المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 26  كانون الثاني 2008

إنجيل القدّيس متّى .37-27:5

«سَمِعْتُم أَنَّه قيل: «لا تَزْنِ». أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: مَن نظَرَ إِلى امرأَةٍ بِشَهْوَة، زَنى بِها في قَلبِه. فإِذا كانت عينُكَ اليُمنى حَجَرَ عَثْرَةٍ لَكَ، فاقلَعْها وأَلْقِها عنك، فَلأَنْ يَهلِكَ عُضْوٌ مِن أَعضائِكَ خَيْرٌ لَكَ مِن أَن يُلقى جَسَدُكَ كُلُّه في جَهنَّم. وإِذا كانت يَدُكَ اليُمنى حَجَرَ عَثْرَةٍ لَكَ، فاقطَعْها وأَلْقِها عنك، فَلأَنْ يَهلِكَ عُضوٌ مِن أَعضائِكَ خَيرٌ لكَ مِن أَن يَذهَبَ جسدُكَ كُلُّه إِلى جَهنَّم. «وقد قيل: «مَن طلَّقَ امرأَتَه، فلْيُعْطِها كِتابَ طَلاق».أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: مَن طلَّقَ امرأَتَه، إِلاَّ في حالةِ الفَحْشاء عرَّضَها لِلزِّنى، ومَن تَزَوَّجَ مُطَلَّقَةً فقَد زَنى. «سَمِعتُم أَيضاً أَنَّه قِيلَ لِلأَوَّلين: «لا تَحْنَثْ، بل أَوفِ لِلرَّبِّ بِأَيْمانِكَ «، أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: لا تَحلِفوا أَبداً، لا بِالسَّماءِ فهِيَ عَرشُ الله، ولا بِالأَرضِ فهيَ مَوْطِئُ قدَمَيْه، ولا بِأُورَشليم فهيَ مَدينةُ المَلِكِ العَظيم. ولا تَحلِفْ بِرأسِكَ فأَنتَ لا تَقدِرُ أَن تَجعَلَ شَعرةً واحِدَةً مِنه بَيضاءَ أَو سَوداء. فلْيَكُنْ كلامُكم : نعم نعم، ولا لا.فما زادَ على ذلك كانَ مِنَ الشِّرِّير.

 

اضغط هنا لقراءة كل ما نشر حول جريمة التفجير التي استهدفت النقيب وسام عيد

 

استشهاد رئيس الفرع الفني في شعبة المعلومات النقيب وسام عيد ومرافقه في انفجار سيارة مفخخة في محلة الشيفروليه اوقع شهيدين مدنيين و41 جريحا

الوزير السبع نعى الشهداء وأصدر مرسوما بترقية عيد ومرعب ومنحهما ميدالية: يحاولون ضرب العمود الفقري للدولة المتمثل بمؤسستي الجيش وقوى الأمن الداخلي/اللواء ريفي متفقدا الموقع: مستمرون في حماية الوطن ولن يردعنا أي استهداف والشهيد كان يعمل على ملفات هامة جدا لها علاقة بجرائم التفجيرات الإرهابية/أهالي دير عمار مسقط النقيب الشهيد أعلنوا الحداد تظاهروا استنكارا

وطنية - 25/1/2008 (أمن) استشهد النقيب في فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي وسام عيد ومرافقه الرقيب أول أسامة مشهور مرعب وعدد من المواطنين، وأصيب 41 مواطنا آخر بجروح، في انفجار سيارة مفخخة على طريق الشيفروليه.

وفي التفاصيل ان انفجارا ضخما وقع، قرابة العاشرة والدقيقة الخامسة قبل ظهر اليوم على طريق الشيفروليه عند المفرق المؤدي الى الأشرفية أحدث دويا ترددت اصداؤه في مناطق بعيدة وأحدث حفرة كبيرة وتسبب بحرائق في السيارات وأدى الى استشهاد النقيب عيد ومرافقه الرقيب أول مرعب وعدد من المواطنين، وأصيب زهاء 41 مواطنا بجروح واحترق عدد من السيارات وتحطم زجاج سيارات أخرى ومنازل ومحال تجارية في محيط الانفجار.

وعلى الفور، ضرب الجيش والقوى الأمنية طوقا في المكان، وحضر رجال الأدلة الجنائية لجمع الأدلة في مسرح الجريمة. وسارعت الى المكان سيارات الدفاع المدني والاطفاء والصليب الأحمر والاسعاف لاطفاء الحرائق واسعاف الجرحى ونقلهم الى المستشفيات.

وتفقد موقع الانفجار المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد وقاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر.

الوزير السبع

واكد وزير الداخلية والبلديات حسن السبع, في حديث الى المؤسسة اللبنانية للارسال"ال.بي.سي", استشهاد النقيب في قوى الامن الداخلي وسام عيد, مع مرافقه في الانفجار الذي استهدف سيارته في محلة الشيفروليه, ووقوع اضرار جسيمة في السيارات لوجود موقف سيارات في مكان الانفجار, فضلا عن اصابة عدد من الاشخاص كانوا يعبرون الطريق، وقد نقلوا الى المستشفيات".

وعن قراءته لاستهداف فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي قال: "ان الحملة التي تستهدف قوى الامن الداخلي, وخصوصا فرع المعلومات، هي نتيجة العطاء والنتائج التي حققها هذا الفرع, والنقلة النوعية لقوى الامن من العام 2005 حتى الآن".

اضاف: "ليست المرة الاولى التي تستهدف المؤسسة الامنية بهذه الطريقة, وهذا لن يؤثر على معنوياتنا, ولا يدفعنا الى تغيير الاتجاه, والعمل للوصول بالبلد الى شاطىء الأمان".

وقال: "ان النقيب عيد هو من أهم الضباط في فرع المعلومات, وسبق ان استهدف بقنبلة على منزله, كما استهدف عند دهم شارع المئتين, وهذه ثالث محاولة يستهدف بها,

وباستشهاد اللواء فرنسوا الحاج, واستشهاد النقيب عيد مع المرافقين والمواطنين, يحاولون ضرب العمود الفقري للدولة اللبنانية الذي هو الأمن, والمتمثل بالجيش وقوى الامن الداخلي, وبقية الاجهزة الامنية, لكن هناك تصميما وارادة على العمل نحو الهدف الذي هو الاستقلال والحرية".

وعن استهداف شخصية قضائية غير النقيب عيد، قال: "حتى الآن لا معلومات".

وردا على سؤال, ان الشهيد عيد ربما كان آتيا من جلسة مع لجنة التحقيق الدولية, قال:" كل ما علمته انه كان آتيا من منزله في الدكوانة الى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي, واستهدف في هذه المنطقة التي يجب ان يمر بها حكما".

اللواء ريفي

وأكد اللواء ريفي بعد تفقده موقع الانفجار، أن "الانفجار استهدف النقيب الشهيد وسام عيد من أهم الضباط في شعبة المعلومات وكان معه فقط مرافق واحد"، لافتا إلى أن "هناك ضحايا أبرياء أيضا".

وأكد أنه "بعد استهداف العميد فرنسوا الحاج في الجيش، استهدف اليوم ضابط هام جدا في قوى الأمن الداخلي، ونحن مستمرون في مهمتنا في حماية هذا البلد، ولن تردعنا أو تخيفنا أي عملية استهداف".

وأكد أن "الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة وقد بدأ الخبراء بتحديد حجم الحفرة لتحديد كمية المتفجرات"، مؤكدا أن "الرسالة وصلت، إنها رسالة إرهابية لنا عبر استهداف النقيب المهندس الشهيد عيد الذي كان يعمل على كل الملفات التي لها علاقة بالتفجيرات الإرهابية وله دور تقني فيها".

الشهداء والجرحى

وعرف من الشهداء المواطن آلان صندوق، ونقلت الى المستشفى جثة مجهولة الهوية بسبب التشوهات.

وافاد مدير العمليات في الصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة ان "عناصر الصليب الأحمر نقلوا 4 شهداء أحدهم الى "مستشفى أوتيل ديو" و9 جرحى الى مستشفيات منطقة الانفجار و11 تم اسعافهم في المكان".

وعرف من الجرحى: رنا نجم، بيار أبو ضرغم، رجا مغربي، محمد علي ماجد، سيدة الياس نجم، علي احمد صالح، محمد خليل سلوم، لينا أرزوني، ماري تيريز ابي عون، اليانا نجم، جميل سليم طرزي، ماريا فارس، نزيهة سليمان نعمة، فيكتور غطاس، غانم الهندي، عفيف داغر، ربيع عبود، سعيد عازار، جورج ابو حرب، وديع صقر، زينة خوري، ليليان سركيس، انطوان فرحات، جويل حجار، ربيع رعد، خالد خير، غسان ديب، روني شكرالله، روجيه خوري، شارل عمار ووليد كنعان.

وغادر الجرحى المستشفى باستثناء اثنين.

نقابة المستشفيات: شهيد و41 جريحا

واعلنت نقابة المستشفيات في لبنان ان الاصابات التي تم استقبالها في المستشفيات الخاصة من جراء الانفجار الذي وقع في 25/1/2008 في منطقة الشفروليه - الحازمية، هي 41 اصابة 33 منها عولجت في قسم الطوارىء و7 حالات استشفاء وقتيل. وتتوزع على المستشفيات وفق الآتي:

"أوتيل ديو":5 اصابات 2 طوارىء 2 استشفاء 1 جثة.

"القديس جاورجيوس": 1 اصابة 1 طوارىء.

"الحياة": 2 اصابتان 2 طوارىء.

"قلب يسوع": 11 اصابة 9 طوارىء 2 استشفاء.

"سان شارل": 4 اصابات 3 طوارىء 1 استشفاء.

"اللبناني الكندي": 3 اصابات 3 طوارىء

"جبل لبنان": 15 اصابة 13 طوارىء 2 استشفاء.

المجموع: 41 اصابة 33 طوارىء 7 استشفاء 1 جثة".

وزارة الصحة

وأصدرت وزارة الصحة العامة بيانا طلبت فيه من المستشفيات "معالجة الجرحى الذين أصيبوا في الإنفجار في تاريخ 25/1/2008 على حساب وزارة الصحة العامة".

كما طلبت من "الأطباء المراقبين ومراكز إصدار بطاقات الإستشفاء تسهيل أمور المواطنين لجهة إصدار موافقات الإستشفاء على حساب الوزارة".

فوج اطفاء بيروت

واعلنت قيادة فوج اطفاء مدينة بيروت، في بيان اليوم، "أنه عند 10,05 قبل ظهر اليوم الجمعة 25 الحالي، وعلى اثر تلقي مخابرة هاتفية تفيد عن وقوع انجار كبير في محلة فرن الشباك - الشفروليه، توجهت فورا وحدات الاسعاف والانقاذ والاطفاء التابعة لفوج اطفاء مدينة بيروت الى مكان الحادث، وحين وصولها وجدت النيران تندلع في عدد من السيارات في مكان الانفجار، فعملت الفرق على مكافحة النيران المندلعة في السيارات وحصرها في مكانها حائلة دون امتدادها الى بقية السيارات المتوقفة في المكان وبعد التأمين على المكان عادت جميع الفرق العاملة الى مراكزها".

الاسعاف الشعبي

وأفادت دائرة الإحصاء والتوجيه في هيئة الإسعاف الشعبي أن "فرق الدفاع المدني التابعة لها توجهت بأربع سيارات إسعاف الى موقع الإنفجار الذي إستهدف النقيب الشهيد وسام عيد، فور وقوعه، حيث عملت، في إشراف ميداني مباشر من مسؤول الدفاع المدني الشعبي سمير كنيعو، على نقل ستة جرحى الى "مستشفى جبل لبنان"، وإسعاف بعض المصابين بالصدمة ميدانيا على الأرض وإجراء مسح في المنطقة للتأكد من عدم وجود مصابين في الإنفجار".

حداد في دير عمار

وأفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في الضنية عبدالكافي الصمد انه فور شيوع نبأ استشهاد النقيب عيد لف الحزن بلدته دير عمار، واحرق الاهالي اطارات عند المدخل الشمالي للبلدة.

كما أفاد مندوب "الوكالة الوطنية" في عكار راشد فتفت ان اهالي البلدة نفذوا تظاهرة استنكار، واحرقوا اطارات على طولا الطريق الدولية التي تربط البلدة بعكار وطرابلس.

واعاد الجيش وقوى الأمن الداخلي فتح الطريق الدولية التي قطعت منذ الحادية عشرة قبل الظهر، بعد جهود استغرقت قرابة ساعتين.

ورفع أهالي البلدة الرايات السود حدادا على شرفات المنازل وداخل الساحات وعلى مبنى البلدية التي اعلنت عن استقبال المعزين في باحة البلدة.

الوزير السبع ينعى الشهداء

وأصدر المكتب الاعلامي للوزير السبع بيانا جاء فيه:" ينعى وزير الداخلية والبلديات حسن السبع رئيس الفرع الفني في شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي الرائد الشهيد وسام محمود عيد ومرافقه الرقيب أول أسامة مشهور مرعب والمواطنين الأبرياء الذين سقطوا في التفجير الاجرامي الذي استهدف سيارة الشهيد أثناء مرورها في محلة الشيفروليه في العاشرة وخمس دقائق قبل ظهر اليوم.

وقد منح الوزيرالسبع ميدالية وزارة الداخلية للشهيدين والتي سبق للشهيد عيد ان نالها سابقا تقديرا لتضحياته وبطولاته وعمله والدور الذي بذله في كل المراكز التي شغلها وتحديدا تلك المتعلقة بالتحقيقات في الجرائم الارهابية.

وقد وقع وزير الداخلية مرسوما قضى بترقية الشهيد عيد الى رتبة رائد، فيما رقي الشهيد مرعب الى رتبة معاون بعد الاستشهاد".

قوى الأمن

وصدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة

البلاغ الآتي:

"الساعة العاشرة والخمس دقائق من تاريخه وفي محلة الشيفروليه-الحازمية، دوى انفجار استهدف سيارة رئيس الفرع الفني في شعبة المعلومات النقيب وسام محمود عيد أدى إلى إستشهاده وإستشهاد الرقيب الأول أسامة مشهور مرعب الذي كان برفقته، كما أدى الإنفجار إلى وقوع عدد من المدنيين بين شهيد وجريح صودف مرورهم في المحلة.

إن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إذ تنعى إلى اللبنانيين شهيديها، تذيع في ما يلي نبذة عن حياة ومراحل الخدمة العسكرية في سلك قوى الأمن الداخلي لكل منهما:

 

أ ـ الاسم والشهرة: وسام محمود عيد.

ـ تاريخ الولادة ومكانها : 2/10/1976 دير عمار.

ـ الوضع العائلي: عازب.

ـ دخل السلك في تاريخ 18/4/ 2001 برتبة ملازم مهندس مع أقدمية سنتين في الرتبة والراتب وتدرج في الرتب حتى رتبة نقيب مهندس.

ـ رقي إلى رتبة رائد مهندس بعد الإستشهاد ونال: وسامي الحرب والجرحى ـ ميدالية الأمن الداخلي وميدالية الجدارة.

ـ خدم في مراكز عدة هي: معهد قوى الأمن الداخلي ـ شعبة المعلوماتية ـ مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية ـ رئيس المكتب الفني في مصلحة الإتصالات وشعبة المعلومات.

ـ حائز ميدالية وزارة الداخلية والبلديات وتهنئة معالي وزير الداخلية والبلديات، وتنويهات عدة من اللواء المدير العام والعميد قائد المعهد.

 

ب - الاسم والشهرة: أسامة مشهور مرعب.

ـ تاريخ الولادة ومكانها: 1/5/1977 ـ البيرة (عكار).

ـ الوضع العائلي: متأهل وله ولدان.

ـ دخل السلك بتاريخ 1/9/1997 برتبة دركي متمرن وتدرج في الرتب حتى رتبة رقيب أول.

ـ رقي إلى رتبة معاون بعد الإستشهاد ونال : وسامي الحرب والجرحى ـ ميدالية الأمن الداخلي ـ ميدالية الجدارة ـ الميدالية العسكرية وميدالية وزارة الداخلية والبلديات .

ـ خدم في مراكز عدة هي : معهد قوى الأمن الداخلي ـ وحدة القوى السيارة ـ فوج التدخل السريع ـ السرية الخاصة ـ وحدة الشرطة القضائية ـ مكتب مكافحة الجرائم المالية ـ مفرزة طرابلس القضائية ـ وحدة جهاز أمن السفارات ـ فوج الإدارات العامة ( مجموعة قصر عدل بعبدا) ـ وحدة الإدارة المركزية ـ مصلحة الاتصالات ( مكتب المشاغل المركزية ) وشعبة المعلومات.

ـ حائز الميدالية التذكارية وتهنئة وزير الداخلية والبلديات مرتين وتهنئة العماد قائد الجيش، وتنويهات عدة من اللواء المدير العام والعميد قائد الشرطة القضائية والعميد قائد القوى السيارة".

 

الرئيس السنيورة عاد إلى بيروت مختتما جولة شملت القاهرة والرياض واجرى محادثات مع العاهل السعودي واجتمع الى وزيرالخارجية ومسؤولين

وطنية - 25/1/2008 (سياسة) اختتم رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة زيارته للرياض، مساء اليوم. دامت الزيارة ساعات عدة، وتخللها إجتماع عقد في مطار الرياض ضم الى الرئيس السنيورة وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، رئيس الاستخبارات العامة السعودي الامير مقرن بن عبد العزيز، السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة، السفير اللبناني في المملكة مروان زين، والوفد المرافق لرئيس الوزراء. دام الاجتماع نحو ساعة، استكملت خلاله المباحثات اللبنانية - السعودية التي بدأت ظهرا مع الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتخللها غداء على شرف الرئيس السنيورة والوفد المرافق. وعاد الرئيس السنيورة والوفد المرافق، مساء اليوم، الى بيروت مختتما جولة شملت القاهرة والرياض.

 

كميل زيادة سلم البطريرك صفير نسخة من مذكرة قوى 14 آذار الى مجلس وزراء الخارجية العرب

وطنية - 25/1/2008 (سياسة) زار نائب رئيس "حركة التجدد الديموقراطي" النائب السابق كميل زيادة موفدا من قوى 14آذار، بعد ظهر اليوم، البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في بكركي، وسلمه نسخة من المذكرة التي رفعتها قوى 14آذار الى مجلس الوزراء الخارجية العرب الذي سينعقد في مقر الجامعة العربية في القاهرة الأحد المقبل للبحث في الأزمة اللبنانية.

واطلع زيادة البطريرك صفير على أجواء اللقاءات التي أجرتها وفود من قوى 14آذار صباح اليوم مع السفراء العرب المعتمدين في بيروت لتسليمهم نسخة من هذه المذكرة، كما اطلع منه على "توجيهاته في هذا الصدد، خصوصا في ضوء جريمة اغتيال النقيب الشهيد وسام عيد ومرافقه، والتداعيات المحتملة لهذه الجريمة والهدف منها، على صعيد محاولة إحباط المبادرة العربية وحرفها عن مسارها الأصلي الهادف الى انتخاب رئيس جمهورية جديد في أقرب وقت".

 

الجامعة العربية تؤكد أن مبادرتها تكفل خروج لبنان من أزمته الخطيرة

وكالات/دانت جامعة الدول العربية الانفجار الذي أودى بحياة النقيب وسام عيد ومرافقه والعديد من الأبرياء، معتبرة أن مثل هذه الأحداث ستؤدى الى اتساع الفجوة بين الفرقاء اللبنانيين وتؤثر على وحدة لبنان وأمنه واستقراره. وحذر الأمين العام للجامعة عمرو موسى فى بيان من "انزلاق لبنان الى الهاوية جراء الفشل فى التوصل الى توافق حول الاستحقاق الرئاسى الذى تأخر كثيرا". وحث موسى الأطراف اللبنانية على التعجيل بالوصول الى توافق حول مبادرة الجامعة التي تراعي حقوق جميع الأطراف، مؤكدا أن المبادرة تكفل خروج لبنان من هذه الأزمة الخطيرة التى لا تهدد استقراره فحسب وانما بقائه ايضا.

 

البيت الابيض يدين تفجير "الشفروليه"

وكالات/دان البيت الابيض تفجير الشيفروليه، وقال انه يهدف الى تقويض المؤسسات اللبنانية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا برينو: "ندين بشدة التفجير الارهابي في بيروت اليوم الذي قتل فيه نقيب شرطة ولبنانيون اخرون. هذا التفجير هجوم شنه اولئك الذين يسعون الى تقويض مؤسسات لبنان والعملية الديمقراطية وزيادة تأخير اختيار رئيس لبناني جديد".

 

الرئيس السنيورة يعلن الحداد الوطني غدا على الشهيد الرائد وسام عيد ورفاقه الشهداء

وكالات/أصدر رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة مذكرة بخصوص الحداد الوطني يوم غد السبت استنكارا لاستشهاد الرائد وسام عيد ورفاقه الشهداء. وفي ما يلي نص المذكرة: يعلن الحداد الوطني على الشهيد الرائد وسام عيد ورفاقه الشهداء الأبرار الذين استشهدوا جراء العملية الإرهابية الغادرة يوم الجمعة الواقع فيه 25/1/2008 بحيث تعدل البرامج العادية في محطتي الإذاعة والتلفزيون الرسميين بما يتوافق مع هذه المناسبة الأليمة، وذلك يوم السبت الموافق في 26/1/2008 .

تغمد الله الشهداء الأبرار بواسع رحمته وأنزلهم فسيح جناته.

 

أبو الغيط: يخطىء من يتصور ان الاغتيالات ستحسم الازمة السياسية لصالحه

وكالات/دان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط "التفجير الارهابي" الذي وقع في بيروت وحذر من ان أي طرف يخطئ اذا تصور ان الاغتيالات يمكن ان تحسم الازمة السياسية في لبنان لصالحه. وقال أبو الغيط في بيان ان "حملة الاغتيالات التى يشهدها لبنان باتت أمراً لا يمكن القبول به ولا يصح السكوت عنه". وأضاف "ان تصور البعض ان الاغتيالات يمكن ان تحسم تسوية الازمة الحالية لصالحه هو تصور مغلوط ولن يؤدي الا الى المزيد من الاصرار العربي والدولي على انهائها".

 

قوى "14 آذار" وجهت مذكرة الى موسى ووزراء الخارجية العرب : لإعلان تاريخي جديد يطالب بملء سدة الرئاسة ورفض أشكال الفراغ

نداء اللبنانيين اليكم الا يعاد تسليم قرار لبنان للنظام السوري

وكالات/وزعت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" نص المذكرة التي وجهتها الى وزراء خارجية الدول العربية والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، الذين من المقرر ان يجتمعوا في القاهرة يوم الاحد المقبل، وفيها:

"من منطلق التقدير الكامل للاهتمام الذي يحظى به لبنان لديكم، وللجهود التي لم تبخلوا بها، ازاء كل منعطف خطير يواجه بلدنا وشعبنا، ومن منطلق الايمان الراسخ، بان مثابرة الاشقاء العرب على انقاذ لبنان، انما تعكس قناعة عربية باعتبار هذا البلد ضرورة قومية، وان استقراره هو الوجه الآخر لاستقرار المنطقة، وبأن الصيغة اللبنانية نموذج يجب أن يبقى على قيد الحياة، على رغم كل العواصف العاتية.

نحن قوى الرابع عشر من آذار، والى جانبنا الاكثرية النيابية في البرلمان اللبناني، نتوجه مجددا الى اجتماعكم المرتقب في القاهرة، المخصص للبحث في نتائج مساعي الأمين العام للجامعة الاستاذ عمرو موسى حول لبنان، واحاطتكم بالمعطيات والوقائع الآتية:

أولا: إن قوى الرابع عشر من آذار، ومن موقع الحرص الدائم، على تجنيب لبنان أية أخطار محدقة، حرصت على عدم سد الابواب في وجه أي مشروع للحل، وتعاملت بانفتاح ومسؤولية مع كل المبادرات، داخلية كانت أم عربية أم دولية، وهي لم تتخلف في أي مرحلة عن التجاوب مع أي جهد يعزز منطق الحوار على الانقسام وخطاب التهدئة على التصعيد.

ثانيا: وفي هذا الاطار، كان ترحيب قوى الرابع عشر من آذار، بالمبادرة التي أطلقها رئيس مجلس النواب السيد نبيه بري من مدينة بعلبك اللبنانية، وذلك عشية بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية. ومن هنا جاءت بعيد ذلك مبادرتنا في تبني ترشيح قائد الجيش العماد ميشال سليمان، ومناشدتنا كل الاطراف التوافق على اعتبار ملء الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية، الباب العريض الذي سيفتح أمام اللبنانيين آفاق التلاقي على حكومة تعيد الاعتبار لدور المؤسسات ومكانتها.

ثالثا: وفي الاطار نفسه تعاملت قوى 14 آذار بانفتاح ومسؤولية مع المبادرة الفرنسية التي جرى تعطيلها والالتفاف على اللائحة التي قدمها البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، وجرى تقاذفها بين القيادة السورية وبين حلفائها في لبنان. وهذا ماعبرت عنه الادارة الفرنسية على لسان كبار المسؤولين فيها، وبصراحة أصبحت عنوانا اضافيا لحجم تدخل النظام السوري في تعطيل الحياة الدستورية اللبنانية.

رابعا : لقد جاءت المبادرة العربية الأخيرة التي حملها الاستاذ عمرو موسى مؤخرا الى بيروت، على وقع انهيار مبادرات داخلية ودولية عدة معروفة لديكم بالتفصيل، وهو ما قدم الى اللبنانيين أملا جديدا بخرق الجدران المسدودة، التي لا نكاد نشعر بازالتها من وجه الحلول، حتى يتطوع بعض من في الداخل، وبرعاية مباشرة من النظام السوري، في اعادة رفعها وتعطيل كل بارقة أمل بأن يكون للبنان رئيس جديد للجمهورية يؤسس لمرحلة الوفاق المنشود.

وهكذا، وافقت قوى الرابع عشر من آذار، من دون تحفظ، على مبادرة الجامعة العربية، كما وافقت على التفسير كما سمعته من حضرة الأمين العام، والتزمت الشروط التي حددها، لتمكين المجلس النيابي اللبناني من انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية.

خامسا: إن قوى الرابع عشر من آذار، التي سبق ان تخلت عن حقها الديموقراطي والدستوري بانتخاب أحد مرشحيها لموقع الرئاسة، كما تخلت عن اعتراضها المبدئي على تعديل الدستور، وأعلنت تبنيها اسم العماد ميشال سليمان كمرشح توافقي، يشكل مخرجا مقبولا للفراغ غير المقبول في سدة الرئاسة، أقدمت مؤخرا على خطوة تتلاقى مع ارادة الجامعة العربية في سبيل الوصول الى هذا الهدف الوطني النبيل، هي خطوة التراجع عن حق ديموقراطي آخر بالحصول على اكثرية أعضاء مجلس الوزراء، بل بالتنازل عن كل الصيغ التي كانت تتمسك بها في السابق، والتزام المعادلة التي نقلها حضرة الامين العام للجامعة، ووجدنا فيها ممرا عربيا مسؤولا لانتخاب العماد ميشال سليمان.

سادسا: إن قوى الرابع عشر من آذار، وهي تضع هذه الحقائق، أمام كل الاشقاء العرب, لا تخشى الاشارة الى مصدر العلة في تعطيل المبادرات، ونحن على يقين بأن السيد الأمين العام، بات يعرفه حق المعرفة، وإن كانت مقتضيات الموقع الدبلوماسي، توجب أحيانا تقديم الحقائق بقوالب مختلفة. فالعلة في من يعطل، أو يحرض على التعطيل ، وفي من يرفض المبادرة تلو المبادرة، وآخرها المبادرة العربية التي نرى انها لم تصطدم بغير جدار النظام السوري، الذي لم يعد من الجائز تغطية ارتكاباته بحق لبنان ومؤسساته الدستورية، ونحن نشهد معكم هذه الايام ، كيف أمكن لهذا النظام أن يعطل انتخاب رئيس للجمهورية، بعد أن تولى مع حلفائه محاصرة الحكومة ومقاطعتها ، ونظم اقفال المجلس النيابي في سابقة غير معهودة في تاريخ الحياة البرلمانية اللبنانية.

سابعا: اننا في قوى الرابع عشر من آذار ، نتطلع برغم كل ذلك، وبرغم المشهد الخطير الذي يلوح في أجواء لبنان، والامعان في تعطيل المبادرات والحياة العامة، ونشر أعمال الفوضى والشغب وتأجيج خطاب الفتنة واستمرار احتلال وسط بيروت ، واستهداف هيبة الجيش وقيادته والترويج لاسماء بديلة من هنا أو من هناك، واخضاع البلاد لسياسة التهويل بالاهتراء الاجتماعي والسياسي، اننا برغم كل ذلك ، نعلن أمامكم ، استمرار العزم في الدفاع عن سيادة لبنان ونظامه الديموقراطي، وعن ارادة العيش المشترك التي كرسها اتفاق الطائف بين أبنائه، وندعو الاخوة في مجلس وزراء الجامعة العربية، الى عدم اقفال الابواب، وتجديد الحياة في مبادرة عربية يريدونها أن تموت أمام أبواب النظام السوري ومصالحه .

اننا نأمل من اجتماعكم الكريم، أن يضع النقاط على الحروف، وان يضع كل الاطراف ، الاقليميين والمحليين في لبنان أمام مسؤولياتهم ، وأن تتضافرالجهود في سبيل مواجهة الوضع المأزوم، والمبادرة الى اعلان تاريخي جديد، يطالب بملء سدة رئاسة الجمهورية في لبنان ، ورفض كل أشكال الفراغ الدستوري التي تتهدد هذا البلد ، وترجمة التوافق على اسم العماد ميشال سليمان فورا، وكمدخل يفتح أمام اللبنانيين فرصة التلاقي واعادة انتاج حكومة وحدة وطنية حقيقية.

نداء اللبنانيين اليكم، الا تتخلوا عن لبنان، والا يعاد تسليم قرار لبنان للنظام السوري، وان يتحد العرب على كلمة سواء في سبيل حماية هذا البلد، وتجديد أمل اللبنانيين بدولتهم ومؤسساتهم الدستورية، وبرئاستهم التي سنعيد لها الاعتبار مهما اشتدت الضغوط وتعاظمت التحديات، والله ولي التوفيق دائما".

وزار نائب رئيس "حركة التجدد الديموقراطي" النائب السابق كميل زيادة موفدا من قوى 14آذار، بعد ظهر اليوم، البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في بكركي، وسلمه نسخة من المذكرة التي رفعتها قوى 14آذار الى مجلس الوزراء الخارجية العرب الذي سينعقد في مقر الجامعة العربية في القاهرة الأحد المقبل للبحث في الأزمة اللبنانية. واطلع زيادة البطريرك صفير على أجواء اللقاءات التي أجرتها وفود من قوى 14آذار صباح اليوم مع السفراء العرب المعتمدين في بيروت لتسليمهم نسخة من هذه المذكرة، كما اطلع منه على "توجيهاته في هذا الصدد، خصوصا في ضوء جريمة اغتيال النقيب الشهيد وسام عيد ومرافقه، والتداعيات المحتملة لهذه الجريمة والهدف منها، على صعيد محاولة إحباط المبادرة العربية وحرفها عن مسارها الأصلي الهادف الى انتخاب رئيس جمهورية جديد في أقرب وقت".

 

ليس ثمة إضراب ليمر في منطقة الأشرفية

المستقبل/صباح أمس كانت منطقة الأشرفية من بيروت كما تكون في أي يوم آخر. قد يعتقد المار في شوارعها وزواريبها أن سكانها لم يعرفوا بأمر الاضراب والاعتصام الذي دعا اليه نقابيو النقل والمزارعون، أو لكأنهم يعيشون في مكان آخر. المحال جميعها مفتوحة من دون استثناءات ملحوظة، التلامذة والطلاب يستعدون للتوجه الى مدارسهم وجامعاتهم، والسيارات تملأ الشوارع في زحمة باتت شبه يومية في تلك المنطقة. في الشارع الممتد من مستشفى الروم نحو الـCBA لم يقل فيه عدد سيارات الأجرة عما يكون عليه في كل يوم، وهو عدد من كبير من السيارات مقارنة بأحياء أخرى من بيروت. فتوسط ساحة ساسين مجموعة كبيرة من الأحياء المترامية على منحدرات تلة الأشرفية (الرميل، جعيتاوي، فسوح، السوديكو، الجميزة، مونو...)، وتواجد عدد كبير من المحال التجارية الكبيرة والمخازن التموينية في تلك المنطقة يجعلها مزاراً لعدد كبير من السكان الذين يتوسلون التاكسي وسيلة للنقل، عدا السيارات الخاصة. ما أظهر أن سائقي التاكسي، الذي يجولون في المنطقة منذ صباح أمس حتى الساعات الأولى من المساء، وكأنهم غير معنيين بالدعوة الى الاضراب النقابي، ولم يلتزموا به بتاتاً.

مطالب واعتراف

الدكاكين القديمة المنتشرة في الشوارع الضيقة لمنطقة الجعيتاوي والحكمة والجميزة لم تخل من الخضار. يقول أحد الباعة "لقد وصلتنا الخضار في الصباح الباكر كالعادة بعدما اعتقدت أن المزارعين مضربين عن العمل، ولكن يبدو أن المزارعين ايضاً لديهم نقابات كثيرة، بعضها يلتزم وأكثرها لا يلتزم بالاضراب".

أحد الرجال المسنين ممن يبدو عليهم معايشة أزمات سياسية لبنانية كثيرة قال معلقاً: "ماذا تنفع الاضرابات غير تعطيل أعمال الناس. إذا أراد العمال تأمين حقوقهم عليهم أن يتحاوروا مباشرة مع الحكومة، إلا إذا كانوا يعتبرون الحكومة فاقدة للشرعية حينها يكون اضرابهم غير نافع البتة، لأنهم يضربون في مواجهة الفراغ. الفراغ في الرئاسة وفي الحكومة وفي مجلس النواب".

أحد المستمعين أكمل ما بدأه زميله: "إن مطالبة الحكومة بمطالب هو بمثابة اعتراف بشرعيتها".

احتجاج وتجاوزات

سائق التاكسي القادم من الدورة نحو ساسين قال إنه يدعم مطالب أقرانه من السائقين، بل ويعتبر أن مطالبهم محقة ولكنه لم يضرب عن العمل لسببين، أولاً لأن نقابته في منطقة الدورة قررت مقاطعة الاضراب، ثانياً لأن توقفه عن العمل يوماً كاملاً سيمنعه من تحصيل قوت يومه وقوت عائلته وسيمنعه عن تأمين ثمن الوقود لعمل اليوم التالي. وقال إنه لن يتمكن من العمل إلا في الاشرفية خوفاً من أن يتعرض له بعض المضربين والمعتصمين.

السائق الذي طلبت منه أن يقلني الى دوار الطيونة الواقع على حافة الضاحية الجنوبية في بيروت، فكر طويلاً قبل الموافقة رغم قرب المسافة. قال إنه تعرض للتوقيف تحت جسر "السلطان ابراهيم" من قبل سائقي تاكسي قرروا منع أقرانهم عن العمل وإلزامهم المشاركة في الاضراب، وقال إنهم انزلوا الراكب من سيارته رغم أن الراكب كان ابنه، ولكن المعتصمين المحتجين لم يصدقوه.

وهكذا لم يمر الاضراب في منطقة الأشرفية ولا في محلة الدورة القريبة والتي تشكل منطلق لوسائل النقل على اختلافها نحو الشمال والجبل ومدن الساحل الواقعة شمال بيروت. وفشل هذا الاضراب في المناطق اللبنانية الأخرى لم يكن هو السبب في فشله في تلك المنطقة، فحتى لو نجح الاضراب كان ليفشل في الأشرفية التي مل سكانها كما غيرهم لبنانيين كثرة الدعوة الى النزول الى الشارع كلما قررت نقابة المطالبة بحقوق أو كلما وصلت الحلول السياسية الى أفق مسدود، فتضطر حينها الأحزاب الى التنفيس بواسطة النقابات التي بات بعضها يحمل أسماء وهمية وبعضها الآخر منقسم الى أقسام كثيرة تحوّل العمل النقابي في لبنان الى مهزلة.

أما وقد مرّ يوم أمس على خير، فإنه يبقى الرجاء أن لا يكون هذا النهار هو "بروة" التحركات القادمة التي أعلن عنها أمين عام "حزب الله" في خطاب عاشوراء، وهذا الأمر غير مستبعد لسببين، أولهما نفض أركان المعارضة أيديهم من تحرك أمس على اعتبار أنه تحرك نقابي بحت وبالتالي لا علاقة له بتحركهم القادم، لأن التحرك القادم لا يرتبط بمطالب نقابية بل بمطالب سياسية على ما أعلن الأمين العام لـ"حزب الله". ثانياً، إن تجربة السنة الماضية ما زالت ماثلة أمام أعيننا، أي حين بدأت التحركات بواسطة الاتحاد العمالي العام أمام مؤسسات عامة ومالية وباءت حينها بالفشل، ثم تكللت جميعها بتحرك 32 كانون الثاني من العام الماضي، أو ما اصطلح على تسميته، عن حق، "الثلاثاء الاسود". هل تعاد تجربة السنة الماضية بعدما تم التهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور؟.

 

البطريرك صفير رعى تدشين الأرشيف البطريركي ونقله على اقراص مدمجة واستقبل وفودا استنكرت التطاول على بكركي وندد بانفجار الشيفروليه:

يريدون الانتقام من كل من يعملون في سبيل لبنان بقصد التدمير/هناك من يريدون تفتيت هذا البلد بدءا بالمؤسسات الدستورية/على اللبنانيين المحافظة على بلدهم وما يخالف ذلك فهو خيانة وطنية

وطنية -بكركي - 25/1/2008 (سياسة) رعى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير احتفالا خاصا بتدشين قسم الارشيف البطريركي الذي التزمت جامعة سيدة اللويزة القيام به ونقلة على اقراص مدمجة.

وفي هذه المناسبة، حضر الى بكركي وفد من الجامعة برئاسة الاب وليد موسى الذي القى كلمة جاء فيها:" كله يزول ولا تبقى الا كلمة الحق، كلمة المحبة. وانطلاقا من هذه الكلمة نحن هنا في بكركي، في قلب كنيستنا المارونية وفي قلب لبنان لنكرس ما تكرمتم به على جامعتنا جامعة سيدة اللويزة وهو نقل المخططات المحفوظة في ارشيف البطريركية المارونية على قراص مدمجة، فشكرا لهذا الاكرام الذي منحتموه لجامعتنا ونعدكم بان نلتزم التقنية العالية والسرية العلمية والانضباط المطلوب في تحقيق هذا الهدف وانحازه".

واضاف: "ان هذا الارشيف يحمل عبق التاريخ والقداسة الوطنية ولهذا نحن لسنا في حاجة الى مناسبة لنعبر عن تقديرنا لبكركي وسيدها. واذا كانت الظروف السياسية السيئة التي يمر بها لبنان، قد انعكست اقوالا وشظايا تصيب بكركي، الا ان هذا الصرح يبقى اقوى من كل السهام التي لا تحدث سوى خدوش بسيطة تشفى مع الزمن".

وتابع: "بكركي تتعالى على الجراح. بكركي تخفر، تسامع تحب، تحب الذين يشردون او يتطاولون، ومعك يا صاحب الغبطة نصلي كي تنتهي هذه الجلجلة ويقوم لبنان اعظم وارقى وأجمل. ونقول لمن يقرأ التاريخ: عودوا الى ارشيف بكركي فلن تجدوا الا بطاركة عظاما عاشوا للبنان وماتوا من اجله، ونؤكد ان غبطتكم ما عمل الا من اجل مجد المارونية ولبنان ولن يعمل الا من أجل كرامة الانسان وحرية الوطن".

ورد البطريرك الماروني بكلمة جاء فيها: "نحن نشكر جامعة اللويزة رئيسا واساتذة واعضاء، نشكرهم لأنهم ارادوا ان يتبرعوا بالقيام بهذا العمل وهو عمل جدي وضروري نقل هذه الوثائق القديمة الى مدمجات جديدة بحيث يستطيع الباحثون الافادة منها واننا نضعها في متناول الجميع والقيمون على هذه المكتبة هم على استعداد لكي يرشدوا الذين يريدون البحث في امور تاريخية تحملها خزائن هذه البطريركية المحفوظة هنا".

وقال: "اما ما تطرقتكم اليه من شأن سياسي فلا نريد الخوض فيه فهو معروف ونسأل الله ان يلهمنا جميعا لما فيه سواء السبيل ونجدد شكرنا لكم ونطلب من جامعتكم المزيد من الازدهار. ونسأل الله ان يبارككم جميعا وان يبارك العمل الجدي والثقافي الذي تقومون به. كان الله في عونكم وسرد خطاكم الى الخير".

تجار جونيه وكسروان-الفتوح

الى ذلك، غص الصرح البطريركي في بكركي بالوفود الشعبية والسياسية النقابية والاعلامية من مختلف المناطق اللبنانية جاءت متضامنة مع سيد الصرح ومنددة ب"التطاول على بكركي".

وفي هذا الاطار، استقبل البطريرك صفير وفدا من جمعية تجار جونيه وكسروان الفتوح برئاسة رئيس الجمعية جاك حكيم الذي القى كلمة ورد البطريرك بالقول: "اننا نشكر لكم زيارتكم ونعرف ان الوضع لا يسمح لكم ولا لغيركم، وانما خصوصا لكم بوصفكم تجارا في جونيه لكي تتطور الامور وتبدوا رضاكم عنه، ولكنكم تبدون أسفكم ونحن نأسف معكم لما وصلت اليها الاحوال في بلدنا. وقد عرفنا اليوم في اخر لحظة ان هناك تفجيرا حصل في بيروت وانه قد قضى على احدهم من كبار القوم، وهذا مؤسف جدا وفي كل يوم تفجير وفي كل يوم اغتيال وهو ما يحزن اللبنانيين جميعا".

اضاف: "اننا نسأل الله ان يهدينا سواء السبيل وان يقصر هذه الايام المؤسفة التي نعيشها وان نعود الى وضع طبيعي لكي تستمر المؤسسات اللبنانية في عملها، وان يجدد اللبنانيون ثقتهم بوطنهم لنخرج من هذه الدوامة المؤذية وليس عند الله امر عسير".

وفد اعلامي

والتقى البطريرك صفير وفدا من الزملاء الاعلاميين من مختلف الوسائل الاعلامية وقال امامهم: "نحن نشكركم كصحافيين وانتم دوركم ان تنقلوا الحقيقة على ما هي الى القراء في لبنان وخارجه، ولكن لسوء الحظ احيانا كثيرة تظهر اخبار لا يكون لها شيء من الصحة وهي مغرضة، وهناك ايضا بعض أساليب لا تمت الى الحقيقة وفيها نوع من التحقير. ولكن هذا لن تنزلقوا اليه انتم، واذا كان هناك بعض صحافة رخيصة فأنتم لستم منها. واننا نشكر لكم ما تقومون به من نشاط ونعرف ان الصحافة تقتضيها الكثير من الدقة والصراحة والحقيقة. وهذا انتم ما تقومون به.

انني اشكر لكم عاطفتكم الطيبة، ولكن المهم هو ان يبقى لبنان وان يبقى على ما نعرفه وتعرفونه وطن المحبة والقيم والاخلاق، وطن السلام الذي نتوق اليه جميعا. ولكن الظاهر اليوم ان هناك من يريدون تفتيت هذا البلد بدءا بالمؤسسات الدستورية، ولا نريد ان نتوقف على ما آلت اليه رئاسة الجمهورية وكذلك الحكومة والمجلس. وأنتم تعرفون وترافقون الاحداث كل يوم. ولكن يظهر ان هناك نقلة جديدة وهي ليست المؤسسات الدستورية فقط انما باقي المؤسسات الوطنية ومنها الكنيسة". وختم:" نسأل الله ان يحمي لبنان ويحمي ابناءه وان يعيدنا الى سابق عهدنا من الاستقرار والازدهار والسيادة الوطنية".

حوار

سئل: اذا استمرت الحلقة الجهنمية في التدمير المنهجي لمؤسسات لبنان بكل مؤسساتها فما هي توجيهاتكم حيال الفراغ في رئاسة الجمهورية، وهل ستبقى تنتظر للقضاء على لبنان في شكل منهجي او لا بد من اتخاذ اجراء جذري لانتخابات مهما كان الثمن لسد هذا الفراغ؟

اجاب: "نحن نادينا، أكثر من مرة، بوجوب ان تعمل المؤسسات الدستورية عملها العادي، ولكن وصلنا الى يوم وانتم تشكون كما نحن نشكو من تعطيل هذه المؤسسات وعلى رأسها رئاسة الجمهورية. يجب ان يتناسى اللبنانيون كل ما يباعد بينهم لكي يقتربوا بعضهم من بعض ولكي ينقذوا وطنهم ولا يكون انقاذ الوطن الا بتضافر جهودهم وتلبية نداء المؤسسات لكي تعمل مثلما كانت تعمل سابقا في انتظام وروية وحكمة".

سئل: صاحب الغبطة كيف تنظر الى الحديث المتجدد عن النصف زائدا واحدا؟

اجاب: "نحن أبدينا رأينا وقلنا ان هذا البلد يختلف عن غيره من البلدان في ما خص الديموقراطية، والديموقراطية المعروفة هي النصف زائدا واحدا، لكن في لبنان ثماني عشرة طائفة وكل طائفة يجب ان تشترك في الحكم في لبنان ولا تقصى منها احداها، فلذلك ان المشترع اللبناني حدد في الدستور ان رئيس الجمهورية يجب ان يتوافر له الثلثان، في الدورة الاولى، ولكن في الدورة الثانية الانتخاب لا بأس ان يكون هناك نصف زائدا واحدا، لذلك اذا اردنا ان نتقيد بما يقوله الدستور فيجب ان يتوافر الثلثان في الجلسة الاولى من الانتخابات وهذا لا يبدو متوافرا، وهناك من يقولون بالانتقال فورا الى النصف زائدا واحدا. نحن نقول ان مراعاة الدستور واجبة في هذا الظرف ويجب الا نباعد الشق بين الطرفين السياسيين في لبنان".

سئل: يقال ان النقيب وسام عيد هو من كشف شبكة عين علق واجرى التحقيقات كاملة حول هذه المجموعة، فلمن تعتقد الرسالة في اغتياله اليوم؟

اجاب: "لا اعرف، الآن أتونا بالاسم ولم يكن يعرف قبلا من هو المغدور، ولكن اليوم تبين، واذا كنت انت تقول ذلك فهذا على شيء من الصحة لأنهم يريدون الانتقام من كل من يعملون في سبيل لبنان وذلك بقصد التدمير".

وردا على سؤال، قال البطريرك صفير: "نحن لا يمكننا ان نذهب الى جوهر الامور ونحن مثلكم انما نحاول ان نتفهم الامور مما يجري وربما انتم على اطلاع اكثر منا، ولكن ما يجري له هدف وهو افراغ البلد من جميع مؤسساته الدستورية لكي يتمكن من لهم مطمع به من ان يحققوا مآربهم، وهذا هو الظاهر ولكن هذه المآرب لا تنحصر في اللبنانيين فقط انما هناك دول لها مآرب وغايات. ولذلك ان ما يحدث ليس من صنع اللبناني فقط ولكن هناك مشاركة من خارج لبنان، اليد هي يد لبنانية ولكن العمل هو عمل غير لبناني في ما نعتقد وانتم ادرى منا بذلك".

سئل: ما هو الدور المطلوب من القيادات المارونية للمحافظة على الكيان اللبناني؟

اجاب: "المطلوب من القيادات المارونية وغير المارونية ان يرسخوا في اذهانهم ان المواطن سواء كان لبنانيا ام غير لبناني في كل اوطان العالم، هو ان يحافظ على بلده وتاريخه وقيمه ولا يجوز على ما يقول المثل "ان تشرب من البئر وترمي فيه حجرا".

اضاف: "نحن في لبنان علينا جميعا كلبنانيين وعلى اختلاف المذاهب والمشارب ان نحافظ على لبنان وقيمه وتاريخه، واذا حدث ما يخالف ذلك فهي الخيانة الوطنية".

محامو 14 آذار

وامام وفد من محامي قوى 14 اذار في الشمال، قال البطريرك صفير: "في ظل الاحداث التي تحصل حيث كل يوم هناك "قصة وخبرية" واغتيال جديد، يجب علينا التطلع الى مستقبلنا ويجب تغليب العقل على كل عاطفة لاننا نعرف ان مستقبلنا في يدنا لاننا نعرف اننا قادرون على جمع صفوفنا مع بعضنا البعض لانقاذنا. واليوم نرى ان المؤسسات يتم القضاء عليها الواحدة تلو الاخرى حيث ولاول مرة تخلو سدة الرئاسة ولا رئيس ولا نية لانتخاب هذا الرئيس في ظل ما نراه ونسمعه في هذه الايام".

وجدد تعليقه على الوزراء في الحكومة فقال: "هناك قسم منهم فعال، وقسم آخر غير فعال، هم ساعة يشاؤون يأتون ويزاولون اعمالهم والعكس ايضا، اضافة الى ان المجلس النيابي لم ينعقد منذ سنة وهذا امر غير طبيعي، وصولا الى المجلس الدستوري، والجيش اللبناني حيث اغتيل ابرز ضباطه وبعدها وصل الدور الينا. والهدف من كل ذلك تفتيت البلد، والمخطط كان مستورا انما الان انكشف حيث تبين ان هناك تدميرا منهجيا لكل المؤسسات".

مسؤولو "القوات"

وقال البطريرك صفير امام وفد من مسؤولي "القوات اللبنانية" في قرى وبلدات قضاء زغرتا: "نأسف شديد الاسف لما نحن فيه في هذه الايام وهي ايام بؤس كما تعلمون، وقد عرفنا صباح اليوم ان هناك اغتيالا جديدا استهدف احد رجال الامن الكبار، واذا كان هذا المخطط سيتوالى فإننا نتساءل من سيبقى من هؤلاء الرجال الذين يحافظون على لبنان ومستقبله وقيمه وكيانه. ولكن يجب الا نيأس لان الله له عين ساهرة علينا وعلى غيرنا من الناس، وان هذه المشاهد التي تتكرر في لبنان نأمل ان يعي لها جميع اللبنانيين وان يعودوا بعضهم الى بعض وان يعقدوا الخناصر ويشبكوا الايدي لكي ينقذوا وطنهم مما يتربص به من شر".

اضاف: "لسوء الحظ انها مكيدة يحبكها الطامعون بلبنان، ولكن علينا نحن كلبنانيين ان نعي هذا الامر وان نتناسى الماضي وما بيننا من خلافات واحقاد تباعد بيننا، وان نعود الى بعضنا البعض لننقذ وطننا، ولبنان لن ينقذه الا ابنائه".

وختم قائلا: "نسأل الله ان يغفر للذين قالوا ما يقولون، واننا ندعوكم جميعا الى رص الصفوف وتوحيد القلوب لانقاذ هذا الوطن الذي هو غال عليكم وعلى ابنائكم واحفادكم من بعدكم، ويجب ان يبقى لبنان، لبنان المحبة والقيم والحرية والسلام".

"حركة الام"

والتقى البطريرك صفير ايضا، وفدا من "حركة الام" برئاسة امال عبد الساتر وقال امامه: "ان الاحداث التي تمر بنا اليوم هي احداث تاريخية مؤلمة، ولكنكم تعرفون انه قد مر مثلها في اواخر الثمانينات واوائل التسعينات، وهذا يعني ان التاريخ يكرر ذاته، والمشاهد التي نراها في هذه الايام سبق لنا ان رأيناها، وسبق ايضا لاسلافنا البطاركة ان رأوا مثلها. ولكن هذا الكرسي البطريركي باق بإذن الله لان الله يحفظه والسيدة العذراء التي هي شفيعته لن تغمض جفناها عنه".

اضاف: "اننا نشكركم ونعرف انكم تؤيدون هذا الصرح البطريركي الذي له ماض مجيد وله تاريخ وانه سيحافظ عليه، ونحن على يقين ان الذين تعاقبوا وتسلسلوا على هذا الصرح فسيأتي بعدنا من سيتعاقب عليه، وان المسيرة هي ذاتها وان التاريخ سيظل امينا لنفسه وسنحافظ على هذه القيم التي ورثناها عن ابائنا واجدادنا وسننقلها بإذن الله الى ابنائنا واحفادنا".

وختم: "نشكر لكم عاطفتكم ونسأل الله ان يهدينا جميعا الى ما فيه خيرنا وخير وطننا".

وفد من "القوات"

وامام وفد من القطاع العام في "القوات اللبنانية" برئاسة بيار بعيني، قال البطريرك صفير: "نشكر لكم عاطفتكم التي اعرب عنها من تكلم باسمكم، واننا نسأل الله ان يبارككم ويبارك مجهودكم".

اضاف: "ان ما وصلنا اليه في هذه الايام مؤسف ومحزن، وفي كل يوم او في ظروف ليست متباعدة كثيرا تأتينا الانباء وان هناك تفجيرات وهناك ضحايا، وهذا ما حصل في هذا اليوم. وهو مسلسل يجب ان يوضع له حد، اذا عاد اللبنانيون جميعا الى ربهم وتاريخهم وقيمهم وخصوصا ان يعود المسيحيون من بينهم الى بعضهم البعض بأن يضعوا ايديهم ويتشابكوا وان ينظروا لمستقبل وطنهم وابنائهم واجيالهم الطالعة".

وتابع: "اننا نأسف شديد الاسف لهذا التباعد القائم بين اللبنانيين والذي هو ليس سوى ترجمة لما بينهم مما صنعه الحقد وليس التاريخ لسوء الحظ، ولكن ديننا يعلمنا المحبة والتعاون والتسامح والحرية وما سوى ذلك من قيم، وهذا ما نسألكم ان تحافظوا عليه والا تتباعدوا وان تشبكوا الايدي وان تغسلوا القلوب ليبقى لنا لبنان. ولكن اذا ظللنا متباعدين متناحرين فإن السؤال المطروح: هل سيبقى لبنان في هذا الجو؟ لبنان كان وطن المحبة وسيبقى كذلك لانه من دون المحبة لن يبقى لبنان".

كما زار بكركي رئيس المنظمة الانكليزية - العربية نظمي اوجي الذي عرض مع البطريرك صفير الواقع السياسي والاقتصادي الذي ادى الى هجرة اعداد كبيرة من اللبنانيين لايجاد فرص العمل. ودعا "جميع من يهمهم امر لبنان ان يعملوا بإيجابية لحل المشاكل العالقة والعمل على عودة اللبنانيين وغيرهم".

ومن الزوار الدكتور انطوان زخيا صفير.

 

الملك عبد الله استقبل الرئيس السنيورة والبحث تناول الاوضاع اللبنانية والمبادرة العربية وجهود موسى وما واجهته من عوائق في الفترة الاخيرة

وطنية - 25/1/2008 (سياسة) وصل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة, ظهر اليوم الى الرياض, آتيا من القاهرة, يرافقه المستشارون السفير محمد شطح, والدكتور رضوان السيد, ورولا نور الدين والدكتور عارف العبد. وكان في استقباله في مطار الرياض وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل, وسفير المملكة العربية السعودية في لبنان عبد العزيز خوجه, وسفير لبنان في السعودية اللواء مروان زين، وعلى الفور انتقل الرئيس السنيورة الى استراحة خادم الحرمين الشريفين في الجنادرية, حيث عقد اجتماع ضم الرئيس السنيورة والامير سعود الفيصل والسفير خوجه والسفير زين والوفد المرافق للرئيس السنيورة, تم في خلاله استعراض مجمل الاوضاع اللبنانية والعربية.

الملك عبد الله استقبل السنيورة

وبعد الظهر، استقبل خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز, في الجنادرية الرئيس السنيورة, واقام على شرفه غداء, حضره امير منطقة مكة الامير سلمان بن عبد العزيز, ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل, ورئيس الاستخبارات العامة الامير مكرم بن عبد العزيز, وعدد كبير من الوزراء والامراء اضافة الى السفيرين خوجه وزين.

اجتماع مشترك

وبعد الغداء عقد اجتماع, ضم الملك عبد الله والرئيس السنيورة والوزير الفيصل والامير مكرم بن عبد العزيز والسفير خوجه, وعن الجانب اللبناني الوفد المرافق للرئيس السنيورة والسفير زين, وجرى في خلال الاجتماع تقويم عام للاوضاع اللبنانية وخصوصا المبادرة العربية وجهود الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لتحقيق هذه المبادرة, وما واجهته من عوائق في الفترة الاخيرة.

 

مستشار الرئيس ساركوزي في بيروت للمشاركة في العيد ال20 لفرنسيي الخارج

وطنية -25/1/2008 (متفرقات) وصل الى بيروت اليوم السيد دومينيك بييه مستشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، للمشاركة في احياء العيد العشرين لتجمع الفرنسيين في الخارج، وفي الجمعية العمومية التي ستنعقد يوم السبت المقبل في فندق متروبوليتان لهذه المناسبة. وصدر بيان عن السفارة الفرنسية لفت الى"ان ليس لهذه الزيارة اي طابع سياسي، وان السيد بييه لن يجري اية لقاءات سياسية مع المسؤولين اللبنانيين وان وجوده في لبنان مع رئيس تجمع الفرنسيين في العالم جيرار بينسون يقتصر على لقاء الجالية الفرنسية في لبنان من خلال هذا التجمع".

 

الدكتور جعجع اقام عشاء تكريميا لسفير الولايات المتحدة بمناسبة مغادرته لبنان

السفير فيلتمان: اؤكد لكم ان دعم الولايات المتحدة لرئيس جديد للبنان سيبقى قويا

موقع الرئاسة شاغر لان اصدقاء سوريا يستخدمون مطالب غير دستورية لمنع الانتخابات

وطنية -25/1/2008 (سياسة) اقام رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع وعقيلته النائبة ستريدا جعجع مساء امس في معراب عشاءا تكريميا لسفير الولايات المتحدة الاميركية في بيروت جيفري فيلتمان لمناسبة مغادرته لبنان، شارك فيه وزير السياحة جو سركيس ومسؤول العلاقات الخارجية في القوات جوزف نعمة ومستشار العلاقات الخارجية ايلي خوري.

فيلتمان

وقد وزعت السفارة الاميركية كلمة السفير فيلتمان التي القاها خلال العشاء وجاء فيها: " أشكركم على هذه الأمسية لإعطائي فرصة الإعراب عن امتناني للتعاون والصداقة خلال ما كان أكثر المهمات المجزية والمليئة بتحديات كانت أكثر بكثير مما كان يمكن أن أتصور. وكما تعلمون، فإنني سأغادر لبنان في المستقبل القريب - وهذا ما كان يجب أن أقوم به أصلا في تموز من العام 2007. إنني أواجه نهاية مهمتي كسفير للولايات المتحدة في بيروت بمزيج من العواطف المتوقعة: الامتنان العميق لشرف حصولي على تجربة الصداقة والضيافة اللبنانية لثلاث سنوات ونصف، الاحترام العميق للشعب الشجاع الذي تغلب على الخلافات التاريخية والمجتمعية من أجل المطالبة بنهاية الاحتلال السوري، الفخر بان الولايات المتحدة كانت شريكا قويا خلال سعيكم إلى أجندة "صنعت في لبنان"، الأسف على عدد الأرواح التي زهقت في الحرب الأخيرة وفي الاغتيالات، الاشمئزاز من الهجمات المخزية المستمرة ضد المؤسسات الديموقراطية في لبنان من جانب الذين يسعون إلى إرجاع عملية صنع القرار إلى دمشق وحلفائها، والحزن على كون أعلى منصب في البلاد، لا يزال شاغرا، لأن أصدقاء سوريا يستخدمون مطالب غير دستورية لمنع الانتخابات".

أضاف:"لكن الأهم من ذلك كله، أنني أغادر بإعجاب: إعجاب بما حققه الشعب اللبناني حتى الآن، وإعجاب بالرؤية التي عبرتم عنها بوضوح حول لبنان موحد وديموقراطي ومزدهر وآمن ومستقل. إن رؤيتكم وأصواتكم قد أيقظت العالم. إن الدعم الإقليمي والدولي للبنان لم يكن يوما أقوى مما هو عليه الآن، لأنكم انتم قد أوحيتم لنا برؤية لبنان، كوطن، وليس مجرد قطعة ارض صغيرة في النسيج الإقليمي الأكبر".

وتابع:"هذا، في الواقع، قد يكون واحدا من أهم الانجازات المذهلة لثورة الأرز التي أسيء فهمها:أنتم متهمون من جانب حلفاء سوريا في لبنان بأنكم تقعون بقوة تحت تأثيرنا ، مع أن ما حدث في الواقع هو عكس ذلك تماما. لقد نجحتم في حشد سلطة الولايات المتحدة وهيبتها والعديد من البلدان الأخرى حول ديموقراطية لبنان واستقلاله. لقد جعلتمونا نؤمن برؤيتكم. لقد جعلتم معظم دول العالم يرى أن ما سعيتم اليه كانت حقوقا أساسية يستحقها الناس في كل مكان: حق إدارة شؤونكم الخاصة بأنفسكم، من خلال مؤسسات دستورية شفافة، من جانب مسؤولين وممثلين يحترمون حكم القانون ويخضعون في النهاية للمحاسبة من المواطنين من خلال الانتخابات". وقال:"أترك لبنان مقتنعا بأنه على الرغم من التحديات، سوف تنجحون في تعزيز ديموقراطيتكم ووحدتكم، واستقلالكم. لديكم العالم والأهم من ذلك لديكم الرأي العام اللبناني الذي يقف إلى جانبكم. وإذا كان للبنانيين الخيار بين نظام مغلق يشبه حكومة غزة ومدعوم من سوريا وإيران، أو نظام واعد منفتح على العالم يشبه ما في دبي، وأوروبا، أو أميركا الشمالية، فإنا على ثقة بأن اللبنانيين سيقومون باختيار الأخير. على كل حال، عندما يختار اللبنانيون الهجرة إلى الخارج، فإنهم يميلون إلى الذهاب في اتجاه الخليج العربي، وأميركا الشمالية وأوروبا وليس في اتجاه طهران ودمشق".

وتابع:"وأنا مقتنع بأنه نظرا لمواهب وعقول اللبنانيين، فإن الأدبيات الشعوبية التي تزرع الكراهية وتبنى على الغيظ لن تعمي الناس إلى الأبد عن حقيقة أنهم يستغلون ويستخدمون : يستخدمون في مؤامرة إيرانية - سورية لتقويض ديمقراطية لبنان وتغيير طابع مؤسساته الدستورية إلى الأبد. إن مصير هذه المؤامرة سيكون الفشل. وعند نقطة ما إن أولئك الذين لعبوا دورا هاما في المطالبة بخروج سوريا من لبنان، ولكنهم في وقت لاحق انفصلوا عن 14 آذار، سوف يرون أن تحالفهم الراهن ليس في موقعه الطبيعي ولا ينسجم مع تطلعاتهم الوطنية تجاه بلدهم. وأعتقد أنه، في نهاية المطاف، سيدركون، أنهم في تحويل مسارهم ، قد ساعدوا عن غير قصد في وضع قناع على مشكلة لبنان الحقيقية، ألا وهي أن دولة ممولة إيرانيا داخل الدولة لديها السيطرة الكاملة على موضوع الحرب والسلم، وهي ترفض جميع محاولات إخضاعها للشفافية والمحاسبة العامة".

وأضاف:"إن حزب الله يطالب بحق الاعتراض على جميع القرارات التي تتخذها المؤسسات التي أنتم ممثلون فيها ديموقراطيا، ولكن حزب الله يرفض التخلي عن حقه في العمل منفردا. هل من الممكن حقا أن بعض السياسيين الذين فخروا بمشاركتهم في التأسيس لقرار مجلس الأمن 1559 وهو قرار يدعو، في جملة أمور، إلى نزع سلاح جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية يمكن أن يعتقد الآن أن مجلس الوزراء اللبناني ، وحتى البطريركية المارونية هم أكثر تهديدا لهوية لبنان من حزب الله المدجج بالسلاح ، و"الدولة" الممولة من الخارج داخل الدولة؟". وتابع:"إذا كان لنا أن نصدق أن المشكلة الحقيقية تكمن في مجلس الوزراء اللبناني ، فان حلفاء سوريا لديهم الفرصة لدفع الحكومة على الاستقالة دستوريا من خلال السماح بإقامة الانتخابات الرئاسية فورا. إن الانتخابات الرئاسية وفقا لدستوركم، وغير المعقدة بقضايا أخرى، من شأنها ان تكون خطوة هامة إلى الأمام ، وتبرهن أن جميع الأطراف يبحثون عن وسيلة بناءة للسير إلى الأمام". وختم:"أود أن أؤكد لكم أن دعم الولايات المتحدة لرئيس جديد للبنان ولمجلس وزراء جديد سيبقى قويا. وفيما أعدكم بأنني سأعمل ما أستطيع من موقعي الجديد في واشنطن على تعزيز الشراكة اللبنانية - الأميركية التي تعود بالفائدة على شعبينا، أعلم أيضا بأن التزام الولايات المتحدة بلبنان أمر غير قابل للتفاوض ولا يتوقف على اهتمام جيفري فيلتمان بلبنان. لا نعرف من سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية في وقت لاحق من هذه السنة، لكننا نعرف أن الإدارة الأميركية سواء الجمهورية أو الديموقراطية لن تساوم على لبنان من وراء ظهوركم".

 

الاحرار شجب التفجير الارهابي الذي استهدف النقيب عيد في الشيفروليه

وجدد الدعم للمبادرة العربية والاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية

وطنية-25/1/2008(سياسة)عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار, اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه الأستاذ دوري شمعون وحضور الأعضاء, بعد الاجتماع صدر بيان اكد على الآتي:

1– ندين التفجير الإرهابي الذي استهدف النقيب وسام عيد, أحد ضباط فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وقد أودى به وبأحد مرافقيه وعدد من المواطنين، كما أوقع عددا من الجرحى وأضرارا مادية كبيرة. أما الضرر الأفدح فتبقى رمزية الاعتداء على مسؤول أمني بعد استشهاد اللواء الركن فرنسوا الحاج، وهذه رسالة تهدف إلى تيئيس اللبنانيين بالنيل من المولجين حمايتهم وحفظ الأمن، وبعد مسلسل الاغتيالات المعروفة. إننا، إذ نتقدم بأحر التعازي من أهالي الشهداء, ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، نؤكد أن الفراغ الراهن يسهل مهمة الإرهابيين، والمطلوب الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية لتولي قيادة إعادة بناء مؤسسات الدولة.

2- نرى في رفض المبادرة العربية بذريعة اختلاف تفسيرها تارة، وانحياز ألامين العام لجامعة الدول العربية تارة أخرى، فصلا من فصول المخطط الذي ينفذه المحور السوري ـ الإيراني على مراحل، انطلاقا من المعادلة المعلومة من الجميع: السيطرة على لبنان بواسطة الحلفاء ـ الأدوات وقبول المهتمين بشؤونه بها أو أقله سكوتهم عنها من جهة، أو إغراقه في الفراغ مراهنين على قدرات الدويلة وعلى متغيرات تأتي في مصلحتها من جهة أخرى.

يبدو ذلك واضحا جراء انتقال المعارضين من رفض إلى رفض، ضمن توزيع مكشوف للأدوار والتفاف متكرر على المبادرات باللجوء إلى كل الوسائل والمناورات والحجج حتى المفضوحة والسخيفة منها. هذا ما يصح على عدم قبولهم ما يسمونه تفسير الأمين العام للمبادرة وهو المؤتمن عليها بحكم موقعه ومسؤولياته. وهذا ما ينسحب أيضا على الموقف السوري المتميز، على جاري العادة، بالإزدواجية، كما أظهرته صحيفة تشرين في عددها يوم الخميس الفائت وتصريح وزير الخارجية وليد المعلم. إلا أن سلوك دمشق لم يعد يخدع أحدا بدليل ما صدر في هذا الاتجاه عن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير.

إننا، بانتظار عودة الوزراء العرب إلى الاجتماع يوم الأحد المقبل، نجدد دعمنا المبادرة العربية التي يجب أن تبدأ بانتخاب المرشح التوافقي، ونهيب بهم اتخاذ موقف حاسم من معرقلي إتمام الاستحقاق وعدم الاكتفاء بالعموميات في صدده، إن لم يكن انتصارا لقضية لبنان المحقة فأقله انتفاضا لكرامة الجامعة دولا وقادة ومسؤولين. كما نناشد الشرعية الدولية مضاعفة جهودها لملء الفراغ الرئاسي، ونطلب من اللبنانيين التنبه وعدم الأخذ بالأضاليل والمزاعم التي يقصد منها التعمية على مخطط ضرب الصيغة التي أرساها اتفاق الطائف مما يهدد الكيان.

3 – نعلن معارضتنا استغلال الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي يعانيها اللبنانيون بفعل التراكمات المعروفة التي فاقمتها تداعيات حرب صيف 2006، ومعسكرات ساحات وسط العاصمة التي أعقبتها، وأجواء التأزيم التي أشاعها المعارضون مما أدى إلى شل الاقتصاد وتعطيل تنفيذ مقررات مؤتمري باريس 2 و 3 لدعم لبنان.

واستنكر البيان "الحركة الغوغائية في الشارع والتي نقلتها وسائل الإعلام عاكسة التعرض للقوى الأمنية وتوجيه كلمات نابية ومهينة لأفرادها طاولت كل لبناني متعلق بالدولة ومؤسساتها وقوانينها. ونذكر على سبيل المثال انها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تبرير الفوضى بعفوية الاعتراض على انقطاع التيار الكهربائي، بينما يعلم القاصي والداني المناطق التي ينتشر فيها التعليق والاعتداء على الشبكات العامة والتي تتدنى فيها نسبة سداد الفواتير، وهذا يشكل إجحافا موصوفا بالمواطنين الذين يلتزمون القانون ويقومون بدفع ما يترتب عليهم".

وتوجه "إلى أصحاب النيات المغرضة والمشاريع المشبوهة، الحالمين بإخضاع اللبنانيين بالضغوط والتهديدات والتهويل لفرض أمر واقع عليهم، إننا نرفض هذه الممارسات وفي الوقت نفسه الانجرار إلى ردود فعل يراد لها المشاركة في ضرب الاستقرار والأمن خدمة لأعداء لبنان الذين يعملون لإبقائه ساحة مفتوحة وأرضا مباحة. ونحذرهم من مغبة الاستمرار في اللعب بالنار وتهديد السلم الأهلي إلى حد التضحية بالوطن على مذبح الاعتبارات العقائدية والطموحات الشخصية والأحقاد الدفينة. ونؤكد أننا سنتصدى بكل ما أوتينا من إمكانات لمحاولات ضرب الانجازات الاستقلالية التي كرستها دماء شهداء ثورة الأرز، ولن نسمح، بالغا ما بلغت التضحيات، بعودة عقارب الساعة إلى الوراء، يحدونا عزم لا يلين وتشبث قوي بالثوابت الوطنية، ويشد إزرنا دعم الأشقاء والأصدقاء".

 

النائب جنبلاط عرض مع عدد من السفراء الاوضاع ونتائج المبادرة العربية

وطنية - 25/1/2008 (سياسة) استقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط سفراء: عمان محمد الجزمي، السودان جمال ابراهيم، المغربي علي اومليل، الاردني زياد المجالي، سفير السلطة الفلسطينية في لبنان عباس زكي، القائم باعمال سفارة قطر احمد الكواري، في حضور وزير الاعلام غازي العريضي ونائب رئيس الحزب دريد ياغي، وشرح النائب جنبلاط لما آلت اليه الاوضاع في لبنان ونتائج المبادرة العربية، والاجتماع المقبل لمجلس الوزراء العرب الذي سينعقد في القاهرة الاحد المقبل، ورؤيته لكيفية الخروج من الازمة الراهنة

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 25 كانون الثاني 2008

البيرق

يشير مرجع سابق امام زواره الى صدق توقعاته حول الواقع الذي وصلت اليه الأزمة اللبنانية ويقول ان احدا لم يستمع الى نصائحه في حينه .

الشرق

نائب معارض اعترف امام مقربين انه لم يعد قادرا على تفسير المواقف التصعيدية التي تصدر عن رئيس التكتل الذي ينتمي اليه لا سيما عندما يصر الاخير على اقفال الطرق امام اي حل لا يرسمه شخصيا .

مسؤول سابق اعرب عن استعداده المطلق لاعادة احياء تحالفه مع سياسي بارز وقال انه سمع استعدادا مماثلا من السياسي المشار اليه .

فاعليات اغترابية تنشط في اكثر من اتجاه لتنجب اقحام الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم في التباينات السياسية القائمة في البلد .

البلد

تبارزت وسائل الاعلام المسموعة والمرئية على تتبع يوم الاضراب وخصصت فترات من البث المباشر والفلاشات على مدار الساعة .

تداول مسؤولون في الموالاة والمعارضة بالرد على حديث جعجع والتعليق على الاضراب في تصاريح متضاربة .

لاحقت مراجع في 8 و 14 آذار التحولات السياسية والوقائع الامنية الحاصلة في فلسطين المحتلة ونشاط الرئيس السنيورة في القاهرة .

النهار

لم يعرف مضمون الورقة السياسية التي يحتفظ بها العماد ميشال عون في جيبه حتى بعد لقائه الرئيس امين الجميل والنائب سعد الحريري في حضور الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.

توقفت أوساط المعارضة عند أسباب تمديد بقاء السفير الاميركي جيفري فيلتمان في لبنان ومدى علاقة ذلك باحتمال حصول تطورات.

حرصت الحكومة على التحقق من صحة المعلومات التي تحدثت عن اتصالات فرنسية - سورية بعيدة من الاضواء تتناول موضوع أزمة الاستحقاق الرئاسي في لبنان.

السفير

ألغيت نتائج امتحانات للدخول الى احدى المؤسسات الأمنية لاسباب لا علاقة لها بالتوزيع الطائفي والمذهبي.

جرت تشكيلات وتبديلات عسكرية جزئية تمهيداً لتشكيلات شاملة ستجري في مرحلة قريبة.

نفى دبلوماسي عربي بشدة ان يكون الأمين العام للجامعة العربية قد طرح في محادثاته أي اسم غير العماد ميشال سليمان.

المستقبل

تحدثت أوساط ديبلوماسية عن ان اركان المعارضة بدأوا يلمّحون امام موفدين الى وجود مرشح آخر لديهم لرئاسة الجمهورية.

عُلم ان روسيا الاتحادية تحاول استطلاع ما بلورته زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش للمنطقة في موضوع آفاق السلام قبل تحضيراتها لمؤتمر موسكو المنبثق من انابوليس.

لاحظت اوساط ديبلوماسية ان معظم السفراء اللبنانيين في الخارج يتلقون اسئلة من مسؤولين في الدول المعتمدين لديها حول ما اذا تم انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية ام لا.

اللواء

ظهر تباين بين دولة كبرى ودولة قريبة معنية بالشأن اللبناني على خلفية الموقف العملي من إنجاح المبادرة العربية·

سفير دولة أوروبية أبلغ قيادات في الأكثرية بأن لا علم له بطرح أسماء بديلة للرئيس التوافقي المدعوم دولياً وعربياً·

قررت المعارضة تكليف نائب جنوبي تسليم مذكرة باسمها الى المسؤولين في الجامعة العربية لرفعها للاجتماع الوزاري الأحد·

 

فتفت: المطالبة بحكومة محايــدة محاولة لإضاعة الوقت والمطلوب من العرب توضيح البند المتعلق بحكومة الوحدة

المركزية - لفت وزير الشباب والرياضة الدكتور احمد فتفت الى ان "المطلوب من اجتماع وزراء الخارجية العرب في 27 الجاري هو توضيح النقطة الثانية من المبادرة العربية والتي تخص حكومة الوحدة الوطنية". واعتبر ان "طرح المعارضة تشكيل حكومة حيادية محاولة لاضاعة الوقت وما علينا فعله هو التزام الاصول الدستورية التي لا مخرج من دونها".

وقال في حديث اذاعي: بالتأكيد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لا يزال يحاول انقاذ المبادرة العربية وأعتقد ان الاجتماع سيكرس المبادرة وسيحاول ان يعيد مساعي الامين العام والجامعة العربية ربما بتوضيحات تنسجم مع ما اعلنه الامين العام في الايام الاخيرة.

اضاف: اعتقد ان الجميع مؤمنون ان لا حل الا بالمبادرة العربية ولا اسم يمكن ان نتوافق عليه غير العماد ميشال سليمان على الاقل من جهة الغالبية.

وقال: على الجامعة العربية ان تعيد تأكيد ما تريده فعلا وبالتحديد ان توضح مقولة هل هذه المبادرة مبهمة ام واضحة؟ والسؤال هو الى اي مدى سيذهب الاجتماع العربي لتوضيح الموضوع في النقطة الثانية وهي نقطة الحكومة الوطنية. وأعتقد ان المخرج يكمن هنا.

وقال: المطلوب توضيح الانتخاب الفوري لرئيس الجمهورية في النقطة الاولى وربما سيجدون مخرجا في المناقشة للتطورات التي تلي انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية. إنما الجميع يعلمون أن النقطة الاولى هي الانتخاب الفوري لرئيس الجمهورية وأصبحت مقبولة لبنانيا ودوليا والسؤال هل سيحاول وزراء الخارجية العرب الاصرار على المبادرة كما هي ام يحاولون مثلا تجزئتها إنطلاقا من النقطة الاولى وسنرى نتيجة التداولات ونتيجة الموقف السوري.

وعما نقل عن الرئيس بري انه مستعد للقبول بقرار عربي يصدر بالاجماع والابتعاد عن موضوع التفسير، اوضح فتفت ان " هذا الكلام يحمل في مضمونه لغزا جديدا فالاجماع العربي يعني الموقف السوري وما يقوله الرئيس نبيه بري أنه ينتظر التفسير السوري الذي هو ربما على علم مسبق به. ان التفسير العربي كان عاما وجميع وزراء الخارجية العرب بلسان الامين العام أوضحوا ما يريدون ما عدا التأويل السوري في الآونة الاخيرة وبالتالي أعتقد ان الرئيس بري ينتظر ليرى ما هو الموقف السوري.

وعن اقتراح المعارضة حكومة محايدة تشرف على اجراء الانتخابات، قال: هذا يفترض بداية انتخاب رئيس جمهورية وفتح المجلس النيابي وايجاد حكومة واتفاق نهائي على قانون انتخابات جديد اما القول بحكومة محايدة بهذا الشكل فهذا يعني تجاوزا دستوريا كبيرا لانه يعني أنهم يطلبون رئيس حكومة محايدا أي لا يتمتع بالاكثرية النيابية، في حين المبادرة العربية واضحة تقول بحكومة وحدة وطنية وفق الاصول الدستورية أي باستشارات نيابية ملزمة. وحتى الآن نحن لم نسمع بهذا الاقتراح بشكل علني وسننتظر لنرى تفاصيل ما ستطرحه المعارضة.

اضاف: هذا الموضوع هو محاولة اضاعة للوقت مجددا حول مَن هو المحايد ومَن هو غير المحايد اذا علينا التزام الاصول الدستورية ولا مخرج الا بالتزامها.

وقال: نحن لدينا خطة واضحة وقلناها منذ اليوم الاول وهي انتخاب فوري للعماد ميشال سليمان وتفعيل المؤسسات الدستورية واحترام عملها وعندها نذهب الى حكومة وحدة وطنية وفق ما يرتضيه المجلس النيابي وقانون انتخابات وبعد ذلك انتخابات نيابية فليس لدينا مانع اما ان يُقال انهم يريدون تجاوز الدستور وتجاوز كل نتائج الانتخابات السابقة فما الذي سيؤكد لنا انهم سيحترمون نتائج الانتخابات النيابية بعد ذلك؟

ختم: المطلوب بكل صراحة تفعيل المؤسسات الدستورية واعادة فتح المجلس النيابي وترك اللعبة الديموقراطية تأخذ مجراها وعندها الكل يقبل بنتائج الانتخابات.

 

سلطانوف غادر الى عمان بعد لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين: روسيا ترغب في نجاح الجهود العربية وانتخاب رئيس للجمهورية

وطنية-25/1/2008(سياسة) غادر نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف, بيروت عند التاسعة من صباح اليوم متوجها الى عمان, بعد زيارة استمرت يومين اجرى خلالها محادثات مع المسؤولين اللبنانيين, تركزت حول المساعي الجارية لحلحلة الازمة اللبنانية. وكان في وداعه في المطار السفير الروسي في لبنان سيرغي بوكين وكبار الديبلوماسيين في السفارة. وقال سلطانوف ردا على سؤال عن ابرز النتائج التي حققتها محادثاته في بيروت: "استنتجنا ان على اللبنانيين ان يستمروا في دعم المبادرة العربية التي تعطي الفرصة الحقيقية لايجاد المخارج للازمة اللبنانية, وكما يبدو, فان كل الاطراف لا تزال متمسكه بهذه المبادرة, وروسيا كذلك ترغب في نجاح جهود الدول العربية والامين العام للجامعة عمرو موسى, ونعمل على ان تتواصل هذه الجهود وصولا الى تجاوز المحطات التي تمنع تنفيذ وتحقيق اهم الخطوات المطلوبة وهي انتخاب رئيس الجمهورية". سئل:"انتم اعلنتم في بيروت دعمكم للمبادرة العربية, ولكن بسبب الانقسام الحاصل في لبنان حول تفسير المبادرة العربية, كيف ترى روسيا انه يمكن ترجمة دعمها للمبادرة؟". اجاب: "نحن لا نحب ان نفسر , ونظن ان تعميق هذه التفسيرات لن يؤدي الى النتائج الايجابية".

 

النائب الخوري في لقاء حواري نظمته هيئة الرميل في "التيار الوطني" :

المبادرة العربية تم تحريف معانيها والمعارضة لن تقبل الا بالثلث الضامن

وطنية - 25/1/2008 (سياسة) نظمت هيئة الرميل في "التيار الوطني الحر" لقاء حواريا مع عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب كميل الخوري، في حضور عدد من الفعاليات ومنسقي وكوادر "التيار" ومناصريه.

بعد النشيد الوطني، القى المنسق الإعلامي في منطقة الرميل ايلي ميني كلمة ترحيبية، ثم القى عضو لجنة الإعلام في "التيار" بشارة خيرالله كلمة أشار فيها الى أهمية هذه اللقاءات في المناطق التي تجمع بين قيادات التيار ومناصريه والتي من شأنها أن تبدد الهواجس بعد مناقشة الامور السياسية وتبادل الأفكار".

وقال: "نحن كفريق ناشط في التيار الوطني الحر هدفنا الأساسي مواكبة التطورات السياسية والحزبية وترجمتها فعل نضال لنكون خير ممثلين لهذا التيار في مناطقنا لأننا مؤمنون بالقضية المحقة التي ينادي بها دولة الرئيس العماد ميشال عون والتي من أجلها ناضلنا طيلة السنوات الماضية في وجه الإحتلال السوري حين كان "حراس السيادة" الجدد يتناوبون على تقبيل الأيادي في البوريفاج وعنجر".

النائب الخوري

بدوره، إعتبر النائب الخوري أن "المبادرة العربية تم تحريف معانيها فهي لا تفسر إلا (10 - 10 - 10 ) أي لا تعطيل ولا ترجيح لفريق سياسي على آخر، أما وكما يحاول فريق السلطة قراءتها فسيكون الرئيس العتيد أسيرا لسياسات الأغلبية المستفردة في الحكم ولا يستطيع إتخاذ أي قرار دون التأييد الأكثري له"، مؤكدا أن المعارضة "لن تقبل بأي حل على الإطلاق إذا لم تعط الثلث الضامن".

وعن الرسالة التي كتبها الرئيس فؤاد السنيورة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قال: "مهما فعل الرئيس السنيورة وحلفاؤه وحتى لو وصلوا الى القمر يبقى عليهم التكلم مع الرابية حيث يوجد الحل الحقيقي للخروج من الأزمة وضمان حق المشاركة للجميع معارضة كانوا أم موالاة".

وعن مسألة التوطين إعتبر "بأنها أصبحت جدية ليس كما يحاول فريق السلطة تسميتها بالفزاعة لأنها أمر مطروح وقد تكلم عنه الرئيس الأميركي جورج بوش علنا أثناء زيارته الاخيرة الى منطقة الشرق الأوسط"، مشيرا الى أن "المعارضة ستقف سدا منيعا في وجه هذا المشروع الذي من شأنه أن ينتج خللا ديموغرافيا ويزيد من حالة البطالة والتدهور الإقتصادي".

 

عمال الكهرباء - أميون توقفوا عن العمل ساعتين احتجاجا على الاعتداء على زملائهم في سير الضنية

وطنية-25/1/2008(إقتصاد) إلتزمت نقابة عمال ومستخدمي كهرباء لبنان في الكورة- مركز أميون بالبيان الصادر عن المؤسسة والداعية الى وقف العمل لساعتين تضامنا مع عمال الكهرباء في منطقة سير الضنية وجوارها بعدما تعرضوا للاعتداء. وأوقف العمل في المركز المذكور لمدة ساعتين، من الثامنة حتى العاشرة صباحا، وذلك بهدف تحقيق المطالب المحقة للنقابة وأهمها تأمين الحماية للعمال، والادعاء الفوري على من قاموا بمثل هذه الأعمال، ووقف السرقة والسعي إلى رفع التعديات عن منشآت المؤسسة.

 

النائب الحريري استقبل النائب البريطاني نيومارك وكميل زياده

وطنية-25/1/2008(سياسة) استقبل رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري ظهر اليوم في قريطم عضو لجنة المتابعة في قوى 14 آذار النائب السابق كميل زياده وعرض معه التطورات. ثم التقى النائب الحريري عضو مجلس العموم البريطاني بروكس نيومارك الذي اكد "العمل على دعم اللبنانيين في مسيرة الاستقلال والسيادة وصولا الى وقف أي تدخلات اجنبية في الشؤون الداخلية اللبنانية"، مشيدا " برؤية النائب الحريري لمستقبل لبنان وهي رؤية تضع مصلحة لبنان و اللبنانيين اولا بعيدا عن أي مصالح شخصية ضيقة".

 

الرئيس بري التقى النائب قاسم هاشم وسفير مصر والامين القطري لل"البعث"

شكر: لا نزال نؤيد المبادرة العربية ونصر ان تكون وفقا لنص 10 - 10 - 10

وطنية - 25/1/2008 (سياسة) استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة، النائب قاسم هاشم والامين القطري لحزب البعث فايز شكر. بعد اللقاء قال شكر: "تشرفنا بلقاء دولة الرئيس نبيه بري وكانت مناسبة تم فهيا عرض اخر المستجدات السياسية على الساة اللبنانية وفي المنطقة عموما.

اننا نستنكر اشد الاستنكار هذا الحادث المؤلم الذي حصل نتيجة الانفجار في منطقة الشفروليه. ونحن نرى ان الهدف الاساسي والرئيسي لهذا الانفجار هو ضرب الاستقرار الامني في البلد وضرب المؤسسات الرسمية. وبتنا نلاحظ انه كلما لاح هناك في الافق اي بادرة لاي حل نفاجأ بتفجيرات تودي بحياة مواطنين وتؤدي الى ترويع وضرب الاستقرار الامني". اضاف: "بالنسبة للتظاهر والاضراب الذي حصل امس كان حصرا بالقطاعين النقل والمزارعين وكان التجاوب حسب الاحصاءات التي سمعناها بنسبة 90 بالمئة في الوقت الذي تم فيه تحييد بيروت كعاصمة عن هذا الاضراب وهذا نتيجة لجهد قام به دولة الرئيس بري وهو كعادته الساهر والحريص والامين على مصلحة هذا البلد ومصلحة اللبنانيين. وبالنسبة للمبادرة العربية نحن ننتظر ما ينتج عن اجتماع وزراء الخارجية العرب وطبعا نحن لا نزال نؤيد هذه المبادرة. ونحن نصر على ان تكون وفقا للنص الذي جاء على قاعدة "10-10-10" ولا يخضع لاي تفسير آخر يكون فيه غلبة لفريق على آخر. ونحن مع ان يكون لبنان هو الغالب، وبالتالي يكون فيه مصلحة لكل اللبنانيين. ونتمنى على وزراء الخارجية العرب ان يكون هناك تشجيع وقوة دفع من اجل تأمين اي حل ينقذ هذا البلد من المأزق الذي يتعرض له باستمرار".

وختم: "ما سمعناه بالامس على بعض شاشات من مقابلات مع احد السياسيين اللبنانيين بدعوته لمراجع للعودة الى لبنانيتهم، نقول له: عد انت الى لبنانتيك لان هؤلاء هم ام الصبي والحريصون دائما على مصلحة لبنان وشعبه ومؤسساته".

سفير مصر

واستقبل الرئيس بري بعد الظهر، سفير مصري في لبنان احمد البديوي وعرض معه للتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة.

جمعة

ثم استقبل المدير العام للمغتربين هيثم جمعة يرافقه السفير اللبناني في ابيدجان علي عجمي.

 

تلخيص سياسّي ليوم 24 كانون الثاني

أوّلاً – حول الإضراب

1-لا شكّ أنّ الإضراب يُعدّ فاشلاً من زاويتين:

a-  لا إستجابة شعبيّة للدعوة إلى الاضراب في مختلف المناطق.

b- وظهرَ جلياً انّ "النقابات" الداعية لا تملك شرعيّة نقابيّة وإجتماعيّة.

2- "سياسيّاً" كان البارز ما يأتي:

a-  لم تشهد "المناطق المسيحيّة" أيّ مظهر من مظاهر الإضراب.

b- بكلام آخر لم "يظهر" أيّ "إمتداد" لحزب الله داخل هذه المناطق.. وخارج إطاره المناطقيّ والطائفي.

c- وبوضوح لم يكن من حضور عونيّ أو للمردة.

3- ولعله من الضروريّ في هذا المجال "التنويه" بمواقف النائب ميشال المّر:

a-  "حسابات" ميشال المرّ في ما يعلن من مواقف ليست ما يهمّنا.

b- ما يهمّ هو انّه ليس فقط أعلن "تميّزه" عن عون و"المعارضة" بل هو أعلن "إنشقاقه" عنهما.

c- وفي سياق هذا "الإنشقاق" أعلن المرّ "طرد" عون من المتن، بقوله "المتن حضاريّ ولا يتظاهر"، أي أغلق في وجه عون.

d- وهذا بحدّ ذاته إشارة سياسيّة إلى الارباك العونيّ.

e- ويشارُ في هذا المجال إلى أنّ "التيار العونيّ" الذي كان أعلن عن مسيرة في جبيل أمس 23 في ذكرى مقتل أحد أعضائه في التاريخ نفسه من العام الماضي، لكنّه لم يتمكن من "إنجاز" مسيرة فاستعاض عنها بمؤتمر صحافيّ في مركزه في المنطقة.

4- الحقيقة، انّ ما تهدف اليه المقدّمات الآنفة هو الآتي:

a- إنّ هزيمة "حزب الله" و"المعارضة" أي هزيمة المشروع "تبدأ" في الإطار المسيحيّ.

b- أي انّها "تبدأ" عندما يصبح "حزب الله" بلا "فعاليّة" مسيحيّة تؤازره، أي عندما يصبح في الإطار السياسيّ العام "شيعيّاً بلا زوائد".

c- لذلك ينبغي التركيز على إسقاط "الحلقة العونيّة" نهائيّاً في الدائرة المسيحيّة.

d- أمّا كيف ذلك؟ فالجواب "العام" هو انّه لا بدّ من تضافر بين مسيحيي 14 آذار والبطريرك وقائد الجيش. أمّا ب"التحديد" فانّ المسألة تستحقّ نقاشاً مركزاً من "المعنيين".

ثانياً – حول الإجتماع العربيّ الأحد 27

1-طبعاً تواصل التصعيد السوريّ "المباشر" وتصعيد "المعارضة" ضدّ الأمين العام عمرو موسى و"التفسير".

2-واتهم وليد المعلم موسى بمخالفة المبادرة العربيّة بتأثير أميركيّ (!) ما يعني انّ النظام السوريّ ذاهب إلى الإجتماع تحت عنوان أن ليس ثمّة تفسير عربيّ موحّد. واتهم 14 آذار بالاستقواء بأميركا ب"دليل حملتها على السّيد حسن نصرالله وانخراطها في مخطط لتصفية المقاومة في مدى منظور" (!).

3-كلام المعلم يقدّم "نظريّة التصعيد" بل "التصعيد المفتوح" من جهة لكنّه يشيرُ إلى هلع "حزب الله" من "شيء ما" من جهة ثانية.

4-بيدَ انّ ما لفتَ إعداد هذا التلخيص، ما ورد اليوم في المؤتمر الصحافيّ للناطق الرسميّ باسم "الاليزيه" دافيد مارتينون. حرفياً سئل مارتينون عن معلومات تقول انّ "وزير خارجيّة قطر حمد بن جاسم قدّم للرئيس الفرنسيّ نيكولا ساركوزي أمس أسماء جديدة كمرشحين للرئاسة في لبنان". ف"إمتنع" مارتينون عن الإجابة مكتفياً بالقول انّ "اللقاء كان ثنائياً بين ساركوزي وبن جاسم".

5-ليسَ مستبعداً أن تدخل قطر على الخط من جديد:

a-عشيّة الإجتماع الوزاريّ العربيّ.

b- محاولة "تطيير" الموقف العربيّ بالقول انّ سوريّا مع الحلّ وهي "تقدّم" اقتراحات.

c- مسعى قطريّ لتمكين النظام السوريّ من كسب الوقت.

d- والخبث القطري – السوري في المعلومة – إن تأكوّت – انّ هناك محاولة لإعادة فتح "بازار رئاسيّ".

e- وعلى أيّ انّ المقترح القطريّ يعني إسقاط الرئيس التوافقيّ ميشال سليمان وإسقاط المبادرة العربيّة من أصلها.

ثالثاً – حول الضبّاط الأربعة

1-من الضروريّ لفت النظر إلى الحملة "المتعاظمة فجوراً" من جانب أطراف "المعارضة" ووكلاء الضبّاط دفاعاً عنهم والمطالبة بإطلاقهم وتحويل الأمر إلى "مسألة إنسانيّة" بادعاء تضامن "جمعيّات حقوق إنسان" معهم أو محاولة إسناد المطالبة إلى موقف من لجنة التحقيق الدوليّة.

2-لا بدّ من رفع الصوت عالياً من جانب 14 آذار في هذا الخصوص.

3-لا بدّ من إعادة الاعتبار لحقيقة انّ هؤلاء الضبّاط "مشتبهون" بموجب التحقيق الدوليّ وهم "مشتبهون" بجريمة إرهابيّة كبرى.

4-ولا بدّ من إبقاء العيون "مفتحة" حول هذه المسألة.

 

فرنسا رفضت الاقتراح وأكدت دعم المبادرة العربية وسليمان

سوريا عرضت عبر قطر انتخاب بويز لقاء التخلي عن الثلث المعطّل

روزانا بومنصف

كشفت مصادر ديبلوماسية اجنبية في بيروت ان قطر سعت مع فرنسا، لدى زيارة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم لسوريا والتي تزامنت وزيارة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى للعاصمة السورية، الى محاولة رأب الصدع بين دمشق وباريس على ان تضطلع قطر بدور الوسيط بينهما. وافادت ان فرنسا رفضت القيام بدور جديد وفتح اتصالات جديدة مع سوريا، مما حمل المسؤول القطري على التأكيد انه يمكن ان يؤدي دور الوساطة ونقل الرسائل بين الطرفين. وما حمله المسؤول القطري يتناول بديلاً من البند الاول من المبادرة العربية التي دعت الى انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان فوراً وسمته بالاسم، اذ اقترحت القيادة السورية، وفق ما نقل الى الفرنسيين، ثلاثة مرشحين مفضلين لديها هم العماد سليمان والوزير السابق فارس بويز الى جانب وزير سابق قيل انه قريب من عائلة الحريري. لكن العماد سليمان، وفقاً لما نسب الى السوريين، بات يواجه عوامل ضعف ثقة من المعارضة بشخصه، ويبقى الوزير السابق بويز. وقد اتصل بن جاسم بمستشار الرئيس الفرنسي كلود غيان لهذه الغاية ناقلاً اليه مضمون ما يمكن اعتباره محاولة سورية لاستقطاب اهتمام الفرنسيين، لكن رد الفعل الفرنسي لم يكن ايجابياً باعتبار ان فرنسا دعمت المبادرة العربية ولا تزال متمسكة بترشيح العماد سليمان.

وبحسب معلومات مصادر ديبلوماسية اخرى لفتها عدم ترشيح سوريا او تزكيتها العماد ميشال عون، بدلاً من العماد سليمان، فإن المحاولة السورية اذا اخذت بجدية في مسألة اقناع المعارضة بالوزير السابق بويز – باعتبار ان الاقتناع لا يزال راجحاً بعدم رغبة سوريا في حصول انتخابات رئاسية في لبنان – فإن المغزى من ذلك هو ان يكون الرئيس العتيد مديناً لسوريا بوصوله الى قصر بعبدا، ولها وحدها، فضلاً عن ان هذا التطوّر يترك الساحة الشعبية والسياسية مفتوحة كلياً امام العماد عون من اجل الاستمرار في معارضة شرسة نتيجة مآخذ يمكن ان يكون قد سجلها كثيرون على بويز لدى قيامه بمهمات وزير الخارجية في عهد حميه الرئيس الراحل الياس الهراوي مما يبقي الساحة مفتوحة امام العماد عون في الانتخابات النيابية المفترضة اجراؤها السنة المقبلة.

وبحسب المصادر نفسها، فإن السوريين الذين يعرفون العماد سليمان جيداً ويعلمون الثوابت التي يقف عليها، باتوا يتحفظون عنه لكونه يدخل باب قصر بعبدا من بوابة غير البوابة السورية، لا بل من بوابة لبنانية صرفة هي بوابة قوى الرابع عشر من آذار، باعتبار ان سليمان لم يكن مرة اميركياً ولا فرنسياً ولا غير ذلك، وفق ما تعرف دمشق جيداً. حتى ان واشنطن وباريس لم تكونا تحبذان وصوله الى الرئاسة، وتالياً لن يكون مديناً لدمشق في شيء. والامر الآخر الذي لا يقل اهمية هو رغبة دمشق في ابقاء رئيس جمهورية من دون قاعدة شعبية مع استمرار التحالف القائم بين العماد عون و"حزب الله" من اجل كسب الغالبية النيابية، وهذا ما لا يمكن تأمينه مع سليمان.

العماد سليمان، من جهته، كان مطلعاً على هذه المعلومات منذ السبت الماضي على ما تؤكد المعلومات الديبلوماسية. وفي موازاة ذلك تقول مصادر اخرى ان بن جاسم نقل افكاراً الى المسؤولين في الرئاسة الفرنسية والتقى وزير الخارجية برنار كوشنير، الا انها ليست افكاراً فرنسية في اي حال وهي تؤكد فعلاً وجود اقتراح سوري فحواه انه اذا وافقت الغالبية في لبنان على انتخاب بويز، فإن المعارضة تتخلى عن شرطها او مطالبتها بالثلث المعطّل في الحكومة.

الا ان الفرنسيين وفق المصادر نفسها، يصرون على ما اعلنوا في اي حال على انجاح المبادرة العربية ودعمها بكل بنودها، وهم ليسوا في وارد تقديم مبادرة جديدة ولا حتى التفكير في مبادرة بديلة من المبادرة العربية، ولا في التحضير لمبادرة من هذا النوع. وان ما يتم تداوله من تفسيرات وتكهنات في وسائل الاعلام اللبنانية عن نية فرنسا السعي الى توافق على مرشح آخر غير العماد سليمان ليس صحيحاً على الاطلاق، بل يبدو ان ثمة من يحاول التنصل من ترشيح قائد الجيش وتحميل هذا الموقف للفرنسيين.

وفي موازاة تشديد المصادر على عدم صحة وجود توجه لدى فرنسا الى اطلاق مبادرة اخرى، تكون نقيضاً للمبادرة العربية وخصوصاً ان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى لا يزال يتابع جهوده التوفيقية للتوصل الى حل للازمة، تؤكد المصادر ان كل ما يُطلق من تكهنات وما يوصف انه معلومات عن معاودة فرنسا اتصالاتها السياسية مع دمشق، ليس صحيحاً على الاطلاق، وتالياً ان الموقف الفرنسي يختصر بالآتي:

- ان فرنسا لا تزال تدعم انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً باعتباره المرشح التوافقي الذي قال جميع الافرقاء بأنه كذلك. واذا كان ثمة رفض او عودة من اي فريق عن اعتبار سليمان مرشحاً توافقياً، فعلى الفريق المعني ان يعلن ذلك صراحة والبحث مع الآخرين في التوصل الى مرشح توافقي آخر. ولكن حتى اشعار آخر يحظى انتخاب سليمان كمرشح توافقي بموافقة الجميع. وما لم يتوافق الافرقاء على مرشح آخر توافقي، فإن فرنسا ستستمر في دعم هذا الترشيح.

- تدعم فرنسا المبادرة العربية بقوة وبكل بنودها، وخصوصاً انها تشكل استكمالاً للمبادرة الفرنسية باستثناء بعض التفاصيل المتعلقة بالبند الثاني منها. كذلك تدعم جهود موسى وتأمل في التوصل الى دعم هذه المبادرة وتقويتها في اجتماع وزراء الخارجية العرب الاحد المقبل. وليست هناك مبادرة فرنسية قيد التحضير، ولا اوروبية كذلك، وليس ثمة اي تفكير بذلك.

- لا تزال فرنسا على موقفها الذي اعلنه الرئيس نيكولا ساركوزي خلال زيارته للقاهرة من تعليق للاتصالات السياسية مع دمشق في انتظار تجاوبها مع الالتزامات التي قطعتها لعدم عرقلة الانتخابات الرئاسية في لبنان. وليس من جديد على هذا الصعيد رغم كل المعلومات المغايرة.

 

جريمة التسبّب بالفراغ الرئاسي في لبنان!

منير البجاني (عميد ركن متقاعد)

لا أحد عاقلاً، داخل لبنان او في بلدان الانتشار والاغتراب، يقبل بأن يكون لبنان من دون رئيس للجمهورية بعد 23/11/2007. ولكن، ويا للاسف هذا ما حصل فعلاً، اذ سُجّل أنه في اليوم الاخير للاستحقاق الرئاسي، دخل الى قاعة مجلس النواب 68 نائباً، وهم نواب الموالاة أو الاكثرية، ولم يدخلها النواب الآخرون وعددهم 59، وهم من سمّوا نواب المعارضة، ومن بينهم نواب تكتل "التغيير والاصلاح" الذي يرأسه دولة الرئيس السابق والنائب الحالي العماد ميشال عون، وبذلك وضع مصير لبنان وشعبه في مهب الريح!! فحتى 23/11/2007، وهو آخر يوم من ولاية رئيس الجمهورية السابق العماد اميل لحود، كانت تجوز المناورات والتحالفات السياسية، اذ انه من الطبيعي التنافس والسعي للوصول الى السلطة، أكان ذلك بتآلف تكتل او تكتلات سياسية ام بتوقيع وثائق تفاهم وخطط عمل مستقبلية وسواها، بغض النظر عن الفخاخ التي غالبا ما تنصب في مثل هذه الحالة. ولكن ان يعطل نصاب الثلثين في جلسة 23/11/2007 الساعة 13:00، ونتيجة لذلك التعطيل يُدخل لبنان في الفراغ الرئاسي وفي الفوضى وفي المجهول، فهذا امر مستهجن فعلا، وبالتالي لا بد من طرح التساؤلات والخوف من صفقات على حساب هوية الوطن، بل اكثر، على حساب كيانه ووجوده؟ يقرأ، على ارض الواقع، ان الجزء الاكبر من نواب المعارضة الممول والمسلح (من خارج الحدود كما هو معروف ومعترف به ايضا) يعمل على الاستفادة من عناصر القوة التي يتمتع بها حاليا بغية تحقيق مآرب ومكاسب معينة على حساب الوفاق الوطني المكرس في الدستور. وعلى كل حال فإن لتحركه بعداً خارجياً ملتبساً وبعداً داخلياً طامحاً لا ينسجم بالمقابل، ما لا يفهم البتة هو ان يقبل بالتعطيل والفراغ وان يشارك فيه ويدعمه فريق "التغيير والاصلاح"، وهو الأدرى اكثر من سواه بأنه في جو الفراغ والفوضى تنمو روح التفرقة والبغضاء، كما انه يصبح من السهل للجماعات المسلحة تشكيل كيانات خاصة على حساب الدولة الأم وليس العكس. وفي هذه الحالة، ماذا سيكون، يا ترى، دور هذا الفريق؟ وبالتالي ما هو مصير من يمثله من الناس؟

هل يعي فريق "التغيير والاصلاح" أن فاتورة الفوضى والفراغ والفتنة يدفعها اللبنانيون، مقيمين ومغتربين، انما بنسب وابعاد وتداعيات سلبية مختلفة، وفي طليعتهم المسيحيون؟ الفوضى الامنية تؤدي الى تسارع الهجرة الداخلية مع فقدان تدريجي لملكية الارض. وتعاظم الهجرة نحو الخارج اضافة الى تردد وعرقلة رجوع من هم في الخارج لزيارة ذويهم ووطنهم او الاستثمار فيه.

هل يعي هذا الفريق أن التغيير المرتجى، من خلال احداث دموية او غير دموية في الشوارع والساحات، انما سيكون على حساب من يمثل في الدرجة الاولى؟ واصبح معلوما اليوم أن الاحاديث عن التغيير الدستوري المحتمل وعن ملحقاته السياسية والوظيفية الكثيرة يبحث علانية وهو يطاول وجود المسيحيين ودورهم في السياسة والادارة الداخلية للبنان، ويطاول ايضا رسالة لبنان التي يعرفها الجميع في الداخل وفي الساحة الدولية.

هل يعي هذا الفريق أن الحد الادنى من التضامن، ضمن  مرتكزات الارشاد الرسولي الاخير، هو المطلوب (وليس الشرود عن التضامن ايضا بغية تقوية الفاعلية السياسية والاجتماعية والحضارية للمسيحيين ضمانة لوجودهم ولمصيرهم ولدورهم التاريخي في هذا الوطن ورسالته الآن؟ وهل يعي هذا الفريق ايضاً أنه من خلال العمل بالتوافق وبالمنطق والشفافية مع جميع اللبنانيين، وليس مع فئة واحدة منهم يقوّي دور المسيحيين السياسي ويُعززه ويؤدي الى إبقاء لبنان على هويته وعلى دوره الحضاري؟ أفلا يُدرك هذا الفريق أن بعثرة الجهود واستعداء الآخرين يؤدي الى تصادم مذهبي متعدد الوجوه والاتجاهات داخل لبنان وفي جواره، وبالتالي يؤدي الى إضعاف ذاتي متزايد للمسيحيين وجوهر وجودهم؟

أما بعد 23/11/2007، فما يُضير تكتل "التغيير والاصلاح" أن يسهّل انتخاب العماد ميشال سليمان، قائد الجيش الحالي رئيساً للجمهورية، بعد أن توافق جميع الفرقاء السياسيين عليه، نتيجة لقيادته الحكيمة والفاعلة للجيش اللبناني في خضم جو سياسي ومذهبي واقتصادي بغيض، وفي خضم تطورات امنية متسارعة وخطيرة، أكان ذلك ضد العدو الاسرائيلي جنوباً، ام ضد الارهابيين شمالا، ام ضد كل العابثين بالامن على كل أرض الوطن؟

إن العمل السياسي المجدي للتغيير والاصلاح انما يحصل ويثمر من داخل المؤسسات الدستورية وليس خارجها. بذلك يصبح ممكناً جمع شمل اللبنانيين، وتطوير الممارسة الديموقراطية، وتأمين الازدهار الاقتصادي، وتثبيت وتحصين الامن والطمأنينة لجميع ابناء الوطن. إنني أدعو المثقفين والباحثين والمفكرين وسواهم، وهم كُثر في لبنان، الى التحرك وعدم السكوت، إذ لا يجوز ان نكون نحن، أو كما يريدوننا، شهوداً على ما يحصل من تدمير للذات بدون أن نرفع الصوت مدوّياً معترضين على هذا المسار التدميري الخطير. إن الاكثرية الصامتة المنشغلة بوضعها المعيشي الضاغط والحرج في حاجة الى من يُبرز الحقائق والاخطار، والى مَن يعمل بكل الوسائل على درئها، ومَن يا ترى أولى بذلك أكثر من هؤلاء النُخَب؟

آن الاوان لنقول "لا" و"كفى" للفريق المتهوّر الذي وضع لبنان في الفراغ الرئاسي الخطير، وفي جوّ التصادم والتفكك المحتمل. أفلا نرى بأم العين أن معاقل كثيرة تنمو وتتوسّع داخل أرض الوطن وعلى أطرافه؟ أفلا نرى أن الاعداء الخارجيين يستغلون حالة الفراغ والفوضى وربما الفتنة لاستباحة أرض لبنان وسمائه ومياهه؟ أفلا نرى أن الاستمرار بالتعطيل يغذي التباعد ضمن كل الطوائف والمذاهب وبينها، وان ذلك يؤدي حتماً الى نسف صيغة العيش الواحد في وطن واحد؟

وانني أخيراً أسجّل ان ما حصل بعد 23/11/2007 حتى تاريخه من رفض لكل الحلول والمبادرات، وكان آخرها المبادرة العربية العادلة والشاملة، هو الفصل الاساس في جريمة العصر التي ان استُكملت بفصول جديدة، لا أحد يمكنه التنبؤ كيف ستكون حالة الوطن وحالة شعبه آنذاك.

 

"لقاء الانتماء" يطالب مجلس الأمن بآليات تضع لبنان على سكة الحل

النهار/حمّل لقاء "الانتماء اللبناني" (السيد احمد الاسعد) النظام السوري وقوى 8 آذار الموالية له في لبنان المسؤولية الكاملة والمباشرة عن احباط "المبادرة العربية بعدما اصطدمت مهمة الامين العام للجامعة العربية بحائط التسويفات والشروط". وقال: "امام واقع سهولة احباط المبادرة الاخيرة، وذلك لخلوّها من آليات ضاغطة وملزمة، تحديداً على النظام السوري، واقتصارها على مبدأ التمني والتبليغ، يطالب "الانتماء اللبناني" مجلس وزراء الخارجية العرب الذي سيعقد في 27 من كانون الثاني الجاري بموقف حازم وجريء، اي بعدم الاكتفاء بتسمية المعرقلين فحسب، بل معاقبتهم من خلال قراءات واضحة وصارمة". وطالب "بعدم الاكتفاء بدعوة مجلس الامن فحسب انما حضه على استصدار قرارات جدية مع آليات حاسمة، لوضع لبنان على سكة الحل، وانتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت. وفي المقابل على مجلس جامعة الدول العربية تبني تلك القرارات الدولية الصارمة فوراً ومن دون لبس". ورأى "ان الدعم العربي للاحتضان الدولي يشكل مظلة تحمي الكيان اللبناني من الانهيار المحتم اذا بقيت الامور على ما هي. وهذا الاحتضان سيحفظ المجتمع اللبناني ويجعله في منأى عن التداعيات الاقتصادية الاخيرة التي تهز الاسواق العالمية. ومن شأن ذلك الحد من الانعكاسات الكارثية على الوضعين الاقتصادي والمالي في لبنان". وكرر "ان النظام في سوريا، ومعه المعارضات في لبنان، لا يريدون انتخابات رئاسية، ولا دولة بمؤسساتها، ولا حتى كياناً لبنانياً واحداً". فإن غايتهم الوحيدة هي وضع "اللادولة" القائم حسب مصلحة المحور الاقليمي واجندته". وندد "بالخضات الامنية المتنقلة، تارة بتوجيه مباشر، وطوراً بايحاء مشبوه". ونبّه الى ان "هذه الخضات تشكل في الحقيقة خطة مدروسة لتفريغ لبنان مما تبقّى فيه من مؤسسات دولية مختلفة. فالغاية هي تخويف هذه المؤسسات وجعلها تفقد ثقتها الكاملة بالاستقرار الامني، مما يرغمها على الرحيل من لبنان".

 

المعارضة تريد إقامة حكم مستبد في لبنان

تحذير أوروبي: خطط حلفاء دمشق تفجّر الاقتتال الداخلي

بقلم عبد الكريم أبو النصر

النهار/"المعارضة في لبنان تريد ان تفرض حكما غير ديموقراطي على لبنان، وهي تعطل بالتفاهم مع النظام السوري فرصة ذهبية لتحقيق المصالحة الوطنية من خلال انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، كما انها تدفع اللبنانيين الى الاقتتال الداخلي برفضها كل الحلول التوافقية وآخرها الحل العربي عبر وضعها مجموعة شروط تعجيزية وغير دستورية لاجراء انتخابات الرئاسة. واكد هذا المبعوث الاوروبي ان المعارضة تتجاوز الخطوط السياسية الحمر وتخرج عن دورها الشرعي وتنتهك قواعد العمل في النظام الديموقراطي برفضها الاعتراف بوجود غالبية نيابية وباتخاذها اجراءات معطلة عدة، كما انها تحرق الدستور وتضرب صيغة تقاسم السلطة المستندة الى اتفاق الطائف مهددة في ذلك السلم والوحدة الوطنية. والمعارضة ليست مستعدة فعلا لاقامة شراكة حقيقية متوازنة في السلطة مع الافرقاء الآخرين بل تبدو مصممة بقوة على الحاق الهزيمة بالغالبية، وهي تعتمد استراتيجيا الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله القائمة على الاملاءات وفرض المطالب على الاستقلاليين بوسائل قسرية وبالتهويل والتهديد والتلميح باستخدام القوة اذا لزم الامر. وشدد المبعوث على ان المعارضة تخطئ بتحويلها معركة انتخابات الرئاسة ازمة خطرة يمكنها ان تهدد النظام اللبناني ككل، كما انها تخطئ بربطها معركة الرئاسة بالمطالب والمصالح السورية".

هذا ما اورده مبعوث اوروبي اثر زيارته الاخيرة الى بيروت في تقرير داخلي مهم رفعه الى حكومته شدد فيه على انه "من الضروري الانفتاح على جميع الافرقاء والتحاور مع سائر القيادات اللبنانية لحل الازمة المعقدة، ولكن ليس ممكنا في الوقت نفسه المساواة بين الغالبية والمعارضة: فالغالبية تحترم قواعد الممارسة الديموقراطية وتتمسك بالدستور وتمتنع عن استخدام العنف والوسائل غير المشروعة، وتدعو الى انتخاب سليمان رئيساً توافقياً وفقا للاصول الدستورية ومن دون شروط مسبقة او قيود تقلص من صلاحياته ودوره. ولكن في المقابل فان المعارضة تعمل وتتحرك في اجواء من الاغتيالات السياسية وعمليات التفجير والتهديدات المختلفة للقوى الاستقلالية وتطلب صراحة انتهاك الدستور من خلال الاصرار على التفاهم المسبق وخصوصا على هوية رئيس الحكومة وعلى تشكيلة هذه الحكومة وعلى امتلاكها الثلث المعطل فيها وعلى عدد من التعيينات المهمة العسكرية والامنية كشرط لانتخاب رئيس الجمهورية".

واوضح هذا المبعوث: "ان المعارضة تتمتع كالغالبية بشرعية لبنانية، لكن الغالبية تتمسك بمواقفها الاساسية وترفض شروط المعارضة لانتخاب الرئيس الجديد لانها تريد مواصلة المسيرة الاستقلالية وحماية لبنان من الهيمنة السورية، اما المعارضة فتتشدد في مواقفها ومطالبها لانها تريد صراحة انهاء ثورة الارز الاستقلالية واعادة الروابط القوية بين لبنان وسوريا. وما يعزز شرعية الغالبية انها تلقى دعما من الشرعية الدولية الممثلة بمجلس الامن والدول الكبرى والمجتمع الدولي عموماً ومن الشرعية العربية الممثلة بالمجموعة العربية التي تساند كلها، باستثناء سوريا، هذه الغالبية وحكومة فؤاد السنيورة. أما المعارضة فتلقى دعما من سوريا وايران فقط".

حقائق خطة المعارضة

وركز المبعوث الاوروبي في تقريره على النقاط الاساسية الآتية التي يرى انها تشكل مضمون خطة المعارضة في التعاطي مع الغالبية ومع الازمة الحادة المعقدة في البلد:

أولاً، تتمسك المعارضة بتفسيرها الخاص للدستور الذي يلائمها حيث تؤكد ان حكومة السنيورة غير دستورية وغير شرعية، وتريد فرض هذا التفسير على الغالبية وتطالب بالتالي بالتراجع عن الكثير من قرارات هذه الحكومة المتخذة منذ انسحاب الوزراء الشيعة الخمسة منها في تشرين الثاني 2006، وبين هذه القرارات تلك المتعلقة بالمحكمة الدولية وبقضايا مهمة اخرى. وترفض المعارضة الاحتكام الى نص الدستور الذي يظهر بوضوح ان حكومة السنيورة دستورية وشرعية ولذلك يتعامل معها العالم بأسره باستثناء سوريا، كما ترفض المعارضة الاحتكام الى مجلس النواب كهيئة عامة لتفسير الدستور وتبدو غير مهتمة بالاعتراف الدولي والعربي الواسع بشرعية الحكومة.

ثانياً، تطلب المعارضة فعليا من الغالبية انتهاك الدستور وخرقه وتجاوز صيغة اتفاق الطائف من خلال التمسك بشروط ليست واردة في الدستور لتأمين انتخاب سليمان رئيسا للجمهورية. وانتهاك الدستور بهذه البساطة والسهولة أمر خطر ويفتح الباب امام كل التجاوزات الدستورية لاحقا، مما يعني ان المعارضة تريد التمهيد لوضع صيغة جديدة لتقاسم السلطة بين الافرقاء اللبنانيين مختلفة عن الصيغة الحالية وغير واضحة المعالم والمضمون. وهذه مجازفة حقيقية.

ثالثاً، الشروط غير الدستورية بل التعجيزية التي تضعها المعارضة لانتخاب رئيس الجمهورية ليس لها سابق في تاريخ لبنان المستقل، وقد تولى العماد ميشال عون زعيم "التيار الوطني الحر" باسم المعارضة مهمة طرح هذه الشروط والدفاع عنها وهو ما لم يفعله أي زعيم مسيحي من قبل وهو ما من شأنه اضعاف موقع الرئاسة وتقليص صلاحيات رئيس الجمهورية بأيد مسيحية.

رابعاً، تتصرف المعارضة على أساس أنها ليست مهتمة باطالة أمد الفراغ في موقع الرئاسة لأشهر، وهي تلتقي في ذلك مع الاستخفاف السوري المعلن بانتخابات الرئاسة. وهذا الموقف ينتقص من أهمية رئاسة الجمهورية ويساعد على تهميش المسيحيين وتقليص دورهم في الحياة السياسية في هذا البلد.

خامساً، تبدو المعارضة غير مهتمة بمواقف العماد ميشال سليمان المرشح الجدي للرئاسة وقيادة الجيش والكنيسة المارونية والبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والغالبية من النواب، وهي كلها رافضة لأي شروط مسبقة يتم وضعها لانتخاب الرئيس الجديد. كما تبدو المعارضة غير مكترثة وغير مبالية بمعاناة اللبنانيين وبالظروف البالغة القسوة التي يواجهونها وهم الذين يريدون وبغالبيتهم العظمى عودة الحياة الطبيعية الى البلد بدءاً بانتخاب رئيس جديد له. وهذه اللامبالاة هي التي تجعل المعارضة تطالب بمعاقبة الحكومة لانها تقوم بتسيير أمور الدولة وشؤون الناس وفقا لما ينص عليه الدستور.

سادساً، تحاول المعارضة تأمين تغطية سياسية وشعبية لمواقفها هذه عبر شنها حملة بالغة القسوة والحدة ضد الغالبية وحكومة السنيورة، وهي حملة حافلة بالتناقضات والاتهامات الجارحة غير الصحيحة، مما يظهر ان المعارضين، وهم حلفاء دمشق، يريدون "سحق" خصومهم السياسيين وليس تحقيق أي نوع من المشاركة المتوازنة العادلة في السلطة معهم، مما يهدد الوضع اللبناني بأكمله.

سابعاً، المعاضة ليست لديها، على ما يبدو، الرغبة في اقناع اللبنانيين بمواقفها وتوجهاتها بل لديها التصميم على "ترهيب" خصومها السياسيين ودفعهم الى الاستسلام لها، اذ ان المعارضة تتعاطى مع الغالبية بطريقة استبدادية فيها الكثير من الغطرسة والاستعلاء وهو ما يثير قلقا مشروعا لدى فئات واسعة من اللبنانيين. فهذا الاسلوب يعني انه في حال فوز المعارضة بغالبية المقاعد النيابية في الانتخابات المقبلة فانها ستحكم لبنان بطريقة غير ديموقراطية ومن دون احترام الدستور فعليا وستحاول ارغام اللبنانيين بوسائل غير شرعية على تقبل مطالبها وبرنامجها السياسي والعودة بالتالي الى زمان الخضوع للهيمنة السورية.

ثامناً: شروط المعارضة لانتخاب ميشال سليمان رئيساً للجمهورية غير قابلة للتطبيق لانها مرفوضة من الغالبية ومن سائر الدول المعنية بمصير لبنان ولانها غير دستورية. وهناك تفسير واحد مقنع لطرح هذه الشروط هو ان المعارضة تريد التشدد في مطالبها وتعقيد الازمة من اجل دفع الدول المعنية الى التفاوض مع نظام الرئيس بشار الاسد والتوصل معه الى تفاهمات تحقق له مكاسب سياسية في الساحة اللبنانية وتكون على حساب استقلال هذا البلد وعلى حساب مصالح ابنائه الحيوية وعلى حساب المحكمة الدولية.

وقد شدد المبعوث الاوروبي في هذا المجال على ان سائر الدول المعنية بمصير لبنان ترفض الرضوخ لشروط حلفاء دمشق وضعوطها وهي لن تعقد مع نظام الاسد الصفقة التي يريدها، لان ذلك سيشكل خطرا حقيقيا على لبنان المستقل وعلى وحدته الوطنية لان اللبنانيين بغالبيتهم الواسعة يرفضون الخضوع مجددا للهيمنة السورية.

دور ميشال عون

وتوقف المبعوث الاوروبي في تقريره عند دور العماد ميشال عون، فقال: "ان حزب الله والسوريين يعتمدون على عون ليس فقط لاضعاف الغالبية ولتقليص دور ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، وربما لدفعه الى التخلي عن السعي الى هذا المنصب، بل انهم يعتمدون على زعيم "التيار الوطني الحر" لاضعاف المسيحيين عموما واظهار انه يمكن المساومة على الموقع المسيحي الابرز والاهم وهو رئاسة الجمهورية وتعطيل انتخاب الرئيس لفترة طويلة وذلك بتغطية مسيحية". واكد المبعوث الاوروبي ان سياسات عون ومواقفه تضعف قدرته على التأثير في مجرى الاحداث وتضعف معه الدور المسيحي في لبنان، وتوقف في تقريره عند الامور الاساسية الآتية:

أولاً، ان عون يعتمد على "حزب الله" وحلفاء دمشق لمحاولة تحقيق هدف رئيسي معلن له هو تعزيز نفوذ المسيحيين في البلد، لكن المشكلة ان ما يهم "حزب الله" هو تعزيز نفوذ الشيعة وتقويته على حساب المسيحيين، وما يهم القيادة السورية هو اضعاف جميع الافرقاء اللبنانيين لتسهيل فرض هيمنتها على هذا البلد.

ثانياً، عون يركز على انه الاكثر قدرة على تعزيز الوحدة الوطنية لكنه في الواقع يقوم بتحريض "مسيحيي ومسلمي" المعارضة على "مسيحيي ومسلمي" الغالبية.

ثالثاً، يشدد عون باستمرار على ضرورة تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية على اساس ان اتفاق الطائف قلصها. لكن هذا المطلب مرفوض من "حزب الله" وحركة "امل"، كما ان الشروط التي يضعها عون لانتخاب سليمان كرئيس جديد تؤدي الى تقليص دور رئيس الجمهورية وصلاحياته بحيث تحوله اسيرا لاتفاق مسبق تم التوصل اليه بين الغالبية والمعارضة في افضل الاحوال.

رابعاً، يبدو واضحا من مواقف عون وتصريحاته العلنية ان الجنرال لم يعد يعطي الاولوية لدعم المسيرة الاستقلالية وكأن الاستقلال ليس مهددا جديا من النظام السوري وحلفائه، بل انه يعطي الاولوية لاضعاف القوى الاستقلالية التي يمثلها فريق 14 آذار كما تمثلها حكومة السنيورة، ولتأمين تغطية سياسية واعلامية لما يقوم به "حزب الله" وحلفاء سوريا في البلد.

وذكر المبعوث الاوروبي في تقريره ان عوامل عدة تساهم في اضعاف نفوذ ميشال عون وشعبيته في صفوف المسيحيين ابرزها تحالفه مع "حزب الله" والقوى المرتبطة بالنظام السوري، اذ ان المسيحيين استقلاليون بشكل عام ورافضون للهيمنة السورية، وابرزها ايضا وقوف قيادة الجيش والكنيسة المارونية بوضوح ضد شروط الجنرال لتأمين انتخاب سليمان رئيسا للجمهورية، ورغبة المسيحيين عموما في ان تتسلم الرئاسة شخصية قوية وهي صفة يتمتع بها قائد الجيش، ووجود تململ واضح وقوي لدى الرأي العام المسيحي من تعطيل انتخابات الرئاسة. وهذه العوامل كلها تؤثر سلبا على ميشال عون وشعبيته في صفوف المسيحيين، اذ تبدلت صورة الجنرال كثيرا منذ فوزه في الانتخابات التشريعية عام 2005 على اساس انه "رجل الاستقلال الرافض الوصاية السورية وسلاح حزب الله".

وخلص المبعوث الاوروبي في تقريره الى القول: "ليس ممكنا التوصل الى تفاهم حقيقي وجدّي، والى شراكة متوازنة في السلطة بين الافرقاء اللبنانيين، ما دامت المعارضة تعمل على تنفيذ خطتها الحالية الهادفة الى محاولة اخضاع القوى الاستقلالية لمطالبها ولما يريده النظام السوري".

 

النفوس المريضة التي هاجمت البطريرك ستنهار"

جنبلاط يدعو الوزراء العرب لتحمّل مسؤولية بقاء لبنان:لا نثق بنصرالله وسليمان يدفع نتيجة نجاحه في البارد

المستقبل - الجمعة 25 كانون الثاني 2008 -

دعا رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم المرتقب بعد غد الاحد في القاهرة إلى "تحمل مسؤولية بقاء لبنان أو زواله"، مؤكدا أنه "ليس من مصلحة العرب زوال لبنان".

ولفت الى أن الجيش وقائده العماد ميشال سليمان "نجحا في معركة البارد، واليوم يبدو ان العماد سليمان يدفع ثمن نجاحه".

ورأى أن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون "يسير عكس السير"، مؤكداً أن "لا عقل سليما يقبل التهجم على البطريرك (الماروني الكاردينال نصرالله) صفير وهذه النفوس المريضة التي هاجمته ستنهار".

ووصف الاضراب الذي نفذته بعض نقابات النقل العام أمس بـ"الفاشل"، متوقعاً حصول المزيد من الإغتيالات والإضرابات لمنع قيام المحكمة الدولية "التي لا تريد سوريا سماع اسمها"، كما توقع العودة الى حلقة خطف الرهائن الاجانب "لان النظام السوري سيفعل كل شيء للعودة الى لبنان".

واعرب عن عدم خشيته من السلاح، مشيراً الى انهم "يستطيعون ان يملكوه بكميات كبيرة ونحن هنا". واستبعد حصول حرب أهلية، لكنه في المقابل أبدى تخوفه من "أن يكون حزب الله يعد لحرب جديدة شبيهة بحرب تموز 2006". وأعلن أنه "لا يثق" بالأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله "لكننا نحترم انجازاته السابقة". .

وقال في حديث الى برنامج "بصراحة" عبر محطة "العربية" أمس: "اما ان يبقى لبنان ويكون حيثية سياسية من خلال انتخاب رئيس وفتح المجلس ووقف محاولة تحطيم المرجعيات، ويبقى بلدا حيا متنوعا تصب فيه الاستثمارات، وتبقى القوات الدولية التي تخلق حركة اقتصادية لا بأس بها كما في الجنوب، وإما نبقى في دوامة الفراغ التي يريدها الحلف الايراني ـ السوري، الذي يسعى إلى الحاق لبنان وجعله مقاطعة سورية ـ ايرانية".

واعتبر أن الاضراب الذي نفذته بعض اتحادات النقل العام "فاشل، وقد يكون مقدمة لتعطيل المحكمة"، مشيراً الى "أن الاغتيالات السياسية واقفال المجلس فشلا في تعطيل المحكمة".

وأوضح "أن النظام السوري وحلفاءه هم في المبدأ لا يريدون سماع كلمة محكمة، حتى لو طالت المحكمة رقيباً اول في الجمارك السورية، وعلينا ان ننتظر مزيداً من الاغتيالات او الاعتصامات والاضرابات لمنع قيام المحكمة".

ولفت الى أن الجيش وقائده العماد ميشال سليمان "نجحا في معركة "البارد"، واليوم يبدو ان سليمان يدفع ثمن نجاحه".

وأوضح أن قوى 14 آذار "اختارت العماد سليمان للرئاسة من اجل الاستقرار والحفاظ على الجيش"، مؤكداً أنها "رفضت اختيار رئيس بالنصف زائداً واحداً منعاً للتوتر".

وأشار الى أنه "ما من احد قال ان العماد سليمان كان مرشح 8 آذار وهو لم يكن ذلك"، مشدداً على الإستمرار بترشيحه. وأعلن "أننا مع التسوية على اساس انتخاب العماد سليمان بالإجماع، ولن نقبل بترشيحات اخرى من دوائر اجنبية وعربية وسمعنا بها في الساعات الماضية"، لافتا الى أن قوى 14 آذار "لم تتفق بعد على انتخاب العماد سليمان بالنصف +1".

وقال: "مسؤولية وزراء الخارجية العرب، إلا واحداً منهم، هي أن يكون لبنان أو يزول. واذا كان (الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو) موسى لا يريد ان يدين سوريا، فلنتحدث عن الجوهر، هل لبنان على طريق الزوال عبر ما تمارسه المعارضة وسوريا؟ وهل زوال لبنان من مصلحة العرب؟ لا اعتقد".

وأكد "أن المبادرة العربية لا تفسير لها، وهي تقضي بانتخاب العماد سليمان وإقامة حكومة وإقرار قانون انتخاب".

ودعا الى "معالجة سلاح "حزب الله" على اساس ان يكون مصير هذا السلاح في الوقت المناسب في يد الجيش"، رافضاً "أن يكون هناك دولة في الضاحية تدخل اليها الدولة اللبنانية بالتراضي".

وأكد أنه "عندما يقبل المرء التسوية يقبل بها لكنه لا يعمل على إلغاء ذاته"، مشيراً الى أنه "اذا اراد الفريق الآخر ان يستمر الفراغ وان يحطم المرجعيات والاقتصاد وان يصل الى تحطيم الجيش فهذا الامر عبثي ومجنون والمعارضة لا تملك قرارها فهو في دمشق".

وأعلن "أننا لا نخاف السلاح ويستطيعون ان يملكوه بكميات كبيرة ونحن هنا". وقال: "إما ان تعود الجزمة السورية لتحكم البلد او نحن هنا، ونقول كلا وان ارادت الدبابات السورية ان تدخل فستدخل على اجسادنا".

ورأى أن اغتيال مدير العمليات في الجيش اللبناني اللواء الشهيد فرانسوا الحاج "رسالة ارهاب للجيش".

ورفض الدخول بـ"سجال مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري"، معتبراً انه "سيعود الى لبنانيته ويخرج من الطوق المفروض عليه".

وأوضح أن الحكومة "لن تقبل استقالة الوزراء الشيعة، لأنها إذا فعلت فسيفسر ذلك على انها مقاطعة".

ولفت الى "أن الناس تعبت من جو التحريض والتخوين"، مؤكداً أنه "لا خوف على الجيش على الرغم من كل محاولات التشكيك".

وتساءل: "أليس من الاشرف والافضل للسيد نصرالله ان يعطي أشلاء الجنود الاسرائيليين للدولة لتفاوض عليها الامم المتحدة؟ وهل حديثه عن الاشلاء إعداد لحرب جديدة؟"، معرباً عن "خشيته من اعداد حسن نصرالله لحرب جديدة مثل حرب تموز 2006".

وأشار الى "أن السوريين والايرانيين يعتمدون الورقة الفلسطينية للتفاوض وأنبه حماس من هذا الامر. ففي المخيلة السورية ليس هناك شيء اسمه فلسطين ويعتبرون فلسطين جنوب سوريا".

ووصف الوثيقة التي تحدث عنها رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون عن التوطين "سخيفة ووهمية"، لافتاً الى أنها "كانت تهدف لوقف الحوار مع (رئيس كتلة المستقبل النيابية) سعد الحريري".

وشدد على "ضرورة احترام اللاجئ الفلسطيني وحقوقه المدنية الى حين عودته لفلسطين".

وتوقع "العودة الى حلقة خطف الرهائن الاجانب، لان النظام السوري سيفعل كل شيء للعودة الى لبنان".

ورأى أنه "لا مفر من العودة الى مسلمات الحوار، وعندما نعود اليها يكون حسن نصرالله قد انضم للمجموعة اللبنانية"، متسائلاً: "لماذا عسكرة نصرالله للشيعة اللبنانيين؟".

ودعا الى "الحوار مع نصرالله حول انضمام ميليشيا "حزب الله" الى الدولة بطريقة مرنة".

واعتبر أن "لا مشروع أميركيا في المنطقة"، مشيراً الى "أن الأميركي حليفنا عندما أخرج السوري من لبنان، لكننا تعارضنا عندما قلنا ان سلاح "حزب الله" لا يعالج الا بالحوار وفق الطائف". ورأى "أن الادارة الأميركية ترفض المقايضة على لبنان مع سوريا"

وأشار الى "أننا كنا في البازار السوري وأصبحنا في البازار الايراني واليوم لا نريد البازار التركي"، مؤكداً "أن حيثية لبنان المستقل ليست موجودة عند سوريا واسرائيل".

وأكد أن "السلاح يتوزع في كل مكان، وحتى الآن لم ينفع شيء، والجيش اللبناني حمى لبنان من الفتن والمرتزقة، وهو سيحمينا ونحميه".

وإذ دعا الى "نسيان الماضي وعقد صفقة حول الوجود اللبناني"، شدد على "أننا لن نتنازل عن وجودنا أياً كان الثمن".

وأشار الى "أن يوم 14 شباط ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري "سيكون ذكرى تخليد كل الشهداء اللبنانيين، ولولاها لما كان المجتمع الدولي ساعدنا على تحرير لبنان من سوريا". وإذ دعا نصرالله الى "الانضمام الى القافلة اللبنانية والتخلي عن فارسيته وسوريته"، أعلن "ألا ثقة لدينا بالسيد نصرالله لكننا نحترم انجازاته السابقة". واستبعد وقوع حرب أهلية في لبنان"، مجدداً الدعوة الى "انتخاب رئيس يجري الحوار". ورأى أن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون "يسير عكس السير"، مؤكداً أن "لا عقل سليما يقبل التهجم على البطريرك (الماروني الكاردينال نصرالله) صفير وهذه النفوس المريضة التي هاجمته ستنهار".

استقبالات

واستقبل النائب جنبلاط في دارته في كليمنصو أمس، سفراء: الكويت عبد العال القناعي، الجزائر ابراهيم حاصي بن عودة والعراق جواد الحائري، والقائمين بأعمال سفارة تونس محمد بن مسعود وسفارة دولة الامارات العربية المتحدة احمد محمد المزروعي.

ثم التقى السفير المصري أحمد البديوي.وقدم الى ضيوفه شرحا لما آلت اليه الاوضاع في لبنان وكذلك نتائج المبادرة العربية والاجتماع المرتقب لمجلس الوزراء العرب الذي سينعقد في القاهرة بعد غد الاحد، ورؤيته لكيفية الخروج من الازمة الراهنة.

 

بين "نفاق" الأقوال وحقيقة الأعمال هل ما زال ميشال سليمان مرشحاً توافقياً؟

المستقبل - الجمعة 25 كانون الثاني 2008 - فادي شامية

ليس سراً أن "المعارضة" كانت قد طرحت اسم العماد ميشال سليمان في التداول، في الوقت الذي كانت "14 آذار" ترفض تعديل الدستور، خصوصاً لصالح عسكري. في هذا الوقت كان عون يزايد على الأكثرية في "شرف البدلة العسكرية"، وكان "حزب الله" ينثر أروع الأدب في وصف مناقبية سليمان، لكن "المعارضة" لم تكن لتظن لحظة أن "14 آذار" سترشح سليمان للرئاسة. من هنا جاءت المفاجأة، وقد بدت آثارها واضحة. صمت مسؤولو "حزب الله"، واعتبر عون الأمر مجرد مناورة تستهدف وحدة "المعارضة" وإحراجها في علاقتها "المميزة" مع المؤسسة العسكرية. اجتمعت "14 آذار" وأعلنت رسمياً ترشيحها العماد سليمان رئيساً توافقياً للجمهورية. حلت لحظة الحقيقة، فظهر مصطلح "السلة المتكاملة للحل"، الذي لم يكن موجوداً أصلاً عندما وضع البطريرك صفير، وبنصيحة فرنسية، لائحة مرشحيه الشهيرة، ولم يطرح من "المعارضة" عند رفضها كل المرشحين "التوافقيين" عدا العماد عون، حتى عندما روجت أنها تتبنى ميشال إده رئيساً توافقياً، لكنها طالبت بالثلث وبسلة متكاملة من الشروط "التعجيزية" لدى ترشيح سليمان، الذي هو مرشحها في الأساس!، ما يعني أن طرح اسمه سابقاً لم يكن إلا مناورة، وأن مرشح "حزب الله" الحقيقي هو الفراغ، فيما مرشح العماد عون الحقيقي هو العماد عون نفسه ولا أحد سواه.

بماذا طالبت "8 آذار" العماد سليمان

خلافاً لكل المديح الذي كالته "المعارضة" في السابق للعماد ميشال سليمان، فإنها لم تترجم ذلك أفعالاً، بل قامت بعكسه. الوزير السابق سليمان فرنجية قال: "العماد عون مشي بميشال سليمان، لكن رد الأخير لم يكن لائقاً!"، مصادر قريبة من "المعارضة" توضح: "كان المطلوب من سليمان أن يزور العماد عون وأن يعطيه التزامات محددة، لكنه رفض". تسريبات تقول: "عندما سئل سليمان عن رأيه بتوزير الياس المر، أكد على أنه يكنّ احتراماً كبيراً للرجل، ولا يرى مانعاً من تقلّده وزارة الداخلية، لاسيما أنه لا ينتمي إلى فريق 14 آذار، عندها أبلغته المعارضة بالفيتو على ذلك". معلومات محايدة تؤكد أن "المعارضة حاولت استدراج سليمان إلى نقاشات سياسية حول رؤيته للمرحلة المقبلة فبدا متحفظاً ورفض أن يضمن لها أي شيء، لكنه طالبها في المقابل بالثقة به".

مجموع ما تفيده التصريحات والتسريبات والمصادر يشير بوضوح إلى أن "المعارضة" لا تثق بميشال سليمان، لدرجة أنها لم تقبل أن تقايض وزيراً واحداً بثقتها به، بل أكثر من ذلك، فقد حاول العماد عون أن يساوم العماد سليمان على قبوله رئيساً "لدورة كاملة"، من خلال طلب التزامات محددة منه، بمعنى آخر أراد عون ضمناً أن يكون هو الرئيس الفعلي، فيما سليمان هو "الرئيس التنفيذي"، وإلا ما معنى اشتراط الاتفاق على كل شيء، بما في ذلك الحكومة، رئيساً، وحصصاً، ووزراء، وحقائب، والتعيينات في المواقع الحساسة، بما فيها العسكرية والأمنية، كما سياسة الدولة! قبل الانتخاب؟! وعلى حد قول البطريرك صفير، لماذا انتخاب الرئيس في هذه الحالة؟!.

بطبيعة الحال، فإن سليمان بات في موقع يسمح له باختبار صدق الكلام المعسول الذي قيل في السابق بحقه. لا شك أنه اكتشف الآن "النفاق السياسي" السابق، بحيث يكاد يجمع زواره على أنه يشعر بخيبة أمل كبيرة من عدم الثقة به ومن محاولة تكبيله، مكرراً لزواره أنه غير قادر على إعطاء ضمانات لأحد، فهو عندما يفعل يفقد صفته كمرشح توافقي. كل ما يستطيع أن يقوله سليمان: "إذا رشحتموني ثقوا بي واتركوني أعمل".

ماذا قدمت "14 آذار" لسليمان

على عكس فريق "8 آذار"، فقد محضت "14 آذار" العماد سليمان ثقتها ممهورة بسلسلة من الأفعال. جمعت أمرها على ترشيحه، بلا قيد أو شرط، وأقنعت المعترضين ـ لأسباب مبدئية ـ بصوابية هذا الترشيح. عندما ظهرت العراقيل إياها لم تتخل عن خيار انتخاب سليمان بالتوافق، رغم حض الرئيس جورج بوش لها على انتخاب رئيس بالنصف +1. سوّقت ترشيحه عربياً ودولياً، حتى تبناه وزراء الخارجية العرب ببيانهم الذي وصفه الرئيس نبيه بري بـ"التاريخي". منحته قوة فعلية تفوق قوته الدستورية من خلال إعطائه "الصوت الوازن" في الحكومة، أي أنها جعلت أكثريتها أمانة بين يديه يتصرف في التصويت بها في مجلس الوزراء على النحو الذي يراه يحقق المصلحة العامة.

في المقابل لم تقدم "8 آذار" للعماد سليمان أي شيء، غير محاولة إيغار صدره على الأكثرية، من خلال تذكيره ببيان من هنا وموقف من هناك عقب يوم الثلاثاء الأسود، وخلال معارك نهر البارد، لكنها بـ"الأفعال" عاقت عمله كقائد للجيش، كما تعوق حالياً انتخابه كرئيس للجمهورية. ثمة محطتان استراتيجيتان في هذا المجال: رفض انتشار الجيش في الجنوب سنوات عدة الى حين حرب تموز، ووضع الخط الأحمر على دخول الجيش إلى مخيم نهر البارد. ودون هاتين المحطتين الكثير من الأفعال التي لا تخدم الجيش، كوصف الأمين العام لـ"حزب الله" السلاح الخفيف الذي صادره الجيش في بيروت بأنه "سلاح مغصوب"!، وتكذيب بياناته التي رفضت اتهامات "حزب الله" أثناء حزب تموز، وإثارة أجواء مكذوبة عن سعي لتغيير عقيدته، وبث أكاذيب حول تحرك ضباطه ضد الحكومة، وغيرها كثير.

في المقابل قدمت هذه الحكومة المدعومة من "14 آذار" كل ما تستطيع لدعم الجيش تسليحاً، وتطويعاً، ودعماً مادياً ومعنوياً، كما أمّنت الغطاء لإرساله إلى الجنوب، ولانتصاره على "فتح ـ الإسلام".

قراءة الأفعال لا الأقوال تشير إلى أن العماد ميشال سليمان لم يكن خياراً توافقياً في الحقيقة، لأن المعارضة كانت تناور بطرحه، وها هو الوزير السابق سليمان فرنجية يعلن اليوم بصراحة أنه لا يثق بسليمان لأنه ليس من المعارضة، ولم يلتزم "الثلث الضامن"، ومصادر المعارضة تتحدث عن "أزمة ثقة بينه وبين حزب الله، وأنه بدأ يفقد صفته التوافقية، وأن ثمة ملاحظات بدأت ترسم حول تطور علاقاته بالأميركيين"، ولأن "المعارضة" تورطت في دعمه بالأقوال، فثمة من يتخوف من جر سليمان إلى مواجهة في الشارع، بما يتيح لهذه "المعارضة" أن تتملص من دعمها السابق له، خصوصاً أنه كسر بالدم الخط الأحمر الذي رسمه السيد نصر الله حول مخيم نهر البارد، وأعلن موقفاً تاريخياً باعتباره أن السلاح في الداخل خيانة وأن الأمن حق لكل المواطنين. غير بعيد من ذلك ثمة معلومات حالياً عن تحضيرات جدية لتحركات قريبة للمعارضة، بالتزامن مع إشارات تحذيرية للجيش وقوى الأمن الداخلي بضرورة الحياد، أي ترك الشارع للمعترضين، تحت طائلة الانقسام، الذي يعني بالضرورة احتراق العماد سليمان وسط الدواليب التي تحضر "المعارضة" لحرقها.

حماية التوافق على سليمان

قائد الجيش يسير حالياً في حقل ألغام منذ الزلزال في شباط 2005، وعلى حد تعبيره هو، فإنه يحمل قنبلة موقوتة يعمل على تأخير انفجارها. الواجب يقتضي تحصين التوافق حول سليمان، مهما كان هذا التوافق شكلياً، ببساطة لأنه لا بديل عنه في الوقت الحالي، والجمهورية كلها ستكون في خطر، إذا بدأ "اللعب" بالشارع، وخرج الوضع عن السيطرة.

حماية سليمان تعني أن يشعر بعض من في "8 آذار"، ولا سيما المسيحيون منهم، أن "اللعبة" باتت خطرة جداً، وأن المسيحيين سيكونون أول ضحاياها، إذا ما انفلتت من عقالها. البطريرك يجب أن لا ينكفئ عن دوره بفعل تهديد فرنجية له. ميشال المر ـ الذي كان قائد الجيش خياره من البداية ـ وغيره من النواب المسيحيين المستنكفين عن تأمين نصاب الثلثين، عليهم أن ينزلوا إلى مجلس النواب في أقرب جلسة نيابية لينتخبوا سليمان وبعدها لكل حادث حديث، فالتفريط في تحالف انتخابي أو موقع داخل كتلة أهون ألف مرة من التفريط بمصير وطن.

 

قوى المعارضة واللقاء الوطني وجها مذكرة الى إجتماع وزراء الخارجية العرب

وطنية - 25/1/2008 (سياسة) وزعت قوى المعارضة الوطنية اللبنانية بإسمها وإسم "اللقاء الوطني اللبناني" نص المذكرة التي أرسلتها الى وزراء الخارجية العرب وجاء في نصها: "نتوجه اليكم بتحية تقدير واحترام لما تولونه من اهتمام وعناية بالازمة التي تجتازها بلادنا، ولما ابديتم من الحرص على مساعدة الشعب اللبناني والقوى السياسية اللبنانية على التوصل الى تسوية سياسية للازمة السياسية والدستورية الخطيرة بما يصون استقرار لبنان وسيادته وعروبته.

اننا نرحب كما رحبنا دائما بالدور العربي في لبنان، لان الدول العربية الشقيقة تتوافر لديها القدرة على تفهم صيغة العيش المشترك ومتطلبات صيانتها، وهي تدرك تماما ما قاساه لبنان في العقود الماضية عندما تعرض العيش المشترك لمحنة خطيرة، وهو ما بنى عليه الاشقاء في الماضي سلوكا سياسيا ملتزما بالتمسك باستقرار لبنان وبوحدة اللبنانيين وعيشهم المشترك، والدور العربي تقدم دائما في المساعدة على تسوية الازمات اللبنانية من خلال هذا المبدأ الاساسي الذي يدفعنا للتنويه بصدق نوايا جميع الدول الشقيقة في توجهها لمساعدة لبنان، وكذلك ايماننا بان الحيادية والانفتاح على جميع الاطراف اللبنانية المعنية بالازمة الحاضرة يجسدان رغبة الدول الاعضاء في الجامعة العربية بالتوصل الى توافق لبناني راسخ يضع نهاية لمعاناة بلد تعرف جيد مقدار محبة اشقائه له وحرصهم عليه حكومات وشعوبا.

لقد برهنت الحصيلة التي افضت اليها جميع المبادرات والمساعي الحميدة بما فيها مقررات مجلسكم الكريم الذي انعقد مؤخرا في القاهرة، على ان الحل السياسي للازمة اللبنانية يتطلب تفاهما لبنانيا على سلة متكاملة من ثلاثة بنود متلازمة:

- رئاسة الجمهورية

- حكومة وحدة تحقق الشراكة الوطنية

- برنامج للحكومة يتضمن قانون انتخاب جديد ويحافظ على وحدة لبنان وعروبته ويصون سيادته واستقراره.

ان تحقيق العدالة في الصيغة التي تحقق مشاركة جميع الاطراف اللبنانية شرط لا بد منه لضمان الاستقرار على اساس متوازن وبناء على موجبات العيش المشترك بحيث ينتفي اي اخلال بهذه القاعدة التي لا بد منها لصون الاستقرار السياسي في الحياة الوطنية ففي جميع الظروف التي قادت الى الاخلال بهذه القواعد اهتز التوازن اللبناني وتعرض الاستقرار للخطر كلما سيطرت في ممارسة السلطة نزعات التهميش والاقصاء او الاستئثار، ونأمل ألا يكون التحرك العربي منحازا لاي طرف في لبنان حتى يؤدي الغاية المرجوة (الموالاة عين المعارضة عين، والعينان هما لوجه واحد، ولا يجب تفضيل عين على اخرى، او السماح لواحدة بان تقود الثانية).

لقد رحبت المعارضة الوطنية اللبنانية بجميع مكوناتها بكل مسعى عربي ينشد تحقيق تفاهم يكرس مستلزمات المشاركة والتوازن.

ختاما لنا كامل الثقة بان ما تقومون به من جهود ينطلق من محبتكم لبلدنا ومن حرصكم عليه الذي لمسناه دائما في مواجهة لبنان للعدوان الاسرائيلي، وفي ماقدمتم لمساعدة اللبنانيين على انقاذ بلدهم وصون وفاقهم الوطني، واذ نحيي جهودكم المخلصة نشدد على تمسكنا بالحل العربي المبني على التفهم والحيادية والقادر بذلك على حماية لبنان من التدخلات الاجنبية التي لا تضمر الخير لشعبنا والمحكومة باولويات اسرائيل واطماعها على حساب اللبنانيين وجميع العرب على السواء".

 

المفتي قبلان: نعيش تجاذبات ومواقف لا تزال تشد على خناق الناس

عدم التوصل الى وفاق حقيقي سيأخذنا الى امكنة قد لا يتمناها احد

وطنية - 25/1/2008 (سياسة) أدى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان صلاة الجمعة في مسجد الإمام الحسين - برج البراجنة وألقى خطبة الجمعة ودعا في مستهلها الى "ان نكون قد استفدنا جميعا من مدرسة الإمام الحسين ومن أخلاق وجهاد وإرشاد وهداية أهل البيت علنا نستهد إلى الطريق، وإلى السبيل الذي يجعلنا أقوياء، قادرين على مواجهة كل ما نعيشه من مشاكل وكل ما نواجه من تحديات وبالخصوص ما شهدناه اليوم من جريمة نكراء استهدفت أحد ضباط قوى الأمن الداخلي في منطقة الشيفروليه والتي ذهب ضحيتها مواطنون أبرياء، هذه الجريمة نحن نستنكرها وندينها بشدة، فهي لا تستهدف أشخاصا معينين إنما تستهدف كل لبنان، وندعو أن تكون مثل هذه الجرائم حافزا لكل الأفرقاء السياسيين في لبنان كي يعملوا جميعا على تسريع الحلول والتوصل إلى وفاق حقيقي في ما بينهم يضع حدا لكل ما يجري، ويقطع الطريق أمام كل الصائدين في الماء العكر، لأن عدم التوصل إلى وفاق وطني حقيقي سيأخذنا إلى أمكنة وأوضاع قد لا يتمناها أحد، سيما ونحن نعيش تجاذبات ومواقف التي لا تزال تشد على خناق الناس وتضيق عليهم عيشهم وتحرمهم من أبسط حقوق الحياة في ظل الغلاء وهذا الارتفاع الجنوني للأسعار دون أي إحساس بالمسؤولية الوطنية والاجتماعية من قبل المسؤولين، الأمر الذي فاقم من حجم الأزمة وجعل كل الفئات العاملة في لبنان من مزارعين وعمال وموظفين وأصحاب مهن يعيشون تحت خط الفقر، ويتحكم بهم صراع سياسي تحول إلى فيلم أميركي طويل، قد تكون نهايته على حساب الفقراء والمحتاجين من الناس، الذين باتوا يناشدون الجميع ويطالبونهم بإلحاح بأن يجدوا حلا لهذا التأزم السياسي القائم ليكون منصفا وعادلا ويتحقق فيه التوازن بين الجميع، وتعطى فيه القوى المعارضة حق المشاركة في القرار الوطني لحمايته من القطب المخفية التي تحاك ضد هذا البلد الذي لن يستقيم أمره ولن يكون ممكنا إخراجه من هذا الاشتباك السياسي المعقد ما لم يعترف الفريق المستأثر بالسلطة بحق الذين يرفضون أن يكونوا تابعين وطيعين ومستسلمين لإرادة الهيمنة الأميركية ولمشروعها في المنطقة والذي نرى بأم العين تداعياته في غزة حيث يعاني الشعب الفلسطيني من الحصار والقتل وقطع الكهرباء والغاز، وكل ما له علاقة بالضرورات الحياتية صار ممنوعا على الشعب الفلسطيني فيما العالمين العربي والاسلامي يتفرجان على المأساة، وهذا ما يريدونه لنا في هذا البلد، ويسعون إليه بكل الوسائل محاولين كسر إرادتنا بلقمة العيش بعدما فشلوا في إخضاعنا من خلال العدوان الصهيوني، لقد قاومنا وسنبقى على خيارنا المشرف والمشرق هذا، ولن نقبل إلا بالحل الذي يحفظ لبنان ويحفظ المقاومة ويساوي بين الجميع في صنع واتخاذ القرار، وأية مبادرة أو وساطة عربية كانت أم غير ذلك، لا تحمل هذه المعاني فهي غير مقبولة ولن يكتب لها النجاح".

اضاف "على الاخوة والاشقاء العرب من ملوك ورؤساء وأمراء ووزراء خارجية أن يدركوا هذه الحقائق ويحرصوا على أن يكونوا على الحياد وحكما عادلا في النزاع السياسي الدائر في لبنان فلا ينحازوا لفريق دون آخر ولا يستعملوا لبنان صندوق بريد لرسائل تصفية الحسابات والخلافات العربية على حساب لبنان ومصيره".

 

العلامة فضل الله:السياسة الأميركية لا تزال تلعب بالمصير اللبناني

التوافق السياسي يحمي السلم الأهلي ويقطع الطريق على المتربصين شرا بنا

وطنية-25/1/2008(سياسة) ألقى العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله, خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والدينية، وحشد كبير من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:

"هل هناك عالم عربي يحترم نفسه ويتحمل مسؤوليته عن الشعب الفلسطيني الذي مضى على احتلاله من قبل اليهود بمعاونة دول الغرب 60 عاما، وما زال يفرض عليه الحصار الغذائي والتمويني والطبي كما حدث لدى قطع الإمدادات الطبية عن مستشفيات غزة، إضافة إلى القصف الهمجي الذي يستهدف كل حي فيها من دون تمييز بين الرجال والنسوة والأطفال بين البيوت والمقرات الرسمية وأكواخ البؤساء والعاطلين عن العمل المعاقبين من سلطتهم ومن السلطات الشقيقة والصديقة، المحرومين وأطفالهم من الدفء في هذا الشتاء القارس والممنوعين من مغادرة القطاع حتى للاستشفاء أو الدراسة أو البحث عن الرزق".

اضاف:"إن العالم يفرض على غزة الموت بصمت فلا يسمح لها بالصراخ ولا بالاحتجاج لئلا تقلق الغرب الذي لا يرى أن للانسان العربي حقوقا بل هي لليهود وحدهم ولا تزعج المسؤولين العرب الذي يستقبلون بين وقت وآخر مسؤولا يهوديا من دون أن يحاسبوه على إبادة الشعب الفلسطيني بل يقدمون له المواقف التي تستعطفه بالقبول بالسلام بشروطه المهينة المذلة. لقد ذهب العرب في لهاث حماسي إلى أميركا لحضور مؤتمر أنابوليس لأن الإدارة الأميركية فرضت عليهم ذلك من دون أن يحصلوا على شيء قد يساهم في حل المشكلة الفلسطينية على مستوى الحلول النهائية، بل إنها اشترطت عليهم الدخول في حرب داخلية لإنهاء الانتفاضة وقتال المجاهدين وتصفية السلاح الفلسطيني. وقد أعلنت الإدارة الأميركية أنها تتفهم حرب الإبادة وحركة الحصار والتخطيط لموت الفلسطينيين أطفالا ونساء وشيوخا، بحجة أن إسرائيل في حال دفاع عن النفس".

وتابع:"إن أميركا ومعها مسؤولو العدو تزعم أن المشكلة هي في الصواريخ الفلسطينية التي تطلق على المستوطنات الإسرائيلية، الأمر الذي يجعل هذا العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني رد فعل لما يسمونه عدوان الانتفاضة، ولكن الإسرائيليين لم يلتزموا بالامتناع عن الاغتيالات والاجتياحات والاعتقالات والتدمير للمدنيين مما يقومون به في الضفة وغزة، لأن المطلوب أن لا يدافع الفلسطينيون عن أنفسهم، وهذا ما تمثل في زيارة الرئيس الأميركي الذي لم يطلب من اليهود الإنسحاب من الأرض المحتلة لأنه لا يعترف بالاحتلال لهذه الأرض بل يعتبرها أرضا متنازعا عليها، ولأنه يترك الحرية لليهود في تحصين كيانهم ضد الوجود العربي ويخدع العرب بالحديث عن الدولة الفلسطينية التي يعرف أنها ليست قابلة للحياة بالشروط الإسرائيلية التي مزقت الأرض الفلسطينية كل تمزيق، ويبقى السؤال: هل هناك عالم عربي يتحمل مسؤوليته عن الأوضاع العربية المقهورة، أو أن هؤلاء الناس الذين يحكمون شعوبهم لا يزالون يلهثون وراء الراعي الأميركي الذي يتجول في بلدانهم ليعقد الصفقات العسكرية التي لا تحقق للعرب أية قوة بل تدعم الاقتصاد الأميركي ومصانع السلاح؟ وإلى جانب ذلك، تستمر حركة التطبيع العربية مع إسرائيل بينما يستمر السعي لتكون إيران هي العدو لأنها في موقع العداوة لأميركا وإسرائيل".

وتابع:" وإلى جانب السعي لفرض عقوبات عليها، لا يزال الرئيس الأميركي يتابع اتهامه للجمهورية الإسلامية في إيران بتخطيطها لصنع القنبلة النووية التي يزعم أنها تهدد استقرار العالم مما يضحك الثكلى، في الوقت الذي تملك أميركا آلاف الأسلحة النووية فيما تملك إسرائيل أكثر من 200 رأس نووي. وذلك إضافة، إلى دول الغرب التي تتحرك بالسلاح النووي بأعداد كبيرة. ومن الطريف أن الرئيس الأميركي في جولته العربية كان يحذر الدول الخليجية من الخطر الإيراني ولم ينطلق أحد من المسؤولين هناك لتذكيره بتقرير أجهزة الاستخبارات الأميركية الذي تؤكد فيه امتناع إيران عن صنع السلاح النووي منذ أكثر من خمس سنوات وتقرير وكالة الطاقة النووية الذي أفاد أن إيران قد أوضحت في أجوبتها عن الأسئلة الموجهة إلى ما من شأنه أن يبعد الاتهام الدولي الأوروبي الخاضع لأميركا، التي تطلب من الأوروبيين المشاركة في العقوبات الاقتصادية التي يراد فرضها على إيران للضغط عليها لإيقاف التخصيب".

ورأى "إن أميركا ومعها إسرائيل تريد إقحام العرب في حرب لا مصلحة لهم فيها، ودفعهم نحو مشاكل كبرى قد تصل إلى تدمير المنطقة، بينما يمثل السلام المعرض عليهم من إيران القوة والتقدم والرخاء والانفتاح الاقتصادي الذي يحقق الخير للجميع".

الوضع اللبناني

وتطرق الى الوضع في لبنان وقال:"اما لبنان، فقد أصيبت المبادرة العربية بالشلل السياسي الذي عطل أكثر من حل وخصوصا أن بعض العرب الذين وقعوا على المبادرة التزموا خط السياسة الأميركية التي لا تزال تعلب بالمصير اللبناني تحت تأثير عناوين معينة تجتذب فيها مشاعر اللبنانيين في شكل يثير الشك في سذاجة نظرتهم للأمور، ويعطل الحوار الموضوعي الهادف الذي إذا أخلص النادي السياسي للوطن أمكن أن يصل إلى نتيجة إيجابية، ولعل ما يلفت النظر أن التصريحات المتنقلة من موقع إلى موقع لا تراعي الدقة في المفردات التي تنطلق من هذا الفريق أو ذاك. هذا إضافة إلى أسلوب السباب السياسي، والسعي لخلق ظروف معقدة تساهم في تحريك المسألة المذهبية والطائفية، ما قد يجعل المسألة منفتحة على المتاهات السحيقة الضائعة التي تجعل الوطن كله في قبضة الأزمة المعقدة في المنطقة لحساب الإدارة الأميركية".

اضاف:" ويبقى البلد في قبضة الجوع والحرمان، وفي أجواء الظلام الذي يواجه شعبه ويجتاح أوضاعه في خدماته الحيوية، ويخدر حركته الوطنية ويصادر وعيه السياسي ليظل يلاحق هذا الرمز الطائفي أو المذهبي أو السياسي من دون أن يفكر جيدا بالمضمون الصادر عنه، ما قد يضاعف من الأزمة ويزيدها تعقيدا".

واشار الى "ان المشكلة في هذا البلد، تتمثل أيضا في هذا الخضوع للمقدسات الطائفية للذين لا قداسة لهم وتقديمهم كأشخاص يملكون العصمة في الفكر، ومن الخطورة أن بعض المواقع الدينية وأتباعها يعملون على أساس تقديس الرموز المذهبية في عملية ترويج للطائفة والمذهب بعيدا عن أي قاعدة وطنية تعالج مشاكل الناس في وطنهم الصغير.

إننا نهيب بالشعب اللبناني الذي يحترم عقله ومستقبله أن يتابع كل ما يصدر من الشخصيات السياسية والدينية وأن يدرس المضمون السياسي الذي يحاول أن تطرحه في الساحة تحت تأثير خلفيات إقليمية أو دولية وطموحات شخصية وحزبية حتى لا يسقط في تعقيدات التاريخ الذي صنعه بعض هؤلاء في الماضي بالطريقة التي جعلت البلد يعيش في تاريخه المزيد من المآزق والكثير من المجازر إضافة إلى استهلاك المال العام، وإفقاره بالديون، وتركه فريسة للمشاكل الكبر"ى

. وختم :" إننا أمام هذه الاستباحة المتواصلة للأمن اللبناني، من خلال هذه التفجيرات الوحشية التي تطاول شخصية هنا وشخصية هناك، وتحصد المزيد من الضحايا المدنيين في طريقها، نريد للبنانيين أن يعملوا على جميع المستويات لحماية أمنهم من عبث المجرمين، ومن كل الساعين لإدخال البلد في أتون الاهتزاز الأمني والسياسي الممتد عبر المنطقة كلها، ولن يكون ذلك إلا بالعمل الدائب للوصول إلى التوافق السياسي الذي يحمي السلم الأهلي، ويقطع الطريق على كل المتربصين شرا بلبنان".