المنسّق العام للتيّار الشيعي الحرّ الشيخ محمّد الحاج حسن على يعلق خطاب السيّد حسن نصرالله الأخير

بسم الله الرحمن الرحيم

29/1/2007

 

علّق المنسّق العام للتيّار الشيعي الحرّ الشيخ محمّد الحاج حسن على خطاب السيّد حسن نصرالله الأخير وما تلاه من مواقف لمسؤولي حزب الله بالقول : إنّ التشيّع الحقيقي عبر التاريخ لفظ كلّ الحركات المتشددة العنفية ، وأنّ المنادين بولاية الفقيه هم مغالين ( من الغلاة ) وقال في بيان اليوم:

إنّ الحسين (ع) كان يواجه الظالمين من منطق التمسّك بمظلوميته والحجة المنطقية لردع الظالم عن ظلمه ولم يمارس العنف وسفك الدم من أجل تحقيق ما يصبو إليه ، والإمام علي (ع) كان مسالما" في زمن الخلفاء الراشدين ولم يقاتل لاسترجاع الخلافة حفاظا" على وحدة المسلمين وإيمانا" منه بأنّ الإسلام بسلامة ومصان ، وكان يتعاون معهم ويطبق ما أنزل الله بحكمة ودراية حتى تجلّت فيه كلّ صفات الإنسانية العالية ...

 

ونحن اليوم في لبنان ومنذ سنة ونصف ونحن نسمع كلاما" تحريضيا" يعبّئ الناس ويشحن النفوس كتحضير لمعركة داخلية ويتحدّث نصر الله باسم عموم الشيعة في لبنان وهنا أسأل السيد حسن نصرالله : من نصّبك واليا" عليهم وناطق رسمي باسمهم ؟ نحن نقدّر ونجلّ تضحيات رجال المقاومة الّذين ضحوا بأنفسهم من أجل هذا الوطن ولكن أن نُبقي مسلسل استغلال الدماء من أجل التسلّط على اللبنانيين وتهديد مستقبلهم فهذا ممنوع ..

 

إنّ المتعجرفين والمنغلقين والمتقاعسين والمصنفين وأصحاب لغة التخوين لا يمكن أن يعيشوا مع الناس والأحرار ، وبالتالي فالسيّد نصرالله وحاشيته يريد إخضاع الجميع لأوامره والعيش تحت جناحيه المتمثلتين بالنظامين الإيراني والسوري ... حزب الله يعجز عن قراءة نفسه خارج إطار السلاح ونحن نقول السلاح ليس ضمانة للشيعة بل لنحر الشيعة في لبنان والمنطقة العربية ، والضمانة الوحيدة هي مؤسسات الدولة والإنخراط الكلّي بمشروع الدولة الديمقراطية والإيمان الحقيقي بلبنان الوطن النهائي لجميع أبناءه .. الوضع في لبنان خطير وأناشد العقّال وأهل الشورى والمعتدلين في الطائفة الشيعية أن يتحرّكوا لوضع حدّ لتصرفات حزب الله وقيادته التي لم تتوانى يوما" عن التحريض والشتم وكلّ ذلك باسم بالتستّر باسم الدين والتشيّع  ولتقديم النصح إلى السيّد نصرالله الّذي بات موقفه وتصرفه يشكل خطرا" أساسيا" على مصير ومستقبل الطائفة الشيعية ولبنان .

 

نحن نريد العيش مع كلّ أهلنا اللبنانيين مسلمين ومسيحيين فلماذا يحاول السيّد نصرالله محاصرتنا في كونتون يحكمه السلاح ولغة القتال وثقافة الموت ؟ أيّها الإخوة يا أبناء طائفتي الشيعية الكريمة ، العزلة جهل وضعف ، والمواجهة العنيفة هي أقصى درجات الضعف وبات حزب الله في ذروة ضعفه لأنّه لا يسلك إلاّ طريق الخطاب العنفي والإستفزازي وهو يوهم الشيعة أنّه يحمي مصالحهم ويعزز موقعهم فيما هو يعزلهم عن العالم أجمع متّكلا" على صناديق الدولارات التي جمعها من مسروقات التخابر الدولي ومطابع التزوير وارتباطاته بالمافيا العالمية .

 

صبرنا طيلة السنوات الماضية واليوم طفح الكيل معنا وهنا وبكل شجاعة وقناعة وطمأنينة أقول للسيد حسن نصرالله وللرئيس نبيه بري أنتم تآمرتم وما زلتم على أهلنا في بعلبك الهرمل وعلى أهلنا في هذه المنطقة التي احتضنت نهضة حركيّة الإمام موسى الصدر وخرّجت رجالات النضال ضد الإستعمار وقدّمت خيرة شبابها في سبيل المقاومة وحزب الله تُكافئ بالعزل والتهميش والتجويع وإلصاق أبشع الصور بها ..

 

فلماذا يتعاطى حزب الله وحركة أمل معنا بالمنهج المناطقي ؟ وإن قالوا لا فأنا أسألكم ( وهون بدي إعتذر من أهلي وأحبتي في الجنوب وهم أرواحنا ودماؤنا فداء لهم ) ماذا لنا في قيادة حزب الله من الأمين العام إلى نائبه إلى رئيس الهيئة التنفيذية وما شاكل ... حركة أمل من الرئيس إلى نائب الرئيس إلى رئيس الهيئة الشرعية والتنفيذية والسياسية .. إلى المدراء العامين إلى الضباط في السلك العسكري إلى تصريف محاصيل التبغ والإستنسابية في السعر .. كلّ هذا يستدعي منّأ أن نسألهم لماذا علينا تقديم الدم وفلذات الأكباد وهم يسكنون العروش التي بنيت على أطنان دماء أبناءنا ؟ إبن بعلبك لن يسكت يا سيّد حسن ولا يحق لك ولا لغيرك أن ينطق باسم عموم المنطقة .. وأهل مكّة أدرى بشعابها ونحن أدرى بمصلحة أهلنا ومستقبلهم .

 

... وسمعنا موقف أحدهم على إحدى المحطات وهو يكيل الشتائم للزعيم وليد جنبلاط ويحرّض ويثير الفتنة ومن ثم صاحب اللبيكات (لبيك يا نصرالله ) يحذّر منها .. عجيب أمرهم يحذرون من الفتنة وهم يشتمون الناس ويهتكون الحرمات ويحرضون على القتل والفتنة والإنشقاق.. وأحد نوابهم يتهجّم بشكل سافر على الزعيم سعد الحريري والدكتور سمير جعجعج مذكّرا" بالحرب اللبنانية وسفك الدم وغير ذلك من شعارات الإستهلاك التي يستخدمها عادة حزب الله لتجييش الناس فهل نسينا دماء أحبتنا التي أريقت في معارك الصراع من أجل الوجود والإستيلاء على زعامة الطائفة بين حزب الله وحركة أمل ؟ ألم يسفكوا الدماء الشيعية اللبنانية ؟ ومن سفك دماء الشيخ خضر طليس في عين بورضاي وإخواننا من الجيش اللبناني ؟ ومن مارس الإعتداء الدموي على مؤسس المقاومة وقادها الشيخ صبحي الطفيلي ؟ أنصحهم أن يتعقّلوا وأن يهدأوا وأن يكفّوا عن لغة التهديد والوعيد لأننا استيقظنا وسنتصدى لكل من يحاول الإعتداء على كرامتنا وحقوقنا بعد اليوم .. وأقول لكم يا أبناء طائفتي فكّروا بعقلانية وتروّي وابحثوا عن مصلحتنا الوطنية فإيران تستخدمنا دمى لمصالحها وستبيعنا في أول بازار دولي يخدم مصالحها ومشاريعها وإياكم والإنجرار خلف خطابات الثأر والإقتتال لأن عاقبة ذلك وخيمة وثمنها كبير ، ومن يريد الثأر من الأميركيين فليقفلوا مؤسساتها في أميركا وليمتنعوا عن التحالف معهم في العراق وأعجبتني صورة ذات معنى كبير متشابهة في الشكل والمضمون .. صورة الجعفري في العراق يعطي رامسفيلد سيف الحق سيف علي بن أبي طالب (ع) وصورة نصرالله يعطي بندقية المقاومة لرستم غزالي وكلاهما يسلمان أعناقنا للطغاة والمجرمين .

 

وأخيرا" ، أمّا الجنرال عون المصاب بجنون العظمة ، حدّث ولا حرج ، نقول له : رأفة بالمسيحيين وبعذاباتهم طيلة السنوات الماضية لا تقتل مستقبلهم ولا تمارس سياسة الأكاذيب والأضاليل وأعمال الصبية ولا تكون مطية للآخرين ، هناك ما يجمع بين حزب الله وعون الأول يريد أن يحكم لبنان بالنظام الإسلامي النجادي العنفي والثاني يريد أن يحكم لبنان بهوس السلطة وأكثر ما يجذب حزب الله إلى عون هو تمزيقه للصف المسيحي ولقوى 14 آذار لا سيما أن ذاكرتنا لم تضعف ولم ننسى موقف حزب الله العدائي والتخويني لعون حتى منتصف 2005 . فلماذا يا جنرال تنادي بشعارات مزيفة خالية من أي مضمون .. تفضّل واضغط على لحود صديقك وحليفك ومتمم صفقة عودتك أن يوقع على مرسوم الإنتخاب الفرعي في المتن ولقّن قوى 14 آذار الدرس المناسب .. عجبا" للمصابين بانفصام الشخصية واشهد اللهم أني قد بلّغت .

المكتب الإعلامي