الزغبي: البيان الوزاري هو بيان المفارقات والتناقضات

جيسيكا حبشي

Alkalimaonline

8 كانون الاول 2009

لفت عضو قوى " 14 آذار " الياس الزعبي في حديث لموقع "الكلمة أون لاين" الى أن مناقشات البيان الوزاري تؤكد أن عافية الاكثرية و14 آذار هي عافية جيدة ومتنامية وأنه يكفي التوقف عند التحفظات الحاسمة التي أعلنها بعض النواب المنتسبين الى 14 آذار في وجة سلاح حزب الله وإزدواجية القرار في الدولة اللبنانية وأشار الى أن " النافر كان إقدام أحد النواب الذين تحدثوا على تقديم دروس في الاخلاق والارشاد بما يسيء الى الفكرة الديمقراطية التي تفرض المساواة والتوازي في الفهم السياسي وفي سلم القيم الاخلاقية" .

 

ورأى الزعبي "أن البيان الوزاري هو بيان المفارقات والتناقضات ، لذلك يشكل هذا البيان عنواناً للسياسة المنقبضة في المرحلة الوسيطة المقبلة، أي منذ الان والى الربيع المقبل وهي فترة سماح أمام هذه الحكومة لكي تقوم بأعمال إدارية وإجتماعية وإقتصادية ولكنها محكومة بشلل سياسي واضح طالما أن التناقض في عنوانها السياسي قائم على ثنائية سلاح حزب الله وسلاح الجيش " ولفت الى أنه إبتداءاً من الربيع ستكون الحكومة أمام مواجهة وضع إقليمي حساس ودقيق، بعد أن تكون كل الملفات الحارة قد بلغت مرحلة الوضوح والحسم ، ورأى أن هذه الحكومة هي في سباق مع الوقت لكي تنجز بعض المسائل الحياتية والاجتماعية والاقتصادية قبل أن تواجه الاستحقاق الكبير إبتداءاً من الربيع المقبل.

 

وأشار الزغبي الى أن زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري المرتقبة الى سوريا هي في توقيتها الطبيعي بعد تشكيل الحكومة ونيلها الثقة ببضعة أيام وأضاف :"لكن اللافت والمثير للغرابة هو أن سوريا المعنية بهذه الزيارة تحرك خيوطا لا تبشر بسلاسة العلاقة وإنتاجية الزيارة، خصوصا مسألة الاستنادات القضائية مع الايعاز الذي قيل أنه صدر عن الرئيس السوري بشار الاسد لمصدر هذه الاستنادات في القضاء السوري لكي يسحبها ولكن المسألة في حد ذاتها مؤشر سلبي على أنه هناك ذهنية ما زالت مسيطرة لدى النظام السوري، هي ذهنية الاستتباع، أي أنهم في دمشق ما زالوا يعتقدون بأن لبنان يمكن أن يعود الى تلك الذهنية التي كانت مسيطرة قبل خمس سنوات، أي قبل الانسحاب السوري وهي نوع من الرضوخ والقبول بشروط وبأساليب فيها بعض الفوقية في مواجهة المسؤولين اللبنانيين، هذه المؤشرات السلبية والتي ترافقت مع مؤشرات سلبية أخرى تجاه زيارة النائب وليد جنبلاط، بحيث أن الشروط السورية للقبول بهذ الزيارة تتصاعد وتتنوع وهذا يؤكد أيضا أن هناك الذهنية نفسها لدى القيادة السورية، لذلك فزيارة رئيس الحكومة يجب أن تتم في مناخ سليم بدون تمهيدات سلبية كما حصل في اليومين الماضيين، إذن الزيارة يجب أن تحدث ولكن حدوثها يجب أن يتم من على مستوى العلاقة الندية، رغم أن هذا التعبير "الندية" تم حذفه لمصلحة المساواة لعل دمشق تنظر الى المساوة نظرة قوي الى ضعيف ، لذلك كانت منزعجة من تعبير "الندية"، النية اللبنانية في هذه الحكومة الجديدة هي نية حسنة، أما الاشارات العامة التي تصدر عن دمشق فلا تؤكد ولا تكشف أن النوايا لدى النظام السوري هي نفسها النوايا لدى الادارة اللبنانية.