بسم الله الرحمن الرحيم

 

المنسّق العام للتيار الشيعي الحرّ الشيخ محمد الحاج حسن  يجيب على أسئلة الصحافي منيف الصفوقي

 

30/1/2007

                

لعناية الأخ منيف الصفوقي المحترم .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

 

هذه الأجوبة على أسئلتكم الموجّهة إلينا ولكم جزيل الشكر لاهتمامكم بتظهير الرأي الشيعي الحر في لبنان والعالم العربي  .

1 – إنّ الإعلان عن قيام التيار الشيعي الحر هو حدث أتى في ظروف ملائمة. إنّ إنشاء التيار الشيعي الحر هو عملية طالت في الزمن ، وهذا الإنشاء نابع عن حاجة البيئة الشيعية إلى إعادة التواصل مع بُعدها الوطني ومع ذاتها الحقيقية في التجربة اللبنانية.

 

طبعا" إنّ التيار الشيعي الحر ليس الوحيد ولم يكن هدفه مواجهة أحد ، فمواجهة كل ما يمُسّ بالسيادة اللبنانية والقرار الوطني اللبناني هو مهمة كلّ اللبنانيين وبينهم التيار الشيعي الحرّ وربط قيامه ومناهضة حزب الله هو ربط خاطئ ، فإنشاء التيار لم هو عملية طويلة في الزمن ولكن إعلانه بدا وكأنه على طرف نقيض من الحالة المتحفزة لحزب الله وحلفائه في عزمهم على الإطاحة بالمؤسسات الشرعية اللبنانية وفي عرقلة استعادة لبنان لدولته ومؤسساته الدستورية ، لذا يهمنا التفرقة بين إنشاء التيار وإعلان التيار ويهمنا التأكيد على أن ليس من دافع لإنشاءه إلاّ إرادتنا في أن نكون متمتعين بحقوقنا الوطنية وملتزمين بواجباتنا تجاه وطننا وحقيقة التشكّل للإرادة الوطنية المستقلّة في أن يكون اللبنانيون أسياد مصيرهم وأن لا يُجير هذا المصير في حسابات قريبة وبعيدة ، فمن حق اللبنانيين وبعد سنوات محنتهم الطويلة أن يصبحوا أخيرا" أسياد مصيرهم وصانعوا مستقبلهم .

 

2 – في خلفية هذا السؤال إفتراض يجعل من الشيعة أمّة داخل الأمّة والتشكيلات السياسية الشيعية دولة داخل الدولة ، وهذا خطأ في المنطلق وما حالة إيران في استتباعها للتيارات الشيعية الأخرى وفي مصادرتها للعباءة الشيعية اللبنانية إلاّ عدوانا" على لبنان وتسخيرا" لبعض اللبنانيين واجتراءا" على الشيعة اللبنانيين وتشويها" للبنانيتهم ، وهو مرفوض من منطلق شيعي حميم ومن منطلق لبناني سليم ، وهو ما نرفضه ونواجهه ونربأ بحزب الله أن يتحول إلى وظيفة للسلاح الإيراني في سوق النفوذ الّذي يُدخل المنطقة فيه .. فنحن نادينا وفي أكثر من تصريح وحذرنا من أن يتحول حزب الله إلى وظيفة من وظائف السلاح وينتفي كون السلاح وظيفة من وظائف المقاومة والنضال فيقع في جارور الإستعمال الإيراني والسوري كما هو حاصل اليوم ، ولأنّ حزب الله أصبح في هذه الحالة تكون القضايا التي أعطته المشروعية في السابق تحتاج لمن يعبّر عنها ويحتضنها ولمن يعمل في إيجاد مُتنفس للشيعة اللبنانيين في التواصل مع دورهم التاريخي في إنهاض لبنان وجعله موءلا" للحرية والتعدد والتقدم والعدالة .

 

3 – إنّ الكلام عن التمثيل والممثلون والمُمَثلون هو كلام مستعمل كثيرا" في المزايدات خاصة الخطابية منها ، فالتمثيل هو مسألة أساسية في إرساء شرعية الحكم في الأنظمة الديمقراطية ولا يمكن قياس التمثيل إلاّ في إطار مدى عام يجري ملؤه بواسطة مؤسسات تسمح بتكوين الأطر التمثيلية التي تتولى التشريع والمراقبة ويتكون هذا المدى من أشخاص متساوين لا يحتم تواجلهم قيدٌ مطلق قيد في إطار يحمي الحقوق والحريات كافة ، لذا عندما تقول أنّ الرأي العام الشيعي اللبناني يميمثله حزب الله وحركة أمل بشكل كبير تكون قد وقعت في خطأ ، بإمكانك القول أن حزب الله ولتركيبة الشيعية التي سمح ببقاءها بعد أن تأكّد من سيطرته على كامل مفاصلها قد صادر الرأي الشيعي والتمثيل الشيعي ، فلا يمكن أن تعرف من يمثل الشيعة فعلا" إلاّ إذا رفعت عنهم الإلزام والقسر والسلاح وأصبحوا مواطنين لا قطعان يحرسها مدججون بالسلاح وأجهزة أمنية واستخباراتية متعددة . لذا أنا لا أدعي أنني أمثل رأي الطائفة الشيعية كما لا يمكنني أن أسعى إلى المصادرة على آراء الآخرين ، فلا هو من طبعي ولا هو من قدرتي ولكن لي قدرة واحدة على التعبير عن رأيي وعن آراء الناس الذين يشاركونني وضعي وأعتبره واجبا" لن يثنيني عنه ترهيب مرهب وترغيب مرغب .

4 – بالطبع إنّ التيار الشيعي الحر هو تشكيل مرحلي ، فكل تشكيل هو تشكيل مرحلي ولا تشكيلات سياسية إلهية إلاّ في مخيلات البعض ، فما هو نهائي فقط هو الوطن اللبناني بمنطوق الدستور الّذي ينص في مقدمته على نهائية الوطن اللبناني ، هذا في الإطار السياسي ، أما في الإطار القيمي فهنالك قيمة واحدة مطلقة هي قيمة الإنسان ، وكلّ إنسان في حياته وأمانه وقدرته على تحقيق ذاته والسعي إلى سعادته ، هذا ما يمثل في قناعتنا المعنى المباشر لنهائية الوطن اللبناني في مقدمة الدستور ، أما القراءة التي تعتبر أن كلّ نشاط في بقاءه وفي دوامه وإنتاجه مرهون بأسواق التسويات والبازارات السياسية ، فهذه القراءة هي مرحلية أنتجها التعدي السافر للمال الإيراني ومتاجرة النفوذ الإيراني وما يفبركه لنا من وسائل دعاية وجمعيات استرهان في تغطية السموات بالقبوات كما يقول المثل اللبناني .

 

5 – إنّ دعوتي لمفتي صور وجبل عامل العلامة السيد علي الأمين لترأس التيار الشيعي الحر له علاقة باحترامي الكبير له وتقديري لما أدلى به في أكثر من مناسبة ، ما يعبّر عن حرية رأيه واستقلاليته ، أما ما يتعلق بالصبغة الدينية للعمل السياسي فهو شيء أرفضه ، إنّ تسخير الدين واستعمال الفتاوى في إدارة مصالح الناس والتحكم بها هو أمر ممجوج وكريه يجعل من الدين أداة قهر واستعباد ما يبرر الكفر بالله .. أعوذ بالله .

فتجربة حزب الله لا أريدها وإن كنت أتحرك تحت عنوان مذهبي ، وهنا أودّ التفريق بين الصبغة الدينية والعنوان المذهبي ، وذلك سندا" لطائفية النظام السياسي اللبناني ، فالفعاليات الشيعية ذات الميول اليسارية هي شيعية أيضا" ولكن أحسّ من موقعي كمحمد الحاج حسن أنّ لي واجبين واحد في إطار المساهمة السياسية في مشروع الطائفة الشيعية اللبنانية  ، وآخر في إطار مفهوم علاقة الدين بالسياسة ، ففي التراث عرفنا فقهاء السلاطين وخطرهم في تشويه الدين ، وهذا الخطر يسير وضئيل أمام سلطنة الفقهاء وتحويل الدين إلى أداة للقمع والتسلط وإفقاد الدين لمعناه ودوره ، ونجد تطرفا" لهذه الحالات حتى الإرهاب الممجوج والمرفوض .

 

6 – إنّ الصراع داخل الطائفة الشيعية بالنسبة للمرجعيات ناتج عن تصور يقول بولاية الفقيه المطلقة أي أن الولي المطلق هو ولي أمور المسلمين جميعا" وليس الشيعة فقط وبالتالي يبغي هذا الفقيه المطلق تمثيل وإخضاع المسلمين جميعا" لولايته وهذه الأزمة يعيشها إيرانيون وقميّون في الصميم وهي ليست حكرا" على ما يجري في لبنان أو في النجف الأشرف أو في أي مكان آخر من البقاع الشيعية . إنّ مشروع ولاية الفقيه هو مشروع مستورد وهو تعميم لمصطلح فقهي قياسا" على تجربة التشدّد الإسلامي السني وهي نظرية تمثل بمفردات شيعية شعار الإسلام هو الحل المتطرف لدى الإخوان المسلمين ويعود هذا التفكير لفشل عبور المجتمع الإيراني إلى الحداثة والديمقراطية ، وقد عكس النظام الإيراني تحت مقولة تصدير الثورة هذه المشكلة على كل شيعة العالم ، وفي لبنان أخذ هذا المفهوم أبعادا" أخرى دفعته إلى تقليد العالم السني في الحصول على بن لادن شيعي هو حسن نصرالله ، هذه الموازاة هي من منطلق بدائي على أن لكل عشيرة بطلها ، هذه النزعة القبائلية لا تعبر إلاّ عن فشل وتخلف مجتمعاتنا ، ويكون الحل بمفهوم المواطنية والحقوق والحريات في الإطار الدستوري وفي الديمقراطية كوسيلة في إدارة الشؤون العامة والسعي للنمو والرفاهية .

 

7 – بالطبع أنا أخشى من تطييف الحياة السياسية اللبنانية فنحن نصرّ على طائفية النظام اللبناني في إطار الديمقراطية التوافقية وفي إطار التعددية المجتمعية التي تمثل نسيج المجتمع اللبناني ولكننا ونحن ننظر للتنوع كغنى نرفض الإحتجاج بالإختلاف كإحتراب وشحن للأحقاد وما تفعله إيران وسوريا هو التلطي بالعباءة الشيعية كلٌّ لهدفه ، الأولى في استغلال الساحة اللبنانية لسياساتها النووية المتدحرجة ، والثانية في استعمال العناوين الطائفية في تقويض الكيان اللبناني وفي خنق الديمقراطية اللبنانية التي تشكل خطرا" على أي نظام استبدادي لا يقدر على تحمل صوت حر فكيف بمجتمع يتفاعل وينمو ويتقدم ، أنا لا أخشى على لبنان وعلى الطائفة الشيعية لأن اللبنانيين أصيلون وإرادتهم في النهوض لا بد أن تؤتي أُكُلها ولا بد من أن تتحرر إرادة اللبنانيين وأن يقوم لبنان من بين هذا الركام الذي تحيطنا به مشاكل المنطقة وعُقدها المتأصلة .

 

8 – إنّ حزب الله اليوم أصبح بعيدا" عن العلاقة بمزارع شبعا وموضوع الأسرى فهذه القضايا يحكمها اليوم القرار 1701 وتشرف عليها الدولة اللبنانية ، فكما دفع التعاطف الدولي مع لبنان والعمل المتفاني لرئيس الحكومة إلى وقف الحرب الإسرائيلية على لبنان فهذه القضايا في عهدة أمين هو رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ، وبالنسبة لحزب الله لا تمثل هذه القضايا إلاّ حجة تسمح له بإبقاء سلاحه وإبقاء هيمنته على جزء كبير من حياة الوطن فكما كان الإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان ضد مصلحة معلميه السوريين ، إنّ مزارع شبعا لا تعني أكثر من حجة تسمح له باستدرار النفوذ الإيراني وخدمة أسياده الإيرانيين الّذين عبروا بلسان وزير خارجيتهم إبّان الحرب الإسرائيلية أنهم ضد ترسيم الحدود في مزارع شبعا وضد إعادتها فحزب الله إن أُعيدت مزارع شبعا سوف يستمر بالتمسك في سلاحه راغبا" برمي إسرائيل في البحر ، حتى لو رماها في البحر سيستمر بالإحتفاظ بسلاحه محتجا" بإمكانية تعبيد طريق إلى السماء ، فما قلته سابقا" عن كون حزب الله أصبح وظيفة للسلاح هو الّذي بحكم طبيعة تصرفه وغاياته البعيدة ، فأنا أطرح سؤلا" أساسيا" حول معنى الوطنية اللبنانية في بنية حزب الله الفكرية والعقائدية كحركة سياسية وحول تفسير الإلهي وتمييزه عن غير الإلهي في خطابه وأخلاقياته العملية ، فهنا لب المسألة وليس في انسحابات من مزارع شبعا أو غيرها .

 

9 – طبعا" إنّ حزب الله أصبح عبئا" على شيعة لبنان لارتباطه بالمشاريع الخلاصية لأحمدي نجاد وفي استرهانه لفتاوي خامنئي السياسية .

 

10 – إنّ كوابيس الفتنة هي أمرٌ يُنتجه ويغذيه ويربيه القمع والإستبداد كما يتيح قمعا" واستبدادا" في المقابل ، فالكراهية لها تربة في النفوس المقهورة والمثلومة الكرامة يزرعها ويغذيها الإستبداد والصلف والظلم كما أصبحت موضوعا" يجري الكلام عليه وفيه من واقع قراءة ضعفنا وتعلقنا بالماضي وعدم نظرتنا إلى الأمام ، هذا في المنطقة ، أما في لبنان فهنالك رغم كل المظاهر مجتمعا" سمحا" لا مكان فيه للتطرف وما الصراعات والحروب التي شهدها لبنان إلاّ حروب الأخرين على أرضه وقد تعلم اللبنانيون من مآتي هذه الدعوات ومراميها بلحمهم ودمهم ولن يكرروا السقوط في هكذا مصائب .

إنّ لبنان هو النقطة الأضعف عربيا" وهذا صحيح ، ولكن في هذا الضعف قوته فهو اليوم قبلة أنظار المجتمع الدولي والإخوان العرب وما فيه من مصيبة إلاّ ما يُروّج عن أساطر القوة لدى بعض معتمدي خطاب العنف وثقافة الموت ، ومعتمدي هذا الخطاب يعتمدوه عن أصول ومصادر وجذور لا تنبت في التربة اللبنانية .

العراق لم يعرف الطائفية بالشكل الّذي نراه اليوم فشعائر كربلاء هي شعائر تجمع السنة والشيعة في ماضي العراق القريب والجيش العراقي الذي قاتل لثماني سنوات متتالية جيش الثورة الإيرانية كان في غالبيته من أبناء الطائفة الشيعية ، فمناخ التنعير الطائفي هو مناخ يدفع به التوجه الإيراني في سياسات نفوذه وهدفه القضاء على العروبة والرابط العربي ، وعلى هذه القاعدة ينبغي مواجهته ومقارعته ، فهذا الإنقسام المذهبي وهذا الإنثلام في جسد العراق الحبيب لا يُعالج إلاّ بحنو عربي وبنخوة عربية تجاه العراق ككل بكافة عائلاته وعشائره المذهبية وتنوعاته السياسية .

 

11 – إنّ إعدام صدام حسين هو خاتمة عادية لعهده ، هذا العهد الّذي لم يكن نتاج طائفة معينة أو مذهب معبن ، فعهد صدام حسين كان نتاج حراك سياسي متأصل في العراق الحديث منذ انقلاب عبد الكريم قاسم وجذور هذا العهد في بشاعته وغرابته في المناحي التي اختطتها النخب العراقية خصوصا" والعربية عموما" التي انتسبت للقومية والتغيير والثورة ، فعهده بكليته مع خاتمته ليس شيئا" غير مألوف في ثقافة الإستبداد والعنف والموت في انحراف النخب العربية واتجهاتها القومية المتطرفة ولهذا أشكال عديدة قد أعيد انتاجها بشكل متواصل في العالم العربي والإسلامي من الناصرية إلى البعثية بشقّيه إلى الخمينية بكلاحة وجهها ، كلّ هذه الإتجاهات تشرب من معين واحد ، سواء كانت مؤمنة أو ملحدة ، رأسمالية أو إشتراكية أو عالم ثالثية ، كلها مرجعيتها واحدة وما الدعوات الأيديولوجية إلاّ مفاهيم أدوات في نزاعاتها للتحكم بالسلطة والإثراء بنفسية المماليك لا بنفسية الأسياد . إنّ صدام حسين حصد ما زرع رغم أني ضد الإعدام بالمبدأ فحياة الإنسان ثمينة وغير مخول أحد بإنهائها إلاّ باريها ، ومن نفّذ إعدامه يرتكب خطأ وخاصة إلى جانب ما يُنسب إلى هذا الخطأ من الإستخفاف بمشاعر السنة هو افتراض أذية مشاعر السنّة من إعدام صدام حسين .

من الممكن أن إعدامه بهذه الطريقة يهدف إلى إستثارة الغرائز وهذا ليس غريبا" عما يفعله الإيرانيون والفوضى والإضطراب في العراق أسوء ما فيها أنها سمحت للإيرانيين بتأثير ونفوذ كبيرين ولا أجد إعدام صدام بهذه الطريقة بعيدا" عن الخط العام الذي تنتهجه سياسة النفوذ الإيرانية ، فعملية التحريض المذهبي هي أداة تعامل إيرانية بامتياز وفي كثير من الأوقات يسقط عدوهم أو خصمهم في التداول بهذه العملة . يجب علينا كعرب أن تكون هذه العملة غير صالحة للدفع في أدبياتنا وخاصة السياسية منها ، فالأعياد ليست سنية فقط هي أعياد إسلامية عامة ، وكان من الواجب مراعاة حرمة أيام الله وشعوري كمسلم شيعي أيضا" وتأجيل الإعدام لما بعد الأعياد مع تأكيدي على أنني ضد الإعدام من ناحية المبدأ ، كما أنني أعتبر صدام حسين من أكبر المجرمين الّذين انتهكوا الحقوق الإنسانية في العراق وجرائمه التي ارتكبها يصح وصفها بالجرائم ضد الإنسانية وينبغي عقابه عليها دون شك وأن يكون العقاب درسا" يتلمه أمثاله من استاليني العرب ، ولكن لا بد من محاكمة القادة الإيرانيين الّذين أيضا" فتكوا بالشعب العراقي وأبادوهم بحمم صواريخهم ، وأخشى أن يكون من نفذوا الإعدام لهم ارتباطات بجماعات عراقية مدعومة من إيران ويصبح الإعدام على قاعدة الإنتقام لا على قاعدة العقاب ، وما أثار اشمئزازي هو الطريقة المرعبة التي تمّ التعامل بها مع صدام حسين ومعاونيه وطريقة فصل الرأس وأنا في هذا المقام أطالب بفتح تحقيق عربي لكشف ملابسات هذه الحادثة بكل جوانبها . أما عن قرار المرجعية الشيعية في ذلك فلا أعتقد أن المرجعية في النجف لها ارتباط في كل ما جرى وإن كان الهمس عما كتب عن وجود مقتدى الصدر أثناء الإعدام فمقتدى الصدر لا يمثل المرجعية الدينية إنما يمثل حالة ميليشياوية مدعومة من إيران وتتحرك في الفلك الإيراني كغيره من الحركات .

 

وأخيرا" أتمنى أن يلتقي المسلمون على كل ما يوحد كلمتهم ويجمع صفهم في مواجهة أعداء الإسلام والعروبة وأن يتركوا الخلافات الضيقة التي معظمها يجب أن يزول مع التاريخ وإن كان من استحضار لبعضها فليكن استحضار من أجل التعلم من الماضي لا من أجل الإنقضاض على الحاضر وحرف المستقبل .

حذاري من أن تتغلغل في مجتمعاتنا العربية مؤامرة فرسنة الشرق وتسري تحت أقدامنا كالنار في الهشيم ونحن في غفوة التخامر السياسي والطمع السلطوي وحب الإمارة ، لأن في ذلك إطاحة بالإمارة والمُتأمّرين .

فلنعش بمحبة وسلام دون عنف وسلاح ، فالله أرسل إلينا أنبيائه ورسله ليعظوننا بالتي هي أحسن ويخاطبوننا بالكلمة الطيبة لا بالقتل والترهيب والإقتتال والفتن ، فالسنة هم أحباب الله وأحباب نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وهم أحباب علي عليه السلام وفاطمة سلام الله عليها وسائر أهل البيت عليهم السلام كما الشيعة ، فلا عليّ يقبل ولا محمد يرضى بأن نختلق المشاكل التي تبعدنا عن بعض وتزرع البغضاء في وسطنا ، ولنتوجه بقلب صادق إلى رب رحيم وأستغفر الله لي ولكم .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

المنسّق العام للتيار الشيعي الحرّ

     الشيخ محمد الحاج حسن    

                بيروت  

 

www.chi3a.jeeran.com