المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 08 شباط/2012

انجيل القديس لوقا 16/19-31/الغني ولعازر
كان رجل غني يلبس الأرجوان والثياب الفاخرة ويقيم الولائم كل يوم. وكان رجل فقير اسمه لعازر، تغطي جسمه القروح. وكان ينطرح عند باب الرجل الغني، ويشتهي أن يشبع من فضلات مائدته، وكانت الكلاب نفسها تجيء وتلحس قروحه. ومات الفقير فحملته الملائكة إلى جوار إبراهيم. ومات الغني ودفن. ورفع الغني عينيه وهو في الجحيم يقاسي العذاب، فرأى إبراهيم عن بعد ولعازر بجانبه. فنادى: إرحمني، يا أبي إبراهيم، وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه في الماء ويبرد لساني، لأني أتعذب كثيرا في هذا اللهيب. فقال له إبراهيم: تذكر، يا ابني، أنك نلت نصيبك من الخيرات في حياتك، ونال لعازر نصيبه من البلايا. وها هو الآن يتعزى هنا، وأنت تتعذب هناك. وفوق كل هذا، فبـيننا وبينكم هوة عميقة لا يقدر أحد أن يجتازها من عندنا إليكم ولا من عندكم إلينا. فقال الغني: أرجو منك، إذا، يا أبي إبراهيم، أن ترسل لعازر إلى بيت أبي، لينذر إخوتي الخمسة هناك لئلا يصيروا هم أيضا إلى مكان العذاب هذا. فقال له إبراهيم: عندهم موسى والأنبياء، فليستمعوا إليهم. فأجابه الغني: لا، يا أبي إبراهيم! ولكن إذا قام واحد من الأموات وذهب إليهم يتوبون. فقال له إبراهيم: إن كانوا لا يستمعون إلى موسى والأنبياء، فهم لا يقتنعون ولو قام واحد من الأموات."

ذكرى ورقة التفاهم المذلة والخطيئة المميتة التي وقعها ميشال عون في 06 شباط 2006 مع جيش ايران في لبنان، حزب الله
الياس بجاني/07.02.12/لن يغفر التاريخ لميشال عون الساقط في كل تجارب ابليس جريمته الفظيعة التي ارتكبها عن سابق تصور وتصميم بحق لبنان الشهداء والهوية والتاريخ والرسالة والحريات والتعايش والحضارة يوم وقع بتاريخ 06 شباط 2006 بذل وفقدان كرامة وانعدام رؤية ووطنية واسخريوتية وحقد وكراهية ما سمي "بورقة التفاهم" مع حزب الله الإيراني والإرهابي وتنازل من خلالها عن كل شيء مقابل لا شيء. في شهعر شباط سنة 2007 أجرينا مقابلة مع المحلل السياسي المحامي الياس الزغبي تناول فيها بإسهاب بنود هذه الاتفاقية ولأهمية الأتفاقية إياها ولأنها لم تجلب على لبنان إلا الكوارث والغزوات والحروب العبثية وتزوير التمثيل المسيحي واستمرار الإحتلالين السوري والإيراني سنعيد نشر المقايلة بالصوت والنص. في أسفل المقابلة بالصوت والنص
اضغط هنا للاستماع للمقابلة/07/02/06/وندوز ميديا بلير
Windows Media Player
اضغط هنا للاستماع للمقابلة/07/02/06/ريل بلير
Real Player
اضغط هنا لقراءة نص المقابلة/07/02/06
ملخص المقابلة/أخطر بنود الورقة هو البند العاشر الذي يتناول سلاح حزب الله، ويصفه بالوسيلة المقدسة/التعاطي مع سلاح حزب الله طبقاً للورقة هو تعاط مع الآلهة/الورقة لا تطرح أية آلية لمعالجة هذا السلاح وتسليمه للدولة ولا هي تحدثت عن مدد زمنية لإنهاء دوره، بل فتحت له المدى الزمني لسنين غير محددة وهي ربطت مصيره بمصطلح غامض ومطاط الدفاع عن لبنان/الأمر الأخطر في الورقة هو الذي يقول سلاح حزب الله، وليس حتى سلاح المقاومة وهنا افتراضاً إذا أراد أي مسيحي لبناني أن يحمل البندقية ليقاوم فالنص لا يشمله، وبالتالي فأمر المقاومة محظور عليه/ربط سلاح حزب الله بـ حماية لبنان ونضوج الظروف الموضوعية المبهمين في الورقة هما فخ ومشكلة/ لا ذكر في الورقة إطلاقاً للجيش اللبناني/وظفت الورقة شرعة حقوق الإنسان لتبرير حمل حزب الله للسلاح بحجة الدفاع عن النفس/أستغرب كيف وقع التيار الوطني الحر في فخ حزب الله وهو يعلم أن عقيدة الحزب لا تعترف بشيء اسمه المجتمع الدولي ولا بالأمم المتحدة/إن عقيدة حزب الله تعترف بالشريعة الدينية فقط وليس بالشرعة الدولية/إن توقيع التيار الوطني الحر على ورقة التفاهم مع حزب الله تعني ببساطة متناهية أنه وقع في مطبات عديدة أخطرها تبنيه عقيدة الحزب الأصولي هذا وموافقته على عدم الاعتراف بالشرعية الدولية وشرعة حقوق الإنسان والأمم المتحدة ومجلس الأمن، ومن هنا غابت كلمة الدولة عن كل بنود نص الورقة/أمر محزن جداً هو انقلاب على ذاته وكل ما ورد في الورقة يتناقض كلياً مع تاريخ العماد عون وطروحاته الوطنية والنضالية طوال سنين/إن عودة اللاجئين من إسرائيل طبقاً لبنود الورقة يعرضهم لمحاكمات أشد هولاً وأكثر ظلماً من تلك التي أجريت لمن بقي من أهل الشريط الحدودي في لبنان سنة الفين ولم يلجأ إلى إسرائيل/باختصار إن النص الذي استعمل في صياغة الورقة يعبر عن حالة التحاق كاملة للتيار الوطني الحر بما كان يريده حزب الله/الورقة تقر بنظرية الأسد الأب ًشعبين في بلد واحد"/في الورقة تنازلٌ مطلق من قبل العماد عون لمصلحة حزب الله/الورقة تصف الاحتلال السوري بالتجربة/لم تقدم الورقة أي حل للمخطوفين والمغيبين في سجون سوريا والعماد عون أنكر وجودهم

نصرالله خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي: ثمة من لا يريدون وحدة المسلمين بل يريدونها أن تبقى ممزقة
ندين من يعمل على تكرار الحديث عن خلافات بين السنة و الشيعة
المقاومة في لبنان ما كانت لتنتصر على اسرائيل لولا الدعم الايراني
معلوماتي ان الجيش السوري مازال قويا والشعب بغالبيته مع النظام
لا حكومة جديدة والحالية حكومة استقرار والوقت ليس للتوتير الامني والسياسي

وطنية ـ 7/2/2012 القى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة في احتفال اقامه الحزب لمناسبة مولد الرسول الأكرم محمد وأسبوع الوحدة الإسلامية في مجمع سيد الشهداء ـ الرويس مساء اليوم وقال فيها:"أبارك لكم ولجميع المسلمين حلول هذه الذكرى العطرة والطيبة والعزيزة، ذكرى ولادة خاتم النبيين وسيد المرسلين رسولنا الاكرم وإمامنا الأعظم أبي القاسم محمد بن عبد الله، كما أبارك لكم ولجميع المسلمين ذكرى ولادة حفيده الكبير والعظيم الإمام جعفر إبن محمد الصادق، والذكرى الثالثة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران بقيادة حفيد رسول الله الإمام الخميني، هذا النبي الكريم والقائد العظيم، أعني رسول الله محمد (ص) استطاع أن يصنع أمة عظيمة وحضارة كبرى، ولكن من أي شيء، وهو الذي انطلق وقام وبعث وجاهد في جزيرة العرب (شبه الجزيرة العربية) من شعب كان يسوده الجهل والأمية والجاهلية والخرافات وعبادة الأوثان والأصنام والتمزق والتفرق والعصبيات القبلية العشائرية والعائلية والاقتتال وغياب أي جامع مركزي من دين أو قضية أو قيادة أو مشروع أو ثقافة، يعني من لا شيء، بل من دون لا شيء، من الواقع السيىء المنحط فكريا ودينيا وأخلاقيا وإنسانيا، إلى الحد الذي كان يئد الأب فيه أبنته فقط لأنها أنثى.
إستطاع رسول الله (ص) أن يصنع أمة، وهذه هي المعجزة، أمة مؤمنة، أمة أخلاق، أمة قيم، أمة حضارة، أمة استطاعت أيضا أن تدخل التاريخ من بابه الواسع وخلال عقود قليلة، أمة كان لها وما زال تاريخها وحضورها وتأثيرها في العالم، في الماضي والحاضر والمستقبل، الرجل الواحد أصبح اليوم أمة تتجاوز المليار والمئتي مليون مسلم".
اضاف "أدخل في بداية الكلمة إلى العنوان الأول من حديثي الذي أتناول فيه بإختصار شديد، وأبقي وقتاً لبقية العناوين، موضوع الوحدة الإسلامية، ومشروع الوحدة الإسلامية. ولكن في هذا الزمن الذي إشتدت فيه الفتن والمحن، يجب أن أُلفت إلى الملاحظة التالية للعلماء، للقادة، للسياسيين، لأهل الفكر، للناس عموما، لكل حريص على الحق وعلى الحقيقة وعلى شعبه وعلى دينه وعلى أمته وعلى دنياه وعلى آخرته في هذا الزمن أكثر من أي زمن مضى، يجب أن ننتبه الى مسألة وهي التثبت من المعلومات ومن الحقائق .
هذه مقدمة لا بد منها قبل أن أدخل إلى موضوعاتي. التثبّت، التأكد، اليوم للأسف الشديد وصلنا إلى مرحلة أن كل ما يقال في وسائل الإعلام لا يجوز أن نبني عليه. يجب أن نذهب ونتأكد ونسأل.
الآن نحن نشهد خصوصاً هذه السنة والسنوات الأخيرة مرحلة عجيبة غريبة قد لا يكون لها مثيل أو نظير في التاريخ، أي "عينك بنت عينك" ينسبون لقيادات ولقوى ولجهات مواقف وكلمات وبيانات أصلاً لم تصدر عنها، ثم يُبنى عليها مواقف وتحليلات وعداوات وبغضاء وحروب، وهي لا أساس لها من الصحة على الإطلاق. يخترع (أحدهم) ويختلق أحداث ووقائع ويطلب اتخاذ موقف على أساس هذه الأحداث والوقائع التي هي ليست (فقط) أحداثاً لم تحدث ووقائع لم تقع، إنما فُبركت وزوّرت ووُضعت. الآن هذا يجري، هذا يجري الآن في كل ساعة وفي كل دقيقة. وإذا كان الإنسان يجب أن يجلس كي ينفي مواقف وكلمات وبيانات وأخباراً وأحداثاً، لا يقوم بأي عمل سوى أن يصدر بيانات نفي، أنا سوف أكتفي في سياق كلامي عند بعض العناوين بنماذج".
أيها الإخوة والأخوات:
الإنسان يجب أن يكون حريصاً ليعرف كيف يبني موقفاً، أن يتأكد من المعطيات، من الوقائع، من الحقائق أي أن لا يؤخذ بالجو، بجو التهويل، جو الافتراء، جو الأكاذيب، جو الشائعات، التي يُستخدم لها اليوم أكبر وأهم وأقوى مؤسسات رأي عام في العالم، وهذا أخطر جانب في أي حرب يمكن أن تُشنّ وفي أي حدث أو أحداث يمكن أن تُصنع، أتركوا هذه في البال، إن شاء الله خلال حديثي في بعض العناوين نلتفت إليها.
عندما نتحدث عن موضوع الوحدة الإسلامية طبعاً هذا مشروع عمل له كثيرون خلال مئات السنين وحتى قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران، قبل الإمام الخميني (قدس) كان هناك عناوين ورموز ومفكرون كبار سنة وشيعة عملوا على هذا المشروع وأسسوا له المؤسسات لكن مما لا شك فيه أن انتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام سنة 1979 وقيام دولة بأهمية وسعة وقوة الجمهورية الإسلامية وتبني قيادة هذه الجمهورية لهذا الهدف، لهذا المشروع، لهذا الشعار ـ وعملها له طوال سنين على المستوى المؤسساتي والإعلامي والفكري والمؤتمراتي الخ ـ أعطى دفعاً خاصاً لفكرة ومشروع الوحدة الإسلامية.
لا يُقصد على الإطلاق ولا في يوم من الأيام كان المقصود بمشروع الوحدة الإسلامية هو أن يتم تذويب المذاهب الإسلامية في مذهب واحد آو أن يصبح المسلمون جميعاً ـ وهم أتباع مذاهب متعددة ـ أن يصبحوا أتباع مذهب واحد، على الإطلاق. أي، وبتعبير آخر، هناك مذاهب متعددة ولكن بما هو شائع في العنوان ـ سنة وشيعة ـ لم يأتِ أحد لا قبل الإمام الخميني (قدس) ولا مع الإمام ولا بعد الإمام من يقول إن المشروع الوحدوي أن يصبح الشيعة سنة أو السنة شيعة، هذا ليس مطروحاً على الإطلاق، وإذا تكلم أحد بهذه اللغة فهذه أوهام، مجرد أوهام، أو كلام للتحريض، وليس له أي أساس من الصحة.
مشروع الوحدة الإسلامية ـ منذ البدايات ومع الإمام وبعد الإمام ـ هو فكرة أن المسلمين الذين عملت السياسة والحكام والمستعمرون في القرون الأخيرة على تمزيقهم وعلى إبعادهم عن بعضهم البعض وعلى تحريضهم على بعض وعلى تسعير الصراعات فيما بينهم، أنّ عليهم أن يقتربوا من بعض، أن يتعارفوا، أن يتحادثوا، أن يبحثوا عن مشتركات، أن يبحثوا عن مصالحهم الكبرى كأمة وأن يتحابوا، يضعوا البغضاء جانباً، وأن يتعاونوا لخدمة هذه الأهداف الكبرى وهذه المصالح الكبرى، هذا هو. ليس المطلوب أكثر من ذلك، ليس مطلوباً أن يتنازل أحد لأحد على مستوى التفاصيل عقائدياً لأن الأساسيات العقائدية ليس عليها خلاف، وليس المطلوب من أحد أن يتنازل لأحد على مستوى الفروع الفقهية لأن الأساسيات الفقهية ليس عليها أي خلاف. وأيّ عاقل تُعرض عليه هذه الفكرة يقول نعم، هذه مصلحة العباد والبلاد والناس والأمة، وأنا أقول لكم: هي مصلحة المسلمين ومصلحة المسيحيين أيضاً الذين يعيشون في الشرق، أن يكون هناك تحابب وتعارف وتعاون بين المسلمين، أتباع محمد بن عبد الله (ص).
هذه هي الفكرة، بطبيعة الحال، المستكبرون المستعمرون المحتلون وكذلك من يريد أن ينصّب نفسه سلطاناً على الناس، كثير من هؤلاء ليس لهم مصلحة أن تجتمع كلمة هذه الأمة وتتعاون ـ على قاعدة فرق تسد ـ لذلك هم لم يسمحوا بذلك، وما استطاعوا أن يسمحوا بذلك، لأن سيطرة هذه القوة الكبرى "ولكي نتكلم عن العصر الحالي" على النفط والغاز والمقدسات المحتلة ـ لأن هذا الاحتلال ليس احتلالاً إسرائيلياً فقطـ هذا احتلال إسرائيلي أميركي، ولولا أميركا والغرب لم تقم إسرائيل ولم تستطيع إسرائيل أن تبقى في الوجود أساساً ـ كل ذلك مرهون بأن تبقى هذه الأمة ممزّقة ومشتّتة ومفتّتة، ولذلك هذا أصل في أي مشروع إستكباري على مستوى المنطقة، عندما تنهض شعوب أمتنا تنادي بالوحدة، بالتعاون، بالتكاتف، بوضع كل النزاعات والصراعات جانباً، هذا يعني أنها بدأت تسلك طريق إستعادة قرارها وسيادتها واستقلالها وخيراتها ونفطها وأسواقها ومستقبلها وهذا لن يسمح به المستكبرون، والشركات الضخمة والكبرى التي تسيطر على القرار السياسي في العالم.
في العقود الأخيرة حصلت أحداث ـ طبعاً كان كل الدفع باتجاه أن هذه الأمة تلتقي وتتعاون ولها ما يجمعها، حتى في الإستهداف، حتى في التحديات، حتى في مواجهة التهديدات ـ حصلت أحداث خطيرة جداً لمنع أيّ تلاقٍ أو تعاون في هذه الأمة.
ما دمنا في ذكرى الثورة الإسلامية في إيران أبدأ من هذا المثل، الحرب التي فُرضت على هذه الجمهورية الفتية، وما ذنبها؟ ذنب إيران أنها أسقطت نظام الشاه العميل لأميركا وإسرائيل، وبالمناسبة على المستوى المذهبي كان محمد رضا بهلوي شيعي المذهب، أميركا كانت تتبنى الملك الشيعي المذهب والذي كان يذهب إلى مشهد الإمام الرضا (ع) وكان يتظاهر بالزيارة ويطبع القرآن وكل ما تريدون كان يقوم به، أميركا وإسرائيل ودول الاعتدال العربي كلها كانت تدعم هذا الشاه وهو شيعي المذهب لأن المسألة بالنسبة لأميركا ليست مذهب الحاكم ولا دين الحاكم وإنما موقعه السياسي وولاؤه السياسي".
وتابع "ذنب هذا الإمام وهذا وهذه الثورة أنها أسقطت الشاه، وهذه الثورة أسقطت النظام العميل لأمريكا وإسرائيل وأعادت التوازن إلى هذه الأمة بعد خروج مصر في كامب ديفيد. شُنّت عليها الحرب. الحرب على إيران التي استمرت ثماني سنوات كانت مدعومة أمريكياً وغربيا ودولياً، للأسف الشديد، وعلى المستوى العربي أغلب الدول العربية دعمت هذه الحرب، وبعض الدول العربية الغنية أنفقت مئات مليارات الدولارات على هذه الحرب، هذه المليارات الممنوعة والمحجوبة عن شعب فلسطين في الداخل الذي يتضوّر جوعاً، وفي الخارج الذي يعيش في مخيمات الشتات في أسوأ ظروف، وهذه الأموال المحجوبة والممنوعة عن الفصائل المقاومة الفلسطينية التي تريد بحق أن تستعيد أرضها ومقدسات الأمة. ولكن مئات مليارات الدولارات أُنفقت لتمويل الحرب على دولة اسلامية فتية رفعت شعار فلسطين والزحف نحو القدس، وكان لهذه الحرب تداعيات خطيرة على مشروع الوحدة في الأمة وعلى تقارب أطراف وأفرقاء هذه الأمة.
بعد فشل هذه الحرب وذهاب أماني إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية في إيران أدراج الرياح ذهبوا إلى موضوع ثانٍ: كيف يمكنهم أن يحولوا دون تلاقي المسلمين فيما بينهم مع أن ما يجمعهم ـ ما يجمع المسلمين كما قلت على المستوى العقائدي والديني والفكري والاخلاقي والحضاري ـ كبير جداً وأيضاً ما يجمعهم على المستوى السياسي والتحديات السياسية، كل شعوب منطقتنا، كل شعوب العالم الإسلامي تريد الكرامة، تريد العزة، تريد الاستقرار، تريد أنظمة منطلقة من إرادة شعوبها تريد أن تتحكم وأن توظف امكاناتها وطاقتها ونفطها وغازها لمصلحة هذه الشعوب التي لديها أعلى نسبة أو نسبة عالية في العالم من الجهل والفقر والبطالة والمرض ألخ.
ولدى هذه الأمة فلسطين والمقدسات المغتصبة والمحتلة وشذّاذ الآفاق الذين في كل يوم يوجهون الإهانة إلى أمة المليار ومئتي مليون مسلم، ومع ذلك هناك جهد في الليل والنهار حتى لا يلتقي هؤلاء الناس.
بعد الحرب ذهبوا إلى نوع آخر من الحرب الأخطر والأسوأ، وهي موضوع الفتنة المذهبية واختراع شيء اسمه المد الإيراني والمد الشيعي.
هنا سأتحدث عن بعض الأرقام بصراحة، لأن اليوم هذا الموضوع يعملون عليه في كل الدول العربية وفي الإعلام العربي وفي مواقع الإلنترنت، وهذا الآن هو المادة، مادة الحرب الناعمة التي تستخدمها امريكا والغرب في مواجهة هذه الأمة؟
ما هي الشبهة؟ أن إيران ـ وأنا سأستند إلى الخطاب الأخير لسماحة الإمام القائد السيد الخامنئي في يوم الجمعة الماضي ـ أن التهمة، بداية لإيران وحزب الله ملحق بها، إيران تريد تنفيذ مد شيعي في العالم الإسلامي، إيران تود تشييع السنة في العالم الإسلامي. انظروا إلى هذا المنطق: كم عدد الشيعة في العالم الإسلامي، وكم السنة؟ لا يوجد إحصاءات دقيقة، ولكن كمّ يعد الشيعة؟ 10 بالمئة 15 بالمئة 20 بالمئة 8 بالمئة كم. وإيران جزء من هؤلاء الشيعة، إيران كدولة تود تشييع العالم السني. مليار مسلم سني بالحد الأدنى تودّ إيران تشييعهم، قوموا يا علماء السنة والمرجعيات السنية والحكومات السنية وانتبهوا وأعلنوا الحرب وجهزوا السدود الدفاعية. هناك خطر داهم قادم اسمه المد الشيعي ومد التشيع، هذا عمل شياطين كبار وصغار، لا يستند إلى أي حقائق، ولا إلى أي وقائع. سأتحدث عن المد الإيراني السياسي في العنوان التالي.
ولكن في الموضوع الديني، المد الشيعي ليس له أي اساس من الصحة، لكن أن هناك أناس يروّجون له كفكرة وكتهمة، نعم وأنا مضطر اليوم أن أتحدث ببعض التفاصيل.
على سبيل المثال، في مصر التقيت بشخصيات كبيرة جداً وهم يصدقون، وتحدثوا عن حركة تشييع في مصر، وإيران تقود هذه الحركة وحزب الله له علاقة بقيادة هذه الحركة، وحتى الآن التشيع في مصر وصل إلى خمسة ملايين، تصوروا هناك خمسة ملايين شيعي تشيعوا في السنوات الماضية في مصر. قلت لهم: دلّونا عليهم، (كي) نقيم علاقة، نتصل بهم. ليس خمسة ملايين (يكفي) أربعة ملايين، ثلاثة ملايين، مليونان ومليون 500 الف 100000 50 الف 10000 دلونا عليهم، أين هؤلاء الشيعة في مصر، أعدوا لوائح باسمائهم. هذا مثل.
ولذلك نعم، للأسف الشديد، مرجعيات دينية كبيرة في مصر، ونحن نحترمها ونجلّها، لكن نتيجة المعطيات الخاطئة وعدم التثبت من المعطيات، تخرج لتقول: نحن نريد أن نواجه المد الشيعي في مصر. أين المد الشيعي في مصر؟ أصلا هل إيران قادرة على التحرك في مصر، ومن يقدر على القيام بنشاط شيعي في مصر، أساسا أين هذا".
وقال "المثل المضحك أكثر في سورية. أنا طبعا لا أتحدث عن كلام انترنت، أتحدث كشخص منفتح وأعرف كبار علماء أخواننا اهل السنة في العالم العربي والإسلامي وكبار الشخصيات وألتقي بهم، وهذا شرف لي وفخر لي، وهم يلتقون بي وإخواني لخصوصية المقاومة، ربما بالدرجة الأولى بعضهم خاض نقاشاً تفصلياً معي وقال إن في سورية هناك حركة تشييع كبرى، ونظام الرئيس بشار الأسد متهم بأنه يدعم هذه الحركة، وحتى الآن تشيع في سورية ستة ملايين. تصوروا. طبعاً أنا بعيد عن مصر، أما سورية فنحن ـ كما يقولون ـ شعب واحد في بلدين، الناس تعرف بعضها، والعائلات والعالم ذاهبة وعائدة، ونعرف ماذا يوجد في سورية. ستة مليون؟ بالفعل مستشار أحد الملوك العرب تحدث معي بهذا الأمر وقال لي إن هناك عدداً من الملوك والأمراء قُدمت لهم تقارير في السنوات الماضية تقول لهم: الحقوا أهل السنة والتسنّن في سورية لأن هناك حركة تشييع في سورية وحتى الآن تشيع ستة ملايين، ويعمل على هذا الأساس.
أنا ذهبت إلى الشام، في ذلك الحين قبل سنوات، والتقيت بالمسؤولين وحتى مع جهات امنية وقلت يا أخي ـ إن كان يستمع إلي يعرف حاله ـ هل يمكنكم القيام بدراسة للبحث عن الستة ملايين شيعي، لأن هناك أشخاصاً مقتنعين، ويروجون لهذا الموضوع. دلونا عليهم وعرّفونا عليهم. أين؟ لا ستة ملايين ولا خمسة ملايين ولا مليون ولا نصف مليون ولا مئة الف ولا ألف ـ نتحدث عن 33 سنة ولا خمس مئة ـ هناك حالات فردية أينما كان، هناك حالات فردية هناك شباب سنة تشيعوا وهناك شباب شيعة تسننوا. اليوم هناك إعلام وفضائيات وكتب وإنترنت، وهناك ناس تتأثر بالأحداث، لكن لا يوجد شيء اسمه مد شيعي ومد سني وما شاكل.
حتى هنا في لبنان، سرت الموجة شهرين أو ثلاثة ثم توقفت. للأسف، الخصومات السياسية في البلد شيعت لهذا الامر، ان حزب الله يشيّع الناس في عكار ويشيّع الناس في الضنية، تذكرون قبل عدة سنوات. هذا كلام سخيف، لكن أنا وأنتم نقول سخيف، لكن هناك قيادات سياسية كبيرة في العالم العربي والإسلامي وهناك قيادات دينية كبيرة في العالمين العربي والإسلامي، هناك مرجعيات كبيرة مقتنعة بهذا الكلام وأنه يجري إلى حد أن إحدى المرجعيات الدينية الكبرى في العالم الإسلامي قُدّم لها تقرير، وصدّقت مضمون هذا التقرير وهو انه تشيّع خلال 33 سنة من انتصار الثورة إلى اليوم تشيّع 50 مليون سني. والله امر مضحك، أين هؤلاء الخمسون مليون سني الذين تشيعوا.
هذا الموضوع لا أود الإطالة به أكثر من هذا لأقول، هذا يُعمل عليه.
وأنا أقول لكم اليوم، في ذكرى ولادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نحن مسلمون شيعة لعلي ابن ابي طالب عليه السلام أتباع مذهب الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام التي تصادف أيام ولادته، نحن نؤمن بأن أتباع المذاهب الإسلامية الأخرى كلها، نؤمن بأنهم مسلمون، لنا ما لهم وعلينا ما عليهم، وكل مسلم يملك الحرية الكاملة في أن يتّبع المذهب الذي يريد، ونحن وكما قال الإمام الخامنئي يوم الجمعة، ليس لدى أحد منا مشروع الدعوة إلى التشيّع وتحويل أي سني إلى شيعي، وليس مليار مسلم سني إلى شيعي، أي سني، أي سني، أخ عزيز سني واحد، تحويله إلى شيعي. هذا ليس برنامجنا ولا هدفنا ولا نعمل على هذا الأمر على الإطلاق، بكل وضوح.
قد نجد عند الشيعة جمعية أو شخصية أو جهة تحمل هذا المشروع، هذا شأنها، ولكن ليس الجمهورية الإسلامية في إيران، وليس الإمام الخميني، وليس الأمام الخامنئي وليس حزب الله، كما هو الحال في الساحة السنية هناك ناس يعملون على هذا الموضوع، لكن لا يستطيع أحد أن يقول ويتهم المرجعيات السنية والحركات الإٍسلامية السنية والمؤسسات الإسلامية السنية ويقول إن مشروعهم أن يحوّلوا الشيعة إلى سنة. اليوم لا أحد يعمل على هذا الموضوع.
وأتمنى أن نصل بهذه النقطة لمكان حاسم، وأن لا يسمح أي منا ـ وخصوصاً في وسط إخواننا أهل السنّة ـ لأحد أن يزرع كذباً أو فتنة من هذا النوع. أنا أقول لكم أكثر من هذا: نحن في معسكرات التدريب التابعة لنا درّبنا الكثير من المقاومين الفلسطينيين، أنا كنت أقول للجهات الفلسطينية وأقول لإخواننا المعنيين بمعسكر التدريب: انتم مع هؤلاء الإخوة الفلسطينيين تدربونهم عسكر، ما له علاقة بالمقاومة. أما الثقافة والتوجيه العقائدي فالجهة التي ينتمون لها هم يأتون بشيخ من عندهم ويثقّف. حتى نقاش وحوار فكري وديني ومذهبي ممنوع لأننا لا نود أن نفتح أي باب لأن يكون أي شبهة من هذا النوع.
كذلك أنا سأستفيد من موضوع الوحدة الإسلامية ومنه أدخل إلى الوحدة الوطنية وسأتكلم عنه بصراحة. في لبنان نحن نعتقد ونؤمن ونسلّم بأننا في بلد متعدد ومتنوّع ـ من زمان كانوا يقولون إنه بلد متنوّع ويتحفظون على كلمة متعدد، (أنا أقول) متنوع ومتعدد والذي تريدونه لا مشكلة بالتعبير ـ وأنا عندما أكون مسلما وإسلامياً على مستوى الإنتماء الفكري والحركي، ومحمدياً، لا يعني على الإطلاق ـ وهذا خطاب للمسيحيين ـ أنه ليس عندي خيار سياسي سوى إقامة الدولة الاسلامية في لبنان، أي إما دولة اسلامية أو فوضى. لا، أصلاً من عظمة الإسلام ومرونة الإسلام وحيوية الإسلام كدين وعقيدة وتشريع أن لأي جماعة مسلمة في أي بلد له ظروف وله خصوصيات هو لديه التوجيه المناسب. الأمور ليست مقفلة على الإطلاق، وبالتالي نحن كحركة إسلامية في لبنان، ونفخر بانتمائنا الاسلامي والديني، عندما نتحدث عن تعاون وطني بين المسلمين والمسيحيين وعندما نتحدث عن ضرورة بناء دولة وطنية في لبنان يتشارك فيها الجميع، يشارك فيها الجميع، ويتمثل فيها الجميع، تخدم مصالح الجميع، تحمي الجميع، تؤمّن الامن والاستقرار والعدالة والعزة والكرامة للجميع، نحن لا نتكلم سياسياً. نحن منطلقون من أصولنا الدينية العقائدية الفقهية، هذا ليس تكتيكاً سياسياً، وعلى هذا كان مراجعنا وكبار علمائنا خلال كل الفترة الماضية، من الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين إلى الإمام السيد محسن الامين ـ نتكلّم على مستوى لبنان والمنطقة ـ إلى سماحة الإمام السيد موسى الصدر وأخويه أعادهم الله بخير، إلى الراحلين الكبيرين سماحة آية الله السيد محمد حسين فضل الله وسماحة آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين (رضوان الله عليهما) إلى مراجعنا اليوم، ونحن يا إخواننا وأخواتنا اليوم، حزب الله، الحركة الاسلامية، هل نشارك في انتخابات نيابية اذا لم يكن هناك مجوّز ومسوّغ شرعي ديني، أنشارك في حكومة، اذا لم يكن مسوّغ ديني وشرعي؟
وهل هذا المسوغ الديني والشرعي انا اعمله ؟! أو المكتب السياسي بحزب الله يعمله، أو قيادة حزب الله؟! هذا موقف فقهي معنيون به علماؤنا ومراجعنا وكبارنا.
إذاً هذا خيار ديني، خيار اسلامي، وبالتالي كذلك هناك نقطة دعونا نحسمها، أن انتماءنا الديني إلى الإسلام أو المسيحية لا يمكن أن يشكل حائلاً دون أن نبني دولة سوياً، وأن يكون مجتمعنا مجتمعاً واحداً ومتكاتفاً ومتعاوناً ومتواداً أبداً وهذا منطلقاته ايمانية ودينية.
الآن هناك بعض الناس ـ ولأجل إكمال التحريض وليستمر بالتحريض، ولا يريد للناس أن تلتئم على بعضها في لبنان، يريد أن يبقى بين الشيعة والسنة هناك خصام، وبين المسلمين والمسيحيين هناك خصام، وتخويف المسيحيين دائما من المسلمين ـ يأتي بمواقف أُخذت في العام( 1982 و 1983 ) (تقول) إننا نريد إقامة جمهورية اسلامية.
صحيح، في البدايات، في الزمن الماضي (82و83 ) كان هناك إخوان، وأنا واحد منهم، خطبنا وحكينا بخيار الجمهورية الاسلامية بلبنان. وأريد أن أنهي هذا الموضوع، لأنه في كل أسبوع يتحدث أحدهم على التلفزيونات والانترنت "شغّالين فيه"، لكن أنا أريد أن أذكّر أيضاً بالقيادات المسيحية اليوم الذين يتحدثون عن الدولة الواحدة ويحكون بالديمقراطية وبالتعايش والسلمي الاهلي وبالعيش الواحد والمشترك، وذاك الوقت كانوا يتحدثون أيضاً بالوطن القومي المسيحي وكانوا يحكون بالتقسيم وكانوا يتحدثون بالفدرالية والآن يقولون توقفوا، تريدون صراحة أكثر من هكذا؟ نحنا في البدايات حكينا. أنا مسلم، إسلامي شاب، كان عمري 23 سنة أو 24 سنة أو 25 سنة، كلنا كنا شباب والآن شباب حزب الله بدأوا يشيبون قليلاً، وبعدها دخلنا على الواقع اللبناني أكثر، وقمنا بمراجعات وأجرينا دراسات وأصدرنا وثائق. وحزب الله منذ أكثر من 20 سنة خطابه واضح، وعندما يطلق خطاباً سياسياً لا يخجل من أحد ولا يخاف من أحد، وهذه قناعاتنا التي نشخّصها ونرى أن هذه هي مصلحة شعبنا في لبنان، ومصلحة المسلمين من كل الطوائف، ومصلحة المسيحيين ومصلحة البلد.
أعود الى الموضوع الأساسي: هناك شيء أنا أعددته، كنت سأتكلم عنه، له علاقة بالمنطقة وشعوب المنطقة والحركات الاسلامية والتحديات التي تواجههم كحركات اسلامية، لكن نتيجة الوقت وعندي بعد كم نقطة أود التحدث عنهم ساؤجلها." ..
اضاف "اذهب مباشرة الى العنوان المباشر الذي له علاقة بايران والمقاومة، وله علاقة أيضاً بسوريا، وإذا بقي وقت عندي كلمتان عن لبنان، رغم أن الشأن اللبناني، اذا لم يساعدني (الوقت) هناك إمكانية لتأجيله .. عندنا بـ 16 شباط ذكرى القادة الشهداء لدينا متسع من الوقت نتكلم فيه...
على خلفية كلام السيد القائد الإمام الخامنئي يوم الجمعة، سماحة السيد قال بصراحة ووضوح: نحن، الجمهورية الاسلامية، ندعم، نقدم الدعم لحركات المقاومة في لبنان وحركات المقاومة في فلسطين، ولا نريد شيئاً في مقابل هذا الدعم، وإنما نؤدي واجباً شرعياً.
طبعا بهذا الوضوح، أقدر أن أقول ـ ومن أعلى سلطة بالجمهورية الاسلامية ـ لأول مرة يصدر بهذا الوضوح الشديد وأنا أريد أن أبني عليه معالجة أمور مطروحة على مستوى الساحة اللبنانية والمنطقة وأجيب عليها.
على خلفية هذا الكلام اولاً، الآن الجهات الثانية هي تتحدث عن نفسها، وأتحدث أنا عن حزب الله. أولاً: نعم نحن نتلقى الدعم المعنوي والسياسي والمادي بكل أشكاله الممكنة والمتاحة من الجمهورية الإسلامية في ايران منذ عام 1982. في السابق كان هذا الموضوع يقال نصفه، ولا أحد كان يكذب، ولكن كنا نقول النصف ونسكت عن النصف الباقي. أي نعم، هناك دعم معنوي وسياسي، وعندما يسألوننا عن الدعم المادي والعسكري نسكت، لا نقول نعم ولا كلا ولا نريد إحراج الاخوة في إيران، إذاً الآن، عندما يقول أعلى مستوى: نحن نقدم دعماً للحركات الاسلامية انتهينا، دعونا نكون واضحين... وأهمية هذه الكلمة لأنني أريد أن أرتّب آثاراً عليها، وليس لأقول نعم إن هذا صحيح والسلام. وهذا الدعم الذي قُدم منذ البدايات هو مفخرة للجمهورية الإسلامية في إيران، لأن هذه المقاومة في لبنان التي حققت أكبر وأهم وأوضح انتصار عربي على إسرائيل في 25 أيار 2000 ما كان هذا الانتصار ليتحقق لولا هذا الدعم المعنوي والمادي ـ المادي الإيراني لحركة المقاومة في لبنان.
اسمعوني جيدا، أول انتصار عربي كبير وواضح وبلا قيد ولا شرط تحقق بدعم إيراني، وطبعاً كان لسوريا دور كبير، لكن أتحدث الآن عن إيران وحركة المقاومة التي صمدت وانتصرت في حرب تموز ما كانت لتصمد وتنتصر لولا هذا الدعم الإيراني، وحركة المقاومة في فلسطين هي المعنية بأن تتحدث عن نفسها وسواء تحدثت أم لم تتحدث فهذا شأنها، ولكن أنا شأني أن آتي لأقول هذه هي الحقيقة وأول أثر يترتب على هذه الحقيقة هو الشكر والاعتراف بالجميل والامتنان لقيادة الجمهورية الإسلامية، للإمام الخميني وللإمام الخامنئي، للمسؤولين في إيران وللشعب الإيراني الذين يدفعون أثمانا باهظة لوقوفهم إلى جانب فلسطين ولبنان والآن إيران التي يفرضون عليها عقوبات وحصاراً ويصادرون لها أموالها وأرصدتها. إذا باعت الآن فلسطين فكل شيء يُحل.
فهل هو أمر جدّي أن مشكلة أميركا في المنطقة هي الديمقراطية؟ على أساس أنه في الضفّة الثانية الديمقراطية موجودة؟ مشكلة أمريكا هي نقطتان: إسرائيل والنفط، "عُفّوا عن إسرائيل" وبيعونا نفطاً كما نريد وأهلا وسهلا بكم. فلا مشكلة لدى الأمريكي سواء أكان الحاكم مرتدياً تاجاً أم عمامة، فالمهم لديه أين أنت في السياسة. فالشكر لقيادة الجمهورية ومسؤوليها وحكومتها وشعبها دائماً، لأنه من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق، وبالشكر تدوم النعم، ولئن شكرتم لأزيدنّكم، أما كفران النعمة فيؤدي إلى ضياعها وذهابها وفواتها.
من آثار هذا الكلام أن أوضّح أيضاً في الموضوع المالي والمادي، تعرفون، ففي كل مدة يطلّون عبر وسائل الإعلام، خصوصاً الأمريكيين، يعملون على هذا الموضوع، وبعض وسائل الإعلام وبعض الإنترنت، وطبعا جزء من الإعلام اللبناني المخاصم الذي لا يقدر أن يرى فيك أية حسنة، فهل يعقل أن لا يجد لديك أية حسنة أو نقطة مضيئة؟ فكل مدة يخرجون ليتحدّثوا عن شبكات المخدرات في أميركا اللاتينية وأمريكا وأوروبا الشرقية وأفريقيا وغيرها، وأن حزب الله يدير هذه الشبكات وهي التي تموّل أنشطته بمئات أو عشرات ملايين الدولارات في لبنان.
طالما سماحة السيد القائد تكلم وكنا دائما ننفي هذا الموضوع وأنا أضيف وأقول لكم:
أولاً إن تجارة المخدرات بالنسبة إلينا حرام سواء بالعنوان الأولي أم بالعنوان الثانوي وبكل العناوين.
وثانياً: نحن أغنانا الله بدولته الإسلامية في إيران عن أي فلس في العالم حلال أو حرام ونحن لسنا محتاجين أبدا، فلا تجارة مخدرات ـ وهذا كله كذب وافتراء ودجل ـ ولا غسيل أموال، فأي إنسان تتهمونه بغسيل الأموال فحاسبوه ونحن لا نغسّل أموالاً ولا نغطّي ولا نسامح ولا نقبل بهذا الأمر، ونحن كنا قد تكلمنا مع المسؤولين اللبنانيين في الحكومة وفي البنك المركزي وأينما كان، وليس فقط ما هو من الناحية الفقهية حرام، بل حتى ما هو من الناحية الفقهية حلال ومباح بعضه نحن لا نقوم به كالتجارة، فنحن في حزب الله ليس لدينا أي مشروع تجاري اليوم في الخارج ولا في الداخل ولا يوجد أي تاجر لبناني في الخارج نودع لديه أموالاً أو لنا نسبة من أملاكه أو نأخذ نسبة من أرباحه أبدا، وحتى في الداخل اللبناني فقد مرّت فترة قديمة كّنا نمرّ قليلاً بضيق فأنشأنا بعض المشاريع التجارية وفيما بعد عندما تحسنّت أمورنا ألغينا وصفّينا مشاريعنا التجارية.
اليوم، وبكل وضوح إذا جاء احدُ ليقول إن لديه مشروعاً تجارياً لحزب الله فلا تصدقّوه، فهذا مشروع تجاري عائد له حتى لو كان من حزب الله".
واردف "نحن في قيادة حزب الله نؤمن بأن أية حركة جهادية أو حركة مقاومة أو حزب سياسي إذا اضطرّت لتعمل تجارةً ما ولا خيار لديها فلتعمل تجارة ولكن من النتائج الطبيعية للتجارة هو الفساد والإفساد عندما يتعلق الأمر بحركة جهادية، ولذلك لدينا مشكلة ثقافية وروحية مع هذا الموضوع، إذاً لا مخدرات ولا غسيل أموال ولا تجارة ولا شيء آخر على الإطلاق.
وحتى موضوع التبرعات ولكي أكون واضحاً وأُنهي الموضوع المالي، فأنا قبل سنة أو أكثر كان لدي لقاء على التلفزيون مع هيئة دعم المقاومة الإسلامية وأنا قلت لهم إنني لا أقبل أن يدق أحدٌ منكم أبواب الناس ولا تبذلوا ماء وجوهكم لأحد ولا تمدّوا أيديكم لأحد، فنحن لدينا من المال والسلاح والعتاد والقدرة المادية ما يكفي للقيام بواجبنا، لكن تركنا هيئة دعم المقاومة الإسلامية لأجل من يريد أن يشاركنا، لان هناك شيء اسمه عنوان الجهاد بالمال له خلفية ثقافية وتربوية وإيمانية وثواب وأجر فتركنا لهم الباب مفتوحاً. نحن اليوم نعمل مشاريع ومؤسسات بعشرات ملايين الدولارات، وهل تظنون أن هذه التبرعات التي تجمع من لبنان أو غير لبنان تكفي المقاومة لأسبوع واحد؟ ليس لحرب تموز بل لأسبوع واحد من دون حرب فهل تكفي هذه التبرعات؟
لذلك في الموضوع المالي فأنا شفّاف جداً وواضح جداً وبالتالي فأي إتهام يوجّه على هذا الصعيد لا أساس له من الصحة. طبعا نحن أغنياء بمعنى الكفاف، فلا يقولنّ لنا أحد غداً تعالوا وحلّوا المشاكل الإقتصادية والإجتماعية والمائية، فهذه مسؤولية الحكومة، بما يمكّننا من قيامنا بواجبنا المقاوم الذي أصبح عنوانه الكبير اليوم الدفاع عن لبنان وعن كرامة لبنان وعزته وشعبه وخيراته ونحن إن شاء الله قادرون على ذلك ولسنا بحاجة إلى أي ممارسة حلال أو حرام في العالم.
ومن آثار هذا الكلام، كلام سماحة السيد القائد أيضاً، أن هناك دعماً، ولكن في المقابل إيران، وأنا أريد أن أشهد للدنيا والآخرة وأرجو أن يسجّل هذا في كتاب أعمالي في الآخرة، ففي الدنيا من يصدّق فليصدّق ومن لم يصدّق فهذا شأنه، وأنا بيني وبين غيري كلمتي وكلمته وحجتي وحجته، إيران بكل ثقة هي مصداق لـ "إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً" منذ الـ 82 إلى اليوم، الكثير يتحدثون عن الإملاءات الإيرانية مقابل الدعم، أبداً، لا يوجد أي إملاءات إيرانية مقابل الدعم، وقد ذكرت سابقا هذا الموضوع على طاولة الحوار حين كانت برئاسة دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري، وكان الجميع موجودين والتقينا وتكلّموا في هذا الموضوع، وطلبت منهم أن يأتوا لي بمثل واحد لعمل قام به حزب الله منذ تأسيسه إلى اليوم لخدمة مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولم يستطع أحد أن يأتي بمثل واحد، لأنه لا يوجد حتى مثل واحد. وبعد نصف ساعة تذكر أحدهم موضوع الرهائن فقلت له إن موضوع الرهائن لم يقم به حزب الله وثانياً موضوع الرهائن كان له علاقة بمعتقلين لبنانيين، ولا علاقة له بإيران ومصالح إيران، وبالنسبة لطائرة ال
TWA في ذلك الوقت تدخّل الرئيس بري وقال إن هذا الموضوع فاوضت بشأنه وأخرجنا معتقلين من عتليت ومن أنصار ولم اعد أذكر من أي منطقة. فما علاقة إيران في هذا الموضوع؟ فيما بعد دخلت إيران على خط الوساطة فهذا بحث آخر. وأنا أضيف: من طاولة الحوار إلى اليوم على قاعدة التحدّي: من لديه دليل من كل اللبنانيين المحبّين والمبغضين ومن كل العرب والعالم على عمل قام به حزب الله لأجل مصلحة الجمهورية الإسلامية في إيران كمصلحة إيرانية فليتفضّل ويخبرنا. إن إيران لا تملي علينا شيئاً ولم تملِ علينا شيئاً، وهذه كلمتي ويمكنكم أن تسالوا بقية حركات المقاومة التي تلقّت وتتلقّى دعماً من إيران فهل تتدخّل إيران في خياراتها وفي قراراتها وفي توجهاتها؟ هذا غير صحيح على الإطلاق.
حتى في ما يتعلق بالتطورات الآتية في المنطقة، وهناك تحليل اليوم أن إسرائيل إذا قامت بقصف المنشآت النووية الإيرانية فماذا يمكن أن يحصل. وأنا أقول لكم في ذلك اليوم الذي أستبعده، وسنتكلم في هذا الموضوع في 16 من شباط، أقول لكم من الآن إن الإمام الخامنئي والقيادة الإيرانية لن تطلب شيئاً من حزب الله ولن تملي شيئاً ولن ترغب بشيء، في ذلك اليوم نحن الذين علينا أن نجلس ونفكّر ونقرر ماذا نفعل.
ما يجب على كل أبناء المقاومة ومجاهدي المقاومة وشعب المقاومة وشعوب المقاومة وجمهور المقاومة في المنطقة، ما يجب أن يواجهوا به هذه الجمهورية وهذا النظام وهذه القيادة هو الشكر والتقدير والإحترام على هذا الموقف وهذا الإمداد وهذا الدعم وليس أي شيء آخر.
أنتقل إلى الموضوع السوري، بدقة ووضوح، لأنّ هناك الكثير من التهويل علينا وعلى غيرنا، وأنا أقول كما كنت أقول في السابق: لا كثرة التهويل ولا قلة التهويل يمكن أن تنال من موقفنا المبني على رؤية، لا أحد يهوّل علينا، وتستطيعون مناقشتنا في رؤيتنا وبالمعطيات وبالقراءة، اعملوا على عقلنا، وإذا كان أحد يريد أن يعمل على قلبنا وأعصابنا فهذا يراهن على سراب ، بأي موضوع من الموضوعات، قلبنا وأعصابنا فيما ندرك أنه حق لا يمكن أن يهزها شيء ولو وقف العالم كله بوجهنا.
تعالوا نتحدث بالعقل وبالرؤية وبالمعطيات وبمصلحة الأمّة وبمصلحة شعوب المنطقة وبمصلحة فلسطين، وهنا أعود للملاحظة التي قلتها في البداية التي اسمها "التدقيق بالمعطيات"، هناك أمور أعرفها لأنني أنا معني بها.
مثلا قبل مدة قامت بعض الفضائيّات العربية بوضع خبر في الشريط (شريط الأخبار) و"ظل يفتل 24 ساعة"، وطبعا هي لا تقول إنها تتبنّى بل تنقل عن جهة معارضة سورية، (تقول): "حزب الله يقصف الزبداني بالكاتيوشا"، "ما شاء الله! على أساس أنّ هناك واحد يأكل سندويشة ومخبّا وبتمرق القصة"، كيف أنّ حزب الله يقصف الزبداني بالكاتيوشا؟ من أين، كيف؟، طبعا في ذلك الوقت لم يكن هناك شيء نهائيّا، بل "وَهْوَلَه". ثاني يوم "حزب الله يهاجم الزبداني وتتصدى له الجماعات المسلحة وأنّ جثث قتلى حزب الله تملأ الطرقات" حسناً أين هي جثث قتلى حزب الله، أرونا إيّاها ومن هم (أصحابها)، هذا لا يُخبّأ. هذا مَثَلْ عن الإعلام ومقاربته للموضوع السوري (...).
يوم اجتماع مجلس الأمن (...) لنرَ فِعْلْ الإعلام، يقول لك : "حِمصْ ولعانة"، بدأوا بخمسين قتيلاً، مئة قتيل، مئتي قتيل، ثلاثمئة قتيل، ثلاثمئة وخمسين قتيلاً، مئات الجرحى، 39 بناية نزلت على الأرض، (أي أحد يسمع ذلك) ينهز، وحزب الله كان لديه موقف سياسي واضح منذ أول الأحداث لكن أمام هذا المشهد كلنا يتأثر، (دعوت الإخوة) إلى أنّ يتصلوا حيث لنا أصدقاء وإخوان وثقات في حمص لا علاقة لهم بالنظام، (سألناهم) ماذا يجري في حمص، قالوا لا شيء في حمص، مثل العادة شوية إطلاق النار وشوية اشتباكات، حتى الصورة التي حصل عليها جدل، هؤلاء موالون للنظام أم من المعارضة. أنا لا شأن لي به، لكن توقيت الخبر والذي من الطبيعي أن أي أحد في العالم العربي والعالم الإسلامي مع النظام أو ضده يراه ويسمعه سوف يتأثر، هذا الضخ قبيل جلسة مجلس الأمن هل هو مبني على وقائع أم أنّ هذا تسخير للإعلام ولوسائل الإعلام والوقائع والعواطف والحساسيات والمشاعر والدم في إطار معركة تريد تحقيق هدفها بالحلال وبالحرام، أليس هكذا الموضوع؟
على هذا (الشك) قدر ما تشاؤون وبإمكاننا التحدث إلى الصباح عن أمثلة عمّا يقال في وسائل الإعلام في الموضوع السوري وليس له أساس من الصحة، أبدا ليس له أساس من الصحة.
عندما يجري الحديث عن القتلى ويقال هذا القدر منهم، لكن من هؤلاء القتلى، مَنْ مِنْ جامعة النظام ومَن مِن الأمن ومَن مِن الجيش ومَنْ مِن الناس العاديين الذين يقتلون. لا أحد يعمل هذا التفصيل بل يضعونك أمام أعداد والمطلوب منك أخذ موقف وأن تغرق في التفاصيل وتطلع من المشهد العام".
وقال "انا ما أدعوكم إليه وأدعو الناس جميعاً في العالم العربي وفي العالم الإسلامي وللذي يسمعني وللذي يريد أن يسمعني، أنا واجبي أن أقول نحن معنيون أن نخرج قليلا من التفصيل وأن نذهب للمشهد الكبير، لأنّه عندما نغرق في التفاصيل يضيع الحق والباطل، في التفاصيل ليس مِنْ أحد معصوم وفي التفاصيل الكل يرتكب أخطاء نحن وغيرنا، لكن لنذهب إلى المشهد الكبير ونطل منه لنرى ما هو الصح وما هو الخطأ ونأخذ الأمور باتجاهه، هذا إذا كان أحد يفكر في أمّة ويفكّر في سوريا وشعبها ويفكر في فلسطين ومقدساتها، ونذهب (بالشأن) الكبير لنرى كيف نعالج، وعندما ندخل إلى التفاصيل وأين الخطأ نعالجه لاحقاً أو في الطريق. دائما نضيع الإستراتيجية ونضيّع المشهد الحقيقي الكبير عندما نغرق أو يأخذوننا إلى التفاصيل.
لكن لنذهب إلى المشهد الكبير قليلاً بكلمتين، الآن الواقع في سوريا: هناك نظام ما زال قائماً وله قيادته ومؤسساته وعنده دستور، الجيش مع هذا النظام وفي الإعلام يتحدثون عن انشقاقات وبحسب معلوماتي أنّ هناك أفراداً أو بعض الضباط تركوا، لكن بمعنى انشقاق أنّ هناك كتيبة أو سرية أو فرقة أو لواء أو ما شاكل لا أظن (أنّ هناك انشقاق) وحتّى أنه لم يُدَّعى شيء من هذا، هناك جيش يقف إلى جانب هذا النظام وهم جزء منه، وهناك شريحة كبيرة من الناس تعبّر عن تأييدها لهذا النظام وتتظاهر في الطرقات والشوارع وتبين في استطلاعات الرأي ـ ولن أدخل في النسب المئويّة ـ لكن هذا واقع موجود، يعني افتراض أنّ هذا النظام الموجود الآن معزول شعبياً هو غير صحيح، والمظاهرات تؤكد هذا المعنى.(...) وقد رأيت بعض الصحف اللبنانية كتبت أنّ الذين احتشدوا في ساحة الأمويين عندما نزل وخطب الرئيس بشار الأسد أنّ هؤلاء عشرات الآلاف (من الناس) جاء بهم حزب فاعل من لبنان إلى دمشق، وحزب فاعل في الأكثرية يعني مَنْ؟ يعني حزب الله، واليوم في هذا الزمن أنّ تعابير التلميح أقوى من التصريح، هناك عشرات الآلاف دخلوا من المصنع (نقطة الحدود)، بوسطات، ذهبوا إلى ساحة الأمويين ولم يصوّرهم أحد ولم يحسّ بهم أحد إلاّ جريدة لبنانية مهتمة بهذا الشأن كي تقول أنّ لا شعب مع النظام وهؤلاء ليسوا سوريين بل هم حزب الله جاء بهم من لبنان، وعلى هذه "الدّقّة قَدْ ما بَدكن في حكي". هناك جزء من الشعب السوري ـ بمعزل عن النسبة المئوية ـ ما زالوا مع النظام.
ثانياً هناك معارضة للنظام بعضها سياسي وبعضها شعبي وبعضها مسلح وإن كان بدأت تطغى الصبغة العسكرية على المعارضة الميدانية.
ثالثاً هناك عدد من المناطق السورية فيها مواجهات مسلحة والإعلام أيضا يتناقض في نقل طبيعة وتفاصيل هذه المواجهات المسلحة لكن من المحسوم أنّ هناك مواجهات مسلحة، وهناك جزء كبير من سوريا ينعم بأمن واستقرار جيد أو نسبي أو ما شاكل. هذا داخل سوريا.
خارج سوريا، هل من أحد عنده نقاش بالمشهد العام أنّ هناك الآن قراراً أمريكياً غربياً إسرائيلياً عربياً على مستوى دول الإعتدال العربي بإسقاط النظام في سوريا؟ هذا حقيقة واقعة رأيناها في مجلس الأمن ونراها كل يوم، وهذه حقيقة.
قبل أسابيع كتب موظف في وزارة الحرب الإسرائيلية تحليلاً شخصياً يظهر منه أنّه يدافع عن نظام الرئيس بشار الأسد فما بقىي أحد في 14 آذار، من رؤسائهم وكبارهم وصغارهم لصحفهم وتلفزيونهم، إلا وأخذ التصريح، وبنوا عليه تحليلات طويلة عريضة تقول إن هناك جبهة من إسرائيل وحزب الله وإيران ونظام بشار الأسد مقابل الامة العربية كلها.
هذا جزء من التضليل والتحريف، بعدها إلى اليوم يوجد إجماع إسرائيلي، ولكي احتاط، شبه إجماع إسرائيلي على وجوب إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، أين 14 آذار، بلعوا ألسنتهم؟ لقد تغيّر المشهد وأصبحت إسرائيل في ذلك الصف وبقينا نحن لحالنا، هذه هي الحقيقة. إذاً اليوم هناك قرار أمريكي بإسقاط النظام وقرار غربي بإسقاط النظام وقرار إسرائيلي بإسقاط النظام وقرار عدد من دول الإعتدال ـ ونقول ذلك احتراما دول الإعتدال العربي ـ لماذا هل ذلك للديموقراطية وهل كلهم لديهم ديموقراطية ولديهم حقوق إنسان؟ لن نفتح هذا الملف... هذه نقطة.
لنكمل، إسقاط النظام للمجيء بنظام بديل، كُثُر ناقشونا من الأصدقاء المشتركين وقالوا لنا لماذا أنتم قلقون ولماذا تقفون مع النظام في سوريا وضد إسقاطه وهذا موقف سياسي واضح، لا مشكلة في النظام الجديد ونحن نتعهد لكم بدعم المقاومة والسلاح يصل والذخيرة تصل والموقف من إسرائيل لن يتغير وهذا قِيْل ويُقَال في الكواليس، وهناك أناس (قالوا) حسناً، إذا كان (الأمر) كذلك لماذا تورّطون أنفسكم في هذا الموقف.
نحن لا نورّط أنفسنا بل نحن منسجمون مع أنفسنا بهذا الموقف. أنا عندي تساؤل لطيف وأنا أقدّر أنّ ما هو أمام الحركات الإسلامية في الدول الناهضة التي فازت في الإنتخابات تحدٍّ كبير واستحقاقات خطيرة جداً وأتفهّم ذلك، وأنّ أمامها استحقاقات وهي مستهدفة وأنا أقول لهم أنتم مستهدفون من الأمريكيين الذين يريدون تفشيلكم وسوف يضعون أمامكم كحركات إسلامية في مصر وتونس وليبيا واليمن وأين ما كان مجموعة كبيرة من الأزمات مع خزائن خالية وضغوط وشروط صعبة وفوضى عارمة و"إعلام فلتان" وبعد ثلاث أو أربع سنوات لن تقدروا على فعل شيء، هذا استهداف حقيقي اليوم لتجربة الحركات الإسلامية وهذا بحاجة لحديث كثير مستقبلاً...
لكن بعض القيادات الإسلامية اليوم وأنا أعرفهم شخصياً وهم أصدقائي وقد جلسنا وتغدينا وتعشينا مع بعض وبيننا خبز وملح، الآن ونظراً للظروف السياسية في بلدانهم لا يأخذون مواقف واضحة في القضية القومية وفي الموضوع الإسرائيلي بل أحيانا قد تصدر عنهم مواقف ملتبسة، وعندما نراجع ونناقش يقال لنا إنّ هناك ظروفاً وعلينا تفهم الظروف وبعد "ما في شي" وهذه بعضها أنظمة بعيدة وليست من دول الطوق، فكيف إذا أتينا إلى سوريا، وهي من دول الطوق، وهناك مطالب أمريكية إسرائيلية. أمريكا وإسرائيل ستأتي غدا للبديل وتقول له نحن ساعدناك ودعمناك ونحن حاربنا سوريا من أجلك حسنا المقابل ماذا؟ هل المقابل المطلوب في سوريا هو ديموقراطية وإصلاحات فهذا الرئيس بشار حاضر أن يقدمه، لكن المطلوب هو رأس المقاومة في لبنان ورأس المقاومة في فلسطين والمطلوب رأس القضية الفلسطينية والمطلوب رأس الشعب الفلسطيني، هذه هي الحقيقة.
رابعا، النظام يقول أنا حاضر لأن أجري إصلاحات، في اليومين المقبلين حسب معلوماتي سوف يُعلن عن مسودة الدستور، ماذا كان الطلب وكل الذين تحدثوا معنا وأقصى شيء إلغاء المادة الثامنة من الدستور السوري أي المادة التي تقول أنّ الحزب (حزب البعث) هو قائد الدولة والمجتمع. القيادة السورية موافقة أن تلغي المادة الثامنة حسب معلوماتي، ثانيا تعددية حزبية موافقين، ثالثا انتخاب الرئيس موافقين وانتخابه لولايتين كمان موافقين، القيادة السورية حاضرة لعمل الإصلاحات المطلوبة وحاضرة لأن تجري حواراً، "شوي يقول لك : كلا لا نريد حوار ولا نريد إصلاحات، فات الأوان، أين فات الأوان، فهناك حرب في سوريا وهناك قتال في سوريا وهناك من يدفع سوريا إلى حرب أهلية، وطبعا هناك أناس يقولون في الإعلام إنّ هناك حرباً طائفية وهذا غير صحيح، الآن الجماعات المسلحة التي تقتل هي تقتل من أبناء الطوائف وتقتل من السنة وقتلت من السنة السوريين أكثر ممّا قتلت من أبناء الطوائف الأخرى.
ليس صحيحاً أنها حرب طائفية، يريدون دفع سورية باتجاه حرب أهلية.
الذي يريد حقن الدماء، الحريص على الدم السوري، على الشعب السوري، على مستقبل سوريا، لا يقول فات الأوان، لا يذهب إلى حوار بشروط ، "إما يتنحى الرئيس أو لا حوار"، يعني هناك استهداف. الحريص على سوريا يذهب إلى الحوار. نحن في كل شيء كان يحصل في لبنان عندما كان العرب يتحدثون معنا كانوا يقولون تفضلوا إلى الحوار بلا شروط. فلماذا في سوريا يجب أن يكون الحوار بشروط؟! هناك قيادة تقول أنها حاضرة للحوار، وحاضرة لتنفيذ إصلاحات، وحاضرة لأن تضع جدولاً زمنياً للإصلاحات، وحاضرة لمعالجة الأوضاع، فلماذا يقفل الباب؟! هل هذا حرص على الشعب السوري؟! هل هذا حرص على قوة سوريا؟! هل هذا يخدم فلسطين والقضية الفلسطينية؟! من يخدم هذا السلوك الذي تتبعه اليوم أمريكا والغرب وإسرائيل ومعهم دول عربية؟! من يخدم هذا السلوك؟! وأنا أقول ما أقول الآن لله عز وجل. يمكن أن يقول لي أحد ما "أنت مشتبه بتشخيصك". أقول هذه الوقائع، تعالوا نستعرض وقائع ومعطيات، أخرجونا من التفاصيل. في التفاصيل، هذا قتل، وذاك قتل، وذلك فعل.. هذه تفاصيل إذا غرقنا فيها سوف نذهب إلى المزيد من القتل، إلى المزيد من القتال، إلى المزيد من نزف الدماء.
تعالوا إلى المشهد العام لنعالج، فهذا هو الذي يخدم سوريا وشعب سوريا ومستقبل سوريا والعرب والمسلمين وفلسطين ولبنان.
طاولة حوار حقيقية، وهناك استعدادات للإصلاحات، فلتخفض الناس من أسقفها، والرهان على الغرب وعلى أمريكا وعلى المال والسلاح لاسقاط النظام وما سيؤدي ذلك في الطريق، وأنا رأيي هذا رهان خاسر على كل حال. المزيد من القتل والحرب والدمار والفتنة والبغضاء ما الداعي له طالما نحن في شأن داخلي ونتحدث في نظام إصلاحات فتفضلوا لنعالج هذا الموضوع. هذا هو موقفنا، مقبول توكلنا على الله، ليس مقبولاً الناس أحرار، فليأخذ كل واحد الموقف الذي يريده.
نحن نرى في هذا الموقف مصلحة سوريا وشعب سوريا ومصلحة لبنان وشعب لبنان ومصلحة فلسطين وشعب فلسطين بمعزل عن الثأر والانتقام والبغضاء والأحقاد الشخصية أو الفئوية التي ينطلق من خلالها بعض الناس".
وختم "كلمة أخيرة في الوضع اللبناني، بالنسبة للحكومة، نحن حريصون أن تستمر الحكومة، الآن، ليس مطلوباً وساطة لأن معالجة الأزمة الحالية هي مسؤولية كل الأطراف الحكومية. هناك اتصالات تفضي إن شاء الله إلى معالجة هذه الأزمة، وأقول للذين بدأوا بترتيب جاكيتاتهم و"غرافاتاتهم" للحكومة الجديدة، هذه الحكومة ستستمر لأن المطلوب في لبنان في هذه المرحلة استقرار أمني، استقرار سياسي، أن تهتم الناس بشؤون الناس الحياتية، وفي مقدمتها الكهرباء والبطالة. هذه الحكومة تحقق هذا المعنى مع أنها ليست حكومة حزب الله. الحمد الله، الآن توقفوا عن ذلك، وأمس قال أحدهم: حكومات المجموعات المتخاصمة في الحكومة اللبنانية. هذا جيد، لم تعد حكومة حزب الله. هذه الحكومة بمعزل عن توصيفها، حتى الآن، هي أساس استقرار سياسي وأمني في البلد. هناك إمكانية لأن تقوم بشيء، وهي تحاول أن تقوم بشيء ، يجب أن نجهد لأن تنجز شيئاً. وأما الآن، فالوقت ليس وقت اسقاط حكومات ولا وقت توتير سياسي وأمني في لبنان وليس مصلحة لبنان، كل المنطقة هي في رهن الأحداث التي تجري فيها، وبتعاوننا وإخلاصنا وانفتاحنا على بعضنا البعض نستطيع أن نتجاوز هذه المرحلة الصعبة إن شاء الله".


 
عناوين النشرة
*"15 ألفاً من الحرس الإيراني في دمشق لقمع الاحتجاجات بقيادة سليماني 
*دان "هدر الأرواح البريئة" وطالب الجامعة العربية "باجراءات حاسمة أمام التصعيد الخطير ضد الشعب السوري"/"التعاون الخليجي" قرّر طرد السفراء السوريين وسحب سفرائه من دمشق 
*"يونيسيف": 400 طفل قتلوا في الاضطرابات بسوريا 
*لافروف: لحل الأزمة السورية على أساس خطة الجامعة العربية.. ودمشق تريد عودة المراقبين 
*واشنطن تأمل بأن يُفهم لافروف عند لقائه الأسد مدى "عزلته"
*المرصد السوري: 98 قتيلاً حصيلة أعمال العنف في سوريا أمس
*وزارة الداخلية السورية تؤكد انها ستستمر في ملاحقة "الإرهابيين" في حمص
*ادعموا الجيش السوري الحر/علي حماده/النهار
*لبنان وسوريا أسيرا إيران/غسان حجار/النهار
*البطريرك الراعي: لبنان بحاجة إلى ذهنيات جديدة ودم جديد ورؤية جديدة لكي ينهض 
*الخاصرة الجوّالة /راشد فايد/النهار
*فيلتمان نقل رسالة بايدن: نسيب لحود يمثل أفضل ما في لبنان
*الناطق الرسمي باسم المحكمة الدولية مارتن يوسف: البروتوكول بيد أمين عام الأمم المتحدة والحكومة ومن مصلحة المتهمين حضور المحاكمة
*بلمار يصدر قرارات اتهامية جديدة قبل انتهاء ولايته تتضمن اسماً خامساً
*طالـب وزيـر العمـل بتوقيـع بـدل النقــل/سليمان عرض التطورات مع السنيورة والداعوق
*"هآرتس": إسرائيل تتهيأ لتهريب أسلحة من سوريا لـ"حزب الله"
*موقع إسرائيلي: خلاف بين نصرالله وقاسم على قيادة حزب الله
*حمّل مسؤولية مداهمات الجيش الى السلطة السياسية/زهرمان: ننتظر نتيجة الانتشار ولــن نستبق الامور
*الإفراج عن مستحقات الأملاك المشغولة من "اليونيفل" رهن الموازنة وحاريص تعتصم رفضا للتأخير وهاشم يتابع الملف
*قمة إسلاميـة- مسيحية في مطرانية بيروت دعت الحكومـة الى تجاوز الخلافات بالتفاهم وفق الدستور وقادة الدول العربية الى الاحتكام الى الحكمة والحوار
*الخلاف يستفحل بين نصرالله وقاسم.. وخامنئي الحكم! الاول مرشداً روحياً والثاني إلى الأمانة العامة/علي الحسيني/موقع 14 آذار
*جنبلاط: كان حرياً بأجهزة الأمن منع "الشبيحة" من الذهاب الى جبل العرب
*تعليق جريدة المستقبل ليوم الثلاثاء
*عون: سليمان بات الثلث المعطّل.. ولن نقبل بأي وساطة بل يجب الحسم: إما لدينا حكومة أم لا
*جنبلاى رداً على ابادي: حبذا لو يزور باب عمرو والخالدية فيرى المجازر بأم العين
*ماروني: كل معطيات مرحلة الإغتيالات بعد ثورة الأرز تتوافر اليوم والحكومة تحولت من حكومة إنقاذ الوطن إلى أخرى لإلتهام الوطن
*كتلة "المستقبل" تبدي "قلقاً" حيال الوضع.. وتطلب من الحكومة "تحمل المسؤوليات"
*منصور يصدر قرارًا بإجراء مناقلات لـ86 ديبلوماسيًا
*الطفيلي "لم يتطفّل" على نصرالله/عبد السلام موسى/المستقبل
*سكان مبنى فسوح المشتتون.. حزن وعتب/هيام طوق/المستقبل
*عبدالله الخلف: ميقاتي رسولاً للأسد عند ساركوزي وهذه الزيارة هدية من فرنسا بعد تمويل المحكمة الدولية ولكن يبقى الخداع والخيانة من شيمه/غسان عبدالقادر/موقع 14 آذار
*وهّاب: ميقاتي اختار ثروته على حساب لبنان.. ونحن نستطيع إيذاء مصالحه بمئة طريقة
*اوساط "صهر ميقاتي" تتحدث عن مؤامرة
*ولميقاتي صهر أيضاً
*حماده: أدعو هذه الحكومة الى تحرير لبنان قريبا من ..ذاتها
*العونيّة والموت السياسي/نصير الاسعد /الجمهورية
*حلف رباعيّ جَمَع حزب «القوّات اللبنانية»، «الحزب التقدّمي الاشتراكي»، تيّار «المستقبل» وحركة «أمل
*عصر الظهور» يكشف سرّ العلاقة بين إيران ودمشق/علي الحسيني/الجمهورية
*البحرين: واشنطن لا تنوي ضرب إيران
*استبعد اتخاذ إسرائيل قرار الحرب وأكد صعوبة معرفة من يتخذ القرارات في طهران
*أوباما يوقع مرسوم عقوبات جديدة على القطاع المالي الإيراني
*الفاتيكان قلق للعنف المتصاعد في سوريا
*ساركوزي: من المفاجئ جداً وقوف الروس ضد الدول العربية
*الولايات المتحدة أغلقت سفارتها في دمشق وبريطانيا استدعت سفيرها احتجاجا على مواصلة القمع
*العميد مصطفى الشيخ يشكل "المجلس العسكري الثوري الأعلى" و"الجيش الحر" يتهمه بخدمة النظام
*أبناء الأسد تركوا مدارسهم
*مقتل 3 ضباط وأسر 19 جندياً في هجوم على حاجز في ادلب
*المصرف المركزي السوري يتدخل في السوق لحماية الليرة
*الجامعة العربية تحذر من حرب أهلية وتدين استخدام الأسلحة الثقيلة
*اجتماع لـ "الوزاري الخليجي" في الرياض السبت المقبل لبحث الأزمة السورية
*السعودية تطالب باتخاذ "إجراءات حاسمة" لوقف نزيف الدم وتحذر من كارثة إنسانية
*ما الذي بوسع الخليجيين فعله للسوريين؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط
*روسيا شبه دولة ولكن ليست حقيقية/توماس فريدمان/الشرق الأوسط
*عادل إمام.. وطيور الظلام/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط
*الصراع الاجتماعي وجه آخر للمأساة السورية/غسان الإمام\مالشرق الأوسط
*سورية ونظام الممانعة المزعوم!/ د. عبدالعظيم محمود حنفي /السياسة
*قانون الانتخاب: الاختبار الحقيقي للإصلاح المنشود/بقلم فريد الخازن
*الأسد: للحسم العسكري في آذار/أسعد حيدر/المستقبل
*من مآثر العونية أن يكون عديم الثقافة وزيراً/مصطفى علوش/المستقبل
*علّقوا الجلسات الوزارية فلتعلّق وبعد أسبوع سيعودون" /المشنوق لا يرى إلا فولكلوراً ويتوقع خرقاً في 14 شباط/إيلي الحاج/النهار
*تفاهم مار مخايل.. "الوطني الحر" الى "بيت الطاعة"/كارلا خطار/ المستقبل

تفاصيل النشرة

15 ألفاً من الحرس الإيراني في دمشق لقمع الاحتجاجات بقيادة سليماني 
ذكرت مصادر إعلامية أن الحرس الثوري الإيراني أرسل مؤخراً 15 ألفاً من قوات النخبة في فيلق القدس مدججة بالسلاح إلى سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد الذي يواجه ثورة شعبية تعم البلاد من أقصاه إلى أقصاه لإرغامه على التنحي وإفساح المجال لإقامة نظام ديمقراطي تعددي بدلاً من نظام الحزب الواحد الذي يحكم سوريا منذ أكثر من أربعة عقود. وتؤكد مصادر إعلامية من جانب صحيفتي "الصباح" التركية و"هآرتس" الإسرائيلية وموقع "الصحافيين الخضر" الإيراني نقلاً عن مصدر قيادي في المجلس الوطني السوري لم يكشف عن هويته أن قائد فيلق القدس العميد قاسم سليماني انتقل مؤخرا إلى العاصمة السورية دمشق للمساهمة الفعلية في إدارة القمع الدموي للاحتجاجات المتواصلة منذ 11 شهراً ضد النظام، ووصفت هذه المصادر الدور الذي يقوم به سليماني بالأساسي. وسبق أن أبلغ مصدر في الحرس الثوري طلب عدم الكشف عن اسمه لـ"العربية"، رداً على تقارير أمريكية تحدثت عن تورط فيلق القدس بقيادة سليماني بتزويد سوريا بالأسلحة، أن إيران لم تتدخل حتى الآن في شؤون سوريا الداخلية، وأنها تعتبر ما يجري في سوريا شأناً داخلياً لكنها ملتزمة في الوقت نفسه باتفاقية دفاعية معها وأنها لن تترك سوريا لوحدها في حال تعرضها لاعتداء خارجي. هذا وذكر موقع "الصحافيين الخضر" الإيراني أن "ما يتم الحديث عنه اليوم بخصوص تدخل فيلق القدس كان قد بدأ قبل تسعة أشهر حيث أشرنا إليه في تقرير لخبرائنا بتاريخ 17 مايو 2011 وكشفنا عن انتقال مقر تابع للحرس الثوري إلى سوريا".
الاستفادة من الطيران المدني لنقل العتاد
وأعاد الموقع نشر التقرير السابق الذي جاء فيه :"أرسل الحرس الثوري في الأسابيع الماضية مجموعة مكونة من 65 شخصا بأربعة طائرات محملة بالعتاد والأسلحة إلى دمشق وتعد تلك المرة الثانية، في خلال شهر، التي يتم فيها إرسال قوى أمنية وعسكرية وعتاد من طهران إلى دمشق عبر الطيران المدني". وذكر الخبراء للموقع: "إن هذه الطائرات المدنية الإيرانية تقوم برحلات عادية بين طهران ودمشق حتى لا تثير الشكوك، تحسبا لأي عملية رصد لها"، مضيفين أن قائد فيلق ولي الأمر التابع للحرس الثوري، العقيد جباري، هو من يقود القوات المرابطة في دمشق. وتحدثت تقارير سابقة عن حضور أعداد من الخبراء والمستشارين العسكريين في دمشق كما عن تواجد قناصة إيرانيين هناك، إلا أن التقرير الحديث يشير إلى إرسال 15 ألفا من القوات الخاصة من فيلق القدس وإلى التواجد الرسمي والمحوري لقائد هذه القوات أي قاسم سليماني إلى جانب العسكريين السوريين.
إيران تدافع عن نفسها وليس عن بشار
وقال عضو حزب التضامن الأهوازي والخبير في الشؤون العسكرية، ناهي ساعدي: "ليس من المستغرب أن ترسل إيران هذه الأعداد من قواتها لنجدة النظام السوري فالمتوقع أكبر، حيث سترمي طهران بكل ثقلها العسكري والأمني والاقتصادي إلى جانب النظام السوري مهما كلفها الأمر، لأنها تنظر إلى هذه المعركة الى أنها معركة مصيرية، لا تحدد مصير النظام السوري فحسب بل مصير النظام الإيراني أيضا".وحسب ساعدي، وخلافا لما يتصوره البعض، النظام الإيراني لا يدافع عن النظام السوري دعما منه لما يمسى بـ"جبهة الممانعة" في مواجهة إسرائيل. ويذكر ساعدي أنه كان أمام طهران فرصتين لتتوقف عن عرض العضلات وتنفذ تهديداتها ضد إسرائيل فعليا ولكنها فضلت إطلاق الشعارات: الفرصة الأولى عندما تعرضت لبنان لهجوم إسرائيلي مدمر في عام 2006 ، عرفت بحرب تموز، والثانية في نهاية عام 2008 واستمرت حتى بدايات 2009 حيث تعرضت غزة لهجوم إسرائيلي كثيف، وفي الحالتين لم تحرك طهران ساكنا واكتفت بالتنديد والاستنكار والتهديد المعتاد. ويستطرد ساعدي: "ولكن اليوم نرى طهران بدأت ترمي بثقلها إلى جانب النظام السوري لأنها تشعر أن النظام السوري معرّض لخطر حقيقي وبات الرئيس بشار الأسد يفقد السيطرة على الأرض، وإذا سقط النظام السوري ستفقد طهران امتداداتها في منطقة الشرق الأوسط وتسقط من يدها ورقة خلق الأزمات في المنطقة بذريعة التصدي لإسرائيل". وكان مصدر عسكري إيراني قال لـ"العربية" بتاريخ 16 يناير/كانون الثاني الماضي: "نحن نرى حتى الساعة أن الوضع في سوريا جيد"، مشيرا إلى وجود اتصالات سورية إيرانية لتقييم الأوضاع هناك، وأضاف: "إن إخواننا في سوريا يقولون إن الأمور جيدة وهم يتوقعون الحسم في غضون شهرين". المصدر : العربية.نت

دان "هدر الأرواح البريئة" وطالب الجامعة العربية "باجراءات حاسمة أمام التصعيد الخطير ضد الشعب السوري"
"التعاون الخليجي" قرّر طرد السفراء السوريين وسحب سفرائه من دمشق
 
أعلنت رئاسة مجلس التعاون لدول الخليج العربية أنَّ "دول مجلس التعاون تتابع ببالغ الأسى والغضب تزايد وتيرة القتل والعنف في سوريا الذي لم يرحم طفلاً أو شيخاً أو امرأة في أعمال شنيعة أقل ما يمكن وصفها به بالمجزرة الجماعية ضد الشعب السوري الأعزل دون أي رحمة أو شفقة أو حتى مراعاة لأية حقوق أو مشاعر إنسانية أو أخلاقية". وأضافت الرئاسة في بيان: "إن المملكة العربية السعودية رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون تعلن بأن دول المجلس قررت سحب جميع سفرائها من سوريا والطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها وبشكل فوري وذلك بعد أن انتفت الحاجة لبقائهم بعد رفض النظام السوري كل المحاولات وإجهاضه كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة وحقن دماء الشعب السوري الشقيق". وتابع البيان: "ترى دول المجلس أن على الدول العربية المقرر أن تجتمع في مجلس الجامعة الأسبوع القادم أن تتخذ كافة الإجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب السوري بعد أن قاربت الأزمة من السنة دونما أي بارقة أمل للحل". وختم البيان: "إذ تعلن دول المجلس ذلك في معرض إدانتها الشديدة لهذه الأعمال فإنها تشعر بالأسى البالغ والحزن الشديد على هدر هذه الأرواح البريئة وتكبد هذه التضحيات الجسيمة لا لشرف الدفاع عن الوطن ضد معتدٍ أجنبي ولكن لتحقيق مآرب شخصية تهدف إلى الصراع على السلطة دونما أي اعتبار لكرامة المواطن السوري وحريته".  (واس)

"يونيسيف": 400 طفل قتلوا في الاضطرابات بسوريا 
(أ.ف. ب.)/أعلنت المتحدثة باسم منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ماريكسي ميركادو أنه "منذ نهاية كانون الثاني قتل 400 طفل واعتقل أكثر من 400 آخرين" في اعمال العنف المستمرة منذ 11 شهرا في سوريا. وأضافت أن "هناك تقارير عن اعتقال أطفال تعسفياً وتعذيبهم وارتكاب تعديات جنسية ضدهم أثناء اعتقالهم"، مشيرة إلى أن هذه الارقام جاءت من منظمات سورية لحقوق الانسان "ووجدنا أنها تتمتع بالصدقية".

لافروف: لحل الأزمة السورية على أساس خطة الجامعة العربية.. ودمشق تريد عودة المراقبين 
أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن "سوريا تود أن تواصل بعثة المراقبين العرب عملها، وكذلك زيادة عدد المراقبين". ونقلت عنه وكالة "إيتار تاس" الروسية قوله اثر لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق إن "الرئيس السوري أكد التزامه بمهمة وقف العنف من كل الجهات". كما نقلت وكالة "فرانس برس" عن لافروف قوله إن محادثاته في دمشق كانت "مفيدة جداً" وأن "روسيا مستعدة للمساعدة على حل الأزمة السورية على أساس خطة الجامعة العربية".  ("ايتار تاس"، أ.ف.ب.)

لافروف للأسد: على قادة الدول أن يتحملوا مسؤولياتهم
نقلت وكالات الانباء الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله في بداية اللقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد إن "على قادة الدول أن يتحملوا مسؤولياتهم"، مضيفاً وهو يتوجه إلى الأسد "انتم تتحملون مسؤوليتكم"، معرباً عن أمله في أن "تعيش الدول العربية في سلام ووفاق". وكانت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" أفادت أن "الرئيس بشار الأسد استقبل ظهر اليوم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي بدأ زيارة الى سوريا". (أ.ف. ب.)

واشنطن تأمل بأن يُفهم لافروف عند لقائه الأسد مدى "عزلته"
أعربت واشنطن عن أملها في أن يقوم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يزور دمشق الثلاثاء "بإفهام نظام" الرئيس بشار الاسد مدى "العزلة" التي يواجهها. وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ذلك بالقول: "نأمل في أن ينتهز لافروف هذه الفرصة ليفهم نظام الاسد جيدًا مدى عزلته". كذلك، أملت نولاند في أن يشجّع لافروف "الاسد وحلفاءه على تنفيذ خطة الجامعة العربية والبدء بمرحلة انتقالية والتنحّي". يشار إلى أنّ لافروف سيلتقي الرئيس السوري الثلاثاء في دمشق غداة لجوء روسيا والصين الى الـ"فيتو" لمنع صدور قرار دولي يدين النظام السوري. (أ.ف.ب.)

المرصد السوري: 98 قتيلاً حصيلة أعمال العنف في سوريا أمس
أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان في آخر حصيلة أن "عدد الشهداء المدنيين الموثقين" لدى المرصد السوري لحقوق الانسان ارتفع إلى 98 الاثنين بينهم 69 شهيداً في محافظة حمص ومنهم 11 جثة لأشخاص مجهولي الهوية. وأوضح أن هؤلاء قتلوا خلال القصف وإطلاق النار في أحياء بابا عمرو وكرم الزيتون وكرم الشامي والخالدية والإنشاءات وباب السباع في مدينة حمص ومدن الرستن والقصير والحولة، مشيراً إلى استشهاد 13 مواطناً في مدن وقرى ادلب ومعرة النعمان وتفتناز وحنتوتين وكفرنبل في محافظة ادلب. وفي ريف دمشق، قتل 15 شخصا أمس، هم ثمانية في القصف على مدينة الزبداني وسهل مضايا المجاور، وشخصان أحدهما طفل نتيجة اطلاق الرصاص على سيارة في بلدة سرغايا، وشخصان في حرستا خلال مداهمات وشخص في كل من سقبا ورنكوس وداريا. وفي محافظة حلب، قتل شخص من بلدة مارع إثر اطلاق الرصاص على حافلة صغيرة كان موجوداً فيها، بحسب المرصد. ولم يعرف مصدر اطلاق النار.
كما اشار المرصد الى مقتل ستة مدنيين في محافظة ادلب هم امرأتان وطفل في سقوط قذيفة على حقل زراعي كانوا يعملون فيه قرب بلدة تفتناز، فيما قتل رجل برصاص قناصة في مدينة ادلب، وقتل ناشطان في اطلاق نار من القوى الامنية السورية خلال محاولتهما تسيير تظاهرة في مواجهة دبابات النظام في معرة النعمان في ادلب. وفي خبر لوكالة "سانا" السورية الرسمية، ان "ثلاثة ضباط استشهدوا بنيران مجموعة ارهابية مسلحة هاجمت حاجزا عسكريا في بلدة البارة في جبل الزاوية في ادلب وخطفت عددا من العسكريين". وفي ريف دمشق، "اقتحمت القوات العسكرية النظامية معززة بمئات المدرعات مدينة الزبداني"، بحسب المرصد الذي أشار إلى "تزامن ذلك مع اطلاق نار كثيف وقصف من الدبابات"، فيما أكدت لجان التنسيق المحلية حصول "نزوح جماعي" من الزبداني. في المقابل، نسبت السلطات السورية اعمال العنف في حمص إلى "مجموعات ارهابية مسلحة". وأفاد التلفزيون السوري الرسمي أمس عن "انفجار خلال تحضير ارهابيين لعبوات ناسفة في أحد مباني حي الخالدية في حمص ما أدى إلى مقتل عدد منهم"، من دون أن يشير إلى عددهم، متهماً في شريط اخباري أخر "مجموعة ارهابية مسلحة" بتفجير "عبوتين ناسفتين خلف مبنى الخدمات الفنية بمنطقة الدبلان في حمص". وأضاف أن "المجموعات الارهابية تعتدي على المواطنين وقوات حفظ النظام في عدد من مناطق حمص"، لافتاً إلى أن "الجهات المختصة تلاحق الارهابيين وتشتبك معهم". وبحسب وكالة انباء "سانا" السورية الرسمية، "داهمت الجهات المختصة في اطار متابعتها للمجموعات الارهابية المسلحة بناء على معطيات ومعلومات، أحد أوكار هذه المجموعات في بساتين دوما (ريف دمشق) وقتلت عددا من الارهابيين وألقت القبض على آخرين". وذكرت نقلا عن مصدر رسمي أنه تم ضبط "عبوات ناسفة وأسلحة متنوعة بعضها إسرائيلي الصنع اضافة اإلى أجهزة اتصال ثريا ورتب عسكرية لاستخدامها في التمويه والإساءة إلى الجيش". كما تم ضبط "خرائط تكشف مخططات هذه المجموعات بالاعتداء على المؤسسات الحكومية والخاصة وبزات عسكرية ومعدات طبية وسيارات مسروقة بينها سيارة حكومية".
كذلك اتهمت السلطات "المجموعات الارهابية" بتفجير خط لنقل النفط في منطقة بابا عمرو في حمص ما أدى إلى اندلاع الحريق في مكان الانفجار، وخط لنقل الغاز شمال تلبيسة في حمص أيضاً.(أ.ف. ب.)

وزارة الداخلية السورية تؤكد انها ستستمر في ملاحقة "الإرهابيين" في حمص
أكدت وزارة الداخلية السورية أن عملية ملاحقة "الارهابيين" ستتواصل حتى استعادة الأمن في حمص، مشيرة إلى مقتل عشرات "الإرهابيين". ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن بيان لوزارة الداخلية السورية قوله: "نؤكد أن عملية ملاحقة المجموعات الإرهابية ستتواصل حتى استعادة الأمن والنظام في جميع أحياء حمص وريفها والقضاء على كل من يحمل السلاح ويروع المواطنين ويهددهم في أمنهم وأمانهم". وأشارت الوكالة إلى أن "الجهات المختصة قامت صباح أمس (الاثنين) بملاحقة عناصر المجموعات الإرهابية في عدد من أحياء حمص واشتبكت معها، ما أدى إلى سقوط ستة شهداء و11 جريحاً من الجهات المختصة، ومقتل العشرات من الإرهابيين وإلقاء القبض على عدد آخر". وأكد بيان الداخلية أن "المجموعات الإرهابية المسلحة في محافظة حمص قامت خلال الأسابيع الأخيرة بتصعيد اعتداءاتها وممارساتها الإجرامية بحق المواطنين (...) ذهب ضحيتها مئات المدنيين الأبرياء إضافة إلى قيامها بتفخيخ أبنية خاصة وتفجير بعضها وبعمليات اختطاف وسلب ونهب وتخريب للممتلكات العامة والخاصة". وأضاف البيان أن "عدداً من العناصر الإرهابية استسلموا بعدما تمت محاصرتهم في أوكارهم التي عثر فيها على كميات كبيرة من الأسلحة من ضمنها قنابل يدوية إسرائيلية وعبوات ناسفة (...) وأسلحة آلية متنوعة وذخيرة وبدلات ورتب عسكرية"، مؤكداً أن "الفرصة مازالت متاحة أمام عناصر هذه المجموعات لتسليم أنفسهم". (سانا)

 ادعموا الجيش السوري الحر!
علي حماده/النهار
سقوط مشروع القرار العربي - الغربي - الاممي بالفيتو الروسي - الصيني في مجلس الامن رغم ادخال تعديلات كثيرة عليه ليأتي قريبا من الموقف الروسي، لا يلغي ان طرح القرار في ذاته يعد انجازا مهما في المعركة الديبلوماسية ضد النظام في سوريا. فالقتل الذي يمارسه بشار الاسد وبطانته العسكرية – الامنية بحق المدنيين العزل يدفع بالامور نحو مزيد من الاستقطاب الحاد في المحافل الدولية، ولكنه في الوقت عينه يفتح الابواب امام خيارات جديدة مختلفة وخارجة عن نطاق مجلس الامن المصادر من روسيا واستتباعا الصين. فمشروع القرار الجديد الذي نعتبره ضعيفا لا يجرّم النظام في سوريا، كما انه لا يؤمن ضمانات كافية لاجراءات اممية رادعة للنظام، إما بالعقوبات وإما بالتدخل العسكري الحاسم.
فابتداء من الآن سينصب الجهد الاكبر على اجراءات تتخذ من خارج آليات مجلس الامن المعطل، وأهم الاجراءات الواردة والواجبة اثنان: اولا العمل على رفع مستوى الاعمال الاغاثية بتكثيف المساعدات وعلى فتح معابر انسانية من تركيا والاردن ولاحقا لبنان. وثانيا وضع خطة عربية – دولية – تركية طارئة وتنفيذها لدعم الجيش السوري الحر وتطوير قدراته العملانية. فالمواجهة العسكرية محتومة. وقرار بشار الاسد الاخير بالحسم يهدف الى قطع الطريق امام الجيش السوري الحر الذي تمكن في المرحلة الاخيرة من التمدد، والقيام بعمليات عسكرية في مختلف المحافظات السورية. فمن ادلب على الحدود السورية – التركية الى درعا على الحدود مع الاردن فمحيط العاصمة دمشق، وعلى كامل مساحة محافظة حمص المترامية الاطراف يتحرك الجيش السوري الحر وسط بيئة شعبية حاضنة كبيرة تؤمن له حماية طبيعية لا يجدها عسكر النظام انفسهم. ولعل التطورات الاخيرة على الارض في ريف دمشق وصولا الى بعض احياء العاصمة نفسها تؤكد ان الثورة السورية آيلة الى التوسع والتمدد وان هوامشها تكبر يوما بعد يوم، فيما هوامش النظام تتقلص الى حد باتت حمايته متوقفة حقيقة على الموقف الروسي امميا، وعلى توجه الاسد وبطانته اكثر فاكثر نحو العنف الطائفي والمذهبي شرطا لاطالة امد الازمة، وربما للتفاوض على مخرج آمن لاحقا.
ان الارض وما يحصل فوقها اهم بأشواط من الموقف الدولي في مجلس الامن. فالقتال الذي يقوم به الجيش السوري الحر بصفته جيش الثورة اليوم، وجيش سوريا الغد، هو الضمانة لمنع عسكرة الثورة الشعبية. من هنا اهمية دعم الجيش بكل الوسائل، وتأمين عمق استراتيجي لافراده شمالا، جنوبا ووسطا بحسب القدرات والمقتضيات. لن يخرج بشار الاسد من الحكم إلا بالقوة. فقد بنى والده سلطته بالعنف والقتل، والابن يتابع على الطريق نفسها فيما هو ينهار يوما بعد يوم، وسوريا تخرج شبرا شبرا عن سيطرته. من هنا نقول ان ما يحدث على الارض يحمل بشائر انتصار الثورة لا محالة.

لبنان وسوريا أسيرا إيران
غسان حجار/النهار
تابعت لأيام الجدل الدائر في المواقع الالكترونية حول كلام وزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسنجر عن حرب عالمية ثالثة، تبقي ما سماه حكومة عالمية، وهي وفق رؤيته، الولايات المتحدة الاميركية طبعاً، بعد إضعاف روسيا والصين تحديداً، والقضاء على القوة الإيرانية. وإذا كان كلام كيسنجر دقيقاً، أم مجرد توقعات بعدما ابتعد عن موقع القرار، إلا أن تركيزه على المواجهة مع إيران وروسيا والصين أمر منطقي، وهو حاصل. فالمواجهة حول سوريا في مجلس الامن وقعت مع روسيا والصين، والمواجهة في مضيق هرمز والملف النووي واقعة مع إيران، وهي تتسع عبر محاربة نظام الأسد و"حزب الله" و"حماس"، والتكتل العربي الناشئ حديثاً بمصالحة تركيا والسعودية وقطر ومعظم دول الخليج، والسعي الى ضم الأردن والمغرب الى المحور السني، ليست إلا لمزيد من محاصرة إيران. هكذا نجد أن سوريا صارت ورقة وساحة، كما كان لبنان زمن الحرب، وأن الأمور لن تهدأ ما دامت الأزمة مشتعلة مع طهران، وأن الحصار يطبق على سوريا و"حزب الله" بعدما فقدا تقريبا حليفاً قوياً هو حركة "حماس" التي عملت الدول السنية على استيعابها فأخرجتها من دائرة السيطرة السورية.
يبقى "حزب الله"الحلقة المتنازع عليها أيضاَ بين دمشق وطهران. وهو يتأثر بكلا النظامين، لكنه إذا فقد حليفاً قوياً بسقوط محتمل للنظام السوري، فإنه سيظل يستند الى إيران التي لن يتوقف دعمها له على رغم أنواع العقوبات المرتقبة، لأن طهران اذا ما خسرت ورقة "حزب الله" ستخسر حضورها في هذه البقعة، تماماً كما تفعل روسيا اليوم مع النظام السوري، الذي يؤدي سقوطه الى خسارة أخر موطئ قدم لها في الشرق الأوسط.
إذاً نحن اليوم في لبنان، ومعنا سوريا، رهائن الصراع الدائر مع إيران، ويمكن هذه الأخيرة عندما تضطر أن تحرك جبهتنا بسهولة للضغط على إسرائيل، وبالتالي على واشنطن والمجتمع الدولي، مما يعيد "حزب الله" إلى واجهة الأحداث كورقة ضغط وتفاوض، محققاً قول قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الفريق قاسم سليماني "ان جنوب لبنان والعراق يخضعان بشكل أو بآخر لإرادة طهران، وان الجمهورية الإسلامية بإمكانها تنظيم أي حركة تؤدي الى تشكيل حكومات إسلامية في هذين البلدين بغية مكافحة الاستكبار". واقع هذا الكلام الذي عادت الدوائر الإيرانية الديبلوماسية ونفته، يعكس حقيقة مفادها أن الأزمة مفتوحة الى أن تعقد صفقة إيرانية – أميركية، ومتى تحقق الأمر سنتأكد جميعاً من أننا كنا أدوات للفرس، او للصراع لا اكثر. لكن البعض لن يجرؤ على الاعتراف بهذه الحقيقة لأن العلاقة، ما بين البلدين، وجزء من الشعبين، بما فيها من ارتباط مذهبي، تحول دون ذلك.

البطريرك الراعي: لبنان بحاجة إلى ذهنيات جديدة ودم جديد ورؤية جديدة لكي ينهض 
زار البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، مدرسة الحكمة - برازيليا، في إطار جولته الثانية على أبرشية بيروت المارونية، وقال في كلمة له: "إن هذا الظرف الذي نعيش فيه بضبابية يتطلب منا أن نكون نسوراً في الوطنية، في العلم والإيمان والأخلاق". وتوجّه إلى الطلاب والهيئة التعليمية بالقول :"أود أن أقول لكم الا تقبلوا بالرتابة، لكن يجب أن يكون عندكم طموح النسور، فلا العائلة الصغيرة في لبنان ولا العائلة الوطنية الكبيرة ولا المجتمع ولا السياسة ولا الإقتصاد ولا أي شيء يبنى الا بوجود النسور". وتابع الراعي في كلمته للطلاب: "أنتم في الغد ما هو أنتم اليوم، عائلتكم في الغد هي ما أنتم اليوم، لبنان غداً هو ما أنتم اليوم، لذلك أتمنى وأملي مع كل الذين في خدمتكم ان تكونوا شخصية الرجاء التي ستعطي وجها جديدا للبنان، وقد أطلق عليكم القديس يوحنا بولس الثاني لقبين: لقب قاله لكل الشبيبة وهو "انتم حراس الفجر" إذ عندما تصلون الى منتصف النهار تتضح أمامكم الطريق، وعليكم ألا تكونوا أبدا حراس الليل أو حراس المساء أو حراس المغيب، بل عليكم أن تكونوا حراس الفجر وكل يوم يشرق علينا، تذكروا ان هذا الفجر الطبيعي هو واحد منكم". وأضاف الراعي: "أما اللقب الثاني فهو الذي قاله البابا يوحنا الى الشبيبة في لبنان في حريصا العام 1997 عندما أتى بالإرشاد الرسولي بعنوان "رجاء جديد للبنان" وهو وثيقة حية في حياتنا اليومية ولا سيما في حياة الشبان والشابات الذين يتجددون باستمرار بمناقبيتهم وأخلاقهم". وأردف كلامه بالقول للطلاب: "قال البابا كذلك عن لبنان انه لكي ينهض فهو بحاجة الى ذهنيات جديدة ودم جديد ورؤية جديدة وعقليات جديدة لان هذا الوطن عانى من حرب كبيرة بدأت عام 1975، ولهذا فهو بحاجة الى اشخاص غير عاديين ولا تقبلوا ان تكونوا عاديين. كونوا قوة جديدة وذهنية جديدة، نحن بحاجة الى ذهنيات مختلفة عن ذهنيات اليوم". بعد ذلك، توجه الجميع الى دار المطرانية في بيروت حيث أقيم غداء تكريمي للراعي والوفد المرافق ضم جميع الرؤساء الروحيين.
(الوطنية للاعلام)

الخاصرة الجوّالة
راشد فايد/النهار
اتهِم الجيش في السبعينات بأنه حارس إسرائيل جنوبا، فيما كان الاطمئنان مفترضا على الحدود البرية الأخرى لأنها كانت "محروسة" بالعروبة و"الاخوّة السورية – اللبنانية". وفيما عانى لبنان اعتداءات إسرائيلية أبعد من جنوبه، فإن الرابطة القومية والصلة الأخوية ترجمتا سطوا على سلطة الدولة اللبنانية، بلغ أوجه في "تمرير" المقاتلين الفلسطينيين من الأردن، وصولا إلى تأجيج إوار الحرب لتبرير وضع يد النظام الأسدي، بمكيافيلية أتقن الرئيس الأب ممارستها، إلى ان كان حدث 14 شباط 2005، ثم هرولة هذا النظام إلى سحب قواته في نيسان من العام نفسه. وكما افتعلت إشكالية مزارع شبعا عام 2000 لتبرير استمرار الوصاية ولمنع الاستقرار، أقيمت القواعد العسكرية، الفلسطينية إسما، والأسدية واقعا، في البقاع، تحت شعار حماية "الخاصرة" السورية، التي لم يتحرك "جسدها"، منذ العام 1973، وأمن السكينة والازدهار للاحتلال في الجولان. رفض النظام الأسدي ترسيم الحدود، حتى حين جرت "ملاطفته" باستخدام تعبير "تحديد الحدود"، واستمرت القواعد الفلسطينية، الفاقدة كل فاعلية عسكرية، "قنابل" موقوتة بتوقيت النظام الممانع، مهددة الاستقرار اللبناني. أكثر من ذلك. سعى أبو موسى، صاحب "فتح الانتفاضة" وهو برتبة أمين عام، إلى اكتساب شرعية لبنانية لسلاحه بإعلان "استعداده لنقل القواعد الفلسطينية إلى نقاط يحددها الجيش اللبناني". وتمادى في "التنازلات" فأيد إدخال جماعته وسلاحها في إطار الاستراتيجية الدفاعية الغامضة. وهو ما عارضه "مالك" آخر للقواعد هو أحمد جبريل زعيم الجبهة الشعبية – القيادة العامة. والطرفان لا يخرجان على التوجيه الأسدي، الذي يريد من هذه القواعد، في البقاع والناعمة، الإشارة إلى أن لبنان أرض سائبة، وأن مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الجيش، أعجز من أن تبسط سلطتها. مع توسع الحدث السوري، و"التوجيه السياسي" الذي حمله سفير النظام إلى الشرعية اللبنانية، اكتشف اللبنانيون أن جيشهم قادر على فرض هيبة دولتهم على الحدود، لكن شمالا، حيث التعاطف اللبناني مع الانتفاضة السورية، في وادي خالد وجبل أكروم، وليس شرقا، في السلطان يعقوب وحلوة، أي حيث يستشعر النظام الأسدي الضرر، وليس حيث تهدر سلطة الدولة. لافت قول مرجع عسكري لـ"النهار" أمس، إن الجيش سيدخل "كل المناطق التي يمكن أن تحدث فيها أعمال تشكل تهديدا للأمن القومي". لكن، ألا ينطبق الأمر على معسكرات مخابرات النظام السوري، أم أن "الأمن القومي" يعمل في اتجاه واحد، وربما بتوجيه واحد؟ حين تزرع مخابرات النظام السوري مكامنها في لبنان، يكون الأمن القومي مصونا، وحين يضمد اللبنانيون جروح إخوانهم السوريين الثائرين على حكم العسف، يصبح هذا الأمن في خطر. إذا لم تصدقوا، فاسألوا حكومة القمصان السود: فالخاصرة قد تكون عند الرأس. إنها جوّالة.

فيلتمان نقل رسالة بايدن: نسيب لحود يمثل أفضل ما في لبنان
النهار/زار نائب مساعد وزير الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان، ترافقه السفيرة الاميركية مورا كونيللي أمس، دارة النائب الراحل نسيب لحود في بعبدات، حيث قدما التعازي الى والدته السيدة ناديا وزوجته السيدة عبلة وأولاده سليم وجومانا ورلى وشقيقه سمير. ونقل فيلتمان رسالة تعزية من نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى زوجة الفقيد أكد فيها "أن نسيب لحود يمثل أفضل ما في لبنان"، معربا عن أسف "الحكومة الاميركية للخسارة الكبرى بوفاته"، ومؤكدا "استمرار دعم الولايات المتحدة للحلم الذي كان يعبر عنه نسيب لحود برؤية لبنان قويا ومستقلا". ودوّن فيلتمان في سجل التعازي كلمة أشار فيها الى ان "لا أحد يتفوق على نسيب لحود في النزاهة والمناقبية"، آملا "أن تبقى ذكرشاه مصدر إلهام لنا جميعا". وكانت عائلــة الفقيد واصلت تقبل التعازي من شخصيات رسمية وديبلوماسية وسياسية ووفود شعبية. 

الناطق الرسمي باسم المحكمة الدولية مارتن يوسف: البروتوكول بيد أمين عام الأمم المتحدة والحكومة ومن مصلحة المتهمين حضور المحاكمة
وكالات/أكد الناطق الرسمي باسم المحكمة الدولية مارتن يوسف أن قرار تجديد البروتوكول بين لبنان والمحكمة لا علاقة له بقرار غرفة الدرجة الأولى، الذي قضى ببدء محاكمة المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري غيابياً. وعن التجاذب السياسي الحاصل في لبنان حول صلاحيات تجديد البروتوكول، أوضح يوسف في حديث خاص لـ"تلفزيون القوات اللبنانية"
LFtv ان المحكمة الدولية ليست مخوّلة البتّ بهذا الموضوع، بل تبلغ مجلس الأمن بأنها تريد مهلة معينة لاستكمال عملها، أما قرار التمديد فيعود للأمين العام للأمم المتحدة الذي يتشاور مع الحكومة اللبنانية ومجلس الأمن، وعندها يصدر قرارا بتمديد العمل بالبروتوكول. وأكد يوسف أن السلطات اللبنانية مجبرة على استكمال التعاون مع المحكمة الدولية بموجب الاتفاق، وخصوصاً في مسألة استكمال التفتيش عن المتهمين الأربعة، وتسليمهم للمحكمة الدولية، على الرغم من ان غرفة الدرجة الأولى ترى أن السلطات اللبنانية قامت بالمهمة المطلوبة منها في هذا المجال. وأوضح أنه بعد أن عيّن مكتب الدفاع محامين للمتهمين الأربعة، يقوم قاضي الاجراءات التمهيدية بإعطاء محامي الدفاع المهلة التي يحتاجونها لمراجعة الأدلة المقدمة من الادعاء، على أن لا تقل عن أربعة أشهر بحسب قوانين المحكمة، وعندها يصدر قاضي الاجراءات التمهيدية قرارا حول الوقت المعين الذي ستبدأ فيه المحاكمات، متوقعا أن تبدأ المحاكمات في أواخر العام 2012. وعن المعلومات التي تتردد عن وجود اسم متهم خامس سيُعلن قبل نهاية الشهر الحالي، أوضح يوسف انه عندما تكتمل لدى المدعي العام أدلة كافية حول أي متهم، يقدم هذه الأدلة إلى قاضي الاجراءات التمهيدية الذي يراجع القرار بدوره، ويقرر إصدار أي قرار اتهام، لافتاً إلى أن ما يصدر في الصحف من معلومات حول هذا الأمر مجرد تحليلات لا تمت إلى قرار المحكمة الدولية بصلة.  وشدد الناطق باسم المحكمة الدولية على أنه من مصلحة المتهمين والعدالة الدولية ومصلحة لبنان حضور المتهمين الى المحكمة، مؤكداً أنهم سيخضعون لمحاكمة عادلة. ونفى أن يكون القرار الصادر عن غرفة الدرجة الأولى على خلفية سياسية، أو له أي اتصال بالحوادث الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا في إطار الضغط على النظام السوري، مضيفاً: "سقط النظام السوري أو لم يسقط فعمل المحكمة مستمر".وعمّا اذا كانت المحكمة ستؤثر على المشهد اللبناني مستقبلا نحو الأفضل، تمنى يوسف هذا الأمر، إلا أنه أشار إلى أن عمل المحكمة لا يزال طويلاً، داعياً الفرقاء إلى التعاون مع المحكمة وعدم إصدار الأحكام المسبقة عليها.

بلمار يصدر قرارات اتهامية جديدة قبل انتهاء ولايته تتضمن اسماً خامساً
بيروت - المركزية: كشفت مصادر قضائية مطلعة ان مدعي عام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار الذي زار بيروت قبل نحو شهر من انتهاء ولايته التي طلب عدم تجديدها لأسباب صحية, حمل الى المسؤولين الذين التقاهم اضافة الى عبارات الوداع التي حضر لأجلها, حزمة من المعلومات التي بقيت في إطار سري تمحورت حول "الخيط الرفيع" الذي يربط سلسلة الجرائم التي وقعت منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه ببعضها البعض, وعزمه على إصدار قرار اتهامي جديد في محاولة اغتيال الوزيرين السابقين الياس المر ومروان حمادة واغتيال أمين عام الحزب الشيوعي سابقاً جورج حاوي قبل انتهاء ولايته, يسلمه الى قضاء الإجراءات التمهيدية في المحكمة القاضي دانيال فرانسين الذي يعود اليه اعلان القرار او استنسابية ابقائه طي الكتمان وفقاً لما يرتأي. وأبلغ بلمار من التقاهم عن متهم خامس سيعلن اسمه قريباً, رافضاً الافصاح عن هويته أو مدى ارتباطه بأي من الملفات التي تحقق فيها المحكمة الدولية, إلا انه أوضح ان هيئة المحكمة باتت على قناعة بصدقية موقف لبنان إزاء عدم قدرة السلطات المختصة على إلقاء القبض على المتهمين الأربعة المنتمين إلى "حزب الله" سليم عياش ومصطفى بدر الدين وحسين العنيسي وأسد صبرا لوجودهم خارج الأراضي اللبنانية, بعدما بذلت الأجهزة المعنية أقصى جهودها ولم تتمكن من توقيفهم وتبعاً لذلك قررت المحكمة بعد التجديد لها المباشرة بالمحاكمات الغيابية. وبحسب المصادر, فإن بلمار الذي لم يفصح عن هوية خلفه, على رغم سماعه السؤال في هذا الخصوص في أكثر من لقاء, أكد انه يعد تقريراً مفصلاً يوضح فيه نتائج ما وصلت اليه التحقيقات التي أجراها منذ تسلمه مهامه بالتفصيل سيضعه امام المحكمة لتسليمه الى خلفه, بحيث يتسنى له إكمال المهمة في ضوئه. ولعل أهم ما كشفته بلمار في لقاءاته اللبنانية هو إبلاغ محادثيه ان قراراته الاتهامية لا تستند فقط الى داتا الاتصالات التي حصل عليها, وإنما ترتكز الى اثباتات وقرائن عدة قد يصار الى نشرها لاحقاً.

طالـب وزيـر العمـل بتوقيـع بـدل النقــل
سليمان عرض التطورات مع السنيورة والداعوق

المركزية- تناول رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم مع وزير العمل شربل نحاس اوضاع وزارته، والسبل الآيلة الى معالجة المطالب العمالية ولا سيما منها المرسوم ومشروع القانون المتعلقان ببدل النقل، وطالبه بتوقيعهما. كما تناول اللقاء مشروع قانون يتعلق بحقوق الانسان وبما خص حقوق العمال والانضمام الى منظمة العمل الدولية. واستقبل الرئيس سليمان الرئيس فؤاد السنيورة وعرض معه التطورات على الساحتين الداخلية والإقليمية والاتصالات الجارية لمعالجة عدد من الملفات المطروحة في الداخل. واطلع رئيس الجمهورية من وزير الاعلام وليد الداعوق على الاستعدادات والخطوات التي تقوم بها الوزارة لتعزيز الاعلام الرسمي المرئي والمسموع، إضافة الى الدور الذي تقوم به على صعيد ضبط الاعلام ككل بما يساهم في تهدئة الخطاب السياسي وترسيخ الاستقرار العام، خصوصا في هذه الفترة. ومن زوار بعبدا النائب مروان فارس والنائب السابق غطاس خوري، حيث عرض الرئيس سليمان مع كل منهما للأوضاع العامة.

"هآرتس": إسرائيل تتهيأ لتهريب أسلحة من سوريا لـ"حزب الله"
المركزية- أعلنت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن إسرائيل تتخذ الإستعدادات التدابير اللازمة تحسبا من إحتمال تهريب أسلحة متطورة الى "تنظيمات إرهابية" مختلفة من سوريا نظرا لتدهور الأوضاع فيها. واضافت الصحيفة ان القلق الرئيسي يتمحور حول احتمال امداد التنظيمات الارهابية بما فيها حزب الله بصواريخ مطورة ضد الطائرات وصواريخ منحنية المسار للمدى البعيد واسلحة غير تقليدية.

موقع إسرائيلي: خلاف بين نصرالله وقاسم على قيادة حزب الله
المركزية- ذكر موقع "قضايا مركزية" الإسرائيلي أن خلافاً نشب بين الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ونائبه الشيخ نعيم قاسم على زعامة الحزب وصل في الفترة الأخيرة الى حد قطع الإتصالات بينهما. ونقل الموقع عن مصادر في الحزب أن الشيخ قاسم يعارض استمرار السيد نصر الله في قيادة الحزب، وقد برزت هذه المعارضة بعد حرب تموز على لبنان عام 2006، وكذلك بالاستناد الى النظام الداخلي للحزب والذي يمنع تسلم الامانة العامة لاكثر من فترتين. واضاف الموقع ان الخلاف كان سينفجر عام 2008 عندما كان من المقرر أن يجتمع مجلس الشورى في الحزب لانتخاب الامين العام، وقد تم تأجيل هذا الاجتماع لأسباب أمنية ولم يعقد حتى الآن، وهذا ما دفع الشيخ نعيم قاسم مع بعض القيادات الأخرى الى رفع صوتهم مطالبين بإنهاء زعامة السيد حسن نصر الله للحزب، وقد وصل الامر أخيرا الى قطع الاتصالات بين السيد نصر الله والشيخ قاسم. واشار الموقع إلى أن القيادي في حزب الله الشيخ محمد يزبك يساند الشيخ نعيم قاسم في هذا الموقف، حيث توجها الى المرشد الأعلى للثورة الاسلامية في إيران السيد علي خامنئي وبحثا معه استمرار السيد حسن نصر الله في زعامة الحزب، الذي بدوره طلب تأجيل هذا الموضوع والانتظار لما ستؤول اليه الامور في سوريا.

حمّل مسؤولية مداهمات الجيش الى السلطة السياسية
زهرمان: ننتظر نتيجة الانتشار ولــن نستبق الامور

المركزية- تمنّى عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد زهرمان ان "تكون المداهمات التي ينفذّها الجيش اللبناني في المناطق المتاخمة للحدود الشمالية ضمن سياق حماية الامن اللبناني والحدود اللبنانية"، لافتاً الى "اننا "كنواب "المستقبل" في عكار ننتظر نتيجة هذه المداهمات، ولن نستبق الامور". وذكّر في حديث لـ "المركزية" اننا "كنّا من اوائل من دعا الى انتشار الجيش اللبناني على الحدود لحماية المدنيين من الاعتداءات السورية المتكررة للسيادة الوطنية، ولمنع تهريب السلاح"، اسفاً لان "انتشار الجيش تزامن مع دعوة السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي الى ضبط الحدود مع لبنان ومنع اللاجئين السوريين من الدخول الى الاراضي اللبنانية". واعتبر ان انتشار الجيش اللبناني تتحمّل مسؤوليته القيادة السياسية، لذلك نتمنّى ان يكون الغطاء السياسي الذي اعطي للجيش لتنفيذ مداهماته شمالاً ان يكون ضمن نطاق حماية الحدود اللبنانية، ومنع استيراد الازمة السورية الى الداخل اللبنانية".وذكّر زهرمان باننا "سبق وحذّرنا من ان تكون الانتهاكات السورية للاراضي اللبنانية، مقدمة لعمل عسكري ما داخل الاراضي اللبنانية، لان النظام السوري الذي ذهب في اتّجاه خيار الحسم العسكري، ربما سيقوم بخطوة متهوّرة داخل اراضي لبنان، اما لمعاقبة الاهالي لإيوائهم اللاجئين، واما لملاحقة مهربي السلاح".

الإفراج عن مستحقات الأملاك المشغولة من "اليونيفل" رهن الموازنة
حاريص تعتصم رفضا للتأخير وهاشم يتابع الملف

المركزية ـ إعتصم أهالي حاريص أمام مقر الوحدة الماليزية العاملة في إطار "اليونيفل"، إحتجاجا على تأخير الدولة دفع المستحقات لأهالي الجنوب الذين تشغل القوات الدولية عقاراتهم ومنازلهم وأراضيهم، تطبيقا للإتفاق الذين أبرم بين "اليونيفل" والحكومة اللبنانية العام 1978. وفي هذا الإطار، قال النائب قاسم هاشم لـ"المركزية": نتابع حقوق المواطنين منذ العام2007 وما يتوجب على الحكومة لقاء تأجير أملاكهم وعقاراتهم وأراضيهم ومنازلهم لـ"اليونيفل"، مشيرا الى انه كان وجه سؤالا للحكومة السابقة بإسم كتلة "التحرير والتنمية" في هذا الشأن ووضعت الحكومة الحالية في الموازنة 29 مليار ليرة تكفي لسداد المستحقات التي تعود للجنوبيين لقاء إشغال القوات الدولية لأملاكهم على مرحلتين ما قبل العام 2003 وما بعده، لافتا الى ان الأمر يتوقف على إنجاز الموازنة لتتم المباشرة بالدفع، علما ان مجلس الوزراء كان أقر في 21 أيلول الفائت سلفة قدرها 29 مليار ليرة لدفع المستحقات. بدورها، أشارت مصادر بلدية جنوبية لـ"المركزية" الى ان رقعة الأراضي والعقارات التي تشغلها "اليونيفل" في الجنوب إرتفعت وتوسعت بعد عدوان تموز 2006 ، حيث وصل عدد جنودها المنتشرين في الجنوب الى 13 ألف جندي دولي يشغلون نحو 1500 منزل وعقار وقطعة ارض لم يتم دفع مستحقاتها لأصحابها سوى بنسة ثلاثة مليارات ونصف من أصل 5 مليارات ليرة لبنانية عام 1996.

قمة إسلاميـة- مسيحية في مطرانية بيروت دعت الحكومـة الى تجاوز الخلافات بالتفاهم وفق الدستور وقادة الدول العربية الى الاحتكام الى الحكمة والحوار
المركزية- اتسمت القمة الروحية الاسلامية- المسيحية لتي انعقدت في دار مطرانية بيروت المارونية لمناسبة الجولة الرعوية للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بأجواء هادئة ومريحة كما أعلنت مصادر المشاركين لـ"المركزية"، قائلة:" أن العنوان الأبرز لهذه القمة هو الشراكة والمحبة والألفة، شعار البطريرك الراعي الذي بدأ فيه مسيرته، لافتة الى ان الجميع ابدى وجهة نظره لناحية الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وكان تشديد على ان الهدف الاساس من اللقاء هو الحوار والتواصل بين الطوائف،الأمر الذي يعكس الطمأنينة لدى أبناء البلد الواحد، خصوصا مع ما يحيط بلبنان من أخطار ومصاعب". وكانت القمة التأمت في الثانية عشرة والنصف ظهر اليوم واستمرت لغاية الثانية بعد الظهر، وأعقبتها مأدبة غداء شارك فيها الحاضرون.
وحضرالى جانب البطريرك الراعي: متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف يونان، بطريرك انطاكية والاسكندرية واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، كاثوليكوس الارمن الارثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأول كيشيشيان، بطريرك كيليكيا للارمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر، الشيخ امين الكردي ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان ممثلا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن يرافقه القاضي غاندي مكارم، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ اسد عاصي، والمطارنة: ميشال قصارجي (الكلدان) ميشال عون، طانيوس الخوري، كيريللوس بسترس، جان كيروز، بولس دحدح، دانيال جوريه، كيغام خاتشاريان. كما شارك في القمة: القس سليم صهيون، القاضي فؤاد البعيني، السيد ريان حسن، القس حبيب بدر، حارس شهاب، محمد السماك والمونسنيور جوزف مرهج. وبعد التقاطهم الصورة التذكارية انتقلوا الى مائدة الغداء. وفي ختام اللقاء، أذاعت أمانة سر مطرانية بيروت البيان الآتي:" بدعوة كريمة من رئيس أساقفة بيروت للموارنة سيادة المطران بولس مطر، التقى رؤساء الطوائف المسيحية والاسلامية حول غبطة البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى الذي يواصل زياراته الراعوية لأبرشية بيروت المارونية، والذي سيتوِّجها يوم الخميس 9 شباط الجاري بترؤسه قداس عيد مار مارون شفيع الطائفة المارونية في كاتدرائية مار جرجس - وسط بيروت. وكان اللقاء الروحي لقاء محبة وتواصل وصورة عن لبنان الذي نريد، ليكون نموذجا للقاء الأديان في المنطقة. وكانت دعوة من أصحاب الغبطة والسماحة والسيادة للمسؤولين في لبنان الى عقد الخناصر من اجل سلام لبنان واستقراره ووحدة أبنائه. كما كانت دعوة لوحدة الموقف والخطاب الوطني في وقت يمر فيه لبنان والمنطقة العربية في ظروف صعبة ومعقدة". وقد وجّه أصحاب الغبطة والسماحة والسيادة نداء الى الحكومة اللبنانية لتجاوز الخلافات التي تعصف بها بالتفاهم وفقا للأصول الدستورية من أجل المصلحة العامة العليا ولمعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية والوطنية والإدارية الملحة، التي يعانيها اللبنانيون جميعا، وتوجهوا الى اللبنانيين عموما والى المسؤولين خصوصا للتمسك برسالة لبنان وطنا للعيش الواحد يحترم كرامة الإنسان وحقوقه ومصالحه، وللترفع عن الانقسامات والخلافات التي تعطل مسيرة الدولة والحكم الرشيد، ولتحمل الشأن المصيري في إطار الأحداث الجارية في المنطقة. كما وجهوا نداء الى قادة الدول العربية للاحتكام الى الحكمة والحوار ونبذ العنف وسفك الدماء، لتحقيق الاصلاحات اللازمة الداخلية المطلوبة ولمواجهة التهديدات العدوانية الإسرائيلية بوحدة الموقف والهدف، ولعب الدور في إحلال السلام والعدالة في المنطقة، وناشدوا المجتمع الدولي توظيف دوره في تسهيل الوصول الى هذه الأهداف".

الخلاف يستفحل بين نصرالله وقاسم.. وخامنئي الحكم! الاول مرشداً روحياً والثاني إلى الأمانة العامة
علي الحسيني/موقع 14 آذار
صراع خفي يدور منذ فترة في أروقة "حزب الله" بين الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله الرمز المقاوم الاول بالنسبة الى الاكثرية الساحقة من مقاومي الحزب وجمهوره وبين ونائبه الشيخ نعيم قاسم الراديكالي المتشدد بحسب بعض الحزبيين والذي لم يهضم حتى اليوم إعتلاء نصرالله لسدة الامانة العامة للمرة الرابعة، علماً أن نظام الحزب الداخلي يمنع التجديد للأمين العام لأكثر من ولايتين متتاليتين.
في العام 2008 أخذ صراع بين الرجلين يتجه نحو مزيد من التازم بسبب عدم هضم قاسم لمسألة تجديد البيعة لنصرالله خلال المؤتمر السابع التي دعت اليه قيادة الحزب لإنتخاب مجلس قيادة جديد، تحت ذريعة أن الوضع العام في لبنان والمنطقة لا يحتمل الإستغناء عن نصرالله، خاصة وان الحزب كان حتى تاريخ المؤتمر واقع تحت صدمة حرب تموز التي أسفرت عن خسائر فادحة في صفوف الحزب على صعيد الأرواح البشرية والعتاد العسكري،وما تلاها من إغتيال للقائد العسكري الاول عماد مغنية.
اوساط مطلعة على أروقة القرار داخل "حزب الله" كشفت لموقع "14 آذار" الإلكتروني" أن الصراع بين نصرالله وقاسم يعود الى ما قبل حرب تموز 2006 عندما بدأ الاخير بالاعتراض على تمديد ولاية نصر الله للمرة الرابعة لمنصب امين عام "حزب الله" التي وبحسب النظام الداخلي للحزب لا يحق للأمين العام التمديد لأكثر من ولايتين متتاليتين، مضيفة "ان اصرار الاكثرية الناخبة في كل مرة هي التي جعلت من نصر الله اميناً عاماً للمرة الرابعة ولتبدأ مرحلة جديدة من التعاطي بين الرجلين".
وتابعت " يومها أخذ أن قاسم بالتحريض على الامين العام من داخل الحزب مستعيناً ببعض النواب والقياديين المحسوبين عليه قبل أن يتم كشفهم ومن ثم إبعادهم عن دائرة القرار شيئاً فشيئاً من خلال إستحداث مراكز جديدة لهم، وعلى رأس هؤلاء ع م ــ ع ق ــ م ب"، مؤكدة "أن هؤلاء تمكنوا من إقناع رجل الحزب الاول في البقاع الوكيل الشرعي للخامنئي الشيخ محمد يزبك بالاصطفاف معهم ليشكلو جبهة رافضة للطريقة التي يتبعها نصر الله، متهمين إياه باحتكاره للمال الايراني، وبالإستحواذ على المردودات المالية العائدة من مؤسسات الحزب".
ولفتت الى ان "نصرالله متهم بصرف ميزانية شهرية تفوق المليوني دولار على جهاز أمنه الخاص المؤلف من مائة وخمسون عنصراً، والمجهزين بأحدث المعدات العسكرية والاسلحة المتطورة منها ما هو أميركي واسرائيلي الصنع"، جازمة " أن كل تلك الأمور حملت قاسم ويزبك وبعض المحسوبين عليهم بالتوجه الى ايران للقاء الخامنئي ووضعه في صورة ما يرتكبه نصر الله من تجاوزات لنظام الحزب دون العودة الى مجلس الشورى". وأكدت "بأن المال الذي يتم تحويله الى نصرالله من ايران هو ما يدفعه الشعب الايراني لدولته كضرائب قبل أن يقوم الخامنئي بتحويل جزءاً منه الى "حزب الله" في لبنان على انه مال "خمس وذكاة" وطاهر ونظيف". وكشفت" أن الخامنئي بصدد إتخاذ قرار خلال الأشهر المقبلة وتحديداً بعيد إنتهاء الازمة السورية، بسحب مسؤوليات القائد العام للجناح العسكري "لحزب الله" من نصر الله ووضعها بيد قاسم، على ان يكتفي الأول بصفة المرشد الاعلى للحزب"، مشيرة الى "أن هذه سبقها زيارة قام بها وفد من استخبارات الحرس الثوري الايراني للبنان اجرى خلالها تقيماً شاملاً للأوضاع العسكرية والتنظيمية والمالية للحزب".
وشددت على ان "هناك إختلافات عميقة في وجهات النظر بين الرجلين، خصوصاً تلك المتعلقة ببنية الجسم المقاوم إضافة الى بعض الاعتراضات على عدد من الوجوه السياسية التي تمثل الحزب سواء في مجلس النواب او خارجه"، جازمة أن "موقع قائد المقاومة العسكرية في الجنوب لم يزل حتى الساعة محل تجاذب ونقاش قوي بين نصرالله وقاسم وبعض القياديين الميدانيين".
وذكّرت الأوساط بجملة كان تلفظ بها نصرالله منذ اعوام عبر من خلالها عن هواجسه تجاه شهية قاسم في تولي منصب الامين العام، عندما قال: " اذا قتلت على يد إسرائيل أو حدث لي شئ من هذا القبيل، فهذا نائب الامين العام ينتظر، ليعود ويستدرك الامر ويقول (عم بمزح)". وأردفت " تلك الاجواء المشحونة والمتشنجة بين نصر الله وقاسم انعكست منذ فترة على جماعات الامن داخل الحزب"، مشيرة الى ان هناك "خلاف كبير عنوانه بين جهاز أمن في "حزب الله" يديره نائب سابق يتبع للسفارة الإيرانية اعضاءه ملزمين بمرجعية الخامنئي، وبين جهاز أخر أكثر فعالية خصوصاً في الضاحية الجنوبية يسمى بوحدة الارتباط والتنسيق يرأسه الحاج وفيق صفا هدفه ألاول والأخير حماية نصر الله" من اي مكروه أمني قد يتعرض له". وخلصت الى ان "التبياين حول إدارة الملفات المستعصية كالأحداث في سوريا والتعاطي مع الشأن الداخلي وخاصة في موضوع المحكمة الدولية جميعها أمور أدت الى إنقطاع التواصل الشخصي بين نصرالله وقاسم في الاونة الاخيرة"، جازمة انه وبمجرد الإنتهاء من الاوضاع الحاصلة في سوريا سوف يصدر الخامنئي قراره النهائي بالطلب بإعفاء نصرالله من مهامه الحزبية وتجيرها لصالح قاسم، مع حفظ ماء وجه الاول من خلال إستحداث منصب قديم جديد تحت عنوان المرشد الروحي لـ"حزب الله" وهو المركز الذي سبق وألصق بالراحل السيد محمد حسين فضل الله دون ان يبدي موافقته".

جنبلاط: كان حرياً بأجهزة الأمن منع "الشبيحة" من الذهاب الى جبل العرب
المستقبل/انتقد رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط "ممارسة حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي من روسيا، ثم الصين"، مشدداً على ان "هذا الفيتو بمثابة صفعة للشعب السوري الذي يطالب بحقوقه المشروعة في الحرية والديموقراطية واهانة للثورة السورية التي ارادت الخروج من الديكتاتورية نحو الديموقراطية".  ورأى انه "آن الاوان للسلطات الرسمية ان تعترف بوجود النازحين السوريين"، مؤكداً انه "افضل من الاستعراضات العسكرية المجوقلة في المناطق". ولفت الى انه "كان حرياً ببعض الاجهزة الامنية اللبنانية ان تمنع بعض "الشبيحة" من قرى جبل لبنان من الذهاب الى جبل العرب في سوريا للقتال ضد الثوار والمناضلين الذين يرفضون السكوت عن الواقع القائم ويناضلون في سبيل التغيير". وقال في موقفه الاسبوعي لجريدة "الانباء" الصادرة عن الحزب "التقدمي الاشتراكي" ينشر اليوم: "لقد أتت ممارسة حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي من روسيا، ثم الصين، لتقضي على ما تبقى من مبادرة الجامعة العربية التي حاولت ترتيب حل سياسي للازمة في سوريا يفضي الى الخروج من الاحادية ونظام الحزب الواحد والحاكم الاوحد نحو ارساء التعددية والديموقراطية والتنوع بعيدا عن الوعود الاصلاحية الوهمية التي لم تتحقق ولن تتحقق".
اضاف: "لقد جاء هذا الفيتو بمثابة صفعة للشعب السوري الذي يطالب بحقوقه المشروعة في الحرية والديموقراطية واهانة للثورة السورية التي ارادت الخروج من الديكتاتورية نحو الديموقراطية. وسيعطي هذا الفيتو المزيد من الوقت للنظام للاستمرار في استخدام العنف وارتكاب المجازر وقتل الابرياء في جميع انحاء سوريا دون استثناء"، لافتاً الى ان "هذا الفيتو المزدوج هو أيضاً إهانة لكل الشعوب العربية الطامحة لنيل حريتها والباحثة عن مستقبل افضل في بلدانها بعد ان قبعت بمعظمها لعقود وعقود تحت نير الظلم والاستبداد والقمع والاذلال". واكد ان "هذا الفيتو يتناقض اقله من هذه الزاوية، مع حقوق الانسان الاساسية والطبيعية التي اقرتها المواثيق والقوانين والاعراف الدولية".
وتابع: "هذا الفيتو يأتي بعد ثلاثين عاما على مجزرة حماه، وكأنه يعطي الضوء الاخضر في مكان ما لتنفيذ مجزرة مشابهة في مدينة حمص في محاولة لإركاعها، وقد نفذت امس الاول مجزرة كبيرة فيها بهدف تهديمها وتهجير اهلها وتيئيسهم وثنيهم عن المطالبة بحقوقهم المشروعة واجبارهم على الخضوع. فمصير الوحدة الوطنية وعروبة سوريا بات مرتبطا بمصير مدينة حمص". واردف: "أما لبنانيا، فإذا كانت سياسة النأي بالنفس ربما تصلح في المحافل العربية والدولية نظرا لخصوصية الموقف اللبناني ازاء الازمة السورية، فإنها لا تجدي في طريقة التعاطي مع النازحين السوريين الذين آن الاوان للسلطات الرسمية ان تعترف بوجودهم، فهم بمثابة شعب منكوب يحتاج الى العون والمساعدات الطبية والاجتماعية والغذائية والانسانية بكل اشكالها. وهذا افضل من الاستعراضات العسكرية المجوقلة في المناطق الحدودية الشمالية. وهل نسينا".
وختم: "ان الشعب السوري قد استقبل عشرات الآلاف من اللبنانيين النازحين اثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان، من هنا، يكفي التلطي خلف مقالات صحافية وتقارير اعلامية مشبوهة حول "الجيش السوري الحر واعتبارها ذريعة للتقاعس عن القيام بالواجبات الانسانية او للانقضاض على النازحين. وكان حريا ببعض الاجهزة الامنية اللبنانية ان تمنع بعض "الشبيحة" من قرى جبل لبنان من الذهاب الى جبل العرب في سوريا للقتال ضد الثوار والمناضلين الذين يرفضون السكوت عن الواقع القائم ويناضلون في سبيل التغيير".

تعليق جريدة المستقبل ليوم الثلاثاء
آخر إبداعات التحالف الانقلابي هو الخروج بنظريّة غير مسبوقة في أي عالم انقلابي آخر ولا في أي مخيّلة انقلابية: الخروج إلى الشارع في تظاهرات ضدّ "الذات". هذا ما فهمناه من كلام مسؤولي "حزب الله" الذين زاروا جنرال الرابية أمس، وأعلنوا تماهيهم معه داخل الحكومة في وجه رئيسها نجيب ميقاتي. الغريب العجيب هو أن التلويح بالتظاهر أو القيام به فعلاً لن يكون إلاّ ضدّ حكومة شكّلها "حزب الله" وسيطر على ثلثها حليفه ميشال عون ويُمنع عليها أن تفعل أي شيء إلاّ برضى هذين الطرفين الموصولين مباشرة بخط الممانعة المتجلّي في هذه الأيام العصيبة في حمص وجوارها. يريدون التظاهر ربما ضدّ وزير الكهرباء! أو أن الأمر برمّته محاولة من "حزب الله" لتسليف ميقاتي مواقف يمكن أن يستثمرها خلال رحلته الباريسية المقبلة...
قصة التظاهر، من فرط غرابتها، تستنفر كل الاحتمالات. لكن مع ذلك يبقى الاحتمال الآخر وارداً، أي أنّ كل ما يحصل في هذه الحكومة العجيبة ليس إلاّ تناتشاً وتحاصصاً وتوزيع مغانم على حساب اللبنانيين أينما كانوا. وفي هذه الحالة يبقى حلف عون ـ "حزب الله" تتمّة لحلفهم خارج الحكومة ضدّ مكوّنات فاعلة وأساسية في لبنان. فماذا تراه فاعلاً "مسيو" ميقاتي؟! إنها بالفعل إحدى أبرز علامات هذا الزمان وغرائبه وعجائبه. حكومة تتظاهر ضد حالها، ورئيس دولة يقصف ويقتل ويرتكب المجازر بحق شعبه، وقوى ممانعة لا تعرف دباباتها إلا دكّ مقوّمات أهلها وشعبها وتسويتها بالأرض، فيما إسرائيل تفرك اليدين وتفرد الجناحين وتطلق أنشودة ولا أحلى منها: طالما أن هذه هي الممانعة التي تواجهنا فليكن كل العرب ممانعين!!. حكومة انقلابية، هي صفوة نتاج ممانعة آخر زمن. يا زمن!

عون: سليمان بات الثلث المعطّل.. ولن نقبل بأي وساطة بل يجب الحسم: إما لدينا حكومة أم لا
تطّرق رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون عند الأزمة الحكومية وقرار رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي تعليق جلساتها بالقول:"نحن مارسنا حقّنا في مجلس الوزراء (بالاعتراض على الإسم الذي انتقاه ميقاتي لترؤس الهيئة العليا للتأديب)، فعندما يكون هناك مرشح يجب أن يكون مستوفٍ للشروط وفي حد أدنى للأقدمية". وأضاف: "في السلك العسكري الذي تعتبر فيه الأقدمية العامل الأكثر فاعلية، لو اتبعت الأقدمية لما كان فخامة الرئيس (ميشال سليمان) ليأتي قائداً جيش لأنه لم يكن الأقدم".  عون، وفي مؤتمره الصحافي اثر الجلسة الإسبوعية لتكتله في الرابية، رأى أن "الكفاءة تعني المعرفة في الوظيفة التي سيُعيّن بها الشخص وتعنى إحترامه للمعايير الأخلاقية والقانونية وأن يكون انسان "شغّيل" يتمتع بالفاعلية في عمله. عندما يستوفي شخص ما هذه الشروط يتم حينذاك تعيينه". وعاد إلى مسألة الصلاحيات في مجلس الوزراء بالقول :"نحن مُعتدى علينا في ممارسة السلطة التي هي من صلاحياتنا دستورياً، ولكن من يعتدي علينا؟ إنهما رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، فالأخير ليس له لا صلاحية ولا صفة لأنه ليس السلطة التي تقترح، ونحن في النهاية نريد أن نعرف من يمارس الإجرائية داخل مجلس الوزراء". عون الذي اعتبر أن "رئيس الجمهورية تجاوز صلاحياته ويريد فرض رأيه ديكتاتورياً وبالتجاوز"، عاد وسأل :"استناداً إلى ماذا تم ايقاف الجلسات (بمجلس الوزراء)؟ كل "ساعة والثانية" يتلاعبون بالدستور حتى أصبحت المواد الدستورية بلا قيمة. في حين أن رئيس الوزراء لا يعقد الجلسات، وهذا يعني أنّه لا يحترم القوانين". وأضاف: "كيف سنحكم اذا لا نحترم المعايير القانونية. هذا الحكم "عايش بالفوضى"، ليروا أنفسهم ماذا يفعلون".  وفي السياق عينه، رأى عون أن "رئيس الجمهورية يحضر ويترأس جلسة مجلس الوزراء لكن لا صوت له". وقال: "أردناه أن يلعب دور الحكم لكنه يريد أن يكون طرفاً، فهو أوقف تأليف الحكومة حتى أخذ 3 وزراء لا علاقة له بهم وصار جزء من الثلث المعطل، وبدلاً من أن يكون رئيس جمهورية صار الطرف المعطل خلال جلسة مجلس الوزراء". وسأل: "من يمارس السلطة؟ هل يمكن أن نسمي أي مدير عام سمّيناه ونمشي بالموضوع؟ لن نقبل بأي شيء ولا أي وساطة، إما أننا نملك الصلاحية أو ليس لدينا الصلاحية. تبقى الحكومة أو لن تبقى الحكومة؟ هذه أمور يجب أن تحسم اليوم". وحول التظاهرات التي دعا إليها الأسبوع الماضي احتجاجاً على الوضع المعيشي ووضع الكهرباء، قال: "التظاهرات ستحصل بأي لحظة، ونحن مستعدون للضغط الشعبي لكي نجبرهم على احترام القوانين، فليغيّروا القانون ويعطوا صلاحيات لرئيس الجمهورية". وأضاف: "لا أقبل أن أكون الشيطان لكي يهربوا من المسؤولية، ليختاروا شيطان غيري"، مجدداً التأكيد على أن "رئيس الجمهورية ليس له الحق أن يمارس السلطة بحسب الدستور، والتواطؤ بينه وبين رئيس الحكومة يعطل السلطة"، متسائلاً: "لماّذا أصر أن يأخذ 3 وزراء، هل هو "كومسيونجي" يقبض على التوقيع (في إشارة إلى توقيعه على القرارات الوزارية على تصبح نافذة)؟" وتابع في هذا السياق : "إذا أرادوا رئيس الجمهورية يمارس السلطة يجب أن يكون لديه كتلة نيابية يمارس من خلالها السلطة، كما يجب أن يكون لديه تمثيل شعبي وهو لا تمثيل شعبي له".وتوقف عون عند فضيحة المازوت الأحمر المدعوم، فقال :"نريد أن نعلم أين أصبحت قصة المازوت؟ لقد "طلّعوا رائحة المازوت حتى شعطت الرائحة وعلّقت فيهم" وغطاهم المازوت ولهذا لم يظهر من هو المتورط في فضيحة المازوت، ونحن الآن نفتش عنهم في قعر براميل المازوت". وتساءل في هذا السياق: "لو تم تخزين المازوت في 15 من الشهر الماضي هل كانت لتطرح هذه الفضيحة؟ ولو تم التخزين في أول الشهر، وربما تم تخزينه فعلاً أول الشهر، هل كانت المسألة تحولت إلى فضيحة؟" وتابع عون في هذا المجال فقال :"لقد اتخذوا قرار دعم المازوت الأحمر في 14 كانون الأول وتم اصداره في 27 كانون الأول واستمر مفعوله حتى 27 كانون الثاني، فلماذا لم يخفضوا المهل؟" وأضاف: "من هم هؤلاء الموزعون (المتورطون) في قضية المازوت، ومن يخصّون؟ وعلى كل حال فإن المازوت مال سائب وسمح للتجار بالتخزين، فما هي شروط إنشاء شركة توزيع نفط، وأين هي حماية المستهلك في هذا الموضوع؟" وفيما خص قانون الأجور الجديد، لفت عون إلى أن "العمل إنتهى على هذا القانون وسيتم تمريره في أول جلسة لمجلس الوزراء"، مضيفاً: "اليوم عرضه أمامنا الوزير (العمل شربل) نحاس، ونعطيهم اياه عندما يصبح هناك مجلس وزراء"، كما توقف في مجال آخر عند "الموازنة التي قدّمها مجلس الوزراء بـ 8900 مليار ليرة والتي لم تطرح ولم تمر لا في جلسة مجلس الوزراء ولا في التشريع بمجلس النواب حتى الآن". وختم بالقول :"نحن مستعدون للمشاركة في جلسة مجلس الوزراء إذا ما تمت الدعوة لها". وردا على سؤال عن سحب دول مجلس التعاون الخليجي لسفراءها من دمشق، قال عون: "لقد كان هؤلاء السفراء يضرون بسوريا وهم في الداخل واليوم باتوا في الخارج".(رصد
NOW Lebanon)

جنبلاى رداً على ابادي: حبذا لو يزور باب عمرو والخالدية فيرى المجازر بأم العين
لاحظ رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أنّه "لا شك أن الثورة الإسلامية قد ساعدت الشعوب المقهورة في العديد من المواقع، ومنها فلسطين، في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي، ودعمت صمود لبنان ضد الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة وقدمت العون والمساعدة في مناطق أخرى، إلا أن ما اصطلح على تسميته "الربيع العربي" هو حركة ذاتية داخلية انطلقت من وعي الشعوب العربية ورغبتها في التخلص من الديكتاتورية والطغيان والظلم بعد عقود من القهر والإستبداد". جنبلاط، وفي تصريحٍ، أضاف: "إن هذه الثورات العربية الشعبية العارمة في عدد من الدول العربية، وفي طليعتها سوريا، ليست بحاجةٍ إلى دروس من أحدٍ"، وردّ على تساؤل السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن آبادي عن وجود الثورة في سوريا بالقول: "حبذا لو يزور بابا عمرو والخالدية ومدنًا سوريةً أخرى، فهو معروف عنه الدقة في البحث عن المعلومات، فيرى بأم العين المجازر التي حصلت". وختم بالقول: "حبذا لو ينأى السفير الإيراني بنفسه عن التصريح حول الأزمة السورية، لعلّه بذلك يخفف وطأة معاناة الشعب السوري". (الوطنية للإعلام)

ماروني: كل معطيات مرحلة الإغتيالات بعد ثورة الأرز تتوافر اليوم والحكومة تحولت من حكومة إنقاذ الوطن إلى أخرى لإلتهام الوطن
ناجي يونس، الاثنين 6 شباط 2012 /أعرب عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب إيلي ماروني عن أمله في أن "تشدد الدولة حراسة المسؤولين المهددين بالخطر، وتعزّز الإجراءات الأمنية التي تخفف من مخاطر محاولات الاغتيال وإمكانية حدوث أي خلل أو خرق أمني في البلد"، لافتًا إلى أنّ "وزير الداخلية مروان شربل يسعى للتخفيف من معدل الخوف لدى الناس، لكن أيضًا لا يجوز التعاطي مع المواضيع الأمنية التي تهدد حياة القيادات والمسؤولين بنوع من التطمينات". ماروني، وفي حديث لموقع "
NOW Lebanon" أوضح أنّ "النائب سامي الجميل كان قد تلقى تحذيرات أمنية ومعلومات متقاطعة عن حادثة معينة يُمكن أن يتعرض لها في مكان محدد أثناء توجهه للمشاركة باحتفال يقام في إحدى قرى الجبل، فطُلب منه ألا يشارك في هذا الاحتفال"، وأضاف: "لقد دفعنا الثمن غالياً في مراحل عدة، خصوصاً عائلة الجميل التي اغتيل منها في المرحلة الأخيرة الشيخ بيار الجميل وحتى الساعة لم تتوصل الأجهزة الأمنية إلى أي معلومة أو أي خيط يقود إلى المجرمين"، لافتًا في هذا المجال إلى "تشديد الرئيس أمين الجميل على عدم جواز الاستخفاف بمحاولات الاغتيال التي ربما تُحضّر للبلد حيث سبق للغير أن استخفوا بذلك فكانت النتيجة خسارة عدد كبير من الشهداء".
وعما إذا كان يرى في الأجواء السائدة اليوم ما يشبه مرحلة الاغتيالات التي حصلت بعد ثورة الأرز، أجاب ماروني: "كل ما يحصل في سوريا اليوم يستدعي ارتفاع منسوب التخوف من ارتدادات معينة على الساحة اللبنانية"، وسأل: "ماذا تغير اليوم عن تلك المرحلة؟ الأفرقاء الذين كانوا يملكون السلاح ما زالوا على الحالة نفسها، ولا يزال الخلاف قائماً على هذا السلاح، كما أنّ النظام السوري الذي يساند فريقًا من اللبنانيين ويسلك طريق العداء مع قسم كبير من الشعب اللبناني، بات محرجًا اليوم جراء أحداثه الداخلية ومن مصلحته إحداث خلل أمني في لبنان"، ليخلص ماروني إلى أنّ "كل معطيات مرحلة الإغتيالات بعد ثورة الأرز تتوافر اليوم بالإضافة إلى معطيات أكثر حتى، وبالتالي فإنّ ما وقع في تلك المرحلة قد يتكرر في أي لحظة"، مطالبًا في المقابل الدولة إلى "حسم أمرها والتحلي بالوعي اللازم لمنع حدوث أي من هذه الإحتمالات". غير أنّ ماروني لفت الإنتباه إلى أنّ "اللبنانيين خبروا هذه الحكومة طيلة عام تقريباً ولمسوا كيف يقع التخبط داخلها وكيف تحولت من حكومة لإنقاذ الوطن إلى حكومة لالتهام الوطن، فالجميع يرى كيف تتقاتل مكوناتها على المحاصصة بدل الخدمة، بشكل يغرق الحكومة في المزيد من التناقضات والمشاكل عند كل استحقاق"، مؤكدًا في هذا السياق أنّ "الأزمة الحكومية التي أدت الى اعتكاف الرئيس نجيب ميقاتي بعدم دعوته مجلس الوزراء للانعقاد إنما هي نموذج عن الأزمات التي ستتكرر بين أعضاء هذه الحكومة عند كل استحقاق"، وأضاف: "لقد طالبنا باستقالة الحكومة منذ البداية حفاظاً على كرامة رئيسها وكرامة بعض أعضائها الذين يملكون كرامة، بما يحفظ كرامة الوطن". وفي سياق آخر، ردّ ماروني على البعض في الفريق الآخر الذي يصوّب على الإطلالة المتلفزة للرئيس سعد الحريري في ذكرى 14 شباط، فقال: "منذ سنوات ونحن لا نشاهد السيد حسن نصرالله إلا من خلال إطلالاته عبر الشاشات مع أنه يقيم في لبنان، فهو يخشى على حياته، لكن البعض لا يريد أن يرى الأمور من هذه الناحية، بل يريدون فقط مشاهدة ما إذا كان الرئيس الحريري المهدد بحياته سيطل في مهرجان 14 شباط عبر الشاشة"، وختم ماروني مؤكدًا في ما يتعلق بالإحتفال المرتقب في ذكرى 14 شباط أنّ "الجميع يعلم ما هي الظروف الأمنية والحالة الصحية للرئيس سعد الحريري بعدما كُسرت رجله، وهو سيلقي كلمة في هذه المناسبة التي سيتم إحياؤها بمشاركة الجميع".

كتلة "المستقبل" تبدي "قلقاً" حيال الوضع.. وتطلب من الحكومة "تحمل المسؤوليات"
توقفت كتلة "المستقبل" النيابية أمام "الحال التي وصلت إليها الحكومة وأوصلت إليها البلاد والعباد، وذلك نتيجة العنتريات والمبالغات والمزايدات المسرحية مضافًا إليها الإسفاف والتردي في التعبير والمخاطبة، ونتيجة محاولة بعض الوزراء إبتداع سلطة لهم فوق سلطة مجلس الوزراء وبالتالي التعدي على صلاحيات دستورية ورئاسات، وهو ما حوّل الحكومة إلى ساحة للتقاذف بين مكوناتها وليس مكانًا لتسيير عجلة الدولة وتدبير شؤون المواطنين، وبالتالي عطّل آلية إتخاذ القرار وألحق الضرر بمصالح الشعب اللبناني وعمّم حالة الشلل التي إنعكست وتنعكس على مختلف أوجه الحياة العامة والنشاط الاقتصادي".
الكتلة، وفي بيان تلاه النائب زياد القادري بعد الاجتماع الأسبوعي الذي عقدته في بيت الوسط برئاسة الرئيس قؤاد السنيورة، أبدت قلقها "الشديد جرّاء هذه الحالة البائسة التي وصلت إليها البلاد بسبب بدائع وممارسات حكومة متداعية مرتبكة، تمارس فيها قوى الثامن من آذار وباقي حلفائها من مكونات الحكومة ورئيسها (نجيب ميقاتي) تنازعًا للحصص فيما بينها لنيل مكاسب السلطة من خلال ممارسة هذه الحكومة الشيء ونقيضه، فتساهم في المحصلة في تراجع هيبة الدولة وفي تردي الوضع الأمني وفي تراجع خطير في معدلات النمو وفي الأوضاع الاقتصادية والمالية مما أصبح يهدد الإستقرار الإقتصادي والمالي والإجتماعي للبلاد ويدفع نحو تراجع كبير في فرص العمل المتاحة للبنانيين وبالتالي يساهم في تردي مستوى ونوعية عيشهم".
وفي السياق نفسه، أكَّدت الكتلة أنَّ "معالجة مشكلات الحكومة تكون بتحمل المسؤوليات وليس عبر الإخلال الفاضح وغير المبرر بالميزان الدقيق الذي رسمه الدستور والقوانين والمراسيم المرعية، فيما خصّ عمل آليات النظام الذي يقوم على مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها وتعاونها من دون أن يطغى أي عنصر من عناصر هذه المعادلة على الآخر"، مشددةً على أنَّ "الفصل بين العمل الحكومي والعمل التشريعي والرقابي مسألة لازمة وأساسية لا يجوز الإخلال بها".
وعلى صعيدٍ آخر، إستغربت الكتلة "عدم تجاوب السلطات الرسمية والمختصة مع مطالب المواطنين بنشر الجيش على الحدود الشمالية والشرقية المشتركة مع الشقيقة سوريا لضبط الحدود ولتأمين حماية القرى اللبنانية فضلاً عن حماية اللاجئين من الأخوة السوريين وعدم التنكيل بهم أو خطف أو اعتقال بعضهم، وخاصةً بعد التعديات المتكررة من قوات النظام السوري على السيادة اللبنانية والتي أسفرت عن استشهاد مواطنين لبنانيين أبرياء لم يتم الإهتمام بحمايتهم"، وأضافت: "نجد في المقابل أن تحركات بعض وحدات الجيش، تبدو وكأنها تستهدف هذه القرى بدلاً من توفير الطمأنينة لهم". وإذ إستنكرت وشجبت ودانت "المجازر التي إرتكبها ويرتكبها النظام السوري (نظام الرئيس بشار الأسد) بحق المواطنين الأبرياء والآمنين في منازلهم في معظم القرى والمدن السورية، ولاسيما في حمص وأحياء بابا عمرو والخالدية ومدينة الزبداني وغيرها من المدن والبلدات السورية التي تحولت إلى جبهات حربية، حيث تدك البيوت بنيران المروحيات والمدفعية الثقيلة والدبابات"، أضافت الكتلة: "هذه الآلة العسكرية التي دفع ثمنها الشعب السوري هي التي كان يجب أن توجه نحو العدو الإسرائيلي وليس إلى صدور المواطنين السوريين العزل ومنازلهم الآمنة"، مستنكرةً أيضًا "أشد الإستنكار الموقف الذي إتخذته كل من روسيا والصين باستعمال حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن مما أحبط المساعي الدولية والعربية للوصول إلى قرار يضغط على النظام السوري الذي يمضي دون رادع في ارتكاب حرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية تستهدف الشعب السوري الأبي وتعطي النظام السوري إجازة مفتوحة للقتل والتدمير".
وفي سياق متصل، تابعت الكتلة: "لقد كان حريًا بروسيا والصين الارتفاع بمستوى المسؤولية السياسية والأخلاقية والتاريخية لمنع حدوث ما يجري على الساحة السورية والتجاوب مع مطالب الشعب السوري التواق للحرية والديمقراطية والتطور والترقي"، معتبرةً أن "الشعوب العربية لن تنسى هذه المواقف المناقضة لقواعد الصداقة العربية الصينية والروسية وهي بالتالي لن تسامح عليها". وختمت الكتلة بيانها: "لقد أصبح واضحًا بأن الخيار في ما يتعلق بسوريا هو بين الوقوف إلى جانب نظام الاستبداد والقمع، أو إلى جانب الشعب السوري وطموحه إلى الحرية والديمقراطية، لذا فإنّ الكتلة تأسف أن يكون الموقف الروسي والصيني قد إختار الانحياز إلى العتمة مقابل النور والاستبداد بدل الحرية وغياهب الماضي بدل فجر المستقبل".
(المكتب الإعلامي للرئيس فؤاد السنيورة)

منصور يصدر قرارًا بإجراء مناقلات لـ86 ديبلوماسيًا
أصدر وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور قرارًا قضى بموجبه بإجراء مناقلات ديبلوماسية للفئة الثالثة من الخارج إلى الداخل ومن الداخل إلى الخارج ومن الخارج إلى الخارج. وسيصدر في تاريخ لاحق قرارات بمواعيد الالتحاق، وسيتم نشر أسماء الديبلوماسيين الـ 86 في وقت لاحق.(الوطنية للإعلام
 
الطفيلي "لم يتطفّل" على نصرالله

عبد السلام موسى/المستقبل
بدا واضحاً أن "حزب الله" بلع الموسى حيال ما قاله أمينه العام الأول الشيخ صبحي الطفيلي؛ فما أدلى به من مواقف بالغة الأهمية أصابت الحزب في الصميم، لكونه بما يمثل بالمعنى السياسي، لم يتحدث بلغة الإفتراء أو تصفية الحساب أو بطلب من "14 آذار"، بل بلغة المدرك بوضوح للمخاطر التي يبدو "حزب الله" مندفعاً نحوها، إن بإسناده نظام بشار الأسد الذي يتهاوى، أو بارتباطه العضوي بنظام "الولي الفقيه" في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ذلك النظام الذي يحض على الفتنة في كل الأمكنة.
وتترقب الأوساط السياسية ما إذا كان الأمين العام الحالي السيد حسن نصرالله سيقف في إطلالته اليوم عند كلام الطفيلي، فمن عادته أن يردَّ بالمثل وأكثر على من يمس بهيبة حزبه وهالة مقاومته، وكيف لا يرد وهو من جملة من وصفهم الطفيلي بـ"مجموعة المتعاملين مع إيران الذين اوصلونا الى مكان خطر جداً على المقاومة، وعلى شبابها، وعلى اللبنانيين عموماً".
غني عن القول، أن لا مصلحة لـ"حزب الله" الخوض في سجال مع الطفيلي. من يعرف الأخير جيداً، يدرك من دون أدنى شك، أن ما قاله هو مجرد قطرة في بحر ما يملكه من "قنابل موقوتة" قد تنفجر في وجه الحزب في أي لحظة؛ فهو أعلن أنه "كسر جدار الصمت"، ما يعني أنه لن يتردد في الكشف عما لديه إذا ما رأى أن مصلحة الطائفة الشيعية تقتضي بأن يبوح بما يملكه من معطيات سياسية وأمنية، وهو الذي ما زال على صلة وثيقة بعدد من كوادر الحزب، وقد كشف في حديثه أنه التقى في ربيع العام 2005 القائد العسكريّ - الأمنيّ للحزب الراحل عماد مغنيّة.
ولعل أخطر ما توقف عنده هو قوله: "إن هناك حديثاً في الشارع الشيعي ولدى كثيرين من المقربين من قيادة "حزب الله" انهم سيضطرون الى التحالف مع العدو الاسرائيلي" لمواجهة المدّ السني، وهذا ما وصفه بـ"ألعن النتائج" للمسار الذي يسلكه "حزب الله" بدفع إيراني يقوده إلى ارتكاب جريمة بحق لبنان أولاً، والشيعة ثانياً، والمقاومة ثالثاً.
وأن يلعن الطفيلي ما يخشاه من تحول المقاومة إلى حليف للعدو الإسرائيلي، فمعناه بحسب أوساط شيعية، أنه "مدرك أن خطر الإنزلاق إليه جدي بالعودة إلى استقبال الجنوب للمحتل الإسرائيلي عام 1982 بالزهور"، ربطاً بـ"العِبرة" من حقيقة ما تم الكشف عنه من شخصيات شيعية تتعامل مع العدو الإسرائيلي، ومنها قيادات بارزة في "حزب الله".
ومن النقاط المهمة التي توقف عندها، أنه نعى مشروع المقاومة الذي انتهى منذ العام 1996، بحيث بات سلاح "حزب الله" لـ"الغلبة" في الداخل، بمثابة "حرس على الحدود"، ولكن خطورته أنه تحت الإمرة الإيرانية، وينفذ أجندتها بمعزل عن الأجندة اللبنانية، كما أكد قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني العميد قاسم سليماني اخيراً.
لا شك أن ما قاله الطفيلي أوجع "حزب الله" الذي يتألم بـ"صمت"، ويحاول أن يطفئ ما أشعله أمينه العام الأول من نقاش يتصاعد داخل الطائفة الشيعية التي قال إن "سياسة إيران "حزب الله" تقود الشيعة إلى مطحنة" من خلال ما تقوم به، في لبنان وبعض الدول العربية، من صب الزيت على نار الفتنة السنيّة الشيعيّة التي تبدو هاجساً يسكنه.
بكلام آخر، قال الطفيلي ما يجب أن يقال للطائفة الشيعية الذي هو واحد منها. جاءت مواقفه بمثابة "جرس إنذار" يُقرع لمصلحة طائفة لبنانية يقول ما فحواه إن إيران لا تهتم لها بقدر ما تستخدمها وقوداً لمصالحها "ونقطة على السطر"، كما تستخدم الشيعة في بعض الدول العربية، وهو بذلك، أي الطفيلي، يؤكد على فكرة تناولها الإجتهاد الشيعي بأن يكون شيعة الدول العربية جزءاً من أوطانهم وليس جزءاً من مشاريع خارجية أو حركات تشيّع تقوم بها إيران. ويبقى أن الأمين العام الأول لـ"حزب الله" غمز من قناة بري، ولكن عـ"الناعم"، حين أشار إلى أنه "لا يميز نفسه عن "حزب الله"، وكأنه يقول إن الرهان على بري خاسر، في سياق تأكيده أن الخطر على الطائفة الشيعية هو في "الثنائية" التي تحكمها، وليس من أي مكان آخر.

سكان مبنى فسوح المشتتون.. حزن وعتب
هيام طوق/المستقبل
لم يكن سكان مبنى فسوح الأشرفية يعلمون أن المنزل الذي يأويهم منذ عشرات السنين، سينهار فوق رؤوسهم وأنه سيفقدهم أعز وأغلى من عندهم في هذه الدنيا، وأنه سيشردهم ويشتتهم على مساحة الوطن بعد أن كان ملجأهم الوحيد، يعيشون فيه بسلام وفرح وطمأنينة، ويجمع الجيران الذين أمضوا مع بعضهم الأوقات السعيدة والحزينة في عِشرة عمر طويلة.
وعلى الرغم من الدعم المعنوي والمادي، يشعر أهالي الضحايا بالأسى والحزن والفراغ العميق، وهم يشعرون يوماً بعد يوم بهول الكارثة التي أصابتهم، وحرق الجمرة التي خرقت قلوبهم ونفوسهم.
الأهل والأقارب فتحوا منازلهم واستقبلوا سكان المبنى المنهار، لأن أحوالهم المادية لا تسمح لهم لا بالإيجار ولا بشراء منزل، فهم خسروا أحباءهم وبيوتهم وملابسهم ومقتنياتهم وذكرياتهم وجنى عمرهم.
حال أهل الضحايا متشابه، وآراؤهم تتلاقى حول كثير من الأمور، فيعتبرون أنهم خسروا الغالي وأن التعويضات المادية لن تعيد لهم الأحباء.
ويسألون بحرقة وعتب هل يعقل أنه أصبح "ثمن الإنسان في لبنان 30 مليون ليرة؟"، ويشيرون الى أنه "بغض النظر عن خسارتنا لأحبائنا التي لا يعوّضها مال العالم كله، فإن التعويضات زهيدة ومجحفة بحقنا وبحق الضحايا مقارنة بما خسرناه، وهي لا تكفي لا للإيجار ولا للشراء خصوصاً وأن أسعار الشقق مرتفعة جداً، ونحن لا زلنا في حالة ضياع وترتيب أمورنا وأوراقنا الرسمية".
سكان مبنى فسوح البالغ عددهم ستة وستين شخصاً، بينهم 27 ضحية و28 ناجياً و9 مصابين، جميعهم من المستأجرين، كانوا يأملون أن تتعاطى معهم دولتهم بشكل لائق أكثر، وتؤمن لهم منازل تأويهم يعيشون تحت سقف بكرامة من دون أن يتشردوا بين الأقارب لأنهم كما يقولون: "الإنسان ثقيل، وكل عائلة لديها ما يكفيها من هموم ومصروف".
إيلي عبدالكريم الذي لفت انتباه الجميع منذ تلقيه نبأ وفاة ابنته آن ماري، إذ بقي متماسكاً، مؤمناً بأن ابنته في السماء، يقيم حالياً لدى عديله في انتظار الشقة الجديدة التي سينتقل إليها مع زوجته وولديه أنطوني وأنطونيلا"، مشيراً الى أن "ابنه وابنته سيغادران المستشفى يوم الأربعاء المقبل كما أن والدتي ستغادر بعد نحو عشرة أيام والكل بصحة جيدة، ونشكر الله على نجاتهم خصوصاً وأن أنطوني أصيب بنزف في رأسه وكسر في جمجمته، بينما أصيبت أنطونيلا بكسر في مرفق اليد ورضوض في رجلها كما كسرت رجل والدتي وضلعاً من أضلاعها".
ويأسف عبدالكريم لكيفية تقويم الأمور ويقول "انه غير منطقي، وكأنهم يعطونا ثمن الجثة 30 مليون ليرة لبنانية"، مؤكداً "لست مهتماً بالحصول على تعويض عن ابنتي التي لا يعوّض عنها بشيء، وكنت أتمنى أن يعلنوا يوم حداد وطني على شهدائنا بدل أن يتلهوا بأمور أخرى". ويتمنى "لو أن بنك الإسكان يقدم لهم قروضاً بشروط مقبولة كي نحلّ أمورنا بشكل يليق بنا وبكرامتنا".
ويشير الى أن "حياتنا لن تتغير لأن آن ماري في السماء ونعيش مع بعضنا بأجواء عائلية وسنتابع حياتنا بشكل طبيعي وإيماننا بالله وإرادته قوية لأن الإنسان الذي لا يرى النور ولا يعيش الأمل ويتفاءل بالحياة، سيقع في ظلمة مميتة وخانقة".
وتُعتبر عائلة نعيم من العائلات التي منيت بخسارة 4 أفراد من العائلة، وهم: الوالد وثلاثة أبناء. وتقول الإبنة غلاديس التي تقيم حالياً مع والدتها الناجية لدى صهرها، زوج إحدى شقيقاتها الثلاث، أنها كانت تفكر في شراء منزل قبل انهيار منزلهم، "لكن الآن من واجب الدولة أن تؤمن لنا مسكناً آمناً نعيش فيه بكرامة وطمأنينة".
ولفت الى أنها تنتظر نتائج التحقيقات "لنعرف من يتحمل مسؤولية ما حصل"، مشيرة الى أنه "يترتب علينا إجراء حصر إرث قبل الحصول على التعويض من الهيئة العليا للإغاثة، والإرث عبارة عن أراض يملكها والدي في بلدة زحلتا في منطقة جزين".
وأوضحت "أن الجهات المسؤولة تعرف بحالتنا جيداً، وتعرف مدى الخسارة المادية التي تكبدناها، هذا طبعاً بغض النظر عن خسارة والدي وأشقائي، ونتمنى أن تتصرف معنا بشكل لائق وتكون على قدر المسؤولية"، مؤكدة أن "التعويضات لا تكفي بشيء بعد كل الذي خسرناه".
وتتحدث عن حياتهم قبل الانهيار وبعده، وتقول "إنني أشعر بفراغ كبير، فكنا نعيش في أجواء مختلفة. كان المنزل مليئاً بالحركة والسهر، إذ أن رفاق أشقائي كانوا يمضون وقتاً طويلاً في منزلنا، لكن الآن الأجواء مختلفة، وأنا أحاول بشتى الطرق كي لا يشعر الرفاق بهذا الفراغ، حتى أنني وعدتهم بملء هذا الفراغ كي لا يشعروا بغياب أشقائي الشباب".
وتتذكر غلاديس شقيقها شربل الذي كان ينوي تأسيس عمله الخاص، وجهاد الذي كان يستعد وخطيبته لتأسيس منزلهما الزوجي، أما فرحات فكان متحمساً للسفر كي يعمل خارج البلد"، متأسفة على أشقائها "الشباب الذين كانت أياديهم تساندني ويقدمون الدعم وها أنا اليوم خسرت الأيادي ولا زلت بيد واحدة، لا أدري ماذا يمكن أن أحقق في وضعنا هذا". وشددت على أنها ستكمل حياتها وستعمل ولكن بانتظار أن يهدأ الحزن قليلاً والقيام بالإجراءات والمعاملات المطلوبة.
وأكد شارلي بقلي، الذي فقد والديه وابنه ليث، أنه يشعر "بفراغ كبير ويصل بي الحزن واليأس الى حائط مسدود، وكلما أفكر بما جرى أشعر أنني لن أستطيع التحمّل، وأتمنى أن لا يتكرر ما حصل معنا لأن المصيبة كبيرة وفاجعة بكل ما للكلمة من معنى".
ووصف وضعه بأنه "بهدلة، وأنا أقيم متنقلاً بين منزل شقيقي وبيت عمي، وكنا نتمنى أن يتم مسح المباني القديمة والمهددة قبل انهيار مبنى فسوح، لكن للأسف ما حصل قد حصل".
ويصعب على شارلي نسيان صورة ابنه ليث ولو للحظة واحدة، "كان محباً، مخلصاً، صادقاً، يحبه كل من عرفه". وكشف أن "زوجته حامل، وعلى الرغم من أنني فقدت أعز ناس على قلبي، إلا أن الطفل الذي سيولد سيكون بصيص أمل لأستطيع الاستمرار في هذه الحياة"، لافتاً الى "أن ليث كان ينتظر بشغف ولادة أخيه". وأشار الى أنه يفتش عن منزل يسكن فيه مع عائلته وطفله المنتظر "لكن الأسعار مرتفعة جداً، والتعويضات لا تكفي لأننا سنبدأ حياتنا من الصفر ونؤسس كل شيء من جديد".
أما جاك جعارة، الذي فقد والده، فخرج من المستشفى، بعد أن كان تعرّض لكسور عديدة في ضلوعه وقفصه الصدري وجروح في عينه ورأسه، وهو بانتظار الشفاء للعودة الى عمله.
ولفت الى أنه يقيم في جبيل عند بيت عمه مع والدته وسيبحث عن شقة للإيجار بعد حصوله على تعويض وهو يقوم بعملية حصر إرث أراضي حرجية يملكها والده في جبيل من أجل الحصول على التعويض، "لكن نحن الآن بحاجة لأمور ملحة أكثر من الإيجار كالدواء واقتناء بعض اللوازم الضرورية". وشكر الله على النجاة، مشيراً الى أن "وضعنا مثل أوضاع أهالي المبنى المنهار، فكنّا في منزلنا، مستورين نشعر بالدفء والعاطفة والاطمئنان، أما الآن فخسرت كل شيء، ذكرياتي وطفولتي وشبابي"، معتبراً أنه "رغم احتضان الأقارب، إلا أن الإنسان لا يرتاح إلا في منزله، لأن "الإنسان ثقيل"". وتمنى أن "لا يكون ضحايا المبنى شهداء الإهمال، حرام أن يموت شبابنا بهذه الطريقة، فالبلد بحاجة إليهم". وأسف لما يسمعه من أن "الإنسان في لبنان أصبح سعره 30 مليون ليرة"، آملاً "أن لا ينسى المعنيون قضيتنا لأن مأساتنا كبيرة ولا يمكن تخطيها بسهولة".

منسق تيار المستقبل في فرنسا الأستاذ عبدالله الخلف: ميقاتي رسولاً للأسد عند ساركوزي وهذه الزيارة هدية من فرنسا بعد تمويل المحكمة الدولية ولكن يبقى الخداع والخيانة من شيمه
غسان عبدالقادر/موقع 14 آذار
فرنسا التي عمّ فيها الصقيع طوال أسبوعين، تنتظر زيارة يمكن أن توصف بالمريبة من قبل رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي خصوصاً في ظل الأزمة السورية وقرب استحقاقات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. في هذا السياق، إلتقى موقع "14 آذار" بمنسق تيار المستقبل في فرنسا الأستاذ عبدالله الخلف وكان حديث تطرق فيه ابن عرسال الى زيارة ميقاتي وشؤون وشجون الاغتراب والمغتربين مع قرب الاستحقاق الانتخابي الفرنسي وكذلك اللبناني. وإذ كان الحديث في بدايته عن الرئيس نجيب ميقاتي، رأى عبد الله الخلف أن "زيارة ميقاتي لفرنسا تأتي في ظروف حرجة يعيشها النظام السوري وحلفاؤه في مواجهة ثورة شعبية مصممة على متابعة التحرك حتى اسقاط النظام القاتل ومن المتوقع أن يحمل رسالة من ولي أمره بشار الأسد لساركوزي لأننا لم ننس ولن ننسى كيفية وصوله على رئاسة حكومة بأوامر من بشار الأسد وحزب الله وقمصانهم السود. وبحسب خبرتنا، فنحن نعلم أن فرنسا هي رأس الحربة الدولية في معركة محاسبة النظام وإنهائه. وساركوزي سبق له واستقبل بشار الأسد في اليوم الوطني الفرنسي، بعد أن تعهد بالتعاون مع المحكمة الدولية. وقد راهن ساركوزي على الأسد ولكن الأخير خدعه وربما يحصل نفس الشيء مع ميقاتي فهذه الزيارة جاءت على خلفية تمويل المحكمة الدولية بحيث هي هدية من ساركوزي لميقاتي بعد تمويل تلك المحكمة، مع الإشارة إلى أنه قد تعذّر من قبل ايجاد موعد لميقاتي مع الرئيس الفرنسي".
وعن موقف ميقاتي من الأزمة السورية، وصف الخلف "سياسة النأي بالنفس بأسلوب حياة اعتمده نجيب ميقاتي خدمة لولي الأمر الآمر الناهي الذي عينه رئيساً لحكومة امر واقع انقلابية وفاشلة. النأي بالنفس مسألة خطيرة في وقت يذبح به الشعب السوري وهذا اختراع يسجل لميقاتي. حتى بموضوع عرسال والإعتداءات المتكررة على اهلها وعلى وادي خالد واستشهاد وجرح العديد والإعتداءات المتكررة على الاراضي اللبنانية وعلى كرامات الناس نأى بنفسه عنها وكذلك خطف مواطنين سوريين من لبنان وتسليمهم للمخابرات السورية. مسألة النأي بالنفس هي في عمقها موقف سلبي في وقت يقتل فيه الناس من حولك ولا تحرك ساكناً. لقد اصبح لبنان بمثابة حالة شاذة وسط اجماع عربي بالنسبة للمسألة السورية. ومن الواضح ان اتفاقية التعاون والأخوة هي بين نظامين وليست بين شعبيين خصوصاً ان عنجر قد انتقلت الى الحمرا. إن أقل ما على حكومة ميقاتي فعله إن لم تستطع محاسبة المسؤولين هو استدعاء السفير السوري وتوجيه انذار له أو أضعف الإيمان طلب توضيح".
كما أعتبر الخلف في حديثه "أنه كان يجب على ميقاتي الاستقالة وإعادة الانتخابات النيابية كما يجري الحال في الدول الديموقراطية عند حدوث انقلاب على الفريق السياسي الذي ينتمي اليه الرجل السياسي المعني إن كان ميقاتي يعتبر نفسه ذو شعبية تؤهله لدخول المجلس. فميقاتي انقلب على الناخبين وعلى طرابلس وعلى الطائفة التي كان مفروضاً أن يمثلها، وكذلك أنقلب على تيار المستقبل بشكل خاص وقوى ١٤ آذار بشكل عام التي منحته ثقتها على هذا الأساس وأخيراً فإنّ ميقاتي انقلب على نفسه, وما قام به هو خيانة لأصوات اناس ولأهل طرابلس الذين أوصلوه الى قبة البرلمان. واذا كان اسم ميقاتي مشتق من مواقيت الصلاة والالتزام بها فيبدو أن الرئيس نجيب ميقاتي بات يسير بمواقيت الغدر مع الاخلال بالعهود".
وعن قانون الانتخابات في لبنان وما يعنيه للمغتربين، أجاب الخلف: "لقد صدر قانون ينص على أن تتم الإنتخابات في بلد الإقامة للمغتربين والكل يعلم بأن عدد المغتربين في العالم يساوي ثلاثة أضعاف المقيمين في الوطن ومن هنا أهمية مشاركتهم في الإقتراع, ولكن يبدو أن وزارة الخارجية مازالت تضع العراقيل بحجة التمويل والمسائل اللوجستية.
ولفت إلى أنّ "السفارة اللبنانية في باريس ككل السفارات دعت اللبنانيين لتسجيل أسمائهم تحضيراً للانتخابات. والعدد المسجل حالياً ضعيف جداً وذلك عائد لعدم ثقة اللبنانيين بتنفيذ القانون من جهة ومن جهة أخرى هو التخوف من شطب اسماء المسجلين في السفارات من لوائح الشطب في لبنان وبالتالي سيكون عندنا مشكلة مضاعفة لمن يريد الاقتراع في لبنان بالرغم من أن سعادة السفير بطرس عساكر طمأننا أكثر من مرة بهذا الخصوص. نحن كتيار مستقبل دعونا مناصرينا للتسجيل في السفارة ولكن الإقبال ضعيف جداً. كما سلمنا مع حلفائنا في ١٤ آذار السفير اللبناني عدة رسائل وكذلك رسالة بإسم اللقاء اللبناني من أجل تنفيذ قانون انتخاب المغتربين مقدمين اقتراحات بخصوص تجاوز العقبات اللوجستية من مكاتب اقتراع إلى العاملين على الاشراف عليها. وخلال زيارتي الأخيرة للبنان، سلمت شخصياً الرئيس بري خلال آخر زيارة له, رسالة باسم ١٤ آذار تتعلق بهذا الموضوع ونطالبه بها تنفيذ القرار".
وعن الدور الذي يلعبه تيار المستقبل في الاغتراب، وصف الخلف فرنسا "بأنها دولة مهمة جداً بالنسبة للبنان نتيجة الروابط التاريخية وأهمية الجالية اللبنانية هنا لذلك لتيار المستقبل دور اساسي وفاعل. فقد بنينا علاقات جيدة مع مختلف الاحزاب الفرنسية والعربية المتواجدة هنا، ونشدد على التنسيق الدائم مع حلفائنا في ١٤ آذار. فنحن جزء أساسي من القوى السياسية اللبنانية في فرنسا وحاضرون في المناسبات الثقافية التي تقيمها مؤسسات المجتمع المدني وابناء الجالية أو بالمناسبات العربية. وعلى سبيل المثال نظمنا منذ أشهر لقاءاً موسعاً لكوادر التيار مع الرئيس فؤاد السنيورة وكذلك لقاءات أخرى مع نواب المستقبل. وفي بداية كانون اول كان لنا لقاءات مع النائب زياد القادري ومنسقة الاغتراب الآنسة ميرنا منيمنة. ومنذ ايام شرفنا الأمين العام احمد الحريري بحضوره حيث تم البحث بالشؤون السياسية والحزبية وركز على ضرورة التمسك بالقضايا الوطنية العليا. كما شاركنا مع الشيخ احمد الحريري يوم الأحد في احتفال للسفارة الفلسطينية بمناسة ذكرى انطلاقة فتح وانضمام فلسطين لمنظمة الأونيسكو. وحالياً نحضر لمجموعة نشاطات قادمة اولها الإحتفال بذكرى استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط".

وهّاب: ميقاتي اختار ثروته على حساب لبنان.. ونحن نستطيع إيذاء مصالحه بمئة طريقة
وصف رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهّاب رئيس الوزراء القطري ووزير خارجيّتها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني بالـ"جاسوس"، وقال: "لقد كُلِّف بعمليّة تدمير (لسوريا) على غرار ما كُلِّف به بالنسبة لليبيا وهو لا يستطيع أن يعود إلى بلاده دون أن ينفّذ مهمّته الجاسوسيّة"، في إشارة إلى خطاب الشيخ حمد القوي في مجلس الأمن عند اجتماعه لبحث الأزمة السوريّة الأسبوع الفائت.
وهّاب، وفي حديث لقناة "
Otv"، شبّه التحرّك القطري بشأن الأزمة السوريّة بالـ"بعوض الذي يزعج فقط"، مشدّدًا، في المقابل، على أنّ "الشعب القطري شعب طيّب ومحب ولكنّه يستحق شخصًا أفضل من هذا "الحرامي" (الأمير حمد بن خليفة آل ثاني) الذي لديه طيّاراته الخاصة ومحلاّته التجاريّة وملياراته والذي خان والده لا يستحق بأن يكون على رأس شعب قطر"، وأضاف: "هذا الانسان من أحط البشر وهو خان أباه وخان أمّته ودمّر ليبيا ويتحمّل مسؤوليّة الدم السوري اليوم، وهو جالس على برميل النفط وينهبه في حين ملايين العرب يقبعون في الفقر".
وإذ اعتبر أنّ "السلاح والمال يأتي أكثر ما يأتي للمعارضة السوريّة من قبل قطر"، جدّد وهّاب القول بأنّ "حمد بن جاسم لم يسأل عن أبيه الذي أمّن عليه فسافر وعندما عاد رآه انقلب عليه، فهل سيسأل عن مواطنيه". وأضاف: "لا حياة سياسيّة أو اجتماعيّة أو ثقافيّة في قطر فالشعب مسحوق من أميره، ومن أعطاه هذه الإمارة"، لافتًا إلى أنّ معظم الامارات الخليجيّة أنشأها البريطانيون لاستثمار الثروات النفطيّة لمصلحتهم وعلى حساب مصالح شعوب المنطقة. ولجهة الـ"فيتو" الذي استخدمته روسيا والصين في مجلس الأمن ضد مشروع قرار مجلس الأمن الدولي بحق سوريا منذ يومين، قال وهّاب: "هناك زعامة أميركيّة تقتل الناس منذ 22 عامًا والبارحة قام الروس والصينيون بإيقاف هذه الأحاديّة الأميركيّة".
وعن تصريح رئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط بشأن سوريا وتحديدًا قوله إنّه "كان حري ببعض الأجهزة الأمنيّة أن تمنع ذهاب بعض "الشبيحة" من قرى جبل لبنان إلى جبل العرب بسوريا للقتال ضد الثوّار، سأل وهّاب: "من هم الشبّيحة الذين يتكلّم عنهم وليد جنبلاط في جبل العرب فهؤلاء مقاتلين وليسو قتلة وقد قاتلوا العثمانيين والاستعمار الفرنسي، وأقول لماذا نجلد أنفسنا بهذا الشكل ولماذا اليوم نتكلّم عن دروز لبنان بأنّهم يذهبون إلى سوريا، وإذا فعلوا ذلك فأنا سأمنعهم لأنّ الأجهزة الأمنيّة لن تفعل ذلك كون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يمنع الأجهزة من القيام بدورها بعد أن اختار ثروته على حساب لبنان". وأضاف وهّاب: "جنبلاط مؤتمن على الدروز ونحن معه، وإن أخطأوا علينا أن نصحّح هذا الخطأ وليس إن لم يخطئوا أن نأتي ونخترع خطأً لهم، فالدروز ليسوا من يقاتلون في سوريا إنّما هم جزء من الجيش السوري وهم يقاتلون في إطاره ضد من يريد تدمير سوريا".
وعن موقف "الاخوان المسلمين" في ثورات "الربيع العربي"، قال وهّاب: "المسلمون لا يهادنون الإسرائيلي ولا يخرّبون طرابلس الغرب والقاهرة مكان القدس"، وأضاف: "الثورة الحقيقيّة هي باستعادة الثروات المنهوبة، ومن يريد مساعدة مصر فهناك 5 ملايين مواطن دون سقف (منزل)، وليساعدوا سوريا، ففيها يحصل معركة بين مسلّحين ومخرّبين وعملاء من جهة وبين الجيش السوري من جهة أخرى". وأردف: "عند بداية الأحداث في سوريا كان هناك نسبة من التعاطف مع المعارضة أما الآن فالنسبة تدنّت والشعب أصبح يطالب بالحسم علمًا أنّ الرئيس السوري بشّار الأسد لم يتحدّث عن هذا الموضوع خلال لقائي الأخير معه". وتابع وهّاب: "الأسد قال خلال لقائنا إنّه عندما يسلّح ابنه سيسلّح السوريين، فهناك جيش سوري يحمي كل الناس وهو لن يسمح للمسلّحين بأن يتمادوا كما هو الحال اليوم"، مشيرًا إلى أنّه "قد سقط للجيش حتى الآن 3 آلاف قتيل علمًا أنّ الجيش السوري يعمل بـ5% من طاقته والكلام عن أنّه مرهق غير صحيح"، وأضاف: "بابا عمرو (في حمص) فيها 14 ألف من المسلّحين بحسب إحصاءات الجيش السوري". ووصف وهّاب وزير الخارجيّة الفرنسي آلان جوبيه بالـ"شخص الغبي"، معيدًا ذلك لكونه "لا يزال ينفّذ سياسة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وهو بذلك يفتح باب جهنّم عليه وعلى فرنسا وعلى مصالحها عبر ما يدعو إليه من إقامة تحالف ضد سوريا". ورأى وهّاب أنّه "بموضوع سوريا روسيا لن تكون تاجرًا تنتظر المليارات الخمسة التي عرضها عليها حمد بن جاسم فـ(رئيس وزراء روسيا فلاديمير) بوتين من أغنى أغنياء العالم". وأضاف: "روسيا اليوم تقوم بتحوّل دولي كبير سيحمي نطاقها الجغرافي والكثير من المصالح الروسيّة في العالم".
وقال وهّاب: "في موضوع سوريا نحن سنقاتل"، مشيرًا إلى أنّه يتحدّث باسم محور المقاومة في المنطقة.
وإذ سمّى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "العجيب نجيب"، قال وهّاب إنّه "اختبأ في البيت (في إشارة إلى تعليقه لجلسات الحكومة بعد رفض وزراء التيّار الوطني الحر طرحه لأسماء موظّفين في إطار التعيينات الإداريّة)"، معيدًا تعليق جلسات الحكومة من قبل ميقاتي "لأنّه طُلب من ميقاتي منع التهريب إلى سوريا وهو ذهب إلى البيت لأنّه لا يريد أن يَصدر قرار عن مجلس الوزراء بوقف التخريب عن سوريا لأنّ الأجهزة الأمنيّة طلبت منه قرارًا بذلك".
من ناحية أخرى، دعا وهّاب الرئيس سعد الحريري "إلى مصالحة تاريخيّة مع "حزب الله"، وقال: "عليه أن يتمتّع بجرأة المصالحة والشجاعة اللازمة لها"، مضيفًا: "لو سأل أباه رفيق الحريري لقال له إنّ لبنان أغلى مني وأهم من دمائي لأنّ هناك 200 ألف شهيد في لبنان، وهو يحترم دم كل الشهداء ولاسيّما دم شهداء المقاومة".
ولجهة الأزمة الحكوميّة، قال وهّاب: "أنا لست مع كل ما يطرحه وزراء التيّار الوطني الحر"، وسأل: "لماذا لا آخذ أنا نصف حصّة الدروز لأنّ ليس عندي كتلة نيابيّة ولست ممثّلاً في الحكومة، وكذلك بالنسبة لحصّة الشيعة وحصّة السنّة فهل سيعطي أحد منها، فلماذا عندما نصل إلى حصّة المسيحيين يتم "نتوشتها" وقد تعوّدوا على ذلك منذ عام 1990 ولكن أتى رئيس تكتّل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ولم يعد يمشي بهذه الأمور وكذلك (رئيس تيّار المردة) سليمان فرنجيّة، والبطريرك (مار بشارة بطرس الراعي) وحتى "القوّات اللبنانيّة" يجب ألاّ تقبل بذلك". وأضاف: "إذا كان الموظّف مخطئ فليطرد من وظيفته، فأنا مع منطق الدولة وأنا مع فصل الادارة والأمن والقضاء عن السياسة". وأردف: "ميقاتي متّهم بتدمير الدولة لمصلحة ماله الخاص وبفتح الحدود ضد سوريا لمصلحة ماله، وهو يقوم بمغامرة خطيرة، وأنا حريص على الطائفة السنيّة في لبنان". وتابع: "ميقاتي بعدم إعطائه القرار السياسي للأجهزة فهو مسؤول، وعليه أن لا يعتقد بأنّ يدنا في السياسة قصيرة فنحن أيضًا نستطيع إيذاء مصالحه بمئة طريقة".
وقال وهّاب: "أنا لم أقتنع بهذه الحكومة من الأوّل إن كان فيها وزراء ممتازين، فقد تبيّن من أوّل أسبوع بأنّه يلعب"، مضيفًا: "مشكلة ميقاتي أنّه يحاول استرضاء الفريق الآخر ولكنّه سيخسر فريقنا ولن يكسب الفريق الآخر". وتمنى وهّاب على "فخامة الرئيس ميشال سليمان أن يكون فوق الصراعات الصغيرة فكل لبنان هو حصّته وميقاتي يستعمل فخامة الرئيس لتعطيل التعيينات أو موضوع الكهرباء".
ولجهة موضوع الكهرباء، قال وهّاب: "نحن ليس عندنا إنتاج بالكهرباء بعد أن قطعت مصر وسوريا عنّا الكهرباء إثر الأحداث الأخيرة فيهما، وهذا النقص لا يعوّض إلا بإنشاء معامل كهرباء جديدة وميقاتي يحجب الأموال لهذه الجهة، وهو كذلك يعطّل الأمن والدولة من خلال تعطيل التعيينات ولو كان هناك من مساءلة لأدخل ميقاتي السجن".
وفي ما خص الأحداث في شمال لبنان، قال وهّاب: "فشلت المنطقة العازلة في تركيا وفي الأردن والعراق رفض، فلم يبق إلا لبنان حيث هناك بعض المتحمّسين الذي أنشأوا جسر سلاح مع حمص، وبمحبة أقول إنّ هذا الأمر سيدفع ثمنه أهلنا في عكّار والمناطق هناك فلينأوا بأنفسهم عن هذا التدخّل".

اوساط "صهر ميقاتي" تتحدث عن مؤامرة
يقال نت/في دفاعها عن صهر الرئيس نجيب ميقاتي قالت اوساط مقربة من رجل الاعمال رضا سوبرة ان هناك فخا نصب له من اجل تطويق رئيس الحكومة. وأشارت الى ان سوبرة كان قد ابلغ مصلحة حماية المستهلك بانتهاء صلاحية مخزون ال"شيبس" لديه واستحصل على إذن بالتخزين حتى التلف. ولفتت الى انه قبيل عملية التلف جرى تسريب النبأ. وقالت:" لنفترض أن سوبرة أراد صرف نفود صهره ميقاتي، ألم يكن قادرا على التكلم مع مصلحة حماية المشتهلك، التابعة لوزارة الإقتصاد التي على رأسها حاليا وزير محسوب على رئءيس الحكومة؟"

ولميقاتي صهر أيضاً
يقال نت/صهر جديد " يخترق" حدود المعقول في لبنان ، ليترك بصماته في دوائر الفساد. وإذا كانت سلوكيات المعروفة منهم ، تتمحور حول مد اليد الى المال العام ، ومن خلال صرف النفوذ، الى المال الخاص، فإن صهر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ، رجل الأعمال رضا سوبرا، إخترق الحواجز الى صحة اللبنانيين، من خلال الغش بتاريخ صناعة ماركة " تشيبس" يوزعها في الأسواق اللبنانية.
وفي تعليق له على هذه القضية قال الرئيس ميقاتي إنه لن يغطي أحدا متورطا في أي ملف ، أيا كان هذا المتورط، داعيا متابعبه على "تويتر" الى الإهتمام بشؤون أكثر أهمية وكانت الأجهزة الأمنية قد ،منعت ومن دون سبب ظاهر مراسلي وسائل الإعلام من دخول مستودع أبلغت مصلحة حماية المستهلك عن وجود 35 طنا من الـ
chips الفاسد في داخله. وذكرت "أم.تي.في" أن مالك البضاعة الفاسدة هو صهر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التاجر رضا سوبرا. وفي التفاصيل أن كميات الـchips الهائلة إنتهت مدة صلاحيتها في العام 2011، لكن صهر ميقاتي قرر إستبدال الملصقات الحقيقية بأخرى تحمل تاريخ الـ 2014. مصلحة حماية المستهلك علمت وأبلغت فتوجهت قوة مشتركة من إستخبارات الجيش والشرطة العسكرية الى المستودع حيث ضبطت بالجرم المشهود عددا من العمال يقومون بتوضيب البطاطا الفاسدة وتبديل الملصقات لمصلحة صهر رئيس الحكومة رضا سوبرا. المداهمة أسفرت عن توقيف تسعة عمال بين لبناني وغير لبناني كما صودرت كميات الـ chips الفاسدة وختم المستودع بالشمع الأحمر في وقت لاحق بناء لإشارة القضاء المختص. تجدر الإشارة الى أن ميقاتي شخصيا ناشط في " الأعمال" التي تقف على تخوم الدولة، وهو يستفيد من قرارات سلطوية عدة، من بينها، على سبيل المثال والحصر، صفقة تلزيم سحبتها وزارة الإتصالات من أوجيرو وعهدت بها الى " ليبان بوست" بفارق 5,2 مليار ليرة لبنانية. وميقاتي هو من أكبر المساهيمن في " ليبان بوست".

حماده: أدعو هذه الحكومة الى تحرير لبنان قريبا من ..ذاتها
قال النائب مروان حماده:"حسناً فعل الرئيس ميقاتي انه اوقف او انه على الأقل جمد هذا المشهد الأسبوعي لمجموعة " من كل وادٍ عصا" ولا هدف لهم في معظمهم وخصوصاً في الاكثرية التي تهيمن على هذا المجلس إلا تحقيق المكاسب الضيقة وإذلال اللبنانيين وإذلال الطبقة العاملة من خلال ما شهدناه في موضوع الأجور ونهب المال العام مما رأيناه في موضوع الكهرباء وبالتالي تقديم صورة للبنان لدى العالم العربي تحديداً ولدى العالم من الموقف حيال الكهرباء المأساة السورية المتمادية، بالاضافة الى ما حاول الرئيس ميقاتي التخفيف منه في قضية المحكمة وتمويلها والآن تجديد البروتوكول."
وأضاف:" رئيس الجمهورية مُعطّل ولا يستطيع اطلاق الحوار ولا حتى القيام بدور الحكم مع هذا الفلتان من قبل العماد عون وموقف حزب الله الداعم له ولا المجلس يستطيع ان يلعب دوره والحكومة معطلة، الآن باعتراف الجميع انه على كف عفريت فماذا بقي؟" وختم:" ادعو هذه الحكومة لتحرير لبنان قريباً من ذاتها ومن نفسها والإفساح في المجال بقيام حكومة تكنوقراط تسير بالبلد نحو انتخابات نيابية فاصلة من الدلائل على ان هذه الحكومة صعب عليها ان تنطلق ان رئيس الحكومة الذي كان ينوي ان يصطحب وفداً جراراً معه الى باريس سيكتفي بنفسه فقط في هذه الزيارة."

العونيّة والموت السياسي

نصير الاسعد /الجمهورية
لماذا فقد الجنرال ميشال عون ووزراؤه ونوّابه ومعاونوه السيطرة على أعصابهم وجُنّ جنونهم دفعة واحدة؟ جواباً عن هذا السؤال، لا بدّ أوّلاً من ملاحظة أنّ المعادلة التي صاغها الجنرال تباعاً منذ ما يقارب سبع سنوات بعدَ انتصار ثورة الأرز، والتي وضع نفسه في إطارها، هي اليوم معادلة مختلّة مهتزّة. لقد أقام الجنرال خلال هذه السنوات الطوال على تحالف وثيق مع محور النظام السوريّ – النظام الإيراني – "حزب الله". إبتدعَ فذلكات كثيرة لتبرير هذا التحالف. لكن لم يكن خافياً أنّه سعى إلى "بيع" موقعه في البيئة المسيحيّة لـ "شراء" موقع عام وأدوار... لشراء سلطة.
غطّى عودة نفوذ نظام الأسد إلى لبنان. وغطّى استقواء "حزب الله" بسلاحه في الداخل اللبنانيّ. لا بل إنّ أيّاً من اللبنانيّين لا ينسى تحريض عون لـ"حزب الله" على أحداث 7 أيّار 2008. تحريضٌ على القتل والخطف والحرق والسيطرة المسلّحة. ولا أحد ينسى أيضاً أنّه كُلّف مهمّة رأس الحربة تحريضاً على انقلاب كانون الثاني 2011. كما أنّ أحداً لا ينسى أنّه يحضّ على العنف في هذه الفترة أيضا.
قبضَ أثماناً سلطويّة للموقع السياسيّ الذي اختارَه... لكنّه كان يخسرُ تدريجاً حيّزه ضمن البيئة المسيحيّة بشكل خاص. لم تُسعفه ادّعاءات العفّة والإصلاح ومكافحة الفساد في استنهاض وضعه المتدهور، لأنّ اللبنانيّين، خصوصاً بعد اندلاع الربيع العربي، راحوا يبحثون عن مكانهم فيه مستذكرين دورهم في أصل هذا الربيع.
أذهلَ الربيع العربيّ، خاصة عندما دقّ أبواب سوريّا، الجنرال وأصابه بـ"خوات".
بقي عون شهوراً يراهن على قدرة نظام الأسد على الخروج من "المحنة". وكم مرّة بشّر الجنرال بأنّ الأزمة صارت وراء الأسد؟ وكم من مرّة قام نيابةً عن الأسد بتحديد مواعيد "الحسم"؟ وأكثر من ذلك، سمع متابعون من داخل "البيت العوني" ما مفاده أنّ لدى نظام الأسد حدّاً أدنى هو مشروع تقسيميّ ما بين سوريّا ولبنان لإقامة دولة علويّة – مارونيّة – شيعيّة، فكان الجنرال ينامُ مطمئناً إلى ذلك.
ومن الواضح أنّ ما راهن عون عليه يتهاوى، لأنّ نظام الأسد يترنّح حتى وهو في ذروة وحشيته. إفترض الجنرال أنّ النظام المتهاوي يمكّنه أن يأخذ لبنان في طريقه، أي أن يساعد على إيجاد توازن في لبنان لمصلحة من يحالفونه تعويضاً عمّا يجري في سوريّا! ثمّ افترض – ربّما بينه وبين نفسه – أنّ "حزب الله" يمكنه أن يُقدم – هكذا ببساطة – على قلب الطاولة في لبنان، في وقت لا شكّ أنّ "حزب الله" يدرس الوضع بحسابات أخرى. يحسبُ "حزب الله" مثلاً حساباً للفتنة الشيعيّة – السنيّة التي لا يقيم عون حساباً لها. ويحسبُ "حزب الله" المصلحة الإيرانيّة في ظلّ المتغيّرات العربيّة حتى لو قرّر في نهاية المطاف اعتماد خيار المواجهة. إذاً، في وقتٍ يتركُ ما يحصل في المنطقة وفي سوريّا تحديداً أثاراً على الفرقاء اللبنانيّين، فإنّ الجنرال يتخبّط. وعلى أيّ حال فإنّ التخبّط الناجم عن سوء التقدير، أمرٌ تاريخيّ عند الجنرال. ألم يراهن على أنّ صدام حسين سيهزم العالم في 1990؟ هل يُمكن استبعاد أن يكون مراهناً اليوم على أنّ بشّار الأسد سيهزم العالم؟
مواقعُ رئيسيّة في السلطة تبحثُ في هذه الأيّام عن البقاء على قيد الحياة السياسيّة. أمّا الجنرال فيتلّفت يميناً ويساراً فيلاحظ أنّ الأبواب مغلقة أمامه، فلا علاقة بينَه وبين أكثر من نصف البلد سنّياً ومسيحيّاً ودرزيّاً... وحتىّ شيعيّاً. ويرى أنّ "حزب الله" منشغل بأموره وبالظروف واحتمالاتها. يلمسُ لمسَ اليد أنّه سيكون خارج المعادلة اللبنانيّة الجديدة... فيجّن جنونه. وبما أنّه يهوى العنف ويحرّض عليه، عِلماً أنّه غير شهير أبداً بشجاعته، تراه يلجأ مع فرقته إلى العنف الكلامي، إلى الشتائم التي تبعد اللبنانيّين عنه وعن شتّاميه أكثر فأكثر وتزيدهم قرفاً.
إذاً، هذا هو سرّه! ملاحظة: كان كاتب هذه السطور قد آل على نفسه منذ مدّة عدم الحديث عن عون وفريقه السياسيّ – العائلي. ذلك أنّه من سابع المستحيلات أن يكون ثمّة نقاش ممكن مع عونيّ. لكن ما دفع الكاتب إلى الخروج عن التزامه هو حقيقة أنّ ثمّة موتاً دماغيّاً سياسيّاً لدى هذا الفريق، صار معه لا بدّ من إخبار الناس بالحقيقة.

حلف رباعيّ جَمَع حزب «القوّات اللبنانية»، «الحزب التقدّمي الاشتراكي»، تيّار «المستقبل» وحركة «أمل
الجمهورية/هو حلف رباعيّ جَمَع حزب «القوّات اللبنانية»، «الحزب التقدّمي الاشتراكي»، تيّار «المستقبل» وحركة «أمل»، أفضى إلى فوز لائحة «المعلّم النقابي» بـ 17 مقعداً من أصل 18 داخل هيئة رابطات الأساسي. قد يكون أو لا يكون لهذا الفوز انعكاسات إيجابيّة على الساحة السياسيّة لاحقاً، إلّا أنّه أرسى قواعد جديدة من التعاطي الواقعي بين أفرقاء يفترض أنّهم خصوم سياسيّون.الثلاثاء 07 شباط 2012 بعد نجاح ساحق للّائحة المدعومة من الأحزاب الأربعة، شكّل الموضوع مادة دسمة للتراشق الإعلامي بين من يفترض أنّهم حلفاء الخطّ الواحد وخصوصاً بين "التيّار الوطني الحر" وحركة "أمل"، حيث شدّد مسؤول القطاع التربوي فيها حسن زين الدين على "وجوب أخذ الحالة التي جمعت بين الأحزاب الفائزة عن طريق المفرّق"، لافتاً إلى أنّها "انتخابات نقابية تعليمية فقط، وليست عملية تأليف حكومة".
وردّ زين الدين على الانتقادات التي طاولت الحركة جرّاء تحالفها مع "القوّات" و"المستقبل" قائلا: "إذا أردنا التكلّم بهذه الطريقة فما الذي يجمع بين "حزب الله" الحزب العقائدي والديني، وبين الحزب الشيوعي الملحد؟ نحن لسنا مع هذا الطرح لأنني كما قلت نعمل للنقابة لا لحسابات شخصية".
وحمّل زين الدين مسؤولية عدم الوصول إلى صيغة موحّدة بين قوى 8 آذار لـ"التيّار الوطني الحر" ووزير العمل شربل نحّاس والحزب الشيوعي، "لأنّهم أعطوا أنفسهم حجماً أكثر ممّا يستحقّون، وهم اعتقدوا أنّ بإمكانهم إنجاح لوائحهم من دون دعم من أحد، ذلك عدا الاستفزازات التي اعتمدها الحزب الشيوعي ضدّنا وضدّ بقيّة القوى".
وكشف "أنّنا، وبعدما أقنعنا الجهة المسؤولة عن المكتب التربوي في التيّار بترك الشيوعي الذي كان يطالب بأمور تعجيزيّة، كدنا نصل إلى خواتيم سعيدة، لكنّ تدخّل شربل نحّاس "نزع الطبخة" بعدما اجتمع بهم ليلاً"، مؤكّداً أنّ "هذا التحالف لاقى ترحيباً من رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي".
ودعا إلى أن يكون الخلاف "على النقابة لا على الطائفية أو المذهبيّة"، محذّراً من "التعرّض لنا عبر أيّ عملية إلغاء وتهميش في أيّ من المواقع".
من جهته، شرح المنسّق العام لقطاع التربية والتعليم في تيّار "المستقبل" نزيه خيّاط حقيقة ما جرى، وقال: "عندما طُرح موضوع الانتخابات كنّا من أوّل المطالبين برابطة ائتلافيّة تضمّ جميع القوى، لأنّ هذه الرابطة لم تشهد انتخابات منذ 15 عاما. وفي معزل عن الاختلافات السياسية، ارتأينا العمل من أجل وحدة النقابة لأنّ مشكلة التعليم الأساسي أكبر من أيّ قطاع آخر، وبالتالي فإنّ المطلوب هو الانطلاق من أداة نقابيّة موحّدة بعيدة من الاختلافات والصراعات والتجاذبات".
أضاف: "كان الاقتراح أن تتوزّع اللائحة على الشكل التالي: 6 لقوى 14 آذار و6 لقوى 8 آذار و6 للمستقلّين، وبهذا يصبح لدينا رابطة أساتذة التعليم الرسمي ابتدائي ومتوسّط. في البداية أعلنت حركة "أمل" أنّها تريد الرئاسة، ونحن كتيّار "مستقبل" وقوى
14
آذار قلنا أن لا طموح لنا بالرئاسة، ولذلك لا نريد خوض معركة".
وأكّد "أنّنا استفدنا هذه السنة من خلال تجربتنا السابقة مع الشيوعي والعونيّين، بحيث لم نترك مجالاً للتفاوض حتى اللحظات الأخيرة".
أمّا رئيسة الرابطة السابقة والمرشّحة المستقلة عايدة الخطيب فأبدت امتعاضها من الانتخابات، مُعتبرة أنّها جرت على أساس المحاصصة، مشيرة إلى أنّها "فضّلت الخسارة بشرف بدلاً من الدخول في لعبة لا تنمّ عن الصدقيّة في التعاطي مع هكذا حدث".
ورأت أنّ "الذين فازوا في الرابطة لا تجمعهم أيّ صلة لا سياسيّة ولا غير سياسية، عِلماً أنّني كنت من المطالبين بضرورة وجود مستقلّين داخل النقابة"، سائلة: "ماذا لو حصل أيّ خلاف بين الأعضاء، فهل سيكون الأمر مشابهاً لما يحصل في الحكومة؟"
بدوره، شدّد مفوّض التربية والتعليم في الحزب التقدّمي الاشتراكي جلال ريدان على أنّ "التحالفات ليست سياسيّة، إنّما نقابية تربوية هدفها مصلحة المعلمين ووحدة رابطة التعليم الأساسي، لكنّنا لم نتمكّن من التوافق نتيجة العنهجيّة التي سبقت الانتخابات".
ونفى حصول معركة على الرئاسة بين "الاشتراكي" و"أمل"، "فهذا الامر يُحلّ بيننا بطريقة حضارية، مع العلم أنّ لدينا مرشّحاً للحزب هو النقابيّ كامل شيا"، مؤكّداً أنّ "التحالفات خطوة مهمّة كونها خرقت الانقسام السياسي في البلد، وأوجدت جوّاً من الارتياح بين الجمهور على الأرض".
وأوضح ريدان أنّ "موقع الحزب الاشتراكي في الوسط وليس طرفاً مع هذا أو ذاك، والتقريب في وجهات النظر بين "أمل" و14 آذار خطوة إيجابية تساعد على تنفيس الاحتقان، ذلك عدا المساحات المشتركة بين الطرفين والتي يمكن أن يتوحّدوا حولها".
بدوره، قال رئيس مصلحة المعلّمين في "القوات اللبنانية" صبحي داوود: "حاولنا منذ البداية ضمّ كلّ القوى ضمن لائحة وفاقيّة موحّدة تضمّ مختلف الأحزاب، لكنّ البعض أعطى لنفسه حجماً يفوق التصوّر، عندها اقتصر الحلف على الأحزاب الأربعة".
أضاف: "لم يكن هناك أيّ اعتراض قوّاتي على ضمّ "أمل" أو "الاشتراكي" إلى اللائحة، بل العكس، كنّا نتمنّى لو توافق معنا كلّ من "الشيوعي" والعونيّين"، مشيراً إلى أنّ "هذا التحالف سينسحب إيجاباً على الشارع العام ويفتح كوّة في جدار العلاقة المسدودة".
في المقلب الآخر، لفت منسّق هيئة المعلّمين في القطاع الرسمي في "التيّار الوطني الحر" خليل صيقلي إلى "أنّنا لم نبالغ مرّة في حجمنا، لكنّ مندوبينا لم يحضّروا بشكل كامل في يوم الانتخابات"، نافياً أن يكون لنحّاس أيّ علاقة في عدم التوصّل الى صيغة موحّدة. أضاف: "من يقول هذا الأمر هو رجل فتنة، وأنا أعرف الشخص الذي قال هذا الكلام، وهذا الرجل هو الذي كان وراء الانقسام لأنّه كان تمسّك برئاسة النقابة. إنّه حسن زين الدين الذي أصرّ على الرئاسة، وافتعل هذه المشكلة ليضمن الرئاسة لجماعته". وأسفَ لأنّ "هذا الشخص يسوّق بأنّنا نحن من كان يعمل بشكل طائفيّ للمجيء برئيس مسيحيّ للرابطة، وهذا الكلام مردود إليه، "ويا عيب الشوم"، فنحن كنّا نطالب برئيس للرابطة من التيّار الوطني الحر".
وأوضح أنّ الخطيب "لا يحقّ لها قانونيّاً بالترشّح، كونها أحيلت الى التقاعد في 28-11-2001، وبذلك أصبحت خارج الملاك"

عصر الظهور» يكشف سرّ العلاقة بين إيران ودمشق
علي الحسيني/الجمهورية
لن يدخل «حزب الله» في معركة مصيريّة إلى جانب الرئيس السوري بشّار الأسد، ولن يعلن التعبئة العامّة في صفوفه للدفاع عن نظامه في حال قرّر الغرب الإطاحة به، ولن تنادي الحسينيّات والجوامع الخاضعة لسيطرته بالدعاء والتضرّع إلى الله لبقاء هذا النظام في حال اتُخِذ القرار بإسقاطه. "حزب الله" منذ زمن طويل أنّ نظام الأسد إلى زوال، وأنّه مهما فعل لأجله فمن المستحيل الإبقاء عليه في سدّة رئاسة سوريا، لا لشيء، إنّما لأنّ هكذا أمر يتعارض مع معتقداته الدينيّة التي تؤشّر وتؤكّد قرب نهاية مسيرة حكم متوارثة دامت لأكثر من خمسين عاماً، وليبدأ بعدها عصر جديد يسمّى بـ"عصر الظهور".
ويؤمن "حزب الله" ومِن خلفه القيادة الإيرانية والتابعين لولاية الفقيه، بظهور شخصيّة دينية تدعى الإمام المهدي المنتظر، التي وبحسب المفهوم الديني والعقائدي هي المخلّص الأوّل والأخير للشيعة في العالم أجمع، لكن على ما يبدو أنّ ثمن هذا الظهور سيكون مكلفاً جدّاً، كونه يرتبط بشكل أساسيّ بسقوط حكم الرئيس السوري بشّار الأسد.
ومن المؤكّد أنّ الحزب لا يملك أيّ قدرة على منع هذا الظهور، لكن كلّ ما يستطيع فعله هو التأجيل فقط، إلى حين تهيئة الأرضيّة المناسبة لهكذا حدث الذي من شأنه أن يقلب كلّ المقاييس في المنطقة والعالم.
وما سبق وقُدّم ليس المراد منه التعرّض للمعتقدات الدينية التي يؤمن بها بعض من الطائفة الشيعيّة، مع تأكيد كلمة بعض، بقدر ما هي محاولة للإضاءة على حقيقة العلاقة التي تجمع بين نظامين لم تستطع كلّ المحاولات من فكّ تحالفهما على رغم كلّ المغريات التي قُدّمت للطرفين خلال مراحل متفاوتة. هو كتاب تمّ تهريبه من طهران إلى لبنان بطريقة سرّية للغاية، ولأنّه يفنّد المراحل الزمنية اللاحقة والآتية للمنطقة والعالم، فإنّ نشره بشكل ملخّص من شأنه أن يُحدث صدمة عند البعض، لما يكشفه لناحية العلاقة بين النظام السوري من جهة وبين الجمهورية الإسلاميّة الإيرانية و"حزب الله" من جهة أخرى، إذ إنّه يتطرّق إلى صميم العلاقة السرّية التي لا زالت تجمع حليفين في السياسة، وأعداء في المعتقد والفكر الديني.
مقدّمة الكتاب
ذات يوم وبعيد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، قال الإمام الخميني: "إنّ أولادنا وأحفادنا سيشهدون ظهور الإمام المهدي، لأنّ أولاد وأحفاد أنصار الثورة قد أصبحوا الآن في سنّ الاستعداد لهذا الظهور".
عصر الظهور
العلامة الأولى: تتحدّث عن علامة أوّلية تدلّ على موعد اقتراب الظهور، ويشرح بأنّ الظاهرة الأولى تكون من خلال اجتماع اليهود في أرض فلسطين، وهو أمر مؤكّد وواضح للعيان من خلال دعوة يهود العالم إلى التجمّع في إسرائيل "أرض الميعاد" بحسب ما يصفها اليهود أنفسهم.
العلامة الثانية: إنّ رجلاً من قم يدعو الناس إلى الحقّ، ويجتمع معه قوم قلوبهم كزُبر الحديد، لا تزيلهم الرياح والعواصف، لا يملّون من الحرب ولا يجبنون، وعلى الله يتوكّلون، وبحسب مفهومهم أنّ مواصفات هذا الرجل تنطبق على الخميني الذي خرج من قم ليقود ثورة منذ العام 1962.
ويوضح الكتاب أنّ الخميني ليس من أهل قم بل من "خمين" ولكنّه خرج للدعوة من مدينة قم، ويعتبر أنّ العواصف التي واجهها الخميني وناسه، أي الحرس الثوري الإيراني، هي الحروب التي خاضها ضدّ الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين وحلفائه العرب والروس والغرب.
العلامة الثالثة: تتحدّث عن قوّة عسكرية وإعلاميّة تحارب العرب قبل الظهور، وفُسّرت بمحاربة جيش المهدي للأميركيّين في العراق، وحزب الله لإسرائيل في لبنان.
العلامة الرابعة: إنّ عملية الظهور تبدأ من المشرق، من بلاد فارس تحديداً، حيث تخرج من خراسان رايات سود فلا يردّها شيء حتى تنصب بإيلياء الملاحم والفتن، وهي تشير إلى أنّ الجيش الذي ينطلق مع الإمام يبدأ تحضيره في إيران، ويكون هو الجيش الذي يتوجّه مع الإمام إلى القدس.
العلامة الخامسة: عمائم سوداء من ذرّية الرسول تقاتل أعداء الإمام، والمقصود وفق معتقدهم وبحسب ما يشرح الكتاب، هم الخميني والسيّد علي الخامنئي والشهيد محمد باقر الصدر والشهيد محمد صادق الصدر والشهيد الحكيم، ودور السيّد علي السيستاني في العراق وقائد المجلس الأعلى للثورة السيّد عبد العزيز الحكيم، وقائد جيش المهدي السيّد مقتدى الصدر والسيّد موسى الصدر وسيّد شهداء المقاومة عبّاس الموسوي وسيّد المقاومة السيّد حسن نصر الله.
العلامة السادسة: تتحدّث عن وجود قوّات غربية قبل زمن الظهور، ويشرح الكتاب أنّ هذه العلامة قد تحقّقت بدخول القوّات الأميركية والمتحالفة معها إلى العراق في نيسان 2003.
العلامة السابعة: استشهاد نفس زكيّة في النجف مع 70 من الصالحين، وتنطبق هذه الرواية باعتقادهم على شهادة محمد باقر الحكيم الذي اغتيل عقب صلاة الجمعة بعد خروجه من مقام الإمام علي في النجف الأشرف مع 70 من الصالحين على أيدي التكفيريّين.
العلامة الثامنة: إنتقال العِلم من النجف إلى قم، أي من العراق إلى إيران، وتدلّ رواياتهم على أنّ زمن ظهور المهدي المنتظر يبدأ الإعداد له من مركز الحوزة العلميّة في بلدة قم الإيرانيّة.
مفاجأة الظهور
العلامة التاسعة: خروج تكفيريّ يقتل زوّار المقامات، ويقصدون بذلك أبو مصعب الزرقاوي، يخرج بأرض كوفان (العراق)، ينبع كما ينبع الماء (أي يقوم بعمليّات هجومية) فيقتل وفدكم (زوّار المقامات)، فتوقّعوا بعد ذلك السفياني وخروج المهدي.
العلامة العاشرة: قيام حكم إسلامي في العراق موالٍ للممهدين الإيرانيّين، وتدل الرواية على نفوذ إيراني قويّ بعد حرب مع العراقيّين، وهذا النفوذ تشير إليه الرواية فيخرج العجم على العرب، أي يتفوّق العجم بالنفوذ والدعم ويملكون البصرة.
العلامة الحادية عشرة: ينقل الكتاب عن لسان الإمام جعفر الصادق أنّه قال "من يضمن لي موت عبدالله (أي يأتيني بخبر موته) أضمن له القائم (أي ظهور المهدي)، ثم قال: إذا مات عبدالله لم يجتمع الناس بعده على أحد ولم يتناهَ هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله، ويذهب ملك السنين ويصير ملك الشهور والأيّام. والمقصود هنا (خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز)
العلامة الثانية عشرة: دخول مذنّب إلى مدار الأرض فيغيّر كلّ الطبيعة الفلكيّة على الأرض، ويلفت الكتاب إلى أنّ "صحيفة الغارديان ذكرت أنّه في حزيران 2005 تمّ اكتشاف مذنّب سيّار عرضه 390 متراً سمّوه "أبوفيس".
العلامة الثالثة عشرة: تتحدّث عن رجل يدعى الخرساني، يشرح الكتاب مواصفاته ليصل إلى مرحلة تتطابق بها تلك المواصفات مع الخامنئي.
العلامة الرابعة عشرة: تدلّ على مواصفات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.
العلامة الخامسة عشرة: تشير إلى رجل يدعى اليماني، وهنا يفنّد الكتاب نسب هذا الرجل، فيقول "إسمه حسن وصاحب راية، سيّد هاشمي من نسل الإمام الحسين اسمه حسن، واسمه الثاني نصر، وينقل قولاً عن النبي محمد: "صاحب الأعماق الذي يهزم أعداء الله يشتقّ اسمه من نصرالله".
سقوط الأسد
ويؤكّد الكتاب أنّه وقبل ظهور المهدي بستّة أشهر، يقع حدث مهمّ في سوريا، وهو انقلاب عسكري يأتي بقائد سوريّ عميل لأميركا وإسرائيل لقبُه السفياني، يُثبّت نفوذه داخل سوريا والعراق والأردن ولبنان، وتدخل قوّاته إلى الحجاز، أي المملكة العربية السعودية، لقمع ثورة في المدينة لأتباع أهل بيت النبي، ثمّ يدخل إلى العراق ليقتل شيعة أهل البيت، ويدخل لبنان لقتال المجاهدين ويحاصرهم في جبل عامل ويشغله شاغل عنهم، هو قوّتهم وبأسهم.
وختام الكتاب، أنّه وأثناء حصار السفياني لجبل عامل وقتاله للشيعة في العراق، تبدأ أخبار الظهور ويبدأ التهيُّؤ لمرحلة الظهور المقدّس، وينتصر الشيعة أي الموالون لإيران وحزب الله على أعدائهم، وعندها سيملأ المهدي المنتظر الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِئت جوراً وظلماً.
وفي محاولة للتأكّد من صحّة ما جاء في كتاب عصر الظهور، كان لا بدّ من الوقوف عند آراء مرجع دينيّ شيعي تحفّظَ عن ذكر اسمه، إذ أكّد المرجع أنّ "معظم ما جاء الكتاب على ذكره يدخل تماماً في صلب الفكر والاجتهاد الديني الذي يتحرّك من خلاله نظام الملالي في الجمهورية الإسلاميّة الإيرانية".
ولأنّه كان أوائل الذين ناقشوا فحوى هذا الكتاب مع العديد من المراجع في الطائفة الشيعية، فقد كشف المرجع أنّ "هناك رجال دين معروفين في "حزب الله" تداعوا خلال الأشهر الأخيرة إلى اجتماع دينيّ مغلق مع مراجع دينية إيرانية بارزة، برئاسة قائد الثورة الإيرانية المرشد علي الخامنئي في إيران، جرى خلاله مناقشة علامات الظهور والتداعيات التي ستنتج عنها".
وشدّد على أنّ "اللقاءات المتكرّرة بين رجال الدين خلصت إلى ضرورة العمل على تأجيل الظهور بأيّ شكل من الأشكال، من خلال دعم الرئيس السوريّ بشّار الأسد بصورة مطلقة ومنع إسقاطه في هذه المرحلة بغية تحضير الأرضية التي تتلاءم مع الظهور". وتوقّع المرجع أن "يعمد "حزب الله" خلال الأشهر المقبلة، وبدعم إيرانيّ مطلق، إلى تحضير هذه الأرضية من خلال محاولة السيطرة المطلقة على كلّ الأراضي اللبنانية من الشمال إلى الجنوب"، مؤكّداً أنّ الأولوية في هذا الأمر هي "تفريغ الساحة الجنوبية من الوجود الأجنبي الذي سيُعتبر العدوّ الأبرز لحزب الله خلال تلك التهيئة للظهور المنتظر".

البحرين: واشنطن لا تنوي ضرب إيران
موسكو
- د ب أ: نفى وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة, أمس, ما تردد عن عزم الولايات المتحدة على مهاجمة إيران, على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل.
ونقلت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية عن الشيخ خالد قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إنه "في ما يتعلق باحتمال شن هجوم على إيران, فإن مسؤولي البحرين تلقوا أثناء اجتماعاتهم مع المسؤولين الأميركيين تأكيدا على أن الولايات المتحدة لا تؤيد فكرة التدخل العسكري في إيران". وجدد موقف البحرين المؤيد لحق إيران في تطوير برنامج نووي للأغراض السلمية.

استبعد اتخاذ إسرائيل قرار الحرب وأكد صعوبة معرفة من يتخذ القرارات في طهران
أوباما يوقع مرسوم عقوبات جديدة على القطاع المالي الإيراني

واشنطن - وكالات: وقع الرئيس الأميركي باراك أوباما, أمس, على أمر تنفيذي بفرض عقوبات جديدة على إيران, تنص على تجميد جميع الأصول التي تعود لها, سيما اصول مصرفها المركزي, في الولايات المتحدة. وينص الأمر على ان جميع الأصول والمصالح الخاصة بالحكومة الإيرانية والمؤسسات المالية الإيرانية, بينها المصرف المركزي الإيراني, في الولايات المتحدة, أو التي يديرها مواطن أميركي بما في ذلك الفروع الأجنبية, سيتم الحجز عليها بحيث يمنع نقلها أو دفعها أو تصديرها أو سحبها. وأوضح أوباما ان هذه الإجراءات ضرورية "في ضوء ممارسات المصرف المركزي الإيراني وغيره من المصارف الإيرانية التي تقوم على الخداع حيث تقوم بإخفاء معاملات مع أطراف خاضعة للعقوبات, وفي ضوء الخلل في نظام إيران لمكافحة تبييض الأموال وضعف تطبيقه والخطر المتواصل وغير المقبول التي تشكله النشاطات الإيرانية على النظام المالي الدولي". وهذا المرسوم يؤدي الى سريان مفعول عقوبات سبق ان وردت في قانون تمويل "البنتاغون" الذي صادق عليه أوباما في 31 ديسمبر الماضي. وذكرت وزارة الخزانة الاميركية "ان هذه التدابير تؤكد تصميم ادارة (اوباما) على جعل النظام الايراني يتحمل فشله في احترام الالتزامات الدولية", مضيفة ان "على ايران ان تواجه مستوى غير مسبوق من الضغوط بسبب العقوبات التي تشددها الولايات المتحدة ودول اخرى في العالم". في سياق متصل, تزيد التلميحات والتهديدات والإشارات السياسية المبطنة من جانب اسرائيل بشأن شن هجوم محتمل على ايران, الضغوط على إدارة أوباما, وتشكل موضوعاً ساخناً للنقاشات قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر المقبل.
وعلق أوباما على التكهنات قائلاً, في مقابلة مع شبكة "ان بي سي", انه لا يعتقد ان اسرائيل اتخذت قراراً بعد بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية, مؤكداً ان تشديد العقوبات "بشكل لا سابق له" له تأثير قوي على نظام طهران.
وجزم بأن الجمهورية الاسلامية "باتت تشعر بتأثير" عقوبات المجتمع الدولي, مستبعداً أي رد إيراني يستهدف الأراضي الأميركية.
واضاف ان "أي شكل من النشاط العسكري الاضافي داخل الخليج سيكون مربكاً وله تأثير كبير علينا, ويمكن أن يكون له تأثير كبير على أسعار النفط ومازال لدينا قوات في افغانستان المجاورة لإيران, ومن ثم فإن الحل المفضل لنا (للخلاف مع إيران) هو الحل الديبلوماسي".
ورداً على سؤال عما اذا كانت اسرائيل ستأخذ برأي واشنطن قبل ضرب إيران, أوضح أوباما أنه لا يمكنه الخوض في التفاصيل, مؤكداً ان البلدين الحليفين يقومان أكثر من أي وقت مضى "بمشاورات عسكرية وعلى صعيد تبادل المعلومات". واضاف ان "أولويتي الاولى هي امن الولايات المتحدة, ولكن ايضا امن اسرائيل, وسنعمل على التأكد من أننا نعمل معاً في وقت نحاول معالجة هذا الامر ديبلوماسياً".
وأكد أن الولايات المتحدة لديها "تقديرات جيدة للغاية" بشأن ما أحرزته ايران من تقدم بشأن معالجة اليورانيوم, لكنها تواجه بعض الصعوبات في تتبع الآليات السياسية داخل الجمهورية الاسلامية.
واضاف "هل نعلم كل الديناميكيات داخل ايران? بالتأكيد لا. واعتقد ان أحدى الصعوبات هي أن ايران نفسها أكثر انقساما بكثير الان مما كانت عليه", مشيراً إلى أن "الزعيم الاعلى ينافس الرئيس في بعض المواقف, ومن الصعب معرفة من يتخذ القرارات داخل ايران في اي وقت محدد, لكن لدينا رؤية جيدة الى حد كبير بشأن ما يحدث بخصوص برنامجهم النووي". وتوجه وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان الى واشنطن أمس, فيما يزورها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في مارس المقبل, رغم ان اجتماعا بينه وبين أوباما لم يتأكد حتى الآن. ووفقاً لخبراء, سيكون لضربة عسكرية احادية الجانب من قبل اسرائيل ضد إيران, عواقب ستراتيجية كبيرة بالنسبة الى الولايات المتحدة وانعكاسات سياسية لا يستهان بها بالنسبة الى أوباما. ومن شبه المؤكد ان واشنطن ستجد نفسها متورطة في ازمة جديدة في الشرق الاوسط في وقت يريد فيه اوباما التركيز على التأييد الذي حصده بقراره سحب الجنود من العراق. كما سترتفع أسعار النفط مما سيحد من انتعاش الاقتصاد الاميركي الذي بدأ يتحسن وسيبطئ تراجع البطالة الذي يحتاج إليه اوباما للفوز بولاية رئاسية جديدة. واعتبر بعض المحللين في واشنطن ان موقف اسرائيل لا يعدو كونه مناورة مذكرين بأن الضربات العسكرية السابقة كالضربة على مفاعل نووي سوري في العام 2007 لم تسبقها أي تهديدات. كما ان القادة الاسرائيليين قد لا يكونون مستعدين بعد لمواجهة العواقب التي يمكن ان تترتب على مثل هذا الهجوم والتي يمكن ان تشمل رداً بالصواريخ وأعمالاً تنفذها مجموعات عسكرية ضد اسرائيل.

الفاتيكان قلق للعنف المتصاعد في سوريا
يُقال
.نت /أعرب الفاتيكان عن القلق والتعاطف لسقوط ضحايا مدنيين ولحالة العنف المتصاعد وصعوبة إيجاد حلول لها' في سوريا. وقال مدير دار الصحافة الفاتيكانية الأب فيديريكو لومباردي في تصريحات لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء "من الواضح أن هذا القلق حي وحاضر، حتى أن البابا تناول هذه المسألة في كلمته أمام أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي". وكان الأب اليسوعي باولو داليليو، المقيم في سوريا منذ سنوات عديدة،والمقرب من المعارضة السورية، طلب اليوم التدخل الدبلوماسي للكرسي الرسولي "على أعلى مستوى" مشيراً إلى أن "خطورة الوضع الراهن في البلاد تتطلب تعبئة كل النوايا الحسنة القادرة على التوسط وحمل الأطراف الفاعلة للصراع على التفاوض". وكان البابا بندكتوس السادس عشر قال أمام السفراء المعتمدين لدى دولة الفاتيكان في التاسع من الشهر الماضي انه يشعر "بقلق بالغ لوضع السكان في البلدان التي تعاني من توترات وعنف متعاقبة، ولاسيما في سوريا، حيث آمل في وضع نهاية سريعة لإراقة الدماء وفي بداية لحوار مثمر بين الأطراف السياسية، برعاية وجود مراقبين مستقلين".

ساركوزي: من المفاجئ جداً وقوف الروس ضد الدول العربية
الولايات المتحدة أغلقت سفارتها في دمشق وبريطانيا استدعت سفيرها احتجاجا على مواصلة القمع

واشنطن, باريس, لندن - وكالات: أغلقت الولايات المتحدة, أمس, سفارتها في دمشق وأجلت آخر موظفيها المتواجدين في سورية, داعية ما تبقى من رعاياها إلى مغادرة هذا البلد بسبب تدهور الوضع الأمني.
وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية, في بيان, ان سفارة الولايات المتحدة في دمشق "علقت كل انشطتها اعتبارا من 6 فبراير 2012 (أمس) نظراً لاستمرار العنف وتدهور الظروف الامنية".
واضافت ان "كل موظفي السفارة وكذلك عائلاتهم غادروا" سورية, داعية كل الاميركيين الذين لا يزالون في هذا البلد إلى المغادرة. واعتبرت الخارجية "ان تدهور الوضع الامني الذي ادى الى تعليق مهامنا الديبلوماسية يشير مجددا الى الطريق الخطيرة التي قرر الأسد سلوكها وعجز النظام عن السيطرة الكاملة على سورية, كما يلفت الى الحاجة الملحة لتحرك المجتمع الدولي من دون تأخير لدعم مبادرة الجامعة العربية لحل الازمة قبل ان يؤدي تصعيد النظام للعنف الى استبعاد الحل السياسي وزيادة الخطر على السلام والامن الاقليميين". واضافت الخارجية ان "التصعيد الاخير للعنف بما فيه تفجيرات دمشق في 23 ديسمبر و6 يناير الماضيين, أثار مخاوف جدية من أن سفارتنا ليست محمية بما فيه الكفاية من هجمات مسلحة وقمنا الى جانب بعثات دبلوماسية اخرى بالاعراب عن مخاوفنا الامنية للحكومة السورية لكن النظام لم يستجب". وقال مسؤول كبير في الخارجية, في تصريح إلى شبكة "سي ان ان", ان السفارة أصبحت "هدفاً محتملاً" لهجمات انتحارية.
من جهته, قال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الحل التفاوضي مع سورية ما زال ممكنا ودافع عن تعاطي ادارته مع الازمة, مؤكداً أن بلاده تطالب بتنحي الاسد "بلا كلل".
وقال في مقابلة مع تلفزيون "ان بي سي", بثت امس, "من المهم حل هذه الازمة من دون تدخل عسكري خارجي واعتقد ان الامر ممكن", مضيفاً "أرى ان المزيد من الناس داخل سورية باتوا يرون انهم بحاجة الى قلب الصفحة وان نظام الاسد بات يشعر بتضييق الخناق عليه. بات السؤال متى سيحدث ذلك".
وفي لندن, أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان بلاده استدعت سفيرها في دمشق للتشاور.
وقال في تصريح امام مجلس العموم "سنستخدم جميع القنوات المتبقية لدينا مع النظام السوري لنوضح لهم اشمئزازنا من العنف الذي نعتبره غير مقبول مطلقاً بالنسبة للعالم المتحضر", مضيفاً انه "تم استدعاء السفير السوري في لندن الى وزارة الخارجية لتلقي هذه الرسالة, وفي موازاة ذلك استدعيت سفيرنا في دمشق الى لندن للتشاور".
من جهته, أكد متحدث باسم الحكومة البريطانية ان لندن تفكر في "وسائل اخرى للضغط" على النظام السوري في الامم المتحدة بعد الفيتو الروسي - الصيني في مجلس الامن, مشيراً إلى أنها ترغب في ان يغير البلدان موقفيهما "الذي لا مبرر له". وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون "نامل فعلا ان تعيد روسيا والصين النظر في موقفيهما" اللذين اعتبرهما "غير مفهومين وغير مبررين".
واضاف "هناك وسائل اخرى للضغط على النظام السوري في الامم المتحدة, على سبيل المثال عبر الجمعية العامة, ونحن نبحث في تلك الخيارات, وسنفكر الان في طريقة عملنا مع دول اخرى, سواء على المستوى الدولي وفي المنطقة لدعم مبادرة الجامعة العربية".
بدوره, أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي, أمس, ان باريس وبرلين لا يمكن ان تقبلا "عرقلة" عمل المجتمع الدولي بشأن سورية بعد الفيتو الروسي - الصيني في مجلس الامن.
وقال في مؤتمر صحافي مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل, عقب محادثاتهما في باريس, "سأتصل هاتفيا بالرئيس (الروسي ديمتري) مدفيديف, وبإذن من المستشارة سأحدثه باسمينا", مؤكداً أن "ألمانيا وفرنسا لن تخذلا الشعب السوري, ان ما يحصل فضيحة, ونحن لسنا مستعدين لقبول التردد في اتخاذ قرار او عرقلة عمل المجتمع الدولي".
واضاف "سقط 200 قتيل اضافي في نهاية الاسبوع الاخير, لكم من الوقت سنقبل ذلك? من المفاجئ جداً ان يقوم الروس الذين لطالما كانوا تاريخيا مقربين من مواقف الجامعة العربية بالنأي عنها, ونتساءل اليوم لماذا"? من جهتها, دعت ميركل موسكو الى "تقييم عواقب قراراتها جيدا", مضيفة "لسنا خائبين فحسب, بل اننا مذهولون لعدم تبني قرار في الامم المتحدة".

العميد مصطفى الشيخ يشكل "المجلس العسكري الثوري الأعلى" و"الجيش الحر" يتهمه بخدمة النظام
دمشق - ا ف ب, رويترز: أعلن العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ, أمس, إنشاء "المجلس العسكري الثوري الأعلى" برئاسته ليكون بمثابة "هيكل تنظيمي" للمنشقين, إلا أن "الجيش الحر" بقيادة العقيد رياض الأسعد سارع إلى النأي بنفسه عنه, معتبراً أن توقيت إعلانه "يصب في خدمة النظام" السوري. وجاء في بيان صادر عن الشيخ وموجه إلى "الشعب السوري العظيم" انه "تم الاتفاق على تشكيل المجلس العسكري الثوري الأعلى لتحرير سورية تمهيدا لإعلان النفير العام لتحرير سورية من هذه العصابة (الحاكمة) وتلبية لنداء الحرية ووفاء لدماء الشهداء". واشار الى ان انشاء المجلس جاء "بعد التشاور مع الضباط المنشقين على امتداد ساحات الوطن وبعد العمل المضني في التنظيم الدقيق لصفوف المنشقين وتنظيم الثوار الذين أتموا الخدمة الإلزامية والراغبين بالتطوع في كتائبنا التابعة للمجالس العسكرية الثورية الفرعية في كافة المحافظات السورية وضم العسكريين المسرحين والمتقاعدين الى صفوف المجلس العسكري الثوري الأعلى لتحرير سورية".
واوضح البيان ان القرار جاء "نتيجة للظروف التي تمر بها سورية, وخصوصا بعد استخدام الفيتو الروسي الصيني والتآمر الإيراني الواضح لتحويل سورية الى قاعدة متقدمة لايران", و"بالتوازي مع دعوات الدول الشقيقة والصديقة لتشكيل حلف لمساندة الشعب السوري الذي يسعى لنيل حريته".
ووصف البيان المجلس بأنه "هيكل تنظيمي مؤسساتي بعيد عن الانتماءات المذهبية والسياسية والعرقية والقومية", مشيراً إلى أن قائد المجلس العسكري الثوري الأعلى لتحرير سورية هو العميد الركن مصطفى الشيخ الموجود في تركيا. ولم يشر البيان لا من قريب ولا من بعيد الى "الجيش السوري الحر" بقيادة العقيد رياض الاسعد, رغم انه اشار الى ان المتحدث باسم المجلس سيكون الرائد المظلي ماهر النعيمي, وهو المتحدث باسم "الجيش الحر". وبالفعل, سارع "الجيش الحر" إلى النأي بنفسه عن "المجلس العسكري الأعلى", معتبراً ان تشكيله وتوقيت إعلانه يصبان في "خدمة النظام" السوري.
وجاء في بيان صدر عن الأسعد ونشر على صفحة "الجيش الحر" على موقع "فيسبوك" الالكتروني ان مصطفى احمد الشيخ "لا ينتمي الى صفوف الجيش السوري الحر", وان "أي مشاورات لم تجر مع العميد المذكور بخصوص تشكيل المجلس المزعوم" وان العميد "لا يمثل إلا نفسه". واضاف البيان "ان تشكيل هذا المجلس وبهذا التوقيت يصب في خدمة النظام" السوري, مؤكداً ان "الجيش الحر" الذي تأسس في 29 يوليو الماضي "لديه هيكلية تنظيمية أعلن عنها في بيان تشكيل المجلس العسكري للجيش الحر بتاريخ 13 نوفمير" الماضي, وانه "وجد لحماية أبناء الشعب السوري من عسف النظام وآلة قتله ومساعدة أبناء هذا الشعب بالامكانات المتاحة على تحقيق أمانيه في التخلص من هذا النظام الغاشم".

أبناء الأسد تركوا مدارسهم
السياسة/كشفت مصادر مقربة من عائلة الرئيس السوري بشار الأسد, أن أبناءه تركوا المدرسة, وأنهم يتابعون تعليمهم في المنزل, وذلك بعد تهديدات باستهداف مدرستهم "مونتيسري". وأكدت المصادر, وفق موقع "الشرق" الإلكتروني, أن المدرسة هي واحدة من أملاك أسماء الأسد, وأن هديل الأسمر مجرد واجهة. وأضافت أن الحديث بدأ يدور في سورية, بشأن أملاك أسماء الأسد, حيث أكدت مصادر ملكيتها معهد لتعليم اللغات في دمشق ومستشفى خاص في ريف دمشق, وقارنتها بعض الأوساط بليلى الطرابلسي زوجة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي.

مقتل 3 ضباط وأسر 19 جندياً في هجوم على حاجز في ادلب
نيقوسيا - ا ف ب: قتل ثلاثة ضباط وتم أسر 19 جندياً في الجيش النظامي السوري, أمس, في هجوم شنه منشقون على حاجز في محافظة ادلب (شمال غرب). وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن "ثلاثة ضباط قتلوا هم عميد ونقيب وملازم اول فيما اسر 19 جنديا في الجيش النظامي في هجوم شنه منشقون فجر الاثنين (أمس) على حاجز للجيش في قرية البارة بجبل الزاوية في محافظة ادلب", مشيراً إلى أن الهجوم "أدى الى تدمير الحاجز تدميرا كاملا". من جهة أخرى, أفاد المرصد ان 56 شخصاً قتلوا اول من امس بينهم 28 عسكرياً من الجيش النظامي.
وأوضح ان "23 مواطنا استشهدوا في محافظة حمص بينهم ثلاثة اطفال وسيدتان وذلك اثر قصف واطلاق رصاص في احياء بابا عمرو وكرم الشامي وباب الدريب وباب السباع والرفاعي وكرم الزيتون والانشاءات ووادي ايران في مدينة حمص, وفي مدينتي الحولة والرستن". واضاف المرصد ان "مواطنين استشهدا في مدينة داريا بريف دمشق هما فتى في ال¯14 من العمر وامرأة باطلاق رصاص عشوائي" موضحا ان "شابا توفي متاثرا بجروح اصيب بها" السبت الماضي. كما ان "ثلاثة مواطنين استشهدوا في محافظة ادلب, هم طفلة في ال¯12 من العمر استشهدت في قرية المسطومة, وشاب في التاسعة والعشرين من العمر استشهد في قرية كفريحمول, ورجل باطلاق الرصاص على سيارة كانت تقله في معر شورين", فيما سلمت جثة شاب في قرية بسامس في محافظة ادلب كان قد اعتقل قبل ايام.
وأوضح المرصد أن "28 عنصرا من الجيش النظامي قتلوا, بينهم سبعة خلال تدمير ناقلتي جند في بلدة تلدو في الحولة في محافظة حمص, و14 خلال اشتباكات واستهداف اليات عسكرية في محافظة ادلب, وثلاثة اثر تدمير آلية عسكرية في مدينة الزبداني بريف دمشق, وأربعة خلال اشتباكات في محافظة درعا".

المصرف المركزي السوري يتدخل في السوق لحماية الليرة
دمشق - كونا: أكد حاكم مصرف سورية المركزي اديب ميالة, أمس, ان المصرف المركزي سيتدخل بشكل ايجابي في السوق لحماية الليرة السورية. وقال ميالة, في تصريح صحافي, ان المصرف سيقوم بضخ قطع اجنبي في السوق الاسبوع المقبل لحماية الليرة وتغطية النقص في الموارد لمساعدة المصارف على تمويل المستوردات بالأسعار الطبيعية, مؤكداً أن "سعر صرف الدولار في السوق الموازية وهمي وهدفه إثارة الخوف والهلع لدى المواطنين". واضاف ان قرار مجلس الوزراء القاضي بالسماح للمصارف المرخص لها التعامل بالقطع الاجنبي وبيع وشراء الدولار بالسعر الرائج يهدف بالدرجة الاولى الى تمكين المصارف ومؤسسات الصرافة المرخصة من منافسة السوق السوداء. وأكد أن المصرف المركزي يراقب التطورات الجديدة على سعر صرف الليرة من اجل تحديد كيفية تدخله بالسعر المرتفع لاعادته الى المنطقة الطبيعية, مشيراً الى ان المصرف سيكون خلال اسبوع واحد موجودا في السوق غير النظامية بشكل لا يتخيله المضاربون

الجامعة العربية تحذر من حرب أهلية وتدين استخدام الأسلحة الثقيلة
القاهرة - رويترز, كونا: دان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي, أمس, استخدام الاسلحة الثقيلة ضد المدنيين في سورية, محذراً من أن التصعيد العسكري يهدد بانزلاق البلاد إلى حرب أهلية.
وقال العربي, في بيان, "نتابع بقلق بالغ وانزعاج شديدين تطورات الوضع الميداني في سورية, وما تشهده مدينة حمص ومناطق ريف دمشق من تصعيد للعمليات العسكرية واستخدام القوات السورية للأسلحة الثقيلة ضد المدنيين". وأضاف ان الاعمال العسكرية "اتخذت بهذا التصعيد منحنى خطيراً ينذر بأفدح العواقب على أمن المواطنين السوريين ويدفع الأوضاع الى الانحدار نحو الحرب الاهلية". وطالب ب¯"الوقف الفوري لجميع أعمال العنف أياً كان مصدرها", محذراً من "مخاطر تصاعدها على مجمل الجهود العربية والدولية المبذولة لمعالجة الأزمة المتفاقمة التي تشهدها سورية". وأكد العربي أن العنف "يشكل انتهاكاً واضحاً لالتزامات الحكومة السورية طبقاً لأحكام القانون الدولي الانساني والميثاق العربي لحقوق الانسان", مشيراً إلى أنه "يتابع اجراء اتصالاته ومشاوراته مع وزراء الخارجية العرب والامين العام للامم المتحدة ومختلف الاطراف الدولية المعنية للوقوف على تطورات الموقف المتدهور وسبل معالجته". من جهته, أعلن نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي ان الاجتماع المقرر لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية المخصص لتدارس الاوضاع في سورية سيعقد الاحد المقبل بدلاً من السبت الذي يسبقه, بناء على طلب من مجلس التعاون الخليجي. واوضح ان الطلب جاء نظرا لعقد دول مجلس التعاون الست اجتماعا وزاريا لها في الرياض السبت المقبل لبحث التطورات ولتنسيق مواقفها, مشيراً إلى ان الموقف في سورية سيخضع لتقويم شامل خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري, حيث سيتم خلاله طرح كل البدائل المتاحة لضمان الحفاظ على الدم السوري ووقف العنف وتنفيذ الخطة العربية بشكل سلمي.

اجتماع لـ "الوزاري الخليجي" في الرياض السبت المقبل لبحث الأزمة السورية
السعودية تطالب باتخاذ "إجراءات حاسمة" لوقف نزيف الدم وتحذر من كارثة
إنسانية
(الرياض - وكالات: دعت السعودية, أمس, إلى اتخاذ "اجراءات حاسمة لوقف نزيف الدم" في سورية, اثر فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل الى قرار يدعم مبادرة الجامعة العربية لحل الأزمة, فيما يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً طارئاً في الرياض السبت المقبل. وشدد مجلس الوزراء السعودي, خلال اجتماع برئاسة خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز, على أن "إخفاق مجلس الأمن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية يجب الا يحول دون اتخاذ اجراءات حاسمة لحماية أرواح الابرياء ووقف نزيف الدم وجميع أعمال العنف التي تنذر بعواقب وخيمة على الشعب السوري واستقرار المنطقة". وناشد مجلس الوزراء السعودي "المجتمع الدولي عدم التوقف عن بذل الجهود المخلصة وإيجاد حل لهذه الازمة التي حصدت المئات من أبناء الشعب السوري ويهدد استمرارها بكارثة إنسانية". في سياق متصل, أعلن وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي, أمس, أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيعقدون السبت المقبل في الرياض اجتماعاً مخصصاً لبحث الوضع في سورية, مشدداً على عدم وجود "وسيلة أخرى للحل إلا الحوار". وذكر ان وزراء خارجية دول المجلس الست "سيجتمعون في الرياض بهدف التشاور وتبادل وجهات النظر بشأن الوضع في سورية تمهيدا للاجتماع المقبل لمجلس الجامعة العربية" المقرر عقده اليوم التالي في القاهرة. وأوضح ان الاجتماع الخليجي "سيبحث ما انتهى إليه الأمر بعد إخفاق مجلس الامن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية لحل الأزمة السورية وتبادل وجهات النظر بشأن إمكانية ان يوجد وضع جديد لحل هذه الازمة او يؤسس على مسيرة اخرى أو منظور آخر". وشدد بن علوي على أن سلطنة عمان "لا ترى وسيلة أخرى إلا وسيلة الحوار للوصول إلى حل", مشيراً إلى أن الحل في سورية قد "لا يكون بالضرورة على نمط ما حصل في اليمن لكن الحوار تحت أي مخطط يؤدي الى ازالة هذه الازمة".
وقال ان "العرب والكل في ورطة بشأن سورية بعد اخفاق مجلس الامن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية, وهناك نوع من الفهم لمواقف روسيا والغرب حيث ستدفع روسيا بالحوار والغرب لن يمانع ذلك في هذه المرحلة". واعتبر أنه يتعين على "الجامعة العربية أن تنظم جهودها لحل الازمة السورية بطريقة تؤدي الى الحوار حتى يتكامل موقفها مع تلك التوجهات", مؤكداً أن "الكل متخوف ولا يريد ان يساهم في اي مشروع او خطوة تؤدي الى تدخل دولي او تدويل القرار كون الأمر انتهى الى ما انتهى إليه وأعطى فسحة من الوقت لجميع الاطراف لتعيد طريقة تحركاتها المقبلة".
وأضاف الوزير العماني "لا أرى ان هناك اي اسلوب يمكن ان يؤدي او يساعد على حل الازمة ويجنب انزلاق الوضع الداخلي في سورية الا من خلال الدفع نحو الحوار بين اطراف المشكلة, فالعالم يريد ان يدفع باتجاه الحوار لكن أياً من الطرفين حين عرض القرار على مجلس الامن لم يكن مستعداً للدخول في حوار".
واشار إلى أنه "بعد تباين مواقف الاعضاء الدائمين في مجلس الامن وفشل القرار يمكن أن يكون التوجه الى الحوار أكثر" دفعاً, لافتاً إلى أن "الكل على عجلة من أمره, فالمعارضة المسلحة تريد اسقاط النظام بالاساليب العسكرية والضغط الشعبي, والحكومة تريد انهاء هذه الازمة بالأساليب الأمنية باعتبار انها تقاتل من يسمونهم بالارهابيين وهذه مرحلة بدأت تظهر للجميع ان الاستمرار فيها ينذر بمخاطر كبيرة".
وختم قائلا ان "المجتمع الدولي ينحو نحو ايجاد حل لهذه المشكلة عن طريق الحوار".

ما الذي بوسع الخليجيين فعله للسوريين؟
طارق الحميد/الشرق الأوسط
يلتئم اجتماع خليجي وزاري، مطلع الأسبوع المقبل، لمناقشة الملف السوري بعد فشل تمرير القرار العربي بمجلس الأمن، إثر استخدام الروس والصينيين للفيتو، كما يأتي الاجتماع في وقت تشهد فيه سوريا تصعيدا دمويا على يد قوات الأسد، فما الذي بوسع الخليجيين فعله؟ مصادر خليجية، رفيعة المستوى، تقول إنه ليس بإمكان الخليج الوقوف متفرجا على ما يحدث من جرائم بسوريا؛ وزير خليجي يقول: «أشعر بالاشمئزاز، كمسؤول، وليس كمواطن. لا بد من التحرك»! مسؤول آخر يقول: «كل الخيارات على الطاولة، فمجلس الأمن ليس نهاية المطاف»، ومهم هنا التنبه لبيان مجلس الوزراء السعودي، أمس، والقائل بأن «إخفاق مجلس الأمن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية يجب أن لا يحول دون اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية أرواح الأبرياء ووقف نزيف الدم وجميع أعمال العنف التي تنذر بعواقب وخيمة على الشعب السوري واستقرار المنطقة»، بل إن مسؤولا سعوديا يقول: «أولا يخجل الجعفري عندما يتهكم بالأمم المتحدة على السعودية؟ نحن لا نصدر الديمقراطية، نحن قلنا كلمات بسيطة: أوقف القتل. هل هذا صعب على الفهم»؟ هذا هو المزاج الخليجي، وعلى أعلى المستويات، أما بالتفاصيل، فيقول وزير خليجي إن هناك طلبا بأن يكون الاجتماع صبيحة يوم الأحد بالقاهرة، وليس السبت، وقد تم إبلاغ الرياض بذلك، والهدف هو أن «ندلف إلى قاعة الاجتماعات كخليجيين، ونخرج بموقف موحد نطرحه على الوزراء العرب ليتخذوا خيارهم التاريخي»، مضيفا: «نريده موقفا خليجيا موحدا.. نريد التحدث بصوت واحد»! وسبق أن فعل الخليجيون ذلك في اجتماعهم الأخير بالقاهرة الذي نجم عنه طرح المبادرة العربية؛ ففي ذلك اليوم هدد وزير خارجية خليجي بأنه ما لم يكن هناك إجماع عربي فإن الخليجيين سيغادرون القاعة، وتم التصويت وقتها بالإجماع. لكن اللافت، حتى للخليجيين، هو ما قاله الدكتور نبيل العربي في مجلس الأمن، حيث بدا وكأنه يفرغ المبادرة من محتواها وهو يقول بأن العرب لا يريدون تدخلا عسكريا خارجيا، ولا حتى تنحي الأسد، وعن ذلك يقول وزير خليجي: «الجميع مستاء من نبيل العربي»! كما أن هناك استياءً من الطريقة التي عولج بها الذهاب لمجلس الأمن، حيث كانت متسرعة، وبدون «تجهيز الأرضية لنجاحها»، كما يقول مسؤول خليجي. وعليه، وبحسب المصادر رفيعة المستوى، فإن الخيارات الخليجية سيكون من ضمنها العودة لمجلس الأمن، خصوصا بعد الاطلاع على تفاصيل الزيارة الروسية لدمشق اليوم؛ فبحسب مسؤول خليجي، فإن الفيتو الروسي كان لشراء الوقت من أجل تلك الزيارة. أما الخيار الآخر فهو استبعاد سفراء الأسد من دول الخليج، مع مراعاة أمرين: «هل نعترف بالمجلس الوطني؟ ومن سيقوم بمراعاة شؤون السوريين بالخليج»؟ والخيار الثالث، هو التشدد بالعقوبات، مع مراعاة كيفية معالجة إشكالية الأردن ولبنان، وكيفية التعامل مع ملف الغاز المصري بسوريا. خلاصة القول، فإنه من غير المستبعد رفع السقف كثيرا، فهدف الخليجيين هو أن يكونوا بمثابة «الرافعة» للقرارات العربية، تجاه سوريا، خصوصا أن الخليجيين يقولون بأن «كل الخيارات على الطاولة، فمجلس الأمن ليس نهاية المطاف»!

روسيا شبه دولة ولكن ليست حقيقية
توماس فريدمان/الشرق الأوسط
بالنسبة لي كصحافي، يتمثل أفضل جزء من تغطية موجة المظاهرات والانتفاضات الأخيرة ضد الحكام المستبدين في مشاهدة الأمور التي لم تكن تتخيل من قبل قط أنك ستراها، مثل ما حدث في موسكو الأسبوع الماضي، عندما علق بعض معارضي قرار فلاديمير بوتين بأن يصبح رئيسا مرة أخرى، ربما لمدة 12 سنة مقبلة، لافتة صفراء ضخمة على سطح مبنى مواجه لمبنى الكرملين عليها وجه بوتين مغطى بعلامة إكس كبيرة، بجوار عبارة «ارحل يا بوتين» باللغة الروسية. لم تكن الصراحة التامة التي اتسمت بها تلك الاحتجاجات وموجة الغضب من بوتين التي سادت بين الطبقات المتوسطة المدنية بسبب التعامل معهم كحمقى بإعلانه أنه هو والرئيس ديمتري ميدفيديف سيتبادلان الوظائف أمرا متوقعا قبل عام. كذلك، فإن حقيقة أن الشباب الذين علقوا اللافتة لم يتم اعتقالهم تشير أيضا إلى مدى إدراك بوتين حقيقة أنه في موقف خطير ولا يمكنه تحمل خلق مزيد من «الشهداء» الذين يمكن أن يؤججوا المتظاهرين المعارضين للنظام، الذين احتشدوا مجددا في موسكو يوم السبت.
لكن ما الذي سيفعله بوتين بعد ذلك؟ هل سيفي بوعده بالسماح للأحزاب السياسية الجديدة بالظهور أم سينتظر انفراط عقد المعارضة المنقسمة على نفسها بالأساس والتي ما زالت تفتقر لقائد وطني حقيقي؟ روسيا في عهد بوتين في مفترق طرق. لقد أصبحت «أشبه بدولة ولكنها ليست دولة حقيقية». روسيا اليوم أشبه بديمقراطية، ولكنها ليست ديمقراطية حقيقية. إنها أشبه بسوق حرة، ولكن ليست حقيقية. تبدو وكأنها قد طوعت سيادة القانون لحماية المؤسسات، لكن ليس بشكل فعلي. إنها أشبه بدولة أوروبية، لكن ليست بالفعل دولة أوروبية. إنها تكفل حرية الصحافة نوعا ما، ولكن ليس بشكل حقيقي. إن حربها الباردة مع أميركا تبدو وكأنها قد انتهت، لكنها لم تنته في حقيقة الأمر. كذلك، تحاول روسيا نوعا ما أن تصبح أكبر من مجرد دولة نفطية، لكن ليس بشكل حقيقي.
بوتين نفسه مسؤول بدرجة كبيرة عن كل من الين واليانغ. وحينما تولى الرئاسة عام 2000، لم تكن روسيا تبدو نوعا ما في ورطة، بل كانت فعلا في ورطة، وتسير في اتجاه منحدر. وبفرض قبضة حديدية، استعاد بوتين النظام ووطد أركان الدولة، لكنها لم تتوطد بفعل إصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية، وإنما بفعل زيادة هائلة في أسعار وعائدات النفط. ومع ذلك، فإن العديد من الروس كانوا، وما زالوا، ممتنين له. على طول الطريق، شكل بوتين حلقة جديدة من الأثرياء الفاسدين من حوله، لكنه ضمن أيضا أن قدرا كافيا من النفط والمعادن تذهب إلى المدن الرئيسية، الأمر الذي أدى لظهور طبقة متوسطة حضرية صغيرة تطالب الآن بأن تكون لها كلمة مسموعة في تشكيل مستقبل الدولة. غير أن بوتين الآن في موقف متجمد. لقد انتشل روسيا من حافة الهاوية، لكنه عجز عن إجراء التغييرات السياسية والاقتصادية والتعليمية المطلوبة لتحويلها إلى دولة أوروبية حديثة. روسيا تتمتع بتلك الإمكانية. إنها مهيأة للذهاب إلى وجهة ما. لكن هل سيتولى بوتين مهمة القيادة؟ تحدثت أنا ومدير مكتب «نيويورك تايمز» في موسكو، إلين باري، يوم الخميس، بالبيت الأبيض الروسي، إلى المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف. وخرجت بعد انتهاء المقابلة في حالة من الشك. قال بيسكوف إن كل هذه المظاهرات بين المدنيين تمثل إشارة إلى أن النمو الاقتصادي قد تقدم على الإصلاح السياسي، وأن هذا الوضع يمكن إصلاحه: «قبل عشر سنوات، لم تكن لدينا أي طبقة متوسطة. كانوا يفكرون في كيفية شراء سيارة أو كيفية شراء شقة أو كيفية فتح حسابات مصرفية أو دفع مصاريف التحاق أبنائهم بمدرسة خاصة، وهلم جرا. والآن، حققوا كل ذلك، والجانب المشوق من القصة أنهم يرغبون في المشاركة بدور أكبر في الحياة السياسية».
حسنا، يبدو ذلك معقولا. لكن ماذا عن تلميح بوتين بأن المظاهرات كانت جزءا من مخطط أميركي لإضعافه وإضعاف روسيا بالمثل. هل يظن بيسكوف ذلك بالفعل؟
«لا أظن ذلك، بل متأكد منه تماما»، هذا ما قاله بيسكوف. إن الأموال المدفوعة لزعزعة استقرار روسيا تأتي «من واشنطن بشكل رسمي وغير رسمي.. لدعم منظمات مختلفة.. ولإشعال الموقف. نحن لا نقول ذلك من فراغ. نحن نقول هذا لأننا نعلمه.. علمنا منذ عامين أو ثلاثة أعوام أنه في العام التالي بعد الانتخابات البرلمانية [ديسمبر (كانون الأول) الماضي].. سنجد أفرادا يقولون إن هذه الانتخابات ليست شرعية». هذا الوضع إما مضلل أو تشاؤمي بحق. وبعده، تأتي السياسة الخارجية. كان بوتين متعاونا جدا في الأمم المتحدة من خلال عدم عرقلة فرض حظر جوي على ليبيا، لكنه يشعر بأنه منهك نفسيا جراء ذلك. بعبارة أخرى، إننا تحولنا من حماية المدنيين إلى الإطاحة بحليفه وأحد عملاء السلاح، معمر القذافي. هذا صحيح. لكن يا له من حليف! يا له من شيء يستحق الندم عليه! والآن، كلما زاد بوتين من دعمه لنظام بشار الأسد الديكتاتوري المميت في سوريا، بدا أشبه بشخص يشتري تذكرة رحلة ذهاب وإياب على السفينة تيتانيك، بعد أن ارتطمت بالفعل بالجبل الجليدي. الأسد رجل ميت يسير على قدميه. وحتى إذا كان كل ما تهتم به هو مبيعات الأسلحة، فهل سترغب روسيا في التوافق مع القوى الناشئة في سوريا؟ «هناك بعد محلي قوي للسياسة الروسية في التعامل مع سوريا»، هذا ما قاله فلاديمير فرولوف، خبير سياسة خارجية روسي. وأضاف: «إذا سمحنا للأمم المتحدة والولايات المتحدة بالضغط على نظام - شبيه إلى حد ما بنظامنا - للتخلي عن السلطة للمعارضة، أي نوع من التبعات يمكن أن يأتي به ذلك؟». هذا الأسلوب في التعامل مع القضايا العالمية غير ملائم لإجراء إصلاحات بالداخل، حسبما أضاف فرولوف. وقال: «بوتين مؤهل فقط لمحادثات أحادية الاتجاه». لقد أشرف على «نظام قائم على أسلوب الرعاية مضفى عليه الطابع الشخصي بدرجة كبيرة ومعتمد على التعسف والاستبداد». سوف يتطلب الإصلاح الحقيقي إعادة الوضع الأصلي من جانب بوتين. هل يمكن أن يحدث ذلك؟ هل حقق ذلك؟ بناء على الأدلة المتاحة الآن، سأقول: «نوعا ما، ولكن ليس بشكل فعلي». * خدمة «نيويورك تايمز»

عادل إمام.. وطيور الظلام
مشاري الذايدي/الشرق الأوسط
يبدو أن البعض لم يستطع الصبر في مصر حتى تنتهي القلاقل وتستقر الأمور، وتستوي على سوقها، فبادر إلى قضم أطراف الفريسة قبل أن تموت حتى! حيث صدر حكم بالحبس على الفنان المصري الشهير عادل إمام، بعدما رفع الدعوى عليه محام لا يعرفه عادل إمام كما قال، وأضاف أنه قد فوجئ بهذا الحكم «السريع» لكنه كلف محاميه بالطعن فيه. الحكم صدر على خلفية الاتهام لـ«الزعيم» عادل إمام بازدراء الدين في مجموعة من أفلامه التي تناولت مشكلة الإرهاب الديني، الذي ضرب مصر بعنف طيلة العقود الماضية. واضح الغرض الانتقامي وتصفية الحسابات السريعة في مثل هذه الدعوات، وعادل إمام كان هو الفنان المصري «الأشجع» في مواجهة التطرف والإرهاب الديني في مصر بمجموعة من أفلامه ومسرحياته، وحتى تصريحاته التي كان حاد الوعي فيها بخطورة التطرف الديني في مصر، وكان يطلق صيحات النذارة منذ زمن، منفردا عن كل الفنانين المصريين الذين كانوا إما غارقين في الدعاية الناصرية المعارضة أو لديهم قليل من الدروشة أو هم في فلك يسبحون، وهمهم أكل العيش دون «دوشة» السياسات. إلا ما ندر منهم.
هوجم عادل إمام كثيرا من قبل كل المعارضات المصرية السابقة، وعلى رأس هذه المعارضات كان التيار الإسلامي طبعا في المقدمة، وكان مرشحا مثل نجيب محفوظ لاعتداء جسدي طبعا. ولم يتوقف الهجوم عليه عند التيار الأصولي بل تعداه إلى كل التيارات المعارضة الأخرى. لم يتوقف الأمر عند عادل إمام، صاحب الجماهيرية الشعبية العريضة، وزعيم الكوميديا المصرية، بل وصل الأمر إلى «أيقونة» الأدب المصري، صاحب نوبل، الروائي نجيب محفوظ، حيث لوثه الداعية السلفي عبد المنعم الشحات ووصفه بأقذع النعوت الدينية، وأبدى حنقه من توقير واحترام هذا الكاتب المنحرف. الأمر الذي أثار فزع مجموعة من المثقفين المصريين، الذين كانوا بدورهم من أكبر أنصار الثورة المصرية، التي بدورها هي التي أتاحت المجال لخروج هذه المواقف الأصولية المخيفة! وهي دورة شيطانية لا يبدو لها نهاية...
في مصر كان لهذه الهجمة الحادة على مجتمع الفن والإبداع أصداء مخيفة، وتنادى مجموعة من أهل الفن والإبداع إلى التضامن والمسيرات دفاعا عن حرية الإبداع.
المخرج المصري داود عبد السيد، عبر عن صدمته إزاء الحكم، قائلا كما ذكرت «العربية نت»: إنه يخشى أن يكون ذلك الحكم بداية لهجمة شرسة على حرية الإبداع، خاصة في ظل تصاعد التيارات السياسية ذات الخلفية الدينية والتي لم تتوقف عن تصريحاتها المحرضة ضد الإبداع بصوره المختلفة.
واستشهد عبد السيد بقيام أحد أقطاب السلفيين بالإساءة إلى نجيب محفوظ، مما يؤكد وفق كلام عبد السيد أن المبدعين في حاجة إلى التوحد في مواجهة تلك «الهجمات الشرسة» ضدهم، معربا عن تضامنه الكامل مع الفنان عادل إمام، خاصة أن الحكم الصادر ضده ليس الهدف منه «إمام» نفسه ولكن المقصود منه تكميم أفواه المبدعين، في وقت كنا نتوقع فيه مساحة أكبر من الحرية بعد ثورة 25 يناير.
كل هذا الكلام معطوفا على الدعوة التي أطلقها مجموعة من النشطاء الأصوليين لإنشاء جهاز رقابة ديني أو بوليس ديني، صحيح أن هذه الدعوة الأخيرة جوبهت بموقف أشد وضوحا من قبل شيخ الأزهر وبعض رموز الإخوان، لكنها مجرد مؤشر صغير على ما يمكن حصوله في المستقبل، هذا ونحن بعد في اليوم الأول، بل في الساعة الأولى من الثورة المصرية، ثورة «الحرية».
كنت في بداية السنة الفائتة – وما زلت عند موقفي هذا - استغرب من تمجيد كثير من المثقفين العرب والنشطاء المدنيين للانتفاضات العربية، هكذا بإطلاق، باعتبار أنها ثورات حرية وإعادة تأسيس، وأنها كفيلة بتحديث المجتمعات العربية وإطلاق طاقاتها، وكنت أتساءل باستمرار، ما هي الضمانة التي استند إليها هؤلاء المبشرون بعصر الحرية في هذه الثورات؟ كيف نجعل من إسقاط حاكم ما دليلا على قيام مجتمع الحريات؟ بعيدا عن الوصف السياسي أو الأخلاقي لعملية سقوط أو خلع النظام السابق، سواء اعتبر البعض أن ما حصل في مصر ليس أكثر من انقلاب عسكري مضافا إليه مظاهرات حاشدة، مع ضغط إعلامي ودبلوماسي دولي، أي إن ما حصل هو نتيجة لمزيج من هذه العوامل المذكورة، وليس مجرد شعب احتشد في الشارع، أو خطب في الميدان، أو مجرد شاب أطلق صفحة في «فيس بوك» (بالمناسبة أين وائل غنيم في مصر.. هل تتذكرونه؟!).
السؤال كان، منذ سنة، وما زال: هل تتجزأ الحرية؟ هل تكون الحرية فقط في ممارسة النقد والشتم حتى بل وتجريد رموز النظام السابق حتى من معايير المحاكمة القانونية، ثم نطبق على مجالات الحرية الأخرى ونضيقها بل ونلغيها؟ هل يستقيم هذا في المنطق والنظر؟ كيف نصف الحرية السائلة والمتدفقة والهادرة في المجال السياسي الخاص، بينما نرى من يريد ملاحقة أهل الفن والإبداع والكتاب بحجة انحراف هنا أو ميل هناك؟ وكيف نوفق بين هذه الحرية السياسية وبين العمل المتزايد على تطبيق المعايير الاجتماعية الجديدة في دولة الثورة الإخوانية والسلفية من أجل إعادة إنتاج المجال الاجتماعي والفضاء العام، في الزي والسلوك والعادات اليومية. نحن ما زلنا في أول الطريق، ولم تنضب بعد مخيلة ومشاريع وخطوات التيار الأصولي بعد، فمطلوب «التدرج» في التطبيق كما قال مرشد «الربيع الإسلامي» في العالم الشيخ القرضاوي. والفرق بين الأصوليين (الإخوان والسلف) في هذه الأمور هو في التكتيك والتدرج والإيقاع الزمني المطلوب وليس في «غايات» الأمور..
هل يجدي أن أمارس حرية «مؤقتة» في نقد السياسي وشتمه وإقامة المهرجانات الخطابية، في مقابل خسارة حريتي الشخصية وحرية الإبداع والكتابة، أو حتى الحد الأدنى المتوفر منها سابقا؟ أم الحرية هواء واحد إما أن تتنفسه كله أو تختنق بفقدانه كله؟ أعرف أن هناك من يقول إن التحدي الأكبر في مصر هو تحد سياسي وأمني واقتصادي في المقام الأكبر، وإن مثل هذه الخطوات التي يتخذها بعض الأصوليين في مصر ليست إلا نتاج نشوة مؤقتة بثورة يرون، بفعل نتيجة الصندوق الانتخابي أيضا، أنها لهم، وأن الدولة قد دالت لهم والزمان قد أرخى لهم غصون الانتصار، فيحق لهم أن يقطفوا الثمار، حتى قبل نضجها، لكنها نشوة مؤقتة إذ سرعان ما سيفيق الجميع على صبح تدفع فيه «فاتورة» الثورة، وتكاليف ليلة الفرح، وها هو مفكر الإخوان وتاجرهم، خيرت الشاطر، نائب المرشد، يطلب النجدة الاقتصادية والسياسية من أوروبا وأميركا، كما في تصريحاته الأخيرة. رغم صحة هذه اللوحة المرسومة، لكن من قال إن المتطرف يفكر في تكاليف التطرف على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وخير مثال حركة طالبان في أفغانستان و«الشباب» في الصومال. في فيلم من أجمل أفلام عادل إمام قبيل سنة الربيع العربي، بعنوان «مرجان أحمد مرجان»، جسد فيه شخصية رجل أعمال فاسد استولى على كثير من المصالح في البلد، ولديه علاقات وثيقة مع النظام الحاكم، وفي نفس الوقت يريد خلق قاعدة شعبية له لعدم ثقته بالنظام، يقول في مشهد من الفيلم شارحا لمساعده الشخصي لماذا يريد الترشح لمجلس الشعب رغم «دوشة» المجلس: «الواحد هنا لازم يزبط مع اللي فوق واللي تحت، عشان الناس اللي تحت لو سابوه يمسك في الناس اللي فوق، ولو الناس اللي فوق سابوه، يتلقفوه الناس اللي تحت!». فهل كان يرى هذا الفنان وكاتب الفيلم المستقبل من نافذة ذلك الفيلم..

الصراع الاجتماعي وجه آخر للمأساة السورية
غسان الإمام\مالشرق الأوسط
أتأمل المشهد الميداني لعشرات ألوف المحتجين في المدن والأرياف السورية. ثم أقارنها بمشهد المتظاهرين الذين حشدهم النظام، إكراها أو طوعا، في مسيرات «منحبَّكْ». ألاحظ التباين الكبير في المظهر والسلوك. في مسيرات الاحتجاج، الثياب رثة. الشعارات واللافتات تعبر عن رفض مطلق. جموع بشرية هائمة على وجوهها. رائحة. غادية، بلا تنظيم. فالنزول إلى الميادين والساحات عفوي. لا إكراه. لكن التصميم واضح. لا رعب. لا خوف من آلة القمع الوحشية. فقد تساوت الرغبة في الحياة مع الاستعداد للموت. في المراحل الأولى، كان هناك إصرار على سلمية الاحتجاج. الكهول أنزلوا معهم أطفالهم. كأنهم ذاهبون إلى «كرنفال» بهيج. توارى الأطفال الآن. فقد اغتال عنف النظام الأرعن سلمية التعبير. في مسيرات الولاء، التنظيم واضح. المسيرة موجهة. الوجوه هادئة. مستريحة. الثياب مهندمة. المرأة سافرة ومحجبة. الحماسة غائبة، إلا لدى الشبيحة وشبيبة الطائفة الذين يتقدمون كل مسيرة. ليظهروا في الصورة الإعلامية الدعائية. هنا الطلبة كبار وصغار. هنا موظفون وعمال انتزعوا، عنوة، من أعمالهم. ضاع يوم دراسة وإنتاج. فالنظام بكل جبروته عاجز عن إنزال هذه القطعان البشرية في يوم الراحة الأسبوعية. فيوم الجمعة محجوز لاحتجاجات الشعب. بين مسيرات «منحبَّك» وتظاهرات «ارحل»، يكمن الوجه الآخر للمأساة السورية. إنه الصراع الاجتماعي بين ريف المدن الصغرى والمتوسطة (حماه. حمص. درعا. ادلب. دير الزور...)، والطبقتين الوسطى والبورجوازية في دمشق وحلب.
في هاتين المدينتين الكبيرتين، يخيم صمت قلق على ثمانية ملايين سوري، ليس حبا في النظام، وإنما رضا عن الرُشا التي وفرها: ليبرالية حرة لتجار البازار. زيادات متوالية على رواتب الموظفين. أمن مدني صارم ضد الجريمة. تجميل للساحات والميادين. فنادق فخمة تُنسي المقيم والزائر أحزمة البؤس المحيطة بالمدينتين التي تتفجر اليوم غضبا واشتعالا، في وجه نظام حجري بلا قلب. بلا عاطفة إنسانية تجاه مواطنيه. نظام بشار يحب الفقراء. البائسين. العاطلين عن العمل. لذلك خلق منهم ملايين السوريين. الفرز الاجتماعي راح يفرض ذاته على الثلث الأخير من نظام الأب (التسعينات). تبلورت الهوة في الدخل والكسب. ليس فقط بين الطبقة الوسطى، وبروليتاريا الريف والمدينة الصغيرة، إنما أيضا بين الطبقة الوسطى والنخبة البورجوازية والأوليغارشية (الطُغمة) المهيمنة. أي بين الذين يملكون قليلا، والذين يملكون كثيرا. كثيرا. ازداد تركيز الثروة في قبضة متمولي العائلة الحاكمة، كآل مخلوف والأسد، ومعهم رجال البزنس من السنّة والشيعة الذين يتحكمون بالغرف التجارية والصناعية. ويعرفون كيف يتهربون من دفع الضرائب إلى دولة نظامها بلا ذمة. برزت احتكارات السلع التموينية الرئيسية. يديرها رجال النظام من عساكر ومدنيين. بات اسم كل من الضباط (العظام) العاملين والمتقاعدين مرتبطا بسلعة أساسية. كالسكر. السجائر. المحروقات ومشتقاتها. الإنترنت. الهاتف المحمول...
تشكلت شلل المافيات المخيفة التي تهيمن على الجمارك. الموانئ. وحركة الاستيراد والتصدير. وتفرض الاتاوات والعمولات الباهظة على عقود الشركات الأجنبية والأهلية. وهذه بدورها تحمّل السلع ما دفعت في مقابل تمريرها. فباتت السلعة أغلى بكثير من سعرها الحقيقي، فيما تراجعت الاستثمارات العربية والأجنبية، في هذا العام.
أتذكر هنا أن مفتشي المحاسبة كانوا، في الأربعينات والخمسينات، يثيرون الرجفة في أوصال الجهاز الإداري، عندما يدخلون وزارة أو مصلحة حكومية. سرحت حكومة حسن الحكيم، في نهاية الأربعينات، وكلاء الوزارات وأمناءها العاملين، لمجرد الشبهة. حتى الفساد المروع لم يكن شائعا أو معروفا، في عهود الوحدة مع مصر. والانفصال. و«كوميونة» صلاح جديد التروتسكية (1966/1970).
في عصر آل الأسد، مع انهيار النزاهة الإدارية. وغياب المحاسبة. والحرية. واستقلال القضاء، انهارت القيم الأخلاقية الرادعة، في الدولة. النظام. الحزب (القاعد). بل أتجرأ فأقول وفي المجتمع أيضا. بات الوزير أو الموظف النزيه عملة نادرة. ومتهما بالحماقة، إذا لم ينتهز المنصب لتكوين ثروة طائلة.
نظام العائلة هو الذي تسبب في هذه الكارثة التي أصابت الضمير الاجتماعي. كان الأب يشجع رجاله المدنيين. العسكريين. الأمنيين، على ممارسة الفساد، في سوريا ولبنان، لضمان ولائهم. في حالة نادرة تم تسريح وزراء. مصادرة أموال. لكن المحاسبة لم تطل قط «العيلة»، من أعمام وأخوال. وأصهار. وأقرباء بعيدين. انتهز الابن الثاني نفوذه لدى أب مريض في آخر العمر، ليسرح رجال «الحرس القديم» في الطائفة. النظام. الحزب. الجيش، بحجة الفساد. لكن الفساد كان قد غدا المؤسسة النشيطة في دولة مشلولة. ومستنزفة. ركز بشار هَمَّهُ على احتكار السلطة، بعد طول حرمان وإقصاء. بل دافع علنا عن «حق» الأقرباء في احتكار الاقتصاد. انتهاك القانون. والاحتيال على الدولة. واعترف بعجزه عن ملاحقة الأشخاص الفاسدين. قال إنها «مهمة المؤسسات»! لكن هذه المؤسسات كانت عاجزة حتى عن ذكر أسماء ذوي الشبهات. لست أنا الذي أقول. أنقل هنا ما قالته صحيفة «تشرين» الحكومية، في تقرير نادر (نسبته إلى هيئة دولية لم تذكر اسمها). ونشرته في ملحقها الاقتصادي (5/4/2011): «صنف تقرير دولي سوريا كواحدة من أسوأ دول العالم في ميدان مكافحة الفساد وآليات المساءلة والمحاسبة... إن سوريا تعاني من ضعف في مجال الحكم الرشيد، وأطر مكافحة الفساد... وعدم وجود إطار قانوني يمكن العامة من الحصول على المعلومات». مع غياب الحرس القديم، استيقظت غريزة الامتلاك في نفوس رجال بشار الجدد، من معاونين. وأقرباء. وضباط العيلة الذين زرعهم في الأجهزة الأمنية المخيفة. بات اللجوء إليهم، لحل شكوى أو ظلامة، نافذة مناسبة لهم لتقاضي عمولة أو رشوة. في ظل ليبرالية طفيلية. متوحشة، فشلت خطط التنمية في تحسين مستوى المعيشة. غاب تخطيط الأسرة للحد من الكثافة السكانية (ثلث مليون طفل كل عام). ولتأمين العمل لثلثي مليون شاب وخريج سنويا. أخفق الإصلاح. ألحق بشار قبل أسابيع قليلة ألوف الحزبيين بجهاز الدولة. صاروا موظفين رسميين. يتحمل دافع الضرائب عبء إعالتهم. وجمودهم. وفسادهم! ركَّزتُ على الفساد. فقد كان الأصل في الخلل الاجتماعي. وخلق الهوة بين الطبقات. ثم كان السبب غير المباشر في انفجار الانتفاضة. وحدهم سكان الريف المحرومون. البائسون. المتعطلون، احتفظوا بالبراءة. لم يكن لديهم ما يرشون به نظاما. ويأملون منه خيرا. وليردوا عنهم وطأته. وثقل مطرقته الأمنية.
بدلا من أن يذهب بشار ليواسي أهل أطفال الغرافيتي (الكتابة على الجدران)، كانت المفاجأة مواجهة الاحتجاج بالرصاص. بالإذلال. بالاعتقال. باتهام المحتجين بتأجيج «الفتنة»، ونَسْبِ الانتفاضة إلى «مؤامرة» خارجية. مع نظرية المؤامرة، انهارت إمكانية الحديث عن إصلاح. عن حوار. عن مصالحة بين الشعب وبشار ونظامه. وعن تلافي الهوة بين الطبقات.
اغتيال البراءة الإنسانية لا يتم على صعيد وطني فحسب. وجد جورُ النظام أقرباء وشركاء، على صعيد إقليمي (شيعة إيران. والعراق. ولبنان). ثم على صعيد دولي، في روسيا التي لم تتأصل فيها، بعد، مبادئ احترام حقوق الإنسان. والصين التي سرّحت ماركسيتها الماوية المناصرة للشعوب المضطهدة. هذا النظام إلى سقوط عاجل. أو آجل. كل ما أخشاه أن تعجز القوى البديلة المدنية أو المسلحة عن استعادة البراءة. ونزاهة التعامل الأخلاقي على مستوى يومي. ثم تعميق الإيمان بعروبة ديمقراطية، كأداة للمساواة الوطنية والاجتماعية، ولحل مأزق الصراع الاجتماعي، وللسمو فوق الانتماء الطائفي. إننا نفتقد البراءة في هذا العالم حولنا. المشكلة أننا نحن أيضا لسنا أبرياء تماما.

 سورية ونظام الممانعة المزعوم!
 
د. عبدالعظيم محمود حنفي /السياسة
 يلفت النظر ان النظام السوري الذي سقطت شرعيته, داخليا وخارجيا, عدا دعم نظام بوتين الذي زور الانتخابات والصين التي لا تدعى ابدا انها دولة ديمقراطية عندما يتحدث عن الثورة الشعبية عليه ورفض كامل لسياساته ونهجه القمعي الدموي فانه يصدع رؤوسنا بان هناك مؤامرة كونية ضده. وقبل ان تبادر بالتساؤل عن السبب يبادرك بان سورية تتصدى لاسرائيل. وهذا امر غريب لان اسرائيل قلقة للغاية من سقوط النظام الذي لم يطلق طلقة واحدة عليها ووفر الهدوء والاستقرار للحدود معها . وكما هو ثابت فان النظام الممانع اجرى اتصالات سرية مباشرة مع اسرائيل في أوروبا, وأن مفاوضين من إسرائيل وسورية صاغوا خلال محادثات سرية جرت بين عامي 2004 إلى عام 2006 وثيقة كانوا يأملون أن تخدم كإطار عمل من أجل اتفاق سلام في المستقبل.وأن هذه الترتيبات تقضي بانسحاب تدريجي لإسرائيل من هضبة الجولان و أن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة على استخدام مياه نهر الأردن وبحيرة طبرية. وبموجب هذه الترتيبات تلتزم سورية في المقابل بوقف دعمها ل¯ "حزب الله" الشيعي اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وان تبتعد عن إيران,  والواقع ان هناك وثائق لم ينكرها النظام في انه مستعد للتضحية بحلفائه من اجل ضمان بقائه وهو يرسل الاشارات الواضحة ان اسرائيل ستكون بخطر من دون وجوده . فهذا النظام خطر على سورية وعلى الشعب السوري وعلى الامن القومي العربي .وهو نظام متهاون مع اسرائيل بدليل استعداده للتنازل عن بحيرة طبرية.
 
عندما عقدت القمة التي جمعت الرئيس الراحل الطاغية حافظ الأسد والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون في جنيف بتاريخ 26 /3/2000 , أعلنت إذاعة إسرائيل , أن سورية وإسرائيل توصلتا من خلال اتصالات سرية إلى اتفاق حول مسألة المياه يقضى بالإبقاء على سيطرة إسرائيل على نهر الأردن وبحيرة طبرية وعدم استخدام سورية الينابيع الصغيرة في الجولان المغذية لنهر الأردن مقابل حصول سورية على مياه إضافية من نهر الفرات بالاتفاق مع تركيا التي ستحصل في المقابل على تعويضات ومساعدات مالية أميركية . حقيقة تلك الاتصالات يمكن النظر إليها من الزوايا الآتية :  
 
الأنباء التي أوردتها الوثائق , تأتي بوقائع محددة وبتواريخ وبشخوص محددين في أماكن محددة اجروا تلك الاتصالات. فوفق تلك الوثائق فأن من اجرى الاتصالات هم بالتحديد الون لييل المدير العام السابق لوزارة الخارجية إلى جانب جيفري ارونسون وهو يهودي اميركي. وعن الجانب السوري, أجرى المحادثات داعية السلام السوري الاميركي إبراهيم سليمان بحضور وسيط أوروبي. وسليمان وهذا الوسيط عقدا لاحقا ثمانية لقاءات منفصلة حول هذا الموضوع مع مسؤولين سوريين لا سيما نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم وضابط كبير في الاستخبارات.
 
إن النظام السوري يعلن دائما رغبته في إجراء مباحثات سلام مع إسرائيل من دون اي شروط مسبقة ولم يعد ينادي باجراء تلك الاتصالات من حيث انتهت المباحثات السابقة أي انه لم يعد يتمسك بشرط وديعة رابين .اضف الى ذلك أن الطاقم الاسرائيلي في الاتصالات غير رسمي أما الطاقم السوري فهو طاقم رسمي بامتياز, فالجماعة متمرسون في التفريط والتهاون في اول واجباتهم, وهو حماية الارض فماذا ننتظر من نظام فرط في الارض فلماذا لا يفرط في حياة شعبه الثائر . ولهذا اندلعت الثورة السورية في منتصف مارس 2011 بعد هدم جمهورية الخوف السورية الذي فتح الابواب لتعالي صيحات السخط التي كانت مكبوتة لسنوات عدة.
 
وبالنسبة الى الثورة والثوار فان الحرية وحقوق الانسان وهما يشكلان في صميمهما مطلبين غير قابلين للتجزئة نظرا الى تداخلهما وتكاملهما . فالحريات في سورية مستهدفة من النظام القمعي السوري غير الديمقراطي وغير المبالي بشعبه ما ادى الى انتهاك الحريات والحقوق الأساسية وذلك اضعف مناعة المواطن الصالح وقدرته على النهوض. فالحرية في المجال العام هي امتياز للسلطة. والمواطن النموذجي في نظرها كائن مطيع لا يشارك, كما أنه بصورة عامة لا يسأل ولا يحاسب, ومن شأن ذلك إنتاج المواطن النموذجي الذي يريده النظام القمعى السوري . ولكن الثورة السورية اثبتت ان مطلب الحرية من قبل المواطنين السوريين هو رغبة عارمة وحاجة حيوية ومطلبا رئيسيا وشعارا قويا.
 
و الثورة السورية في ادبياتها تبنت مفهوما للحرية يرفض ان يقصرها على الحقوق والحريات المدنية والسياسية, ويربطها بفكرة المواطنة والديمقراطية ويضيف إلى الحريات المدنية والسياسية معنى التحرر من القهر والتحرر من جميع أشكال الحط من الكرامة الإنسانية مثل الجوع والفقر والمرض والجهل والخوف ان مفهوم الحرية يتسع وفق ادبيات الثورة السورية الى تبني منظومة حقوق الإنسان , أي للحريات المدنية والسياسية بالإضافة إلى الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية.
 
نظام الممانعة المزعوم سقط داخليا وخارجيا .
  *
خبير مصري بالشؤون السياسية والستراتيجية

قانون الانتخاب: الاختبار الحقيقي للإصلاح المنشود
بقلم فريد الخازن
ثمة
كلام يجمع عليه اللبنانيون، سياسيين وناخبين، محوره اعتماد قانون انتخاب "عصري" وتأمين العدالة في التمثيل. هذا في الظاهر. اما في الباطن، فالجامع بين اللبنانيين هو الاختلاف في تحديد المضامين الاصلاحية والسبل الكفيلة لتحقيقها. بكلام آخر، ما من احد الا ويقر بالحاجة الى الاصلاح.
الهيئة المستقلة للاشراف على الانتخابات عنوان اصلاحي كبير، لكن بشرطين: استقلالية عمل الهيئة وفاعليتها عبر تمكينها من اتخاذ القرار لتأمين نزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها. لذلك فان مفاعيل الهيئة تتأرجح بين حدّين: فاذا تم اعتمادها مع صلاحيات تمكنها من الاشراف الفعلي على سير العملية الانتخابية، واتخاذ الاجراءات الكفيلة لردع المخالفات، فستشكل عندئذ نقلة نوعية في الاصلاح الانتخابي، والا فإنها ستبقى تحت سقف تلقي الشكاوى وتدوين المخالفات. والسؤال هنا، اي هيئة مستقلة تريد القوى السياسية اعتمادها: هيئة لرفع العتب لتجميل العملية الانتخابية ام مؤسسة فاعلة وقادرة ان تؤثر في مجرى العملية الانتخابية بهدف تحسين ادائها وتطويرها؟
اما الشائبة الكبرى في الانتخابات النيابية في لبنان فهي مسألة الانفاق المالي الانتخابي. وفي هذا المجال للبنان خصوصية لا مثيل لها في العالم. ففي الانظمة الديموقراطية الانفاق الانتخابي يضبطه القانون في ادق التفاصيل، وفي البلدان غير الديموقراطية الدولة هي الناخب الاول والاخير. للبنان تجربة "ميدانية" لافتة في هذا المجال. ففي انتخابات 2009 بلغ دور المال السياسي مستويات غير مسبوقة بالمقارنة مع اي بلد آخر. وهنا يكمن التحدي في تأمين نزاهة الانتخابات والتنافس الديموقراطي السليم. والسؤال هنا هل ان ضبط الانفاق الانتخابي ممكن في لبنان في ظل نظام السرية المصرفية وعدم وجود قانون للاحزاب يضبط التمويل والانفاق، ومع وجود ثروات ضخمة في متناول عدد كبير من المرشحين وفي ظل نظام سياسي مشرع الابواب للتدخلات الخارجية؟ لذلك فان اي اصلاحات قد يتضمنها قانون الانتخاب ستبقى مبتورة في حال غياب الوسائل التي تمكن الدولة من وضع ضوابط فعلية للانفاق المالي في الانتخابات.
والتحدي عينه ينطبق على الاعلام والاعلان الانتخابيين، الا ان المسألة هنا قابلة للتنظيم والضبط بوسائل متاحة للدولة. وهذا الجانب من العملية الانتخابية مرتبط ايضا بالمال الانتخابي، ولقد شهدنا حجم الانفاق الاعلامي والاعلاني في انتخابات 2009 والذي قدر بمئات ملايين الدولارات. فاذا لم يتم وضع حد لهذه الفوضى وايجاد الوسائل الرادعة للمخالفات، ستبقى ادارة العملية الانتخابية بعيدة من المعايير المطلوبة لانتظام العملية الانتخابية.
اما المسائل الاخرى: الكوتا النسائية، خفض سن الاقتراع، انتخاب غير المقيمين، وسواها، فهي بلا شك اضافات اصلاحية ضرورية، وهي تزيد في منسوب التنافس الديموقراطي وفي تعزيز حقوق الانسان، الا انها غير مرتبطة مباشرة بادارة العملية الانتخابية، وقد لا تكون حاسمة بالنسبة الى تأثيرها في نتائج الانتخابات بالمقارنة مع تأثير الفلتان المالي والاعلامي وعدم وجود آلية لضبطه.
الكلام حول قانون الانتخاب يبقى ناقصا ومبهما اذا لم يقترن نظام الاقتراع بحجم الدائرة، وهذا الامر يصح في لبنان كما في اي بلد آخر. الا ان للبنان خصوصية في هذا المجال بسبب التركيبة الطائفية والمذهبية للمناطق اللبنانية التي تتشكل منها الدوائر الانتخابية. ولكل خيار بالنسبة الى تقسيم الدوائر الانتخابية مفاعيل مختلفة، سياسيا وطائفيا ومناطقيا.
لنظام الاقتراع النسبي مؤيدون كثر في لبنان اليوم. ففي حين ان النسبية تؤمن بلا شك التمثيل الافضل للقوى السياسية، الا ان الدعوة لاعتمادها تلقى رواجا في النقاش العام لأنها ايضا تجربة جديدة لم يسبق للبنان ان اعتمدها. لكن هذا لا يعني ان نظام الاقتراع الأكثري سيّئ في المطلق، وان مشاكل لبنان، ماضيا وحاضرا، مصدرها نظام الاقتراع الاكثري. النظام الاكثري له مفاعيل سلبية اذا اعتمد في دوائر كبيرة الحجم، مثلما كانت عليه الحال في قوانين الانتخاب منذ عام 1992.
اما بالنسبة الى نظام الاقتراع النسبي، وفي معزل عن حجم الدائرة، فان نتائج الاقتراع مرتبطة بالآلية المعتمدة، ان في لائحة مفتوحة أو لائحة مقفلة، وكذلك بالنسبة الى عدد الاصوات التفضيلية. وعلى سبيل المثال، اذا اعتمد الصوتان التفضيليان، واللذان على اساسهما يتم ترتيب اسماء اعضاء اللائحة بعد الفرز، يكون عندئذ التنافس الانتخابي داخل اللائحة الواحدة بقدر ما هو بين اللوائح المتنافسة، وما لهذا الواقع من تأثير على سلوك الناخبين والمرشحين. ففي الانظمة السياسية التي ترتكز على الاحزاب يتم ترتيب اسماء المرشحين من قبل الحزب في لائحة مقفلة. اما في لبنان فهذا الامر غير متاح لاسباب عديدة. بكلام آخر، نظام الاقتراع النسبي "شيطانه" يكمن في التفاصيل والتي لم يتم تناولها في النقاش العام.
الواقع انه لا يوجد قانون انتخاب يرضي القوى السياسية جميعها، خصوصا بالنسبة الى نظام الاقتراع وحجم الدوائر، فلكل حالة مفاعيلها السياسية والمجتمعية، سلبياتها وايجابياتها. المجتمع السياسي في لبنان بالغ التعقيد، لاسيما ان القوى السياسية، الجديد منها والقديم، لم تكتسب شرعيتها الشعبية حصرا من الانتخابات النيابية، بل هي مزيج من العصبيات الطائفية والمذهبية والحزبية والعائلية والمناطقية والولاءات الشخصية. والتجربة الانتخابية في لبنان قديمة العهد، تعود جذورها في جبل لبنان الى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فلا هي تشبه التجربة الانتخابية في الانظمة الديموقراطية المعروفة، ولا هي طبعا مشابهة لتجربة الدول التي انتقلت من انظمة حكم سلطوية الى الديموقراطية، كما حصل في بلدان اوروبا الشرقية بعد انتهاء الحرب الباردة وفي عدد من دول المنطقة، قبل "الربيع العربي" وبعده.
لذلك فان قانون الانتخاب بحد ذاته لا يبدل التركيبة السياسية للمجتمع، كما انه لا ينتج وحدة وطنية، اذ ان الانقسام الاعمق في المجتمع اللبناني وفي المواقع السياسية غير مرتبط اصلا بقوانين الانتخاب. كما ان قوانين الانتخاب بحد ذاتها لا تنشىء احزابا وطنية ولا تحل المشاكل السياسية وغير السياسية التي تعاني منها البلاد، ذلك لأن اسباب نشوئها وتداعياتها مرتبطة بالوضع السياسي العام وليس حصرا بقانون الانتخاب.
اما التطرف والاعتدال في الخطاب السياسي فلا يضبطهما قانون الانتخاب ولا توسيع الدوائر الانتخابية في زمن تحول الانقسام الداخلي في لبنان من الطائفية الى المذهبية. وفي مراحل سابقة، لم تندلع الحرب في لبنان في عام 1975 بسبب الخلاف حول قانون الانتخاب، ولم يتحول لبنان ساحة لحروب المنطقة كلها للسبب عينه، ولم تنته الحرب في عام 1990 بسبب اعتماد قانون انتخاب جديد. فبينما المسائل الخلافية في لبنان ما قبل الحرب غلب عليها الطابع السياسي بخلفية طائفية، الا ان الانقسام اليوم طائفي لكن بخلفية سياسية. لذلك فان قانون الانتخاب لا يحل هذه الخلافات ولن يؤدي الى توحيد المواقف حيالها، الا انه يجب ألاّ يتحول سببا لتعميقها. لذلك فان الغاية الاساس من القانون تأمين التمثيل الأفضل للناخبين، افرادا وجماعات، وعدم استهداف اي من الجماعات المكونة للمجتمع اللبناني.
اما الاصلاح الاهم فهو ثبات قانون الانتخاب وانجاز مقومات بناء دولة القانون. وقد يغيب عن بال البعض ان المعايير التي غالبا ما نتمثل بها في قوانين الانتخاب اسوة بدول اخرى هي، في نهاية المطاف، معايير دولة القانون في ابعادها كافة. فلا قانون انتخاب سليم في دولة لا تحترم قوانينها.
يبقى، اخيرا، ان المسؤولية في انجاز الاصلاح المطلوب تقع على عاتق من هم في موقع القرار من اهل السياسة، بانتماءاتهم المختلفة، ذلك ان الكلام في العموميات والتمنيات شيء والاصلاح الفعلي شيء آخر. ففي جلسات مجلس النواب لاقرار قانون انتخاب 2008 سقط اقتراح اعتماد التصويت بواسطة اوراق اقتراع مطبوعة مسبقا ولم ينل هذا الاقتراح سوى تأييد نواب تكتل التغيير والاصلاح وعدد من نواب كتل اخرى لم يتجاوز عددهم الثلاثين نائبا. هذا مع العلم ان اقرار هذا الاقتراح لا يبدل في موازين القوى السياسية ولا في مصالح الطوائف والاحزاب بل يجعل الاقتراع اكثر نزاهة وشفافية.
امامنا اليوم سلة متكاملة من الاقتراحات الاصلاحية لتحسين العملية الانتخابية، فهل سترى النور هذه المرة، أم يكون مصيرها كمصير ورقة الاقتراع المطبوعة سلفا في 2008؟ انه الاختبار الحقيقي للاصلاح المنشود.


الأسد: للحسم العسكري في آذار
أسعد حيدر/المستقبل
تعدّدت التفسيرات لاستخدام روسيا "الفيتو" لإحباط المشروع العربي الغربي في مجلس الأمن الدولي، والنتيجة واحدة. يشكّل "الفيتو"، "مظلة" حماية، يمارس الرئيس بشار الأسد ومعه كامل النظام الأسدي، المذبحة ضدّ المدنيين والديموقراطية والحرّيات. ليس في هذا إدانة للموقف الروسي، لأنّ موسكو أدانت نفسها ومعها بكين، أمام كامل الشعوب العربية والشعوب في العالم المنخرطة والملتزمة والطامحة لرؤية الشعب السوري وشعوب المنطقة حرّة وآمنة لا يخاف فيها المواطن من التحوُّل إلى رقم في المعتقلات لسنوات طويلة.
"أسديون" التقوا الرئيس بشار الأسد قبل الفيتو الروسي، سمعوا منه ما يؤكد "انّ خياره هو الحل الأمني مهما كانت كلفته لأنّه برأيه أقل من كلفة استمرار الوضع على ما هو عليه من عشرة أشهر". الأسد يضيف كما نقل "الأسديون" عنه: "لقد أخّرت الحسم العسكري بناء لنصيحة من الروس حتى يستطيعوا المواجهة من منطلق مواجهتنا للمجموعات المسلحة الإرهابية. والدي الرئيس حافظ الأسد لم ينهِ "الأخوان المسلمين" ويقضي عليهم في حماه وحدها، أمضى أربع سنوات كاملة حتى صفَّاهم وانتصر. أنا سأنتهي منهم هذه المرّة في سنة كاملة، كل مسلح هو مشروع قتيل شرعي، حتى الآن مضت عشرة أشهر، باقي شهران في أقصى الحالات".
الرئيس الأسد، يعد "الأسديين"، بأنّه في آذار المقبل يكون قد صفَّى حساباته مع "الإخوان المسلمين"، وكأنّ المعارضة المستمرة والمتزايدة هي معهم فقط وليس مع شرائح واسعة على امتداد الوطن السوري، نجحت حتى الآن في التحكم بأكثر من نصفه. من الممكن استيعاب إصرار الأسد على الحسم، لأنه يخوض ونظامه "معركة من أجل البقاء". أي نظام ديكتاتوري في العالم، يخوض مثل هذه الحرب، وقد أكد الربيع العربي صحّة هذه القاعدة الكارثة خصوصاً في ليبيا مع العقيد معمر القذافي. لكن ماذا عن الروس؟ لماذا يخوض فلاديمير بوتين وهو على أبواب العودة إلى الكرملين "حرباً باردة" ضدّ الغرب في سوريا؟ وهل الرئيس بشار الأسد ونظامه يستحقان هذا "الاستبسال" في الدفاع عنه؟ هل هذا الموقف مرتبط بالأسد أم بسوريا؟ ولماذا؟
لم يمضِ يوم إلا و"الدب الروسي" يحلم ويعمل للسباحة في حوض البحر الأبيض المتوسط. دفء هذه المنطقة وحرارتها يجذبانه. الشرق الأوسط كان وما زال "في غاية الأهمية للمصالح الروسية الجيو سياسية والاقتصادية". فلاديمير بوتين "القيصر الجديد" في الكرملين يعتقد "ان الشرق الأوسط يشكّل ساحة يمكن من خلالها استخدام مجموعة من الأدوات، للتأثير في التطورات الاقليمية وبالتالي العودة إلى الشراكة الكاملة مع الغرب وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية في صناعة القرارات الدولية". باختصار "القيصر" الجديد يحلم ويريد "أن يكون شريكاً في صناعة نظام دولي جديد" يعتقد أن ساعته قد دقّت. ضمن هذه الرؤية فإنّ المحور السوري الإيراني هو عامل مهم في إرساء ثقل موازن في مواجهة واشنطن وحلفائها". ما يجعله مطمئناً إلى إمكانية نجاحه أن بكين تسانده بقوّة، لأنّ "شراهة" التنين الصيني للمواد الأولية خصوصاً النفطية منها غير محدودة.
سوريا ليست طارئة على حسابات موسكو الاستراتيجية. سبق لموسكو عام 2005 عندما تم عزل دمشق، أن فتحت ذراعيها لها، فأعفتها من 75 في المئة من ديونها المستحقة لها البالغة 13,5 مليار دولار. معظم هذه الديون ثمنٌ للأسلحة. من المؤكد "ان سوريا مستهلك أساسي للسلاح الروسي". إلى ذلك، فإنّ التعاون العسكري الذي يتجسّد بقاعدة طرطوس البحرية تعطيه أبعاد شراكة استراتيجية مهمة جداً لموسكو.
طبعاً الخوف من سقوط النظام الأسدي حقيقي بالنسبة لموسكو، رغم ذلك لا يمكن لدولة مثل روسيا أن تأسر نفسها في خيار واحد. من الطبيعي والضروري أن يكون لديها خطة ب وحتى ج لمعالجة المستقبل. لذلك إذا وُضعت موسكو أمام خسارة كل شيء أو خسارة الأسد فإنّها لا شك ستفضّل الحل الثاني، خصوصاً إذا ما رافق ذلك تفاهمات واسعة مع واشنطن تتناول مستقبل "الدرع الصاروخية" في تركيا وأوروبا الشرقية. موسكو لا تريد خوض سباق تسلح جديد يحول بينها وبين التقديمات الحياتية للروس. الزمن تغيّر، لا يمكن إقناع الروس اليوم بالصعود إلى القمر وصناعة صواريخ عابرة للقارات وهم بحاجة الى مدفأة تقيهم صقيع الشتاء السيبيري وبرّاد يحتاجونه. موسكو أقامت في العقدين الماضيين علاقات مفتوحة مع كل الفاعلين في المنطقة كي تحفظ لنفسها مكاناً ومكانة، من الصعب جداً أن تتخلى إلى الأبد عن كل هؤلاء "الفاعلين" من أجل "بقاء رئيس إلى الأبد". المهم في السياسات المحافظة على المصالح قبل الأشخاص. متى توفّر لموسكو الحل الذي يقيها ما تسمّيه "خيانة القرار 1973" المتعلق بليبيا لها ولموقعها، يمكن أن تسير في حل آخر. لن يستطيع فلاديمير بوتين إنقاذ النظام الأسدي حتى ولو استخدم حق الفيتو مرّة أخرى، وحتى لو ملأ ساحات دمشق بالخبراء الروس. "لم يعد ممكناً إنقاذ حطام" النظام الأسدي. جمع شظايا نظام لا تصنع نظاماً، تماماً مثل اللوحة التي بعد أن تُمزَّق لا يمكن مهما بلغت براعة الخبراء في استعادتها. حان الوقت لموسكو أن تفكر بخطة ب لمواجهة الواقع، وحان للغرب والعرب والمعارضة السورية أن يساهموا، رغم كل المرارة من استخدام موسكو الفيتو، في وضع خيارات أخرى وعديدة أمامها. مرة أخرى هذا العالم قائم على تبادل المصالح، وهي ضخمة في الشرق الأوسط.

من مآثر العونية أن يكون عديم الثقافة وزيراً
مصطفى علوش/المستقبل
"شرم برم والناس غافلة والغفلة عالأفهام قافلة والكذب لعلع في الحفلة وأغلب السامر مساطيل" (أنا الأديب لأحمد فؤاد نجم)
تعريف الثقافة
قد يكون أصل كلمة ثقافة في اللغة العربية من تعبير ثقفه تثقيفاً، والمقصود هو الرمح عند تسويته وتقويمه. أما في العصر الحديث فلا يوجد إجماع كامل حول معنى الكلمة ولكنها تأتي بالإجمال للدلالة على الرقي الفكري والأدبي والاجتماعي للأفراد والجماعات، وهي ليست فقط مجموعة من الأفكار، بل هي نظرية في السلوك بما يرسم طريق الحياة إجمالاً، وبما يتمثل فيها الطابع العام الذي ينطبع عليه شعب من الشعوب، وقد تكون فيها بعض الوجوه المميزة للجماعة عن جماعات أخرى بما يخص اللغة والمبادئ الأخلاقية والمقدسات والقوانين وتراكم التجارب. انها التعبير الذي يشمل المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات. بالإجمال فإنه يمكن استعمال الكلمة للتعبير عن المعاني الثلاثة التالية:
تذوق الفنون الجميلة والعلوم الإنسانية.
نمط متكامل من المعارف البشرية والاعتقاد والسلوك الذي يعتمد على القدرة على التفكير الرمزي وانتظام السلوك الاجتماعي.
مجموعة من القواعد المشتركة والقيم والتطلعات والممارسات التي تميز مجموعة من الناس عن غيرها.
هي حسب تعبير التوجه الأميركي في الانتروبولوجيا "نبوغ القدرة البشرية لحد يجعلها قادرة على تصنيف الخبرات والتجارب بطريقة رمزية والتعبير عنها بطريقة إبداعية وخلاّقة كما انها تشير الى التمايز الذي يطبع سلوك الجماعات المتباعدة".
تعريف المثقف
أما تعريف المثقف فهو أكثر إثارة للجدل وعرضة لكثير من التصنيفات، ولكن بشكل عام فهو الشخص المنفتح على الأفكار والمتفهم للخيارات والمعتقدات والقادر على الحوار دون أفكار مسبقة، مع ميل واضح الى تطوير فكره وقناعاته بناء على المعطيات الجديدة. ويتسم المثقف عادة بوضوح الأفكار وميلها الى التعاطف الإنساني وقدرة على التعبير عن معلوماته دون اسفاف أو ابتذال بالألفاظ. ويكون المثقف عادة من نخبة المجتمع ومن هذه النخبة يتم اختيار القيادات على مختلف الأصعدة من الناحية النظرية.
وقد انشئت في معظم الدول وزارات للثقافة تهتم بتطوير وحماية الإرث الحضاري من آثار وفنون ومعالم عمرانية وتدعم أيضاً الأنشطة الثقافية من فنون وموسيقى وغيرها من الأنشطة التي تساهم في تطوير وإبراز دور الأمة الحضاري. وغالباً ما يتم اختيار شخصية مميزة على المستوى الثقافي والأخلاقي لاستلام هذه الوزارة حتى تكون الوجه الحضاري لبلد ما.
في لبنان مرت على وزارة الثقافة شخصيات مميزة طبعت الوزارة بطابعها أمثال غسان سلامة وطارق متري، وفي بعض الأحيان فرضت التوازنات السياسية والطائفية وجود شخصيات أخرى ولكنها كانت دائماً تحافظ على حد معين من الاحترام لهذا الموقع.
الثقافة العونية
كان هذا قبل أن يبتلى لبنان بوباء الثقافة العونية التي أرست منطقاً جديداً في الحكم والسياسة وحتى في السلوك الشخصي للمصابين بهذا المرض.
لم أكن أعرف سابقاً وزير الثقافة العوني الحالي، وحتى عندما شاهدته في احدى المقابلات التلفزيونية انتظرت الى حين أعلن اسمه وصفته حتى عرفت بأنه الوزير الموكل بحراسة الثقافة في لبنان. بصراحة لم أجد في حديث الوزير المذكور أي اثر للثقافة، ولا حتى لآداب التخاطب العامة، فقد كنت أستمع الى شخص ينضح منه الحقد والكراهية، لا يعرف من الثقافة حتى اسمها.
في الواقع فإن العماد ميشال عون ومنذ دخوله الى الحياة السياسية في أواخر ثمانينات القرن الماضي، أرسى ثقافة جديدة على لبنان لطالما مارسها الكثيرون من الزعماء الشعبويين في العالم.
لقد بنى شهرته وشعبيته يومها على تعبير "سوف أكسر رأس حافظ الأسد"، على الرغم من تنافر هذا التعبير مع الأدبيات السياسية، ولكن البلد كان في حالة حرب، وكان كثير من اللبنانيين في حالة عداوة مع النظام السوري وممارساته في لبنان.
أما بعد عودته المظفرة من منفاه الباريسي، ومنذ أن وطأت رجلاه أرض مطار رفيق الحريري الدولي، تبين أن الجنرال لا يحمل في قاموس تعابيره السياسية إلا الكلمات المغرقة في السوقية، أما في المضمون فقد أكدت تصاريحه وتصرفاته أن الرجل ماضٍ في تنفيس أحقاده المزمنة ضد كل الرموز التي يعتبرها منافسة للصفات التي ينسبها لنفسه، وهنا لن أدخل في متاهات التحاليل النفسية لهذا النوع من الشخصيات، ولكن الواقع هو أن "الثقافة العونية" تسببت بتسميم الحياة السياسية وأدخلت تعابير وسلوكيات منفرة وهابطة وفي أحسن الظروف ركيكة لدرجة تثير الشفقة على من ما زالوا يؤمنون بقيادة الجنرال.
عندما عاد العماد عون من المنفى الذهبي بسبب ثورة الأرز التي يرفض وزير ثقافته الاعتراف بها، وهي التي تأسست على تضحيات الشهداء الذين ينكر لهم الوزير نفسه حتى دماءهم، لاحظت يومها بوادر الثقافة العونية، ولكنني كنت أعتقد أنها لحظة عابرة، وعندما استمر على النهج نفسه، اصبحت أمني النفس بمن حوله من أصحاب الفكر والرأي والشخصيات السوية. لكن الوقت أثبت أن من عنده الحد الأدنى من الأخلاقيات العامة ترك الجنرال الى غير رجعة. أما من بقي معه فمنهم منافقون يسعون الى الحفاظ على مواقعهم، رغم عدم موافقتهم سراً على سلوكياته. أما الباقون فهم على شاكلة رئيسهم لكي يقتنع بإدخالهم الى جنّة الثقافة العونية.
() عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل"

علّقوا الجلسات الوزارية فلتعلّق وبعد أسبوع سيعودون
" /المشنوق لا يرى إلا فولكلوراً ويتوقع خرقاً في 14 شباط
إيلي الحاج/النهار
هل تصدق أن سبب المشكلة التي أدت إلى تعليق (رئيس الحكومة نجيب ميقاتي) جلسات مجلس الوزراء خلاف على تسمية رئيس المجلس التأديبي؟". السائل نائب بيروت نهاد المشنوق، مأخوذاً بنموذجي رياض الصلح ورفيق الحريري لا يتوقف عند صغائر السياسات: "أطراف الحكومة عاجزون، يفكرون في الإستفادة من مواقفهم بالإنتخابات".
"هذا فولكلور سياسي لن يستمر" يقول المشنوق، قاصداً برصاصه الكلامي ميقاتي والجنرال ميشال عون معاً.
تعزز عباراته انطباعاً لدى متابعي مواقف فريق 14 آذار، ولا سيما "تيار المستقبل" وكتلته النيابية أنهم لا يكلفون أنفسهم حتى البحث من على حق ومن أخطأ بتعليق الجلسات. لا يهاجمون ميقاتي ولا يؤيدونه في هذه القضية، كأن المسألة لا تستحق ولا تستأهل. علّقوها فلتعلّق. هذا تفصيل. "أسبوع أو أسبوعان ويعودون إلى الجلسات"، يضيف بثقة الرجل الذي يواظب على مقاطعة جلسات مجلس النواب عندما تمثل فيها الحكومة، احتجاجاً على الطريقة الإنقلابية التي حملتها إلى السرايا ذات "فجر قمصان سود" وسرقت الأكثرية من الأكثرية التي جاءت بها انتخابات 2009. نائب بيروت الذي أطلّ على خفايا السياسة من عِشرة الرئيسين الراحلين تقي الدين الصلح ورفيق الحريري لا يفوّت فرصة للتذكير بأن حليف الأمس الطرابلسي قَبِلَ بترؤس حكومة كهذه و"طبيعي ألا يتوقع المرء منها غير ما نرى. هل كان ينتظر ميقاتي شيئاً آخر فعلاً؟".
كانت قوى 8 آذار أطلقت حملة على شلل عمل الحكومة ووعدت بتقديم أخرى بديلة تمارس الحكم، وها هي حكومة تعيش شللاً أسوأ من الذي وقعت فيه حكومة الرئيس سعد الحريري. المشنوق يرى أن "السبب في ما وصلت إليه أوضاع مجلس الوزراء مزدوج. أولاً هناك الصراع السياسي المحتدم. وثانياً تقديم العناوين الإنتخابية على ما عداها. كله فولكلور".
لا يريد ساسة 14 آذار التوقف عند ما يرونه تفصيلاً، لكن شعوراً قوياً يساورهم أن أكبر المسؤولين في الدولة، الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري وميقاتي متفقون على تعطيل الحكومة بذريعة الخلاف على التعيينات الإدارية، موقتاً على الأقل إلى أن يفرجها الله في وجوههم. لماذا؟ لأن لا قدرة لديهم على اتخاذ قرار لا في موضوع تجديد بروتوكول المحكمة الذي يصرّ "حزب الله" على طلب تعليقه، ولا في الموضوع السوري، وهو الأهم هذه الأيام. ثم أن الحكومة ممنوع أن تستقيل. والقرار في هذا الشأن لا يُتخذ في بيروت أو طرابلس، بل في دمشق وطهران. وما داموا مجبرين على إبقاء الحكومة والبقاء فيها فلا بأس ببعض الرياضات السياسة داخل ملعبها الضيق.  يجزم المشنوق أن "المشكل كما أظهروه بكلامهم الإنتخابي سخيف. لا علاقة له بالمسلمين والمسيحيين وبمن يكون رئيس المجلس التأديبي. الأكيد أن السبب الحقيقي غير معلن"، ثم يذهب إلى التحديد: مشكلتهم يختصرها سؤال "كيف نتعامل مع الموضوع السوري؟". ويلاحظ أنهم "مثل البورصة، فيوماً يعتمدون التعامل عبر المجلس الأعلى اللبناني- السوري، ويوماً معاهدة الأخوة والتنسيق، ويوماً الإتفاقات الثنائية المتعددة، ويوماً التسهيل للجيش على الحدود. في بعض المرات يتساهلون مع النازحين السوريين ومرات أخرى يتشددون. غير أنهم أحياناً يقررون "النأي بالنفس" ولا يستطيعون، وأحياناً أخرى يعتمدون سياسة تجاهل ما يحصل".  ولكن لماذا لا تحزم قوى المعارضة أمرها وتطرح بديلاً من هذه الحكومة، ما دامت مقتنعة إلى هذا الحد بعجزها المطلق بفعل تركيبتها العجيبة والظروف من حولها؟  يوحي جواب المشنوق أن رأياً بدأ يرجح على رأي آخر في هذا الشأن داخل قوى المعارضة: "فكرة حكومة التكنوقراط بعد حكومة ميقاتي بدأت تتقدم بقوة. (رئيس حزب "القوات اللبنانية") سمير جعجع اقتنع بها". الرأي الآخر في 14 آذار وفي "تيار المستقبل" يفضل تشكيل حكومة سياسية من غالبية جديدة يُعاد تشكيلها بعد انهيار المعادلة الحالية داخل مجلسي الوزراء والنواب.  ما هي وظيفة احتفال 14 شباط في "البيال" وسط هذه المعمعة السياسية؟ "سيحدث خرقاً سياسياً" يقول المشنوق. ويضيف: "الكلمات ستقدم رؤية إلى الحكم. ملامح ستتبلور لاحقاً في احتفال 14 آذار الجماهيري". وما لا يقول: "إننا نعمل ونستعد".

تفاهم مار مخايل.. "الوطني الحر" الى "بيت الطاعة"
http://www.almustaqbal.com/storiesv4.aspx?storyid=507346
كارلا خطار/
حلت أمس الذكرى السادسة لتوقيع اتفاقية مار مخايل بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله".
التواريخ تختلف والظروف أيضا وينعكس ذلك على الشارع اللبناني. وفي مقارنة بين مشهد 6 شباط 2006 ومشهد 6 شباط 2012 يتضح أن مظاهر الاحتفال غائبة واللقاءات بين العامين تكاد تكون مقتصرة على "شراكة" المصالح و"التفاهم" على الفرائس! وعلى مرّ السنوات برهن الاتفاق أنه لم يمت، نعم لم يمت.. لأنه في الأساس ولد ميتا حيث أن النوايا لم تكتُب له الحياة. فالاتفاق الباريسي بنسخته اللبنانية التي "أُقحم" فيها مار مخايل، لا يلحظ القضايا الخلافية التي قسّمت اللبنانيين.. لم يذكر فيه الجنرال الاستثنائي وهو الطرف المسيحي في التفاهم الفريد من نوعه، إن كان يوافق الحزب على توسيع الامبراطورية الفارسية وولاية الفقيه، كما لم يذكر رأيه بالحزب الذي كان وصفه بـ"الإرهابي" في حديث له أمام جمهوره في الولايات المتحدة قبيل إقرار قانون محاسبة سوريا.. وبينما يعمل جمهور "حزب الله" على زيادة عدد نواب جنرال الرابيه ووزرائه، ينطلق الأخير في دفاعه عن السلاح مبررا الحاجة الملحة إليه.
تجربة الأعوام الستة حسمت الموقف: التفاهم أو الوثيقة لم تتحقق منها سوى تبعية "التيار الوطني الحر" لـ"حزب الله"، فتحول العونيون الى أبواق تكرّر صدى "الحزب" وتبرّر له كل ما يفعله وتدافع عنه، ما يدحض تاريخ 15 عاما من النضال من أجل الحرية والسيادة والاستقلال. "الحزب" يمسك بيد "التيار" ويتنقل به من السلاح الى المحكمة.. ثم لا يلبث أن يتركه وحيدا في مواجهة ملف الكهرباء حيث لم يتعدّ دور "الحزب" تدوير الزوايا، ثم يتخلى عنه في مواجهة تعديل الحد الأدنى للأجور وغيرها من مواضيع العمالة والتعيينات.. فلكل منهما أولوياته، والمصلحة تقتضي أحيانا الاحتكام الى "الأخذ باليد" وأحيانا كثيرة الى "الأخذ بالخاطر"! وتعقيبا على بنود الاتفاقية ترد الى الذهن الأسئلة التالية وهي مستخرجة من أبرز تلك البنود: هل يعارض اللبنانيون تحرير مزارع شبعا من الاحتلال الإسرائيلي وتحرير الأسرى اللبنانيين من السجون الإسرائيلية وحماية لبنان من الأخطار الإسرائيلية؟ هل يرفض اللبنانيون حواراً وطنياً حول استراتيجية دفاعية؟ ألا يريد اللبنانيون دولة قانون ومؤسسات وقضاء مستقل يؤمن احترام عمل المؤسسات الدستورية؟ ألا يريد اللبنانيون محاربة الفساد من جذوره؟ إلا أن خلاف اللبنانيين واختلاف آرائهم يتعدى القضايا البديهية للغوص في قضايا جوهرية تنكر لها تفاهم مار مخايل!
قاطيشا: اتفاقية فارغة
يرفض مستشار رئيس حزب "القوات اللقبنانية" العميد المتقاعد وهبي قاطيشا، في قراءة لورقة التفاهم، أن يعدد ماذا تحقق من بنود الاتفاقية، ليس لأن شيئا لم يتحقق فحسب، إنما لأن القضايا الأساسية غير مذكورة في الاتفاقية، معتبرا أن التفاهم ليس وليدة اللحظة، وبرأيه إن الاتفاقية ماتت قبل أن تولد. ويشرح: التفاهم اتفق عليه في باريس قبل أن يعود النائب ميشال عون الى لبنان ثم أبرم في مار مخايل. غير أن الاتفاق لا يحتوي على أي بنود جوهرية ولا يتناول القضايا اللبنانية الأساسية التي تركز على قيام الدولة ونزع السلاح، إنما ينصّ على قضايا هامشية يتفق حولها كل اللبنانيين.. فالإتفاق أغفل القضايا الرئيسية التي يختلف حولها 8 و14 آذار حيث أن مسألتي السلاح وقيام الدولة هما القضيتان الاساسيتان اللتان قسمتا المجتمع اللبناني.
ويستنتج قاطيشا أنه لا معنى للإتفاق بالنسبة لنا وبالنسبة لأي محلل يراقب مسار السياسة اللبنانية. هذا لبنانيا، أما في ما يخص طرفي التفاهم فيشير الى أن الخلاف بين "الحزب" و"التيار" جوهري. الأول يدين لإيران وللسيد علي خامنئي ويعمل لتوسيع الامبراطورية الفارسية.. ويتساءل "هل النائب ميشال عون موافق على هذا الرأي؟ إن كان موافقا، فهو لم يذكر ذلك في الاتفاقية. وإن لم يكن موافقاً فهذا يعني أنه يستغل الواقع ليحظى بما يناسبه بعيداً عن ولاية الفقيه والسلاح".
ويرى أن "التيار الوطني الحر" استخدم العنصرين الأخيرين غطاء له في مرحلة سابقة حين كان يريد أن يحظى بكرسي رئاسة الجمهورية. وفي مرحلة ثانية، يستخدمهما ليحصل على مقاعد وزارة ونيابية وهذا واضح حيث نال 9 نواب من صنيعة "حزب الله"، بالإضافة الى الوزراء.
ويسأل قاطيشا: هل تلفزيون "المنار" يشبهني؟ طبعا لا.. بينما تلفزيون "المستقبل" مثلا يشبهني. لذا يلفت الى أن الاتفاق ليس ملموساً بقدر ما هو عملية "حكّلي تحكلّك" لتمرير المراحل السابقة والآتية. فـ"حزب الله" يقرأ واقعه على هذا النحو: هو يعيش مع المسيحيين ويعتبر لبنان مقسوماً عمودياً ضمن مناصفة عددية، لذا فالتفاهم مع طرف مسيحي لا بد منه وهذا ما يبرر له عمله.
ويختم: أما بالنسبة الى الجنرال عون فهو لم يستفد سوى من عدد النواب والوزراء ليضغط بالتالي على الدولة ويشتم الشعب اللبناني كما يفعل كلما يطل على الشاشة.
حوري: القرار لـ "الحزب"
إذاً القصة وما فيها، أن الكلام في الصالونات شيء، والأداء على الأرض شيء آخر. الأمر الذي يشعر الجمهور العوني أن "الحزب" بات يتعاطى معه على أنه تحصيل حاصل، في الجيب، فلا خوف من رد فعله. ولأن أولوية الحزب تكمن في مشروعه الاستراتيجي، فهو بحاجة الى كل الجالسين معه الى طاولة مجلس الوزراء، أما "التيار" فليس بحاجة إلا إلى جمهور! ويعرّف عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب عمار الحوري الاتفاقية بأنها نموذج لتفاهم بين حزبين لبنانيين في مكان ما على حساب المصلحة الوطنية الكبرى. وفي نتيجة التفاهم، يعتبر حوري أن "التيار الوطني الحر" أصبح صنيعة بيد "حزب الله"، لا يملك من أمره شيئا وبالتالي فالقرار بالكامل هو لـ"حزب الله" وبشكل واضح. والتيار، الذي كان يتحدث قبل ورقة التفاهم عن السيادة والحرية والاستقلال وبسط سيادة الدولة وهيمنتها على كامل الأراضي اللبنانية، يجد نفسه مضطر يوميا الى تبرير وجود سلاح "حزب الله" وتجاوز الحزب للدولة وهيبتها. ويخلص حوري الى أن "المستفيد الاكبر من هذا التفاهم هو "حزب الله" والخسارة بالتالي تتكبدّها الشعارات التي رفعها النائب ميشال عون وملأ فيها الدنيا صباحاً ومساء بالضجيج."