رئيس التيار الشيعي الحر: يقولون انهم ضد أميركا وفيلتمان يومياً في عين التينة والمجلس الشيعي

 الشراع - 2007 / 4 / 6

 كشف رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن عن معلومات وتوقعات في منتهى الخطورة عن تطورات قد يشهدها لبنان في الأسابيع المقبلة، وأبرزها تجدد الحرب بين إسرائيل وحزب الله وستكون حرباً قاسية ومؤلمة وطاحنة.

 

((الشراع)) التقت بالشيخ الحاج حسن وأجرت معه الحوار التالي:

 

# ما هي توقعاتك ما بعد القمة العربية؟

- لم تأت القمة بجديد فيما خص اتخاذ مقررات لحل الأزمة اللبنانية ويبقى الأمل بقدرة اللبنانيين على مدى إصرارهم للوصول إلى بلد يتمتع بالحرية والسيادة والاستقلال. وأنا لست متفائلاً على عكس آخرين متفائلين بما نتج عن القمة، ولم أكن متفائلاً أصلاً بالمبادرة العربية ونحن ننتظر لنرى.

 

# لست متفائلاً! فما الذي يجعلك تصبح متفائلاً أي أين يمكن نجد الحل برأيك؟

- الحل بأن يجلس اللبنانيون جميعاً..

 

# .. جلسوا؟

- أن يجلسوا ويتصارحوا، جلسوا ولم يتصارحوا، فالمصارحة يجب أن تحصل قبل المصالحة، لا بد من المصارحة لأن هناك فريقين في لبنان، وأحدهما في نظري لا يريد قيام دولة لبنانية. وفي قناعاتي ان النظام السوري والرئيس بشار الاسد تحديداً، هو مصر على حرق لبنان وزرع الفوضى واللااستقرار فيه. وحزب الله يسعى إلى مشروع مختلف كلياً عن المشروع الذي يطرحه بعض فرقاء 14 آذار، وحلفاؤه يسعون إلى مشروع مختلف أيضاً ونحن نريد أن تحصل مصارحة وان يُسأل حزب الله أي لبنان يريد؟ هل يريد لبنان الديموقراطي السيد الحر المستقل البعيد عن أية عملية استلحاق لا بسوريا ولا بإيران ولا بأميركا وفرنسا أو أي دولة أخرى؟ أم يريد السعي لأن يكون لبنان ملحقاً بالمقررات الإيرانية المرتبطة بالمشروع الإيراني في المنطقة العربية؟ وغير ذلك من الأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة واضحة. وطالما ان المصارحة غائبة، فلا أعتقد ان هناك حلولاً قريبة في المدى القريب.

 

# حتى ذلك الحين كيف تتوقع مسار التطورات؟

- أخشى فعلاً وبشكل جدي أن نذهب خلال الأسابيع المقبلة إلى حكومتين ورئيسين، وسيكون هناك حكومة شرعية ورئيس شرعي في مقابل حكومة مزيفة ورئيس مزيف، واعتقد ان أصل البلاء هو إميل لحود فهو كالصنم ينفذ أوامر حزب الله ويتلقى هذه الأوامر من الضاحية الجنوبية التي حلت محل عنجر.

 

# ألا تعتقد ان الفريقين ينتظر كل منهما تطورات ما؟

- أظن ذلك. أحدهما ينتظر شيئاً من الغرب..

 

# ضرب إيران مثلاً..

- لعل ضرب إيران أصبح أمراً واقعاً، حسب ما أقرأ من تقارير، والرئيس نجاد نتيجة أخذه الأمور بطريقة قدسية وإلهية وغير ذلك، لعله لم يقتنع بعد ان هناك ضربة قاسية ستكون لإيران نتيجة المواقف المتصلبة، وأعتقد ان جميع الفرقاء في لبنان ينتظرون مرور شهر نيسان، وربما شيء ما سيحدث في هذا الشهر.

 

# ماذا سيحدث؟

- ربما هناك من ينتظر جملة أمور كسلة واحدة، من ضرب إيران إلى إقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع إلى التدخل الدولي لفرض حصار مطبق على حزب الله وسلاحه، وبالتالي على النظام السوري، وهذه التطورات جميعها ستحسم الخيارات في لبنان. وأي لبنان سنسير إليه. وأعتقد شخصياً ان مسار الأمور سيكون على الشكل التالي:

نحن ذاهبون إلى تطور أمني ما بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران، وتطور أمني ما بين لبنان وإسرائيل وأرى بأم العين وهذا ليس توقعاً، اننا ذاهبون إلى إقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع.

 

# ماذا بشأن التطور الأمني بين لبنان وإسرائيل؟

- أخشى وأخاف جداً أن تكون هناك ضربة قاسية يتعرض لها حزب الله وتدفع الطائفة الشيعية الثمن الغالي بسبب سياسة حزب الله ومغامراته.

# حرب جديدة؟

 

- نعم بناء إلى معطيات.

# من هذه المعطيات؟

 

- تقارير نقرأها عن الكونغرس والإدارة الأميركية، وتحذيرات وصل بعضها إلى الحكومة اللبنانية، وقال لي بعض المسؤولين الغربيين ماذا لو خسر لبنان 500 ألف مواطن من أجل إنقاذ مليونين. ولذلك أتوقع أن تكون الحرب طاحنة وقاسية ومؤلمة هذه المرة وتدفع الطائفة الشيعية ثمناً غالياً – لأن ما جرى في تموز لم يكن حرباً فعلية، كانت مجرد حقل تجارب، وأنا لا أسميها حرباً فعلية قامت بها إسرائيل، وكان هناك اتفاق ثلاثي إسرائيلي – إيراني – سوري، ودفع اللبنانيون ثمناً غالياً، ولم يكن هناك أي انتصار وأرفض كلمة الانتصار شكلاً ومضموناً، كان هناك صمود لأهل الجنوب في قراهم، نعم كان هناك صمود، ولكن لم يكن هناك انتصار. وأعتقد ان الحرب هذه المرة ستكون بعيدة عن ساحة الجنوب.

 

# في البقاع؟

- أعتقد ذلك.

 

# ستطال سوريا إذن؟

- أستبعد ذلك، والنظام السوري قائم أصلاً ومحمي من إسرائيل، ووجود بشار الأسد تحديداً هو بقرار سوري، وفي حرب تموز رأينا كيف كنا نحن ندفع الثمن بينما هو يجري المفاوضات مع إسرائيل.

 

# ولماذا في البقاع ستكون الحرب؟

- حزب الله كان يعارض دخول الجيش اللبناني إلى الجنوب، بعد حرب تموز وهذا الكم الهائل من الدمار والخسائر البشرية والمعنوية ذهب الجيش إلى الجنوب ومعه قوات الطوارىء. اليوم يعارضون نشر قوات دولية لمراقبة الحدود، أنا سأقول انهم يجروننا إلى حرب جديدة مع إسرائيل من أجل تمكين القوات الدولية من الانتشار على الحدود اللبنانية – السورية.

 

# متى بتقديرك؟

- في حزيران، وهذا سيترافق مع إقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع. أي سيطبق الخناق على حزب الله. وعليهم أن يتذكروا هذا الأمر وينسحبوا فوراً من ساحة رياض الصلح.

 

# إذا أنهوا الاعتصام، لا تحصل الحرب؟

- بلى، لكن هناك فرق بين ان تحصل حرب ومعك جزء من الشعب العربي المتعاطف معك وبين أن تتعرض إلى الانتقاد الداخلي والعربي والحرب القائمة، لأن نزول حزب الله إلى رياض الصلح جعل الشارع العربي ليس معه وكذلك الشارع اللبناني. فمن سيقف معك؟ سنكون كما قال الشيخ صبحي الطفيلي: ((سنذبح كالخراف))، فحزب الله يأخذنا إلى نفق مظلم حقيقي وسندفع الثمن غالياً.

وفي 7 تموز 2006، أعلم حزب الله، أو في البداية أُعلم سعد الحريري من بعض الجهات الخارجية بأن هناك مشكلة أمنية وتطورات خطيرة ستحصل، فقال لهم: ((لا، ان شاء الله تتعالج))، فقالوا له: ((لا، لن تتعالج))، قال لهم: ((خلال أسابيع نحلها))، قالوا: ((لن تلحق)) لأن هناك قراراً في 12 تموز ببدء الحرب، وفي 7 تموز زار السيد حسن نصرالله وقال له: ((الوضع كذا وكذا))، فأجابه: ((لا، اطمئن)) قال له: ((حسناً لا تعطوا الإسرائيليين ذريعة، لأن هناك معلومات تقول كذا وكذا)). فحزب الله كان على قناعة وعلم بحصول الحرب، فماذا فعل أعطى الحجة والذريعة لإسرائيل. واتخذ قرار الحرب من تلقاء نفسه بدون أن يضع الحكومة في الأجواء التي لديه. فلماذا لم يقل لسعد الحريري ذلك.

 

# ما مصدر ان سعد الحريري فعل وقال ذلك؟

- المصدر أنا واثق منه.

 

# والحرب الجديدة في حزيران؟

- الذين قالوا لسعد الحريري ان الحرب آتية على لبنان في تموز الماضي، هم اليوم يقولون هيئوا أنفسكم لحرب جديدة في حزيران. وعلى حزب الله أن يتدارك ذلك.

 

# ما المطلوب أن يفعله حتى لا تقع الحرب؟

- أن يطبق القرارات الدولية 1159 و1701.

 

# لماذا لا تشكلون، جبهة معارضة شيعية موحدة، مع الأطراف الأخرى؟

- أنا سعيت والتقيت بإبراهيم شمس الدين وأحمد الأسعد وحبيب صادق وعلي صبري حماده والحاج فادي يونس والسيد علي الأمين. وقد وجدت صعوبة في ان نجمع هذه القوى، في لقاء على غرار ما حصل في لقاء قرنة شهوان.

 

#.. ما هي العوائق؟

- كثيرة، أهمها ان ابن الأسعد يقول أنا ابن الأسعد وابن حمادة يقول أنا ابن حمادة وابن فلان يقول أنا ابن فلان. وهذا ما جعل حزب الله مرتاحاً، في رؤية هذه القوى لا تسعى إلى أكثر من أن تكون اصواتاً معارضة من العائلات التقليدية. ونحن كسرنا الحاجز وغامرنا بحياتنا لزرع شيء ينقذ الحالة الشيعية، ومواقفنا قد تكون قاسية وحامية، ولكننا نرى فيها الخلاص للطائفة الشيعية.

 

# سبق وأعلنت عن مفاجأة على الساحة الشيعية أين أصبحت؟

- نحن حددنا آخر آذار ووسط نيسان وما زالت التحضيرات قائمة، وسنؤخر الاعلان قليلاً إلى حين عودتي من الولايات المتحدة الأميركية.

 

# ذاهب إلى أميركا؟

- نعم. وربما هناك أتحدث أمام المسؤولين الأميركيين وعلى ارفع المستويات لأنقل الوجه الشيعي والموقف الشيعي المستقل ورؤيته لمستقبل لبنان.

 

# بدعوة؟

- سنعلن في حينه من هم أهل الدعوة وكيف ستُرتب الأمور.

 

# ستلتقي مسؤولين كباراً؟

- نعم. نعم وأتمنى أن لا يُعتبر ذلك نوعاً من التآمر مع الأميركيين كما هي اللغة في شارع حزب الله، وأذكّر هنا ان الشيعة المدعومين سياسياً من إيران هم متحالفون مع الأميركيين في أفغانستان، والشيعة المنسجمون والمدعومون من إيران في العراق هم أيضاً متحالفون مع الأميركيين. فلا يُفاجأوا كيف سأذهب إلى أميركا ويتساءلوا عن السبب؟ طالما ان السفير الأميركي صباحاً مساء هو في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وفي عين التينة.. ولا أفهم كيف تكون مقاطعة أميركا ومعاداتها ونحن نستقبل دائماً السفير الأميركي، حتى ان مسؤولاً أو ممثلاً لحركة أمل يتواجد في الاجتماعات الأسبوعية والفصلية الأميركية، ويتواجد دائماً على الموائد الأميركية، وإذا وصلت الأمور إلى التحدي سأقول الأسماء. فكفى متاجرة بالموضوع الأميركي. فنحن نبني علاقات مع كل الناس وجسور تواصل مع العالم كله. لأننا نريد أن نقول للأميركيين وغيرهم ان الشيعة في لبنان، لا يمكن أن يحصروا لا في حزب ولا في تيار، فالطائفة الشيعية أكبر من الأحزاب والتيارات والقوى والأشخاص، هي مع مشروع بناء الدولة ولا يمكن أن تكون في حالة عدائية لا مع المجتمع الأميركي ولا مع شركائها في الوطن، ولذلك علينا أن نوضح هذا الموقف الشيعي ونقيم جسور تواصل مع الجميع.