النائب وليد جنبلاط بشهد للحقيقة ويسمي الأشياء بأسمائها

جنبلاط رد على خطاب نصرالله: هدد وتوعد كعادته ونعى كل المبادرات السياسية سلفا

وبشر اللبنانيين بمرحلة جديدة من الحروب والصراعات 

 

وكالات/أدلى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بموقفه الاسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، ينشر غدا، وجاء فيه:

"بالأمس أطل علينا أحدهم مهددا ومتوعدا كعادته، ناعيا كل المبادرات السياسية سلفا لحل الأزمة التي كان سببا في افتعالها، ومبشرا اللبنانيين بمرحلة جديدة من الحروب والصراعات التي يأمل أن تغير وجه المنطقة، ودائما من البوابة اللبنانية. لقد تحدث أحدهم عن اللصوص والقتلة، فقد يكون من المفيد التذكير بأن اللصوص والقتلة هم الذين خرجوا عن مقررات الحوار الاجماعية وحاولوا تعطيل المحكمة الدولية وتأخيرها بكل الوسائل الممكنة، وافتعلوا الحرب للتهرب من مناقشة الاستراتيجية الدفاعية. اللصوص والقتلة هم الذين احتلوا الساحات وحاصروا بيروت وأقفلوا مجلس النواب وعطلوا وشلوا المؤسسات الدستورية لتعميم ثقافة الفقر والجوع في موازاة ثقافة الموت.

 

اللصوص والقتلة هم الذين يطلقون هذا الكلام التحريضي الذي يقال عند كل منعطف مصيري يواجه لبنان، وأصبحوا يدركون أن هذا الكلام يصدر بالنيابة عن الوكيل والحليف السوري الذي يبرع في تبييض صفحته مع المجتمع الدولي، ويوحي أنه لا يعطل الحلول السياسية في لبنان، وفي الوقت نفسه يوعز إلى صغار حلفائه في لبنان بقيادة مشروع التعطيل والتخريب في سبيل إعادة سيطرته ونفوذه وسطوته التي لفظها الشعب اللبناني في محطة 14 آذار ومحطات النضال الأخرى التي تلت. اللصوص والقتلة هم الذين يقومون بشراء الاراضي والعقارات بشكل منظم لتغيير الواقع الديموغرافي، ولاستبدال التنوع باللون الواحد، وللتمهيد لقيام دولتهم المناقضة لدولة الطائف والعيش المشترك والديموقراطية. واللصوص والقتلة هم الذين يمدون شبكات الهاتف الخاصة بهم بمعزل عن الدولة ويوصلونها بمربعاتهم الامنية، ثم يتحدثون عن الخليوي، وهم الذين يسرقون الكهرباء ولا يدفعون ثمنها ولا يسمحون للجباة بدخول مناطقهم المقفلة.

 

اللصوص والقتلة هم الذين يرسمون الخطوط الحمر للجيش اللبناني ويعترضون في مكان ما على تقويته وتسليحه كي يبقى جيشهم الاقوى والاقدر على الانقلاب على المؤسسات في اللحظة السياسية المحلية والاقليمية الملائمة، ولكي يبقى لبنان ساحة مفتوحة من أجل لصوص النظام السوري والقتلة وشركائهم في بلاد فارس. وهم الذين غضوا النظر عن تحركات شاكر العبسي في برج البراجنة وسواها في الماضي، وقد يفتعلون شاكر عبسي جديدا.

 

اللصوص والقتلة هم الذين يستميتون في سبيل الدفاع عن القتلة القابعين في سجن روميه، رغم علمهم بتورط هؤلاء في جريمة العصر، أي اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، والذين تحكموا في رقاب البلاد والعباد أيام النظام الأمني اللبناني-السوري المشترك. اللصوص والقتلة هم الذين يوزعون عشوائيا أموال الهبات والمساعدات العربية التي أتت بعد حربهم العبثية في تموز، وهي تذهب إلى أزلامهم ومحاسبيهم على حساب المواطنين الفقراء.

 

اللصوص والقتلة هم الذين يدربون العصابات من الاحزاب التابعة لهم ويسلحونها ويحضروها لحرب داخلية أو لأعمال إخلال بالأمن لتعطيل مشروع الاستقلال ولتخريب الوضع الداخلي برمته. وهم الذين يقدمون الحماية لقتلة الزيادين ويمتنعون عن تسليم هؤلاء المجرمين.

 

اللصوص والقتلة هم الذين عطلوا اتفاق مكة والمبادرة العربية للسلام وهم الذين يصدرون الارهاب الى العراق ويمعنون في تقسيم القرارالفلسطيني لاحكام قبضتهم على المنطقة كلها. وهم الذين تاجروا أيام الثورة الايرانية من خلال حملة الكونترا، فكانت تجارة الديبلوماسيين المخطوفين مقابل السلاح الاسرائيلي. وهم الذين خطفوا الرهائن الأبرياء ويفجرون السفارات.

 

اللصوص والقتلة هم الذين يريدون انتخاب رئيس دمية يشرعن تحويل الساحة اللبنانية إلى ساحة صراعات إقليمية وحروب عبثية تتجدد كل بضع سنوات. والرئيس الذي يريدون إنتخابه هو الذي يرفض القرارات الدولية التي جميعها، من 1559 إلى 1701 إلى النقاط السبع، تصب في اتفاق الطائف وفي مشروع بناء الدولة التي تمتلك وحدها قرار الحرب والسلم وحصرية السلاح، الأمر الذي يتنافى مع توجهات اللصوص والقتلة الذين يتسترون تحت إسم المقاومة ليجعلوا من لبنان ساحة لا وطنا يوضع في خدمة لصوص النظام السوري والقتلة وشركائهم في بلاد فارس. والرئيس الذي يريدون انتخابه هو الذي يسقط المحكمة الدولية بموافقته المسبقة على الثلث المعطل في الحكومة المنتظرة التي يمكنها إعادة النظر في كل القرارات التي سبق أن اتخذت.

 

اللصوص والقتلة هم الذين أصدروا بالأمس تكليفا شرعيا لاميل لحود بخلق الفوضى، وهو آخر بقايا النظام السوري والذي سيذهب إلى غير رجعة إبتداء من ليل 24 تشرين الثاني الجاري، بعدما كان خادما أمينا للراعي السوري وأتباعه في لبنان، وبعدما ضرب المؤسسات والدستور وخرق القوانين وحرق البلاد وشهد عهده إراقة الدماء من خلال الاغتيال المنظم، الذي إما كان شريكا فيه وإما متغاضيا عنه في الحد الأدنى.

 

هذا غيض من فيض في مسيرة اللصوص والقتلة المعمدة بالدم وبالسجل الحافل من الممارسات المشبوهة، ونقول لأحدهم يكفينا نموذج حدائق الاحزان، ولا نريد أن يتحول لبنان إلى جنة لصوص وقتلة بقيادته".