رأى أن "توتر" رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" سببه انكشاف مخططه مع "حزب الله"

الزغبي لـ"المستقبل" : عون يريد المثالثة كي يصبح رئيساً للجمهورية

المستقبل - الاربعاء 13 أيار 2009 - العدد 3302 - شؤون لبنانية - صفحة 5

عببد السلام موسى

 

قرأ المحلل السياسي الياس الزغبي، في ما يطرحه "التيار العوني" من شعارات حول الجمهورية الثالثة، وسعي رئيسه النائب ميشال عون الى المثالثة، محاولة كي يحقق حلمه في الوصول الى سدة الرئاسة.


وشدد في اتصال مع "المستقبل" على أن "عون يغرق في خطة يسعى إليها حزب الله للوصول الى المثالثة، دون أن يكترث لمصير المسيحيين، لأن كل همه يتركز على أن هذه الخطة المرحلية التي تقود الى المثالثة، ستأتي به رئيساً للجمهورية".


ورأى أن "انكشاف هذه الخطة، جعلت عون يتوتر خلال اليومين الفائتين، ودفعت حزب الله الى المسارعة الى اسناد حليفه بالتصريحات والمواقف حول الالتزام بالطائف ورفض المثالثة، وإنكار خطة الاطاحة برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان".


"غموض" الجمهورية الثالثة
وفي التفاصيل التي أوردها الزغبي، أشار الى أن مكمن الخطورة في برنامج "التيار العوني" يتلخص في ثلاثة أمور:
أولا: الحديث الغامض والمفخخ عن الجمهورية الثالثة، وبالتحديد لجهة ما ورد في نص البرنامج الجديد، عن قوتين عسكريتن منفصلتين، هما الجيش والمقاومة، من دون أن يشير الى أي رابط بينهما، ومن دون أن يشير الى أي مرجعية لقرار الحرب والسلم، أي أنه يريد جيشاً ملحقاً بنهج ومسلكية وآداء "حزب الله" وهنا مكمن الخطورة.


الاستهانة بمرجعية الجيش
ثانياً: الاستهانة بمرجعية الجيش والقوى الامنية لفرض الامن وبسط السيادة. وقد تجلى ذلك في أكثر من مناسبة، بدءاً من حوادث الشياح مار مخايل، ثم اغتيال الضابط سامر حنا في سجد، وصولاً الى اعتبار العونيين أن استشهاد 4 عناصر من الجيش اللبناني في بعلبك، كان مجرد حادث ثأري عشائري. هذا بالاضافة الى سكوتهم عن مقولة الخط الاحمر الذي وضعه الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله أمام الجيش في مخيم نهر البارد، بديلاً من الخط الاحمر الذي لم يستطع وضعه أمام الجيش الذي انتشر في الجنوب اللبناني تنفيذاً للقرار 1701.


خطر "المثالثة"
ثالثاً: طرح المثالثة، ولو بطريقة ملتوية وغير واضحة. ولا بد من لفت الانتباه الى أن المثالثة وردت على لسان عون نفسه بعد حرب تموز 2006، حين جاهر بقوله "إن لبنان منقسم الى 3 أثلاث، "حزب الله" ومن معه، "تيار المستقبل" ومن معه من 14 آذار، وهو انطلاقاً من اعتباره أنه يحتكر التمثيل المطلق للمسيحيين. كما أن أحد نوابه، وهو سليم عون، تحدث على شاشة "الجديد"، عام 2007، بشكل واضح عن المثالثة، إلا أن آخرين من التيار العوني سارعوا الى التمويه على الخطأ الذي انزلق اليه النائب سليم عون.


مثالثة .. مرحلة انتقالية للوصول الى الاحادية
وسط هذه الصورة، أكد الزغبي "أن المؤشر الاشد تعبيراً على نية 8 آذار وتحديداً "حزب الله" وعون، جاء على لسان السيد نصر الله، منذ نحو الشهر، في إطلالته الاعلامية ما قبل الاخيرة، حين تحدث عن أن الانتخابات لا تجسد حقيقة التمثيل الشعبي، وليست سوى عملية فولكلورية، وهو يقصد بالتأكيد أن هذه الانتخابات لا تمثل عدد "حزب الله" والشيعة عموماً والممثلين بـ27 نائباً في المجلس النيابي، في حين أن الموارنة ممثلون ب34 نائباً.
واعتبر "أن هذا الكلام يخفي صراحة حقيقة التفكير والخطة التي يضمرها حزب الله، فهو يريد أن يزيد عدد نوابه استناداً الى التمثيل الشيعي، وبالتالي يريد تغيير صيغة المناصفة في مجلس الوزراء أيضاُ. ومجرد تغيير المناصفة التي كرسها دستور الطائف يعني حكماً المثالثة، على أن تكون المثالثة مجرد مرحلة انتقالية تفضي بعد مرور وقت ليس بطويل الى جمهورية أحادية، يكون فيها "حزب الله" قائداً للمجتمع والامة، على غرار ما تنص المادة 8 من الدستور السوري، وعلى غرار ما ينص دستور الجمهورية الاسلامية في إيران عن ولاية الفقيه".


وفي هذا السياق، وضع الزغبي ما تم كشفه على لسان أكثر من مرجع سياسي وإعلامي عن إقدام عون على إلزام مرشحيه بالتوقيع على تعهد ينص على الاتي: التعهد بالالتزام بالمطلق بأي قرار أو إجراء أو خطوة أو تدبير يتخذه عون بصفته رئيساً لتكتله النيابي، بما في ذلك حدوث إضرابات أمنية شبيهة بما حصل في 23 كانون الثاني 2007، أو 7 أيار 2008، أو خطوات أكثر اتساعاً وتطوراً، تخلق نوعاً من الفراغ الامني والسياسي، يوجب تقصير ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، والمجيء بعون رئيساً منقذا"ً.


توتر عون
واعتبر أن "انكشاف هذا الامر هو ما يفسر توتر عون خلال اليومين الفائتين، ومسارعة "حزب الله" الى اسناده بالتصريحات والمواقف حول الالتزام بالطائف ورفض المثالثة، وإنكار خطة الاطاحة بالرئيس سليمان".


وأشار الزغبي الى "أن العارفين في الدائرة الضيقة حول عون ونصر الله، يؤكدون أن هذا الكلام يتم تداوله بشكل جدي وسري، وفي ظنهم أنه لن يخرج الى الضوء، لكنهم سيفاجئون الجميع بتنفيذ هذه الخطة حين يتبين لهم أنهم غير قادرين على الاتيان بأكثرية نيابية. ولكن كل ذلك، لا يعني ابداً، أن حظ هذه الخطة متوافر، لأن الموانع والضوابط كثيرة وفعالة، سواء داخل لبنان، خصوصاً إرادة وتصميم ثورة الارز، وخارج لبنان من خلال العيون العربية والدولية المتفتحة على هذا المشروع الخطير".