المحلل السياسي الياس الزغبي لـkataeb.org :" حزب الله يُوظّف الاجهزة اللبنانية في خدمته من خلال مكافحة المخدرات والسرقات والمسائل غير الاخلاقية في مربعه كي لا يحرق اصابعه بين عائلات منطقته ويتخذ الامن كمسؤولية محصورة فقط بأجهزته

01/01/10

 

Kataeb.org : رأى المحلل السياسي الياس الزغبي ان الرسالة التي وجهها السيّد حسن نصرالله الى المسيحيين في ذكرى عاشوراء شكلّت تهديداً سافراً تحت ستار النصيحة فإستخدم منطق الغلبة عارضاً الحماية على المسيحيين كأهل ذمة ، وهو بذلك يطرح عليهم الذمّية الحديثة المبنية على قاعدة الالحاق بمشروعه فيعتبر عندها ان كل من يخضع لهذا المشروع يسلم وكل من يمانع يتعرّض للتنكيل تحت توصيف الانتحار، ولذلك إستحضر نصرالله حالة المسيحيين في العراق ليقول ان الاميركيين لم يقدموا الحماية لهم مجهّلاً القاتل ، وقال الزغبي في حديث الى kataeb.org :"حزب الله يريد إخضاع كل ممانع لمشروعه وسلاحه في لبنان وقد إكتشف متأخراً ان الاكثرية المسيحية الحيّة هي غير تلك التي راهن عليها طوال 4 سنوات فإكتشف مذهولاً ان هذه الاكثرية التي ناصرته كانت عابرة ووهمية ، وحين أحّس ان المسيحيين منسجمون مع تاريخهم الممانع لكل انواع الهيمنة بالسلاح من الخارج والداخل خرج متوعداً بمعاقبهم وهو بذلك يحاول إصابة هدف آخر يتمثل بكل الممانعين اللبنانيين لمشروعه من الطوائف الاخرى، وقد هاله ان هذه الطوائف تلتزم الخيارات نفسها التي يتمسك بها المسيحيون ، وان حالة 14 آذار هي حالة حيوية فاعلة ومستمرة على الرغم من كل محاولات التفريق والتمزيق".

 

وأشار الزغبي الى وجود عامل آخر دفع السيّد نصرالله الى انتهاج هذا التحذيرالعلني وهو ريبته في تحوّل دمشق الجديد خارج التزاماتها معه ومع طهران ، معتبراً ان قيادة حزب الله متخوفة بعمق من التطورات المتصاعدة في ايران، لذا كان لا بّد من الخروج نحو القوى اللبنانية الفاعلة لمحاولة ترويضها لعّل المسيحيين الممانعين يخضعون كما خضع المسيحيون الملتحقون سابقاً ، فيكون عندها حزب الله قد اسقط كل الدفاعات اللبنانية بعد ان ظّن انه حيّد الطائفة الدرزية وعطّل فعالية الطائفة السنيّة تحت هاجس التخويف من الفتنة ، ولكن النهج الطارىء لدى حزب الله يكشف حقيقة مشروعه ويجعله بمثابة الاعزل امام الرأي العام اللبناني والعربي والدولي، فتكون محاولته عزل المسيحيين بمثابة عزل ذاتي عن مسار التطورات الفعلية بين بيروت ودمشق والخليج وانقره وطهران .

 

وحول مقارنة نصرالله بين مسيحيي لبنان ومسيحيي العراق، رأى الزغبي ان نصرالله حول ان يُفهمنا ان الاميركيين لم يقدموا الحماية لمسيحيي العراق فيما حزب الله مستعد لتقديم الحماية لهم في لبنان، اي انه ينطلق من منطق أن المسيحيين معرضون دائماً للتنكيل والقتل وانهم بحاجة الى حماية شرط إلتزامهم بمشروع من يحميهم، وهنا لا تصّح المقارنة بين الاميركيين وحزب الله في هذا المجال إلا اذا كان حزب الله يعتبر نفسه بمثابة قوة احتلال للبنان، والاخطر في هذا الامر هو من يقتل المسيحيين وليس من يحميهم ...؟؟؟

 

وعن تجاهل نصرالله لحادثة حارة حريك خلال خطابه والاكتفاء بتوجيه رسالة الى المسيحيين للتغطية على تلك الحادثة ، قال الزغبي "هذا الاسلوب تنتهجه القوى الآحادية التي تتبّع القمع والديكتاتورية، وهو قام بهذا الامر لتحويل الانتباه عن الخطورة المزدوجة للانفجار التي تؤكد وجود مربّع امني خارج سلطة الدولة اللبنانية ،كما ان الانفجار يكشف خطورة تفشّي السلاح الفلسطيني تحت حماية حزب الله وسوريا وايران.

 

ولفت الزغبي الى ان احداً لم يكن يعلم بوجود مكتب مسلح لحركة حماس في منطقة الضاحية الجنوبية ، وسأل " ما الفارق بين مركز مسلّح لحماس في الضاحية وبين معسكرات احمد جبريل في الناعمة وقوسايا وحلوى في البقاع الغربي والسلطان يعقوب؟؟؟

 

وعن كيفية حصول الانفجار في مربع امني خاضع لحزب الله ، قال الزغبي " هناك احتمال ان تكون حماس في صدد التحضير لعمل امني ما وهذا التحضير لا يمكن ان يتم في غفلة من حزب الله "، ولفت الى ان المربع الامني المذكور حال دون دخول الاجهزة القضائية والامنية التابعة للدولة وقيامها بتحقيق شفاف مما يؤكد على المعادلة التالية : حزب الله يريد توظيف الاجهزة اللبنانية في خدمته من خلال مكافحة المخدرات والسرقات والمسائل غير الاخلاقية في مربعه كي لا يحرق اصابعه بين عائلات منطقته ويتخذ الامن كمسؤولية محصورة فقط بأجهزته ، وهذا دليل آخر على الاستخفاف بأجهزة الدولة الامنية والقضائية والتأخير في التحقيق الرسمي الى ما بعد ترتيب ساحة الانفجار، لافتاً الى خطورة المربعات الامنية التي تترك فقط للدولة ما يسمى "dirty work " او "العمل القذر".

 

وأشار الزغبي الى ان منطق التفرّد يحكم سلوك حزب الله خارج اطار الدولة ، وان المربعات الامنية التابعة لهذا الحزب ستبقى معرضة للاهتزازات الامنية لان الامن الحقيقي لا يمكن ان يكون إلا الامن الشرعي الخاضع للقوانين والانظمة .

 

صونيا رزق  - Kataeb.org Team