فيك، في كل لحظة نبل الحرية في الاستماع الى الآخر، وقبوله، واستقباله، حتى لكأن ابواب بكركي لا تغلق في وجه احد، وحتى لكأن صدرك يتسع للجميع، بمن فيهم من خالفك الراي والموقف والقرار".

 

وتابع: "انا اعتذر منك اليوم، باسمي وباسم كل الموارنة، ان سمحوا لي، اننا، عن خطأ او صواب، عن حسن نية او عن سوئها، تقاسمنا رداءك، وحاولنا انتزاعك من موقع الراعي الى موقع الفريق، وما كنت يوما مؤمنا الا بلبنان الواحد، بكل شعبه، بكل فئاته، بكل طوائفه، ولا فضل لواحد على الاخر الا بمقدار محبته لهذا الوطن. وامامك اعترف، يا سيدي باسمي واسم اخوتي المطارنة، اننا خلال خدمتنا معك، هذه السنوات الطويلة تباينت افكارنا حينا واختلف تقييمنا للامور احيانا، ولكننا آمنا ببعد رؤياك وصدق ارائك وشجاعتك في المواجهة والمقاومة وتوكلك على الله. وغدا حين يسأل الؤرخون عن المرحلة التي عايشناها في لبنان، وعن دور بكركي، والبطريرك صفير، يكون الجواب انه عند الامتحان وجد امينا، وان الوطن كما الكنيسة لن يبقى بهاؤهما كالزيتون وكزهر السوسن، كما قال النبي هوشع، إلا اذا حلت القداسة محل السياسة، وحلت التعددية الثقافية محل الاحادية المغلقة، ولا خلاص لمجتمعنا الا بالتقوى فهي "أقدر من كل شيء واعظم من الحكمة".

وختم أبو جودة: "يا صاحب الغبطة، منذ ان تقدمت باستقالتك أسر لي السفير البابوي قائلا: "منذ ان تعرفت الى البطريرك صفير كان موضوع تقدير من قبلي، ولكني لما طالعت كتاب استقالته الى قداسة البابا اعجبت به". واذا بكتاب قداسة البابا، ردا على استقالتك، يدل على اعجاب قداسته بك اذ رأى فيها قرارا شريفا وشهما يعبر عن عمق تواضعك ومدى تجردك. كانت كبيرا لما توليت مهمامك، وعشت كبيرا في تتميم مهماتك، وهذا انك اليوم ايضا كبير لدى انهائك مهماتك. وملؤنا ثقة انك في حضرة الله ايضا ستعد كبيرا".

 

كاتشيا

وتلا كاتشيا رسالة البابا بنديكتوس السادس عشر الى البطريرك صفير وفيها: "هذا العام المخصص للاحتفال بمرور 1600 عام على وفاة مار مارون يصل الى نهايته: عام من البركة والشفاعة خصص للكنيسة المارونية أثناء الاحتفال بهذا اليوبيل الاستثنائي. هو أيضا عام تتويج مهمتكم التي تكللت بمجد الرب وكل المخلصين والأوفياء للكنيسة. الرب بمحبته اللامتناهية كرسكم وقدركم واختاركم اختيارا خاصا لخدمته، وهذا الاختيار السري وجد ملاذه في استجابتكم الحرة الخالصة وتفانيكم وحماسكم اقتداء بمثال السيدة العذراء: لتكن مشيئتك".

 

أضاف: "استطعتم العام الماضي ان تحتفلوا بالسنة الستين لخدمة الرب: اثبات إيمان ومحبة للسيد المسيح والآب السماوي. وشهر تموز المقبل سيكون لديكم فرصة جديدة لرفع عمل مبارك للثالوث الأقدس من اجل نهاية 50 سنة من الخدمة الكهنوتية. خلال ما يقارب 25 سنة تعاونتم مع خليفتكم على الكرسي البطريركي لأنطاكية وسائر المشرق قبل ان يتم اختياركم بواسطة السينودس في 19 نيسان 1986 لخلافة من سبقكم. بدأتم هذه المهمة النبيلة كبطريرك لأنطاكية وسائر المشرق في خضم الحرب التي عصفت بلبنان لسنوات طويلة. ومع الرغبة العارمة والصلبة بتحقيق السلام في بلدكم, استطعتم قيادة الكنيسة واستنهاض العالم من أجل دعم شعبكم الذي كان يقبل على الهجرة وترك الوطن بقوة. السلام في النهاية عاد الى بلدكم ولكنه ما يزال هشا الا انه اصبح امرا حسيا واقعيا ملموسا".

 

وتابع: "البابا يوحنا بولس الثاني الذي سأكون سعيدا بإعلانه طوباويا في الاول من ايار المقبل كان قد دعاكم لتكونوا عضوا في مجمع الكرادلة في 26 تشرين الاثني 1994 من اجل تدعيم رابطتكم مع الكنيسة العالمية. ان مجيء البابا يوحنا بولس الثاني الى لبنان عام 1997 من اجل التوقيع على الإرشاد الرسولي الذي سبق السينودس. الرجاء الجديد للبنان, أشار من جديد الرابطة القوية والحيوية بين كنيستكم وكنيسة بطرس. عندما استدعيت السينودس الاستثنائي للشرق الاوسط في ايلول 2009 , كنت قد اسميتكم رئيسا شرفيا من اجل توقيع قيمة الخدمات الكنسية التي لبيتم وأنجزتم باسم المسيح".

 

أضاف: "في الايام القليلة الماضية باركت تمثال مار مارون الذي تم وضعه بالقرب من كاتدرائية مار بطرس في الفاتيكان وذلك في نهاية السنة اليوبيلية، وكانت فرصة لتحيتكم ولتحية رئيس الجمهورية اللبنانية والعديد من الكهنة والمؤمنين".

 

وختم كاتشيا: "نسأل الله بشفاعة قديسه مار مارون وسيدة لبنان ان يغمركم بنعمه. من كل قلبي, أسبغ عليكم البركة البابوية, على المطارنة والكهنة والمكرسين والمؤمنين في الكنيسة المارونية وعلى لبنان الحبيب".

 

ساندري

وألقى ساندري كلمة قال فيها:" أتقدم باحترامي الكبير لصاحب الغبطة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة. أتشرف اليوم أن أنقل إليكم وأن أشارككم مشاعر الامتنان والتقدير والتكريم المرسلة من قبل البابا بنديكتوس السادس عشر في رسالته التي يوجهها لكم وستسمعونها. البابا وضعها بين يدي غبطته أثناء استقباله خلال الاحتفال باليوبيل 1600 لوفاة القديس مارون. وفي شخص البطريرك ورئيس الجمهورية اللبنانية كل لبنان كان حاضرا بالقرب من قداسة البابا في حفل تكريم أب ومؤسس الطائفة المارونية والكنيسة المارونية" .

 

اضاف: "تمثاله المميز الذي تم وضعه بالقرب من كاتدرائية مار بطرس يذكر العالم أجمع ان لبنان يريد الاحتفاظ بروحه الدينية وتشجيع كل أبنائه المسيحيين لتعميق ايمانهم بابن الله الحي يسوع المسيح، الذي أسس كنيسته على صخرة الرسول بطرس ومن تبعه. وهنا إيمان القديس مارون، الايمان بالمسيح وبالكنيسة، ايمان لا يهتز منذ 1600 سنة تفصلنا عن شهادته السماوية ".

 

"أتوجه بالتحية الى رئيس الجمهورية اللبنانية. حضوره يشرف لبنان وغبطة البطريرك ويشرف أيضا الكرسي الرسولي ويؤكد الدور الذي تلعبه الكنيسة المارونية منذ عقود من قبل بطاركتها بقولبة هوية الوطن. وفي الواقع من دون هذا المكون المسيحي في لبنان، لم يكن باستطاعة لبنان ممارسة دوره التاريخي لا في المستقبل ولا في الماضي وهو دور تاريخي روحي وثقافي أوكل اليه كرسول سلام" .

 

"ولا يسعني ان أفوت هذا اللقاء مع غبطة البطريرك الذي يحتفل ب 50 سنة من الخدمة الكنسية الكهنوتية و25 سنة من مهمته البطريركية. نقدر ونحترم كل العمل الصالح والخير الذي قمتم به من اجل الكنيسة ككاهن ومطران وبطريرك وكاردينال في الكنيسة الكاثوليكية. وقداسة البابا في رسالته تطرق الى سنوات خدمتكم ومراحلها. الرب كان رفيقكم دائما وأرادكم رمزا كأب وخادم للكنيسة وللمؤمنين فيها وذلك في اللحظات الأليمة والأوقات الحرجة أرادكم أملا ورجاء لأبنائه".

 

"لقد أعطاكم الرب نعمه وبركاته وسلحكم بروح قوية جيدة للقيام برسالتكم. هذه النعم والعطايا السماوية لم يحتفظ بها غبطتكم لنفسه فقط انما نقلها ببركته الى الطائفة الروحية من دون ان يحرمها من هذه الطاقة الايمانية الكبيرة من خلال العمل دائما وبقلب مؤمن كبير لمصلحة جميع ابنائه والمؤمنين ".

 

"لمناسبة اختتام السنة اليوبيلية لمار مارون، أردتم ان تضعوا بين يدي قداسة البابا استقالتكم من الموقع البطريركي وبمبادرتكم هذه أثبتم حسكم العالي بالمسؤولية الملقاة على عاتقكم طوال سني خدمتكم الكهنوتية والكنسية الطويلة. نحن ممتنون لهذه الخدمة المتفانية النبيلة ونحن أكيدون ان غبطتكم تكثفون الصلاة والتضحية من أجل الكنيسة المارونية ومن أجل الأمة اللبنانية التي يمكنها الاعتماد دائما على مجلسكم الحكيم والحريص" .

 

"ومع غبطتكم نريد ان نرفع لأبانا السرمدي الأبدي الذي في السماء الصلاة الحارة لكي يتمكنوا بعناية الروح القدس ان تضيء بصيرة الكهنة في السينودس الماروني. هؤلاء اليوم هم مدعوون ليختاروا امام الرب بكل ضمير حي وسماوي، يقودهم المنطق الانجيلي أن يختاروا بطريركا. هذا ما ينتظره اليوم قداسة البابا والكنيسة المارونية تنتظره أيضا من المطارنة الموارنة ونحن أكيدون انهم سيقومون به على أكمل وجه.

 

سويا مع السفير البابوي في لبنان نيافة الكاردينال غابريال كاتشيا، أعيد تجديد مباركة قداسة البابا وأتقدم منكم بالتهاني لمناسبة 50 سنة من الخدمة الكهنوتية و 25 سنة من تولي رئاسة البطريركية المارونية.

 

وأنقل اليكم شكر الكنيسة المشرقية الكاثوليكية باسم تجمع الكنائس المشرقية وباسمي الشخصي متذكرا دائما الاهتمام المميز والمحبة التي كنت تخصني بها.

 

وتفضلوا بقبول وتفهم الكم الكبير من المشاعر الروحية التي تنتابني وأقدم لكم هدية قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر. الكأس المقدسة للمسيح التي نتقاسمها فيما بيننا. وأستمر عزيزي البطريرك برفع هذه الكأس الافخاريستية بذكر اسم الرب في صلاتنا. ليحمكم القديس مارون. وليقدركم الرب يا صاحب الغبطة وبشفاعة كل القديسين وقديسي لبنان وبشفاعة سيدة لبنان، ليقدركم الرب ان تزرعوا الأرز السماوي - أرز الرب- رمز الحيوية الروحية التي تتمتع بها الأمة اللبنانية النبيلة.

 

ثم قدم ساندري هدية البابا لصفير وهي عبارة عن كأس القربان المقدس.

 

صفير

بدوره ألقى صفير كلمة قال فيها: "أتوجه الى صاحب الفخامة، رئيس الجمهورية الرئيس ميشال سليمان والى مجلس النواب الاستاذ نبيه بري والى الرئيس السيد نجيب ميقاتي، رئيس الوزراء المكلف، بخالص الشكر لوجودهم معنا اليوم في هذه الكنيسة، كما اني اشكر اصحاب المعالي الوزراء وسعادة النواب والمدراء العامين، والسلك القضائي، وسعادة قائد الجيش، لاشتراكهم معنا في شكر الله على ما أضفاه علينا من نعمه وبركاته، واني اتوجه بعاطفة الشكر الخالصة الى اصحاب السيادة المطارنة السامي احترامهم، والرؤساء العامين والرئيسات العامات، والكهنة والرهبان الاجلاء، والراهبات الفاضلات وكل المؤمنين الحاضرين والغائبين لوجودهم معنا اليوم في قداس الشكر هذا".

 

"اني، وقد بلغت التسعين من سني، اشكر الله على ما أولاني من نعمه وبركاته واشكر كل الذين آزروني في حياتي الكهنوتية وذكروني في صلواتهم واستنزل شآبيب الرحمة على المرحومين والدي اللذين ربياني تربية حاولت معها ان ارضي الله والناس، قدر استطاعتي، وهو الذي دعاني الى خدمته في الكهنوت المقدس، فتعهدني المثلث الرحمة المطران يوحنا الحاج، مطران ابرشية دمشق المارونية يومذاك برعايته فارسلني الى مدرسة مار عبدا هرهريا الاكليريكية، ثم الى مدرسة غزير الاكليريكية التي كانت يومذاك بادارة الآباء اليسوعيين حيث أنجزت دروسي الثانوية العادية، ثم انتقلت الى مدرسة بيروت الاكليريكية في جامعة القديس يوسف حيث درست الفلسفة واللاهوت واصبحت بنعمة الله كاهنا للرب. وبدأت خدمتي الراعوية في رعية ولدت فيها هي رعية ريفون، في كسروان، وما لبثت بعد مرور خمس سنوات ان دعيت الى بكركي في الخمسينات في عهد المثلث الرحمة البطريرك بولس المعوشي الذي عينني امين سره، وبعد مرور خمس سنوات رقاني الى الدرجة الاسقفية التي قضيت فيها ربع قرن".

 

"ودعاني الله بعد ذلك، بأصوات إخواني أصحاب السيادة السامي احترامهم، الى السدة البطريركية التي امضيت فيها خمسا وعشرين سنة، وأشكر أصحاب السيادة الذين كان بعضهم نوابا لي وقد ساعدوني على القيام بما علي من مسؤوليات، وقد ساعدني الله على انجاز ما استطعت انجازه من اعمال، سواء اكان في الزيارات الرعائية التي قمت بها لجميع مناطق الابرشية البطريركية ساحلا وجردا، ام في ما يتعلق بالبناء من مثل الاجنحة، التي أضيفت الى الكرسي البطريركي في بكركي وبعض الانجازات في كرسي الديمان البطريركي ام في ما خص المحكمة المارونية. واظن اني كنت امينا بعون الله على الوديعة في فترة الصوم من كل سنة، وما ألقيت من مواعظ اودعتها في ما يفوق العشرين مجلدا، وما وجهت من دعوات عند الحاجة الى تمتين روابط الاخوة بين جميع اللبنانيين. وقد بذلت جهدي لازور ابناءنا واخواننا اللبنانيين في مهاجرهم، واني اشكرهم جزيل الشكر للحفاوة التي لقيتها لديهم، وهنأتهم على ما احرزه بعضهم من مكانة مرموقة في مهجرهم واسال الله ان يلهم اخواني اصحاب السيادة حسن اختيار من سيخلفني على السدة البطريركية".

 

"اني اشكره تعالى على ما أتاني ان اقوم به لخدمة اخواني في هذا الوطن العزيز علينا جميعا واني استغفر من ظن اني أسات اليه، بأي طريقة كانت، واطلب من الله ان يكلأ بعين عطفه وعنايته بلدنا لبنان وجميع ابنائه، وكلهم مؤمنون به تعالى، وان يهدينا جميعا الى ما فيه رضاه ونيل بركاته".

 

تهاني

وبعد القداس تلقى صفير التهاني، ثم أقيمت مأدبة غداء تكريمية شارك فيها صفير وميقاتي والمطارنة وعدد من الوزراء.