الياس الزغبي : زيارة عون الى دمشق استنابة اضافية

حفرت في أساس السيادة اللبنانية

10 – 12 – 2009

 

رأى عضو قوى 14 اذار الياس الزغبي أن زيارة النائب ميشال عون الى دمشق "شكّلت، في الاسلوب والمضمون والتوقيت، استنابة سياسية إضافية بمعنى أن دمشق تتبع اليوم سياستها الاستعلائية، ولكن بقفازات مخملية، ذلك أن الزيارة تزامنت مع الاستنابات القضائية التي صدرت وتم تبليغها الى لبنان عبر وزارة الخارجية، بمعزل عما يتردد عن استياء الرئيس السوري. كما جاءت الزيارة في ظل الشروط العلنية والمضمرة التي يتعرض لها رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط من أجل اكتمال ظروف زيارته الى سوريا".

 

وقال الزغبي: "ان ما نشهده ليس إلا تمهيدات سلبية للزيارة التي يتوقع أن يقوم بها الرئيس سعد الحريري الى سوريا بعد نيل حكومته الثقة، فدمشق تحاول تطويق الزيارة قبل حصولها من خلال الرسائل الفوقية، أي العودة الى الاسلوب السوري القديم – الجديد الذي لا يقود الى تصحيح العلاقات أو تطبيعها بالصورة التي يطمح إليها شعبا البلدين".

 

وأشار الى ان "هذه الخطوات السورية السلبية انعكست على الاجواء اللبنانية التي كانت ترحب بزيارة الحريري، فليس سراً القول إن معظم المناقشات التي قدمها نواب 14 آذار في المجلس النيابي تعبر بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن حالة الاستياء من الخطوات السورية السلبية، وليس سراً أيضاً أن الاستياء بلغ موقع رئاسة الجمهورية، في ظل ما صدر من إشارات تعبر عن الامتعاض من توقيت الاستنابات والزيارات والالغام المتنقلة التي تضعها دمشق على طريق العلاقات بين الدولتين".

 

وأضاف: "إذا كانت الزيارة السابقة للعماد عون، مع ما رافقها من مظاهر احتفالية شكلية، كانت تشكل صدمة سلبية في عمقها لتراكم تضحيات اللبنانيين الذين قدموا أغلى ما عندهم من دماء لتحقيق السيادة والحرية والاستقلال، فإن الزيارة الثانية ليست سوى رقم لا يعني في الحسابات السياسية شيئاً مهماً، ولا يمكن وضعها بالمعنى السياسي إلا في إطار الزيارات الاخرى التي تقوم بها بين الحين والاخر شخصيات لبنانية الى سوريا، حيث يستقبلها الرئيس السوري، فما هو الفارق بين زيارة عون وزيارات النائب طلال أرسلان، وقيادة الحزب القومي، والنائب سليمان فرنجية، والوزير السابق وئام وهاب وسواهم، الاّ الطائرة الخاصة والسجاد الاحمر؟ الحقيقة أن لا فارق في المعنى السياسي، لأن زيارة عون لم تضف شيئاً، أو تحرّك قيد أنملة الملفات العالقة بين بيروت ودمشق، لا سيما على صعيد المفقودين والمعتقلين في السجون السورية، أو المعسكرات خارج المخيمات، أو ترسيم الحدود ومسألة مزارع شبعا، أو تصحيح الاتفاقات السابقة والمجلس الاعلى السوري اللبناني".

 

وشدّد الزغبي على أن "المعنى الوحيد لزيارة عون الى دمشق، أنها عملية كسب سياسي صافٍ لمصلحة النظام السوري، وإذا كان عون مدركاً  لفراغ المعاني المعاني اللبنانية لزيارته، فما هو المبرر للقيام بها، إلا إذا تم الاعلان بين ليلة وضحاها عن خطوات أو تدابير سورية  تصب في المنحى الايجابي، ولكن إذا صح هذا التوقع بفعل الزيارات الخارجة عن السياق الرسمي والمؤسساتي، فإن ذلك يعني تأكيداً على النية السورية المستمرة في تجاوز فكرة الدولة ومؤسساتها ويصب في تكريس شبه الغياب أو الشلل الذي يصيب عمل السفارتين السورية واللبنانية بين الحمرا وأبو رمانة".

 

وخلص الزغبي الى القول: "كان الاجدر بالعماد عون، أن ينتظر زيارة رئيس حكومته، التي يتمثل فيها بعدد من الوزراء، واذا لم تسفر عن نتائج ايجابية ينبري اذذاك كي يمون على حليفه السوري بما لم يستطع في الزيارة الاولى منذ سنة تماما، ولكن زيارته أمس لا تحمل، للأسف، إلا المزيد من الحفر في أساس السيادة اللبنانية ".