الياس الزغبي في حديث الى "المركزية/ تفكك نهائي لتيار عون وتحول من بقي فيه الى "حاشية" لأهل الرابية

24 حزيران/10

علّق أبرز الخاجين سابقاً عن "التيار الوطني الحر" المحامي الياس الزغبي في حديث الى "المركزية" على موضوع الاستقالة قائلاً: "استقالة اللواء لطيف مرتقبة ومتوقعة نتيجة تراكم خمس سنوات من الاخطاء الخطيرة على مستويين، مستوى تنظيمي وتأسيسي لحزب كان يُعتقد أنه سيكون مميزاً عن الاحزاب السياسية الأخرى، ومستوى سياسي خيّب أمل الفئة الكبرى من الناشطين لأنهم وجدوا أنفسهم في موقع سياسي ووطني مختلف كليّاً عن التصور الذي كانوا يحملونه، وقد هالهم أن يصبح العماد عون كسائر السياسيين الذين يتهافتون على دمشق ويوقعون أوراق تفاهم مع أحزاب مسلحة تعمل من خارج الدولة".

أضاف:" هذه الاستقالة المتوقعة سبقتها استقالات كثيرة نوعية وعددية وكثر من الناشطين انكفأ بشكل متلاحق على مدى السنوات الخمس الفائتة، ولكن لا شك ان استقالة اللواء لطيف ذات رمزية لأنه كان مؤتمناً على نشاط التيار العوني طوال مرحلة وجود العماد عون في باريس وهو معروف بأنه لا يسعى الى مكاسب شخصية فوجد نفسه بعد معاناة طويلة غريباً عن الحالة العائلية وعن الفساد المالي اللذين ضربا التيار فحاول مع سواه استدراك هذه الحالة المزرية ولكنه لم يوفق فلم يكن أمامه سوى الانكفاء".

وختم:" ما حصل اليوم هو إنذار خطير بتفكك نهائي للتيار العوني فيتحول من يتبقى فيه الى "حاشية" لأهل الرابية وهذا اسوأ ما يمكن ان يبلغه تيار سياسي في فترة زمنية قصيرة وينتهي الى هذه الحالة البائسة وكأن القيمين عليه لا يريدون سوى تحقيق هدفين هما المال والسلطة".

 

تعقيباً على استقالة اللواء نديم لطيف من "التيار الوطني الحر" صدر هن هيئة الحكماء الآتي:"

إن تقديم اللواء لطيف استقالته خطياً من التيار الوطني الحر بتاريخ 12\6\2010 والتصريحات التي صدرت عنه بعدها، تشكل تأكيداً على مناقبيته والتزامه بالمبادئ والقيم التي نادت بها الهيئة من خلال وثيقة "المسؤولية تقتضي" والمواقف والتحركات التي اعتمدتها وما زالت. ووجهت الهيئة تحية اكبار وتقدير الى اللواء لطيف على مواقفه المشرّفة ونضاله التاريخي وتضحياته الكبيرة في سبيل سيادة شعب لبنان على أرضه.

 

بشارة خيرالله خيرالله لموقعنا: إستقالة الجنرال نديم لطيف ضربة موجعة للتيار وعبرة لمن يعتبر...والمتضررين أصبحوا معروفين   

٢٤ حزيران ٢٠١٠ /المصدر : خاص موقع 14 آذار

غسان عبدالقادر /"لدي في التيار الوطني الحرّ أكثر مما لسواي وعون لم يحقق طموحات التيار" بهذه العبارة علق اللواء نديم لطيف على استقالته التي تقدم بها من التيار الوطني الحرّ. خطوة اللواء لطيف تأتي كجزء من حركة اطلق عليها اسم "حكماء التيار" وتضم، اضافة الى لطيف، اللواء عصام ابو جمرة، القاضي يوسف سعدالله الخوري، والقاضي سليم العازر اللذين أستقالوا من التيار عقب رفض العماد عون لوثيقة "المسؤولية تقتضي". هذه الوثيقة التي صيغت وقدت لقيادة التيار كـ "طرح عام للوضع الداخلي في الحزب مع الاقتراحات التصحيحية اللازمة، وشعورا بالمسؤولية ورغبة في تعزيز الثقة بين القاعدة والقيادة للنجاح في ترسيخ المبادىء وتحقيق الأهداف الوطنية التي يسعى إليها الحزب"، بحسب تعبير اللواء ابوجمرة.

لكن القيادة العونية التي تنكرت حتى لرفاق السلاح، أدارت لهم الأذن الصماء وأوصلت الوضع إلى ما هو عليه من المرارة والجمود دفعت باللواء اللطيف، وهو رئيس جهاز الامن العام السابق ومنسق التيار الوطني اللبناني الذي تحول إلى تيار وطني حر، إلى الإبتعاد عن ما يمارس من تسلط وفوقية في التيار الحرّ. ولم تفلح المحاولات التوفيقية من قبل "أهل البيت" العوني بدفع العماد إلى الإتصال باللواء بالرغم ما يحمله اللواء لطيف من تاريخ نضالي معروف حين تعرض طوال سنوات للإضطهاد وللإعتقال وللتعذيب أبان فترة الوصاية السورية، وكذلك بالرغم مما يتمتع به من ثقل شعبي في صفوف محازبي التيار سواء في الوطن أو المهجر.

موقع 14 آذار الأكتروني تحدث إلى الكاتب والمحلل السياسي، الأستاذ بشارة خيرالله، لإستجلاء تفاصيل التطورات الداخلية في التيار الوطني الحرّ، خصوصاً أنّ الأستاذ خيرالله هو عضو السابق من لجنة الإعلام من التيار الوطني الحر وقد قدّم إستقالته مؤخراً من التيار.

لطيف هو رمز الشرف والتضحية والوفاء، وقد حاول مراراً نفض التيار

فقد رأى الأستاذ بشارة خيرالله "أنّ الحالة التنظيمية في التيار الوطني الحر باتت في مهب الريح وما إستقالة المنسق العام السابق للتيار الوطني الحر الجنرال نديم لطيف إلا عبرة لمن يعتبر". وفي نفس السياق، أكدّ الأستاذ خيرالله أنّ "اللواء لطيف هو رمز الشرف والتضحية والوفاء للبنان وللتيار الوطني الحر الذي قاده في أصعب المراحل ليستمر ويصل إلى ما وصل إليه في العام 2005 بفضل عدد ليس بكبير من الشرفاء وعلى رأسهم نديم لطيف".

خيرالله في حديثه لموقعنا إعتبر "أنّ إستقالة لطيف هي ضربة قاسية وموجعة للتيار ولو لم تعترف قيادته بذلك، لكن القيادة الحزبية وعشرات الكوادر يعلمون علم اليقين مدى مصداقية الجنرال لطيف ورمزية وجوده في التنظيم الحزبي للتيار. كما أنّ هؤلاء الكوادر يدركون محاولات لطيف المتكررة لإعادة رصّ الصفوف مع مجموعة كبيرة يتقدمها "حكماء التيار" من خلال نفضة شاملة بعد العودة إلى النظام الداخلي لحزب التيار الوطني الحر وتطبيقه دون القفز فوقه".

المحاولات التوفيقية بين عون ولطيف فشلت بسبب متضررين من قلب التيار الوطني الحرّ

في معرض شرحه لحيثيات ومجريات التحول الذي حدث للواء لطيف، وأكدّ الأستاذ خيرالله " أنّ خطوة اللواء لطيف تأتي بمثابة ردّ طبيعي على حالة التجاهل المتعمد الذي إعتمدته القيادة الحزبية بعد أن أوفدت وسطاء للحلحلة وإيجاد المخارج التي كان من المفترض أن تبدأ بإتصال هاتفي بين الجنرالين "عون ولطيف" يليها لقاء، يعقبه ورشة إصلاحية داخلية مبنية على أسس واضحة وشفافة لإعادة هيكلة التيار المهدد بالتراجع الحتمي نتيجة الإخفاقات التنظيمية المتكررة دون حسيب أو رقيب".

وأضاف خيرالله لموقعنا " هذه المحاولات التوفيقية إصطدمت بتجاهل متعمد من جهة. ومن جهة أخرى، ترافقت بتسريبات إعلامية يقف خلفها بعض المتضررين لمصالح ضيقة وخاصة لأن وراء عودة كل معترض على النهج هناك متضرر من عودته. وقد بات هؤلاء المتضررون معروفون ومكشوفون من قبل الجميع. كما إنّ أي إعادة تنظيم حقيقي ستضعهم حتماً خارج دائرة الضوء الإعلامي الذي أصبح بالنسبة لهم أهم من مصالح "التيار" العليا".

 

استقالة لطيف تحدث ضجة في اوساط التيار داخليا وخارجيا... الامور بين "الحكماء" والقيادة العونية تصل الى طريق مسدود

 كتب بيار عطالله في "النهار":

لا يتذكر كوادر "التيار الوطني الحر" ولا سيما منهم القدامى، مرحلة الاحتلال السوري، دون ان يتذكروا نديم لطيف ذلك الجنرال الصلب صاحب الابتسامة الهادئة والسيجارة الدائمة، الآتي من رئاسة جهاز الامن العام الى مركز المنسق العام لـ "المؤتمر الوطني اللبناني" ثم "التيار الوطني الحر" ليتنكب معها مسؤولية تمثيل العماد ميشال عون المنفي الى العاصمة الفرنسية، الى جانب قيادة عناصر المواجهة والرفض في مواجهة النظام الامني السوري-اللبناني الذي لم يتورع عن اعتقال اللواء لطيف والزج به في المعتقل غير عابئ لا بهيبة سنه ولا مقامه. وهو الذي كان يوصف بين الجميع بأنه "قديس التيار وأب الجميع" لا يصطدم مع اي من المناضلين بل يعمل على حل المشكلات بالحسنى وتقويم الامور بميزان الجوهرجي ولا تجنى على صورة مناضل ولا تسبب بالشقاق بين الرفاق على ما يردد كوادر "التيار".

هذا الرجل نفسه بابتسامته الهادئة وملامحه العسكرية القاسية توجه قبل عشرة ايام الى مقر مركزية "التيار الوطني" في مركز ميرنا شالوحي التجاري، حيث تقدم من امانة السر بطلب استقالته بكل هدوء وحصل على وصل لقاء ذلك من احد العاملين السابقين تحت أمرته، والذي لم يتردد في طلب البطاقة الحزبية من اللواء لطيف الذي ابتسم بهدوء ايضاً واعداً بتسليمها في اقرب فرصة، دون ان يترك له "امين السر" الامين مجرد ذكرى واحدة من سني النضال رغم ان لطيف يحمل في جسده الكثير من ايام الاعتقال. طبعاً لم يعلن لطيف عن استقالته التزاما منه لواجب اخلاقي ورابطة اخوة سلاح، لا يزال مقيماً عليها تجمعه مع رفاق "الدرب الطويل". لكنه قرر امس الخروج عن صمته بعدما "بلغ السيل الزبى" على ما يقال سواء ببث الاشاعات التي تستهدفه مع "لجنة حكماء التيار" او من خلال مقالات تتناوله شخصياً بالتجريح والاساءة واصبح معروفاً في اوساط "التيار الوطني الحر" من المحرض عليها وممولها والموحي بها.

اللواء نديم لطيف وفي حديث مقتضب الى "المركزية" للانباء قال: "ان سبب استقالته من "التيار الوطني الحر" هو ما ورد في وثيقة "المسؤولية تقتضي" وعدم استجابة النائب العماد ميشال عون له بعد مرور زمن". واضاف: "وصلنا الى مكان لا نريد الوصول اليه، وما ورد في وثيقة "المسؤولية تقتضي" وعدم الاستجابة له بعد مرور زمن هو السبب الأساس لاستقالتي". وشرح لطيف: "انه ومنذ البدء كانت النية موجودة لناحية عدم استكمال المسيرة لكن في الوقت نفسه كانت لدي قناعة بأن العماد عون قد يستجيب لهذا النداء الذي وجهناه اليه، لكن مضت شهور عدّة ولم نلق جواباً في هذا الاطار".

وشدد لطيف أنه "لا يريد أي انقلاب لا على "التيار الوطني الحر" ولا على العماد عون" لأن له في "التيار" أكثر مما لسواه (اي لطيف)، مكتفياً بالقول: "لهذا السبب فضلّت التخلي عن هذه المسيرة، بعدما ترك هذا الامر شعوراً سلبياً لدي لم أعد قادراً على تخطيه". واشار الى أنه في صدد الانصراف الى كتابة مذكراته التي تتضمن تجربته في الشأن العام في مرحلة ما قبل نشوء "التيار" وخلالها وبعدها، "وصولاً الى نتيجة المسيرة التي تميزت بالمرارة".

والمرارة التي يتحدث عنها لطيف تكاد تكون المناخ الغالب في اوساط كوادر "التيار" ونواته الصلبة من المحازبين الذين يؤكدون ان قيادة "التيار" لم تكترث لحجم "الحكماء" ولا لتاريخهم النضالي، حيث يؤكد هؤلاء ان القيادة اعتمدت سياسة الهروب ولم تصغ الى الانتقادات بأن "التيار" اصبح حزباً عائلياً يشبه غيره من الاحزاب التي تقودها عائلات سياسية. اذ في موازاة الحديث عن وساطة للمصالحة بين النائب العماد ميشال عون واللواء نديم لطيف و"لجنة الحكماء" قادها شقيق عون الياس، ونجله نعيم، قضت بتأمين التواصل الهاتفي بين عون ولطيف في مرحلة اولى على ان يرسل عون سيارته الخاصة الى لطيف لتقله الى الرابية للبحث في اعتراضات الحكماء. لكن ابو نعيم ذهب ولم يعد على ما يقال ليفاجأ كوادر "التيار" بحملة اعلامية في احدى الصحف، ضد ابو جمرا والخوري ولطيف والهاشم واليازجي وغيرهم ووصلت الى حد التجريح الشخصي والمس بالمقامات. ولم تنفع تدخلات النائب ادغار معلوف صديق عون ولطيف والحكماء في حصر الخلاف الذي اتسع تدريجاً واودى بلطيف الى تقديم استقالته خصوصاً بعدما لزمت الرابية الصمت المطبق.

الامور بين الحكماء وكوادر التيار من جهة والقيادة الحزبية تسير في اتجاه لا عودة عنه والملاحظات تكبر، اذ يشدد الكوادر ان ما يجري من عملية اعادة تنظيم "ليس سوى ضرب للتنظيم الفتي وكل مبدأ الديموقراطية، وان المعيار الوحيد الموضوع للتعيينات الحالية هو الصداقات الشخصية والعائلية ولا شيء سوى ذلك". اما اوساط الحكماء فتروي الواقعة الآتية: "ان قائد الجيش العماد اميل بستاني ذهب الى القاهرة عام 1969 حاملاً في يد مشروع اتفاق القاهرة وفي يد اخرى مشروع الترشح للرئاسة. فقال له الرئيس جمال عبد الناصر: مش مطلوب اد كده يا سي اميل". يبقى ان استقالة لطيف احدثت ضجة في اوساط التيار ومحازبيه سواء في المناطق اللبنانية او الاغتراب.

 

"حكماء الوطني الحر" وجّهوا "تحية إكبار" إلى لطيف بعد استقالته من التيار 

٢٤ حزيران ٢٠١٠ /  تعقيباً على استقالة اللواء نديم لطيف من "التيار الوطني الحر" صدر عن "هيئة الحكماء" في التيار بيان جاء فيه: "إن تقديم اللواء لطيف استقالته خطياً من "التيار الوطني الحر" بتاريخ 1262010 والتصريحات التي صدرت عنه بعدها، تشكّل تأكيداً على مناقبيته والتزامه بالمبادئ والقيم التي نادت بها الهيئة من خلال وثيقة "المسؤولية تقتضي" والمواقف والتحركات التي اعتمدتها الهيئة وما زالت". ووجّهت الهيئة "تحية اكبار وتقدير الى اللواء لطيف على مواقفه المشرّفة ونضاله التاريخي وتضحياته الكبيرة في سبيل سيادة شعب لبنان على أرضه".

 

استقالة منسق "التيار" تكشف المستور في أحواله

نديم لطيف: مسيرة تميّزت بالمرارة

النهار/لا يتذكر كوادر "التيار الوطني الحر" ولا سيما منهم القدامى، مرحلة الاحتلال السوري، دون ان يتذكروا نديم لطيف ذلك الجنرال الصلب صاحب الابتسامة الهادئة والسيجارة الدائمة، الآتي من رئاسة جهاز الامن العام الى مركز المنسق العام لـ "المؤتمر الوطني اللبناني" ثم "التيار الوطني الحر" ليتنكب معها مسؤولية تمثيل العماد ميشال عون المنفي الى العاصمة الفرنسية، الى جانب قيادة عناصر المواجهة والرفض في مواجهة النظام الامني السوري-اللبناني الذي لم يتورع عن اعتقال اللواء لطيف والزج به في المعتقل غير عابئ لا بهيبة سنه ولا مقامه. وهو الذي كان يوصف بين الجميع بأنه "قديس التيار وأب الجميع" لا يصطدم مع اي من المناضلين بل يعمل على حل المشكلات بالحسنى وتقويم الامور بميزان الجوهرجي ولا تجنى على صورة مناضل ولا تسبب بالشقاق بين الرفاق على ما يردد كوادر "التيار".

هذا الرجل نفسه بابتسامته الهادئة وملامحه العسكرية القاسية توجه قبل عشرة ايام الى مقر مركزية "التيار الوطني" في مركز ميرنا شالوحي التجاري، حيث تقدم من امانة السر بطلب استقالته بكل هدوء وحصل على وصل لقاء ذلك من احد العاملين السابقين تحت أمرته، والذي لم يتردد في طلب البطاقة الحزبية من اللواء لطيف الذي ابتسم بهدوء ايضاً واعداً بتسليمها في اقرب فرصة، دون ان يترك له "امين السر" الامين مجرد ذكرى واحدة من سني النضال رغم ان لطيف يحمل في جسده الكثير من ايام الاعتقال. طبعاً لم يعلن لطيف عن استقالته التزاما منه لواجب اخلاقي ورابطة اخوة سلاح، لا يزال مقيماً عليها تجمعه مع رفاق "الدرب الطويل". لكنه قرر امس الخروج عن صمته بعدما "بلغ السيل الزبى" على ما يقال سواء ببث الاشاعات التي تستهدفه مع "لجنة حكماء التيار" او من خلال مقالات تتناوله شخصياً بالتجريح والاساءة واصبح معروفاً في اوساط "التيار الوطني الحر" من المحرض عليها وممولها والموحي بها.

اللواء نديم لطيف وفي حديث مقتضب الى "المركزية" للانباء قال: "ان سبب استقالته من "التيار الوطني الحر" هو ما ورد في وثيقة "المسؤولية تقتضي" وعدم استجابة النائب العماد ميشال عون له بعد مرور زمن". واضاف: "وصلنا الى مكان لا نريد الوصول اليه، وما ورد في وثيقة "المسؤولية تقتضي" وعدم الاستجابة له بعد مرور زمن هو السبب الأساس لاستقالتي". وشرح لطيف: "انه ومنذ البدء كانت النية موجودة لناحية عدم استكمال المسيرة لكن في الوقت نفسه كانت لدي قناعة بأن العماد عون قد يستجيب لهذا النداء الذي وجهناه اليه، لكن مضت شهور عدّة ولم نلق جواباً في هذا الاطار".

وشدد لطيف أنه "لا يريد أي انقلاب لا على "التيار الوطني الحر" ولا على العماد عون" لأن له في "التيار" أكثر مما لسواه (اي لطيف)، مكتفياً بالقول: "لهذا السبب فضلّت التخلي عن هذه المسيرة، بعدما ترك هذا الامر شعوراً سلبياً لدي لم أعد قادراً على تخطيه". واشار الى أنه في صدد الانصراف الى كتابة مذكراته التي تتضمن تجربته في الشأن العام في مرحلة ما قبل نشوء "التيار" وخلالها وبعدها، "وصولاً الى نتيجة المسيرة التي تميزت بالمرارة".

وساطة وحملة

والمرارة التي يتحدث عنها لطيف تكاد تكون المناخ الغالب في اوساط كوادر "التيار" ونواته الصلبة من المحازبين الذين يؤكدون ان قيادة "التيار" لم تكترث لحجم "الحكماء" ولا لتاريخهم النضالي، حيث يؤكد هؤلاء ان القيادة اعتمدت سياسة الهروب ولم تصغ الى الانتقادات بأن "التيار" اصبح حزباً عائلياً يشبه غيره من الاحزاب التي تقودها عائلات سياسية. اذ في موازاة الحديث عن وساطة للمصالحة بين النائب العماد ميشال عون واللواء نديم لطيف و"لجنة الحكماء" قادها شقيق عون الياس، ونجله نعيم، قضت بتأمين التواصل الهاتفي بين عون ولطيف في مرحلة اولى على ان يرسل عون سيارته الخاصة الى لطيف لتقله الى الرابية للبحث في اعتراضات الحكماء. لكن ابو نعيم ذهب ولم يعد على ما يقال ليفاجأ كوادر "التيار" بحملة اعلامية في احدى الصحف، ضد ابو جمرا والخوري ولطيف والهاشم واليازجي وغيرهم ووصلت الى حد التجريح الشخصي والمس بالمقامات. ولم تنفع تدخلات النائب ادغار معلوف صديق عون ولطيف والحكماء في حصر الخلاف الذي اتسع تدريجاً واودى بلطيف الى تقديم استقالته خصوصاً بعدما لزمت الرابية الصمت المطبق.

الامور بين الحكماء وكوادر التيار من جهة والقيادة الحزبية تسير في اتجاه لا عودة عنه والملاحظات تكبر، اذ يشدد الكوادر ان ما يجري من عملية اعادة تنظيم "ليس سوى ضرب للتنظيم الفتي وكل مبدأ الديموقراطية، وان المعيار الوحيد الموضوع للتعيينات الحالية هو الصداقات الشخصية والعائلية ولا شيء سوى ذلك". اما اوساط الحكماء فتروي الواقعة الآتية: "ان قائد الجيش العماد اميل بستاني ذهب الى القاهرة عام 1969 حاملاً في يد مشروع اتفاق القاهرة وفي يد اخرى مشروع الترشح للرئاسة. فقال له الرئيس جمال عبد الناصر: مش مطلوب اد كده يا سي اميل". وبرأي احد الحكماء ان ما يجري من ضرب لـ "التيار" كأكبر حركة شعبية وحزبية مسيحية ليس بريئاً والتاريخ يعيد نفسه. يبقى ان استقالة لطيف احدثت ضجة في اوساط التيار ومحازبيه سواء في المناطق اللبنانية او الاغتراب. ب. ع.