المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 20 كانون الأول/2013

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/رسالة يعقوب الفصل 4/13حتى17/فمن يعرف أن يعمل الخير ولا يعمله يخطئ

*الزوادة الإيمانية: فمن يعرف أن يعمل الخير ولا يعمله يخطئ

*بالصوت/قراءة إيمانية للياس بجاني في قول القديس يعقوب: فمن يعرف أن يعمل الخير ولا يعمله يخطئ/19 كانون الأول/13

*نشرة الأخبار بالإنكليزية

*نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/19كانون الأول/13 

*زياد الرحباني هو زياد الرحباني ولم يتغير/الياس بجاني

*تكفيريَّتان» لا تبنيان وطناً/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*هل يفعلها مرّة «دِيَكة المسيحيين»/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*14 آذار موحدة في معركة الرئاسة والحكومة فما كواليس تحركها تجاه إيران

*تيّار «حزب الله» في «الأنطونية»... «يأكل الأخضر واليابس»

*تجدُّد الإتصالات لتأليف حكومة وبري يعتبر 9+9+6 المخرج الوحيد

*بالصور- حسين إدريس وجهاد حمّود طفلان من حزب الله قُتلا في سوريا

*سليمان وسلام يشكلان حكومة قريباً بالاتفاق مع بري وجنبلاط

*الوفاء للمقاومة: السيارات المفخخة واستهداف الجيش تطور خطير يستند الى احتضان مريب من 14آذار للارهابيين

*الرئاسة الأولى.. بين التمديد والفراغ/ربى كبّارة/المستقبل

*قوة من مغاوير الجيش اللبناني مشطت الاودية المحيطة ببلدات شرحبيل وعبرا وصولا حتى مجدليون

*"14 آذار" تعد لتحرك باتجاه إيران والدول الكبرى: لإجراء الإنتخابات الرئاسية

*النائب أحمد فتفت: بري يقرأ النصوص لوحده رغم أن هذا الأمر ليس من صلاحياته

*الراعي التقى غصن وعدوان ومنصور ومهنئين بالاعياد

*الرئيس الجميل استقبل وفدا من نقابة خبراء التخمين العقاري

*نبيه بري بحث مع مكاري في الاوضاع والتقى منصور

*الكتلة الوطنية حذرت من إزدياد التعصب وإتساع الإنقسام في المجتمع

*نائب رئيس مجلس النواب السابق ميشال معلولي: السلطة التشريعية معطلة والإنقاذ بانتخابات تأتي بممثلين حقيقيين عن الشعب

*النائب زياد اسود للنائب فادي كرم : ماحصل قد حصل وما قلناه هو تاريخكم

*متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة يترأس قداس عيد الميلاد ويعتذر عن عدم تقبل التهاني

*عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا: اتمام الاستحقاق الرئاسي هدف استراتيجي للقوات

*عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسين الموسوي : المقاومة والجيش في دائرة الإستهداف الصهيوني التكفيري

*النائب عاطف مجدلاني : لضبط الحدود ومنع تسلل المسلحين من والى لبنان

النائب فؤاد السعد: العلة تكمن بهيمنة السلاح على النصوص الدستورية

*هل يملك "حزب الله" توكيلاً للقتال في سوريا؟ الدوافع والانعكاسات في ميزان متابعين لشأن الطائفة/علي منتش/النهار

*فيليب سالم حاضر في سيدني عن الهوية والانتماء والانتشار

*بيار رفول: سوريا دولة نموذجية في المنطقة ومهمة سليمان طيلة عهده كانت إضعاف التيار

*مهضوم بيار رفول/طوني انطون/موقع القوات اللبنانية

*قصة جندي لبناني احتجزوه لقتله الرقيب الإسرائيلي

*نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف: تصريحات الأسد حول عزمه الترشح مجددا‹ للرئاسة لا تساعد الوضع في سوريا

*قتال "حزب الله" في سوريا:هل يملك الحزب توكيلاً مفتوحاً من الطائفة الشيعية؟

*لا فوز لأية قيادة تشارك في تحويل بلادها إلى ساحة حرب/راغدة درغام/الحياة

*حوادث الطريق» بين إسرائيل وإيران/وليد شقير/الحياة

*لا راهبات في حلب/حسام عيتاني/الحياة

*من حقيبة النهار الديبلوماسية - المنتصر والمهزوم في سوريا/عبد الكريم أبو النصر/النهار

*إسرائيل وخطر الجهاديين/رندة حيدر/النهار

*بكركي لن تكرّر لعبة الدخول في الأسماء وما يهمّها منع حصول فراغ في الرئاسة/اميل خوري/النهار

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/رسالة يعقوب الفصل 4/13حتى17/فمن يعرف أن يعمل الخير ولا يعمله يخطئ

ويا أيها الذين يقولون: سنذهب اليوم أو غدا إلى هذه المدينة أو تلك، فنقيم سنة نتاجر ونربح، أنتم لا تعرفون شيئا عن الغد. فما هي حياتكم؟ أنتم بخار يظهر قليلا ثم يختفي. لذلك يجب أن تقولوا: إن شاء الله، نعيش ونعمل هذا أو ذاك! ولكنكم الآن تباهون بتكبركم، ومثل هذه المباهاة شر كلها. فمن يعرف أن يعمل الخير ولا يعمله يخطئ.

 

الزوادة الإيمانية: فمن يعرف أن يعمل الخير ولا يعمله يخطئ
 
بالصوت/قراءة إيمانية للياس بجاني في قول القديس يعقوب: فمن يعرف أن يعمل الخير ولا يعمله يخطئ/19 كانون الأول/13 

 English LCCC News bulletin for December 19/13نشرة الأخبار بالإنكليزية
اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/19كانون الأول/13 
 
زوادة اليوم الإيمانية مدتها 30 دقيقة وهي مستوحاة من رسالة القديس يعقوب الفصل 4/13حتى17/: "ويا أيها الذين يقولون: سنذهب اليوم أو غدا إلى هذه المدينة أو تلك، فنقيم سنة نتاجر ونربح، أنتم لا تعرفون شيئا عن الغد. فما هي حياتكم؟ أنتم بخار يظهر قليلا ثم يختفي. لذلك يجب أن تقولوا: إن شاء الله، نعيش ونعمل هذا أو ذاك! ولكنكم الآن تباهون بتكبركم، ومثل هذه المباهاة شر كلها. فمن يعرف أن يعمل الخير ولا يعمله يخطئ."

 

زياد الرحباني هو زياد الرحباني ولم يتغير

الياس بجاني/20 كانون الأول/13/زياد الرحباني معروف بتوجهاته السياسية والشمولية وبمفاهيمه الغريبة عن ثقافة وتاريخ وهوية لبنان منذ أوائل السبعينات، وهو عبر عنها علانية وبشجاعة ومن خلال فنه دون مواربة وبنجاح كبير. وبالتالي ما قاله ونسبه لأمه السيدة فيروز عن حبها لحسن نصرالله شريك الأسد الكيماوي في قتلنا وقتل الشعب السوري ليس بغريب عن ذاته. فالرجل مؤمن بثقافة إلغاء الآخر وبنكران وجوده وهذه هي عقلية حزب الله وجماعات الأسد والحزب الشيوعي الستاليني والموسوليني والموسيتونكي وكل ربع المجموعات السابحة في أوحال الإستعلاء والإستكبار والشرود والعابدة تراب الأرض والجاحدة بالقيم . من هنا لا شيء جديد فيما قاله هذا الفنان المميز وابن الرحابنة. يبقى أن معظم الفلاسفة والفنانين في كل بلدان العالم وعلى ممر الأزمنة هم غالباً ما تكون تصرفاتهم غريبة ومختلفة وشاذة طبقاً لمعايير أكثرية البشر، وتصرفات زياد وكلامه للميادين يندرجون في هذا السياق ونحن نرى كل ما نقل عنه أو قاله لاحقاً لا تستأهل كل الضجة التي أثيرت ولا الردود التي ملأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من الفيس بوك وغيره. عادة يحق للفنان ما لا يحق لغيره وما نسبه لأمه السيدة فيروز لا يبدل أي شيء في قيمتها الفنية اللبنانية بامتياز. سوف نبقى نحب فن فيروز مهما حصل ومهما نسب لها، أما الإنسانة فيروز فهي حرة بمن تحب أو لا تحب لأن هذه أمور تخصها ولا تخصنا.

 

تكفيريَّتان» لا تبنيان وطناً

شارل جبور/جريدة الجمهورية

لم يسبق أن وصل الخطاب السياسي إلى هذه الحدّة والصراحة في تشخيص الأمور، من توصيف الرئيس فؤاد السنيورة «حزب الله» في سوريا بأنّه قوّة احتلال، إلى دعوة النائب نهاد المشنوق لإخراج الاحتلال الإيراني من لبنان، وصولاً إلى اعتبار الدكتور سمير جعجع «حزب الله» حزباً تكفيريّاً.

إعادة الاعتبار الى القرار 1559

إستعاد الدكتور جعجع مقولة جورج نقاش الشهيرة "سلبيتان لا تصنعان أمّة"، في إشارة إلى معادلة "لا شرق ولا غرب" ليسقطها على الواقع الحالي "تكفيريّتان لا تبنيان وطنا" في إشارة إلى المجموعات التكفيرية السنّية والشيعية التي يحول وجودها دون قيامة لبنان. والجديد في توصيف جعجع ووضعه "حزب الله" في خانة القوى التكفيرية، الأمر الذي يؤشّر إلى الآتي:

أوّلاً، إسقاط كلّ المقولة التي يروّج لها "حزب الله" بأنّه ذهب إلى سوريا لمواجهة التكفيريين بغية حماية لبنان، فيما شكّل قتاله في سوريا دافعاً للتكفيريين لتحويل أنظارهم إلى لبنان وجعله أرضاً خصبة لصراع مذهبيّ أصوليّ.

ثانياً، إسقاط كلّ مقولة إنّ سلاح "حزب الله" يشكّل ضمانة للتصدّي للتكفيريين وحماية اللبنانيين، حيث إنّ وضع الحزب تحت العنوان التكفيري يجعل منه أساس المشكلة، لا الحلّ.

ثالثاً، إسقاط كلّ مقولة إنّ سلاح "حزب الله" يشكّل ضمانة للمسيحيّين، فيما هذا السلاح يؤدّي إلى تعريض المسيحيّين بوضعهم حلفاءَ لحزب تكفيري.

رابعاً، إسقاط كلّ مقولة إنّ المشكلة مع "حزب الله" تقتصر على سلاحه، فيما تكمن في فكره ومشروعه ودوره، الأمر الذي يطرح جدّياً كيفية بناء شراكة وطنية معه.

وعليه، من الواضح أنّ العلاقة مع "حزب الله" وصلت إلى أسوأ مراحلها منذ العام 2005، وحتى إبّان أحداث أيّار 2008 لم يُصَر إلى اتّهام الحزب بأنّه تكفيري وقوّة احتلال وجيش إيران في لبنان، وهذه الاتهامات لم تصدر من قوى هامشية في البلد، إنّما من قوى أساسية مسيحية وإسلامية، الأمر الذي كان يفترض أن يدفعه إلى مراجعة حساباته بدلاً من القفز إلى الأمام، على غرار بيان كتلة "الوفاء للمقاومة" الذي ردّ فيه على اتّهامه بالتكفيري بالقول إنّ "الخطاب الغرائزي يضع قوى 14 آذار في خانة الإرهابيّين والتكفيريّين".

وقد يكون من أبرز مؤشّرات فقدان الثقة تعامل 14 آذار مع "حزب الله" باعتباره قوّة غريبة وغير لبنانية، وذلك عبر تجاوزها الحوار معه إلى مخاطبة طهران بشأن القضية اللبنانية في كتاب-وثيقة تعرض فيه الأسباب الكامنة وراء الأزمة اللبنانية والحلول التي يفترض اعتمادها للخروج من هذه الأزمة، وفي طليعتها تحييد لبنان تنفيذاً للقرار 1701 و"إعلان بعبدا" وجعل القرار الاستراتيجي بيد الدولة اللبنانية وحدها عبر تسليم "حزب الله" لسلاحه وانسحابه الفوري من سوريا...

وعلى رغم أنّ هذه الخطوة هي رمزية أكثر منها عملية، كون "حزب الله" ينفّذ السياسة الإيرانية، ودخوله إلى سوريا جاء بناءً لقرار إيرانيّ، وعلى رغم أنّه يستحيل توقّع تغيير في السياسة الإيرانية حيال لبنان ما لم يرتبط بتغيير شامل يتّصل باتّفاق دولي-إقليمي وإقليمي-إقليمي يعيد تنظيم الدور الإيراني على قاعدة احترام سيادة الدول واستقلالها وأولوياتها، ولكنّ أهمية هذه الخطوة تكمن تحديداً في رمزيتها لجهة أنّ فريقاً أساسياً في لبنان قرّر وقف الحوار مع الوكيل والتوجّه مباشرة إلى الأصيل، في خطوة تحمل في طيّاتها الدلالات الآتية:

1 - إعلان واضح بفشل كلّ المساعي الآيلة إلى إيجاد حلول لبنانية-لبنانية مع "حزب الله"، ما يعني إعادة الاعتبار للقرار 1559 الذي تمّ تعليقه في الشقّ المتعلق بسلاح الحزب.

2 - إعلان واضح بأنّ المشكلة في لبنان مرَدُّها إلى الدور الإيراني، وأنّ بيروت تدفع ثمن السياسة المعتمدة من قِبل طهران، وهذا الإعلان أهمّيته في توقيته، إذ يأتي في لحظة مفاوضات تقودها إيران مع الدول الغربية في ملفّها النووي، وهي في حاجة إلى إظهار حسن النوايا في الأفعال لا الأقوال فقط.

3 - خروج 14 آذار من "زواريب" الأزمة الداخلية إلى فضاء الأزمة الإقليمية في خطوة ترمي إلى وضع الملف اللبناني على طاولة أيّ مفاوضات تتّصل بترتيب شؤون المنطقة، وذلك استباقاً لأيّ محاولة هادفة إلى تغييب لبنان أو استعادة منطق المقايضة الذي سقط مع أحداث 11 أيلول.

يستطيع "حزب الله" أن يبسّط كلّ ما تقدّم، ولكن هناك وقائع لم يعد بالإمكان تجاهلها، تبدأ بخسائره في سوريا ولا تنتهي بالمواجهة الأمنية معه على الأرض اللبنانية، والتي عجز عن وقفها، وما بينهما إعلان الفريق المناهض له سياسيّاً طلاقاً مضمراً معه، الأمر الذي لا يمكن تفسيره إلّا بوصفه علامات لنهاية مرحلة.

 

«هل يفعلها مرّة «دِيَكة المسيحيين»؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

تستفيق الحميَّة في قادة المسيحيين: يريدون رئيساً قوياً ينهي «المسخرة» المستمرة منذ «الطائف». ولكن، بين سلوكهم والوصول إلى رئيسٍ قوي مسافاتٌ يصعب إجتيازها!

البطريرك جمع أقطاب الموارنة، وأعلنوا الإتفاق على قانون للإنتخابات. ولكن، سرعان ما إنكشفت الحقيقة

ليس إستعداد القوى المسيحية لإنتخابات الرئاسة أفضل من إستعدادها للإنتخابات النيابية، قبل أشهر. في ذلك الزمن، جمع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أقطاب الموارنة، وأعلنوا الإتفاق على قانون للإنتخابات. ولكن، سرعان ما إنكشفت الحقيقة. فالتوافق على مشروع واحد، في معزل عما إذا كان مناسباً للمسيحيين ولبنان أم لا، لم يكن سوى عملية "بَلْفٍ" متبادلة.

كلّ طرف أراد إبعاد التهمة عنه بإحباط التوافق الذي يتحمّس له الراعي، ولو كان التوافق مُزوَّراً أو صُوَرياً. وكان كل قطب يدرس الخسائر والأرباح. فالنائب ميشال عون إعتبر نفسه رابحاً في الحالين: إذا إعتُمِد قانون "الأرثوذكسي" فسيحصل على أكثرية نيابية، وإذا لم يُعتمَد فسيصوِّر نفسه المناضل الأول من أجل التمثيل المسيحي، وهذا ما سيحسِّن وضعه الشعبي.

في المقابل، راهن الدكتور سمير جعجع على أنّ هذا القانون لن يمرّ، لأنّ الفئات المذهبية الرافضة له ستُسقِطه. فلماذا إذاً "تسويد الوجه" برفضه، وإفساح المجال لعون لكي يتاجر بذلك مسيحياً؟

اليوم، يحاول البطريرك وقف التدهور الذي يصيب موقع الرئاسة منذ الطائف. فكل العهود الرئاسية إنتهت بإنتكاسة: الرئيس رينيه معوض إغتيل قبل التسلّم. الرئيس إلياس الهراوي مُدِّد له. الرئيس إميل لحود مُدِّد له ووقع الفراغ. والرئيس ميشال سليمان وصَل بعملية قيصرية. وعزيمة البطريرك لإيصال رئيس قوي لا تقلّ عن عزيمته لإقرار قانون إنتخابات يؤمِّن التمثيل المسيحي. وهو إذ يطالب الأقطاب والنواب المسيحيين بأن يتعاهدوا ويتعهَّدوا توفير النصاب لجلسة الإنتخاب، فإنّ حماسة هؤلاء الظاهر لهذا الطلب لا يقلُّ عن حماستهم الظاهرة للإنتخابات النيابية.

ولذلك، وإنطلاقاً من التجارب، تصبح الوعود والتعهدات والتوافقات التي تتمّ بين الأقطاب المسيحيين في بكركي، حول الرئاسة، موضع شكّ، لسببين على الأقل:

- الأول هو أنّ الأقطاب المسيحيين ما إعتادوا ترجيح المصلحة الطائفية على مصالحهم الخاصة.

- الثاني هو أنّ النزاع السنّي - الشيعي يستخدم المسيحيين ومواقعهم حطباً للنار المذهبية. وينقاد المسيحيون المنضوون إلى جانب هذا الطرف المذهبي أو ذاك، لمصلحة الحلفاء السياسيين وليس للمصلحة المسيحية، بل على حسابها، خلافاً لما يفعله قادة السنّة والشيعة والدروز. فهؤلاء يضعون المصلحة المذهبية، ومصلحة المَحاور الإقليمية المذهبية، أولويةً لهم.

بعد ذلك، يصبح عبثياً الكلام على رئيس قوي للجمهورية. فلا الموقع بقي قوياً بعد الطائف، ولا المسيحيون عادوا أقوياء... لا في وحدة صفوفهم، ولا في حضورهم كمكوِّن طائفي.

تاريخياً، لم يكن قادة الطوائف يمسكون مباشرة بالمواقع الثلاثة: رئاسة المجمهورية ورئاستي المجلس والحكومة. وعلى رغم القوة الدستورية والسياسية لموقع الرئاسة، فإنّ رؤساء الجمهورية لم يكونوا زعماء المسيحيين في المطلق. وحتى الرئيس كميل شمعون لم يكن الزعيم المسيحي حصراً خلال ولايته. وكانت ظاهرة الرئيس بشير الجميل ثم الرئيس أمين الجميل أقرب إلى الإستثناء.

أما الشيعة والسنّة، فكان يمثّلهم زعماء البيوتات السياسية في رئاستَي المجلس والحكومة، إذ لم تكن هناك زعامة شيعية عابرة للمناطق قبل بروز الإمام السيد موسى الصدر، ومن ثم حركة "أمل" و"حزب الله". ولم تكن هناك زعامة سنّية قبل الرئيس رفيق الحريري.

أما اليوم، فالنزاع المحوري السنّي - الشيعي جعل موقعَي رئاسة المجلس والحكومة متراسين متقابلين لزعماء الطائفتين. وفي رئاسة المجلس لا مجال للتبديل. وأما في رئاسة الحكومة فالأرجحية لـ"المستقبل" عند أول تسوية. وفي أي حال، الرئيس تمام سلام ليس بعيداً عن "المستقبل". ومن هنا يبدو الرئيس نجيب ميقاتي وكأنه وكيل أو إنتقالي، وفي مرحلة إستثنائية.

وفي المقابل، يتم البحث بين السنّة والشيعة والقوى الإقليمية والدولية عن رئيس توافقي للجمهورية. ففي الموقعين السنّي والشيعي، التوافق ممنوع والتمثيل المذهبي مفروض. وأما في الموقع المسيحي فالتوافق مفروض والتمثيل الطائفي ممنوع إلى حدّ التخوين. وحتى المسيحيون باتوا معتادين على هذه المعادلة، وبات بعضهم مقتنعاً بأنها طبيعية.

من هنا صعوبة إنتظار رئيس قوي، وفقاً لمفهوم بكركي، إلّا إذا خلعت القوى المسيحية عنها أثوابَها القديمة وأقنعتها. عندئذٍ لا يكون الأمر مضموناً، بل يصبح مجرد إحتمال. فهل يفعلها مرّة "ديكة المسيحيين"، أم يتشاركون في تمثيلية جديدة؟

 

14 آذار موحدة في معركة الرئاسة والحكومة فما كواليس تحركها تجاه إيران

خالد موسى

مع إزدياد حدة المخاطر الأمنية على الداخل اللبناني والوضع الإقتصادي والسياسي الهش الذي يمر به لبنان، وفي ظل وجود حكومة تصريف أعمال عاجزة عن تصريف شؤون المواطنين وتسيير البلاد، وبعدما بلغ الجمود في ملف تشكيل الحكومة أعلى مستوياته نتيجة العراقيل التي تضعها قوى "8 آذار" أمام الرئيس المكلف تمام سلام ورئيس الجمهورية ميشال سلمان، ومع الحديث عن الاستحاقا الرئاسي، تنشط قوى "14 آذار" في حركة مكوكية بين كل أقطابها لتوحيد موقفها إتجاه الإستحقاقات المهمة وأبرزها الإنتخابات الرئاسية وعملية تشكيل الحكومة. من أجل ذلك، عقد رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة سلسلة من الإجتماعات أبرزها مع رئيس حزب "الكتائب" الرئيس أمين الجميل ومع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في خطوة لتوحيد موقف هذه القوى مع قرب حصول هذه الإستحقاقات التي تحدد مصير البلد في المستقبل. وتستعد قوى "14 آذار" الى التحرك باتجاه الدول الكبرى ومن بينها إيران من أجل شرح وجهة نظرها حيال الوضع في لبنان وكيفية حله عبر تشكيل حكومة حيادية وانتخاب رئيس جديد للبلاد وفق المواعيد الدستورية المحددة. عضو الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب عمار حوري، وفي حديث خاص لموقع 14 آذار، لفت الى ان "هذا التحرك باتجاه الدول الكبرى ومن بينها إيران ليس بجديد من قبل قوى 14 آذار، فالرئيس السنيورة كان قد أرسل سابقاً برسالة خطية هنأ فيها الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني إثر انتخابه في حزيران الماضي، تضمنت أفكاراً سياسية محددة، وزار السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي السنيورة لشكره على تهنئة روحاني. كما عاد السنيورة فبعث برسالة ثانية الى الرئيس روحاني إثر الاتفاق بين طهران ودول 5+1 في جنيف في تشرين الثاني الماضي، حيث طرح السنيورة مجموعة أفكار حيال هذا الاتفاق وموقف كتلة "المستقبل" النيابية ورؤية السنيورة للعلاقات "الإيرانية – العربية" و"الإيرانية – اللبنانية" وتصوره للوضع الإقليمي وموقع إيران فيه، لا سيما إزاء الأزمة السورية وسلوكها حيالها، وانعكاسات هذه الأزمة على لبنان، لا سيما بعد تورط "حزب الله" فيها".

الهدف من التحرك

ورأى حوري أن "الهدف من التحرك باتجاه هذه الدول هي لطرح وجهة نظر قوى 14 آذار حيال الوضع في لبنان وطرق حله عبر تشكيل حكومة حيادية جديدة تعمل على تسيير شؤون المواطنين وإجراء الإنتخابات الرئاسية وفق موعدها الدستوري، وضرورة انسحاب "حزب الله" من سوريا من أجل تجنيب لبنان المزيد من الخضات الأمنية، وضرورة النأي بالنفس عن الصراعات في الدول المجاورة وإبعاد تأثيراتها عن الداخل اللبناني".

مرشح موحد وحكومة حيادية

وفي شأن الإنتخابات الرئاسية، كشف حوري عن أن "هناك مشاورات تجري بين جميع مكونات 14 آذار من أجل الخروج بمشرح موحد لخوض هذه الإنتخابات المصيرية التي يجب أن تجري في موعدها المقرر تفادياً لوقعها في الفراغ أيضاً والذي يحاول البعض الوصول اليه، لكن قوى 14 آذار ستكون بالمرصاد وستعمل ما بوسعها لإجراء هذه الإنتخابات في موعدها وتأمين العم الكامل لها داخلياً وخارجياً".

وعن تشكيل الحكومة والجمود الحاصل في هذا الملف، لفت حوري الى أن "قوى 14 آذار ما زالت على مواقفها اتجاه تشكيل حكومة حيادية من غير السياسيين قادرة على تسيير شؤون المواطنين وإخراج البلاد من الحال التي وصلت إليه بفضل سياسات حكومة تصريف الأعمال"، معتبراً أن "قوى 14 آذار ما زالت على موقفها الرافض لصيغة الـ9-9-6 السياسية التي تسوق لها قوى 8 آذار، وهي تدعو الى ضرورة الإسراع في حل هذا الملف وتشكيل حكومة جديدة قبل موعد الإنتخابات الرئاسية". موقع 14 آذار

 

تيّار «حزب الله» في «الأنطونية»... «يأكل الأخضر واليابس»

ناتالي اقليموس/جريدة الجمهورية

على رغم انّ مشهد إقامة طلاب «حزب الله» الصلاة في باحة جامعة الآباء الانطونيين لم يتكرر هذه السنة، إلّا انّ «العقدِة ما انحَلِّت» بالنسبة إلى عدد كبير من الطلاب، وعلى حدّ تعبيرهم: «الحزب «أكل الاخضر واليابس»، والدليل دخوله الممنهج إلى الجامعات المسيحية وتغيير هويتها». "ما بعد إنتخابات "اليسوعية"، لن يكون كما قبلها". في هذه الاجواء يستعدّ طلاب الجامعة الأنطونية لخوض انتخابات الهيئة الطلابية غداً.

حركة «أمل»

براحة نفسية وثقة كبيرة يتحدث مسؤول ملفّ الجامعات في حركة "أمل" محمد عيسى عن خَوض طلاب "أمل" الانتخابات بالتحالف مع قوى 8 آذار، مشيراً إلى انّ بعض المقاعد لن تشهد أي معركة، فقد حُسم أمرها بالتزكية.

ويؤّكد في حديث لـ"الجمهورية" أنّ الانطونية ليست اليسوعية: "يتخوّف البعض من تكرار تجربة "اليسوعية"، إلّا اننا لسنا في هذا الوارد، جَوّ الانطونية مختلف كلياً، وما يميّزها وجود التواصل الدائم بين مختلف القوى والاحزاب". ويضيف: "حاولنا تجنيب الجامعة بعض العناء والتعب عبر الإتجاه نحو التزكية، ولم ننجح بذلك"، معتبراً أن أكثر ما ضرّ اليسوعية "تسَلُل التجاذبات السياسية إلى الداخل". أمّا بالنسبة إلى البرنامج الانتخابي الذي على أساسه تخوض 8 آذار الانتخابات، فيقول: "البرنامج عينه الذي نسير وفقه، نظراً إلى انّ العمل السياسي ممنوع، تتركز جهودنا على المنحى الاكاديمي، وخدمة الطلاب، والمشاركة في نشاطات الجامعة، وغيرها من الامور التي بوسعنا تنفيذها".

«حزب الله»

"وجودنا في الأنطونية بنسبة 40 في المئة مبالغ به". بهذه العبارة يحاول مندوب طلاب "حزب الله" محمد خفاجا التخفيف من التشنّج القائم، معتبراً "انّ يوم السبت سيشهد مجرد معركة تفصيلية وليست وجودية. وحتى في حال فوز قوى 8 آذار، فذلك لا يعكس حقيقة قدرات حزب الله". وينتقد في الوقت عينه فصل إدارة "الانطونية" العمل السياسي عن الاكاديمي، قائلاً: "هذه ليست فكرة سليمة لأنّ الجامعة المكان الانسب ليختبر فيها الطالب روح الديموقراطية". ويطمئن خفاجا أنّ تجربة "اليسوعية" لن تنتقل إلى الانطونية قائلاً: "لا ننظر إلى الطرف المقابل على أنه عدو، فهو خصم سياسي وجزء من الوطن، وله رأيه الذي نحترمه. لذا، نتمنى أن ينظر إلينا على اننا جزء من هذا الوطن، ويحترم آراءنا". أمّا عن موقف الحزب من مقاطعة "القوّات اللبنانية" الإنتخابات، فيجيب: "هذه خطوة مُسبقة للتستّر على الخسارة، ونتيجة عدم تقَبّل اللعبة الديموقراطية. فعندما يجد انّ اللعبة الديموقراطية تخدمه وتربحه، يخوضها، أما إذا تبيّن له العكس فإنه يبدأ بالتشويش عليها".

التيّار الوطني الحر

بدوره، ينتقد مسؤول الجامعات في قضاء بعبدا يورغو أبي خليل مقاطعة "القوّات اللبنانية" الانتخابات، معتبراً "في رفض القوّات لقانون الانتخابات "حجّة"، ليس إلّا". ويوضح: "سبق أن انتقدنا قانون One man one vote وطالبنا بالنسبية، وقد تفاجأنا بمقاطعة القوّات بعد إطلاقهم حملة التصويت قبل أيام، على ما يبدو توَهّموا من الخسارة كما جرى في الأعوام المنصرمة، فعادوا الى المقاطعة". ويوضح أبي خليل في حديث لـ"الجمهورية": "صحيح انّ الجامعة لا تعترف بوجود أيّ حزب، والانتخابات عمل طلّابي بحت، ولكن في الحقيقة تجري الانتخابات تحت غطاء سياسي من قبل الطرفين". ورداً على استفادة التيّار من حجم تواجد "حزب الله" لتحقيق فوزه، إكتفى بالقول: "لو انّ الحقيقة كذلك لكان حزب القوات أعلن مقاطعته منذ مطلع العام الجامعي، المؤسف انّ البعض يترشّح تحت غطاء الحياد، لكنه باطنياً يؤيّد "القوات" وقوى 14 آذار".

«القوّات اللبنانية»

"ليس لنا مرشحون، لا فوق الطاولة ولا تحتها". بنبرة حاسمة يؤكد رئيس دائرة الجامعات الفرنكوفونية في مصلحة "القوات اللبنانية" رالف عقل مقاطعتهم للإنتخابات وعدم وجود أيّ مرشحين باسم الحزب.

ويوضح في حديث لـ"الجمهورية": "كنّا نرغب في خوض المعركة لنظهِر للرأي العام ما نمثّله ضمن الجامعة، إلّا اننا وصلنا إلى نقطة تصادم مع الادارة، خصوصاً مع فصلها العمل السياسي وإصرارها على طرد مَن يتعاطى الشأن السياسي". ويتابع مستغرباً: "كيف يمكن تحديد الانتخابات على مقربة من عيد الميلاد، علماً انّ معظم الطلاب المسيحيين يحتفلون بهذه المناسبة في ضِيَعهم، وسيعجزون عن المشاركة. فهل المقصود القضاء على الماكينة الانتخابية المسيحيّة؟". وعن أسباب المقاطعة، يقول عقل: "في وقت تتجه الادارة نحو التزكية عبر مختلف أساليب تعاطيها مع الانتخابات، إن من ناحية التوقيت أو مضمون بياناتها، وفي وقت يمضي "حزب الله" في أساليبه الاستفزازية، قررنا مقاطعة الانتخابات للسنة الرابعة على التوالي". وأكثر ما يزيد الطين بلّة، على حد تعبير عقل، عدم إيفاء الجامعة بوعدها، فيقول: "كنّا على أساس أنّ قانون الانتخابات One Man One Vote سيشهد بعض التعديلات على نحو يمثّل الطلاب بصورة أصدق وفي الوقت عينه لا يسمح للحزب بالهيمنة، وفجأة توقّف البحث فيه". ويتابع متأسفاً: "على ما يبدو باتَ في الانطونية مجموعة أكاديمية درجة أولى، وأخرى درجة ثانية".

«الكتائب»

من جهتها دعت مصلحة الطلاب في الكتائب اللبنانية إلى تنفيذ تحرّك يوم السبت أمام الجامعة، عند الساعة الثانية عشرة ظهراً، نتيجة "الإجراءت التي اتخذتها إدارة الجامعة بحقّ العمل السياسي والإنتخابات الطالبية، وعدم قدرتها على ضبط تصرفات طلاب "حزب الله" الذي استغلّ قدرته المالية وسلطته السياسية ليؤمن غطاءً لطلّابه". وقالت في بيانها: "لم يبق للإدارة إلّا خيار "النأي بالنفس" عمّا يحصل، وتغذية الطائفية في نفوس طلّابها، وتخريج دفعات من الشباب غير الواعي سياسياً، ودفن الديموقراطية وعدم العمل على إنعاش التنافس الحر المَبنيّ على برامج إنتخابية واضحة".

إدارة «الانطونية»

وكانت إدارة الجامعة الانطونية قد أعلنت، في بيان، أنّ "الانتخابات الطالبية شأن جامعيّ داخليّ بَحت، لا علاقة للمكوّنات السياسية أو الحزبية به، وبسَير العملية الانتخابية".

 

تجدُّد الإتصالات لتأليف حكومة وبري يعتبر 9+9+6 المخرج الوحيد

جريدة الجمهورية

فيما السباق على أشدّه بين التصعيد العسكري في سوريا والحلّ السياسي، وعشيّة اللقاء الروسي ـ الأميركي ـ الأممي تحضيراً لمؤتمر «جنيف - 2» والذي يشارك لبنان فيه ممثّلاً بمدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السفير شربل وهبة، برز موقف روسي عبّر عنه نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف يؤكّد فيه أنّ على الرئيس السوري بشّار الأسد «أن يمتنع عن الحديث عن إمكان الترشّح لفترة رئاسية جديدة، لأنّ ذلك يمكن أن يزيد التوتّرات قبل المؤتمر»، معتبراً أنّ التصريحات عن هذا الأمر «تؤجّج التوتّر، ولا تساهِم بتاتاً في تهدئة الوضع». لكنّ السفارة الروسية في دمشق سارعت إلى نَفي هذا الموقف، مؤكّدةً في بيان «أنّ موقف روسيا من مسألة حلّ الأزمة السورية لم يطرأ عليه أيّ تغيير، حيث تبقى موسكو على اقتناع راسخ بأنّ كلّ المواضيع المتعلقة بمستقبل سوريا، بما في ذلك مَن يجب أن يترأسها، يجب أن يعالجها السوريون أنفسهم». فيما شدّد نائب وزير الخارجيّة السوري فيصل المقداد أنّ «أحداً لا يمكنه أن يمنع الأسد من الترشّح لولاية رئاسيّة جديدة بعد انتهاء ولايته الحاليّة في العام 2014».

قادة الأجهزة الأمنية عقدوا اجتماعهم الدوري في مكتب بصبوص

واعتبر البيت الأبيض، أمس، أنّ "الشعب السوري قال كلمته برفض أيّ دور للرئيس بشّار الأسد في مستقبل سوريا". وشدّد على أنّ "الشعب السوري هو من يُحدِّد المسؤولين الذين سيُفاوضهم"، مُعتبراً أنّ "الأسد يتحمَّل قدراً كبيراً من المسؤوليّة عن دمار سوريا".

على خطّ آخر، أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما سيستخدم حَقّ النقض (الفيتو) إذا صوَّت الكونغرس على عقوبات جديدة ضدّ إيران.

عودة إلى التأليف

على مسافة أيام من دخول البلاد في عطلة عيد الميلاد المجيد، قابلَ الجمود السياسي والشلل الحكومي والتشريعي، استنفار أمنيّ غير مسبوق بعد ارتفاع منسوب المخاوف من عمليات إرهابية يُعدّ لها، فتلاحقت الإجتماعات الأمنية في موازاة تسارُع وتيرة الاتصالات السياسية، فيما نفّذ الجيش عملية أمنية في شرق صيدا أوقفَ خلالها أشخاصاً مشتبَه بتورّطهم في الاعتداءات التي تعرّض لها في المنطقة الأحد الماضي.

في الموازاة، علمت "الجمهورية" أنّ الساعات الأخيرة شهدت تجديداً لمحاولات التأليف، وسَرت إشاعات كثيرة بلغت أصداؤها المراجع الديبلوماسية في بيروت، ولكن سرعان ما تبدّدت مساء أمس، حين اتصلت هذه المراجع بالرئيس المكلف تمّام سلام وبأوساط قصر بعبدا.

فتبيّن لها أنّ هناك فعلاً محاولات للتأليف، لكنّها لا تزال تصطدم بالشروط المختلفة، خصوصاً أنّ خلافاً جوهرياً يدور حول نقطتين: مدى انعكاس تأليف حكومة "أمر واقع" على الوضع الأمني، وتوقيت تأليف الحكومة: أيكون قبل عيد رأس السنة الجديدة أو بعده؟.

وفي هذا السياق عُلم أنّ اجتماعات ولقاءات مباشرة عُقدت في الساعات الأخيرة بعيداً عن الأضواء بين الرئيس المكلّف وأطراف رئيسية في 8 أو 14 آذار.

وأكّدت مصادر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لـ"الجمهورية" أنّه لن يتّخذ أيّ خطوة يمكن أن تؤثّر في الإستقرار وفي العلاقات الميثاقية بين مكوّنات البلاد، خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة، إن كان على الصعيد الداخلي أو الإقليمي والدولي. وأنّه حريص في هذه المرحلة على تأكيد حيادية الرئاسة، والتزامها مصلحة لبنان العليا.

وكانت معلومات ذكرت أنّ سليمان بدأ قبل أيّام مروحة اتصالات تحضيراً لتأليف حكومة بعد الأعياد، وأبلغَ الى المعنيين أنّه لا يستطيع التأخّر أكثر في التأليف، وأنّه سيتحرّك بعد عطلة رأس السنة. كذلك أبلغهم أنّه في حال أحضرَ الرئيس المكلف تشكيلة وزارية، فإنّه سيسير بها.

لكنّ سليمان تبلّغ في المقابل من فريق 8 آذار إصراره على صيغة 9+ 9+ 6، ورفضه القاطع أيّ حكومة "أمر واقع". كذلك تبلّغ من فريق 14 آذار رفضه هذه الصيغة وإصراره على حكومة حيادية.

وأكّدت مصادر مواكبة للاتصالات أنّ هناك بحثاً جدّياً في تأليف الحكومة، ودعَت الى ترقّب حركة النائب وليد جنبلاط التي يبدو أنّها ستنشط في المرحلة المقبلة.

المخرج الوحيد

وإلى ذلك، قال رئيس مجلس النواب نبيه برّي أمام زوّاره أمس "إنّ تشكيلة 9+9+6 هي المخرج الوحيد لتأليف الحكومة، وما زال هناك وقت لتأليفها، لكن كلّما تأخّرت ولادة الحكومة ضاق عامل الوقت، وأصبح التأليف أصعب. ولذلك فإنّ الإسراع في التأليف هو الأفضل للجميع". لكنّ برّي ابدى اعتقاده بأنّ رئيس الجمهورية سينهي عهده بتأليف حكومة. وكرّر القول إنّه لم يسمع منه أو من غيره أيّ كلام عن أنّه يريد تمديد ولايته.

وكرّر برّي إبداء مخاوفه إزاء الوضع الامني "بعدما اصبح لبنان ساحة جهاد" للجماعات المتشددة، معتبراً "أنّ الاعتداءات التي تعرّض لها الجيش خطيرة وباتت تلزم الجميع بالالتفاف حوله. وإذ لفته البعض الى رصاص الابتهاج الذي أطلِق في طرابلس أمس الاوّل على أثر إطلالة أمير "جبهة النصرة" ابو محمد الجولاني التلفزيونية، قال برّي: "إنّ هذه مسألة خطيرة، تدلّ على الجوّ المشحون وتؤكّد ما قلته من أنّ لبنان تحوّل "ساحة جهاد" لدى المتطرّفين والمتشدّدين".

«حزب الله»

وعشية كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصر الله، أعلن الحزب أنّه استشعر مبكراً خطر الإرهاب، وأكّد أنّه لولا تحرّكه "لكانت موجات السيارات المفخّخة والإنتحاريّين أكبر بكثير ممّا هي عليه اليوم"، واتّهم فريق 14 آذار بـ"احتضان الإرهابيّين الذين يهدّدون كلّ لبنان على نحو مريب". ورأى أنّه "بات على الجميع واجب المشاركة في التزام وتنفيذ خطة مواجهة وطنية شاملة تحمي البلاد وأهلها من بغي الإرهاب التكفيري، فضلاً عن الإرهاب الاسرائيلي". وجدّدت كتلة "الوفاء للمقاومة" دعوتها رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف إلى تأليف حكومة إنقاذ البلاد وفق صيغة 9+9+6 "التي تمثّل بالتأكيد المخرج الوحيد الآمن لحفظ استقرار البلاد وتدارك أيّ فراغ في سدّة الرئاسة".

مكاري

وفي المواقف، اعتبر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري "أنّ الوضع الأمني في لبنان يبقى مستقرّاً على رغم حصول بعض التفجيرات التي لا تطمئن، لكنّ الرهان يبقى على القوى الأمنية الشرعية لضبط الأمن ومنع انزلاق الوضع نحو الأخطر". وكشف لـ"الجمهورية" أنّه"سيتوجّه الى الرياض بعد غد الأحد للقاء الرئيس سعد الحريري، بعدما تعذّر عليه ان يزوره في باريس، لمناقشة الملفّات السياسية والإستحقاقات في لبنان".

ودعا مكاري الى "تأليف الحكومة سريعاً لأنّها عامل مساعد على إجراء الإنتخابات الرئاسية"، لافتاً الى وجود صعوبات تؤخّر ولادتها، لكنّ التوقيت والقرار هما بيد الرئيس المكلّف ورئيس الجمهورية". وشدّد على أنّ "عدم تأليف الحكومة سيجعل انتخاب الرئيس في موعده أصعب، على رغم أنّ الأجواء المحيطة بهذا الاستحقاق ليست سلبية".

أبي نصر

من جهته، رأى عضو تكتّل "الإصلاح والتغيير" النائب نعمة الله أبي نصر أنّنا في زمن الفراغ وانحلال الدولة بكلّ مؤسّساتها، ونأمل في أن لا نصل إلى هذا الفراغ على مستوى انتخابات الرئاسة، بل ان ننتخب رئيساً جديدا".

وقال لـ"الجمهورية": "علينا العمل لانتخاب رئيس جديد، والمسؤولية الكبرى التي على عاتق المسيحيّين هي التوجّه الى المجلس النيابي يوم الاستحقاق لانتخاب رئيس جمهورية، والانتخاب واجب وطنيّ يسري كذلك على جميع النوّاب. وطالب أبي نصر"برئيس جديد مدعوم من جميع اللبنانيين وخصوصاً من المسيحيين، فالمركز الرئاسي محسوب عليهم، لكن ما يحصل، للأسف، هو أنّ الفريق الآخر يحدّد لهم مواصفات الرئيس مثلما حدّد مواصفات النواب المسيحيّين في طرابلس والبقاع وسائر المناطق، ولذلك على المسيحيين توحيد كلمتهم وموقفهم". واعتبر ما يحصل "معيباً في حق اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً، فرسالتهم تنطلق دائماً من توحيد كلمتهم ورأب الصدع بين السنّة والشيعة، لكنّهم لم يحسنوا لعب هذا الدور بفعل أحقادهم وضغائنهم على بعضهم البعض، فتحوّل النائب وليد جنبلاط الى بيضة القبّان يشكّل الأكثرية أينما ذهب". وجدّد ابي نصر مناشدته الرئيس المكلّف تمام سلام "انطلاقاً من مناقبيته، بتقييد نفسه بمهلة معيّنة، ايام محدودة، كي يستقيل ويتمّ تكليف غيره بمهمة تأليف الحكومة".

الوضع الأمني

وفي سياق متابعة الوضع الأمني في البلاد، ترأّس وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل اجتماعاً أمنياً لمواكبة عيدَي الميلاد ورأس السنة، وأعلن انّ "الوزارة ستتّخذ الاحتياطات الامنية اللازمة لمواكبة أيّ حدث خلال الأعياد، ابتداءً من حادث سير عادي وصولاً الى عمل أمنيّ كبير". وبدورهم، قادة الأجهزة الأمنية عقدوا اجتماعهم الدوري في مكتب المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالإنابة العميد إبراهيم بصبوص وعرضوا للوضع الأمني وعمل الأجهزة الأمنية بغية تنسيق الجهود وتبادل المعلومات للمحافظة على إستقرار البلاد ومواكبة التطوّرات الراهنة، مؤكّدين ضرورة التشدّد في الإجراءات لضمان الأمن في الداخل وعلى الحدود.

وكشفت مراجع مختصة لـ"الجمهورية" أنّ الآلية الجديدة للحفاظ على أمن الأعياد ستعتمد التنسيق والتعاون بين القوى الأمنية والعسكرية والجمعيات الأهلية، ومنها جمعيات "كن هادي" و"الصليب الأحمر" و"اليازا". وقالت إنّه، الى جانب الإنتشار العسكري وإعلان نسبة عالية من الإستنفار الأمني، ستنتشر آليات الصليب الأحمر والدفاع المدني عند التقاطعات للتحرّك والتدخّل سريعاً في حال حصول أيّ حادث. وعُلم أنّ جمعية "كن هادي" ستضع بتصرّف الشابات والشبّان سيارات "تاكسي" ليلة رأس السنة على حسابها الخاص. وتقرّر ايضاً تسيير الجيش دورياتٍ أمنية بسرعة 30 أو 40 كلم في الساعة لمنع السيارات من السرعة الزائدة.

إلى صيدا

وانتقلت وجهة الرصد في الساعات الماضية الى مدينة صيدا ومحيطها، بعد الإعتداءات الإرهابية على الجيش الذي نفّذ في إطار إجراءات وقائية عملية تفتيش واسعة في البساتين والأودية والأحراج شرق المدينة بحثاً عن مسلّحين أو مخابئ أسلحة أو مطلوبين. وأعلنت قيادة الجيش انّ العملية أسفرت عن توقيف خمسة أشخاص مشتبه بهم، وسُلّموا إلى المراجع المختصة. واستخدم الجيش في هذه العملية طائرات للإستشكاف والرصد للمرّة الأولى. وقال شهود عيان لـ "الجمهورية" إنّ هذه الطائرات انطلقت من مدارج صغيرة في منطقة الرميلة على ساحل إقليم الخروب. وقالت مصادر لـ"الجمهورية" إنّ العملية بنيت على معلومات تفيد عن إحتمال فرار قادة مجموعات مسلّحة من مخيّم عين الحلوة أو توفير ملاذ آمن لآخرين خرجوا من المخيّم ويريدون العودة اليه. وذكرت انّ الموقوفين الخمسة يخضعون للتحقيق.

ضبط الحدود

وفي إطار الخطة المعزّزة لضبط الحدود اللبنانية ـ السورية واصلت وحدات الجيش البحث والرصد ونصب المكامن قرب المعابر غير الشرعية، وقد أسفرت هذه الاجراءات أمس عن توقيف سبعة مسلحين سوريين في جرود عرسال، وأفادت مديرية التوجيه في قيادة الجيش أنّ هؤلاء كانوا على درّاجات نارية وأوقِفوا في الخامسة والنصف مساء أمس على حاجز الجيش في وادي حميد في جرود عرسال لدى محاولتهم الدخول إلى الاراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية، وكانوا يحملون قنبلتين يدويتين وجهاز رؤية ليليّ، وتمّ تسليمهم مع المضبوطات الى المراجع المختصة.

صواريخ

في غضون ذلك سقطت تسعة صواريخ أمس مصدرها سوريا في المنطقة المُمتدّة بين جرد القاع ورأس بعلبك، من دون أن تؤدّي إلى إصابات، حسب ما أعلن مصدر أمني لـ"وكالة الصحافة الفرنسيّة".

وقنابل وليلاً اهتزّ أمن طرابلس إثر تردّد أصداء عشرة انفجارات رافقها إطلاق رصاص، وتبيّن لاحقاً أنّ مجهولين ألقوا عشرة قنابل في مجرى نهر أبوعلي. وتحرّكت على الأثر وحدات الجيش لضبط الوضع الأمني

تخفيض سلبي

من جهة ثانية خفضت وكالة "فيتش" للتصنيفات الائتمانية تصنيفها لديون لبنان السيادية الطويلة الأجل بالعملة الاجنبية من مستقرّ إلى سلبي، مشيرة إلى تزايد المخاطر السياسية وتدهور العوامل المؤثّرة على الدين العام وتوقّعات ضعيفة للنمو الاقتصادي. وقالت "فيتش" إنّ التصنيف الائتماني للبنان جرى تثبيته عند B وهو مستوى منخفض خمس درجات عن الدرجة الاستثمارية. وأضافت: "إنّ تورّط حزب الله وجماعات سنّية في النزاع السوري زاد التوتّرات الطائفية محلّيا". ويُذكر أنّ تصنيف لبنان لدى وكالة "ستاندرد أند بوزر" هو B- (ناقص) مع نظرة مستقبلية سلبية وهو منخفض درجة عن تصنيف "فيتش". لكنّ تصنيف لبنان لدى وكالة "موديز" مرتفع درجة واحدة عن فيتش عند B1 مع نظرة مستقبلية سلبية.

 

بالصور- حسين إدريس وجهاد حمّود طفلان من حزب الله قُتلا في سوريا

يواصل موقع  ”كلنا شركاء” السوري المعارض في عرض صور لمقاتلين يقول أنهم من حزب الله وقد قتلوا في المعارك الدّائرة في سوريا. فقد نشر الموقع صور لعدد من المقاتلين  قال أنهم من المنتمين إلى “حزب الله” من بينها صورتان لطفلين في الخامسة عشرة قام الحزب بإرسالهما للقتال في سوريا فقُتلا هناك، وهما الطفلان: حسين إدريس (15 عاما)، وجهاد حمود (15 عاما)!! وقد تحدّى الموقع “حزب الله” : أن يقول بأن هذين الطفلين  لم يكونا مقاتلين في صفوفه وأنهما لم يُقتلا في سوريا

 

سليمان وسلام يشكلان حكومة قريباً بالاتفاق مع بري وجنبلاط

فتفت لـ "السياسة" :سنتحرك باتجاه إيران لأن قرار "حزب الله" بيدها وليس بيده

بيروت - "السياسة": كشفت معلومات خاصة لـ"السياسة" عن أن الرئيس اللبناني ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام, يعملان لإنجاز صيغة حكومية مطلع السنة الجديدة, وذلك بالاتفاق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط, تقوم على تشكيل حكومة على قاعدة "9-9-6" تتمثل فيها سائر القوى السياسية, من فريقي "8 و14 آذار" بوزراء من غير النواب ومن غير الأسماء المتداولة, وعلى الأرجح من شخصيات مقربة من فريق "8 آذار" وشخصيات مقربة أيضاً من "14 آذار", يكون قاسمها المشترك الابتعاد عن الأسماء النافرة باعتماد أسماء مشهود لها بالكفاءة والنزاهة. وفي هذا الإطار يكثف سليمان اتصالاته بالقوى السياسية وبالأخص فريق "حزب الله" ومن يمثله, متجاوزاً حملات الافتراء التي تعرض لها مباشرة من الحزب أو من مقربين منه والدائرين في فلكه. وعلى هذا الأساس, سيلتقي في الأيام القليلة المقبلة, رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد للتباحث معه في تجديد أطر التعاون في المستقبل, إن لجهة تشكيل الحكومة على هذه القاعدة, أو لجهة إبلاغ النائب رعد رفض الرئيس سليمان فكرة تمديد ولايته جملةً وتفصيلاً وتصميمه على مغادرة قصر بعبدا, حالما تنتهي ولايته في 25 مايو المقبل.

وفي هذا السياق, علمت "السياسة", أن "حزب الله" الذي لا يعارض صيغة "9-9-6" (أي 9 وزراء لكل من "8 و14 آذار" وستة للوسطيين) من حيث المبدأ, يشدد على معرفة الأسماء التي ستمثل فريقه في الحكومة, وهذا المطلب مازال قيد التداول بعيداً من الأضواء ويشارك فيه بصورة خاصة رئيس المجلس نبيه بري, بعدما تكفل بإقناع "حزب الله" السير في هذه الخطوة, لإخراج البلد من المأزق الذي يتخبط به.

أما في المقلب الآخر, مازال فريق "14 آذار" يرفض مشاركة "حزب الله" في حكومة جديدة ما لم يعلن انسحابه من القتال في سورية, إلا أن اللقاء الأخير بين بري ورئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة لم يحسم هذا الأمر, لأن الثاني أبلغ الأول أنه سيبحث في الاقتراح الحكومي مع حلفائه في قيادات "14 آذار" بعد إطلاع الرئيس سعد الحريري عليه.

في سياق متصل, تستعد قوى "14 آذار" لإطلاق تحرك خارجي, في موازاة الجهود التي تبذلها داخلياً, من أجل شرح موقفها من التطورات الداخلية والإقليمية, في ضوء النتائج التي تمخضت عن الاتفاق النووي الإيراني - الدولي.  وعلمت "السياسة" أن قوى "14 آذار" بصدد تشكل وفود لزيارة عواصم القرار لإطلاعها على نظرتها لمسار التطورات في المنطقة والبحث في ما يمكن أن يقوم به المجتمع الدولي من جهود لمساعدة لبنان على الخروج من أزمته, وإعادة الاعتبار لدور المؤسسات.  وشدد عضو كتلة "المستقبل" أحمد فتفت, عبر "السياسة", على أن من واجب قوى "14 آذار" أن تواصل تحركها السياسي لما فيه مصلحة لبنان, و"في هذه المرحلة نرى أن إيران تحاول العودة إلى المجتمع الدولي وهناك أمور يلتزم بها لبنان باعتبارها قرارات دولية قبل القرار 1701 والمحكمة حتى "إعلان بعبدا" الذي أصبحت له قيمة دولية, بعد تبنيه من قبل مجلس الأمن ببيان رئاسي, ولذلك فإننا نعمل من أجل مصلحة لبنان في إطار التزامات المجتمع الدولي التي ينبغي على إيران احترامها". واعتبر أن "قرار "حزب الله" ليس بيده, لأنه أصبح قوة منفذة وليست مقررة, ومن هنا فإننا لن نتوانى عن القيام بكل ما يلزم من أجل مصلحة لبنان وشعبه مهما كانت النتائج". ورداً على ما يُشاع عن إمكانية تشكيل حكومة على أساس "9-9-6", أكد فتفت أن قوى "14 آذار" ما زالت على موقفها الرافض لهذه الصيغة, وقال: "موقفنا واضح من هذه الناحية وما زلنا مصرين على صيغة الحكومة الحيادية للخروج من المأزق", مؤكداً أن قوى "14 آذار" المصرة على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها, سيكون لها مرشح واحد قبيل موعد الاستحقاق الرئاسي.

وفي شأنٍ متصل, دعا سليمان, خلال استقباله المجلس الجديد لنقابة المحامين, القضاء إلى "عدم الرضوخ للضغوط", لافتاً إلى أن "هناك محاسبة تحصل وجهداً يبذل في القضاء ستظهر نتائجه قريباً", وشدد على "وجوب قيام حكومة جديدة وإجراء الاستحقاق الدستوري في موعده".

 

الوفاء للمقاومة: السيارات المفخخة واستهداف الجيش تطور خطير يستند الى احتضان مريب من 14آذار للارهابيين

وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك، بعد ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد وحضور الاعضاء. توجهت الكتلة بمناسبة ميلاد السيد المسيح واطلالة العام الميلادي الجديد، الى "المسيحيين خصوصا والى المسلمين أيضا بأحر التهاني والتبريكات راجية من الله عز وجل أن يلهم المؤمنين والناس جميعا، سبل التلاقي على الخير والمحبة والاحترام لقيم الحق والعدل وصون الحقوق ونبذ الانانيات والأحقاد والفتن، وتسوية النزاعات على قاعدة رفع الظلم والطغيان وحفظ الأمن والاستقرار". وناقشت "تداعيات الهجمة الارهابية المستمرة على اللبنانيين من خلال تكرار الاعتداءات الانتحارية وجرائم التفجير للسيارات المفخخة التي تنفذها مجموعات تكفيرية عابثة، وما يصاحبها من خطاب سياسي تبريري لفريق الرابع عشر من آذار". وتطرقت إلى "تعمد فرقاء 14 آذار اتهام الجمهورية الاسلامية الايرانية زورا وبهتانا بالتدخل في شؤون لبنان الداخلية، فأكدت أن هذا الأسلوب الخبيث والماكر لن ينفع هؤلاء في محاولاتهم التغطية على تدخل أسيادهم الاقليميين والدوليين في الأزمة اللبنانية وعلى تولي هؤلاء الأسياد اصدار الأوامر والتعليمات لتعطيل تشكيل الحكومة ورفض الحوار والتمسك بنهج الاقصاء والتحريض ضد المقاومة والتورط أخيرا في دعم الارهابيين التكفيريين واعتداءاتهم الانتحارية على السفارة الايرانية وغيرها، كل ذلك بات يعرفه اللبنانيون ويتداولون تفاصيله ومجرياته الحقيقية الكاملة".

بيان

وبعد أن ناقشت الكتلة البنود الواردة في جدول الأعمال اصدرت بيانا اعتبرت فيه "ان استهداف الجيش اللبناني باعتداءين انتحاريين عند حاجزي الأولي ومجدليون ومواصلة ارسال السيارات المفخخة الى المناطق اللبنانية الآمنة هو تطور ارهابي خطير يستند تنفيذه الى احتضان مريب يوفره فريق 14 آذار للارهابيين التكفيريين الذين يشكلون تهديدا جديا لجميع اللبنانيين بمكوناتهم كافة، فضلا عن تهديد الأمن الوطني والسلم الأهلي والعيش الواحد. إن التوظيف السياسي الرخيص الذي يعتمده فريق 14 آذار للعدوان الارهابي على لبنان، تارة عبر ابتداع تبريرات واهية واسباب تخفيفية، وتارة اخرى عبر توفير البيئة الحاضنة للمنفذين وتسعير الخطاب الغرائزي والتحريضي يضع هذا الفريق في خانة الشركاء للارهابيين ويسقط زيف شعاراتهم التي تدعي العبور الى الدولة، خصوصا أن الاعتداءات أخذت تطاول الجيش اللبناني المؤسسة الضامنة لبقاء الدولة وللسلم الأهلي في البلاد".

اضاف البيان: "إن مواقف الشجب والادانة الخجولة، وبيانات الحرص الشكلي على المؤسسة العسكرية لا تبرىء ذمة أصحابها لا على المستوى الوطني ولا على المستوى الأخلاقي وبات على الجميع واجب المشاركة في التزام وتنفيذ خطة مواجهة وطنية شاملة تحمي البلاد وأهلها من بغي الارهاب التكفيري فضلا عن الارهاب الاسرائيلي".

ورأت الكتلة ان "حزب الله، الذي تصدى للارهاب التكفيري دفاعا عن المواطنين اللبنانيين على جانب الحدود اللبنانية مع سوريا، قد استشعر مبكرا خطر هذا الإرهاب على لبنان وتركيبته والتنوع فيه، ولو لم يفعل ذلك لكانت موجات السيارات المفخخة والعمليات الانتحارية أكثر بكثير مما هي عليه اليوم مستهدفة المناطق والطوائف اللبنانية كافة. ان الذين يصرون على اعتبار هذا التصدي سببا للهجمات الانتحارية المعدودة التي نفذها التكفيريون حتى الآن، انما يخدعون اللبنانيين ويضللونهم ويعملون على توظيف تلك الهجمات لتصفية حساب سياسي لهم مع حزب الله على حساب لبنان وأهله وأمنه. وهؤلاء هم أنفسهم من كانوا يدعون سابقا أن عمل المقاومة هو السبب للاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، إلى ان تأكد للجميع بعد انتصار المقاومة وانجاز التحرير، أن المقاومة لم تكن ابدا سببا للاعتداءات الاسرائيلية، بل كانت الخيار الأمثل لدحر الصهاينة المحتلين".

ودعت "فريق 14 آذار الذي يجهد نفسه من أجل تغيير موازين القوى في لبنان للاتعاظ من التجارب الخائبة في الرهان على المجموعات التكفيرية في سوريا وغيرها وهو رهان ادى الى تدمير سوريا وتعقيد سبل الحل السياسي الضروري فيها". كما دعتهم "لمراجعة الحسابات وتغليب اولوية التوافق الوطني على المكابرة والمجازفات الخطيرة والخاطئة". وجددت الكتلة دعوتها ل"فخامة رئيس الجمهورية ولدولة الرئيس المكلف، إلى تأليف "حكومة إنقاذ البلاد" وفق معادلة ال 9 -9 - 6 التي تشكل الحد الأدنى للتمثيل العادل والمنصف لمكونات الشعب اللبناني وقواه السياسية. والتي تمثل بالتأكيد المخرج الوحيد الآمن، لحفظ استقرار البلاد وتدارك أي فراغ في سدة الرئاسة".

 

الرئاسة الأولى.. بين التمديد والفراغ

ربى كبّارة/المستقبل

لا يفصل لبنان عن دخول المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد سوى نحو ثلاثة اشهر، فيما يبدو موقع الرئاسة الاولى أمام خيار من اثنين لا ثالث لهما: الفراغ أو التمديد، في ظلّ تجذر الخلاف الداخلي على وقع توازنات جديدة في المنطقة، والذي لم تتضح معالمه، ولم يظهر منه سوى رأس جبل الجليد المتمثل بالاتفاق الأولي بين إيران والغرب على حلّ ملفها النووي والتوافق الأميركي - الروسي الذي حمل نظام بشار الأسد على التخلّص من سلاحه الكيماوي. لا تبدو حلول أخرى في الأفق خصوصاً أن الاستحقاق الرئاسي يتزامن مرحليًّا مع جملة استحقاقات خارجية منها انتهاء ولاية الرئيس السوري بشار الأسد وإمكان ترشحه لولاية جديدة، وانتقال الاتفاق الإيراني الغربي، من اتفاق أولي الى اتفاق كامل ونهائي، وسط مخاطر العرقلة بين متشددين ومعتدلين لدى الطرفين رغم أن ولاية الفقيه قادرة على الضبط بين المعتدلين والمتشددين وصولاً إلى اتضاح مآل الموقف الخليجي من التوازنات الجديدة.

وتتجسّد التوازنات الإقليمية الغامضة في حالة جمود رغم مخاطر الانتظار في ظل مرحلة ضبابية. فكيف التوافق على مرشح رئاسي بعد الفشل في التوصل إلى قانون انتخابات مما استدعى التمديد للمجلس النيابي الذي يفشل شهراً تلو آخر في عقد جلسة عامة، إلى تعطيل تشكيل حكومة جديدة رغم مرور فترة قياسية تخطت الثمانية أشهر على تكليف الرئيس تمام سلام؟

واضحة هي جهود "حزب الله" لتحقيق الفراغ. فتصعيد انتقاداته مؤخراً لمواقف الرئيس ميشال سليمان تعني عملياً رفض التمديد، وتشدده في رفض حكومة من غير الحزبيين يعني رغبة أكيدة في نقل الصلاحيات الرئاسية الى حكومة تصريف الأعمال التي كان وراء قيامها قبل أكثر من عامين بذريعة أن مرسوم قبول استقالتها لم يصدر بعد. في المقابل تريد "قوى 14 آذار" إغلاق دائرة الفراغ المؤسساتي وأن يجرى الاستحقاق الرئاسي في موعده وفق مفهومها للديموقراطية بمعنى تداول السلطة، لكن العجز عن تأمين انتخابات رئاسية، طالما أن مفتاح البرلمان بيد الرئيس نبيه بري، يجعل التمديد أهون الشرّين. لذا هي تكثف مطالبتها للرئيس سليمان بالتوافق مع الرئيس المكلف على تشكيلة حكومية غير استفزازية تحمل الصلاحيات الرئاسية حتى لا تكون بيد طرف واحد على ما هي عليه تركيبة الحكومة المستقيلة. وتوحي المؤشرات، ومنها مواقف واضحة لرئيس الجمهورية، بأن تجنّب فوضى دستورية عارمة يقتضي عدم تسليم الصلاحيات لحكومة تصريف أعمال إنما لحكومة جديدة ستبصر النور، كما آخر الدواء الكي، مع اقتراب المهلة الدستورية التي تبدأ في 25 آذار المقبل.

ويبقى السؤال: هل يسعى "حزب الله" للوصول الى صفقة تعطي التمديد في مقابل الحفاظ على حكومة تصريف الأعمال بانتظار جلاء الصورة الإقليمية؟ وفي حالة الشلل الداخلي يصبح وجود حكومة فعالة ضرورة بسبب تفاقم الوضع الأمني الناجم عن تورط "حزب الله" العسكري في دعم نظام الأسد الذي غذّى المتطرفين اللبنانيين واستورد متطرفين من سوريا وهو ما تجلى في نغمة الانتحاريين المستجدة وفي السيارات المفخخة المتنقلة من منطقة إلى أخرى وفي عمليات مشبوهة تستهدف الجيش رغم الإجماع على إدانتها. وحدها حكومة جديدة سبيل لمواجهة الأحداث الأمنية بانتظار تبلور التفاهمات الإقليمية والدولية وما إذا كان مخطط الأسد، نظامي أو "القاعدة"، سيؤدي إلى تغيّر أولويات الدول الكبرى، التي أدى تلكؤها سابقاً في دعم المعارضة إلى صعوبة بلورة بديل، أو أنها متمسكة فعلياً بما تدأب على تكراره بأن شرعية الأسد انتهت!

 

قوة من مغاوير الجيش اللبناني مشطت الاودية المحيطة ببلدات شرحبيل وعبرا وصولا حتى مجدليون

وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في صيدا ايمان سلامة، ان قوة من مغاوير الجيش اللبناني قامت صباح اليوم بعملية تمشيط واسعة للاودية المحيطة ببلدات شرحبيل، عبرا وصولا حتى وادي مجدليون، بحثا عن مسلحين فارين ومتواجدين في هذه الاودية، تحسبا منهم لاي عمل يخل بالامن، خصوصا في فترة الاعياد. وتزامن ذلك مع تحليق لمروحية تابعة للجيش اللبناني عملت على تصوير المنطقة بأكملها.

 

"14 آذار" تعد لتحرك باتجاه إيران والدول الكبرى: لإجراء الإنتخابات الرئاسية

موقع 14 آذار/في سياق الحركة المكّوكية بين مكوّنات قوى 14 آذار، وبعد اللقاء الذي جمع رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميّل ورئيس كتلة 'المستقبل” النيابية الرئيس فؤاد السنيورة في بيت الوسط، التقى رئيس حزب 'القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع في معراب الرئيس السنيورة بحضور الوزير السابق محمد شطح والسيّد نادر الحريري. وفي معلومات لصحيفة 'الجمهورية” أنّ اللقاء شكّل مناسبة لإجراء جولة أفق عامة ونقاش مستفيض في ملفّي الحكومة ورئاسة الجمهورية، حيث جدّد كلّ من 'القوات” والمستقبل” دعمهما لحكومة حيادية، كما دعوتهما رئيس الجمهورية إلى تأليف حكومة قبل نهاية عهده. وفي الملفّ الرئاسي شدّدا على ضرورة إتمام الانتخابات في وقتها وانتقال السلطة عبر انتخاب رئيس جديد، وأكّدا على ضرورة مواجهة الفراغ، كما اعتبرا أنّ التمديد يحتاج إلى حكومة وتعديل دستوري، فيما انتخاب رئيس جديد لا يحتاج إلى حكومة ولا لأيّ تعديل، وبالتالي من الضروري عقد جلسة لانتخاب رئيس جديد والحصول على دعم عربي ودولي لهذا الاستحقاق، فضلاً عن مظلّة محلّية وطنية. كشفت مصادر قيادية في قوى 14 آذار لصحيفة 'الحياة” ان مشاورات جرت خلال الساعات الماضية بين أقطابها. وعُقد اجتماع، الثلثاء، بين رئيس حزب «الكتائب»، الرئيس السابق أمين الجميل ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، الذي اجتمع بدوره الى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لتنسيق الموقف من الوضعين السياسي والأمني في البلاد. وعلمت «الحياة» أن هذه القيادات تبحث خطة تحرك محلية وخارجية في ما يخص المأزق السياسي الذي بلغته الأزمة الداخلية، واستمرار الخلاف على معالجة الاستحقاق الحكومي والاستحقاق الرئاسي بين اللبنانيين، وفي ضوء التطورات الخارجية، لا سيما الاتفاق بين إيران والدول الغربية.

وأوضحت مصادر قوى 14 آذار أن بين الأمور التي يناقشها قادة هذه القوى الانفتاح على إيران في ضوء مقاربة جديدة تفرضها التطورات الخارجية، لا سيما التقدم في المفاوضات حول ملفها النووي. وأشارت المصادر لـ«الحياة» الى أن السنيورة كان بعث الى الرئيس الإيراني حسن روحاني برسالة خطية إثر انتخابه في حزيران الماضي، تضمنت أفكاراً سياسية محددة. وزار السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي السنيورة لشكره على تهنئة روحاني. وعاد السنيورة فبعث برسالة ثانية الى الرئيس روحاني إثر الاتفاق بين طهران ودول 5+1 في جنيف في تشرين الثاني الماضي، حيث طرح السنيورة مجموعة أفكار حيال هذا الاتفاق وموقف كتلة «المستقبل» النيابية ورؤية السنيورة للعلاقات الإيرانية – العربية والإيرانية – اللبنانية وتصوره للوضع الإقليمي وموقع إيران فيه، لا سيما إزاء الأزمة السورية وسلوكها حيالها، وانعكاسات هذه الأزمة على لبنان، لا سيما بعد تورط فرقاء لبنانيين، خصوصاً «حزب الله» فيها.

وذكرت المصادر أن الرئيس أمين الجميل، عند زيارته السفارة الإيرانية إثر التفجير الذي تعرضت له، ناقش الوضع اللبناني مع السفير الإيراني في ضوء التطورات الإقليمية والدولية، وتلقى دعوة لزيارة إيران.

وأوضحت المصادر أن هذه الوقائع فرضت مشاورات بين قيادات 14 آذار حيث اتفق على توحيد الموقف والرؤية من التعامل مع الجانب الإيراني، ستستكمل خطواته في الأيام المقبلة، ولم تستبعد المصادر أن تشمل خطة تحرك 14 آذار الخارجية، إضافة الى إيران الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن.

علمت صحيفة 'النهار” ان قيادات 14 آذار تناقش منذ فترة في ما بينها امكان التحرك عبر خطوات عدة لشرح وجهة نظرها ورؤيتها وابراز موقفها من الاوضاع في لبنان والمنطقة في اتجاه الدول الغربية التي وقعت مع طهران الاتفاق، النووي، وفي اتجاه ايران نفسها بغية تبيان موقفها وثوابتها من تداعيات هذا الاتفاق وما تنتظره 14 آذار من ايران والدول الغربية من تصرفات حيال لبنان والعالم العربي وخطورة استمرار الاوضاع في لبنان على ما هي نتيجة استمرار تورط 'حزب الله” في الحرب السورية.

وقد مهّد لهذا التوجه رئيس كتلة 'المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة برسالتين وجههما الى الرئيس الايراني حسن روحاني. وفي التفاصيل أن اجتماعا عقده الرئيس السنيورة مساء اول من امس في بيت الوسط مع رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميّل الذي عرض ما جرى من محادثات بينه وبين السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن آبادي في لقائهما الاخير في السفارة الايرانية. ثم انتقل الرئيس السنيورة الى معراب حيث اجتمع طويلا مع رئيس حزب” القوات اللبنانية ” د.سمير جعجع الذي بحث معه أيضا في الاوضاع في لبنان من مختلف جوانبها وأفق المرحلة المقبلة ومنها الوضع الحكومي. ويأتي اللقاءان في سياق لقاءات متواصلة لاجراء مقاربة جديدة للمعطيات في لبنان والمنطقة تنتج خطوات تنفيذية تهدف الى معرفة ما ستكون عليه العلاقات الايرانية – الغربية والايرانية – العربية والايرانية – اللبنانية. أما الرسالتان اللتان وجههما السنيورة الى روحاني، فجاءت الاولى للتهنئة بانتخابه رئيساً، والثانية بعد توقيع طهران الاتفاق النووي مع الدول الغربية، لكن جوابا لم يأت بعد عن الرسالتين. وقد شرح السنيورة في الرسالة الاخيرة موقف 'كتلة المستقبل” من الاتفاق الايراني مع الغرب ورؤيته لأفق العلاقات العربية – الايرانية، وما هو منتظر من ايران حيال لبنان على قاعدة الاحترام المتبادل بين البلدين والعلاقات الندية، وخطورة استمرار انخراط 'حزب الله” في القتال في سوريا وهي المواقف التي تتابعها الكتلة في بياناتها ومواقفها الاسبوعية.

 

النائب أحمد فتفت: بري يقرأ النصوص لوحده رغم أن هذا الأمر ليس من صلاحياته

أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت ان الدستور واضح لمن يريد ان يلتزم به.ورداً على سؤال حول ان رئيس مجلس النواب نبيه بري منكبّ على دراسة الوضع الدستوري قبل الإستحقاق الرئاسي، قال فتفت لوكالة "اخبار اليوم": للأسف بري يصرّ دائماً على أن يقرأ الدستور لوحده على الرغم من أن هذا الأمر ليس من صلاحياته، لأن هذه المهمة تقع على عاتق مجلس النواب، ولكن بري يستقوي بالموقع الموجود فيه كي يفرض الأجندة السياسية التي تناسبه وفق تفسيره. ورأى أن ما نقل عن بري اليوم يشير الى أنه يستعدّ الى مناورة سياسية تنطلق من إلتزاماته السياسية أكثر مما تنطلق من القناعات الدستورية او من المصلحة الوطنية اللبنانية، وهذا ما قام به في مراحل سابقة عدة تتعلق بعمل مجلس النواب، حيث لطالما كان بري يقرّر وفقاً لإرادته حتى ولو تعطل البلد بأسره كما هو اليوم معطّل انطلاقاً من مجلس النواب دون أن يرفّ له جفن، لأن الأجندة السياسية الملتزم بها تعنيه دون سواه. ورداً على سؤال عما إذا كان الدستور سيفسر وفق رؤية طرف معيّن في ما يتعلق بالإستحقاق الرئاسي، أشار فتفت الى أن الكلام الذي سمعناه في الإعلان على لسان العماد ميشال عون عن انه يفضل الفراغ في رئاسة الجمهورية على ان ينتخب رئيس من 14 آذار، وبالتالي هذا ما يدلّ على أنهم سيحاولون اللعب على مبدأ تفسير الدستور، بعد الاستعانة بالرئيس بري لتدوير الأمور وفق ما يناسبهم، وقد يلجأون الى تغيير كل منطق الدستور حيث سيكون وفق وجهة نظرهم ان إنتخاب رئيس بالنصف زائد واحد جائز، أما إذا كان ذلك لا يناسبهم فإنهم سيعلنون ان مثل هذه الإنتخابات تحتاج الى نصاب الثلثين. وأكد فتفت ان ما يقوم به بري يدلّ على التعاطي الإستنسابي مع الملفات المطروحة.

وعن تحرك 14 آذار باتجاه طهران أجاب فتفت: لا يمكن ان نحكم منذ الآن ما إذا كان الإنفتاح الايراني الذي بدا مع الرئيس حسن روحاني يمكن ان يستوعب الرأي الآخر ولكن علينا ان نحاول. وأضاف: 14 آذار تحاول دائماً وتخوض المعارك السياسية على الصعيدين الداخلي والخارجي لأن هذه هي قوتها الأساسية. وتابع: إذا كانت طهران تحاول الإنفتاح على العالم، فهذه فرصة لنتكلم معها على الأقل في إلتزاماتها الدولية. وشدّد على أنه لا يجوز أن نتكلم مع طهران بشأن الإنتخابات النيابية او الإستحقاق الرئاسي، بل بشأن الإلتزامات الدولية كالقرار 1701 ومندرجاته، وإعلان بعبدا بعدما تبناه مجلس الأمن من خلال بيان رئاسي... وبالتالي إذا كانت ايران تريد الإنفتاح على العالم فعليها التعاطي الايجابي مع الإلتزامات الدولية. وبالتالي هذه هي النقطة التي يتم الإنطلاق منها على الصعيد السياسي مع ايران وهذا ما يفترض ان يتم العمل وفقه في 14 آذار.

 

الراعي التقى غصن وعدوان ومنصور ومهنئين بالاعياد

اوطنية - إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في بكركي وزير الدفاع الوطني فايز غصن لتقديم التهنئة بالأعياد. وكانت مناسبة قدم فيها غصن للبطريرك أيقونة مار شربل وتشاور معه في الشأن الأمني. بعد اللقاء قال غصن: "جئت للمعايدة وتمنيت على صاحب الغبطة رفع الصلوات على نية الجيش اللبناني كي يبقى هذا الجيش حاميا للوطن". ثم التقى البطريرك الراعي النائب جورج عدوان الذي وضع الزيارة في اطار التهنئة بالأعياد. ومن الزوار المهنئين بالأعياد: الوزير السابق فارس بويز الذي تمنى أن "يدرك الفرقاء السياسيون كافة، خطورة المرحلة التي يمر بها لبنان، وان يسعوا للعمل معا بهدف التوصل إلى حل يحمي الوطن أولا ويؤمن مناخا من الإستقرار والطمأنينة للمواطنين بشكل عام". وكان الراعي استقبل على التوالي: رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، الرئيس السابق للمجلس القاضي غالب غانم، سفير لبنان في تركيا منصور عبدالله يرافقه الأب عبدو بدوي، عضو المؤسسة المارونية للانتشار المحامي رولان عون، العميد رولان أبو جودة، العميد حسن الحسيني ووفد من آل فخري برئاسة المونسنيور يوسف فخري، اضافة الى وفد من مؤسسة سيزوبيل برئاسة السيدة إيفون الشامي وعضوية رلى نجم وفاديا صافي سلم البطريرك دعوة لرعاية الإحتفال بالمناولة الأولى لأطفال سيزوبيل في شهر ايار المقبل.

 

الرئيس الجميل استقبل وفدا من نقابة خبراء التخمين العقاري

وطنية - استقبل الرئيس أمين الجميل في دارته في بكفيا، وفدا من نقابة خبراء التخمين العقاري في لبنان برئاسة الخبير شربل قرقماز، وتم خلال اللقاء عرض مطالب النقابة المتمثلة بتنظيم المهنة. وقال الخبير قرقماز بعد اللقاء:"تشرفنا بزيارة الرئيس الجميل وعرضنا نشاطات خبراء التأمين العقاري ومطالبهم، وأهمها موضوع تصنيف النقابة وتنظيم مهنة القطاع العقاري بشكل عام والتخمين العقاري بشكل خاص، وأبدى الرئيس الجميل كل استعداد لأن يكون نواب كتلة حزب الكتائب الى جانب النقابة ومطالبها المحقة". أضاف: "لقد قدمنا منذ شهور اقتراح قانون تنظيم المهنة الى مجلس النواب، وتحول الى لجنة الإدارة والعدل ثم الى لجنة فرعية، ونحن نطالب بحصر مزاولة هذه المهنة ضمن النقابة، ونتمنى ان يتقف النواب لنخرج بقانون ينظم هذا القطاع بشكل عام ونقابتنا بشكل خاص".

وقدم الوفد الى الجميل درعا في المناسبة.

 

نبيه بري بحث مع مكاري في الاوضاع والتقى منصور

وطنية - عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري مع نائب رئيس المجلس فريد مكاري ظهر اليوم، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة للأوضاع الراهنة، واطلع منه أيضا على أجواء اجتماع النواب الأرثوذكس ومناشدتهم الأمم المتحدة للافراج عن المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي وحماية المسيحيين في الشرق. واستقبل بري الوزير السابق البير منصور وبحث معه في الوضع العام في البلاد.

 

االكتلة الوطنية حذرت من إزدياد التعصب وإتساع الإنقسام في المجتمع

وطنية - رأت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنية في بيان بعد إجتماعها الدوري "صدم اللبنانيون عندما شاهدوا على شاشات التلفزة أحد الرياضين العالمين المعروفين يقوم بعراضه فوق مياه مغارة جعيتا لصالح شركة عالمية، ان هذا التدنيس غير المسبوق لمقدسات وطنية اثار سخط كل لبناني شاهده في الصميم، فمغارة جعيتا هي معلم وطني وصرح يوازي بأهميته لدى اللبنانيين مقدساتهم الدينية، وهو خزان مياه الشفة الذي يشرب منه أغلبية الشعب اللبناني. ما يجب عمله هو مراجعة قانونية للعقد الموقع بين الدولة اللبنانية والشركة المشغلة لأن بالتأكيد ما جرى في هذا الصرح اللبناني الفريد يخالف روحية اي عقد ملزم للدولة اللبنانية. ان أمة لا تحافظ على مقدساتها وتصفق لمن يرقص فوقها هي امة غير جديرة بالوجود". ولاحظت الكتلة "ان الوضع في لبنان يتأرجح مثل رقاص الساعة تارة الى اليمين وتارة الى اليسار، اما الهدف فهو إضعاف الجميع لكي نصل الى مرحلة سيقبل الجميع فيها ان يفرض الحل أي حل. ومن المؤسف ان الأشخاص الموجودين في الحكم والسلطة البعض منهم طرف والبعض الآخر في أحسن الأحوال متفرج، أما النتيجة المباشرة لهذه السياسة الغير مسؤولة، إزدياد التعصب عند المواطنيين الذين كانوا يوما ما يحسبون في خانة المعتدلين وإتساع الإنقسام في المجتمع". واعتبرت الكتلة "ان الذي يحدث في لبنان يحدث في مناطق عربية اخرى كسوريا والعراق واليمن حيث تدمر الهوية الوطنية وتخلق الهوية الدينية، وهذه الخطة لا تفيد إلا إسرائيل ومن يدور في فلكها من مناصري تحالف الأقليات، فهؤلاء يبحثون عن مجتمع عربي ممزق ومنقسم على نفسه لكي يعيشوا هم. أما الأشخاص المعتدلين والذين بإستطاعتهم العيش في مجتمع متعدد وغني سيقبلون بالأمر الواقع ولكنهم سيكونون تحت حكم المتطرفين من الفئة التي ينتمون إليها وهذا ما بدأنا نراه في لبنان وضمن أغلب الطوائف".

 

نائب رئيس مجلس النواب السابق ميشال معلولي: السلطة التشريعية معطلة والإنقاذ بانتخابات تأتي بممثلين حقيقيين عن الشعب

وطنية - اعتبر نائب رئيس مجلس النواب السابق ميشال معلولي، في بيان اليوم، "ان عدم اجتماع مجلس النواب بالأمس تأكيد جديد على ان السلطة الإشتراعية معطلة"، مشيرا الى ان "هذا الفراغ الدستوري يهدد بنيان الدولة، إذ لا تشريع ولا رقابة على السلطة التنفيذية، وربما لا انتخابات رئاسية". واوضح ان "هذا المجلس مدد لنفسه دون أسباب موجبة وفي غياب الرقابة الدستورية وذلك بعدم تمكن المجلس الدستوري من أخذ قرار في هذا التمديد".

واكد ان ما "يزيد من خطورة هذا الوضع وجود حكومة مستقيلة منذ تسعة أشهر لا يحق لها اتخاذ أي قرار أو تنفيذ أي قرار إلا ضمن مجلس وزراء مجتمعا". وتابع: "وتأتي كارثة النازحين وما نشهده من مآس على غير صعيد، وتزيد الطامة الكبرى هذه الحروب الهمجية الدائرة في سوريا وتداعياتها على لبنان، كما يهدد ايضا أسس الدولة الفلتان الأمني غيرالمسبوق والمتنقل من منطقة الى أخرى، اضافة الى التدهور الإقتصادي وتراجع مواسم السياحة التي هي العمود الفقري لهذا الإقتصاد". وختم معلولي: "أمام هذه الأوضاع المأسوية والتي تهدد أسس الدولة، لا يمكن أن يكون الإنقاذ إلا باعتبار مجلس النواب معطلا وقد انتهت ولايته، وبالتالي الدعوة الى انتخابات عاجلة تأتي بنواب ممثلين حقيقيين عن الشعب".

 

 

النائب زياد اسود للنائب فادي كرم : ماحصل قد حصل وما قلناه هو تاريخكم

وطنية - رد النائب زياد اسود، في بيان اليوم، على النائب فادي كرم فقال : "لم نسمعك ولم نهتم بمطولاتك القواتية وترنيماتها الببغائية فجل ما سنقوله لك نصيحة كانت بالامس بجمل اصبحت اليوم ببلاش :"قد ضل من كانت العميان تهديه". اضاف :"فما حصل قد حصل وما قلناه هو تاريخكم وواقعكم وحتما مستقبلكم وانتم لا تريدون ان تبصروا واختمها بنصيحة وقول:افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور".

 

متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة يترأس قداس عيد الميلاد ويعتذر عن عدم تقبل التهاني

وطنية - يترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة خدمة صلاة السحر، بمناسبة عيد ميلاد يسوع المسيح بالجسد، التاسعة صباح الاربعاء 25 الحالي، في كاتدرائية القديس جاورجيوس، في ساحة النجمة. كما يترأس قداسا العاشرة من قبل ظهر اليوم نفسه. ويعتذر عن عدم استقبال المهنئين بمناسبة عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة نظرا للظروف الأليمة التي ما زالت تعيشها بطريركيتنا الانطاكية من استمرار خطف المطرانين بولس ويوحنا إلى خطف راهبات معلولا وتشرد المؤمنين.

 

عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا: اتمام الاستحقاق الرئاسي هدف استراتيجي للقوات

وطنية - أكد عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا "ان اتمام الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري هو هدف استراتيجي عند حزب القوات، وان الحزب يعمل على جميع المستويات في سبيل هذا الهدف ، داخل قوى 14 اذار ومع جميع المرجعيات والفعاليات المؤثرة في هذا الاستحقاق المفصلي". وقال خلال العشاء الذي اقامته منسقية البترون في القوات لكوادر من المنطقة في حضور المنسق شفيق نعمه "ان القوات هي حزب المقاومة اللبنانية التي انخرطنا فيها جميعا بشكل او بآخر، ورفضنا الاستسلام والتسويات وضعنا في موضع الاضطهاد والملاحقة على جميع المستويات وقد استمرينا في الخط الذي علمنا جدودنا عليه وهو خط التضحية والتجرد للدفاع عن هذه الارض وعن ايماننا وتجذرنا عليها". اضاف :"المناصب لا تهمنا والمهم ان نكون في الموقع المناسب كي يعيش شعبنا بكرامة وتدق اجراسنا بحرية ونعيش بأستقرار وامان ونربي اولادنا لمستقبل آمن ومزدهر ومستقر".

ورأى انه "اذا كانت الظروف الاستثنائية والمهمات الاستراتيجية تقتضي ان يكون "الحكيم" مشغولا عن لقاء كل واحد منا كل يوم وكل دقيقة فلا تظنوا ابدا ان الحكيم لم يعد ابن الارض الطالع من هذه الارض ليدافع عنها وعن شعبها، وسمير جعجع هو هو رفيقكم واخاكم الذي يضع كل ما يملك وكل ما اعطاه الله من قدرات فكرية وجسدية وتفكير استراتيجي في تصرف القضية التي هي قضيتنا جميعا". واكد انه "اذا كانت الظروف الامنية تمنعه من الحركة بحرية لانه مستهدف بشكل مستمر، فأن لقائي بكم وبالناس ليس واجبا فقط بل مزاج يهوى اللقاءات والنقاش وبيتي هو بيت كل واحد منكم وليس هناك اي عائق ولا حاجة لمواعيد لاي كان لزيارتي" . وختم زهرا :"ان عمل القوات السياسي اليوم لا يقل اهمية عن المقاومة العسكرية والفارق بيننا وبين الذين يتوسلون الخدمات ليحظوا بشعبية اننا ابناء ايمان بالقضية وبحقنا المقدس".

نعمة

وكان منسق منطقة البترون شفيق نعمه قد القى كلمة ذكر فيها بروزنامة الاحتفالات الميلادية التي تقيمها المنسقية في اسبوع الميلاد في مركزها في بجدرفل، داعيا الجميع الى المشاركة "لاننا ابناء ثقافة الفرح وحب الحياة".

 

عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسين الموسوي : المقاومة والجيش في دائرة الإستهداف الصهيوني التكفيري

وطنية - أكد عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسين الموسوي في بيان اليوم، أن "ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة هي الآن في دائرة الإستهداف الصهيوني التكفيري، فما جرى خلال الأيام الفائتة من عملية اغتيال في حق القائد المقاوم حسان اللقيس، مرورا بالعمليات الإنتحارية على حواجز الجيش في صيدا، وصولا إلى التفجير الدموي في منطقة اللبوة في البقاع الشمالي، كله يشير ويؤكد أن الصهيونية والتكفيرية وجهان لعملة واحدة. وهذا الإستهداف نعتبره قرارا عدوانيا موصوفا ودائما وامتدادا للحرب المفروضة على سوريا وما حولها والتي تتم بتوقيع صهيوني وعباءة تكفيرية". أضاف :"نحن أمام فتنة العمليات الإرهابية الإنتحارية الجوالة التي تقوم بها القوى الظلامية التي تستهدف المؤسسة العسكرية اللبنانية الضامنة لوحدة اللبنانيين وأمنهم واستقرارهم والمقاومة باعتبارها منظومة الردع والدفاع عن لبنان وأهله جميعا في محاولة للاجهاز على عوامل القوة هذه وخطاب التحريض المذهبي يهيء المناخ لهذا العدوان". وختم :"إزاء هذه الحال، نؤكد لأهلنا على امتداد الوطن أننا مع جميع الغيارى الشرفاء مستمرون في التصدي لهذه القوى الغاشمة، وأن عدوانها القائم سوف يتكسر على صخرة الإستراتيجية الوطنية المرتكزة إلى ثلاثية فولاذية مستعدة لتقديم التضحيات الجسام في سبيل منعة هذا الوطن العزيز المقاوم واقتداره".

 

النائب عاطف مجدلاني : لضبط الحدود ومنع تسلل المسلحين من والى لبنان

وطنية - رأى النائب عاطف مجدلاني، في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 93,3"، أن "المطلوب اليوم لضبط الأمن المتفلت في الداخل ضبط الحدود ومنع تسلل المسلحين من لبنان إلى سوريا وبالعكس"، مشيرا إلى أن "قوى الرابع عشر من آذار تحمل هذا المطلب منذ سنين، وهي اقترحت أن تتم الاستعانة بالأمم المتحدة". وأشار إلى أن "سبب تفلت الأمن كان دخول حزب الله إلى الحرب السورية ما استجلب هذه الحرب إلى لبنان"، رافضا "الاعتداءات على الجيش"، ومعتبرا أنها "استهداف للكيان اللبناني"، ومشددا على أن "الجيش هو العمود الفقري للدولة".

 

النائب فؤاد السعد: العلة تكمن بهيمنة السلاح على النصوص الدستورية

وطنية - رأى النائب فؤاد السعد في تصريح اليوم "أن الأزمات اللبنانية المتمادية منذ العام 1989، لم تكن يوما ناتجة عن ضعف في النصوص الدستورية كما يحلو للبعض تسويقه لتبرير تجاوزاتهم، إنما هي نتيجة أمر واقع فرضه فريق مسلح من جهة، وطامع دائم برئاسة الجمهورية من جهة ثانية"، واعتبر "أن علة العلل تكمن بالفجور السياسي وبهيمنة السلاح على النصوص الدستورية، في وقت يفترض فيه أن تكون للنصوص كلمة الفصل الحاسمة لجهة كل ما يبتكره "حراس الممانعة" وحلفاؤهم من بدع وهرطقات". ولفت السعد الى "أن تردد الرئيس المكلف بتشكيل حكومته وفقا لقناعاته، هو بحد ذاته خضوع لمشيئة المتطاولين على الأحكام الدستورية، لا بل هو إستسلام كامل للأمر الواقع المفروض على الميثاق وعلى وثيقة الوفاق الوطني"، داعيا الرئيس المكلف الى "التسلح بالدستور مقابل تسلح الآخرين بالحديد والنار، والسير بما يمليه عليه ضميره وتاريخ عائلته النضالي في بناء لبنان السيد الحر والمستقل". أضاف :"أن ما نسمعه من الفريق العوني بأن التسوية باتت ضرورية للخروج من الأزمة، يحمل في خلفياته نوايا سيئة وأخطرها محاولته الحصول عبر الإتفاقيات والتسويات على مكاسب عجز عن تحصيلها عبر السياسة والدستور"، معتبرا "أن كل طرح لميثاق جديد أو لوثيقة جديدة هو دعوة مريبة للعب مع الشيطان الكامن دائما بالتفاصيل"، وموضحا "أن ما أوصل لبنان الى هذا الحد من الفوضى السياسية، هو سلسلة التسويات وسلال التفاهمات التي أبرمت على مقاس الفئوية الحزبية وليس على مقاس الدولة والكيان". وعن قراءته للتطورات الأمنية، والتي كان آخرها إستهداف مجمع عسكري لحزب الله في البقاع، لفت السعد الى "أن لبنان برمته بات عرضة للارهاب نتيجة تدخل حزب الله عسكريا في حرب لا علاقة للبنان واللبنانيين بها، ولا تمت الى مصلحة الطائفة الشيعية الكريمة بصلة"، مستهجنا "إصرار حزب الله على تحميل الفريق الآخر مسؤولية ملاحقته من قبل المنظمات الإرهابية والتكفيرية، وذلك في محاولة لإسقاط بلوته على من لا يجاريه في مشاريعه الإقليمية وفي الدفاع عما يسمى بمنظومة الممانعة في المنطقة".

 

هل يملك "حزب الله" توكيلاً للقتال في سوريا؟ الدوافع والانعكاسات في ميزان متابعين لشأن الطائفة

علي منتش/النهار

تستمر مشاركة "حزب الله" في المعارك السورية في اثارة اسئلة كثيرة، لعل اكثرها تعقيداً موقع البيئة الشيعية التي ينتمي اليها مقاتلو الحزب في هذه المعركة.

لا مشكلة ظاهرة بين الحزب وبيئته الحاضنة بعد المعارك السورية، استنتاج يمكن استخلاصه بسهولة من مشاهد تشييع قتلى الحزب الحاشدة جداً، ومن براعة الحزب في الترويج لقتاله على الاراضي السورية، على انه محدود، وانه حرب وقائية لحماية لبنان من الارهاب. لكن هل ينطوي مشهد التأييد العام على نقاش داخلي غير معلن في الطائفة الشيعية، وان كان بين النخب حول المشاركة في الصراع السوري وشكلها وتأييدها او رفضها؟ وهل وافق افراد الطائفة على مشاركة الحزب المفتوحة في هذه الحرب؟ في الآتي، تعرض "النهار" لعدد من آراء شخصيات متابعة للشأن الشيعي.

 "الكل تحت النار"

يرى استاذ العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية احمد بعلبكي ان في الطائفة الشيعية واقعين مختلفين، "الاول هو الواقع السلطوي الذي يمثله التحالف الشيعي، اما الثاني فهو منكفئ، معترض، او ربما محبط، لكن احتكار التمثيل الشيعي مرسّخ". ويشير الى ان "القسم السلطوي اصبح مقتنعاً بأن نظرته الى الشيعة كطائفة متخطية للحدود، وتاليا يرى ان القسم الآخر المعارض مجرد تفصيل في الواقع السياسي الداخلي غير مؤثر في الواقع الاقليمي".

ويرى ان التداعيات على الطائفة الشيعية من تدخل الحزب في سوريا "كبيرة جداً، ولن تفرّق بين القسم السلطوي والقسم الآخر العلماني او المعارض، الكل سيكون تحت النار". ويستبعد بعلبكي ان يحدث حوار داخل الطائفة الشيعية "لان الفريق السلطوي لا يناقش، وخصوصا ان الفريق الآخر في الطائفة الشيعية لم يستطع بناء كيان معارض، واقتصر على الزمر المعارضة النخبوية والثقافية التي لا يمكن ان تشكل كيانا مهددا للكيان الموجود.

نقاش علني

الصحافي قاسم قصير يرى ان "الشخصيات الشيعية التي اعترضت على مشاركة حزب الله في الحرب السورية كانت واضحة منذ اليوم الاول للمشاركة، وهي شخصيات لا تملك اي تأثير فعلي على البيئة الشيعية التي باتت اليوم اكثر اقتناعاً بمشاركة الحزب في سوريا، لان افرادها يرون افعال الجماعات المتطرفة، ويعتبرون ان التدخل كان ضروريا، نظراً الى خطورة سيطرة الجماعات المتطرفة على سوريا، وشخصياً، كنت في البداية من المتحفظين عن تدخل الحزب في الصراع في سوريا، لكن اليوم اصبحت مؤيّداً بقوة، لانه لو لم يدخل حزب الله المعركة، لكان لبنان اصبح مثل العراق". ويؤكد انه "بعد نحو عام ونصف عام من مشاركة الحزب في المعركة، من المستبعد ان ينسحب من سوريا، الا بعد حصول حلّ شامل لاوضاع هذا البلد". ولا يربط قصير عدم اعلان الحزب عن عدد قتلاه في سوريا بأي ارتباك او تستّر، فـ "رغم القدسية الكبيرة لحرب حزب الله مع اسرائيل، لم يعلن عن عدد شهدائه في حرب تموز، وهكذا يفعل اليوم".

اثر العداوات

يوافق رئيس جمعية "امم" لقمان سليم على ان جزءاً لا بأس به من البيئة الشيعية اعطى "حزب الله" الغطاء الى حدّ ما للحرب في سوريا، لكنه يربطه بـ"الخوف الذي صنعه الحزب من التكفيريين، ومن السلفي الآتي الى لبنان من سوريا والذي يجب ايقافه، لكن هناك شرائح اخرى داخل الطائفة ترفض هذه المشاركة وتعتبر انها تستدرج العنف الى بيئة الحياة الوطنية في لبنان". ويشدد على وجود "عدد لا يحصى من التبعات السلبية الناتجة من مشاركة الحزب في معارك سوريا، "من ابرزها المشاكل الاجتماعية التي لا يعبّر عنها على الشاشات، كالطلاق". وهناك تبعات خطيرة على الطائفة الشيعية، كمستقبل عمل ابناء الطائفة في الخليج واثر العداوات بين السنة والشيعة التي لا تمحى". من جهتها تؤكد استاذة العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية منى فياض ان "الحزب نجح في تخويف الشيعة، لانهم في الحقيقة يخجلون من الدفاع عن الرئيس السوري بشار الاسد، لذلك سعى الى ذرائع متعددة بدأت من الدفاع عن اللبنانيين المقيمين في الاراضي السورية، ثم الدفاع عن المقدسات، وعاد ليقول انه يقوم بحرب استباقية، وفي النهاية اصبح يدعي انه يقاتل هؤلاء الذين سيصلون الى لبنان اذا سيطروا في سوريا".

وترى ان "البيئة الشيعية اصبحت خائفة ولديها شعور عدائي، ولذلك تشعر ان لا حلّ لديها سوى ان يقاتل حزب الله في سوريا لانه بذلك يدافع عنها". وتشير الى انها تحصل على موقعها الخاص على الفيسبوك، "على تأييد لبعض الاشخاص القريبين من حزب الله على بعض ما اكتبه من انتقادات لهذا الحزب، وهذا ما اعتبره تغييراً ولو محدوداً في هذه البيئة".

وتكمل فياض حديثها عن التبعات التي ستنتج من تدخل الحزب في معركة ضد الشعب السوري على الطائفة الشيعية "سينظر من خلالها الشعب العربي الى الشيعة على انهم عملاء لايران، ويقفون ضد العرب والعروبة من اجل دعم مصلحة الفرس، فتدخّل السعودية في شأن ما ليس كتدخل ايران، لان السعودية دولة عربية".

وتستبعد ان يتغيَّر شيء في البيئة الشيعية "سيظل الشيعة "مخوفين"، وحزب الله سيبقى مشاركا في الحرب السورية الا اذا جاء امر ايراني بالانسحاب، وهذا سيكون عند التسوية الاقليمية".

استاذ العلوم السياسية غسان العزّي يلاحظ ان "الواقع اللبناني والانقسام الطائفي يجعلان زعماء الطوائف دون استثناء قادرين على التصرف بسياسات لا تحظى بموافقة البيئات التي ينتمون اليها لكنهم في النهاية يحصلون على موافقة غالبية البيئة الحاضنة لهم، بسبب الانقسام والفرز الكبير".

ويعتقد انه "لو حصل احصاء قبل مشاركة الحزب في الحرب السورية داخل الطائفة الشيعية لكان الجواب بعدم الموافقة على المشاركة، لكن اليوم اصبح القتال في سوريا من وجهة نظر غالبية الشيعة ضرورة لانه دفاع عن النفس". لا يجد العزّي اي تداعيات داخل الطائفة الشيعية لمشاركة الحزب "فمعركة القصير حصلت، ووصلت فيها مشاركة الحزب الى ذروتها، ولم يحصل اي ردة فعل معارضة داخل الطائفة الشيعية بالمعنى الفعلي".

 

فيليب سالم حاضر في سيدني عن الهوية والانتماء والانتشار

وطنية - سيدني حاضر البروفسور الدكتور فيليب سالم في جامعة سيدني حول الهوية والانتماء والانتشار بدعوة من المؤسسة المارونية للانتشار برئاسة الدكتورة فاديا غصين والمركز الماروني للدراسات برئاسة الدكتور جان طربيه واصدقاء الراحل بطرس عنداري. حضر الندوة السفير اللبناني جان دانيال وعقيلته، القنصل جورج بيطار غانم، راعي ابرشية الطائفة المارونية المطران انطوان شربل طربيه، راعي أبرشية الروم الكاثوليك المطران روبير رباط، النائب فيليب رادوك وشخصيات لبنانية واسترالية ورجال فكر وادب واعلام وحشد من ابناء الجالية.

قدم المحاضرة المحامي فيليب سالم، وتحدث فيها المطران أنطوان طربيه الذي حيا سالم ونوه بدوره العالمي على المستويات الطبية والانسانية والوطنية، كما القت الدكتورة فاديا غصين كلمة ركزت فيها على دور سالم الطبيب والانسان. اما الدكتور مصطفى علم الدين فنوه بدور البروفسور سالم الطبيب وتحدث عن الراحل بطرس عنداري وعن اللجنة التي تأسست بعد وفاته ونسعى لإحياء ذكراه عبر نشاطات ثقافية واعلامية ومن اهمها السعي لإنشاء مركز ثقافي عربي تحت اسم "منتدى بطرس عنداري وجائزة بطرس عنداري السنوية".

وتحدث سالم فقال :"ان الهوية وقضية الجذور هي مثل الشجرة، فالشجرة التي لا جذور لها لا تستطيع ان تعيش، واذا عاشت لا تستطيع ان تشمخ كثيرا في الأعالي، فالجذور مهمة لكي تعرف هويتك والناس الذين لا يعرفون جذورهم يضيعون. يستطيعون مثلا ان يجمعوا المال وان يصبحوا مشهورين ولكنهم في داخلهم هم ضائعون". أضاف :"أحتفظ شخصيا في مكتبي في الولايات المتحدة من أجل الحفاظ على جذوري بتراب من بلدتي بطرام وزيت وغصن زيتون من أرضي في الكورة وهذا لأتذكر يوميا من أنا ومن أين أتيت ومن هم أهلي ومن هم الناس الذين يحبونني". وتابع :"اما لجهة تحديد الهوية فالسياج غير ضروري أي أنه عليك أن تعرف من أنت وفي نفس الوقت عليك أن تحب الآخر. يعني أنني أنا من لبنان فأحب لبنان ولكن أحب الاسترالي والاميركي والفرنسي وكل شعوب العالم . وهكذا علينا أن نمتد الى العالم كله وللانسانية عموما". وأوضح "دورنا أن نعرف أنفسنا وأن نكون في خدمة الآخرين كانوا من كانوا واما اذا فرقت الهوية بيني وبين الانسان الآخر فتصبح ضارة وقاتلة اذا حددت بقرية واحدة او وطن واحد، يعني ذلك انني لا اتوافق مع نظرة امين معلوف عن الهوية حيث لا يشدد على انها ضرورية اما انا فاعتبرها ضرورية جدا شرط ألا نجعل منها مساحة وصحراء بيننا وبين الآخرين".

واعتبر أن "الهوية ضرورية جدا ولكن علينا ألا نغلق الباب على الآخر"، مؤكدا أن "الحضارة التي جئت منها فيها الجيد وفيها السيء، وعلي أن أعطى الجيد للعالم والشيء نفسه ينطبق على جميع الحضارات الاخرى وهي حضارة الانسانية جمعاء". وقال :"اللبنانيون سباقون بالحضارة وهم الاوائل في الانتشار منذ أيام الفينيقيين حتى اليوم واللبناني صاحب رسالة ساعة يبيع حرفا وكتبا وساعة يبيع بضاعة ولكنه دائما يتعاطى مع الآخر ويبني روابط الصداقة والمحبة". وعن لبنان قال :"إننا في لبنان أمام تحد جديد وهو أننا أمام استحقاق رئاسة الجمهورية وعلينا الاستفادة من الاتفاق الذي حصل بين الغرب وإيران وعلينا تفعيل الدبلوماسية اللبنانية لكي نستفيد من نتائج هذا الاتفاق والجميع يعرف أن حزب الله هو حزب تابع لإيران وسياستها، ونحن لا نستطيع ان نكمل على هذا النحو، نحن نعتبرهم شركاء في الوطن ولكن لا نستطيع ان نبني وطنا بهذه العقلية. كأن نأتي بالمال من الخارج ونبني جيشا رديفا للجيش الوطني ولكن حل هذه المسألة لا يمكن ان يكون بالمواجهة بل بالدبلوماسية التي ماتت منذ 40 سنة وعلينا تفعيلها".

وتابع :"نريد رئيسا للجمهورية مثل مانديلا لانقاذ لبنان من كل هذه الطبقة السياسية المفلسة التي لم نستفد منها بشيء، لأنهم جميعا من مدرسة واحدة اسمها الدولة بقرة حلوب، تختلف اسماؤهم ولكنهم يتفقون على البقرة الحلوب. نريد رئيسا يحمل رؤية مستقبلية للبنان ومن وزن مانديلا، وللأسف منذ الاستقلال حتى يومنا هذا لم يأت قائد للوطن ونحن لا نحتاج الى رجل قوي بل نحتاج الى قائد يصهر اللبنانيين ويصهر الطوائف لكي ننتهي من لغة الطوائف والطائفية". ودعا المجتمع المدني في لبنان الى "النزول الى الشارع بثورة سلمية بالشموع والورود والاتيان بشخص من خارج هذه المجموعة السياسية الفاسدة".

وشكر استراليا "التي احتضنت اللبنانيين واعطتهم واللبنانيون بدورهم بنوا في هذه البلاد واعطوها الكثير من الناجحين والناجحات في مقدمهم ماري بشير حاكمة الولاية وسواها الكثير من رجال الاعمال والاطباء والمهندسين والقضاة والمحامين". وشدد على "أهمية تعليم اللغة العربية لكي تستطيع الاجيال المقبلة الحفاظ على تراثها وجذورها وحضارتها"، ودعا الى "تفعيل دور الجامعة الثقافية في العالم وإنشاء مكتبات لبنانية في الانتشار"، مشددا على "أهمية إنشاء البيت اللبناني كما في المكسيك لأننا نريد مراكز تجمع المنتشرين خارج الكنيسة والجامع".

 

بيار رفول: سوريا دولة نموذجية في المنطقة ومهمة سليمان طيلة عهده كانت إضعاف التيار

 رأى القيادي العوني بيار رفول أن رئيس النظام السوري بشار الأسد أثبت عن عزيمة قوية وحافظ على وحدة سوريا، مشيراً الى أن الشعب السوري يتمسك ببقاء الأسد والإحصاءات تؤكد ذلك وأن سوريا دولة نموذجية في المنطقة. وقال رفول في حديث لـ”OTV”: 'رهان '14 آذار” سقط وهناك تغييرات دولية وسيكتب لسوريا أنّها ستقضي على الإرهاب”. ورأى أن سليمان وميقاتي يعطلان مؤسسات الدولة وكلّ من يسعى الى تعطيل الغاز والنفط متآمر على لبنان، معتبراً أنهما يمثلان 14 أذار في الحكومة الحالية وسليمان لم يكن يوماً حيادياً بل منحازاً. وأضاف: 'سيذكر التاريخ أن مهمة الرئيس ميشال سليمان طوال ست سنوات كانت إضعاف التيار الوطني الحر”. من جهة أخرى، اعتبر رفول ان د. جعجع يعيش على الأخبار، ولديه التزامات للخارج. وأضاف: 'سمير جعجع لا يمكنه الحديث عن التظلّم لأنّه محكوم من القضاء والعفو لا يزيل الأحكام بحقّه”. ورأى أن خطاب التيار وقائع أما خطاب القوات فافتراءات. وأشار الى أننا عاطفياً وعقلياً كتيار نحن مع وصول العماد عون رئيساً للجمهورية.

 

مهضوم بيار رفول…

طوني انطون/موقع القوات اللبنانية

بيار رفول مهضوم اكسترا خصوصا في دفاعه عن الرئيس السوري بشار الاسد “الذي اثبت عن عزيمة قوية وحافظ على وحدة سوريا!!”، كما قال عبر شاشة الـotv. كل الحق على غازي كنعان وحكمت الشهابي وعبد الحليم خدام الذين خربوا لبنان؟ وعلى الدكتور سمير جعحع الذي سرع الهجوم السوري؟! اما القرارات الخاطئة للعماد ميشال عون ومسكه خارطة المواقف الدولية بالمقلوب وحروبه الدنكيشوتية شمالاً ويميناً، فهي امنت وصول لبنان الى “جنة” الوصاية السورية التي دامت 15 عاما ونيف… المهضوم بيار رفول حاكم نوايا الدكتور سمير جعجع، وبصّر عند مايك الفغالي ان الحكيم اراد التسلح لمواجهة الشيعة!! وان لديه التزامات تجاه الخارج!! ولم ينس ان يؤكد ان خطاب التيار وقائع! (كيف ووين ما حدا سألو) وخطاب القوات افتراءات!!! واحكام رفول مبرمة ومثل الاحكام النهائية التي لا تقبل مراجعات ولا استئناف لها او فيها او عليها… “عاطفياً وعقلياً (بعيد الشر) كتيار مع وصول العماد عون الى سدة الرئاسة وسيذكر التاريخ ان مهمة الرئيس ميشال سليمان طوال 6 سنوات كانت اضعاف التيار”!!! الذي لم يضعفه تفاهمه مع “حزب الله” وتأييده لنظام بشار وانغماسه في مشروع ولاية الفقيه في لبنان والمنطقة . ما تقولوا بيار رفول مش مهضوم، بل لازم يتعلق نضوي،عفواً خرزة زرقا، ميشان صيبة العين

 

قصة جندي لبناني احتجزوه لقتله الرقيب الإسرائيلي

العربية/من بيروت وسيدني في أستراليا، حصلت "العربية.نت" صباح اليوم الخميس على معلومات قد تلبي الفضول عن جندي لبناني أطلق الرصاص الأحد الماضي فأصاب رقيباً بالبحرية الإسرائيلية وأرداه، في حادثة كادت تشتعل بسببها جبهة الجنوب اللبناني وتمتد إلى ما هو أبعد، ولا زالت غامضة الذيول والملابسات. الجندي الذي تحدثت "العربية.نت" بشأنه إلى أقارب له في بيروت وأستراليا، هو حسن عادل ابراهيم، البالغ عمره 27 سنة، وهو من بلدة "حلبا" مركز محافظة عكار في الشمال اللبناني، وجندي بالجيش منذ 10 سنوات تقريبا، طبقا لما روت ابنة خالته حنيفة الحسن، حين اتصلت بها "العربية.نت" اليوم.

مع شقيقته عائشة في حلبا بالشمال اللبناني

قالت حنيفة عبر الهاتف من سيدني إن عادل الذي تزوج في 2010 ورزق من زوجته 3 أولاد، أحدثهم سماه غالب وأبصر النور قبل 5 أيام فقط من قتله الرقيب الإسرائيلي "محتجز لدى وزارة الدفاع اللبنانية منذ الحادث، وإلى اليوم لم يعد الى زوجته وابنتيه وابنه الصغير، وأهله يستغربون كيف يتم احتجازه بدلا من منحه وساما وطنيا" على حد تعبيرها.

وذكرت أن الجندي حسن ابراهيم، الذي قامت "العربية.نت" بتحميل بعض صوره من صفحات لأقاربه في "فيسبوك" التواصلي، هو من عائلة ميسورة وله شقيقين و3 أخوات، إضافة إلى إخوة غير أشقاء من والده المالك لمزارع وعقارات وخيول في الشمال اللبناني.

تبادل لإطلاق الرصاص دام ساعتين

أما شقيقته عائشة في بيروت، فتحدثت "العربية.نت" إلى زوجها أحمد الحلبي، فتحفظ وأخبر أن شقيق زوجته "متواجد في وزارة الدفاع ربما لإعداد تقرير مفصل عما حدث، وهو يتصل بنا عبر الهاتف أحيانا، وسأزوره اليوم الخميس، وبعدها سنعرف وضعه تماما" ورفض اعتباره معتقلا في سجن بالوزارة، والشيء نفسه قاله ابراهيم، وهو شقيق الجندي حسن ويعمل بحقل الميكانيك، وزاد قائلا: "أعتقد أنه في بيت أهله بوزارة الدفاع، وتواجده هناك قد يكون لمصلحته" على حد تعبيره.

ومع اخوته وأقربائه في البلدة

ولم تتمكن "العربية.نت" من التأكد من رواية نشرها موقع "بيروت أوبزرفر" بأن حسن عادل إبراهيم "موقوف لدى سجن وزارة الدفاع على ذمة التحقيق" وأن بعض الأصوات "تسارعت لتجعل منه بطلا قوميا" مضيفا أن الحلبي، وهو من الطائفة السنية "ليست لديه انتماءات حزبية، لا سنية ولا شيعية، وهو يلتزم فقط بتعليمات المؤسسة العسكرية التي ينتمي إليها.

لم ينسحب وبقي وحيداً

كما لم يذكر الموقع نوع المصادر التي استند إليها، وعلم منها أن تبادل إطلاق النار بين دورية الجيش الإسرائيلي وعناصر الجيش اللبناني دام ساعتين "انسحب بعدها عناصر الجيش اللبناني، ما عدا الجندي حسن الحلبي الذي لم يتمكن من الانسحاب، فبقي وحيداً، واضطر إلى الاختباء فوق شجرة (..) حتى انكفاء الجيش الإسرائيلي وهدوء المنطقة، ثم عاد إلى نقطة تمركز الجيش اللبناني" وفقا للوارد في الخبر.

وحدث كل شيء بعد أن اخترق الرقيب الإسرائيلي شلومي كوهين الخط الأزرق قرب "نقطة الناقورة" في الجانب اللبناني من الحدود "حيث تواجد في المنطقة بسيارة مدنية لسبب غير معلوم" فتلقى رصاصا أرداه من الجندي حسن. إلا أن الجيش الإسرائيلي نفى الرواية اللبنانية، فيما قالت قوات "اليونيفيل" إن المعلومات الأولية لديها تفيد بوقوع الحادث على الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق، فتضاربت المعلومات وسط رواية مقابلة أخرى، وضاعت الحقائق.

 

نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف: تصريحات الأسد حول عزمه الترشح مجددا‹ للرئاسة لا تساعد الوضع في سوريا

وطنية - قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف اليوم إن "تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد حول استعداده للترشح مجددا‹للرئاسة لا يساعد على حل الأزمة في البلاد". ونقلت وكالة الأنباء الروسية (إنترفاكس) عن بوغدانوف قوله إن "إعلان الرئيس الأسد عدم استبعاده المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة أمر لا يساعد في تهدئة الوضع"، مشيرا الى أن "موسكو تدعو الأطراف الى الإبتعاد عن التصريحات التي تثير المشاعر السلبية لدى الطرف الآخر للنزاع". وأضاف:"إن تبادل التصريحات يعقد الأمور ولا يهدىء الوضع، وندعو لعدم إطلاق التصريحات قبل بدء المفاوضات نظرا لما يمكن أن تثيره من ردات الفعل، من الأفضل الإبتعاد عنها". وأكد بوغدانوف ردا على سؤال عن الجهة المسلحة التي يمكن لروسيا أن تحاورها، أن "روسيا مستعدة لإجراء حوار مع ممثلي الجيش السوري الحر في اطار اتصالاتها"، معتبرا أن من وصفهم بالإرهابيين من المعارضة السورية المرتبطين بتنظيم القاعدة لن يتحدث معهم أحد". كما أعرب عن أمله في أن توافق الولايات المتحدة قريبا على "ضرورة مشاركة ايران في مؤتمر جنيف 2، وقال: حتى الآن الأمريكيون غير موافقين، لديهم حجج غير مقنعة بالنسبة لنا، لكننا نأمل في أن يتغير رأيهم وأن يتم الإنتباه الى حججنا حول فائدة وأهمية مشاركة الإيرانيين".

 

قتال "حزب الله" في سوريا:هل يملك الحزب توكيلاً مفتوحاً من الطائفة الشيعية؟

تستمر مشاركة "حزب الله" في المعارك الدائرة على الاراضي السورية في اثارة اسئلة كثيرة، لعل اكثرها تعقيداً موقع البيئة الشيعية التي ينتمي اليها مقاتلو الحزب في هذه المعركة ومن المشاركة المفتوحة فيها.

لا مشكلة ظاهرة بين الحزب وبيئته الحاضنة بعد المعارك السورية، استنتاج قد يمكن استخلاصه بسهولة من مشاهد تشييع قتلى الحزب الحاشدة جداً، ومن براعة الحزب في الترويج لقتاله على الاراضي السورية، على انه محدود، ومن ثمّ على انه حرب وقائية لحماية لبنان من الارهاب المتمركز على الحدود. لكن هل ينطوي مشهد التأييد العام على نقاش داخلي غير معلن في الطائفة الشيعية وان كان بين النخب حول المشاركة في الصراع السوري وشكلها وتأييدها او رفضها؟ وهل وافق افراد الطائفة على مشاركة الحزب المفتوحة في هذه الحرب وهل يؤثر عدد الضحايا المرتفع من الشبان الذين يسقطون يومياً على رأيهم؟

في الآتي، نعرض لعدد من آراء شخصيات متابعة للشأن الشيعي في شكل خاص او عام.

"الكل تحت النار"

يرى استاذ العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية احمد بعلبكي ان داخل الطائفة الشيعية هناك واقعان مختلفان "الاول هو الواقع السلطوي الذي يمثله التحالف الشيعي، اما الواقع الثاني فهو منكفئ، معترض، او ربما محبط، لكن احتكار التمثيل الشيعي مرسّخ، ومحافظ عليه، ليس فقط من داخل الطائفة بل ايضا من الزعامات الطائفية الاخرى". ويشير بعلبكي في حديث لـ"النهار" الى ان "القسم السلطوي اصبح مقتنعاً ان نظرته الى الشيعة كطائفة متخطية للحدود، وتاليا يرى هذا القسم ان القسم الآخر المعارض مجرد تفصيل في الواقع السياسي الداخلي لانه غير مؤثر في الواقع الاقليمي". ويرى بعلبكي ان التداعيات على الطائفة الشيعية من تدخل الحزب في سوريا هي "كبيرة جداً، ولن تفرّق بين القسم السلطوي وبين القسم الآخر العلماني او المعارض، الكل سيكون تحت النار، والتداعيات ستطال ايضاً الواقع اللبناني في شكل عام". ويشير الى وجود ريع الانتماء الطائفي وهو امر ازداد "بعد المعركة في سوريا و سيزيد حتما في تغريب الطوائف احدها عن الآخر، بل سيجعلها تخاف وتنفر من بعضها، ويخفف من الاختلاط السكاني". ويستبعد بعلبكي ان يحدث حوار داخل الطائفة الشيعية "لان الفريق السلطوي لا يناقش، وخاصة ان الفريق الآخر في الطائفة الشيعية لم يستطع بناء كيان معارض واقتصر بالزمر المعارضة النخبوية والثقافية التي لا يمكن ان تشكل كيانا مهددا للكيان الموجود، اذ اصبحت الثقافة بمعناها النقدي واللاايماني (هذا لا يعني انهم ليس لديهم اخلاقيات وروحانيات مختلفة عن اخلاقيات السلطة المحتكرة) منقطعة عن السياسة، لكنه يعتبر ان رغم هيمنة الوعي السلطوي الوظيفي الاندماجي على الفرد، الا ان هذا الوعي يخفي وعيا تأمليا لا يعلن عنه لاسباب كثيرة اهمها القمع".

نقاش علني

الصحافي قاسم قصير يرى ان "الشخصيات الشيعية التي اعترضت على مشاركة "حزب الله" في الحرب السورية كانت واضحة منذ اليوم الاول للمشاركة، وهي شخصيات لا تملك اي تأثير فعلي على البيئة الشيعية التي باتت اليوم اكثر اقتناعاً بمشاركة الحزب في سوريا لان افرادها يرون افعال الجماعات المتطرفة، ويعتبرون ان التدخل كان ضروريا نظراً لخطورة سيطرة الجماعات المتطرفة على سوريا، وشخصياً، كنت في البداية من المتحفظين على تدخل الحزب في الصراع الدائر في سوريا لكن اليوم اصبحت مؤيّداً بقوة، لانه لو لم يدخل "حزب الله" في المعركة، لكان لبنان اصبح مثل العراق، وكانت العمليات الانتحارية والتفجيرات فيه لا تحصى".

ولا يعتبر قصير ان هناك نقاشاً داخلياً في الطائفة الشيعية، فـ"النقاش علني، لكن مع الاشارة الى ان الاصوات التي كانت معترضة خفتت وتراجعت، او لم يعد لها صدى رغم ازدياد عدد شهداء الحزب الذين يسقطون في سوريا". ويؤكد قصير انه "وبعد نحو عام ونصف من مشاركة الحزب في المعركة، من المستبعد ان ينسحب من سوريا الا بعد حصول حلّ شامل لاوضاع هذا البلد". ولا يربط قصير عدم اعلان الحزب عن عدد قتلاه في سوريا باي ارتباك او تستّر، فـ "رغم القدسية الكبيرة لحرب حزب الله مع اسرائيل الا انه لم يعلن عن عدد شهدائه في حرب تموز، وهكذا يفعل اليوم، هو ينعيهم، ويشيعهم ويعلن عنهم، لكنه لا يعطي عددا محددا، والحروب لا تقاس بعدد الضحايا من العسكرين، بل بالنتائج المحققة جراءها".

نزاع العائلات والعشائر

يوافق رئيس جمعية "امم" لقمان سليم ان جزءاً لا بأس فيه من البيئة الشيعية اعطت الغطاء الى حدّ ما لحرب "حزب الله" في سوريا، لكنه يربطه بـ"الخوف الذي صنعه حزب الله من التكفيريين، ومن السلفي الآتي الى لبنان من سوريا والذي يجب ايقافه، لكن هناك شرائح اخرى داخل الطائفة ترفض هذه المشاركة وتعتبر انها تستدرج العنف الى بيئة الحياة الوطنية في لبنان". ويشدد سليم على وجود عدد لا يحصى من التبعات السلبية الناتجة عن مشاركة الحزب في معارك سوريا، "من ابرزها المشاكل الاجتماعية التي لا يعبّر عنها على الشاشات، كالطلاق، فالموت في سوريا لا يشبه الموت في الحرب ضد اسرائيل، وها نحن نرى ان حزب الله يخلي الساحة الشيعية للعائلات والعشائر ونزاعاتها الداخلية حيث يلاحظ ازدياد المشاكل في هذا السياق ". وهناك وفق سليم تبعات خطيرة على الطائفة الشيعية، كـ"مستقبل عمل ابناء الطائفة في الخليج واثر العدّاوات بين السنة والشيعة التي لا تمحى". وبعيداً عن كل الشائعات التي تتحدث عن دفن عدد كبير من قتلى الحزب في منطقة السيدة زينب في سوريا، وعن اجبار الحزب عناصره ذكر رغبتهم ان يدفنوا في العراق وفق سليم، "بعيداً عن كل ذلك فان الحزب يعرف جيداً كيفية تقنين قتلاه، وكيف يخدّر المجتمع عن طريق الدولارات التي يدفعها، والكره الذي ينميه ضدّ التكفيري وفق مفهومه".

التخويف

من جهتها تؤكد استاذة العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية منى فياض في حديث لـ"النهار" ان "الحزب نجح في تخويف الشيعة، لانهم في الحقيقة يخجلون من الدفاع عن الرئيس السوري بشار الاسد، لذلك سعى الى ذرائع متعددة بدأت من الدفاع عن اللبنانيين المقيمين في الاراضي السورية ومن ثم الدفاع عن المقدسات، وعاد ليقول انه يقوم بحرب استباقية، وفي النهاية اصبح يدعي انه يقاتل هؤلاء الذين سيصلون الى لبنان اذا سيطروا في سوريا". وترى فياض ان "البيئة الشيعية اصبحت خائفة ولديها شعور عدائي ولذلك هم يشعرون ان لا حلّ لديهم سوى ان يقاتل حزب الله في سوريا لانه بذلك يدافع عنهم، لكنهم في الواقع ليسوا مرتاحين او فرحين لمشاركته في الحرب". وتلاحظ فياض انها تحصل على موقعها الخاص على الفيسبوك، "على عدد من الاعجابات من قبل بعض الاشخاص القريبين من حزب الله على بعض ما اكتبه من انتقادات ضد هذا الحزب، وهذا ما اعتبره تغييراً ولو محدوداً في هذه البيئة". وتكمل فياض حديثها عن التبعات التي ستنتج عن تدخل الحزب في معركة ضد الشعب السوري على الطائفة الشيعية "سينظر من خلالها الشعب العربي الى الشيعة على انهم عملاء لايران، ويقفون ضد العرب والعروبة من اجل دعم مصلحة الفرس، فتدخل السعودية في شأن ما ليس كتدخل ايران، لان السعودية دولة عربية. هذا اضافة الى تزايد نسبة التفجيرات التي ستستهدف مناطق الشيعة، لانه ببساطة عندما تكون في مواجهة ناس تهان كرامتهم يوميا، فمن الطبيعي ان يكونوا مستعدين لتفجير انفسهم يمن يستخف بهم".

وتستبعد فياض ان يتغيَّر شيء في البيئة الشيعية "سيظل الشيعة مخوَفين، وحزب الله سيبقى مشاركا بالحرب السورية الا اذا جاء امر ايراني بالانسحاب، وهذا سيكون عند التسوية الاقليمية".

تفجيرات لبنان

استاذ العلوم السياسية غسان العزّي يلاحظ في حديث لـ"النهار" ان "الواقع اللبناني والانقسام الطائفي الموجود يجعلان من زعماء الطوائف دون استثناء قادرين على التصرف بسياسات لا تحظى بموافقة البيئات التي ينتمون اليها لكنهم في النهاية يحصلون على موافقة غالبية البيئة الحاضنة لهم، وذلك بسبب الانقسام والفرز الكبير الحاصل". ويعتقد العزّي انه "لو حصل احصاء قبل مشاركة الحزب في الحرب السورية داخل الطائفة الشيعية لكان الجواب بعدم الموافقة على المشاركة لكن اليوم اصبح القتال في سوريا من وجهة نظر غالبية الشيعة ضرورة لانه دفاع عن النفس". لا يجد العزّي اي تداعيات داخل الطائفة الشيعية لمشاركة الحزب "فمعركة القصير حصلت، ووصلت فيها مشاركة الحزب الى ذروتها، ولم يحصل اي ردة فعل معارضة داخل الطائفة الشيعية بالمعنى الفعلي، لكن طبعا هناك تداعيات على الطائفة من خلال التفجيرات التي لا يمكن ان نراها سوى ردّ على تدخل الحزب، لكن هل كانت لتحصل لو لم يتدخل؟ بإعتقادي لا". المصدر : النهار

 

لا فوز لأية قيادة تشارك في تحويل بلادها إلى ساحة حرب

راغدة درغام/الحياة

توجد يافطة على الطريق من دبي الى أبو ظبي تنص على «أن مَن لا يؤمن بأن الفوز Winning هو كل شيء، لا يعرف دبي». الفوز، في هذا المعنى هو فوز دبي، بمساهمة مباشرة من أبو ظبي، باستضافة «اكسبو 2020» بعد منافسة حامية مع مدن مهمة من روسيا وتركيا والبرازيل. اتحاد دولة الإمارات العربية كله احتفى وافتخر وشعبه تطلّع الى حدث آتٍ بعد 7 سنوات بكل ايجابية نفسية واقتصادية. «أصبحنا شعباً سعيداً بسبب ايجابية قيادتنا»، قالت مواطنة اماراتية تباهت بتواضع بلادها وبرؤيوية قادتها، و «أحلامنا تتحقق». المسافة شاسعة جداً بين تحقيق احلام معظم أهل منطقة الخليج العرب وبين كوابيس تذعر أهل الشرق الأوسط في العراق وسورية ولبنان والأردن وفلسطين. ليس الفوز للجميع بالمعنى الذي قصدته يافطة دبي هو الذي يهيمن على معظم القيادات في هذه الدول وإنما هو الاستفراد بالفوز بمعنى الانتصار على حساب الآخر ضمن معادلة الانتصار والهزيمة. يقول البعض ان الرئيس السوري بشار الأسد انتصر و «لعِبَها بإتقان» بما أدى الى بقائه في السلطة وتشرذم المعارضة السورية على ايقاع «القاعدة» وأخواتها – المستورد منها والمحلي. واقع الأمر ان لا فوز ولا انتصار لأية قيادة تشارك في تحويل بلادها الى ساحة حرب على الإرهاب بالنيابة عن روسيا وأميركا وأوروبا وكذلك اسرائيل. لا فوز ولا انتصار لأي زعيم أو قائد يعتبر نفسه رابحاً فيما بلاده تتمزق وشعبه يتشرّد ويُقتَل ويَفقَر. تحوَّل «حزب الله» الى لاعب اقليمي بسبب مشاركته في القتال في أكثر من مكان – بالذات سورية – لا يجعل منه فائزاً طالما افعاله ترتهن أهل بلاده وطالما يجعل من الوطن أداة للآخرين وساحة استقطاب للتطرف وإرهاب «القاعدة» وأمثالها. قيادات الكوابيس لا علاقة لها بالقيادات التي تحقق الأحلام وتُسعِد شعوبها. القيادات الإسلامية صادرت الحريات والأحلام والثورات كما حدث في مصر وليبيا وتونس. القيادات العسكرية على وشك الانتحار إذا مضت بإجراءات قمعية تحجب حق التجمع والتظاهرات. أوكرانيا «لعبتها» جيداً ليس لأن انتماءها الآن الى الحظيرة الروسية سيأتي عليها بالحرية والرخاء بعدما ضخّت موسكو فيها الأموال وتسهيلات الغاز في صفقة أنقذتها من الإفلاس. فازت أوكرانيا لأن قيادتها فاوضت وحصلت على ما يُنقذ بلادها من الانهيار بدلاً من الركض وراء «الاتحاد الأوروبي» وهو يختال متغطرساً رافضاً المعونة، معتبراً أن مجرد فتح أبوابه نعمة للمدعوين الى دخوله. أما روسيا، فإن تحقيق قيادتها الفوز والانتصار تلو الآخر في ساحات الآخرين لم يأتِ عليها بالرضى من شعبها الذي يعاني من إفرازات فساد مستبد وحكم لا يسمح للآخر بالفوز بالحريات. الرئيس الأميركي باراك أوباما قرر ترك مفاتيح القيادة في كثير من بقع العالم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتقداً أن انسحابه من الحروب والأماكن الساخنة سيضمن له سعادة شعبه به وهو ينصب على اصلاح الاقتصاد وفرض برنامجه للتأمين الصحي. لكن أوباما ما زال ينزلق في الاستطلاعات الأميركية ليس فقط بسبب عدم الرضى على سياساته وإنما لأنه وَعَد بقيادة مدهشة ونفّذ بسياسات أدنى اعتيادية من المعتاد. وما فعله بالقيادة الأميركية على الساحة الدولية حصد للولايات المتحدة الكثير من العدائية وخيبة الأمل وانحسار الثقة بها، فانزلقت القيادة الرؤيوية التي أوحى بها وانزلقت معها هيبة الرئاسة الأميركية على السواء.

مع اقتراب انتهاء العام 2013 يمضي عقد كامل على خلع أول الرؤساء العرب الذين اعتقدوا ان ديمومتهم غير قابلة للنقاش. صدّام حسين بطَشَ وكَابَر وانتهى في حفرة اذهلت القادة العرب. خلعه من السلطة أتى عبر قوات أميركية وإعدامه أتى على أيادٍ عراقية. حلمه كان الزعامة الإقليمية فأخذ شعبه الى الحروب وأفقره في بلاد الخير والموارد الطبيعية.

لكن وضع العراق ليس بخير عبر قيادته الجديدة، بل انه يفتقد التماسك وشعبه يتناحر وينقسم مذهبياً. صدام حسين وضع النظام قبل البلاد. رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي يضع الولاء لإيران قبل الانتماء العربي الى العراق. الحرب الأميركية التي خاضها الرئيس السابق جورج دبليو بوش على الإرهاب في العراق قدّمت العراق الى ايران وحذفت العراق من المعادلة الاستراتيجية العربية – الإسرائيلية لمصلحة اسرائيل. شعب العراق ما زال يرقد تحت كابوس تلو الآخر بعدما محت قياداته حقه بالحلم والارتقاء والازدهار.

القيادة الإيرانية في ظل ملالي وثوار الجمهورية الإسلامية أيضاً حجبت عن شعبها متعة الحلم والرخاء. ومهما حصلت عليه من اعجاب بصبرها وإتقانها حنكة التفاوض والكلام المعسول، ان ايران اليوم مكبّلة بالعقوبات الاقتصادية. ايران أُعيدت عقوداً الى الوراء فيما كان في وسعها ان تكون متطوّرة ومنفتحة على العالم برخاء.

لا يكفي التباهي بصنع الصواريخ والطائرات وبالقدرات النووية وبالتوسعية الإقليمية. فهذه قيادة لا تُسعِد شعبها. انها قيادة ثيوقراطية تفرض الدين على الدولة، تخشى حرية مواطنيها، ترفض الإصلاح، تمنع الاحتجاج وتقمع. ومهما تصاعد الاحتفاء الأميركي والغربي عموماً بمؤشرات على خطابها الجديد، فالقيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست رؤيوية وانتصاراتها لا تشكل فوزاً لشعبها بالحياة ورغد العيش.

الدول العربية الخليجية ليست النموذج البديل طالما ان اصلاحاتها – على أهميتها – تنحصر في الاقتصاد والبناء. هامش الحريات ضيّق جداً في هذه الدول مع اختلاف النسب بينها.

وضع المرأة وحقوقها ومشاركتها في صنع القرار وتبوّؤ المراكز الحكومية في دولة الإمارات العربية والكويت وقطر وعمان والبحرين لا تجد صدىً لها في المملكة العربية السعودية مع ان ادخال المرأة الى مجلس الشورى تطور فائق الأهمية. الشعوب الخليجية تطالب بانفتاح أكبر لكنها لا تعيش الكابوس الذي تعيشه الشعوب العربية الشرق أوسطية لأن العلاقة مع القيادات في المنطقتين تقع على اختلاف جذري وشاسع بينهما.

اليوم، وفي الأمم المتحدة، لكل من عُمان وقطر والإمارات سفيرة هي المندوب الدائم التي تمثّل بلادها في المنظمة الدولية. الكويت كانت السبّاقة بتعيين امرأة في المنصب. عُمان عينت شقيقتين كسفيرتين، احداهما لدى الأمم المتحدة والأخرى لدى واشنطن. لدى البحرين سفيرة في واشنطن.

باستثناء الأردن الذي عيَّن سفيرة له لدى العاصمة الأميركية، يكاد التمثيل النسائي الديبلوماسي في الأمم المتحدة وواشنطن يقتصر على دول مجلس التعاون الخليجي ما عدا المملكة العربية السعودية. هذا مؤشر جيد لدول تتطوّر بنيوياً وتأخذ في حسابها متطلبات خلع رواسب تعرقل مسيرتها.

في تطور لافت قبل أسابيع، دعا حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الى مشاركة شعبية لإغناء رسم السياسات التي كان وزراؤه ينظرون فيها. أطلق ورشة فكر شعبية شكلت سابقة وأتت نتائجها غزيرة ومثمرة.

هذا النوع من التفكير يكاد يكون كائناً غريباً على صناع القرار في كثير من الدول العربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث الحق بالمشاركة وبالحلم يبدو مغيّباً عمداً.

نعم، ان الشعب العربي يريد لنفسه دبي وليس دمشق ولا طهران. هذا الشعب يريد ان يعيش حياة طبيعية ووظيفة آمنة وحرية شخصية تحت ظل قوانين تمنع الاستئساد والاعتداء. يريد الاستقرار وليس الفوضى وحروب الزعامة ومعارك بقاء الأنظمة أو استراقها.

محزن جداً ان تكون سورية اليوم موقع أسى على ما آلت اليه عبر «أفغنتها» وتحويلها ساحة الحرب على الإرهاب. مؤلم جداً أن يعاني شعبها من الصقيع في العراء وأن يصل عدد المهجرين والمشردين داخلياً ما يقارب 7 ملايين شخص وعدد ضحايا حربها الى ما يقارب 150 ألفاً. فليس في الأمر فوز أو انتصار.

مرعب جداً أن تنتقل الحرب السورية الى لبنان الهش حيث قياداته المتعددة تنظر الى الفوز بموازين الفائدة الشخصية أو الحزبية، وحيث رجال الحكم فيه لا صلة لهم بفوز للجميع وإنما فقط بمكاسب للفرد وللقبيلة. هذا بلد الأقليات. لا أحد يحق له الهيمنة لا بالإيديولوجية ولا بالسلاح.

قلق الأقليات مفهوم في بلاد فيها أكثرية مهيمنة. أما في لبنان، فلا مكان للأكثرية فيه. انه بلد الأقليات التي يجب أن تدرك ان مكانها ليس فوق بعضها بعضاً وإنما بجانب بعضها بعضاً. فالاستعداد للسعادة لدى اللبنانيين جزء من خامتهم الطبيعية. قياداتهم هي التي تحاول مصادرة هذه الجاهزية للإسعاد كي تبقى متحكمة وحاكمة بالتخويف وباللاإستقرار.

فهنيئاً للشعب الذي يرتاح الى قيادته الإيجابية ويشعر انها تلبي حقه بالسعادة. فليدمها الله نعمة. وعسى ان تنتقل العدوى الى أهل المشرق والمغرب العربي.

باني في أقسى هجوم على السلطة: الحكومة الأكثر فشلاً وفساداً في تاريخ لبنان

 

حوادث الطريق» بين إسرائيل وإيران

وليد شقير/الحياة

كان سهلاً على الذين وضعوا أيديهم على قلوبهم ليل الأحد – الإثنين الماضي، بعد أن قتل جندي لبناني أحد عناصر دورية إسرائيلية تخطت أو حاولت أن تتخطى الحدود الى الأراضي اللبنانية، خوفاً من رد فعل إسرائيلي، أن يطمئنوا بعد ساعات قليلة، الى أن تل أبيب ستتبع سلوك ضبط النفس ولن تواجه الحادث برد عسكري أكثر مما فعلته قواتها فور وقوع الحادث من إطلاق نار عشوائي على المنطقة المحيطة بالموقع الذي أطلق منه الجندي اللبناني الرصاص وأردى الجندي الإسرائيلي.

والمعلومات أفادت، من إسرائيل نفسها، بأن قيادة جيشها لا تريد تصعيداً، وكذلك القيادة السياسية. وكان المخرج إعلان الجيش اللبناني أن الحادث وقع نتيجة «تصرف فردي» من الجندي اللبناني، وتأكيد قوات الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان التعاطي مع الحادث على أنه «معزول»، بعد اجتماع عسكري ثلاثي، دولي – لبناني – إسرائيلي في مقر قيادة هذه القوات، في اليوم التالي.

اللافت في ما أحاط بهذا الحادث أن «حزب الله» تصرف خلافاً للعادة بطريقة تجاهل فيها الحادث، على رغم بعض الاستنفار البعيد من الأضواء الذي نفذه عناصره قرب الحدود، وركّز اهتمامه على الهجومين اللذين تعرض لهما الجيش اللبناني في صيدا من قبل مجموعتين انتحاريتين وعلى دور المجموعات التكفيرية التي يقول إنه يخوض مواجهة معها في سورية ولبنان. وهو تركيز ينسجم مع ميل الحزب منذ مدة الى تجاهل إسرائيل، في التعبئة الإعلامية والسياسية التي يعتمدها لجمهوره ولتبرير سياساته، إلا حين يربط قادته لأغراض هذه التعبئة، بين التكفيريين وبين إسرائيل وبعض الدول العربية الخليجية.

إلا أن مناسبة الحديث عن التعامل بهدوء وضبط النفس، من جانبي إسرائيل (خصوصاً) و «حزب الله» في الجنوب، هي المناخ الإقليمي الدولي الجديد في العلاقة الإيرانية – الغربية، التي لا بد من أن تنعكس على السلوك الإسرائيلي. ومع أن تل أبيب دأبت منذ عام 2006، هي و «حزب الله» والسلطات اللبنانية على احتواء أي حادث على الحدود، فإن جديد المناخ الدولي – الإقليمي منذ الاتفاق المرحلي بين إيران ودول 5+1 على البرنامج النووي الإيراني، في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي والانفتاح الأميركي – الإيراني قبله، باتا يفرضان حذراً أكبر من الأطراف الثلاثة. وإذا صح ما نشرته مجلة «نيوزويك» في 25 تشرين الثاني الماضي، عن لقاء عقد في منطقة «معزولة»، في فرنسا، بين ضباط سابقين في الحرس الثوري الإيراني والجيش الإسرائيلي بترتيب من مسؤولين صينيين وفي حضور مسؤولين سابقين من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وأستراليا، الى مائدة العشاء في أحد القصور القديمة، تخلله حوار من أجل تدوير الزوايا في شأن محادثات الملف النووي التي توصلت الى الاتفاق المرحلي، لاحقاً في جنيف، فإن جديد المناخ الإقليمي والدولي هو التواصل غير المباشر عبر ما تسميه اللغة الديبلوماسية، «القنوات الخلفية»، بين الجانبين الإسرائيلي والإيراني، برعاية دولية.

وفي حين تقول «نيوزويك» أن أحد الضباط الإسرائيليين السابقين (دورون أفيتال) المشاركين في اللقاء اعتبر أن «إيران تستدير نحو الغرب» بفعل توجهات قيادتها الجديدة، فإن منطق «القنوات الخلفية» الديبلوماسي، يحتمل تواصلاً غير مباشر بين الدولتين، بالتزامن مع «الضجيج» الرسمي الذي مارسه ويمارسه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، حيال انفتاح حليفته الأولى واشنطن في اتجاه طهران، وحيال اتفاق جنيف المرحلي. إنه ضجيج غرضه رفع السقف أمام توجه لا قدرة للدولة العبرية على معاكسته في سياسة إدارة الرئيس باراك أوباما التقاط فرصة انتخاب الرئيس حسن روحاني الساعي لمعالجة مشكلات طهران مع الغرب، ولإخراج بلاده من أزمتها الاقتصادية الناجمة عن عقوبات الدول الكبرى. وهو ضجيج رمى الى الحصول على تطمينات من أوباما، وإلى أن يشمل التفاهم مع طهران، تفاهماً بينها وبين تل أبيب، يضمن أمنها. واللقاء الذي تحدثت عنه «نيوزويك» ربما كان فاتحة اتصالات في هذا الاتجاه لا بد من أن يحصل غيرها (إذا لم تكن حصلت).

وفي كل الأحوال، فإن واشنطن، وهي تعيد تموضعها على الصعيد الدولي وتمارس سياسة انكفاء في المنطقة، لا بد من أن تسعى بموازاة ذلك الى ترتيب مواقع حلفائها، وإسرائيل في الطليعة، لأنها ما زالت ملتزمة أمنها وبالتالي لا بد من أن تدفع الى تفاهم إيراني – إسرائيلي لضمان هذا الأمن.

إنه إذاً، مناخ ترتيب الأوراق الإقليمية الذي يفرض حسابات استراتيجية مختلفة، عند إسرائيل، وإيران وحلفائها، لا سيما في لبنان. وإلى أن ينتقل البحث فيها من القنوات الخلفية الى القنوات العلنية، وهو مسار سيأخذ وقتاً لأسباب داخلية في كل من الدول المعنية، سيتعاطى قادة هذه الدول مع بعض الحوادث الناجمة عن حال الخصومة، على أنها «حوادث سير»، لا تلغي التوجه نحو التفاهمات التي تفرضها المعادلات الجديدة. هكذا يمكن أن يقتل جندي إسرائيلي، ويمكن أن يتم اغتيال القيادي في «حزب الله» حسان اللقيس، ويُحتمل أن تضيف الإدارة الأميركية عقوبات جديدة على مؤسسات إيرانية، من دون أن يسبب كل ذلك مواجهة أو عودة الى الوراء... وقد يكون الإبقاء على سورية مشتعلة، وسيلة لتبرير كل ما يحصل.

 

لا راهبات في حلب

حسام عيتاني/الحياة

فور انحسار العاصفة الثلجية، ظهرت مروحيات وقاذفات الجيش النظامي في سماء حلب. مئات البراميل المعبأة بنفايات المواد المتفجرة ألقيت على التجمعات السكانية الفقيرة في المدينة فقتلت وجرحت ودمرت. والعالم لا يبالي.

ولماذا يبالي؟ ما يعني، «المجتمع الدولي» من حرب النظام على مجتمعه، في أمان. الأسلحة الكيماوية في طريقها الى التفكيك. جبهة الجولان هادئة. الأقليات أسلمت قيادها لحاميها الأمين. ما يجري في حلب والغوطة ودرعا، مجرد تكرار لحوادث ومجريات قديمة لا تلقى أدنى اهتمام من الغرب ووسائل إعلامه وقادته السياسيين و»الأخلاقيين».

في نظرهم هذه حرب بين همجيتين. بين تسلطية اقلوية وبين اسلاموية إلغائية. وما من عاقل سيمد اصبعه الى هذه الآلة الجهنمية التي ستلتهم الذراع في ثوان.

ويجوز الحديث الى ما لا نهاية عن أخطاء انزلق اليها المعارضون السوريون وعن ممارسات انخرطوا فيها مما لا تختلف عن ممارسات النظام، من تحطيم الكنائس واحتلالها الى ذبح الأسرى العلويين. ويصح كذلك اعتبار قصف احياء حلب الفقيرة محاولة من النظام لدفع السكان هناك نحو المزيد من اليأس واعتناق التطرف الديني سبيلاً وحيداً للرد على العنف الذي يستهدفهم بعنف من الطراز عينه.

ولا يخفى كذلك ما يحرّكه الصمت العالمي على مجازر حلب الأخيرة مقابل الضجة التي اثارها اختطاف راهبات معلولا، من نقمة حيال هذا الاحتقار لقيمة حياة مئات القتلى لمجرد انهم لا ينتمون الى واحدة من الأقليات الكريمة. وتبدو فظيعة تلك المقارنة بين الاستنكار الكبير (والمُحق) للهجوم على بلدات مسيحية وعلوية، وبين اللامبالاة امام ذبح ابناء حلب بالبراميل المتفجرة.

يريد النظام إذاً، استدراج ردود فعل طائفية دموية على مجازره المخطط لها بعناية ووعي. يريد ان ينساق سنّة سورية الى قتل مجنون لمسيحييها وعلوييها وشيعتها.

وسيحصل على ما يريد. ذلك ان جانب المعارضة والثورة لا يخلو من الموتورين والمتطرفين المستعدين لتلبية كل رغبات النظام العلنية والمضمرة. ولأن رياء العالم بلغ مستوى لا يحتمل في تجاهل مآسي السوريين، القتلى ببراميل بشار الأسد والمهانين بأجهزة امنه والقابعين تحت احتلال حلفائه اللبنانيين والإيرانيين والعراقيين. والهائمين على وجوههم في شوارع بيروت وعمّان وإسطنبول وغازي عنتاب وغيرها، فيما يمثل إلغاء العقل والسياسة وأولويات الثورة والانغماس في عدمية «داعش» ومن يعادلها، تنفيساً مناسباً لاحتقان القهر والظلم والذل.

يصمت العالم لأن لا راهبات في حلب ولأن دماء اطفالها ونسائها رخيص. هكذا سيفسر المنطق الطائفي لا مبالاة المجتمع الدولي. سبق ان شهدنا هذه المعادلة في فلسطين ولبنان والعراق، وما قاد اليه هذا التعالي الاستشراقي من عنف وعمليات انتحارية وأحزمة ناسفة.

يصمت العالم لأنه لا يحب القضايا المعقدة. وخصوصاً لأنه لا يستسيغ وضع مصالحه في مواجهة ادعاءاته الأخلاقية. ولا مشكلة عنده في البحث عن وكلاء محليين حتى لو كانوا من صنف الزبانية والقتلة لتهدئة الأمور، كيفما اتفق، في انتظار الكارثة المقبلة. ولسياسة التفرج على حقول القتل تراث عميق في العالم المتحضر، من كمبوديا الى البوسنة ورواندا والشيشان. «دعوهم يقتلون بعضهم بعضاً، ثم نتفاوض مع الناجين».

ولا بأس أيضاً إن ظهر فهلوي من هنا وقائد ملهم من هناك ليؤكدا ان الأولوية يجب ان تكون لمحاربة التكفيريين... بعد ذلك ترفع نعامة رأسها من الرمال وتسأل: من أين أتى هؤلاء؟.

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية - المنتصر والمهزوم في سوريا

عبد الكريم أبو النصر/النهار

لخص مسؤول أوروبي بارز في جلسة خاصة في باريس الوضع في سوريا استناداً الى المعلومات والمعطيات التي يملكها المسؤولون الأميركيون والفرنسيون والغربيون عموماً ويتعاملون على أساسها مع الأزمة السورية فقال: "ان نظام الرئيس بشار الأسد خسر فعلاً المعركة لأنه لم يستطع أن يحسم المواجهة مع الثوار والمعارضين لمصلحته وأن ينتصر عليهم ويستعيد سيطرته على البلد، والثوار ربحوا على رغم انهم لم يتمكنوا حتى الآن من إسقاط النظام إذ انهم نجحوا، من طريق تضحياتهم الكبيرة وقدراتهم المحدودة، في إنهاكه وإضعافه الى أقصى حد وفي عزله على نطاق واسع عربياً وإقليمياً ودولياً، كما انهم فرضوا أنفسهم قوة أساسية في المعادلة الداخلية والخارجية فبات من غير الممكن وقف الحرب وحل الأزمة من غير التفاهم معهم وتنفيذ مطالبهم المشروعة التي يدعمها السوريون في غالبيتهم الواسعة. ويتصرف الأسد على أساس ان بقاءه في السلطة إنتصار له وللمجموعة المرتبطة به بقطع النظر عن الكوارث التي تواجهها سوريا والتي تجعل هذا الإنتصار شكلياً بل وهمياً إذ ان النظام عاجز عن ممارسة الحكم الحقيقي أي ضمان الأمن والإستقرار في مختلف المناطق وحل المشاكل الهائلة التي يعانيها البلد والشعب بكل فئاته. والحقيقة الأساسية ان أي نظام عربي آخر لم يفقد السيطرة على بلده وعلى مناطق واسعة فيه لمصلحة خصومه الثوار والمعارضين شأن نظام الأسد، على رغم امتلاكه قوة عسكرية - أمنية هائلة وامتناع الدول الأجنبية عن خوض حرب ضده أو عن غزو بلده. كما ان أي نظام عربي آخر في التاريخ الحديث لم يستخدم ضد المحتجين بل ضد المواطنين العاديين وطوال أكثر من سنتين ونصف سنة الطائرات والصواريخ والدبابات وكل أنواع الأسلحة التي يملكها من أجل محاولة إخضاعهم لسلطته من غير جدوى. ويمكن القول بأن الثورة السورية هي أعظم ثورة شعبية ضد نظام متسلط في التاريخ العربي الحديث، على رغم محاولة عناصر جهادية تحويل مسارها والإساءة الى أهدافها الحقيقية، إذ سقط فيها مئات الآلاف من القتلى والجرحى، من غير أن ينجح النظام في تحقيق أهدافه الأساسية".

وأوضح المسؤول الأوروبي البارز ان هذا الواقع "يجعل المسؤولين في الدول البارزة يقولون إنه ليس ثمة حل دولي - إقليمي ويستند الى بيان جنيف المؤرخ 30 حزيران 2012 والذي يحدد خريطة طريق واضحة لإنهاء حكم الأسد وقيام نظام جديد في سور يا". وأضاف ان أربعة عوامل مهمة أخرى تجعل حل الأزمة عسكرياً غير ممكن وهي:

أولاً - فشل النظام في إنهاء الثورة في بداياتها وهو يواجه الآن، استناداً الى معلومات واشنطن وباريس، ما بين 150 ألفاً و 200 ألف مقاتل مسلح أقل من عشرة في المئة منهم جهاديون.

ثانياً - أفلتت سوريا من قبضة النظام وباتت ساحة مواجهة واسعة، بل ان النظام لم يستطع ضمان الأمن في دمشق ذاتها وفي مطارها على رغم وجود مئات الحواجز العسكرية وفرض إجراءات أمنية إستثنائية.

ثالثاً - نجح الثوار والمقاتلون في إنهاك النظام وتقليص قدراته لأنهم يخوضون ضده حرباً تقليدية وحرب استنزاف وحرب عصابات وحرب مواقع من أجل السيطرة على مستودعات الأسلحة، كما إنهم ينفذون عمليات خاصة وهجمات انتحارية في مواقع حساسة ومهمة. ولم تعد لدى النظام أعداد كافية من العسكريين النظاميين والمقاتلين الموالين له لخوض المعارك في مختلف الجبهات وعلى هذا الأساس طلب مساعدة آلاف المقاتلين اللبنانيين والعراقيين الموالين لإيران من غير أن ينجح في إحكام سيطرته على البلد وضبط أوضاعها.

رابعاً - يملك النظام قدرات تسلحية ضخمة، لكن قواته تقاتل في ساحات عدة معادية شعبياً له ولسياساته وأعماله، وهذه نقطة ضعف أساسية لديه. في المقابل، يملك الثوار قواعد شعبية حقيقية مؤيدة لهم ولمطالبهم تمنحهم القدرة على مواجهة النظام بفاعلية، وهذه نقطة قوة لهم.

وخلص المسؤول الأوروبي الى القول: "بقاء النظام في بلد مدمر يتقاتل أبناؤه ليس انتصاراً له، خصوصاً انه يواجه عزلة إقليمية ودولية غير مسبوقة وأوضاعاً أمنية وعسكرية واقتصادية ومالية ومعيشية وسياسية بالغة الصعوبة والقسوة وهو ليس قادراً على معالجتها. بات نظام الأسد أسير حرب يعجز عن الانتصار فيها وعن وقفها بقرار منه وحده ويلحق تواصلها المزيد من الدمار والخراب بالبلد ويرفع أعداد الضحايا والمشردين والفقراء. ولن يتحقق الحل السياسي إذا لم تمارس الدول البارزة وعلى رأسها أميركا وروسيا ضغوطاً حقيقية كبيرة على نظام الأسد لإرغامه على قبول المعادلة الأساسية وهي ان إنقاذ سوريا يتطلب رحيله وقيام نظام جديد".

 

إسرائيل وخطر الجهاديين

رندة حيدر/النهار

تعكس ردة الفعل الإسرائيلية المضبوطة على حادث مقتل أحد جنودها بنيران جندي لبناني، التحدي الذي تواجهه إسرائيل في هذه المرحلة مع تغير طبيعة المخاطر التي تحيط بها على حدودها مع لبنان. فبعد الحادث لم تكن قادرة على الرد بمهاجمة الجيش اللبناني الذي سارع الى التنديد بالحادث، كما لم يكن في وسعها معاقبة "حزب الله" الذي لاعلاقة له بما جرى. تتابع إسرائيل بقلق تحول لبنان ساحة خلفية للصراع بين التنظيمات الجهادية المرتبطة بـ"القاعدة" و"حزب الله" الذي اصبح في الاشهر الاخيرة هدفاً لهجماتها داخل الأراضي اللبنانية. وهي لا تستبعد في ظل الاحتقان المذهبي الكبير الذي يسود لبنان من جراء مشاركة "حزب الله" في القتال في سوريا، وفوضى السلاح، وما تعتبره ضعفاً في الحكومة المركزية، إقدام هذه التنظيمات الجهادية على تسخين الحدود اللبنانية - الإسرائيلية لتوريط "حزب الله" في مواجهة لا يرغب فيها مع إسرائيل وقت ينشغل خيرة مقاتليه في الحرب السورية. وما زاد هذه الشكوك كون الجندي اللبناني الذي اردى الجندي الإسرائيلي من الطائفة السنية وليس الشيعية، مما عزز الاعتقاد ان يكون واقعاً تحت تأثير المجموعات السنية الجهادية! لكن الوضع الاكثر اقلاقاً بالنسبة الى إسرائيل هوالقائم على الحدود في الجولان وخصوصاً مع تزايد حوادث اطلاق النار من الجانب السوري على الجانب الإسرائيلي، وحصول عمليات نوعية مثل تفجير عبوة ناسفة بالقرب من السياج الحدودي لدى مرور دورية إسرائيلية. صحيح أن المجموعات الجهادية مشغولة حالياً بالقتال ضد قوات الأسد، ولكن في رأي إسرائيل عاجلاً ام آجلاً يمكن ان توجه سلاحها الى إسرائيل. وبصرف النظر عن الانقسام في الآراء داخل إسرائيل حيال ما يجري في سوريا، بين من يعتبر بقاء الأسد يخدم مصلحة إسرائيل، ومن يرى العكس، فإن إسرائيل مدركة للتغير الذي اخذه مجرى الأحداث هناك لمصلحة نظام الأسد. ففي رأي عدد من المراقبين الإسرائيليين، بينهم ايتمار رابينوفيتش الذي كان مسؤولاً سابقاً عن المفاوضات مع سوريا، استطاع هذا النظام الى جانب الانجازات العسكرية الاخيرة التي حققها أن يسترجع جزءاً من مكانته بفضل تعاونه في تطبيق قرار تجريده من الأسلحة الكيميائية وتحوله شريكاً للاتفاق الروسي - الأميركي في هذا الصدد. في حين تبدو المعارضة السورية مشرذمة وخاضعة لنفوذ التنظيمات الجهادية الإسلامية الراديكالية وغير قادرة على الحسم العسكري. في ظل هذا الوضع، ترى إسرائيل ان العدو الذي تعرفه احسن من العدو الذي لا تعرفه، وينطبق هذا على نظام الأسد في سوريا وعلى "حزب الله" في لبنان.

 

بكركي لن تكرّر لعبة الدخول في الأسماء وما يهمّها منع حصول فراغ في الرئاسة

اميل خوري/النهار

يخطئ من يعتقد أن بكركي ستكرر خطأ الدخول في لعبة اسماء المرشحين للرئاسة الأولى لأنها حريصة على أن تكون على مسافة واحدة من الجميع ولا تميز بين مرشح وآخر وتصنفهم بين قوي وضعيف، ومن هو من الصف الأول ومن هو من الصف الثاني أو الثالث. فما يهم بكركي هو أولاً وقبل شيء الحؤول دون حصول فراغ في أعلى منصب للموارنة في الدولة، وهذا يتطلب من جميع النواب ولا سيما منهم المسيحيون حضور جلسات الانتخاب وعدم التغيب عنها من دون عذر شرعي، وإلا فان المتغيب عنها يتحمل مسؤولية تاريخية أمام الله والوطن.

لكن لا بأس من جهة أخرى أن تسعى بكركي إلى التوفيق بين المرشحين توصلاً إلى الاتفاق على تقديم مرشح واحد يصبح فوزه مضموناً في مجلس النواب لأن لا خيار عندئذ للشريك المسلم سوى انتخابه إذا شاء أو القاء ورقة بيضاء أو وضع آلية للانتخاب تجعل المرشح الذي نال أصواتاً أقل ينسحب للمرشح الذي نال أصواتاً أكثر وهكذا دواليك، إذ إنه من الصعب في ظل الانقسام بين المسيحيين إن لم يكن يستحيل، التوصل إلى اتفاق على مرشح واحد ليس لأن كل واحد منهم يعتبر نفسه قوياً، بل لأن لكل منهم خطاً سياسياً متعارضاً مع الخط الآخر ومن الصعب جمعهم حول خط واحد. فمرشحو 8 آذار هم مع المحور الايراني – السوري ومع سلاح "حزب الله" ولا يعارضون مشاركة الحزب عسكرياً في الحرب السورية، في حين أن مرشحي 14 آذار هم ضد هذا المحور وليسوا مع بقاء سلاح "حزب الله" خارج الدولة ولا مع مشاركة الحزب في الحرب السورية، وقد تدور الرئاسة المقبلة بين هذين الخطين السياسيين المتعارضين إذا لم تحسم الأزمة السورية من الآن حتى موعد الانتخابات الرئاسية، واقتراع النواب سيكون اقتراعاً لأحد هذين الخطين أكثر منه اقتراعاً لأشخاص المرشحين. وعندما يجري الاقتراع على هذا الاساس يصبح المرشح القوي ليس بشخصه فقط إنما بموقفه من هذين الخطين.

إلى ذلك، فإن قوى 8 آذار، إذا رشحت العماد ميشال عون أو النائب سليمان فرنجيه، فإنها ترشح مَن يؤمن بخطها، وان قوى 14 آذار إذا رشحت الرئيس أمين الجميل أو الدكتور سمير جعجع أو النائب بطرس حرب أو النائب روبير غانم فهي ترشح مَن يؤمن بخطها أيضاً، وذلك كما كان الترشيح في الماضي يتم على اساس من يؤيد خط "الكتلة الوطنية" ومن يؤيد خط "الكتلة الدستورية" ومن يؤيد النهج الشهابي أو يعارضه. وإذا كان القرار واحداً في قوى 8 آذار لأن الآمر واحد، فإن القرار في قوى 14 آذار قد لا يكون واحداً لأن ليس فيها آمر واحد. لذلك فإنها إذا لم تتفق على مرشح واحد فإنها تقدم أكثر من مرشح وتترك للأكثرية النيابية المطلوبة انتخاب من تشاء منهم، مع الأخذ في الاعتبار موقف نواب كتلة جنبلاط من كل مرشح لأن أصواتهم قد تكون وازنة إذا ظل الانقسام على ما هو بين 8 و14 آذار. وهذا معناه أن المرشح الذي يكسب أصوات نواب كتلة جنبلاط يصبح حظه كبيراً في الفوز، وهو ما حصل في الماضي بين الرئيس كميل شمعون ومنافسه حميد فرنجيه، إذ إن أصوات النواب السنّة في طرابلس هي التي رجّحت كفة شمعون على فرنجيه، كما رجّح صوتا نائبي الكورة فوز سليمان فرنجيه على الياس سركيس. وفي تلك المعارك، لم يكن ثمة مرشحون أقوياء ومرشحون ضعفاء بل كان فيها مرشحو مبادئ وخط سياسي. ومن يفز بالأكثرية يحكم ليس وحده بل مع رئيس للمجلس وحكومة من الخط نفسه. أما اليوم فالصورة مختلفة إذ لم يعد في استطاعة الأكثرية التي يفز بها رئيس الجمهورية أن تتجاهل الأقلية عند تشكيل الحكومات لأن روح الطائفية تطغى على روح الديموقراطية العددية بحيث تفرض الديموقراطية التوافقية نفسها لتجمع الأكثرية والأقلية في حكومة واحدة تحت شعار "لا غالب ولا مغلوب" أو تحت مقولة إن لبنان في ظل الطائفية لا يحكم إلا بالتوافق.

لذلك فان الكلام على وجوب انتخاب مرشح من الأقوياء واستبعاد المرشحين الضعفاء هو كلام جدلي ليس إلا. فالمواقف وحدها هي التي تجعل الرئيس المعروف عنه أنه ضعيف قوياً والرئيس المعروف عنه أنه قوي ضعيفاً.

فكم من رؤساء دخلوا الحكم أقوياء وخرجوا منه ضعفاء، ورؤساء دخلوا الحكم ضعفاء وخرجوا منه أقوياء، وذلك تبعاً لمواقفهم التي ترضي بيئتهم. فالرئيس شمعون خرج من الحكم قوياً في بيئته فقط لأنه وقف ضد "التيار الناصري"، والرئيس سليمان فرنجية خرج قوياً أيضاً في بيئته لأنه تصدى للتنظيمات الفلسطينية المسلحة التي اعتدت على سلطة الدولة، والرئيس سركيس الذي اعتبر ضعيفاً وقف في وجه النظام السوري الذي جاء به عند قصف جيش النظام الاشرفية، وهدد بالاستقالة إذا لم يتوقف القصف، والرئيس بشير الجميل الذي قيل إن اسرائيل جاءت به رفض توقيع اتفاق سلام معها من دون موافقة شريكه المسلم. وها ان الرئيس ميشال سليمان الذي قيل ان سوريا كان لها دور في ايصاله إلى الرئاسة الأولى يتخذ المواقف الوطنية التي لا ترضيها. وهذا معناه أن الرئيس يكون قوياً بمواقفه الوطنية وتمسكه بالثوابت ويصبح ضعيفاً إذا تخلى عنها، والرئيس القوي هو الذي يستطيع تغيير مجرى الأحداث ويجعلها تسير في مجراه وليس العكس.