بالصوت/مقابلة مع الياس الزغبي من تلفزيون المر/15 آذار/10/اضغط هنا

تفريغ وتلخيص/الياس بجاني

15 آذار/2010

ملخص المقابلة

 

بيان 14 آذار

*البيان السياسي الذي صدر عن 14 آذار أمس جاء تحت عنوان رئيسي هو حماية لبنان وربط 3 حمايات شرعية هي:

-الدولة اللبنانية ومرجعيتها في قرار الحرب والسلم

-الشرعية العربية  الممثلة بالجامعة العربية من خلال ميثاق الدفاع المشترك.

-الشرعية الدولية من خلال قرارات مجلس الأمن المشمولة بالقرار 1701.

*البيان أخذ كل المتغيرات في لبنان والمنطقة بالاعتبار ووضع الأهمية على وجود الدولة وعلى دورها ومسؤولياتها.

* 14 آذار كانت باستمرار في حالة دفاع والبحث عن فلسفة العيش.

قبل التصدي للخطر الخارجي يتوجب حماية الوطن والسؤال هل يبقى لبنان أم لا يبقى.

*لا يمكن حماية لبنان بثنائية القرار والسلاح بل في أحدية مرجعية الدولة.

 

غياب الرئيس الحريري والرئيس الجميل

*ليس بمقدور قيادات 14 آذار كباراً وصغار الخروج من الحالة التي تكونت وهي إلى حد كبير تشبه العقيدة الوطنية.

*غياب أي قائد عن 14 آذار، كأن من كان لن يؤثر على جوهر ورسالة وموقع وأهمية 14 آذار.

*الرئيس الحريري كان حاضراً في لقاء الأمس من خلال الرئيس السنيورة وجميع نواب وسياسيي كتلته وهو ملتزم البيان الذي صدر باسمه.

*غياب الرئيس الجميل رسالة هو شرحها وحزبه كان حاضراً بقوة، الخلاف معه على التنظيم وعلى آلية العمل وليس على أسس وجوهر وأهداف وثوابث14 آذار التي هي أساساً شعارات وأهداف وثوابت الكتائب منذ عشرات السنين.

*منطق 14 آذار هو منطق الدولة وكل بنود بيانها أمس هو لجلب الآخرين بمن فيهم حزب الله وسوريا إلى هذا المفهوم ولبس العكس، وهي لم تتخلى عن أي مطلب من مطالبها والرئيس الحريري سوف يبحث مع الرئيس الأسد الاتفاقات السورية اللبنانية بهدف تصويبها ولتكون عادلة ومنصفة للدولتين

*على الجميع التأكد من صدق وثبات مواقف الرئيس سعد الحريري المرتكز في عمقه على الأسس التي أطلقتها ثورة الأرز ولا يمكن له أن يبيع أي حق لبناني تجاه سوريا أو غيرها في المنطق والواقع الالتزام والضمير والوجدان

 

حزب الله ونجاد ومنطق العسكرة المطلقة والصافية

*سلاح حزب الله ومهما تعاظم هو نقطة ضعف كبيرة ما لم يكن بأمرة الدولة أي أن قوة هذا السلاح هو ضعف للدولة وللبنان.

*قول الدكتور جعجع أن نيتانياهو في 8 آذار صحيح حيث أنه وحزب الله الذي يشتهي الحرب وإيران وحماس هم فريق الحرب ويسوّقون له ويرفضون السلام فيما كل الأطراف الأخرى العربية والدولية ومعهم 14 آذار هم ضد الحرب وخيارهم الأول هو السلم.

*نيتانياهو لا يرغب في إضعاف فريق الحرب المعادي لإسرائيل بل في تقويته.

*منطق أحمد نجاد المحصور بالقوة العسكرية المطلقة وفي خيار الحرب هو ضد منطق العقل ومنافي للقيم والإنسانية وللسلم وهو ليس خيار اللبناني دولته.

*هنا تكمن خطورة تحول حزب الله إلى قوة عسكرية صافية ومطلقة ومغلقة وقد رأينا نماذج لهذا التحول الهدام في مصير هتلر وصدام حسين وميلوفتش في الماضي، وحاضراً في كوريا الشمالية وإيران.

*حزب الله يتعاظم عسكرياً وينحصر سياسياً وقد تحول من حزب قائد لمكونات 8 آذار إلى حزب استرضائي لها، وقد انحصر تأييده في الشارع السني والدرزي والمسيحي ولم تعد هالته موجودة.

*حزب الله تحول من هدف تحريري لبنان صافي إلى هدف تحرير القدس وتدمير إسرائيل وانخرط في جبهة تحرير عالمية "لمواجهة الصهيونية وأميركا الشيطان الأكبر وأوروبا الضعيفة الملحقة بأميركا",

 

العلاقة السعودية-اللبنانية

*تاريخ العلاقة بين لبنان والسعودية عمرها 70 سنة وهي لم تكن في يوماً من الأيام من الدول التي تحاول أن تفرض على اللبنانيين السير ضد مصالحهم. هذا هو منطقها وهي لم تحاول ولا مرة الافتئات على المصلحة اللبنانية أو ضربها لا في اتفاق الطائف ولا في اللجان السداسية والثلاثية التي تشكلت لإنهاء الحرب في لبنان ولا في غيرها.

*السعودية ليس لديها عقيدة جعل لبنان دولة ملحقة بها وعلاقتها به ترتبط بأسس قيام الدولة اللبنانية والعلاقة هذه لم تكن يوماً ضد سيادته أو دستوره أو حدوده أو عيشه المشترك.

*أسس العلاقة السعودية واللبنانية سليمة جداً ومن يقول غير هذا عليه أن يأتي بدراسة أو بحت عن الموضوع ليقنعنا بما يقول.

 

الإيمان بالمواقف والثبات عليها مهما تغيرت الظروف

*السؤال هو هل نتخلى عن حقنا كلبنانيين لو كان العالم كله ضدنا؟ أنا في المبدأ لا أتخلى. تمسكنا بحقنا 30 سنة واستعدنا هذا الحق في 14 آذار 2005.

*اليأس السريع والاستسلام والتسليم لا وجود لهم في قاموسي الشخصي وأرى جازماً أن اليأس ليس موجوداً عند كل مكونات 14 آذار.

 

مناعة 14 آذار

*سر وقوة 14 آذار هي في حالتها الشاملة وهي أقوي من كل مكوناتها.

*14 آذار تحولت إلى حالة مناعة لا يدركها إلا من يعيشها وأنا هنا انقل لك تجربتي الشخصية.

*أؤكد أن 14 آذار تتمتع بمناعة استثنائية وخاصة هذه السنة. فمنذ 14 شباط الماضي وحتى أمس ترسخت مناعة ذاتية وداخلية تتخطى حتى قرارات القيادات.

*شعب 14 آذار يفرض سياق قياداتها وليس العكس.

 

جنبلاط وسوريا

النائب جنبلاط كان موعوداً بالمقابلة مع قناة الجزيرة منذ الشهرين وقد تحضر لها بشكل جيد، ومن يدقق بما صدر عنه يرى أن هناك تراجعاً كبيراً في الشكل فهو قال: "انا نسيت"، ولكن في علم النفس لا قدرة لأحد على النسيان في حال الصحة. أما في السياسة فرسالته لسوريا هي، أنه من الآن وصاعداً، لا أنا ولا ابني تيمور ولا حزبي ولا عائلتي سنقول إن سوريا قتلت والدي كمال جنبلاط ونحن لم نعد نريد أن نتكلم بهذه اللغة.

أشبه هذا الموقف الجنبلاطي بموقف الرئيس الراحل حافظ الأسد سنة 1998 عندما نزع من العقل والوجدان السوري ومن كتب التربية والمناهج المدرسية عنوان "اللواء السليب" (لواء الإسكندرون بعد أن تنازل عنه لتركيا). ومنذ 12 سنة لم يعد لعنوان "اللواء السليب" أي وجود في الأدبيات السورية.

وفي إطار مشابه قرر الآن النائب جنبلاط أن يزيل من أدبياته ومن أدبيات عائلته وأدبيات حزبه السياسية اتهام سوريا بقتل والده. هذا في الشكل، أما في المضمون فكلامه يقول، أنا وانتم تعرفون أنكم قلتم والدي ولكن هذه المرة الأخيرة التي أتكلم فيها عن هذا الموضوع، أنا نست وأيضاً سامحت.

في الشأن السياسي نرى أن وليد جنبلاط هو اليوم "محجاً للوم" المتصاعد من جماعة 8 آذار ومن المرتبطين مباشرة بسوريا ومن خلال جريدة الوطن السورية وغيرها رغم نفي السلطات السورية أن هذه الصحيفة تمثل الموقف الرسمي، رغم أنها محسوبة على مستشارية الرئيس الأسد مباشرة.

كل هذه المواقف تقول إن جنبلاط هو في موقع وسطي فعلاً. أرادوه في 8 آذار لكنه لم يفعل وعاد ليقول إن 14 آذار حققت انجازات وأنه غير نادم على نضاله لأربع سنوات وأكثر ضمن هذا التجمع السيادي حيث كان في مرتبة القائد الأول.

كما كانت لافتة إشارته إلى أمرين هما:

أولاً ذكره لاستشهاد والده وللذين سقطوا معه وهو يعني هنا الشهداء المسيحيين في الجبل،

وثانياً كلامه عن غبطة البطريرك صفير ودوره الأساس في مصلحة الجبل. كلامه هذا أزال كل اللغط والغبار والتقويلات التي أدخلت زوراً على ملف مصالحة الجبل بهدف تفريغه من انجازاته التاريخية وتهميشها.

برأي أن كلام جنبلاط عبر مقابلة الجزيرة لم يأخذه إلى الوراء كما كنا نتخوف، وهو بعد 7 أشهر من انعطافته وضع نفسه في موقع وسطي رغم معرفته أن هذا التموضع لن يفتح له الطريق على مداها إلى الشام.

تقديري الشخصي أن سوريا تريد وليد جنبلاط أن لا يكون موجوداً في موقعين هما 14 آذار وعند حزب الله.

سوريا تريد من جنبلاط أن يكون ضمن 8 آذار السورية الصافية، ومعروف من هي القوي الصافية لسوريا في لبنان غير المرتبطة بإيران.

في قراءتي السياسية أنه في الثاني من آب أقدم جنبلاط على خطوة كبيرة وواسعة تخطت دمشق ووصلت إلى طهران. سوريا تقول له الآن لا نريدك في طهران، عد من إيران وابق في دمشق، بمعنى أنها لا تريده في 14 آذار بل في 8 آذار ولكن ليس بزعامة حزب الله.

استنتج من كل هذه التطورات أن جنبلاط حدد موقعه في مكان وسطي على مسافة واحدة من الجميع وهذا موقع لا يريح دمشق التي تريده لها وحدها وليس ل 14 آذار أو لحزب الله.

كما أنه ليس بمقدور جنبلاط أن يذهب بمفرده إلى سوريا بل عليه أن بأخذ طائفته معه، وطائفته الدرزية حتى الآن ليست معه في سوريا رغم تركيزه على العلاقة بين دروز سوريا ولبنان وعلى وحدة المصير، وهو لم يقول بالعلاقة بين الدروز في لبنان والشعب السوري بمجمله.

سوريا يهمها أن يأتي إليها جنبلاط مع طائفته وليس بمفرده بمعنى أن الوجدان الدرزي يجب أن يرتبط بالنظام السوري وهذا أمر لم يحصل حتى الآن.

المؤشر يبين قرب حصول زيارة جنبلاط لسوريا بعد قرر المحامي السوري حسام الدين الحبش إسقاط الدعوى التي رفعها عليه بتهمة "التحريض على احتلال سوريا والاساءة اليها" والتي أصدر بموجبها القضاء العسكري السوري مذكرة جلب بحقه.

من اللافت أن الحبش اسقط الحق الشخصي في القضية وليس عن الحق العام.