التيّار الشيعي يردّ على نصر الله: لن نكون خنجراً في خاصرة شركائنا في الوطن

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ردّ رئيس التيّار الشيعي الحرّ الشيخ محمّد الحاج حسن على خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله مؤكدا" أن الشيعة لن يكونوا خنجرا" في خاصرة شركاءهم في الوطن وجاء في الرد :

 

إنّ سماحة السيّد نصر الله في خطابه الأخير أصرّ على أخذ الطائفة الشيعية إلى خندق معادات اللبنانيين ونفق العزل الكلّي لطائفة لم تتعرّض في يومٍ من الأيام لإنتقادات لاذعة وقاسية كما هو حالها اليوم نتيجة تصرفات وممارسات ومواقف حزب الله .

 

إنّ أقلّ ما يوصف به خطاب السيّد نصرالله أنّه يفتقد إلى الموضوعية والتعقّل وصبياني لا يخدم مصلحة حزب الله ولا الشيعة ولا لبنان ، ويليق به عنوان " سقطت ورقة التين " لأنّ هذا السقوط بان في أكثر من محطة من خطاب سماحته التجييشيّ والتحريضي والتهويلي والتضليليّ، وضرب مفهوم الشراكة التي طالما تكاذبوا بإطلاقه وحملوه لتغطية مشاريعهم المرتبطة بالمشروع الإيراني في المنطقة فحوّل عيد شركاءه إلى يوم اضطراب وتوتّر وألم، واغتصب فرحة الفصح من عيون أطفالهم وهم الّذين احترموا مشاعرنا والتزموا بالتهدئة السياسية طيلة شهر رمضان الماضي فهل الشراكة يا سيّد بالقول دون الفعل ؟

 

إنّ هكذا خطاب فيه إساءة للبنانيين لا يتبناه الشيعة العقلاء والأحرار بعد أن نصّب سماحته واليا" عليهم بتكليف من إيران التي تستخدمنا صندوق بريد لرسائلها في المنطقة، ولا نتبنى أو نؤيّد أو نوافق على خطاب ممزوج بالمغالطات والوقائع الغير صحيحة بل نستنكر وندين سياسة التطاول والإستكبار والترهيب التي ينتهجها حزب الله ويدخل ثقافتها إلى حلفاءه الميامين، إنّ حزب الله يجهد على إفشال قيام قانون المحكمة ذات الطابع الدولي وهو يعرقلها لمنع محاكمة المجرمين ويعرقل قيام مشروع الدولة لأنه لا يعجز عن قراءة نفسه خارج السلاح وداخل النظام والقانون، ويريد من خلال سلاحه وضع اللبنانيين تحت الإقامة الجبرية ومعاملتهم كأهل ذمة إن لم يكن أكثر .

 

لقد طقّ شلش الحياء بدفاعهم عن النظام السوري الّذي سلخ جلود أبناءنا ودمّر ونهب مؤسساتنا وما زال يحتجز أبناءنا وإخواننا في سجونه، والدفاع المستفحل عن ضبّاط أقلّ ما يقال فيهم أنهم مجرمون حوّلوا مجتمعنا إلى تبّع لعنجر ونظامه المخابراتي ولعلّ سماحته أعطى الإشارة لعسكره وجمهوره الشعاراتي التصفيقي بوجوب تحرير هؤلاء الضباط من العدالة وتخبيتهم في وكر العصابات والمافيات، وما يثير استغرابنا هو دخول السيّد في متاهات ووقوعه في أخطاء جمّة من تقييم نسبة المسيحيين حاضرا" ومستقبلا" منذ مدة، إلى تحديد جدول زمني لمواجهة الديمقراطيين الأحرار في لبنان بخمسين سنة، متناسيا" أننا صمدنا ونصمد في وجه كلّ محاولات الإنقلاب ونقولها للسيّد بكلّ محبة لسنا غنما" نُساق إلى الحظيرة حيث تشاء ويشاء معلّمك نجاد ووزير بلاطه بشار الأسد، ولسنا" عبيدا" في مملكتك ولست نبينا ولا إمامنا ولا وليّ نعمتنا، نحن أحرار الفكر والإنتماء ولسنا أسرى المصالح والخرافات، ولا نؤخذ بخطابات الهوبرة والنبرة العالية، بل تأخذنا نبرة النبي والإمام الهادئة الوقورة الورعة التي حطّمت لغة الحجاج بن يوسف ويزيد بن معاوية، ولن نكون الخنجر الّذي يغرس في خاصرة أبناء وطننا بل سنكون معهم يدا بيد للنهضة بمشروع الدولة الديمقراطية نبني المؤسسات لا أن نهدمها، نعلم البشر ثقافة الحياة لا الموت والإنتحار، نتوّج حركتنا بمفاهيم السلام لا الإستسلام للمشروع النووي الإيراني .

 

ونحن مثلكم يا سماحة السيّد نريد حكومة وحدة وطنيّة تبدأ بممثلين أصليين شرعيين للطائفة الشيعية وليس بسفراء لدولة إيران داخل النظام اللبناني، ونريد أكثر منكم حكومة نظيفة خالية من تجّار الصفقات والدم والفساد ونهب المال العام .

 

إنّ الحكومة اللبنانية مطالبة اليوم بتحمّل مسؤولياتها دون خوف أو وجل ولتطلب من مجلس الأمن تطبيق القرارات الدولية 1559 وال1701 وفق الآلية التي يراها مناسبة في سبيل خلاص اللبنانيين واسترجاع هيبة الدولة التي يحاول أرباب الدويلات كسرها وليعيّن رئيس الحكومة وزراء شيعة جدد يمتلكون الحسّ الوطني والإنتماء اللبناني شكلا" ومضمونا" ، وليتحمّل رئيس الجمهورية إميل لحود المسؤولية في منع الشيعة من التمثيل ، وأي تقاعس في ذلك نضعه في خانة الخوف من حزب الله وانتظار استرضاءهم على حساب الكرامة والقانون .

المكتب الإعلامي

  11/4/2007  

www.chi3a.org

01/480559