المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 12 كانون الأول/2013

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/انجيل القديس متى 18/15حتى20/التسامح الأخوي

*كل مكونات 8 آذار ومعهم الساكتين عن الشهادة للحق هم شركاء في اجرام وغزوات وأخطاء وخطايا حزب الله

*بالصوت/قراءة إيمانية ووطنية للياس بجاني في خطيئة كل لبناني متحالف مع حزب الله أو ساكت على مخططه الإرهابي/أهم الأخبار/11 كانون الأول/13

*نشرة الأخبار بالإنكليزية

*نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/11 كانون الأول/13

*ألكسا في يومها الأوّل: قتيلان و14 جريحًا 

*المفوضية العليا للاجئين قلقة على الاف السوريين في مواجهة عاصفة قاسية في لبنان

*سليمان واكب مستجدات العاصفة وطلب من المعنيين حصر أضرارها

*مجلة تايم الاميركية تختار البابا فرنسيس شخصية العام 2013

*قياديون في غرفة عمليات الأسد و"حزب الله": السيطرة على الحدود اللبنانية قبل "جنيف - 2" 

*مقاتلون معارضون يقتحمون بلدة عدرا بريف دمشق

*قتلى "حزب الله" أضعاف ما أعلنه نصرالله

*ما حقيقة إرسال "القوات" لمقاتلين الى سوريا للدفاع عن المسيحيين؟!

*الصراع السوري يستنزف القياديين العسكريين في صفوف حزب الله و«الجيش الحر»

*العبود وصالح أبرز قادة المعارضة.. وعدد القتلى اللبنانيين يلامس الـ300

*زيارة الجميل إلى واشنطن ترشيح غير مباشر لرئاسة الجمهورية/حزبه يبقي خطوط اتصاله مفتوحة مع خصومه وحلفائه ويتمسك بـ«حياد» لبنان

*الأمانة العامة لقوى 14 آذار: لا يمكن تصور حرية الرأي والاعلام من دون ديموقراطية

*ميقاتي اختتم زيارته الى جنوب افريقيا وقادة العالم "حريصون على استقرار لبنان"

*بري: 9-9-6 لا تزال هي الصيغة الحكومية المعقولة والمقبولة

*ميقاتي "يبحث اعادة تفعيل عمل الحكومة" مع مختلف الافرقاء

*الخبير الدستوري والقانوني الدكتور حسن الرفاعي/"لا صلاحية سياسية ولا دور لمجلس النواب في الرئاسة الاولى"

*الخبير الدستوري والقانوني الدكتور حسن الرفاعي/ قرطباوي والنيابة العامة يتحملان مسؤولية التطاول على سليمان وان يكون المجلس النيابي هيئة ناخبة لا يعني تعطيل اعماله

*14 اذار: لماذا لا يسلم نصرالله مضبطة اتهام السعودية للقضـاء وايران؟

*رفض قاضي التحقيق الأسبق للمحكمة الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ديتليف ميليس: وسام الحسن لم يكن مشتبهاً به بقضية اغتيال رفيق الحريري  

*ريفي ردّ على الاتهامات بحـق الحسن: من يلاحق الشهداء يؤكد اتّهامه بارتكاب الجريمة

*الحريري: رمي القمامة على سكّة قطار العدالة لن ينفع وما قيل عن الحسـن هذيـان إعلامي وسـياسـي"

*مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار لصحيفة “السياسة: نرفض اتهاماتك الساذجة بحق السعودية

*المسـتقبل" يستكمل جولته على رؤسـاء الطوائف بعد الاعياد/دوفريج: عودة قلق على مسيحيي معلولا ويرفض اخذهم رهينة

*حوري: اتهام السعودية سياسي وكلام رعد لسليمان غير لائق"

*نديم الجميل : لحكومة قادرة على مواجهة الاستحقاقات

*فادي كرم: حضورنا جلسة انتخاب الرئيس غير مشروط و"مسيحيو الشرق ليسوا بحاجة لحماية مـن أحـد"

*أسئلة مالية للمطران نصّار!: الفاتيكان عرض والراعي رفض خلافة ساندري

*مبادرة فاتيكانية" للوصول بالاستحقاق الرئاسي الى بر الامان

*لبنان تلقى دعوة للمؤتمر التحضيري لجنيف 2 ومنصور يرأس الوفد وسليمان وميقاتي يحددان السياسة

*نهج الكتائب الانفتاحي يقود الجميل الى ايران

*"الحريري يعتبر أن جنبلاط تجاوز حدوده عندما حرض ضد شعبة المعلومات

*القضاء المالي "يتجه لاستدعاء" العريضي والصفدي

*جعجع عرض وسفير قطر الاوضاع في لبنان والمنطقة

*عون عرض الاوضاع مع السفير الروسي

*اصابة شابين من جبل محسن بإطلاق نار

*النائب محمد كبارة: أمن طرابلس فوق الجميع وعلينا أن نعي خطورة المرحلة

*إحباط محاولة تهريب نصف مليون حبة من الكبتاغون الى السعودية عبر المطار

*جند الشام "تجنّد أطفالاً" لمراقبة مباني تابعة لـ"حزب الله"

*الرئيس الجميل: هل نشهد فجر عهد جديد من الاستقرار أم نحن أمام تداعيات طويلة الأمد من موجات الحرب؟ 

*النائب سمير الجسر: اعمال العنف في طرابلس مردها غياب السلطة ولا نسمع عن وجود تكفيريين في المدينة الا في الصحف

*احتفال في الذكرى 65 للاعلان العالمي لحقوق الانسان وجائزة للقاضيتين كرم والخطيب

*بري القى ابو فاعور موفدا من جنبلاط وروبرتسون : صيغة حكومة 996 لا تزال المعقولة ولا يفكرن احد بأي مغامرة في البلد

*واشنطن ولندن توقفان المساعدات لـ «المجلس العسكري» المعارض.. وأنقرة تقفل الحدود بعد سيطرة كتائب إسلامية على مناطق واسعة في الشمال السوري

*رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق دان حالوتس: إسرائيل تفضل أن يظل بشار الأسد رئيساً لسوريا 

*قمة الكويت» تعتمد قيادة عسكرية وشرطة خليجية موحدة ودعوة لسحب القوات الأجنبية من سوريا وترحيب بالتوجهات الجديدة للقيادة الإيرانية تجاه دول مجلس التعاون

*دول الخليج دانت التفجيرات "الارهابية" ودعت لتشكيل حكومة "سريعاً"

*مجلس التعاون الخليجي يرحب بالتوجهات الجديدة لايران ويقر تشكيل قيادة عسكرية مشتركة

*دمشق: بيان مجلس التعاون الخليجي حزمة من الاكاذيب من شركاء بدعم الإرهاب

*إيران: سوريا الخط الأمامي في المواجهة وسنحافظ عليها 

*طهران: صواريخنا قادرة على ضرب إسرائيل وإذا وافق خامنئي... فسنزيد مداها

*كيري: لا نثق بطهران... لكن أي عقوبات إضافية ستؤدي إلى «انفجار» المفاوضات النووية

*حزب الله يحاور "أمريكا"/علي الأمين/البلد

*ثلاثون عاما على عمليات الإرهاب الإيرانية الكبرى في الكويت/داود البصري/السياسة

*جبران وتطبيع الموت/علي حماده/النهار

*موقف مجلس التعاون من لبنان: انقسام داخلي حيال الحكومة والحزب/خليل فليحان/النهار

*جعجع وعون مقارنات من الماضي والمستقبل في حديث رئاسي لماذا لا تضع 14 آذار برنامجاً وتقدم على أساسه مرشحاً مرشحَين أو ثلاثة/ايلي الحاج/النهار

*هل تنفجر إيران من الداخل/حسان حيدر/الحياة

*البداية من سورية... للتقارب مع إيران/عبد الوهاب بدرخان/الحياة

*من "نهر البارد" إلى جبل محسن والتبانة.. الفخ واحد/ربى كبّارة/المستقبل

*حزب.. المحقق الدولي بو أوستروم /علي الحسيني/المستقبل

*جبران شهيد القَسَم المستمر/كارلا خطار/المستقبل

*من مآثر رفع الأصابع.. عودة زمن الرويبضة/مصطفى علوش/المستقبل

*أيّ رئيس... ولأيّ جمهورية؟/آلان سركيس/جريدة الجمهورية

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/انجيل القديس متى 18/15حتى20/التسامح الأخوي

إذا خطـئ أخوك إليك، فاذهب إليه وعاتبه بينك وبينه، فإذا سمع لك تكون ربحت أخاك. وإن رفض أن يسمع لك، فخذ معك رجلا أو رجلين، حتى تثبت كل شيء بشهادة شاهدين أو ثلاثة. فإن رفض أن يسمع لهم، فقل للكنيسة، وإن رفض أن يسمع للكنيسة، فعامله كأنه وثني أو جابـي ضرائب. الحق أقول لكم: ما تربطونه في الأرض يكون مربوطا في السماء، وما تحلونه في الأرض يكون محلولا في السماء. الحق أقول لكم: إذا اتفق اثنان منكم في الأرض أن يطلبا حاجة، حصلا عليها من أبـي الذي في السماوات. فأينما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، كنت هناك بينهم.

 

كل مكونات 8 آذار ومعهم الساكتين عن الشهادة للحق هم شركاء في اجرام وغزوات وأخطاء وخطايا حزب الله
بالصوت/قراءة إيمانية ووطنية للياس بجاني في خطيئة كل لبناني متحالف مع حزب الله أو ساكت على مخططه الإرهابي/أهم
الأخبار/11 كانون الأول/13
نشرة الأخبار بالإنكليزية
اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/11 كانون الأول/13

من ضمن النشرة/غوص في اخطار قلة الإيمان وخور الرجاء/اسقاط قول الأمام علي: "الراضي بفعل قوم كالداخل فيهم معهم، وعلى كل داخل في باطل إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضا به"، على المتحالفين مع حزب الله وعلى الساكتين على اجرامه/أخطار ثقافة الفوضى وتهميش الدولة وشرعة الغاب التي يعممها حزب الله على اللبنانيين/أخطار المسحاء الدجالين من أمثال عون والراعي وغيرهما من الشاردين/فضائح الصفدي والعريضي هي نموذج فاضح لفساد عدد كبير من الحكام والسياسيين ورجال الدين/حلم رئاسة الجمهورية وممارسات سياسيين موارنة حربائيين وذميين وتجار هيكل/ذكرى استشهاد جبران التويني/خطيئة التخلي عن أهلنا اللاجئين في إسرائيل والمغيبين في سجون الأسد النازية/الأدوار الوطنية المطلوبة  من البطريرك الراعي والأوهام/المواطن الذمي والعبودية/هرطقة تخيير الراعي وعون للمسيحيين بين شيطان وشيطان/متفرقات

 

ألكسا في يومها الأوّل: قتيلان و14 جريحًا 

يشهد لبنان طقساً عاصفاً وثلوجاً على مرتفعاته مع دخوله نطاق العاصفة ألكسا. وعلى الرغم من أنّ المعلومات تشير إلى أنّه لم يدخل في عين العاصفة بعد إلا أنّ الثلوج غطّت جزءاً كبيراً من أراضيه مخلفةً بعض الأضرار، ومقفلة العديد من الطرقات. وأعلن الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتاني عن سقوط قتيلين حتى الساعة جراء العاصفة ألكسا، وعن إجلاء عائلة كانت محاصرة في عكار.

وكان قد أشار صباح اليوم الأربعاء الى وقوع تسعة حوادث سير على الخط الساحلي الشمالي بينهم سبع شاحنات صدم، سقط على أثرها 14 جريحًا.

الثلوج قطعت طريق معاصر الشوف- كفريا

وقطعت الثلوج طريق معاصر الشوف - كفريا في البقاع ومنعت السيارات من الوصول إلى محمية أرز الشوف حيث ترافقت العاصفة مع رياح مصحوبة ببَرَد وضباب كثيف وتدنٍّ في درجات الحرارة.

أضرار في بساتين صور وتعطيل الملاحة في مرفأ المدينة

كما أدى تساقط الأمطار في منطقة حي البلعوطة في المساكن الشعبية في ضاحية صور، إلى غمر بعض الشوارع والأحياء السكنيّة، حيث جرفت مياه السيول الأتربة والحصى وبعض النفايات.

وتضررت بساتين الحمضيات والموز والخضار بفعل سرعة الرياح وشدة البرودة، ما أدى إلى تجمد الثمار واقتلاع الاشجار وأضرار فادحة بالمزروعات، لا سيما أشجار الموز.

وتعطلت الملاحة في المرفأ التجاري، واحتجزت العاصفة والرياح مراكب الصيادين في حرم الميناء. ولجأ بعض الصيادين الى التدفئة بواسطة الحطب جراء ارتفاع سعر صفيحة المازوت.

الثلوج في زغرتا ابتداءً من 900 متر والضباب يلف المرتفعات

ويلف ضباب كثيف المرتفعات الجبليّة في قرى وبلدات قضاء زغرتا، في حين تساقطت الثلوج ابتداءً من 900 متر وما فوق، ووصلت إلى مدخل بلدة أيطو في القضاء.

وفي إهدن، وصلت سماكة الثلوج إلى 30 سنتمتراً عند نقطة الميدان.

وتعمل ورش كهرباء لبنان لإعادة التيار الكهربائي للبلدة بعدما انقطع عنها منذ ليل أمس.

كما أن الجرافات التابعة لوزارة الاشغال والدفاع المدني وبلدية زغرتا – إهدن تعمل على إبقاء الطرقات المؤدية الى البلدة سالكة.

سليمان واكب مستجدات العاصفة وطلب من المعنيين حصر أضرارها

وتابع رئيس الجمهورية ميشال سليمان أوضاع المناطق في ظل العاصفة الثلجية التي تضرب لبنان من خلال التقارير الواردة، وبقي على اتصال مع رؤساء وقادة ومسؤولي الأجهزة والوزارات والادارات المعنية من أجل حصر الاضرار ومساعدة المواطنين.

الطقس عاصف وماطر والثلوج دون الـ500 متر

وتوقّعت مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني أن يكون الطقس في لبنان غائمًا جزئيًّا إلى غائم مع ارتفاع محدود في درجات الحرارة وأمطار خفيفة متفرّقة خلال النهار في مناطق البقاع وفوق الجبال، وثلوج بدءًا من 500 متر وما دون في المناطق الشمالية. ويتوقّع أن تشتد غزارة الأمطار والثلوج ليلاً.

أمّا الحال العامة، فمن المتوقّع أن يكون هناك منخفض جويّ مصحوب بكتل هوائية باردة وأمطار غزيرة وعواصف رعدية وثلوج على المرتفعات يؤثر على الحوض الشرقي للمتوسط خلال الأيام المقبلة، تتخلله انفراجات واسعة في الطقس خلال يوم الخميس.

وفي التفاصيل، يشهد اليوم الأربعاء طقسًا عاصفًا وماطرًا بغزارة مع انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة وثلوج بدءًا من 1000 متر. ويتدنى تدريجيًا مع انخفاض درجات الحرارة ليلاً من 500 متر وما دون، خصوصًا في شمال البلاد. تخف غزارة الأمطار والثلوج بدءًا من بعد الظهر.

أمّا الخميس، فمن المتوقّع أن يكون الطقس غائمًا جزئيًا إلى غائم مع ارتفاع محدود في درجات الحرارة مع أمطار خفيفة متفرقة خلال النهار في مناطق البقاع وفوق الجبال، وثلوج بدءًا من 500 متر وما دون في المناطق الشمالية. يتوقع أن تشتد غزارة الأمطار والثلوج ليلاً.

والجمعة، سيشهد لبنان طقسًا غائمًا إلى ماطر بغزارة أحيانًا، وثلوج على ارتفاع 500 متر وما دون، وذلك في المناطق الشمالية مع استقرار في درجات الحرارة.

لبنان لم يدخل بعد في عين العاصفة

من جهته، أوضح رئيس مركز البحوث العلمية للأرصاد الجوية ميشال افرام أن لبنان "لم يدخل بعد في عين العاصفة وسنشهد اليوم تدنيًا في درجات الحرارة ورياحًا قوية والثلوج ستتساقط على ارتفاع 1000 متر لتصل إلى 600 م وما دون اعتبارًا من منتصف الليل".

افرام، وفي حديث إلى قناة mtv، اليوم الأربعاء، قال: "سنشهد غدًا رياحًا قوية وبردًا قارسًا وتدنيًا كبيرًا في درجات الحرارة، وليلاً ستسجل الحرارة 5 درجات على الساحل"، منبّهًا المواطنين من تشكّل الجليد يومَيْ الخميس والجمعة. هذا، وأكّد رئيس قسم الصيانة في وزارة الأشغال العامة أديب دحروج أن "ورش الوزارة مستنفرة ولدينا ورش طوارئ قرب نهر الغدير وجرى تنظيفه منذ وقت قريب"، مضيفًا: "تبلغنا من خلال لجنة الأشغال العامة أمس، من الشركة المشغلة لنفق المطار، أن نفق طريق المطار سالك ولا مشكلة فيه".

معظم الطرق الجبلية مقطوعة بالثلوج

وغطّت الثلوج، منذ ليل أمس، طرقات ضهر البيدر، حيث تزيّنت الشوارع بالضيف الأبيض الذي جاء مع قدوم العاصفة.

يُشار إلى أنّه، في هذه الأثناء، قطعت طريق ضهر البيدر بسبب تراكم الثلوج وسوء الرؤية، ولا تزال طرقات كفرذبيان عيون السيمان سالكة للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية، أيضًا. وفُتحت طريق ضهور الشوير زحلة أمام السيارات المجهزة بسلاسل معدنية، بعدما كانت قُكطعت بسبب تراكم الثلوج.

وفي هذا السياق، أصدرت شعبة العلاقات العامة في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي تقريرًا عن حال الطرق جاء فيه أن طريق عيون السيمان - حدث بعلبك مقطوعة بالثلوج. كذلك طرق العاقورة واللقلوق - إهمج وطريق المنيطرة - حدث بعلبك وطريق أفقا لاسا مقطوعة بسبب تراكم الثلوج.

ومنطقة الجومة في عكار، إشتدت العاصفة بعيد الساعة التاسعة صباحاً، حيث بدأ تساقط الثلوج ابتداء من ال400 متر وما دون، ونتيجة لذلك اقفلت المؤسسات الرسمية والخاصة والبلديات وعاد الموظفون إلى منازلهم كما أقفلت معظم المؤسسات الصناعية والتجارية، وبات السير حذراً على الطرقات كافة.

وترافق ذلك مع هبوب رياح شمالية قوية ومتقطعة مما أدى إلى انخفاض كبير في درجات الحرارة.

وذكرت مصادر الدفاع المدني أن طريق تاشع - فنيدق باتت مقطوعة وكذلك طريق عكار العتيقة - القموعة، وبات السير متعذّراً على السيارات غير المجهزة على طريق ممنع - تاشع وعكار العتيقة - القبيات.

وباشرت جرافات وزارة الاشغال واتحاد بلديات الجومة وبمواكبة عناصر وآليات الدفاع المدني وشرطة الاتحاد فتح الطرقات المقفلة وتأمين السير امام المواطنين.

أمّا بالنسبة إلى طريق زحلة فمقطوعة بسبب تراكم الثلوج، وطريق معاصر الشوف كفريا مقطوعة بسبب تراكم الثلوج، طريق عيناتا - الأرز ، حدث بعلبك - عيون السيمان - الهرمل القصر مقطوعة. وأما طريق دير الأحمر - عيناتا - اليمونة دار الواسعة فسالكة للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية. طريق حدث الجبة - تنورين مقطوعة، طريق القبيات - الهرمل، وطى مشمش - فنيدق - الشقدوف مقطوعة بسبب تراكم الثلوج أما طريق حرار فنيدق فسالكة للسيارات المجهزة بالسلاسل، وطرق إهدن كلها مقطوعة.

وتشهد الضنية تساقطًا للثلوج منذ ليس أمس وحتى صباح اليوم، حيث غطى الضيف الأبيض القرى الجردية التي يزيد ارتفاعها عن 1200 متر، وخصوصا بلدات بقاعصفرين والسفيرة ونمرين وبقرصونا وقرصيتا وكفربنين وبيت الفقس. وتسببت الثلوج الكثيفة في قطع الطريق الرئيسي الذي يربط بين الضنية والهرمل، بدءًا من موقع نبع السكر في أعالي بلدة بقرصونا

والهرمل، كغيرها من المناطق اللبنانية تأثرت بالعاصفة ألكسا، حيث هطلت امطار غزيرة اشبه بالسيول، ما لبثت ان تحولت في ساعات الفجر الاولى الى ثلوج وصلت سماكتها الى أكثر من 25 سنتمترًا.

وسجلت حركة سير خفيفة جدا في بلدات اللبوة، النبي عثمان، العين، الجديدة، رأس بعلبك وصولاً الى القاع، وتوقفت القطاعات الرسمية لعدم قدرة الموظفين على الوصول الى مراكز عملهم ولم تسجل اي اضرار في الممتلكات.

أمّا في عرسال فقد زادت سماكة الثلوج عن ثلاثين سنتمترًا، مع الاشارة الى وجود أكثر من ثلاثين الف نازح سوري بحاجة الى تدفئة ومواد غذائية يعمل الاهالي والبلدية على تأمينها لهم.

وفي منطقة بنت جبيل، فتأثير العاصفة بدأ يشتد تدريجيًّا، حيث تسببت الأمطار الغزيرة بسيول ومستنقعات صغيرة على الطرقات وسيطر الضباب الكثيف على بلدة مارون الراس والسلطانية ورميش وعين ابل، وأقفلت المحال التجارية والمدارس الرسمية والخاصة أبوابها، وفضل المواطنون ملازمة منازلهم اتقاءً من البرد والصقيع. كما رافق الموجة انقطاع للتيار الكهربائي، ومن المتوقع ان تتساقط الثلوج بعد ظهر اليوم.

ولم تؤد الامطار المتساقطة في منطقة البترون إلى أي أضرار في الممتلكات والمزروعات أو انهيارات، ولف ضباب كثيف قرى وبلدات المنطقة في ساعات الصباح، ولا سيما في الوسط والجرد.

أما الثلوج فتساقطت في تنورين التحتا ووادي الجرد وتنورين الفوقا باتجاه اللقلوق وحدث الجبة حيث بلغت السماكة 35 سنتم بين تنورين الفوقا وحدث الجبة وقطعت الطريق بشكل كامل.

وعلى الطريق المؤدي الى اللقلوق، بلغت السماكة 40 سنتم وعملت الآليات التابعة لوزارة الاشغال على فتح الطريق، كما ينشط مركز جرف الثلوج في تنورين لمواكبة وصول العاصفة وتأمين المواصلات أمام المواطنين.

وتسلم المركز كميات من الملح من وزارة الاشغال لرشها على الطرقات. وفي تنورين الفوقا بلغت سماكة الثلوج 20 سنتم وعملت الجرافات على فتح الطرقات الرئيسية والداخلية.

وفي قضاء جبيل، لا تزال كل الطرق الجبلية مفتوحة وعملت جرّافات وزارة الاشغال منذ الصباح على إزالة الثلوج عن طريق اللقلوق وعنايا والعاقورة، التي بلغت 50 سنتيمتراً.

أضرار متفرقة

هذا، وانفجر قسطل مياه في محلّة الجديدة. وعلى الأثر اتصلت غرفة التحكم المروري بمصلحة مياه برج حمود لمعالجة الوضع. يُذكر أن قسطل المياه هذا يغذّي مناطق الجديدة سن الفيل والدكوانة.

وتشهد منطقة الكرنتينا باتجاه الدورة حركة سير كثيفة وصوﻻً حتى نهر الموت بسبب قسطل المياه الذي انفجر. وبسبب تجمّع المياه يشهد مفرق بسوس ضغط سير كثيفاً.

شربل: الإجراءات مستمرة

ومن جهته، أعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل أنه لم يسجّل أي حالات طارئة من جراء العاصفة حتى الساعة، مؤكداً أن الاجراءات مستمرة حتى نهاية المنخفض الجوي.

وبالنسبة إلى حركة الملاحة في المطار، فهي تسير بشكل عادي، بحيث أقلعت وحطّت كل الطائرات التابعة لشركات الطيران الوطنية والعربية والأجنبية.

إحذروا الاختناق جرّاء التدفئة وكونوا على استعداد لقدوم العاصفة

هذا، وطلبت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، توخي الحذر والتأكد من سلامة تمديدات ومواسير الغاز (النربيش) وعدم إدخال مادة الفحم المشتعل (منقل الجمر) الى داخل الغرفة إلا بعد أن يتحول الفحم الى جمر بشكل تام، تحسبًا من الاختناق، والعمل على تهوئة المنزل بشكل مستمر منعًا لحصول حالات اختناق (تفحم) والتي تؤدي في أغلب الأحيان إلى الوفاةـ وذلك حفاظًا على سلامة المواطنين والأجانب المقيمين على الأراضي اللبنانية، لا سيما النازحين منهم.

وكانت أعلنت شعبة العلاقات العامة في مديريّة قوى الأمن الداخلي في بلاع أنّه يسيطر على لبنان في الأيام المقبلة طقس عاصف وأمطار غزيرة مصحوبة بكتل هوائية مع احتمال تساقط الثلوج على ارتفاعات منخفضة، حيث تسوء الرؤية وقد يتسبّب تراكم الثلوج في قطع بعض الطرقات، ومن المتوقع أن تستمر هذه العاصفة عدة أيام.

لذلك، أصدر المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالإنابة العميد ابراهيم بصبوص أمرا للقطعات العملانية من أجل:

- البقاء على أتم الاستعداد للتدخل الفوري ووجوب استعمال كافة الوسائل المتوفرة لمساعدة المواطنين في المناطق المقطوعة طرقاتها.

- تقديم العون للمواطنين عند الحاجة، وإتخاذ التدابير والإجراءات الوقائية التي من شأنها تسهيل حركة السير على مختلف الطرقات.

- الحؤول دون تعرض المواطنين للخطر لا سيما قاطني المناطق الجبلية المعزولة وسالكي طرقاتها.

- منع مرور السيارات على الطرقات التي يمكن ان تعرض العابرين عليها للخطر، ومساعدة سالكي الطرقات بحال إنقطاعها وإيوائهم بحال محاصرتهم بالثلوج وفقاً للإمكانيات المتوفرة لدى القطعات.

- إجراء التنسيق اللازم مع الجيش اللبناني والإدارات العامة المعنية والبلديات.

وعليه فإن هذه المديرية العامة تطلب من السائقين القيادة بحذر وعدم سلوك الطرقات الجبلية إلا عند الضرورة بعد التأكد من حالتها (سالكة أو غير سالكة)، وتجهيز سياراتهم بالسلاسل المعدنية، والتأكد من حالتها الميكانيكية وإتخاذ الإحتياطات الوقائية عند القيادة في أحوال جوية سيئة، والإتصال برقم الطوارئ 112 بحال تعرضهم لأي طارئ، كما وتطلب منهم اتخاذ اجراءات احترازية لسلامتهم مثل: تعبئة خزان الوقود وحمل ملابس إضافية مع كمية كافية من الطعام المعلب وماء للشرب وهاتف نقال مشحون، اضافة إلى علبة إسعافات أولية ورفش صغير وسلاسل معدنية وإطار احتياطي صالح مع عدة كاملة مناسبة".

غرفة التحكم المروري على تويتر

الجدير ذكره هو الخطوة المهمّة التي نفّذتها وزارتا الداخلية والإعلام عبر إنشائهما الحساب الرسمي لغرفة التحكم المروري على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، (@tmclebanon)، والذي من خلاله يتم إعلام الناس بتطوّرات العاصفة وأحوال الطرقات، لحظةً بلحظة وبالسرعة الكافية. المصدر : NOW

 

المفوضية العليا للاجئين قلقة على الاف السوريين في مواجهة عاصفة قاسية في لبنان

نهارنت/..تبدي المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة قلقها على الاف اللاجئين السوريين الذين يعيشون في خيام هشة مستحدثة في مناطق لبنانية مختلفة ويواجهون اليوم الاربعاء عاصفة قاسية مع درجات حرارة متدنية جدا. وافادت تقارير وشهادات ان هؤلاء يرتجفون بردا في غياب وسائل التدفئة الكافية وتجتاح الماء العديد من خيمهم. وتعمل المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة على مدار الساعة لتأمين مستلزمات الشتاء بما فيها اغطية حرارية ومبالغ مالية من اجل الحصول على وقود للتدفئة. لكن على الرغم من كل هذه الجهود، تشير ليزا ابو خالد من المفوضية الى قلق ازاء مصير الاف الاشخاص الذين يعيشون في اكثر من مئتي مخيم غير رسمي في شرق البلاد وشمالها. وتقول لوكالة فرانس برس "نحن قلقون لان البرد قارس في منطقة البقاع (شرق)، ونحن قلقون خصوصا على اللاجئين الذين يعيشون في خيم، لان بعض هذه الامكنة تفتقر الى الحد الادنى من الحماية".

في بلدة عرسال (شرق) الحدودية مع سوريا والتي تستضيف عشرات الوف اللاجئين السوريين، غطت طبقة من الثلج الارض واحاطت بمئات الخيم المستحدثة هنا وهناك. وقال عضو المجلس البلدي في عرسال وفيق خلف في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "هناك برد قارس، درجة الحرارة تدنت خلال اليومين الماضيين الى ما تحت الصفر خلال النهار، وكان الجليد يغطي الارض. الآن الحرارة تتراوح بين درجتين واربع درجات". واضاف ان "اللاجئين السوريين يرتجفون من البرد، لا سيما اولئك الموجودين في الخيم. اجتاحت المياه العديد من الخيم، وهناك نقص في المازوت الذي يتدفأون عليه". واشار الى ان الجهات التي تقدم المساعدات، لا سيما الامم المتحدة ومنظمات غير حكومية نروجية ودنماركية تستمر في تقديم المساعدات، "لكنها غير كافية"، داعيا الى "بناء غرف من الاسمنت للاجئين، لان لا حل غير ذلك". وقال خلف "هناك الآن طبقة من الثلج تبلغ عشرة سنتيمترات، لكن تتوقع مزيدا من الثلج خلال الساعات القادمة". وعلى الرغم من ذلك، يستمر اللاجئون السوريون بالتدفق الى عرسال هربا من العنف في منطقة القلمون الحدودية مع عرسال. وذكر خلف ان حوالى عشر عائلات وصلت امس عبر الجرود الى البلدة قادمة من يبرود حيث عنفت المعارك بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة خلال اليومين الماضيين. وتتوقع مصلحة الأرصاد الجوية في أن تستمر العاصفة المسماة "ألكسا" التي تضرب لبنان حتى يوم الجمعة على الاقل، وان تصل الثلوج الى ارتفاع خمسمئة متر وما دون. علما انها غطت اليوم المناطق حتى ارتفاع 800 متر تقريبا. واقفلت الاربعاء المدارس في كل لبنان، خوفا من تداعيات العاصفة، بناء على قرار من وزارة التربية. كما اقفلت المؤسسات العامة والخاصة في المناطق الجبلية التي قطع الثلج طرقها. وكالة الصحافة الفرنسية.

 

سليمان واكب مستجدات العاصفة وطلب من المعنيين حصر أضرارها

وطنية - تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أوضاع المناطق في ظل العاصفة الثلجية التي تضرب لبنان من خلال التقارير الواردة، وبقي على اتصال مع رؤساء وقادة ومسؤولي الاجهزة والوزارات والادارات المعنية من اجل حصر الاضرار ومساعدة المواطنين.

وزير المال

واطلع الرئيس سيلمان من وزير المال محمد الصفدي على الوضع المالي العام للدولة وعلى العوائق التي حالت دون اتخاذ الاجراءات اللازمة لفتح الاقنية والمجاري، ما أدى الى فيضانات المياه على الطرق وما نتج من ذلك من انعكاسات وأضرار.

وزير التربية

وتناول رئيس الجمهورية مع وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب الوضعين التربوي والجامعي والتدابير المتخذة في شأن الطلاب السوريين اللاجئين الى لبنان.

نواب

واطلع الرئيس سليمان من وفد نواب قضاء عاليه ضم: أكرم شهيب، فادي الهبر وهنري حلو على اقتراح مشروع القانون المقدم منهم والقاضي بحفظ حقوق البلديات التي تستفيد من مطمر الناعمة من الصندوق البلدي المستقل.

النائب السابق الصمد

ومن زوار بعبدا النائب السابق جهاد الصمد.

رئيس مجلس الشورى

واطلع رئيس الجمهورية من رئيس مجلس الشورى القاضي شكري صادر على عمل المجلس وبعض القرارات والآراء الاستشارية في عدد من الملفات التي رفعت اليه.

 

مجلة تايم الاميركية تختار البابا فرنسيس شخصية العام 2013

نهارنت/إختارت مجلة تايم الاميركية الاربعاء البابا فرنسيس "شخصية العام" 2013 لأنه غير "نبرة ومفهوم وتعاطي" الكنيسة الكاثوليكية مع القضايا المطروحة. وقالت رئيسة تحرير المجلة نانسي غيبس "لانه اخرج البابوبة من برجها العاجي ونقلها الى الشارع، ولأنه دفع اكبر كنيسة في العالم الى مواجهة حاجاتها العميقة، ولأنه اقام توازنا دقيقا بين الحكم والرحمة، فان البابا فرنسيس هو شخصية العام 2013 في رأي مجلة تايم".

واضافت "من النادر ان تستأثر شخصية جديدة على المسرح العالمي غير البابا فرنسيس" الارجنتيني الاصل الذي انتخب على رأس الكنيسة الكاثوليكية في اذار، "بهذا القدر من الاهتمام وبمثل هذه السرعة، سواء كانت هذه الشخصية من الشبان او المسنين، او من المؤمنين او المشككين". واوضحت نانسي غيبس "خلال تسعة اشهر، وضع نفسه في خضم المناقشات المطروحة في زمننا، كالثراء والفقر، والنزاهة والعدالة والشفافية والحداثة والعولمة ودور المرأة وطبيعة الزواح واغراءات السلطة". وحل في المرتبة الثانية المستشار السابق لوكالة الامن القومي الاميركي ادوارد سنودن. وهو لاجئ في الوقت الراهن في روسيا، بعدما كشف معلومات بالغة الخطورة عن مراقبة الولايات المتحدة للاتصالات في العالم. وفي 2012، اختارت المجلة الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي اعيد انتخابه آنذاك الى البيت الابيض "رجل العام".وكالة الصحافة الفرنسية.

 

قياديون في غرفة عمليات الأسد و"حزب الله": السيطرة على الحدود اللبنانية قبل "جنيف - 2" 

الراي/لم يحرف «الجنرال الأبيض» الأنظار عن المعارك الدائرة في أكثر من منطقة سوريّة، ولا سيما في جبال القلمون والغوطة الشرقية، فالجبهات المشتعلة تتجه نحو المزيد من الحماوة رغم الطقس البارد والثلوج.

وقال قياديون في غرفة العمليات المشتركة للجيش السوري النظامي وقوات «حزب الله» لـ «الراي» ان «معركة تحصين دمشق وعزْل شمال سورية عن جنوبها جارية على قدم وساق ومرشحة للاتساع في ملاقاة مؤتمر جنيف - 2 في 22 الشهر المقبل». واشار هؤلاء الى ان «معركة يبرود، التي بدأت مطلع الاسبوع مع زجّ الفرقة الثالثة المدرّعة في الجيش السوري آلياتها، ستشهد هجوماً واسعاً قبل نهاية الاسبوع الجاري، فالمدرعات تمطر يبرود بقصف تمهيدي استعداداً لهذا الهجوم الذي يراد منه السيطرة على تلك المدينة التي تبعد كيلومترات قليلة عن الحدود اللبنانية». وكشف القياديون في غرفة العمليات المشتركة عن ان «عشرات البطاريات المدفعية في اللواء الثالث، الذي دخل حديثاً المعركة، اتجهت نحو مدينة رنكوس لإكمال الاندفاعة نحو القلمون وعزْل شمال سورية عن جنوبها، اضافة الى حماية دمشق من الجهة الغربية، إنفاذاً للخطة الموضوعة والهادفة الى تحصين العاصمة تماماً».

وتحدث هؤلاء عن انه «في موازاة التحضيرات على جبهة القلمون وخطة إحكام السيطرة على يبرود، شنّت قوات حزب الله هجوماً معاكساً في الغوطة الشرقية لاستعادة القرى السبع التي استطاع المهاجمون القادمون من الاردن قبل مدة الاستيلاء عليها في الهجوم الذي شنوه بمؤازرة مسلحين في الداخل». وقال القياديون ان «قوات حزب الله استطاعت عزْل تلك القرى وقطْع الخدمات اللوجستية والدعم الناري عنها، ومحاصرة نحو 2000 مسلح داخل المنطقة»، لافتين الى ان «كتيبة من حزب الله دخلت العتيبة والعبادية والنشابية، وسيطرت عليها بالكامل، في الوقت الذي ما زالت المعارك تدور حول البحارية التي يفترض ان تتم السيطرة عليها في اقل من اسبوع لإعادتها الى كنف القوات المشتركة». وأشار هؤلاء الى انه «تبين من خلال مراقبة الاتصالات الدائرة بين القوى المعزولة داخل المنطقة وغرفة العمليات التابعة لها، انها منيت بنحو 300 قتيل و1300 جريح»، معلنين ان «قوات حزب الله نجحت في التسلل الى عمق هذه المنطقة وإحداث دفرسوار والقيام بمناورة التفافية لضرب القوات من الداخل». وكشف القياديون في غرفة العمليات المشتركة عن ان «سبب الدخول القوي لحزب الله في هذه المعركة يعود الى تصميمه على الرد على الضربة التي تلقاها قبل نحو اسبوعين حين فاجأ المهاجمون وحدات صغيرة من الحزب كان تركها في الغوطة الشرقية وسقط منها نحو 23 شهيداً».

وقال هؤلاء ان «حزب الله سيطر بالكامل على العبادية في الـ 24 ساعة الماضية حيث سقط له مقاتلان في هذه المعركة»، مشيرين الى ان «معركة الغوطة الشرقية جزء لا يتجزأ من معركة القلمون التي تكتمل من خلالها عملية عزْل الشمال عن الجنوب قبل 22 الشهر المقبل، موعد انعقاد مؤتمر جنيف -2، حيث من المتوقع ان تكون القوات السورية أعادت سيطرتها على طول الحدود اللبنانية - السورية، وخصوصاً في منطقة القلمون والتي تمتد لحوالي مئة كيلومتر، وهو الامر الذي يعني قطع طرق الامدادات من الخاصرة الضعيفة، اي من منطقة عرسال اللبنانية».

 

مقاتلون معارضون يقتحمون بلدة عدرا بريف دمشق

دمشق - وكالات - أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلين من الجيش السوري الحر اقتحموا امس مدينة عدرا العمالية بريف دمشق واستهدفوا مراكز للقوات النظامية ومخفرا للشرطة ما ادى الى مقتل عدد من عناصر الشرطة. وقالت مصادر المعارضة ان عملية الاقتحام أسفرت عن مقتل تسعة من عناصر الدفاع الوطني في البلدة، مضيفة ان ضابطا في الفرقة الثالثة لقوات النظام انشق وسهل عملية ادخال المقاتلين الى داخل المدينة.

وفي حلب، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية ان الجيش الحر تسلل الى محيط جامع حذيفة في اطراف حي بستان القصر، وجرت اشتباكات عنيفة في محيط المسجد من جهة المشارقة وبستان الزهرة تمكن خلالها الثوار من قتل ما لايقل عن 20 عنصرا واصابة العشرات من القوات النظامية. واوضحت انه تم قصف الحاجز العسكري والامني المجاور للمسجد بالرشاشات الثقيلة والقذائف المحلية وكذلك مبنى الاذاعة المطل على المسجد وقتل إثر هذه العملية خمسة من عناصر الجيش الحر. المصدر : الراي

 

"كلنا شركاء" يبدأ عرض لوائح وصور لألف سقطوا في سوريا (1)

قتلى "حزب الله" أضعاف ما أعلنه نصرالله

المستقبل/العودة إلى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله وبيان تناقضاته واستكباره على الشراكة الوطنية باتت لزوم ما لا يلزم. في كل حديث له يوجد سقطات وعجائب؛ هذه حال مقابلته التلفزيونية الأخيرة، كما باقي إطلالاته مؤخراً، لكن الذي استدعى تذكر مقابلته الأخيرة على قناة الـ"OTV" التابعة للتيار "الوطني الحر"، سقطة رقمية، كان واضحاً منذ أن خرجت من فمه أنها غير صحيحة.

بعدما مهّد الأمين العام لـ"حزب الله" بسلسلة مغالطات حول أسباب تدخل الحزب في سوريا وتاريخه، وصولاً إلى إقراره بـ"تدحرج الموقف"، وتكبد الحزب "ثمناً غالياً" أعلن نصر الله أنه "من أول الأحداث الى الآن لم يصل شهداؤنا إلى رقم 250 شهيداً... وحتى الآن، تكبدنا خسائر في سوريا أقل مما كنا نتوقع".

ومع أن رقم "أقل من 250" ليس بالقليل، إلا أن الواقع أن الرقم الصحيح أكبر من ذلك، لكن المغالطة ليست في إخفاء بعض القتلى ونعي آخرين، أو في نعيهم على دفعات عندما يسقطون كمجموعات، وإنما في كون الحزب نفسه أعلن ببيانات رسمية نعي أكثر من 250 قتيلاً لغاية الليلة التي تكلم فيها نصر الله. وقد سبق لجريدة "المستقبل" أن نشرت بالأسماء والأماكن والتواريخ لوائح بقتلى نعاهم الحزب؛ 177 منهم قبل نهاية معركة القصير في 5/6/2013، و81 آخرين ما بين هذا التاريخ و25/11 نشرت أسماءهم "المستقبل" (فادي شامية) بتاريخ 27/11، و14 آخرين نعاهم الحزب منذ ذلك التاريخ ولغاية ليلة إطلالة نصر الله، في 3/12، وهم: فؤاد علي حسن، وجعفر رعد، وصلاح الدين علي يوسف، وبلال حسن حاطوم، ويوسف ناجي، وأمين فوزي مطر، ومحسن كمال الفن، ورضا فؤاد الحاج حسن (ابن شقيق الوزير حسين الحاج حسن)، وعباس محمد إدريس، وحسين رغدة، ووسام شرف الدين، وعلي رضا حجازي، ومحمد أحمد حيدر، ومحمد المقداد، فيكون المجموع 272، علماً أن الحزب نعى نحو 20 آخرين في الأيام التي تلت كلام نصر الله.

وإذا كان معروفاً أن قتلى الحزب أكثر من ذلك فعلياً، وأن جرحاه بالآلاف، باعتبار أن عدد الجرحى في المعارك المشابهة لا يقل عن معدل خمسة لكل قتيل (هؤلاء يخفي الحزب أسماءهم كلياً)، فقد أعلن موقع "كلنا شركاء" (السوري) أنه سيبدأ بنشر أسماء وصور نحو ألف من قتلى الحزب. إن الأهم في هذا الموضوع ليس عدد القتلى- وإن كان ضرورياً التوقف عنده من باب توضيح مدى فداحة خسارة لبنان بشبابه جراء التدخل في الأتون السوري - وإنما هو التفكر في حكاية ومأساة كل فقْدٍ لشاب أو رب أسرة، لأن الخسائر البشرية ليست أرقاماً تعد، وإنما مآسي تعمّ، وما هو أولى من ذلك كله؛ التفكر في ما نفعله ببلدنا ونحن ننزلق إلى الأتون السوري، ونودي بشبابنا إلى حرب بخلفيات مذهبية، قد لا تنتهي ـ أو قد لا تنتهي آثارها ـ لسنواتٍ وعقود قادمة!.فادي شامية

 

ما حقيقة إرسال "القوات" لمقاتلين الى سوريا للدفاع عن المسيحيين؟!

السياسة/:ستبعد المستشار السياسي لرئيس حزب "القوات اللبنانية" العميد  (م) وهبي قاطيشا، أن يكون لدى "التيار الوطني الحر" مقاتلون في الداخل السوري، "لا تحت عنوان حماية المسيحيين ولا تحت عنوان الدفاع عن النظام، لأن عون لا يمكن أن يتورط في مثل تلك الأمور." وعن إمكان إرسال شباب من "القوات" للدفاع عن المسيحيين هناك، إذا تعرضوا للأذى من الجماعات الإرهابية، قال قاطيشا في تصريح لصحيفة "السياسة" الكويتية: "هذا غير وارد على الإطلاق، فالمسيحيون مواطنون سوريون وأي تدخل في شؤونهم يعني تدخلاً في شؤون دولة أخرى، ونحن نرفض مبدأ تدخل "حزب الله" في سوريا فكيف نتدخل لحماية المسيحيين؟ صحيح أننا ندعم المعارضة السورية المطالِبة بالديمقراطية، ولكن هناك حدود لهذا الدعم، فنحن نؤمن بسيادة الدول على أرضها ولا نتدخل في شؤون غيرنا كما لا نقبل أن يتدخل أحد في شؤوننا." وقلل من أهمية وجود جماعات متطرفة في سوريا، مؤكداً أن دورها سينتهي فور التوصل إلى حل سياسي يؤدي إلى رحيل النظام.

 

الصراع السوري يستنزف القياديين العسكريين في صفوف حزب الله و«الجيش الحر»

العبود وصالح أبرز قادة المعارضة.. وعدد القتلى اللبنانيين يلامس الـ300

بيروت: «الشرق الأوسط»

أدى الصراع السوري، المستمر منذ منتصف شهر مارس (آذار) 2011، إلى مقتل عدد كبير من المدنيين والمقاتلين المحسوبين على المعارضة السورية والفصائل المنضمة إليهم من جهة، والجنود النظاميين والعناصر الموالية لهم من جهة ثانية. وكان لافتا خلال الأسابيع الأخيرة، ارتفاع حصيلة قتلى حزب الله اللبناني والإعلان عن مقتل عناصر قيادية في صفوفه بسوريا، في وقت تعلن فيه كتائب المعارضة بين الحين والآخر مقتل قياديين في صفوفها على جبهات القتال، كان آخرهم قائد «لواء التوحيد»، عبد القادر صالح، في حلب. في لبنان، لا إحصاءات رسمية تظهر عدد قتلى حزب الله في سوريا ولا يعلن حزب الله أي إحصاءات، وهو لا يذكر أنهم قتلوا في سوريا، مكتفيا في بيانات النعي التي ينشرها بإعلان «استشهادهم» أثناء أداء «واجبهم القيادي»، من دون أن يحدد مكان أو زمان مقتلهم. لكن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وفي إطلالته عشية إحياء مسيرة عاشوراء، منتصف الشهر الماضي، قال إن عدد «شهداء» حزب الله منذ بداية أحداث سوريا «لم يصل إلى رقم 250 شهيدا»، لافتا: «إننا تكبدنا خسائر في سوريا أقل مما كنا نتوقع»، علما بأن الحزب شيع أكثر من عشرة مقاتلين منذ ذلك التاريخ.

وتنقل صفحات سورية معارضة، بشكل دائم، أرقاما كبيرة عن خسائر حزب الله في سوريا ووقوع عدد من عناصره أسرى بيد فصائل المعارضة العسكرية من دون تقديم أي إثباتات عملية، علما بأن نصر الله نفى في إطلالته وقوع أي أسير حي بيد «الجيش الحر». ونشر موقع «كلنا شركاء»، المقرب من المعارضة السورية، قبل يومين، حلقة أولى من صور نحو ألف قتيل من حزب الله قال إنهم قضوا في سوريا «في مناطق متفرقة، من حلب شمالا إلى درعا جنوبا، مرورا بالقصير والقلمون ودمشق والغوطة»، لافتا إلى أن بينهم «العشرات من القادة الميدانيين الفاعلين في الحزب».

في المقابل، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، بداية الشهر الحالي، الخسائر البشرية في سوريا منذ بدء النزاع فيها، مؤكدا توثيقه مقتل 232 مقاتلا من حزب الله و265 مقاتلا شيعيا. وأفاد بمقتل 31 ألف مقاتل نظامي، وأكثر من 19 ألف عنصر من اللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطني والشبيحة والمخبرين الموالين.

وبرز اسم حزب الله في القتال بسوريا، تحت راية الدفاع عن مقام السيدة زينب قرب دمشق، وتؤكد تقارير مشاركة المئات من عناصره في سوريا. وبدت هذه المشاركة أكثر وضوحا وعلانية في معارك القصير بريف حمص، بعدها منطقة حدودية تتداخل فيها قرى لبنانية ذات غالبية شيعية بقرى سورية، ليشارك بعد ذلك في معارك القلمون الاستراتيجية، على حدود لبنان الشرقية، دعما للنظام السوري من أجل الحفاظ على الطريق الدولية التي تربط دمشق بالساحل السوري. وكان حزب الله شيع عددا من عناصره، أكدت تقارير إعلامية أنهم كانوا يشغلون مراكز قيادية، من دون أن تتوافر معطيات كثيرة عنهم. ومن أبرز هؤلاء، القائد الميداني باسل حمادة الذي قتل خلال معارك حمص في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، والقائد الميداني فادي الجزار الذي قتل خلال معارك القصير في شهر مايو (أيار) الماضي 2013.

وفي السادس عشر من نوفمبر الماضي، شيع حزب الله القائد الميداني علي شبيب، وأفادت تقارير إعلامية بأن الأخير كان قائد عمليات حزب الله في منطقة السيدة زينب، بينما ذكر موقع لبناني إخباري، مقرب من الحزب، أن شبيب كان معروفا باسم «أبو تراب الرويس». وفي الثامن عشر من الشهر ذاته، شيع الحزب وأهالي بلدة جبشيت القائد الميداني حسن مرعي، من دون أن تتضح ماهية مسؤولياته.

وفي 25 نوفمبر الماضي، شيع حزب الله وبلدة البازورية، (جنوب لبنان)، القائد الميداني علي إسكندر. وذكرت تقارير أنه كان يتولى مسؤولية قيادة العمليات العسكرية بمنطقة الغوطة الشرقية في سوريا، وهو من أبرز مقاتلي الحزب، واختاره السيد نصر الله ليكون مشرفا على العمليات العسكرية بريف دمشق.

وفي 28 من الشهر ذاته، أفيد بمقتل ابن شقيق وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسين الحاج حسن، البالغ من العمر 20 سنة. وفي اليوم ذاته، أعلنت صفحة «صقور الضاحية» على موقع «فيس بوك» ما وصفته بـ«أول عملية استشهادية للحزب في سوريا»، من دون إعلان أي تأكيد أو نفي رسمي من جانب حزب الله. وأوردت الصفحة، التي تبث أخبار الحزب إلى جانب أخبار أخرى، صورة للشاب صلاح يوسف، وخبرا جاء فيه أنه «خلال معارك الغوطة، جرت محاصرة مجموعة من حزب الله داخل أحد المباني من عناصر القاعدة («جبهة النصرة» و«داعش») فوضع الاستشهادي صلاح يوسف حزاما ناسفا، وتسلل بين صفوف التكفيريين مفجرا نفسه، موقعا عشرات القتلى والجرحى، فاتحا ثغرة سمحت لمجموعته بالخروج من المبنى المحاصر والمبادرة بالهجوم واستكمال المهمة».

وفي الثامن من الشهر الحالي، شيع حزب الله القائد الميداني علي حسين بزي، المتحدر من بلدة بنت جبيل الجنوبية. وذكرت صحيفة «وورلد تريبيون» الأميركية في عددها الصادر أمس أن بزي يعد من أبرز قادة الحزب العسكريين، وقتل على مقربة من الحدود السورية - اللبنانية. ونقلت عن مصادر قولها إنه «كان مسؤولا عن القطاع الغربي في سوريا ويقاتل ضد الجماعات المسلحة في القلمون القريبة من الحدود اللبنانية».

في موازاة ذلك، نعت فصائل المعارضة السورية عددا كبيرا من مقاتليها، ومن بينهم قادة ميدانيون بارزون. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان وفي إحصاءاته الأخيرة بداية الشهر الحالي، أفاد بمقتل 6261 من مقاتلي المعارضة، غالبيتهم من جنسيات غير سورية، إضافة إلى أكثر من ألفي جندي منشق.

ويعد قائد «لواء التوحيد» في حلب عبد القادر الصالح، الملقب بـ«حجي مارع»، من أبرز القيادات العسكرية التي فقدها الجيش السوري الحر، 17 نوفمبر الماضي، وذلك بعد أيام على إصابته البالغة من جراء غارة استهدفت مبنى كان موجودا فيه بحلب. وتعرض الصالح لأكثر من محاولة اغتيال، ووضع النظام السوري مكافئة مالية قدرها 200 ألف دولار لمن يعتقله أو يقتله.

وتزامن مقتل الصالح مع الإعلان عن مقتل قائد عمليات «الجيش الحر» في قارا العقيد المنشق سليم بركات في معارك مع الجيش السوري. كما أكدت مصادر عسكرية مقتل العقيد المنشق فواز محمد عز الدين، وهو قائد ميداني في «الجيش الحر» ببلدة النبك في القلمون. وفي 21 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعلن «الجيش الحر» في درعا مقتل المقدم ياسر العبود، أحد أبرز القادة الميدانيين في المنطقة الجنوبية، خلال اشتباكات مع القوات النظامية. وأفاد المكتب الإعلامي للمجلس العسكري بسوريا، بأن «العبود، قائد لواء الفلوجة - حوران، والمعروف بـ(أبو عمار)، قتل في معركة ضد قوات النظام، وهو رئيس غرفة العمليات في محافظة درعا». ويعد العبود من أوائل الضباط المنشقين عن نظام الرئيس بشار الأسد. وفي الحادي عشر من شهر يوليو (تموز) الماضي، قتل عناصر في «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» عضو المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر كمال حمامي، الملقب «بأبي باسل اللاذقاني»، في ريف اللاذقية، علما بأنه كان يعد واحدا من أبرز قادة «الجيش الحر» في اللاذقية.

 

زيارة الجميل إلى واشنطن ترشيح غير مباشر لرئاسة الجمهورية/حزبه يبقي خطوط اتصاله مفتوحة مع خصومه وحلفائه ويتمسك بـ«حياد» لبنان

بيروت: ليال أبو رحال /الشرق الأوسط

لم يحل احتفال حزب الكتائب اللبنانية الشهر الماضي بذكرى تأسيسه السابعة والسبعين على يد الزعيم المسيحي الراحل بيار الجميل، وإحياء ذكرى اغتيال حفيد مؤسسه وزيره الشباب بيار أمين الجميل، تزامنا مع احتفال لبنان باستقلاله السبعين، من دون تجديد الحزب آماله وتطلعاته المستقبلية، مع تقديم رئيسه، وهو الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل، الموجود في واشنطن حاليا، خطابا قرأته أوساط مراقبة على أنه خطاب ترشيح للانتخابات الرئاسية المقبلة. وإذا كان الجميل يتمتع بمواصفات يطرحها الفرقاء المسيحيون، فإن ما يميزه عن باقي المرشحين، وفق مسؤولين كتائبيين، هو إبقاؤه خطوط التواصل مفتوحة مع الفرقاء كافة، محليا وإقليميا ودوليا، وتكرار تأكيده على حياد لبنان عن أزمات المنطقة. مسيرة الحزب الطويلة منذ تأسيسه عام 1936 التي لم تخل من إنجازات وإخفاقات واغتيالات ونفي، لا تعني وفق نائب رئيس حزب الكتائب سجعان قزي أن الحزب «يشيخ»، مشيرا إلى عوامل عدة حافظت على «قيمة» الكتائب، أبرزها «عدم حياده عن مبادئه» وإثباته قدرته على «التكيف مع التحولات والتطورات اللبنانية والشرق أوسطية».

ينطلق قزي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» من احتفال الحزب الأخير في وسط بيروت في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، الذي حضره ممثلون عن معظم الفرقاء السياسيين باستثناء حزب الله (لم يلب الدعوة)، ووفد من السفارة الإيرانية، ليؤكد أن «الحشد الشبابي فاجأ القيادة نفسها لأننا لم نعهده منذ التسعينات». وفي سياق عرضه لمسيرة الحزب تاريخيا، يعد قزي «الكتائب» في الفترة الأولى من مسيرتها «لعبت دورا كبيرا في إقناع المسيحيين بفكرة الكيان اللبناني المستقل عوض تطلعهم إلى فرنسا، وشاركت بفاعلية في استقلال 1943». لكن الباحث اللبناني ورئيس «الحركة اليسارية اللبنانية» منير بركات، الذي كان خلال حقبة الحرب الأهلية في موقع الخصم للكتائب انطلاقا من مسؤولياته في الحزب الشيوعي اللبناني آنذاك، يقول إن «الكتائب في تلك المرحلة كانت على هامش المعادلة السياسية اللبنانية الموروثة عن الانتداب، وإن شاركت بتحقيق استقلال 1943 وكان لها دورها برفض انضمام لبنان إلى الوحدة المصرية السورية عام 1958».

وانتقل الحزب بعد انقسام 1958 إلى مرحلة أكثر فاعلية ودخل، بحسب بركات، في «صميم المعادلة اللبنانية بظل حكم الرئيس اللبناني الراحل فؤاد شهاب، واستمر الحال على ما هو عليه حتى عهد الرئيس شارل حلو». ويوضح بركات أن «الكتائب» نسجت خلال هذه المحطة علاقة قوية بالحكم من دون أن تتمتع بوضعية الحزب الحاكم، وبقيت موالية للدولة بشكل مستمر، ما ساعدها على التحول إلى حزب سياسي خاطب قاعدته الاجتماعية الواسعة. ويرى أن «تطرف حزب الكتائب في تلك المرحلة في مواجهة قوى قومية وأخرى متطرفة مناقضة للكيان اللبناني ينظر إليه على أنه كان أداء وطنيا، وإن لم يأخذ بالحسبان علاقة لبنان بمحيطه العربي».

وفي حين يتحدث قزي بإسهاب عن دخول العمل العسكري الفلسطيني إلى لبنان مع اتفاق القاهرة عام 1969، وفشل الكتائب بالتوصل مع المعنيين إلى حل سياسي يمنع وقوع «الشرخ الفلسطيني اللبناني»، ما دفعها لاحقا إلى «مرحلة تدريب شبابها وخوض الحرب الأهلية عام 1975»، يشير بركات إلى أن «الكتائب قدمت نفسها آنذاك أداة مواجهة أساسية للوجود الفلسطيني في لبنان ونجحت بتحويل خوف الأقلية المسيحية إلى إشكالية لبنانية مطروحة أمام جميع الأطراف وفي وجههم تحت عنوان (تخليص لبنان من الغرباء)، ومن ثم عمدت في ظل عجز الدولة عن حفظ المجتمع المدني، كما هو الحال مع حزب الله اليوم، إلى شد العصب المسيحي للاستيلاء على السلطة وحسم هويتها مسيحيا». وقاد تداخل هذا الواقع بالعوامل الخارجية إلى بدء معركة التقسيم وتعقيد مشهد الحرب الأهلية، الذي لعبت فيه الكتائب، وفق بركات، دورا أساسيا، وصولا إلى الحرب الإسرائيلية».

وتعد مرحلة الحرب الأهلية اللبنانية مفصلية في تاريخ الكتائب، خصوصا أنها كانت شريكا أساسيا في الحرب، ويتهم مقاتلوها بإطلاق النار على بوسطة عين الرمانة في 13 أبريل (نيسان) 1975، التي تعد الشرارة الأولى لاندلاع الحرب الأهلية، لكن قزي يصر على أن «التحقيقات اللبنانية والفلسطينية أثبتت في وقت لاحق براءة الكتائب من هذه الحادثة».

وتخلل هذه المرحلة انتخاب بشير الجميل رئيسا للجمهورية قبل اغتياله عام 1982، ومن ثم انتخب شقيقه أمين الجميل رئيسا للجمهورية، وساهمت عوامل عدة بتعطيل عهده الرئاسي. وكانت الكتائب تلقت صفعة داخلية أخرى بانفصال القوات اللبنانية عنها، لتنتهي الحرب نهاية الثمانينات بنفي الجميل (1988) وعائلته إلى فرنسا لمدة 12 عاما. وضعفت الكتائب كباقي الأحزاب المسيحية، خلال سنوات الوصاية السورية على لبنان. ويقول قزي إنه «بعد اتفاق الطائف، وضعت اليد على الحزب بظل نظام أمني فاقع، وعانى من انقسامات كبرى، وانكفأت قيادات وكوادر عدة، فيما ابتعد من بقي فيه عن ثوابت الكتائب التاريخية».

وإذا كانت عودة بيار أمين الجميل إلى لبنان، وترشحه للانتخابات النيابية عام 2000 قد أعادت خلق ديناميكية جديدة في صفوف الحزب وتوحيد قيادته بعد تحقيق المصالحة الكتائبية مع فريق الكتائبي السابق كريم بقرادوني الذي تولى رئاسة الحزب بعد إبعاد آل الجميل، فإن اغتياله عام 2006 شكل صفعة جديدة للكتائب، وتلاها اغتيال النائب عن حزب الكتائب أنطوان غانم في العام التالي.

ويقول قزي إن «النهضة التي حققها بيار داخل الحزب استكملها شقيقه سامي الجميل، النائب في البرلمان اللبناني، خصوصا أنه نجح في جمع شريحة واسعة من الشباب الكتائبيين حوله، وحمل طروحات وأفكارا عصرية، وتجلى ذلك واضحا من خلال التفاف الشباب حول الكتائب في احتفال البيال الأخير».

ورغم انضمام الحزب إلى فريق «14 آذار» منذ عام 2005، فإنه حافظ على خطوط اتصاله مفتوحة مع كل الفرقاء على الساحة اللبنانية. ولم تكن مواقفه، بحسب قزي، «أسيرة موقعه في فريق 14 آذار»، علما بأن التباينات هذه تجلت في مقاربة ملفات كثيرة، أبرزها رفض الكتائب العزوف عن المشاركة في الحوار والحكومات ومقاطعة البرلمان، ورفض إدراج «ثلاثية الشعب والدولة والمقاومة» في البيانات الوزارية.

اليوم، يواجه حزب الكتائب، شأنه شأن باقي الأحزاب اللبنانية، تحديات على أكثر من مستوى، يلخصها قزي، نائب رئيس الحزب، بـ«كيفية التوفيق بين المحافظة على وحدة لبنان وعلى الدور المسيحي، وكيفية المحافظة على الدور المسيحي وتعزيز الميثاق الوطني بين المسيحيين والمسلمين». ويوضح أن «حل هذه الإشكاليات لن يحصل إلا عبر اعتماد اللامركزية الإدارية وحياد لبنان».

من جهة أخرى، لا ينكر قزي إمكانية ترشح الرئيس أمين الجميل للانتخابات الرئاسية المقبلة، بناء على «شبكة علاقاته العربية والدولية المتينة، التي يوظفها في سبيل تحصين لبنان لا ربطه بمحاور، وتواصله مع الفرقاء اللبنانيين كافة، وقاعدته الشعبية وانتمائه إلى مدرسة تجسد الوجدان المسيحي وتناضل من أجل التعايش مع المسلمين». لكن قزي يشدد على أن الجميل «لا يعيش على هاجس الترشيح؛ لأن هاجسه الكبير مصير لبنان بظل تعدد الولاءات والانقسامات وأزمات المنطقة». ويقول قزي إنه «إذا وجد أن الفرصة غير سانحة لترشحه رغم تمتعه بكل المؤهلات المطلوبة، فهو لن يتردد في تأييد شخصيات أخرى ذات كفاءة».

 

الأمانة العامة لقوى 14 آذار: لا يمكن تصور حرية الرأي والاعلام من دون ديموقراطية

وطنية - عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعا اليوم، حضره: النواب: عمار حوري، ميشال فرعون، جان اوغاسابيان، احمد فتفت، نديم الجميل، دوري شمعون، بطرس حرب، ومحمد قباني، النواب السابقون: فارس سعيد، مصطفى علوش، سمير فرنجية وغبريال المر. كما حضر: الياس ابو عاصي، نادي غصن، كريم مروة، ايلي محفوض، يوسف دويهي، وليد فخر الدين، شيرين عبدالله، دينا لطيف، ديالا اليافي، شيرين عبدالله، انطوان قربان، ايلي الحاج، جوليان الحاج، فانيسا متى، طوني ابي نجم، انطوان مراد، احمد عياش، سامي نادر، سارة عساف، ساسين ساسين، لقمان سليم، راشد فايد، علي حمادة، الشيخ ميشال الخوري، نبيل ابو منصف، نديم قطيش، كمال ريشا، سيمون ضرغام، ارديم ناناجيان، شاكر سلامة، ربى كبارة، سمير عبد الملك، غسان حجار، سناء الجاك، ريان شربل، شارل جبور، محمد حرفوش، سيمون ابو فاضل، ملحم رياشي، ميشال مكتف، ميشال معوض، ميشال توما، اسعد بشارة، آدي ابي اللمع ويوسف الحويك.

البيان

وأصدرت بيانا، حمل عنوانا "اعلان جبران"، تلاه المر، جاء فيه: "يكرم الشهيد بالوقوف صمتا، إلا جبران فلا يليق بذكراه الصمت وهو من كانت الكلمة، صنعته وشعاره ودأبه، "حتى الصوت يودي"، كما كان يفيد شعار "نهار الشباب".ربما لم يكن جبران صحافيا لو لم تكن الصحافة سليلة الحرية، وتوأمها. واليوم، في ذكراه الثامنة نتذكر ان النهار حملت في صفحتها الاولى في اليوم التالي لاستشهاده، عنوانا أصر عليه والده الاستاذ غسان تويني، رافضا اي نقاش، وهو من نوادر حرفته ومهنته. كان العنوان الكبير: جبران لم يمت، والنهار مستمرة، كأنه يشير الى ان الحرية باقية، ولو اغتيل جبران، لأنه اغتيل على الدرب اليها، وعاش حاملا رايتها. لكن الحرية لا تبقى بلا احرار. اذ لا قضية من دون من يذود عنها، ويحمل رايتها، ويعلي شأنها ويرفع صوتها. اليوم، وقد تعاظم الخروج على الدولة وقضم سلطتها، وتضطرب المنطقة على وقع طلب الحرية لشعوبها نجدنا احوج، ايضا وايضا، الى تأكيد ما تمسك به الشهيد الصحافي جبران تويني حتى الرمق الاخير: انه الحرية. فالحرية في لبنان هي سياج امنه الوطني.

لذا يؤكد المشاركون في اجتماع اليوم للأمانة العامة لقوى 14 آذار ما يأتي:

1- الثبات على الدفاع عن الحريات عموما، وحرية الرأي والاعلام خصوصا بكل تنوع وسائله.

2- إن هذه الحرية تلزمنا بعبء مسؤوليتها بما تعنيه حدود القانون الناظم للمجتمع تحت قواعد القيم الأخلاقية والدستورية والاجتماعية.

3- لا يمكن تصور حرية الرأي والاعلام من دون ديموقراطية، لكن ذلك يجب ان يكون دافعنا الى النضال، تحت لواء الحرية، لتحقيقها.

4- إن خوضنا معركة حرية الاعلام هي الدرب السليم لتعزيز الديموقراطية واستعادة ألقها، بعيدا عن التفسيرات الاستنسابية التي ترتأيها القوى السياسية.

5- إن صون حرية الاعلام، ليس مسؤولية النظام السياسي وحده، بل مسؤولية المجتمع ككل: فعلى المجتمع المدني حمايتها لانها مرآه نضاله لتحقيق الديموقراطية.

6- إن الاعتداء على حرية الاعلاميين مدان في كل آن، سواء جاء على يد النظام المتهاوي هنا أو هناك، أو على يد المجموعات الثائرة عليه، وهذه مسؤوليتها أكبر، لأن من يسعى الى التغيير، مدعو لأن يمارسه أولا في الالتزام بالحريات.

7- إن الإعلام الوطني، وفي مواجهة محاولات شق المجتمعات العربية، وافتعال التقسيمات في الوطن الواحد، يجدد التمسك بقسم جبران تويني فيدعو الجميع، مسلمي ومسيحيي لبنان والعالم العربي، إلى الوحدة في مواجهة الظلم والجهل والقمع، وإدانة الاعتداء الغبي على المقدسات ورفضه، لأنه يخالف قيمنا العامة، ويضرب الحرية في أبرز ميادينها.

إن هذه الإدانة لا بد أن تشمل هذا التمييز الإنتقائي بين الضحايا والأماكن الذي يتبناه البعض. فرفض الإعتداء على الآمنين والمقدسات، وفي الطليعة معلولا، لا يحتمل التفريق وفق الجغرافيا والهويات الدينية والمناطقية.

8- إن الأمانة تستدعي في ذكرى استشهاد جبران تويني تأكيد المجتمعين التزامهم بمبادىء الوطنية السياسية التي ناضل من اجلها جبران واستشهد، ولا سيما السيادة والديموقراطية والوحدة الوطنية وبناء دولة الحق والعدالة.

كذلك تستدعي الأمانة سؤال المراجع المعنية عن مصير التحقيق القضائي في اغتيال الشهيد جبران تويني".

 

ميقاتي اختتم زيارته الى جنوب افريقيا وقادة العالم "حريصون على استقرار لبنان"

جدد عدد من قادة دول العالم، تأكيدهم لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على حرصهم على الحفاظ على الاستقرار في لبنان، ومساعدته. وخلال زيارته الى جوهانسبورغ في جنوب افريقيا، لتمثيل لبنان في وداع الرئيس الاسبق نيلسون مانديلا، التقى ميقاتي عدد من رؤساء الدول الذين عبروا جميعاً " عن حرصهم على الاستقرار في لبنان واستعدادهم لمساعدة الحكومة اللبنانية على تحمل الاعباء الناتجة عن ازمة النزوح السوري". يُذكر ان ميقاتي التقى الرؤساء الاميركي باراك اوباما، والفرنسي فرنسوا هولاند، والفلسطيني محمود عباس، والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، ورئيس وزراء بريطانيا دايفيد كاميرون، رئيس وزراء كندا ستيفان هاربر ورئيس وزراء ايطاليا انريكو ليتا. وعقد ميقاتي اجتماعا مطولا مع غولد براون المكلف من قبل الامم المتحدة الاهتمام بشؤون التربية في العالم عبر الصندوق الدولي للتربية، وتم البحث في الوضع التربوي في لبنان عموما وانعكاسات النزوح السوري الى لبنان. وتعهد براون على العمل على تأمين التمويل اللازم من اجل المساعدة على رفع مستوى التعليم في لبنان بما في ذلك تهيئة البنى التحتية المناسبة للمدارس.  كذلك زار الرئيس ميقاتي المقر الجديد لسفارة لبنان حيث استقبله القائم باعمال السفارة آرا خاتشدوريان وعقيلته. واطلع الرئيس ميقاتي من خاتشدوريان على اوضاع اللبنانيين في جنوب افريقيا.

 

بري: 9-9-6 لا تزال هي الصيغة الحكومية المعقولة والمقبولة

نهارنت/شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن صيغة 9-9-6 الحكومية "لا تزال هي الصيغة المعقولة والمقبولة"، داعياً الجميع الى وجوب التحلي بالمسؤولية لمواجهة الاستحقاقات المقبلة. وخلال لقاء الاربعاء النيابي، وفق ما نقل عنه النواب، قال بري: "لا يفكرن احد بأي مغامرة في البلد"، مؤكداً على "وجوب تحلي الجميع بالمسؤولية لمواجهة الاستحقاقات الراهنة والمقبلة". وكان بري قد استقبل قبل ظهر الاربعاء، وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال وائل ابو فاعور، موفداً من رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط، ولفت ابر فاعور الى أنه وفي ظل توالي الازمات فإن "خريطة الطريق يجب ان تكون واضحة لدى كل القوى السياسية".

ودعا القوى السياسية الى الجلوس الى "طاولة الشراكة سواء في الحكومة او في الحوار الوطني او في الاستحقاقات المقبلة في رئاسة الجمهورية". وشدد على أنه "يجب ان يكون هناك جهد اساسي وتوافق على تفادي الفراغ فيها، ونأمل ان يلقى هذا الرأي وفاقا بين اللبنانيين". من جهة أخرى، وعن جهود رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لعقد جلسة مستعجلة للحكومة، أوضح أبو فاعور أن "ما يعنينا كجبهة نضال، فقد تم التداول في هذا الامر بيننا وبين رئيس الحكومة، ولم يكن رئيس الحكومة حاسما في قراره لعقد جلسة". وأضاف ان ميقاتي "يسبر اغوار مواقف القوى السياسية لمعرفة توجهاتها اذا كان هناك من حاجة لانعقاد مجلس الوزراء للبحث في قضايا استثنائية طارئة عاجلة على المستوى الامني او مستوى دعم الجيش او غيره". وكشف أبو فاعور أن ميقاتي لم يطرح مع الحزب التقدمي الاشتراكي عقد جلسة او تعويم الحكومة، مردفاً"تعويم الحكومة لم يطرحه احد، وكما قلت فان رئيس الحكومة كان يستكشف القوى السياسية حول جدوى او امكانية انعقاد الحكومة لجلسات طارئة محددة في قضايا معينة". يُشار الى أن معلومات صحافية أفادت، الاربعاء، أن ميقاتي يبحث امكانية اعادة تفعيل عمل الحكومة مع عدة أقطاب من أجل مواجهة التحديات السياسية المحلية. يُذكر أنه ومنذ استقالة حكومة ميقاتي في نيسان الفائت، تم تكليف تمام سلام تشكيل حكومة الا أن جهودة لم تنجح بعد، نظراً للشروط والشروط المضادة من الافرقاء. ويُطالب وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل بعقد جلسة لبحث ملف النفط واقرار بعض المراسيم، الا أن ميقاتي كان يرفض لأن الحكومة هي "حكومة تصريف اعمال".

 

ميقاتي "يبحث اعادة تفعيل عمل الحكومة" مع مختلف الافرقاء

بحث رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي امكانية اعادة تفعيل عمل الحكومة مع عدة أقطاب من أجل مواجهة التحديات السياسية المحلية. ونقلت صحيفة "السفير"، الاربعاء، عن مصادر واسعة الإطلاع أن مسألة عقد جلسة لحكومة تصريف الأعمال كانت موضع نقاش بين ميقاتي رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس كتلة "المستقبل النيابية" فؤاد السنيورة ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط عبر الوزير وائل ابو فاعور.

وأوضحت أن ميقاتي ناقش الاقتراح مع سليمان خلال اجتماع بينهما، وأبلغه أنه "لم يعد يحتمل الوضع القائم، وأنه يتعرّض لانتقادات من جميع الأطراف". وأضافت ان ميقاتي أشار الى ان هناك العديد من الامور الملحة والضاغطة التي باتت تحتاج الى معالجة على طاولة مجلس الوزراء، مقترحاً عقد جلسة لهذا الغرض. الى ذلك، أشارت مصادر "السفير"، أن ميقاتي اقترح على سليمان أن يترأس بنفسه الجلسة في قصر بعبدا إذا شاء، "أو أترأسها أنا (اي ميقاتي) في السرايا الحكومية تفادياً لإحراجك، وحتى لا يُطلب منك البحث في بنود من خارج جدول الأعمال الضيق". وكشفت الصحيفة أن ميقاتي التقى السنيورة، وشرح "رؤيته لمسار الاحداث"، وأبلغه ميقاتي أنه يفكر في عقد جلسة لمجلس الوزراء، فلم يبدر من السنيورة ما يوحي بمعارضة قاطعة، لكنه طلب بعض الوقت للتشاور ودرس الاقتراح. يُذكر أن السنيورة شدد الثلاثاء على أن تعويم الحكومة "قضية غير دستورية على الاطلاق وغيرل مقبولة، ولا يمكن لأحد أن يحيي الأموات سوى رب العالمين". كذلك، التقى ميقاتي ابو فاعور الذي اعتبر "ان عقد جلسة للحكومة المستقيلة هو أمر دقيق، يتطلب الدرس الوافي". كما التقى ميقاتي معاون بري الوزير علي حسن خليل الذي سأله عن جدول الأعمال الذي يقترحه للجلسة المفترضة. كما سأل خليل عما اذا كان الملف النفطي ضمن بنود الجلسة، فقال له ميقاتي بأن هذا الملف لن يدرج ضمن جدول الأعمال، لأن شروط التوافق حوله ليست مكتملة بعد. وطلب ميقاتي الاجتماع على عجل برئيس مجلس النواب نبيه بري للبحث معه في مسألة الجلسة الحكومية، لكن انشغالات بري لم تسمح له بتحديد موعد سريع لميقاتي، ثم اتفقا على اللقاء بعد عودة رئيس الحكومة من جنوب افريقيا. يُذكر أنه ومنذ استقالة حكومة ميقاتي في نيسان الفائت، تم تكليف تمام سلام تشكيل حكومة الا أن جهودة لم تنجح بعد، نظراً للشروط والشروط المضادة من الافرقاء. ويُطالب وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل بعقد جلسة لبحث ملف النفط واقرار بعض المراسيم، الا أن ميقاتي كان يرفض لأن الحكومة هي "حكومة تصريف اعمال".

 

الخبير الدستوري والقانوني الدكتور حسن الرفاعي/"لا صلاحيـة سـياسـية ولا دور لمجلس النواب في الرئاسـة الاولـى"

الخبير الدستوري والقانوني الدكتور حسن الرفاعي/ قرطباوي والنيابة العامة يتحملان مسؤولية التطاول على سليمان وان يكون المجلس النيابي هيئة ناخبة لا يعني تعطيل اعماله

المركزية- اعلن الخبير الدستوري والقانوني الدكتور حسن الرفاعي ان كل ما يحصل في لبنان سببه مخالفة الدستور وفرض هذه المخالفة وبعدها المناشدة لايجاد حل للمشكلات القائمة، لافتا الى ان التطاول على رئيس الجمهورية سببه وجود وزراء وحكومة حوله لا فعل لها ولا لون ولا طعم، وعلى النيابة العامة ان تتحمل المسؤولية بطلب من وزير العدل الذي عليه ان يقوم بواجبه في هذا السياق، مؤكدا الا صلاحية سياسية ولا دور لمجلس النواب في الرئاسة الاولى على الاطلاق حين انتهاء ولاية رئيس الجمهورية. وقال في حديث لـ"المركزية" ردا على سؤال عما اذا كان يستطيع مجلس النواب اعطاء الثقة لحكومة جديدة في فترة كونه هيئة ناخبة؟ " اذا لم يكن مجلس النواب في دورة عادية ولا في دورة استثنائية يتم فتح دورة استثنائية له في مرسوم بغرض التصويت على البيان الوزاري للحكومة لتنال الثقة". اضاف "ان يكون المجلس النيابي هيئة ناخبة لا يعني تعطيل اعماله، فهو دائما على استعداد لانتخاب رئيس جمهورية، سواء كان في دورات عادية او استثنائية فعليه ان يقوم بعمله". وعن التطاول على رئيس الجمهورية، وتحميله مسؤولية اي حدث يحصل قال الرفاعي " حول رئيس الجمهورية وزراء وحكومة لا فعل لها ولا لون ولا طعم، كما ان رئيس الجمهورية لا صلاحية له لإقالة اي وزير، وطالما انهم يوجهون الشتائم لبعضهم البعض ويتم تحويلهم الى النيابة العامة المالية، فماذا ننتظر منهم ان يقدموا؟، معتبرا ان من يوجّه اللوم الى رئيس الجمهورية عليه ان يعطيه صلاحية حل الحكومة، لافتا الى ان رئيس الجمهورية والرئيس المكلف اخطآ منذ البداية وتخليا عن صلاحيتهما مسايرة. واشار الى ان على النيابة العامة ان تتحرك باتجاه المتطاولين على رئاسة الجمهورية، فهي المسؤولة وعلى وزير العدل ان يقوم بواجبه في هذا السياق. ولفت الى ان اصدار اي مذكرة توقيف بحق المتهمين والاستهتار بها سببه تراخي الدولة، وعدم اعطاء السياسيين امر ملزم للجيش، فالتكليف بهذا الامر ليس كافيا انما يحتاج الى دعم سياسي. مشيرا الى ان لدى الوزراء نغمات مختلفة وهذا دليل على ان الحكومة الموجودة ليست حقيقية، فالحكومة تكون دائما متجانسة، رأي الاكثرية هو السائد ومن يخالف اما يرضخ او يستقيل، على عكس مجلس النواب. واعلن ان المشكلة تكمن في مخالفة الدستور وفرض هذه المخالفة، وبعدها المناشدة لايجاد حل للمشكلات، كما هو حاصل اليوم مع الدعوة الى تعويم الحكومة، مؤكدا ان حكومة تصريف الاعمال الحياة ولا يمكن ان تحل محل رئيس الجمهورية. وعما اذا كان لمجلس النواب دور حين انتهاء ولاية رئيس الجمهورية قال " لمجلس النواب دور في القبول بتأليف حكومة، فمن المستحيل ان يمارس رئيس مجلس النواب صلاحيات رئيس الجمهورية لان صلاحية رئيس مجلس النواب تبدأ حين دخوله اول درجة من المجلس وتنتهي حين يخرج من المجلس ولا صلاحية سياسية له على الاطلاق، فهو يدير الجلسات واعمال المجلس وموظفي المجلس، لا اكثر ولا اقل، ولكن في لبنان الجميع يأخذون ادوار بعضهم البعض.

 

14 اذار: لماذا لا يسلم نصرالله مضبطة اتهام السعودية للقضـاء وايران؟

المركزية/استهجنت مصادر في قوى 14 اذار مواقف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد المتصلة باتهام الرئيس سليمان بالتسرع في الدفاع عن السعودية وتأكيده ان لدى امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مضبطة اتهام بحق السعودية تثبت ضلوعها في تفجير السفارة الايرانية وقالت: اذا كان نصرالله يملك كل هذه المعطيات فلماذا لا يقدمها الى القضاء لاتخاذ الاجراء القانوني ولما لم يطلع عليها الجمهورية الاسلامية التي سارعت الى توجيه الاتهام الى اسرائيل، وهل ان ايران تبرئ السعودية وتتهم اسرائيل في حين يفعل حزب الله العكس ولاي غاية وهدف؟ واعتبرت ان مشاركة حزب الله في الصراع في سوريا عرقل كل الجهود المبذولة لحل ازمات الداخل، ولا سيما تشكيل الحكومة. واشارت الى ان النائب رعد وخلال مناقشة اعلان بعبدا وتحديدا المادة 13 التي وضعت انذاك لوضع حد للتدخل بالازمة السورية عبر الحدود في عكار وتحييد لبنان، لم يعترض على هذه النقطة بل سجل اعتراضا على المادة 14 التي نصت صراحة على تأييد لبنان للمحكمة الدولية. وقد خرجت بعض قوى 8 اذار بما فيها حزب الله لتعلن ان اعلان بعبدا لم يناقش لا بل اتخذ الحزب قرارا بالقتال في سوريا ضاربا عرض الحائط التزاماته وتعهداته وسياسة حكومة النأي بالنفس التي يشارك فيها.

 

رفض قاضي التحقيق الأسبق للمحكمة الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ديتليف ميليس: وسام الحسن لم يكن مشتبهاً به بقضية اغتيال رفيق الحريري  

رفض قاضي التحقيق الأسبق للمحكمة الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ديتليف ميليس ما قاله المحقق بو أوستروم بخصوص اللواء وسام الحسن، مشيرا الى انه خلال ولايته لم يكن الحسن في أي مرة مشتبها به في هذه القضية.  في هذا السياق، أكد المدير العام السابق لوزارة العدل القاضي عمر الناطور، في بيان أصدره "تصويبا للنقاش الدائر حول التحقيق الذي بثته شاشة "الجديد"، أن الاتهام الذي حاول نائب رئيس فرع التحقيق الأسبق بو أستروم إلباسه للشهيد اللواء وسام الحسن، لا يعدو كونه استنتاجا شخصيا غير مستند الى أي وقائع علمية ولا الى أدلة دامغة، وبالتالي ليس من شأن بو أستروم أو غيره من المحققين أن يقرر، وهذا ما يعود حصرا، للمحكمة الدولية". واعتبر الناطور أن "هذا الاتهام ولد ميتا منذ سنوات عدة وهو ليس جديدا على الإطلاق، حيث سبق أن عرضته احدى المحطات الكندية قبل اغتيال اللواء وسام الحسن، ولم تأخد به المحكمة المخولة دون سواها، البت، نظرا الى الأدلة الموجودة، خصوصا أن منطلق المحاكمة قانونا هو القرار الظني الصادر وليس الاستنتاجات الشخصية لهذا المحقق أو ذاك". وسأل الناطور عن "جدوى المحكمة في حال كان لكل قاض أو محقق رأيه الشخصي غير المستند الى أدلة ولا الى براهين"، معتبرا أنه "من المعيب أن يتاجر البعض بالمواد المنتهية الصلاحية، غير القابلة للبيع ولا للصرف، بعيدا عن الأسواق الإعلامية".

 

ريفــي ردّ علـى الاتهامـات بحـق الحسـن: من يلاحق الشهداء يؤكد اتّهامه بارتكاب الجريمة

المركزية- ردّ المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي على التقرير الذي بثّته احدى المحطات التلفزيونية عن ان "الشهيد وسام الحسن حدد مسلك سير موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، فاكد انها "اضاليل تُصنّف في خانة المشاركة في جرم تضليل التحقيق وإعاقة عمل العدالة"، معتبراً انه "كلام غير مسؤول وغير علمي، ويدل على إفلاس كبير، فالجميع يعلم ان الشهيد الحسن لم يحضر في 14 شباط 2005 الى قريطم كونه استأذن الرئيس الشهيد لأداء امتحاناته الجامعية، وحسب القواعد المتبعة فإن من يغيب عن الموكب لا يُحدد مساره". ادلى اللواء ريفي بالآتي "بعد ان حددت المحكمة الدولية بدء محاكمة المجرمين في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه بتاريخ 16-1-2014 ، وبعد ان تيقن المشتبه به ان العدالة آتية لا محالة، لجأ إلى اسلوب التضليل عبر ترتيب مادة إعلامية، هدف القيّمون عليها ومن وراءهم إلى تحريف الوقائع وتشويهها ومحاولة استباق المحاكمة، بجملة من الفرضيات الخاطئة التي اريد لها ان تصل إلى نتائج لا تمت الى الحقيقة بصلة. لقد لجأ هذا السلوك التضليلي الذي يقع تحت طائلة القانون، الى المحقق السويدي، واخذ منه تصريحا عبارة عن تلميحات، كان الهدف منها الوصول الى استنتاج وحيد، ان اللواء الشهيد وسام الحسن مُتّهم باغتيال الرئيس رفيق الحريري، هذا في حين اهمل هذا السلوك نفسه، كلام المحقق السويدي الذي قال، ان النظام السوري قتل الرئيس رفيق الحريري من خلال "حزب الله". اضاف "رداً على هذه الأضاليل التي تصنّف في خانة المشاركة في جرم تضليل التحقيق وإعاقة عمل العدالة، نؤكد ان ما ورد حول ان الشهيد الحسن حدد مسلك سير موكب الرئيس الحريري، كلام غير مسؤول وغير علمي، ويدل على إفلاس كبير، فالجميع يعلم ان الشهيد الحسن لم يحضر في 14 شباط 2005 الى قريطم كونه استأذن الرئيس الشهيد لأداء امتحاناته الجامعية، وحسب القواعد المتبعة فإن من يغيب عن الموكب لا يحدد مساره. اما في ما خص الكاميرات التي قال المحقق السويدي انها كانت موجودة على طريق الموكب في المنطقة المحيطة بالإنفجار، فنذكر الرأي العام اننا تسلّمنا القيادة في قوى الأمن بعد شهر ونصف على ارتكاب جريمة الاغتيال، وقبل استلامنا كان النظام الأمني السوري لا زال ممسكاً بلبنان حتى 26-4 -2005 والطبيعي ان يسأل عن الكاميرات، اجهزة النظام السوري، ومن كان يتولى المسؤولية قبلنا". وختم اللواء ريفي "نقول للمشتبه به ان من يُلاحق الشهداء الكبار في عليائهم، يكون كمن يؤكد اتّهامه لنفسه بالمسؤولية عن ارتكاب الجريمة، ونؤكد له للمرة الألف العدالة آتية. فعلاً كاد المريب ان يقول خذوني".

 

الحريري: رمي القمامة على سكّة قطار العدالة لن ينفع وما قيل عن الحسـن هذيـان إعلامـي وسـياسـي"

المركزية- استغرب الرئيس سعد الحريري ما "بثّته قناة "الجديد" امس عن تحقيقات مزعومة في مبررات غياب اللواء الشهيد وسام الحسن عن موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري يوم اغتياله في 14 شباط 2005، واضعاً ذلك في خانة "فصل هستيري جديد من الحملة على المحكمة الدولية بمناسبة قرب انطلاق المحاكمات فيها في الشهر المقبل"، ومؤكداً ان "القطار قد غادر المحطة ورمي القمامة على سكته لن ينفع في وقفه، وان لقاءه مع العدالة والحقيقة واللبنانيين وجميع محبي رفيق الحريري ووسام الحسن من العرب وفي العالم، بات قريباً جداً". صدر عن الرئيس الحريري البيان الاتي "اطلعنا على الحلقة التلفزيونية التي بثها تلفزيون "الجديد" امس عن تحقيقات مزعومة في مبررات غياب اللواء الشهيد وسام الحسن عن موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري يوم اغتياله في 14 شباط 2005. ومثل غالبية اللبنانيين وجدنا انه من المستغرب، لا بل من المقزز للنفس ان يصل الهذيان الاعلامي والسياسي إلى محاولة اتّهام شهيد بالضلوع في اغتيال شهيد. إن الاتهامات التي سيقت امس، سبق وان حققت فيها لجنة التحقيق الدولية مرّة ثانية بمناسبة برنامج تلفزيوني مماثل واعتمد المصادر نفسها، بثته قبل نحو ثلاث سنوات قناة "سي بي سي" الكندية. وقد حسمت لجنة التحقيق الدولية في حينه، وللمرة الثانية ان اللواء الشهيد وسام الحسن لم يكن في عداد موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري لدى استهدافه لأسباب واضحة وشفافة وثابتة". اضاف "فإذا كان الهدف من تكرار الترهات نفسها امس، هو زرع الشك في نفوس اللبنانيين، ومن بينهم عائلة الرئيس الشهيد، فإنها مناسبة لنؤكد مجددا اننا نعتبر اللواء الحسن واحداً من عائلتنا وهو شهيدنا بقدر ما هو الرئيس الشهيد رفيق الحريري شهيدنا، وان ولاءه للبنان اولا ووفاءه للرئيس الشهيد رفيق الحريري قد عمدا بما لا يقبل اي شك بمسيرته البطولية، ومن ضمنها دوره الرائد في مساعدة التحقيق الدولي والمحكمة الدولية، وبدمائه الزكية التي اريقت على يد الإرهاب المجرم نفسه الذي قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وختم الرئيس الحريري "اما إذا كان الهدف إطلاق فصل هستيري جديد من الحملة على المحكمة الدولية بمناسبة قرب انطلاق المحاكمات فيها في الشهر المقبل، فإننا نقول إلى من يقف وراء بث المقابلة إن القطار قد غادر المحطة ورمي القمامة على سكته لن ينفع في وقفه، وان لقاءه مع العدالة والحقيقة واللبنانيين وجميع محبي رفيق الحريري ووسام الحسن من العرب وفي العالم، بات قريباً جداً. فإلى اللقاء على رصيف المحطة المقبلة في 16 كانون الثاني 2014".

 

مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار لصحيفة “السياسة: نرفض اتهاماتك الساذجة بحق السعودية

أكد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار لصحيفة “السياسة” الكويتية، أن طرابلس بدأت تستعيد عافيتها وبدأت الخطة الأمنية كذلك تشق طريقها، و”الناس كلهم في المدينة الذين هم أبناؤها يطلبون الأمن وينشدونه وقد رحبوا بهذه الخطة وينتظرون لها أن تحقق غاياتها ونتائجها، سيما لجهة إسكات الرصاص والعمل على توقيف المطلوبين وخاصة أولئك الذين عملوا على ارتكاب الجريمتين اللتين هزتا لبنان وطرابلس أمام مسجدي “التقوى” و”السلام”، وبذلك يكتمل الأمن ويشعر أهل طرابلس والشمال أنهم في كنف الدولة وأن الخطة الأمنية فعل، خطة جادة لا تميز أحداً عن أحد”. وأشار إلى أن لقاءه بقائد الجيش العماد جان قهوجي كان مثمراً وجاداً ودار الحديث بشأن الخطة الأمنية والجيش ودوره وإيقاف المجرمين المتورطين في التفجيرات. وبشأن اتهامه أحد الأجهزة الأمنية بحماية الذين يقومون بالاعتداءات في طرابلس، فضل المفتي الشعار أن يكون هذا الموضوع مع الجهات المسؤولة مباشرة عن الأجهزة الأمنية، مضيفاً “إننا نتمنى أن تكون طرابلس منزوعة السلاح، كما نتمنى أن يكون لبنان كله منزوع السلاح، وأن يكون السلاح بيد الشرعية والدولة”.

وعما يُحكى عن وجود مقاتلين سلفيين غير لبنانيين في طرابلس، لفت المفتي الشعار إلى أنه سمع هذا الكلام كثيراً و”لم أر له أثراً حتى اللحظة، ولا أعلم أن أحداً في الخارج قد قصد طرابلس والشمال على وجه التحديد تحت أي شعار أو ستار. ولذلك اعتبر أن كل ما يُقال في هذا الشأن غير صحيح إطلاقاً وهدفه الإساءة إلى طرابلس واتهامها بأنها تحتضن الإرهاب و”القاعدة”، ما يعود سلباً عليها وعلى أبنائها المسلمين السنة ولم يعد خافياً على أحد أن هناك من يعمل لتوريط المدينة في هذا الشأن”. وأكد الشعار أن “أهل طرابلس منزعجون جداً ولا يكادون يصدقون أن يبقى المجرمون فارين من وجه العدالة، ولذلك سنبقى نطالب ونلاحق هذا الموضوع حتى يصار إلى توقيفهم، والاقتصاص من الذين يقفون وراء جريمتي تفجير المسجدين”، مشدداً على أن تشكيل الحكومة بات مطلباً ملحاً لا يجوز التباطؤ أو التأخر بتحقيقه، ومعتبراً أن “ليس هناك في العالم منطق يجعل من الثلث المعطل شرطاً لتشكيل الحكومة”. ورداً على الاتهامات التي ساقها “حزب الله” وأمنيه العام حسن نصر الله ضد المملكة العربية السعودية بتفجير السفارة الإيرانية في بيروت، قال الشعار: إننا فوجئنا مفاجأة كبيرة بهذا التطاول على المملكة العربية السعودية وبهذا الافتراء، ويغيب عن بال هؤلاء أنهم لن يستطيعوا أن يشوشوا على بلد يشهد العالم بأنه مصدر السلم والسلام، وإن المملكة لم تكن يوماً طرفاً في إطار الصراع العسكري أو أنها تعتمد أساليب العنف، بل العكس فهي تعاني من هذه المجموعة الإرهابية”. واضاف “إن ما زاد هذا الاتهام سذاجة، أن السفير الإيراني في لبنان أعلن باسم بلده أن المتهم في ذلك هو إسرائيل، كما أن وزير خارجية إيران أعلن أن إسرائيل هي وراء ذلك التفجير، لذلك لم يلق أحد بالاً على ما جاء على لسان مسؤولي “حزب الله” باتهامهم للمملكة العربية السعودية بهذه الجريمة النكراء”.

 

المسـتقبل" يستكمل جولته على رؤسـاء الطوائف بعد الاعياد/دوفريج: عودة قلق على مسيحيي معلولا ويرفض اخذهم رهينة

المركزية- وضع عضو كتلة "المستقبل" النائب نبيل دو فريج الزيارة التي قام بها امس وفد من الكتلة برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة الى مطران بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة في خانة "الجولات التي تقوم بها "الكتلة" على القيادات الروحية ورؤساء الطوائف للبحث في كل الملفات الداخلية والخارجية"، لافتاً الى ان "هذه الجولات ستُستكمل تباعاً على قيادات روحية اخرى خلال فترة الاعياد لتقديم التهاني او بعد العطلة". وقال في حديث لـ"المركزية" "بحثنا مع المطران عودة امس في مُجمل التطورات في لبنان وسوريا، وطلبنا منه دعم التيارات المُعتدلة داخل الطوائف كافة، لاننا نُلاحظ بان هذه التيارات اصبحت اليوم هدفاً للتيارات المُتطرّفة. وتطرّقنا الى وضع المسيحيين في سوريا في ظل ما يجري هناك، خصوصاً في بلدة معلولا وكنّا والمطران عودة على الموجة ذاتها في هذا الشأن"، معتبراً ان "المُستفيد الوحيد ممّا يحصل للمسيحيين في سوريا هو النظام السوري". واذ لاحظ ان "ما يحصل في معلولا من تهديم للكنائس وخطف للراهبات جاء بعد إنسحاب الجيش النظامي منها من دون معركة"، اشار الى ان "المطران عوده مُهتمّ وقلق جداً للوضع في معلولا، وهو يرفض اخذ الطائفة المسيحية في سوريا رهينة لاي طرف في النزاع للمتاجرة بها اعلامياً". وذكّر دوفريج بان "الثورة السورية بدأت سلمية ولكن بعد ثمانية اشهر نجح النظام السوري في تحويلها الى معركة ضد الارهابيين والتكفيريين، وسهّل دخول تنظيمات ارهابية مثل "داعش" وجبهة النصرة" الى سوريا لتشويه صورة الثورة"، كما ذكّر "بشاكر العبسي الذي افرج عنه النظام السوري ليدخل الى لبنان لتنفيذ عمليات ارهابية". واوضح رداً على سؤال ان "وفد "الكتلة" اتّفق والمطران عودة على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها لتفادي الفراغ، لاننا نعلم ان نيّة الفريق الاخر احداث هذا الفراغ للذهاب الى مؤتمر تأسيسي بدل اتفاق الطائف، كما حصل ابّان انتهاء ولاية الرئيس امين الجميل وتشكيل حكومتين واحدة برئاسة العماد ميشال عون واخرى برئاسة الرئيس سليم الحص".

 

حوري: اتهام السعودية سياسي وكلام رعد لسليمان غيــر لائق"

المركزية- في مقابل تمسّك رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بموقفه الرافض التهجم على المملكة العربية السعودية و"افساد علاقاتنا التاريخية معها"، أشار رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أمس الى ان "لدى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله معطيات اشبه بمضبطة اتهام بحق السعودية"، تثبت ضلوعها في تفجير السفارة الايرانية، معتبرا ان الرئيس سليمان "تسرّع وخانه التعبير". وتعليقا على موقف رعد، قال عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري لـ"المركزية"، "أولا، هذا الكلام خاصة في الجزء الذي توجه به الى رئيس الجمهورية، غير لائق. ثانيا، القاء نصرالله الاتهامات جزافا وهو يعلم تماما عدم صحتها، تذكرنا بما كان يردده حزب الله، منتقدا اطلاق الاتهامات قبل الوصول الى نتائج واضحة في التحقيق والمحاكمات. لذلك، هذا اتهام في السياسة، ولا يليق ان يصدر عن جهة سياسية، المفروض انها تحافظ على المصداقية ويفترض انها تنتظر التحقيقات".

 

نديم الجميل : لحكومة قادرة على مواجهة الاستحقاقات

وطنية - أثنى النائب نديم الجميل على "الدور الذي تلعبه فرنسا في دعمها الكامل للمنطقة وحرية شعوبها، كما استقلال وحريّة لبنان والتزامها الثابت في احقاق السيادة على أراضيه". موقف الجميل جاء خلال لقائه السفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي، حيث كان "التشديد على الاسراع في تشكيل حكومة تكون قادرة على مواجهة الاستحقاقات تفادياً للفراغ الدستوري، كما دان الجميّل الضغوطات التي يمارسها فريق سياسي معيّن للحؤول دون تشكيل حكومة".

 

فادي كرم: حضورنا جلسة انتخاب الرئيس غير مشروط و"مسيحيو الشرق ليسوا بحاجة لحماية مـن أحـد"

المركزية- قبل نحو خمسة أشهر على انتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، فُتحت معركة الاستحقاق الرئاسي، وكأنه حاصل غدا. ويبدو ان الجهود منصبّة حاليا على تأمين حضور النواب جلسة الانتخاب، وتفادي فقدان النصاب كما حصل عام 2007. وأفادت معلومات، ان الفاتيكان كلّف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي العمل على هذا الخط، والتأكد من حضور النواب المسيحيين الى المجلس يوم الانتخابات.

وسألت "المركزية"، عضو "كتلة القوات اللبنانية" النائب فادي كرم عن مبادرة "الفاتيكان"، فقال "لم نطّلع بعد على آليتها ولكن لا نستغرب ان تكون موجودة، لان همّنا الوحيد كمسيحيين وكلبنانيين، ان ننتخب رئيس جمهورية جديدا، وأن يحصل الاستحقاق في وقته الصحيح، وأن نحترم جميعنا المهل الدستورية، ويتم الانتخاب بأجواء ديموقراطية". وعما اذا كانت "القوات" ستحضر الجلسة لو لم تضمن فوز مرشحها؟ أجاب "الحضور ليس مشروطا بتأمين الفوز. ونحن لسنا كالفريق الآخر، لا نحضر الا اذا ضمنا أن تكون النتائج لصالحنا! نحن نؤمن بالديموقراطية، وربما لا تكون لصالحنا في بعض الاحيان، وهذا التوجه عملنا بحسبه في السنين الماضية".

وأضاف "لكننا نتمنى ان يصل رئيس جمهورية الى سدة الرئاسة، يمثل الخط اللبناني، وخط فصل لبنان عن الازمات في المنطقة وعدم ربطه بقضايا الشرق الاوسط، وعدم تضييع المقدرات اللبنانية. ونرجو وصول رئيس قادر على انقاذ لبنان من الازمة التي هو غارق فيها. المسألة اذا هي مسألة خيارات بين خطين، الاول يريد ربط لبنان بالازمات، والآخر يريد اخراج لبنان منها". وعن معلومات عن عقد خلوة للزعماء المسيحيين قريبا برعاية روسية هدفها حماية المسيحيين، قال كرم "لم تصلنا اي دعوة الى هذه الخلوة، لذا لا يمكنني أن أعلق عليها. لكن سأعلّق على مبدأ الحمايات، لأقول اننا لسنا بحاجة الى حماية حتى من اطراف من خارج المنطقة. حماية المسيحيين هي من خلال الانفتاح على كل الافرقاء في المنطقة، وأن يبقوا روادا وأصحاب حلول، والا يسيروا في خط الحماية من أنظمة قمعية، تسلبهم حريتهم مقابل الحفاظ على حياتهم. مفهوم الحمايات نحن بالمبدأ ضده، والمسيحيون يحمون أنفسهم من خلال تفاعلهم مع شعوب المنطقة. وان كنا نرى اليوم حركات اصولية لا ندري من يقف وراءها، ونحن لا نستبعد وقوف النظام السوري خلفها حجة لبقائه، وان كانت هذه الحركات تقوم بتجاوزات مرفوضة، فنحن لن نخاف، ونؤمن ان أكثرية شعوب المنطقة، تريد السلام ولا مشكلة لديها مع المسيحيين". في سياق آخر، وردا على سؤال عما بحثه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع واللواء أشرف ريفي في اللقاء الذي جمعهما منذ يومين، كشف انهما "بحثا في كل القضايا، سيما الوضع في طرابلس، وفي لبنان وفي كل الاستحقاقات المقلبة والظروف الامنية الصعبة التي تمر بها البلاد".

 

أسئلة مالية للمطران نصّار!: الفاتيكان عرض والراعي رفض خلافة ساندري

خاص بـ"الشفاف" /من المرتقب ان تناقش اللجنة الاسقفية التي تشكلت للنظر في قضية المطران نصار الدعويين المقدمتين من حزب القوات اللبنانية اولا، ومن رعايا من مطرانية صيدا، في حق راعي الابرشية المطران الياس نصار. معلومات تحدثت عن ارتكابات مالية تتعلق بمبالغ قدمها الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري، من اجل ترميم كنيسة، ومبالغ أخرى قدمها الوزير السابق ميشال اده للغرض نفسه، إضافة الى عائدات احتفال أقيم في بيت الدين،! المطران نصار بدأ حياته السياسية مسؤولا في جهاز امن الوزير الراحل ايلي حبيقه بعد ان انشق عن "حزب القوات اللبنانية"، والتحق بنظام الوصاية الامني السوري اللبناني، في أعقاب إسقاط الاتفاق الثلاثي. وهو يحمل في صدره ما يحمل من مواقف سياسية تحاكي ما يعرف اليوم باسم "القواتيين القدامى"، إلا أنه يستغل موقعه كرجل دين ليطلق العنان لتصريحات سياسية منحازة لا تمت الى جوهر "شرعة العمل السياسي"، التي أقرتها الكنيسة المارونية بصلة.

الفاتيكان عرض والراعي رفض رئاسة مجمع الكنائس الشرقية

وفي سياق متصل، أكّدت معلومات من حاضرة الفاتيكان ما نشره "الشفاف" سابقاً بأن مسؤولين كنسيين رفيعي المستوى، فاتحوا البطريرك الراعي خلال زيارته الاخيرة الى روما، بتولي مسؤولية رئيس مجمع الكنائس الشرقية خلفا للكاردينال ساندري. إلا أن الراعي اعتذر عن تولي المهمة، متذرعا بما يكتب في وسائل الاعلام عنه، ومعتبرا ان قبوله بالمسؤولية يعني إقرارا بما ينسب اليه، وهذا يضر بالكنيسة المارونية، التي هي كنيسة شرقية، والوحيدة تقريبا من بين الكنائس الشرقية التي ما تزال تتمتع بحيثية، قياسا الى نظرائها من الكنائس الكلدانية والاشورية وكنائس الروم على إختلافها. وتشير معلومات الى ان الراعي، احتسب الامر على الطريقة اللبنانية، حيث ان ترفيعه يعني تخليه مواربة عن منصب البطريرك الماروني، لمدة عام وثلاثة أشهر، وهي المدة المتبقية له قبل ان يتقاعد في روما، ويصبح بطريركا سابقا، ورئيسا سابقا لمجمع الكرادلة. معلومات غير مؤكدة أشارت الى ان المجامع الكنيسية، تبحث بدورها في تحديد سن التقاعد لرجال الدين عند سن الخامسة والسبعين، من اجل عدم تولية رجال الدين الى ما لا نهاية على كراسيهم ومن ضمنها الكرسي البطريركي، أسوة برتبة الكاردينال. علما ان الكرسي البطريركي في لبنان، لا يحدد سن شاغله، فإذا لم يستقل طوعا من منصبه كما فعل البطريرك مار نصرالله صفير، فإن الاسباب الصحية التي تحول دون قيامه بمهامه هي التي تحيله الى التقاعد، على غرار ما حصل مع البطريرك خريش.

 

مبادرة فاتيكانية" للوصول بالاستحقاق الرئاسي الى بر الامان

نهارنت/أطلق الفاتيكان مبادرة تتعلّق بالاستحقاق الرئاسي اللبناني، وفوّض البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "تسويق المبادرة". ونقلت صحيفة "الجمهورية"، الاربعاء، عن مصدر فاتيكاني توضيحه أن المبادرة تركّز على أن يتمكن الراعي من اقناع النواب المسيحيين الـ64 بضرورة تأمين النصاب من أجل انتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية. ولفتت الصحيفة الى أن الراعي، باشر الإجتماع بالنواب، وأكد البطريرك لـ"الجمهورية"، أن "الأجواء في بكركي وروما إيجابية جدّاً، والطرفان مطمئنّان الى تجاوب النوّاب المسيحيّين معهما، بعدما وُضعوا أمام مسؤوليّاتهم التاريخية والوطنية". ويُتخوّف من فراغ رئاسي في لبنان، مع الاقتراب الى انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان في ايار 2014، وفي ظل فراغ حكومي وعدم توصل الرئيس المكلف تمام سلام الى تشكيل حكومة جديدة اثر استقالة حكومة نجيب ميقاتي في نيسان الفائت.

 

لبنان تلقى دعوة للمؤتمر التحضيري لجنيف 2 ومنصور يرأس الوفد وسليمان وميقاتي يحددان السياسة

المركزية- علمت "المركزية" ان وزارة الخارجية والمغتربين ستتلقى خلال اليومين المقبلين دعوة رسمية للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر جنيف 2 المقرر في 22 كانون الثاني المقبل. واكدت اوساط متابعة ان لبنان سيتمثل بوفد رسمي برئاسة وزير الخارجية عدنان منصور وعضوية المستشار الرئاسي ناجي ابي عاصي ومندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة نواف سلام وسفيرة لبنان لدى المنظمات الدولية في جنيف نجلا عساكر، على ان يلقي الوزير منصور كلمة لبنان التي شددت الاوساط على ان رئيسي الجمهورية العماد ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي حددا خطوطها العريضة بما يتناسب مع السياسة التي حددتها الدولة اللبنانية في ما يتصل بأزمة سوريا المتمثلة بالنأي بالنفس والدعوة الى حل الصراع عن طريق الحوار والمفاوضات وهو الموقف الذي اعلنه تكرارا رئيس الجمهورية في مناسبات عدة داعيا جميع الاطراف في لبنان الى عدم التدخل في الشأن السوري وعودة من تورط منهم الى اي جهة انتمى الى لبنان.

 

نهج الكتائب الانفتاحي يقود الجميل الى ايران

المركزية- يبدو حزب الكتائب، ماضيا في نهجه الانفتاحي على مجمل القوى السياسية في الداخل والخارج استنادا الى ارجحية الحوار والتواصل مع الآخر وتغليبهما على منطق العنف والانكفاء على الذات، وفي موازاة المسعى الداخلي الذي يقوده نواب الحزب في اتجاه المبادرة الى فتح قنوات التواصل مع الطرف الآخر ولا سيما في فريق 8 اذار، ينشط الرئيس امين الجميل في حراكه الخارجي تعزيزا لسياسة الانفتاح وتدعيم اسسها، وهو للغاية توجه الى واشنطن للتواصل مع كبار المسؤولين لحماية لبنان من تداعيات الازمة الكبرى التي تعصف بالمنطقة، واعادة بناء بيت المستقبل لعودته الى الساحة السياسية والفكرية في لبنان واقامة شراكة مع مؤسسة جنرال مارشال فوند كمدخل لدراسات معمقة حول مستقبل العالم العربي ودور لبنان على حد تعبيره. وفي معلومات "المركزية" ان الجميل عازم على زيارة الجمهورية الاسلامية الايرانية تلبية لدعوة رسمية نقلها اليه السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن ابادي.

 

"الحريري يعتبر أن جنبلاط تجاوز حدوده عندما حرض ضد شعبة المعلومات

نقلت صحيفة “الأنباء” الكويتية عن مصادر في تيار “المستقبل” قولها إن رئيس جبهة “النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط “تجاوز حدوده هذه المرة ولم يكن ممكنا السكوت على ما قاله خصوصا لجهة تحريضه الأول من نوعه ضد شعبة المعلومات التي يدرك أهميتها جيدا وأنها خط أحمر بالنسبة للتيار”. ولفتت المصادر إلى أنها “رغم ذلك تنتظر وتراهن على موقف جديد لجنبلاط مغاير لكلامه الأخير، هو المعتاد على الانتقال من أقصى اليمين الى أقصى اليسار بلمح البصر، وبالتالي لن تكون القطيعة جزاءه ففي السياسة يتعاطى “المستقبل” مع الوقائع والتبدلات”، وأضافت: “لابد ان نكون مغفلين لنصدق ان جنبلاط سيبقى حيث هو، نتيجة توتره من التطورات الأمنية في سوريا”، محذرة إياه في الوقت عينه من تحميل الآخرين مسؤولية رهاناته. وتابعت المصادر: “ما نختلف به عن جنبلاط ثباتنا على موقفنا، واتفاقنا لغة سياسية حضارية لا يفهمها جنبلاط، لن ينسى له السوريون ما ارتكبه، هو فعلا في موقف صعب”. ونقلت الصحيفة عن مصادر اخرى في تيار “المستقبل” قولها إنّه “على رغم حاجة “المستقبل” وقوى “14 آذار” الى كتلة جنبلاط حكوميا ورئاسيا، فإن العلاقة مع جنبلاط لن تعود يوما كما كانت عليه، والجامع الوحيد في هذه العلاقة سيكون المصلحة الآنية لا استراتيجية بناء الدولة، أما موقفه الذي رد فيه على الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصرالله، رافضا اتهام السعودية بتفجير السفارة الايرانية، فهو ليس الا محاولة تعويضية عن مواقفه السابقة في محاولة لإعادة ترميم الضرر الذي تسببت به مواقفه”.

 

القضاء المالي "يتجه لاستدعاء" العريضي والصفدي

نهارنت/يتجه النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم الى استدعاء وزير الاشغال بحكومة تصريف الاعمال غازي العريضي ووزير المال في الحكومة محمد الصفدي، بعد تبادلهما الاتهامات في ما خص "غرق لبنان"، الاربعاء الفائت. وأفادت صحيفة "النهار"، الاربعاء، أن ابراهيم سيستدعي العريضي والصفدي من أجل الاستماع الى أقوالهما في شأن ما صرحا به بعد استماعه الى شريط المؤتمر الصحافي للعريضي الاثنين، ورد الصفدي في اليوم عينه. ولفتت الى أنه ثمة نية للانطلاق في التحقيق الذي قرر ابراهيم فتحه والمضي به الى خواتيمه مع ما يمكن ان يؤدي الى سماع افادات آخرين في الوزارتين. وأوضحت أنه في ضوء هذه الافادات والمستندات التي يفترض ان تتوافر للتحقيق يتخذ قراره في مسار الملف. وأدت الامطار الغزيرة التي هطلت الاربعاء الفائت، الى تشكل البرك الكبير على مختلف الطرقات واحتجز المواطنون لساعات في سياراتهم. فضلاً عن "غرق" نفق المطار وكلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية في الحدث. الامر الذي أدى الى تبادل الاتهامات وتقاذف المسؤولية بين العريضي والصفدي، الاثنين. حيث اعتبر العريضي اتهم العريضي الصفدي بعرقلة مشاريع الاشغال واتكاب مخالفات مالية، في حين رد وزير المال بالقول أن العريضي "يقصّر بواجباته". من جانبه، دعا عضو لجنة الاشغال النائب محمد الحجار النيابات العامة الى التحرك، واعتبار"هذه الفضائح" بمثابة اخبار، على حد ما نقلت "النهار". بدوره، كشف رئيس لجنة الاشغال النيابية النائب محمد قباني عبر الصحيفة عينها، ان "تدخلات مارسها المدير العام لرئاسة الجمهورية وقيادة الجيش لدى مجلس الانماء والاعمار كي لا يزال عدد من المخالفات في منطقة النهار في الضاحية الجنوبية لبيروت وذلك لاعتبارات سياسية". وأبدى قباني تخوّفه من اخطار محتملة هذا الشتاء وذلك "لأننا نعالج الامور في نطاق أيام وليس في اطار بعيد المدى". وقد وصلت الى لبنان العاصفة "الكسا" مساء الثلاثاء، حيث من المتوقع ان تمتد حتى الاسبوع المقبل، ومن المرتقب أن تتدنى درجات الحرارة، وتتساقط الثلوج عى ارتفاع 800 متر أو ما دون، فضلاً عن هطول غزير للامطار.

 

جعجع عرض وسفير قطر الاوضاع في لبنان والمنطقة

وطنية - التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، سفير قطر في لبنان علي بن حمد المري في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب بيار بو عاصي. وعرض المجتمعون الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة، ولاسيما الأزمة السورية وتأثيراتها على لبنان.

 

عون عرض الاوضاع مع السفير الروسي

وطنية - استقبل رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم، سفير روسيا الكسندر زاسبكين، وتناولا مؤتمر جنيف 2 المنوي عقده، والاتفاق الاميركي - الايراني والمواضيع المتعلقة بالمنطقة.

 

"اصابة شابين من جبل محسن بإطلاق نار

نهارنت/أقدم مجهولون صباح الاربعاء على اطلاق النار على شابين من جبل محسن في طرابلس ما أدى الى اصابتهما بجروح طفيفية. وأدى اطلاق النار، في منطقة البداوي، الى جرح سامر الاسود في بطنه، وجرح حيد سعيفان في قدمه. وأفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" أنه تم نقل الجريحين الى مستشفى السيدة في زغرتا. من جانبها، أفادت اذاعة "صوت لبنان" (93.3) عن تعزيزات للجيش في منطقة البداوي، مشيرة الى أنه يتم تعقب مطلقي النار. وفي سياق آخر، ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الاربعاء، على موقوفين من جبل محسن لاشتراكهم في أحداث طرابلس الأخيرة. وأحالهم تبعا للادعاء الأساسي إلى قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا. وغالباً ما يتم اطلاق نار بين جبل محسن، ذات الغالبية العلوية المؤيدة للنظام السوري، وباب التبانة، ذات الغالبية السنية المؤيدة لحركة الاحتجاج السورية.

 

النائب محمد كبارة: أمن طرابلس فوق الجميع وعلينا أن نعي خطورة المرحلة

وطنية - إستنكر النائب محمد كبارة "الاعتداء الذي تعرض له شخصين من الطائفة العلوية في البداوي صباح اليوم"، وأكد أن "من قام بهذا العمل هو عدو للمدينة"، داعيا "الأجهزة الأمنية كافة الى بذل الجهود لتوقيف المعتدين وتحويلهم الى القضاء لإنزال أقصى العقوبات بحقهم". وقال كبارة في تصريح اليوم: "في الوقت الذي تتضافر فيه جهود كل القيادات في طرابلس من أجل تحصين الخطة الأمنية بما يعيد الحياة الى طبيعتها في المدينة عشية الأعياد المجيدة، نفاجأ بأيدي الشر تعبث بأمن طرابلس مجددا وتستهدف شخصين من إخواننا العلويين بإطلاق النار عليهما". ولفت الى أن الاعتداء هو "عمل جبان، كونه محاولة آثمة تهدف الى ضرب حالة الاستقرار التي نعمت بها طرابلس خلال الأيام الماضية، وأن من أقدم على هذا الاعتداء هو عدو بكل ما للكلمة من معنى للمدينة ويسعى الى تشويه صورتها والنيل من سمعة أهلها". وقال: "إن هذا الاعتداء وما سبقه من إعتداءات لا يمتون الى عادات وتقاليد طرابلس بصلة، وندعو الأجهزة الأمنية كافة الى بذل كل ما لديها من جهود وإمكانيات للاسراع في الكشف عن الفاعلين وتوقيفهم مهما علا شأنهم والى أي جهة إنتموا، وتحويلهم الى القضاء المختص لإنزال أقصى العقوبات بحقهم لكي يكونوا عبرة لكل من يحاول إشعال نار الفتنة في طرابلس". وختم: "إن أمن طرابلس فوق الجميع، وعلينا أن نكون واعين الى خطورة المرحلة التي تمر بها مدينتنا ووطننا بشكل عام، وعلى الأجهزة الأمنية والقضائية أن تقوم بواجباتها في تنفيذ الخطة الأمنية وتوقيف كل المتورطين بالاعتداءات بدءا من التفجيرين الارهابيين في مسجدي التقوى والسلام، وصولا الى من يريد تفجير المدينة مجددا باعتداءات مذهبية نرفضها وندينها جملة وتفصيلا".

 

إحباط محاولة تهريب نصف مليون حبة من الكبتاغون الى السعودية عبر المطار

نهارنت/أحبط رجال الجمارك في مطار رفيق الحريري الدولي الأربعاء محاولة تهريب كمية من حبوب الكابتاغون الى الخارج كانت متوجهة الى المملكة العربية السعودية. وفي التفاصيل، ان رجال الجمارك في المطار "اشتبهوا بعدد من الصناديق من الكرتون كانت مرسلة الى الرياض في المملكة العربية السعودية، عن طريق احدى وسائل الشحن السريع" بحسب الوكالة "الوطنية للإعلام. ولدى تفتيشها ضبط بداخلها اكثر من نصف مليون حبة من الكبتاغون كانت موضبة بطريقة مبتكرة ومحترفة ضمن قطع غيار من المطاط داخل هذه الصناديق. وتتواصل التحقيقات لكشف اصحاب هذه الكمية من المخدرات، والعمل على توقيفهم وفق القوانين المرعية الاجراء.

 

جند الشام "تجنّد أطفالاً" لمراقبة مباني تابعة لـ"حزب الله"

نهارنت/تقوم مجموعة "جند الشام"، بتجنيد أطفال من أجل مراقبة مباني تابعة لـ"حزب الله" بهدف زرع عبوات ناسفة في وقت لاحق. وأفادت صحيفة "الاخبار"، الاربعاء، أن مخابرات الجيش ألقت الاثنين القبض على الفتى ح. ع. البالغ من العمر 12 عاماً، بعد الاشتباه بتحركاته في محيط مصلى محسوب على حزب الله في تعمير عين الحلوة. ونقلت عن مصدر أمني، قوله ان الفتى وفي إفادته الأولية كشف أن قيادياً في "جند الشام" يتمركز في حي الطوارئ في مخيم عين الحلوة، كلفه باستطلاع المصلى تمهيداً لزرع عبوة ناسفة قربه في وقت لاحق. وفي حال تم التأكد من صحة أقوال الفتى، فإن القضية ستربط بقضية شقيقين مراهقين ألقي القبض عليهما قبل أسبوعين، قالا إن اثنين من "جند الشام" كلفاهما استطلاع محيط المبنى لزرع عبوة ناسفة قربه. وألقي القبض على الشقيقين بالقرب من مبنى في صيدا يعود لآل الديراني المقربين من الحزب وسرايا المقاومة. وشهد مخيم عين الحلوة مطلع الشهر الجاري توتراً شديداً اثر اشتباك مسلح بين "حركة فتح" و"جند الشام". ويعد مخيم عين الحلوة اكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان ويضم نحو 50 الف لاجئ ويعرف ان متطرفين وهاربين من العدالة يحتمون فيه. ويُذكر ان الجيش لا يدخل المخيمات الفلسطينية وعددها 12 في لبنان تاركا مهام الامن للفلسطينيين انفسهم داخلها.

 

الرئيس الجميل: هل نشهد فجر عهد جديد من الاستقرار أم نحن أمام تداعيات طويلة الأمد من موجات الحرب؟ 

وكالات/اختتمت في العاصمة الأميركية واشنطن أعمال خلوة مشتركة بين "بيت المستقبل" و"مؤسسة جيرمان مارشال فاند"، عقدت تحت عنوان "بعد العاصفة: الديمقراطية والتنمية في الشرق الأوسط الجديد". افتتح الرئيس الجميل الخلوة بالدعوة إلى وضع خطة مارشال عربية إصلاحية في سياق حاجة "الشرق الأوسط المضطرب إلى مباردة إصلاحية وإنمائية"، وأكد عزم "بيت المستقبل ومؤسسة جيرمان مارشال فاند على استنفاد كل الفرص لمواصلة دعمهما للنخب المتنورة الساعية إلى إحداث تغيير جذري في العالم العربي، والمساعدة على بناء شرق أوسط أفضل ضمن إطار الحرية والسلام والاستقرار والتعددية وحقوق الإنسان".

وعن التحولات التي يشهدها العالم العربي، سأل الرئيس الجميل إذا كنا "نشهد بزوغ فجر عهد جديد من الاستقرار والرخاء، أم نحن أمام تداعيات جديدة وطويلة الامد من موجات الحرب والدمار؟". وإعتبر أنه "رغم موجة التشاؤم التي تظلل مستقبل المنطقة، يعتبر التوجه الآخر والوازن الشرق الأوسط منطقة ازدهار يعول عليها، فهي تشهد معدلات نمو مرتفعة لمؤشرات رئيسة، مثل رأس المال البشري وروح المبادرة والموارد الطبيعية وتكنولوجيا المعلومات". كما أشار إلى "أن العالم العربي على استعداد لإطلاق المبادرات وتطويرها بغرض اعادة بناء الحوكمة الرشيدة وتداول السلطة سلميا وتعزيز الشفافية وضمان الحرية والتعددية".

ودعا إلى "إطلاق خطة مارشال عربية من أجل الحرية والتعددية والحوكمة الرشيدة، على أساس تعاون عربي-غربي يقوم على أنماط جديدة من الشراكة بين الشرق والغرب، وليس على أساس ممارسة الوصاية التي أفسدت سابقا العلاقة بين الأفرقاء والتي فقدت صدقيتها". وحدد أهداف هذه الخطة بالإصلاح الاقتصادي من خلال إعادة إعمار البنى التحتية وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، وبإصلاح المؤسسات من خلال المساعدة على تأسيس نظم حوكمة جديدة تقوم على الانفتاح والشفافية، وبالإصلاح الفكري من خلال تجديد أنظمة التعليم وتفعيل الحوار العقلاني وتعزيز قوى الاعتدال في كفاحها العادل والمحق ضد التطرف وتفعيل سبل تشجيع المجتمعات المتعددة على العيش بسلام". وحض الجميل على عقد لقاءات ومؤتمرات أخرى تتبع هذه الخلوة الافتتاحية، "تنخرط فيها مجموعة كبيرة من الشركاء العرب والأجانب وتهدف إلى وضع تصور- اطار مشترك لمبادرة بيت المستقبل ومؤسسة جيرمان مارشال فاند لتحقيق هذه الأهداف بنجاح وفاعلية، باعتبارها مسارا طويل الأمد يتطلب الدراسة والتفكير والعمل".

وقال: "بصفتي مؤسس بيت المستقبل ومديره، أتوقع وكلي أمل، أن نطلق اليوم تعاونا مستداما ومثمرا بين بيت المستقبل وجيرمان مارشال فاند.  وأتوجه إلى صديقي العزيز، الرئيس كريغ كينيدي، رئيس "جيرمان مارشال فاند"، وأقول لك "شكرا" من القلب، فقيادتك المتميزة كانت السبب وراء إطلاق هذا المؤتمر والمبادرات المتصلة به. أود أيضا أن أعرب عن امتناني لصديقي وزميلي الدكتور حسن منيمنة، الذي عمل دون هوادة لوضع إطار للمفهوم الجامع والمشترك بين "بيت المستقبل" و"جيرمان مارشال فاند" بشأن المبادرة الإصلاحية والانمائية للشرق الأوسط المضطرب". وأضاف: "كلنا يعلم أن العالم العربي يشهد تحولا كبيرا واسع الأبعاد والدلالات. لكن السؤال الذي لم نتمكن حتى الآن من الإجابة عنه هو:

هل نشهد بزوغ فجر عهد جديد من الاستقرار والرخاء، أم نحن أمام تداعيات جديدة وطويلة الامد من موجات الحرب والدمار؟

صحيح أن بعض الأدلة ترجح التشخيصات المتشائمة والمتفائلة على حد سواء، إلا أن "بيت المستقبل" و"جيرمان مارشال فاند" عقدا العزم على استنفاد كل الفرص لمواصلة دعمهما للطلائع الشجعان الذين يسعون إلى إحداث تغيير جذري في العالم العربي. إن شراكة "بيت المستقبل" و"جيرمان مارشال فاند" تقبلت بعزم وحماسة كبيرين التحدي القاضي بالمساعدة على بناء شرق أوسط أفضل ضمن إطار السلام والاستقرار والتعددية وحقوق الإنسان.

ولعله من السهل اليوم تصديق الحجج التي تعتبر الشرق الأوسط منطقة صراع وعدم استقرار، حيث تندر موارد التنمية المادية والبشرية في ظل الحرب الشرسة المستعرة الآن في سوريا، وعلى خلفية سلسلة من الصراعات العنيفة ولو المحدودة التي تنشب وتشتعل في مناطق الأزمات الأخرى، بما فيها لبنان. وخلافا لهذا التوجه، هناك أدلة معاكسة، رغم أنها تلقى اهتماما أقل بكثير ورواجا أدنى مما تستحقه. إنه توجه يعتبر الشرق الأوسط منطقة ازدهار يعول عليها، وهي تشهد معدلات نمو مرتفعة لمؤشرات رئيسية، مثل رأس المال البشري، وروح المبادرة، والموارد الطبيعية، وتكنولوجيا المعلومات.

لكن الاضطرابات المستعرة أدت من جهة إلى ضمور المؤسسات الحكومية والاجتماعية أو انهيارها التام في دول مثل اليمن وليبيا ومصر ودول عربية أخرى. ومن جهة أخرى، نلاحظ أن العالم العربي على استعداد لإطلاق المبادرات وتطويرها بغرض اعادة بناء الحوكمة الصالحة، وتداول السلطة، وتعزيز الشفافية وضمان الحرية والتعددية. كما يجب أن تركز جهود الإصلاح على إعادة الإعمار بعد الصراع؛ وعلى تجديد أنظمة التعليم، وعلى التنمية الاقتصادية، وعلى توفير الرعاية الصحية وضمان جودتها".

وتابع: "إن التوجه التنموي الذي يعزز الشراكة بين "بيت المستقبل" و"جيرمان مارشال فاند"، قادر ليس فقط على تحقيق تحول في الشرق الأوسط فحسب، بل على احداث تحويل في الاقتصاد العالمي والجغرافيا السياسية في العالم. إلا أن هذا التوجه الإيجابي يجب رعايته وتشجيعه وتمكينه من داخل المنطقة ومن خارجها على حد سواء.

ويتعين على المناصرين العرب لفكرة النمو، بمن فيهم القادة السياسيون والتكنوقراط والأكاديميون ونشطاء المجتمع المدني، التعاون مع نظرائهم الغربيين لرفع مستوى الزخم المطلوب، وذلك بالاستناد إلى أنماط جديدة من الشراكة بين الشرق والغرب، وليس على أساس ممارسة الوصاية التي أفسدت العلاقة بين الأفرقاء والتي فقدت صدقيتها.

ومن الضروري والملح، حتى في خضم "العاصفة"، النظر إلى المستقبل والتبصر في إملاءات فترة ما بعد العاصفة ومقتضياتها، وضرورات ما بعد الأزمة التي لا بد ناشئة في نهاية المطاف، وهذا ما نقوم به هنا الآن".

ورأى "أن المؤسسة التي تحمل اسم جورج مارشال المميز، تتحلى بتراث عريق وخبرة متميزة في مجال إقامة الائتلافات التحويلية، وهي غالبا ما تكون عملية صعبة ومشحونة على الرغم من حيويتها. وانطلاقا من إرث الجنرال مارشال. دعونا نفكر ولو للحظة في أوجه التشابه الثلاثة بين ظروف ما بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا والحقائق المفترض أن تسود في الشرق الأوسط، بعد التحولات العربية الأخيرة.

أولا، الحاجة إلى إعادة الإعمار المادي والتنمية الاقتصادية.

ثانيا، ضرورة إحلال ما يمكن أن يسمى بـ"الاعتدال الملهم" لضبط الدعوة الخطيرة إلى التطرف (في أوروبا جاء التهديد من التطرف السياسي المسمى بالشيوعية، أما في الشرق الأوسط فجاء من التطرف الديني والحركات التكفيرية الرافضة للآخر).

ثالثا، الحاجة إلى نظم حوكمة جديدة، على المستوى المحلي ومستوى التعاون الإقليمي على حد سواء.

دعوني أقول انني مؤمن إيمانا راسخا بأن ما أسميه اليوم "خطة مارشال العربية من أجل الحرية والتعددية والحوكمة الصالحة" يمكنها أن تساعد في تحول الشرق الأوسط المحفوف بالاضطرابات، تماما كما شكلت خطة مارشال التاريخية في نهاية الاربعينيات العنصر المسرع للتنمية الاقتصادية والاعتدال السياسي والتعاون الدولي".

وقال: "في مجالي الحرية والتعددية، يمكن أن تولي "خطة مارشال للعالم العربي" المقترحة أولوية أكبر للتعليم والحوار بهدف تعزيز حلول التناغم الجماعي أو بعبارة أخرى، تفعيل سبل ووسائل تشجيع المجتمعات المتنوعة للعيش معا بسلام. وفي هذا الإطار، يمكن وضع هذه الاجراءات وتلك المتعلقة بالتعليم تحت شعار "إصلاح العقل". وفي مجال الحوكمة، يمكن أن تركز "خطة مارشال العربية" على قضايا الانفتاح والشفافية وتداول السلطة، وبخاصة تحديد ولايات الحكم. ويمكن ادراج هذه الخطوات وسواها المتعلقة بالحكومة تحت عنوان "إصلاح المؤسسات". وقبل كل شيء، يجب أن تؤكد "خطة مارشال العربية" على أن عهد الشراكة منفصل عن مفهوم الوصاية القديمة. فخطة مارشال التاريخية نجحت لأنها شجعت الأوروبيين على التعاون معا بهدف بناء شراكة تعاون دائمة مع الولايات المتحدة. وعلى نحو مماثل، يجب أن تشجع "خطة مارشال العربية" العرب الذين اثبتوا نجاحات في قطاعات الدولة والمجتمع الرئيسية، وبخاصة الشباب منهم، على قيام تعاون عابر للحدود الطائفية والعرقية والوطنية، وتاليا بناء علاقات دائمة مع الشركاء الدوليين، وبخاصة في أوروبا وأميركا الشمالية.

كما يقتضي صوغ برامج "خطة مارشال الجديدة" وأنشطتها بشكل يسرع النمو في الشرق الأوسط ويعززه من خلال الاستفادة جزئيا من تكنولوجيا المعلومات ووسائل الإعلام لفتح مجالات عامة جديدة وتنشيط قوى الاعتدال في كفاحها العادل والمحق ضد التطرف". وأضاف: "لا بد من التذكير بأنه سبق للجهات الفاعلة في المجتمع المدني، وبخاصة الشبابية منها أو المدعومة منهم، باحداث تغيير وتحول في المشهد السياسي في المنطقة. فالدكتاتوريات القديمة سقطت أو في طور السقوط، أو على الاقل أجبرت على التفاوض والمساومة مع قوى التغيير الشبابية كما هو الحال في مصر. كما تجب الاشارة الى التلازم العضوي القائم بين النمو والمجتمع المدني في الشرق الاوسط، فإما ينتصران معا أو يفشلان معا. ويقتضي لتجنب الفشل، تنسيق الجهود الطويلة الأمد التي يمكن أن تتخطى الموروثات الاجتماعية والسياسية والدينية المضطربة في الشرق الأوسط وتطوير مسارات بديلة على أساس المشاركة المدنية والتكامل الإقليمي والشراكة الدولية". وأكد أن "تحقيق النجاح يتطلب وضع تصور- اطار مشترك لمبادرة "بيت المستقبل" و"جيرمان مارشال فاند"، وتنفيذه باعتباره مسارا طويل الأمد ينطوي على الدراسة والتفكير والعمل. ويجب أن تتبع هذا الاجتماع الافتتاحي مؤتمرات أخرى تنخرط فيها مجموعة متنامية من الشركاء الذين يجسدون تنوع المصالح والمؤسسات والدوائر الانتخابية. نعم، من أجل الاستمرار والازدهار، يجب أن تجذب "فكرة النمو" التي أتيت على ذكرها منذ قليل شبكة من الجهات الفاعلة المساهمة والداعمة، من الدول العربية وأوروبا وأميركا الشمالية وروسيا واليابان وغيرها... وسوف يسعى "بيت المستقبل" من جهته، التنسيق مع المؤسسات العربية الرئيسية لبلوغ أهداف هذه المبادرة. ومن خلال اجتماع اليوم وسواه من الاجتماعات التي ستعقد في المستقبل، يدعو كل من "بيت المستقبل" و"جيرمان مارشال فاند" مجموعة واسعة من الأفراد والمؤسسات للمشاركة من خلال الأفكار والموارد في المهام العظيمة التي نسعى إلى تحقيقها".

 

النائب سمير الجسر: اعمال العنف في طرابلس مردها غياب السلطة ولا نسمع عن وجود تكفيريين في المدينة الا في الصحف

وطنية - تمنى عضو "كتلة المستقبل" النائب سمير الجسر "لو كان باستطاعتنا كنواب ان نوقف كل شيء في طرابلس من اعمال قتل تحصل في المدينة وغيرها من الامور الاخرى". واعتبر، في حديث إلى "تلفزيون "المستقبل" أن "ما حصل اليوم من اعتداء على مواطنين علويين في طرابلس هو حادث مؤسف وامر يسيء إلى المدينة وأهلها وإلى تاريخها". وأكد الجسر أن "الصراع في طرابلس ليس مذهبيا وانما هو صراع سياسي بامتياز ويلبس لبوسا مذهبيا للاسف في مكان ما فقط لتسعير عملية الصراع, اضف الى ذلك ان اكثر من نصف العلويين يعيشون في المدينة". وقال: "لا ننكر أن هذه الاعمال جديدة على المدينة وهي حدث جديد، ولكن السؤال الذي يطرح: لماذا تحصل مثل هذه الامور؟، وايضا لماذا يترك المسؤولون عن الامن في المدينة هذا الامر يتكرر ويتكرر وليس هناك من قبل القضاء ولا من قبل الامن ولو محاولة واحدة بمذكرة توقيف او ملاحقة؟. هذا هو السؤال الذي يفترض ان يطرح". واوضح ان " تعبير اولياء الدم، ولو كانت له اصوله التاريخية، مفردة استخدمت في الاستعمال السياسي مجددا، والسيد حسن نصر الله هو من استعملها منذ فترة، ونجد اليوم انهم يؤخذون بهذا التعبير".  واستطرد: "لكن حتى مفهوم اولياء الدم اذا ارادوا ان يتحدثوا في الشرع الاسلامي ولا مشكلة عندنا بذلك، أولياء الدم هم الذين يطالبون بالدم، وليس اولياء الدم هم الذين يوقعون الحد، بل من يوقع الحد هو ولي الامر. والامر الثاني هذا مناقض لمبادئ الاسلام واخلاقه لانه الآية الكريمة تقول ولا تزر وازرة وزر اخرى". أضاف الجسر: "نحن نعيش اليوم في دولة مدنية، والدولة فيها قضاء، وهي المخولة بتولي امور الناس وما يحصل من اعمال قتل لمواطنين في المدينة هو عمل مؤسف، كما ذكرت، لأن العدد بدأ يزداد ووصل الى ما يقارب العشرين او الاربعة والعشرين شخصا ممن اطلق عليهم الرصاص، وبالتالي لا تحرك للامن ولا للقضاء للاسف". وتابع: "المؤسف ان ما وصل اليه الوضع في طرابلس من اعمال عنف مرده إلى غياب السلطة عن المدينة، وباعتقادي لو ان السلطة حسمت الامور في طرابلس منذ عام 2008، من خلال القائها القبض على مفتعلي الفتن والمشاكل في المدينة، لما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم". ولفت إلى انه"عندما القي القبض على يوسف دياب جرى التحقيق معه باشراف مدعي عام التمييز، ولم يستمر اكثر من 10 دقائق ليعترف بوجود الصور والافلام التي عرضت عليه".

واوضح ان" وضع القوى الامنية بإمرة الجيش كان مطلبنا بالنسبة الى طرابلس بشكل موقت، لأن كل جهازأمني له خصوصياته ومهامه". وعن امكان حصول جولة تاسعة عشرة من المعارك قال الجسر:"قناعتي ان كل ما يجري في طرابلس يتحرك من الخارج، ان كان من سوريا، او من خارج مدينة طرابلس من قوى سياسية تحمي بعض الاطراف، وطالما ان الجولات تتحرك من الخارج فيمكن توقع حصول جولة جديدة من المعارك". أضاف: "التحرك من الخارج لا يعني اننا لا نستطيع ان نحول دونه، نستطيع الحؤول دونه ليس بعملنا المدني، بل عندما تؤدي القوى الامنية دورها كاملاً"

وتابع: "عتبنا على القوى الامنية انه بين التفجيرين في طرابلس والاحداث التي وقعت، يتم يوميا تقريبا القاء قنابل يدوية ويطلق الرصاص ولا يلقى القبض على احد، ونحن في منطقة صغيرة، واعتقد ان الامني الذي يعلم كل واحد منا ماذا اكل في منزله يستطيع ان يعلم من الذي يرمي القنابل، والمؤسف انه عندما تم القاء القبض على البعض ادخلوا من جانب وخرجوا من جانب آخر".

ونبه إلى أنه "عندما تضرب المدينة وتقصف ولا يتخذ اي تدبير بحق الذي هددها وقصفها فهذا يؤدي الى شعور البعض ان هناك سلطة منحازة وهذا الامر لا يجب ان يستمر".

ونفى الجسر صحة الكلام على ان فريق الرابع عشر من آذار يغطي باب التبانة وفي المقابل يغطي فريق الثامن من آذار جبل محسن، وبالتالي يتعطل القضاء والامن، وقال: "بالنسبة لنا ليس لدينا تسهيل عسكري لأي احد".

كما نفى وجود تكفيريين في طرابلس وقال: "لا نسمع بهم الا في الصحف . هناك اعلام على كل حركة حتى لو كانت مجرد تظاهرات يقولون انها من التكفيرين والهدف اجهاض عملية النضال ضد الظلم".

وشدد على "أن خطف الراهبات في معلولا امر مدان، والمؤسف ان موجات الحرب تمر بها العجائب". وتطرق الجسر اإلى حادثة تفجير مسجدي السلام والتقوى في طرابلس، فرأى أن المراد كان منها هو الفتنة في المدينة". وقال: "جرائم عدة حصلت قبل هذه الجريمة في البلاد وتحولت الى المجلس العدلي, وبالتالي فمن الافضل تحويل حادثة تفجير المسجدين الى المجلس العدلي لأنها تسهم في اظهار الامور على حقيقتها بكشل افضل". وجزم بأن " لا احد يختلف على امن مدينة طرابلس من ناحية حصوله وتطبيقه على الارض، ونحن على الرغم من خلافنا السياسي مع الرئيس نجيب ميقاتي فعندما حصل حديث عن امن المدينة بادرنا الى الجلوس معه ومع غيره من اجل ضبط الوضع في طرابلس". وأشار إلى "أن السمة البارزة والمعروفة عن مدينة طرابلس منذ زمن طويل هي اعتدالها، من هنا وحتى لو خالفنا البعض في الرأي فهذا لا يعني اننا على خلاف معه".

وختم: "الجميع في مدينة طرابلس يحترم سماحة المفتي مالك الشعار، وهو انسان محترم لدى الجميع لها، وما حصل اخيرا يمكن وصفه بأنه سوء تفاهم وانتهى، وله مواقف مشهودة وتحديدا ما يتعلق بامن المدينة وهو حريص عليها كل الحرص ويعمل على تحقيقه".

 

احتفال في الذكرى 65 للاعلان العالمي لحقوق الانسان وجائزة للقاضيتين كرم والخطيب

وطنية - أقامت "مؤسسة حقوق الانسان والحق الانساني" (لبنان)، حفل استقبال مساء أمس، في الذكرى الخامسة والستين للاعلان العالمي لحقوق الانسان، منحت خلاله جائزة حقوق الانسان السنوية للقاضيتين الشابتين ريتا كرم ونازك الخطيب على مسرح الحكمة - الاشرفية - مبنى قدامى الحكمة، في حضور الوزير السابق ابراهيم النجار، رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر، سفيرة الاتحاد الاوروبي أنجلينا أيخهورست، سفير ماليزيا ايلانغو كاروبانان، والقائم بالاعمال لسفارة أميركا ريتشارد ميلز، القائم بأعمال سفارة سويسرا بوريس ريشار، رئيس مؤسسة حقوق الانسان في لبنان الدكتور وائل خير، الدكتور حبيب شارل مالك، القاضي زياد شبيب، أنطوان صفير ونزار صاغية وحشد من الشخصيات القضائية والقانونية والأكاديمية والاعلامية.

عسيران

بداية، القت مسؤولة الجمعية النسائية في مؤسسة حقوق الانسان لينا عسيران بيضون كلمة رحبت فيها بالحضور، وقالت: "كم يسعدنا أن نحتفل هذا اليوم يوم الاعلان عن شرعة حقوق الانسان، مؤسسة حقوق الانسان والحق الانساني في لبنان تأسست سنة 1989 هادفة الى تعميم الحرية وحقوق الانسان على كل الشعوب، والمؤسسة تبذل قصارى جهودها بالتعاون مع الحكومات ومع مختلف الجمعيات من أجل نشر ثقافة القانون والتمسك بالقيم الانسانية خصوصا أن المعيار الأساسي لتطور الشعوب هو مدى احترامه للقوانين".

الشدياق

ثم القى العضو المؤسس في المؤسسة لورنس الشدياق كلمة سأل فيها "ماذا حققنا في مؤسسة حقوق الانسان والحق الانساني في لبنان بعد 24 سنة على تأسيسها، فنشعر كل يوم أن حقوق الانسان في منطقتنا تنتهك، ونعمل دائما على نشر الوعي الحقوقي عند الطلاب فالكثير من المدارس والجامعات تتعاون معنا في هذه الاهداف، وفي نشر ثقافة القانون والسلام والحرية، اضافة الى العديد من الدول التي اعتمدت مقررات قانونية عن حقوق الانسان في جامعاتها، وأبرز هذه الدول هي اليابان، وماليزيا وتركيا وغيرها العديد من الدول".

عبدالله

ثم القى عضو المؤسسة مروان عبدالله كلمة استعرض خلالها نشاط الجمعية بداية مع التربية على حقوق الإنسان، حيث وضعنا برنامجا تعليميا لتعليم حقوق الإنسان، يتلاءم مع معطيات لبنان والمنطقة، وحتى الآن نجحت المؤسسة بإدخال مقرر حقوقِ الإنسانِ إلى عدد من أبرز الجامعات الخاصة في لبنان". اضاف: "الحق بالحياة، لطالما عارضت مؤسسة حقوق الانسان والحق الإنساني، واستهجنت عقوبة الإعدام، إيمانا منها بقدسية الحق بالحياة وبعدم جواز هدره من أي جهة ولأي سبب. غير أننا شهدنا في العام 2013 صدور عدد من أحكام الإعدام. الجيد في الأمر يبقى أن أيا منها لم ينفذ. وعليه، تكرر مؤسستنا مطالبة الحكومة اللبنانية الإنضمام إلى البروتوكول الاختياري رقم (2) الملحق بالاتفاقية العالمية للحقوق المدنية والسياسية القاضي بإلغاء عقوبة الاعدام". أما عن وضع السجون، فأشار الى انها "ما زالت تفتقر إلى أبسط وأدنى مقومات حقوق الإنسان في ظل اكتظاظ النزلاء، وسوء معاملتهم، فضلا عن الأعداد الكبيرة للموقوفين منذ أمد طويل والذين لم يتم البت بعد في قضاياهم. وبما أن أكثر من أربعة آلاف إنسان محتجزون خلف القضبان في عهدة الدولة، يفترض وضع إصلاح السجون في أعلى سلم أولويات الإصلاح". وتابع: "ظهرت ارتدادات الأحداث السورية على المستوى الإقليمي منذ اللحظات الأولى لاندلاعها في آذار 2011، وتلقى لبنان الحصة الكبرى من تلك الارتدادات. فحصل عدد غير قليل من الاعتداءات على مقيمين سوريين في لبنان على إثر أحداث أمنية اعتبرت امتدادا لما يجري في سوريا، أو بعد اختطاف مواطنين لبنانيين في حلب. ظهرت تصريحات سياسية وصحافية واضحة العنصرية بحق القادمين النازحين إلى لبنان من سوريين وفلسطينيين". وعلى صعيد حقوق المرأة، اعلن ان اللجان المشتركة في البرلمان اللبناني اقرت مشروع قانون حماية المرأة من العنف الاسري المطروح على بساط البحث منذ سنوات، بعد حملات متواصلة قامت بها منظمات المجتمع المدني، ويفترض إقراره في جلسة عامة لمجلس النواب ليصبح نافذا". اضاف: "الإنجاز الثاني هو الزواج المدني الأول في لبنان. فبعد أن تزوجا مدنيا في 10/11/2012 وقع وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل على تسجيل عقد زواج نضال درويش وخلود سكرية في سجلات المديرية العامة للأحول الشخصية". وتابع: "أما عن حرية الرأي والتعبير فقد تميز لبنان تقليديا عن محيطه بحرية الرأي والتعبير عموما وحرية الصحافة خصوصا، إلا أن هذا الوضع شهد تبدلا في الأعوام الأخيرة. وفي ما تسجل الصحافة والإعلام في عديد من الدول العربية تقدما واتساعا في مساحة الحرية، يخضع الإعلام اللبناني إلى قيود واعتداءات على تزايد مستمر. شهد لبنان انتهاكات عدة في العام 2013 على الساحة الإعلامية والثقافية. وقد سجلت المؤسسة ما يزيد عن الستين من حالات الانتهاك تلك". وعن الوضع الأمني والسلامة الشخصية، قال: "تميز العام 2013 بجولات عنف فاقت تلك التي شهدتها الأعوام السابقة خاصة في طرابلس والضاحية الجنوبية وعرسال. إلى جانب اضطرار عدد كبير من السكان المدنيين إلى إخلاء منازلهم طلبا للسلامة، وهربا من أعمال العنف. أضف إلى ذلك الهجمات العشوائية عبر الحدود، وعمليات اختطاف متبادلة في المناطق الحدودية. والتفجيرات الانتحارية التي حصدت عشرات الأرواح وأوقعت مئات الجرحى وأتت بخسائر مادية جسيمة".

الأتاسي

ثم القت الطالبة في الجامعة الاميركية والناشطة في مؤسسة حقوق الانسان هايا الاتاسي كلمة شددت فيها على أهمية هذا اللقاء ومتكلمة عن تجربتها مع الدكتور وائل خير في "النشاط الكبير مع هذه المؤسسة الانسانية التي تدعو الى اعتماد معايير الحرية وشرعة حقوق الانسان".

مهايني

ثم كانت شهادة للطالب في الجامعة الاميركية في بيروت الناشط أكرم المهايني، الذي شكر المنظمين على اتاحة الفرصة أمامه من أجل عرض تجربته و"خصوصا أننا نعيش في منطقة تنتهك فيها حقوق الانسان على نحو خطير".

ايخهورست

ثم القت السفيرة ايخهورست كلمة قالت فيها: "اليوم ونحن نحتفل بالذكرى السنوية لوثيقة تبقى بعد 65 عاما يغمرها الاضطراب، علامة فارقة في تاريخ الانسان. وثيقة كانت الاتفاقية الدولية الاولى التي حددت الحريات والحقوق والمستحقات لجميع الناس والتي الزمت الدول بحماية الحقوق الفردية للانسان". اضافت: "يستمر الاعلان العالمي لحقوق الانسان بأن يكون مصدرا للالهام للاتحاد الاوروبي، واننا لا نقدر حقوق الانسان فقط ضمن المبادىء التأسيسية للاتحاد انما هي تشكل ايضا ركيزة في علاقتنا مع شركائنا، بمن فيهم لبنان. اليوم هو مناسبة لنحيي اولئك الذين كتبوا الاعلان بمن فيهم شارل مالك، ونشير الى مثاليتهم، احساسهم بالامل ورؤيتهم، اننا اليوم نثني على ما قاموا به اذ انهم صنعوا التاريخ بما يتعلق في قانون حقوق الانسان". وتابعت: "كما يصادف اليوم ذكرى نلسون مانديلا الذي حاز على جائزة نوبل للسلام قبل 20 عاما في اخر خطاب له امام الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول 1998، حيث اوضح كيف استبعد القوة من وثيقة حقوق الانسان خلال احتجازه على جزيرة روبن". واعتبرت انه "ذكرنا ان اللامبالاة السخرية والانانينة تجعلنا نفشل في الارتقاء الى المثل العليا اللانسانية".

وسألت "كيف يسعنا ان نحيي اولئك الذين كتبوا وثيقة حقوق الانسان، كيف يسعنا ان نعمل معا لتحقيق ذلك الحلم، علينا الاستمرار بالعمل بكل ما اوتينا لتقليص الفجوة ما بين الكلام والحقيقة". ودعت الى "الاعتراف اننا ما زلنا بحاجة لجهود جبارة لنشر وحماية حقوق الانسان في الاتحاد الاوروبي وفي لبنان وفي المنطقة وفي العالم". وتشمل التحديات المتعلقة بحماية وتعزيز حقوق الانسان في لبنان، الغاء عقوية الاعدام ومنع التعذيب ومكافحة الافلات من العقاب ومكافحة جميع انواع التمييز وتطبيق السجن وفقا للمعايير الدولية وغيرها". وقالت: "كل دولة تطمح لتحقيق الديموقراطية وحقوق الانسان عليها ان تعمل لسيادة القضاء لعب الدور به، ان وجود قضاء مستقل ضروري لحماية حقوق الانسان وعلى المحاكم ان تحرص على انصاف الضحايا الذين كانوا عرضة لانتهاك حقوق الانسان"، لافتة الى ان الاتحاد الاوروبي ومن خلال الحوار السياسي والنشاطات التي يقوم بها سيستمر في دعم العدالة وسيادة القانون". واضافت: "اننا نشجع جهود المجتمع المدني ليكون الرقيب الذي يحرص على فعالية واستقلالية الجهاز القضائي لحماية وتعزيز حقوق الاشخاص الذين قد تهدر حقوقهم ودعم حقوق الانسان والمدافعين عنها".

وختمت شاكرة لمؤسسة حقوق الانسان والانسانية في لبنان، مثنية على القضاة الذين يطبقون معايير قانون حقوق الانسان واحكامها وبذلك يساهمون في تطوير ثقافة حقوق الانسان في المحاكم اللبنانية.

فياض

ثم كانت كلمة العضو المؤسس في مؤسسة حقوق الانسان والحق الانساني (لبنان) القاضي الدكتور اسكندر فياض، الذي شدد فيها على "أهمية ودور الجيل الجديد من القضاة في تحويل القانون الى عدالة تنتشر بين الجميع، متكلما عن تجربته في القضاء التي استمرت زهاء 47 سنة و30 سنة منها في التعليم الجامعي في جامعة القديس يوسف"، ولافتا الى ضرورة "اعتماد نهج نشر ثقافة الحرية وحقوق الانسان بما يتطابق مع الأعراف والمواثيق الدولية".

ثم منح فياض مع السفيرة ايخهورست القاضية كرم الجائزة السنوية، وقال: "في الذكرى الخامسة والستين للاعلان العالمي لحقوق الإنسان، تمنح "مؤسسة حقوق الإنسان والحق الإنساني/ لبنان" القاضية ريتا كرم جائزتها السنوية لدورها في حركة تنتشر على تصاعد بين القضاة الشبان، تسعى إلى الخروج من ضيق النص إلى رحاب العدالة". ثم منح القاضية نازك الخطيب الجائزة السنوية وقال: "في الذكرى الخامسة والستين للاعلان العالمي لحقوق الإنسان، تمنح "مؤسسة حقوق الإنسان والحق الإنساني/ لبنان" القاضية نازك الخطيب جائزتها السنوية تقديرا لجهودها في حقلي القضاء والتعليم في مجالات، على أهميتها، ما تزال مهملة. خاصة في قضايا العنف ضد المرأة وتأهيل المساجين وضحايا التعذيب والمدمنين على المخدرات".

 

بري القى ابو فاعور موفدا من جنبلاط وروبرتسون : صيغة حكومة 996 لا تزال المعقولة ولا يفكرن احد بأي مغامرة في البلد

وطنية - نقل النواب عن رئيس مجلس النواب نبيه بري "ان صيغة حكومة 9-9-6 لا تزال هي الصيغة المعقولة والمقبولة"، ناصحا "ان لا يفكرن احد بأي مغامرة في البلد". واكد خلال لقاء الاربعاء النيابي اليوم، مرة اخرى، على "وجوب تحلي الجميع بالمسؤولية لمواجهة الاستحقاقات الراهنة والمقبلة". وفي هذا الاطار، استقبل الرئيس بري الوزير علي حسن خليل والنواب: محمد رعد، علي بزي، علي عمار، عباس هاشم، الوليد سكرية، قاسم هاشم، نوار الساحلي، علي المقداد، غازي زعيتر، مروان فارس، نواف الموسوي، بلال فرحات، علي خريس، ياسين جابر، واسطفان الدويهي. وكان الرئيس بري، استقبل عند الحادية عشر من قبل ظهر اليوم، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا هيو روبرتسون والسفير البريطاني في لبنان توم فليتشر في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان وجرى عرض للاوضاع والتطورات الراهنة. ثم استقبل وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال وائل ابو فاعور، موفدا من النائب وليد جنبلاط، وعرض معه للوضع الراهن. وقال الوزير ابو فاعور بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء دولة الرئيس بري بتكليف من رئيس جبهة النضال النائب وليد جنبلاط. للاسف الازمات تتوالى، ازمات دستورية، ازمات سياسية، ازمات امنية واقتصادية، وخريطة الطريق يجب ان تكون واضحة لدى كل القوى السياسية. جلوس القوى السياسية الى طاولة الشراكة سواء في الحكومة او في الحوار الوطني او في الاستحقاقات المقبلة في رئاسة الجمهورية التي يجب ان يكون هناك جهد اساسي وتوافق على تفادي الفراغ فيها، ونأمل ان يلقى هذا الرأي وفاقا بين اللبنانيين".

سئل: في ما يتعلق بالجهود التي يبذلها الرئيس ميقاتي لعقد جلسة مستعجلة للحكومة، وفي المقابل رأى رئيس الجمهورية ان لا موجب لذلك، ما هو رأيكم في هذا الشأن؟

اجاب: في ما يعنينا كجبهة نضال، فقد تم التداول في هذا الامر بيننا وبين رئيس الحكومة، ولم يكن رئيس الحكومة حاسما في قراره لعقد جلسة، كان يسبر اغوار مواقف القوى السياسية لمعرفة توجهاتها اذا كان هناك من حاجة لانعقاد مجلس الوزراء للبحث في قضايا استثنائية طارئة عاجلة على المستوى الامني او مستوى دعم الجيش او غيره. لم يطرح معنا رئيس الحكومة عقد جلسة او تعويم الحكومة، وتعويم الحكومة لم يطرحه احد، وكما قلت فان رئيس الحكومة كان يستكشف القوى السياسية حول جدوى او امكانية انعقاد الحكومة لجلسات طارئة محددة في قضايا معينة".

سئل: هناك جو ضبابي حتى الآن؟

اجاب: "كما قلت، لم يطرح معنا الامر بشكل رسمي، كان بمثابة تداول واستكشاف آراء".

 

واشنطن ولندن توقفان المساعدات لـ «المجلس العسكري» المعارض.. وأنقرة تقفل الحدود بعد سيطرة كتائب إسلامية على مناطق واسعة في الشمال السوري

لندن: ثائر عباس بيروت: «الشرق الأوسط»

انعكست التطورات الميدانية الأخيرة في شمال سوريا، وقفا فوريا للمساعدات الأميركية والبريطانية «غير الفتاكة» الموجهة إلى المعارضة السورية، بعد سيطرة «الجبهة الإسلامية» على مناطق واسعة كان يسيطر عليها «الجيش السوري الحر»، وآخرها معبر «باب الهوى» على الحدود مع تركيا التي ردت بدورها بإغلاق الحدود. وقال مصدر دبلوماسي تركي لـ«الشرق الأوسط» إن الإقفال «إجراء احترازي مؤقت». وأوضح المصدر أن السلطات التركية تراقب الوضع في المنطقة بشكل وثيق، وهي تدرس الإجراءات الواجب اتخاذها. وكانت الولايات المتحدة الأميركية أعلنت أمس عبر سفارتها في أنقرة تعليق تقديم مساعدات غير قاتلة لكتائب المعارضة السورية في شمال البلاد، إثر استيلاء «الجبهة الإسلامية» على مستودعات أسلحة تابعة للجيش السوري الحر. وقال الناطق باسم السفارة تي جي غروبيشا إنه «وبسبب هذا الوضع علقت الولايات المتحدة تسليم أي مساعدة غير قتالية لشمال سوريا»، موضحا أن «المساعدات المحض إنسانية لا يشملها هذا القرار، لأنها توزع عن طريق منظمات دولية وغير حكومية». وسرعان ما انضمت بريطانيا إلى الإجراء الأميركي، فأعلنت أنها علقت المساعدات غير الفتاكة للمعارضة السورية. وصرح متحدث باسم السفارة البريطانية في أنقرة لوكالة الصحافة الفرنسية: «ليست لدينا أية خطط لتسليم أية معدات طالما بقي الوضع غير واضح». وكانت «الجبهة الإسلامية» وهي أكبر تجمع لقوى إسلامية مسلحة في سوريا قد سيطرت مطلع الشهر الحالي على مقار تابعة لهيئة الأركان في الجيش الحر، وبينها مستودعات أسلحة، عند معبر باب الهوى بعد معارك عنيفة بين الطرفين، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ووصف المنسق الإعلامي والسياسي في الجيش الحر، لؤي المقداد، القرار الأميركي بـ«المتسرع» مطالبا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» الولايات المتحدة الأميركية بالعدول عنه. وكشف المقداد عن «إجراء اتصالات بين أطراف في المعارضة بين الخارجية الأميركية لتقريب وجهات النظر حول قرار تعليق المساعدات». وسأل المقداد: «إذا كان قرار تقديم المساعدات الأميركية غير القاتلة التي اقتصرت على مواد إغاثية وبعض التجهيزات، قد استلزمت عدة شهور فكيف يمكن أن يأخذ قرار إلغائها عدة ساعات؟». ولفت المقداد إلى أن «الشعب السوري بحاجة إلى هذه المساعدات لا سيما مع دخول فصل الشتاء»، مجددا «مطالبته بالعدول عن القرار». وأشار إلى أن «قيادة الأركان تقدر مخاوف الأميركيين بخصوص سوء الفهم القائم بين فصائل المعارضة»، مشددا في الوقت نفسه على أن «جميع نقاط الخلاف قابلة للحل». وأوضح المقداد أن «الاجتماعات مستمرة بين اللواء سليم إدريس وقيادات الجبهة الإسلامية»، مؤكدا «عدم وجود مشكلات تذكر بين الطرفين».

وتصاعد التوتر بين الجبهة الإسلامية التي نشأت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وقيادة الجيش الحر، بعد أربعة أيام من إعلان الجبهة انسحابها من هيئة الأركان، في انشقاق جديد بين الفصائل المقاتلة ضد النظام السوري.

وقلل عضو «الائتلاف الوطني المعارض» ميشيل كيلو من أهمية القرار الأميركي على الصعيد اللوجيستي، مشيرا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المساعدات الأميركية لم تكن ذات أهمية على الصعيد العسكري، إذ اقتصرت على أجهزة الاتصالات التي يمكن شراؤها من أي مكان». وتشير الخطوة الأميركية، بحسب كيلو إلى «قيام واشنطن بإعادة النظر بموقفهم من الجيش الحر الذي رفضوا تسليحه حتى بات الإسلاميون العنصر العسكري الأقوى في المشهد الميداني». ورغم اعترافه بضعف كتائب الجيش الحر ونفاد ذخيرتها، أشار كيلو إلى أن «هذا الجيش ما زال يمتلك بعض الإمكانيات إضافة إلى الإرادة الوطنية، مما يجعله قادرا على إنقاذ الثورة من السقوط في صراع بين النظام والقوى الأصولية». وعبر كيلو عن خشيته من أن يختار الأميركيون الوقوف إلى جانب النظام ضد الأصوليين، مشددا على أن «المقصود بالنظام ليس الأسد، لأن الأخير راحل لا محالة وإنما القوى العسكرية القادرة على البطش بالإسلاميين». وكانت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعلنت في 13 يونيو (حزيران) الماضي تقديمها مساعدة عسكرية مباشرة إلى المعارضة السورية، لكن الخطة تعطلت بسبب اعتراضات من كل من الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس.

 

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق دان حالوتس: إسرائيل تفضل أن يظل بشار الأسد رئيساً لسوريا 

فجّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق دان حالوتس قنبلة من العيار الثقيل، حينما أقر بأن إسرائيل تفضل أن يظل بشار الأسد رئيساً لسوريا، ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة معاريف العبرية، أوضح حالوتس أن الولايات المتحدة باتت ضعيفة ومهترئة النفوذ في منطقة الشرق الأوسط، وينبغي على إسرائيل الاستعداد لليوم الذي تنحسر فيه سيطرة واشنطن عن الشرق.

تل أبيب تملك الإطاحة بالأسد لكنها ترغب في بقائه

كما تطرق المسؤول العسكري الإسرائيلي السابق للتواجد الأميركي في العراق، مشيراً إلى أنه ورطة وضعت الولايات المتحدة أقدامها فيها، ولم تجلب الديمقراطية التي تتحدث عنها في هذا البلد أو في غيره من البلاد. وفي ما يتعلق بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، فألقى حالوتس على الجانب الفلسطيني مسؤولية تعثر التوصل لاتفاق على الجانب الفلسطيني، وفقاً لوجهة نظره.

وفي مستهل حديثه المثير، أسهب حالوتس في الحديث عن الملف السوري، مشيراً إلى أن إسرائيل لا ترغب في زوال حكم الأسد، وان لديها الآليات التي يمكن من خلالها الإطاحة بنظامه خلال فترة وجيزة جداً، لكنها ترفض ذلك تماماً، إذ تعلم حكومة تل أبيب أن انهيار نظام الأسد سيفرض خياراً أصعب، وهو هيمنة تنظيمات راديكالية متطرفة تنتمي في معظمها لتنظيم القاعدة الإرهابي على كل كبيرة وصغيرة في سوريا، ولا يعني ذلك إلا زعزعة أمن واستقرار إسرائيل. وطرح المسؤول العسكري الإسرائيلي السابق سؤالاً مفصلياً حول من هو أفضل لإسرائيل، هل هو نظام الأسد، أم نظام جديد أكثر تطرفاً؟، وقال: "النظام في سوريا يقتل مواطنيه اليوم تلو الآخر، غير أنه من الضروري الاعتراف بأن المعارضة السورية تتألف في معظمها من عناصر إسلامية متطرفة مثل تنظيم القاعدة، وأمام ذلك الواقع يجب على إسرائيل أن تحدد موقفها بدراسة واعية وجدية غير مسبوقة، هل نرغب في تغيير نظام سيئ نعرفه بنظام أكثر سوءاً لا نعلم عنه شيئاً؟".

بديل النظام السوري يهدد أمن إسرائيل والمنطقة

وأبدى معد التقرير العبري دهشة بالغة من تصريحات المسؤول العسكري الإسرائيلي السابق، مشيراً إلى أن الأخير شذّ عن قاعدة المستوى الرسمي في تل أبيب، ففي حين تردد إسرائيل يومياً أنها ليست معنية بالتدخل في شؤون سوريا الداخلية أو أية دولة من دول ما يعرف بالربيع العربي، إلا أنه كان صريحاً أمام الجميع وأعلن موقفه بجرأة أثارت ردود أفعال غاضبة لدى الأوساط الرسمية في إسرائيل. ومضى حالوتس في الكشف عن مفاجآته، حينما أكد أن العبوة الناسفة التي انفجرت للمرة الأولى منذ أربعين عاماً على حدود بلاده مع سوريا منذ أيام، ما هي إلا دليل بسيط على الواقع الذي ستواجهه إسرائيل فور زوال نظام بشار الأسد، ووصول التنظيمات الراديكالية إلى سدة الحكم، وأضاف: "بدأ المجتمع الدولي يستوعب أنه بات من الصعب إسقاط النظام السوري، طالما أضحى البديل مجهولاً، فالجميع لا يرى خياراً آخر كبديل عن الأسد إلا تلك التنظيمات الراديكالية المتطرفة، التي ستشكل خطراً على إسرائيل وعلى المنطقة جمعاء". وتطرق حالوتس لملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، مبدياً تشاؤماً بالغاً من إمكانية التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين، وقال: "العالم كله يتعامل مع إسرائيل على أنها لا تبذل جهداً كافياً من اجل التوصل لحل القضية الفلسطينية، لكن المشكلة أكثر تعقيداً من ذلك، فإسرائيل ترغب في ضمان مستقبلها، وما يترتب عليه ذلك من توقيع اتفاقات أمنية مع الفلسطينيين، فهذه الاتفاقات هي حجر زاوية الخلاف الحقيقي بين الطرفين. ومن تجربتي مع الفلسطينيين يمكنني الاعتقاد بأن التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين سيكون صعباً جداً، ولن تكون إسرائيل في هذه المرة سبباً لهذا الفشل".

تقليص المساعدات الأميركية لمصر خطأ كبير

أما على الصعيد الأميركي، فشنّ حالوتس هجوماً عنيفاً على الولايات المتحدة وانتقد سياسة الإدارة الأميركية مع مصر، وتقليصها المعونات العسكرية للقاهرة بعد الإطاحة بنظام محمد مرسي عبر ثورة جماهيرية هي الأكبر من نوعها في تاريخ المنطقة، بحسب تعبير المسؤول العسكري الإسرائيلي السابق، وأضاف: "إنني ارغب في أن يتفهم العالم بقيادة الولايات المتحدة، أن ما يجري لا يمت للديمقراطية بصلة، فمن المستحيل أن يتم إرساء الديمقراطية خلال العقود القليلة المقبلة، وأتمنى أن تستوعب واشنطن ذلك جيداً". وأقام حالوتس دليلاً على اعتقاده، حينما ساق حديثاً جرى بينه وبين مسؤول أميركي رفيع المستوى عام 2003، عندما سأله: ما مهمة الولايات المتحدة في العراق؟، فأجاب المسؤول الأميركي: مهمتنا هي تغيير العراق وتحويله إلى بلد ديمقراطي في غضون عدة سنوات، فردّ عليه حالوتس: إن مهمتكم ستتطلب وقتاً ربما يزيد عن 2000 عام. فالعراق على حد قول حالوتس يقتل مواطنيه بشكل يومي، ولا يتحدث عن ذلك أي من الدوائر السياسية في مختلف دول العالم، ولا حتى الولايات المتحدة عينها.

وفي ما يخص العلاقات الإسرائيلية الأميركية، التي وصلت إلى نفق مسدود في أعقاب الاتفاق النووي مع إيران، قال حالوتس: "إن الولايات المتحدة باتت ضعيفة وواهنة، وأنه يجب على إسرائيل الاستعداد بجدية لليوم، الذي تفقد فيه واشنطن نفوذها في الشرق، وأضاف: "يُحظر المساس بالعلاقات الأميركية الإسرائيلية، إلا أنه في الوقت عينه ينبغي الالتفات وتفهُم أن الولايات المتحدة لا يمكنها مواصلة مساندة إسرائيل أو حتى مساعدتها إذا تعارضت مصالحها مع هذا الدعم". المصدر : إيلاف

 

قمة الكويت» تعتمد قيادة عسكرية وشرطة خليجية موحدة ودعوة لسحب القوات الأجنبية من سوريا وترحيب بالتوجهات الجديدة للقيادة الإيرانية تجاه دول مجلس التعاون

الكويت: أحمد العيسى ومساعد الزياني/الشرق الأوسط

اختتم قادة دول مجلس التعاون الخليجي أعمال الدورة الـ34 في الكويت أمس، باعتماد البيان الختامي و«إعلان الكويت».

وأكد أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد، بصفته رئيس الدورة الحالية للمجلس، أن القرارات التي اتخذها قادة دول مجلس التعاون في ختام قمتهم ستسهم في تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك وستحقق آمال وتطلعات الشعوب الخليجية المنشودة. وشكر الشيخ صباح الأحمد، خلال كلمته في الجلسة الختامية للقمة، قادة دول مجلس التعاون لتلبيتهم الدعوة لحضور القمة، مضيفا أن الاجتماع توصل إلى مجموعة قرارات ستسهم في تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك وستحقق آمال وتطلعات الشعوب، ومرجعا اتخاذ تلك القرارات إلى بعد نظر القادة وحكمتهم. وأشار أمير الكويت إلى أن قادة دول الخليج سيلتقون في الدورة المقبلة بدولة قطر، في ضيافة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ومن جانبه، وجه الشيخ تميم الدعوة إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي لحضور الدورة المقبلة للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وعبر الشيخ تميم، في كلمته خلال الجلسة الختامية للقمة، عن خالص الشكر لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد «لما بذله من جهود مقدرة في إدارة جلستنا، ولما لقيناه منه ومن الشعب الكويتي الشقيق من حفاوة وكرم ضيافة». وبين أنه «لمن دواعي السعادة وللشعب القطري، أن أتوجه لأصحاب الجلالة والسمو القادة بالدعوة لعقد الدورة المقبلة لمجلسنا الأعلى في بلدكم الثاني قطر بين أهلكم وذويكم، لتتيح لهم الفرصة للترحيب بكم والإعراب عما يكنونه من عميق المودة وبالغ التقدير». واعتمد قادة دول الخليج في بيانهم الختامي إنشاء القيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي، واتفقوا على إنشاء أكاديمية خليجية للدراسات الاستراتيجية والأمنية، بالإضافة إلى إنشاء جهاز للشرطة الخليجية لدول المجلس (الإنتربول الخليجي). وتضمن البيان «إشارة إيجابية إلى العلاقات» مع إيران، بالإضافة إلى «ترحيب دول مجلس التعاون الخليجي بالاتفاق التمهيدي الذي وقعته مجموعة دول (5+1) مع إيران بجنيف في 24 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي»، وعدوه خطوة أولية نحو اتفاق شامل ودائم بشأن البرنامج النووي الإيراني ينهي القلق الدولي والإقليمي حول هذا البرنامج. كما أكد البيان أهمية توثيق علاقات التعاون بين دول المجلس وإيران على أسس ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام سيادة دول المنطقة، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها.

وتضمن البيان ترحيبا بالتوجهات الجديدة للقيادة الإيرانية تجاه دول مجلس التعاون.

وجدد المجلس الأعلى تأكيد مواقفه الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال إيران الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى. وأكد دعمه حق السيادة للإمارات على الجزر الثلاث، وعد أي قرارات أو ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث باطلة ولاغية ولا تغير شيئا من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على حق سيادة الإمارات على الجزر.

وأكد قادة دول مجلس التعاون، في ختام قمة الكويت، أهمية تعزيز مسيرة التعاون المشترك والدفع بها إلى آفاق أرحب وأشمل بما يخدم شعوب ودول المجلس. وأعرب القادة في البيان الختامي للقمة الـ34، التي استضافتها دولة الكويت خلال الفترة من 10 إلى 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عن ارتياحهم لما تشهده اقتصادات دول المجلس من نمو مستمر وما تحقق فيها من تنمية شاملة في مختلف المجالات.

واعتمد القادة عددا من القواعد الموحدة في مجال تكامل الأسواق المالية بالدول الأعضاء، كما اطلعوا على تقارير متابعة الربط المائي والأمن المائي وعلى سير العمل في الاتحاد النقدي لمجلس التعاون والخطوات التي اتخذتها دول المجلس لتنفيذ السوق الخليجية المشتركة. وأشار البيان الختامي إلى أن القادة أحيطوا علما بإنشاء مشروع سكة حديد مجلس التعاون على أن يجري تشغيله في عام 2018. وأشاد القادة بالخطوات التي جرى اتخاذها لتنفيذ قراراته بشأن العمل المشترك في المجالات المنصوص عليها في الاتفاقية الاقتصادية، مؤكدين ضرورة الاستمرار في خطوات التكامل بين دول المجلس في المجالات الاقتصادية كافة.

وكلف البيان الختامي الأمانة العامة دراسة إنشاء صندوق لدعم ريادة الأعمال لمشروعات الشباب الصغيرة والمتوسطة، وتأسيس برنامج دائم لشباب دول مجلس التعاون بهدف تنمية قدراتهم وتفعيل مساهمتهم في العمل الإنمائي والإنساني وتعزيز روح القيادة والقيم لديهم والتعريف بالهوية الخليجية. وأدان قادة مجلس التعاون الخليجي استمرار نظام بشار الأسد في شن عملية إبادة جماعية على الشعب السوري مستخدما فيها كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والكيماوية المحرمة دوليا وتأثير ذلك وتداعياته على أمن المنطقة واستقرارها. ودعا القادة في الشق المتعلق بالشأن السوري من البيان الختامي إلى انسحاب كل القوات الأجنبية من سوريا، مطالبين بخروج ميليشيات حزب الله من سوريا، وأكدوا دعمهم للجهود الدولية كافة الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق داخل مجلس الأمن لإصدار قرار تحت الفصل السابع لتأمين وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين من الشعب السوري وعدم السماح لنظام الأسد بتسييس الأزمة الإنسانية بالمزيد من المماطلة والتسويف. ورحب القادة بإعلان دولة الكويت استضافتها مؤتمر المانحين الثاني مطلع العام المقبل بهدف توفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة للشعب السوري داخل سوريا وخارجها، داعين دول العالم والهيئات الدولية ذات العلاقة للمشاركة بفعالية في هذا المؤتمر بغية تحقيق أهدافه الإنسانية، مؤكدين أهمية المحافظة على سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، ودعمهم قرار «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، بعده الممثل الشرعي للشعب السوري، المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» بما يؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية سورية ذات صلاحية تنفيذية كاملة وفقا لبيان «جنيف 1»، مشددين على أن أركان النظام السوري الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري يجب ألا يكون لهم أي دور في الحكومة الانتقالية أو مستقبل سوريا السياسي.

 

دول الخليج دانت التفجيرات "الارهابية" ودعت لتشكيل حكومة "سريعاً"

نهارنت/دان مجلس التعاون الخليجي التفجيرات الارهابية التي وقعت في عدة مناطق لبنانية، داعياً في الوقت عينه الى الاسراع في تشكيل حكومة جديدة. وفي البيان الختامي للقمة الذي تلاه الامين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني، أعرب المجلس عن ادانته للتفجيرات الإرهابية التي وقعت في لبنان والتي راح ضحيتها العديد من الأبرياء. يُذكر أن انفجارات عدة دوت في لبنان طالت مسجدي التقوى والسلام في طرابلس ومنطقتي بئر العبد والرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت، وكان آخرها الاعتدائين الارهابين التي استهدف السفارة الايرانية في 19 تشرين الثاني الفائت واديا الى سقوط قتلى وجرحى. ودعا مجلس التعاون الخليجي "كافة الأطراف والقوى اللبنانية إلى تغليب المصلحة الوطنية، وسرعة تشكيل الحكومة اللبنانية بما يحفظ للبنان كيانه ويجنبه تداعيات الأزمة السورية". الى ذلك، طالب مجلس التعاون الخليجي بخروج "ميليشيات حزب الله من سوريا". يُذكر أنه وبعد استقالة حكومة نجيب ميقاتي في آذار الفائت، تم تكليف تمام سلام تشكيل حكومة جديدة الا أن جهوده لم تنجح في ذلك، وتعهد الاستقالة بحال استقالة اي مكون من مكونات الحكومة، وسط الشروط والشروط المضادة من قبل الافرقاء اللبنانيين. وأعلن "حزب الله" صراحة مشاركته في القتال الى جانب النظام السوري وقد أعلن عن تشييع "عدد من مقاتليه قضوا خلال قيامهم بواجبهم الجهادي في سوريا".

 

مجلس التعاون الخليجي يرحب بالتوجهات الجديدة لايران ويقر تشكيل قيادة عسكرية مشتركة

نهارنت/رحب مجلس التعاون الخليجي في ختام قمته في الكويت الاربعاء ب"التوجهات الجديدة" للقيادة الايرانية تجاهه كما دعا الى انسحاب "كافة القوات الاجنبية" من سوريا واقر انشاء قيادة عسكرية مشتركة لدوله الاعضاء.

ورحب قادة المجلس في ختام قمتهم ال34 بالاتفاق النووي بين ايران والدول الكبرى وانما دعوا الى تنفيذ "دقيق" للاتفاق . وجاء في البيان الختامي للقمة الذي تلاه الامين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني ان المجلس الاعلى لدول مجلس التعاون "رحب بالتوجهات الجديدة للقيادة الايرانية تجاه دول مجلس التعاون آملا ان تتبع هذه التوجهات بخطوات ملموسة وبما ينعكس ايجابا على السلم الاقليمي". كما رحب مجلس التعاون "بالاتفاق التمهيدي الذي وقعته مجموعة 5+1 مع ايران باعتباره خطوة اولية نحو اتفاق شامل ودائم بشان البرنامج النووي الايراني ينهي القلق الدولي والاقليمي". وشدد المجلس على "اهمية التنفيذ الدقيق والكامل (للاتفاق) باشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية". واكد البيان الختامي لقمة الكويت تاييد دول المجلس ل"توثيق علاقات التعاون بين دول المجلس وايران على اسس حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة دول المنطقة". ويأتي هذا الموقف بعد اسبوع على زيارة قام بها وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف الى اربع دول خليجية بهدف طمأنة المجموعة ازاء الاتفاق الذي توصلت اليه طهران مع القوى الكبرى حول مشروعها النووي. الا ان ظريف لم يزر السعودية بالرغم من تاكيده مرارا رغبته في زيارة المملكة.

الى ذلك، دعا قادة دول مجلس التعاون الى انسحاب "كافة القوات الاجنبية" من سوريا في اشارة ضمنية الى حزب الله وايران، مشددين على ضرورة الا يحظى اركان النظام السوري باي دور في مستقبل سوريا.

وقال البيان الختامي ان المجلس الاعلى لدول مجلس التعاون الخليجي "دان بشدة استمرار نظام الاسد في شن عملية ابادة جماعية ضد الشعب السوري مستخدما الاسلحة الثقيلة والكيماوية داعيا الى انسحاب كافة القوات الاجنبية من سوريا". كما اكد مجلس "دعمه لقرار الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري، المشاركة في مؤتمر جنيف 2 بما يؤدي الى تشكيل حكومة انتقالية سورية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة وفقا لبيان جنيف 1". وشدد المجلس على ان "اركان النظام السوري الذي تلطخت ايديه بدماء الشعب السوري يجب الا يكون لهم اي دور في الحكومة الانتقالية او مستقبل سوريا السياسي".

الى ذلك، اقر مجلس التعاون انشاء "قيادة عسكرية موحدة" لدول المجلس، وذلك بالرغم من الخلافات بين الدول الاعضاء حول مشروع اقامة اتحاد بين دول المجلس. وقال البيان الختامي للقمة انه "استكمالا للخطوات والجهود الهادفة لتعزيز أمن واستقرار دول المجلس، وبناء منظومة دفاعية مشتركة لتحقيق الأمن الجماعي، وافق المجلس الأعلى على إنشاء القيادة العسكرية الموحدة لدول المجلس". كما "كلف مجلس الدفاع المشترك باتخاذ ما يلزم من إجراءات للبدء في تفعيلها وفق الدراسات الخاصة بذلك". وتحاول دول مجلس التعاون الخليجي منذ سنوات تفعيل منظومة الدفاع المشتركة بينها والمتمثلة خصوصا بقوات "درع الجزيرة". وقد اتجهت دول المجلس بدفع من السعودية خصوصا الى توحيد قيادة الدفاع، خصوصا على ضوء المخاوف من تراجع الالتزام الاميركي في المنطقة ومع التقارب مؤخرا بين واشنطن وايران. الى ذلك، وافق مجلس التعاون "على انشاء أكاديمية خليجية للدراسات الإستراتيجية والأمنية لدول المجلس" على ان تكون الامارات مقرا لهذه الاكاديمية. وتاتي هذه القرارات بالرغم من الاختلاف بين دول المجلس حول المشروع السعودي لاقامة اتحاد بين دول المجلس. وفي هذا الاطار، وجه قادة الدول الاعضاء "باستمرار المشاورات واستكمال دراسة" موضوع الوحدة في دليل على عدم تحقيق اي اختراق في هذا الشأن. وكانت سلطنة عمان فجرت قنبلة من العيار الثقيل السبت باعلانها رفضها لمشروع الاتحاد كما هددت بالانسحاب من المجموعة في حال اعلان الاتحاد. وقال وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي السبت خلال مؤتمر للامن الاقليمي في المنامة "نحن ضد الاتحاد". واضاف ردا على سؤال لوكالة فرانس برس "لن نمنع الاتحاد لكن اذا حصل لن نكون جزءا منه".وكالة الصحافة الفرنسية.

 

دمشق: بيان مجلس التعاون الخليجي حزمة من الاكاذيب من شركاء بدعم الإرهاب

دانت دمشق اليوم الاربعاء "اللهجة التحريضية" لبيان مجلس التعاون الخليجي الصادر اليوم الاربعاء والذي دعا الى سحب "كل القوات الاجنبية من سوريا" والى رفض مشاركة الرئيس بشار الاسد في مستقبل البلاد.

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان نشرته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان سوريا "تعبر عن ادانتها الشديدة لتلك اللهجة التحريضية التي اتسم بها بيان المجلس حول سورية لا سيما ان دولا من هذا المجلس هي شريك فعلي واساسي في دعم وممارسة الارهاب الوهابي التكفيري وامداده بالمال والسلاح والارهابيين". وقال البيان ان سوريا "ترفض رفضا قاطعا ما جاء فى البيان الختامي لقمة مجلس التعاون الخليجي في الكويت لانه يشكل حزمة من الاكاذيب والاضاليل صادرة عمن تلطخت ايديهم بدماء الشعب السوري عبر ادواتهم على الارض من تنظيمات ارهابية وفكر تكفيري وهابي وداعميهم بالمال والسلاح والاعلام ممن كان يجلس اليوم على طاولة القمة في الكويت". واشار الى ان "في مقدمة" هؤلاء "النظام السعودي الذي ساهم ويساهم بشكل اساسي في سفك الدم السوري وتدمير الدولة"، معتبرا ان "تباكيهم على معاناة الشعب السوري ما هو الا دموع تماسيح".

واعتبر ان ذلك "لن يحجب حقيقة تامرهم على هذا الشعب والافضل لمن بيته من زجاج الا يرمي الناس بالحجارة". وجددت الخارجية التاكيد ان "الحل الوحيد لما يجري في سورية هو حل سياسي يصنعه السوريون وحدهم".

واعتبرت ان "تورط حكومات بعينها في الارهاب الدولي المنظم" يشكل "سابقة لا نظير لها". وانذرت دمشق "من اجتمعوا في الكويت أن لا علاقة لهم أو لغيرهم على الاطلاق بقرارات وتطلعات الشعب السوري فهو وحده من يملك قراره اختيار قادته ورسم مستقبله". ودعا قادة دول مجلس التعاون الى انسحاب "كافة القوات الاجنبية" من سوريا في اشارة ضمنية الى حزب الله وايران. ودانوا في بيان صادر عنهم "استمرار نظام الاسد في شن عملية ابادة جماعية ضد الشعب السوري". وشدد المجلس على ان "اركان النظام السوري الذي تلطخت ايديه بدماء الشعب السوري يجب الا يكون لهم اي دور في الحكومة الانتقالية او مستقبل سوريا السياسي".

وكالة الصحافة الفرنسية.

 

إيران: سوريا الخط الأمامي في المواجهة وسنحافظ عليها 

أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد جعفري، إن سوريا تمثل بالنسبة لإيران، الخط المقدم في المواجهة، مؤكدا على أن ايران لن تدخر جهدا في الحفاظ عليها. ونقل تقرير نشر على وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، على لسان جعفري قوله: "إننا اعلنا سابقا عن وجود خبراء ومستشارين ايرانيين في سوريا للمساعدة على نقل التجارب والاستشارات والتعليم هناك فقط وذلك لا يتم الا بعد تقديم طلب رسمي من النظام الرسمي." وحول الملف النووي الإيراني، اوضح إن الحرس الثوري "رافض لأي طلب غربي احتمالي حول خفض ترسانته الصاروخية،وأن مدى الصواريخ الايرانية يبلغ الفي كيلومتر ويكفي للوصول الى الكيان الاسرائيلي." واضاف "أن الحرس الثوري ليس لديه برنامج حاليا يرمي لرفع مدى صواريخه بتوجيهات من قائد الثورة الاسلامية."

 

طهران: صواريخنا قادرة على ضرب إسرائيل وإذا وافق خامنئي... فسنزيد مداها

| طهران من أحمد أمين/الراي

وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، المحادثات التي اجراها مع الجانب الايراني، بانها «مفيدة وبناءة»، معربا عن امله بأن «يتم تطبيق اتفاق جنيف»، وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف في طهران،أمس «ان ايران لاعب مهم جدا في سورية ويجب ان تشارك في مؤتمر (جنيف 2) الذي يحظى بدعم المجتمع الدولي والاجماع في شأن ضرورة انعقاده».

واشار «الى ضرورة مشاركة كل الاطراف المؤثرة في القضية السورية بغية التوصل الى اتفاق نهائي»، وشدد على «اهمية وقف اراقة الدماء في سورية وعدم تدخل اي جهة في المحادثات بين الاطراف السورية»، لافتا الى «ان السوريين هم انفسهم من يقرر الحل ومستقبل بلدهم». واعرب لافروف عن قلقه حيال استفحال ظاهرة الارهاب في العراق، وقال: «على جميع الدول الاقليمية المساهمة في استقرار هذا البلد». وتابع «ان علاقات روسيا مع ايران ليست موجهة ضد اي دولة، لدينا رغبة بالتعاون مع ايران في تطوير برنامجها النووي، ولا يوجد قرار دولي يمنع التعاون النووي بين روسيا وايران، هنالك مشروع لانشاء مفاعلات تعمل بالماء الخفيف، وهي غير مشمولة بالعقوبات والقرارات الصدرة عن مجلس الامن». من جانبه قال جواد ظريف، ان «العلاقات بين روسيا وايران ترتكز على المصالح المشتركة»، مبينا ان «من نتائج التعاون بين طهران وموسكو وقف الحرب ضد سورية». كما وصف دور روسيا «كدولة صديقة لايران في مجموعة «5+1» بـ «المهم والبناء»، وقال «ان التعاون بين طهران وموسكو من شأنه أن يعزز السلم في المنطقة».

من ناحية ثانية اعتبر ظريف، ان «مؤتمر (جنيف 2) سيحدد خريطة الطريق التي ستضع حدا للعنف في سورية (...) الجميع متفقون على ان الحل السياسي هو الاساس في القضية السورية». وشدد «على اهمية ان يكون الحوار سوريا سوريا وعلى الاطراف الاخرى تقديم الدعم والمساندة للمتحاورين من اجل ان يتوصلوا الى نتائج حاسمة تضع حدا للصراع في سورية»، وقال: «ليس لاي طرف اجنبي ان يملي على الشعب السوري ارادته، والسوريون هم وحدهم معنيون بتحديد مصيرهم». على صعيد آخر، وصف القائد العام لقوات الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري، «قدرات ايران للرد على اي عمل عدائي بانها ردعية وهائلة، وان التهديدات العسكرية الاميركية - الصهيونية ضد ايران، مثيرة للسخرية». وقال «ان قدرات الحرس الثوري الصاروخية هي على مستوى عال و مدهشة للغاية»، واكد رفض الحرس الثوري لاي طلب غربي محتمل حول خفض الحرس الثوري لترسانته الصاروخية، مبينا «ان مدى الصواريخ الايرانية يبلغ الفي كيلومتر ويكفي للوصول الى الكيان الصهيوني، وبامكان ايران زيادة مديات صواريخها إلى أكثر من ذلك اذا وافق قائد الثورة الاسلامية (علي خامنئي) على ذلك».

وقال: «هنالك خطوط حمر للنظام الاسلامي، وان المفاوضات مع الغرب لم تتجاوز هذه الخطوط»، واعتبر ان نتائج «المفاوضات مع الغرب تتضمن احد احتمالين لاثالث لهما، اما ان تؤدي الى خفض الحظر او تؤول الى المزيد من الضغوط لكي تعدل ايران عن خطوطها الحمر، وعند ذلك سنعود الى المربع الاول». من جانب آخر، وصف جعفري سورية بانها «تمثل لدينا الخط المقدم في المواجهة، وان ايران لن تدخر جهدا في المحافظة عليها»، وجدد نفيه وجود قوات عسكرية ايران في سورية، موضحا: «نحن اعلنا سابقا وجود خبراء ومستشارين ايرانيين في سورية للمساعدة على نقل التجارب والاستشارات والتعليم هناك فقط، وذلك لايتم الا بعد تقديم طلب رسمي من النظام الرسمي». في غضون ذلك (أ ف ب)، اعلنت وزارة الخارجية البريطانية، أمس، ان القائم الايراني الجديد بالاعمال في بريطانيا حسن حبيب الله زاده سيصل اليوم، الى لندن. وهذه الزيارة التي تستمر يومين تلي تلك التي قام بها نظيره البريطاني اجاي شارما الى طهران في الثالث من ديسمبر، اول ديبلوماسي بريطاني يزور طهران منذ سنتين.

 

كيري: لا نثق بطهران... لكن أي عقوبات إضافية ستؤدي إلى «انفجار» المفاوضات النووية

القدس - من محمد أبو خضير/وزكي أبو الحلاوة /الراي

كشفت محافل امنية إسرائيلية امس، النقاب عن لقاء سيعقد الأسبوع المقبل في البيت الأبيض بين مستشار الأمن القومي الاسرائيلي يوسي كوهين، وبين نظيرته الأميركية سوزان رايس، بمشاركة جهات الأمن والاستخبارات من كلا الجانبين. وأكدت ان اللقاء سيستمر يومًا واحدًا وسيتناول تنسيق المواقف استعدادًا لاستئناف المحادثات، في أواخر يناير، بين إيران والقوى العظمى الست. وأوضحت جهات مطّلعة في تل أبيب أن «الحديث هنا عن لقاء ليس بالسهل حيث إن الأميركيين عازمون على التوصل إلى اتفاق وأن إسرائيل غير متحمسة تمامًا من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في هذه الأثناء». ومن المتوقع أن يعرض كوهين على الأميركيين التوقعات الإسرائيلية من الاتفاق النهائي مع إيران. ويظهر من تصريحات مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل ستضع سقف متطلبات أعلى بكثير من وقف تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20 في المئة. وتعتقد إسرائيل أنه يجب «القضاء تمامًا» على قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم، تفكيك أو تعطيل مفاعل البلوتونيوم في أراك كليًا، وإغلاق منشآت التخصيب في فوردو وقم. وهنالك فصل خاص في المتطلبات التي ستثيرها إسرائيل يتطرق إلى برنامج الصواريخ الإيراني الذي لم تتم مناقشته إطلاقًا في اتفاق جنيف الأول. كما ويطالبون في إسرائيل معالجة البنية التجريبية المتعلقة بتطوير رؤوس الصواريخ النووية في شكل شامل، كما تم تحديد ذلك في تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو أمر لم يتم طرحه للنقاش بتاتًا في اتفاق جنيف الأول. وفي الوقت نفسه، أثار وزير الخارجية الأميركي جون كيري للمرة الأولى أمس، شكوكًا حول استعداد إيران للتوصل إلى اتفاق شامل في شأن برنامجها النووي. وقال كيري في جلسة استماع أمام مجلس النواب الأميركي: «عدت من محادثاتنا المبكرة في جنيف مع أسئلة جوهرية حول استعداد طهران ورغبتها في اتخاذ عدة قرارات أساسية». رغم ذلك، أكد كيري أنه إذا فُرضت الآن عقوبات إضافية على إيران، فسيؤدي الأمر إلى انفجار المحادثات النووية وكسر نظام العقوبات. وكان وزير الخارجية حضر جلسة الاستماع في لجنة الخارجية في مجلس النواب في محاولة منه للإقناع بعدم الدفع حاليًا في اتجاه فرض مزيد من العقوبات. وأوضح كيري أنه ليس لدى الولايات المتحدة ثقة مطلقة في طهران، لكنه أكد أن «هناك فرصة كبيرة لمعرفة ما إذا كان ثمة احتمال» لتحسين العلاقات بين الدولتين. على صعيد متصل، صرح القيادي البارز في حركة «حماس» محمود الزهار بأن العلاقات بين الحركة وإيران استؤنفت أخيراً بعد فترة من الفتور بسبب الموقف من الأحداث في سورية.  من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية ان كيري توجه، أمس، الى اسرائيل والضفة الغربية للمرة التاسعة منذ استئناف المفاوضات في فبراير الماضي، وسيجتمع كيري بنتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. بدوره، قال ياسر عبد ربه، المساعد البارز للرئيس محمود عباس، «هذه الازمة منشأها ان وزير الخارجية الاميركي يبدو انه يريد ارضاء اسرائيل من خلال تلبية مطالبها التوسعية في الاغوار بحجة الامن وكذلك المطامع التوسعية التي تتجلى عبر

النشاطات الاستيطانية في القدس وفي أرجاء الضفة الغربية»، واضاف «كل ذلك يريده ثمنا لإسكات الاسرائيليين عن الصفقة مع ايران ولتحقيق نجاح وهمي بشأن المسار الفلسطيني - الاسرائيلي على حسابنا بالكامل».

 

حزب الله يحاور "أمريكا"

علي الأمين/البلد

هل بدأت الاتصالات بين الادارة الاميركية وحزب الله؟ الجواب نقلاً عن مصادر في وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون": الاتصالات بدأت مع الجناح السياسي في حزب الله. وان كان تقسيم حزب الله بين جناح سياسي وجناح عسكري هو تقسيم اعتمدته الدول الاوروبية في تبرير نظام عقوباتها على حزب الله، إلا أنّ الاخير رفض هذا التصنيف واعتبر على لسان امينه العام السيد حسن نصرالله في اكثر من مناسبة أنّه تقسيم غير واقعي ولا وجود له داخل حزب الله. لكنّ الادارة الاميركية وسياسة الرئيس الأميركي باراك اوباما، تبدو وفية جداً للمسار الدبلوماسي لحل الازمات. والعقل البراغماتي الاميركي الذي يمثله اوباما يعيد الاعتبار الى سياسة الاحتواء في السياسة الخارجية. فمجرد اعلان ايران استعدادها الدخول في الحظيرة الدولية معناه انّ ايران خرجت من اسر "الشيطان الاكبر" في علاقاتها الخارجية، وتجاوزت مقولة "لا شرقية لاغربية....". فيما السياسة الخارجية الاميركية، المستندة الى فلسفة العقل الاميركي، تبني قناعاتها السياسية مستندة الى اهداف واقعية، وتتبنى استراتيجيات تنطوي في داخلها على ديناميات تعديل ذاتية. والبراغماتية هذه تتميز عن العقل الالماني على سبيل المثال لا الحصر، لأنها تستند وتقوم على انّ قيمة الشيء في نفعه، وليس في منطقيته او في تعاليه والهيته. ودائما طالما يخدم نظام مصالح الدولة.

ايران بهذا المعنى هي التي جاءت الى الولايات المتحدة وليس العكس. والادارة الاميركية، التي رحبت بالانعطافة الايرانية الدولية، سترحب بانعطافة حزب الله، ضمن سياسة الاحتواء. قال السيد حسن نصرالله في تبرير قتال حزبه في سورية ان حزبه يحارب دفاعا عن وجوده وليس عن مصالح له في هذا البلد. ولأنّ المعركة وجودية في سورية، فإنّ اسرائيل لم تعد تشكل مادة خصبة للتعبئة الداخلية، ولا الولايات المتحدة التي دخلت مع ايران في مرحلة اختبار جدي للتعاون، وبات ما هو جائز على مستوى الاصل (ايران) جائز ايضا على مستوى الفرع (حزب الله).

المصادر في واشنطن لا تتحدث عن عناوين البحث وموضوعاته، بين الادارة الاميركية وحزب الله، لكنها تدرجها في سياق بحث ملحقات "الملف النووي الايراني". على أنّ بعض المراقبين، وهم يشيرون الى موضوعية هذه الخطوة المترقبة لديهم، يرجحون انّ جوهر مسار تواصل اميركا – حزب الله يقع ضمن ترتيب مرحلة ما بعد الرئيس بشار الاسد، خصوصًا ان حزب الله يتعامل حتى الآن مع بقاء الاسد على انّه خيار وجودي بالنسبة اليه. مع ادراكه انّ مرحلة جديدة يجري رسمها دوليا لما بعد نظام الاسد، ولأنّ محور الممانعة نحو مزيد من التفكك – طبعاً خارج الشعارات الفضفاضة – فإنّ البحث يتم الآن في اتجاه تقديم الضمانات المتبادلة لتسهيل انعقاد مؤتمر جنيف 2، وما يمكن ان ينتج منه. أيضا لأنّ حزب الله جزء من هذه الشبكة، التي تتفكك، بات معنيا بالتفكير والبحث في شروط المرحلة المقبلة، والوظيفة التي يمكن من عبرها الحدّ من تداعيات هذا التفكك على بنيته وفي بيئته. ويدرك الاميركيون هذه الحقيقة الجانب حقيقة انّ حزب الله يمثل بيئة اجتماعية وازنة في لبنان. لذا لا ينظرون بكثير من القلق الى جهود حزب الله المنصبّة على خلق عدو جديد له، في اطار الحفاظ على تماسك بنيته الداخلية، وما توجيه المعركة نحو التكفيريين، وبدرجة اقل نحو السعودية، الا محاولة تعويض لتراجع التعبئة ضد اسرائيل والولايات المتحدة، بعدما افقدتهما الحرب السورية الخصوبة والتأثير لدى البيئة التي يحضنها حزب الله وتحضنه.

 

ثلاثون عاما على عمليات الإرهاب الإيرانية الكبرى في الكويت 

داود البصري/السياسة

قبل ثلاثين عاما من الزمان, بالتمام والكمال وفي يوم الاثنين الموافق 12/12/1983 حدث تطور نوعي وكمي في حجم وطبيعة الإرهاب الذي وجه ضد أمن وسيادة واستقرار دولة الكويت, وكان باكورة ومرحلة مهمة جداً في سلسلة من الأعمال الإرهابية ذات الطبيعة الآيديولوجية الخاصة التي تعرضت لها الكويت, وطبعت مرحلة مهمة جدا من تاريخها السياسي الحديث,وبما انعكس بشكل مباشر على الحراك السياسي الداخلي, وطبيعة إدارة الصراع الوطني, بملفاته المعقدة والمتداخلة, محليا وإقليميا ودوليا, وبما شكل عهدا, عرف بعهد الموازنة بين الديمقراطيةوالأمن, وهو ما أضحى الشغل الشاغل لصانع القرار الكويتي حتى نهاية تلك المرحلة الصعبة, والحرجة, والحساسة بجريمة الغزو العسكري العراقي لدولة الكويت, ومحاولة محوها من الوجود في الثاني من أغسطس عام 1990, والتداعيات الجمة والكبيرة جدا التي أعقبت هذا الغزو الهمجي وماخلفه وتركه من نتائج دوليا وإقليميا ومحليا.

لقد نشأ الإرهاب في منطقة الخليج العربي, والشرق الأوسط, بعد تبلور المشروع الانقلابي, والتغييري, والتحريضي الإيراني الذي أتبع سقوط نظام الشاه الإيراني الراحل, الذي كان شرطيا ودركيا للمنطقة طيلة عقدين, قبل أن تجرفه رياح الثورة الإيرانية الشعبية التي صنعها الشعب الإيراني بأطيافه وحركاته السياسيةوالشعبية قبل أن يسرقها التيار الديني المتطرف, وتتحول من ثورة شعبية بآفاق سياسية اشتراكية وتقدمية لثورة للملالي الذين أعلنوها حربا تصفوية شاملةومجازر متنقلة ضد كل قوى التغيير الثورية في إيران, وهي قوى تاريخية معروفة وشاخصة بنضالها, وليقام نظام سياسي أوليغاركي مذهبي متطرف يكرس الصوت الواحد والرأي الواحدويؤسس لديكتاتورية الولي الفقيه, ثم ليبدأ برنامج تصدير الثورة الطموح, والذي يعني إسقاط الأنظمة المجاورة, وتأسيس المجال الحيوي الامبراطوري الجديد, برؤيته المذهبية الرثة, وهو ما زرع الخراب الكبير في الشرق القديم, وحتى اللحظة!

في عقد الثمانينات من القرن الماضي تطور الإرهاب بدلالاته الطائفية, وشهد عام 1981 انطلاقته الأولى عبر تبلور أسلوب العمليات الانتحارية, والذي كان صناعة إيرانية إرهابية متقدمة, قبل أن تتلقف المشهد الجماعات التكفيرية لاحقا, ففي ذلك العام فجرت السفارة العراقية في بيروت الغربية في 15 سبتمبر 1981, في عمل إرهابي كبير كان باكورة لأعمال إرهابية توالت في العراق, وخصوصا ضد وزارة التخطيط والإذاعة والتلفزيون, وكان الضحايا من المواطنين الأبرياء الذين لاعلاقة لهم بالصراعات السياسية, وكان التحول الأكبر عام 1983, وفي بيروت أيضا, حين فجرت طلائع "حزب الله" والخلايا العراقية الإرهابية في حزب "الدعوة" وحركة المجاهدين العراقيين وغيرها, مقرات القوات الفرنسية في بيروت, وقوات "المارينز" الأميركية ثم كان أكبر التحولات في شتاء ذلك العام, وتحديدا يوم 12/12/ 1983 في دولة الكويت, وضد أهداف مدنية حكومية كويتية, ولكن كان الهدف الكبير هو السفارة الأميركية القديمة في بنيد القار, والتي اقتحم أسوارها إرهابي عراقي من جماعة حزب "الدعوة" وكان يدعى رعد مفتن عجيل من أهالي البصرة, تم تدريبه وإعداده لوجستيا في سورية وتحت إشراف المخابرات السورية واقتحم بشاحنته السفارة الأميركية, معلنا بدء حرب العصابات الطائفية المدعومة إيرانيا على دولة الكويت, ومدشنا عقد الإرهاب الإيراني الكبير في المنطقة, ومشعلا أوار فتنة داخلية أريد لها أن تتطور, لولا حكمة القيادة السياسية في الكويت التي استطاعت تجنب حريق داخلي كبير.

وقتذاك وبعد انجلاء الحيرة تحددت معالم الجريمة, وعرف من يقف خلفها, وتم إلقاء القبض على المتورطين, وحكم على من ألقي القبض عليهم وصدرت أحكام بالإعدام لم تنفذ, وجرت مياه ودماء عديدة تحت كل الجسور, لكن الكويت منذ تلك الفترة عاشت حربا إرهابية, ونفسية شاخصة ومؤثرة, وقدمت تضحيات هائلة في ذلك الصراع, بعد أن أضحت مصالحها هدفا إرهابيا مباشرا, فكانت موجة خطف الطائرات بين عامي 1985 و 1988, وكان الاعتداء الإرهابي الكبير على حياة أمير الكويت السابق المغفور له الشيخ جابر الأحمد عام 1985, ورفعت الكويت, وقتذاك, شعارها الخالد على لسان الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله الصباح "لن ننحني أو نخضع للإرهاب" وهو الستراتيجية الوطنية التي ظلت فاعلة حتى عشية الغزو العراقي للكويت الذي غير أشياء وتوجهات ومعالم كثيرة!

ستمرت قاطرة الحياة في الكويت وفشلت جميع مخططات الإرهاب بسبب التفاعل بين الشعب الكويتي وقيادته, ولكن سخرية التاريخ التي سحقت نظام صدام حسين الغازي في العراق أبت إلا أن تحقق وضعا شاذا ومؤسفا, ففي العراق كان البديل للديكتاتورية السوداء المقبورة توافد الجماعات الإرهابية القديمة, التي أسست وشاركت في العرض الإرهابي القديم في الشرق, لتكون هي الطرف الحاكم في العراق, وحيث تمكن الإيرانيون بخبثهم التاريخي المعروف من التسلل إلى محاور السلطة في العراق, والهيمنة عليها! حتى أضحى الإرهابي المطلوب للعدالة في الكويت (أبو مهدي المهندس) أو جمال جعفر إبراهيمي احدى الشخصيات المؤثرة في النظام الطائفي القائم في العراق باعتباره المعاون المباشر لقائد, فيلق القدس, والمندوب السامي الإيراني في العراق, وصانع ملوكه الطائفيين قاسم سليماني قمي, وهو تطور لم يكن المرء يتصور أنه يحصل في الأحلام! ولكنه حصل في العراق.

الدماء العبيطة التي قدمتها الكويت في مقاومة الإرهاب كانت دليلا على التفاعل المباشر, والصميمي بين الشعب وقيادته, ومقاومة الشعب الكويتي للإرهاب والإنتصار عليه لايعني ان الكويت أضحت بمنأى عنه! فالإرهاب خبيث, وهو يتشكل بأكثر من شكل ولون ومواجهته هي قدر الأحرار الدائم.

نتذكر يوم 12/12/ 1983واحداثه الرهيبة لكي نذكر الأجيال الجديدة بصفحات وأيام صعبة عاشتها الكويت, التي ما زالت حتى اللحظة تعاني من تراكمات تلك المرحلة.

من يدري لعل الذكرى تنفع المؤمنين, وتؤكد لهم ان الإرهاب لم يزل حيا يسعى..! والله من وراء القصد.

 

جبران وتطبيع الموت

علي حماده/النهار

كان جبران يعرف انه لن يعيش طويلا. فقد اختار الطريق الاصعب والاشقى والاكثر خطورة للنضال من اجل لبنانه. وكان يعرف انه ان افلت مرة او اكثر من براثن القتلة، فإنه لن يسلم في كل مرة. ومع ذلك اختار الطريق التي يصعب ان يفلت صاحبها من القتل على يد قتلة الداخل والخارج على حد سواء. ادرك جبران الذي كان قد اصبح أباً مجدداً انه ليس ملك عائلته، ولن يكون. لقد آمن بأنه ملك وطنه، وملك القضية، وانه شأن ابيه غسان من قبله، وجدّه جبران من قبلهما سيكون جزءا من تراجيديا يختلط فيها ما هو عائلي بما هو وطني، ليمتزجا في اطار واحد لا انفصام بينهما.

لقد رافقت جبران طوال عمرينا المتقاربين، ولم يغب عن ذهني يوما ان عائلتنا لا يمكنها إلا ان تختار دروبا صعبة، وخطرة، لأن معارضة الطغيان ومقاومته في مشرقنا العربي تكادان تكونان بمثابة الانتحار مع وقف التنفيذ، في انتظار ان ينفذ حكم الاعدام بصاحبها. وفي المسار النضالي إياه، كم من الاشخاص مضوا في طريق صاعدة مؤثرين الانحناء، والإذعان، والاستسلام للقوة ومنطقها بصرف النظر عن المشروعية الاخلاقية او الوطنية.

لقد قيل الكثير في جبران وقَسَمه التاريخي. بعضهم رأى فيه لحظة ارتقى فيها جبران تويني الى مصاف الصدّيقين ببضع كلمات ردّدها امام مليون لبناني نزلوا الى ساحة الحرية ردا على اغتيال رفيق الحريري. انا من ناحيتي، رأيت في القَسَم الذي كتبه جبران بما يشبه الوحي الذي اتاه قبل دقائق من نزوله الى الساحة لينضم الى الناس، نتيجة لتراكم طويل الامد في حياة هذا الرجل الذي شب على حب الثورة الفلسطينية في اوائل السبعينات، ثم أحب بشير الجميل، ليقف في نهاية الثمانينات بجانب ميشال عون، وفي كل مرة كان يختار الاصعب والاكثر قربا الى منطق الثورة التي كانت تعتمل في نفسه.

في التسعينات، كان يمكن جبران ان ينضم الى الفريق "المنتصر" ويقتطع لنفسه موقعا، لا بل مواقع رسمية. لكنه بعد فشل التجربة العونية في طبعتها الاولى، عاد الى المربع الاول ليبني من القاعدة تجربته الخاصة التي زاوجت بين الصحافة في ارقى مظاهرها المهنية، والمعارضة السياسية في ارقى مظاهرها السلمية والفكرية. ومعروف كم واجه من معوقات وعراقيل على كل المستويات. لكنه مضى في طريقه غير آبه، متحملا الكثير الكثير من الاقربين والأبعدين مما لم يحن وقت البوح به حتى الآن.

في اعتقادي ان أحد العناصر الاكثر اشراقا في مسيرة جبران تويني كانت قدرته على ابتكار تلك "الخلطة التوينية" التي لا يمكن غير ابن غسان وناديا تويني ان يبتكرها: المزاوجة بين التناقضات والمتناقضين في لحظة واحدة ومكان واحد. وليس أدلّ على ذلك من كون مَن بكوا جبران تويني باعتبارهم تلامذته، أتوا من خلفيات وبيئات مختلفة ومتحاربة. وقد كان هذا الامر ثورة حقيقية في مرحلة ما بعد الحرب.

سيأتي يوم أكتب فيه بإسهاب عن حياة جبران، لكني أكتفي اليوم بالعودة الى موضوع الموت واقول: ان جبران كان ابن عائلة عرفت كيف يُطبّع الموت حتى يصير خليلاً ورفيقاً وحتى انيساً...

 

موقف مجلس التعاون من لبنان: انقسام داخلي حيال الحكومة والحزب

خليل فليحان/النهار

خصّ قادة مجلس التعاون الخليجي لبنان في ختام القمة الـ34 التي عقدها في الكويت بين10 من الشهر الجاري و11 منه باهتمامات ثلاثة: الاول إدانته التفجيرات الارهابية التي وقعت في اكثر من منطقة وذهب ضحيتها العديد من الابرياء. والثاني الاسراع في تشكيل الحكومة، وذلك بدعوة جميع الاطراف والقوى السياسية الى تغليب المصلحة الوطنية . والثالث انسحاب "حزب الله" من سوريا، من خلال دعوة القادة الى سحب كل القوات الاجنبية التي تقاتل في سوريا . وانقسمت القوى السياسية الرئيسية إزاء مضمونه، فمنها من رحب بتلك المحاور الثلاثة معا وهو موقف 14 آذار في ضوء استفسار "النهار"، فيما تحفظت قوى الثامن من آذار عن المحور الثالث المتعلق بسحب الحزب مقاتليه من سوريا. وأثنى قادة تلك الدول على ما ورد في المحورين الاول والثاني من البيان. وافادت المصادر ان المتحفظين لا يؤيدون ادانة واشنطن العنف الذي تستعمله قوات النظام ضد مسلحي المعارضة، بل يرون ان النظام يضرب الارهابيين الذين قصدوا سوريا لتخريبها ومنع الحوار المطلوب بين أبنائها توصلا الى حوار سياسي يضع حدا للعنف المتبادل. ورأت ان قادة الخليج يمكنهم التحرك في شكل مكثف لرأب الصدع بين الفئات اللبنانية المنقسمة على نفسها حيال ما يجري في سوريا من اقتتال، كما سبق ان فعلت السعودية، فأنتجت اتفاق الطائف، وتلتها قطر منذ نحو ست سنوات، فكان اتفاق الدوحة. ولاحظت ان المجلس لم يتطرق الى ازمة اللاجئين السوريين في الدول التي تستضيفهم، والى وضعهم في لبنان خصوصا على رغم التقارير المتوافرة لدى كل رئيس دولة عن حالة البؤس التي يعانيها هؤلاء على الاخص في هذا الطقس العاصف، ولا تتوافر في خيمهم أدنى الشروط لمقاومة العاصفة. وتأمل ان يتغير هذا الموقف منتصف الشهر المقبل برفع قيمة التبرعات للاجئين بحيث يخصص جزء منها للحكومة اللبنانية في مجالات محددة غير المبالغ التي تصرف للمفوضية العليا للاجئين الفلسطينيين، وذلك في المؤتمر الثاني الذي دعا اليه الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون، وتستضيفه الكويت للمرة الثانية. وشددت على أهمية اقناع تلك الدول بالمساعدة على استيعاب أعداد اللاجئين الى لبنان، واقناع سوريا بانشاء مخيمات لهؤلاء اللاجئين داخل الحدود السورية الآمنة لاستيعاب أعداد كبيرة من لبنان الذي لم يعد قادرا على استيعاب المزيد، وخصوصا اذا اشتعلت معركة القلمون في مرحلتها النهائية. وأبدت تفهمها ان قادة تلك الدول عاجزون عن أداء أي دور مع النظام في سوريا لوقف الخروق للحدود اللبنانية، لان القادة جميعهم ضده، وهذا ما جعل وزارة الخارجية السورية ترفض ما ورد في البيان لجهة اتهام النظام بـ"شن ابادة جماعية على الشعب السوري مستخدما فيها جميع انواع الاسلحة الثقيلة والكيميائية المحرمة دوليا، وتأثير ذلك على أمن المنطقة واستقرارها".

وأكدت ان على قادة البلاد من رؤساء احزاب وتيارات سياسية ان يدركوا ان أي تأييد غربي او عربي للبنان لمواجهة الازمة السورية لا يتجاوز اطار الدعم اللفظي لوحدة البلاد واستقرارها، ولسياسة النأي بالنفس فيما بلغ التورط ذروته في القتال في سوريا وفي ارسال المقاتلين والسيارات المفخخة التي تقتل المدنيين الابرياء في منازلهم او مركز اعمالهم. ودعت الى الخروج من حالة العجز عن تشكيل الحكومة ووقف الاجتهادات التي كثرت حول حكومة تصريف الاعمال، وما اذا كان في وسعها ان تجتمع للموافقة على مرسومين متعلقين بتلزيمات متعلقة باستخراج النفط أم لا، اضافة الى التكهنات بأن انتخاب رئيس جديد للجمهورية سيتم في موعده او سيرجأ، وكل ذلك يزيد الامور تأزيما.

 

جعجع وعون ... مقارنات من الماضي والمستقبل في حديث رئاسي لماذا لا تضع 14 آذار برنامجاً وتقدم على أساسه مرشحاً مرشحَين أو ثلاثة؟

ايلي الحاج/النهار

كان الحديث يتدرج بين سياسي شاب، وزير سابق "تقني" أقرب إلى 14 آذار وليس منها، وصحافي. بدأ من معرض الكتاب العربي والدولي في "البيال". من رواية "حي الأميركان" الجديدة لجبور الدويهي. قال السياسي إنه قرأ للدويهي رواية "مطر حزيران" ويتأمل فيها هذه الأيام. أعجبته ليس فقط لحداثة أسلوبها وجماله وعمق البحث الإجتماعي والأرشيفي، بل لأنها تروي ما جرى في "حادثة مزيارة" سنة 1957. بعد تلك الحادثة صدرت مذكرات توقيف في حق مجموعة من أبناء زغرتا، أبرزهم شقيق الزعيم حميد فرنجية، سليمان، ورينه معوض. وقد فرّا معاً مدة من العدالة إلى أن صدر عفو شملهما. دار الزمن دورته وأصبح كل منهما رئيساً للجمهورية. "أقصد"، أضاف السياسي"مقبولة في لبنان الفكرة. ما المانع أن تنطبق على سمير جعجع؟".

"تتعاطف معه؟ غير معروفة هذه الناحية عندك". أجاب ما فحواه أنه لا يدعي معرفته ولربما التقاه مرة لا أكثر، لقاءً بروتوكولياً. تابع أن ما يستوقفه بالأكثر هو أن "جعجع سجن بعد العفو العام بتهمة جريمة لم يرتكبها، ولو افترضنا أنه ارتكب أعمالاً مخالفة للقانون خلال الحرب لواجهتنا مسألة أن زملاءه، أقرانه في تلك الحقبة، أصبحوا نواباً ووزراء. حكموا أعواماً مديدة وحظوا بالقبول. استثنوه وسجنوه في الإنفرادي 11 سنة ونصفاً، وعندما خرج اعتذر. لم تبدر منه أي نية عنفية حتى. يشبه في ذلك إلى حد ما نلسون مانديلا، وخطابه وطني لا غبار عليه. مع ذلك، أسمع أحياناً حتى اليوم في بعض الصالونات السياسية أنه مرفوض. لماذا غيره ممن اصطدموا معه ومع غيره بالوسائل نفسها مقبولون وهو لا؟ صراحة أفكر هنا بالوزير السابق الراحل إيلي حبيقة. ثم، فليقل لي أحدٌ ما الفرق بين أعمال عنف بالبندقية مثلاً، أو بالمدفع؟".

"تلمح إلى الجنرال ميشال عون". قال له محدثه. وتابع: "لربما هو مقبول في الأوساط التي تتحدث عنها، لأنه ضابط خرج من المؤسسة العسكرية إلى السياسة، وللجيش قدسية في بعض البيئات، المسيحية تحديداً".

قال السياسي: "عون دفع هو أيضاً ثمناً لسياسة التمييز، ولكن لا مجال للمقارنة. عاش 15 عاماً في المنفى، صحيح. ولكن لا تنسى رفاه العيش في مارسيليا ثم باريس، وكان محوطاً بدفء عائلته. استمعت إليه في المقابلة التلفزيونية الأخيرة التي أجراها مع وليد عبود واستخلصت من كلامه أمرين: يقبل ببقاء سلاح "حزب الله" حتى تحرير فلسطين أو التوصل إلى حل لقضيتها. ولا يتدخل في قرار الحزب خوض معارك خارج لبنان. أتساءل كيف يقبل أنصاره؟ لا شك أن ثمة لغزاً هنا".

"هو يعرف أن يُشعر جمهوره بالكبرياء متجسدة فيه". قال جليس السياسي. وأضاف: "ربما ليس من قبيل المصادفة أن سعيد عقل كان واقفاً خلفه ينصح له، في أول لقاء شعبي كبير في بعبدا، بأن يتوجه إلى المحتشدين بعبارة "يا شعب لبنان العظيم". عبارة كان مفعولها عظيماً. الشعراء يمتلكون القدرة على مخاطبة لاوعي الناس ومدفونات قلوبهم. سعيد عقل كان مستشاراً للأخوين الرحباني خصوصاً في مسرحياتهما البطولية. ولطالما تمثل الجنرال عون بالبطل (مدلج) الذي لا يترك البوابة في "جبال الصوان". "ما أردت قوله"، عقّب السياسي، "إن جعجع يجب أن يكون مثله مثل بقية الذين تُطرح أسماؤهم كمرشحين محتملين للرئاسة. وشخصياً لست مؤيداً ولا معارضاً لترشيحه. أنا مع تساوي الفرص. ثم، لماذا لا تضع قوى 14 آذار برنامجاً وتقدم مرشحها أو مرشحيها للرئاسة؟ فليكونوا واحداً أو ثلاثة لا فرق. الدكتور جعجع والرئيس أمين الجميّل والنائب بطرس حرب والنائب روبير غانم وغيرهم أيضاً لم لا. على الطريق تأتي الغربلة لاحقاً. من ينل العدد الأقل من الأصوات ينسحب لزميله الأوفر حظاً، يجب ألا تكون هذه مشكلة". وقوى 8 آذار؟ "في اعتقادي، لا تستطيع إلا أن تؤيد ترشيح الجنرال عون". حتى لو كانت تنطبق عليه صفة "اللامتوقع"؟ "نعم". أجاب السياسي. وماذا عن "التوافقيين"؟ "الموظفون من بينهم كان يجب أن يستقيلوا قبل ستة أشهر من الاستحقاق. إنما يمكن التلاعب بكل شيء في لبنان، خصوصاً القوانين. يدبّرونها. والأسماء صارت معروفة. شخصياً لا أقلل من حظوظ حاكم المصرف المركزي رغم كل المسائل التي تُثار في الكواليس حول مسؤولية عن تعثر بنوك في الماضي. القوى التي تدعمه غير منظورة وقوية وفعالة في الأفراد والمؤسسات، الإعلامية وغير الإعلامية. لديها علاج سحري لكل الحالات. إلاّ أننا نتكهّن في أي حال".

 

هل تنفجر إيران من الداخل

حسان حيدر/الحياة

تخطّت إيران في سلوكها الإقليمي والدولي طوال عقود، مثيلاتها من الدول التي تبرر عجزها عن التطور واستجابة الدعوات إلى التغيير باستحضار الخارج وسيلة للتهويل ومتنفساً للاحتقان، فصورته عدواً متربصاً يغار من نجاحاتها، وعقبة أمام تعميم نموذجها الذي لا يضاهى لا بد من تطويعها، واعتمدت هذا المبدأ في بناء شبكة من المخالب والأسنان لزعزعة الاستقرار هنا وهناك، وفي رسم خطوط حمر مرفقة بتهديدات من نوع تلقين الدروس وتغيير الخرائط والإزالة والإفناء. لكن ما أن تحول هذا الخارج فجأة إلى محاور ومفاوض، حتى وجدت مراكز القوى داخل النظام نفسها في مواجهة بعضها، بعدما انهارت الفزاعات التي استخدمتها طويلاً لترويع الداخل وردعه وإلهائه. وكان «الحرس الثوري» الذي كرس نظام «آيات الله» في بنائه جهوداً ضخمة وموازنات أضخم، وحوّله إلى قوات مسلحة موازية للجيش الرسمي، بل تفوقه في بعض المجالات، أحد أهم منفذي السياسة التي تقوم على إنكار الداخل ولجمه وابتكار الخصوم وراء الحدود. وعنى هذا أنه سيكون أكثر المتضررين في حال حصول أي تبديل في الأولويات.

وسرعان ما جاء قرار البدء بالتفاوض مع «الأعداء» ليؤكد هذا الاحتمال ويوقظ الخلافات العميقة من سباتها، فنشبت في البدء منازلة خجولة قطعها «المرشد» بإعلانه أنه ليس من الضروري تدخل «الحرس» في السياسة. ثم تكررت المناوشات بين فريقي روحاني وجعفري، من دون أن تخرج عن الحدود التي رسمها خامنئي، فيما كل منهما يراهن على الفشل أو النجاح.

لكن كلما تقدمت المفاوضات حول البرنامج النووي والأمن الإقليمي كلما طفا الصراع على السطح. ولم يتأخر «الحرس» في تذكير السياسيين بأن لا يتخطوا دورهم إلى المسائل العسكرية التي تبقى حكراً عليه، وخص منهم وزير الخارجية، بعدما فضح هذا الأخير مبالغاته في عروض القوة وكشف هشاشة ما يدعيه من قدرات.

واعتبر جعفري في تحذير مباشر أن «التهديد الرئيسي للثورة موجود في الساحة السياسية، ولا يستطيع الحرس الثوري أن يلتزم الصمت».

ومن المؤكد أن الخلافات ستشتد مع الوصول إلى التفاصيل الدقيقة للاتفاق المزمع مع المجموعة الغربية بمشاركة روسيا، لا سيما بعد إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري تشككه في نية إيران التوصل فعلاً إلى اتفاق لتفكيك برنامجها النووي، ومطالبته بآلية رقابة عملية وصارمة، وليس مجرد الاعتماد على «الثقة» بين الطرفين، وإلا فإن طهران تعرض نفسها للمزيد من العقوبات.

لا يستطيع أحد بالطبع الجزم بأن الوضع الإيراني الداخلي سيتشظى سريعاً إلى مواجهات لا تقتصر على المواقف اللفظية، لكن ثمة سوابق في «التراث الثوري» بدأت مع الخميني عندما قرر التفرد بالسلطة والتخلص بشكل عنيف من رفاق السلاح ضد الشاه من غير الإسلاميين، ثم أبعد من هؤلاء غير القابلين بولايته وحكمه المطلقين مستخدماً أسلوب التكفير، قبل أن يحكم قبضته على كل مفاصل البلاد. وقلده خامنئي عندما أحبط «الثورة الخضراء» بالقوة. والواقع أن حجم النزاع الداخلي وتطوره يتوقفان على مدى جدية إيران في تغيير سياساتها، فإذا كان ذهابها إلى التفاوض مجرد مناورة هدفها تخفيف الطوق المالي والاقتصادي لتمكينها من التقاط أنفاسها، فقد تبدو الخلافات بين أطراف النظام مجرد هوامش لا أفق لها، أما إذا كانت تسعى فعلياً إلى إزالة أسباب محاصرتها وعزلها، فسيكون الوضع مفتوحاً على كل الاحتمالات. ومن شب على شيء شاب عليه.

 

البداية من سورية... للتقارب مع إيران

عبد الوهاب بدرخان/الحياة

لكي يكون تقارب وانفراج، حوار وتطبيع، بين دول الخليج وإيران، لا بد للجانب العربي من أن يعرف أولاً مع أي ايران يتعامل. فإيران «الجديدة» لم تتضح معالمها بعد، أما التي اختُبرت طوال الخمسة والثلاثين عاماً الماضية فتثير الشكوك والمخاوف بهياجها المنهجي، المنفلت أحياناً كثيرة، خصوصاً في ممارسات ميليشياتها في لبنان والعراق. ايران - «تصدير الثورة» بالغت بإثارة النعرات المذهبية في خطابها، وبالعدوانية والاستكبار في سلوكها، الى حدّ أنها استقرّت في اذهان العرب كـ «اسرائيل ثانية» تدّعي العداء للأولى وتريد محوها من الخريطة، لكنها تؤدي الوظيفة والدور نفسيهما، بل تقوم بما هو أخطر اذ تحقق أحلام اسرائيل بتقسيم العالم العربي وتفكيكه دويلات وأقاليم مذهبية.

المؤكد أن التقارب والتعاون والتطبيع مطلوبة، والأكيد أن المنطقة العربية مقبلة عليها. ذاك أن ايران - على رغم كل الأضرار التي أحدثتها، وعلى رغم أن العرب لم يكونوا في أحلك أيام هزائمهم أمام اسرائيل على هذا الانكشاف الاستراتيجي كما هم اليوم بفعل الاختراقات الايرانية - بادرت الى اظهار شيء من الاختلاف عن اسرائيل. ففيما تواصل الأخيرة تصعيد المتطرفين الى حكوماتها، انتخبت ايران رئيساً وضع، قبل انتخابه وبعده، الرغبة في اصلاح العلاقات مع الجوار الخليجي بين أولوياته. ثم أخذ وزير خارجيتها على عاتقه تطبيق سياسة انفتاحية، واذ بدا استعجاله من قبيل حسن النية، فإنه مضطر للاعتراف بأن الواقع أكثر تلبّداً مما يعتقده وأكثر تعقيداً من الحفاوة الطبيعية التي يُستقبل بها في هذه العاصمة أو تلك. فلا أحد يصدّق أن النيات الحسنة بضاعة ايرانية، أو أن المسألة تتعلّق فقط بإظهار استعداد طيّب لمستقبل أفضل بين العرب والفرس، بل بالحد من الجموح والاستهتار اللذين أوديا بعلاقات مكوّنات المجتمعات العربية الى مهالك كارثية، بل يدفع بسورية الى الانهيار والتفكك.

هذا لا يعني أبداً أن العرب يضعون شروطاً تعجيزية، على الايرانيين تلبيتها كي يتأهلوا للتطبيع معهم، ونقول «التطبيع» استدعاءً لمصطلحات لم تُستخدم إلا مع الاسرائيليين. فسياسات الايرانيين ذهبت أبعد بكثير مما استطاع الاسرائيليون إفساده، وباتت تستوجب «تطبيعاً» بين عراقيين وعراقيين وبين لبنانيين ولبنانيين وبين فلسطينيين وفلسطينيين، ولا ننسى السوريين طبعاً... وفي غمرة الاحتفالات المبكرة بـ «الانتصار» في تحصيل الاتفاق النووي مع الدول الكبرى، تنسى طهران أن هذا «الانتصار» لم يكلّف الدول الكبرى بمقدار ما كلّف الشعب الايراني ومعه شعوب عربية أثماناً دفعتها من أمنها واستقرارها وتعايشها. ولذلك، فإن اتفاق وقف «برنامج صنع القنبلة النووية» هو أولاً لمصلحة هذه الشعوب.

بالنسبة الى الحكومات العربية، ليست المشكلة في هذا الاتفاق، بل في اعتقاد ايران أن الاعتراف بحقّها المشروع في تخصيب اليورانيوم يعني أيضاً اعترافاً بـ «حقّها» في «تخصيب النفوذ» حيثما زرعته واستثمرت فيه. ولأن العرب والفرس ليسوا في حال حرب مفتوحة ومعلنة إلا من جانب واحد هو الفارسي فحسب، فمن الواجب والضروري سعياً الى الشفافية أن تجيب ايران عن تساؤلات تطرح نفسها تلقائياً: ما الذي تبغيه من هذا «النفوذ»؟ وهل هي مدركة الأضرار التي تسببت بها من جراء سياساتها؟ وإذا كانت تمدّ يدها الآن لتقاربٍ، مرحّبٍ به في أي حال، فهل تعني أنها في صدد طلاق بائن مع الممارسات التي دأبت عليها منذ «الثورة»؟ أم أنها تريد التقارب لإضفاء مشروعية على وقائع «النفوذ» مع الإبقاء عليها بأمراضها واعتمالاتها؟ وأخيراً، هل أصبحت استراتيجيتها أن تكون دولةً «طبيعيةً» مساهمةً في الاستقرار الاقليمي؟ ثمة إشكالات وغوامض لا بدّ من جلائها، ومنها تحديداً أن دول الخليج بكل مستوياتها لم تعدّ مستعدّة لقبول فكرة «ايران شرطي الخليج» حتى ولو بتكليف اميركي.

لا بدّ للتقارب بين الخليجيين والايرانيين من حوار بين جيران وأنداد على قاعدة الاحترام المتبادل والاعتراف المتبادل بالمصالح وضرورات التعاون. ومن البديهي أن مرحلة بناء الثقة تتطلّب مصارحة حول وقائع سابقة وتطلعات مستقبلية لعل أهمها: 1) تجاوز الأحقاد التي خلّفتها الحرب العراقية - الايرانية وما سبقها وتخللها وتلاها من تورّط وردود فعل أقدم عليها الجانبان، وكان مبعثها الأساس أن «الجمهورية الاسلامية» لم تشأ بناء ثقة مع الجوار ولم تأخذ في الاعتبار تركة حقبة الشاه واحتقاناتها في المنطقة. 2) منذ انتهاء تلك الحرب وبعدها حرب تحرير الكويت، قبل نحو ربع قرن، لم تكن هناك مشاريع عدوانية عربية - خليجية ضد ايران، التي دخلت على العكس مرحلة اختراق المجتمعات العربية، لذلك حان الوقت كي توضح اذا كانت مقبلة على العمل كدولة تحترم القوانين الدولية أم تريد الاستمرار في ايديولوجية «تصدير الثورة» التي تلقّن أتباعها «ثقافة الغزوات» بكل حمولاتها الدموية والمذهبية. 3) ضرورة «تنظيف» مفاهيم العمل التي سادت خلال العقود الثلاثة الماضية، وأبرزها نهجا «التشييع» و «التسليف» اللذان يتواجهان اليوم كما في أسوأ الحروب الغابرة. 4) اعتبار حقوق الشيعة شأناً داخلياً في أي دولة، وعليها أن تقوم فيه بواجباتها كاملةً ووفقاً لمعايير المواطنة وحقوق الانسان، أما اعتباره شأناً يبرر لإيران التدخل وتشكيل الميليشيات هنا وهناك، فهذا يفتح أيضاً ملفات لا تقتصر على السنّة وحدهم في ايران نفسها. 5) اعتبار الاقليم بيئة تعايش سلمي يحقق مصالح الجميع بعيداً من نوازع الهيمنة والشحن المذهبي والتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، والأهم أن تتمكّن ايران من التخلي عن أجنداتها الخفية.

انطلاقاً من ذلك، لا بد من أن يشمل تطبيع العلاقات الخليجية - الايرانية بتّ ملفات كثيرة زرعت فيها ايران أحقاداً وانقسامات تستلزم عقوداً لتجاوزها، لكنها تعتقد أنها حققت «انجازات» وتريد استخدامها في المساومات على «نفوذها»، ومنها: 1 – وأولها مشاركتها المباشرة في تدمير سورية، وكأنها تقصّدت تدمير رمز العروبة والاسلام الوطني الحضاري من أجل نظام بائس لا يمكنه البقاء بعدما انكشفت حقيقته الفئوية، أو دفعاً لـ «مؤامرة» على «نهج المقاومة والممانعة» وكأن هذا النهج تحصّن بمشاركة ايران وأتباعها في قتل الشعب السوري. 2 – انهاء الوضع الشاذ الذي أدى الى تقسيم شعب فلسطين وما تبقّى له من أرضها، فقط لأن «معسكر الممانعة» أراد أن يثبت وجوده ولو بالعبث بهذه القضية العربية والمقامرة بها على موائد «النفوذ الايراني». 3 – التدخل الايراني في لبنان ألحق أكبر الأضرار بصيغة التعايش وبمكانة الدولة، والايرانيون متهمون بالمشاركة عبر «حزب الله» في الاغتيالات السياسية وفي ادامة نظام «الوصاية السورية»، ما ألهب الانقسامات في هذا البلد. 4 - إحقاق الحق في العراق وترك العراقيين يتوصلون الى التعايش والتوافق، وعدم السعي الى اخضاع العرب من سنّة وشيعة لهيمنة الفرس ولارهاب المتفرّسين. فأن يكون لإيران نفوذ، هل يعني أن تستنسخ ديكتاتوراً دمية تحرّك خيوطها وتمنع العراقيين من الخطو نحو حياة طبيعية؟ 5 – رفع اليد عن المعارضة الشيعية في البحرين لتتمكّن من ايصال الحوار الوطني الى خواتيمه السلمية والاصلاحات التي تتيح لها الانخراط أكثر في تعزيز المواطنة، بدل حقنها بأوهام «تغيير النظام» أو «أرينته». 6 – جلاء ملف التدخل في اليمن، فهل «النفوذ» الايراني هناك لنصرة الحوثيين المارقين أم الجنوبيين الانفصاليين أم فقط للضغط من أجل بعثرة اليمن وتحويله أشلاء دويلات؟ 7 – حسم النزاع على الجزر الاماراتية المحتلة، خصوصاً أن الامارات حدّدت خيارين منصفين: فإما حل بالتفاوض الثنائي وإما الاحتكام الى المحكمة الدولية. 8 – التوافق على عدم العبث بورقة الارهاب وتنظيم «القاعدة، وبالتالي أن تكفّ ايران (والنظام السوري) عن استخدام المجموعات الارهابية بغية «أفغنة» سورية أو «صوملتها»، ومن ثم تهديد دول الخليج بها من خلال اليمن وغيره. ولعل خلايا التجسس الايرانية في دول الخليج تأتي أيضاً في هذا السياق.

قد تقرأ ايران اتجاه علاقاتها مع الولايات المتحدة نحو الانفراج بأنه يمنحها ضوءاً أخضر لمتابعة السياسات نفسها كما مارستها خلال الفترة الماضية، لكنها تريد تغطيتها بانفراجات شكلية وموضعية مع الخليجيين وعرب الشرق الاوسط. هذه هي الوصفة التي ستجعل العلاقات في صيغة صراعية دائمة. فالتقارب الحقيقي ينتظر مبادرات ايرانية، ولكي تكون ذات معنى وصدقية، فالأحرى بها أن تبدأ من سورية. أما الإصرار على اقامة «الهلال الشيعي» فيعني عدم التخلي عن أحلام الهيمنة وأحلامها، وهذا لن يكون في مصلحة ايران ولا في مصلحة جيرانها.

 

من "نهر البارد" إلى جبل محسن والتبانة.. الفخ واحد

ربى كبّارة/المستقبل

منذ أن صدّر النظام السوري متطرّفيه الجهاديين ليستوطنوا عام 2007 مخيم "نهر البارد" للاجئين الفلسطينيين، إلى فرضه عسكرة محور جبل محسن- باب التبانة، إلى ما بينهما من احداث مفتعلة شمالا وشرقا وجنوبا والمخطط واحد: إلباس الطائفة السنّية رداء التطرف المقيت ووضعها في مواجهة الجيش النظامي. وفي اطار الجهود التي بذلتها وتبذلها "قوى 14 آذار" للحؤول دون وقوع بيئتها الحاضنة في الفخّ، تعقد أمانتها العامة الاحد مؤتمرا في طرابلس بمشاركة شخصياتها وتلك الدائرة في فلكها وهيئات من المجتمع المدني. ينعقد المؤتمر تحت شعار "العيش المشترك مسؤولية وطنية مشتركة" ويتوج بوثيقة عنوانها "اعلان طرابلس" ترفع مطالب المدينة إلى المستوى الوطني، تحملها لجنة متابعة كخطوة تساهم في تفكيك لغم جبل محسن-باب التبانة خصوصاً أن استهداف الشمال ووحدة نسيجه الاجتماعي ومواقفه السياسية قديم يعود لفترة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005 .

وهو اول اجتماع من نوعه تنظمه الامانة العامة لقوى 14 آذار في الشمال بعد مؤتمرين مشابهين عقدت اولهما في زحلة اثر التعديات على عرسال والحوادث المتفرقة في البقاع، وثانيهما في مجدليون بعد المواجهات بين جماعة الشيخ احمد الاسير والجيش في عبرا. قبل نحو ست سنوات وثلاثة اشهر طوّق الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله مخيم "نهر البارد" بخط أحمر يشبه الخط الأحمر الذي احاط به الرئيس السوري بشار الأسد منطقة جبل محسن باعلانها ارضا سورية. لقد تضافرت العوامل لإنجاح حملة إسقاط ما رسمه نصر الله، فهل تسمح المقارنة بتوقع المصير نفسه لما رسمه الأسد.

عندما قررت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة تفويض الجيش القضاء على "فتح الاسلام" وضع أول خط أحمر، تحت ستار ان الحكومة "بتراء" لانسحاب وزرائها الشيعة، لكنه سقط بفعل القرار السياسي الواضح والعزم العسكري وتضامن البيئات الحاضنة. حينها ساعدت على الانجاز ثلاثة عوامل رئيسة: أولها احتضان سنّة المنطقة للجيش فيما كان الاعتبار السائد بان الفلسطينيين هم جيش السنة. فقد تقبلوا برضى سقوط أكثر من 90 شهيداً من ابنائهم العسكريين ورفضوا دفن ابن مدينتهم ابي هريرة (احد قادة "فتح الاسلام") في مسقط رأسه اضافة إلى استقبال التعزيزات العسكرية برش الارز والورود. ثانيها التصميم العسكري خصوصاً وان المناسبة شكلت لقائد الجيش حينها، الرئيس ميشال سليمان، فرصة لاظهار القدرة امام دوائر القرار العربية والدولية. وثالثها موقف "منظمة التحرير" وغالبية الفصائل الفلسطينية التي اجمعت على اعتبار "فتح الاسلام" تابعة لبشار الأسد وتركت للسلطات اللبنانية حرية التحرك في مواجهتها.

والسؤال المطروح الآن "هل ما زالت الجهوزية السنية في احتضان الجيش كما كانت عليه عام 2007؟ والجواب بوضوح تام نعم، لدى الغالبية الساحقة التي ترى الحل الوحيد عبر الدولة. بالمقابل يتوزع الباقون بين مجموعات "شبيحة" يغذيها "حزب الله" والأسد، ومجموعات تحرّكها ردود الافعال على أخطاء عسكرية إما عفوية أو مندرجة في اطار الفخ المستدام لضرب السنّة بالجيش بدءاً من اغتيال الشيخ عبد الواحد على أحد الحواجز العسكرية في عكار إلى تدخل "سرايا المقاومة" علناً في عبرا لتوريط الجيش، ومجموعات متطرفة تريد مواجهة "حزب الله" بأسلوبه المسلح. يضاف إلى ذلك الفارق بين الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس حكومة تصريف الاعمال الحالية نجيب ميقاتي إلى جانب قرب انتهاء ولاية الرئيس سليمان فيما تواجه مواقفه الوطنية اعتراضات "قوى 8 آذار" التي تجهد لتصويرها ناجمة عن رغبة بالتمديد.

 

 

حزب.. المحقق الدولي بو أوستروم

علي الحسيني/المستقبل

أتحفتنا إحدى القنوات الإعلامية أمس الأول بمقابلة أجرتها مع أحد المحققين المساعدين السابقين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بو أوستروم، فبدت الصورة وكأننا أمام هسام هسام جديد لكن بنكهة غربية لم تخلُ من "الأكشن", بحيث وُضع القاتل والقتيل في مستوًى واحد وأمام مشهد مسبق لما ستكون عليه الأوضاع في حال جرى الكشف عن مزيد من الأدلة التي تُثبت تورط "حزب الله" والنظام السوري في عملية الاغتيال, خصوصاً في ظل معلومات جديدة تتحدّث عن حصول مفاجآت وصلت إليها التحقيقات في الفترة الأخيرة.

في المقابلة المذكورة بانت بصمات "حزب الله" واضحة, إن لجهة طريقة التركيز على دور اللواء الشهيد وسام الحسن والاتهامات التي طاولته خلال الحلقة، أو لجهة التنسيق المسبق مع المحقق المذكور الذي بدا وكأنه يقوم بدور كُلّف به من أجل تشويه التحقيق وحرفه عن مساره الحقيقي بهدف الوصول إلى نقطة يمكن أن تعيد خلط الأوراق من جديد، وهذا يأتي من ضمن خطة مبرمجة كانت بدأت بتسريب أسماء المتهمين الأربعة في "حزب الله" بعد فترة وجيزة على قيام المحكمة, ومن ثم استتبعت بتسريب أسماء الشهود والضغط على أهاليهم وعائلاتهم, وصولاً إلى المحاولة للتشويش على عمل المحكمة.

من المؤكد أن هناك خليّة أمنية منظمة هي التي تُدير دفة الحرتقة على عمل المحكمة الدولية والملاحظ أن التشويشات المفتعلة تستيقظ من سباتها مع كل محطة مهمة من محطات المحكمة خصوصاً إذا ما تم الربط بين إطلالة أوستروم بالأمس وبين موعد انعقاد جلسة المحاكمة في السادس عشر من الشهر المقبل، وهذا يندرج ضمن إطار ما يُعرف بعلم الجرائم بالنيّة المبيّتة. والنيّة هذه المرّة عُقدت من أجل تشويش عقول المواطنين غير المتتبعين للقضية, وللقول إن موضوع الاغتيال هو شأن عائلي محض وهذا ما تبيّن في السابق من خلال كلام لسياسي شمالي في قوى الثامن من آذار يوم قال ابحثوا عن المستفيد في محاولة منه لحرف التحقيق، واليوم يُستكمل من خلال تركيز المقابلة على فبركة دور اللواء الحسن في تلك الفترة وتوليه رئاسة فرع المعلومات في عهد الرئيس سعد الحريري.

قد يسأل البعض عن سبب التأخير في عقد جلسات المحاكمة من العام 2005 حتى مطلع العام 2014، لكن من المعروف أن التحقيق في قضايا الإرهاب والاغتيال السياسي مهمة ليست سهلة. وقد قاد العديد من المفوضين مهمة التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري وهؤلاء تابعوا خيوطاً وإرشادات كاذبة عدة مصدرها النظام السوري وحلفاؤه, لكن تخلّل كل هذا العمل بناء ملف الاتهام على عشرات آلاف الصفحات من أدلة اتصالات سلكية ولاسلكية، وسجلات متعددة من مكالمات هاتفية كانت ترصد الرئيس الحريري في الفترة التي سبقت اغتياله، وهذا العمل بالتأكيد لم يكن وليد يوم أو أشهر إنما استأهل كل هذه المدة للوصول إلى نتائج حقيقية وملموسة يُرفع على أساسها قوس المحكمة للنيل من المجرمين.

في العهد القديم هناك جملة واضحة وصريحة للسيد المسيح يقول فيها "مارتا، مارتا، تفعلين أشياء كثيرة والمطلوب واحد", والقول هذا ينطبق على المتضررين من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إذ يلجأ هؤلاء إلى الافتراءات والأضاليل وقلب الحقائق بهدف توقيف عمل المحكمة. وهنا يؤكد أحد أعضاء مكتب الدفاع عن الضحايا في تفجير اغتيال الرئيس الحريري المحامي محمد مطر أن "المحكمة مستمرة وكل هذه الافتراءات التي تخرج بين الحين والآخر لن تعوق عملها الذي يهدف في نهاية المطاف إلى إحقاق الحق مهما علا الباطل، فهناك متضررون كُثر من عمل المحكمة ولذلك يلجأون إلى كل الأساليب لمنع قيامها. ونحن نعلم أن محاولاتهم البائسة هذه كما وأنها لم تتوقف من قبل فهي مستمرة أيضاً في المستقبل".

وما إذا كان يتوقّع ظهور أدلة جديدة دامغة تُدين المرتكبين، أمل مطر بهذا الأمر لأن العمل داخل المحكمة يجري بشكل سري والتسريبات التي تخرج بين الحين والآخر ما هي إلا محاولات لنسف مصداقية المحكمة وللقول بأنها لا تخضع للمعايير القانونية. وبالتالي يحاول المتضررون سواء في الداخل أو في الخارج إعادة عقارب الساعة إلى الوراء, وهذا ما لن يحصل على الإطلاق لا اليوم ولا غداً". داعياً إلى عدم الاكتفاء بكل ما يُعلن من هنا أو هناك، فعادة ما يحمل المشهد الخلفي كل البراهين والحقائق, ومن هنا علينا مراقبة المشهد المقبل وانتظار ما ستنطق به المحكمة".

 

جبران شهيد القَسَم المستمر

كارلا خطار/المستقبل

لم يمض على وجوده في لبنان سوى ساعات هي ساعات ليله الاخير. خضعت سيارته للمراقبة منذ لحظة انطلاقها حتى لحظة تفجيرها بواسطة جهاز لاسلكي. ستون كيلوغراماً من المواد الشديدة العصف، وأشلاء متناثرة بين المعامل والشجر على حافة الطريق الضيق في المكلس.. وبعد نصف ساعة وجدوا بطاقتَي هوية وائتمان بالقرب من إحدى الجثث، استشهد الصحافي والنائب جبران تويني ومرافقه اندريه نقولا مراد وسائقه نقولا الفلوطي. بالنسبة الى الشعب اللبناني الحرّ، جبران كان الأقرب إليهم كصحافي والأصدق كنائب.. أما بالنسبة الى قتلته فلم يكن سوى "القضية رقم 213". 12 كانون الأول 2005 كان تاريخا عاديا قبل استشهاد جبران، تاركا وراءه عائلة صغيرة "تستحضر" وجوده في الصور والذكريات ومعارض تنظمها مؤسسته حيث تسلسل سيرة حياته وهواياته، وعائلة كبيرة تسمع صدى قسمه في ساحة الشهداء. بعد رحيله طرأ التغيير الأهم على عائلته الصغيرة، فوالده غسان تويني النائب السابق وناشر جريدة "النهار" توفي في العام 2012، بعدما عاش 6 سنوات مفجوعا على رحيل ابنه، يتحاشى الحديث عنه، لكن صوره كانت "تغزو" مكتبه كأنه حاضر دوما في يومياته، وفي آخر مقالاته التي كان يحاكي فيها ابنه الشهيد ويردد "كان يحب يكون متل بيّو وجدو". لبنانيون كثر مرّوا على الطريق التي سلكها جبران هربا من زحمة سير وسيول شتائية تجتاح الطرق. كلّهم اختصروا طريقهم الى مراكز أعمالهم ووحده جبران اختصر طريق الشهادة شاباً في الأربعينيات، والداً لأربع بنات وزوجاً مخلصاً. سيارة حمراء لم تلفت نظر أحد مركونة بجانب الطريق، كما جرت العادة في ذلك الشارع المتعرّج الضيّق، كانت مهمّتها تنفيذ قضية في غاية السرية.

"لو كان daddy هنا!"

قضائيا، تؤكد زوجته سهام تويني أن "لا جديد في التحقيقات، كما كل القضايا في لبنان، فمهما بلغت التحقيقات من الدقة، وهذا ما لم يحدث، فإنه يستحيل على القضاة جلب المتّهمين، وأقصد هنا ليس فقط من فجّر وفخّخ إنما أيضا من خطط ومن أعطى الأمر". وعن أملها في ذلك تقول "اللي راح راح، والقتلة معروفون ومن اتّخذ القرار معروف لكنّ القضاء لن يطالهم".

عائليا، لا تتحدّث تويني عن نفسها إنما عن طفلتيها التوأمين ناديا وغابرييلا، وهما تسألان يوميا عن والدهما وتفترضان في حال وجوده كيف كان سيتصرف. تقول سهام: "تسأل الطفلتان عمّا إذا كان جبران على قيد الحياة هل كان لينشغل طوال الوقت أم كان ليهتمّ بنا؟." تقولان: "دادي daddy لو كان هنا ماذا كان ليخبرنا؟ وكيف كان سيتكلّم معنا؟" فتجيبهما "كان طبعا سيتحدث معكما باللغة العربية أو بالفرنسية ولكن طبعا ليس بالإنكليزية، ولكنتما تتحدثانها اليوم بطلاقة!" ولأن هناك الكثير من الذكريات والتطورات اليومية التي لا يمكن للزوجة سوى أن تتشاركها مع زوجها، فإن سهام تتمنى أن تخبر جبران "عن "هضامة الأولاد" وعما تتعلمانه يوميا، وكيف كبرتا وعن "حركاتهما"".تسكت سهام لثوان وتتابع "أشعر بأن ليس هناك من يشاركني هموم طفلتيّ وحبّهما، "سئيلة" أن أكون وحدي أتحمّل كل الهموم". تتنهّد سهام وتختم "الفرق كتير كبير".

صحافي من الشعب

الشهادة من أجل لبنان كانت الأحب الى قلب جبران الذي ترعرع على حبّ الوطن، ونظم تظاهرات طلابية في سن الشباب ضد وجود المحتل فيه، وكان الإعلامي الأول الذي جازف بمجاهرته ضدّ الوجود السوري في لبنان بعد 18 عاما من الإحتلال، في العام 2000 عقب انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان. فقد وجه رسالة في خطاب مفتوح إلى نجل الرئيس السوري حافظ الأسد وخليفته بعد ذلك بشار الأسد، قال فيها "لابد أن تدرك أن الكثير من اللبنانيين غير مرتاحين للسياسات السورية في لبنان ولوجود القوات السورية في البلاد (..) يعتبر كثير من اللبنانيين مسلك سوريا في لبنان مناقضا تماما لمبادئ السيادة والكرامة والاستقلال"، وعن المقبرة الجماعية التي اكتشفت في عنجر قرب مراكز الجيش السوري السابقة كتب "نعم المقابر الجماعية جريمة ضد الانسانية". عبّر جبران عن مخاوف الشعب اللبناني، كان يمثل مطالبهم كنائب وينقل وجهة نظرهم كصحافي، كان من الشعب وله. عشق الأغنيات الوطنية وخصوصا "حاصر حصارك" و"وحياة اللي راحو"، ومن الأغنيات الغربية أحبّ أغنية "my way"، فرسم حياته على طريقته متأثرا بشخصيات عالمية من جون كينيدي إلى تشي غيفارا، وهما رمزان ثائران، وفي منزله الباريسي، يضع جبران صورة كبيرة لـ غيفارا، وطبعا إن للامر صلة بهوى الشباب وثورته. ومن الكتب التي أحبّها جبران فقرأها غير مرة كتاب بعنوان "the art of war" للصيني سون تزو، كتب في القرن السادس قبل الميلاد.

سند للحريات

وجبران كان نموذجا عن العيش المشترك، فكان يفاخر بنصفه الدرزي ونصفه الآخر الارثوذكسي، ما جعله أكثر قربا من اللبنانيين، فكان سندا لهم بمختلف طوائفهم ومذاهبهم، وأبرز الأدلة أنه حمل ملف المفقودين اللبنانيين في السجون السورية الى أعلى المنابر وكرّس صفحات جريدته لتبنّي قضيّتهم. في "النهار" أيضا، طبع جبران آلاف المناشير التي تدعو الى المقاطعة وإعلان "لا" في وجه الاحتلال السوري، وبطلب منه كان يتم نقلها من باب المطبعة الخلفي. وكان جبران سندا لأهالي الجنوب، وبعد انسحاب الاحتلال الاسرائيلي عام 2000، بادر بهمة منه الى تشكيل "لجنة المتابعة لقرى الجنوب". لم يعلم جبران بأنه كان الشعلة التي أذكت الثورة السورية، لما كان سندا محليا وإقليميا ودوليا للمعارضة السورية حين كانت وحيدة مستهدفة. وفي حين كان النظام السوري يضطهد الصحافيين والمثقفين، بادر جبران الى احتضان نسمات "الربيع السوري" التي كانت تلوح بدءا من اعلانات المثقفين المتكررة في دمشق الى أدنى حراك ديموقراطي. وقبلها بادر الى حمل قضية الصحافي والكاتب السوري نزار نيوف الى اعلى المحافل الدولية و"الاتحاد العالمي لناشري الصحف" واستمر في الضغط والحراك الى ان تم الافراج عن نيوف لينتقل بعدها الى العاصمة الفرنسية حرا.

.. والقضية مستمرة

شريط الأحداث يعود سريعا الى الوراء.. الى قلم الحبر والعلم اللبناني والوشاح الأحمر والأبيض.. الى ساحة الشهداء ومكتب في "النهار" يحرس ثوار الأرز.. الى قَسَم يردّده اللبنانيون، ليس كلّهم بالتأكيد. حاول جبران في قسمه أن يجعلهم رزمة واحدة لا تفرّقهم شدّة، وآخر ما توقّعه أن تبتهج قلة قليلة من اللبنانيين باغتياله، أن تحتفل بتوزيع البقلاوة وتبادل التهاني عبر رسائل الـSMS وعبر الشرفات. ما كان جبران ليصدّق بأن قسما من اللبنانيين الممثلين بوزراء في الحكومة يحتاجون الى "يومين للتشاور" على خلفية إقرار مجلس الوزراء حينها مطلب انشاء محكمة ذات طابع دولي في اغتيال الرئيس الحريري وتوسيع مهام لجنة التحقيق الدولية.

يراجع اللبنانيون شريط الأحداث التي سبقت اغتيال جبران. يفلفشون في أرشيف الصحافة اللبنانية والمواقع الالكترونية والنشرات الإخبارية على مدى شهري تشرين الأول والثاني، ليدركوا أن حملة استدراج منظمة سيقت لاستفزاز جبران تويني للعودة، بعدما تأكّدت سيطرة "حزب الله" التامة على مطار رفيق الحريري الدولي. سياسيون تساءلوا عن "توقيت عودة جبران من باريس عشية اغتياله"، كأنه ركن السيارة الحمراء ليفجّر نفسه، آخرون تناولوا التهديد بالإغتيال بطريقة ساخرة لتغطية الغياب! أما الحقيقة فهي ما أريد لها أن تبقى سرية، ففضحتها وثائق "العربية الحدث" التي كشفت مراسلات الحزب مع القيادة السورية لتحييد المعارضين، وتورّطه في اغتيالات مناهضين لسوريا في لبنان. بعدها لم تعد سرّا تلك البرقية المرسلة من رئيس فرع العمليات في المخابرات السورية حسن عبد الرحمن إلى رئيس جهاز الأمن القومي السابق آصف شوكت، يقول فيها "إنه وبمساعدة عناصر من مخابرات "حزب الله" اللبناني تمّ إنجاز المهمة رقم 213 والتي أوكلت إليهم في العاشر من ديسمبر بنتائج ممتازة".

 

من مآثر رفع الأصابع.. عودة زمن الرويبضة

مصطفى علوش/المستقبل

"بكام كلمة فاضية وكام اصطلاح يفبرك حلول المسائل أوام" (أحمد فؤاد نجم)

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصدق فيها الكاذب ويُكذب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخَوّن فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة", وعندما سئل ما هو الرويبضة, قال: "الرجل التافه حين يتكلم في الشأن العام". لم أجد أفضل من لفظة شعبوي لتشابه الرويبضة، فالتافه هو من لا يملك أي معطى علمي أو ثقافي أو معرفي لطرح حلول أو مشاريع لقيادة الناس نحو الاستقرار والازدهار والسلام المستدام، ومع ذلك فهو يتنطح للقيادة مستغلاً الأوضاع الصعبة والمعقدة والأزمات ذات التشعبات التي يستعصي حلّها إلا بالعمل الدؤوب والطويل الأمد. الشعبوي أو الرويبضة يمكنه اختصار الحلول ببضع كلمات، أو جملة من شعارات، أو بقلب الطاولة على الجميع، ونعت كل السياسيين بالفساد، أو إيجاد الحلول في الأساليب القديمة، أو العودة إلى الأصول...

وغالباً ما يترافق ذلك واستخدام مفرط للألفاظ العنيفة أو المغرقة في السوقية لتوحي للجموع بالقوة والجبروت من جهة وبالانتماء إلى "الشعب" من جهة أخرى.

من بوابة زمن الرويبضة، أو الشعبوية دخلت أعظم الشرور والكوارث والحروب إلى تاريخ البشر، وأكثرها خطورة وتأثيراً هو ما سخر بعض نواحي العلم والمعرفة لخدمة أفكار لا علاقة لها بالعلم ولا بالمعرفة. فأسطورة الشيوعية وصفت نفسها بالاشتراكية العلمية، والنازية استعملت العلوم الطبية في سعيها الى تأكيد تفوّق العنصر الآري. أما البعض الآخر فقد بنى شعبويته على رفض العلم ورفض الأرقام واحتقار الحداثة ونعت من يستعملها أو يدافع عنها بالمخنث والمرتد والخائن والملحد، لا لشيء إلا لأن الشعبوي عاجز عن كل تلك الأمور التي تفضح تفاهته وتعرّي جهله وضلاله، فيستلحق خطابه بجملة من الأساطير معتمداً على أبسط قواعد المنطق التي تعلق في عقل الجمهور. لا غرابة اليوم أن سقراط وأفلاطون وابن رشد وإيمانويل كانط لم يسحروا إلا قلة من البشر في حياتهم ولم يمت فداءً لهم أي بشري، فيما سحر أمثال تيمورلنك وهتلر ونصر الله الملايين وقادوهم إلى الهلاك وهم يهتفون باسمهم. لماذا هذا الكلام الآن؟ الواقع أن سياسة رفع الأصابع والتهديد والكلام الفارغ الذي نجح حزب ولاية الفقيه بفرضه على الوقائع اليومية للناس، جعلته مثلاً أعلى للنجاح في فرض السيطرة والهيمنة وإخضاع الآخرين. إن تمادي الأزمة وانعدام الحلول دفع الكثيرين من مؤيدي آذار إلى اعتبار سياسة التحليل والمنطق والعلم السياسي وعدم اللجوء إلى العنف واستعمال التعابير "المهذبة"، نوعاً من التخنث في السياسة، مما أعطى الإنطباع بأن الوسيلة الوحيدة لمواجهة سياسة رفع الأصابع والتهديد هي بسياسة مماثلة. لقد خلف هذا الوضع فراغاً في معسكر قوى آذار ما لبث أن تمكن من احتلاله منطق شعبوي لا يحمل أي مشروع سياسي أو اجتماعي غير المزيد من الفوضى والعنف من دون أي أفق أو عنوان. نتيجة لذلك كله، هناك في طرابلس اليوم "قدورا" يسعى الى رئاسة دولة، "وسينالكو" يسعى الى زعامة المدينة!

() عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل"

 

أيّ رئيس... ولأيّ جمهورية؟

آلان سركيس/جريدة الجمهورية

في غمرة الأحداث التي يمرّ بها لبنان، ودخوله مرحلة الاستحقاق الرئاسي والغَوص في البحث عن أسماء مرشّحة تتناسَب وطبيعة المرحلة المقبلة، يتساءل اللبنانيون عن قدرة الرئيس العتيد على حلّ الأزمة في جمهورية باتت شِبه مفكّكة.

لن يجلس الرئيس الجديد على كرسيّ بعبدا مرتاحاً، وستكون أمامه تحديات جمّة

لن يجلس الرئيس الجديد على كرسيّ بعبدا مرتاحاً، وستكون أمامه تحديات جمّة، وستواجهه مهمّات شاقة. والواقعية تفرض عليه أن يفكّر بهواجس اللبنانيين الذين يقولون إن كيان بلدهم مهدّد، على رغم أنّ التجارب تؤكد أنّ الأوطان لا تزول إنّما تقسّم بإرادة أبنائها، لكنّ معظم اللبنانيين يرفضون مبدأ التقسيم، وفي المقابل لا يجدون الصيغة الملائمة لتنظيم خلافاتهم.

حَكَمٌ وليس حاكماً

لا شكّ في أنّ الجمهورية مفكّكة، فمن الناحية المؤسساتية يعيش لبنان زمن التمديد أو الفراغ، فلم يتمكّنوا من تأليف حكومة على رغم مرور 7 أشهر على تكليف الرئيس تمام سلام بالإجماع، إذ إنّ كل طرف يُلقي تهمة التعطيل على الآخر. كذلك، فإنّ مجلس النواب الممدّدة ولايته لا يعقد الجلسات التشريعية لإقرار مشاريع القوانين، والأمر ذاته ينسحب على المؤسسات الامنية وادارات الدولة، حيث يتفشّى الفساد. وقد أعلنت منظمة "الشفافية الدولية" أنّ لبنان يحتلّ المرتبة 127 بين البلدان الأكثر فساداً في العالم. كلّ هذه المعطيات تؤكد أنّ الرئيس العتيد لن يحمل "فانوساً سحرياً" للحلّ، لأنّه، وفق النظام اللبناني، ليس الحاكم بل الحَكَم. كذلك، فإنّ الصيغة اللبنانية تفرض التوافق لاتخاذ أيّ قرار، خصوصاً أنّ الرئيس سيأتي في خضَمّ النزاعات الإقليمية والدولية والحرب السورية التي يتورّط فيها معظم أفرقاء الداخل. وفي هذا السياق، يقول النائب السابق إدمون رزق، الذي عايَشَ مراحل لبنان الصعبة، لـ"الجمهورية" إنّ "أمام الرئيس الجديد مهمّة إنقاذية تعيد الأمل الى الشعب اللبناني، وتوطّد الثقة بين اللبنانيين وتُحيي صيغة الوطن الجامع والكيان التعددي الموحّد"، معتبراً أنّ "المطلوب رئيس يستوعب حجم المسؤولية ويكون على مستواها أكثر من رئيس للعرض في واجهة المناسبات، ويكون قادراً على الممارسة من منطلق إيمانه وأهليّته، ومعه ملفّ للحلّ، وليس المجيء برئيس مجازفة وبأشخاص لا تتوافر فيهم شروط الثقة ممّن سَبقَ تجريبهم وتميّزوا بالفشل، لأنّ لبنان لا يتحمّل رئيساً للتجربة، ولا رئيساً للتكرار المأسوي، ففي مخزون الوطن واحتياطه طاقات يمكن توليتها قيادة البلاد في هذه المرحلة للعبور الى جمهورية حقيقية. وعلى الرئيس الجديد إحياء الصيغة والميثاق من خلال تطبيق "اتفاق الطائف" نصّاً وروحاً، وإعادة الإعتبار الى المؤسسات وإزالة طابع الشخصية والفئوية والمذهبية عنها".

مواصفات القيادة

ويؤكّد رزق انّ "لبنان اليوم في مَتاهة، يبحث عن ذاته الأصلية، وهو يحتاج الى قيادة تجمَع المعرفة والخلق وتتمتع بالشجاعة والاهلية العملانية"، مشيراً الى انّ "كل المبادئ التي توافَق عليها اللبنانيون منذ الميثاق الوطني عام 1943، ولاحقاً في وثيقة الوفاق الوطني عام 1989، تعرّضت للنقد المُبرمج عندما فُرض اتفاق القاهرة عام 1969 ولم ينفّذ، من ثمّ فتحت الحدود أمام العمل الفدائي الفلسطيني وتساقطت ثكنات الجيش في الجنوب، والتي كانت دعوة مفتوحة لإسرائيل لاجتياح عام 1978، ما أدّى الى رَفع مظلة الشرعية الدولية التي كانت تضمن تطبيق اتفاق الهدنة". ويوضح رزق أنّ "البلد اليوم ليس مقسّماً، لكنه يتعرّض للتفتيت بإزالة كلّ مظاهر السلطة العامّة الشرعية: فالمؤسسات شكلية والسلطة وهمية، أمّا الممارسات فتفضَح الفشل الذريع على المستويات كلها، والذي أوصلَ الوضع الى ما نحن عليه، تصرّفات الطبقة السياسية بلا استثناء. وما يزيد الوضع سوءاً ويُضعف الدولة هو سيطرة السلاح غير الشرعي وغرق اللبنانيين في النزاعات الإقليمية، وعلى مستوى مذهبي، أي سنّي - شيعي. وقوميّ، أي ايراني - عربي، ولبنان هو الحلقة الأضعف في هذه النزاعات". اذاً، من هذا المنطلق، يؤكّد رزق أنّ "رئاسة الجمهورية تمثّل الخيط الوحيد الذي يمثّل الكيان الموحّد بعد غياب الحكومة ومجلس النواب"، ويطالب أيّ رئيس بـ"المبادرة الى مخاطبة الشعب واستنفاره والقيام بخطوات عملية، لا اقتصار نشاطه على الخطابات".

الهاجس الأمني

وفي خضمّ التحضير للدخول في زمن الإستحقاق الرئاسي، يبرز الهاجس الأمني كعنصر مسيطِر على الواقع الداخلي، وسط فشل كلّ الخطط الأمنية التي توضَع لضبط الأمن، سواء في الضاحية الجنوبية أو في طرابلس. ففي الضاحية يستمر مسلسل التفجيرات والخروقات، وفي طرابلس يتسارَع عدّاد الجولات القتالية لإحصاء المعارك، والتي وصلت الى الجولة 18، في حين انّ الوضع في البقاع ليس أفضل حالاً، وكذلك على الحدود الشمالية.

من دون أن ننسى أنّ الرؤساء الياس سركيس وبشير الجميل وأمين الجميل انتخبوا على وَقع الحرب، فيما الرئيس العتيد، اذا ما انتخِب، سيكون أمام واقع أمنيّ صعب حيث ينغمس "حزب الله" وبعض التنظيمات السنّية في الحرب السورية. وفي إطار إعادة عمل المؤسسات، لا يكفي الحوار وحده، فالرئيس ميشال سليمان قام بجولات حوارية جدية، وبدأ عهده بدَعم عربي ودولي بعد اتفاق "الدوحة"، لكنه لم يتمكّن من الإقلاع بسبب كبر حجم الهوّة بين اللبنانيين واستفحال الخلاف، خصوصاً بعد اندلاع الثورة السورية. كذلك الأمر، فإنّ الوضع اللبناني مرشّح لمزيد من التصعيد، ولا يحلّ المعضلات انتخاب رئيس جديد. وهنا يطرح بعض المسؤولين عدة سيناريوهات واحتمالات للمرحلة المقبلة، وفي حال لم نصِل الى الفراغ، فإنّ الرئيس لن يكون من فريقَي 8 و14 آذار. وبالتالي، اذا انتخب رئيس وسطيّ باتفاق دولي، فإنه سينتظر كثيراً لانطلاق عهده، لأنه لن يتمكن من تأليف حكومة اذا لم يحلّ الوضع الإقليمي الذي يعرقل تأليف الحكومة الحالية. وعليه، فإنّ شخصيته الوسطية لن تمكّنه من الحسم لأنّ التوازن يَحكم فريقي 8 و14 آذار".  وتتزامن الحركة الداخلية مع تحرّك الخارج، حيث تؤكد مصادر ديبلوماسية لـ"الجمهورية" أنّ "الدخول الآن الى الاستحقاق الرئاسي يتمّ من خلال أطرافه، وليس في صُلبه، وإنّ مرحلة غربلة الاسماء لم تبدأ بعد في انتظار ما سيُثمر عنه مؤتمر "جنيف ـ 2"، وبالتأكيد لن يكون الرئيس طرفاً مهما كانت النتائج المترتبة عن المؤتمر". قد تكون كلّ هذه التحركات "حركة بلا بركة"، وقد تُثمر رئيساً جديداً لجمهورية هياكلها المؤسساتية شبه مدمّرة. وفي انتظار ما ستؤول اليه نتائج الاتصالات السياسية، فإنّ الوضع المذري الذي وصل اليه لبنان يتطلّب خطة إنقاذ عاجلة يتعاوَن فيها جميع الاطراف مع رئيس الجمهورية. فالرئيس، ومهما بلغ نشاطه، لن يكون قادراً على إنقاذ الوضع لأنّ مهمته إعادة الإعمار مجدداً، لكن هذه المرة إعمار النفوس لا الحَجر.