تخوض معركة تثبيت خياراتها الوطنية في وجه "خيارات طارئة"

الأشرفية والرميل والصيفي: "الميزان السياسي" للقرار المسيحي الحرّ

المستقبل - الجمعة 3 نيسان 2009  عبد السلام موسى

ترتفع "حماوة" المشهد الانتخابي في دائرة بيروت الاولى (الاشرفية، الرميل، الصيفي)، كلما اقترب الاستحقاق "المفصلي" في 7 حزيران المقبل، فللمنطقة رمزيتها المسيحية، كونها تتحضر لمنازلة كبرى في صناديق الاقتراع، قل معركة "كسر عظم" تقودها الى تثبيت هويتها وتكريس خياراتها الوطنية الكبرى، بين مشروعين، الاول، عبّرت عنه "14 اذار" في برنامجها السياسي والانتخابي المشترك "العبور الى الدولة"، والثاني، مشروع "8 آذار"، والذي كما دلت التجربة في السنوات الاربع الماضية، يسعى الى تقويض أسس الدولة، وانتهاك سيادتها، وإضعاف قرارها المستقل.

لا حاجة للحديث عن تاريخ الاشرفية التي كانت عنواناًً للمقاومة المسيحيّة طوال أيام الحرب اللبنانية ورمزاً لمقاومة الوصاية السوريّة طوال مرابطة الجيش السوري في لبنان، فهي باعتراف الجميع "البداية"، وهي "الحكاية"، وتختصر ذاكرة مسيحيّة قاومت وناضلت المحتل السوري، أو "السوريين الاصليين"، وستكون السّباقة الى مقاومة "السوريين التقليد"، على حد تعبير رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع. فهل يمكن أن تنقلب الاشرفية على ذاكرتها، وتغلب كفة من انقلب في خياراته السياسية، على مبادئ المسيحيين وتضحياتهم التي بذلوها على مرّ التاريخ؟

يرى المحلل السياسي الياس الزغبي "أن معركة الاشرفية هي "الميزان السياسي" لنتائج "4 سنوات من محاولة إحتكار الرأي العام المسيحي، ليس فقط لأنها تعبر عن إرادة خمسة مذاهب مسيحية، بل لأنها تمثل روح العاصمة "الكوسموبوليتية" بكل أطيافها وتنوعها، وشراكة تفاعلها الحضاري".

ليس في ما سبق ذكره "مغازلة" للاشرفية، بل تذكير بتاريخ محفور في الوجدان المسيحي، وفي ذاكرة كل أهاليها، الذين يواجهون اليوم "هجمة" عونية إعلامية، تدّعي "تحريرها"، ولا توفر أحداً منهم، لا الاحياء ولا الاموات، ولا حتى الشهداء، ما يدفعهم الى التساؤل "هل تستأهل بضعة مقاعد نيابية "شراسة" عونية كهذه، أسقطت كل المحظورات، وأباحت "إهانة" أهل الاشرفية، وتجاوزت الخطوط الحمر في النيل من شهدائها، والانتقاص من "أهلية" الخصم في المنافسة؟".

وبعيداً عن "الغوص" في وحول "إدعاءات" البعض، والتي بطبيعة الحال لن تبدّل في المزاج الشعبي المسيحي الرافض لـ"سياسات دخيلة" على الحياة المسيحيّة، وكون الاشرفية لم تشهد معركة انتخابيّة جدّية منذ عام 1975، فإن صناديق الاقتراع ستقرر حقيقة من تختار الاشرفية والرميل والصيفي، ولمن ستعطي قرارها بعد متغيّرات 2005، و "التغيير الانقلابي" الذي طرأ على الخطاب العوني، في ظل ثبات الخطاب السياسي للقوى المسيحية في "14 آذار"، من "القوات اللبنانية" و"الكتائب" وغيرها.

المفارقة هنا، أن التنافس على زعامة الأشرفية يتم بين القيادات المارونية، رغم أنهم أقلية في الأشرفية. كما أن بعض الزعامات كانت من خارج الأشرفية كآل ادّه من جبيل والجميّل من بكفيّا. يومها كان يقال في انتخابات الأشرفية إنّها "معركة مارونيّة على أرض أرثوذكسية بأموال كاثوليكية وأصوات أرمنيّة". وبالتالي، لم تكن هوية الاشرفية الكتائبية لتخفى على أحد عشية الحرب الأهلية. وكان مؤسّس "حزب الكتائب"، الشيخ بيار الجميّل، نائبها عن المقعد الماروني طوال عقود حتى بات يعرف المقعد الماروني بـ"مقعد الشيخ بيار". واستمرت هذه المنطقة على ولائها للكتائب، ولاحقا ً لـ"القوات اللبنانية"، بعد سطوع نجم بشير الجميّل الذي اقترن إسمه باسمها في أيام الحرب. وبقيت الأشرفية، بعد استشهاده، معقلاً لـ"القوات"، ولم تنزع عنها هذه الصبغة إلى اليوم.

ولكن قوى "14 آذار" لا تخوض الانتخابات في الاشرفية بمرشحين حزبيين، كما يفعل "التيار الوطني الحر"، الذي يستقدم مرشحين من مناطق آخرى، كما هو فاعل بترشيح اللواء عصام أبو جمرة، بل اختارت "14 آذار"، من المرشحين، من هم "اولاد القضية"، وابناء العائلات، كنايلة تويني ونديم الجميل، عدا عن النائب ميشال فرعون.

ذلك لأن "14 آذار" تدرك خصوصية الاشرفية، بكونها من أكبر تجمّعات أهل المذاهب المسيحية على تنوّعها، مع غلبة واضحة للروم الأرثوذكس. فالعائلات الأرثوذكسية مثل (سرسق، تويني، بسترس ...) كانت الملاّك الأكبر في المنطقة، وهي الأقدم والأعرق وتعرف "العائلات السّبع"، ومع مرور الوقت انحسر دورها بفعل المتغيرات السياسية والاقتصادية والديموغرافية. فإلى الأرثوذكس برزت عائلات سياسية من الطائفة الكاثوليكية، كآل فرعون والصحناوي، وشريحة كبيرة من الأرمن، وبعض الأقليات التي يشكّل السريان عمودها الفقري.

والى المشهد الانتخابي في دائرة بيروت الاولى (الاشرفية الرميل الصيفي) ، فقد أعلن النائب ميشال عون أسماء مرشّحي تكتل "التغيير والاصلاح" لدائرة بيروت الاولى وهم: نائب رئيس مجلس الوزراء عصام ابو جمرة عن المقعد الارثوذكسي، نقولا صحناوي عن المقعد الكاثوليكي، مسعود الاشقر عن المقعد الماروني، فريج صابوجيان عن مقعد الارمن الارثوذكسي وغريغوار كالوست عن مقعد الارمن الكاثوليك.

في هذا السياق، يرى المحلل السياسي الياس الزغبي أن "النائب عون سارع في الاعلان عن لائحته الانتخابية، من أجل إقتناص موقف حزب "الطاشناق"، وابتعاده عن التحالف مع قوى "14 آذار"، خوفاً من أن يعود "الطاشناق" الى التفاوض وتغيير مساره".

ويؤكّد الزغبي، بحكم متابعته لتفاصيل المشهد الانتخابي في المناطق المسيحيّة "أن هذا الاسراع في الاعلان عن اللائحة، هو تعبير عن مقدار الخوف لدى فريق "8 آذار"، وتحديداً فريق عون الطاشناق، من الاتجاه الحاسم للرأي العام المسيحي في دائرة بيروت الاولى، خصوصاً بعدما حصلت السقطة السياسية النافرة بإقدام عون على ترشيح اللواء أبو جمرة، ومحاولة تغطية هذا الترشيح بهجوم سريع على نايلة تويني والمرشحين الاخرين، متجاوزاً كل الاخلاقيات السياسية للطعن في ذاكرة والدها الشهيد جبران تويني".

كل هذا، بنظر الزغبي "يجعل من معركة الاشرفية-الرميل-الصيفي محسومة منذ الان لمصلحة "14 آذار"، بما فيها المقعدان الارمنيّان". ومعلوم ان اللائحة المنافسة من قوى 14 آذار تضم النائب ميشال فرعون عن المقعد الكاثوليكي، ونايلة تويني عن المقعد الارثوذكسي، ونديم الجميل عن المقعد الماروني، ولم يسمّ بعد المرشحان الارمنيّان، علماً أن تسميتهما باتت قريبة بعد وصول مفاوضات "14 آذار" مع الطاشناق الى طريق مسدود.

في موضوع "الطاشناق"، يقول الزغبي "لا شك في أن قرار "الطاشناق" بالقطع مع "14 آذار" و"تيار المستقبل" والالتزام الكامل بصفوف "8 آذار"، ليس قراراً ذاتياُ، بل ناتج عن توجّه اللجنة العالمية لحزب "الطاشناق"، والتي يرأسها اليوم شخص من أصل إيراني، وترتبط اللجنة بمصالح عميقة مع السياسية الايرانية، واستطراداً السورية، واستطراداً "حزب الله"، علماً انه منذ الاساس، كان لدى أوساط "14 آذار" اقتناع عميق بأن "الطاشناق" ليسوا أسياد قرارهم".

فرعون: لا رمزية تاريخية للائحة المضادّة

يشير النائب ميشال فرعون الى أن دائرة بيروت الاولى "دائرة مستحدثة ومتجانسة، فيها من التوازنات والخصوصيات ما يسمح لأهالي الاشرفية والرميل والصيفي بأخذ خيارهم من دون أي صوت مرجح، كما كانت الحال في الانتخابات النيابية السابقة". ويذكر أن مسار تحرير الاشرفية، بدأ مع لجنة فؤاد بطرس التي شكلتها الحكومة السابقة، واستكمل في الدوحة بضم الرميل، ثم بضم الصيفي، بعد إصرار "الكتائب اللبنانية" والعماد عون.

وإذ لا يرى "أي رمزية تاريخية للائحة المضادة"، أي لائحة "التغيير والاصلاح"، يشير الى "أن الرموز التقليدية التاريخية في المنطقة تدعم النهج الاستقلالي الذي تمثله "14 آذار". فعلى الصعيد الارثوذكسي، هناك مرجعية فؤاد بطرس، وميشال ساسين، وعلى الصعيد الكاثوليكي هناك مرجعية بيت فرعون التي تتجاوز شرعية الروم الكاثوليك لتشكل شرعية مسيحية وبيروتية. وعلى الصعيد الماروني، هناك مقعد بيت الجميّل، وبالتالي تبرز شرعية أن يكون شخص من آل الجميل مرشّحاً، وهناك العائلات الارثوذكسية العريقة، والممثّلة اليوم بعائلة تويني، وبترشيح نايلة، الى جانب الحيثية الارمنية الخاصة".

من هنا، يقول فرعون "إن هذه الرموز التاريخية أسّست للاستقلال الاول، كما أسّست للاستقلال الثاني، ولا تزال تدافع عنه".

ويشدّد على "أن المعركة سياسية، ولائحة "14 آذار" تحمل العناوين العريضة لهذا التحالف، معطوفة على الشرعية الخاصة للمرشحين على هذا اللائحة، والتي تتجاوز بطبيعة الحال شرعية "14 آذار".

وبحسب الاحصائيات، يلفت فرعون الى أن "الاكثرية في دائرة بيروت الاولى تميل سياسياً الى عناوين "14 آذار"، والبعض من المستقلين ايضاً يدعمون هذا النهج الاستقلالي"، ما يدفعه الى توقّع "معركة انتخابية وسياسية حامية تتجاوز عدد النواب".

تويني: خيار "14 آذار" هو الغالب

تؤكّد المرشّحة عن المقعد الارثوذكسي الزميلة نايلة تويني لـ"المستقبل"، أن "المعركة في دائرة بيروت الأولى تتميز عن بعض المناطق حيث النتائج محسومة، وهي معركة ديموقراطية، اتخذت مع عدد من الأطراف طابعا تجاوز بعض اللياقات، ولكنها قابلة للتصويب، ونحن من قبلنا نلتزم كل المعايير الأخلاقية في التخاطب، كما في تنظيم المعركة أو بالأحرى التنافس الديموقراطي".

تويني واثقة "أن الأشرفية التي ضحّت ودفعت غالياً من ناسها ومن ممتلكاتها، وشهدت حروباً مختلفة، ستذهب إلى الخيار الوطني السيادي المستقل". وتعتبر "أن الناس واعون لخياراتهم رغم كل الاصطفافات الحاصلة".

وتشدّد على أن "خيار "14 آذار" في الأشرفية هو الغالب، إذ أن العائلات المتأصلة في الأشرفية، والواثقة من خياراتها، لم ترضخ يوماً ولن ترضخ للإملاءات الآتية من خارج الحدود، ولن تنقاد إلى حملات تقوية العصبيات غير المجدية. فليس من أحزاب موالية لسوريا أصلاً في الأشرفية، أما الخيارات الطارئة لدى البعض، فلا أظنها تؤثر كثيراً في أبناء الأشرفية والرميل والصيفي والمدور". وتشير الى أن الاشرفية والرميل والصيفي "ستقترع لأبنائها، ولخيارات قوى 14 آذار، ستقترع للبنان الذي حلم به أبناؤه على الدوام وناضلوا من أجله وقدّموا الشهداء لضمان استقلاله".

وتشدّد تويني على أن الهجوم على ترشيحها "قد يكون دافعاً أكبر إلى التحدّي ومواصلة المعركة، خصوصاً أن تهجّم العماد ميشال عون عليَّ شخصياً أثبت بما لا يقبل الشك بأنه قلق جداً، وبأن أرقام مسار المعركة لا تصبّ في مصلحة مرشحيه. أما الحقيقة الثابتة ان التحدّي لديَّ هو من أجل لبنان، ولا يتأثر بكلام من هنا وإهانات من هناك لا تؤثر في الناس بل تنتقص من قيمة أصحابها إذ تؤكد عدم إيمانهم بالديموقراطية، وبعدم قدرتهم على قبول الآخر المختلف عنهم في السياسة".

نديم الجميل: الارجحية لـ"14 آذار"

ومن جهته، يؤكد المرشح عن المقعد الماروني في لائحة "14 آذار" نديم بشير الجميل "أن الوضع الانتخابي للقوى الاستقلالية أكثر من جيد، والمعطيات تدل على أرجحية لـ"14 آذار" في دائرة بيروت الاولى، والتي ستبرهن في 7 حزيران المقبل أنها حرة بقرارها، وستختار من يمثلها بحق، لأنها رمز الصمود والحرية والسيادة".

ويضع في حديثه لـ"المستقبل"، التشكيك بترشيحات "14 آذار" في هذا الدائرة، في إطار "السعي لإضعاف الرموز المسيحية، وإضعاف الدور المسيحي الحرّ في لبنان، بدعم من قوى خارجية".

وفي انتظار أن تكتمل لائحة "14 آذار" في الاشرفية والرميل والصيفي بتسمية المرشحين الارمنيين، يشير الجميل الى ان "النشاط الانتخابي في أوجه، واللقاءات مع المواطنين مستمرة بحضور المرشحين تويني والنائب ميشال فرعون، إذ نوزع الادوار فيما بيننا، كما نزور البيوت فرداً فرداً، ونلمس من الناخبين انهم يريدون الوضوح واستعادة الثقة بالدولة، ونحن على أتم الاستعداد للمضي بمسيرة سياسية تعتمد الشفافية في التعاطي السياسي، وتحرص على تأمين مصالح المواطنين".

طورسركسيان: لائحتنا غنيّة وقويّة

ويبدو عضو كتلة "المستقبل" سيرج طورسركسيان مرتاحاً للمشهد الانتخابي في دائرة بيروت الاولى، ويشير الى أن "ننطلق في نشاطنا الانتخابي من السقف الذي رسمناه في بيان القوى الارمنية المنضوية تحت لواء "14 آذار"، مؤكداً "أن المزاج الارمني ليس مستقلاً عن المزاج المسيحي العام، الذي تؤثر فيه قوى "8 آذار" و"14 آذار" على حد سواء".

ويؤكد "أن الوضع الانتخابي لقوى "14 آذار" جيّد في الاشرفية والرميل والصيفي، وترشيح نايلة تويني يشكل غنى للائحة "14 آذار"، مقابل ترشيح اللواء عصام ابو جمرة في اللائحة الاضافية، والذي يعطينا قوة دفع إضافية".

ويعتبر طورسركسيان "ان الفوز سيكون من نصيب لائحة "14 آذار"، ذلك أن صدور الصيغة النهائية للائحة، سيسرّع العمل الانتخابي تحضيراً للاستحقاق المفصلي".

أبو جمرة: أثق برصيدي السياسي

في المقابل، يقول نائب رئيس مجلس الوزراء، والمرشح عن المقعد الارثوذكسي اللواء عصام أبو جمرة لـ"المستقبل"، إنها "المرّة الاولى التي اترشح في الاشرفية، وعلاقتي بها ممتازة منذ الخمسينات، وأنا متزوج منها، وأعيش فيها، وأرى أن وضعي الانتخابي ممتاز، لأني اعتمد على رصيدي وتاريخي في العمل الوطني، ومن يعتمد على رصيده السياسي، يخطو بثقة نحو الانتخابات، وإن شاء الله ستكون النتائج على قدر التطلعات".

أبو جمرة "ليس خائفاً" من ترشيح نايلة تويني، ولم يهاجمها في خطاباته، كما يقول، لكنه يعتبر "أن النائب ميشال عون تعرض لنوع من الهجوم، على خلفية الكلام بأنه يأتي بمرشحين من خارج الاشرفية، علماً أنه في ذلك لا يخالف الدستور، الذي يسمح بالترشح في أي دائرة، وبالتالي لا يعود التركيز على الترشيح بقدر ما يتركز الاهتمام على إقناع الناخبين بالمرشح وتاريخه السياسي. ومن هنا القول إنه من الطبيعي أن يأتي مرشح صغير السن بالبارشوت".

وبرأيه لم يقصّر التيار الوطني الحر على صعيد العاطفة والوفاء للشهادة، ويذكّر بدعم العماد عون ترشيح السيدة صولانج الجميل في انتخابات العام 2005، وبدعمه أيضاً لترشيح الشهيد جبران تويني، بحكم العلاقة الوثيقة التي كانت تجمعنا، وكذلك بعد اغتياله أيّدنا ترشيح والده النائب غسان تويني". إلاّ أن اللواء أبو جمرة يرى أن ممارسة العاطفة لم تعد في مكانها اليوم، كون الخط الذي يواجهنا في الانتخابات يخالف الخط السياسي الذي عملنا لأجله، حتى تم اعتماد قانون الـ60، وبالتالي تحرير الصوت المسيحي، بعد أن وجدنا صعوبات تعترض طريق النظام النسبي".

ويعارض كل من يقول إن العماد عون انقلب على المبادئ، ذلك أنه كان يقول دائماً بخروج سوريا من لبنان، ومن ثم بناء اطيب العلاقات معها، وفي هذا الاطار يشير الى التقارب السعودي السوري، والانفتاح الاميركي على سوريا".

ترشيح أبو جمرة "تحت المجهر"

معلوم أن ترشيح ابو جمرة لا يزال تحت "المجهر"، بعد أن كان التوجه لترشيحه في منطقته، أي مرجعيون. وهنا، يشير الزغبي الى "أن هناك ثابتين في خلفية ترشيح عون لـ "أبو جمرة" في الاشرفية، الاول، يعود لاضطرار رئيس "التيار الوطني الحر" الرضوخ الى الضغط السوري بترك المقعد الارثوذكسي في مرجعيون للحزب السوري القومي الاجتماعي، مقابل تجيير أصوات القوميين للوائح "التغيير والاصلاح" في المتن وزحلة والكورة".

والثابت الثاني في ترشيح أبو جمرة، كما يشير الزغبي تكمن "في الحقيقة المرّة في صراعات "التيار الوطني الحر" الداخلية، كون أبو جمرة ليس محسوباً على خط التوريث السياسي الذي يمثله صهر الجنرال جبران باسيل، كما أن عون يدرك ان ترشيح ابو جمرا في الاشرفية يحرقه، ويجعله بمثابة جثة سياسية داخل التيار، وبالتالي لا يعود رقماً صعباً في معادلة التوريث السياسي".

ويأسف الزغبي، الذي كان من أبرز كوادر التيار الوطني الحرّ حتى العام 2005، "لأن أبو جمرة لا يدرك عمق هذا المسألة، خصوصاً أنه مرّ بتجربة مماثلة، إذ لوّح عون بترشيحه في انتخابات العام 2005 في الاشرفية، وذلك قبل عودته من باريس ببضعة أشهر، ولكن تبين فيما بعد أنه كان يستغل أبو جمرة للضغط على الشهيد جبران تويني، كي يطلب رضاه في باريس. ثم تخلى عن أبو جمرة أيضاً في بعبدا وعاليه، وفي مرجعيون وحاصبيا، وهذه المرة يرشحه مع علمه الاكيد بانه سيسقط حتماً في الانتخابات".

ولكن ابو جمرة يرى العكس، ويعتبر "أن شهادة العماد عون به اكثر مما يستحق، وحتى لو جاءت النتائج بعكس ما نشتهي، فسيستمر نشاطي في التيار الوطني الحر كما كان دائماً، الى جانب حرصي على المسؤولية الملقاة على عاتقي، كما أمارس اليوم دور نائب رئيس الحكومة".