أخبار وأسرار من مجلة الشراع/عدد الجمعة 9 كانون الثاني/09

 

صحيح؟

*تقرير امني حمل عبارة ((سري للغاية)) سلمه سفير عربي في بيروت لمسؤول امني رسمي، تضمن معلومات وتفاصيل عن تحضيرات تجري في دولة عربية مجاورة لمجموعات من احزاب لبنانية موالية للنظام السوري، تتمحور حول طرق المراقبة والرصد والتفجير والتفخيخ، وحول طرق القيام بعمليات اغتيال من خلال بنادق قناصة مجهزة بمناظير ليلية، ويشرف على هذه الترتيبات ضباط من لواء الحرس الجمهوري الذي يشرف عليه ماهر الاسد شقيق الرئيس بشار الاسد.

 

سري جداً

*عدد من المستثمرين اللبنانيين والمصريين في السودان، يبدون خشية من عدم استقرار قريب في البلد، نتيجة معلومات تتردد بأن قراراً سيصدر عن المحكمة الجنائية الدولية، لتنفيذ طلب المدعي العام الدولي لويس اوكامبو باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير في فترة قريبة.

رجال اعمال عرب وأجانب بدأوا ابطاء العمل في مشاريعهم الاستثمارية المتنوعة خاصة في مجال السياحة في السودان انتظاراً لما سيحصل في هذا البلد نتيجة للقرار القضائي الدولي بحق رئيسه.

 

صدق او لا تصدق

*عندما طلب المسؤول الامني الايراني سعيد جليلي في زيارته القصر الجمهوري من الرئيس ميشال سليمان الدعوة الى مؤتمر اسلامي للبحث في العدوان الصهيوني على غزة، رد الرئيس سليمان بأن لبنان من أشد المتحمسين لعقد قمة عربية لهذه الغاية، وان بيروت مستعدة كي تكون مقراً لانعقاد هذه القمة.

مصادر سياسية اطلعت على دعوة جليلي فأبدت استغرابها من موقف هذا المسؤول الايراني الذي رفضت بلاده حضور المؤتمر الوزاري الاسلامي الذي عقد مؤخراً في جدة لهذا الغرض، ثم يتجرأ ويدعو لمؤتمر اسلامي آخر

 

الرصاص المسبوك

*تبين ان رئيس وزراء الكيان الصهيوني ايهود اولمرت لم يزر واشنطن لوداع الرئيس الاميركي المنتهية ولايته جورج بوش/ الابن/ وانما ليضعه في اجواء عملية ((الرصاص المسبوك)) ويضمن الدعم الاميركي حتى انتهائها من وجهة النظر الصهيونية.

*قال دبلوماسي عربي بأن رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان صارح بعض من التقى بهم من الرؤساء العرب بأن واشنطن وتل ابيب لن توافقا على افكاره بشأن رفع الحصار عن قطاع غزة ووقف اطلاق النار، لكن الرئيس الفرنسي سينطلق منها في جولته على المنطقة ليبلور وجهة نظر دولية بعد ان تقبل بها الحكومة الصهيونية، أي انهم يريدون اعطاء الوقت للجيش الصهيوني لتنفيذ كامل خطته.

*لاحظ المراقبون انكفاء احد قياديي ((حماس)) البارزين محمود الزهار، وقد ارجع بعضهم هذا الانكفاء الى وجهة نظر لدى الزهار خلاصتها عدم استخدام معبر رفح كورقة ضغط على القاهرة، ما دامت الانفاق وسيلة من وسائل كسر الحصار وما دام المسؤولون المصريون يغضون النظر عن كل ما يمر فيها بما في ذلك المحروقات من غاز وبنـزين ومازوت وما داموا لا يسألون المصريين في رفح الذين يتعاونون معنا خلالها.

*اصر الرئيس نبيه بري على ان يكون اجتماع رؤساء البرلمانات العربية والاسلامية في مدينة صور وليس في المجلس النيابي اللبناني، كدلالة رمزية على تحرير الارض اللبنانية بالمقاومة، حيث يشكل المكان حافزاً معنوياً ونفسياً لصمود الفلسطينيين في قطاع غزة.

*اجمع الذين واكبوا الاتصالات العربية والدولية بشأن العدوان الصهيوني على غزة ان موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي صادف ان اعلنه من الجنوب قبل يوم من عملية ((الرصاص المسبوك))، ثم عززه بإعادته على مسمع كل من اتصل به او اجتمع معه، كان السقف السياسي لجميع الافرقاء بشأن التعامل الاعلامي والسياسي مع العدوان.

 

لماذا؟

*حاول نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان عقد قمة روحية طارئة على مستوى رؤساء وقادة الطوائف في لبنان لنصرة غزة وذلك في مقر المجلس الشيعي في الحازمية.

الشيخ قبلان اتصل برئيس مجلس النواب نبيه بري وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله للاستحصال على الضوء الاخضر لعقد القمة الا انه جوبه برفض حاسم من نصرالله الذي طلب من قبلان عدم الاقدام على خطوة كبيرة من هذا النوع بسبب التكتيك الاستراتيجي الذي يتبعه الحزب لدعم غزة والاكتفاء بلقاء علمائي مسلم - مسيحي في مقر المجلس في حارة حريك.

قبلات بعد تلقيه رفض نصرالله ابلغ مساعديه في المجلس الغاء وإزالة كل الترتيبات التي تم التحضير لها في الحازمية والاكتفاء بلقاء علمائي بسيط على صعيد الصف الثاني او الثالث من قادة الطوائف.

 

التخريب في دمه

أكد عضو كتلة نواب حزب الله النائب حسين الحاج حسن لعدد من المقربين منه ان الانتخابات النيابية المقبلة لن تجري في لبنان، لأن هناك توقعات بحصول تطورات مأساوية في المنطقة خلال شهري آذار/مارس ونيسان/ابريل المقبلين، وبالتالي إجراء هذه الانتخابات ليس في مصلحة الحزب ولا في مصلحة قوى الثامن من آذار، لأن البيت الداخلي لدى هذه القوى ما زال غير منظم، وان الاستفتاءات تدل على ان قوى 14 آذار ستحصد الأكثرية في هذه الانتخابات.

النائب حسين الحاج حسن أكد ان النائب ميشال عون بات عقبة كبيرة أمام التوصل إلى تفاهم بين قوى الثامن من آذار، لأنه مصر على التمسك بحصة كبيرة وعلى حساب بعض أحزاب قوى 8 آذار، مؤكداً ان مشكلة عون انه لا يقبل الحوار، وأحدث خلافات بين الحلفاء أنفسهم حتى باتت قيادة حزب الله منصرفة لحل المشاكل بين عون وباقي أطراف 8 آذار، بدل أن تعمل على تحضير اللوائح والمرشحين.

 

دود الخل

عمد حزب الله منذ مدة إلى إجراء تشكيلات وتغييرات سرية في أجهزته الأمنية والعسكرية بإشراف ضباط من الاستخبارات الإيرانية برئاسة العقيد ((ظافري)) وتأتي هذه التغييرات مترافقة مع تطور الأوضاع العسكرية في قطاع غزة، إضافة إلى مخاوف حزب الله من اختراقات سورية وإسرائيلية داخل صفوفه، بعد ان تلقى المسؤول الأمني في حزب الله وفيق صفا، معلومات من أجهزة أمنية إيرانية عن اختراقات أمنية للاستخبارات السورية داخل بعض الأجهزة الأمنية في حزب الله، إضافة إلى معلومات عن اختراقات أمنية إسرائيلية.

 

 تحذير سوري لحماس

علمت ((الشراع)) من أوساط دبلوماسية عربية، ان الاستخبارات السورية استدعت نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في سوريا موسى أبو مرزوق، وحذرته من أي نشاط أو تصريحات تعرض أمن سوريا للخطر، وتتسبب لها بإشكالات مع إسرائيل ومع دول أجنبية، وعمدت هذه الأجهزة إلى وضع أبو مرزوق في الإقامة الجبرية، وإلى التضييق على عدد من مسؤولي حماس العسكريين الذين يقيمون في دمشق.

 

عوض في المتن الشمالي؟

قام جهاز أمني لبناني بعملية دهم وتفتيش لمنازل في منطقة مسيحية في منطقة المتن الشمالي، بعدما وردت معلومات عن احتمال إقامة مسؤول فتح الإسلام في لبنان عبد الرحمان محمد عوض في بعض هذه المنازل مع مجموعة من مسؤولين أصوليين من تنظيم القاعدة من جنسيات عربية مختلفة.

في الوقت نفسه تلقى جهاز أمني رسمي لائحة بأسماء فلسطينيين - سوريين دخلوا لبنان خلال الشهر الماضي عبر الأراضي السورية بمساعدة ضباط في الاستخبارات السورية من فرع فلسطين، ويحمل هؤلاء بطاقات مزورة صادرة عن منظمة الأونروا، وبعضهم الآخر يحمل هويات لبنانية.

 

خلايا أمنية سورية للانتخابات

يتولى مسؤول عسكري في حزب لبناني موال للنظام السوري في البقاع الأوسط، وهو عقيد سابق في الجيش اللبناني، مسؤولية خلايا أمنية تعمل مع الاستخبارات السورية وتقوم بعملية مسح واستطلاع لمنطقة البقاع الأوسط، تتضمن تفاصيل عن توجهات الناخبين في هذه المنطقة وانتماءاتهم، ومعرفة أبرز المفاتيح الانتخابية وأسماء البارزين في أحزاب وتنظيمات من قوى الرابع عشر من آذار.

ويقوم المسؤول العسكري بإجراء دورات عسكرية محددة لعدد من أفراد الخلايا في شقة تقع في بلدة المريجات في البقاع الأوسط، بحضور مدرب عسكري من الجبهة الشعبية القيادة العامة لقبه ((أبو حلمي)) المقيم في منـزل يقع على بعد أمتار من مفرق بلدة المرج.

وبتاريخ 3/1/2009 زار المسؤول العسكري الحزبي دمشق، والتقى هناك بالضابط السوري عبدالله الحريري الذي كان مسؤولاً عن الاستخبارات السورية في البقاع الأوسط أيام الوصاية، وكان برفقته نائب لبناني من كتلة نواب ايلي سكاف.

 

سكاف يفتش عن بديل ليعقوب

علمت ((الشراع)) ان الوزير ايلي سكاف يقوم بعقد لقاءات واجتماعات متواصلة مع نواب في حزب الله في البقاع، بغية البحث في موضوع المقعد الشيعي على لائحة سكاف، الذي يشغله حالياً النائب حسن يعقوب، حيث تبين ان سكاف وافق مبدئياً على أن يكون هذا المقعد من نصيب مرشح شيعي مقرب من حركة أمل ومن حزب الله، ويتردد في هذا المجال اسم الدكتور محمد عبدالله، أو القاضي أحمد سفر.

 

أميركا تحذر من ترسانة حزب الله

حذر وزير أميركي خلال لقائه بشخصية سياسية لبنانية من ترسانة حزب الله الصاروخية والتي تتفوق برأيه على ما تملكه، عدة دول في المنطقة من صواريخ. معتبراً ان ذلك يدل فعلاً عى ازدياد النفوذ الإيراني العسكري في لبنان، وفي سوريا، ورأى ان الولايات المتحدة الأميركية ستواجه في المستقبل مشكلة كبيرة اسمها حزب الله، في حال لم يتم التفاهم أو الاتفاق مع الإيرانيين حول الملف النووي.

 

محاولات لتعويم عون

عمدت إحدى الصحف الدورية الصفراء التي بدأت تصدر مؤخراً في لبنان بدعم من اللواء السوري محمد ناصيف إلى نشر خبر ملفق عن إحباط محاولة لاغتيال النائب ميشال عون وهو في طريقه إلى جلسة الحوار الوطني في بعبدا كان يحضر لها الموساد الإسرائيلي.

نشر هذا الخبر أو هذا السيناريو جاء بتوصية سورية بقصد تعويم الجنرال شعبياً بعد الاحباط الذي أصابه وبالتالي رداً على ما نشرته صحيفة ((الفيغارو)) الفرنسية عن لقاءات واتصالات للجنرال عون مع الموساد الإسرائيلي خلال إقامته في فرنسا.

 

مداهمات واعتقالات في سوريا

علمت ((الشراع)) ان بلدات ومدناً في سوريا شهدت يوم 5/1/2009 مداهمات واعتقالات قامت بها استخبارات أمن الدولة وشملت مشايخ وشخصيات كانت تقوم بالتحضير لتحركات شعبية في عدد من المدن السورية الشمالية دعماً لغزة، ومن بين المعتقلين أحد أقرباء عميد في الاستخبارات السورية في دمشق.

وفي مدينة حماه عززت الاستخبارات السورية حضورها الأمني ومراقبة شخصيات إسلامية بقصد التضييق على تحركات هذه الشخصيات واتصالاتها.

وذكرت مصادر ان الاستخبارات السورية منعت رفع لافتة في مدينة حمص كتب عليها ((جيش محمد سوف يعود يا بني صهيون)) بعدما كان من المقرر رفعها قرب مقهى غاردينيا باسم الجمعيات الثقافية والتعاونيات الزراعية.

 

انفاق يا عرب انفاق

بعد ان اجتاحت قوات العدو الإسرائيلي الجانب الفلسطيني من معبر رفح وسيطرتها على هذه المنطقة، عمدت إلى القيام بعملية تمشيط واسعة بحثاً عن الأنفاق التي حفرتها حماس وأعوانها لتهريب السلاح والمقاتلين من الجانب المصري إلى الجانب الفلسطيني.

القيادة العسكرية الإسرائيلية أصيبت بالدهشة نظراً للعدد الكبير من الأنفاق التي تم العثور عليها إلا ان المفاجأة كانت باكتشاف أربعة أنفاق ضخمة جداً وصفت ((بالمدن تحت الأرض)).

الأنفاق الأربعة المذكورة امتدت على مسافة راوحت بين 2 - 5 كلم وقد بلغ عرض إحداها بالسماح لآليات عسكرية بالمرور فيها.

إسرائيل عمدت إلى تفجير هذه الأنفاق عبر تفخيخها وحتى عبر قصفها بالطيران وقد عثر الإسرائيليون داخلها على خرائط وعلى بقايا عتاد عسكري كما تم إبلاغ الاستخبارات المصرية بموضوع الأنفاق التي أبدت دهشتها للتقارير الإسرائيلية، وخصوصاً لجهة تطابق هذه الأنفاق مع التي اكتشفها الإسرائيليون في الجنوب خلال حرب تموز.

مصادر في حزب الله أكدت اكتشاف وتدمير الإسرائيليين للأنفاق وتفاخروا بأنهم على استعداد لحفر عشرات الأنفاق البديلة كما تفاخروا بأن تهريب السلاح لغزة كان يتم علناً عبر الجانب المصري كون الاستخبارات الإيرانية وأمن حزب الله كانوا يدفعون رشى لحرس الحدود المصري وعلى مدى سنة ونصف السنة حتى وصل ثمن تمرير الشحنة الكبيرة الواحدة إلى  مائة ألف دولار أميركي كان يدفعها أمن الحزب للحرس المصري.. دون نسيان ان السلطات الرسمية كانت تغض الطرف عمداً عن هذه الأنفاق لتمرير المواد التموينية للشعب الفلسطيني في غزة.

حزب الله يهرّب نوح زعيتر

بعد الاستحصال على القرارين السياسي والعسكري، داهمت أفواج من اللواء الثاني والمغاوير واستخبارات البقاع في الجيش اللبناني بالإضافة إلى مساندة كبيرة من قوى الأمن الداخلي بلدات الكنيسة والدار الواسعة ونيحا وشعت وحربتا وفلاوي في البقاع للقضاء على عصابات سرقة السيارات وتجار المخدرات حيث تم مجابهة القوى الأمنية بالأسلحة الرشاشة والمتوسطة والقذائف الصاروخية كما تم استهداف مروحية للجيش اللبناني بأكثر من 25 قذيفة من نوع بـ7 وقد نتج عن العملية توقيف حوالى ثلاثين مطلوباً ومصادرة 22 سيارة مسروقة وأطنان من الحشيشة قدرت بحمولة 10 شاحنات وحوالى مائة كيلوغرام من الكوكايين وكميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقذائف الـ(آر.بي.جي) والقذائف المضادة للدروع بالإضافة إلى العديد من المدافع المضادة للطيران وكميات من مناظير ليلية وألغام مضادة للآليات وكميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والذخائر قدرت بحمولة أكثر من 10 شاحنات.

كما تم ضبط أوراق ثبوتية مزورة والعديد من جوازات السفر العربية والأجنبية مع أختام السفارات في لبنان.

إلا ان القوى الأمنية فوجئت بتدخل عناصر أمن حزب الله حيث عمدوا إلى تطويق بلدة الكنيسة مؤقتاً وتهريب المطلوب الأول نوح زعيتر قبل مداهمة الجيش لمنـزله وتحويله إلى قاعدة عسكرية.

قائد القوة الأمنية المداهمة قال لمساعده بأنه لا يفهم كيف يتبرأ سياسيو حزب الله من نوح زعيتر وتجار المخدرات ولصوص السيارات في البقاع ويسمحون بتشكيل جيش صغير مع أسلحة وذخائر تكفي لخوض حرب في الأماكن الخاضعة لنفوذهم؟ ولماذا تم تهريب نوح زعيتر من قبل جهاز أمن الحزب في البقاع بعد محاصرته من قبل استخبارات الجيش؟

 

الرصاص المسبوك

*تبين ان رئيس وزراء الكيان الصهيوني ايهود اولمرت لم يزر واشنطن لوداع الرئيس الاميركي المنتهية ولايته جورج بوش/ الابن/ وانما ليضعه في اجواء عملية ((الرصاص المسبوك)) ويضمن الدعم الاميركي حتى انتهائها من وجهة النظر الصهيونية.

*قال دبلوماسي عربي بأن رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان صارح بعض من التقى بهم من الرؤساء العرب بأن واشنطن وتل ابيب لن توافقا على افكاره بشأن رفع الحصار عن قطاع غزة ووقف اطلاق النار، لكن الرئيس الفرنسي سينطلق منها في جولته على المنطقة ليبلور وجهة نظر دولية بعد ان تقبل بها الحكومة الصهيونية، أي انهم يريدون اعطاء الوقت للجيش الصهيوني لتنفيذ كامل خطته.

*لاحظ المراقبون انكفاء احد قياديي ((حماس)) البارزين محمود الزهار، وقد ارجع بعضهم هذا الانكفاء الى وجهة نظر لدى الزهار خلاصتها عدم استخدام معبر رفح كورقة ضغط على القاهرة، ما دامت الانفاق وسيلة من وسائل كسر الحصار وما دام المسؤولون المصريون يغضون النظر عن كل ما يمر فيها بما في ذلك المحروقات من غاز وبنـزين ومازوت وما داموا لا يسألون المصريين في رفح الذين يتعاونون معنا خلالها.

*اصر الرئيس نبيه بري على ان يكون اجتماع رؤساء البرلمانات العربية والاسلامية في مدينة صور وليس في المجلس النيابي اللبناني، كدلالة رمزية على تحرير الارض اللبنانية بالمقاومة، حيث يشكل المكان حافزاً معنوياً ونفسياً لصمود الفلسطينيين في قطاع غزة.

*اجمع الذين واكبوا الاتصالات العربية والدولية بشأن العدوان الصهيوني على غزة ان موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي صادف ان اعلنه من الجنوب قبل يوم من عملية ((الرصاص المسبوك))، ثم عززه بإعادته على مسمع كل من اتصل به او اجتمع معه، كان السقف السياسي لجميع الافرقاء بشأن التعامل الاعلامي والسياسي مع العدوان

 

عون يحكي وعاقل يفهم

عندما حددت وزارة الداخلية تاريخ 7/6/2009 موعداً لإجراء الانتخابات النيابية المقبلة، ضحك ميشال عون طويلاً وقال لمجالسه بأن موعد الانتخابات المحدد هو موعد وهمي، وبأنه يعتبر نفسه بأنه قد ربح الانتخابات المقبلة سلفاً وبأنه سينتخب رئيساً للجمهورية قبل هذا التاريخ.

وعندما لاحظ عون ملامح الدهشة والذهول على وجه سامعه ابتسم وقال له: هل تريد ان تفهم ماذا اعني؟ حسناً سأخبرك، ان الحرب الاسرائيلية على غزة هي حرب طويلة الامد لن تنتهي بشهر او بشهرين بل ستمتد حتى تطال نيرانها الانظمة العربية المجاورة، وهذه الانظمة لن تقف ساكتة بل ستدافع عن نفسها ضد محرضي حماس وهم ايران وسوريا وحزب الله، وبالتالي فإنه من المستحيل ان لا تطال هذه الحرب الساحة اللبنانية وحتى السورية، وبالتالي فإن حزب الله وحلفاءه السوريين سيضطرون لخوض حرب وجود أي حياة او موت، وهذا سيعني اما تدمير لبنان بالكامل او انتصار الحلف السوري - الايراني والذي انا جزء اساسي منه وبالتالي فإننا سنكون بصدد تعديل الدستور ووضع قانون انتخاب جديد، ما يعني بأن حلفي سيقيل ميشال سليمان وسأنتخب مكانه رئيساً للجمهورية! وهذا كله طبيعي ومنطقي كون المنتصر هو من يحدد شروط الحكم، ويجني الثمار بدليل النهج الذي اتبعته قوى 14 آذار/مارس بعيد الانسحاب السوري وحتى تاريخه.

مُجالس عون لم يستطع اخفاء دهشته من الكلام الذي سمعه وقال لعون: هل تسمح لي ان اسألك سؤالاً؟ إفرض جدلاً بأن الحرب التي تكلمت عنها وقعت فعلاً وتم بنتيجتها انتصار حزب الله وحلفائه، انما كان الثمن تدمير لبنان؟ بل إفرض جدلاً بأن لبنان قد تدمر وخسر حزب الله فماذا يحصل عندها؟

عون ابتسم وقال لمحدثه: اذا ربح الحلف السوري - الايراني وتدمر لبنان فلا مشكل لأننا سنكون في الحكم وسنبني لبنان مجدداً وسنكون المنتصرين واذا خسر حزب الله الحرب وتدمر لبنان فلا مشكلة ايضاً لأنني لا ارغب بالبقاء في لبنان اذا لم اكن حاكماً عليه وعندها لا اريد لبنان او أي شخص يتكلم اللغة العربية.

السامع لتخيلات عون خرج مصعوقاً وقال لأحد مقربيه يبدو ان عون قد جن بالكامل وأصبح هوس الحكم مسيطراً عليه، واذا ما سمح له سيدمر لبنان ليحكمه كونه يعرف بأن عمره لا يسمح له بانتظار انتهاء ولاية الرئيس سليمان على قاعدة المثل الشعبي ((ما بقي من العمر اكثر ما مضى)).

 

هكذا ينتظر قياديون في حزب الله النصر الالهي ((لحماس))

غرفة عمليات في طهران تدير معارك حماس في غزة

كتب حسن صبرا/الشراع

كلما نقلت الانباء عبر أي وسيلة اعلامية نبأ اطلاق صواريخ غراد من غزة ضد مدن او بلدات او مستعمرات في الكيان الصهيوني.. ارتسمت الضحكات على وجوه قادة حزب الله وأطره وحتى عناصره.. وبادروا الى تهنئة انفسهم، حتى اذا التقوا أي غريب (أي من خارج الحزب) علت رؤوسهم وهم يقولون: ألم نقل لكم؟.. لم تروا شيئاً بعد.. فالقادم اعظم.

حزب الله فخور بأنه اخترق مصر والسودان وسيناء والانفاق على الحدود المصرية - الغزاوية في فلسطين لايصال صواريخ غراد وأجهزة الرصد والمناظير الليلية والقناصات.. أي انه اعد العدة كاملة كي تصمد حماس في مواجهة العدوان الصهيوني وبعدها يأتي طبعاً النصر الالهي.

ففي حسابات حزب الله ان حماس قادرة على الصمود لأشهر وليس لأسابيع وانها تملك قدرة صاروخية بالآلاف وليس بالمئات، وان جسمها العسكري بعد نحو اسبوعين من العدوان الصهيوني على غزة لم يمس، وان قيادتها السياسية المختبئة تحت الارض في انفاق ساهم حزب الله في ترتيب اقامتها تحت المباني والبيوت كما فعل الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية ومربعاته الامنية، ما زالت كما هي وان كانت لا تستطيع الخروج الى العلن تماماً مثلما فعل قادة الحزب خلال عدوان اسرائيل صيف 2006، واكتفى برسائل مصورة كان امينه العام حسن نصر الله يطلقها.

وقريباً قريباً يقول قادة في حزب الله يخرج قائد سياسي من حماس ليطمئن الفلسطينيين اننا بخير.. تماماً كما طمأن احد قادة حزب الله السياسيين اللبنانيين انهم (قادة الحزب) بخير رغم سقوط 1200 شهيد لبناني وأكثر من ثلاثة آلاف جريح وتماماً رغم سقوط اكثر من 600 شهيد فلسطيني وأكثر من ثلاثة آلاف جريح.

المهم كما يردد قادة حزب الله وأطره وعناصره ان يظل القياديون في الحزب كما في حماس بمأمن من الاصابة او الموت او التعرض لأي اذى اما سقوط آلاف الشهداء من المدنيين فالتبريك كله لهم.. وهنيئاً لهم لأن مثواهم الجنة..!!

والغريب في الامر ان اياً من هذه القيادات سواء في حزب الله او حركة حماس او بقية الجماعات الاسلامية يهربون من الدخول الى الجنة ولا يحبون حمل لقب شهداء لأنهم حريصون على ان يقبضوا ثمن دماء ابناء فلسطين ولبنان وأي بلد اسلامي آخر من خلال المناصب والالقاب والاعطيات.. لذا من الضروري ان يظلوا احياء، وهناك من يؤدي الواجب عنهم ويحمل لقب الشهيد.. هنيئاً لهم!!

طوارىء في طهران

والغريب الغريب انك عندما تسأل اياً من جماعة حزب الله يا اخي ليس في المنطقة الا ايران تملك اسلحة قادرة على مواجهة العدوان الصهيوني، فلماذا لا تبادر ايران الى تهديد اسرائيل ثم مواجهتها بالصواريخ التي تملكها وتطال كل مدن الكيان الصهيوني فيأتي الجواب: كل ما تفعله حماس وما فعله حزب الله في لبنان هو تدبير ايراني.. كل الاسلحة والتجهيزات والاموال من ايران ومن معسكرات ومخازن الحرس الثوري الايراني.. حتى المدربين في كل المجالات من اطلاق الصواريخ الى حفر الانفاق.

هل نقول لكم سراً؟ اسمعوا!

المواجهة بين حماس واسرائيل تديرها طهران من خلال غرفة عمليات في إيران يشرف عليها كبار القادة العسكريين والخبراء في الحرس الثوري الايراني..

لقد زار العشرات من قادة الحرس غزة لعدة مرات.. مروا في لبنان وذهبوا الى غزة عبر مصر بهويات مزورة وأسماء مختلفة.. وقد اختيروا من اصحاب السحنة العربية وليس السحنة الفارسية التي تشتهر باللون الاصفر على الوجه الشاحب او الانف المعكوف.. او التهذيب الزائد.. بل بدوا كفلسطينيين وبعضهم تحدث اللهجة الغزاوية (القاف تلفظ كاف حيث يلفظ كلمة قال.. كال.. وهكذا).

قادة حزب الله واثقون من نصر تحققه حماس شبيه بنصرهم في تموز/يوليو 2006، وهم منذ الآن متفقون مع حماس على انه سيكون ايضاً نصراً الهياً، فحماس قادرة على الصمود، وقادرة على الحاق خسائر فادحة بالجيش الصهيوني.

وقبل بدء الحرب البرية الصهيونية، كان قادة في حزب الله يبشرون جماعاتهم ان انتظروا الحرب البرية لأنها ستجعل الجنود الصهاينة اهدافاً سهلة لرصاص حماس، كما ستتكرر مجازر الدبابات ميركافا التي وقعت في اكثر من منطقة وقرية في جنوبي لبنان خلال عدوان تموز/يوليو 2006.

انتظروا المعركة البرية حتى تروا تساقط الجنود الصهاينة اسرى في ايدي مقاتلي حماس مما يجعل اسرائيل نفسها اسيرة لا تستطيع الحراك العسكري كما تشتهي لأنها ستخاف على اسراها ولا تستطيع فرض الشروط السياسية لأن حركة حماس تملك ورقة الاسرى من جنود الصهاينة، كما امتلكت من قبل ورقة الجندي الصهيوني الاسير جلعاد شاليط وهي في موقع قوة منذ تاريخ اسره (25/6/2006) حتى الآن.

وفي السياق نفسه يغمز قيادي في حزب الله في احدى عينيه ليقول بهمس مقصود: هل تذكرون قول سماحة السيد (نصر الله) خلال حرب تموز/يوليو 2006 ان الحزب يملك صواريخ تصل الى تل ابيب وما بعد بعد تل ابيب؟

وقبل ان يسمع القيادي في الحزب المذكور جواباً يردف تساؤله بجواب المبتهج: ستفعلها حماس، وستقصف تل ابيب وما بعد بعد بعد تل ابيب!!

يضيف القيادي: اسمعوا هذه المعادلة: طالما استمر اطلاق الصواريخ، سواء غراد او حتى القسام ضد اسرائيل فهذا يعني ان حماس صامدة، حتى اذا انتهت الحرب تحت أي شعار، سواء كان تفاهماً كما تفاهم نيسان/ابريل بيننا وبين اسرائيل برعاية فرنسية عام 1996 بعد عدوان نيسان/ابريل، ومجازر قانا، او قراراً لمجلس الامن وسواء ادت هذه القرارات الى نشر قوات دولية او مراقبين، فإن حماس حريصة على استمرار اطلاق الصواريخ ولو بمعدل صاروخ واحد في اليوم حتى لحظة اعلان وقف اطلاق النار.. كيفما كان الوضع العسكري على الارض ومهما بلغ حجم الخسائر.. ألم يقل الاخ اسماعيل هنية اننا صامدون ولن نسلم حتى لو ابيدت غزة كلها.

((حماس)) ستنتصر مهما كانت النتائج العسكرية على الارض، لأنها ستبقى ممسكة بالسلطة، وهذا ما يعتبر هزيمة لاسرائيل او فشلاً على ابعد تقدير.

وقد بدأت تباشير نصر حركة حماس السياسي (كما يقول القيادي في حزب الله) لأن كل حل سياسي او تهدئة عربي او دولي سيمر عبرها، لأنها الطرف الذي يحارب وبالتالي فهي التي ستفاوض وهي التي ستوقع، وحماس بهذا تسحب اعتراف العالم كله بها وحدها وليس للسلطة الفلسطينية المنتهية مدة رئيسها بعد ايام عدة، ولن ترضى حماس ان يمثلها محمود عباس في أي مفاوضات لا محلية ولا عربية ولا دولية، ولن تجلس معه لأنه ذاهب، وستدخل ((فتح)) في خلافات جذرية بين اجنحتها، وحماس استفادت من خلافات فتح في انتخابات 2006 النيابية حتى وصلت الى السلطة، والآن ستستفيد حماس من غياب عباس والخلافات في فتح لتحل محلها في كل شيء (هل هذا يفسر حدوث اكثر من عمليات اغتيال حاولتها حماس لقتل الرئيس محمود عباس)!

لماذا لا يدخل حزب الله الحرب

وإذا ما سئل القيادي في حزب الله: هل كل هذه المقدمات والتبريرات حتى لا تشاركوا في القتال ضد اسرائيل مع حركة حماس؟ يجيب القيادي الحزب اللاهي: ابداً نحن جاهزون كما دعانا سماحة السيد، لكننا نحن نعرف ان العدو يستطيع القتال على اكثر من جبهة في وقت واحد، ونحن واثقون من قدرة ((حماس)) على الصمود، وهم يعرفون كيف ساعدناهم، ومع هذا نحن جاهزون لأي عمل.. ولكننا لن نترك اهلنا في الجنوب والضاحية عرضة مرة اخرى للعدوان الهمجي، والجراح ما زالت مفتوحة، ثم ينظر القيادي الى من حوله ليسمع من احدهم قوله: والله يا حاج نحنا بعدنا ما خلصنا بيتنا الجديد محل اللي تهدم.. فيهز الحاج (قيادي الحزب)) رأسه كأنه يقول: أرأيتم؟

ثم يأتي النصر

قادة حزب الله وأطره وعناصره ينتهون الى القول ان النصر الالهي لحماس قادم، وان نهاية الحرب تسوية وهذه التسوية أياً تكن ستنتهي لمصلحة ((حماس)) لأن الأخيرة لن تخرج من غزة، ولن تعود سلطة ((فتح)) إليها، حتى لو ظلت إسرائيل محتلة لقطاعات ومدن وأحياء في قطاع غزة، حتى لو قسمت غزة إلى أشطار مختلفة حتى لو حاصرتها، فطالما ظلت ((حماس)) وقيادتها آمنة، واستحالت عودة حركة ((فتح)) أو السلطة الفلسطينية إلى غزة، فإن هذا سيعتبر نصراً أشبه بنصرنا الإلهي!

نعم،

قد تنجح ثنائية ليفني - باراك في انتخابات إسرائيل التي ستجري يوم 10/2/2009.. هذا إذا لم تؤجل بسبب استمرار الحرب حتى ذلك التاريخ، ونحن نعتقد (كما يقول قياديون في حزب الله) ان الضغط الدولي والضغط الشعبي العربي على الأنظمة العربية سيوقف هذه الحرب قبل هذا التاريخ، وإسرائيل أيضاً لن تجري انتخابات خلال حرب، ولن تستكمل الحرب خلال الانتخابات.. ومعنى هذا ان إسرائيل في عجلة من أمرها والمستعجل دائماً مربك والإرباك الصهيوني السياسي والشعبي سينعكس على الجيش وعلى الحرب وعلى المعنويات.. وكل هذا لمصلحة ((حماس)).

وفي جميع الحالات إذا فازت ثنائية كاديما - العمل وتسلمت السلطة في إسرائيل فهذا يعني إبعاد نتنياهو عن الحكم وهو سيكون الأخطر لأنه لا يساوم كما العمل وكاديما.. لكن حكم هذا الثنائي سيكون تحت رحمة نتنياهو وأحزاب اليمين الديني المتشددة مما يجعل الحكم في الكيان الصهيوني مربكاً ومخيفاً وعاجزاً عن فعل الكثير في غزة أو في لبنان.

التسوية مقبلة على رصاص حماس وصمود صواريخها، وبعدها سيحصل التالي:

*قد تنجح إسرائيل في إيقاف إطلاق الصواريخ لمدى محدد قد يستغرق عدة أشهر لكن ((حماس)) ستعود إلى سابق عهدها مع استعادة أنفاسها والتقاط المبادرة وتوفير الأجهزة والمعدات والأسلحة اللازمة لمعاودة الحرب.. ولن تعدم وسيلة في إيصال ما تريد إلى غزة لإعادة إطلاق الصواريخ.

*وقد تنجح إسرائيل في تفكيك غزة لعدة أشهر أو سنوات لكنها في النهاية ستترك غزة لأهلها لأن غزة هي عقدة حياة الصهاينة ولن يستطيعوا الاستمرار فيها طويلاً..

*قد تنجح إسرائيل في قتل المئات بل الآلاف من أبناء غزة وبعض من عناصر حماس كما حصل في اليوم الأول للعدوان حين باغتت عناصر ((حماس)) في معسكراتهم أو أثناء التدريب أو أثناء الحراسات.. لكن ثقافتنا العربية والإسلامية تقول انه كلما سقط العديد من الشهداء ازددنا صلابة واستطاعت القيادة المجاهدة أن تصمد وان تحتفظ بالمبادرة في يديها.

ثم ماذا،

ستحصل تسوية بقرار من مجلس الأمن الدولي، وقد يكون إرسال مراقبين أو قوات أمم متحدة أو دولية متعددة الجنسيات تحت راية الأمم المتحدة إلى غزة، لينشئوا حداً فاصلاً بين القوات الصهيونية وبين أهالي غزة، ثم ماذا؟

ماذا يفعل الـ15 ألف جندي الذين أرسلتهم الأمم المتحدة ومعظمهم من دول أعضاء في حلف شمالي الأطلسي (الناتو) هل منعوا حزب الله ومجاهديه من التحرك والفعل؟ ألم يصبحوا بعد القرار 1701 ونشر الجيش اللبناني في الجنوب أكثر حرية وفعلاً وحضوراً حتى أصبحوا هم في لبنان الرقم الاصعب سياسياً والرقم واحد ميدانياً وحركياً؟

كل هذا من نتائج صمودنا في حرب تموز/يوليو 2006.. فقد انتقلنا إلى الداخل المتعاون مع إسرائيل وأميركا الذي كان يتمنى هزيمتنا ولقناه درساً وقبضنا على السلطة ومنعنا أهلها السابقين من البت في أي أمر دون الرجوع إلينا.. والمبادرة ما تزال في أيدينا بسبب صمودنا في عدوان صيف 2006.

هكذا ((حماس)) تصمد ولو جاء أي قرار لمجلس الأمن الدولي أو المجتمع الدولي شبيه بالقرار 1701للبنان، حماس تملك عشرات آلاف المقاتلين وقادرة على السيطرة عسكرياً على كل قطاع غزة، والسلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس وحركة فتح كالسلطة اللبنانية السابقة بقيادة فؤاد السنيورة وتيار المستقبل وكل قوى 14 آذار/مارس عاجزة عن فعل أي شيء طالما هي خارج غزة، كما كانت سلطة السنيورة محاصرة في السراي الحكومي.

ولاحظوا،

يقول قياديون في حزب الله ان حركة 7 أيار/مايو في بيروت أفرزت احتقاناً وتشنجاً مذهبياً سنياً ضد الشيعة، لكن صمود حركة ((حماس)) وقتالها ضد الصهاينة نفّس هذا الاحتقان وخفف هذا التشنج لأننا نحن الشيعة (يقصدون حزبهم) نساند ((حماس)) ونحن أرسلنا لها الصواريخ والأسلحة وخبرة حفر الانفاق والاختباء في الملاجىء تحت المنازل حيث يعيش قادة ((حماس)) الآن.

إذن،

لم لا يكون النصر إلهياً لحماس تماماً مثل نصرنا في لبنان؟

يقول قياديو حزب الله هذا الكلام ثم يتبادلون التبريكات والتهاني ويلتفت الجميع إلى الجهاز المرئي وهو ينقل خبراً عاجلاً عن استشهاد عائلة من 7 أفراد في إحدى مدن غزة فيتأكد ((الحزب اللاهيون)) ان الدماء الفلسطينية البريئة ستعجل من يوم النصر حيث الضغط الشعبـي العربي على الأنظمة سيأتي بالنتائج المطلوبة كما كان دائماً خلال ستين سنة!!!

 

 

الضاحية الجنوبية في غياب الدولة: جرائم قتل وسرقات ودعارة محمية

*فارون من وجه العدالة يترددون على مقهى في غياب الملاحقة

*المخدرات متوافرة بسهولة ونشل حقائب وسرقة سيارات في المربعات الامنية

*سيارات اجرة بلوحات مزورة وعلى المازوت تجول في الشوارع باطمئنان

*أجانب وعرب يلجأون الى الضاحية هرباً من الامن العام بسبب اقامتهم غير الشرعية

*شقة تؤجر بشكل يومي لطالبي المتعة الحلال

*جرائم قتل تحصل في الضاحية يتم التعتيم عليها لأسباب انتخابية خصوصاً اذا كان الجاني من عائلة كبيرة.

ابتسم انت في الضاحية الجنوبية، تلك البقعة الجغرافية التي تحولت الى جزيرة امنية بفعل الممارسات التي تحصل في داخلها من قبل قوى حزبية جعلت وجود السلطة الامنية للدولة شبه غائبة في بعض مناطقها، الامر الذي ولّد نوعاً من الفلتان الامني وفتح الباب واسعاً امام المخالفات والسرقات والجرائم الاخرى.

وبغياب ((البذلة الرمادية)) (قوى الامن الداخلي)، (فلت الملق) وأصبحت الضاحية المأوى الامني لبعض الفارين من وجه العدالة وباتت تشبه الى حد ما مخيمات اللاجئين في لبنان حيث ((يمنع الدخول لمن ليس له عمل)).

فلا عمل للقوى الامنية في الضاحية الجنوبية، وفي حال حصول مخالفة ما ولجأ المواطن الى مخفر المنطقة فإن عناصر المخفر يعجزون عن تقديم الخدمة الا بالتنسيق مع امن ((حزب الله)).

فأحد السكان في الضاحية الجنوبية اشتكى لأحد المخافر من تملص جاره من تصليح عطل تسرب المياه الى شقته.. فكان الرد: لا يمكننا الحضور الى الشقة الا بإذن من الحزب او بالتنسيق معهم.. فما كان من هذا المواطن الا ان وضع عناصر المخفر امام خيارين اما ان يتهجم على جاره او يحضروا الى منـزله للوقوف على المشكلة.. وألقى المسؤولية عليهم في حال تعرضه لأي مكروه.

وغياب البذلة الرمادية جعلت الخارجين عن القانون والهاربين من وجه العدالة يسرحون ويمرحون دون حسيب او رقيب بل استناداً الى المحسوبيات.. لدرجة ان احد المقاهي في محيط منطقة صفير والذي يتردد اليه عدد من الشبان تبين ان من بين رواده فارين من وجه العدالة بفعل مخالفات قاموا بها او اتجارهم بالمخدرات او ارتكابهم جرائم قتل.

ويقول ح. الذي يقطن في الضاحية الجنوبية رداً على سؤالنا له عما اذا كان هناك اشخاص يبيعون المخدرات في الضاحية الجنوبية: المخدرات متوافرة بسهولة في الضاحية فالامر ليس صعباً بل يمكن للزبون ان يحصل على مبتغاه.

في حين ان احد المتطوعين في حزب الله راح يروي تفاصيل الحادثة التي حصلت في احدى مناطق الضاحية الجنوبية حينما تمكن عناصر الحزب من القاء القبض على تاجر مخدرات حضر الى الضاحية من الشمال لبيع البضاعة التي بحوزته، ويقول: ضبطنا هذا التاجر حينما تعطلت دراجته النارية فحاولنا تقديم المساعدة له، الى ان حامت حوله الشبهات، وطلبنا تفتيشه فعثرنا في جيبه ودراجته النارية على كوكايين ونتيجة للتحقيق معه اعترف انه احضر هذه البضاعة ليبيعها في الضاحية الجنوبية.

حبل السرقات على غاربه

أما عن السرقة فحدث بلا حرج خصوصاً سرقة حقائب السيدات بحيث تتولى مجموعة من النشالين الذين جعلوا من الدراجات النارية وسيلتهم لسرقة جزادين المارة من الرجال والنساء. ومؤخراً تعرضت إحدى السيدات لعملية نشل بعد ان سلبت حقيبة يدها التي تحتوي على مبلغ 900 دولار أميركي إضافة إلى هاتفها الخلوي ومحتويات شخصية.. وبعد ان أفرغ اللص محتويات الحقيبة رد أخيراً على اتصال صاحبة الحقيبة التي قامت بمحاولات اتصال عدة على رقم هاتفها المسروق. وفي حديثه ألمح لها بأنه ينوي إعادة الأوراق الثبوتية والمفاتيح التي كانت موجودة في الحقيبة بعد ان أفرغ منها الغالي والنفيس وأبلغها بأنه وضع تلك الأوراق في احدى المقابر. وفي النتيجة فإن تلك السيدة لم تحصل إلا على أوراقها الثبوتية، حتى عندما تقدمت بطلب إلى النيابة العامة كي تبلغ عن سرقة هاتفها الخلوي فإنها لم تحصل على رد بالرغم من مرور خمسة أشهر على الحادثة. وعندما لجأت إلى أمن الحزب، أكد لها أحدهم ان هؤلاء النشالين يأتون في معظمهم من أحد المخيمات الفلسطينية وتزامنت حادثتها مع وصول إحدى السيدات إلى المخفر وهي تبكي شاكية بأن أحدهم سرق حقيبة يدها بينما كانت تخرج من أحد المطاعم الصغيرة في الضاحية الجنوبية ومن حسن الحظ ان إحدى السيدات المسنات والتي تعرضت لسرقة حقيبة يدها لم تصب بأي مكروه حينما سقطت على الأرض من شدة الصدمة التي تعرضت لها في حين ان حقيبة يدها لم تكن تحتوي سوى على مبلغ زهيد لا يتجاوز العشرين ألف ليرة.

وتردد ان هؤلاء النشالين يتخذون من المصارف نقطة انطلاق لهم حيث يتربصون على مقاعد المصرف وينتظرون خروج الزبون المثمر كي يتتبعون خطاه ويستولون على ما يحمله من أموال. ناهيك عن انتشار ظاهرة سرقة محلات البقالة والمحلات التجارية في المربعات الأمنية ففي الشهر الماضي سجل سرقة ثلاثة محلات تجارية.. الأولى لمحل بقالة بحيث أقدم مجهولون على خلع باب المحل وقاموا بسرقة مبلغ خمسماية ألف ليرة لبنانية إضافة إلى مواد غذائية.. وحضر أمن الحزب إلى مكان الحادثة لكن لم يتم معرفة الجناة أو اللصوص الذين قاموا بعملية السرقة..

وبعد أسبوع على هذه السرقة قام مجهولون أيضاً بكسر وخلع محل لبيع زيوت السيارات والإطارات بعد ان سطوا على مبلغ ستماية ألف ليرة لبنانية كان موجوداً في الخزنة.

وفي الشهر نفسه قدم صاحب محل لبيع الكمبيوترات شكوى بخلع محله وسرقة أجهزة كمبيوتر وقطع الكترونية أخرى  قدرت بـ 1500 دولار أميركي.

والمثير للجدل هو ان عمليات السرقة تمت في الشارع نفسه أي في شارع واحد، ومع ذلك لم يتم ضبط اللصوص أو وضعهم عند حدهم.

حتى ان سرقة السيارات باتت أكثر انتشاراً بحيث عمد في الآونة الأخيرة مجموعة من أصحاب السيارات إلى التعاون لشراء كاميرا لوضعها في الموقف الذي يركنون فيه سياراتهم وذلك نتيجة لسرقة إحدى السيارات في ذلك الموقف إضافة إلى سرقة مسجلات وإطارات وأغطية الإطارات.

لوحات مزوّرة

وفي الضاحية أيضاً تنتشر سيارات الأجرة ذات اللوحات الحمراء المزوّرة والتي لونت باللون الأحمر للتمويه بأنها عمومية مع العلم ان تلوينها المزور يبدو واضحاً للعيان.

حتى ان بعض هذه السيارات يضع نمرة واحدة في الجهة الأمامية للسيارة ويطلب من الزبون الركوب في المقعد الأمامي على أساس انه قريب له وذلك في حال مر أمام شرطي الإشارة في أحد شوارع الضاحية. ومن جهة أخرى، فإن عدداً منهم يخفض تعرفة الركوب في سيارته لجذب الزبون الذي لا يقبل الصعود إلا في سيارة عمومية ذات نمرة حمراء فتصبح التعرفة 1000 ليرة لبنانية.

وهذا الأسلوب في الغالب ما يستخدمه أصحاب السيارات العاملة على المازوت.

وفي ظل غياب الدولة عن الضاحية الجنوبية، أصبحت مرتعاً للهاربين من الأمن العام وخصوصاً الأجانب منهم الذين تخلفوا عن تجديد إقاماتهم أو حتى حضروا إلى لبنان من دون إقامة.. فنجد في هذا الإطار عدداً من الصرافين الذين دخلوا إلى لبنان بطريقة غير شرعية واتخذوا من مناطق الضاحية الجنوبية ملجأ آمناً لهم. إضافة إلى الأجانب من الجنسية السيرلنكية والحبشية والاثيوبية الذين فضلوا العمل دون إقامات كي يستفيدوا من العمل بطريقة حرة بعيداً عن المكاتب فيجنون بذلك مدخولاً كبيراً.

دعارة سرية

ومن جهة اخرى، فان الدعارة السرية لم تكن بعيدة عن الضاحية الجنوبية، ولكن الآن تتسم بما يسمى المتعة.. ويقول احدهم: الحزب يغطي على هذا الامر بما انه زواج متعة وضمن حدود الحلال. ولكن تم ضبط احدى الشقق في مبنى مؤلف من ست طبقات في احدى مناطق الضاحية وتبين بأن هذه الشقة مشبوهة بحيث تقوم احدى السيدات بتأجيرها لساعات الى كل من يرغب بذلك أي الى طالبي المتعة الحلال.

ويضيف: لاحظ الجيران بأن هذه الشقة مشبوهة وبالنتيجة حضر رجال من التحري، الا ان الحزب تدخل وأفهمهم بأن من يتردد اليها هم اناس متـزوجون عن طريق المتعة. وعلى كل هذه ليست المرة الاولى التي يتم فيها اكتشاف هذا النوع من الشقق في المنطقة.

ويتحدث احدهم عن الجرائم التي تحصل في الضاحية الجنوبية كسائر المناطق في خارجها، ولكن المشكلة انه يتم التعتيم على هذه الجرائم في ظل هروب الجاني الذي يتم تسهيل هروبه واخفائه خصوصاً اذا كان من عائلة كبيرة.. ويرجح ان يكون السبب في ذلك سياسياً او بمعنى آخر لأغراض انتخابية اذ تستخدم العائلة الكبيرة في الضاحية كقوة انتخابية وتعطى فرص ومجالات اكثر من غيرها.

ويقول بالأمس حصلت جريمة قتل في منطقة الكفاءات راح ضحيتها شاب محام وبما ان المجرم من عائلة كبيرة تم التعتيم على القضية والمجرم ما يزال هارباً. ولكن حينما قام احدهم من آل (و) بقتل شاب من آل (م) (عائلة كبيرة) تم القاء القبض عليه بما ان المسؤول في الحزب في تلك المنطقة من عائلة المجني عليه اضافة الى انه من عائلة كبيرة ممكن ان تخدم انتخابياً، وهذا ما يحصل عادة مع العائلات الكبيرة.

وعن اسباب الجريمة قال: وقعت الجريمة على اثر اشكال حصل بين الطرفين قبل اسبوع في محل الانترنت بعد ان قام احدهما بمعاكسة فتاة تمر في الشارع.. وبعدها بأسبوع التقيا مجدداً في المحل نفسه وبدأ السباب بينهما وامتد ليصبح إشكالاً كبيراً وتضارباً بالايدي الى ان قام (ن. و) بضرب الشخص من آل (م) بسكين. ولكنه لم يصل الى المستشفى الا بعد ان فارق الحياة.

وهكذا تم القاء القبض على (ن. و) لأن الضحية من عائلة (م) تلك العائلة الكبيرة انتخابياً خصوصاً ان احد مسؤولي الحزب النافذين في المنطقة هو احد اقرباء الضحية.

وعن تأثير العائلات الكبيرة ومدى سيطرتها في الضاحية الجنوبية، فانه يجري الحديث عن احد الاشخاص الذي يبلغ طوله ما بين 150 الى160سم والذي حيّر القوى الامنية معه بحيث تتم ملاحقته بسبب الممارسات التي يقوم فيها في احد احياء الضاحية من اشكالات فردية الى مخالفات وإتجار بالمخدرات.. ولكن مع ذلك فانه ينتمي الى عائلة كبيرة تحميه خصوصاً اذا كانت مع الدولة.

وفي رواية اخرى لشاب ينتمي الى العائلة الكبيرة نفسها من آل (م) حيث قام باغتصاب فتاة بعد ان خدرها واستغل وجودها معه في الفان وبقيت الفتاة معه لمدة شهر بعد ان سجنها في احدى الغرف وبعد ان فاض صبر الفتاة وأدركت فظاعة ما حل بها رمت بنفسها من الشرفة.. ولكن العناية الالهية انقذتها في حين اصيبت بالشلل.

اما الجاني فما يزال فاراً