محاولة عزل تعزل أصحابها

الزغبي: المشكلة هي في عرض الحماية تحت منطق الغلبة

30 – 12 – 2009

لفت عضو قوى 14 اذار الياس الزغبي الى خطورة المحاولة الجارية الان لتحويل الازمة اللبنانية عن اطارها السياسي والوطني وزجّها في صراع ديني فوق طائفي يتلبّس قناع الصراع الاقليمي – الدولي ، وقال في تصريح اليوم: "لم يكن تحذير السيّد حسن نصرالله المسيحيين من الانتحار مجرّد دعوة للالتحاق بمشروعه، بل تأسيس لتشكيل أضاحي وأثمان لهذا المشروع من خارج ساحة الصراع المذهبي حيث لا يملك عامل القوة. وجاء موقفا النائبين محمد رعد ونوّاف الموسوي تثبيتا لهذا التوجّه، فمنّن الاول المعترضين على السلاح ببقاء ألسنتهم، وصنّفهم الثاني في خانة اسرائيل و 17 أيار وأعاد تحريك السكّين في جرح الجبل، في محاولة مكشوفة لاثارة مشاعر مكوّن تاريخي على اخر، كانا وما زالا في أساس قيام لبنان".

وأضاف الزغبي: "لم يكن هذا التوجّه الطارىء لدى قيادة "حزب الله" سوى نتيجة لعاملين سلبيين:

الاول هو سقوط رهانها على أكثرية مسيحية لم تكن تملك حقيقة خيارات المسيحيين،

والثاني هو تأكّدها من التزام طوائف أخرى الخيارات نفسها ضمن حالة 14 اذار، برغم كل ضغوط الاستدراج والتفريق، بدون اهمال عاملي التحوّل السوري الموضوعي وأزمة النظام الايراني المتنامية، وهكذا يكون الساعي الى عزل الاخرين معرّضا لعزل نفسه" .

ورأى أخيرا أن "الحماية التي يعرضها نصرالله على المسيحيين هي المشكلة في حدّ ذاتها لأنها تستند الى منطق القوة والغلبة والالحاق، وتنطلق من معادلة خاطئة عن مسيحيي العراق، وكأن المعيار هو حتمية التنكيل بالمسيحيين و"انتحارهم" وحاجتهم الى حام ما شرط الخضوع لمشروعه، وهذه هي الذمّية الجديدة التي يمنحها "حزب الله" لرعاياه، وهذا ما مانعه مسيحيّو لبنان عبر التاريخ وامتنعوا عليه".