أسرار الصراع بين الشيعة واليهود في اليمن

 تدعم المتمردين الحوثيين لوجستيا في مواجهة الحكومة

 إيران تخطط لتطهير اليمن من اليهود  وإقامة دولة شيعية تشكل نواة لتشييع الخليج

 الحلقة الأولى

إعداد - معتز أحمد: السياسة 22/2/2007

"كانت الساعة تقارب الثامنة مساء في أحد أيام شهر ديسمبر من العام الماضي, وكان عدد من الشباب اليهودي من أبناء مدينة "المحمي" ممن لم تتعد أعمارهم ال16 عاماً يصلون إلى الله بمناسبة حلول عيد »الحانوخاه« اليهودي أحد أقدس الأعياد اليهودية والتي حرص يهود اليمن على الاحتفال بها, وعندما كانت تراتيل التوراة والمزامير المقدسة وآيات التلمودين البابلي والأورشليمي تلقى من الحاخامات الجميع يضحك ويدعو الله في أن يكون العام القادم سعيداً ليس فقط على اليهود بل على اليمن جميعاً , وفجأة صمتت الضحكات وتوقفت التراتيل مع دخول أحد المتشددين الدينيين الشيعة من الملتحين وهو يصرخ في الحاضرين قائلاً لهم:"يا أبناء الخنازير يا كارهي علي والحسين, اليمن سيظل نظيفاً منكم, وفتح نيران بندقيته الرشاشة بلا رحمة على جميع الحاضرين وهرب من موقع الحادث تاركاً المحتفلين بين قتيل وجريح وبكاء وعويل".

 

بهذا المشهد المثير بدأ المعهد الأمني الإسرائيلي دراسته التي صدرت في الأول من شهر فبراير والتي حملت عنوان" اليهود والشيعة في اليمن....صراع على المكانة والنفوذ", وهي الدراسة التي وضعها عدد من كبار الضباط والعسكريين السابقين والذي اكتفى المعهد في مقدمة دراسته بالإشارة إلى أنهم على معرفة بالعديد من الأمور والصراعات التي تجري في اليمن والتي تفرض على اليهود بها صراعاً لا دخل لهم به على الإطلاق, إلا أنهم وفي النهاية يدفعون ثمن تعليمات أصدرتها قوى إقليمية وبالتحديد إيران بالاتفاق مع بعض من القوى الشيعية في المنطقة إلى شيعة اليمن من أجل تحقيق مطامعها وأهدافها العقائدية والسياسية الخاصة.

 

وتأتي هذه الدراسة في إطار سلسلة من الدراسات والتقارير الأسبوعية التي تنشرها وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة سواء المقروءة أو المسموعة أو حتى المرئية والتي باتت تخصص زوايا صحافية وبرامج كاملة لتحليل التطورات المختلفة التي تعصف بيهود اليمن والأزمات التي يتعرضون لها على يد الشيعة, وهي التطورات التي لا يتابعها أو يرصدها الإعلام الإسرائيلي فقط, بل أصبحت محل اهتمام العديد من وسائل الإعلام المختلفة في العالم خاصة مع اهتمام الجماعات اليهودية من كل حدب وصوب بها.

 

محاضر سرية

المثير أن هذه الدراسة اوضحت أن جملة المعلومات التي اعتمدت عليها ووردت بها هي من المحاضر السرية المختلفة للأجهزة الأمنية الإسرائيلية, كاشفة أن من صاغوها في النهاية هم عدد من كبار الخبراء ممن خدموا في السابق في وحدات الشئون العربية والشيعية في الأجهزة الاستخباراتية المتعددة مثل (موساد) جهاز المخابرات العامة و(آمان) جهاز المخابرات العسكرية و(شاباك) جهاز الأمن العام بجانب وحدات الأبحاث المختلفة في الجيش.

 

واشارت في البداية إلى أن الصراع بين الشيعة واليهود اليمنيين بدأ مع بداية عام 2001 واشتد بسبب التطورات الدولية والإقليمية التي تعصف بالمنطقة والشرق الأوسط, لافتة إلى بعض الأسباب "العلنية" التي أدت إلى توتر العلاقات بين الجانبين.

 

أول هذه الأسباب شعور شيعة اليمن بالخوف والكراهية من اليهود الذي يعمل عدد كبير منهم كجواسيس على الشيعة لصالح الجيش اليمني, وهو ما بات واضحاً في أكثر من منطقة وبالتحديد المناطق التي يعيش فيها الشيعة جنباً إلى جنب مع اليهود, مثل "المحمي" و"الجوف" و"خولان" و"نهم", بالإضافة إلى منطقة "حرف سفيان" والتي قبضت فيها قوات الجيش اليمني منذ قرابة شهر على شبكة من أتباع الجماعات الانفصالية اليمنية المعروفة ب"الحوثيين" بعد إبلاغ بعض من الشباب اليهودي ممن يعيش في هذه المنطقة عنهم, كاشفين للجيش الأنشطة المريبة التي يقومون بها والتي تعادي الحكومة اليمنية وتدعم الانفصال عنها وتكوين دولة خاصة لهم بعيداً عنها, الأمر الذي أثر على عمل هذه الجماعات خاصة أن حوادث إبلاغ اليهود عن هؤلاء الانفصاليين تزايدت بشدة في أكثر من منطقة وهو ما أثر على عملهم بصورة أقلقت إيران الداعم الأول لهم للانفصال عن الدولة اليمنية الحالية.

 

بالإضافة إلى أن تاريخ الجماعتين ولد ما يشبه الغيرة بينهما حيث يعتقد شيعة اليمن, الذين تصل نسبتهم إلى قرابة 15في المئة من جملة سكان اليمن عموماً مقارنة باليهود الذي لا يتعدى عددهم ال¯450 شخصاً فقط , أنهم أصحاب اليمن الأصليون وأن الله اختارهم من بين شيعة العالم من أجل نشر المذهب الشيعي في الخليج وبناء دولة ترعاه وهو ما كشفه عدد من المواقع الإخبارية الإسرائيلية وسيأتي ذكرها بعد ذلك, في حين يرى يهود اليمن أنهم أول من استوطنوا هذه الدولة وساهموا في بناء حضارتها وهو ما تعترف به العديد من الدراسات وكتب التاريخ اليمنية نفسها وهو ما ولد مشاعر غيرة بين الجانبين.

 

الأهم والأخطر في كل هذه القضية أن الشيعة في اليمن دخلوا في صراع مع اليهود بسبب ما أسموه ب¯"الانتهاكات المحرمة" التي يقوم بها اليهود في اليمن حيث يسيطرون على جميع الصناعات وأيضا العادات "السرية المحرمة" مثل شرب الخمر ولعب القمار والزنا بالتحديد.

 

خمر وزنا

وفي هذه النقطة بالتحديد كشف تقرير أذاعه التليفزيون الإسرائيلي في السادس والعشرين من شهر يناير الماضي أن اليهود في اليمن يقومون بتصنيع الخمر في الجبال والكهوف اليمنية في سرية تامة, واستطاعوا تكوين ما يشبه"الإمبراطورية" الهامة التي تسيطر على هذه الصناعة ونشرها عبر المناطق اليمنية المختلفة بداية من سناء وأهيل شرقاً حتى حنيشة والزهرة غرباً, ويقومون بتوريد هذه الخمور وتوصيلها إلى اليمنيين الراغبين في ذلك بعيداً عن أعين الحكومة وعن طريق بعض من السماسرة المتخصصين في هذه المسألة, وعلى الرغم من تضييق الحكومة والشرطة النطاق عليهم ومحاربتها إياهم فإنهم يعرفون تماماً كيفية الاستمرار في بيع هذه الخمور بطرق سرية مهربة, وهو ما اعترف به صراحة عدد من اليهود اليمنيين من القادمين الجدد إلى إسرائيل.

 

بجانب تكوين هؤلاء اليهود لما يشبه الصالات السرية التي يمارس فيها القمار, التي أنشأها هؤلاء اليهود لدى بعض اليمنيين في كبرى المدن الرئيسية بصورة سرية مثل "عدن" أو الحواشيب أو عزان أو رأس الكليب أو المهرة, وهي الصالات التي تمارس فيها الدعارة أيضاً, وهي المهنة التي يحتكرها اليهود بصورة أساسية ويعرف هذه المعلومة, والكلام على لسان التقرير التليفزيوني, أي مواطن يمني .

 

واشارت الدراسة في فصلها الأخير إلى خطورة هذه المسألة حيث تفاقم الصراع بين اليهود والشيعة خلال الفترة الأخيرة وبالتحديد منذ عام 2001عندما قام عدد من الشيعة باختطاف 11 طفلاً يهودياً من أجل تشييعهم والقيام بما أسموه"تطهير نفوسهم من النجاسة اليهودية وإحلال طهارة أهل البيت محلها", وهو ما اعترفوا به صراحة في رسالة تركوها لآباء هؤلاء الأطفال الذين تم اختطافهم جميعاً في وقت واحد عند انشغالهم بحضور أحد الاجتماعات لأبناء الطائفة اليهودية في عدن وتركهم لأطفالهم مع نسائهم اللاتى تم الاعتداء عليهن بالضرب غير مبالين بتوسلاتهن من أجل رحمة أطفالهن.

 

بالإضافة إلى أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد, بل وصل إلى تشابك أطراف دولية ودخولها طرفاً في هذا الصراع , ومن أبرز هذه الأطراف وكما سبق ذكره, إيران التي تحث شيعة اليمن على ضرورة إقامة دولة إسلامية شيعية أو ما تعرفه الأوساط الأمنية الإيرانية بدولة آل البيت .

 

وعن هذه النقطة بالتحديد اشار تقرير نشر على موقع »إسرائيل نيوز« عبر الويب, وهو أحد أبرز المواقع الإخبارية المتميزة في تل أبيب وتنشر به العديد من التقارير السرية التي يتم تسريبها بين الحين والآخر من الأجهزة الأمنية, إلى أن المخابرات الإسرائيلية حصلت على نسخة من تقرير سري أرسلته طهران عن طريق أحد عملائها إلى اليمن, وبالتحديد من الشيعة من أتباع الحوثيين الراغبين في الانفصال , وهو التقرير الذي يطالب هؤلاء الشيعة بضرورة العمل وبجد في سبيل نيل الاستقلال لعدة أسباب أبرزها تكوين دولة شيعية إسلامية في اليمن لتكون بداية نحو تشيع دول الخليج والمنطقة بصورة عامة.

 

اللافت أن هذا التقرير يضع التخطيط الستراتيجي والعسكري الذي أرسله الخبراء العسكريون الإيرانيون إلى قادة حركة التمرد الشيعي في اليمن, وهو التخطيط الذي يضع كيفية التعامل مع القوات الحكومية ومواجهتها, بالإضافة إلى المناطق ذات الطبيعة الجغرافية الجبلية الصعبة التي يتوجب عليهم سحب القوات الحكومية إليها حيث ستكون المواجهات بالنسبة إليهم أفضل وأسهل, خاصة أن الخبراء العسكريين والمخططين الستراتيجيين في الجيش الإيراني, ومن خلال متابعتهم سير المعارك بين هؤلاء الانفصاليين من جهة وقوات الجيش اليمني من جهة أخرى اكتشفوا أن هذه القوات لا تتمتع بالخبرة اللازمة التي تؤهلها لخوض الحرب أو القتال في المناطق الجبلية.

 

وكشف التقرير أيضاً عن إرسال طهران لمبالغ مالية إلى هؤلاء الانفصاليين من أجل شراء الأسلحة اللازمة لهم والتي يحتاجونها من أجل دعم العمليات العسكرية التي يقومون بها, وهي الأموال التي تصل إليهم أما عن طريق حسابات سرية في الخارج تحول من طهران إلى أوروبا ومنها إلى اليمن حيث يقوم أحد العملاء من الانفصاليين بصرفها من أي مصرف حتى ولو حكومي .

 

بالإضافة إلى تهريب الأسلحة القتالية المتطورة عن طريق التعاون بين الشيعة في إحدى دول الخليج المجاورة إلى اليمن والذين يقومون بتهريب المعدات العسكرية إليهم والتي يحصلون عليها هم بدورهم من دولة خليجية أخرى ساحلية قريبة من هذه الدولة, الأمر الذي أثار غضب الحكومة اليمنية بشدة مع هذا التدخل الإيراني الداعم للتمرد الطائفي الشيعي وقامت الحكومة اليمنية بإرسال خطابات احتجاج "غير معلنة", لاعتبارات سياسية يمنية داخلية, إلى طهران وإبلاغها بأنها على علم بالمساعدات التي تقدمها للشيعة, معربة عن غضبها الشديد من جراء هذا التدخل السافر في شئونها الداخلية, وهو ما تسبب في توتر العلاقات بين اليمن وإيران خلال الفترة الأخيرة بشدة, وهو ما كشفت عنه بعض من التقارير الإعلامية وتطرقت إليه أكثر من مرة.

 

تعليمات إيرانية

وكشفت صحيفة »هاآرتس« إحدى أبرز الصحف الإسرائيلية أن جهاز الموساد اكتشف وعن طريق عملائه سواء في اليمن أو إيران أن طهران أرسلت تعليمات إلى الشيعة في اليمن تطالب بمحاربة اليهود, وهذه التعليمات صدرت عما يسمى ب"المجلس الأعلى لرعاية شئون الشيعة في دول الجوار" وهو مجلس سري يرعى شؤون الشيعة في المنطقة ويعني في الأساس بالتواصل مع الشيعة من مختلف دول الشرق الأوسط بمختلف الطرق وتكليفهم بعدد من المهام سواء السياسية أو الاقتصادية أو حتى العسكرية للقيام بها من أجل نصرة المذهب الشيعي.

 

ويهتم المعهد الأمني الإسرائيلي بالتحديد من بين المعاهد الإسرائيلية المختلفة والمتعددة بهذه النقطة بالتحديد ويعني بها عن طريق الدراسات أو التقارير التي يصدرها وتتحدث عن هذه النقطة والتي كان أبرزها ما صدر في السادس والعشرين من شهر ديسمبر الماضي, والذي أوضح في دراسة له بعنوان" المجلس الشيعي في إيران وشيعة العرب" أن المجلس أرسل تعليماته إلى شيعة اليمن بضرورة تطهير اليمن من اليهود خاصة أن استمرار تواجد هؤلاء اليهود في هذه المناطق سيسبب مشاكل نحو المخططات الإيرانية الهادفة ل"تشييع" اليمن وبالتحديد فى عدد من المناطق اليمنية المهمة, وهي المناطق السابق ذكرها وبالتحديد " الجوف"و"نهم"و"حرف سفيان" .

 

بالإضافة إلى نقطة هامة أخرى وهي أن هذه المناطق وبجانب وجود اليهود بها باتت تحظى بأهمية ستراتيجية وعسكرية كبيرة للإيرانيين, حيث يقوم الجيش اليمني وبالتعاون مع الجيش الأميركي بتدريبات "سرية" مشتركة فيها, وهي التدريبات التي لا يعرف عنها أحد شيئاً ولكن اليمن قررت وبالتحديد عقب تفجير البارجة كول قبالة سواحلها تعميق التعاون العسكري مع الولايات المتحدة بل والسماح للأميركيين بالتدريب في المناطق الجنوبية والشرقية اليمنية التي تتشابه في ظروفها المناخية مع المناطق التي تحارب فيها الولايات المتحدة في العراق.

 

واضافت الدراسة أن طهران أبلغت الشيعة وعن طريق الرسائل, بضرورة رصد ومتابعة أي نشاط للجيش اليمني مع نظيره الأميركي , وهو ما استجاب له الشيعة على الفور, موضحة أن الشيعة في اليمن يقومون بالفعل ومنذ فترة بمتابعة هذه التدريبات ونقل ما يحدث بها إلى إيران للإطلاع عليها, وهو ما رصدته الحكومة اليمنية بناءً على ما كشفت عنه القوات الأميركية في اليمن وهو ما أغضب صنعاء بشدة خاصة أنها أصبحت , وكما سبق ذكره, على يقين من تدخل إيران السافر في شؤونها.

 

ولكن ومع الحديث عن هذا الموضوع يطرح تساؤل هام, ما دور إسرائيل في هذه العملية? وهل وقف الموساد وإسرائيل مكتوفى الأيدي وهما يشاهدان الشيعة وبالتنسيق مع إيران يقومان بهذه الانتهاكات ضد اليهود?

(يتبع)

أسرار الصراع بين الشيعة واليهود في اليمن

 أطلق فرق "أبناء العفاريت" للانتقام من ممارسات الشيعة ضد اليهود

 رئيس "الشاباك" الإسرائيلي: سنؤدب الإيرانيين وسنذيقهم المر في اليمن عبر تصفية التمرد الشيعي

 الحلقة الأخيرة

إعداد - معتز أحمد:

تساءل الجزء الأول من هذا التحقيق عن دور إسرائيل في الصراع المشتعل بين الشيعة من جهة واليهود من جهة أخرى في اليمن? وهل وقف »الموساد« وبقية الأجهزة الاستخباراتية الأمنية الأخرى مكتوفة الأيدي وهي تشاهد الشيعة وبالتنسيق مع إيران يقومون بهذه الانتهاكات ضد اليهود?

أشار كتاب "جواسيس غير مكتملة....تاريخ المخابرات الإسرائيلية" الذي وضعه كل من "يوسي ميلمان" الكاتب الصحافي الشهير في صحيفة »هاآرتس« ودان رابيب الخبير الأمني المعروف والذي كتب العديد من التقارير والدراسات الاستخباراتية السرية, إلى أن اليمن منذ وقت طويل وبالتحديد وقت أن كانت منقسما إلى دولتين وهما جمهورية اليمن الشعبية والجمهورية العربية اليمنية, يشهد العديد من العمليات التي قامت بها أجهزة المخابرات الإسرائيلية, ليس فقط الموساد بل آمان وشاباك وهو ما اعترف به صراحة كبار قادة الأجهزة الأمنية سواء قادة جهاز الموساد مثل إسحاق حوفي الذي تولي رئاسة الموساد في الفترة من عام 1974حتى عام ,1982ومن بعده ناحوم أدموني الذي تولي رئاسة الجهاز خلفاً له في الفترة من عام 1982حتى ,1989 بجانب شلومو جازيت الذي تولى رئاسة (آمان) في الفترة من عام1974 حتى عام ,1978 ومن بعده يهوشوع شجيا الذي تولى هذا المنصب خلفاً له في الفترة من عام 1979 حتى عام ,1983 بجانب يوسف هرملين الذي تولى رئاسة (شاباك) على فترتين الأولى في الفترة من عام 1964 حتى عام1974 ثم من عام 1986 حتى عام 1988 .

اللافت أن بعضا من قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يهتمون بدورهم بالتطورات السياسية الحاصلة في اليمن, ومن أبرز هؤلاء رئيس جهاز الشاباك الحالي يوفال ديسكن الذي تولى رئاسة هذا الجهاز منذ قرابة عامين ونقل موقع ديبكا المعروف بعلاقاته المثيرة مع هذه الأجهزة السابق ذكرها عن ديسكن قوله - وخلال أحد اجتماعاته مع بعض من مساعديه- أنه سيؤدب الإيرانيين وسيذيقهم المر في اليمن عن طريق تصديه للجماعات الشيعية التي يدعمونها.

الغريب أن جميع هؤلاء القادة سواء في المذكرات التي كتبوها بعد إحالتهم للتقاعد أو من خلال الأحاديث الصحافية أو الإعلامية التي أدلوا بها اعترفوا بهذه النقطة, ومثال ذلك ما أورده الجنرال الإسرائيلي الشهير جيراليد بن مناحيم ويستربي, الذي يعد أحد أبرز قادة المخابرات الإسرائيلية ورئيس قسم الشؤون اليمنية في الموساد وله عدد من المقالات والتحليلات في الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية, الذي اعترف بأن اليمن من الدول التي شهدت مواجهات مباشرة بين المخابرات الإسرائيلية والإيرانية , موضحاً أن هناك قرابة سبع عمليات استخباراتية سرية تحدث بالمتوسط في العام بين الجانبين بها ويكون الشيعة أداة إيران واليهود أداة إسرائيل.

واشار إلى أنه ورغم أن الجالية اليهودية في اليمن قليلة ولا يتعدى عدد أعضاؤها 450 فرد فإنها تنتشر في عدد من المناطق التي يحاربهم الشيعة فيها, الأمر الذي أدى إلى حدوث هذه العمليات التي تدرس في المعاهد الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية المختلفة سواء الخاصة أو التابعة للأجهزة الأمنية المختلفة في تل أبيب, في حين أن البعض الآخر منها مازال وحتى الآن في طي الكتمان والسرية التامة.

 

عمليات في اليمن

وزعم ويستربي في كتابه الشهير الذي صدر في الأول من يناير من العام الجاري- وهو جزء ثان من كتاب سابق له حمل نفس الاسم وأثار ضجة كبيرة عقب صدوره- أنه أشرف بنفسه على عدد من هذه العمليات بعد إحالته للتقاعد خاصة أنه مازال وإلى الآن يعمل مستشاراً للشؤون اليمنية بصورة خاصة والعربية بصورة عامة في الموساد, ومن أبرز هذه العمليات تصفية خلية شيعية متواجدة في إحدى المناطق الجنوبية التي لا يذكرها بالتحديد مكتفياً بأنها منطقة شبه نائية, غير أن اليهود المتواجدين بها يواجهون أزمة كبيرة خاصة أن الشيعة فيها وعلى الرغم من المجهودات الكبيرة التي تبذلها القوات العسكرية اليمنية بالتعاون مع رجال الشرطة في هذا الصدد كانوا يعانون الأمرين حيث فرض عليهم الشيعة في هذه المنطقة "دفع الجزية" حيث كان هؤلاء الشيعة, المطاردون من الحكومة, يأتون بين فترة وأخرى في سرية إلى اليهود ويفرضون عليهم الإتاوات ويسرقون منهم الأموال, وهو ما دفع بإسرائيل آنذاك إلى بلورة خطة تعني بما أسمته "تأديب الشيعة في اليمن" والتدخل الفوري من أجل إنقاذ اليهود بها خاصة أن هذه الانتهاكات التي يتعرض لها اليهود وصلت إلى مسامع عدد من القوى والجماعات اليهودية الخارجية سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة بالتحديد وهي الجماعات التي طالبت الحكومة الإسرائيلية سواء السابقة بزعامة شارون أو الحالية بزعامة إيهود أولمرت بضرورة التدخل من أجل إنقاذ اليهود في اليمن من نار الشيعة التي تصليهم كل يوم.

وبالفعل عكفت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية(موساد) و(شاباك) و(آمان) على بلورة خطة لإنقاذ هؤلاء اليهود خاصة وأن عملية دفع الجزية أقلقت إسرائيل كثيراً, حيث كان ينتهجها في السابق أبناء حركة طالبان في كابول وقت تعاملهم مع يهود أفغانستان, الأمر الذي لم تكن إسرائيل ترغب في أن يعمم على الإطلاق خاصة أن هناك عددا كبيرا من اليهود ممن يعيشون في الدول العربية ولا ترغب إسرائيل في أن يتعرضوا لنفس المشاكل التي يتعرض لها يهود اليمن.

وتم الاتفاق على عملية" الخلاص"وهي إحدى أبرز العمليات التي قامت بها المخابرات الإسرائيلية في اليمن والتي لم تتحدث عنها أي وسيلة إعلام سواء يمنية أو أجنبية, خاصة أنها حدثت في سرية تامة ولم ترصدها إلا المخابرات الأميركية(سي آي أيه)التي ترصد وتتابع تحركات الشيعة في اليمن وتعرف تماماً ما يتعرضون له خاصة في ظل معرفتها بالمخططات والتكليفات التي ترسلها إيران إليهم من أجل القيام بها والهادفة إلى توسيع نفوذهم الشيعي في المنطقة, بالإضافة إلى احتمال تعرض مصالحهم سواء الاقتصادية أو العسكرية للخطر, خاصة أن توسيع هذا النفوذ من شأنه أن يصطدم بصورة أو بأخرى بالمصالح الأميركية في اليمن خاصة والخليج عامة.

وكانت "عملية الخلاص" تقوم على قيام عدد من رجال الكوماندوز الاستخباراتيين, الذين يخضعون إلى أمرة الأجهزة الأمنية في تل أبيب مباشرة ويعرفون ب(أبناء »العفاريت«) نظراً لحركتهم المرنة ونجاحهم في القيام بالعديد من العمليات السرية في كثير من الدول المعادية, بالنزول قبالة السواحل اليمنية والتسلل في سرية تامة إلى المنطقة الجنوبية المشار إليها وقتل ثلاثة من الشيعة المتشددين المتواجدين في الجبال اليمنية وترك رسالة إلى قائد جماعتهم الذي يشير إليه ويستربي في كتابه بالرمز"خ" تفيد أن إسرائيل قامت بهذه العملية وأن أي اعتداء على أي يهودي سيدفع أبناؤه في البداية الثمن ثم بعد ذلك نساؤه ثم هو في النهاية.

المقزز أن هذه العملية بجانب كل هذا كانت تقوم أيضاًَ على محاولة تشويه صورة هؤلاء القتلى الشيعة وترك زجاجات من الخمر والمواد المخدرة بجانبهم وتجريدهم من ملابسهم حتى يتصور كل من شاهدهم بأنهم كانوا في حفلة شذوذ جماعي للإساءة إليهم وعدم جواز الصلاة على أيا منهم نظراً لارتكابهم الكبائر التي يحرمها المذهب الشيعي بصورة خاصة والدين الإسلامي بصورة عامة.

 

نجاح

المثير أن العملية نفذت وبكفاءة منقطعة النظير واستطاع "أبناء »العفاريت«" العودة بعد هذه العملية إلى السواحل اليمنية مرة أخرى واستقلال إحدى السفن التي حملتهم إلى دولة إفريقية مجاورة تقع في الشرق الإفريقي ومنها إلى إسرائيل حيث احتفل بهم كبار المسؤولين هناك.

واوضح "بن مناحيم" أن هذه العملية,التي لا يحدد تاريخها بالتحديد ويكتفي بالقول إنها حدثت قريباً وصدق عليها رئيس الوزراء الحالي "إيهود أولمرت" بنفسه, أصابت قادة الشيعة في اليمن ممن عرفوا بتفاصيلها, بقلق بالغ خاصة أنهم لم يرضوا بالكشف عن تفاصيلها الحقيقية وتبرئة القتلى اليمنيين فيها من التهم "الحقيرة" التي استطاع أبناء »العفاريت« الإسرائيليون إلصاقهم بها حتى لا يدب الخوف أو الفزع في صفوف شيعة اليمن عموماً بسببها ويعرفون أنهم مستهدفون من إسرائيل وحتى لا تتأثر المخططات التي توكلها لهم إيران في هذا الصدد والتي تقضي بضرورة تشييع المناطق التي يعيشون فيها وفرض الجزية على اليهود ممن يعيشون فيها وطرد أي فرد منهم لا يستجيب لمطالبهم.

وقام قائد الجماعة الشيعية التي قتل منها الشيعة السابق ذكرهم, والذي يرمز له ويستربي بالرمز"خ", بإرسال تفاصيل هذه العملية وصورها إلى طهران وهو ما جعل المواجهات بين الطرفين تدخل مرحلة في منتهى الدقة والخطورة خاصة وأن طهران شعرت بأن "عملية الخلاص" موجهة إليها في الأساس وليس إلى أي طرف آخر.

ومن هنا وبناءً على التقارير التي حصلت عليها أجهزة المخابرات الإسرائيلية وبالتحديد جهاز الشاباك من عملائه في طهران بلورت المخابرات الإيرانية خطة باسم" انتقاماً لأبناء آل البيت ممن قتلوا على يد الموساد", وهي الخطة التي تقوم على تنفيذ عدة عمليات انتقامية ضد اليهود في اليمن وتوصيل رسالة إلى تل أبيب بأن دماء أي شيعي ستزهقه المخابرات الإسرائيلية في اليمن أو أي مكان أخر عموماً سيرد عليه بقتل اليهود بل ودعم حركات المقاومة الفلسطينية المسلحة للقيام بعمليات في العمق الإسرائيلي.

وبالفعل قامت المخابرات الإيرانية وعن طريق بعض من عملائها الشيعة بمحاولة قتل عائلة الحاخام"د", الذي لا يذكر "ويستربي" اسمه بالكامل ويكتفي بالإشارة إلى أنه واحد من كبار رجال الدين اليهودي في جنوب اليمن وتم إنقاذه في اللحظة الأخيرة هو وعائلته, حيث أطلق عدد من الشيعة النار عليهم وهم في طريقهم إلى المعبد للصلاة وذبحت أحد أطفاله الصغار بعد ذلك اعتقاداً منهم أن عائلة"د" قد قُتلت ولم يتبق منها غير هذا الطفل, وتركوا رسالة كتب في بدايتها عنوان يقول" إلى أبناء خيبر......جيش الشيعة بدأ يعود" والتي أوضحوا فيها أن روح الحسين ترد على اليهود وتؤكد لهم أن قتل إسرائيل لأي شيعي سيقابل بقتل عائلة يهودية على الفور.

الأخطر من هذا كله أن الشيعة زادوا من قيمة الجزية المفروضة على اليهود بنسبة الضعفين بل وباتوا يحرمون على الأطفال أو الصبية اليهود الخروج أو التنزه بعد صلاة العصر مباشرة وهو ما جعلهم يعانون الأمرين فقام"أبناء »العفاريت« الإسرائيليون بدورهم" في إحدى العمليات السرية للموساد في اليمن بقتل جابي الجزية من الجماعة الشيعية التي تتواجد في إحدى المناطق الجنوبية, وقاموا بعد ذلك بقطع رقبة هذا الجابي وإرسالها في طرد تم حمله فوق ظهر الحصان الخاص به الذي ذهب بدوره إلى قائد الجماعة الشيعية الذي بادر بإطلاع الإيرانيين على ما حدث وهو ما أدى لقيام الإيرانيين بفتح جبهة أخرى للقتل ضد اليهود وبالتحديد في مناطق و"الجوف" و"خولان" , وهي المناطق التي يعيش فيها الشيعة بصورة أساسية جنباً إلى جنب مع اليهود خاصة أن عملاء المخابرات الإسرائيلية من »العفاريت« قاموا بتلقين الآباء اليهود فنون القتال وكيفية استخدام الأسلحة بمختلف أنواعها خاصة أن غالبيتهم لا يعرفون القتال بالسلاح في الوقت الذي يعرف فيه الشيعة كيفية القتال واستخدام الأسلحة بمهارة واتقان.

 

تمويل

غير أن "ويستربي" اعترف بمواجهة إسرائيل لمشكلة كادت تعوق استكمال عمليات الخلاص لليهود ومواجهة مخططات التشييع الإيرانية ووقف الاعتداءات التي يتعرض لها اليهود في اليمن,موضحاً أنها مشكلة المال وتمويل هذه العمليات خاصة أنها باتت تتكلف أموالاً طائلة حيث كانت عمليات اختراق اليمن التي يقوم بها "»العفاريت« الإسرائيليون" أو عناصر الاستخبارات عموماً مكلفة للغاية وترهق خزانة تل أبيب.

وعن هذه النقطة اوضح أن هؤلاء »العفاريت« كانوا يتخذون التدابير الأمنية اللازمة من أجل نجاح العمليات التي يقومون بها بداية من بلورة الخطط المدروسة والمنهجية والحرص على ارتداء الزي الشعبي اليمني ودراسة جميع الخطوات التي يتخذونها دراسة تامة محسوبة مسبقاً من تل أبيب التي كانت تتخذ جميع الاحتياطات اللازمة لنجاحهم,غير أن استمرار نجاح هذه العمليات وهذا الاختراق تطلب أيضاً "عملاء يمنيين" يرافقون "»العفاريت«" خاصة أن هذه العمليات باتت تمثل أهمية كبيرة لإسرائيل والأجهزة الأمنية والاستخباراتية بها حيث كانوا يكلفون وبجانب حمايتهم لليهود في اليمن بتصوير عدد من المنشآت والمواقع التي كانت هذه الأجهزة ترغب في معرفة تفاصيل محددة عنها.

 

وكان العميل الواحد يتقاضى وحسبما كشف "ويستربي" وعدد من قادة أجهزة المخابرات قرابة 500 دولار في اليوم,وهو المبلغ الذي تزايد في ظل العمليات المستمرة التي تقوم بها هذه الأجهزة ومصاحبة العملاء ل"»العفاريت«" لعدة أيام وهو ما كبد "الخزانة الإسرائيلية" أموالاً طائلة, الأمر الذي كاد يجبر قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على إعادة النظر في هذه العمليات غير أن المساعدات التي قدمتها الجماعات اليهودية سواء في أوروبا أو أميركاً والدور المتميز الذي لعبته ساهم في استمرارها حتى الآن.

ومن أبرز هذه الجماعات جمعية اليهودي الحر في النمسا والتي دعمت المخابرات الإسرائيلية عام 2002 فقط ب 10ملايين دولار من أجل القيام بإنقاذ يهود اليمن, بل وتهجيرهم إلى إسرائيل أو أي دولة أخرى في العالم بعيداً عن المواجهات التي يخوضونها ضد الشيعة.

بجانب جمعية أبناء أشعيا الأحرار وهي واحدة من أبرز الجماعات اليهودية الأميركية ولها فروع في 36 ولاية أميركية والتي أرسلت وفي نفس العام 96مليون دولار إلى إسرائيل من أجل إنقاذ يهود اليمن من براثن عمليات التنكيل التي ينتهجها ضدهم شيعة اليمن, وجمعية"الخروج" اليهودية الشهيرة التي يوجد لها العديد من الأفرع في أكثر من دولة حتى في بعض من الدول الإفريقية والتي أرسلت العام الماضي 36مليون دولار لهذا الغرض أيضاً, وتعتبر هذه الجمعية بالتحديد واحدة من أهم الجمعيات اليهودية خاصة أن رئيسها أفي يهودا من اليهود اليمنيين وهو متعصب للغاية لهذه القضية المتعلقة بإنقاذ اليهود في اليمن والقضاء على أي سبب من الممكن أن يعكر صفو حياتهم, الأمر الذي انعكس وبصورة إيجابية على خزانة هذه الأجهزة ودفعها إلى تخصيص مبلغ سنوي يصل إلى 50 مليون دولار في المتوسط من أجل القيام بعمليات حماية اليهود في اليمن أو حتى تهجيرهم منها سواء إلى إسرائيل أو أي دولة أخرى في العالم.

وكان لهذه التبرعات والدعم المالي الأثر الكبير في إشعال نيران المواجهات بين المخابرات الإسرائيلية ونظيرتها الإيرانية, وهي المواجهات التي أصبحت تعتمد وفي الأساس على الأموال التي ترسلها هذه الجماعات, وهو ما أدى لزيادتها بصورة كبيرة خاصة أنها لم تعد تعتمد على حماية يهود اليمن فقط, بل امتدت لتشمل المواطنين اليمنيين المسلمين أو من يطلق عليهم بالعبرية"حاسيدي هاعولام", وهو مصطلح عبري كان يطلق في الماضي على أي شخص غير يهودي يساعد اليهود ويحميهم من أي خطر, وكان يلصق على الأوروبيين أو حتى الألمان والعرب الذين ساعدوا اليهود في أيام الحرب العالمية الثانية وبالتحديد في عهد العصر النازي, غير أن الإسرائيليين يستخدمون هذا المصطلح الآن للتعبير والدلالة على أي شخص من أي مكان يحمي اليهود.

وكان الشيعة ينتقدون بشدة أي يمني يتعاون مع اليهود, بل ويقومون بتحريم التعامل معه فتوى الاعتداء عليه أو ضربه أو كسر المحل الخاص به,وهو ما حدث بالفعل مع عدد من المسلمين ممن كانوا يتعاونون مع اليهود بل ويدعمون تشغيلهم بصورة طبيعية مثل أي مواطن في اليمن.

 

مناطق المواجهات

وأصابت هذه الاعتداءات تل أبيب بالقلق الشديد خاصة أن المعلومات التي كشفت عنها بعض من وسائل الإعلام الإسرائيلية وبالتحديد موقع ديبكا عبر الويب الوثيق الصلة بالمخابرات, وبالتحديد جهازي (موساد) و(آمان) ذكر أن طهران تشن حملة منظمة ضد"حاسيدي هاعولام" أو أي يمني يفكر في مساعدة اليهود عموماً, الأمر الذي دفع إسرائيل إلى التصدي وبقوة لهذه الحرب.

 

اللافت أن هذ الموقع زعم أن اليمن لم تكن الدولة الوحيدة التي تحدث فيها مواجهات بين المخابرات الإسرائيلية ونظيرتها الإيرانية, بل إن هذه المواجهات تجري في بعض من المناطق داخل الشرق الأوسط وعلى رأسها المناطق الفلسطينية المحتلة وبالتحديد قطاع غزة الذي تشن فيه »حماس« المدعومة من قبل عدد من القوى الخارجية وبالتحديد إيران وسورية, حرباً على كل المنظمات الفلسطينية, وهي الحرب التي تواجه فيها كل من يدفعها للتفاوض مع إسرائيل, الأمر الذي سيجعل حدة هذه المواجهات تشتعل خاصة وأن الإسرائيليين يترقبون ما سيجري في المستقبل بالقطاع بعد معاهدة الصلح بين كل من حركتي فتح و»حماس« , وهي المعاهدة التي تم التوقيع على بنودها في المملكة العربية السعودية أخيراً.

وبالتالي كشف هذا التحقيق عن الصراع الخفي بين الشيعة من جهة واليهود من جهة أخرى, وهو الصراع الذي جرى وما زال يجري في اليمن والذي كشفت إسرائيل عن أحد فصوله, لتفتح تل أبيب وبواسطة تقاريرها الصحافية التي تنشرها وتسربها بين الحين والآخر بابا من الأبواب المغلقة لأحد الموضوعات المثيرة للجدل, وهي الموضوعات التي باتت مادة دسمة في الإعلام الإسرائيلي الذي يناقشها ويفجرها بين الحين والآخر.

" انتهى"