الزغبي: طاولة الحوار فقدت محتواها وسوريا تميل عربياً وتبتعد عن إيران

جيسيكا حبشي

Alkalimaonline

لفت عضو الامانة العامة لقوى "14آذار" المحامي الياس الزغبي في حديث لموقع "الكلمة أون لاين" الى أن طاولة الحوار، وفقاً لما جرى في الاسابيع الاخيرة، تبدو وكأنها فقدت محتواها طالما أن أطرافا في داخلها حسموا رأيهم وموقفهم من الاستراتجية الدفاعية بالقول بالثلاثية "غير الطبيعية" الشعب والجيش والمقاومة، معتبراً أنه :"لا يمكن أن توضع هذه الثلاثية في إطار عملي ولا يمكن أن تؤدي الى إستراتيجية حقيقية تحمي لبنان، لان طرفاً من هذه الاطراف الثلاثة لا يشبة الطرفين الاخرين، أي أن المقاومة أو "حزب الله" مؤلف من فئة واحدة من اللبنانيين هي قسم من الطائفة الشيعية فقط، بينما المكونان الاخران أي الشعب والجيش يتألفان من تشكيل متنوع طائفي وسياسي، فلا يمكن بالتالي الجمع بين ثلاثة أمور متناقضة، ولذلك لا يمكن التأسيس لاستراتيحية دفاعية فعلية وناجحة بين هذه المكونات المتنافرة " .

وأشار الزغبي الى أن غياب ركنين أساسيين عن طاولة الحوار، رئيس الحكومة السابق النائب فؤاد السنيورة ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع يفقد نقاشات الطاولة معناها الوطني الصحيح، ورأى أن تصويت وزراء رئيس الجمهورية الاربعة الى جانب فريق "8آذار" في مسألة الملف النووي الايراني، مسألة قابلة للنظر في خلفيتها، قائلاً: "في إعتقادي، إن الرئيس سليمان ذهب الى هذا الموقف من أجل تسجيل توازن رقمي حسابي فقط، وليس توازناً سياسياً، فموقف رئيس الجمهورية لا يحمل أي معنى سياسي بل معنى حسابي شكلي، لان من يراقب في العمق موقف سوريا من مسألة الملف النووي الايراني وقرار مجلس الامن الدولي، يجد أن دمشق لم تقف سياسياً ضد العقوبات، وهي بالتالي تؤيد ضمناً موقف لبنان بالامتناع، وهذا ما شجع الرئيس سليمان على منح أصواته شكلياً لفريق "8آذار" فأرضى بذلك هذا الفريق ولم يؤثر سلباً على قرار الامتناع "، مشيراً الى أن البرهان الاكيد على ذلك هو أنه حتى الان لم يصدر أي موقف سوري رسمي ينتقد إمتناع لبنان عن التصويت مما يشير، على حد قوله، الى أن سوريا تميل في البعد السياسي الى الفريق العربي العام أي الى موقف السعودية ومصر والاردن والخليج وبالتالي تركيا وتبتعد بصورة متزايدة عن المأزق الايراني .

ورأى الزغبي أن "من يراقب الحلفاء الدائمين لسوريا في لبنان، يلمس أنهم لم يوجهوا إنتقادا حاداً لموقف الامتناع، بل كان موقفهم بمثابة موقف رفع عتب، بينما المرتبطون ب"حزب الله" وبالتالي بالمحور الايراني، كانوا أكثر تشدداً وعنفاً في توجيه السهام الى موقف الامتناع

14 حزيران/10