التيار الشيعي الحر/المكتب الإعلامي 

29/8/2007

عقد رئيس التيّار الشيعي الحرّ الشيخ محمد الحاج حسن مؤتمرا" صحفيا" بمناسبة الذّكرى الـ 29 لتغييب سماحة الإمام السيّد موسى الصدر ورفيقيه في مقر التيار بوليفار سن الفيل جاء فيه :

سيدي الإمام سنوات خلت وقلوبنا تعتصر شوقا" لرؤية محياك البهية ، نحفر بدموعنا طريق انتظار عودتك الميمونة مع رفاق درب آلامك وغيبتك الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين ، كم الوطن بحاجة إليك وإلى إرشاداتك للخلاص من محنته وأزماته ، فأنت عاشق الوطن وأمير حب ترابه ، أنت الّذي غرزت أرزه في حنايا قلبك ، وناديت بلبنان أولا" وأخيرا"، لبنان العيش المشترك والتعايش الإسلامي المسيحي ، أنت الّذي صرخت متألما" رافضا" منطقك العزلة والكبرياء والتعنّت والتحريض والتهديد والوعيد والتخوين ، أنت الّذي ترتكب باسمك الكثير من الشواذات ، أنت الّذي يقهر باسمك الوطن، أنت الّذي لم يستطع النظام السوري أن يحمل جريمة تغييبك فحمّلها إلى النظام الليبي ، لماذا لم يُلاحق ملف الإمام الصدر ورفيقيه طيلة السنوات الماضية ؟ ولماذا اكتفى حُمّال الأمانة التي ضيّعوها وهدروها بالإحتفالات والبيانات ؟ لماذا لم ينادي قادة الطائفة الشيعية وزعماءها السياسيين والروحيين بمحكمة دولية تلاحق المجرم على جريمته وتكشف النقاب عن هويتهم ... لأنها سوريا .. الشقيقة التي نفذت رغبات بعض الزعماء السياسيين الكبار وأخفت الإمام لأنّه فعّل القرار الشيعي ضمن التركيبة اللبنانية وأوجد للطائفة الشيعية هيكلية تنظيمية عبر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ( أسير إيران وحزب الله اليوم ) .

 

أُخفي الإمام لأنّه أراد صناعة وطن وقيام دولة سيّدة القرار ، وأراد انخراطا" فعليا" داخل مشروع الدولة لأنّه آمن بأنّ أي تمايز لأي طائفة عن غيرها يعني حصول خلل يليه انهيار للمشروع الخاص ، وأهمية الإمام الصدر يكمن في هذه الطروحات الوطنية الصادقة ، فدخل الكنائس كما المساجد ليشعل ثورة الإندماج بين الإنسان وأخيه الإنسان ، إلى جانب التفاعل في ضرورة توجيه البندقية نحو العدو الإسرائيلي الّذي هو عدو مشترك لجميع اللبنانيين بكلّ طوائفهم وانتماءاتهم .

هذا الإمام الّذي عاد من إيران فبقي معها في علاقاته الدينية والعقائدية ، وحرّر نفسه بلبننة قراره الوطني .

 

واليوم ، يستخدم البعض صورة الإمام ونداءاته وشعاراته لمجرد استحضاره في كسب عواطف الناس ، لأنّ ممارساتهم كلّها خلاف ما دعا إليه وتمناه .

قضية الإمام موسى الصدر ورفيقيه قضية مطروحة اليوم في البازار الليبي – الإيراني ، فأسأل حامل الأمانة في غير وجه حقّ ، ما موقفك إن طلبت إيران منك أن يطوى ملف الإمام مقابل حفن من الدولارات ، فهل سيكون لديكم تسعيرة بورصة تتسابقون عليها مع إخوانكم في حزب الله ؟

هل من المعقول أن يقنعنا النظام السوري والملالي الإيراني أنهما لا يعرفان من أخفى الصدر ورفيقيه ؟

وهل أخفي الإمام ليتقلّص دور الإنتماء الوطني للشيعة ويتفاعل مكانه دور الإلتحاق بولاية الفقيه ؟

نحن نصرّ ونطالب الحكومة اللبنانية بمطالبة مجلس الأمن الدولي بضرورة إحالة قضية الإمام إلى المحكمة الدولية وكشف ملابسات جريمة التغييب ، وبدوري لن أتأخر بزيارة القذافي لمعرفة وجهة نظره في هذه القضية.

 

لو شاهد الإمام الصدر مهرّج المسرح المخابراتي السوري وئام وهاب على منبره وعلى منبر جدّه الحسين (ع) يشتم ويحرّض ، من الطبيعي لكان رفض وجود نجاسة كهذه على المنبر الشيعي ، فموقع وهاب تحوّل إلى شوشو 8 آذار مع الفارق الكبير بين هذا الشوشو والمرحوم شوشو الّذي عاش حياته بكرامة وعزة .

ولو كان الإمام موجود اليوم لما تصرّف كما يتصرفه هؤلاء مع استحقاق كالّذي نحن قادمون عليه ، فعون يظّن نفسه جسر الخلاص والعبور بين اللبنانيين ويطالب بحكومة وحدة وطنية أو جهنم ، ووهاب يبشرنا بالفوضى ، وإرسلان يخيرنا بين عون والفوضى ، وحزب الله يتحفنا بلهجته الفوقية والتحريضية السامة والتخوينية القاتلة ، متناسين أنّ انتفاضة الإستقلال حرّرت موقعي الرئاستين الثانية والثالثة وبقي الموقع الرئاسي الأول قيد الإحتلال من قبل إميل لحود موظف القيادة القطرية البعثية.

 

 يحكى عن التوافق، فنحن مع توافق اللبنانيين خارج أي مساومة على المبادئ التي أطلقتها انتفاضة الإستقلال وكُتبت بدماء شهداءها. ولم يعد خافيا" على أحد أنّ هناك اصطدام في المسعى السعودي بحاجز اسمه سوريا واصطدام المسعى الفرنسي بحاجز اسمه سوريا ، فشرّ الشرور هو النظام السوري الّذي يريد ارباك وضعنا .

النائب محمد رعد يبشرنا بأنه لن يكون هناك رئيس جمهورية ، وأنهم يمارسون صبرا" غير مسبوق .

نعم يا حاج رعد ، لأنكم لم تتعودوا أن لا تأخذوا ما تطلبوا، ولا تنفذوا مآربكم.

يا سيد رعد ، نحن من صبر عليكم وتحملنا بقاء إميل لحود من أجل أن نصل إلى استحقاق نمارس فيه حقنا الدستوري وننتخب رئيسا" حرا" وفيا" مخلصا" لوطنه لا يهاب الميليشيات ولا يحني رأسه للوصايات من أي مكان أتت ، نحن من صبر على الإجرام والقتل والتهجير والتدمير والإستشهاد ، وعلى 23 و25 كانون الثاني وعلى عملية إفقار هذا الوطن وشعبه المظلوم المسكين ، نحن من صبرنا على خطابات التحريض المذهبي والطائفي والمناطقي ظنا" منّا أنكم تعودون إلى رشدكم . نحن من صبرنا على تجويعنا في البقاع وسلبنا حقوقنا التي حولتموها لتحصين عروشكم السياسية في المصيلح وحارة حريك ، نحن من صبرنا على سياستكم التي حولتمونا إلى أضاحي تفتدون بها مشاريعكم الخارجية والبعيدة عن الإرتباط الوطني والصفاء اللبناني.

 

تريدون رئيس جمهورية ( لحزب الله ) ، فأوضحوا لنا هويته ، هل تريدونه رئيس جمهورية مع دولة لبنان السيد الحر المستقل أم مع دولة حزب الله وإماراته الأمنية ؟ فلماذا تمنعون نواب الأكثرية من انتخاب مرشحهم وأنتم من فرض واقع المذهبية عندما فرضتم عليهم مرشحكم الشيعي لموقع رئاسة مجلس النواب ؟

إنّ هذا الإستكبار الّذي يعيشه نواب ومسؤولو حزب الله ينمّ عن ثقافة العنف والتجبّر ويريدون فرضه على عموم اللبنانيين، وكلّ هذا باسم التشيع وباسم المقاومة ...

بعد يومين يطلّ علينا الرئيس نبيه بري من البقاع ليتحفنا بأشعاره ونثرياته التي لا تطعم الجائع ولا تكسو العريان، ويبيعنا الوعود وينسانا بعد دقائق من مغادرته، هل سيشاهد دولته غياب المؤسسات والمدارس والجامعات والمستشفيات والإنماء المتوازن والتنمية والتطوير ؟ هل سيحمل إلينا مشاريعا" تنموية وتربوية ليوازينا بغيرنا ؟ أم سيستخدمنا مطايا لأحلامه ؟ ..

 

يا حامل الأمانة ، لو كان الإمام الصدر موجودا" معنا اليوم ، لكان في طليعة ثوار الأرز، ولو كان مكانك لما كان ليقفل باب المجلس النيابي ويكرس انقساما" لم نعهده من قبل ، فأنتم تسيرون عكس ما سعى إليه الإمام وحلم بتحقيقه في سبيل قيام دولة سيدة قرارها والحاضنة لجميع بنيها.

 

وأما خفافيش الظلام وعتات الحظائر الّذين يرسلون التهديدات ويوزعونها بين سفارة وسفارة فلهم نقول أنّ هذه الرسائل غير مقروءة في قواميسنا الوطنية ولا تعني لنا شيئا" ، فالمملكة العربية السعودية هي داعمة لمشروع الدولة السيدة والقادرة ولذلك تمّ تهديد سفيرها لضرب دور المملكة البنّاء ، فلا الشرع وتشريعاته وأقزامه ينالون من عزّة ونبالة ودور المملكة وملكها وحكومتها وشعبها وسفيرها الّذي لم يتأخر يوما" عن تقريب اللبنانيين ومنع تباعدهم .

وأخيرا" أتوجه بتحية إكبار إلى نبلاء وفرسان الجيش اللبناني والرحمة لشهداءه والشفاء لجرحاه .

المكتب الإعلامي/التيار الشيعي الحر