الياس الزغبي يقرأ في وثيقة تيار المستقبل

 

أنا أكافح من أجل قيم لبنانية وإنسانية عليا منذ 40 عاماً، ابتداءً من "جبهة الحرية والانسان"، ثم "الجبهة اللبنانية"، مروراً ببشير الجميل و"الكتائب" و"القوات اللبنانية"، وكل التشكيلات السياسية التي كانت في ما يعرف بـ"الشرقية"، وصولاً الى العماد ميشال عون، واستقراراً في ثورة الارز، وكل هذه القيم التي عملت لأجلها، رأيتها تتجسد أمامي في هذه الامسية، على أيدي طليعة من طائفة آخرى تحمل كل همومي وتطلعاتي، لذا لا أشعر بأي تحفظ أو استيضاح أو شك في أن ما رأيته، يجسد كل ما عملت له على مدى أربعة عقود، وما أتوق إليه في ثورة الارز.

 

أن "تيار المستقبل" بالطرح الحضاري التحديثي المستقبلي على هذا المستوى، ، يشكل حافزاً وتحدياًُ داخل بيئته وعلى المستوى اللبناني العام، وهو تحد مطروح أيضاً على القوى الاخرى، لا سيما "حزب الله"، كي يخرج من انكماشه السياسي والفكرى والايديولوجي الى رحاب العصر".

 

ما حصل في "البيال" بـ"المشهدية السياسية الرائعة"، يتجسد في حالتين:

 

الاولى في الشكل: من خلال تناسق الضوء واللون والصوت، ومن خلال الانسياب التعبيري في خطاب سعد رفيق الحريري، فعلى يمين المشهد البانورامي ويساره 22 كلمة تختصر عمق المشروع السياسي لـ"تيار المستقبل"، أي المشروع السياسي للبنان الحديث.

 

الثانية في المضمون: إن من يذهب الى البعد الحضاري لهذه الكلمات، مثل "التعددية، الحرية، الانفتاح، النمو، الاعتدال، والعدالة..."، يجد انها تخاطب توق كل لبناني، وتحديداً المسيحي في انتمائه، وحقيقة نظرته الى المستقبل اللبناني.

 

تيار المستقبل" استطاع أن يستجيب انتظارات الاجيال اللبنانية الحديثة، خصوصاً الشباب منهم، فليس تفصيلاً أن تقدم المشروع السياسي والاداري والاقتصادي باقة من الفتيات والشبان، بكل هذه السمة الحضارية المتقدمة والخارجة عن أي عِقَدٍ سابقة وراهنة".

 

وفي الدفع الذي يعطيه إعلان "تيار المستقبل" كتنظيم سياسي وطني لـ"14 آذار"، أشدد على أن "الاعلان يشكل الرافعة الاولى والاساسية للحملة الانتخابية لكل مكونات "14 آذار"، وكان بمثابة التتويج لما سبق من احتفالات مشهدية، خصوصاً احتفالي "القوات اللبنانية" و"الكتائب"، وأيضاً الاحتفال الذي طرح فيه الوزير نسيب لحود ترشيحه لرئاسة الجمهورية".

 

إن "ذلك يشكل الخلفية الصحيحة والقاعدة الصلبة للحركة السياسية والانتخابية على مدى الشهرين المقبلين، وبالتالي لا بد من ترجمة كل مفصل من مفاصل هذا الطرح، في عمل سياسي إنتخابي متحرك على مستوى القوى والاحزاب والشخصيات المنضوية تحت لواء ثورة الارز.

 

بالنهاية إن أي طرف لبناني لا يستطيع أن ينزل بعد اليوم عن السقف السياسي والوطني والحضاري الذي رفعه "تيار المستقبل" في مهرجان "البيال"". 

 

بيروت في 9 نيسان/2009