الياس الزغبي لموقع 14 آذار/المسيحيون استشعروا الخطر ... وميشال عون يقبض ثمن مواقفه ... والمرحلة الاخيرة من الانقلاب بدأت بالفعل...  

موقع 14 آذار

٦ تشرين الثاني ٢٠١٠

 سلمان العنداري

 

اعتبر عضو قوى 14 آذار الياس الزغبي ان " اللقاء المسيحي الذي عُقد في بكركي كان بمثابة اعادة تأسيس وتركيز للثوابت التي بلورتها واطلقتها ثورة الارز في يوم 14 آذار 2005 على خلفية النداء التاريخي الشهير للمطارنة الموارنة في ايلول عام 2000. اذ انه عند كل منعطف تاريخي يشعر المسيحيون انهم مسؤولون بصورة مباشرة عن مصير لبنان، وهذا ما حداهم على التنادي للاجتماع في بكركي تحت راية مرجعيتهم التاريخية كي يؤكدوا ارادتهم في منع انزلاق لبنان الى تدمير هويته التاريخية وتغيير وجهه الحضاري، ولذلك كان لا بد من هذا الاجتماع لاعادة تصويب البوصلة الوطنية و السياسية في غمرة المشروع الواضح والمحسوم والذي يقوده حزب الله وفريق 8 آذار برعاية ايرانية وسورية واضحة".

 

الزغبي وفي مقابلة خاصة الى موقع "14 آذار الالكتروني" رأى ان "مشروع قوى 8 آذار بحث سابقاً، ويبحث اليوم عن رافعة او عنوان يخوض تحته انقلابه المرسوم، وقد وجد في المحكمة الدولية وفي مسألة ما يسمى "شهود الزور" هذه الرافعة، والحقيقة ان هذا الفريق وضع خطته منذ خمس سنوات وعكف على تنفيذها على مراحل، وابرز هذه المراحل اثتنان: 23 كانون الثاني 2007، و7 ايار 2008، واليوم هو في صدد تنفيذ المرحلة الثالثة، لذلك استشعر المسيحيون الاشد تمسكاً بمعنى لبنان ورسالته وانتمائه الى بيئته العربية مسؤوليتهم الاصلية والاولية للتنبيه الى الخطر الماثل وتوجيه هذا النداء الحارّ والصادق من اجل انقاذ لبنان قبل انحرافه الى قعر الهاوية".

 

ولفت الى ان "اللقاء ليس موجهاً الى المسلمين او المسيحيين بالتحديد، بل هو موجه الى الوجدان اللبناني والعربي والعالمي:

 

اولاً: فهو موجه الى المسيحيين كي يفتحوا عيونهم على هذا المشروع الخطير، ويدركوا ابعاده واخطاره، و يحاذروا الانزلاق وراء الداعيين الى هذا المشروع، والذين قبضوا ثمن انخراطهم فيه سلفاً وهم موعودون بالثمن الباقي في المرحلة التنفيذية.

 

ثانياً: هو نداء موجه الى المسلمين اللبنانيين بصورة غير مباشرة كي يرسّخوا معاً ثوابت ثورة الارز التي على اساسها انطلق الاستقلال الثاني والذي ما زال قيد الاختبار والتنفيذ ويتعرض الآن لأسؤأ حملة منذ خمس سنوات الى الآن.

 

ثالثاً: يتوجّه النداء الى البيئة العربية الواسعة كي تساهم في انقاذ البلاد من الارتماء في محور غير عربي تقوده ايران، وتبغي من ورائه تحقيق مصالحها الخاصة. كما انه موجه ايضاً الى المجتمع الدولي كي يستعيد ثقته بالنموذج اللبناني الحضاري وبهذه القيمة الاستثنائية في المجتمعات الحديثة القائمة على مبدأ العيش المشترك بين الثقافات والاديان والحضارات".

وتطرّق الزغبي في حديثه الى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، فقال: "لقد ذهب العماد عون بعيداً في انتمائه الى المشروع الآخر الذي يؤدي الى تدمير لبنان في نظامه ودوره ورسالته، بحيث لم يعد يُرجى منه ان يتفاعل ايجاباً مع هذا النداء الاستثنائي. فعون قبض ثمن ارتباطه بهذا المشروع سلفاً، وما زال موعوداً بالنصف الثاني من الثمن على المستويين المالي والسلطوي".

وتابع: "كل مسيحي زعيماً كان او فرداً لا يمتلك حرية القرار وحرية الخيار والتدبير، لا يستطيع ان يتجاوب مع هذا النداء، لذلك كان اللقاء مقتصراً على الفريق المسيحي الاستقلالي، وكان بديهياً ان يغيب عنه الفريق المنتمي الى 8 آذار لأنه لم يعد سيد نفسه، بل رهينة مصالحه واهدافه الخاصة".

 

وعن معركة القرار الظني والغاء المحكمة الدولية وتحرك المعارضة، اعتبر الزغبي ان " ثلاث خطوات تم تنفيذها من الانقلاب في الآونة الاخيرة: الاولى تتمثل بالفتوى التي اطلقها السيد حسن نصرالله والتي دعا فيها الى مقاطعة المحكمة واعتبار كل من يتعامل معها عميلاً اسرائيلياً. والخطوة الثانية كانت من خلال شل عمل الحكومة واقعياً، بحيث لم تعد تستطيع حتى تدبير شؤون الناس الحياتية. اما الخطوة الثالثة فتتمثل بهذا الانقطاع وادارة الظهر الى طاولة الحوار، بمعنى ان فريق "حزب الله" قرر عملياً قطع الحوار باللجوء الى نقيضه، اي الى منطق القوة والغلبة، وهذا ما هو حاصل الان وما سيحصل في الايام القادمة، وكأن هناك حالة سباق مع القرار الاتهامي، والحقيقة العميقة ان هذا السباق هو سباق وهمي لان المشروع الذي ينفذه حزب الله هو لتغيير وجه لبنان تمهيداً لتغيير وجه المنطقة، وقد عثر هذا الفريق على العنوان المناسب كي ينفذ انقلابه عبر مسألة شهود الزور والمحكمة خير عنوان. لكن المخطط مكشوف ومعروف سلفاً".

 

ووسط هذه الصورة، رأى الزغبي ان "عاملين اثنين من شأنهما ايقاف مشروع الانقلاب. العامل الاول يتمثّل باعادة هذا الفريق الانقلابي لحساباته الدقيقة، بحيث يطرح على نفسه سؤالاً كبيراً وهو "ماذا ما بعد ما بعد الانقلاب؟"، وماذا في اليوم الثاني، لأن فضيحة الانقلاب عادةً ما تتظهّر بعد اسابيع واشهر، فالى اين يذهب الانقلابيون؟، وهل يستطيعون الاحتفاظ بالمعركة التي يمكن ان يربحوها بالقوة؟. (...) قد يربحون معركة ولكنهم حتماً سيخسرون حرب السيطرة على لبنان وتغيير هويته وهذا امر مستحيل".

" اما العامل الثاني فيتمثل بالضغوط العربية والدولية المتنامية والمتصاعدة التي تظهر من خلالها المجتمع الدولي بانه حريص جداً على القيمة اللبنانية، وقد وجه (المجتمع الدولي ) رسائل بالغة الصرامة والحسم الى دمشق تحديداً ومن خلالها الى ايران. المسألة اذن مرهونة بهذين الامرين وباعتقادي ان حزب الله ومن معه سيعيدون كثيراً حساباتهم قبل ان يقدموا على تنفيذ الخطوات الاخيرة من المغامرة".