المحامي الياس الزغبي: الذاكرة العونية الإنتقائية هي بحاجة إلى علاج فعلاً

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

 

10 كانون الأول 2008

ذكرت وكالات الأنباء أن مفتى سوريا الشيخ أحمد حسونة كان القى كلمة يوم السبت الماضي (7 كانون الأول) خلال استقباله للعماد مبشال عون في دمشق قال فيها: "إن دماء السوريين الذين سقطوا في لبنان لن تضيع، ونحن نبحث عن هذه الدماء وأبواب سوريا مفتوحة لكل من يقول لبنان السيد المستقبل". وذكرت الوكالات في تقاريرها أن العماد عون لم يعلق على كلام المفتي والتزم الصمت.

في اتصال أجرته إخبارية تلفزيون المستقبل مع المحامي والإعلامي الياس الزغبي، وتعليقاً على كلام المفتي حسونة، أدلى الزغبي بما يلي:

مذيع الإخبارية: "أستاذ الياس الزغبي، ماذا يعني هذا الكلام وهل لاحظت في زيارة عون إلى سوريا كلاماً عن الشهداء اللبنانيين؟"

الياس الزغبي: "هذا كلام خطير يقوله مفتي سوريا أمام العماد عون، والعماد عون يلتزم الصمت، وكما يقول المثل، "الساكت عن الحق شيطان أخرس".

فهناك معادلة خطيرة أرساها كلام المفتي حسونة، حين عادل وساوى بين دماء شهداء الجيش اللبناني ودماء القتلة السوريين، على الأقل في 13 تشرين الأول سنة 1990.

هذه معادلة خطيرة وقعها العماد عون في اليوم الأخير من زيارته إلى سوريا، وهي أن دماء شهداء اللبنانيين، تساوي دماء القتلة السوريين، وذلك بعد أن كان وقع معادلة خطيرة أخرى في أول يوم الزيارة، حين أعلن في تصريح له، "إن لا حقوق ولا مطالب له من النظام السوري، وأنه على اللبنانيين أن يعتذروا أولاً من سوريا".

 المعادلة هذه هي برسم الزيارة السورية للعماد عون التي جاءت مجرد زيارة استعراضية.

والحقيقة المؤلمة هي أن ذاكرة العماد عون التي استطاعت أن تعود 1600 سنة إلى الوراء بما يتعلق بالقديس مارون، جاءت مقصرة في العودة إلى 20 سنة فقط إلى الوراء ليتذكر العماد دماء شهداء الجيش اللبناني والمدنيين اللبنانيين اللذين سقطوا على يد الآلة العسكرية السورية ومخابراتها، وهم  شهداء من كل الطوائف اللبنانية، سنة وشيعة ودروزا ومسيحيين خصوصاً. لذلك فإن هذه الذاكرة العونية الإنتقائية هي بحاجة إلى علاج فعلاً."

اضغط هنا للاستماع لتصريح المحامي الياس الزغبي/Windows Media Player File