المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 17 كانون الأول/2012

إنجيل القدّيس لوقا 03/10-18/مَن كانَ عِندَه قَميصان، فَليقسِمْهُما بَينَه وبَينَ مَن لا قَميصَ لَه

فسَأَله الجُموع: فماذا نَعمَل؟ فأَجابَهم: مَن كانَ عِندَه قَميصان، فَليقسِمْهُما بَينَه وبَينَ مَن لا قَميصَ لَه. ومَن كانَ عِنَده طَعام، فَليَعمَلْ كَذلِك. وأَتى إِلَيه أَيضًا بَعضُ الجُباةِ لِيَعتَمِدوا، فقالوا له: يا مُعَلِّم، ماذا نَعمَل؟ فقالَ لَهم: لا تَجْبوا أَكثَرَ مِمَّا فُرِضَ لَكم وسَأَله أَيضًا بَعضُ الجُنود: ونَحنُ ماذا نَعمَل؟ فقالَ لَهم: لا تَتَحاملوا على أَحَدٍ ولا تَظلُموا أَحَدًا، واقْنَعوا بِرَواتِبِكم. وكانَ الشُّعبُ يَنتَظِر، وكُلٌّ يَسأَلُ نَفسَه عن يوحَنَّا هل هو المَسيح. فأَجابَ يوحنَّا قالَ لَهم أَجمعين: أَنا أُعَمِّدُكم بِالماء، ولكِن يأتي مَن هُو أَقوى مِنِّي، مَن لَستُ أَهلاً لأن أَفُكَّ رِباطَ حِذائِه. إِنَّه سيُعَمِّدُكم في الرُّوحِ القُدُسِ والنَّار. بِيَدهِ المِذْرى، يُنَقِّي بَيدَرَه، فيَجمَعُ القَمحَ في أَهرائِه، وأَمَّا التِّبنُ فيُحرِقُه بِنارٍ لا تُطفأ»وكانَ يَعِظُ الشَّعبَ بِأَقوالٍ كَثيرةٍ غَيرِها فيُبَلِّغُهُمُ البِشارة."

 

نديم الجميل ابن أبيه بشير قلباً وقالباً وفكراً ووطنية، ربنا يحميه ويكثر من أمثاله
الياس بجاني/يعطي النائب نديم الجميل صورة وطنية وبشيرية مشرفة عن حزب عريق هو حزب الكتائب/عسى الغير الشارد والمنفوخ الصدر يتعلم منه الصدق والشفافية والعفوية وأيضاً التواضع وجرأة المواقف والخروج من ثقافات بالية لم ولن تكون نتائجها غير الخيبات والهزائم. مواقف الشيخ نديم فعلا تحاكي ضمائرنا وعقلونا وخصوصا تلك المتعلقة بعقاب صقر وسخافة الآخرين، والوضع في سوريا وأوهام البعض وانتهازية كثر، ونبيه بري وحربائية من لا يريد أن يكون إلا هكذا، والوضع الأمني رغم الإسهال الكلامي عند من يسمون أنفسهم مسؤولين، والوضع في الأشرفية حيث يكثر الفئران والجراوي. مواقف لبنانية بشيرية وسيادية بامتياز. نعم نديم يشبهنا فيما الآخرين لا يشبهوننا.

بالصوت/مقابلة مع النائب نديم الجميل من تلفزيون المر/16 كانون الأول/12

فيديو/مقابلة مع النائب نديم الجميل من تلفزيون المر/16 كانون الأول/12

ملخص مقابلة النائب نديم الجميل/ من ضمن نشرة أخبارنا العربية17 ك1"/12/اضغط هنا

 

عناوين النشرة

*ملخص مقابلة نديم الجميل مع تلفزيون المر

*جناز لراحة نفس فرنسوا الحاج في بعبدا

*الراعي لا يرعى وكل يوم يرتكب دون أن يرف له جفن المزيد من الأخطاء المميتة/الياس بجاني

*فاعليات الغينة تناشد البطريرك الراعي التدخل لفسخ عقد عقاري أثار المخاوف

*المنطقة بين مرشدين/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*اوباما اختار كيري لتولي وزارة الخارجية خلفا لكلينتون

*شمعون: لا طلاق بيننا وجنبلاط ولا داعي للخلاف 8 آذار تمنع استتباب الامن

*الحوت: تسليم جثامين تلكلخ على دفعات هدفه نقل الفوضى الى لبنان

*فوز لائحة المستقبل في انتخابات نقابة تجار الخضار

*الامن العام: ابراهيم سيتابع اتصالاته مع السلطات السورية لاستكمال اعادة الجثامين

*علي حمادة رعى مصالحة بين عائلتين في بعلبك

*سامي الجميل واجبنا الوقوف في وجه أي سلاح خارجا عن الدولة لا عيش مشترك من دون الاعتراف بنضالنا ومقاومتنا ومعاركنا وأبطالنا

*هاشم: لإنزال أشد العقوبات بحق العملاء لا إطلاقهم

*تشييع القومي والنائب السوري عبدالله قيروز جريج: نحمل داعمي المجموعات المتطرفة مسؤولية دم شهيدنا وكل الشهداء

*الراعي: النأي بالنفس يعني احترام سيادة الأوطان الأخرى وعدم التدخل بشؤونها من المعيب بحق الوطن أن يعلق الأفرقاء السياسيون حل القضايا الوطنية الأساسية

*قباني: الحكم الصادر في حق احد العملاء يشجع نهج العمالة

*صلوات من أجل اختيار خلف لهزيم غدا

*رقص الدبّ الروسي/الياس الزغبي

*اوغاسبيان دعا الى حكومة انقاذية في مرحلة انتقالية

*مصير الرهائن اللبنانيين في سوريا ما زال معلقا بانتظار الاستجابة لمطالب خاطفيهم

*الخاطفون طالبوا النظام ولبنان بالإفراج عن معتقلين سوريين

*المستشار القانوني للحكومة خير ليبرمان بين الإقالة والاستقالة.. فاختار الثانية

*يسعى لتسوية أموره قبل الانتخابات وسط دعم مباشر من نتنياهو ومطالبات من المعارضة بمحاكمته

*أكد أن رئيس الحكومة يراوغ لكسب الوقت/زهرا لـ"السياسة": نرفض اقتراح ميقاتي و"ليخيط بغير هالمسلة"

*كرم لـ"السياسة": اجتماع "حلفاء الأسد" في لبنان مخالف للأعراف الديبلوماسية

*"الأمر بالمعروف" أكدت تعرض النساء العاملات للتحرش/مفتي السعودية يندد بوصف المعتقلين من "القاعدة" بأنهم "سجناء رأي"

*إسرائيل تريد بقاء الأسد؟!/عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

*قائد الجيش الإيراني: نشر الناتو صواريخ «باتريوت» في تركيا يهدد بـ«حرب عالمية»/صالحي: طهران لن تسمح للغرب بإسقاط الأسد

*الاستفتاء و20 مليار دولار قطرية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*الحلال المبغوض.. «دولة شمال العراق» و«دولة جنوب لبنان»/فؤاد مطر/الشرق الأوسط

*المعارضة السورية أطلعت شخصيات في ثورة الأرز على المخطط، مملوك يرسل فرقاً لاغتيال قيادات في "14 آذار" وإشعال فتنة في لبنان/حميد غريافي/السياسة

*ايران تتحصن في آخر قلاعها: لبنان/علي حماده /النهار

*نصر الله والتكليف الايراني/احمد عياش/النهار

*لقاء السفراء الأربعة ليس مخالفاً للأعراف... ولكن شيء ما يتسارع في سوريا ويستدعي مقاربات جديدة/روزانا بومنصف /النهار

*نصرالله طالب بتثبيت متعاقدي اللبنانية وحل قضية السلسلة: أنصح 14 آذار بإعادة النظر بالمقاطعة وليتفضلوا إلى الحوار والبرلمان

 

تفاصيل النشرة

 

النائب نديم الجميّل: داتا الاتصالات تطلع عليها أجهزة حزبية غير حكومية

انصح وزير الداخلية بالاستقالة إذا لم يكن بامكانه تأمين سلامة السياسيين

الاجتماعات مع الرئيس بري مضيعة للوقت وجمهور 14 آذار بدأ يتململ

انتقد النائب نديم الجميل تصرفات الوزير نقولا صحناوي خلال معالجة نتائج انفجار الاشرفية الاخير الذي أودى بحياة اللواء وسام الحسن قائلاً:" بدلاً من أن يقوم الوزير صحناوي و فريقه بالمزايدات، كان عليه أن يطلب كعضو في الحكومة الى الحكومة بتحمّل كامل المسؤولية في هذا الملف فيما يتعلق بالتعويض الكامل عن الاضرار و الضحايا، لا أن تنأى الحكومة بنفسها أيضاً عن مساعدة الاهالي في هذه المأساة و عن الدمار الذي خلّفه الانفجار."

وقال في حديث لل MTV أنه" بعد مداخلة النائب عقاب صقر و رده على كل الاتهامات الباطلة عبر مؤتمره الصحفي، لفت نظرنا السكوت التام الذي التزمته جميع وسائل الاعلام التابعة لـ 8 آذار، وهذا لأنه فضح الاكاذيب التي روّجوها عنه في الاعلام." وأضاف:" الشعب السوري ليس بحاجة الى عقاب صقر أو الرئيس سعد الحريري لتأمين السلاح. فهناك دولاً وحكومات مهتمة بهذا الامر و لديها الامكانات الكبيرة في هذا الاطار. الشعب السوري ينتظر منا دعماً سياسياً وتعاطفاً مع مطالبه المحقة. وتساءل الجميّل أين اخطأ عقاب صقر؟ ولماذا تحرك القضاء في هذا الموضوع؟ هل لأنه هاجم دولة صديقة كما ينص القانون؟ و لكن أين الدولة في سوريا، فيما الدولة بالمعنى القانوني تتألف من حكومة و شعب. فاذا كانت الحكومة و الشعب يتصارعان كما الحال في سوريا، فأين الدولة إذاً ؟

ولم يستغرب النائب الجميّل أن يعمد اللواء علي مملوك الى التحضير لاغتيالات جديدة في لبنان بالتنسيق مع بعض الاطراف كما نشرت بعض وسائل الاعلام العربية.

وانتقد الجميّل حجب الداتا من قبل وزير الاتصالات عن الاجهزة الامنية قائلاً:" ليس هناك وزير للاتصالات. هناك ميشال عون و حلفائه في الحكومة هم الذين يقررون رغم وجود وضع أمني خطير و متدهور. فوزراء عون و حزب الله لا يريدون الوصول الى نتيجة لا في التهديدات و لا في محاولات الاغتيال و لا حتى بالاغتيالات حتى إحجامهم من تسليم المتهمين. و الخطير أن هناك أجهزة أمنية غير حكومية تابعة لحزب الله و غيره بامكانها الوصول الى داتا الاتصالات و التنصت على المواطنين فيما الاجهزة الرسمية و المسؤولة لا يمكنها ذلك. هذا معيب." وطالب الجميّل وزير الداخلية بالاستقالة " إذا لم يكن بامكانه حماية المواطنين بدلاً من أن يطالب بالاستعانة بالشركات الخاصة لتأمين الحماية. فهذه دعوة مباشرة للمواطنين للتسلحّ ". وناشد الجميّل حزب الله و السيد حسن نصرالله بالتخلي عن السلاح قائلاً:" أناشد فريق حزب الله بالتخلي عن السلاح. فأنا مستعد للحوار مع أي حزب لبناني، حزب الله و غيره، لكني غير مستعد للتحاور مع حزب ايراني الهوى والتوجّه و الوجدان و الاقتصاد و التمويل، خاصة أن المسؤولين فيه و في ايران يؤكدون أنه لواء ايراني في لبنان."

وطالب الجميّل الرئيس ميقاتي بالاستقالة، و من ثم يتم الاتفاق على قانون جديد للانتخابات. وقال:" لكن الرئيس ميقاتي باق لسبب من سببين: أو لأنه يحب السلطة أو لأن حزب الله يمنعه من الاستقالة."

وقال الجميّل:" نحن في 14 آذار مرتاحون لمستقبل لبنان، فيما غيرنا ليس مرتاحاً للمستقبل بعد أن تبين أن نظام الاسد في طور الانهيار وهم يفتشون على حلّ ما بعد سقوط النظام.

واكد انه ضد الاجتماع الذي جمع فريق من 14 آذار مع الرئيس بري، لأن ذلك مضيعة للوقت. فتلك الاجتماعات تخلق تململ في جمهور 14 آذار المستاء أصلاً من بعض المواقف ، وهذا الجمهور سيحجم عن انتخاب أشخاص لا يمتازون بوضوح في المواقف.

 

جناز لراحة نفس فرنسوا الحاج في بعبدا

وطنية - اقيم جناز لراحة نفس اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج، في كنيسة مار عبدا الفوقا - بعبدا، وذلك لمناسبة مرور خمس سنوات على استشهاده، بحضور وفد من ضباط قيادة الجيش برئاسة العميد الركن علي حمود، وعدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية.

الراعي لا يرعى وكل يوم يرتكب دون أن يرف له جفن المزيد من الأخطاء المميتة
الياس بجاني/في أسفل خطيئة مميتة جديدة يرتكبها الراعي بحق الكنيسة ولبنان والشهداء فهل من صحوة في عقول ووجدان من لا يزالون بجبن وانتهازية ونرجسية وعلى خلفية العقد النفسية ومركبات الحقد والكراهية والغيرة يتملقونه ويسايرونه ويدافعون عن خطاياه وهم أهل شهداء وأم الصبي؟! نسأل أصحاب الرؤوس الحامية والعنجهية الفارغة إلى متى تقديم المصالح الشخصية على مصلحة الوطن والمواطن والحق والحقيقة ودماء الشهداء؟ مرة جديدة: لا لسياسة ثقافة الحكي مع الراعي وراء الأبواب ولا للعراضات السياسة الإسخريوتية التي تقام له ويتخللها نحر خواريف وخيل ورقص لأنها هرطقة وكفر واستهزاء بعقول اللبنانيين واهانة لكراماتهم. في أسفل تقرير نشرته اليوم جريدة النهار وهو يحكي الكفر بعينه والزندقة بابهى صورها!!

فاعليات الغينة تناشد البطريرك الراعي التدخل لفسخ عقد عقاري أثار المخاوف

النهار/16 كانون الأول/12

رفعت فاعليات بلدة الغينة – فتوح كسروان، عريضة الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ناشدته فيها التدخل لفسخ عقد ايجار زراعي كان تسبب قبل اشهر بمشكلة كبيرة ولم تجد مراجعات ابناء البلدة لدى الدوائر المعنية في بكركي في حلها. واقترنت العريضة بتواقيع رئيس بلدية الغينة جهاد ناضر ونائبه واعضاء البلدية ومختار البلدة جورج صائغ ولجنة الوقف فيها والنادي الرياضي وعائلة سلمان الصائغ، وعرضت للمشكلة كالآتي: "تم توقيع عقد ايجار زراعي لسبعة عقارات في منطقة الغينة تفوق مساحتها مئات آلاف الامتار وذلك بمبلغ ستة آلاف دولار اميركي، وتبين في ما بعد ان المستفيد المستأجر شركة مساهمة مملوكة من شركة هولدنغ مع ما يتصل بكل ذلك من خوف في بيع اسهم اي من الشركتين من الغير، أكانت اسهماً اسمية ام لحامله، وان متابعة هذا الموضوع يجده ابناء البلدة امرا مستحيلاً.

بالاضافة الى ان الدير المعروف بـ"دير رأس الكنيسة" والاراضي المجاورة له قد بوشر بأعمال حفر فيها وقطع اشجار معمرة وتغيير معالم الارض وفتح طرق ونقل حجارة واتربة، وكلها امور ظاهرة للعيان وقد تناقلتها وسائل الاعلام. في اختصار، ان هذه الاعمال لا تعود بالخير العام ولا تؤدي في اي شكل من الاشكال الغاية التي من اجلها تم عقد الايجار، باعتبار ان ابناء البلدة متضامنون في حماية اراضي بلدتهم من اي اعمال مشبوهة او لا تعود بالخير على المصلحة العامة. وانهم يعرضون استئجارها مجدداً بالبدل المعروض نفسه على ان يبقى باستعمال وقف البلدة. وحيث ان ابناء عائلة المرحوم سليمان راشد الصائغ اعلنوا رغبتهم في بناء صليب على التلة المشرفة في هذه العقارات وفي المكان الذي تجدونه مناسبا ليبقى مرتفعاً بقرب الدير الاثري وببركة من غبطتكم، نتقدم نحن فاعليات بلدة الغينة ومن ابناء عائلة المرحوم سليمان راشد الصائغ ملتمسين بركتكم طالبين اجراء ما ترونه مناسبا لفسخ عقد الايجار الزراعي المشار اليه وعقده مجدداً مع وقف البلدة والبحث في موضوع تشييد اعلى صليب قرب الدير الاثري يكون معلماً لكل زائر ومؤمن".

 

المنطقة بين مرشدين!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

تجاوزنا مرحلة الهلال الشيعي، كما تجاوزنا أيضا مرحلة الهلال الإخواني، وها نحن الآن، والمنطقة، ندلف إلى مرحلة «المرشدين»، وخير من استوعب هذا الأمر في منطقتنا الآن القوى السياسية المدنية في كل من مصر وتونس، ومن خلال التجربة، ولذا فنحن نرى هبّتهم القوية ضد من يريدون اختطاف مسار تلك الدول. وقد استمعت مؤخرا لشرح مهم من فطن على اطلاع، بأن خطورة المرحلة تتجسد في أن تمرير الدستور الإخواني بمصر يعني اختطاف «الإخوان» للدولة المصرية، ومؤسساتها، ذات التأثير المهول على المصريين، والمنطقة، وبالتالي، والمتوقع بالطبع، فإن «الإخوان» سيسعون، ليس لتعزيز سلطتهم في مصر، والاستئثار بالحكم لمدة ثلاثة عقود أخرى، وإنما سيسعون لفرض سيطرتهم على المنطقة كلها، ومن خلال تعميم مشروعهم، وهو مشروع معلن يتحدث عن الأستاذية ودولة الخلافة، وهو على غرار ما فعلته، وتفعله، الثورة الخمينية في إيران من تصدير للثورة. وبالتالي فسوف تكون المنطقة كلها واقعة بين مرشد في القاهرة، ومرشد في قم، بمعنى مرشد للسُنة، ومرشد للشيعة. وعندما تصبح المنطقة كلها بين مرشدين؛ مرشد في القاهرة، ومرشد في قم، فإن هذا يعني ببساطة إلغاء مفهوم الدولة، بل وإخضاع السُنة كلهم لمفهوم الولي الفقيه، الذي يجد اعتراضا شديدا من الشيعة أنفسهم، وحينها ستدخل المنطقة في صراعات دينية وسياسية معقدة أخرى تفوق ما سبق، هذا فضلا عن التأثير على مسلمي أوروبا، وآسيا، وهنا مهم أن أروي ما سمعته من مصدر عليم، ورفيع. فعندما كانت تتم مناقشة الغرب حول المشروع الإخواني في المنطقة كانت الجدلية تقوم على أن «الإخوان» يتعهدون بالالتزام بالديمقراطية، وأنه لا غضاضة لديهم في أن يسمحوا للسياح بالتجول، ولو بملابس البحر، وهكذا من التسطيح الذي كان يجد آذانا صاغية من الغرب. لكن بعد الانقلاب الإخواني في مصر أصيب الغرب بصدمة، وهو ما أكده لي مسؤول أوروبي رفيع، حيث يقول إن هناك خيبة أمل كبيرة مما يفعله «الإخوان» بمصر. وعليه، فإن الغرب، وتحديدا أوروبيا، أصيبوا بصدمة مما يحدث في مصر، وكانت الصدمة الكبرى لهم في البداية هي رؤية القرضاوي في الأزهر، حيث استوعب الغرب أن «الإخوان» يريدون السيطرة على الأزهر، مما يقلل أي فرص للاعتدال في المستقبل المنظور في مصر، والمنطقة. وعليه، فقد بدأ الغرب، وقبلهم شريحة عريضة من المصريين، ومثلهم في تونس، يستشعرون خطورة قادم الأيام؛ فعربيا أدركت القوى السياسية المخدوعة بـ«الإخوان» أن مصر تسير على خطى إيران. وغربيا، بدأت بعض المؤسسات تستشعر خطورة سيطرة «الإخوان» فكريا على كل المنطقة، لأنهم، أي الغرب، استوعبوا أن منطقة الشرق الأوسط الآن باتت قاب قوسين أو أدنى من الوقوع بين مرشدين؛ مرشد في القاهرة، ومرشد في قم، وهو الأمر الذي يشكل خطورة كبرى على دول المنطقة، وعلى إذكاء النزاعات الدينية، والطائفية، بكل تأكيد، كما أنه يشكل خطرا كبيرا على المنهج الفكري، أو الديني، لكل دولة من دول المنطقة، ناهيك عن تدمير مفهوم الدولة أساسا. ومن يتمعن في التجربة الإيرانية سيدرك تماما أي نموذج ذاك الذي تخلقه دولة المرشد، وأي نموذج ذاك الذي ينتظر منطقتنا كلها، عندما تقع بين مرشدين؛ مرشد في القاهرة، ومرشد في قم!

 

اوباما اختار كيري لتولي وزارة الخارجية خلفا لكلينتون

 وطنية - واشنطن - اختار الرئيس الاميركي باراك اوباما السناتور جون كيري لتولي وزارة الخارجية خلفا لهيلاري كلينتون، كما ذكرت مساء السبت شبكتان اميركيتان للتلفزيون. وقالت الشبكة الاخبارية "سي ان ان" ان مصدر معلوماتها هو مسؤول "ديموقراطي تحدث مع كيري"، بينما اكدت "ايه بي سي" ان معلوماتها مستقاة من "مصادر" لم تحددها. ورفض البيت الابيض تأكيد هذه المعلومة. وكيري الذي خاض السباق الرئاسي في 2004 مرشحا عن الحزب الديموقراطي وهزم امام جورج بوش، من ابطال حرب فيتنام قبل ان يتحول الى ناشط ضد الحرب. وهو يمثل ماساتشوسيتس (شمال شرق) في مجلس الشيوخ منذ 1985. وقد بلغ التاسعة والستين من العمر.

ويترأس كيري منذ اربع سنوات لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، التي تتمتع بنفوذ كبير، خلفا لنائب الرئيس الحالي جو بايدن. ويتمتع كيري بتأييد العديد من الجمهوريين الذين يعتبرونه المرشح المثالي لهذا المنصب وهو ما يرددونه منذ اسابيع. واصبح كيري المرشح الابرز لتولي وزارة الخارجية اثر اعلان السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس سحب ترشيحها لهذا المنصب بسبب الحملات الشعواء التي شنها ضدها الجمهوريون على خلفية تصريحات ادلت بها بشأن الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي في 11 ايلول الماضي.

 

شمعون: لا طلاق بيننا وجنبلاط ولا داعي للخلاف 8 آذار تمنع استتباب الامن

وطنية - لفت رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون الى أن "من يجد نفسه غير قادر على العمل يرمي المسؤولية على غيره"، معتبرا ان "مشاريع الحكومة ليست إلا حبرا على ورق ووعودها لا تنفذ"، لافتا الى أن "فريق 8 آذار والذي أضاع الكثير من الفرص على البلد، لم يلتزم بما أتفق عليه لا سيما في الدوحة". وإتهم في حديث صحافي، قوى 8 آذار ب "السعي الى إقامة جمهورية اسلامية في لبنان إنما في المقابل يصرحون عكس ذلك"، مؤكدا أن "هذه القوى تمنع استتباب الأمن في كل النواحي نظرا لوجود عدة جيوش في الدولة اللبنانية وليس جيشا واحدا، وهذا الفريق ليس مستعدا أبدا للاعتراف بضرورة وجود جيش واحد هو الجيش اللبناني".

وردا عن سؤال حول الإنفتاح على رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أوضح أن "هناك "نوعية جديدة بالتعاطي معنا من قبل بري الذي قال بما معناه: إذا كنتم لا تريدون الاجتماع بالحكومة فيمكن عقد اجتماعات اللجان للبحث في قانون الإنتخابات من دون ان تتمثل الحكومة"، وأكد ان "قوى 14 آذار مستعدة للبحث في قانون الإنتخابات ولكن نحن نقاطع الحكومة، وهذا ما اتفقنا عليه مع بري".

وردا عن سؤال حول لقاء سفراء سوريا وروسيا والصين عند سفير ايران، أجاب شمعون: "هؤلاء سفراء يمثلون دولهم ويمكنهم الاجتماع، ولكن كان ينقصهم شارة سوداء حدادا على النظام في سوريا ليتحول لقاؤهم الى مجلس عزاء"، مضيفا "هؤلاء السفراء يعزون بعضهم البعض... والله يرحم الفقيد". وردا على سؤال حول العلاقة مع رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، أجاب شمعون: "نلتقي فكريا حول بعض الأمور، ولو كان هناك داع للاجتماع لاجتمعنا". وتابع: "بالنسبة لمنطق الجبل والشوف، نحن في خندق واحد، لأننا متفقون على تحييد المنطقة عن كل التداعيات الحاصلة". وعن إمكان اللقاء مع جنبلاط انتخابيا، أوضح أنه "ما زلنا ننتظر قانون الإنتخابات، فإذا تم اعتماد قانون الستين قد يصبح الأمر معقولا"، مشددا على أن "لا طلاق بيننا وبين النائب جنبلاط ولا داعي للخلاف"، ولفت الى أن "قانون الإنتخابات يؤثر على التحالفات السياسية".

 

الحوت: تسليم جثامين تلكلخ على دفعات هدفه نقل الفوضى الى لبنان

وطنية - اعتبر النائب عماد الحوت أن "تسليم جثامين الشهداء اللبنانيين الذين قضوا في كمين تلكلخ على دفعات يندرج في اطار محاولات النظام السوري المتكررة لنقل الفوضى والأزمة الى لبنان عبر استثارة مشاعر الشماليين وأهل طرابلس لانتزاع ردات فعل". وفي حديث لإذاعة "الفجر" رد الاغتيالات التي حصلت والتهديدات القائمة اليوم الى "إرباك الساحة اللبنانية لمنع التعاطف مع الثورة السورية كما لارباك العملية الانتخابية عبر استبعاد عدد من المرشحين بالتخويف والاغتيال نفسه وهذا ما يبرر الدعوات لرحيل الحكومة" التي وصفها "بغير المؤتمنة على أرواح هذه الشخصيات المهددة وغير الموثوق بها". ووصف مذكرات التوقيف السورية بحق كل من الرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر ب "الفلكلور المعبر عن تخبط النظام السوري". وعلق على المواقف الروسية المستجدة في الملف السوري، فوصفها ب "المتناقضة" واعتبر انها "لاستدراج العروض والمفاوضات على رأس النظام السوري"، مشددا على "ان هذا النظام يترنح وهو على قاب قوسين أو أدنى من السقوط". وعن الاستفتاء حول الدستور المصري، أكد "انتصار منهج الديموقراطية على العنف والإعلام الكاذب والشغب".

 

فوز لائحة المستقبل في انتخابات نقابة تجار الخضار

وطنية - جرت اليوم الانتخابات التكميلية لنقابة تجار الخضار والفاكهة بالمفرق وأسفرت النتائج النهائية عن فوز لائحة تيار "المستقبل" بالمقاعد الستة. وبعد تثبيت النتيجة من قبل مندوب وزارة العمل، وزعت المهام على الشكل الآتي: الحاج سهيل عثمان المعبي: رئيسا، عماد رسول شاهين: نائبا للرئيس، حسن احمد عطوي:امينا للسر، علي سليم علاء الدين: امينا للصندوق ووفيق احمد النابلسي:علاقات عامة، والاعضاء المستشارين:اسماعيل محي الدين ابو مرعي، احمد محمد استانبولي، عبد الحليم سعد الدين الجويدي، عبد الناصر محمد علاء الدين، محمد حسين مطر، احمد مصطفى العريضي وممدوح سعد الدين رمضان.

المعبي

وأدلى النقيب المعبي بتصريح جاء فيه: "أرحب بكم جميعا في بيتكم هنا في مقر النقابة وأرحب بمندوب وزارةالعمل الذي شارك معنا في هذا اليوم مشكورا. تقدر النقابةالدور البناء الذي قام به دولة الرئيس سعد الحريري على متابعة هذه الانتخابات يوما بيوم بشخص أمين عام تيار المستقبل احمد الحريري ممثلا بمنسق عام النقابات في تيار المستقبل الاستاذ نجيب ابو مرعي ونتعهد بمتابعة المسيرة معه الى ما شاء الله تعالى. كما نشكر ونقدر القوى الامنية التي أمنت حماية العملية الانتخابية وعلى رأسها سعادة المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي وقائد شرطة بيروت العميد ديب الطبيلي".

وختم المعبي: "أتقدم من اخواني اعضاء الهيئة العامة للنقابة ورفاقي في المجلس المنتخب الشكر على الثقة التي منحوني إياها منذ ست دورات متتالية، ان جهودكم وإخلاصكم ودعمكم المتواصل حقق هذا المجلس المتوازن والمتفاهم للعمل كفريق عمل واحد هدفه خدمتكم واعدا العمل مع المجلس البلدي الكريم ومحافظ مدينة بيروت للاسراع بإنشاء السوق المركزي للخضار والفاكهة بالمفرق. وأخيرا، نهدي هذا النجاح لروح دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله صاحب فكرة إنشاء هذا السوق بالتعاون مع البلدية". وبعد الانتهاء من التصريح، زار اعضاء مجلس النقابة ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ووضعوا إكليلا من الزهر.

 

الامن العام: ابراهيم سيتابع اتصالاته مع السلطات السورية لاستكمال اعادة الجثامين

وطنية - صدر عن المديرية العامة للامن العام البيان الآتي: "بناء لتكليف من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي تم صباح يوم الأحد بتاريخ 16/12/2012 إستلام أربعة جثامين من السلطات السورية على معبر العريضة الحدودي كانوا قد قضوا في تلكلخ، وذلك بالتنسيق مع دار الفتوى، والجثامين تعود لثلاثة لبنانيين هم: بلال خضر الغول، محمد عبد الرحمن خليل الملقب "الأيوبي"، أحمد نبهان والفلسطيني محمد مسلم الحاج، وتم تسليم الجثامين إلى ذويهم، بعدما أنجزت العملية من دون حصول اية حوادث تذكر، مع الإشارة إلى أن الأمن العام كان قد إستلم بتاريخ 9/12/2012 الدفعة الأولى من الجثامين وهم: محمد أحمد المير، عبد الحميد علي لاغا وخضر علم الدين وقد سلموا في حينه إلى أهاليهم. وإذ تشكر المديرية العامة للأمن العام كل من أسهم في إنجاح هذه العملية، تؤكد أن المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم سيتابع إتصالاته مع السلطات السورية بالتنسيق مع وزارة الخارجية اللبنانية لإستكمال إعادة الجثامين المتبقية".

 

علي حمادة رعى مصالحة بين عائلتين في بعلبك

وطنية - رعى علي صبري حمادة نجل الرئيس الاسبق صبري حمادة، مصالحة عائلتي زعيتر وبرو على خلفية سقوط جريحين بينهما في آب الماضي، في احتفال اقيم في تل حزين في بعلبك، في حضور ممثلين عن هيئة قرار بعلبك، رئيس دائرة المخاتير في وزارة الداخلية والبلديات مدحت زعيتر، وفد من اللقاء العلمائي، رؤساء بلديات من شرقي بعلبك وغربها، مخاتير، فاعليات سياسية، اجتماعية، أمنية ورجال دين. وألقى حمادة كلمة دعا فيها الى "اصلاح ذات البين ونبذ الفتن والاحقاد بين أبناء المنطقة والوطن، وقال: "هذه الفتن مرفوضة من أي عاقل يريد أن يبني". وسأل: "الم نتعلم من الفتن والويلات التي جرت علينا المشاكل، علينا قبول الآخر والابتعاد عن مصادر الفتنة مهما كانت، وان نجسد رسالة العيش". وأضاف: "اننا امام تحديات صعبة وتتطلب منا التنازل عن حقوقنا من أجل مصلحة الوطن والعمل على تقريب وجهات النظر ورفع راية الاعتدال والمصالحة". وشدد على "مساعدة النازحين السوريين دون الالتفات الى ميولهم السياسية وانتماءاتهم الدينية والعمل بروحية الاصلاح، بعيدا من التعصب والخوف والوقوف الى جانب هذا الشعب من جانب انساني، آملا في استكمال المصالحات بين ابناء العائلات المتخاصمة في المنطقة". وألقى الدكتور حسين علي زعيتر كلمة باسم آل زعيتر، دعا فيها الى "علاقات مبنية على المحبة والتقارب وصلة الرحم، حيث تربطنا علاقات تستمد قوتها من التاريخ البعيد". وألقى يوسف زين برو كلمة عائلة آل برو، أكد فيها "العيش المشترك عملا بتوجهات الامام السيد موسى الصدر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، الذي كان للمرحوم صبري حمادة الفضل في إنشائه وتأسيسه".

وختاما غداء وكوكتيل .

 

سامي الجميل واجبنا الوقوف في وجه أي سلاح خارجا عن الدولة لا عيش مشترك من دون الاعتراف بنضالنا ومقاومتنا ومعاركنا وأبطالنا

وطنية - كرم حزب الكتائب اللبنانية، مساء أمس في بكفيا، قادة وعناصر "وحدات مغاوير المقاومة اللبنانية"، في حضور رئيس الحزب الرئيس أمين الجميل ومنسق اللجنة المركزية في الحزب النائب سامي الجميل، النائب فادي الهبر، وأحد قادة "وحدات المغاوير" إبراهيم حداد الملقب بـ"بوب حداد"، وعدد كبير من المحتفى بهم، ورئيس مصلحة التكريم الحزبي جورج روحانا وعدد كبير من أعضاء المكتب السياسي الكتائبي.

وكانت كلمة لابراهيم حداد الذي اهدى "هذا النهار إلى شهداء وحدات المغاوير وإلى كل شهداء المقاومة اللبنانية"، مشددا على "حق هؤلاء الشباب الذين أعطوا سنين عمرهم في النضال، في أن يكرموا امام عائلاتهم".

وإذ شكر حداد سامي الجميل على هذا التكريم، قال: "كان لي الشرف ان حاربت مع هؤلاء الرجال الشرفاء الذين هم رجال عن حق. واعتذر انني لم استطع بعد ثلاثين عاما ان اقف امامهم واوجه اليهم الشكر، لأن نضالهم رفع رأس كل مسيحي في هذا الشرق وليس فقط حزب الكتائب واللبنانيين، وهو خلد لبنان".

وقال: "هناك شبان كانوا راغبين في ان يكرموا معنا اليوم، وأتعهد ان اسلم الأمانة اليهم وكل وسام وشهادة يستحقونهما، وهم الرفاق في الولايات المتحدة: ايلي سعادة، ايلي ناصيف، جوزيف صليبا، غابي نخلة، وغسان منسا. وفي كندا: اندريه ديميان، بيار فرام، جان جبور، جورج نصرالله، شربل ابو ملهب، طوني دولة، غسان مسعود وكمال سيمونوفي. بلجيكا: كميل نمور. وفي اوستراليا: داوود الحويك، وميشال الشاميوفي. فرنسا: ميخائيل عون، مارسيل برجاني، فوزي فخري، وعادل كرم. وفي السويد: شوقي سفر، وعادل شدياق. وفي السعودية: يوسف الشويري، وجرير الزغبي. وفي نيجيريا: طوني عون، وجورج طويل. وفي الامارات: ايلي ملكون، جوزيف عطالله، حبيب نمور، وطوني شمعون. وفي انكلترا: جورج شلش".

وبعد كلمته، قلد حداد النائب الجميل شعار وحدات المغاوير "كي يكمل المسيرة حفاظا على إنجازات المقاومة اللبنانية".

سامي الجميل

ثم ألقى سامي الجميل كلمة ركز فيها على "نقطتين اساسيتين هما تشويه صورة المقاومة اللبنانية، وكيفية الحفاظ عليها وعلى مكتسباتها".

وقال: "كثيرون ممن يتكلمون عن الحرب يعتبرون أننا "بوطة زعران"، سرقنا وقتلنا وقمنا بمعارك سلطة، صحيح ان في فترة الحرب هناك من استفاد من الفوضى للسرقة والنهب والقيام ببعض الشواذات، ولكن مقاومتنا هي مقاومة شريفة هدفها الدفاع عن لبنان، فنحن قاومنا بشرف وقاتلنا بشرف وخدمنا بلدنا، ولن نسمح لأحد ان يشوه صورة الشرفاء وصورة الناس الذين كانوا يعطون من كل قلبهم للدفاع عن قضية وعن شعب".

أضاف: "ان مقاومة حزب الكتائب ومقاومة المغاوير، كانت مقاومة من أجل لبنان والدفاع عنه، وهي لم تكن مرة واحدة معركة سلطة ومغانم او معركة هجومية، بل كانت دوما معركة دفاع عن وجودنا ولن نسمح لأحد ان يشوهها بأي شكل من الأشكال". وشدد على "أهمية المحافظة على انجازات المقاومة وذلك يتم عبر منع التوطين"، مردفا إن "حزب الكتائب خاض كل المعارك لمنع تمرير التوطين في مجلس النواب، ومعلنا افتخاره بنواب حزب الكتائب "الذين وقفوا منفردين ورفضوا القوانين التي تعطي حقوقا للفلسطينيين، وكأنها توطين بشكل غير مباشر". كما أعلن افتخاره "بأن حزب الكتائب لا زال يدافع عن المكتسبات التي حققها عندما منع التوطين عامي 1975 و1976".

وذكر أن "النضال الآخر، هو لمنع وجود أي مربع أمني داخل الأراضي اللبنانية"، متوجها الى المحتفى بهم بالقول: "دفاعكم كان عن سيادة لبنان وعن هيبة الدولة غصبا عنها، وكنتم حماة كرامة اللبنانيين وكرامة لبنان، ومن واجبنا ان نقف في وجه أي سلاح خارجا عن الدولة أكان فلسطينيا أو أصوليا أو سلاح حزب الله".

وشدد الجميل على "أهميةالمحافظة على المقاومة، وعلى وجوب ان نفتخر بها والا نسمح لأحد أن يجعل الشباب او الأجيال الصاعدة ان تخجل من نضالها، ولكل المشككين الذين يخونوننا ويقولون أننا "جماعة الـ82" نقول لهم: نعم نحن المقاومة اللبنانية، نحن بشير الجميل ونحن من وقفنا في وجه جيش حافظ الاسد ونحن من وقفنا في وجه التوطين الفلسطيني ومن حملنا السلاح وإشترينا السلاح، ونحن من دافعنا وقاومنا قبلكم وبعدكم، وهذا البلد بلدنا والمقاومة مقاومتنا ومن دونها لن يبنى لبنان، ومن يفكر ان لبنان سيبنى بتخوين فئة من اللبنانيين التي دفعت حياتها فداء له هو مخطئ".

اضاف: "نقول ولمرة أخيرة: هذه المقاومة مقاومة الجبهة اللبنانية، مقاومة الكتائب، هذه المقاومة هي المقاومة اللبنانية، هي ذخيرة وذاكرة شعب وأمانة وهي تمثل تاريخ جزء أساسي وتأسيسي من الشعب اللبناني ألا وهم المسيحيون وأي مساس بذكرى المقاومة وبتضحياتها ونضالها، هو إفشال لأي محاولة عيش مشترك بين اللبنانيين، فلا عيش مشترك من دون الاعتراف بنضالنا ومقاومتنا ومعاركنا وابطالنا، كما نحن نحترم ونعترف بالاخرين، ومن يفكر انه يستطيع ان يبني لبنان من دوننا فهو مخطئ جدا". وختم بالقول: "ان حزب الكتائب هو حزب الأوادم والأبطال، لانه حزب لا يلين ولا يقبض ثمن مواقفه ولا يتبع احدا، وهو الحزب المستقل الذي لا يسير من قبل أحد، وهو الحزب الحر الموجود على الساحة اللبنانية"، معلنا افتخاره بأنه "فرد من هذا الحزب بوجود أبطال أمثال وحدات المغاوير".

 

هاشم: لإنزال أشد العقوبات بحق العملاء لا إطلاقهم

وطنية - أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم "حرص أبناء الجنوب على إقامة أمتن العلاقات الاجتماعية اليومية مع قوات الطوارىء الدولية في كل مناطق تواجدها، وهذا ما كان منذ أكثر من ربع قرن واليوم يتأكد لكل المتابعين ان الأمن والاستقرار في الجنوب هما في أعلى مستوياتهما ولا يعكرهما الا الانتهاكات والخروقات الاسرائيلية واستمرار احتلال أجزاء من الارض الجنوبية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا".

جاء ذلك في تصريح للنائب هاشم بعد استقباله قائد الكتيبة الهندية في الجنوب العقيد ساجش وضباط الكتيبة في منزله في بلدة شبعا. من ناحية ثانية، أسف هاشم "لما آلت اليه أمور بعض القضاء اللبناني بعد إطلاق سراح عميل ألفا (شربل قزي) ومجموعة العملاء، وكيف تم التعاطي مع منطق القضايا الوطنية وحدود الفصل بين الرأفة والرحمة والمصلحة الوطنية العليا من زاوية الخيانة. فاننا نخشى ان تكون الخيانة وجهة نظر، فماذا ينتظر الوطن اذا استمرت الامور على هذا النحو، فلا يجوز تحت أية ذريعة او مبرر استخدام الأسباب التخفيفية لمن سولت لهم أنفسهم خدمة أعداء الوطن على أي مستوى كان فكيف اذا كان على هذه الدرجة من الخطورة".

وختم بالقول انه "أمام ما يجري، أصبح لزاما الانتباه، لأن الخائن خائن والخيانة لا لون ولا وطن لها، بل يجب إنزال أشد العقوبات بحق العملاء والخونة حتى الاعدام بدل التفتيش عن الأساليب والآليات الملتوية لإطلاق سراح العملاء، لأن في ذلك ما يشجع على ارتكاب أفظع الارتكابات بحق الوطن وابناؤه، فالحكم على الخونة يجب أن يبقى بعيدا عن أية ارتباطات او ارتهانات سياسية او اجتماعية".

 

تشييع القومي والنائب السوري عبدالله قيروز جريج: نحمل داعمي المجموعات المتطرفة مسؤولية دم شهيدنا وكل الشهداء

وطنية - شيع الحزب السوري القومي الاجتماعي، في مأتم حزبي في العاصمة السورية دمشق، عضو مكتبه السياسي في سوريا وعضو مجلس الشعب السوري الدكتور عبدالله قيروز، الذي قضى في الانفجار الذي استهدف وزارة الداخلية في منطقة كفرسوسة. شارك في التشييع وفد من قيادة الحزب ومسؤليه في لبنان وسوريا، عدد من أعضاء مجلس الشعب السوري، وفود من فاعليات حلب، محازبون وأصدقاء وحشد من أبناء المنطقة إلى جانب عائلة الراحل. تقدم موكب التشييع حملة أعلام الحزب والأكاليل، أبرزها إكليل باسم رئيس الحزب النائب أسعد حردان، وقد أدت ثلة من القوميين التحية الحزبية لجثمان الراحل قبل ان يوارى الثرى.

وتخلل التشييع شهادات عن الراحل ومناقبيته وأخلاقه وثباته، قدمها أعضاء مجلس الشعب السوري عمر اوسي وجورج نخلة وعبدالله شلاش الذي قدم التعازي باسم رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام.

كما كانت شهاداتان وكلمتان لعضوي المكتب السياسي في سوريا عصام المحايري والوزير جوزيف سويد، ثم ألقى عميد الثقافة والفنون الجميلة في الحزب جورج جريج كلمة تحدث فيها عن الراحل، قائلا "إن الشهيد الدكتور عبدالله قيروز جسد في سلوكه صورة القومي الاجتماعي المؤمن بقضية أمته، ومن خلال مسؤولياته الحزبية والعامة كان مثالا يحتذى في البذل والعطاء".

أضاف: "ان استشهاد الرفيق الدكتور عبدالله قيروز بتفجير ارهابي آثم، هو دليل اثبات يؤكد المؤكد بأن هدف المجموعات الإرهابية المتطرفة والقوى الغربية والإقليمية والعربية الداعمة لها بالمال والسلاح والمتفجرات، هو الإجرام وسفك الدماء وضرب الاستقرار ونشر الفوضى، ولذلك نحن وكما أعلنا في بيان الحزب حول استشهاد الرفيق عبدالله، نحمل القوى الداعمة للمجموعات المتطرفة مسؤولية سفك دم شهيدنا وكل دماء الشهداء من ابناء شعبنا". وتابع: "إن تعاضد أبناء شعبنا في سوريا وتضامنهم في ما بينهم والتفافهم حول قيادتهم وجيشهم، شكل من أشكال مقاومة قوى الارهاب والتطرف وداعميهم، وضرورة وطنية وقومية تشكل مؤازرة حقيقية لمهام الجيش العربي السوري والقوات المسلحة في اجتثاث الإرهاب وإسقاط المؤامرة التي تتعرض لها سوريا". وأفاد بيان للحزب، انه "ومنذ شيوع نبأ استشهاد قيروز، تلقى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، برقيات واتصالات تعزية من شخصيات وأحزاب وقوى وفاعليات أردنية وفلسطينية ولبنانية وسورية".

 

الراعي: النأي بالنفس يعني احترام سيادة الأوطان الأخرى وعدم التدخل بشؤونها من المعيب بحق الوطن أن يعلق الأفرقاء السياسيون حل القضايا الوطنية الأساسية

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كابيلا القيامة في بكركي، عاونه فيه لفيف من الكهنة، وحضره السفير الجديد لدى الارجنتين انطونيو عنداري، قائمقام المتن مارلين حداد على رأس وفد متني،أعضاء من نادي شبيبة مزيارة برئاسة سليم دنيا، عائلة الفقيد بيار شفيق فغالي، كاهن الرعية وأهالي بلدة بسوس وأعضاء موسيقاها، المهندس جو صوما، العديد من الفاعليات السياسية والحزبية والاجتماعية والنقابية.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان" يا يوسف بن داود، لا تخف ان تأخذ مريم امرأتك"، وفيها:" تتأمل الكنيسة اليوم في البيان ليوسف، وهو بشارة الملاك له، إذ تراءى له في الحلم، وكشف تصميم الله الخلاصي وسر حبل مريم، ودوره بأن يكون أبا ومربيا ليسوع المولود فيها من الروح القدس، هذا المزمع ان يخلص الشعب من خطاياهم. ويشجعه على الدخول في تصميم الله بكلمته المطمئنة التي أخرجته من قلقه وحملته على الرجوع عن قراره المحق في نظره بتطليق مريم سرا: "يا يوسف بن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك" (متى 1: 20). وهذا ما فعل يوسف بطاعة وحب واتكال على عناية الله، "فلما قام من النوم، فعل كما أمره ملاك الرب وأخذ مريم امرأته" (متى1: 24).  أضاف:" إننا نرحب بكم جميعا، وقد أتيتم من مختلف المناطق، في هذا الأحد قبل الأخير السابق لعيد ميلاد الرب يسوع. يندرج مجيئكم في مسيرة الشعوب والأجيال نحو المسيح، محط انتظاراتها ومحور التاريخ، ورفيق الدرب لكل إنسان وجماعة. إنه عمانوئيل "إلهنا معنا" الذي يقول لكم، كما قال ليوسف ولمريم ولزكريا: "لا تخف، لا تخافوا".

وتابع:" يسعدنا أن نحيي بنوع خاص رؤساء البلديات والمخاتير ومجالسهم الآتين من المتن، وعلى رأسهم سعادة القائمقام الآنسة مارلين حداد، وأشكرهم على تقديم الموزاييك التذكارية للقاء الشركة مع قداسة البابا بندكتوس السادس عشر، الموضوعة بالقرب من هذه الكابيلة. كما نحيي سعادة السفير الجديد لدى الأرجنتين السيد انطونيو عنداري مع عائلته، متمنين له النجاح في مهمته الديبلوماسية، وفي جمع شمل اللبنانيين المنتشرين في الأرجنتين، هو الذي اعتاد على هذا العمل كعضو فاعل في المؤسسة المارونية للانتشار. كما نرحب أيضا بنادي شبيبة مزياره مع السيد سليم دنيا، معربا لهم عن امتناني وشكري لتقديم درع النادي المذهب والنفيس، وقد كتبوا عليه جملة تتلاءم مع موضوع هذا الأحد: "لا تخف، أنت مختار من الروح القدس".

وقال:" نرحب بكاهن رعية بسوس ومجموعة موسيقاها التي نلتقيها في زياراتنا الراعوية ونقدر عطاءاتها. وأحيي بالأسى والرجاء عائلة فقيد بلدتهم المرحوم الشهيد بيار شفيق الفغالي الذي نذكره معكم في هذه الذبيحة المقدسة. فتحية عزاء وتضامن لعائلته الحاضرة معنا ولجميع أنسبائه وأهل بسوس العزيزة. إننا إذ نصلي لراحة نفس العزيز بيار ولعزاء أسرته، ندين بشدة اغتياله بوحشية على يد من سبق ومده بالمساعدة وزمرة من الأشرار، الذين سلخوه عن زوجته وأولاده الأربعة وهو في الحادية والخمسين من العمر". فنطالب القضاء اللبناني بكشف المجرمين القتلة وإنزال أشد العقوبات بهم، لقاء شرهم الكبير، وتجنيبا للمجتمع من شرورهم وشرور أمثالهم. لكننا نقول لهؤلاء أن الرب الإله، السيد الوحيد للحياة والموت، يقض مضجعهم ويعذب ضميرهم الذي لا يمكن أن يموت فيهم، ولو مات يوم قتلوا بيار، لأنه صوت الله في داخل كل إنسان. يطالبهم وكلَ من يمد يد القتل على أخيه الإنسان، في أي حال أوظرف أو سبب، كما طالب قايين قاتل أخيه هابيل: "أين أخوك؟ ماذا فعلت به؟ إن صوت دماء أخيك يصرخ إلي من الأرض. والآن فملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دماء أخيك من يدك" (تك4: 9-11). ولا يمكن أن يتناسى إنسان وصية الله الآمرة: "لا تقتل".

وتابع:" لكنني أؤكد لكم، يا أسرته العزيزة، أن الله يقول لكم: "لا تخافوا! أنا معكم ورفيق دربكم وحزنكم ومستقبلكم. لا تخافوا، بل تعزوا، فشهيدكم بيار ينعم بمجد السماء ويشفع بكم". إن المسيح ابن الله، الذي نسير نحو ذكرى ميلاده، هو المخلص والفادي الذي مات على الصليب وافتدانا، وبقيامته رفعنا إلى الحياة الجديدة. إنه ينير ظلمة الحزن وأحداث حياتنا. فلا بد من قراءتها على ضوء صليبه وكلمته".

أضاف:" هو الملاك أمام تصميم الله الكبير، وصغر حجم الإنسان وضعفه، يقول ليوسف:"لا تخف" أن تدخل في تصميم الله الذي ينكشف لك في أحداث حياتك وظروفك، وأن تلتمس إرادته وأنوارها. ولكل واحد منا يقول: لا تخف أن تقول الحقيقة، أن تصنع الخير بسخاء لكل محتاج، أن تقف إلى جانب العدالة والإنصاف، أن تستحضر الله قبل القيام بأي عمل، لكي لا يكون مسيئا له أو لأي إنسان، أن تقول "لا" للشر. لا تخف، وأنت مسؤول في العائلة أو الكنيسة أو المجتمع أو الدولة، أن تخرج من مصالحك الخاصة ومن المصالح الفئوية والانقسام والعداوة، وأن تلتزم الخير العام في كل ما هو حق وعدل.

ما جرى ليوسف يجري مع كل إنسان. الله يخاطب نفوسنا وقلوبنا بكلامه مباشرة في الكتب المقدسة، وبتعليم الكنيسة. يخاطبنا بصوته في داخلنا من خلال الضمير. يخاطبنا بإلهامات روحه القدوس. وعندما يخاطبنا، يكشف لنا عن إرادته وعن دورنا في تصميمه الخلاصي، ويوجه مشاريع حياتنا في اتجاه إرادته وتصميمه، يغير فيها بعض الشيء ويرفعها إلى مستوى أرفع. فلنفكر كيف ثبت زواج يوسف ومريم، وجعله زواجا بتوليا وُلد منه ابن الله في الجسد البشري بقوة الروح القدس. فكرس الزوجان يوسف ومريم الأبوة والأمومة، القلب والفكر والجسد وكل الحب البتولي، لابن الله المولود في بيتهما، ولعمل الخلاص والفداء كشريكين مخلصين، فدخلا بطاعة وحب في عمق تصميم الله وخط إرادته".

وتابع:" إننا نلتمس نعمة التمييز التي تحلى بها يوسف. فأمام حيرته من حبل مريم ومن معنى وجوده كزوج ومن دوره في هذا السر الإلهي الذي يعلو إدراكه، وأمام القرار الذي اتخذه بتطليق مريم سرا، لأنه رجل بار، ظهر له الملاك في الحلم، وكشف له حقيقة سر حبل مريم، ودوره كزوج شرعي لها، وأبٍ مرب ليسوع، الإله الذي يخلص شعبه من خطاياهم. أدرك يوسف أن الحلم حقيقة. هذا شأن من يعيش بانتباه دائم إلى ما هو إلهي. فضيلة أخرى يتحلى بها يوسف، ونحن كلنا بحاجة إليها، هي القدرة على التمييز بين مجرد حلم أو رسول الله إليه الذي أتى بالحقيقة وكلمه. تجتاز حياتنا مصاعب ومعاكسات وتناقضات تقتضي منا اتخاذ قرار. مثل يوسف يعلمنا أن نحسن قراءة علامات الأزمنة، أن ننظر إلى الأمور بعمق، ألا نتصرف بردات فعل سريعة، بل أن نستلهم الله ونلتمس أنوار الروح القدس، لاتخاذ القرار، ولو كان صعبا ومخالفا ربما لرغباتنا ومشاريعنا وإرادتنا. فالقرارات الكبيرة هي التي نتخذها باستلهام إرادة الله علينا، وأنوار الروح القدس الذي يقودنا بمشورته ومخافة الله إلى اتخاذ القرار الأفضل، وأمام أعيننا خير الإنسان والخير العام".

وقال:" ما كشفه الملاك ليوسف في الحلم كان صعبا، ويقتضي إيمانا شجاعا خارقا: "يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك، لأن المولود منها هو من الروح القدس" (متى1: 20). سماه "ابن داود" لتذكيره أنه من سلالة داود الملوكية، وبالتالي يدعوه ليكفل أمانة الله لوعوده. ففي بيت يوسف يولد الملك الإلهي الموعود يسوع المسيح".

وتابع:" إننا نصلي من أجل أن يتحلى المسؤولون السياسيون عندنا بموهبة التمييز، لكي يحسنوا التمييز بين الخير العام الذي من أجله يتولون العمل السياسي والسلطة العامة وبين مصالحهم الشخصية والفئوية التي غالبا ما تكون على حساب الصالح العام وبخاصة لكي يحسنوا التمييز بين العدل والظلم الموضوعيين، بين ما هو خير وما هو شر، بين القرار الحر والقرار المرتهن. لكنهم لا يستطيعون هذا التمييز ما لم يستنيروا بكلام الله وإلهامات الروح القدس، فموهبة التمييز هي من عطايا الروح".

أضاف:" إن سياسة النأي بالنفس، التي دعا إليها فخامة رئيس الجمهورية والتزم بها الحكم اللبناني، بالنسبة إلى الأحداث الجارية في العالم العربي، ولا سيما في سوريا، وإلى المحاور الإقليمية والدولية، إنما هي سياسة حياد لبنان الإيجابي، وتعني التزام لبنان، حكما وشعبا ومؤسسات، بقضايا السلام والعدالة والعيش معا وإنماء الإنسان والمجتمع وترقي الشعوب، وحل الأزمات القائمة بالحوار والتشاور والوفاق وبالحلول السياسية والديبلوماسية، لا بالعنف والحرب والإرهاب. وسياسة النأي بالنفس تعني احترام سيادة الأوطان الأخرى، وعدم التدخل بشؤونها الداخلية بمساندة فريق دون آخر. فشعب كل بلد يعرف ما هو بحاجة إليه. وإن كان لا بد من مد يد المساعدة والوساطة، وهذا واجب، فليكن من أجل الحلول العادلة والمنصفة للجميع بالطرق السلمية، ومن استقبال النازحين والمتضررين ومساعدتهم على كل صعيد، كما نحن فاعلون".

وتابع:" عندما يلتزم لبنان بهذا المفهوم من سياسة النأي بالنفس، يكون وفيا للميثاق الوطني وملتزما بروحه ومبادئه، وقد أخذ على نفسه، بمسيحييه ومسلميه، ألا يكون لا مقرا ولا ممرا لسلاح أو تدخل تجاه أي بلد من الشرق أو من الغرب".

لذلك نقول "من المعيب حقا، بل ومن الظلم بحق لبنان وشعبه ومؤسساته الدستورية، أن يعلق الأفرقاء السياسيون في لبنان حل القضايا الوطنية الأساسية، مثل سن قانون جديد للانتخابات غير قانون الستين، وتأليف حكومة جديدة، وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها القانوني، واتخاذ الإجراءات اللازمة للنهوض الاقتصادي والمعيشي، مراهنين على ما ستؤول إليه الأحداث الجارية في سوريا أو في سواها. هذا أمر مرفوض ولا يمكن القبول به، لأنه لا يأتي للبنان إلا بالشر والمزيد من المحن والأزمات والانقسامات". وختم:" فيا رب، أعطنا جميعا موهبة التمييز على مثال يوسف البتول، لكي نحسن تمييز صوتك من صوت العالم، والشجاعة والطاعة لما تقول لنا ويلهمنا إياه روحك القدوس، وكبر النفس في التخلي عن مشاريعنا الخاصة وتبني تصميم إرادتك، فتكون حياتنا أنشودة شكر وتسبيح للآب والابن والروح القدس، آمين".

حداد

وفي ختام القداس ألقت قائمقام المتن مارلين حداد كلمة قالت فيها:" هنيئا لنا بغبطتكم وبنيافتكم، هنيئا للبنان كل لبنان هنيئا للشرق، ومعا في مسيرة طويلة نحو المغارة محطة الخلاص غير آبهين ب "هيرودوس" وبأفخاخ المنصوبة للقضاء على الذي قال لا تخافوا، وأبواب الجحيم لن تقوى علينا، هللويا، المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وفي بكركي "المحبة".

مدلج

أما رئيس أخوية الأم الحزينة في بسوس الدكتور ميشال مدلج، فقد ألقى كلمة نوه فيها ب "مواقف غبطته ورعايته الابوية والتفاتته الكريمة لمؤسساتها بفقدان ابنها بيار فغالي الذي سقط غدرا على يد بعض المجرمين".

وكانت مناسبة قدمت الاخوية بشخص رئيسها لغبطته هدية وصفها رئيس الاخوية "بالمتواضعة"، وهي عبارة عن قراية مذبح، قام بنحتها وصفها فارس سلهب احد أبناء البلدة خصيصا للمناسبة. كما قدمت لغبطته أيضا أيقونة باسم أعضاء المجلس البلدي في بسوس تقديرا لعطاءاته وإندفاعه الدائم لخدمة الكنيسة والوطن والمواطن.

وهبه

أما كاهن بلدة مزيارة الخوري جورج وهبه فقد أشار الى أن الزيارة تحمل في طياتها ثلاثة أهداف، أولها "التهنئة بالمرتبة الكاردينالية، وثانيا لشكر غبطتكم على "تضحياتكم السابقة المشرفة في سبيل أبنائنا المنتشرين في افريقيا، يوم كنت يا صاحب الغبطة والنيافة تحملون دمكم على كفكم وتقطعون المسافات الشاسعة جوا وبرا لتصلوا اليهم وتزودونهم بإرشاداتكم الحكيمة وبركتكم المقدسة. جاعلين الرسالة هدفا لحياتكم. وثالثا، اننا جميعا، جئنا لنقدم لك التهنئة بالعيد، سائلين من تواضع وجاء الارض ليصالح المخلوق مع خالقه، أن يجعل هذا العيد عيدا مباركا على غبطتكم ويحل الأمان والسلام في وطننا الحبيب لبنان".

شبيبة مزيارة

وكانت كلمة لنادي شبيبة مزيارة جاء فيها:"جئنا لتهنئتكم أولا على المهمة الجديدة التي أوكلها الرب اليكم عبر الكنيسة كي تكونوا صوت أبناء الشرق في قلب الكنيسة الجامعة، وثانيا، لتهنئتكم أيضا على تدبيركم الامين والذي من خلاله تسعون الى لم الشمل والوحدة في زمن صارت فيه التفرقة والأنانية عنوانا". وقدم النادي هدية رمزية الى غبطته عربونا لالتزامنا الثابت بكم كأب ورأس وحارس للكنيسة المارونية، مؤكدين "دعمنا الكامل لكل مساعيكم الهادفة لإبقاء لبنان منارة ورسالة للشرق والعالم . لا تخف انت مختار من الروح القدس، اذا كان الله معك فمن عليك، فشكرا لك بطريرك المحبة وشكرا كاردينال الشراكة". بعدها، تقبل غبطته التهاني من المؤمنين المشاركين في القداس.

 

قباني: الحكم الصادر في حق احد العملاء يشجع نهج العمالة

وطنية - انتقد النائب محمد قباني "الحكم الذي صدر قبل يومين في حق عميل للعدو الاسرائيلي"، معتبرا انه يؤدي الى تشجيع نهج العمالة وإشارة تسهيل لمهمة العملاء.

وقال في تصريح اليوم: "ليس من شأن السياسيين التدخل في شؤون القضاء، وفي الأحكام التي يصدرها. ولكن يصبح من الواجب ومن منطلق الحرص على مصلحة الوطن عدم التغاضي عما يمكن أن يضر بالقضايا الوطنية الأساسية. لذلك لا يجوز أن يمر مرور الكرام هذا الحكم الذي صدر قبل يومين بحق عميل للعدو الإسرائيلي يكاد يتساوى مع أحكام مخالفات السير أو شيك بلا رصيد أو جنح صغيرة لا تمس مصير الوطن" .

واشار الى ان خطورة هذا الحكم أنه يأتي لتكرار أحكام متساهلة مشابهة بحق عملاء وجواسيس للعدو، لا يمكن أن نصدق أنه بسبب خطأ في التقدير، بل نتيجة استخفاف بخطورة التعامل مع العدو. كما وأنه يؤدي إلى تشجيع نهج العمالة وإشارة تسهيل لمهمة العملاء. ودعا مجلس القضاء الأعلى الى وضع يده على هذا الموضوع الخطير، ومعالجته بجدية وبسرعة، من أجل المصلحة اللبنانية الوطنية ومن أجل مصلحة القضاء في آن.

 

صلوات من أجل اختيار خلف لهزيم غدا

وطنية - أقامت حركة الشبيبة الارثوذكسية، مركز جبل لبنان، صلاة البراكليسي في كنيسة ميلاد السيدة - منصورية المتن، عند السادسة من مساء اليوم، شاركت فيها مختلف فروع الحركة. وصلى المشاركون "ليوفق الآباء في المجمع المقدس" الذي سيلتئم غدا، باختيار بطريرك جديد لانطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس خلفا للبطريرك الراحل اغناطيوس الرابع هزيم. وإذا أشارت الحركة إلى أن صلوات مشابهة أقيمت في كنيسة الصليب المقدس في دمشق، دعت الأمانة العامة فيها إلى إعتبار يوم غد الإثنين "يوم صوم وصلاة ليلهم الروح آباء المجمع الأنطاكي في اختيارهم". وذكرت الحركة من الصلوات التي قيلت خصيصا للمناسبة، الطلبة التالية: "نطلب من أجل أن يحفظ الرب الإله كنيسته في أنطاكيا العظمى وأن يلهم روحه القدوس آباء المجمع المقدس في إختيار بطريرك جديد مرضي لديه يقطع باستقامة كلمة حقه". يذكر أن قائمقام بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس المطران سابا إسبر، دعا المجمع المقدس إلى انتخاب خلف لهزيم في دير البلمند غدا.

 

رقص الدبّ الروسي

 الياس الزغبي

إنتظار الخارجيّة الروسيّة 24 ساعة لنفي ما قاله نائب الوزير بوغدانوف عن تزايد فقدان النظام السوري السيطرة ، وترجيح إنتصار المعارضة ، هو دليل كافٍ على حقيقة إرتباك موسكو تجاه وضع حليفها بشّار الأسد، وتعاظم مأزقه. وفي العرف الدبلوماسي، أنّ النفي لا يشكّل نقيضاً للموقف أو الحدث، بل الإضاءة عليه ، وتوجيه رسائل عبره ، في اتّجاهٍ أو آخر. ولا يخفى أنّ الإتحاد الروسي يعرف جيّداً حقيقة التطوّر الميداني والسياسي للوضع السوري ، وقد بدأ يُعيد تقويم ميزان القوى ، والبحث في بدائل نظام البعث والعائلة، بما يحفظ الحدود الدنيا لمصالحه، بعد انهيار النظام.

ولا شكّ أنّ موسكو أرادت من خلال التصريح ، ثمّ التباطؤ في تكذيبه ، أن تبعث برسالة مزدوجة :

- الأولى للنظام نفسه وإيران ، من باب التحضير النفسي والعملي لاقتبال التغيير الحتمي، والبحث في ترتيبات تسليم السلطة وتأمين مخارج الحماية ، تفادياً لمصير معمّر القذّافي.

- الثانية لحلفاء المعارضة والإئتلاف السوري ، الولايات المتّحدة وأوروبا والعرب وتركيّا، من باب عرض التفاوض حول مصير الأسد وبطانته.

بعد سنة و9 أشهر، وما كان فيها من صعود وهبوط ، وتراجع وتقدّم ، وأمل ويأس، بات العالم أمام استحقاق سقوط النظام، كحقيقة لا مفرّ منها.

وقد بدأ شدّ الحبال حول ما بعد رحيل الأسد، وتَرْكَته السياسيّة والعسكريّة والاقتصاديّة الثقيلة، وتركيب السلطة البديلة، وموقع المكوّنات فيها. إضافةً إلى مسألتين تهمّان روسيّا : النفوذ السياسي - العسكري انطلاقاً من قاعدة طرطوس، والعقود التجاريّة وصفقات التسليح والديون المتراكمة.

وكان لافتاً قول رئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب إنّ الثورة لم تعُدْ في حاجة إلى التدخّل العسكري الخارجي، فهي كفيلة بالقضاء على النظام بعد البدء بمعركة دمشق.

وليس تفصيلاً التأكيد المتكرّر من مواقع عليا في واشنطن وباريس ولندن والحلف الأطلسي على قرب انهيار النظام ، ولا الدعم المحسوس من أكثر من 100 دولة للثورة وقوى المعارضة .

وفي حين تقرأ موسكو في المستقبل القريب، وتبدأ بالتحضير لانعطافتها عن النظام فلا تتمسّك بغريق، نجد أنّ المرتبطين به في لبنان ما زالوا غافلين عن الحقيقة، بل يتشدّدون في المكابرة، ويتصرّفون كأنّهم على موعد مع انتصار " إلهي " جديد.

من يسمع ميقاتي و" حزب الله " وعون في طرح صفقة لمقايضة حكومتهم مع قانون انتخاب يكفل لهم الأكثريّة، ويضعون شروط الأولويّات، يظنّ أنّهم أرباب اللعبة في سوريّا ولبنان وسائر المشرق.

حال هؤلاء كحال صاحب " العلوج "، يهزمهم من مكتبه على أبواب العراق ، بينما هم وراء الباب وخلف ظهره وفوق صدره.

وإذا كانت موسكو، بما ومن هي ، تاريخاً وحضوراً وقدرة ، تسلك سبل البحث عن مخارج من مأزقها السوري، فماذا يتوجّب على شمشون الضاحيه، ويشوع بن نون الرابيه ؟

الأوّل، ممتلئاً بمدى صواريخه وعقيدة القوّة الصافية ، يحسب أنّه سيغيّر مجرى التاريخ بانتحاريّته.

والثاني، ممتلئاً بنشوة السلطة والمال ودسائس الحاشية، يتوهّم أنّه سيوقف الشمس، ببهلوانيّته .

فهل هناك من يهمس في أذنيهما أنّ الكبار، في غمرة التبدّلات الكبرى ، يبحثون الآن عن نافذة وعن سترة نجاة ، وما على الصغار سوى طلب السترة ، فقط ؟!

تريدون بيضة الحكومة وقشرتَها، العصفور وخيطَه، القانون وأكثريّته. تريدون الدنيا والآخرة .

مهلاً، حتّى الدبّ الروسي يتعلّم الآن كيف يرقص.

فلعلّكم تعرفون ما الذي يعلّم الدببة الرقص، في المَثَل الشعبي.

 

اوغاسبيان دعا الى حكومة انقاذية في مرحلة انتقالية

وطنية - أكد النائب جان أوغاسبيان "أن الأزمات التي أنتجتها هذه الحكومة والتي أتت بانقلاب أخذت البلاد إلى مزيد من التدهور"، لافتا إلى "أن كل شعارات الإصلاح والتغيير غرقت في الماء وأن التغيير فقط هو نحو الأسوأ"، داعيا إلى "حكومة انقاذية في مرحلة انتقالية". ورأى في حديث الى اذاعة "لبنان الحر" "أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مأمور، وأن القرار يأتي من حزب الله والكل ينفذ"، وأشار إلى الكارثة "التي تحصل في قطاع الكهرباء إذ إن الطاقة الكهربائية تعتبر الآن أسوأ ما يكون في تاريخ لبنان في ظل صفقات بملايين الدولارات، واللبناني يتحمل النتائج السلبية لقرارات هذه الحكومة غير الصائبة". وختم اوغاسبيان: "التعيينات دلت حتى الآن على المحسوبيات بدلا من الكفاءات".

 

 مصير الرهائن اللبنانيين في سوريا ما زال معلقا بانتظار الاستجابة لمطالب خاطفيهم

الخاطفون طالبوا النظام ولبنان بالإفراج عن معتقلين سوريين

الشرق الأوسط/ باب السلام (سوريا): سي جي تشايفرز*

عندما أوقف ثوار سوريون حافلتين تحملان لبنانيين خلال فصل الربيع، واختطفوا أحد عشر راكبا كرهائن، فتحوا بابا من أبواب جهنم، حيث اندلعت أعمال شغب في مطار بيروت، وحدثت عمليات اختطاف انتقامية لسوريين في لبنان، وتعزز وجود شبح الحرب الأهلية الطائفية. منذ ذلك اليوم من شهر مايو (أيار)، ومع اشتعال الحرب الأهلية وازدياد الزخم الذي حظيت به محاولات المقاتلين المعارضين خلع الرئيس السوري بشار الأسد، لم يطلق الثوار سراح أكثر معتقليهم باستثناء اثنين دليلا على حسن النوايا. أما بالنسبة للآخرين، وهم تسعة رجال، فيصر محتجزوهم على أنهم عناصر في تنظيم حزب الله، وهو ما ينفونه تماما، فسيتم إطلاق سراحهم في إطار صفقة لتبادل الأسرى، على حد قول قائد الثوار الذين يعتقلون المجموعة.

قال عمار الداديخي من لواء عاصفة الشمال، الذي كان يحتجز المجموعة في مكان سري في الريف بشمال البلاد، في مقابلات إنه سيطلق سراح الرهائن إذا أطلق النظام السوري سراح اثنين من رموز المعارضة، وإذا أطلق لبنان سراح كافة النشطاء السوريين المحتجزين في لبنان. وأوضح أن إطلاق سراح الرجال هو أمر في أيدي النظام السوري والحكومة اللبنانية. بدأ احتجاز هؤلاء الرجال بعد أن أنزلوهم تحت تهديد السلاح من الحافلة التي كانت تمر بسوريا في طريق العودة بعد زيارتهم أماكن شيعية مقدسة في إيران. ولم يتم التوصل إلى تسوية لهذه القضية رغم أنها أثارت تساؤلات حول هوية بعض الثوار الذين يتردد الغرب في دعمهم وحقيقة ميولهم الإجرامية. لقد شوه اختطاف هؤلاء الركاب كرهائن سمعة الجيش السوري الحر المكون من مجموعات مقاتلة معارضة للنظام تفتقر إلى التنظيم. من دون الإعلان عن أي دليل يدعم زعمهم بأن هؤلاء الرهائن ينتمون إلى حزب الله، تكشف هذه العملية حدود سيطرة الجيش السوري الحر على الثوار الذين يرفعون لواءه.

يبدو أن قيادة الجيش السوري الحر غير قادرة على إقناع الداديخي بالإفراج عن الرجال رغم سعيه إلى الحصول على اعتراف دولي ومساعدات عسكرية ملموسة، وهو ما قوضت قضية الرهائن احتمالات تحققه. ويزعم الداديخي، وهو رجل تمتع بنفوذ كبير ويحظى بثناء الكثير من النشطاء المعارضين بسبب شجاعته في ميدان القتال، ويقال عنه إنه مهرب كبير كانت تربطه علاقات قوية بالنظام في الماضي، أن عدد رجاله يصل إلى 1.300 مسلح، وأنه يسيطر على شبكة من الاتصالات تتجاوز الحدود. وتمكنه سيطرته على المعابر الحدودية المؤدية إلى حلب، وهي أكبر المدن السورية، من أن يكون وسيطا يتمتع بنفوذ كبير.

واكتفى العقيد عبد الجبار العكيدي، الضابط السابق في الجيش السوري، وأحد قادة الجيش السوري الحر في حلب، بقوله إنه كان على علم بمطالب الداديخي، الذي يدعوه أبو إبراهيم. وقال: «لإبراهيم طلباته. إذا تم النظر فيها بجدية، سيطلق سراح اللبنانيين». وعبر أقارب الرهائن، الذين تم التواصل معهم هاتفيا في بيروت، عن غضبهم بعد سماع مطالب الداديخي. وقالت زوجة أحد الرهائن: «فليحتجزوا شخصا من النظام. لماذا يختطفون لبنانيين؟ ما علاقتنا بثورتهم؟ إنهم كاذبون ولن يطلقوا سراحهم. ما هذا إلا ابتزاز».

وسمح الداديخي لصحافيين من صحيفة «نيويورك تايمز» بمقابلة اثنين من الرهائن، هما علي عباس (30 عاما) وعلي ترمس (54 عاما) لمدة 30 دقيقة خلال فترة ما بعد الظهيرة يوم الخميس. بدا الرجلان في صحة جيدة، وقالا إنهما والرهائن الآخرين لم يتعرضوا إلى أي أذى. وعبرا عن قلقهما وطلبا من الحكومة اللبنانية والحكومة السورية تنفيذ طلبات الخاطفين. وقال عباس: «لقد مر وقت طويل علينا ونريد العودة إلى منازلنا». وتم إجراء هذه المقابلة في مكتب كان تابعا للحكومة السورية في الماضي على المعبر الحدودي بين سوريا وكيليس بتركيا. ووافق الداديخي على مغادرة الغرفة حتى يتحدث الرهائن بحرية. ولم يتم تسجيل اللقاء.

دعا ترمس إلى إسقاط نظام الأسد. وأثنى هو وعباس على الداديخي، ووصف الظروف التي يعيشون فيها بكلمات مبهجة كدأب الرهائن الذين يسعون إلى إقامة علاقات جيدة مع مختطفيهم. وقال ترمس مشيرا إلى عباس: «لقد ازداد وزنه. لاحظت ذلك». وأضاف: «أحلف بالله أننا لم نتعرض لأي أذى أو إزعاج من أي شخص. ولم يسبنا أي منهم». وأوضح عباس أنه يقدم إليهم ما يكفي من الطعام والأدوية والتدفئة، ويسمح لهم بمشاهدة التلفزيون؛ وهي ظروف لا يتمتع بها الكثيرون في سوريا مع دخول الحرب فصل الشتاء الثاني. وكانت مطالب الداديخي مرتبطة برسالة الثورة، حيث أكد على عدم رغبته في الحصول على المال. وتبقى احتمالات قبول الحكومتين السورية واللبنانية شروط الداديخي غير مؤكدة. ولم يسمع أي أخبار عن الاثنين اللذين اشترط الثوار الإفراج عنهما لإطلاق سراح الرهائن، وهما طل الملوحي، والمقدم حسين حرموش، منذ اختطاف الرهائن. ويخشى الكثير من النشطاء أن يكونا قد ماتا. لم تكن الملوحي، وهي مدونة كانت في سن المراهقة وقت القبض عليها، مشاركة بشكل مباشر في الثورة، لكنها عبرت من خلال مدونتها التي كانت تدون بها أشعارها، عن دعمها للفلسطينيين وكانت تدعو من خلالها إلى حياة أفضل في سوريا. وألقى ضباط أمن القبض عليها في نهاية عام 2009. ويذكر أن الثورة السورية اندلعت عام 2011، وأطلقت عليها الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في ذلك الوقت «أصغر سجينة رأي في العالم العربي». ومع بداية الاحتجاجات ضد نظام الأسد، اعتبرتها المعارضة رمزا للثورة ومثالا يدل على قمع النظام السوري. هرب حرموش، أول منشق بارز من الجيش السوري، من سوريا في يونيو (حزيران) عام 2011، وقال إن النظام السوري أصدر أوامر للجيش بإطلاق النيران على المدنيين. واختفى من تركيا في أغسطس (آب) عام 2011، لكنه ظهر بعد فترة قصيرة على التلفزيون السوري ليتراجع عن موقفه، وهو ما رأته المعارضة ظهورا قهريا إجباريا. وأقر الداديخي باحتمال وفاة الملوحي وحرموش، وقال إنه إذا كانا قد قتلا على أيدي النظام، فهو لن ينتقم. وأوضح قائلا: «نحن لن نفعل مثلما يفعل النظام ونقتل معتقلينا». كذلك طلب الداديخي من الحكومة اللبنانية إطلاق سراح النشطاء المعارضين لنظام الأسد الذين تم اعتقالهم منذ بداية الثورة. وقال إنه لم يحص عدد النشطاء الموجودين في قبضة الحكومة اللبنانية، لكنه يعتقد أن عددهم قد يصل إلى مائة. وأضاف أنه حاول الاتصال بالسفارة الأميركية لدى تركيا للعب دور الوسيط من أجل الإفراج عن الرهائن، لكنه لم يتلق أي رد.

* خدمة «نيويورك تايمز»

 

المستشار القانوني للحكومة خير ليبرمان بين الإقالة والاستقالة.. فاختار الثانية

يسعى لتسوية أموره قبل الانتخابات وسط دعم مباشر من نتنياهو ومطالبات من المعارضة بمحاكمته

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط

تكشف في إسرائيل بعض تفاصيل أسباب استقالة وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، المفاجئة، وقالت القناة العاشرة العبرية في التلفزيون الإسرائيلي، إن ليبرمان تلقى رسالة من المستشار القضائي للحكومة، تهدده بالإقالة إذا لم يستقل، وكانت هي السبب وراء استقالته السريعة بعد ساعات من إعلانه أن لا شيء يلزمه بذلك. وبحسب القناة العاشرة، فإن المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشتاين، وجه رسالة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تضمنت تحذيرا شديدا لليبرمان، جاء فيه أنه إذا لم يقرر الاستقالة بنفسه، فإنه سيجبره على الاستقالة من منصبه من خلال إصدار أمر ملزم له.

وكان ليبرمان قد أعلن بداية أنه لا ينوي الاستقالة بعد توجيه لائحة اتهام ضده في المحكمة تتعلق بخيانة الأمانة؛ إذ إن «القانون لا يلزمني بالاستقالة إزاء قضية اتهام بسيطة كهذه»، ولكنه اضطر إلى تغيير رأيه، بعد ساعات فقط.

ووجهت لليبرمان مخالفات مرتبطة بترقية دبلوماسي إسرائيلي سرب إليه معلومات بشأن تحقيق للشرطة في أنشطته، بعد أن تم إسقاط تهم أشد خطورة بينها غسل الأموال والرشوة والفساد المالي.

وبعد رسالة فاينشتاين، قال ليبرمان: «رغم أني أعلم أنني لم أرتكب أي جريمة، فإنني قررت الاستقالة من منصبي وزيرا للخارجية ونائبا لرئيس الوزراء، وأيضا التخلي عن حصانتي (البرلمانية) بعد أن كنت موضوعا للملاحقات القضائية وجلسات الاستماع لستة عشر عاما، والآن أريد دون تأخير إنهاء هذه المشكلة ورد اعتباري سريعا ودون إبطاء».

وبحسب مصادر إسرائيلية، فقد كانت هذه ضربة استباقية من ليبرمان الذي يريد التوصل إلى صفقة مع النيابة يعود بعدها إلى الانتخابات في إسرائيل التي تجرى بعد أكثر من شهر.

وقال ليبرمان إنه يأمل في انتهاء القضية قبل الانتخابات المقررة في 22 يناير (كانون الثاني) المقبل وإنه سيعود إلى العمل العام. وأضاف على صفحته على «فيس بوك»: «أفعل هذا أيضا لأني أعتقد أن مواطني إسرائيل سيذهبون إلى صناديق الاقتراع بعد حل المسألة؛ أي بعد صدور قرار قانوني قبل الانتخابات، وسأتمكن من مواصلة خدمة دولة إسرائيل». ولا يمنع القانون ليبرمان من الترشح حتى مع وجود المشكلات القانونية لديه، لكن قد يمنعه ذلك من تولي منصب وزاري. وقال المحلل القانوني، موشي نجبي، للاذعة الإسرائيلية: «القانون يسمح لليبرمان بخوض الانتخابات رغم مشكلاته القانونية، لكن سوابق أرستها المحكمة العليا ستمنعه على الأرجح من تولي منصب وزاري»، وأضاف: «إذا انتهت المحاكمة بتبرئته فسيتمكن من شغل منصب وزاري. أما إذا انتهت بإدانته وبعقوبة تزيد على السجن ثلاثة أشهر، فقد يجبر أيضا على ترك البرلمان»، ولذلك يريد ليبرمان تسوية الأمر قبل الانتخابات.

وتشير استطلاعات الرأي إلى إمكانية فوز كتلة ليبرمان التي شكلها بالتوحد مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتضم حزبي الليكود و«إسرائيل بيتنا»، وتحمل اسم «الليكود بيتنا»، بفارق كبير عن الكتل والأحزاب الأخرى.

وأبدى نتنياهو دعما كاملا لشريكه في هذه الأزمة. وقال نتنياهو إنه متأكد من إثبات ليبرمان براءته، وقدرته على العودة مجددا للحكومة بمنصب رفيع جديد. وأضاف في اتصال هاتفي مع ليبرمان: «أود أن تثبت براءتك بأسرع وقت ممكن، فهي المسألة الوحيدة التي بقيت على جدول أعمال الحكومة حاليا». ورفض نتنياهو فكرة تعيين أي شخص في منصب ليبرمان، في إشارة على تمسكه به وثقته ببراءته. وقرر نتنياهو أن يتولى شخصيا منصب القائم بأعمال وزير الخارجية حتى الانتخابات. وقالت مصادر إسرائيلية لموقع «واللا» الإسرائيلي، إن نتنياهو سيبقى في المنصب حاليا حتى تعيين الحكومة المقبلة.

وقوبلت استقالة ليبرمان بمواقف متباينة، فقد رحبت بها المعارضة، واعتبر خبراء أنها تصب في صالحه وحزبه قبل الانتخابات. وقالت رئيسة حزب العمل شيلي يحميوفيتش: «كان أمرا متوقعا وضروريا، إن أي شخص يواجه لائحة اتهام جنائية ينبغي أن لا يبقى في منصبه العام لدقيقة واحدة. أنا سعيدة باستقالة الرجل الذي تسبب في أضرار جسيمة لسيادة القانون وقوض ثقة الجمهور في الديمقراطية الإسرائيلية».

وقالت تسيبي ليفني رئيسة حزب «الحركة» الجديد: «لقد فعل الشيء الصائب، وأتمنى أن يلقى محاكمة عاجلة». أما زعيمة حزب ميريتس، زهافا غالؤون، فعقبت بالقول: «لقد نأى بنفسه عن عار انتظار حكم المحكمة العليا التي كانت ستجبره على الاستقالة». وكانت غالؤون، قد قدمت التماسا إلى المحكمة العليا تطالب فيه بإقالة ليبرمان على خلفية تقديم لائحة اتهام ضده بتهمة إساءة الائتمان. وجاء الالتماس المقدم للمحكمة ضد نتنياهو وليبرمان والمستشار القانوني للحكومة، فاينشتاين، الذي تسرب في ما بعد أنه أجبر ليبرمان على الاستقالة. وقالت غالؤون أمس إنه يجب على فاينشتاين التعامل بحزم واستنفاد الإجراءات القضائية في قضية إساءة الائتمان المنسوبة إلى ليبرمان. وأضافت خلال جولة في عدة قرى درزية في إسرائيل أن «التوصل إلى صفقة اعتراف مع ليبرمان مرفوضة وغير معقولة.. تجب مقاضاته».

 

أكد أن رئيس الحكومة يراوغ لكسب الوقت/زهرا لـ"السياسة": نرفض اقتراح ميقاتي و"ليخيط بغير هالمسلة"

بيروت - "السياسة": كشف مصدر معارض مواكب للاتصالات التي أجراها وفد نواب "14 آذار" مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ل¯"السياسة" أن "الأجواء ليست جاهزة بشكلٍ كامل لإجراء حوار جدي وفاعل بهدف التوصل إلى اتفاق حول قانون جديد للانتخابات". ولفت إلى أن بري "يحاول تدوير الزوايا وتأمين هذا التواصل بين أعضاء لجنة التواصل المنبثقة عن اللجان المشتركة, لكن الفريق الآخر الأساسي في اللجنة المذكورة يحاول عرقلة التواصل من أجل تحقيق مكسب سياسي من خلال استدراج ممثلي "14 آذار" في اللجنة لعقد الجلسة الأولى في مجلس النواب وبعدها يقوم بفرض شروطه التعجيزية".

وأكد المصدر أن "هم الرئيس بري يتركز على تفعيل عمل كل اللجان, فيما يريد فريق "14 آذار" تفعيل لجنة الانتخابات كي لا يتهم بالعرقلة والتعطيل", مشيراً إلى أن "فكرة تعيين مندوبين عن النواب المهددين لم تلق قبولاً من جانب "14 آذار", ما يعني أن كل الاتصالات تدور في خانة المراوحة لا أكثر ولا أقل". وفي هذا الإطار, أوضح عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا ل¯"السياسة", أن "ما هدفت إليه "14 آذار" من خلال التواصل مع الرئيس بري تفعيل لجنة التواصل المنبثقة عن اللجان النيابية لدراسة البندين المتعلقين بالقانون من أجل تسهيل الأمور للوصول إلى الانتخابات وأمل أن تتمكن اللجنة من التوصل إلى حل يتركز أولاً على استقالة الحكومة, لذلك ارتأينا ألا نؤجل البحث بقانون الانتخابات مع التأييد على استمرارنا بمقاطعة الحكومة, لذلك جرى حصر البحث بكيفية انعقاد هذه اللجنة بهدف التوصل إلى وضع أساس لقانون جديد للانتخابات يكون مقبولاً من الجميع".

ورأى أن "لا جدال على التمسك بموعد انعقاد الجلسة طالما أن الرئيس بري يقوم بالإشراف شخصياً على هذا الموضوع, لأنه من خلال صفته الرئاسية يبقى الرهان عليه بأن يكون حلقة الوصل الفعلية وهو ما دفعنا إلى التواصل معه". وعن اقتراح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إقرار قانون جديد للانتخابات ومن بعده تستقيل الحكومة لتشكيل أخرى جديدة من غير المرشحين للانتخابات, رأى زهرا أن ميقاتي "كما عودنا دائماً فهو يناور ويراوغ لكسب الوقت, ولكن كل ما بني على باطل فهو باطل ولذلك فإن كل اقتراحاته باطلة ولا صفة لها, وبالنسبة لنا نرفض اقتراحه جملةً وتفصيلاً, وإذا كان القصد من ذلك استدراجنا, فليخيط بغير هالمسلة".

وعن الموقف الروسي الأخير بصدد الأزمة في سورية أحال زهرا الجواب على هذا السؤال إلى المحللين الصحافيين الذين "كانوا يهللون بأن روسيا تشن حرباً كونية دفاعاً عن النظام السوري".

أما بشأن الاستنابات القضائية لمحاكمة الرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر, فقال "إذا كان الأنتربول الدولي لم يعترف بها فكيف يمكننا التعليق عليها, والعجب كل العجب بنظام خارج عن القانون يريد محاسبة خصومه من خلال القانون", واصفاً "خطوة القضاء اللبناني بالشجاعة وإن كانت ستؤخر المحاكمات".

 

كرم لـ"السياسة": اجتماع "حلفاء الأسد" في لبنان مخالف للأعراف الديبلوماسية

 بيروت - "السياسة": أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم ل¯"السياسة" أن الاجتماع الذي عقده سفراء كل من روسيا, والصين, وإيران (حلفاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد) وسورية في الفياضية, وإصدارهم بيان تأييد للنظام السوري بعد اعتراف أكثر من 130 دولة بالائتلاف السوري المعارض, مخالف لكل الأعراف الديبلوماسية وتجاوز لكل مبادئ السيادة اللبنانية. ووصف كرم هذا اللقاء ب¯"الغريب والعجيب" الذي تم بمعزل عن إشعار وزارة الخارجية اللبنانية بهذا الموضوع, وبالأخص لجهة هذا البيان المؤيد للنظام القمعي الذي يقتل شعبه منذ تسعة عشرة شهراً. وأضاف أن هذه المسألة لا تليق, لا بلبنان ولا بالسفراء الذين اتخذوا هكذا موقف, مطالباً الحكومة اللبنانية بالقيام بمسؤولياتها على الأقل في موضوع أقل ما يقال فيه إنه خرق لسياسة النأي بالنفس التي تتغنى بها هذه الحكومة.

وعن الاقتراح المقدم من بعض نواب "14 آذار" بضرورة أن يقوم وزير الخارجية عدنان منصور باستدعاء السفراء الأربعة لاستفسارهم عن مضمون هذا اللقاء, أكد كرم أن "14 آذار" فقدت الأمل بهذا الوزير لأنه يمارس مهامه كوزير خارجية سورية وليس وزير خارجية لبنان. وبشأن الاتصالات بين المعارضة ورئيس مجلس النواب نبيه بري, قال كرم "هناك مساعٍ جدية يقوم بها فريق "14 آذار" من أجل إيجاد مخرج لمسألة دراسة قانون جديد للانتخابات, لكن الأبواب لم تفتح بعد للحلول التي قد ترضي الجميع, لأن فريق "8 آذار" يتعاطى مع هذا الموضوع من منطلق التمسك بالحكومة الحالية ويرفض التنازل عنها إلا بشروطه, وهذا ما لا نقبل به, بينما هو يتمسك بها حتى ولو كانت فاشلة في كل شيء". وعما إذا كان هذا الأمر سيعرقل البت في قانون الانتخابات, رأى كرم أن السلطة تتحمل مسؤولية عدم إيجاد الحلول خاصة وأن الفريق الذي تتكون منه هذه السلطة يضرب بعرض الحائط للوضع الذي نحن فيه, ولكننا سنستمر بالمحاولة عل هذا الفريق يعود إلى رشده. وكانت سفارة إيران في بيروت, أعلنت عن "عقد اجتماع رباعي في دارة سفيرها غضنفر ركن أبادي شارك فيه سفراء كل من روسيا والصين وسورية وإيران, وتم خلاله البحث في آخر الأوضاع في سورية والسبل العملية الكفيلة بحل الأزمة السورية". وأكد سفراء هذه الدول في بيان مشترك, أن "القتال الدائر في سورية بدعم من بعض الدول الخارجية والذي يستهدف النظام هناك لم يسفر حتى الآن إلا عن مزيد من القتل والدمار وينبغي أن يتوقف فورا".

 

"الأمر بالمعروف" أكدت تعرض النساء العاملات للتحرش/مفتي السعودية يندد بوصف المعتقلين من "القاعدة" بأنهم "سجناء رأي"

 الرياض - "السياسة" والوكالات: ندد مفتي السعودية رئيس مجلس المجمع الفقهي الإسلامي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ, بمن يصفون المعتقلين من اتباع تنظيم "القاعدة" بأنهم "سجناء رأي", مؤكدا ضرورة الوقوف بوجه "التكفير والإرهاب". ونقلت صحف سعودية عن آل الشيخ تأكيده "عدم جواز التساهل أو تبسيط أو تسطيح جرائم وقضايا الفئة الضالة وإظهارهم بصورة سجناء رأي". وأضاف أن "التكفير والإرهاب قضيتان خطيرتان يجب الوقوف ضدهما ولا يجب إقرارهما ولا الدفاع عنهما, فهما ضرر على حاضر الأمة ومستقبلها ولا يجوز التهاون والتساهل مع الفكر الإرهابي والتكفيري". وكان العشرات من أقارب معتقلين من "القاعدة" تجمعوا أمام هيئة حقوق الإنسان في الرياض أواخر نوفمبر الماضي للمطالبة بالافراج عنهم. من جهة أخرى, وجه رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ انتقادات حادة إلى وزارة العمل, متهما إياها بالفشل في تطبيق قرار "تأنيث" محلات المستلزمات النسائية لأن السعوديات "يتعرضن للتحرش". وقال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ في تصريح لصحيفة "الشرق", "لست راضيا عما وجدته في الأسواق, وهناك من يتوقع فشلاً ذريعا في طريقة تعاطي وزارة العمل" مع أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي "يحقق عملا للمرأة من غير أن تمس كرامتها وعفتها وانسانيتها بسوء". وأضاف "رصدنا عددا من القضايا الأخلاقية, فيها تعديات وظلم للمرأة من خلال ما يقع لها من ابتزاز وتحرش وتغرير من قبل مرؤوسيها والعاملين معها في هذه المحلات التجارية". وأشار إلى "عدم التزام الوزارة الضوابط الشرعية والآداب والتقاليد المعتبرة في إيجاد البيئة الصالحة لعمل المرأة ما دفع كثيرا من المواطنات للعزوف عن العمل". وندد آل الشيخ ب¯"دفع الفتيات للعمل في مطاعم الوجبات السريعة وغيرها من المحلات حيث تأكدت أن بعضهن يعملن في المطابخ جنباً إلى جنب مع رجال أجانب, وهذا لا شك منكر عظيم وحط من قيمة المواطنة واستغلال لحاجتها لكسب لقمة العيش الحلال". وكان خادم الحرمين الشريفين أصدر قرارا في يونيو 2011 يتضمن السماح للنساء العمل في المحلات النسائية, مع مهلة ستة أشهر لإخراج الرجال نهائيا من هذا القطاع. وكانت وزارة العمل طلبت من وزارة الشؤون البلدية والقروية في منتصف سبتمبر الماضي, اغلاق حوالي مئة محل للمستلزمات النسائية في الرياض, تبيع الملابس الداخلية وادوات التجميل بسبب وجود باعة رجال يعملون فيها. وكانت وزارة العمل بدأت في آخر يونيو الماضي تطبيق المرحلة الثانية من تأنيث المحلات النسائية المتخصصة في بيع أدوات التجميل بعد ستة أشهر من بدء السعوديات العمل في أماكن بيع الثياب الداخلية, رغم معارضة رجال دين.

 

إسرائيل تريد بقاء الأسد؟!

عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

تتحدث زعامات أوروبية الآن بكثرة عن ضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد كي يجنب بلاده المزيد من الدماء. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن تنحي الأسد هو ضرورة تتزايد في الآونة الأخيرة تدعمها بقوة الانتصارات النوعية لقوى المعارضة السورية على الأرض. السؤال الرئيسي هو إلى أي حد سوف تتمسك طهران بدعم حليفها التاريخي منذ عهد الخميني - حافظ الأسد - وهناك نوع من التحالف الحديدي لا يمحوه إلا الدماء؟!

إلى أي حد هناك استعداد للمفاوض الإيراني للمقايضة على الوضع في سوريا وهو يتفاوض قريبا مع الأميركيين؟ هل تقوم طهران بطرح الملف السوري للبيع وتقبض ثمنا كبيرا له؟ أم سوف تتمسك بالدفاع عنه إلى النهاية دون أي مقابل أو مردود سياسي أو مادي؟ في الوقت ذاته يتعين على موسكو وبكين أن تحددا ماذا تريدان بالضبط من الملف السوري؟ السؤال هل تسعى موسكو تحديدا إلى استخدام الملف السوري لتصعيب الأمور على واشنطن ومحاولة «تعطيل وتجميد» حركة المصالح الأميركية في المنطقة؟ أم أن الموقف الروسي يسعى بالدرجة الأولى إلى المقايضة في ملف الدرع الصاروخية في أوروبا وفي رفع مستوى التعاون التجاري بين البلدين؟

الجميع على استعداد لبيع الجميع.. المهم هو الحصول على الثمن المناسب! المذهل الذي يتوقف أمامه المراقب هو تصريحات إسرائيلية منسوبة إلى مصدر في تل أبيب تقول إن سقوط نظام الرئيس بشار الأسد هذه الأيام يشكل خطرا كبيرا على الأمن القومي الإسرائيلي، وإن مصلحة تل أبيب هي بقاء هذا النظام لفترة ما؛ لأن أحدا لا يعلم حقيقة توجهات المعارضة السورية المقاتلة على الأرض التي قد تنتمي إلى تيارات إسلامية متشددة من «القاعدة» إلى الجهادية السلفية. عشنا وشفنا ذلك اليوم الذي تدافع فيه إسرائيل عن بقاء نظام عربي!

 

قائد الجيش الإيراني: نشر الناتو صواريخ «باتريوت» في تركيا يهدد بـ«حرب عالمية»

صالحي: طهران لن تسمح للغرب بإسقاط الأسد

طهران - لندن: «الشرق الأوسط»

أكدت إيران أمس أنها لن تسمح للدول الغربية بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرة إلى عدم حدوث تغير في الموقفين الإيراني والروسي في هذا الصدد، فيما هدد قائد الجيش الإيراني بـ«حرب عالمية» حال نشر صواريخ «باتريوت» في تركيا. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن قائد الجيش الإيراني قوله أمس إن اعتزام حلف شمال الأطلسي نشر بطاريات صواريخ «باتريوت» على الحدود السورية - التركية يمكن أن يؤدي إلى «حرب عالمية» تشمل أوروبا. وطلبت تركيا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من الحلف نشر بطاريات «باتريوت» المصممة لاعتراض الصواريخ أو الطائرات بعد محادثات بشأن كيفية تعزيز أمن حدودها في أعقاب تعرض أراضيها لإطلاق نار متكرر من أراضي سوريا التي تشهد انتفاضة مسلحة. وقال قائد القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز آبادي إن طهران تريد أن تشعر جارتها تركيا بالأمن، لكنه دعا حلف الأطلسي للتخلي عن خططه لنشر صواريخ «باتريوت». وقال فيروز آبادي لـ«وكالة أنباء الطلبة»: «كل صاروخ (باتريوت) من هذه الصواريخ هو علامة سوداء على خريطة العالم وقد يكون سببا في حرب عالمية.. إنهم يضعون خططا لحرب عالمية، وهذا أمر بالغ الخطورة لمستقبل الإنسانية ولمستقبل أوروبا ذاتها». وإيران حليف وثيق للرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه انتفاضة مسلحة ضد حكمه منذ 21 شهرا. ووقع وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أول من أمس أمرا بإرسال بطاريات صواريخ «باتريوت» إلى تركيا مع أطقم من الجنود لتشغيلها بعد خطوات مماثلة اتخذتها ألمانيا وهولندا.

وبدوره أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن طهران لن تسمح مطلقا بإنجاح أي مشروع غربي للإطاحة بالرئيس بشار الأسد عن طريق القوة، سواء عبر التدخل بشكله الحالي من خلال إرسال السلاح أو عبر التدخل المباشر. وقال صالحي إن «ما تقوم به الدول الغربية ومعها بعض الدول الإقليمية حاليا في سوريا ليس سوى انتهاك فاضح لكل الأعراف والمواثيق والقيم الأرضية والسماوية، ونقض سافر لما سبق ووقعوا عليه من مواثيق وتصرف عدائي أحادي الجانب لا يمكن تبريره مطلقا وتحت أي ظرف كان، ويجب وقفه فورا، وهو ما أبلغنا به الأمم المتحدة والأخضر الإبراهيمي شخصيا ودولا إقليمية عديدة بينها مصر والسعودية في إطار مبادرتنا السداسية البنود كما هو معلوم، التي أرسلنا منها نسخة للحكومة السورية». وذكر صالحي في تصريحات نقلتها وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء أن «الأعراف والمواثيق الدولية يتم انتهاكها الآن ضد بلد مستقل وعضو مؤسس في الأمم المتحدة في محاولة للضغط عليه لتغيير سياساته المناهضة للاحتلال والاستعمار والأحادية الدولية، أو لإسقاطه دون العودة إلى رأي الشعب السوري».

وأوضح صالحي أن القوى الأجنبية تبذل كل ما في وسعها لتغيير الحكم في سوريا، في حين تبذل إيران كل ما في وسعها «لمنع حصول هذا وبكل الوسائل المتاحة»، وذكر أن الروس والصينيين جازمون «بالوقوف معنا في الموقف نفسه لأنه الوحيد الشرعي والمقبول وفق شرعة الأمم المتحدة، وما عداه يعد تحديا سافرا لها ولن نسمح به مجتمعين».

وختم وزير الخارجية تصريحه بالقول إن «طهران مستمرة في دعم وتطوير الحوار السوري - السوري في إطار المصالحة الوطنية المطلوبة بإلحاح للسوريين وبأيدي السوريين، وأن لا حل لتحقيق الإصلاحات والمطالب المشروعة للشعب السوري العظيم إلا بالحوار الداخلي». وأكد وزير الخارجية الإيراني أن إيران تلقت تجاوبا من «عقلاء العالم حول مبادرتنا التي تتمثل في وقف تدفق السلاح والأُجراء والإرهابيين فورا والجلوس حول طاولة حوار وطني داخل سوريا ومن ثم التهيؤ لانتخابات برلمانية تتبعها انتخابات رئاسية بين أبناء البيت السوري الوطني الواحد». واعتبر أن «الأشهر القليلة المتبقية للحسم ستجبر المستكبرين وناقضي ميثاق الأمم المتحدة على قبول التسوية السياسية طريقا وحيدا للحل». إلى ذلك، أكد مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان أن موقفي طهران وموسكو لم يتغيرا حيال الأزمة في سوريا، مشيرا إلى أن المشاورات الثنائية متواصلة بين الطرفين حول هذه الأزمة وعموم التطورات الجارية بالمنطقة. وقال أمير عبد اللهيان في تصريح نقلته وكالة «فارس» شبه الرسمية، إن «الجانبين ما زالا ثابتين على مواقفهما من الأزمة في سوريا، وتعتبر هذه المواقف من القواسم المشتركة بين البلدين، كما أن الجانبين يواصلان المباحثات حول الموضوع ذاته»، وأضاف عبد اللهيان: «إننا نقف مع الشعب السوري وندعم كل المساعي الرامية إلى إجراء الحوار الوطني السوري - السوري بعيدا عن التدخلات الخارجية»، وتابع يقول إن «صناديق الاقتراع وصوت الشعب السوري هو الذي سيفرز نظام الحكم المقبل في سوريا وذلك بعيدا عن الضغط والضجيج السياسي والإعلامي»، كما أكد أن «الممارسات الإرهابية» في سوريا ستؤول إلى الفشل.

 

الاستفتاء و20 مليار دولار قطرية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

نصيحة الشيخ يوسف القرضاوي للشعب المصري أن يصوتوا بـ«نعم» للدستور المقترح حتى لا يخسروا العشرين مليار دولار التي وعدتهم بها قطر!

منطقيا، لا يعقل أن أحدا سيصوت على دستور بلاده، الذي وصفه الدكتور محمد البرادعي بأنه يمثل العقد الاجتماعي بين المصريين، مقابل دعم مالي من أي جهة كانت. لكن النصيحة القرضاوية واحدة من الحيل الكلامية التي شاع استخدامها ترغيبا أو تخويفا للفوز في الاستفتاء، حيث لم يعد في مصر رئيس يفرض ما يراه مناسبا على الناس، كما كان الأمر عليه في عهد حسني مبارك. صار الصندوق هو الحكم. وإذا كان القرضاوي يريد تخويف المصريين بفقدان الهدية القطرية، فإن غيره مضى إلى أبعد من ذلك، فقد وعد أئمة مساجد المصوتين بـ«نعم» بأن يدخلوا الجنة، وهددوا من يصوت بـ«لا» بدخول النار. وكذلك على الطرف الآخر كانوا يحذرون المصوتين بـ«نعم» إدخال مصر في فتنة، وقد تقع حرب أهلية بسببهم! طبعا، العشرون مليار دولار، والنار، والحرب الأهلية، جزء من التجييش والتحريض والتعبئة الشعبية، تعبر عن العواطف الجياشة وما يوليه المتنافسون من أهمية للدستور كعقد بين النظام والشعب، ومقدار الآمال المعقودة عليه من كل الأطراف. إنما ما قيمة دستور لا يؤمن استقرارا للبلاد؟ وما قيمة دستور يقسم المصريين؟ والأخطر من الذي سينقذ مصر إذا تسبب الدستور في عدم استقرار البلاد؟ من المستحيل أن تفي قطر بدولار واحد من العشرين مليارا الموعودة كاستثمارات ومساعدات، أو صندوق النقد الدولي أو الدول المانحة، إذا زلزل النزاع مصر وفقدت استقرارها، وبالتالي «نعم» أو «لا»، ليست بذات قيمة إن فشل الاستفتاء في إقناع الخاسرين بالقبول بالنتيجة عن رضا وإيمان حقيقي بالنتيجة. لقد أفسد مشروع الدستور والجدل حوله المناخ السياسي، وأصاب الجنيه المصري في مقتل، وتسبب الشقاق في نزف البورصة، وكلها مؤشرات مقلقة. ولا يملك أحد في مصر القدرة على منع الكارثة، سواء صوتت الأغلبية بـ«نعم» أو «لا»، إلا الرئيس محمد مرسي. والمهمة ستكون صعبة؛ لأن كل فريق اعتبرها قضية مصيرية، ودخل على الخط متطرفون، مثل الجماعات السلفية الجهادية في سيناء التي توعدت باستخدام السلاح لفرض الدستور بالقوة. ومع أن هذا شطط سيقف الجميع ضده لو حدث، فإن التحدي أن كل فريق بلغ من التعصب لموقفه درجة لم يترك بعدها مساحة للمناورة لاحقا، والتراجع، في حين أن الدساتير مشاريع مدنية يمكن التوافق عليها حتى بعد الاستفتاء. مرسي هو مفتاح الحل لاحقا، الوحيد المطلوب منه أن يبرهن على زعامة حقيقية من خلال طمأنة الخائفين، والذي يأمل منه أن يجمع الفرقاء على طاولة الاجتماعات في قصره لإصلاح ما أفسده جدال الدستور. وهذا سيتطلب منه أن يتخلى عن صفته الحزبية وولائه الإخواني، ويتصرف كرئيس للجمهورية. من دون أن يكون رئيسا للأقباط والقوى المدنية لن يفيده أن يبقى زعيما للجماعات الإسلامية التي ستحاصره لاحقا في قضايا كثيرة وتطلب منه أن يفعل ما هو مستحيل. وعليه أن يقدر الموقف السياسي المتحضر من زعماء المعارضة الذين قالوا جميعا إنهم لا يشككون في شرعيته رئيسا، ولا يوافقون المطالبين بإقصائه بثورة مكملة، ويقرون بحقه حتى نهاية فترة رئاسته الحالية. لكن ليس من المؤكد أن يستمر الموقف الأخلاقي والقانوني عند المعارضة هو نفسه إن انحاز الرئيس دائما إلى جماعته، وهمش الفرقاء الآخرين في أول حكم ديمقراطي يتم خلاله بناء مؤسسات الدولة.

 

الحلال المبغوض.. «دولة شمال العراق» و«دولة جنوب لبنان»

فؤاد مطر/الشرق الأوسط

مع بداية العد العكسي لانقضاء المحنة السورية وانتقال سوريا من دولة الشخص الواحد والحزب الواحد إلى دولة تشاركية، وعودة المؤسسة العسكرية إلى ما من الطبيعي والواجب الوطني أن يكون الاسم «حماة الديار» على المسمى بدل هذه الجحافل من «الجيوش الحرة»، تلوح في أفق المشهد العربي احتمالات الانتقال الجدي في الحديث حول «الدولتين المستَحبتين المبغوضتين» من التنظير إلى التطبيق المتدرج.

«الدولتان» هما «دولة جنوب لبنان» في ضوء ما سمعناه من زعامة شيعية كبيرة الشأن قال: إنه للمرة الأولى منذ نصف قرن يشعر بخطر داهم يهدد الكيان اللبناني ويشطره. أما الأخرى فإنها «دولة شمال العراق». واستنادا إلى واقع الحال فإن الدوافع والمقومات متوافرة. كما أن سابقة الحدوث تمت ومن دون أي مقومات أو شعور بالإثم الوطني ونعني بذلك انشطار السودان اثنين ووضْع هذا البلد الأشبه بالقارة على قائمة احتمال حدوث المزيد من حالات الانشطار. فالأمر الصعب هو الانشطار الأول، أما بعد ذلك فيصبح الأمر من البديهيات. والأمر الأصعب هو أن يعتبر أولو الأمر أو الحكم أو الحزب أن إثم التفريط هو حل وطني وليس انشطارا للكيان اثنين، مع ملاحظة أن هذا الفعل المبغوض تم من دون حدوث ظروف كتلك التي حدثت في الزمن الماضي وأدت إلى أن تكون ألمانيا اثنتين غربية وشرقية وكوريا شمالية وجنوبية وفيتنام مثلهما. وفي ضوء ما جرى لاحقا فإن فِعْل الأمر الواقع جرى تصحيحه بأن سقط الجدار الفاصل بين الألمانيتيْن وعاد البلد موحدا وأن تأثيرات النضال والتضحيات أوجبت استعادة فيتنام دولة واحدة. وأما كوريا فهذه مسألة فيها نظر إلى حين.

ما فعله أهل الحكم السوداني المكنى «الإنقاذ» أنهم تخلوا عن جنوبهم مكلِّلين فِعْلهم هذا بتنظيرات تتمحور حول احترام حق الشعب في تقرير مصيره، عِلْما بأن ذلك ينطبق في حال كان الشمال يحتل الجنوب لكنه لم يكن كذلك وإن كان يقاتل التمرد في الجنوب. وخلاصة القول: إن فِعْل الفصل الطوعي هذا يفتقر إلى الاقتناع به، وحتى إذا كان حُكم «الإنقاذ» يعتبر جنوبه المسيحي - الوثني في أكثريته السكانية عقبة أمام تحقيق برنامجه في قيام دولة إسلامية يقود «أمير المؤمنين» فيها «أمة الإسلام الأفريقي». وهذه بعض أحلام اليقظة «الإنقاذية».

الآن وفي اكتمال إمكانية السابقة التي هي «دولة جنوب السودان» تتزايد احتمالات أن نسمع فجأة عن خطوات جدية لتحوُّل الإقليم الكردي في العراق إلى «دولة شمال العراق» ويقوى هذا الاحتمال عند التأمل في طبيعة الشراكة بين أهل الحكم في العراق ورموز صانعي القرار في الإقليم الذي يتطور بسرعة وينمو على أسس واقعية وبات ملاذا للسياسيين العراقيين المضطهدين أو المبغوضين وربما لاحقا لحكام منصرفين خلعا في بعض دول العالم الثالث، كما أنه ملاذ للعراقيين الباحثين عن لحظات من الهدوء والطمأنينة على أسس واقعية كونه يعيش حالة استقرار تشبه في طبيعتها تلك الحالة التي كانت سائدة في العراق الصدَّامي ولا يحدث في العراق الشمالي البرزاني وبالذات في أربيل والسليمانية ما يحدث يوميا في بغداد ومعظم المدن والبلدات الرئيسية في العراق المالكي من تفجيرات. وإلى ذلك فإن الشعور بالاستقلالية الكاملة يتزايد في المجتمع الكردي وإلى درجة أن النزعة الاستقلالية العسكرية تنمو بسرعة ولا يتجاوب «زعيم الشمال» مسعود برزاني مع إصرار الزعامة المالكية على أن يكون عسكريو الشمال جزءا من المؤسسة العسكرية المركزية. كما أن مرحلة الاعتزاز بأن رئاسة دولة كل العراق هي للأكراد ورئاسة الدبلوماسية لهم أيضا وعشرات المناصب المتقدمة في الدولة هي الأخرى لهم، لم تعد السبب الذي يحول دون الجنوح نحو الاستقلالية، وذلك لشعورهم غير المعلن بأن تلك الصيغة جاءت ضمن سيناريو بريمر وليست عن توافق وطني وأن «الملك الحقيقي» في العراق هو رئيس الوزراء وليس الرئيس جلال طالباني، كما أن صانع السياسة الخارجية هم «المالكيون» في الوزارة وليس الوزير هوشيار زيباري مع ملاحظة أنه مارس الواجب بكل اللياقة والتفهم وعدم إحراج الموقف العام للدولة. هؤلاء في شعورهم هذا يرون أن صيغة الحكم في السودان ما قبل الانشطار لم تقنع الجنوبيين بأن نائب الرئيس كان سلفا كير وأن رئاسة الدبلوماسية ومناصب أخرى متقدمة كانت في عهدة جنوبيين. فالشعور بالخصوصية أمر لا تفك ألغازه مناصب عابرة ومن أجل ذلك كان السعي الدؤوب للانفصال وقيام «دولة جنوب السودان» التي، كما المحتمل حدوثه في العراق باستحداث أو بإنتاج دولة مستقلة فيه هي «دولة شمال العراق»، ما كانت لتتم لولا الرعاية الدولية لها وإلى درجة أن دبلوماسية دولة كبرى مثل أميركا وبريطانيا وفرنسا أدرجت «دولة جنوب السودان» في الصفحة الأولى من «أجندة الاهتمامات» ويجوز الافتراض بأنها ستفعل الشيء نفسه في حال انتقال الحديث حول استقلال الإقليم في العراق من مجرد بعض التحديات ذات الطابع المحرج لأهل الحكم في بغداد إلى اتصالات تؤدي إلى خطوات. وعندما يقول مسعود برزاني في تصريح له إن جيشه المسمى «البيشمركة» مستعد للرد «على أي اعتداءات من جانب الجيش العراقي» فإننا نستحضر ما كان يقوله سلفا كير أو جنرالات جيشه يوم كان ما زال نائبا أول للرئيس عمر البشير. كذلك عندما يقول عضو البرلمان العراقي عزة الشابندر المنتمي إلى «ائتلاف دولة القانون» بزعامة الرئيس نوري المالكي في أحد تصريحاته «إن ممارسة أكراد العراق حق تقرير مصيرهم مشروع جدا وأعتقد أن كل السياسيين العراقيين أو غالبيتهم يؤمنون بذلك بمن فيهم رئيس الوزراء، وإن من حقهم المشروع إعلان دولتهم الكردية...»، ثم يستدرك «لكن الظروف أو الشروط الوطنية والإقليمية والدولية غير مناسبة لذلك حاليا»... إنه عندما يقول هذا البرلماني ما قاله ومن دون أن ينبري مالكي ما إلى نفيه أو حتى تلطيف مفرداته فهذا يعني أن الجمع العراقي عربا وكردا في انتظار «الظروف أو الشروط الوطنية والإقليمية والدولية» كما أن الكلام الشابندري وبتلك النبرة يجعلنا نستحضر ما كنا سمعناه على مدى سنتين سبقتا قيام «دولة جنوب السودان» بالتراضي من أن للجنوبيين الحق في أن ينفصلوا. هكذا وكأنما الكيان قالب حلوى يلتف حوله حملة السكاكين لتقطيعه في احتفالية وعلى أنغام الموسيقى وبحيث يتذوق أو يلتهم كل حامل سكين القطعة التي تلبي شهيته وتنسجم مع مقومات بقائه في سدة الحكم.

ما نقوله بالنسبة إلى أكراد العراق واحتمال أن تنتهي السجالات والتحديات إلى المستحَب من زعامات في الجانبين المبغوضين من الناس، كما الطلاق الذي هو أبغض الحلال، ربما سنجده يتبلور في المشهد الجغرافي والسياسي للمنطقة في لبنان بعد أن يتوارى النظام البشَّاري وتقوم دولة السوريين وفق رؤى جديدة تقوم على التشاركية. وهذه الدولة ستفصل سوريا عن إيران الأمر الذي سيجعل هذه الأخيرة أمام احتمال نشوء الشوكة الكردية في الخاصرة الشمالية «عراقها».. العراق الإيراني الولاء والهوى وفقدان أهم محطة «ترانزيت» سياسية وعسكرية في تاريخ المحطات ونعني بذلك سوريا تلعب الورقة الأخيرة وهي الاستئثار بما يمكن تسميتها «دولة جنوب لبنان» يتولى أمرها «حزب الله» بالاختيار و«حركة أمل» بالاضطرار. وتُبرم هذه الدولة معاهدة مع إيران وروسيا وتكون ملاذا للحكم البشَّاري المنصرف. ولدى هذه الدولة من القوة العسكرية ما يجعلها أقوى من الدولة المركز. وحول مسألة التسليم بقانونيتها وشرعيتها فإن ذلك سيكون ضمن صفقة دولية بين الكبار. وأما أن لا مطار لها ولا مرفأ فهذا أمر يتم إيجاد الحل له على قاعدة تبادُل الأراضي. أما مسألة أن الناس يرتضون ذلك أو لا يرتضون فهذا غير وارد لأن ما يمكن أن يحدث هو أن الكلمة الأعلى هي لولي الأمر وأن الرعية مقدَّر لها أو مكتوب – مفروض عليها أن تطيع. الحالتان مجرد احتمالين ترتسم في أفق المشهد السياسي ملامح حدوثهما. والذي يدفع في اتجاه الحدوث أن حالة أكراد العراق وحالة «حزب الله» في لبنان ومن قبل ذلك جنوبيو السودان وصلت إلى حد أن الثلاث عبارة عن أن كلا منها «دولة ضمن الدولة» مع فوارق في الشأن والأهمية والقوة والارتباطات الدولية والعوامل المذهبية.

وحيث إن زعامات هذه الحالات ترى أنها يجب ألا تكتفي بالبقاء شبه دولة رسميا أو كما آلت إليه الحالة الفلسطينية في الأمم المتحدة «دولة مراقب»، فإن الطريق سالك على ما هو حاصل أمام ركوب موجة الفعل المستحَب... المبغوض وهو الانشطار وتحت تسمية «الاستقلال». وما دام جنوبيو السودان غامروا معتمدين في ذلك على «فتوى إنقاذية» تحلل ما هو محرَّم وتكتفي باعتباره مبغوضا فلماذا لا يحذو المغامرون الآخرون حذوهم؟! يا لسوء حظ الوطن العربي الأكبر.

 

المعارضة السورية أطلعت شخصيات في ثورة الأرز على المخطط، مملوك يرسل فرقاً لاغتيال قيادات في "14 آذار" وإشعال فتنة في لبنان

حميد غريافي/السياسة

أعربت قيادات عدة في قوى "14 آذار", خصوصا في "تيار المستقبل" وحزب "القوات اللبنانية" بزعامة سعد الدين الحريري وسمير جعجع على التوالي, عن قناعة شبه تامة بأن مذكرتي التوقيف اللتين اصدرهما القضاء السوري الثلاثاء الماضي في دمشق بحق الحريري والنائب عقاب صقر, قد تكونان مقدمتين لموجة اغتيال سورية جديدة في صفوف قوى التحرر والاستقلال التي صنعت "ثورة الأرز" العام 2006 وطردت بشار الاسد وعصاباته من لبنان بعد تخريبه وشقه سياسيا ومذهبيا وطائفيا. وأكدت القيادات أن الرئيس السوري, المترنح الآن تحت ضربات الثورة العارمة التي تقرع حصون قصره في قلب دمشق, أدرك انه غير قادر على الوصول الى الحريري الذي يتحصن جيدا في باريس والرياض رافضا محاولات وليد جنبلاط الاخيرة استدراج عودته الى لبنان بإيحاء لاشك فيه من حلفائه في "حزب الله" الذي يأخذ على عاتقه منذ منتصف العقد الاول من هذه الالفية, اي منذ اغتيال رفيق الحريري وقبله بأشهر قليلة محاولة اغتيال الوزير السابق والنائب الحالي مروان حمادة, تنفيذ اوامر الاغتيال التي كانت تصدر عن المقتول آصف شوكت وصهريه بشار وماهر الاسد لأكثر من عشر شخصيات لبنانية سياسية ووزارية وبرلمانية وحزبية واعلامية وامنية وعسكرية. وكشف مسؤول كبير في قيادة أحد أحزاب "14 آذار" المسيحية النقاب ل¯"السياسة" بأنه الى جانب تمنع "حزب الله" وضغطه على حليفه ميشال عون القابض بواسطة احد وزرائه على وزارة الاتصالات لرفض تسليم داتا المخابرات الهاتفية الى الجهات الامنية اللبنانية منعا لكشف اي اغتيال او محاولة اغتيال تقدم عناصره عليها بحق القيادات الوطنية في "ثورة الارز", وتجاهل الرئيس نجيب ميقاتي, آخر لائحة قدمتها عن مرشحين للاغتيال, فإن زعماء امثال الحريري وجعجع وامين الجميل وبعض مساعديهم الكبار "اتخذوا اجراءات حماية اكبر على انفسهم ادراكا منهم ان شعور الاسد وحسن نصرالله باقتراب نهايتيهما قد يدفع بهما الى اشعال الساحة اللبنانية عن طريق الاغتيالات للفت الانظار الى الساحة اللبنانية المتفجرة". واماط المسؤول اللثام عن ان قيادة المعارضة السورية العسكرية في دمشق, ارسلت الى بعض قيادات "14 اذار" الحليفة لها في بيروت احدى شخصيات "الائتلاف الوطني السوري"

من القاهرة الأربعاء الماضي, تحمل معلومات من قلب نظام "البعث" وتؤكد ارسال مدير مكتب الامن القومي السوري اللواء علي مملوك المطلوب الى التحقيق امام القضاء اللبناني بتهمة تسليم ميشال سماحة قنابل لزرعها في شمال لبنان بهدف اشعال حرب مذهبية, فريقا من معاونيه المجرمين الذين عملوا طويلا في لبنان قبل وبعد العام 2006 للانضمام الى فريق امني لبناني سابق بقيادة ثلاثة من الضباط الأربعة السابقين الذين سجنوا اربع سنوات بتهمة المشاركة باغتيال رفيق الحريري, ينسق مع السفارة السورية في بيروت ويتلقى اوامره المباشرة من دمشق ومن السفير السوري علي عبدالكريم علي.

وحذرت الشخصية السورية المعارضة, قادة "14 اذار" الذين التقتهم الواحد تلو الآخو وكذلك قيادات امنية وعسكرية ودينية من مخطط خرج من مكتب المملوك لتصفية اكثر من عشرين مسؤولا من نواب احزاب وتيارات "14 اذار" والجماعة الاسلامية ورجلي دين كبيرين من المتوقع ان يؤدي اغتيالهما الى ثورة فعلية في لبنان في الشارعين المسيحي والسني. وقد وضعت هاتان الشخصيتان الروحيتان في الداخل والخارج في أجواء المخطط "المملوكي المأساوي" كما تسلمتا مع قادة "14 آذار" بعض أسماء الضباط السوريين الذين وصلوا واستقروا في السفارة السورية وفي احد فنادق منطقة الخازمية وقد سارعت اجهزة الامن الداخلي بمراقبتهم بالفعل بعدما شددت مراقبتها على الضباط اللبنانيين السابقين الاكثر خبرة في الاغتيالات من زملائهم السوريين.

 

ايران تتحصن في آخر قلاعها: لبنان
علي حماده /النهار
كانت ايران عبر ذراعها اللبنانية لـ"حزب الله" اول المستفيدين من اخراج "ثورة الارز" القوات النظامية السورية من  لبنان. وكانت تظاهرة الثامن من آذار التي شكر فيها السيد حسن نصرالله بشار الاسد على "قتلهما معا رفيق الحريري" في قلب بيروت اللحظة التاريخية التي ورثت فيها طهران الدور السوري في لبنان، ومع توليها هذا الدور عبر حزبها اكملت خطتها لاجهاض "ثورة الارز"، وتجيير كل مكتسب جديد للدور الايراني الذي بدا وكأنه صار اكثر رسوخا مع التمدد في لبنان اثر حرب تموز ٢٠٠٦ المفتعلة، وغزة ايضا. ولما عاد النظام في سوريا الى الواجهة من جديد مع بدء خروجه من عزلة دامت ثلاث سنوات كان واضحا ان "حزب الله" صار العنوان الاساسي لنفوذها، والضامن لبقائه ناشطا في لبنان.كما كان واضحا ان جماعات النظام في سوريا جرى استيعابهم ايرانيا، بالتمويل او بالحماية او بالدعم السياسي. والحقيقة ان بشار كان حتى لحظة اشتعال الثورة في بلاده صاحب نفوذ منفوخ في لبنان، وغير قادر على العمل فيه من دون الايرانيين، ان في السياسة او في الامن. ومن هنا كان رأي كبار الامنيين في لبنان ان الاغتيالات في لبنان كانت اما سورية - ايرانية او ايرانية عبر "حزب الله". ولعل اغتيال اللواء وسام الحسن الذي حاول ان يكسر هيمنة النظام الامني الايراني في لبنان اتى كخطوة استباقية لانهيار النظام في سوريا، واستكمالا للسيطرة الامنية التامة على لبنان. وقد التقط الاشارات لاعبون محليون من اصحاب الحس الامني الدقيق امثال وليد جنبلاط الذي اعاد نفسه الى كنف "الحماية" الايرانية - "حزب الله" من خلال اعادة العمل بـ"بوليصة التأمين" على الحياة  التي اشتراها في المرة الاولى في اعقاب غزوات ايار ٢٠٠٨. ولمزيد من الدقة لم يتوقف الايرانيون كثيرا عند مواقف جنبلاط الخطابية من النظام في سوريا ما دام محترما لقواعد اللعبة في لبنان، واول بنودها عدم تطيير حكومة "حزب الله". لقد ورث الايرانيون بشار في لبنان. يقاتلون بكل امكاناتهم في قلب سوريا منعا لسقوط النظام، ويشكلون القوة الاولى من حيث مستوى النفوذ حول بشار، ويتقدمون روسيا والصين. وقد تقاطعت المعلومات التي افادت بأن رفع مستوى القتل في سوريا، والذهاب الى حرب مفتوحة كان خيارا ايرانيا اكثر منه روسياً. ومع ذلك فإن موازين القوى السورية والديموغرافيا المعادية للنظام وهي كاسحة حالت دون نجاح الخيارات الايرانية في سوريا. الان امام طهران مشهد سقوط بشار وخروجها من سوريا، وخروج شبه كامل من غزة، ويبقى لبنان ورقة بيدها ولن تتخلى عنه. وبناء عليه فإن على اللبنانيين ان يتوقعوا تصلبا سياسيا وامنيا من "حزب الله"، ولن نستغرب ان تكون الاغتيالات واشعال بؤر قلاقل في الشمال وغيره، سمة المرحلة. والسؤال الكبير: كيف ستواجه القوى الاستقلالية الوصاية الاحتلالية الجديدة وهي ايرانية بـ"هويات لبنانية"؟

نصر الله والتكليف الايراني
احمد عياش/النهار
لا أحد يجادل في ارتباط "حزب الله" وزعيمه بالجمهورية الاسلامية الايرانية ومرشدها. لهذا يدور الآن سؤال كبير عما ستطلبه طهران من السيد حسن نصرالله في المرحلة المقبلة التي تفصل لبنان عن سقوط النظام السوري. التكهنات كثيرة، لكن أسوأها الذي سيكون بمثابة الكارثة الكبرى على لبنان أن يكون "التكليف الشرعي" الذي سيصدره الامام الخامنئي الى نصرالله بتفجير الاوضاع هنا لتغطية انهيار سلطة بشار الأسد استعدادا للسيناريوهات المظلمة واحدها محاولة انشاء الدولة العلوية في شمال سوريا. ربما يكون الجواب ان مرشد الجمهورية الاسلامية لن يدفع تابعه اللبناني في هذا الاتجاه المخيف بل السماح له باستكشاف سبل تحصين لبنان في مواجهة تداعيات انهيار "سد مأرب" النظام السوري. وأول الخطوات لهذا التحصين ستكون بقبول "حزب الله" بنزع الصاعق من القنبلة الموقوتة المتمثلة بالحكومة الحالية واستبدال الرئيس نجيب ميقاتي بشخصية محايدة على رأس حكومة انقاذية ترعى المرحلة الانتقالية ليس نحو الانتخابات النيابية المقبلة فحسب بل نحو سوريا الجديدة التي ستولد في وقت بات قريباً جداً. في انتظار أن يظهر تكليف ايراني من هذا النوع أو لا يظهر أبداً، تبدو حركة الرئيس نبيه بري الحوارية مع نواب 14 آذار مثيرة للاهتمام، فهي إما بموافقة من "حزب الله" من أجل كسب الوقت ريثما يصل التكليف الايراني الكبير، وإما هي من عنديات بري كيّ يحضّر البلاد لخيارات أخرى غير التي سيطرحها الايراني لتفجير لبنان. وإذا كان الاحتمال الاخير هو وراء ما يسعى اليه بري فمن حقه ان يخشى على حياته أسوة بخشية كل قيادات 14 آذار.
 لا مبالغة في القول أبداً، ان سياسة "النأي بالنفس" التي تتباهى بها لفظياً حكومة "حزب الله" ستكون حقيقية برحيل هذه الحكومة قبل فوات الاوان. فهي جاءت في زمن القهر لزعيم الاغلبية الرئيس سعد الحريري. وإذا استمرت بعد زمن القهر السوري الآيل الى السقوط فمعنى ذلك أن طهران قررت نقل المواجهة من سوريا الى لبنان، وبتعبير آخر، ستتدفق الحرب الاهلية الى لبنان من سوريا حيث يسعى النظام المتهالك هناك الى إضرامها. فهل هذا ما تريده طهران وسينفذه "حزب الله"؟
من باب التبسيط الذي يريح عقول الذين لا يجرؤون على استباق العاصفة القول ان قوة "حزب الله" التي تمسك اليوم بزمام الحكومة ومفاصل الدولة قادرة على الاستمرار في هذا الموقع. هذا الكلام إذا صح اليوم فهو لن يصح غداً. وإذا كان الرئيس الحريري الذي مارس قولاً وفعلاً ما يحول دون انزلاق لبنان الى الحرب الاهلية فهو سيكون خارجها بالتأكيد إذا ما وقعت. ولأن الحرب تحتاج الى طرفين فإن "حزب الله" سيكون في مواجهة اعصار التطرف السني الذي لم يعرفه لبنان من قبل. والذين يتابعون بدقة ما يجري حول لبنان يعلمون ان معادلة القوة لم تعد الى جانب "حزب الله" بالمطلق. وكي يستفيد لبنان من فترة السماح الآيلة الى النفاد يجب أن يظهر من يقول لايران من بين أهل الشيعة في لبنان كفى.

لقاء السفراء الأربعة ليس مخالفاً للأعراف... ولكن شيء ما يتسارع في سوريا ويستدعي مقاربات جديدة
روزانا بومنصف /النهار
 ليس غريباً او مخالفاً للأعراف الديبلوماسية ان يلتقي سفراء مجموعة من الدول معتمدين في لبنان او في اي بلد أخر. اذ ان هناك اجتماعات دورية لسفراء دول الاتحاد الاوروبي وسواهم من مجموعات سفراء آخرين كدول اميركا اللاتينية، ولا شيء يمنع لقاء ديبلوماسيا  لسفراء من قارات مختلفة ما دام لا يتدخل في شؤون لبنان. الا ان اجتماع سفراء ايران وروسيا والصين وسوريا بدا لافتاً لاعتبارات عدة قد يكون اهمها ان سفراء هذه الدول يتمعتون بمواقع مهمة في ديبلوماسية بلادهم تتخطى دورهم في لبنان في اطار العلاقات الثنائية العادية بين لبنان وكل من هذه الدول، وتاليا فهم يتمتعون بفاعلية في تقويم سياسات بلادهم ليس في لبنان فحسب بل في سوريا ايضا، خصوصا في الظروف الراهنة التي تشهدها سوريا. اضف الى ذلك ان بيروت كانت تاريخياً عنواناً ينطلق منه تقويم سياسات دولية شرق اوسطية يضاف الى اهميتها راهناً كونها الاقرب الى سوريا والى مقاربة ما تواجهه.
وقد يصعب  اعطاء اهمية كبرى للقاءات مماثلة اولا لان سياسات الدول لا تقرر على مستوى عمل السفارات، فضلا انه حين يكون الموضوع جدياً او خطيراً فان الاجتماع لا يحصل بهذه الطريقة العلنية على الاقل انما يحصل على مستوى آخر من الاتصالات، لكن لا يمكن تقليل  اهمية اللقاء لمجرد ان تكون جلسة لشرب القهوة او الشاي خصوصاً ان المرحلة تتطلب تبادلاً للاخبار والافكار ومقارنة التقويمات حول الوضع السوري وتداعياته وربما ايضاً تنسيق المواقف، وفقا لما ابرزه البيان الذي صدر عن السفارة الايرانية، مظهراً وجود كتلة متراصة موحدة الرأي ازاء منطقها ومقاربتها للوضع في سوريا، وما لبث السفير الروسي ان نفى ان يكون بيانا مشتركا عن لقاء السفراء بل عن السفارة الايرانية وحدها.
ولا تجاري مصادر ديبلوماسية في بيروت الرأي القائل بان ايران تسعى عبر دعوة سفراء الدول الداعمة للنظام السوري الى اظهار راحتها في الساحة اللبنانية وتحركها بسهولة فيها، شأن ما كان يفعل النظام السوري ابان قمة نفوذه في لبنان، فهي ربما تعبر عن ذلك عبر مظاهر اخرى كما كانت زيارة السفير الايراني غضنفر ركن آبادي الى زحله قبل ايام في رسالة معبرة عن ان ايران لاعب مهم في لبنان كما في محاولة التأثير في شكل خاص في الاوساط المسيحية والطوائف وحتى في الانتخابات المقبلة. فحركة ايران في لبنان تثير حساسيات سياسية كبيرة خصوصاً في ظل اقتناع بانها ستسعى الى محاولة عدم خسارتها نفوذها في لبنان مع انهيار النظام السوري وربما تحضيرها لذلك عبر وسائل عدة ولذلك من الصعب الا تدرج اي خطوة تقوم بها في هذا السياق.
الا ان ما تتفق عليه المصادر الديبلوماسية ان هناك جديداً في الوضع السوري لا يمكن تجاهله بحيث استدعى ربما تنسيقاً او مقاربة مختلفة. اذ ان السفير الايراني بات يتحدث عن "افق مسدود" في الوضع السوري، علماً ان هذا الكلام هو حمّال اوجه لولا ان عطفه على مواقف مسؤولين في عواصم مؤثرة يشي بادراك ايران ان الأمور باتت حرجة جداً بالنسبة الى النظام، في الوقت الذي شغلت تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي الموفد الروسي الى المنطقة ميخائيل بوغدانوف الاوساط الاعلامية والسياسية وكذلك نفي الخارجية الروسية لما اعلنه مؤكدة ان روسيا لم تغير موقفها من دمشق ولن تغيره. وفيما فسر مطلعون وخبراء كثر في الموقف الروسي  تصريحات بوغدانوف بانها قد تندرج في اطار استعداد روسيا للتفاوض، فان آخرين اعتبروا الارتباك في المواقف الروسية مؤشرا الى وصول روسيا الى مأزق وكذلك جميع المعنيين بالشأن السوري.ففي معرض تعليق واشنطن على ما اعلنه بوغدانوف حول  "مواجهة روسيا الوقائع  وعدم استبعاد فوز المعارضة وفقدان النظام السوري السيطرة" ويقظة روسيا اخيراً  فانها دعت هذه الأخيرة  الى التعاون في الموضوع السوري في مقاربة الحل السلمي، وهو مؤشر على حاجة واشنطن الى روسيا في اخراج حل سلمي للوضع السوري. وثمة معطيات في الاطار نفسه عن سعي ايران الى التموضع ايضا من ضمن الحل الممكن لسوريا تزامناً مع نيتها العودة الى البحث في ملفها النووي قريباً مع الدول الخمس الكبرى زائد المانيا لئلا تكون خسارتها كبيرة من دون اي مكسب مع التغيير المحتمل في سوريا. ومن هنا سعي المسؤولين الايرانيين الى التلويح بوضع سوريا والبحرين على قدم المساواة في اي بحث عن مخرج للنظام السوري.
لذا فانه في حال لم يكن هناك قرار روسي بتغيير الموقف فان هناك على الاقل، وفق ما تقول المصادر المعنية، ما يكفي من المؤشرات من خلال المواقف الروسية الى وجود نقلة ما ليس واضحا اذا كان يمكن ان تترجم توجيه اشعار الى الرئيس السوري بشار الاسد بان الوقت الآن قد يكون الافضل للخروج المحتمل والامن وانهم مستعدون للعب دور في تأمين الضمانات اللازمة لذلك. اذ ان روسيا وكذلك ايران لا يمكن ان تتجاهلا الواقع المستجد على الارض والذي بات يحصر قوى النظام اكثر فاكثر في اماكن محددة ومحصورة بحيث غدا واضحا اكثر من اي وقت مضى ان المسألة باتت فقط مسألة وقت ليس اكثر ولا اقل. ولذا فان التحرك الديبلوماسي في لبنان وربما خارجه مثلما حصل من مناقشات في الامم المتحدة يوم الجمعة الماضي حول احتمال انشاء قوة مراقبي حفظ السلام في سوريا يثير تساؤلات من مثل هل هناك تسارع على الارض يستوجب المواكبة ام ان هذا المسار هو اعداد لمراقبة عملية التغيير عن كثب ومن لبنان باعتبار ان ثمة خوفا متعاظما من وضع متطور في سوريا واكثر في دمشق تحديدا  خارج القدرة على مراقبته او ضبطه.  ما يبدو واضحا اكثر من اي وقت مضى ان الايام المقبلة تبدو في غاية الاهمية على صعيد التطورات المتسارعة على الارض والسباق الظاهري مع امكان بلورة توافق سياسي دولي اقليمي ما  في وقت قريب.

نصرالله طالب بتثبيت متعاقدي اللبنانية وحل قضية السلسلة: أنصح 14 آذار بإعادة النظر بالمقاطعة وليتفضلوا إلى الحوار والبرلمان
الأحد 16 كانون الأول 2012
وطنية - اقترح الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، سلسلة خطوات لحل عدد من الأزمات المطلبية، منها تفريغ الأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية وإيجاد حل لقضية سلسلة الرتب والرواتب. ودعا بما أنه "يوجد فقر عابر للطوائف"، إلى تشكيل مجموعة عمل وطني تضم سياسيين ونقابيين واقتصاديين "تجلس وتقول نحن اللبنانيين، بمعزل عن انقساماتنا وخلافاتنا، ومن بالموالاة ومن بالمعارضة، كيف يمكننا أن نضع برنامجا وخطة لمواجهة هذه الأزمة، وكيف يمكننا أن نتعاون لمواجهة هذه الأزمة قبل الإنهيار".
سياسيا، رأى أن "إصرار الفريق الآخر على المقاطعة"، لا يهدف إلى إسقاط الحكومة أو الضغط عليها للإستقالة و"الحكومة لن تستقيل حتى لو بقيتم مقاطعين"، بل "الهدف الحقيقي الذي أصبح واضحا وبينا هو تعطيل مجلس النواب حتى لا يتم إقرار قانون إنتخابات جديد، وبالتالي وضع اللبنانيين أمام خيار وحيد: أو إنتخابات بقانون الستين أو بدون إنتخابات، وكلا الخيارين سيء". وقال "منذ عام 2005 حتى الآن لا يوجد رهانات بنت عليها 14 اذار وكانت صحيحة"، في وقت "أن القوى الوطنية، الحقيقة هي التي تكون صاحبة فعل على المستوى الوطني، بمعزل عن التطورات الإقليمية".
كلام نصرالله جاء في كلمة ألقاها عبر الشاشة، في حفل التخرج الجامعي السنوي الثالث والعشرين "دفعة الرسول الأكرم"، الذي أقامته التعبئة التربوية في "حزب الله"، بعد ظهر اليوم في مجمع سيد الشهداء في منطقة الرويس - الضاحية الجنوبية.
واستهل نصرالله كلمته بالقول: "من دواعي السعادة والبهجة أن نلتقي في هذا الحفل الكريم المبارك، والذي يعبر أيضا في بعض أبعاده عن إستجابة هذا الجيل لنداء رسول الله (ص) إلى طلب العلم والإهتمام بالعلم والتأكيد على أن نكون أمة علماء وجيل علماء ومجتمع علماء في كل المجالات والإختصاصات".
وخاطب المتخرجين قائلا: "هذا الحفل هو عنوان إنجاز صنعتموه أنتم وحققتموه أنتم، ونحن نفرح به جميعا، لأن بركات ونتائج وآثار هذا الإنجاز ستعود إلى الجميع". وتوجه بالتحية لهم، وشكرهم "على جهودهم وجهادهم في مقاعد الدراسة، وتعبهم وسهرهم وتحصيلهم العلمي، وفي نهاية المطاف على نجاحهم وعلى تفوقهم أيضا في بعض المجالات وفي بعض الإختصاصات"، سائلا الله "أن يوفقهم في بقية العمر، بعد أن يطيل أعمارهم، إلى مزيد من العلم والعمل وفعل الخير والبناء للدنيا والآخرة".
كما شكر عائلاتهم "التي تحملت كل هذه الأعباء القاسية والصعبة في مثل الظروف التي نعيشها في لبنان، وأصرت وواكبت ودعمت أبناءها وبناتها لمواصلة الدراسة والتحصيل العلمي. وبعد الله سبحانه وتعالى الشكر لهؤلاء الآباء والأمهات، الذين حملوا هذا العبء". ووجه نداء "بل نقدم رجاء، ولو وصلنا إلى حد التوسل ـ لا توجد مشكلة ـ أن نقول للأباء وللأمهات وللعائلات إحرصوا بشدة على أن يواصل أبناؤكم وبناتكم التحصيل العلمي والدراسة، مهما كانت الظروف قاسية وصعبة، حاذروا أن تسحبوا أولادكم من مقاعد الدراسة، وتحملوا مشقة أن يدرس أبناؤكم وبناتكم وأن يتعلموا، وهذا الأمر يستحق التضحية منكم، ويستحق تحمل المشقات منكم، وحتى الآن الحمد لله ما زال هذا هو الطابع العام للعائلات اللبنانية، بالرغم من بعض حالات الإنكفاء أوالسلبية التي نجدها في بعض الأماكن أو في بعض العائلات ولو بشكل محدود. ولكن هذه الظاهرة إن وجدت يجب أن تواجه".
كذلك شكر "كل الجهات والمؤسسات والجمعيات والأحزاب والشخصيات الداعمة، التي قدمت المال أو الهبات أو المنح أو القروض، وساعدت هؤلاء الأعزاء لإنجاز هذا الشوط العلمي المهم". وشكر أيضا إدارات وأساتذة الجامعات "التي احتضنت هؤلاء الطلاب والطالبات، وقامت برعايتهم وتعليمهم ومواكبتهم، وصولا إلى هذا الإنجاز".
وقال إن حفل التخرج "يقدم مشهدا أو جزءا من الصورة الحقيقية للمقاومة ولحزب الله في لبنان، واحدة من الصور التي تعبر عن حقيقة وهوية وماهية حزب الله والمقاومة في لبنان". لافتا إلى أن هذا المشهد ليس جديدا ف"أول حفل تخرج حصل أو انعقد أو أقيم في سنة 1984. إذا إفترضنا أن المقاومة بعد الإجتياح، التي هي مقاومتنا نحن، ومع إحترامنا لكل فصائل وحركات المقاومة التي سبقتنا ونعترف لها بفضل السبق، وبعد حزيران 1982 بدأت تتكون مقاومتنا الإسلامية ضمن صيغتها المعروفة، يعني بعد مدة زمنية قليلة كان حفل التخرج الأول في سنة 1984".
تابع: "خلال هذه المسيرة الطويلة، كان الطلاب الذين ينتمون إلى هذه المقاومة، يدرسون ويقاومون، وبعضهم أستشهد وهو طالب في الجامعة، وبعضهم استشهد بعد أن تخرج من الجامعة، وبعدهم استشهد بعد التخرج وقبل حفل التخريج، يعني تخرج وقبل إقامة حفل التخريج استشهد، على كل حال، كل هذه اللقاءات والمشاهد تؤكد أن مسيرتنا الإيمانية والجهادية هي بالدرجة الأولى هي حركة إيمان وعلم ومعرفة، وبناء علمي وروحي وإنساني كما هي حركة تحرير وفداء ودفاع وكرامة".
أضاف: "دائما، في كل اللقاءات السابقة، كنا نؤكد على وجوب تلازم العلم والأخلاق، وعلى تلازم العلم مع التقوى، يعني الإلتزام العملي بالقيم الأخلاقية وبالقيم الإنسانية وبالقيم الدينية وبالقيم الرسالية، لأن هذا التلازم وهذا الإلتزام هو الذي يشكل الضمانة لأن يستخدم هذا العلم وهذه المعرفة وهذا الإختصاص، أيا يكن هذا الإختصاص، في خدمة الناس وفي خدمة الأوطان، وليس في إلحاق الأذى بالناس أو التآمر على الأوطان، نحن نشهد في عصرنا الحاضر كيف أدى التطور العلمي والتكنولوجي خصوصا، بعيدا عن الإلتزام الأخلاقي وإلتزام القيم، أدى إلى توسيع رقعة الظلم والهيمنة والإحتلال والإستكبار ونهب ثروات الشعوب، وقتل الملايين وتجويع مئات الملايين وهكذا.
الإمكانات العلمية الهائلة اليوم تستغل من أجل إشباع فئات محددة، ومن أجل إشباع بطونها، أو ملء بنوكها، أو إشباع رغباتها وجشعها إلى السلطة، وإلى الهيمنة والسيطرة، في الوقت الذي كان يمكن من خلال هذه العلوم وهذا التطور العلمي الهائل، أن يتم نشر العدل والرفاه على إمتداد العالم. في ثقافتنا وفي فكرنا، أن الله سبحانه وتعالى أودع في الأرض من الإمكانيات ومن الخيرات ومن النعم، ما يستطيع أن يؤمن الحياة الشريفة والكريمة لمليارات البشر. لكن الناس بظلمهم وجشعهم وطمعهم، وبأنفسهم الأمارة بالسوء، من يسمون بالملأ الأعلى، هم الذين يسيئون إستغلال هذه الموارد الطبيعية وهذه النعم، ويحرفونها عن مسارها الطبيعي، ما يؤدي إلى كل هذه المظالم".
وشدد على أن العلم "هو من نوع النعم الإلهية التي يمكن إستخدامها في الخير، ويمكن إستخدامها في الشر، وهذا يرتبط ويعود إلى إرادة الإنسان، ولذلك كان السيد المسيح (عليه السلام) يقول: "من تعلم لله وعلم لله وعمل لله نودي في ملكوت السماء عظيما". إذا ليس مجرد التعلم أو التعليم أو العمل بالعلم، هو الذي يرفع من مكانة الإنسان، بل أن يكون التعلم مخلصا، والتعليم مخلصا، والعمل مخلصا، وملتزما بهذه القيم السماوية، لأن أحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله، أنفعهم للبشرية".
وأردف قائلا: "نحن في مسيرتنا نؤكد إلتزامنا بهذا المعنى، ونقول: خريجونا ومتعلمونا وعلماؤنا ومثقفونا، عندما نتطور في أي إختصاص، إنما نطمح من خلال ذلك كله، لأن نساهم بشكل جدي في بناء وطننا وبلدنا، في تطويره وفي تحسين أوضاعه، وفي معالجة أزماته وفي تحرير أرضه وفي الدفاع عنه، عن سيادته وعن مقدراته وعن ثرواته وعن أمنه وإستقراره، وهذا ما نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا إليه".
الجامعة اللبنانية
ثم تطرق إلى عدد من الشؤون الوظيفية والاقتصادية، بادئا بالجامعة اللبنانية "هذه الجامعة، في هذه المرحلة كما في السابق، لكن الآن وفي المستقبل القريب، يجب أن تحظى بعناية إستثنائية. يقال إنها جامعة الفقراء، وهذا صحيح، نرى أقساط الجامعات الخاصة، من يستطيع أن يدخل أولاده إليها؟!، إلا من أنعم الله سبحانه وتعالى عليه، وفتح له الفرصة للدخول إلى الجامعات الخاصة.
لماذا أقول الآن وفي المرحلة المقبلة؟ لأن عدد اللبنانيين الواقعين تحت خط الفقر يزداد يوما بعد يوم، وفي الأفق ليس واضحا أنهم سوف يزدادون أو أنهم سوف يقلون، بل بالعكس الأفق واضح، وهذه النقطة سوف أرجع إليها بعد قليل، أنه نحن اللبنانيين ستزداد أعداد الواقعين تحت خط الفقر منا، يعني إما أن نذهب إلى الجامعة اللبنانية وإما أن نترك الجامعة".
تابع: "هنا مسؤولية الدولة بشكل أساسي، هذا يعني أن هذه الجامعة يجب أن تحظى بعناية إستثنائية من أي حكومة، تحديثها وتطويرها لقدراتها العلمية وإمكاناتها المادية ووصولا إلى تعزيز كادرها البشري، وبإختصار هذا يفتح الحديث قليلا عن قضية الأساتذة المتعاقدين (...) يوجد إستحقاق دائم كل سنة وسنتين وثلاثة، توجد مشكلة في البلد إسمها أنه يوجد عدد من الأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية، التي تريد أن تقدم لوائح بأسمائهم إلى الحكومة من أجل ان توافق على تفرغهم أو تفريغهم أو تثبيتهم، ويدخل هذا الملف في التعقيدات اللبنانية المعروفة، وليس هناك داع أن نشرح.
دائما كانت هناك مشكلة هي أنه يفرض سقف عدد، و"تفضلي يا ادارة الجامعة"، أيا كانت إدارة الجامعة، تحت هذا السقف، فلترشحوا أساتذة متعاقدين ليتم تفريغهم.
هنا يختلط الحابل بالنابل، جزء من الأساتذة يكون حاجة فعلية للجامعة، وهي ضمن القوانين والأولويات والحاجات، هذا الجزء يكون موضوعيا. والجزء الآخر، وهو طبيعي في البلد، ومعروف وتدخل فيه القوى السياسية، الزعامات السياسية، المواقع السياسية، هذا يقول فلتزد لي عشرة والآخر يقول "مرق لي" خمسة الخ... فينحشر الأساتذة تحت السقف وينضغطون بالقوى السياسية".
أضاف في هذا الإطار: "البلد قائم على التوازنات، يوجد أناس مطلوب إنصافهم، يلحق بهم الحيف. أنا سمعت في هذه الايام، أنه يوجد اساتذة متعاقدون ينتظرون منذ ال 1995، نحن الآن في ال 2012، لماذا؟ هو متعاقد يدرس في الجامعة، حسنا، إذا لم يكن كفوءا أو لم يكن لائقا والجامعة لم تكن بحاجة له، لماذا هم متعاقدون معه؟ إذا كان كفوءا والجامعة بحاجه له لماذا حتى ال 2012 لم يتفرغ بعد؟".
ودعا الحكومة اللبنانية "وأعرف أنهم يناقشون الموضوع، ويبدو أنهم وصلوا إلى مكان ما متقدم في النقاش، أنا أدعو إلى مقاربة مختلفة، أن لا تقوم الحكومة بوضع سقف عددي وتقول، يا إدارة الجامعة يا رئيس الجامعة مسموح لك 300 او 400 أو 500 لا أدري كم هو العدد. فلتقوموا باختيار المطلوب منكم، وأنا أؤكد لكم أنه مهما تكن الصيغة التي ستعتمدها إدارة الجامعة ويتم رفعها الى الحكومة سيتم إنصاف كثيرين ولكن سيلحق الحيف أيضا بالكثير، للاسباب المعروفة في لبنان.
المقاربة المختلفة هي التالية: يوجد جامعة لبنانية بحاجة الى أساتذة، كل سنة يحال إلى التقاعد عل ما أكد لي الإخوة 80 أو 100 أو 120 أستاذ، يعني على تفاوت في السنوات. حسنا، الجامعة تكبر بشكل مستمر، وهي الملجأ الوحيد للطلاب الذين سيزدادون، لماذا أحدد السقف ب 300 أو 400 أو 500؟ كم تحتاج الجامعة؟ فعلا 800، 900 او 1000، ما المشكلة بالموضوع؟
يقولون إنه يوجد مشكلة مالية؟ حسنا سأناقش في الموضوع بعد قليل. حسنا، أن لا نضع سقف، ونقول للجامعة: حقيقة أنتم ماذا تحتاجون من أساتذة؟ وهؤلاء المتعاقدون فلنقم بتثبيتهم ضمن القانون، مع إعطاء اولوية للأقدمين، للمنتظرين منذ سنوات طويلة، والله يحب المنتظرين، لعله يأتي الفرج. هذه هي المقاربة الصحيحة، ليس المقاربة انه حددنا 300 أو 400 وساعتها كل الزعامات السياسية، الزعامات جميعها ونحن منها أيضا ستتدخل، "مرق لي" هؤلاء، ولتعط الأولوية لهؤلاء الخ.... حسنا لماذا سنضطر لاستخدام هذا الاسلوب؟".
واستطرد قائلا: "مثلا، في الموضوع الأمني، وأنا هنا لا أنتقد، انا أؤيد، في الحكومة السابقة قالت وزارة الداخلية أنه ونتيجة الوضع الأمني في البلد والسرقات والجرائم والمخدرات و... نريد أن نزيد العديد، يوجد لدينا متعاقدون، نريد أن نثبتهم، واتخذ القرار في جلسة واحدة، 4000 متعاقد في قوى الامن تم تثبيتهم في جلسة واحدة، وهذا ليس عيبا، هذا جيد، في الواقع أنت بحاجة إلى عديد لتستطيع أن تواجه المشاكل الموجودة في البلد.
حسنا، لاحقا في الحكومة الحالية، طلب وزير الداخلية أن يزيدوا 1000 آخرين ولم تكن الحجة الحاجة الامنية، كانت الحجة التوازن الطائفي، 1000 فرد، لأنه بال 4000 الذين تم تثبيتهم لم يكن هناك توازن طائفي، فلتفتحوا بابا ندخل من خلاله 1000 ونحدث التوازن الطائفي، وهذا الأمر أيضا لا عيب فيه، وأيضا أنا هنا لا أنتقد، لأنه يجب أن نراعي بشكل أو بآخر التوازنات الطائفية.
الان مطروح أمام الحكومة، وأنا لا أعرف إن وافقوا أم لم يوافقوا بعد، أيضا هم بحاجة إلى 1000 أو 2000 لسنة 2013.
حسنا، هذا يدل على أنه يوجد أموال لدفع المعاشات".
وأردف قائلا: "عندما نستثمر في الأمن أو ننفق في الأمن، نحن نعالج النتائج، ولكن عندما ننفق ونستثمر في التربية والتعليم فنحن نعالج الأسباب، والعاقل يعالج الأسباب.
حسنا، اليوم أنا أطلب من الحكومة أن تعتبر أساتذة الجامعات متفرغين في قوى الأمن الداخلي، الحاجة الأمنية تفرض هذا الأمر، ولننته من هذه المسألة، وعندها لا يكون هناك كل سنتين أو ثلاث معركة ينزل بسببها الناس إلى الطرقات، هذا الأمر معيب".
سلسلة الرتب والرواتب
أضاف: "هذا الأمر يدخلنا إلى موضوع مشابه، هو عنوان سلسلة الرتب والرواتب، بهذا العنوان يوجد عنوان عريض، لا يختلف عليه أحد، حتى بالقوى الساسية، حتى النقابيين، وحتى على ما أظن الهيئات الاقتصادية، أنه: نعم الوضع الحالي هو وضع غير مناسب، ونقصد هنا وضع الشرائح والفئات التي يطالها مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب، وضع غير مناسب، وأنه يجب أن يكون هناك معالجة لهذا الموضوع، وتطوير نوعي، يعني أن لا يكون التعديل بسيطا أو متواضعا، لكن أن الحكومة تريد أن تعالج هذا الموضوع بما يتناسب مع قدراتها والمداخيل والأعباء المالية والاقتصاية".
وقال: "كعنوان عريض، لا أظن أنه يوجد خلاف حوله، حتى الهيئات النقابية لا أعتقد أنها تقول: "نعم، فلتعطونا معشاتنا أو فلتزيدوا معشاتنا ولتحسنوا أوضاعنا، حتى لو سيؤدي الأمر إلى انهيار الاقتصاد الوطني"، لأنه لا يوجد أحد منهم يقول هذا الشيء. الخلاف هو خلاف تطبيقي، يعني هذا، أن الخلاف ليس على الخط العريض، أنه ماذا ستكون النتيجة إذا قمنا بإعطاء هذا الدخل؟ أو إذا أمنا هذا المدخول ما هي النتيجة؟ وهنا يوجد إجتهادات كثيرة وأيضا ضغوطات كبيرة على الحكومة.
هنا أتكلم بصفتنا جزءا من الحكومة - طبعا من نافلة القول، القول اننا نحن جزء من الحكومة، جزء متواضع خلافا لكل الذي قيل منذ البداية، أنها حكومة حزب الله، فلتتصوروا أنه عندما قرر الفريق الآخر أن يسقط الحكومة، قام سفراء الدول دائمة العضوية وممثل الأمين العام للأمم المتحدة ـ ونقصد بذلك الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والأمم المتحدة ـ وذهبوا إلى فخامة رئيس الجمهورية، وطالبوا بأنه يجب على هذه الحكومة أن تستمر لكي لا يكون هناك فراغ، يعني عجيب! إذا كانت فعلا هذه هي حكومة حزب الله، يعني أنا وأنتم يا أخواني وأخواتي في حزب الله، نأتي لنقول إنه: بالطبع يوجد خطأ ما! إذا كانت هذه حكومتنا والعالم هنا لكي يدعم هذه الحكومة، هذا أدل دليل أنه في نظر العالم هذه ليست حكومة حزب الله، هو هذا موقف المجتمع الدولي من الحكومة الحالية".
تابع: "حسنا، نحن نعتقد أنه يوجد موارد للتمويل، لكن هذه تحتاج لجرأة، تحتاج شجاعة وإقداما، هناك جهات كبيرة في هذا البلد يجب أن تتنازل وأن تتعاون، وبالتالي يمكن تمويل سلسلة الرتب والرواتب. لكن الآن أنا لا أريد أن أفتح نقاشا، أنا أريد أن أناشد اليوم في حفل طلاب وأساتذة ونقابيين، يعني بطبيعة اللقاء، أريد أن أناشد الحكومة أن تخرج من سلسلة الجلسات العديدة والطويلة المتعلقة بسلسلة الرتب والرواتب، يعني أعتقد أننا انتهينا من النقاش في الموضوع، فلتعقد جلسة أو جلستان جديتان، حتى لو أخذتا وقتا طويلا، حتى لو كان هناك خلافات في وجهات النظر، وليقوموا بالتصويت، إن توصلوا إلى إتفاق، ممتاز، إن لم يصلوا إلى إتفاق فليقوموا بتصويت أخر، في النهاية، ليس هنا نهاية القرار، الحكومة عليها أن ترسل مشروع قانون إلى مجلس النواب".
أضاف: "في هذا المجلس كل الكتل النيابية موجودة، وهناك يحصحص الحق، وكل المواقف تستبين وتتضح، وإذا كان من مساحة للمزايدات ستظهر هناك، والخائف على الاقتصاد الوطني سيظهر هناك، ومن مع الشرائح المستهدفة بسلسلة الرتب والرواتب يظهر هناك، وسيكون نقاشا وطنيا، يعني بالنهاية هذا المستوى من القرارات يحتاج الى مشاركة الجميع. حسنا، مشاركة الجميع ليست موجودة في الحكومة لأسباب سياسية، ولكنها موجودة في مجلس النواب. آن الأوان للحكومة الحالية المحترمة أن تنهي هذا النقاش وأن ترسل هذا المشروع القانون الى مجلس النواب ونتخلص من هذا الجدل والصراع والتوتر القائم بالبلد".
وقال نصرالله: "من هنا أعود إلى العنوان العريض الثالث، وهو موضوع الأزمة المعيشية والاجتماعية والاقتصادية الموجودة في لبنان، بالتحديد الموضوع الاجتماعي، والمعيشي والحياتي لاننا كلنا نعيش في هذا الوضع. ان حجم معاناة اللبنانيين والعائلات اللبنانية، حجم كبير جدا. في الموضوع الحياتي المعيشي الاجتماعي، الكثير من الناس يواجهون أزمات حقيقية على هذا الصعيد، قلة الامكانات، ضعف الامكانات، عدم توفر فرص العمل، غلاء المعيشة، ضعف الرواتب الخ...طبعا عندما يبدأ العام الدراسي وندخل الى موسم الشتاء يكبر الهم، إنه الأقساط والتسجيل والباصات والمازوت والتدفئة وخصوصا في المناطق الباردة".
أردف: "طبعا مخاطر هذه الأزمة واضحة، انعكاساتها الامنية، يعني اليوم يوجد جزء كبير من الجرائم، هل يوجد من يسرق لأنه لديه هواية في السرقة؟ من الممكن إحتمال هذا السبب ولكن يوجد من يسرق لأنه لديه حاجة وهذ لا يبرر السرقة، هذا يفتح باب السرقة والجرائم، أيضا ما نجده من أمراض وانهيارات نفسية وأزمات نفسية يعيشها الكثير، هي ناتجة عن هذا الوضع، يوجد متطلبات، ولا يوجد إمكانية تأمين هذه المتطلبات، والعالم تضغط على بعضها ولا أحد يرحم أحدا، يعني أيضا أن الناس لا تداري ظروف بعضها البعض، لا ترحم بعضها البعض، لعل هذا معنى ما نقل عن رسول الله (ص) أنه عندما قال: "يا أبا ذر، ما ذهب الفقر الى مكان إلا وقال له الكفر خذني معك". لعل ليس المقصود هنا الكفر العقائدي، المقصود هنا على طريقة "لئن شكرتم لأزيدنكم، وإن كفرتم، إن عذابي لشديد"، يعني الكفر العملي: الجريمة، المعصية، القتل، السرقة، النهب، العمالة، عدم الصبر، كفران النعمة الخ..". تابع: "أمام هذه الازمة التي لا داعي لأن نشرح مخاطرها، كلنا نعرف ما هي مخاطرها. لا يوجد شك أنه، نعم، يوجد قوى في لبنان وجمعيات ومؤسسات وجهات وشخصيات يحاولون أن يمدوا يد العون ويساعدوا، البعض يبذلون الجهد ليؤمنوا فرص عمل والبعض يؤمنون قروضا والبعض يؤمنون مساعدات، لكن هذا لا يحل المشكلة. قد تكلمنا سابقا، ونعاود الكلام، أزمة في هذه المستوى، الجهة الوحيدة المعنية والقادرة على معالجتها الدولة، لا أقول حكومة فقط، بل الدولة بكل مؤسساتها هي معنية بمعالجة هذا الموضوع". وسأل: "من يقدر أن يضع حلا لمشكلة البطالة، الضرائب بيد من؟ الجامعة اللبنانية، الجامعة الوطنية بيد من؟ المدارس الرسمية بيد من؟ ليس شرطا أن أرى فقط كيف سأزيد معاشات الناس، كلا، واحدة من أشكال الحل أيضا، هو أن أخفف النفقات على الناس. عندما يكون هناك تعليم مجاني وجامعة مجانية، والموضوع الصحي يجب أن نجد له طريقا، هذا يخفف. وهنا نحن نحتاج طبعا إلى برنامج حقيقي. اسمحوا لي هنا في هذا المقطع أن أفتح هلالين لكن واسعين قليلا، يعني ماذا تريدون أن تسموه "نق" لنسمه "النق السياسي" بين هلالين. من المؤسف أن عددا كبيرا من القوى السياسية في لبنان، هذا الموضوع ليس في أولوياتها، وأنا لا أقوم بظلم أحد ويمكنكم أن تراجعوا، في الحد الادنى لا أريد أن افتح الماضي كثيرا، دعونا نحكي باختصار شديد، من 2004، منذ صدور القرار المشؤوم 1559، يمكنكم أن تراجعوا الارشيف، انظروا، عندما نرى الخطط والبيانات والمقابلات الصحفية حتى اليوم، حتى صباح اليوم أيضا".
تابع: "حسنا، ما هي إهتمامات عدد كبير من القوى السياسية، ماذا؟ في رأس اهتماماتها موضوع واحد: سلاح المقاومة، المقاومة، لا يوجد شيء آخر. في الليل، في النهار، يفيقون، ينامون، يأكلون، يخطبون، كله عن سلاح المقاومة. والعجيب، يعني أنا في الحقيقة لا أحسدهم وليس اني أغبطهم كلا، أحسدهم، أنه كيف لديهم قدرة أن يتكلموا في نفس الموضوع، نفس الفكرة، نفس الجمل، يعيدونها، يعيدونها، يعيدونها، يعيدونها.. تعرفون أننا نحن من المشايخ ونلقي الخطب. أنا واحد من الناس إذا - ليس هناك مشكلة إذا قمنا بتلطيف الجو - إذا أردت مثلا أن ألقي خطبة، وبالرغم من أن الحاضرين ليسوا هم ذاتهم، هذا غير الذي يظهر على التلفاز، إذا كان هناك لقاء داخلي أحكي موضوعين أو ثلاث، وأرجع في لقاء آخر أحكي الموضوعين أو الثلاثة أنفسهم، والمرة الثالثة أشعر بالملل "أضوج"، لا أعود أستطيع أن أتكلم بهذه المواضيع".
وقال: "من 2004، أصبحنا في 2012 "يوجد شريط موضوع في مسجلة ومكبوس "
play"، ونفس الحكاية، ونفس الحكاية. حسنا، أين الاولويات، أين البلد؟ لا يوجد شيء. الآن خذوا من هذه السنوات الاخيرة، حتى دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري تم إستغلالها لإستهداف المقاومة، وهذا ما زال مستمرا. يا جماعة الخير أليس كلنا لبنانيين وشعب لبناني، واليوم الفقر لم يعد ميزة طائفة محددة، كان في زمان مضى الوضع كذلك، أنه طائفة أو طائفتين أو ثلاث وما شاكل تعاني من الفقر. اليوم الفقر في الادبيات اللبنانية، عابر للطوائف، اليوم لا يوجد فقر طائفي، يوجد فقر عابر للطوائف. لم يعد هناك طوائف أو مناطق تعيش مرتاحة وفرحة وأحوالها مكتفية، ومناطق مسحوقة وتحت خط الفقر، هذا عابر للطوائف وعابر للمناطق". أضاف: "حسنا، من 2004، والآن نحن في 2012، هذا البلد "ما كانوا يعطوه نفس"، ما أعطوه فرصة، أنه تفضلوا، فليجلس الناس مع بعضهم ويقولون هذا الموضوع ماذا سنفعل به، هذه الازمة المعاشية الحياتية، التي تطال الجميع وتستهدف الجميع ويعاني منها الجميع، ويتألم منها الجميع، وهذه يوجد إجماع عليها. جيد، إننا مختلفون على موضوع إسرائيل وفلسطين، هذا الذي أريد أن اختم به الكلام، مختلفون هناك. طيب على هذه متفقون، تفضلوا حتى نعمل. كلا، نفيق وننام على موضوع المقاومة". وقال: "طبعا خلال كل السنوات الماضية، حول موضوع المقاومة، كل الألاعيب السياسية سقطت، لا أريد أن أعيدها، قد كلمتكم عنها، من إغراءات السلطة الى الى الى.. والحروب العسكرية فشلت، والكل يعرف أن هذه المقاومة التي هزمت إسرائيل عام 2000، وهزمت إسرائيل عام 2006، هي متجذرة وقوية وحاضرة في وجدان شعبها وأهلها قبل أن تكون قوية بسلاحها وهي أقوى من أن تنال منها كل هذه المؤامرات. ولذلك ماذا بقى؟ بقي الكلام، نشتم ونشتم ونتهم، وكل الاشياء الموجودة في العالم نركبها على حزب الله. أنا رأيت بعض الصحفيين وبعض وسائل الاعلام لطيفين، يقولون: نشر المقال الفلاني وحزب الله لم يعلق، نشر البحث الفلاني وحزب الله لم ينف، قلت ألف مرة، "يا حبيباتي" إذا كل يوم سننزل نفيا، ننزل جرائد من النفي، على قدر ما يوجد أكاذيب وشتائم. على كل حال أنا لن أسمي، لكن أنتم ستنتبهون علي. يوجد قوى سياسية كبرى في العالم العربي اليوم، الآن ستستيقظ".
تابع: "لما كان بعض الإعلام العربي، على سنوات، يتهمنا ويشتمنا ويكذب علينا ويظلمنا ويشوه صورتنا، وهم كانوا ساكتين أو موافقين، والآن هذا الاعلام دار عليهم، وخصوصا الإعلام الممول خليجيا. حسنا إذا، بالخصوص هذه الشرائح دعنا نخاطبها، إذا ـ يا هذه الشرائح ـ الآن تعتبرون أن ما يقال عنكم في هذه الوسائل الاعلامية هو أكاذيب، لماذا كنتم تصدقون ما كان يقال عنا من نفس وسائل الاعلام؟ لماذا ما تقوله وسائل الاعلام هذه عنكم أكاذيب وعنا صدق وصحيح. كلا، يوجد إعلام مسيس وإعلام موجه، يوجد إعلام يعمل على معركة سياسية، وهذا الذي يعمل معنا في لبنان بالتفاصيل المملة". وقال: "حتى لا أطيل، بين هلالين، أرجع وأقول أقفلنا الهلالين، الآن نحن في 2012، ويوجد مشكل سياسي في البلد، ماشي الحال، وإنقسام سياسي حاد وخلاف على قضايا داخلية وقضايا إقليمية، لكن الجديد الذي أريد أن أقوله لهم، نحن مختلفون على أنه يوجد مصيبة حياتية معيشية إجتماعية في لبنان، لا أحد مختلف مع أحد. كل مدة ومدة، مرجعيات دينية، مجلس المطارنة الموارنة، دار الفتوى، المجلس الشيعي الأعلى، دار الطائفة الدرزية، الجهات كلها مشايخ العقل، كلهم يحذرون من الانهيار الاقتصادي. طبعا، المرجعيات الدينية مطلعة لأن الناس تدق الأبواب، تحكي معاناتها، خصوصا على أبواب الشتاء، على أبواب العام الدراسي، إذا نحن متفقون أنه يوجد أزمة".
أضاف: "ثانيا، نحن متفقون أن هذه الأزمة الدولة تحلها. ثالثا، أريد أن أقول إن الأزمة ليست الحكومة من يحلها، لماذا قلت ليست الحكومة؟ الحكومة ممكن أن تكون من تحالف سياسي معين ويوجد تحالف آخر بالمعارضة. في هذا الموضوع يجب على الموالاة والمعارضة أن يشكلوا، وهذا ما أدعو إليه اليوم، مجموعة عمل وطني، تجلس، الآن، سياسيين، نقابيين واقتصاديين هذا أصبح تفصيلا، أتكلم بالمبدأ، تشكيل مجموعة عمل وطني تجلس وتقول نحن اللبنانيين، بمعزل عن انقساماتنا وخلافاتنا، ومن بالموالاة ومن بالمعارضة، كيف يمكننا أن نضع برنامجا وخطة لمواجهة هذه الازمة، وكيف يمكننا أن نتعاون لمواجهة هذه الأزمة قبل الإنهيار. هذا واجب أخلاقي، واجب وطني، واجب ديني". تابع نصرالله: "أنا اليوم أقول إذا تشكلت مجموعة عمل وطني ويوجد مصلحة أن نكون فيها، نحن حاضرون أن نكون، حتى مع الذين يسبنا ويشتمنا ويتهمنا في الليل والنهار، لا يوجد مشكلة. هذا الموضوع نضعه جانبا، فلنضع إنقساماتنا السياسية ونزاعاتنا وصراعاتنا جانبا، ونأتي ونقول: يوجد موضوع وطني كبير، وموضوع إنساني كبير، وموضوع أخلاقي كبير يرتبط بحياة الناس، بأكل الناس، بشرب الناس، بمصير الناس، بنفسيات الناس. تفضلوا شكلوا مجموعة حوار وطني، مجموعة عمل وطني، فلندعها تضع خطة وطنية وبرنامجا وطنيا نذهب جميعا وندعمه، وأيا كانت الحكومة، كلنا كلبنانيين، نطالبها أن تنفذ هذا البرنامج، هذا المطلوب أن يعمل". وفي الوضع السياسي الحالي رأى ان التوصيف الحالي له: "طاولة حوار لا يوجد، جلسات عامة، الهيئة العامة للمجلس النيابي لا يوجد، لأنه يوجد تعطيل، لأن الفريق الآخر أخذ قرار مقاطعة. جيد، كان هدف المقاطعة، وقبلها تحركات في الشارع، إسقاط الحكومة، لكن الواضح أن الحكومة لم تسقط، واليوم مقاطعة يعني قطعت، قد مر عليها شهر أو أربعون يوما أو أكثر، والظاهر أن المقاطعة لم تسقط الحكومة، ليس لأننا متمسكين، بل لأن كل العوامل المحلية والاقليمية والدولية والمعطى الحالي تقول أنه يوجد مصلحة لهذه الحكومة أن تستمر. إذن المقاطعة، إذا كان هدفها إسقاط الحكومة فلن تؤدي الى نتيجة سوى إلحاق الخسارة بالبلد وتعطيل مجلس النواب في شكل أساسي". أضاف: "لكن إصرار الفريق الآخر على المقاطعة، واضح أنه لم يعد الهدف منه هو إسقاط الحكومة أو الضغط على الحكومة للإستقالة. أصبح واضحا أن الحكومة لن تستقيل حتى لو بقيتم مقاطعين. الهدف الحقيقي الذي أصبح واضحا وبينا هو تعطيل مجلس النواب حتى لا يتم إقرار قانون إنتخابات جديد، وبالتالي وضع اللبنانيين أمام خيار وحيد، أو إنتخابات بقانون الستين أو بدون إنتخابات، وكلا الخيارين سيء، الآن لا أريد أن أقول أيهما أسوأ، سوف نتحدث لاحقا عن هذا الموضوع، وكلا الخيارين سيء".
تابع: "جيد، الكلام الذي أريد أن أقوله ليس من منطلق الموقع الوسطي، وأيضا بشفافيتي، نحن لسنا وسطيين، ونحن لسنا وسيطا ولا نلعب دور الوسيط، ليس لأننا لا نريد أن نلعب دور الوسيط، بل لأننا نحن الفريق المستهدف أساسا، نحن الفريق المستهدف، أكيد أنا لا أقدر أن أكون وسطيا، نعم نحن في هذا الموقع السياسي، نحن فريق في هذا الخلاف السياسي، ونفتخر في المكان الذي نحن فيه وفي الموقع الذي نحن فيه وكنا فيه وما زلنا فيه وسنبقى فيه، لكن هذا لا يمنع أن يتناصح الشخص، هم ينصحوننا أو نحن ننصحهم، وإن كان هناك اناس هنا في البلد إذا نصحتهم يعتبرونك متكبرا، يعني هم أعظم وأعلى من أن توجه اليهم النصائح. نحن نقبل النصيحة فانصحونا ونحن ننصحكم، لأن العالم قائم على هذا". وقال: "أريد أن ألفت عنايتهم - حتى لا أستعمل عبارة نصيحة - إلى خطأ في التقدير: أنتم يا شباب تبنون كل حساباتكم كما هي العادة، يعني بالسابق نفس الشيء، عندكم تقدير وعلى أساسه قاعدين تقاطعوا وتمنعوا التصويت على قانون انتخابات جديد "وعم تدفشوا" بالوضع السياسي وتمنعوا أي انجاز لهذه الحكومة بالمقاطعة، بالنهاية اذا هذه الحكومة تريد ان تفعل شيئا للبنانيين والناس، هم يقطعون عليها الطريق ويمنعونهامن فعل هذا الانجاز. على ماذا يراهنون؟ أنه بعد مرور كذا يوم ويسقط النظام في سوريا. جمعة وجمعتين ويسقط النظام في سوريا، أو اكثر شهر وشهرين ويسقط النظام في سوريا. هل هذا التقدير صحيح؟"
أضاف: "أولا هذه القصص ليست جديدة، الأحداث في سوريا سيصبح لها بعد وقت قليل سنتان. من اليوم الأول قال بعض الأمراء وبعض الملوك وبعض الرؤساء وبعض الوزراء، وقال تبعا لهم قيادات في قوى 14 اذار، إن النظام في سوريا سيسقط بعد شهرين، هذا وسيصير لنا سنتان. مضى شهران ولم يسقط النظام، فتم تمديد شهرين، مضى الشهران الممددان ولم يسقط النظام، فتم تمديد 3 اشهر (احتاطوا) لم يقولوا شهرين بل قالوا ثلاثة، مددوا 3 اشهر. مضى 3 اشهر، قالوا شهر رمضان، مضى شهر رمضان، قالوا 3 أشهر بعد شهر رمضان، وصلنا على حلب، وصلنا على دمشق، وصلنا على شهر رمضان الذي مضى وستنقضي سنتان. هذا واحد".
تابع: "ثانيا: إذا أنتم تبنون على معلومات تأتي إليكم. كلا،معلوماتكم خطأ.
كل وسائل الإعلام والفضائيات العربية ـ جزء منهم طبعا هم يعرفون أنها أكاذيب وحرب نفسية ـ قالت إن هذه دمشق تنهار وستسقط بيد المعارضة المسلحة وخلال أيام ينتهي النظام، هذا المناخ هو الذي ساد في الاسبوعين الماضيين. هذه المعلومات ليست صحيحة، كلها ليست صحيحة. وأي أحد الآن (منصف) يضع خريطة سوريا كلها أمامه ويرى المدن والمساحات والأماكن المهمة التي ما زال النظام موجودا فيها ومتينا فيها ومتمكنا فيها، والأماكن التي تحت سيطرة المعارضة، ويجري قراءة، هل يستنتج من هذه القراءة أن هذا النظام يسقط بيوم ويومين وجمعة وجمعتين وشهر وشهرين وثلاثة وسنة وسنتين؟ لا تبنوا حساباتكم على تقديرات خاطئة".
وقال: "بالحد الأدنى منذ عام 2005 حتى الآن لا يوجد رهانات بنت عليها 14 اذار وكانت صحيحة. وتذكرون، في واحدة من المناسبات، ولا أعيد، ذكرت لكم الرهان الأول التقدير الأول غلط والتقدير الثاني غلط إلى التقدير الخامس. والآن منذ سنتين ترتكبون نفس الخطأ، بوقت أن القوى الوطنية الحقيقة هي التي تكون صاحبة فعل على المستوى الوطني، بمعزل عن التطورات الإقليمية". وقال موجها كلامه الى قوى 14 آذار: "أنتم تركيب سياسي مراهن على الوضع الدولي والإقليمي، متسائلا ماذا تفعل إسرائيل؟ ماذا يحدث في سوريا؟ والأميركان ماذا يريدون أن يفعلوا؟.. وقال: "تعالوا نتحدث مع بعضنا لبنانيا، لذلك لا أنصح هؤلاء أن تستمروا في التقديرات الخاطئة، ويجب أن تدققوا في معلوماتكم حول التطورات والمستجدات في الوضع السوري، وتعيدوا النظر بمقاطعتكم ولا تزيدوا البلد تقسيما، وتعودوا وتتفضلوا إلى المجلس النيابي لتجتمع القوى لمناقشة قانون الانتخاب، لأن هذا هو المسار الطبيعي". بعد عدة أشهر الانتخابات النيابية- خيرا إن شاء الله- نحن جلسنا سنتين في الخيم. انتظرنا سنتين، وكنا نقول ـ وتذكرون في ذلك الوقت ـ دعنا ننتظر وكذا..( غمض عين وفتح عين ويمضوا السنتين).. انتظروا انتم "كذا شهر". اضاف: "ان المسار الطبيعي ان تعود القوى للالتقاء، ويصدر قانون انتخاب جديد، ويصبح هناك انتخابات جديدة. وتتشكل على ضوء الانتخابات الجديدة حكومة جديدة. هكذا إذا أردنا أن نعبر ببلدنا بسلامة ونعمل للمصلحة الوطنية، ولا ننتظر فلانا وفلانا المصرين بأن يأتوا من مطار دمشق، كلا يا أحبائي تعالوا من مطار بيروت، ودعوا مطار دمشق، ثم دعوا الناس تعيد النظر بهذا الواقع".
واردف: "أنا انتهيت من الموضوع السياسي اللبناني لأقول إن هذه التقديرات خطأ، والمسار الطبيعي هو في طاولة الحوار، إذا أردنا أن نعمل للمصلحة الوطنية، وأن نخرج من كل الشدائد والأزمات، فاذا اردتم العودة الى طاولة الحوار فأهلا وسهلا، عندها نعمل على إصدار قانون انتخاب تحضيرا للانتخابات المقبلة، والذي يفوز في الانتخابات يعمل على تأليف حكومة جديدة". اضاف: "اما في موضوع سوريا،أحب أن أقول شيئا في الوضع الحالي، ان الأمور تزداد تعقيدا، ومن يعتقد أن المعارضة المسلحة قادرة على حسم المعركة عسكريا هو مشتبه جدا جدا جدا". وقال: "ان الأمور في سوريا اتخذت منحى مختلفا، والتوصيف في البدايات، أن الصراع هو بين النظام وشعبه بات غير صحيح قطعا". واعتبر ان في سوريا اليوم انقسام شعبي حقيقي، ويوجد نظام وجزء معتدى به و عدد كبير من الشعب مع النظام، وهناك جزء معارض للنظام يحمي حملة السلاح ويستعين بقوى إقليمية وقوى دولية. وذهبت الأمور الى المواجهة المسلحة".
ورأى ان "البعض الذي يأتي ويناقشك في الموقف الاخلاقي. إذا أنت مع الشعب السوري أو ضد الشعب السوري.. أريد أن أسأل سؤالا (أريد أن أحكي عن حوادث جديدة، لا أن أفتح ملفا منذ سنتين): هل أهل قطنة سوريون أو "جلب" (مستوردون)؟ هل أهل جرمانة سوريون أو "جلب"؟ هل أهالي أحياء دمشق سوريون أو "جلب"؟ وكثير من المدن والقرى في سوريا التي يتم إرسال سيارات مفخخة اليها، وفي أي وقت؟ انظروا إلى اللؤم ، يتم إرسال سيارات مفخخة في الساعة 30،7 او 00،8 صباحا يعني ساعة توجه الطلاب الى المدارس، وتكون الطرقات مليئة بالناس، وتأتي الناس لتلم الجرحى والقتلى فتأتي سيارة ثانية وتفجر فيهم، هذا قمة اللؤم". واضاف: نقول لكل الذين كانوا خلال عامين يسألوننا، أنا اليوم أريد أن أسألهم: أين موقفكم الأخلاقي من الشعب السوري الذي تقتله المعارضة المسلحة؟ أين موقفكم الأخلاقي من الشعب السوري الذي - بالنسبة لبعض أفراده- يتم توقيفهم على الحيطان وقتلهم أمام الكاميرات؟ أين موقفكم الأخلاقي ممن يلقى بهم من أعالي البنايات في سوريا؟ ما هو موقفكم الأخلاقي ممن يقتلون على الهوية في سوريا؟ هل هؤلاء ليسوا شعبا سوريا؟ هل هؤلاء "جلب"؟
الآن، لا يأتي أحد ويختلق ويقول: النظام والشعب السوري. كلا يا حبيبي.
وتابع: يوجد نظام يدافع عن وجوده نتيجة قناعته، هناك جزء مهم من الشعب السوري معه. ويوجد معارضة مسلحة تريد أن تسقط هذا النظام ويوجد جزء من الشعب معها. ويوجد قتال دام في سوريا، قتال قاس. وللأسف أنا أقول لكم: المعركة طويلة في سوريا، والسبب أن المعارضة المسلحة ومن يقف خلفها من دول إقليمية ودولية ترفض أي حوار مع النظام. ماذا يعني رفض الحوار؟ يعني الاستمرار في المواجهة المسلحة، ومزيدا من القتال والدمار ونزف الدم. لماذا ترفضون الحوار؟ لماذا ترفضون الحل السياسي؟ بكل صراحة أريد أن أقول لكم: هناك دول اليوم لديها أموالا كثيرة ولا يسألون اذا ظل الناس في سوريا يتقاتلون سنة واثنتين وعشر سنوات، هم ليسوا خاسرين لشيء. "الفلوس، على رأي اهل "الضيعة" مثل الكشك". والقوى الإقليمية هي المستفيدة من هذا الصراع.
وقال:"بيننا وبين القاعدة لا يوجد أي علاقة، بل هناك نوع من السجال وأحيانا الخصومة من قبلهم، الآن هم يعادوننا ( يصطفلوا). ولكني اليوم أريد أن أوجه نداء للقاعدة وأقول لهم أن الأميركيين والأوروبيين وبعض الحكومات في العالم العربي والاسلامي نصبت لكم كمينا في سوريا وفتحت لكم ساحة لتأتوا إليها من كل العالم، من لندن ومن باريس ومن السعودية ومن الإمارات ومن اليمن ومن باكستان ومن أفغانستان ومن غيرها. حتى يقتل بعضكم بعضا في سوريا، وأنتم وقعتم في هذا الكمين. ولو فرضنا أن هذه الجماعات التي تنتسب إلى القاعدة أو إلى فكر القاعدة، استطاعت أن تحقق إنجازا ميدانيا في يوم من الايام، فستكون هي أول من سيدفع الثمن في سوريا، كما دفعت الثمن في البلدان الاخرى".
اضاف:"أحب أن أقول لكم وأقول لجماعة 14 اذار أيضا أن تنتبه، الأميركان ليسوا مستعجلين على نهاية الازمة في سوريا. بالعكس يريدون للازمة في سوريا أن تطول، حيث المزيد من القتل في صفوف المعارضة المسلحة، والمزيد من القتل في الجيش العربي السوري والأجهزة الأمنية السورية، والمزيد من القتل في فئات الشعب السوري المختلفة، هذا يعني ان تكون سوريا ضعيفة وهزيلة ومدمرة، مستنزفة.كما يعني شطبها من المعادلة الاقليمية.مؤكدا ان ذلك يصب في مصلحة أميركا واسرائيل".
وتابع: "اليوم في الاعتبار الاستراتيجي ،الاعتبار القومي، الاعتبار السياسي، في المنطق، وأيضا بالاعتبار الإنساني، لطالما قلنا إن قلوبنا تحزن، ونتألم بشدة وبصدق على كل نفس تزهق في سوريا ، على كل طفل وامرأة وكبير وصغير، أيا يكن انتماؤه وموقعه، هذه المشاعر مشاعر طبيعية. حتى بالاعتبار الانساني، اليوم مسؤولية الجميع هو العمل من أجل حوار سياسي، وكل من يمنع الحوار السياسي هو المجرم الذي يتحمل مسؤولية كل من يقتل في سوريا والمذنب، لأنه المصر على القتال وعلى سفك الدماء أيا تكن شعاراته وعناوينه". ورأى "ان المشهد أصبح أكثر تعقيدا لأنه يوجد تيارات تكفيرية دخلت على الخط وبقوة، وتثبت حضورا قويا وهذا أقلق حتى حلفاءهم في المعارضة السورية، اسمعوا تصريحاتهم واقرأوا مقالاتهم ومن حقهم أن يقلقوا، لأن من يقرأ تجارب هذه القوى في البلدان الأخرى من حقه أن يقلق، يقلق على المستقبل، يقلق على البديل. هؤلاء إلى أين يأخذون سوريا؟ لذلك في هذه النقطة، ان المسؤولية الانسانية والأخلاقية والشرعية والقومية والاستراتيحية هي أن تبذل كل الجهود من أجل أن يقبل الجميع بحوار تنتج عنه تسوية سياسية في سورية".
وانتقل الى موضوع غزة فقال: "أدخل إليها لبنانيا، في الأيام الأخيرة ذهب وفد من قوى 14 آذار إلى غزة، ذهبوا باركوا،هنأوا، تصوروا وأتوا وأدلوا بتصريحات. طبعا بعض حلفائنا في 8 آذار كان لهم نظرة قد تكون مريبة، ما القصة؟ ما الحكاية؟ أنا أقول رأيي الشخصي، أنا واحد من الناس فرحت كثيرا، وأنا أقول لكم هذا شيء جيد، وأنا أشجع 14 آذار أن يذهبوا إلى غزة، ويؤيدوا المقاومة في غزة، ويؤيدوا سلاح المقاومة في غزة، ويهنئوا انتصار المقاومة في غزة. ولا نريد منهم لا أن يؤيدوا سلاح المقاومة في لبنان ولا أن يهنئوا المقاومة في انتصارها في لبنان ولا أن يعترفوا بانتصارها في لبنان". اضاف: "نحن المقاومة في لبنان نعتبر أن الحق قد وصل الينا عندما يقف أحد ويهنئ المقاومة في غزة ويعترف بها ويعترف بجدوى سلاحها، "وصلنا حقنا". هذا ممتاز أن يقومون به، بل أكثر من هذا، هناك شيء آخر أكثر امتيازا أنا قرأته في الصحف، على ذمة الصحف، بعض الشخصيات التي ذهبت إلى غزة وعادت لتقول : لن نتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين. ممتاز، فنحن على أي شيء مختلفون يا حبيبي! إذا كانت زيارتكم إلى غزة تجعلكم تعودون وتتحدثون بهذا المنطق على حسابنا، "روحوا الى غزة". طبعا، هذا الموقف عاطفي، وإن شاء الله يصبح موقفا سياسيا، لأن التيار السياسي الذي ينتمي إليه هذا المصرح لا يقول هذا. هو يقول بمبادرة السلام العربية التي تعطي ثلثي فلسطين للاسرائيلي. لكن هذا جيد، هذا تطور ولو على المستوى العاطفي وعلى المستوى السياسي جيد".
وقال: "في موضوع غزة والانتصار الذي حصل، فنحن تحدثنا في الأيام السابقة، أريد أن أقول تعقيبا: تذكرون في حرب تموز2006، التي استمرت 33 يوما ماذا قيل بعدها؟ قيل: إسرائيل لم تنهزم، وحزب الله لم ينتصر، وإنما كان هناك خلل في القيادات. قيل: عمير بيرتس ماذا يعرف بوزارة الدفاع! رئيس الأركان قادم من القوة الجوية وهو لا يعرف أن يقاتل في القوة البرية! أولمرت، هو أيضا رئيس بلدية لكنه تسلم رئاسة الوزراء، لا، لا، هناك نقص في القيادة! وإلا فإن إسرائيل مقتدرة وقوية وعظيمة وقادرة أن تلحق الهزائم، وهذه "فلتة شوط". اضاف: "هذا الكلام قيل لبنانيا وعربيا، من بعض اللبنانيين، لأنه لا يريد أن يعترف بانتصار المقاومة، يعني أن المقاومة ليست قوية، وإنما هم أخطأوا، هذه "فلتة شوط". قام الإسرائيليون بتشكيل لجان، وفينوغراد، ولجان دراسة وتحقيق وإضافة إلى ذلك شكلوا عشرات لجان التحقيق في الجيش الإسرائيلي كي تناقش تقنيا وفنيا لترى أين هي الثغرات والنواقص والعيوب، والذي يسمونه هم أخذ الدروس والعبر، وعملوا بعد 2006 وبنوا جيشا جديدا، فحجم الامكانات التي ضخت في الجيش الإسرائيلي، والتجهيزات العسكرية التي أدخلت إلى الجيش الإسرائيلي. والتدريب منذ عام 2006 وحتى الآن، لم يحصل بتاريخ إسرائيل، ان هذا الكم من التدريب والمناورات، عسكرية وأمنية وجبهة داخلية، وأن إسرائيل الآن استفادت من كل العبر والدروس وفي الحرب القادمة سوف "تمسح العالم".
وتابع: "حصلت حرب غزة نهاية 2008 وبداية 2009، يومها الذين ذهبوا اليوم وهنأوا في غزة قالوا غزة خسرت، مع العلم أن هذه لا تفرق عن تلك. أيضا، ظهر أن الجيش ( الإسرائيلي) فاشل، علما بأن وزير الدفاع حينها كان باراك، ورئيس الأركان أشكينازي كان في القوة البرية كما كان قائد المنطقة الشمالية، واستفادوا ودرسوا ؟ الآن 2012 تدريب وأخذ دروس وعبر وتجهيزات وتسليحات وموازنات ضخمة وشاهدتم بأم العين، أيها الأخوة والأخوات، أيها اللبنانيون، أيتها الشعوب العربية، رأيتم بأم العين كيف أن صاروخين أو ثلاثة، ثلاثة صواريخ، اثنان سقطا في تل ابيب والثالث في ضاحية من ضواحي تل أبيب، ثلاثة صواريخ جعلوا نتنياهو وباراك ورئيس الأركان ووزير الجبهة الداخلية يركضون باتجاه الملاجئ و"يرفعون العشرة" أمام قطاع أعزل، أمام قطاع محاصر، أمام قطاع ليس فيه جبال ولا وديان ولا تضاريس وجغرافيا تساعد المقاومة، هكذا كان واقع إسرائيل، "وعن جد" إسرائيل هزمت في هذه المواجهة وتوسلت الحل، أليس هذه عبرة؟! ".
وقال: "على ماذا يدل هذا؟ يدل على أن الذي حصل عام 2006 لم يكن "فلتة شوط" والذي حصل عام 2009 في قطاع غزة لم يكن "فلتة شوط"، لأن الذي حصل في الـ 2012 قبل أسابيع لم يكن أيضا "فلتة شوط"، "يا عمي الشوط بيفلت مرة، بيفلت مرتين، بيفلت ثلاث مرات!؟" وهل نحن نلعب كرة القدم. هناك حكومات تسقط، هناك دول تقوم بتغيير عقيدتها القتالية، وعندما نقول أخذ الدروس والعبر، يجب أن نسجل أن إسرائيل هذه، القوية الجبارة الواثقة المقتدرة المرعبة المخيفة، إسرائيل هذه انتهت وإلى الأبد".
واشار الى "ان هذا المسار الإنحداري بدأ منذ عام 2000، والهزيمةالتي لحقت بهم والتي وصفوها بالهزيمة الاستراتيجية، الموضوع ليس موضوع الشريط الحدودي وكم طوله وعرضه وكم قرية فيه؟ أن تخرج إسرائيل من أرض عربية بلا قيد ولا شرط ذليلة مدحورة مهزومة تحت ضربات المقاومة، هي الخسارة الإستراتيجية وهي المسمار في نعش إسرائيل الذي فتح الباب على بقية المسامير، والمسامير الآتية الباقية آتية إن شاء اللهط. وقال: "لكل الذين تحدثوا خلال حرب غزة وبعد حرب غزة، وافترضوا وجود التباس ما في العلاقة بين بعض فصائل المقاومة الفلسطينية، بالتحديد بين حماس وحزب الله أو مع الجمهورية الإسلامية في إيران، وتقرأون التحليلات التي كتبت عنها  أن المقاومة الفلسطينية عادت إلى الحضن العربي وخرجت من الحضن الإيراني وأن الراية عادت راية عربية وأن العرب يعودون الآن لاستعادة فلسطين وقيل الكثير عن موضوع العلاقات". ولفت الى انه "في الكثير مما يكتب أمان وليست وقائع، لكن أود أن أقول كلمتين: نحن علاقاتنا طبيعية مع كل الفصائل وليس هناك شيء أبدا، أطمئنهم".
واردف: "في موضوع إيران، الجمهورية الإسلامية عندما قدمت وتقدم الدعم للشعب الفلسطيني، للمقاومة الفلسطينية، وخصوصا في الداخل هي تقوم بواجبها العقائدي والديني والإنساني والأخلاقي ونقطة على أول السطر. وهؤلاء مسؤولو الفصائل الفلسطينية كلها، فليخرج أي واحد منهم ويقول خلال عشرين سنة، ثلاثين سنة، إيران طلبت منا شيئا، هل تريدون شفافية أكثر من هذا؟ فليقل : إيران طلبت منا شيئا، إيران تدخلت معنا في قرار سياسي، ايران قالت لنا نفذوا عمليات أو أوقفوا العمليات، إيران قالت لنا صعدوا أو لا تصعدوا، إيران قالت لنا اعملوا تهدئة أو ارفضوا التهدئة، إيران قالت لنا اعملوا مصالحة أو لا تعملوا مصالحة. إيران تدخلت في هيكليتنا التنظيمة أو صراعتنا الداخلية؟ أبدا. فليخرج أي واحد ويقول هذا". وقال: "طوال ثلاثين سنة قدمت الجمهورية الإسلامية الدعم للمقاومة الفلسطينية بلا قيد وبلا شرط، بل أقول لكم هي لم تكن تتوقع حتى شكرا، وكل قصة الشكر لها ملابساتها، هذه قصة ثانية نتحدث عنها في وقت آخر". وتابع: "ان إيران تقوم بواجبها تجاه غزة. أنا أستطيع أن "أمون" على الإيراني، وأستطيع نتيجة المحبة مع سماحة السيد القائد، وأقول لكم: إذا الدول العربية تأتي إلى غزة وتعطي مالا وتعطي سلاحا وتنقل سلاحا، وتعطيهم صواريخ وتدربهم وتنقل لهم تجارب عسكرية وتقويهم، نحن نحيي هذه الدول العربية ونشيد بها ونسير خلفها، وحينها يوفرون على إيران المال والسلاح، والذي كانت تعطيه لفلسطين نأخذه نحن". وقال: "لا توجد مشكلة، هناك أحد يفترض أنه آت لنزع فلسطين من إيران، لنزع القضية الفلسطينية من إيران، لأخذ قطاع غزة منها، هذه أحلام أطفال. إيران كل ما تريده في فلسطين أن يكون شعب فلسطين قويا قادرا، أن يدافع عن نفسه وأن يستعيد أرضه".
واشار الى "ان ايران هي أسعد الناس بانتصار الشعب الفلسطيني، لا تريد شيئا من المقاومة الفلسطينية. والآن فليتفضلوا من يريد أن يحمل راية فلسطين؟ مصر الجديدة؟ يا ألله (فلتتفضل). الدول العربية، يا ألله (فلتتفضل). ونحن أيضا في حزب الله سوف نقف ونحيي كل دولة عربية وكل قائد عربي وكل رئيس عربي ونقول: نحن معك وخلفك أيضا من أجل فلسطين، وتعود الراية العربية، ولا يوجد لدينا أي تحفظ في هذا الموضوع على الإطلاق". وختم: "أعود مجددا لأوجه الشكر لكل الأخوة والأخوات، لكل الحضور، بارك الله فيكم، إن شاء الله الخريجون والخريجات، الله يوفقهم ويفتح أمامهم آفاقا جديدة ويعينهم ويوفقهم لكل خير وسعادة وعافية في الدين والدنيا والآخرة".