مقابلة مع المحامي الياس الزغبي من موقع ليبانون ديبايت

 

داعياً حزب الله الى تشكيل فرقة كومندوس وتطويق المحكمة الدولية في لاهاي

الزغبي لموقعنا: حزب الله ينفذ مشروعه القديم الجديد بالاستيلاء على السلطة

طرح الدكتور جعجع كشف الثغرات لدى العونيين ووضع الاصبع على الجرح

المصدر فريق موقع ليبانون ديبايت

 

تتخبط الساحة السياسية اللبنانية بأزمات عدّة تكبل الوطن، محورها الأساسي المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري، فبين الداعي الى اعادة النظر بعمل المحكمة والمتمني لو أنها لم وتكن ينقسم اللبنانيون بين مؤيد ومعارض لمن كانت بيوم من الأيام محط اجماع اللبنانيين على طاولة الحوار. وبين قضية شهود الزور ومفبركيهم يتوقف المراقبون عند ما ستؤول اليه الأسابيع والأشهر المقبلة بعد صدور القرار الظني وكيف ستكون التحركات في الشارع.

 

القيادي في قوى الرابع عشر من آذار الياس الزغبي رأي في حديث لموقعنا أن المحكمة الدولية أصبحت خارج النطاق اللبناني مشيراً الى ان لدى حزب الله وسيلة وحيدة لالغاء مفاعليها عبر اسقاط الدولة اللبنانية، مقترحاً عليه تشكيل فرقة كومندوس خاصة ومهاجمة لاهاي وتطويق مبنى المحكمة هناك، بدل من ان يطوق السرايا الحكومية أو المؤسسات الرسمية أو اجتياح احياء والتسبب بنزاعات طائفية او مذهبية.

 

الزغبي قرأ في الرد العوني على طرح رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع نوعاً من التململ والذعر داخل التيار من هذا الطرح، الذي اعتبره يضع الاصبع على الجرح وقد صرخوا من ألمهم الشخصي الداخلي.

 

الزغبي رأى ان خلفية حملة العماد عون على فرع المعلومات هي خلفية مسألة اعتقال المقدم كرم لأنه كما تحدثت المعلومات أن كرم كشف بعض الجوانب من علاقة العماد عون بعمالته ومعرفته المسبقة بكل ما كان يقوم به سواء هنا في لبنان أو قبل عودة العماد عون من باريس باتجاه الاسرائيليين وقال: هناك من يقول أن العماد عون لم يستطع دخول الكونغرس الأميركي في العام 2003 لانجاز قانون محاسبة سوريا او ما يعرف بالقرار 1559 لولا الموافقة الاسرائيلية، وقد يكون لكرم دور في هذه النقطة.

 

لماذا هذا الهجوم على المحكمة الدولية؟

هناك ارادة منذ خمس سنوت وليس من الآن لافشال عملية التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وفي كل الاغتيالات التي حصلت على مدى السنوات الأخيرة وهذه الارادة تبلورت في مناسبات عدّة على مدى السنوات الخمس وقد بلغت مرحلة متقدمة عندما اتضح ان المحكمة الدولية والتحقيق الدولي سائران بشكل جدي لكشف حقيقة الجرائم ومن ارتكبها.

 

ولذلك نشهد اليوم هذه الهجمة المركزة على المحكمة الدولية بعدما كانت الكدمات تحدث بين مرحلة وأخرى، فطالما ان التحقيق الدولي لم يكن قد حقق تقدماً كما يحصل الآن والمحكمة لم يكن قد تم انجازها وتركيبها واطلاق العمل فيها.

 

ومن هنا فان من يرفض المحكمة هو اليوم في حالة سباق مرير مع قرب صدور القرار الاتهامي ومباشرة المحكمة عملها.

 

كيف تقرأ التصريحات التي تصدر حول موضوع المحكمة الدولية وآخرها كلام النائب وليد جنبلاط ورئيس الجمهورية ميشال سليمان؟

كل هذه التصريحات سواء اتت من الطرف الذي كان يرفض المحكمة من الأساس او من أطراف أخرى بدأت تبدل في مواقفها من المحكمة كمواقف النائب وليد جنبلاط، تنطلق من خلفية الخوف على الوضع الامني في لبنان وذلك تحت تأثير التهويل والتهديد الذي يطلقه حزب الله ومن معه ومن هو أمامه ووراءه. ومن هذا المنطلق فان موقفي النائب جنبلاط ورئيس الجمهورية يقومان على اساس ان حزب الله يهدد بقلب الطاولة وبحرب أهلية ومذهبية، وهذه التهديدات أصبحت واضحة جداً وقد بلغ مرحلة متقدمة من الاستعداد لها على الأقل في المجال السياسي والاعلامي ولم يبق أمامه سوى الانقضاض على الدولة اللبنانية تحت مسمى الانقلاب لاسقاط المحكمة او الغائها، على الرغم من ان المحكمة لا يمكن ايقافها فهي قرار دولي كبير ومرجعية دولية لا سلطة لأي طرف لبناني عليها لا اذا كان طرفاً شرعياً مؤسساتياً ولو اذا كان طرفاً حزبياً، ومن هنا لا يمكن ادراج المواقف الا على خلفية التخوف من مواقف حزب الله.

 

في المقابل، يقتضي الواقع ان تؤخذ تهديدات حزب الله بشكل جدي ولكن بموقف وطني ولبناني جامع يشدد على رفض الانزلاق الى الفتنة وليس بالرضوخ تحت التهديدات والقبول بأمور سيئة او غير منطقية كالقول ان المحكمة مسيسة ويجب التريث والتمهل في عملها.

 

ان الجميع يدرك أن المحكمة ليست مسألة سهلة وان هناك أثماناً سياسية يجب ان تدفع فالمجرم والقاتل يجب أن يدفع الثمن الذي يصبح باهظاً جداً اذا ما الجهة التي تقف وراء المجرم هددت بالانتقام أو الحرب او ردة الفعل لأن أوراقها كشفت، كما يفعل حزب الله.

 

الا تعتبر ان حزب الله قادر على تهديد السلم الأهلي في ظل عدم وجود سلاح في مواجهة السلاح؟

حزب الله يستطيع بقوته العسكرية أن يقلب الوضع الداخلي اللبناني لسبيين، الأول انه مدجج بقوة مسلحة استثنائية وقد مارس سابقاً وفي مرات عدّة عمليات تمهيدية للحرب الداخلية كما حدث في السابع من أيار عام 2008 وكما حدث أخيراً في برج ابي حيدر وفي المطار، ومن هنا فهو قدم بروفات تمهيدية في قدرته على خوض الحرب الأهلية.

 

أما السبب الثاني فيكمن في عدم وجود طرف لبناني آخر يملك القدرة على الاشتراك في هذه الحرب الداخلية.

ومن هنا فان هذه الحرب ستكون أحادية الجانب بمعنى انها لا تحمل اسم الحرب بل تحمل معنى الاعتداء اي طرف يريد أن ينتقم من المحكمة الدولية فيعتدي على طرف لبناني آخر تحت ذريعة أن على الأخير رفض المحكمة الدولية.

 

في المنطق فان حزب الله الذي يستشعر أنه مستهدف عليه أن يرد على المحكمة الدولية لا على اللبنانيين في لبنان لأنها هي التي ستتخذ القرار الاتهامي وبالتالي فان اللبناييون ليسوا مسؤولون عن هذا القرار فكيف ينتقم حزب الله من طرف ليس مذنباً وليس معنياً وليس له القدرة على تغيير مسار المحكمة، فاذا كان حزب الله فعلاً يشعر بالظلم أو يريد الانتقام من قرار المحكمة عليه ان يواجهها نفسها ونحن نقترح عليه ان يشكل فرقة كومندوس خاصة ويهاجم لاهاي ويطوق مبنى المحكمة هناك، بدل من ان يطوق السرايا الحكومية أو المؤسسات الرسمية أو اجتياح احياء والتسبب بنزاعات طائفية او مذهبية.

 

هناك حديث عن حسم قريب لهذا الموضوع في فترة لا تتعدى الاسابيع والأشهر القليلة، كيف ترى هذا الحديث؟

كل الناطقين المباشرين أو غير المباشرين باسم حزب الله يظهرون وكأنهم بعجلة من أمرهم وكأنهم في سباق صعب مع القرار الاتهامي لذلك هم يخفون أنهم في صدد الانقضاض السريع في الداخل اللبناني لضرب السلم الأهلي والامساك بقرار الدولة اللبنانية تحت ذريعة أن هذا الامساك سيؤدي حكماً الى الغاء المحكمة.

 

انا بتقديري أن الهدف الأول والأساسي لحزب الله هو الانقلاب على الدولة، اما الهدف الثاني الاستطرادي الذي يعتبره حزب الله تحصيلاً حاصلاً هو سقوط المحكمة، فمشروع حزب الله يقوم على ان اسقاط الحكومة ما يؤدي حكماً الى اسقاط المحكمة الدولية لذلك هو يريد الانقلاب بأي ثمن وهو في عجلة من أمره وكأنه في سباق مع مهلة هو وضعها وهو يتحدث دائماً ان الوضع اللبناني سيكون متدهوراً وان المرحلة القريبة المقبلة ستكون صعبة.

 

الا تتخوفون كقوى 14 آذار من حرب قريبة على لبنان؟

نحن نتخوف بطبيعة الحال، فمن يتابع مواقف حزب الله وسوريا، التي تشارك أحياناً في التهديد والتخطيط لهذا الانقلاب، لذلك فـ14 آذار الحريصة على بناء الدولة متخوفة من محاولة لجوء حزب الله ومن معه تحت ذريعة اسقاط المحكمة الى فتنة داخلية تهدف الى كسر موازين القوى السياسية والشعبية تمهيداً لبلوغ السلطة، أي أن حزب الله يطمح الى تنفيذ مشروعه القديم الجديد بالاستيلاء على السلطة في لبنان وتغيير وجهها، فهو من تحدث عن تغيير وجه المنطقة حسب ما جاء على لسان أمينه العام حسن نصرالله في تصريحات سابقة عدة، فكيف بالأحرى الحديث عن تغيير وجه لبنان أي نقله من حالة التعدد والتنوع والديمقراطية المبدئية الى حالة احادية أيديولوجية مرتبطة بمشروع ايراني واسع لتغيير وجه المنطقة.

 

كيف قرأت خطاب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع في ذكرة شهداء المقاومة اللبنانية والدعوة التي وجهها الى شباب التيار الوطني الحرّ، والردّ الذي قوبل به من قيادات هذا لتيار؟

كان خطاب الدكتور سمير جعجع عاقلاً علمياً ومستنداً على حرص واضح لبناء الدولة اللبنانية وهو وجه هذا النداء العقلاني والعاطفي في الوقت نفسه الى التيار الوطني الحرّ كي يعيد الى أذهان الناشطين في التيار العوني الى أنهم أصحاب نضال عريق هم والقوات اللبنانية وكل القوى السيادية بين العامين 1990 و2005 ويذكر هؤلاء بوجود معاناة وسجون وقمع وقضية مشتركة لذلك ذكرهم بالأسس التي نهض عليها التيار الوطني الحرّ في الكتاب البرتقالي التأسيسي الصادر في أيار 2005 وعرض عليهم العودة الى المبادئ التي وضعوهم ودعاهم الى الالتزام بهذه المبادئ وأكد التزامه بها للتأسيس لمرحلة جديدة وبناء الدولة عليهم. وأهم شرط لبناء هذه الدولة أن يكون لديها مؤسسات موحدة خصوصاً في المجال العسكري والأمني فلا يكون هناك جيشان وقراران وسلطتان عسكريتان وأمنيتان تتنازعان العمل.

 

أما الرد العوني من مستوى العماد ميشال عون شخصياً فكان رداً عصبيان غير مبني على العقلانية المطلوبة لهذه المرحلة وكأنهم أصيبوا بالذعر، من طرح الدكتور سمير جعجع فهم يستشعرون عملية الاستنكاف في صفوف التيار عن سياسة العماد عون ، وهناك ابتعاد متزايد ومستمر عن سياسة العماد عون وهناك عيون تتفتح كل يوم على ما يريد وماذا يفعل العماد عون بما يتناقض مع كل مسار التيار العوني منذ سنوات.

 

ومن هذا المنطلق أدى طرح الدكتور جعجع الى صدمة كبيرة داخل صفوف التيار وهناك أسئلة كثيرة تطرح داخل التيار عن أحقية استمرار العماد عون في هذه السياسة التي ادت اولاً الى اضعاف التيار الوطني الحرً شعبياً وثانياً الى ضياع فرص سياسية عديدة امام العماد عون الطامح دائماً الى مركز المسؤولية الأول في لبنان فلا الطموح الشخصي استطاع تحقيقه من خلال سياسيته ولا الطموح السياسي العام لتياره الذي يضعف أكثر فأكثر.

 

المشكلة أن طرح الدكتور جعجع كشف الثغرات وحالة الوهن والضعف الموجودة في التيار ولذلك علا صراخهم من كافة المناطق اللبنانية وكأن ما طرحه الدكتور جعجع كان نوعاً من وضع الاصبع على الجرح وقد صرخوا من ألمهم الشخصي الداخلي.

 

هل تعتقد أن التيار الوطني الحرّ وصل الى مكان لا يمكن الرجوع منه في العلاقة مع حزب الله؟

العماد عون واقع في مأزقين متكاملين، الأول داخل التيار العونية والبيئة العونية وهذا ما يتظهر أكثر فأكثر كل يوم. والمأزق الثاني الأشد خطورة هو مأزقه مع خياراته السياسية مع حلفائه وتحديداً حزب الله الذي يحاول التغطية على كل السقطات والتراجعات والأخطاء الخطيرة في صفوف المؤيدين للعماد عون وأبرز مثال على هذا الأمر هو في اعتقال المقدم السابق في الجيش فايز كرم.

 

وهذا يؤشر الى ان المأزق السياسي سيتضاعف لدى العماد عون والمحيطين به، وهذا المأزق ليس الى حلّ بل الى تأزم أكبر.

 

هل هناك رابط بين حملة العماد عون على فرع المعلومات وتوقيف القيادي فايز كرم؟

خلفية حملة العماد عون على فرع المعلومات هي خلفية مسألة اعتقال المقدم كرم لأنه كما تحدثت المعلومات أن كرم كشف بعض الجوانب من علاقة العماد عون بعمالته ومعرفته المسبقة بكل ما كان يقوم به سواء هنا في لبنان أو قبل عودة العماد عون من باريس باتجاه الاسرائيليين.

 

وهناك من يقول أن العماد عون لم يستطع دخول الكونغرس الأميركي في العام 2003 لانجاز قانون محاسبة سوريا او ما يعرف بالقرار 1559 لولا الموافقة الاسرائيلية، وقد يكون لكرم دور في هذه النقطة.

 

لذلك نحن نرى أن العماد عون شديد التوتر في هذه المرحلة وأحد أسباب التوتر هو التحقيق الجاري مع كرم، إضافة الى التراجع الشعبي للعماد عون وضعف الاستقبالات له في المناطق اللبنانية وتراجع في الحماسة، واستشعاره وكأن العلاقة بين سوريا والرئيس الحريري ستكون على حسابه فلذلك قصد دمشق مع وريثه لمحاولة الاطمئنان وكسب الغطاء السوري كي لا يدفع مزيداً من الاثمان السياسية في اي استحقاق مقبل.

 

هل تعتقد أن الكشف عن عمالة فايز كرم سيؤدي الى مزيد من الاعتقالات في صفوف التيار؟

من كان يعتقد أن يكون قيادي بارز في التيار الوطني الحرّ كفايز كرم على علاقة باسرائيل لذلك كل الامور ممكنة ولكن المسألة تنتظر القرار التحقيق ولا يمكن القول أن هناك قياديين في التيار الوطني الحرّ على علاقة مع اسرائيل هذا أمر متروك للقضاء اللبناني الذي يحد ذلك كما انه يحدد مدى علاقة العماد عون بكل هذه الأمور.

 

هل سيكون هناك اجتماع موسع لقيادات قوى الرابع عشر من آذار للخروج بموقف موحد تجاه التهديدات وحملة التخوين التي يتعرضون لها؟

14 آذار موحدة في مواقفها وكل ما حصل من صدور بعض التمايزات خصوصاً في ما خصّ بيان الأمانة العامة وحلفاء سوريا في المطار وحديث الرئيس سعد الحريري لجريدة الشرق الأوسط وتراجعه عن الاتهام السياسي لسوريا، هو لم يتراجع عن الاتهام القضائي بل تراجع عن الاتهام السياسي، اي انه كما اتهمها على مدى السنوات الماضية من دون أدلة قضائية هو اليوم يرفع هذه التهمة ولكن ايضاً من دون ادلة قضائية ، ومن هنا فان 14 آذار بكل مكوناتها تتفهم موقف الرئيس سعد الحريري وليس هذا الموقف من شأنه ان يسيء الى الأسس والمبادئ الكبرى لأسس 14 آذار فـ14 آذار هي حالة انسانية وطنية شعبية لا يمكن تجاوزها حتى لو ان بعض السياسيين من قياداتها ارتكب خطأ هنا او هناك أو قدّم اجتهاداً سياسياً ما ولكن في النهاية 14 آذار تملك تصوراً ورؤية متكاملة لبناء الدولة على الأسس التي اطلقتها منذ خمس سنوات وهي ما زالت ملتزمة فيها وأشد الملتزمين فيها الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل وجميع مكونات 14 آذار.

 

news@lebanondebate.com

التاريخ 9/28/2010