المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 14 تشرين الثاني/2013

 

عناوين النشرة

*رسالة يوحنا الأولى/الفصل 1//01-10/الله نور

*سرطان حزب الله وضرورة التصدي له بلغة يفهما محور الشر السوري-الإيراني

*بالصوت/قراءة للياس بجاني في سرطان حزب الله وفي مؤتمرات مسيحية مسخ وفي مواقف باردة تبصق من الفم/أهم الأخبار/13 تشرين الثاني/13

*حزب الله لا يفهم غير لغة القوة وللتفاهم معه علينا أن نتكلم لغته/الياس بجاني/13 تشرين الثاني/13

*المقالة، موضوع التعليق/شارل جبور/التعايُش بالتوافق لا الإكراه/13 تشرين الثاني/13

*اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/13تشرين الثاني/13

*نشرة الأخبار باللغة الانكليزية

*إلى القيادات المسيحية في 14 آذار/الياس بجاني/13

*تعليق الياس بجاني على مقالة للكاتب السيادي شارل جبور: حزب الله لا يفهم غير لغة القوة وللتفاهم معه علينا أن نتكلم لغته/الياس بجاني/13

*التعايُش... بالتوافق لا الإكراه/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*على من تقرأ مزاميرك يا...سليمان!!

*ماذا قال الحريري لسليمان عن "مشاركته" في الحكومة؟

*هذا ما تقوله بعبدا عن زيارة السعودية والقمة التي شارك فيها الحريري

*جعجع عن "انتصار" نصرالله: عندما يكون داخل حفرة يعتقد انه في اعلى الجبل

*حزب الله والهستيريا الصادحة يميناً وشمالاً

*قتيل وخمسة جرحى جراء سقوط سقف مخالف في الرويسات ومنع التصوير بحجة انها منطقة أمنية

*بالاسماء والارقام: فضائح حزب الله من اوروبا الى اميركا.. الاكبر في التاريخ؟

*السعودي في بيروت علي عواض عسيري: زيارة سليمان للسعودية حققت أهدافها

*مشهد من "كلام الناس" عن المسموح والممنوع في الإتهام

*دمشق: هاون يقتل 4 تلامذة

*البابا دان مقتل اطفال بقذيفة في دمشق وندد بمأساة يجب الا تتكرر

*سليمان: لقيام الهيئات الرقابية بدورها حيال المخالفات في المؤسسات العامة والبلديات

*تشييع الشيخ سعد الدين غية، في بلدة تكريت

*مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر رد دفوع علي عيد وطلب تخلية أحمد علي

*النيابة العامة المالية إدعت على بشير وآخرين بجرم الاختلاس وتبييض الاموال

*نديم الجميل اولم للسفير الاميركي بحضور نواب بيروت

*المشنوق: مشاركة حزب الله في سوريا تأسيس لضرب السلم الاهلي

*نصرالله:لا بد من حكومة جديدة تطمئن الجميع

*بري التقى السفير الايراني: ملف التجسس الاسرائيلي سيبقى موضع متابعة حتى النهاية

*الرئيس الحريري رداً على نصرالله: لن نعطي حزب الله صك براءة لمشاركته في الحرب السورية   

*أحمد الحريري: القاتل حزب الله والنظام السوري... واسرائيل في اسعد ايامها عندما ترى نصرالله يرسل مقاتليه الى سوريا 

*14 آذار: نرفض المشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب الله إلا على قاعدة إعلان بعبدا

*عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم: لحكومة وحدة وطنية بعيدا عن الرهانات والأحلام الخاطئة

*نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم : تعالوا نبني لبنان معا فلا أحد بمقدرته البنيان وحده

*عضو "جبهة النضال الوطني" النائب نعمة طعمة: من يظن ان دور السعودية تقلص فهو واهم

*عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب زياد أسود : زيارة سليمان للسعودية لم تقدم شيئا وما يحصل تقطيع وقت

*فتفت: الكلام عن اتفاق على التشكيل بعد لقاءات السعودية تهويل سياسي

*النائب سمير الجسر : القمة اللبنانية السعودية دعم لقوى الاعتدال في لبنان

*"إيجابيـات عدة لزيارة سليمان للسعودية/الوزير أحمد كرامي: قتل غية نتيجة الفلتان الامني لا التحريض

*مخطط لتصفية جميع القيادات السنية المتحالفة مع حزب الله

*تسجيل زواج يحلّ بلدية نهر ابراهيم

*إيران تُظهر تصميماً على إثبات جدّيتها وأميركا لا تحتمل تحويل حلفائها إلى خصوم/روزانا بومنصف/النهار

*دراسة قانونية: الدستور لا ينص على الثلثين لانتخاب الرئيس/ايلي الحاج/النهار

*داعش تدريب إيراني وتسليح سوري/علي الحسيني/المستقبل

*حضور الحريري فعل فعله والرسالة السعودية وصلت دعم المملكة لن يكون على حساب سلام بل تعزيزاً له/سابين عويس/النهار

*اليوم الثالث من أعمال مجلس البطاركة: الخدمات الاجتماعية وقوانين الأحوال الشخصية

*طرابلس تنتصر على الفتنة.. وتنتظر الفرج/فاطمة حوحو/المستقبل/

*المفاوضات الغربية ـ الإيرانية "ترسم" مستقبل المنطقة/ربى كبّارة/المستقبل

*«حزب الله» والمسيحيّون: توسيع نفوذ لكنّ الانفجار ممنوع/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*إيران وأميركا تبحثان عن مخرج/حسان حيدر/الحياة

*البحث عن صيغة «محاصصة طائفية» بديلاً من نظام الأسد/عبدالوهاب بدرخان /الحياة

*منهجية الإغراق في التفاصيل التقنية/عبدالله إسكندر/الحياة

*رسالة السعودية: سليمان والحريري يمثلان وجه لبنان المعتدل

*لا لقاء بين نصـرالله وجنـبلاط قبل حسـم الخيارات السورية

*انتشار امني في باب التبانة والف عنصر اضـافي الى طرابلس

*موقع “القوّات” يسأل المثقفين: رعد “مهضوم” كـ”وئام وهاب” وعليه إيجاد إسم جديد لما يسميه مقاومة

*الياس المر من مارسيل غانم الى شقيقه جورج

*آخر يهودي في أفغانستان يبيع الكباب في مطعم بكابول

*أخطاء سمير جعجع وخطاياه /اعداد أنطوان مراد/لبنان الحر

*تعليقاً على ما سُمِّيَ المؤتمر المسيحي المشرقي/بقلم/سليم العازار 

*البيت الأبيض يحذر الكونغرس: التصويت ضد إيران يؤدي للحرب

*معارك عنيفة قرب مقام "السيدة زينب" في دمشق...و"حزب الله" يسيطر على اللواء 80 في حلب

*الجيش الحر يعلن "النفير"...لوقف تقدّم "حزب الله" في حلب

*أكراد سوريا يعلنون إدارة انتقالية ذاتية بعد تشكيل حكومة الائتلاف/السفير فورد: رفض المعارضة الذهاب إلى جنيف يعني الخيار بين النظام أو «داعش»

*واشنطن أعلنت مجموعتي بوكو حرام وانصار النيجيريتين ارهابيتين

 

تفاصيل النشرة

 

رسالة يوحنا الأولى/الفصل 1//01-10/الله نور

وهذه البشرى التي سمعناها منه ونحملها إليكم هي أن الله نور لا ظلام فيه. فإذا قلنا إننا نشاركه ونحن نسلك في الظلام كنا كاذبين ولا نعمل الحق. أما إذا سرنا في النور، كما هو في النور، شارك بعضنا بعضا، ودم ابنه يسوع يطهرنا من كل خطيئة.وإذا قلنا إننا بلا خطيئة خدعنا أنفسنا وما كان الحق فينا. أما إذا اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل شر. وإذا قلنا إننا ما خطئنا، جعلناه كاذبا وما كانت كلمته فينا

سرطان حزب الله وضرورة التصدي له بلغة يفهما محور الشر السوري-الإيراني
بالصوت/قراءة للياس بجاني في سرطان حزب الله وفي مؤتمرات مسيحية مسخ وفي مواقف باردة تبصق من الفم/أهم الأخبار/13 تشرين الثاني/13

حزب الله لا يفهم غير لغة القوة وللتفاهم معه علينا أن نتكلم لغته/الياس بجاني/13 تشرين الثاني/13
المقالة، موضوع التعليق/شارل جبور/التعايُش بالتوافق لا الإكراه/13 تشرين الثاني/13
اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/13تشرين الثاني/13

نشرة الأخبار باللغة الانكليزية
من ضمن النشر/ قراءة لمقالة شارل جبور: (التعايُش بالتوافق لا الإكراه) وتعليق عليها/مؤتمرات مسيحة مسخ رأس حربتها الراعي ومظلومه/ذمية قادة 14 آذار المسيحيين/فجور وعهر مرتزقة محور الشر في لبنان/ زيارة الرئيس سليمان للسعودية وعمليات الإسقاط والتجني/ محور الشر ووهم الانتصارات/تأملات إيمانية في مفهم أن الله نور مستوحاة من رسالة يوحنا الأولى/الفصل 1//01-10/: "وهذه البشرى التي سمعناها منه ونحملها إليكم هي أن الله نور لا ظلام فيه. فإذا قلنا إننا نشاركه ونحن نسلك في الظلام كنا كاذبين ولا نعمل الحق. أما إذا سرنا في النور، كما هو في النور، شارك بعضنا بعضا، ودم ابنه يسوع يطهرنا من كل خطيئة.وإذا قلنا إننا بلا خطيئة خدعنا أنفسنا وما كان الحق فينا. أما إذا اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل شر. وإذا قلنا إننا ما خطئنا، جعلناه كاذبا وما كانت كلمته فينا"/متفرقات

إلى القيادات المسيحية في 14 آذار

الياس بجاني/13 تشرين الثاني/13/كفاكم مسايرة للراعي وكفاكم سكوتاً على سورنته وملاليته، فالرجل كالبلدوزر وكما ترون بوضوح ليس فيه أي لبس يسير بقوة ودون رادع أو كوابح مع مخططات محور الشر السوري-الإيراني محلياً وإقليمياُ ودولياً 100% ويسخر كل امكانيات الكنيسة المارونية في هذا السياق وكأن وهم حلف الأقليات هو خشبة الخلاص في حين أنه سرطان قاتل. قولوا لا للمؤتمرات المسيحية المشرقية المسخ التي الراعي هو رأس حربتها وسموه بالأسم عندما تنتقدون هذه المؤتمرات. إن موقفكم الرمادية والباردة المسايرة للراعي طبقاً لحسابات شخصية والتعامي عن خطورة مواقفه ستكون مدمرة للكيان ولكل طموحات وتضحيات ثورة الأرز. المطلوب منكم مواقف واضحة وعلنية وشفافة وصادقة من كل ما يقوم به الراعي وكذلك المطارنة العاملين بأمرته ومنهم ايلي نصار وسمير مظلوم وبولس الصياح. المواقف مطلوبة قبل فوات الآوان وواجبكم الوطني والإيماني يفرض عليكم أن تقودوا وليس أن تنقادوا، ومن عنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ

 

تعليق الياس بجاني على مقالة للكاتب السيادي شارل جبور: حزب الله لا يفهم غير لغة القوة وللتفاهم معه علينا أن نتكلم لغته

http://www.aljoumhouria.com/news/index/103476

الياس بجاني/13 تشرين الثاني/13/تصاب بالقرف والغضب أعداد كبيرة من اللبنانيين الأحرار والسياديين ونحن منهم عندما ببغائية فاقعة يكرر قادة وسياسيين من 14 آذار الدعوات الفارغة من أي معنى إلى حزب الله للعودة إلى لبنان وإلى تغليب مصلحة اللبنانيين متغنين بتضحيات مقاتليه في تحرير الجنوب وفي الانتصار على إسرائيل في حرب 2006. ولا يفوت هؤلاء القادة التأكيد دائما على أن خيارهم هو سلاح الموقف وأنهم كانوا مع المقاومة حتى يوم تحرير الجنوب سنة 2000. على خلفية هذه الثقافة الذمية والمخادعة للذات فشلت 14 آذار في تحقيق أي انجاز منذ العام 2005 وهي تنتقل من انكسار إلى آخر والأمثلة بالعشرات. لماذا ذمية؟ ذمية لأن كل اللبنانيين من غير المرتزقة وأيتام النظام السوري والطرواديين يعرفون جيداً أن حزب الله لم يكن في يوماً من الأيام مقاومة ولا هو حرر الجنوب سنة 2000 ولا هو انتصر في حرب 2006. ويعرفون جيداً أن حزب الله هو إيراني بكل شيء، عقيدة وسلاحاً وتمويلاً وقيادة ومشروع. كما أن هذا الحزب لا هو لبنانياً ولا عربياً بل جيشاً إيرانياً كامل الأوصاف تابع مباشرة للحرس الثوري الإيراني. من هنا لا قرار مستقل لقادة حزب الله من اللبنانيين لأنهم ينفذون دون سؤال أوامر أسيادهم الملالي، وبالتالي كل الدعوات إلى الحزب للعودة إلى لبنان أو للخروج من سوريا أو لأي أمر أخر هي دعوات موجهة للجهة الغلط ويجب أن توجه الدعوات كلها مباشرة إلى ملالي إيران. كما أن سلاح الموقف المحكى عنه هو سلاح لا يعيره النظام الإيراني أو جيشه في لبنان، حزب الله،  أي اهتمام ويعتبرون من يتسلح به جباناً وغير قادر على المواجهة. حزب الله لن يسلم سلاحه طوعاً إلا بأمر مباشر من الملالي أو من ضمن اتفاق دولي مع الإيرانيين . أما ومشروع هؤلاء فليس الثلث المعطل أو المثالة أو الوزارة أو البترول، لا، بل إسقاط النظام اللبناني واستبداله بجمهورية تابعة لإيران ونقطة على السطر. حزب الله وأسياده لا يفقهون غير لغة القوة والردع وما دمنا كلبنانيين سياديين رافضين هذا الخيار فنحن من تراجع إلى آخر وهذا هو للأسف وضعنا الحالي المأساوي. يبقى أن هناك خياراً واحداً لم يجرب بعد وهو سعي 14 آذار لإعلان لبنان دولة فاشلة وترك الأمم المتحدة كما تقتضي قوانينها أ، تمسك بحكمه وتعيد تأهيله.

 

التعايُش... بالتوافق لا الإكراه

شارل جبور/جريدة الجمهورية

من قال إنه محكوم على اللبنانيين العيش وسط الحروب الساخنة والباردة والنزاعات المديدة وعدم الاستقرار؟ ومن قال إنه كتب على لبنان أن يبقى ساحة وصندوق بريد ودولة مغيّبة وشعباً أسيراً؟ ومن قال إن الجغرافيا مقدسة وقدسيتها تفوق قدسية الانسان؟ ومن قال إن التعايش يكون بالإكراه لا بالتوافق؟ ومن قال إنه يجب على فئة أن تخضع لشروط الفئة الأخرى؟ ومن قال إنه لا يجب الإقرار بحقّ كل فئة بأن تحيا وفق قناعاتها الدينية والسياسية والعقائدية؟ ومن قال إن الفصل خطأ إذا كان الوصل متعذراً؟ ومن قال إن الأولوية للوحدة حتى لو كانت مستحيلة؟ في بلد اللامنطق أو بالأحرى حيث الكلمة لمنطق القوة باتت القاعدة كالآتي: نحن من يحدّد دور لبنان وأنتم إمّا تخضعون أو ترحلون، هذا الدور الذي أدى غياب التوافق حوله إلى انزلاق لبنان لمواجهات بدأت مع اتفاق القاهرة ولم تنته بعد، ولن تنتهي قبل الإجابة الموحدة على سؤال: أيّ لبنان نريد؟

وفي هذا المجال تبرز جملة وقائع وحقائق لا بد من الإقرار بها:

أولاً، ثمّة قناعة راسخة لدى شريحة واسعة من اللبنانيين أنّ "حزب الله" لن يتخلى يوماً عن سلاحه وعن مشروعه الإقليمي.

ثانياً، ثمّة قناعة راسخة لدى الشريحة نفسها أنّ تسليم "حزب الله" لسلاحه لن يكون طوعاً، أي وليد قناعة ذاتية، إنما نتيجة تطورات إقليمية في غير مصلحته.

ثالثاً، ثمّة قناعة راسخة لدى بيئة "حزب الله" بأنّ سلاحه أبديّ وسرمديّ ويتخطى البعد السياسي إلى الديني.

رابعاً، ثمّة قناعة لدى الشريحة الأخيرة نفسها أن التطورات الخارجية ستتيح لها حسم الوضع لبنانياً باتجاه إعادة تجديد الوصاية السورية ولَو بآرمة جديدة.

ويبرز حيال ما تقدّم ثلاثة أسئلة: ما حظوظ الوصول إلى مساحة مشتركة بين الفئتين عنوانها الدولة ونقطة على السطر؟ والجواب صفر. والسبب في ذلك عائد لرفض "حزب الله" تسليم سلاحه، وسَعيه إلى فرض حلّ بشروطه.

والسؤال الثاني: هل يمكن تنظيم الخلاف طالما الاتفاق مستحيلاً؟ والجواب: كلا. والسبب أنّ "حزب الله" يريد الاستئثار بالقرار كله والسيطرة على البلد كله.

والسؤال الثالث: هل يمكن لبلد أن ينهض في ظل وجود جماعة مغلوب على أمرها أو أخرى غير معنية بالبلد من أساسه؟ والجواب كلا. وبالتالي، هذا التكاذب المشترك محكوم بحدّين: إطباق "حزب الله" على لبنان بالكامل، أو استمرار الأوضاع على هذا النحو.

وإذا كان من سؤال رابع، فهو: أيّهما أفضل التعويل على التطورات الخارجية لترجيح كفّة فريق على آخر أم إعادة تشكيل البلد بما يتلاءم مع تطلعات كلّ فريق؟ والجواب: إذا كان وجدان جماعة معينة أكبر من لبنان، وتجاوزه للدستور والميثاق ليس نابعاً فقط من رغبته بالتجاوز، إنما مِن تَبديَته خياره الإقليمي على خياره اللبناني، انطلاقاً من دوره وشعوره وتطلعاته وإيمانه، فهل يجب محاسبة هذا الفريق على شعوره بأنه يجد نفسه في صلب الخيار الإيراني لا اللبناني، أم محاولة تفهّم مشاعره وإعادة صياغة النظام اللبناني على هذا الأساس؟ ولكن المعضلة أنّ "حزب الله" يرفض الإقرار بحقّ غيره ويريد إلزام اللبنانيين بخياراته؟

وفي الخلاصات يبرز الآتي:

1 - البلد يقترب رويداً رويداً من لحظة 13 نيسان 1975، وتكفي متابعة مناخات التعبئة والاحتقان وردود الفعل والتسلح الجاري على قدم وساق.

2 - مشروع "العبور إلى الدولة" فَقدَ رافعته الشعبية، إذ إنّ الجمهور يقترب أكثر فأكثر من التطرّف، ولم يعد يريد الاستماع إلى خطابات تتصِل بالدولة التي تقف عاجزة أمام قوى الأمر الواقع.

3 - الرأي العام أصبح أقرب إلى الفصل من الوصل في ظلّ إدراكه استحالة التوافق على تحييد لبنان وعودة القرار الاستراتيجي إلى داخل الدولة.

4 - "حزب الله" لا يمكنه استنساخ تجربة الوصاية السورية لأنه فريق داخلي لا خارجي، فضلاً عن فشل تجربته بوَضع يده على الدولة ديموقراطياً، هذه التجربة التي وصل إلى أوَجّها مسيحياً مع وثيقة التفاهم، وسنياً مع إسقاط الحكومة الحريرية، فيما اليوم أصبحت كل الطائفة السنية ضده و"التيار الوطني الحر" يعيد تموضعه ولو جزئياً.

5 - ثمّة إدراك لدى شريحة واسعة من اللبنانيين أن الوقت بات يعمل لصالح مشروع الدويلة، وأنّ الرهان على تطورات الملف السوري لتغيير الوقائع الداخلية لم يعد في محله، وأنّ هناك خطوات يجب اتخاذها لوَقف قضم الحزب المنهجي للدولة.

إنّ كل ما تقدّم يؤشر إلى أنّ اللبنانيين سئموا من هذه المراوحة، وأنّ قدرتهم على الاستيعاب تضاءلت إلى حدود الصفر، وأنّ استمرار هذا الوضع سيقودهم إلى خطوات جذرية لا يمكن أن يحول دونها سوى الاتفاق سريعاً على عنوان أوحَد هو الدولة.

 

على من تقرأ مزاميرك يا...سليمان!!

يقال/قال رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في مقابلة مع صحيفة سعودية على هامش الزيارة التي قام بها للرياض إن "على من انخرطوا في النزاع المسلح بسورية، العودة إلى لبنان، لتلافي الأخطار على السلم الأهلي اللبناني." والرئيس سليمان، يجدد بذلك، تأكيده أن لا حوار و"حزب الله" يقاتل في سوريا، وهو يؤكد، وخلافا لادعاءات "حزب الله"، بأن الذهاب الى المشاركة في الحرب السورية لا تبعد اهتزاز السلم الأهلي عن لبنان بل تجذبه.

كلام رئيس الجمهورية سليم، بطبيعة الحال، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا...سليمان! "حزب الله" لا يسمع كلمتك، ولا يهتم بها، لأن "عقله اللبناني" ممنوع من الصرف. ربما، كنت مشغولا في ترتيب زيارتك للرياض، ولم تسمع أو تقرأ ما قاله نصرالله عن طريقة اتخاذ القرارات في "حزب الله"، حيث لا عقل ينفع، ولا مصلحة وطنية تُجدي، ولا دستور يستقيم، بل "أوامر الولي الفقيه" الإيراني النسب والمصلحة والاستراتيجية والتكتيك. أنت ، يا فخامة الرئيس، لا قيمة لصوتك ولكلمتك وللدستور المؤتمن عليه، بالنسبة لحزب الله، تماما كعقول مدعي قيادة الحزب في لبنان. نصيحة لبنانية، يا فخامة الرئيس، ومن خلالك لجميع اللبنانيين، لا تتعب نفسك بمخاطبة نصرالله وصحبه اللبنانيين، فهو باعتراف نصرالله مجرد أداة تنفيذية عند الولي الفقيه. لذلك، عليكم بمخاطبة الولي الفقيه، فقراره وحده يجدي. في لبنان، لدينا أدوات تنفيذية. في إيران يوجد صاحب القرار!

 

ماذا قال الحريري لسليمان عن "مشاركته" في الحكومة؟

يقال نت/في ما يتعلق بلقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس سعد الحريري، فقد تخلله عرض من رئيس الجمهورية شدد خلاله على أهمية قيام حكومة جامعة خصوصا انها ستكون المؤهلة لملء الفراغ إن وصل لبنان الى الاستحقاق الرئاسي ولم يتمكن من انجازه. وقال الرئيس سليمان في هذا الصدد: "ان حكومة تصريف الاعمال أمضت اكثر من سنتين في السلطة ولم تفعل شيئا. وتاليا فان الحكومة الجديدة التي لن تبصر النور قبل نهاية كانون الثاني او الأول من شباط المقبل لن يبقى امامها سوى القليل من الوقت قبل الانتخابات الرئاسية". وخاطب الحريري قائلا: "سواء تشكّلت الحكومة وفق صيغة 9-9-6 او وفق أي صيغة اخرى من المهم ان تكونوا جزءا منها". فكان جواب الحريري ان لا مشاركة في الحكومة قبل انسحاب "حزب الله" من سوريا.

 

هذا ما تقوله بعبدا عن زيارة السعودية والقمة التي شارك فيها الحريري

أبدت مصادر رئاسية ارتياحها للزيارة الرئاسية التي قام بها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى السعودية شكلاً ومضموناً، خصوصاً انها، من حيث الشكل، جاءت مع حفاوة الاستقبال لتدحض كل الأقاويل السابقة التي رافقت تأجيل الموعد السابق للزيارة. ورغم الوقت القصير للزيارة، فإن الجانب السعودي حرص على أمرين:

الأول انه خلال القمة اللبنانية ـ السعودية بين الرئيس سليمان والملك عبد الله بن عبد العزيز، حرص الأخير على حضور كل الأمراء الأساسيين الذين يتولون مقاليد السلطة في السعودية.

والثاني اللقاءات المكثفة التي عقدها رئيس الجمهورية، في مقر إقامته في قصر الضيافة، مع الأمراء السعوديين ممن يتولون حقائب أساسية مثل الخارجية والداخلية والحرس الوطني، والتي تم خلالها البحث في ملفات متخصصة تتصل بالعلاقات بين البلدين. وقالت المصادر: «ان الجلسة الأهم هي القمة بين سليمان وعبد الله، التي حضرها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري والتي دامت ساعة وعشر دقائق، والتي تم خلالها عرض كل المواضيع من دون الدخول في التفاصيل. حيث أكد الملك السعودي على وجوب تفاهم اللبنانيين في ما بينهم، والحرص على الاستقرار عبر الالتزام بإعلان بعبدا والعودة إلى طاولة الحوار الوطني. وركز سليمان على تحييد لبنان عن التداعيات السلبية للأزمات المحيطة، وتحديداً الأزمة السورية، والالتزام بإعلان بعبدا من قبل كل الافرقاء، ودعم الاقتصاد اللبناني استنادا إلى الدور التاريخي للسعودية في رعاية الوفاق والاستقرار اللبناني، ودعم عملية النمو والاستثمار والاقتصاد الوطني». أما في ما خص حضور الرئيس الحريري للقمة فاعتبرت المصادر انه «لا يمكن رفض الإرادة الملكية بحضور الحريري، ناهيك ان حضوره ليس محل انزعاج رئاسي، انما يصب في الهدف الأساسي للزيارة، وهو العمل على اعادة وصل ما انقطع بين اللبنانيين والتشجيع على الحوار وحل الملفات العالقة».

وإذ لفتت المصادر إلى انه «ليس بالضرورة ان تظهر سريعاً النتائج العملية للزيارة، وانها ستكون موضع تشاور وتواصل بين رئيس الجمهورية والقيادات السياسية في لبنان». أشارت إلى ان «أبرز ما تم التوافق عليه هو:

1ـ الحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني في لبنان.

2ـ انضواء جميع الأفرقاء تحت سقف الثوابت الوطنية التي تبقي لبنان بمنأى عن تداعيات ما يحصل حوله، وتحديدا في سوريا.

3ـ تعزيز العلاقات الثنائية استنادا إلى دور السعودية في دعم الوحدة والاستقرار.

4ـ وجوب إيجاد حل سياسي للوضع السوري ووقف القتل والتدمير.

5ـ استعداد السعودية للمساعدة وتقديم الدعم للبنان كي يستطيع مواجهة الأعباء الناجمة عن العدد الضخم للاجئين السوريين.

6ـ تعزيز خط الاعتدال وتطبيق اعلان بعبدا، لا سيما تحييد لبنان عن المحاور والصراعات.

متابعة التشاور الثنائي عبر القنوات المعنية».

وأشارت المصادر إلى ان «اللقاء بين سليمان والحريري بحث في كل الأوضاع الداخلية من جوانبها المختلفة، ومن ضمنها الوضع الحكومي الذي تمت مقاربته من زاوية وجوب تأليف الحكومة من دون ان تكون صيغة الحكومة هي العائق».

وعلقت مصادر ديبلوماسية في بيروت على تعمد الجانب السعودي حضور الرئيس سعد الحريري لقاء القمة بين الرئيس سليمان والملك عبد الله بالقول «ان من يعرف العقل السعودي يفهم ان هذا التعمّد هو رسالة للجميع، في الداخل والخارج، بأن أي تسوية للملفات الداخلية اللبنانية العالقة، من الحكومة إلى النفط وما بينهما، لا تتم إلا عبر سعد الحريري».

وأكّد عضو في الوفد المرافق لـ«السفير» أن الوفد اللبناني «لمس حرص الملك عبدالله على الاستقرار والاعتدال، وعلى أبناء الجالية في السعودية إلى أي طائفة انتموا، وتقدير لحكمة الرئيس سليمان». مشيراً إلى أنه «لم يطرح موضوع الحكومة مع المسؤولين السعوديين، لأن موقف رئيس الجمهورية معروف هو استمرار المشاورات لتشكيل حكومة جامعة تنال الثقة كي تتمكن من إدارة الشؤون الوطنية».

وأضاف: «ان المحادثات تركزت على نتائج وخلاصات اجتماعات مجموعة الدعم الدولية التي أنشئت في نيويورك، والتي قررت دعم الاستقرار في لبنان والالتزام بإعلان بعبدا ودعم الاقتصاد والجيش اللبناني، والجهد القائم لمواجهة مشكلة اللاجئين، لجهة تقاسم الأعباء المالية وتقاسم الاعداد وإيوائهم داخل سوريا وإعادتهم إلى بلدهم عند استتباب الوضع. وقد وعدت السعودية بالانضمام إلى مجمل هذا الجهد».

وأكّد أن سليمان «لمس حرصاً شخصياً من الملك عبد الله على مواصلة الحوار الوطني، وأن على اللبنانيين المسؤولية الأولى في معالجة المواضيع الداخلية والتي تقع حصراً بين أيدي اللبنانيين».

وحول الوضع الحكومي، أشار إلى أنه «كان توافق على ضرورة تشكيل الحكومة، ولكن التفاصيل تبحث في لبنان، والسعودية لا تتدخّل إنما تبارك الخطوات، علماً أن التشكيل هو من صلاحيات الرئيس المكلّف بالتعاون مع رئيس الجمهورية».

وأوضح أن سليمان «لمس أيضاً حرصاً شخصياً من الملك عبد الله على لبنان واستقراره وازدهاره من منطلق الدور الشخصي الذي يلعبه في هذا الإطار. كما تم تناول دور السعودية في التوصل إلى اتفاق الطائف الذي يشكّل مظلّة الأمان للبنان».

وخلص إلى القول: «بشكل عام، الاستقبال الحاشد في المطار، ومضمون ولهجة المحادثات، تشير إلى رغبة بتقديم الجوانب الايجابية والحرص على الاعتدال والاستقرار، ومواكبة الميل الدولي العام للتفاوض والتباحث».

وحصلت النهار" على معطيات ووقائع من الزيارة الرئاسية وما سجّل فيها من مواقف وما انتهت اليه من نتائج على النحو الآتي:

- في ما يتعلق بملف اللاجئين السوريين الذين يزداد عددهم باستمرار، طرح الرئيس سليمان خلال لقائه العاهل السعودي ما جرى في نيويورك من تحرك دولي لمؤازرة لبنان في تحمل أعباء ملف اللجوء فكان جواب الملك عبد الله ان لبنان ليس في حاجة الى الحصول على دعم المملكة بطريقة غير مباشرة لانها مستعدة لتلبية طلباته مباشرة، وهي قررت وباشرت دعم النازحين السوريين وستستمر في تقديم المساعدات. ووجه الملك سؤالا الى وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل عن تفاصيل ملف السوريين في لبنان فأدلى الاخير بما لديه من معطيات.

- في ما يتعلق بالازمة السورية، كانت مداخلة طويلة للملك سأل فيها عن تورط "حزب الله" في الصراع وتساءل كيف يسمح للحزب بالذهاب الى سوريا، داعيا الى ارجاعه الى لبنان لأن هذا التورط يضّر بلبنان ومشددا على وجوب اتباع سياسة النأي بالنفس. وهنا رد الرئيس سليمان مبرزا أهمية اعلان بعبدا الذي اعتمده لبنان بالاجماع الى طاولة الحوار. وأبدى الملك اهتماما بموضوع الحوارعلى اساس اعلان بعبدا، فما كان من الرئيس سليمان الا ان أكد سعيه الدؤوب من اجل معاودة الحوار. كما كان توضيح من رئيس الجمهورية في شأن منع "حزب الله" من التدخل عسكريا في سوريا، مشيرا الى تداعياتها اذا دخل الجيش اللبناني في مواجهة على هذا الصعيد. وقد ساند الرئيس الحريري الرئيس سليمان في طرحه. وهنا أعرب الملك عبد الله عن تألمه لمشاهد الاطفال الذين قتلوا في قصف تعرضت له مدرسة مسيحية في دمشق. وتساءل: "ما ذنب هؤلاء الاطفال لكي يقتلوا؟ ولا يفيد هنا الكلام عن قاصف ومقصوف". وأكد الملك ان لا حل في سوريا اذا لم تتوقف آلة القتل. بينما شدد الرئيس سليمان على الاعتدال الاسلامي – المسيحي، قائلا إن الحلول يصنعها المعتدلون.

- عن مشاركة الرئيس الحريري في لقاء رئيس الجمهورية والملك عبدالله، دخل الرئيس سليمان مكان اللقاء وكان الرئيس الحريري في القاعة، فتصافح الجميع ولما انتهت المصافحة طلب الملك من الجميع الجلوس بمن فيهم الحريري الذي شارك في اللقاء.

وقال مواكبون لزيارة الرئيس سليمان للسعودية إن أهمية هذه الزيارة انها فتحت أبواب المساعدات من المملكة للبنان لتحمل أعباء اللاجئين السوريين. أما في ما يتعلق بتشكيل الحكومة، فبدت الابواب موصدة على خلفية الحوار بين سليمان والحريري. وفي الوقت نفسه سيجري تحريك ملف الحوار بعد عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني الجاري. ورأى هؤلاء ان الضجة التي أثيرت حول مشاركة الحريري في المحادثات مع العاهل السعودي لا تعني رئيس الجمهورية بشيء ذلك ان وجود الحريري وهو نائب ورئيس أكبر كتلة في مجلس النواب ورئيس حكومة سابق، أمر له أهميته بمعزل عن الهدف السعودي من دعوته الى مكان اللقاء قبل وصول الرئيس سليمان.

 

جعجع عن "انتصار" نصرالله: عندما يكون داخل حفرة يعتقد انه في اعلى الجبل

يقال نت/أكّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن قوى 14 آذار "لن تترك أي مجال لتمييع استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية بمعنى عدم تكرار تجربة الانتخابات السابقة أي ان تنتهي ولاية الرئيس ميشال سليمان ولا نكون قد تمكنّا من انتخاب رئيس جديد للجمهورية"، مذكراً "ان الدستور اللبناني واضح جدا وهو ينصُّ انه في حال لم يتم انتخاب رئيس جديد قبل عشرة ايام من انتهاء ولاية الرئيس الحالي يلتئم مجلس النواب حكما لينتخب رئيساً جديداً للجمهورية." وفي الموضوع الحكومي، شدد جعجع، في حديث لصحيفة "عكاظ" السعودية، على أنه "لا يمكن الا لحكومة واحدة ان تصلح لهذه الفترة الحرجة وهي حكومة تتشكل من خارج 8 و14 آذار، حكومة موثوق بها ويطغى عليها الطابع التقني الفعال، تهتم بأمور الناس"، مبدياً أسفه "أن الرؤساء المعنيين بتشكيل الحكومة نراهم لا يُقدمون على تشكيلها متخوفين من ردة فعل بعض الاطراف، وهنا لا اشاركهم الرأي بذلك، لا بل أقول لهم وتحديداً لرئيسي الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف شكلّا الحكومة وليعترض من يعترض ومن يقم بردة فعل على هذه التشكيلة فليتحمل مسؤوليتها".

ورداً على سؤال، قال جعجع :" انا لست مرشحاً وعندما اريد ان اترشح لرئاسة الجمهورية سأقول ذلك بالفم الملآن هذا الامر فخر كبير، وطبعا ترشيحي في حينه سيكون مقروناً بمشروع وبرنامج واضح جداً لأن الترشح لرئاسة الجمهورية ليست هواية ولا نزهة، يجب ان يكون هذا الترشح مقرونا بمشروع عملي وليس خطوطاً عريضة".

وعن كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مؤخراً بلغة المنتصر، سأل جعجع "على من انتصر نصر الله؟!! واين انتصر؟ وبماذا انتصر؟ باعتقادي ان ما قام به حزب الله منذ 13 سنة حتى الآن بكل اوضاعه وتحديداً منذ انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان كانت هزائم متتالية للحزب على عكس ما كان يصورها وتحديداً الهزيمة الاخيرة المتمثلة بتورطه في القتال في سوريا ضد الشعب السوري".

وتابع "كلنا كنا نعلم موقع حزب الله ونصر الله في العالم العربي قبل هذا التورط ولنستعرض هذا الموقع بعد هذا التورط فبكل صراحة وبكل وضوح انتقل الحزب ونصر الله الى موقع العدو للشعوب العربية والاسلامية، فهل هذا هو الانتصار؟ ام انه انتصار مع النظام السوري ضد اكثرية الشعب السوري؟ نظام تخلى عنه كل العالم حتى اصدقاؤه رغم كل ما يقال، وهذا ما سوف يظهر تباعاً في الوقت المناسب، فهل هو انتصار ان ننتصر لنظام يستعمل الكيمائي ضد شعبه؟ بتقديري هناك ما لا يقل عن مئة وخمسين الف قتيل سوري سقطوا بسبب هذا النظام، واسرائيل لو شنت حرباً على العرب لن تستطيع ان تسقط مثل هذا العدد او نصفه في سوريا او غير سوريا، فيما هذا النظام وبمعاونة حزب الله حقق ما لم تستطع اسرائيل ان تحققه، وبالتالي لا اعلم السيد حسن عن اي انتصار يتكلم! فالبعض كما يبدو عندما يكون داخل حفرة يعتقد انه في اعلى الجبل وهذه ذروة المأساة".

ولفت جعجع الى أن "السيد نصر الله مأخوذ كلياً بايديولوجية اخرى وعقيدة اخرى مرجعيتها خارج لبنان، لها علاقة باطار آخر لا صلة بلبنان ومصالحه لا بل تتضارب في كثير من الاوقات مع المصالح اللبنانية."

وعن زيارة الرئيس ميشال سليمان الى السعودية، هنّأ جعجع على هذه الزيارة "لأسباب عديدة واهمها وبكل وضوح ان المملكة العربية السعودية في الوقت الحاضر تشكل قلب السياسة العربية والاقليمية، فالمملكة لطالما كانت دائماً الى جانب لبنان في السراء والضراء، منذ ايام الاستقلال وحتى هذا اليوم، ان المملكة وقادتها ومنذ استقلال لبنان لم يقوموا باي عمل بقصد او عن غير قصد يسيء الى لبنان وشعبه ومصالحه، لا بل كانت السباقة والرائدة في مساعدة لبنان واللبنانيين، والرئيس سليمان وفي هذه الظروف الصعبة من الجيد ان يزور المملكة صاحبة الدور المحوري والتي تتعرض حاليا لضغوط عديدة من جهات دولية واقليمية وبالتالي فان هذه الزيارة أتت في مكانها الطبيعي والجيد."

وأشار جعجع الى أن "القوى التي تتهجم على المملكة انما تتهجم عليها بسبب ارتباطها بالمحور الاخر اي المحور الذي يمتد من طهران وينتهي عند النظام السوري، وما تهجمهم على المملكة الا بسبب الدور الضامن والحاسم الذي تقوم به بوجه هذا المحور الذي لا يريد الخير لشعوب المنطقة العربية ونحن كقوى 14 اذار لطالما وقفنا بوجه هذا المحور وهذه التهجمات الغير محقة وكنا واضحين تجاه الافتراء الذي يقومون به."

وختم جعجع بالتأكيد أن " شعور النظام السوري بالانتصار هو في غير محله، فهذا النظام يجيد الدعاية كما حزب الله، ان الاجادة في الدعاية الاعلامية لا يغير شيئاً على ارض الواقع اذ ان هذا النظام قد تخلى مؤخراً عن اهم سلاح يمتلكه وهو السلاح الكيماوي وهذه اكبر هزيمة، فكان يقاتل على اساس انه يمتلك سلاحاً استراتيجياً وها هو الآن قد تخلى عن هذا السلاح الاستراتيجي بل استعمله في الغوطة، ولماذا استعمله هناك لانه اراد ان يوقف دخول الثوار والجيش الحر الى العاصمة دمشق، فالحديث عن استرداده لشارع او لقرية هو حديث غير مفيد فكما يقال "الزهر قد رمي" حول مصير هذا النظام ومن هنا فانا واثق من الغد".

وهنا نص الحوار كاملاً:

اقتربنا من موعد الاستحقاق الرئاسي والحكومة لم تشكل بعد، الى اين متجهون؟

نحن كقوات لبنانية وكقوى 14 اذار لدينا كل النية ان نعمل في هذا الاستحقاق الرئاسي بشكل جدي وهذا يعني ان ندفع الى الانتخابات الرئاسية بكل قوة ولا نترك اي مجال لتمييع هذا الاستحقاق اي عدم تكرار تجربة الانتخابات السابقة بمعنى ان تنتهي ولاية الرئيس ميشال سليمان ولا نكون قد تمكنّا من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بخاصة ان الدستور اللبناني واضح جدا وهو يقول انه في حال لم يتم انتخاب رئيس جديد قبل عشرة ايام من انتهاء ولاية الرئيس الحالي يلتئم مجلس النواب حكما لينتخب رئيسا جديدا للجمهورية. فالدستور اللبناني قد احتوى هذه المادة نظرا لاهمية موقع رئاسة الجمهورية ولضرورة عدم الوصول الى الفراغ فيها.

اما في ما يتعلق بالاستحقاق الحكومي، فنحن ومنذ اللحظة الاولى للتكليف رأينا انه لا يمكن الا لحكومة واحدة ان تصلح لهذه الفترة الحرجة وهي حكومة تتشكل من خارج 8 وخارج 14 اذار، حكومة موثوق بها ويطغى عليها الطابع التقني الفعال، تهتم بأمور الناس. للأسف حالياً الرؤساء المعنيون بتشكيل الحكومة نراهم لا يقدمون على تشكيلها متخوفين من ردة فعل بعض الاطراف، وهنا لا اشاركهم الرأي بذلك لا بل أقول لهم وتحديدا لرئيسي الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف شكلوا الحكومة وليعترض من يعترض ومن يقم بردة فعل على هذه التشكيلة فليتحمل مسؤوليتها، فلتقدم هذه التشكيلة للمجلس النيابي وهناك فليقبل المجلس هذه التشكيلة أو يرفضها، فهناك تصبح مسؤولية الكتل النيابية، من هنا أؤكد على الرئيسين سليمان وسلام ضرورة تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن.

الرئيس سليمان صرّح مؤخرا انه لا يعارض وصول عسكري الى السلطة كما ان الرئيس ميقاتي وفي تصريح اخير له أكد انه لا يعارض التمديد للرئيس سليمان؟ فهل انت تتوجس من تسوية ما أو من صفقة مجهولة حول الاستحقاقات الداهمة وابرزها الاستحقاق الرئاسي؟

انا لا اتوجس من اي صفقة في هذا المجال فأمر الانتخابات الرئاسية بيد مجلس النواب والكتل السياسية التي تشكل هذا المجلس، وكتلة 14 اذار اهم كتلة نيابية في المجلس، فهي وحدها مع بعض الاصدقاء تشكل نصف مجلس النواب، من هنا لا نخاف صفقة تدبر لا بل اكثر من ذلك نحن نرى ان الحياة السياسية يجب ان تسير وفقا للاصول الموضوعة وطبيعة مسار الامور، وان لا نقفز الى الاستثناءات التي بظروف استثنائية وامنية صعبة جداً ذهبنا إليها.

هل انت مرشح لرئاسة الجمهورية؟

في الوقت الحاضر انا لست مرشحا وعندما اريد ان اترشح لرئاسة الجمهورية سأقول ذلك بالفم الملآن هذا الامر فخر كبير، وطبعا ترشيحي في حينه سيكون مقروناً بمشروع وبرنامج واضح جداً لأن الترشح لرئاسة الجمهورية ليست هواية ولا نزهة، يجب ان يكون هذا الترشح مقرونا بمشروع عملي وليس خطوطا عريضة.

امين عام حزب الله حسن نصر الله في خطابه الاخير تحدث بلغة المنتصر وخاطبكم بأنكم منهزمين، كقوى 14 اذار الا ترون انكم حقا قد فقدتم المبادرة السياسية في هذه المرحلة؟ وكيف ترد على نصر الله؟

لا وافق مطلقاً على هذا التفصيل وسأرد على النقطتين البارزتين في السؤال. بداية مقولة اننا كقوى 14 اذار بتنا غير قادرين على المبادرة السياسية اطرح سؤالاً هنا، من هو القادر في لبنان حاليا على المبادرة السياسية؟!! قوى الثامن من اذار كان لديها حكومة كاملة، حكومة يمكننا ان نقول عنها كاملة الاوصاف بالنسبة لهم ولم تتمكن من المحافظة عليها، وحالياً هذه القوى لديها تشكيلة حكومية وفقاً لمخططها تستند الى (9-9-6) السيد نصر الله وكل مزامير قوى 8 اذار تحدثت عن هذه التشكيلة، الا انهم لم يستطيعوا ان يجسدوها على ارض الواقع، وبالتالي لا قوى 14 اذار ولا قوى 8 اذار قادرة في الوقت الحالي ان تفرض اجندتها وان تأخذ المبادرة على عاتقها. اما فيما يتعلق بكلام نصر الله بلغة المنتصر فمنذ ان سمعته وحتى الان وأنا اتساءل على من انتصر نصر الله؟!! واين انتصر؟ وبماذا انتصر؟ باعتقادي ان ما قام به حزب الله منذ 13 سنة حتى الان بكل اوضاعه وتحديدا منذ انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان كانت هزائم متتالية للحزب على عكس ما كان يصورها انها انتصارات وتحديدا الهزيمة الاخيرة المتمثلة بتورطه في القتال في سوريا ضد الشعب السوري.

فكلنا كنا نعلم موقع حزب الله ونصر الله في العالم العربي قبل هذا التورط ولنستعرض هذا الموقع بعد هذا التورط فبكل صراحة وبكل وضوح انتقل الحزب ونصر الله الى موقع العدو للشعوب العربية والاسلامية، فهل هذا هو الانتصار؟ ام انه انتصار مع النظام السوري ضد اكثرية الشعب السوري؟ نظام تخلى عنه كل العالم حتى اصدقاؤه رغم كل ما يقال، وهذا ما سوف يظهر تباعاً في الوقت المناسب، فهل هو انتصار ان ننتصر لنظام يستعمل الكيمائي ضد شعبه؟ فبتقديري ان هناك لا يقل عن مئة وخمسين الف قتيل سوري سقطوا بسبب هذا النظام، واسرائيل لو شنت حربا على العرب لن تستطيع ان تسقط مثل هذا العدد او نصفه في سوريا او غير سوريا، فيما هذا النظام وبمعاونة حزب الله حقق ما لم تستطع اسرائيل ان تحققه، وبالتالي لا اعلم السيد حسن عن اي انتصار يتكلم! فالبعض كما يبدو عندما يكون داخل حفرة يعتقد انه في اعلى الجبل وهذه ذروة المأساة.

ما هي الكلمة التي توجهها لنصر الله بعد كل هذه التطورات وبعد لغة المنتصر التي يتحدث بها؟

من العام 2005 حتى العام 2010 كنت دائما اوجه كلاما للسيد نصر الله ودائما كنت افترض ان على الانسان ان يحاول بشكل متواصل ولكن في العامين الاخيرين، فقدت الامل بالتوجه الى السيد نصر الله وقد ترجم ذلك بعدم اقتناعنا بجدوى الذهاب الى طاولة الحوار الوطني، وسبب ذلك ان السيد نصر الله مأخوذ كلياً بايديولوجية اخرى وعقيدة اخرى مرجعيتها خارج لبنان، لها علاقة باطار آخر لا صلة بلبنان ومصالحه لا بل تتضارب في كثير من الاوقات مع المصالح اللبنانية.

ما هو تقييمك لزيارة الرئيس ميشال سليمان الى المملكة ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز؟

بداية اهنئ الرئيس ميشال سليمان على هذه الزيارة لأسباب عديدة واهمها وبكل وضوح ان المملكة العربية السعودية في الوقت الحاضر تشكل قلب السياسة العربية والاقليمية، فمن يراقب الاحداث الحاصلة في منطقة الشرق الاوسط ان احب المملكة ام كرهها لا بد ان يقر ان المملكة العربية السعودية هي قلب الحدث وقلب الحركة السياسية في هذه الظروف الصعبة والمتحركة، ومن جهة اخرى فالمملكة لطالما كانت دائماً الى جانب لبنان في السراء والضراء، منذ ايام الاستقلال وحتى هذا اليوم، فالمملكة وقادتها ومنذ استقلال لبنان لم يقوموا باي عمل بقصد او عن غير قصد يسيء الى لبنان وشعبه ومصالحه، لا بل كانت السباقة والرائدة في مساعدة لبنان واللبنانيين، فالرئيس سليمان وفي هذه الظروف الصعبة من الجيد ان يزور المملكة صاحبة الدور المحوري والتي تتعرض حاليا لضغوط عديدة من جهات دولية واقليمية وبالتالي فان هذه الزيارة كانت في مكانها الطبيعي والجيد.

هناك بعض الاطراف في لبنان تتهجم على المملكة ودورها، كيف ترون الرد على هذه التهجمات؟

ان هذه القوى التي تتهجم على المملكة انما تتهجم عليها بسبب ارتهانها وارتباطها بالمحور الاخر اي المحور الذي يمتد من طهران وينتهي عند النظام السوري، وما تهجمهم على المملكة الا بسبب الدور الضامن والحاسم الذي تقوم به بوجه هذا المحور الذي لا يريد الخير للمنطقة العربية وشعوبها ونحن كقوى 14 اذار لطالما وقفنا بوجه هذا المحور وهذه التهجمات الغير محقة وكنا واضحين تجاه الافتراء الذي يقومون به.

هناك كلام عن صفقات كثيرة وهناك من يتحدث بلغة المنتصر، هل انت قلق؟

ولا لحظة يساورني القلق، ولسبب بسيط ان التاريخ له اتجاهات لا يمكن ان يحيد عنها، تكون هناك بعض الانحاءات ثم الصعود لكن المسار واضح وثابت، فالاتجاه العام للتاريخ واضح نحو مزيد من التقدم والرقي مزيد من الديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية، اما من الجهة السياسية فان شعور البعض بالانتصار بخاصة النظام السوري فهو في غير محله فهذا النظام الذي يجيد الدعاية كما حزب الله اقول له ان الاجادة في الدعاية الاعلامية لا يغير شيئا على ارض الواقع فهذا النظام قد تخلى مؤخرا عن اهم سلاح يمتلكه وهو السلاح الكيماوي وهذه اكبر هزيمة، فكان يقاتل على اساس انه يمتلك سلاح استراتيجي وها هو الان قد تخلى عن هذا السلاح الاستراتيجي بل استعمله في الغوطة، ولماذا استعمله هناك لانه اراد ان يوقف دخول الثوار والجيش الحر الى العاصمة دمشق، فالحديث عن استرداده لشارع او لقرية هو حديث غير مفيد فكما يقال "فالزهر قد رمي" حول مصير هذا النظام ومن هنا فانا واثق من الغد وواثق ان مسار التاريخ لن يحيد ابدا

 

حزب الله والهستيريا الصادحة يميناً وشمالاً

"المستقبل اليوم"/ في أيّام معدودات، انتقل "حزب الله" من الانتصاريّة المجوّفة تحت شعار "هذا زماننا" إلى الهستيريا الصادحة يميناً وشمالاً، والتي تعبّر عن هلع ينتاب الحزب من أن يكون "قد ولّى زمانه الى غير رجعة".

وآخر ما أتحفتنا به الهستيريا المتبخترة بالسلاح تطاول النائب نواف الموسوي على المملكة العربية السعودية من دون أن يسمّيها واتهامه لها بإدارة التعطيل في لبنان لإبقائه ورقة في يدها، وكأن الموسوي نسي نفسه، جندياً في الحرس الثوري الإيراني يقاتل لحساب نظام آل الأسد في سوريا، فصار غيوراً على لبنان من أن يتحول الى مجرّد ورقة. ويأتي هذا التطاول الهستيري في إطار التهديف ضد زيارة الرئيس ميشال سليمان الناجحة للرياض، وما أظهرته المملكة خلالها من اهتمام بارز بمعالجة مسألة النازحين السوريين، وبالتالي في مد اليد للبنان لمواجهة هذه المشكلة الإنسانية والاجتماعية المستفحلة. هذا في حين يقف نواف الموسوي وحزبه صفاً واحداً في خندق الذين يدفعون بالسوريين الى النزوح الى لبنان وغيره بسبب هول المجازر، واللبنانيين الى الهجرة الشرعية وغير الشرعية بسبب تعطيل "حزب الله" لحال البلد الاقتصادية، في حين يستكثرون على المملكة العربية السعودية ذات الأيادي البيضاء مساعدتها لأبناء الشعبين اللبناني والسوري المنكوبين ببشار الأسد.. و"حزب الله".

 

قتيل وخمسة جرحى جراء سقوط سقف مخالف في الرويسات ومنع التصوير بحجة انها منطقة أمنية

من مفاعيل مخالفات البناء غير الشرعي، سقوط قتيل وخمسة جرحى مساء الثلاثاء جراء سقوط سقف احد المباني المشيد حديثا في منطقة الرويسات – الجديدة. وتوزع الجرحى بين لبنانيين وسوريين على مستشفيات الارز، هارون، مار يوسف وابو جوده، وهم: صاحب المبنى منير شريف (لبناني- 1982)، ياسين امهز(لبناني- 1975)،  مهنا فيصل ابراهيم (سوري) حسين سالم الصحن(سوري). احمد خلف عبدالله الحميد(سوري) ، أمّا القتيل فيدعى أحمد فردوس. اشارة الى ان الطابق المنهار بمساحة 120 متراً وبني فوق طابق مشيّد قديماً. وقد منعت وسائل الاعلام من الدخول الى المنطقة، وفي هذا الاطار، أفاد مراسل تلفزيون “المستقبل”: “منعنا من التصوير في الرويسات لدى وصولنا في شاحنة النقل تحت ذريعة ان المنطقة امنية وطلب منا من قبل مرجعيات محلية مغادرة المكان”. كما أفادت قناة “الجديد” عن ان حالة من التوتر تعم منطقة الرويسات بعد سقوط المبنى الذي وقع نتيجة المخالفة.

المصدر: فريق موقع القوات اللبنانية

 

بالاسماء والارقام: فضائح حزب الله من اوروبا الى اميركا.. الاكبر في التاريخ؟

الكاتب : Toni Boulos /ماثيو ليفيت (بتصرف)/ طوني بولس

ينبع اططلاع «حزب الله» بالأنشطة الإجرامية من حاجته إلى توفير التمويل وخاصة من أجل التأسيس لاستقلاليته عن مموليه في طهران ودمشق في الوقت الذي يواجه فيه كل منهما حالة من انعدام الأمان المالي. وكانت التقديرات تشير فيما مضى إلى أن «حزب الله» يتلقى ما بين 100 مليون و 200 مليون دولار سنوياً من إيران ومصادر إضافية من سوريا. غير أن هؤلاء الشركاء لم يكونوا على مستوى الكرم المعهود على مدار السنوات القليلة الماضية. إذ تواجه إيران حالياً عقوبات اقتصادية مدمرة فضلاً عن أن الدولة السورية غارقة في حرب أهلية. ومن هنا تأتي أنشطة «حزب الله» الإرهابية التي تهدف إلى سد تلك الفجوة.

شبكة الكوكايين

استغل «حزب الله» الفرص المتاحة عبر الحدود للاتجار في الأسلحة والأموال النقدية والمخدرات. ففي عام 2008، اعتقلت السلطات الألمانية في مطار فرانكفورت رجلين لبنانيين يحملان أكثر من 8 مليون يورو كانت قد جمعتها شبكة تهريب الكوكايين التابعة لـ «حزب الله». وقد تلقى الرجلان تدريبات في معسكرات تابعة لـ «حزب الله»، إلا أنه لم يتم اعتقالهما بسبب أنشطة إرهابية أو قتالية، بل بسبب الاتجار في الكوكايين. وقد عُثر على آثار للكوكايين على الأوراق المالية، إلى جانب بصمة إصبع لمهرب مخدرات هولندي شهير. وبعد ذلك بعام، تم اعتقال رجلين آخرين من نفس الشبكة تورطا في نقل المخدرات من بيروت إلى أوروبا، وذلك في مداهمة لأحد المنازل في مدينة شباير.

وفي عام 2009، لاحظ الأدميرال جيمس ستافريديس، قائد القيادة الجنوبية الأمريكية آنذاك، وجوداً كبيراً لتجار المخدرات التابعين لشبكات إرهابية في غرب أفريقيا الذي أصبح ' نقطة انطلاقهم ' إلى أوروبا. وفي أواخر شباط/فبراير 2012، أبلغ يوري فيدتوف، رئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، مجلس الأمن الدولي بأن ' طريق النقل في غرب أفريقيا يغذي سوق الكوكايين الأوروبية التي تضاعفت أربع مرات خلال السنوات الأخيرة... وتشير تقديراتنا إلى أن تجارة الكوكايين في غرب ووسط أفريقيا تحقق نحو 900 مليون دولار سنوياً '. وقد كشفت التحقيقات الأمريكية عن أن «حزب الله» لاعب رئيسي في نقل المخدرات والأموال من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا والشرق الأوسط عبر غرب أفريقيا.

غسل الأموال

في كانون الثاني/يناير 2011، تم تعطيل أحد أكبر مخططات تجارة المخدرات وغسيل الأموال لـ «حزب الله». فقد كشفت وزارة الخزانة الأمريكية عن تورط عميل «حزب الله» أيمن جمعة، إلى جانب تسعة أفراد آخرين و19 شركة. وقد كشف تحقيق لـ "إدارة مكافحة المخدرات" الأمريكية عن أن جمعة كان يقوم بغسيل ما يصل إلى 200 مليون دولار شهرياً من بيع الكوكايين في أوروبا والشرق الأوسط عبر عمليات في لبنان وغرب أفريقيا وبنما وكولومبيا، وذلك باستخدام البيوت لتبادل الأموال، فضلاً عن كميات كبيرة من النقود المهربة ومخططات أخرى. وقد قامت شبكة جمعة بغسيل الأموال من خلال حسابات في "البنك الكندي اللبناني" التي استخدمها لتنفيذ مخططات متطورة لغسيل الأموال قائمة على عمليات تجارية.

مشتريات الأسلحة

كشف "مكتب التحقيقات الفيدرالي" الأمريكي عن مخطط واسع لـ «حزب الله» ليس فقط لبيع العملة المزيفة المزورة والمسروقة، ولكن أيضاً لشراء قائمة طويلة من الأسلحة المتطورة. ووفقاً لمسؤولي إنفاذ القانون، كان مقاتل «حزب الله» حسن كراكي يساعد في أواخر عام 2000 على قيادة مؤامرة إجرامية واسعة لبيع عملات مزيفة ومسروقة إلى عميل سري لـ "مكتب التحقيقات الفيدرالي" كان متنكراً كعضو في عالم الجريمة المنظمة بفيلاديلفيا. وقد كشف مسؤول سري لجماعة من محتالين لبنانيين مشكوك فيهم أنه يستطيع بيع البضائع المسروقة. وقد اشترى أعضاء الجماعة ما كانوا يعتقدون أنه بضاعة مسروقة من العميل السري وأرسلوها إلى وجهات متباينة مثل ميشيغان وكاليفورنيا وباراغواي والبرازيل وسلوفاكيا وبلجيكا والبحرين ولبنان وسوريا وإيران.

ووفقاً للتفاصيل التي كشفها مسؤولو إنفاذ القانون، وكذلك ما ظهر في محاكمة لاحقة في الولايات المتحدة، جاءت الأموال الخاصة بهذه المشتريات من داني طراف، وكيل مشتريات يحمل الجنسيتين الألمانية واللبنانية تابع لـ «حزب الله» ويملك منازل في لبنان وسلوفاكيا. ولم يضيّع طراف الكثير من الوقت قبل استفساره عما إذا كان الوكيل يستطيع توفير صواريخ موجهة و10,000 مدفع رشاش لـ ' الصاعقة ' من الولايات المتحدة. وبهذا، تسلم المحققون الأمريكيون على طبق من ذهب قضية كبرى لـ «حزب الله» تتعلق بجمع الأموال الإجرامية ومشتريات الأسلحة. وفي مؤامرة موازية، أشرف عليها السياسي في «حزب الله» حسن حدرج، سعى «حزب الله» إلى شراء قائمة طويلة من الأسلحة المتطورة عن طريق مخطط في السوق السوداء يشمل عملاء في جميع أنحاء العالم.

طباعة عملة اليورو على طريقة «حزب الله»

في ضوء شبكة الاتصالات العالمية لطراف، رأى المحققون أنه يعتبر الهدف الأكثر قيمة لعمليتهم. لكن أولويتهم التالية انصبت على ديب حرب، صهر حدرج والزميل المقرب لكراكي. وفي النهاية اقترب مصدر من "مكتب التحقيقات الفيدرالي" من حرب، الذي كشف النقاب عن أن إيران تعمل على تزييف العملات بجودة عالية مستخدمة مرافق في منطقة بعلبك في لبنان، حيث تعمل 18 ساعة في اليوم لإعداد العملات المزيفة لاستخدام «حزب الله». وقد كان حرب يبحث عن مشترٍ للأموال المزيفة.

وكما كشفته تحقيقات الولايات المتحدة، سافر مصدر "مكتب التحقيقات الفيدرالي" إلى بيروت في منتصف شباط/فبراير عام 2009 للقاء رئيس حرب، كراكي، الذي بدا أنه يشعر بالارتياح عند مناقشة أمر «حزب الله» وروابطه الشخصية بالجماعة. وقد عرض كراكي أموالاً مسروقة وأخرى مزيفة وشدد للمصدر على أن العملة المسروقة لا يمكن إنفاقها في لبنان لأنها ' دية قتيل ' هربها «حزب الله» من إيران عبر تركيا وسوريا إلى لبنان. وقد أُخبر المصدر بأن المبلغ المسروق من العراق هو أقل بقليل من 10,000 دولار. وقد فسّر ذلك سبب حرص «حزب الله» على إنفاق الأموال بكميات صغيرة فقط، وليس في لبنان.

وقد تابع مساعد كراكي الاجتماع، حيث لم يكتفِ بإرسال عينات من العملة الأمريكية المزيفة فئة 100 دولار، لكن أرسل أيضاً أوراق أوروبية فئة 200 يورو. وفي نيسان/أبريل 2009، أرسل كراكي حرب لحضور اجتماع في جنوب ولاية فلوريدا مع المصدر ومع ما يُزعم أنه الرئيس للمصدر في الجريمة في فيلاديلفيا. وقد تفاوض الرجال على شروط بيع العملة الأمريكية المسروقة والعديد من العملات المزيفة. ووفقاً لحرب، شملت أيضاً عملية التزييف التي قام بها «حزب الله»عملة من الكويت والمملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي. وقد أظهر حرب في مرحلة ما للعميل السري ورقة من عملة الكرونة السويدية عليها بُقع من نظام أمني للصبغ تستخدمه البنوك لتحديد الأموال المسروقة. ووفقاً لحرب، كانت الورقة جزءً من عملية سطو على أحد البنوك وسرقة 2 مليون دولار قام بها أنصار «حزب الله» في السويد. وقد أوضح أن خلايا «حزب الله» تنفذ عمليات سرقة في جميع أنحاء العالم وترسل الأموال إلى إيران، حيث يتم الاحتفاظ بها قبل توزيعها في نهاية المطاف على «حزب الله» في لبنان.

وقد أوضح حرب كذلك أن «حزب الله» لا يقتصر عمله على تزييف العملات فقط، وإنما يشمل تزييف وثائق أوروبية. وكراكي شخصية كبيرة في عمليات التزوير التي يقوم بها «حزب الله» - وهو دور يسمح له أيضاً بإصدار جوازات سفر مزورة ومنح أختام تأشيرة إذا كانت هناك حاجة لها. كما عرض العديد من أشكال جوازات السفر ومن بينها دفاتر أصلية من إيطاليا وجمهورية التشيك. وبعد بضعة أشهر من الاجتماعات في فلوريدا، سلّم حرب وكراكي جوازات سفر بريطانية وكندية مزيفة إلى مصدر "مكتب التحقيقات الفيدرالي" باستخدام الصور والمعلومات البيوغرافية التي كان قد قدمها.

المصادر: معهد واشنطن للدراسات -  مجلة فاذُوم - كتاب «حزب الله»: البصمة العالمية – وكالات

 

السعودي في بيروت علي عواض عسيري: زيارة سليمان للسعودية حققت أهدافها

أكد السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري أن لقاء الملك عبد الله بن عبد العزيز مع الرئيس ميشال سليمان كان إيجابيا ومثمرا وتم خلاله بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية وآفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها، إضافة إلى استعراض آخر التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية الراهنة والموضوعات ذات الاهتمام المشترك خصوصا الأزمة السورية وإفرازاتها على لبنان. وأوضح عسيري في حديث لصحيفة "عكاظ" السعودية ان الملك عبدالله أكد للرئيس اللبناني حرص المملكة على كل ما يحقق مصالح لبنان بكل فئاته وطوائفه، مؤكدا أن الرئيس سليمان يحظى بالتقدير في المملكة وفي كافة الدول العربية والمجتمع الدولي لسعيه الدائم للحفاظ على لبنان واستقراره فضلا عن رغبته في الدعوة للحوار بين أبناء الشعب اللبناني وتقريب وجهات النظر بين القوى اللبنانية وإيجاد حلول للأزمة اللبنانية الداخلية. وأضاف "إن زيارة الرئيس سليمان تعبير وانعكاس لعمق العلاقات السعودية اللبنانية وحرص القيادتين لتمتينها ودفعها الى الأمام وتقدير للدور الذي تقوم ولا تزال تقوم به المملكة تجاه لبنان، كما أنها شكلت مناسبة للرد على بعض الذين يحاولون تناسي أهمية هذه العلاقات، موضحا أن المملكة تدعم مسيرة الحوار الوطني وكل ما يعزز السلم الاهلي والنأي بلبنان عن تداعيات الاحداث التي تشهدها المنطقة بما يمكنه من الحفاظ على أمنه واستقراره وسلامة ووحدة أراضيه. وأضاف أنه تم خلال الزيارة بحث ملف النازحين السوريين الى لبنان وما يشكلونه من عبء، موضحا أن المملكة ساهمت في تخفيف هذه المعاناة عبر الدعم الإغاثي والصحي لهؤلاء النازحين، معتبرا أن المملكة الأخ الأكبر للبنان."

 

مشهد من "كلام الناس" عن المسموح والممنوع في الإتهام

يقال نت/في حلقة، أمس من "كلام الناس" التي استضافت النائب خالد ضاهر وعضو مجلس الشعب في سوريا أنس الشامي، والدكتور وسيم بزي، عرض النائب خالد ضاهر لجرائم النظام السوري وذكر منها متفجرات سماحة-مملوك، فقاطعه وسيم بزي بانفعال صائحاً: كيف لكم أن تتهموا من دون حكم قضائي؟ كيف تستبقون المسار القضائي؟ وأطنب بزي في الحديث عن الصداقة التي تربطه بميشال سماحة وإشفاقه من المحنة التي يتعرض لها في سجنه، وما إن أنهى كلامه عن سماحة، حتى توجه إلى النائب خالد ضاهر متهماً، أنتم من قتل الشيخ سعد الدين غية في طرابلس اليوم. الرجل الذي رفض الاتهام بناء على أدلة قاطعة مقرونة باعتراف المذنب، سارع إلى الاتهام بناء على مجرد التحليل. ومرة أخرى عندما اتصل أحمد الأيوبي للمداخلة، وقال في ختام حديثه أن سعد الدين غية كان يذهب إلى العراق لا كثائر بل للتجسس على الثوار لصالح النظام السوري، علق بزي  قائلاً أليس هذا الكلام اعترافاً بالقتل؟

 

دمشق: هاون يقتل 4 تلامذة

سورية اليوم/أدى سقوط قذائف هاون على حي في وسط دمشق الى مقتل اربعة اطفال وسائق حافلة، من دون سقوط ضحايا من طلاب مدرسة يوحنا الدمشقي، بحسب ما افاد مسؤول في المدرسة وذوي تلامذة.

وقال المسؤول في مدرسة يوحنا الدمشقي الواقعة في حي القصاع، الاب ستيفانو، ل وكالة الصحافة الفرنسية

 اليوم: اصيب لدينا ثمانية طلاب بجروح، ولم يتوف اي منهم وبث التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل ان  حصيلة ضحايا استهداف الارهابيين لمدرسة يوحنا الدمشقي بقذائف هاون

 بلغت  خمسة شهداء جميعهم اطفال وبحسب الاب ستيفانو وأولياء تلامذة، فإن اربعة اطفال وسائق حافلة قضوا جراء سقوط قذيفة هاون على حافلة لمدرسة أخرى في حي باب شرقي.

 

البابا دان مقتل اطفال بقذيفة في دمشق وندد بمأساة يجب الا تتكرر

وطنية - دان البابا فرنسيس اليوم مقتل تلامذة في دمشق في الحافلة التي كانت تقلهم بقذيفة هاون، منددا "بمأساة يجب الا تتكرر". واثناء اللقاء العام امام خمسين الف شخص في ساحة القديس بطرس المكتظة طلب البابا من الحشد "الصلاة بقوة من اجلهم". وقال الحبر الاعظم :"قبل يومين علمت بكثير من الالم ان بعض الاطفال قتلوا بقذيفة هاون فيما كانوا عائدين من المدرسة، مع سائق الحافلة، رجاء يجب الا تتكرر مثل هذه المأساة على الاطلاق بعد الان". وقد ادى سقوط قذيفة الاثنين على مدرسة وحافلة مدرسية في دمشق الى مقتل تسعة اطفال واصابة اكثر من عشرين شخصا بجروح بحسب وسائل الاعلام الرسمية.

 

سليمان: لقيام الهيئات الرقابية بدورها حيال المخالفات في المؤسسات العامة والبلديات

وطنية - طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من الهيئات الرقابية والتأديبية القيام بدورها حيال المخالفات التي تحصل في المؤسسات العامة والبلديات. كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال ترؤسه اجتماع عمل في القصر الجمهوري في بعبدا، للهيئة التأديبية الخاصة بالبلديات، حضره رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، رئيس الهيئة العليا للتأديب القاضي مروان عبود، ومسؤولون في هذه الهيئة. وفي خلال الاجتماع، اطلع الرئيس سليمان على عمل الهيئة منذ انشائها قبل نحو سنة تقريبا وما قامت به بالنسبة الى المخالفات في البلديات. ودعا الرئيس سليمان الهيئة وسائر الهيئات الرقابية الى ممارسة واجباتها، وخصوصا أن اقرار قانون اللامركزية الادارية الموسعة وما يعطيه من صلاحيات للسلطات المحلية المنتخبة يحتم تحضير الاجواء ووضع المسؤولين عن البلديات في صورة خضوع السلطات المنتخبة للقوانين ومحاسبتهم في حال ارتكاب المخالفات. وتم التشديد في خلال الاجتماع على ضرورة متابعة تطبيق التعميم الصادر عن رئيس الحكومة لجهة ضبط المخالفين واتخاذ الاجراءات اللازمة بحقهم تطبيقا للقانون والانظمة المرعية.

الرئيس ميقاتي

وسبق الاجتماع لقاء بين الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي تم في خلاله عرض للأوضاع الراهنة على الساحة الداخلية واجواء محادثات رئيس الجمهورية في المملكة العربية السعودية.

سفراء

وفي اطار اطلاع سفراء الدول على نتائج اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان الذي انعقد في نيويورك في 25 ايلول الفائت، استقبل الرئيس سليمان كلا من سفيري كوريا الجنوبية شوي جونغ ايل وسويسرا روث فلينت، وبحث مع كل منهما في سبل مساعدة لبنان انطلاقا من مضمون خلاصة اجتماع نيويورك الذي نص على المساعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والدعم في موضوع ايواء اللاجئين السوريين في انتظار عودتهم الى بلادهم.

رئيس حزب الاحرار

وزار بعبدا رئيس "حزب الوطنيين الاحرار" النائب دوري شمعون الذي دعا رئيس الجمهورية الى الاحتفال الذي يقيمه الحزب لمناسبة الذكرى السبعين للاستقلال.

النائب السابق ضاهر

وتناول رئيس الجمهورية مع النائب السابق مخايل ضاهر التطورات الراهنة وشؤونا وملفات ذات طابع قانوني.

 

تشييع الشيخ سعد الدين غية، في بلدة تكريت

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في عكار ابراهيم طعمة أنه شيع، ظهر اليوم، في بلدة تكريت، عضو قيادة جبهة العمل الاسلامي الشيخ سعد الدين غية، حيث أقيمت الصلاة في المسجد الكبير بمشاركة العائلة والاقرباء. وبعد الصلاة ووري الثرى في جبانة البلدة.

 

مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر رد دفوع علي عيد وطلب تخلية أحمد علي

وطنية - أبدى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر مطالعته في الدفوع الشكلية التي تقدمت بها المحامية هيام عيد وكيلة النائب السابق علي عيد ووكيلة الموقوف احمد علي. وطلب رد الدفوع الشكلية لعدم قانونيتها، كما طلب رد طلب تخلية سبيل الموقوف احمد علي، وطلب ايضا رد طلب رفع بلاغ البحث والتحري عن النائب السابق علي عيد. وأحال الاوراق الى قاضي التحقيق العسكري الاول لاتخاذ القرار الذي يراه مناسبا.

 

النيابة العامة المالية إدعت على بشير وآخرين بجرم الاختلاس وتبييض الاموال

وطنية - ادعى النائب العام المالي القاضي الدكتور علي ابراهيم، على العميد ابراهيم بشير وزوجته وعلى حسين فواز صاحب "شركة فاوكاو" والشركة وزوجة فواز، في جرم اختلاس اموال عامة وتهريبها وتبييض الاموال سندا الى مواد تصل عقوبتها الى 15 سنة اشغالا شاقة واحالهم الى قاضي التحقيق الاول في بيروت غسان عويدات. والمواد هي 360 و359 و362 و372 عقوبات و360 مقطوعة على المادة الاولى والثانية من قانون تبييض الاموال.

وكان القاضي ابراهيم استمع الى افادة العميد بشير لثلاثة ارباع الساعة.

 

نديم الجميل اولم للسفير الاميركي بحضور نواب بيروت

وطنية - أقام النائب نديم الجميل في دارته في الاشرفية مساء أمس عشاء على شرف السفير الأميركي الجديد في بيروت دايفيد هيل بحضور عدد من نواب العاصمة. وتم التداول في شؤون لبنان والمنطقة. وقد رحب الجميل بضيفه، متمنيا له "التوفيق في مهمته الجديدة"، ومؤكدا "مشاركة لبنان للولايات المتحدة لقيم ومبادىء الديمقراطية والحرية".

 

المشنوق: مشاركة حزب الله في سوريا تأسيس لضرب السلم الاهلي

وطنية - اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب نهاد المشنوق أن "الإسلام المعتدل هو الذي يعبر عن السياسة التي ندعمها في لبنان"، معتبرا أن "المحادثات التي حصلت بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والقيادة السعودية تركزت على موضوع النازحين السوريين والإستقرار ودعم الإعتدال". وأكد المشنوق في حديث الى تلفزيون الـ mtv ان "رئيس الجمهورية يعبر عن هذه النقاط الثلاث ويمثلها لكن من وجهة نظر القيادة السعودية من الواضح ان المقصود من حضور الرئيس الحريري ابلاغ كل من لا يعلم بأن الكلام عن وجود عتب من قبل القيادة السعودية على الرئيس الحريري غير صحيح، بالاضافة الى ان الرئيس الحريري هو من يمثل سياسة الاعتدال والاستقرار التي نسعى اليها في لبنان" .اما عن ترجمة هذا اللقاء مستقبليا، قال: "موقفنا بزعامة الرئيس الحريري واضح ومعلن قبل القمة وهو ان موضوع المشاركة الوطنية هو المطروح على الطاولة وليس المشاركة في الحكومة".

وختم المشنوق: "نحن نعتقد بقوة ان مشاركة حزب الله بالقتال في سوريا هو تأسيس لضرب السلم الاهلي في لبنان وخلق نزاع تاريخي" .

 

نصرالله : لبنان مسؤولية الجميع ويجب ان نبادر ولا بد من حكومة جديدة تطمئن كل الاطراف

الخميس 14 تشرين الثاني 2013

وطنية - اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله شخصيا هذه الليلة في المجلس العاشورائي الذي اقيم في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، والقى كلمة تناول فيها الاحداث السياسية واخر المستجدات في الوضعين اللبناني والاقليمي.

وتطرق في بداية كلمته عن الوضع الاسرائيلي وقال:"في الليالي الماضية تحدثت في موضوعات ثقافية وتربوية وتاريخية وما شاكل، وأجّلنا الحديث عن الموضوعات السياسية لهذه الليلة.

طبعاً الليلة أتحدث حول بعض الموضوعات وأترك بعضها للغد إن شاء الله.

في الوضع السياسي سأتحدث قليلاً عن الوضع الإقليمي من البوابة الإسرائيلية، بوابة العدو، وليس عن كل الوضع الإقليمي، وسأتحدث عن الوضع اللبناني في حال سمح الوقت بشقّيه السياسي والأمني وكلمة ختامية في النهاية.

في وضع المنطقة والوضع الإقليمي من الزاوية الإسرائيلية، لا شك أن إسرائيل هي اليوم سعيدة بما يجري في منطقتنا، في عالمنا العربي والإسلامي من تقاتل وتنازع وتناحر وصراعات قائمة بين الدول وفي داخل كل دولة وفي داخل كل مجتمع، وإسرائيل تدفع أيضاً في هذا الإتجاه.

قرأت بعض المقالات وبعض الخطب لرئيس حكومة العدو بنيامين ناتنياهو، لقد صار متخصصاً بالشأن الشيعي والسني في خطاباته، بات لديه تخصص في هذا الشأن. مشروع إسرائيل الدائم في المنطقة هو هذا، أن يكون من حولها منطقة ممزقة مجزّأة، مقسمة، كيانات هزيلة وضعيفة على أساس طائفي أو مذهبي أو عرقي، وتبقى إسرائيل هي الدولة، هي القوة الإقليمية الأقوى الأعظم، التي ترفض شروطها وهيمنتها على كل المنطقة.

من خلال هذا الواقع الذي تتطلع إليه إسرائيل في المنطقة هي تثبّت وجودها بشكل نهائي في فلسطين المحتلة، هي تطبّع وجودها مع بعض المحيط العربي وتتحول إلى حليف لبعض الدول العربية ولبعض حركات المعارضة في بعض البلدان العربية، ومن ثم في إطار تسوية أو بدون تسوية تفرض شروطها ونفوذها على كل حكومات وشعوب المنطقة. هذا واقع قائم الآن لكن أيضاً مما لا شك فيه أن إسرائيل قلقة من المستقبل، هي سعيدة بما يحصل ولكنها قلقة من المستقبل، لأن المستقبل غامض، لأن الأوضاع في كل المنطقة قد تخرج عن السيطرة، قد تصل إلى مرحلة لا تستطيع قوى عالمية ولا قوى إقليمية أن تتحكم فيها، وبالتالي من طبخ السم سيأكله.

في يوم من الأيام أيضاً هي قلقة من هذه الزاوية، لأن هناك ضبابية وغموضاً فيما يتعلق بالمستقبل. إسرائيل دائما أيها الإخوة والأخوات في منطقتنا هي تدفع الأوضاع إلى الحرب كما تفضل سماحة الشيخ الأستاذ قبل قليل، هي لا تبحث لا عن سلام ولا عن هدوء ولا عن طمأنينة في كل هذه المنطقة، هي دائماً كانت تدفع الأمور إلى الحرب وما زالت تدفعها إلى الحرب. فلنتجاوز ما جرى قبل العام 2000، لنتحدث بما نتذكره جميعاً وعايشناه عندما حصلت أحداث الحادي عشر من أيلول في أمريكا. إسرائيل واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وظف كل إمكانياته الإعلامية والسياسية والمالية والأمنية من أجل دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى غزو المنطقة واحتلال المنطقة. وأنا أذكر في تلك الأيام كان الأمريكيون يقولون إن القاعدة هي من نفذ عمليات الحادي عشر من أيلول، وإسرائيل تقول حزب الله حتى يأتوا بالأمريكي إلى أين؟ إلينا هنا. حسناً، الإسرائيليون حرّضوا بقوة على غزو العراق واحتلال العراق وكان لهم تأثير حاسم في هذا الموضوع. إسرائيل في الأشهر القليلة الماضية استخدمت كل نفوذها لتحريض الولايات المتحدة الأمريكية من أجل العدوان العسكري على سورية، ولكنها طبعا فشلت وهذا يعبر عن إرادتها، وكذلك اليوم عندما تراقب إسرائيل من حولها وتجد أن هناك مفاوضات بين إيران وبعض الدول العالمية، ما يسمى بالخمسة زائد واحد، أي دول مجلس الأمن الدائمة العضوية الخمسة زائد ألمانيا وترى، أن هناك فرصة أو إمكانية للحل السياسي، للحل الدبلوماسي، للتفاهم بين إيران وبين دول العالم، يستشيط ناتنياهو غضباً ـ ستزداد لدينا الدول الغاضبة في منطقتنا ـ يغضب، يسخط، يصرخ، ويعلن أنه سيوظف كل إمكانياته لمنع هذا التفاهم ويستعين باللوبي الصهيوني في أمريكا ويتصل بالرئيس الروسي ويتصل بالفرنسيين ويستنجد ببعض الدول العربية من أصدقائه تحت الطاولة وهو يعلن ذلك. ماذا تريد إذا؟

أي تفاهم يمنع الحرب في المنطقة لا تريده إسرائيل، ماذا تريد إسرائيل؟ تريد الحرب في المنطقة. لكن أيّ حرب؟ الحرب التي تبقيها سليمة، قوية، معافاة. انتبهوا جيّداً: تريد أن يهجم الأمريكي على أفغانستان ويدمرها، والأمريكي يحتل العراق ويدمره، والأمريكي يضرب سورية ويدمرها، والأمريكي والناتو يضربون إيران، ويدمروها وإسرائيل تحافظ على سلامتها وأمنها واستقرارها وقوتها.

الأمريكيون أمس ماذا قالوا؟ وزارة الخارجية الأمريكية قالت إن البديل عن الحل السياسي هو الحرب. هل تريدون أيها الامريكيون أن تذهبوا إلى الحرب؟ الشعب الأمريكي لا يريد الحرب، ليس لأنه تعقّل، بل لأنه غير قادر على شن الحروب. أمريكا اليوم أوضاعها الاقتصادية والمالية والمعنوية والداخلية وهزائمها في المنطقة وفي العالم تمنعها من الذهاب إلى حرب جديدة، ولكن إسرائيل تريد أن تدفع بأمريكا إلى حرب جديدة في المنطقة.

حسناً، النتيجة أن مشروع إسرائيل ـ وهذا الذي يجب أن نحفظه على طول الخط وأن نعيه ـ أن مشروع إسرائيل في المنطقة هو الحرب والحروب والدمار والخراب والتقسيم والتجزئة والفتنة والإقتتال الداخلي وجر الأعداء الخارجيين ليقوموا بحروبهم بالنيابة عن إسرائيل.

من المؤسف جداً أن بعض الدول العربية كانت وما زالت وهي اليوم تقف إلى جانب إسرائيل في هذه الخيارات القاتلة، وهي ـ كإسرائيل ـ ترفض الحل السياسي في سورية، الذي يوقف سفك الدماء وتدمير البلد، وهي أيضاً ـ بعض هذه الدول العربية التي لا نود اليوم ذكر الحرف الأول من اسمها ـ أيضاً تعارض بشدة أي تفاهم بين إيران ودول العالم.

يا أخي، أيتها الدول العربية ـ هم معروفون ـ هؤلاء اليوم أيضاً يرفضون هذا التفاهم، ما هو البديل عن التفاهم؟

يا شعوب المنطقة، يا شعوب العالم العربي، وبالخصوص يا شعوب الدول العربية في الخليج، أيها الشعب السعودي، شعب المملكة العربية السعودية وشعب الكويت وشعب قطر وشعب البحرين وشعب الإمارات وشعب عمان، ما هو البديل عن التفاهم بين إيران ودول العالم؟

البديل هو الحرب في المنطقة، وهذه الحرب في المنطقة إلى أين ستؤدي؟

الإسرائيليون يعرفون جيداً، وكل من يمكن أن يتواطأ يعرف جيداً أنهم يستطيعون أن يبدأوا حرباً في مكان ما ولكنهم يعجزون عن حصرها في مكان ما.

إذاً، هؤلاء يبحثون عن خراب المنطقة، عن دمار المنطقة، كل المنطقة، لبنان في هذا السياق هو تفصيل صغير أمام ما يريده هولاء للمنطقة.

من المؤسف أيضا أن يصبح ناتنياهو يتحدث وأن يصبح ناطقاً رسمياً باسم بعض الدول العربية ويعبر عن قلقها وعن هواجسها، ومن المؤسف جداً أن نسمع السيدة ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة وهي الآن وزيرة في حكومة ناتنياهو تقول إن الحكومة الإسرائيلية تلقت رسائل من بعض الحكومات العربية تطالب إسرائيل بعدم التراجع في موقفها من مفاوضات الملف النووي الإيراني، أليس هذا الأمر معيبا؟ ولكنه ليس جديداً.

لقد سمعنا هذا الكلام نفسه في حرب تموز 2006 عندما قال الإسرائيليون في وسط الحرب عندما تعبوا وبدأت هزائمهم تظهر وتلوح في الأفق، هي ليفني ذاتها قالت، وأولمرت قال إن بعض الدول العربية تتصل بنا وتقول لا توقفوا الحرب في لبنان، لماذا؟ لأنه للأسف الشديد انتصار المقاومة في لبنان يحرج هولاء الزعماء المستسلمين. هذه هي الحقيقة، نفس هذا المنطق سمعناه أيضاً في حرب غزة.

في حرب غزة قال المسؤولون الإسرائيليون إن بعض الحكومات العربية اتصلوا بنا وقالوا لا توقفوا الحرب في غزة، لأنهم لا يودّون إعطاء انتصار للمقاومة في غزة.

لكن في نهاية المطاف أمريكا لا تعمل لا عند إسرائيل ولا عند حلفائها في المنطقة ولا عند أدواتها في المنطقة. أمريكا تعمل عند من؟ عند أمريكا. إسرائيل تعمل عند أمريكا. هذا المفهوم يحتاج إلى عمل مضنٍ لتصحيحه. إسرائيل تعمل عند أمريكا. نعم لديها مسافة وهامش، لكن السيد وصاحب القرار هو الأمريكي.

رأينا ما حدث في الأسابيع الماضية، عندما كانت إسرائيل وبعض الدول العربية تعمل في الليل وفي النهار من أجل حصول عدوان امريكي على سورية. ما الذي جعل الامريكي لا يعتدي؟ مصالحهم، حساباتهم، مخاوفهم، هواجسهم، وبالتالي أمريكا ستعمل لمصلحتها.

سآخذ نتيجة من هذه المقدمة للقول أولا يجب أن تعرف كل شعوب المنطقة، كل شعوبنا العربية والإسلامية، يجب أن يعرف شعبنا اللبناني الذي يعيش منذ عقود من الزمن، منذ عشرات السنين على خط الزلزال وعلى خط النار، يجب أن يعرفوا جميعاً من الذي يبحث عن الحرب والخراب في المنطقة، ومن الذي يبحث عن الحلول والتفاهمات والتسويات التي تحفظ حقوق العرب وحقوق المسلمين ومستقبل هذه الأمة.

الجمهورية الإسلامية في إيران، الآخرون الذين يحملون هموم هذه الأمة ؟ أم من؟

والأمر الثاني الذي يجب أن نأخذه أيضا كنتيجة هو أن يعرف كل الذين يدفعون المنطقة إلى الحرب أنهم سيفشلون وأنهم سيعجزون عن تحقيق أيّ من أهدافهم كما فشلوا وخسروا وهزموا منذ سنة 1982، هذه هي الحقيقة، هذا يجب أن يبقى حاضراً.

في الملف الاسرائيلي أيضاً، ثانياً، تأتي معاناة فلسطين، من غزة إلى الضفة الغربية إلى (أراضي) الثمانية وأربعين إلى المقدسات إلى الاسرى إلى مخيمات الشتات، مع غياب أي أفق وانسداد أبواب المفاوضات، واستعلاء الإسرائيلي الواضح، واستغلال الوقت والظروف لتغيير المعادلات الميدانية، وفي ظل سكوت وضياع عربي كامل. الدعوة لإخواننا الفلسطينيين جميعاً، لا يمنع ذلك بأن يقوم الشخص بمراجعة لخياراته لأنه يوجد مستقبل شعب، ومستقبل بلد، مستقبل مقدسات.

ثالثاً: لبنان من البوابة الاسرائيلية. لبنان كان دائماً في دائرة التهديد الاسرائيلي، لكن يوجد لدينا استحقاقات جديدة، ألا وهي موضوع التجسس.

حسناً، البعض في لبنان قالوا إن هذا ليس بجديد، صحيح هذا ليس بجديد، ولكن في المدة الاخيرة صار هناك تطوير كبير جداً كماً ونوعاً، أنا لا أريد أن أتحدث عنه، أترك هذا للاختصاصيين، ولكن على اللبنانيين أن يعرفوا أن كل شيء "يصدر على الهواء" بلبنان، تتكلم انت وزوجتك، أو أنت وأهلك، أو أنت وشريكك بالتجارة أو مع البنك، وكل شيء "يطلع على الهواء" وكل شيء على الانترنت وكل شيء بشبكة الهاتف التابعة للدولة، كل شيء اليوم في لبنان في دائرة السمع والإحاطة المعلوماتية الاسرائيلية. فلينتبه كلٌّ على نفسه، وهذا الأمر لا يخص حزب الله ولا يخص المقاومة. هذا ملف وطني ويعني كل اللبنانيين، كرامة اللبنانيين، خصوصيات اللبنانيين، وعيش اللبنانيين جميعاً.

حسنا، هذا استحقاق يريد مواجهة، كيف نواجهه؟ استحقاق آخر مفتوح الآن أمام لبنان هو استحقاق الحفاظ على سيادة لبنان على كامل مياهه الاقليمية، وكذلك استحقاق حصول لبنان على كامل حقه في المنطقة الاقتصادية الخالصة له مع فلسطين المحتلة، هو استحقاق استفادة لبنان من ثروته النفطية والغازية، وهي بكل الأحوال نقطة مشكلة مع الاسرائيلي. في كل هذه الاستحقاقات الجديدة المسؤولية تقع على عاتق الدولة، وكل اللبنانيين يجب أن يكونوا معها وإلى جانبها، يحتاج إلى تضامن وتعاون وطني، عندنا انقسامات وخلافات وعداوات، لكن في مواجهة هذه الاستحقاقات يجب أن نتضامن، التجسس يطال الجميع، لا يأتي أحد ويقول: "هذه مشكلة الحزب، وهذه مشكلة المقاومة، فليحلّوها هم". كلا، يمكن نحن نسبياً نكون أقل من غيرنا، لأنه لدينا السلكي، أليس ذلك صحيحاً، ستنكلم عنه بعد قليل ، لكن هذه مشكلة الجميع.

المسار الاقليمي والمنطقة الإقتصادية الخالصة للبنان هذه تعني اللبنانيين جميعاً. أن نتمكن من استخراج نفطنا وغازنا وبيعه، هذا يعود بالفائدة والخير على لبنان والدولة والشعب، على كل المناطق والطوائف والمذاهب والاحزاب والقوى، والأرياف والمدن ووو، هل يوجد نقاش في هذا! هل هذا موضوع حزبي؟ هل هذا موضوع مذهبي أو طائفي أو مناطقي؟ أو موضوع يعني اللبنانيين جميعاً؟ يجب أن نبحث عن صيغة؟ كيف يمكن أن نتضامن أو نتعاون في مواجهة هذه الاستحقاقات ونحن منفتحون لنقاش أي صيغة. حقيقةً الليلة ليس لدي اقتراح محدد، وإذا كان لدي اقتراح أريد أن أناقشه أولا أنا وإخواني، ولكن يجب أن نبحث كيف يمكن ـ حتى في ظل الانقسامات الحادة ـ كيف نتضامن كلبنانيبن في مواجهة استحقاقات وطنية بهذا الحجم.

في موضوع التجسس أقول أشارتين وانتقل إلى الوضع اللبناني الداخلي. في موضوع التجسس: الدولة معنية بأن تتحرك، البداية كانت من دولة رئيس مجلس النواب، اجتمعت لجنة الاتصالات، هناك اجتماعات تعاون من قبل الرؤساء والحكومة، طبعاً يجب أن يروا ما الذي يجب أن يفعلوه.

أنا اقول الليلة: نحن كمقاومة جاهزون لخدمتكم، الدولة اللبنانية ماذا تريد في هذا المجال؟ إذا كان يوجد شيء نحن ـ المقاومة ـ نستطيع القيام به، نحن "على عيني" نقوم به. لماذا؟ لان هذا الموضوع يعني اللبنانيين جميعاً، ومصلحة وطنية جامعة.

حسناً ، هنا أن تقوم الدولة بما مطلوب منها القيام به، أن تستعين فينا نحن حاضرون، لا تستعين فينا لا يوجد مشكلة، لكن في نهاية المطاف، إذا وصلت الدولة إلى مكان (باتت)عاجزة فيه عن فعل أي شيء، لم تستطع فعل شيء، فليعلمونا بذلك، المقاومة تستطيع أن تفعل، ليس شيئاً، تستطيع أن تفعل في مواجهة التجسس الاسرائيلي التقني والفني أشياء كثيرة، لكن نحن نراعي الأجواء اللبنانية، والنقاشات اللبنانية، وهم دائماً يقولون، من كلفكم؟ من طلب منكم؟

حسناً فلتتفضلي يا دولة، فلتتحملي المسؤولية ولتعملي في الموضوع. عندما نصل إلى مكان نرى فيه الدولة عاجزة عن فعل أي شيء، المقاومة لن تتخلى عن هذه المسؤولية.

الإشارة الأخيرة في موضوع التجسس، من الحق ومن الإنصاف أن أذكّر هنا بأهمية شبكة السلكي التابعة للمقاومة. الكل يتحدث عن التجسس، طبعاً في لبنان يتحدثون عن التجسس الاسرائيلي، (أما) التجسس الأميركي، لا بأس هؤلاء أصحابنا، هل يمكننا أن نتكلم عنهم؟ هل يمكننا أن نتكلم عن السفارة الأميركية في عوكر؟ عوكر تتجسس على كل اللبنانيين؟ لا يمكننا، هذا يحدث انقساماً لبنانياً. حسناً لا بأس، فلندعه جانبا. حسناً بما أنكم تتكلمون عن التجسس الاسرائيلي، هذه شبكة السلكي والتي هي شبكة متواضعة جداً. أنا في يوم من الأيام قلت إن بعض السياسيين الكبار يبدو أنهم لا يعرفون شيئاً عن هذا الموضوع، يوجد بعضهم يظنها أنها جهاز تنصت. هذه هي مثل الكاتيوشا، من الحرب العالمية الثانية، هي جهاز وسلكي، اسمها سلكي، يوصل تلفون بتلفون مثل الإنترفون الذي يوجد في منزلك، لا يمكنك أن تتنصت على أحد ولكن طبعاً تمنع أيّ أحد من التنصت عليك. هذا السلكي هو ضمانة المقاومة وجهوزية المقاومة في مواجهة إسرائيل، ولذلك وجدتم في الماضي نحن لم نتسامح في هذا الأمر، ولسنا في وارد أن نتسامح في هذا الأمر. أود أن أؤكد هنا أن شبكة السلكي استهدافها اسرائيلي فقط وليس استهدافاً داخلياً، هناك بعض الناس يظنون أنه إذا قمنا نحن بمد سلكي يعني هذا أنه يمكّننا من السيطرة على البلد. أولا من قال إننا نريد أن نسيطر على البلد، ثانياً من قال إن هذا يساعد على ذلك، إلا إن كان لديكم أجهزة تنصت وليس لدينا علم بذلك، إلا إذا كان لديكم أجهزة تنصت وحن نهرب منكم إلى السلكي، شبكة السلكي ليس لها أي استهداف داخلي، وهي جزء من سلاح المقاومة في مواجهة إسرائيل، تتأكد الحاجة اليها مع هذا التطور الكميّ والنوعي التكنولوجي الخطير من قبل العدو الاسرئيلي.

ننتقل إلى الوضع اللبناني، يوجد شقان: الأول سياسي والثاني أمني إذا ساعد الوقت.

أود أن أدخل إلى الشق اللبناني، على المنطقة دخلنا من بوابة العدو الاسرائيلي، في لبنان أريد أن ادخل من بوابة الاميركيين، فـ"لنبقِ السقف مرفوعاً، هذا افضل، خلي السقف عالي"، سأنطلق من تصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري في السعودية، عندما قال ما معناه "إننا اتفقنا، مع المسؤولين السعوديين أن لا يسمح لجزب الله بتحديد معالم المستقبل في لبنان"، طبعاً يوجد البعض في لبنان ممن فرحوا، قالوا "الاميركيون قادمون والقصة كبيرة" وبعضهم إذا تكلم عنهم الأميركيون لا ينامون الليل،ظنوا يومها أن حزب الله لم ينم الليل، أن جون كيري ماذا يقول؟ يقول: لا يسمح لحزب الله بتحديد معالم المستقبل في لبنان. أنا من هنا أريد أن أدخل إلى الوضع اللبناني، حسناً، أن يقول جون كيري ذلك أو أوباما أو أي أحد في العالم، بالنسبة لنا لا يقدّم ولا يؤخّر شيئاً على الإطلاق، كلام سمعناه وعبّرنا عنه. ثانياً هذا يعبّر أيضاً عن اعترافهم، طبعاً هم لا يقصدون حزب الله كحزب هم يقصدون هذه المقاومة وهذا الفريق السياسي الوطني الذي يعتبر حزب الله جزءاً أساسياً منه، أنه أنتم هذا الفريق ممنوع أن تحددوا معالم المستقبل للبنان، الآخرون فقط يحق لهم آن يحددوا معالم المستقبل للبنان، أميركا يحق لها بعض الدول العربية يحق لها، انتم الذين تمثلون جزءاً الوطني الذي يعتبر حزب الله جزءا اساسيا من، انه انتم هذا الريق ممنوع ان تحددوا معالم المستقبل للبنان، الاخرون فقط يحق لهم ان يحددوا معالم المستقبل للبنان، أميركا يحق لها بعض الدول العربية يحق لها، انتم الذين تمثلون جزءاً وشريحة كبيرة من الشعب اللبناني، وهذا الفريق السياسي الذي يمثل بحق غالبية الشعب اللبناني ـ على القلم والمسطرة لا يحق لكم ـ لكن هذا اعتراف بكم وبقدرتكم وبقوتكم ولذلك الأمر يحتاج إلى الولايات المتحدة الاميركية وإلى المملكة العربية السعودية وإلى محور دولي وإقليمي ليقول لكم ممنوع أن ترسموا معالم المستقبل في لبنان. أيضاً هذا اعتراف، أيضاً "نحن ممنونون"، يعني لماذا دائما ترون النصف الفارغ من الكوب، فلتروا النصف الملآن، "كتّر خيرك، ممنونينك".

ثالثاً: هل لهذا قيمة ؟ كلا ليس له قيمة، حسناً هل هذه هي المرة الأولى التي يقف فيها الأميركيون ليقولوا نريد أن نمنع حزب الله والمقاومة أو هذا الفريق السياسي؟ هذه قصة طويلة عريضة، من 1982 أميركا وإسرائيل وبعض الدول العربية أرادت أن ترسم معالم المستقبل للبنان والمنطقة، وأسقط المقاومون خرائطهم، وحزب الله جزء من هؤلاء المقاومين، وارتسمت الخريطة التي أرادتها المقاومة في لبنان والمنطقة.

في عام 1996 تتذكرون جميعاً عندما اجتمع كل زعماء العالم في شرم الشيخ في مصر، كل زعماء العالم وأصدروا بيان الإتهام والإدانة لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين بأنها حركات إرهابية، وأعلنوا الحرب على حركات المقاومة، وأرادوا أن يرسموا مستقبلاً للبنان وللمنطقة، وكانت عملية عناقيد الغضب في عام 1996 وهُزموا، والمقاومة هي التي انتصرت بشهدائها وبشعبها وبجيشها وبأحبائها وبشهداء مجزرة قانا، في عام 2000 أرادوا شيئاً وأراد الله ورجال الله شيئاً آخر فكان ما أراد الله عز وجل، أليس كذلك؟

عام 2006 ألم يقف العالم كله خلف إسرائيل في الحرب على لبنان ثلاثة وثلاثين يوماً؟ وقالت الدكتورة ـ حبيبة البعض ـ في لبنان كوندريزا رايس: إننا نشهد مخاض ولادة شرق أوسط جديد. من الذي أسقط هذا الجديد الخبيث الذي أرادت أميركا وإسرائيل أن تُحكمه وأن ترسم معالمه في هذه المنطقة؟ أليس أنتم؟ أليست المقاومة؟ أليس شعب لبنان ومقاومة لبنان وجيش لبنان؟

نحن هنا لا نُطلق شعارات، نحن هنا نتحدث عن وقائع وعن حقائق عايشناها وكنا جزءاً منها ولا أتكلم عن شعارات وخطابات وحماسيات ومنامات وأدبيات مترفة. كلا، ولذلك مهما بلغ جبروت من بلغ، الأميركان وغير الأميركان، والصهاينة وغير الصهاينة، والعرب وغير العرب، أقصد بعض الدول العربية، هذا لا يجوز أن يؤثر على الإطلاق في التعاطي مع الوقائع الموجودة اليوم في الساحة اللبنانية. ولذلك أنا أقول لهم: لا يستطيع أحد أن يُلغي هذا الفريق، وكذلك نحن لا نريد إلغاء الفريق الآخر، بكل إنتماءاته السياسية والمذهبية والطائفية، هذه هي معادلة لبنان. الواقعية تقتضي أن نعترف بهذا الأمر، وبالتعاون وبالتواصل وبالشراكة، "أوقات يُعصّبون علينا، ونعصّب عليهم"، و"يطلع" الصوت هنا و"يطلع" الصوت هناك، هذه كلها تحصل، نتيجة جو الخصومة الموجودة في البلد. ولكن في نهاية المطاف الواقع يقول هناك فريقان موجودان في لبنان، لا خيار أمامهما وأمام اللبنانيين سوى البحث عن المشتركات والتعاون لرسم معالم مستقبل لبنان، ليس الأميركان وليس جون كيري، لا أحد في الخارج هو الذي يرسم معالم مستقبل لبنان، أنتم اللبنانيون يجب أن ترسموا معالم المستقبل.

ثانياً: في الشق السياسي، الكل في لبنان يُجمع على أهمية تشكيل حكومة جديدة، الآن حكومة تصريف الأعمال تسد الفراغ ولكنها لا تحل المشكلة. المشاكل الأمنية تكبر والمشاكل الإجتماعية والمعيشية والإقتصادية والمالية، وانهيار مؤسسات الدولة التدريجي والبطيء وغياب الكادر، النقص الهائل في مؤسسات الدولة، كل هذا لا تستطيع أن تحلّه حكومة تصريف الأعمال، لا بد من حكومة جديدة، الصيغة الممكنة الآن وفيما بعد وبعد ستة أشهر وبعد سنة وبعد سنتين،الممكن والواقعية التي تحفظ حقوق الجميع وشراكة الجميع وتطمئن الجميع هو الذي تم التكلم عنه، 9-9-6 ، فلماذا التأخير إلى الآن، ستة وسبعة أشهر؟

أنا الليلة سأتكلم بصراحة، لأنه يوجد قرار إقليمي من المملكة العربية السعودية لفريق 14 آذار : لا تُشكلوا الآن حكومة، طبعاً شكلوا حكومة من دون الفريق الآخر، من دون حزب الله ومن دون قوى الثامن من آذار، وهم لا يقدروا، إذاً لا تُشكلوا حكومة "طولوا بالكم"، على أساس إذاً "لنطول بالنا" ـ دعوني أبسّط الموضوع ـ "طوّلوا بالكم سوريا حتخلص"، هذا الكلام أنا قلته قبل أسابيع، لكن هذا الكلام منذ أشهر،" طوّلوا بالكم، سوريا حتخلص، هالجمعة وهالشهر وهالشهرين وهالثلاثة" صار سبعة أشهر. عندما قوي احتمال العدوان الأميركي كان الجو في البلد سيذهب إلى تشكيل حكومة، قالوا لهم:"طوّلوا بالكم وقفوا وقفوا وقفوا، هؤلاء الأمريكان جايين على سوريا وسيتغير الوضع، فلا تُشكلوا حكومة". إذاً هناك من يُعطل بل من يمنع تشكيل حكومة في لبنان لأنه كان ينتظر الأوضاع في سوريا.

حسناً أنا منذ أسابيع وصّفت وضع، "ما هو حتى إذا تحكي رايق"، "يعني شو الفرق تحكي رايق أو تعلّي صوتك"، أي شيء تتكلم به يعتبرونه تهديد، تكلمنا بكلام هادىء يا جماعة، في سوريا الوضع وواحد وإثنين وثلاثة، داعش ماعش نصرة لا أعرف ماذا ... الخ، الجيش الحر والأكراد والإنقسامات، الإئتلاف الداخلي والإئتلاف الخارجي والوضع الإقليمي، مصر والسعودية وتركيا وقطر وأميركا وفرنسا، واحد إثنين ثلاثة ضعوا جانباً هذا الموضوع هو "مش ضابط معكم"، لن "يمشي الحال"، لا تراهنوا هناك وافصلوا موضوع لبنان عن سوريا وتعالوا لنشكل حكومة، طبعاً وقتها خرج أناس لم ينكروا الحقائق التي قُلتها لأن هذه حقائق، قالوا: كلا الوضع الميداني سيتغير، طيب منذ أسابيع إلى الآن كيف تغير الوضع الميداني؟ على طريق حلب ومحيط حلب وريف حلب وفي ريف دمشق وفي الغوطة الشرقية وفي الغوطة الغربية وفي .. وفي.. وفي... وفي.. كيف؟ بالعكس، هذه الأسابيع وأيضاً كل المعطيات الميدانية تؤكد أن الأمور ذاهبة على خلاف ما تتوقعون وما تتمنون أنتم (أي الفريق الآخر)، ولذلك إذا كان أحدٌ ما في مكانٍ ما في لبنان أو المنطقة أو العالم ينتظر لتشكيل حكومة لبنانية حقيقية أن ينتصر في سوريا، أنا أقول له: لن تنتصر في سوريا.

حسناً، أتى شيئ جديد، الآن أسمعوا الجديد، أتى شيئ جديد أنه واضح موضوع سوريا، موضوع سوريا واضح أنه "ماشي الحال"، طيب دعونا نُشكل حكومة، الجماعة يقبلون 9-9-6 ولما تكلمنا أن هذا تنازل وهذا تواضع لم نكن نُبالغ، الآن قيل لهم ـ هذا ليس تحليلاً بل معلومات ـ الآن قيل لهم"طولوا بالكم شوي"، توجد مفاوضات على الملف النووي الإيراني، هذا جديد إسمعوني جيداً، "هذا عمره كم يوم"، توجد مفاوضات حول الملف النووي الإيراني، هذه المفاوضات يمكن أن تخرج بنتيجتها أن "موضوع حزب الله يخلص"، نعم" طولوا بالكم لا تُشكلوا الآن حكومة"، " إذا مشيت المفاوضات وصار هناك إتفاق خلصت قصة حزب الله، فلا تعذبوا حالكم وتشكلوا حكومة فيها حزب الله".

حسنا أولاً: أيضاً أريد أن أعلق على هذا مثل موضوع سوريا، يعني هل يتوقعون مثلاً ـ بعض الإقليميين وبعض اللبنانيين ـ أن أياً يكن مسار المفاوضات الإيرانية الدولية، أن إيران ستأتي إلى لبنان وتقول يا حزب الله تخلوا عن واجباتكم الوطنية وتخلوا عن حقوقكم الوطنية وتخلوا عن مقاومتكم وسلموا البلد للفريق الآخر؟

من يعرف إيران ومن يعرف حزب الله يعرف أن هذه أضغاث أحلام، لا يوجد شيء منه هذا، شو ناطرين؟ هذا أولاً: لأن هذا ولا يوم صار ولا يصير، لم يحصل ولن يحصل، ثانياً: في مسار المفاوضات بالملف النووي الإيراني يوجد إحتمالان: إما أن يتفاهموا وإما أن يختلفوا، والأمور تذهب لا سمح الله إلى الحرب.هؤلاء يتكلمون أن حزب الله الآن هو قلق من المفاوضات وهو محتار ومربك بنفسه، ولا أعرف. طيب إذا راح المسار إلى الحرب لا سمح الله، فعلى الجميع أن يقلق ولكن على غيرنا أن يقلق أكثر، على غيرنا أن يقلق أكثر منا، إذا ذهبت الأمور إلى حرب في المنطقة، وثانياً: أن تذهب الأمور إلى تفاهم، وسجلوا علي: الآن توجد تلفزيونات تنقل، إنتبهوا وسجلوا، بالصوت والصورة، بعد التفاهم إن حصل النووي الإيراني - الدولي، فريقنا سيكون أقوى وأفضل وضعاً وحالاً محلياً وإقليمياً، وبالتالي على ماذا تراهنون؟ وبالتالي أنتم ماذا تنتظرون؟ ثالثاً وأخيراً في هذه النقطة: عندما تحصل تسويات كبرى في العالم، عندما تحصل تسويات كبرى في العالم، حلفاء وأصدقاء هذا الطرف وذاك الطرف يقلقون، في العالم هكذا، بالنسبة لنا ليس كذلك، تعرفون لماذا؟ لأننا لا نقلق من حليفن.

بصراحة وبوضوح، كان لدينا وما زال لدينا حليفان أساسيان،"نشكر الله مش كتار"، إيران وسوريا، قولوا لي: هل في يوم من الأيام باعنا حليفنا؟ هل في يوم من الأيام سلّمنا حليفنا؟ الإيراني والسوري، هل في يوم من الأيام خذلنا حليفنا أو طعننا في الظهر؟ أو تآمر علينا؟ أبداً، إبدأوا من تموز 93 - نيسان 96 - 2000- تموز 2006 وإلى اليوم لا توجد سابقة ولم يحصل ذلك، في أصعب الظروف لم يحصل، لكن نحن واثقون من هذه العلاقة ومن هذا التحالف.

أما أنتم المساكين، هل أعد لكم كم مرة تخلى حلفاؤكم عنكم؟ لا أريد أن أقول أسيادكم، كم مرة تخلوا عنكم؟ كم مرة باعوكم في سوق النخاسة؟ كم مرة عقدوا تفاهمات وتركوكم على قارعة الطريق؟ كم مرة خيبوا آمالكم وظنونكم ؟ وليس ما حصل في الأسابيع الماضية في قضية العدوان الأميركي على سوريا ببعيد. إذاً أنتم تُعطلون وقت اللبنانيين، وتعطلون وقتكم سدىً.

لا تنتظروا سوريا ولا تنتظروا الملف النووي الإيراني ولا تنتظروا شيئا، هذا لبنان مسؤولية للجميع ويجب أن نبادر. كل يوم يضيع هو يضيع من أمن اللبنانيين، وكرامة اللبنانيين وعيش اللبنانيين وخبز اللبنانيين ومستقبل اللبنانيين، لماذا نُضيع هذا الوقت وفي إنتظار أي شيٍ نُضيع هذا الوقت، أنا أقول للبنانيين جميعاً أنتم أيضاً يجب أن تتحملوا هذه المسؤولية، لا يجوز الرضا بهذا الواقع، طيب ليقوم أحد ليشرح لي، أو ليشرح لكم، هل واقعاً هذا الأمر هو لمصلحة المسلمين؟ وهل هو لمصلحة المسيحيين؟ هل هذا لمصلحة السنة في لبنان؟ هل هذا لمصلحة الشيعة في لبنان؟ هل هذا لمصلحة الدروز في لبنان؟ ليس لمصلحة أحد، هو لمصلحة الخارج فقط، فقط الخارج، الخارج الذي يفرض إرادته على هذا الفريق أو ذاك الفريق.

على اللبنانيين أن يحزموا أمرهم، ويستفيدوا من الوقت، ولا ينتظروا المتغيرات الإقليمية والدولية، وليتحملوا المسؤولية كاملةً...

كنت قد تركت مقطعاً له علاقة بالوضع الامني، وله علاقة بطرابلس، ولكن ضاق الوقت كثيراً، سأتركه لوقت آخر، أنتقل إلى النقطة الأخيرة وإلى الخاتمة.

في ما يتعلق بيوم غد يوم عاشوراء، يوم العاشر من المحرم:

أولاً أنا وكل أخواني وكل من تابع هذا الموسم هذه السنة، أتوجه إليكم أنتم الحضور هنا إلى كل الذين حضروا وشاركوا وأحيوا وأقاموا هذه المجالس في كل المناطق والبلدات والمدن والأماكن، من أعماق القلب، أتوجه إليكم بالشكر على هذا الحضور الكبير والشجاع والمواسي لرسول الله (ص) رغم ما كان يلوح، وما زال يلوح في الأفق من تهديدات ومن مخاطر، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منكم مواستكم هذه وأن يعظّم أجوركم.

ثانياً أود أن أتوجه بالشكر إلى الجيش اللبناني، إلى جميع القوى الأمنية الرسمية من دون استثناء، على جهودهم، خصوصاً في هذه الأيام والليالي في مختلف المناطق، ونعرف العبء الملقى على عاتقهم في هذه الليلة ويوم غد. أيضاً نتوجه إليهم بالشكر الجزيل ونسأل الله أن يعينهم على أداء هذه الوظيفة الوطنية والأخلاقية وأن يمكّنهم من تحقيق الانجازات المطلوبة.

ثالثاً يجب أن نشكر كل الذين أداروا وأقاموا هذه المجالس وحموها بالإجراءات وبالترتيبات، وقرأوا العزاء وخطبوا وارتقوا المنابر وقرأوا القصائد وكل من شارك بهذا الإحياء، وكل من تحمّل من جيران كل الأماكن تبعات هذا الإحياء.

أما بالنسبة للغد، حتى الآن، حتى هذه اللحظة، الحمد لله رب العالمين الذي لا تحصى نعمه، سارت الأمور على خير، ونأمل أن تسير الأمور على خير حتى انتهاء هذه المراسم يوم غد. النقطة الأساسية التي أريد أن أقولها في الختام هي أن خروج الناس يوم العاشر في كل المناطق التي سيخرجون فيها هو ليس بمثابة تحد لأحد، نحن غداً لا نخرج لتحدي أحد أبداً، نحن هذه السنة نخرج كما خرجنا السنة الماضية والتي قبلها وكما كنا نخرج على عشرات السنين في هذا البلد ـ الآن نتكلم عن بلدنا ـ لا يوجد شيء جديد، ونحن نخرج للتعبير عن مواساتنا لرسول الله (ص)، لأهل بيت رسول الله (ص) عن حزننا لما أصابهم في يوم العاشر من المحرم، لنعبّر عن مودتنا المطلوبة أجراً للرسالة في نص القرآن الكريم، ولنعبر عن مواقفنا وارائنا، وإذا أراد أحد ما أن يعاقبنا على مودتنا، على مواساتنا، على محبتنا، على حزننا، على موقفنا السياسي، أو أن يعاقب أهلنا، رجالنا، ونساءنا، وكبارنا، وأطفالنا، فهذا أمر يرفضه العقل والدين، ولكن قد يكون هناك من يفكر بهذه الطريقة.

نحن اذاً نخرج بهذه الروحية، وليس بروحية التحدي. لكن في المقابل، نحن كنا في الأعوام الماضية ـ عادة لانه مثلما تعرفون جاءت هذه المناسبة في فصل الشتاء منذ عدد من السنوات أيام عاشوراء ويأتي يوم العاشر في الشتاء، وأحياناً يأتي في الصيف القاسي ـ فكنت أنا في ليلة العاشر أتحدث معكم، عندما كنت أتحدث معكم، وأقول لكم: لا يجوز أن يحول بيننا وبين حسيننا (ع) برد قارس، ولا ثلج، ولا مطر، ولا شمس حارقة، ولا طقس ولا جوع ولا عطش. اليوم ـ ونحن جماعة شفافون وواضحون ولا نريد أن نقول شيئاً غير الحقيقية ـ اليوم، يوم غد في عاشوراء يوم مختلف عن كل الأعوام الماضية، ربما لا يكون هناك مصلحة لأتكلم بهذا الكلام، ولكن نحن أيضاً يجب أن نكون واضحين. احتمال التهديد الأمني موجود، الأجهزة الأمنية، الجيش اللبناني، الدولة، حزب الله، حركة أمل، آخرون، الكل يبذلون جهودهم، حتى الآن الله وفق، والجهود سوف تستمر، والكل سيتعاون، الناس والأهالي وأهل القرى وأهل المدن والجميع، سيتعاونون.

لكن نحن في لبنان غداً خارجون إلى يوم عاشوراء في ظل وضع مختلف.

في السابق كنت أقول لكم لا يمنعكم، لا جوع ولا عطش ولا سهر ولا ثلج ولا مطر ولا شمس حارقة عن أن تكونوا مع الحسين (ع) يوم العاشر، وغداً لن يستطيع شيء سوى مشيئة الله وإرادته، لن يستطيع شيء، لا خطر، ولا تفجير، ولا سفك دماء، ولا سيارات مفخخة، أن تحول بيننا وبين حسيننا.

هذه التجربة جديدة في لبنان، لكن في العراق منذ سنوات أهلنا، أحباء أهل البيت (ع) في العراق ـ في المناسبة في العراق السنة والشيعة يتشاركان في إحياء هذه المناسبات ـ منذ سنوات، في كل يوم، على طريق كربلاء، في المواكب الحسينية، في المجالس الحسينية، يُقتلون بالعشرات، يجرحون بالمئات، لكن هل حال سفك دمائهم دون إحيائهم لشعائر سيدهم أبي عبد الله الحسين (ع)؟ أبدا، بل بالعكس ازدادت نسبة المشاركة ونسبة الحضور.

هذا حصل في باكستان، حصل في افغانستان، هذه السنة حتى المواكب الحسينية في البحرين تعرضت لأذى مختلف عن أي وقت مضى، إذاً هذه الوسيلة لا تجدي نفعاً، لا في العراق، ولا في أفغانستان، ولا في باكستان، ولا في البحرين، ولا في أي مكان في العالم، ولا في لبنان، لأن الايمان هو هو ، والعشق هو هو، والحب هو هو، والاستعداد للشهادة هو هو.

غداً إن شاء الله، في كل المجالس العاشورائية، في كل التظاهرات العاشورائية، التي دعى اليها حزب الله، حركة امل، المجلس الشيعي، الجمعيات، السادة العلماء، في مختلف المناطق سوف تشهد بعونه تعالى حضوراً كبيراً، وحضوراً متعاظماً، وحضوراً متزايداً، يليق بعظمة، وكبرياء، وتضحيات، ودرجة، ومقام أبي عبدالله الحسين وأبي الفضل العباس والسيدة زينب (ع).

غداً نلتقي بمشيئة الله سبحانه وتعالى وعقلنا ومعرفتنا وقلبنا وعاطفتنا وعشقنا وإرادتنا وموقفنا هو موقف أصحاب الحسين ليلة العاشر من المحرم عندما مدحهم الإمام الحسين".

 

بري التقى السفير الايراني: ملف التجسس الاسرائيلي سيبقى موضع متابعة حتى النهاية

وطنية - تناول رئيس مجلس النواب نبيه بري مع النواب في "لقاء الاربعاء" اليوم القضايا والمواضيع المطروحة. واستأثر موضوع العدوان التجسسي الاسرائيلي بحيز كبير من الحديث، فأعرب عن ارتياحه لنتائج اجتماع لجنة الاعلام والاتصالات والاجماع النيابي على مواجهة هذا العدوان، وللخلاصات التي توصلت اليها. ودعا الى مواصلة الجهد في هذا الاطار، مؤكدا ان "هذا الملف سيبقى موضع متابعة من قبل المجلس النيابي حتى النهاية".

وجدد التحذير من مخاطر العدوان الاسرائيلي، مؤكدا "ان هذه القضية هي قضية وطنية بإمتياز وهي تعني الدولة ومؤسساتها وجميع اللبنانيين".

نواب الاربعاء

وكان الرئيس بري استقبل النواب: علي بزي، مروان فارس، هاني قبيسي، علي عمار، حسن فضل الله، فادي الاعور، اميل رحمة، اسطفان الدويهي، نواف الموسوي، ميشال موسى، ياسين جابر، عبد اللطيف الزين، علي فياض، قاسم هاشم وعلي المقداد.

آبادي

واستقبل الرئيس بري، في الثانية بعد الظهر، سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان غضنفر ركن آبادي الذي قال بعد اللقاء: "سررت اليوم بزيارة دولة الرئيس بري، وسلمته دعوة من رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني الدكتور علي لاريجاني لزيارة الجمهورية الاسلامية الايرانية. وتحدثنا ايضا حول آخر التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية وآفاق التعاون اللبناني الايراني".

اضاف: "كما عرضت لدولته تقريرا عن آخر التطورات في شأن الملف النووي الايراني، والمحادثات بين ايران ودول ال (5+1) والجولة الاخيرة في جنيف".

برقية

من جهة آخرى، ابرق الرئيس بري الى رئيس مجلس الشورى في سلطنة عمان الشيخ خالد بن هلال المعلولي معزيا بوفاة والده.

 

الرئيس الحريري رداً على نصرالله: لن نعطي حزب الله صك براءة لمشاركته في الحرب السورية   

أدلى الرئيس سعد الحريري بالتصريح الآتي : على جري عادته في المواقف الخطابية، اطلق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مجموعة مواقف اقل ما يقال فيها انها فعلا " أضغاث احلام" ولا تمت الى الواقع والحقيقة بأي صلة، بل هي مجرد أفكار مركبة ومتوهمة، هدفها التغطية على السبب الجوهري الذي يعطل تشكيل الحكومة، ويجعل من الدولة رهينة لسياسات خاطئة، تصادر دورها ومؤسساتها وقوانينها وحدودها، وتنصب الحزب ولياً على الجمهورية وسيادتها.  فالسيد حسن يرمي محاولات تعطيل تشكيل الحكومة على المملكة العربية السعودية، وهو يتوهم ان المملكة طلبت منا تأخير تشكيل الحكومة في انتظار تغيير الوضع في سوريا، ويضيف ان هذا التغيير لن يحصل وأننا في قوى ١٤ آذار لن يتحقق لنا الانتصار في سوريا. ثم يكشف السيد حسن بعد ذلك عما يسميه معلومات مؤكدة، وهي في الحقيقة من بنات أفكاره، التي تتدفق هذه الأيام كلاما مسموما غير مسبوق في التحامل على السعودية ودورها. وفي المعلومات ان المملكة طلبت منا أيضاً تأخير تشكيل الحكومة في انتظار مفاوضات الملف النووي الإيراني، باعتبار انها قد تنتهي الى التخلص من حزب الله. والسيد حسن نصرالله على ما يبدو اما ان يكون أسيرا لحلقة من الأوهام والمعلومات المركبة، او هو يحب ان يمارس إطلاق الغبار السياسي وتعمية الرأي العام اللبناني عن السبب الجوهري الذي كررناه واعدناه واعلناه عشرات المرات، بأننا لن نكون شركاء لحزب الله في حكومة تغطي مشاركته في القتال ضد الشعب السوري، او تغطي خروجه على الإجماع الوطني الذي تحقق من خلال اعلان بعبدا. السيد حسن لم يأتِ على ذكر هذا الامر لا من قريب ولا من بعيد، ويريد ان يتصرف تجاهه باعتباره مسألة غير قابلة للبحث والنقاش، وهي امر واقع سياسي وعسكري مفروض على جميع اللبنانيين، من رئيس الجمهورية الى الرئيس المكلف الى كل القوى السياسية في البلاد... ونحن مع كل هؤلاء ليس علينا سوى ان نبصم لحزب الله على ذلك، وان نذهب الى حكومة تعترف له بحق إرسال مسلحيه الى سوريا والقتال الى جانب بشار الأسد. على اي حال، لحزب الله ان يفهم، ويمكنه ان لا يفهم، اننا لن نكون تحت اي ظرف من الظروف شركاء في اي عملية سياسية، تعطي حزب الله صك براءة لمشاركته في الحرب السورية، وانتهاكه الصارخ لسيادة الدولة وقرارها، حتى ولو تمكن مع ايران في اعادة تتويج بشار الأسد رئيساً أبديا فوق جماجم الشعب السوري. المسألة بالنسبة لنا لبنانية بامتياز، ولا علاقة لها بالمجريات الميدانية في سوريا او بخرافة المفاوضات الإيرانية الأميركية. هناك حزب فاتح دولة على حسابه يتخذ فيها قرارات الحرب والسلم، ونحن لن نقر له بهذه الدولة، ولن نقبل ان تكون الدولة اللبنانية بعد اليوم غطاء لها.

 

أحمد الحريري: القاتل حزب الله والنظام السوري... واسرائيل في اسعد ايامها عندما ترى نصرالله يرسل مقاتليه الى سوريا 

رد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" احمد الحريري على خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، فذكّر بـ"أن يوم غد هو اليوم العاشر من عاشوراء، وكلنا نعرف ان كربلاء اليوم هي سوريا، والحسين اليوم هم اطفال وشيوخ ونساء سوريا، والمظلوم اليوم هو كل الشعب السوري، للاسف القاتل والظالم هما حزب الله والنظام السوري اللذين يقتلان اللبنانيين والسوريين معا".

واستغرب، في حديث إلى محطة "المستقبل"، كيف "ان السيد نصر الله لم يعد يخاف من اسرائيل، فظهر علنا امام الحشود لاكثر من 45 دقيقة تقريبا، واعتقد انه بعدما توجهت بندقية المقاومة الى الداخل واصبحت في سوريا، اعطى اكبر خدمة لاسرائيل، وظهر يتحدث مرتاحا وليس خائفا لا من اسرائيل ولا من طيرانها ولا من اي شيء".

تهديد واضح

وأكد أنه "من المعيب على طرف او قائد لبناني موجود او ممثل لايران موجود في لبنان، ان يظهر ويهدد شعوب الدول العربية وخاصة الخليج، فنصرالله قال انه في حال لا تريدون هذه الديبلوماسية مع ايران فتوجد حرب عليها وليس على اسرائيل، هذا تهديد واضح ان ايران ستضرب هذه المناطق"، مذكراً بأن نصرالله جندي صغير في هذا الجيش، كما يقول، ولا يمكننا الهروب من هذه العملية، انه في حال لم نضع يدنا وحصلت هذه التسوية فستكون هناك حرب طويلة وقال انه لا يمكن لاحد من تهدئتها لا اقليميا ولا دوليا ولا عكس ذلك".

ولاحظ الحريري أن "اسرائيل في اسعد ايامها عندما ترى نصرالله وكل الفريق الذي يرسله من مقاتلين وغيرهم الى داخل سوريا، اسرائيل في اسعد ايامها عندما ترى ان الايرانيين ينفذون لها مخططها القديم بفرط وضرب المنطقة، وبتهجير المسيحيين منها، وغيرها من الامور، مئة في المئة تكون اسرائيل فرحة عندما ينفذ لها سياستها التي لم تنجح فيها عندما دخلت الى لبنان".

يهلل للاميركيين

وأشار إلى "أن نصرالله يهلل للاميركيين ويتهمنا بهم، لا، ليسمح لنا في هذا الاطار، في حال عدنا للعلاقة ما بين معلمته ايران واميركا واسرائيل واليهود تحديدا، توجد علاقة الفرس مع اليهود قبل الاسلام وبعده، وفي الثمانينات عندما صارت ايران "غايت"، فلا يلبّسنا ما هو فيه ويجعلنا مرتهنين، فحزب الله ليس لبنانيا، وتأتيه الاوامر من الخارج وينفذها".

علاقتنا بالسعودية تاريخية

وعن علاقة "تيار المستقبل" بالمملكة العربية السعودية قال الحريري: "بداية هذا الموضوع (حضور الرئيس سعد الحريري لقاء الرئيس اللبناني ميشال سليمان وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز) الذي جرى الحديث الاعلامي عنه، هدفه التشويش على زيارة سليمان إلى السعودية".

أضاف: "نحن لسنا عبيداً لايران، بيننا وبين السعودية هناك تحالف وعلاقة تاريخية، وعلاقة وظفناها لصالح البلد"، مذكّراً "بمحطات عديدة، فعندما قصفت الكهرباء في العام 1998 كانت حكومة سليم الحص ولم يأت "تيار المستقبل" ويأخذ دعماً، بل الحكومة اللبنانية التي اخذت الدعم. الودائع الموجودة في مصرف لبنان ليست في بنك البحر المتوسط .إذاً العلاقة توظفت لصالح الدولة اللبنانية، وليرينا "حزب الله" اين وظف علاقته لصالح لبنان؟".

وتابع: " في العام 2006 قام "حزب الله" بحرب لصالح ايران لتجلس على طاولة المفاوضات، فلا يزايد علينا، نحن نعرف اننا احرار وانهم عبيد لايران. "

خلل في الميزان

وعن عرقلة السعودية لتشكيل الحكومة أمد الحريري أن "معلومات السيد حسن نصر الله خطأ في هذا الشأن، لا رهان لنا على شيء، جربنا حكومة وحدة وطنية معهم بعد الانتخابات الى اين ادت؟ الى فشل زريع وتعطيل. قاموا " القبضايات" بتشكيل حكومة وحدهم، الى اين اخذت البلد؟ الى اصعب ايامه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والامنية، نحن نقول إن الموضوع ليس أرقاما. القصة ان بيننا نحن و"حزب الله خلل في ميزان الشراكة الوطنية، هو ذهب الى سوريا من دون مراعاة شعور نصف اللبنانيين الذين هم مع الثورة السورية، و "اعلان بعبدا" الذي وقعه كل الفرقاء اللبنانيين خرج عنه".

وواصل القول: " نقول له عدّل هذا الموقف وعد من سوريا وطبق "اعلان بعبدا"، نحن لسنا طلاب سلطة وقالها الرئيس الحريري في رمضان، ولكن لديه هو شبق إلى هذه السلطة".

"السين – سين"

وعن اتهام حزب الله لـ"المستقبل" بالذهاب اولا الى سوريا أوضح الحريري: "ساعة يقولون ان لدينا ازمة، و ساعة أخرى اننا نسلح السوريين. عندما حصلت الازمة السورية اخذنا قرار الوقوف امام الشعب السوري، وقلنا انه شعب راشد وقادر على تقرير مصيره ولا يتدخل احد بهذه الثورة. هناك مساعدة سياسية ولوجستية اعلامية وهذا قاله الرئيس الحريري. نحن في النهاية عندما دعمنا الثورة اين كنا قبلها؟ كنا في "السين- سين" واعتبرنا انه يجب مجاراة الانفتاح الدولي على سوريا ومن ضمن اللعبة السياسية البراغماتية قمنا بـ"السين – سين" وتبين انهم يريدون ان نستسلم ونرمي اوراقنا ونسير كما كانت الامور تسير اثناء وجود السوري".

واسترسل: "لن ترجع حال "لسين- سين"، اين هو النظام السوري اليوم؟ النظام السوري اصبح التفاوض عليه وليس هو جالس على الطاولة ويفاوض وهو فاوض 40 سنة على قضايا المنطقة لخدمة اسرائيل واميركا ونحر القضية الفلسطينية، وما فعله سابقا في الاردن والعراق ولبنان اليوم يجري التفاوض عليه، لم يعد لاعباً اساسياً في المنطقة، هناك ساحة مفتوحة في سوريا يجري التفاوض عليها و"حزب الله" غرق في هذه الساحة ولسنا حزينين في هذا الاطار ونحن نصحنا وقلنا ان لا خلاص من الرمال السورية".

الايراني ليس قادراً

وسأل: "من قال اننا راهنا على انتهاء وانتصارات؟ ما هو الانتصار؟ ذهاب النظام؟ وجود 200 الف قتيل؟ تدمير سوريا؟ هو من راهن على هذا الموضوع. فلنقارن قبل عام 2011 وبعده، هذا الحلف الذي تحدث عنه اين وضعه، قبل 2011 الايراني يمسك الاميركي من رأسه في العراق امنيا وتم تركيب طاولة امنية في العراق وحصلت عليها مفاوضات، في سوريا كان لديه ساحة ونظام مرتاح يطبق له كحديقة خلفية، "حزب الله" كان لديه حكومة في البلد، بعد 2011 اين هذه الساحات؟ الايراني لم يعد قادراً على ضبط العراق بعد انسحاب الاميركي، في سوريا رأينا اين اصبحت الثورة وكيف تقدمت، هذا الجدار الفولاذي الذي كنا نخاف منه ونقول انه مستبق للثورات ولن يحصل له شيء. كلا حصل به شيء".

رهاننا ليس على المشاريع

ولفت الحريري الى أن "رهاننا ليس رهان المشاريع، فاذا راهنا يوما من الايام فان رهاننا كان على المشروع العربي ومشروع لبنان الذي هو من ضمن المنظومة العربية، وعندما رفعنا شعار "لبنان اولا" كنا نعلم ان المشاريع ان كانت التركية او الايرانية او الاسرائيلية لها امتدادات وستكون لها نفوذ في هذه المنطقة".

أضاف: "نحن دافعنا وسنبقى ندافع عن هذا الموضوع " باللحم الحي" وليس لدينا احباط مما يحصل ونحن نعلم اننا على الضفة الصحيحة من النهر والتاريخ".

الوضع في طرابلس

وفي ما خص الوضع الأمني في طرابلس، قال الحريري: "سوف اتكلم عن موضوع طرابلس من منطلق عام، ولقد تناولت في بداية المقدمة مناطق عديدة ، وهذه المناطق فيها اغلبية سنية ان كان عرسال او صيدا او مجدل عنجر او طرابلس او عكار او طريق الجديدة التي يحاولون "ان يحركشوا بها" ويحضرون لها موضوعا معينا".

أضاف: "من الواضح ان هناك مسارا معينا فعندما اطلق النظام السوري موضوع التكفيريين ووصم الثورة بهذا الاطار يحاول نقله الى لبنان، لقد رأينا العديد من محاولات الفتن من سماحة – المملوك بداية التي كانت اهواء تفجيراتها شمالية ولقد رأينا من الذي نفذ التفجيرات بعد ذلك".

وتابع: "لقد اصبحت الامور مكشوفة، هناك جرم ارتكب في تفجيري مسجدي التقوى والسلام وذهب ضحيته 50 شهيدا و400 جريح لن يذهب دمهم هدراً، عادة في مناطقنا العيدين "الصغير والكبير" هما للفرح اما العيدين الموجودين في طرابلس هما للشؤم وريحتهم دم، وقد ظهر انهم هم من وضعوا التفجيرات".

وسأل: "كيف يمكن ان نهدئ الناس قبل ان تلقي الدولة القبض عليهم؟ مضيفاً "كما حصل بسماحة يجب ان يحصل معهم".

وأردف: "طرابلس تضم 5 وزراء ورئيس وزراء ولقد قالوا سابقا انهم يريدون اعادتها الى الخارطة السياسية الا انه تبين انهم شركاء بما يحصل".

واعتبر أن "اكبر باب فُتح للرئيس ميقاتي بعدما اغلق الباب السوري ولكن للاسف عند اول شباك سوري ترك هذا الباب ودخل من الشباك عبر حكومة القمصان السود، لقد فتح له باب في ال2005 بتشكيل الحكومة، هو حر في هذا الاطار ونحن نعلم من الذي يدخل من "الشبابيك".

طرابلس مسؤولية الحكومة

ورأى أن "هناك انتهاجا في موضوع طرابلس، اذا كان هناك خلاف سياسي يربطونه بالامن، هذا الموضوع غير صحيح، تتحمل مسؤوليته المعنوية الحكومة والوزراء الموجودين من طرابلس في الحكومة ورئيس الوزراء ونحن نعلم دوره بالدعم الحاصل ، كما تتحمل مسؤوليته الاجهزة الامنية، 18 جولة ولم ار رئيس جهاز امن تحرك من مكانه في الشمال ، فعلى اقل تقدير هؤلاء مقصرين، فشلوا ولم يستطيعوا حماية المدينة".

وإذ أكد أن "ليست هناك تغطية سياسية"، سأل: "من غطى نهر البارد؟ ومن غطى ما حصل في الضنية ؟"، مضيفاً "هناك اليوم من يدعم قادة المحاور، وفي الجزء الاكبر منها مدعومة من قبل ميقاتي".

الطرابلسيون أولادنا

وأكد الحريري أن "كل اهل طرابلس اولادنا". وسأل: " هل نحن سعيدون بحال هذه الفئة وهي من الناس المهمشين الذين لم تستطع الحكومات التي تعاقبت على البلد ايجاد لقمة عيش كريم لهم؟ هذه الفئة ستركض بالتأكيد وراء السلاح. نحن نقول ان هناك مشكلة اجتماعية ادت الى الوصول الى هنا. توجد مشكلة في موضوع التبانة وجبل محسن، يوجد جرح قديم، لا ننسى مجزرة التبانة. وليعطوني معلومة ووقائع اننا نسلح، وانا اقبل ان اُحاكم".

 

14 آذار: نرفض المشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب الله إلا على قاعدة إعلان بعبدا

وطنية - عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعها الدوري في مقرها الدائم، في حضور النائبين عمار حوري ودوري شمعون، ومنسق الأمانة العامة الدكتور فارس سعيد، الياس أبو عاصي، نادي غصن، ساسين ساسين، شاكر سلامة، نوفل ضو، راشد فايد، سيمون درغام، جوزف كرم، إيلي محفوض، وليد فخر الدين، هرارهوفيفيان، واجيه نورباتليان وآرديم نانيجيان. وانضم إلى الاجتماع الدكتور فيكتور غريب مع أعضاء من هيئة المتابعة من أجل إنشاء المحكمة الخاصة الإستثنائية، ووضع أمام المجتمعين إقتراح مشروع "لإعادة المحاكمات التي حصلت في زمن الوصاية السورية"، لدرسه وإبداء الرأي فيه قبل إرساله إلى المجلس النيابي.

غريب

وتلا بداية غريب بيانا جاء فيه: "بعد مسيرة طويلة في الأبحاث واللقاءات مع إخوانٍ لنا ينتمون الى مذاهب وفئات متعددة، وكان ذنبهم الوحيد أنهم لا يخضعون لتوجهات وأهداف سلطة الاحتلال ومعاونيها، كان لي عمل مع فريق خبير مناضل في القانون كما في حقوق الانسان لنضع المخططات الكاملة في سبيل مشروع قانون معجل مكرر لإنشاء "محكمة خاصة إستثنائية".

وأضاف: "ماهية المحكمة هي الآتية:

تنشأ محكمة خاصة استثنائية، للنظر في اوضاع اللبنانيين الذين تضرروا، نتيجة الأحكام أو القرارات أو الإجراءات الجائرة، الصادرة في ظل سلطة الوصاية القسرية للجيش السوري في لبنان خلافا لاتفاق الطائف وللمواثيق الدولية، خلال الفترة الواقعة بين تشرين الثاني 1992 و26 نيسان 2005 (ضمنا)، وذلك بناء على استدعاء مقدم من كل ذي صفة ومصلحة، عملا بالمادة 7 معطوفة على المادة 9 من قانون اصول المحاكمات المدنية.

تشمل الهيكلية التنظيمية (ORGANIGRAMME):

-القلم - هيئة الأدلة - غرفة مراجعة جزائية - غرفة مراجعة مختلطة - الهيئة القضائية المالية المستقلة - الهيئة العليا لإرساء العدالة.

إنما في مشروع "المحكمة" أمران اساسيان لا بد من تسليط الضوء عليهما:

الامر الاول : المحاكم المختلطة

الامر الثاني: المساءلة.

إنما، وفي هذا المجال، وحتى لا يغوص البعض في تأويلات فارغة في القول لماذا يطرحون اليوم هذا الموضوع، فإلى هؤلاء أقول وأردد: إنني عقدت مؤتمرات صحافية عدة عن هذا الموضوع بالذات، منها في 8 أيار 2006 و4 كانون الثاني 2008 و3 ايار 2009، وكان هذا المؤتمر الاخير قد عقد في الصرح البطريركي في بكركي وفي حضور غبطة البطربرك مار نصرالله بطرس صفير الذي كان يستقبل عائلات المعتقلين المظلومين ويواسيهم في عذاباتهم. كما كان غبطته يبارك مساعينا في قضية مشروع "انشاء المحكمة" ويحث المسؤولين من العمل من اجل المظلومين. نعم، هكذا، والى بطريركنا العظيم مار نصرالله بطرس صفير الف تحية.

كما كان لكلام صاحب السماحة المفتي الدكتور محمد رشيد قباني، التقدير المنشط، عندما تشرفت بزيارته وهو يقول: "نحن الى جانب المظلومين المعنيين، وسنعمل كل ما في وسعنا لإنقاذهم من الحالة المأسوية التي يتخبطون بها، وان للمشروع الذي تقدمونه من اهمية في طي صفحات الظلم والإفتراء...".

وفي هذه المناسبة ان أوجه كل الشكر والتقدير الحاضر كل من قدم عملا في هذا الملف، كما أخص بالذكر المستشار القانوني لهيئة المتابعة المحامي ايلي طايع، الأخ دوما معنا، وهو الذي اختبر عن كثب عذابات المظلومين وعمل في الدفاع عنهم. كما أنني أقدر النشاط الذي قام به المنسق العام لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد في تكليف بعض المحامين من الأمانة العامة المشاركة في هذا المجال، كما اليوم أشكر هيئة الأمانة العامة وهي تقوم في المراحل الأخيرة من صدور كامل ملف "انشاء المحكمة" فلهم جميعا كل التقدير.

وأقدر مؤسسات حقوق الانسان، ومنها مؤسسة حقوق الانسان والحق الانساني ومديرها التنفيذي المحامي وائل خير الذي استضافنا في عقد المؤتمرات الصحافية والمنشورة في قضايا "انشاء المحكمة" وتطابقه مع شرعة حقوق الانسان وكذلك المؤسسة اللبنانية للديموقراطية وحقوق الانسان ورئيسها المحامي نبيل الحلبي".

وتابع: "أما في نطاق الدراسات والأبحاث القانونية، فكان مكتب المحامي والصديق وليد الخازن مع معاونيه المحامين بإدارة المحامي جوزيف البستاني الذي كان في مداخلته حريصا على المنحى التطبيقي في كل مفترق. وكان المكتب يشكل غرفة "تشريح" للأفكار وللنصوص المطروحة، فإليهم كل الشكر والتقدير. ولن أنسى طبعا في النقاش الدستوري من المداخلات القيمة للمحامي الصديق الدكتور في القانون الدستوري خيرالله غانم.

أما وسائل الاعلام، وهي رأس الحربة في هذا المعترك، وفي كل معترك. هكذا كانت، هكذا هي، هكذا ستبقى . حاضرة أبدا للدفاع عن الحق عن العدل عن الحرية.

بأي ثمن ، حتى الشهادة. فنسجل لها في كل لحظة شكرنا وإعجابنا ومحبتنا.

وفي الختام، نقول إن إنشاء المحكمة الخاصة الإستثنائية لتصحيح الخرق الذي أصاب العدالة، يندرج ايضا كرسالة الى مسؤولي اليوم والغد، كبارا وصغارا، ألا يتخلوا عن مسؤولياتهم في ارساء العدالة في البلاد، حتى لا يطالهم الحساب يوما، وذلك حتى ينعم أولادنا واحفادنا بالطمأنينة الى سلامة مؤسساتهم وهي الحافظة والضامنة الوحيدة لكرامتهم ولحقوقهم المشروعة".

البيان

ثم تلا عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو بيان الإجتماع، وجاء فيه:

"أولا- إن تمادي معاناة طرابلس، أمنا وهدر مصالح وتخريبا لعيش مشترك، جراء استقالة الدولة من واجباتها أمام الهجمة المستمرة التي تشنها أدوات سوريا و"حزب الله" في جبل محسن، والتي بلغت حد الاستخفاف، بل الاستهزاء العلني بكل ما ترمز إليه الدولة - هذا التمادي من جهة، والاستقالة من جهة أخرى، يهيبان بجميع اللبنانيين ذوي الشجاعة الأخلاقية أن يقفوا صفا واحدا في مواجهة المؤامرة الجاري تنفيذها بدأبٍ لا سيما في طرابلس والشمال. إن الدولة إما أن تكون، بإلقاء القبض على المتورطين في تفجيرات طرابلس وسوقهم إلى العدالة، أو لا تكون بتماديها في موقفها الحالي. وفي هذا الصدد تحضر الأمانة العامة لقوى 14 آذار لعقد مؤتمر وطني قريب في الشمال يتدارس الأوضاع ويتخذ الموقف اللازم والخطوات المناسبة.

وفي هذا الإطار، فإن الأمانة العامة لقوى 14 آذار توجه الدعوة مجددا إلى أهلنا في طرابلس والشمال من الوقوع في مخطط جرهم إلى رد فعل ولو لفظي يموه جرائم المرتدين عن الميثاقية والوطنية الحقة، ويسمح لهم بالتغطية عليها.

ثانيا- توقف المجتمعون أيضا عند هروب "حزب الله" إلى الأمام، بعد تورطه في سوريا، ومحاولته تثمير هذا التورط من الآن في عملية تحويرٍ للميثاق الوطني وأسس العيش المشترك. فلقد دأب الحزب المذكور في الآونة الأخيرةعلى الدعوة، تلميحا وتحريضا، إلى إعادة النظر في "العقد الوطني"، وها هو يدعو إلى اعتبار سلاحه، الركن الأساس الذي يقوم عليه الميثاق الوطني.

إن محاولة "حزب الله" تحويل "مقاومته"، وهي حالة عابرة، سبقتها حالات مماثلة عدة منذ الاستقلال، إلى ثابتة مفتعلة في الميثاق الوطني، ليست سوى تحريف لما أجمع عليه اللبنانيون ويجمعون والهدف من ترويجها إعادة بناء لبنان حول مشروع ايران- حزب الله.

ثالثا- في ضوء ما يجري في المنطقة وانعكاساته على لبنان، ولا سيما لجهة تورط "حزب الله" في سوريا وإصراره على هذا التورط، تجدد الأمانة العامة لقوى 14 آذار رفضها المشاركة في حكومة ائتلافية مع "حزب الله" إلا على قاعدة "إعلان بعبدا" وانسحابه من سوريا. إن مساكنة أي سلاح غير شرعي مع الجمهورية اللبنانية، منذ عام 1969 من دون انقطاع، برهنت بالدليل القاطع والمثال الساطع أنها مستحيلة. وهي حكما تهدم ما تبقى من الدولة".

 

عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم: لحكومة وحدة وطنية بعيدا عن الرهانات والأحلام الخاطئة

وطنية - رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم، خلال مشاركته في مجلس عاشورائي أقامته حركة "أمل" في مجمع الشيخ محمد علي قبلان في ميس الجبل - قضاء مرجعيون، في حضور رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة ورجال دين ، "أننا أحوج اليوم في هذا الوطن الى مفاهيم الثورة الحسينية ومفاهيم عاشوراء، وما تعنيه على بناء مجتمع قوي تتفاعل فيه كل المكونات والشرائح الاجتماعية، لنكون معا وحدة وطنية من أجل خلاص وبناء هذا الوطن على أسس سليمة، لمواجهة التحديات على أكثر من جهة وعلى أكثر من صعيد، ولا سيما أن هناك عدوا غاصبا ما زال طامعا في وطننا ويحتل جزءا من ارضنا، ويتجاوز كل الاعراف والقرارات، ويمد جسور الجاسوسية"، مشيرا الى أن "أجهزة التجسس التي زرعها جيش العدو على امتداد الحدود من الناقورة الى مزارع شبعا، ما هي إلا دليل على استمرار الاطماع الصهيونية والنهج العدواني، ولا بد من مواجهته كما واجهه هذا الشعب المقاوم على امتداد مساحة الجنوب. ولا يمكن المراهنة على قرارات ومواثيق دولية لأن هذا العدو يتنصل منها، ومن يضع حدا له هو قوة المقاومة، من خلال التمسك بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة".

وقال هاشم: "إن هناك خطرا داخليا من خلال استمرار نهج لا يمكن ان يحفظ وحدة هذا الوطن، نهج السجالات والارتباطات بالخارج في ظل ما تعيشه هذه المنطقة اليوم والمنطقة العربية، من خروق ومحاولات للقضاء على هويتها امام سياسات التحدي الجديد من فكر لا يحمل إلا الخراب والدمار، وان مواجهته تكمن في وحدة الصف الداخلي وحركة وعي تعم كل الساحات لمواجهة هذا الخطر، وهي مسؤولية وطنية يجب العمل على تلافيها ومواجهتها من خلال تفعيل المؤسسات الوطنية". ودعا الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، "بعيدا عن بعض الرهانات والاحلام الخاطئة لفريق طالما راهن في فترات سابقة، وهو يراهن اليوم على متغيرات الأزمة في سوريا"، لافتا الى أن "المتغيرات والتطورات الاخيرة الحاصلة هي لمصلحة نهج المقاومة والممانعة، الذي تمسك بالمبادىء التي قامت عليها ثورة الحسين، ثورة الحق ونصرة المظلومين". وأضاف: "إن نهج المقاومة والممانعة في لبنان وسوريا ما زال هو هو، فسوريا تعرضت لما تعرضت له، ليس من أجل ديموقراطية مزعومة، بل لأنها كانت الى جانب هذا الخيار، وكانت الداعم الاساسي لهذا النهج من أجل الكرامة الانسانية، وليس لديها تمييز طائفي أو مذهبي". ودعا هاشم الجميع الى "التعالي عن الصغائر والابتعاد عن السجالات، ونحن نعول كثيرا على أصحاب العقول النيرة والحكمة من أجل العودة الى منطق الحوار الذي نادى به دولة الرئيس نبيه بري، وهو الطريق والسبيل الاساسي من أجل خلاص هذا الوطن وإخراجه من دائرة التقوقع والاحباط، حيث المشاكل كثيرة والازمات متفاقمة، فلا بد من ان يكون هناك عمل للمؤسسات بعيدا عن سياسات التعطيل والعرقلة التي دأب عليها الفريق الشباطي منذ أشهر، رهانا على متغيرات في سوريا، لكن يجب العودة الى الواقعية والموضوعية لحل المشاكل ومعالجتها من خلال حكومة وحدة وطنية تعمل للمصلحة العامة والمصلحة والوطنية".

 

نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم : تعالوا نبني لبنان معا فلا أحد بمقدرته البنيان وحده

وطنية - أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة في الليلة التاسعة من ليالي عاشوراء في منطقة البسطا في بيروت، أن "المقاومة أثبتت أنها مقياس الجهاد الحق، وقد طردت إسرائيل من لبنان، وصوَّبت البوصلة بشكل صحيح إلى المكان الصحيح، ونجحت بحمد الله بانتصارين كبيرين في عامي 2000 و2006 مع كل الانتصارات الأخرى التي رافقتهما، وبعد أن لمسنا هذه النتيجة العظيمة للمقاومة لم يعد بالإمكان أن يخرج علينا البعض ويقول: أريد أن أناقش إذا كانت المقاومة ستبقى أو لا. لا عودة إلى الوراء، ولبنان القوي بجيشه وشعبه ومقاومته لن يعود إلى الضعف وإلى انتظار ما يقرره الأجنبي أكان عربيا أو دوليا، ولم يعد بإمكان أي جهة إقليمية أو دولية أن تفرض منهجيتها على لبنان، ولا يمكن الاستئثار ولا اتخاذ لبنان مزرعة لأحد، التوازن الداخلي في لبنان يفرض التفاهم بين القوى الفاعلة من أجل أن ننقذ لبنان معا". وأضاف:"إلى من كان يتطلع إلى سوريا نقول إن ما يجري في سوريا فضيحة دولية إقليمية لأدعياء بناء الدولة وحرية الرأي واحترام قرار الشعب، لأن سوريا الآن مليئة بالمسلحين المتعددي الجنسيات من حوالى 80 بلدا، ودول إقليمية مستبدة في بلدانها تدعي نصرة الشعب السوري لأخذ حريته، ودول كبرى تحمل رؤية استعمارية تكذب علينا بأنها تريد تحرير سوريا، وكل هؤلاء يتواطأون على الشعب السوري ويدمرون سوريا لأن الأمر لا يكلفهم شيئا، ما هي التكلفة؟ التكلفة بعض المال وبعض السلاح، أما الذين يقتلون فهم من أبناء الشعب السوري وفي داخل البلد السوري وتدمَّر سوريا، هذه جريمة كبرى يرتكبها هؤلاء، اتركوا الشعب السوري يختار ما يريد". وتابع:"أما من ينتظر عندنا في لبنان ما يجري في سوريا سينتظر طويلا وطويلا لأن الأزمة على ما يبدو طويلة، الآن الائتلاف المعارض والجيش الحر يشترطون أن تكون النتيجة ألا يكون على الحكم الرئيس بشار ونظم حكمه بمجرد دخولهم إلى المفاوضات. أنتم الآن في أضعف حالاتكم وهو في أقوى حالاته، ولا تستطيعون اشتراط شيء ولا وضع تعاليم كما تريدون، ستحضرون عاجلا أو آجلا إلى طاولة المفاوضات وستفاوضون الرئيس بشار الأسد مباشرة". وأكد أن "المعادلة في لبنان لا يمكن أن تغيِّرها التطورات الدولية أو الإقليمية، فيظن البعض إذا ربح في الخارج يستطيع أن يغيِّر في لبنان، نحن في لبنان والحمد لله لنا وزننا ولنا حضورنا، ولن نتأثر بالخارج سواء كان هناك خسائر أو أرباح، أما هم فالخسائر تغمرهم منذ الآن والله أعلم إلى أين يسيرون. ومع ذلك نقول لهم: تعالوا نبني لبنان معا لأن لا أحد بمقدرته أن يبنيه وحده".

 

عضو "جبهة النضال الوطني" النائب نعمة طعمة: من يظن ان دور السعودية تقلص فهو واهم

وطنية - قال عضو "جبهة النضال الوطني" النائب نعمة طعمة في تصريح: "ان زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى المملكة العربية السعودية كانت ناجحة ومثمرة على كل المقاييس، وذلك لم يفاجئنا لاننا ندرك ونعلم علم اليقين مدى حرص المملكة على امن واستقرار ورخاء لبنان وهذه من الثوابت والمسلمات ضمن سياسة المملكة مع سائر اللبنانيين ولأي طائفة ومذهب انتموا، اذ لم يسبق ان فرقت بين لبناني وآخر".

أضاف: "من ظن ان السعودية تقلص نفوذها أو دورها فهو واهم، فللمملكة مكانة ودور وحضور عربي ودولي، وهي التي كانت دوما الى جانب الحقوق العربية ونصرة الشعوب ومن ينتهج سياسة الاعتدال والحكمة في معالجة كل القضايا والملفات". وتوقع ان "تكون مفاعيل زيارة الرئيس سليمان الى الرياض على قدر كبير من الاهمية، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي يجتازها لبنان والمنطقة، حيث سيحظى لبنان بدعم سعودي على كافة المستويات"، مؤكدا أن "الشأن الحكومي لم يبحث في لقاءات رئيس الجمهورية مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والمسؤولين السعوديين حيث ترى المملكة هذا الموضوع شأنا لبنانيا داخليا صرفا"، آملا من "البعض الذين دأبوا في الاونة الاخيرة على توجيه الانتقادات والحملات تجاه السعودية، ان يكفوا عن هذه الممارسات التي تسيء الى العلاقات التاريخية بين البلدين والى كل اللبنانيين على حد سواء".

 

عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب زياد أسود : زيارة سليمان للسعودية لم تقدم شيئا وما يحصل تقطيع وقت

وطنية - اعتبر عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب زياد أسود في حديث إلى اذاعة "صوت الشعب"، "إن زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى السعودية لن تقدم شيئا"، معتبرا "أن ما يحصل اليوم هو مسألة تقطيع وقت لا أكثر". أضاف أسود "أن حزب الله ليس الوحيد الذي يقاتل في سوريا"، مشيرا إلى "أن الحزب ذهب إلى سوريا بعد سنة ونصف على بدء حلفاء تيار المستقبل القتال هناك"، واصفا شرط انسحاب حزب الله لتشكيل الحكومة ب"التعجيزي". وأبدى أسود اعتراضه على التمديد لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، قائلا "إن التمديد لن يحصل إلا إذا تم توافق عليه"، واصفا الرئيس سليمان "بالمنحاز وغير الوسطي"، معتبرا "أن التمديد في هذه المرحلة هو إضعاف للمسيحيين".وعن الوضع الأمني في طرابلس، رأى أسود "أن المشكلة لا تكمن فقط بالجهات المتقاتلة بل أيضا بالجهات الممولة"، متهما رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي "بتغطية بعض الجهات المتقاتلة".

 

فتفت: الكلام عن اتفاق على التشكيل بعد لقاءات السعودية تهويل سياسي

وطنية - اعتبر النائب أحمد فتفت في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان 93,3" أن "أصداء زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى السعودية ايجابية بعد الدعم المالي والسياسي والامني للمملكة والتأكيد على تشكيل حكومة، بناء على اتفاق لبناني لا تتدخل فيه المملكة". ورأى أن "الكلام عن اتفاق على التشكيلة الحكومية أنتجته اللقاءات في المملكة هو تهويل سياسي يهدف الى نسف الاسس والعلاقات الايجابية بين لبنان والدول العربية المحيطة"، لافتا الى أن "حضور الرئيس سعد الحريري اللقاء مع الرئيس سليمان والملك عبدالله بن عبد العزيز هو رسالة الاعتدال الذي تدعمه المملكة ضد التطرف وتسعى الى التوافق بين اللبنانيين وتدعم المؤسسات".

وأشار إلى أننا "أمام معركة كبيرة وهي معركة رئاسة الجمهورية حيث تحتاج الى تعاون الكل لمنع الفراغ الذي يريد حزب الله وحلفاؤه فرضه على لبنان"، لافتا إلى أن "تيار المستقبل يريد رئيسا يلاقي المصالح الوطنية اللبنانية وليس أي مصلحة أخرى".

 

النائب سمير الجسر : القمة اللبنانية السعودية دعم لقوى الاعتدال في لبنان

وطنية - رأى النائب سمير الجسر "ان زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى المملكة العربية السعودية، بحد ذاتها، يمكن ان تكون قد قدمت نوعا من الدعم المعنوي والدعم لقوى الاعتدال في لبنان وهي خطوة جيدة".

وقال في حديث الى تلفزيون "المستقبل" ان :"ملف تشكيل الحكومة معقد، ونحن عندما يدعونا الفريق الاخر الى حكومة اتحاد وطني نجد ان البعض ممن يدعون الى مثل هذه الحكومة يقاتل في الخارج. اضف الى ذلك على الجميع الالتزام بالاساسيات التي تتلخص باعلان بعبدا وهو اساسي ويشمل مسائل عدة ومنها عدم الدخول في محاور اقليمية". وعن الخطة الامنية في طرابلس، رأى ان "هذه الخطة لم تطبق حتى اليوم، ولكن نسمع عنها. وفعليا ليست موجودة بل هناك محاولات تجرى على هذا الصعيد، ولكن لم ينجز منها اي شيء". وذكر بأنه قد تمت "دعوتنا سابقا الى السراي في السابع والعشرين من شهر ايلول الماضي على اساس ان هناك خطة امنية للمدينة، ولاحقا تبين ان التكليف تم لمجلس الامن المركزي". وتمنى ان "تنفذ الخطة الامنية للمدينة اذا كان هناك من خطة فعلية للمدينة، وان يسارع الى تنفيذها باسرع وقت ممكن". ورأى ان "لغة الاغتيالات خطيرة ولا اتصور ان اي انسان عاقل يمكن ان يؤيدها، ونحن نستنكر القتل من اي جهة كانت، ولكن في الوقت عينه كنت اتمنى لو ان بعض الاصوات، التي استنكرت حادثة الاغتيال بالامس، تستنكر جميع القتلى الذين سقطوا في طرابلس منذ العام 2008 وحتى اليوم".  وعن مذكرة التوقيف بحق رئيس الحزب "العربي الديموقراطي" علي عيد ودور القضاء بهذا الموضوع، قال :"جولات العنف في المدينة يمكن ان تتوقف اذا حزمت القوى الامنية امرها في المدينة واتخذت التدابير اللازمة في فرض الامن وتوقيف كل مخل بالامن لاي جهة انتمى وعندها يتوقف العنف والقتل. ولكن للاسف لا تتم احالة اي شخص على القضاء واذا اوقف على امر ما يترك من جهة ثانية وهو امر غير مفهوم للاسف".

 

"إيجابيـات عدة لزيـارة ســليمان للسـعودية/الوزير أحمد كرامي: قتل غية نتيجة الفلتان الامني لا التحريض

المركزية- أجمعت قوى 8 آذار وعلى رأسها حزب الله على اعتبار عملية اغتيال الشيخ سعد الدين غية في طرابلس امس، نتيجة للخطاب التحريضي في المدينة، مشيرة الى انها تندرج في سياق سلسلة خطوات تدل الى رفض الرأي الآخر في عاصمة الشمال.  وقال وزير الدولة أحمد كرامي لـ"المركزية"، "لا اضع الحادث في خانة عدم قبول الرأي الآخر في طرابلس، هناك آراء عدة في المدينة وهي موجودة وتعبر عن نفسها، لا شك ان ما جرى مع غية مؤسف جدا وهناك فلتان امني في البلاد ونكرر مطالبتنا الملحة القوى الامنية ضبط الامن، اما القول ان الرأي الآخر من غير المسموح ان يعبر عن نفسه، فهذا غير صحيح". وعن ربط 8 آذار الحادثة بالاعتداء على باص شبان من جبل محسن وغيرها من الاعتداءات على ابناء الجبل، اعتبر ان "حادث الباص مؤسف جدا، فنحن نعيش مع اخواننا العلويين منذ زمن، ومن اعتدى عليهم قام بعمل مخطئ جدا ومعيب، فلا علاقة للاشخاص العائدين من اعمالهم. واكرر ان كل شخص له رأيه في طرابلس وهو حر في التعبير عنه". وعما اذا كان اغتيال غية نتيجة للخطاب التحريضي؟ اجاب كرامي "لا اظن ان خطاب الاحد هو السبب، صحيح انه خطاب يذهب في اتجاه معين، ولو ان بعض الكلمات ما كان يجب ان تقال، لكن هؤلاء كانوا يعبرون عن رأيهم، فلا يجب ان ننسى ان تم تفجير مسجدين في طرابلس وسقط 50 قتيلاً و100 جريح ولا يجوز غض النظر عن هذه الجريمة. هناك فورة، خاصة لدى اولياء الدم الذين فقدوا ذويهم. واكرر ان حادث الامس مؤسف ايضا، وهناك تحقيق سيكشف ملابسات هذه الجريمة". وعن مصير الخطة الامنية في طرابلس، قال "بصراحة، لا اعرف حتى الآن ما هي الخطة الامنية! نسمع عنها لكننا لا نعرف ما هي. هناك فلتان كبير في البلاد للاسف، ويجب ضبطه". وعن قراءته لزيارة الرئيس ميشال سليمان الى السعودية، اكد كرامي ان "زيارة المملكة مفيدة، وهي ستعطي طبعا نتائج ايجابية، فللسعودية اعمال خير كثيرة في لبنان اقتصاديا وماليا وسياسيا ولا يمكننا إنكار ذلك، ومن المؤكد ان لها نتائج ايجابية على الوضع اللبناني".

 

مخطط لتصفية جميع القيادات السنية المتحالفة مع حزب الله

تتجه الانظار الى الخطابين اللذين يلقيهما امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله مساء اليوم وظهر غد لمناسبة ذكرى عاشوراء. واوضحت مصادر قريبة من الحزب لـ"المركزية" ان نصرالله سيتطرق الى سلسلة ملفات ولا سيما الوضع الامني في ظل قلقه من الفتنة الداخلية ومحاولات تفجير الاستقرار كاشفة ان "حزب الله ابلغ كل القيادات السنية في لبنان، المتحالفة معه بضرورة اخذ الحيطة والحذر بعد توفر معلومات لديه عن مخطط لتصفيتها جميعاً وان البداية كانت مع الشيخ غية". واشارت المصادر الى "ان ملف تأليف الحكومة سيحضر في كلامه وسيدعو الى الاسراع في التشكيلة وفق صيغة 9-9-6 وان استمرار التعطيل وانتظار التطورات في سوريا لن يجدي نفعاً لان الازمة طويلة ولا جدية لانهاء الصراع واعتماد الحل السياسي". من جهة ثانية، نفت المصادر عقد لقاء قريب بين النائب وليد جنبلاط والسيد نصرالله، واكدت ان الظروف لم تنضج بعد لا سيما ان النائب جنبلاط لم يحسم خياراته في الازمة السورية وما زالت مواقفه غير واضحة وملتبسة، فلا يمكن عقد لقاء بين جنبلاط ونصرالله على اساس التباين من الازمة السورية. ولفتت الى ان اللقاء الذي جمع جنبلاط والنائب محمد رعد منذ 3 اسابيع ركز حصراً على الملف الداخلي والحكومي وتلاه لقاء النائبين جنبلاط وطلال ارسلان.المركزية

 

تسجيل زواج يحلّ بلدية نهر ابراهيم

 سجلت احدى اعضاء بلدية نهر الكلب زواجها فاعتبرت بحكم المستقيلة من البلدية الذي يتألف مجلسها من تسعة اعضاء، استقال أربعة أعضاء واعتُبرت السيدة عضو المجلس البلدي قد سقطت عضويتها بفعل زواجها، ففقد المجلس أكثر من نصف اعضائه واتخذ وزير الداخلية والبلديات قراراً بحله وتكليف قائمقام جبيل تصريف الاعمال. الملفت في هذا الموضوع والثابت أن المادة 25 من قانون البلديات اشترطت أن يكون المرشح لعضوية المجلس البلدي ناخباً مدوناً اسمه في القائمة الانتخابية الخاصة بالبلدية، أي عند ترشحها وليس لاستمراريتها كعضو في المجلس البلدي. وهي تزوجت بعد انتخابها بثلاث سنوات.

والمؤسف بحسب رئيس بلدية نهر ابراهيم طوني مطر، رأي هيئة التشريع والاستشارات رقم 529/2012 الذي اعتبر أن زواج أي سيدة عضو في المجلس البلدي ونقل نفوسها الى بلدة أخرى يؤدي الى فقدانها شرط من شروط عضويتها في المجلس البلدي وبالتالي الى سقوط عضويتها لفقدانها صفتها التمثيلية لاهالي البلدة. ورغم انها منتخبة من قبل الشعب فالمفارقة تكمن في انتخاب السيدة بحكم الدستور ولا يصح نزع انتخابها الا بما ينص عليه القانون برأي مطر، وهي ما زالت تمثل الذين انتخبوها من أهلها وأقربائها وأصدقائها من أبناء بلدتها ولم يحجبوا عنها الثقة فكيف يصح اسقاط عضويتها لمجرد زواجها، فهذا عمل تعسفي ، واضاف " وكأنهم يفرضون بند تعسفي ضمني غير موجود وهو: بقاء السيدة عضواً في المجلس البلدي حتى زواجها الى خارج البلدة حينها تسقط عضويتها بفعل زواجها؛علماً أن المشرِّع لم يحدد فعل الزواج كسبب لفقدان العضوية، كما أن القانون اشترط تسجيلها في القائمة الانتخابية البلدية عند الترشيح وليس لاستمراريتها كعضو في المجلس البلدي." هذا البند التعسفي الضمني المفروض من خلال الرأي الاستشاري بحسب رئيس البلدية يتناقض مع المادة 83 موجبات وعقود التي نصت: "باطل كل شرط من شأنه أن يقيد أو يمنع استعمال الحقوق المختصة بكل انسان كاستعمال حقوقه في الزواج او حقوقه المدنية"، كما يتناقض هذا التفسير مع الحرية الشخصية التي حفظها الدستور ويتناقض مع ارادة الناخبين والعملية الانتخابية ككل والحرية الانتخابية الذي يؤكد عليها الدستور. والمؤسف في الموضوع ان السيدة لم تبلَّغ باسقاط عضويتها، وحُلَّ المجلس البلدي باعتبار أنه فقد أكثر من نصف أعضائه ومن دون أن يصدر قراراً باسقاط عضويتها، بل اعتبرت عضويتها ساقطة حكماً بناء لاستشارة وليس بناء لنص قانوني، وهذا خطأ قانوني لان العضو المنتخب بحكم القانون عند اسقاط عضويته او اقالته يتوجب على المرجع المختص ابلاغه شخصياً ولديه مهلة شهرين للطعن أمام مجلس شورى الدولة سنداً للمادة 68 منه ، فأين حقوق هذا المنتخب الذي حفظها له القانون ؟ واعتبر مطر أن حل المجلس البلدي سيؤدي الى تداعيات كبيرة على بلدة نهر ابراهيم بشكل عام، ستتوقف عجلة الانماء وتتوقف المشاريع والخدمات، فبلدية نهر ابراهيم لديها كم هائل من المشاريع التي هي قيد التنفيذ من سيتابع هذه المشاريع من سيراقب عمل الموظفين من سيتابع مؤسسات البلدية من المكتبة العامة، للمستوصف، لمكتب التنمية المحلية، لنادي المسنين، لجامعة CNAM ، للشرطة البلدية للحرس الليلي لأمن المواطن، لمخالفات البناء، لجمع النفايات طبعاً قائمقام جبيل المكلفة بتصريف الاعمال لديها الكفاءة العالية للادارة لكن ليس لديها الوقت والتماس المباشر مع الناس والمتابعة اليومية. كما اكد انه ما من مشكلة امام امكانية قيام انتخابات بلدية بحسب مطر " فيكفي البلد فراغ في مجلس الوزراء وفي المؤسسات الرسمية، فالبلديات الوحيدة التي لا تزال تعمل لخدمة المواطن واطلاق المشاريع الانمائية وفي مطلق الاحوال في لقائي مع معالي وزير الداخلية والبلديات وعد بقيام انتخابات خلال شهرين ونحن نأمل ان يعلن معاليه عن الانتخابات بأسرع وقت ."

 

مقالات

 

إيران تُظهر تصميماً على إثبات جدّيتها وأميركا لا تحتمل تحويل حلفائها إلى خصوم

روزانا بومنصف/النهار

تعتقد مصادر ديبلوماسية ان اتفاق ايران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاثنين الماضي حول خارطة طريق للتعاون بينهما في شأن البرنامج النووي الايراني على نحو سريع جداً ومناقض للمماطلة التي اعتمدتها ايران طيلة الاعوام الماضية وفي المدة الفاصلة بين اجتماعين اساسيين لايران مع مجموعة الدول الخمس الكبرى زائد المانيا مع توقع استئناف المفاوضات بين الجانبين في 20 تشرين الثاني الجاري انما يهدف الى أمرين: احدهما انه يسابق العراقيل التي تخشاها ايران امام عقد اتفاق بات واضحا انها تريده بقوة وسرعة رغبة منها في استباق خطوات مطلوبة بحيث يمهد ذلك الى تجاوز خطوات والاسراع في رفع العقوبات التي تثقل على ايران. في حين تخشى من عرقلة فعلية نظراً الى حسابات طرأت ويمكن أن تطرأ بما يؤدي الى خربطة كبيرة. والاخر انه يظهر تصميماً ايرانياً فعلياً على السير نحو اتفاق وأن التغيير في الموقف الايراني هو تغيير في العمق وان ما هو ظاهر ما يعبر عن حقيقة الامور وليس مجرد موقف شكلي دعائي موقت وفق ما تخشى فرنسا مثلاً التي ترددت معلومات انها هي من اوقفت الاتفاق الذي كان وشيكا الاسبوع الماضي وهو ما لم يخفه وزير خارجيتها لوران فابيوس في سؤال أمام مجلس الشيوخ الفرنسي حول المحادثات مع ايران بعد الجولة الاولى من هذه المحادثات في 15 و16 تشرين الاول المنصرم واستعداد الانفتاح الذي تبديه طهران في ظل الرئيس حسن روحاني من ان فرنسا تحتاج الى المزيد من الاثباتات حول حسن النية الايرانية وتجاوز التغيير الايراني من الشكل الى الجوهر نظراً الى الحذر من التجارب السابقة.

فعلى رغم اللهجة التفاؤلية التي حافظت عليها كل الدول المعنية موحية بأن فترة الاحد عشر يوماً بين الاتفاق الذي كان وشيكاً حصوله في التاسع من الشهر الجاري والمهلة التي اخذتها الدول لمراجعة حكوماتها وايجاد صياغات مقبولة من الجميع قبل العودة الى الاجتماع يوم الاربعاء المقبل في العشرين من الجاري، فإن ثمة حذراً ديبلوماسياً ازاء مقاربة حصول اتفاق في الاجتماع المقبل في جنيف يتخطى بنسبته عوامل ترجيح حصول اتفاق. الا ان ذلك يترافق مع استبعاد عودة الأمور الى الوراء بمقدار ما يعني امكان الافادة من مزيد من الوقت قبل الوصول الى اتفاق نظرا الى أن ذلك مرتبط في رأي البعض بمحاولة رصد ما اذا كان هناك تحول استراتيجي اميركي جدي في المنطقة في اتجاه الشيعة وايران في ظل صعود للتطرف السني والعجز عن ضبطه.

الا أن هناك عراقيل جدية يرصدها عدد من المراقبين وهي تتمثل في تحرك الكونغرس الاميركي نحو فرض مزيد من العقوبات على ايران في الوقت الذي تسعى ادارة الرئيس باراك اوباما الى اقناعه بارجاء ذلك من أجل عدم توجيه رسالة خاطئة الى ايران على نحو يخدم وجهة نظر المتشددين فيها ازاء الانفتاح على الغرب والسعي الى اتفاق حول النووي الايراني. وليس مستبعداً أن يكون التشدد الاسرائيلي ازاء اتفاق كان محتملاً مع ايران مؤثرا بقوة على الكونغرس مما قد يدفع اوباما الى المساومة مع هذا الاخير من أجل عدم تعطيل احتمال الاتفاق مع ايران علماً أن ليس واضحاً كيف ستنتهي هذه المسألة بين الادارة الاميركية والكونغرس خصوصا أن هناك من يعتقد ان وضع ادارة اوباما صعب للغاية وليس بالسهولة التي تم فيها اختصار حاجة كل من الغرب وايران الى اتفاق حول النووي الايراني. اذ ليس سهلاً على واشنطن أن تحول حلفاءها في المنطقة أعداء أكانت اسرائيل نظراً الى المعارضة الشديدة التي رفعها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد اتفاق محتمل مع ايران او دول الخليج وفي مقدمها المملكة السعودية ولو ان الاستياء من واشنطن ابعد من الخلاف حول اتفاق مع طهران اضافة الى المخاوف من تسويات على حساب منطقة الخليج ودولها. اذ في نهاية الامر فان وضع حد للطموحات النووية الايرانية يهدف من جهة الى ارضاء اسرائيل وطمأنتها فيما هي غير راضية كما يهدف الى ضمان امن دول الخليج فيما هذه الدول غير مرتاحة لمسار الامور مما يترك تساؤلات حول جدوى السعي الى اتفاق مع ايران لمصلحة حلفاء يخشون من طبيعة هذا الاتفاق. وهذه اسباب قد تساهم في اطالة امد التشاور والبحث عن صيغ جديدة للاتفاق بين ايران والدول الغربية الى ابعد من العشرين من الشهر الجاري وفق ما يعتقد اكثر من مراقب ومتابع سياسي على رغم ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري توقع اتفاقاً مع ايران خلال الشهور المقبلة.

ولذلك فان الترقب يبقى سيد الموقف حتى اشعار اخر نظراً الى ان التطورات على الملف النووي الايراني باتت الخط البياني لمسار الامور في المنطقة اكثر بكثير مما يشكله السعي الى مؤتمر جنيف 2 لايجاد حل للازمة السورية والذي يعتقد انه بات مرتبطا بتطورات الملف النووي الايراني ايضا.

 

دراسة قانونية: الدستور لا ينص على الثلثين لانتخاب الرئيس

ايلي الحاج/النهار

النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية مرشح للتحول خط تماس سياسي في البلاد خلال الشهور المقبلة الفاصلة عن نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان في 25 ايار 2014. وثمة من يرون ان الصفحة يجب أن تفتح وحان الأوان، لذلك وضعت مجموعة من البحاثة القانونيين والمتخصصين في الدستور دراسة عن هذا الموضوع وسلمتها الى مراجع سياسية ودينية مسيحية، منطلقة من أن انتخاب رئيس للجمهورية كل ست سنوات يشكل ميزة لبنانية في العالم العربي، وأن حضور جلسة انتخاب الرئيس هو واجب دستوري ووطني بما يوفر نصابا كبيرا لها، وإلا فان النصاب يتوافر بحسب الدراسة، بالنصف زائد واحد.

واستعان واضعو الدراسة بآراء أهل علم وخبرة واجتهاد: الدكتور ادمون رباط، الاستاذ انطوان بارود، الاستاذ عبده عويدات، الدكتور ادمون نعيم، الاساتذة سميح فياض وانطوان عازار ومخايل لحود وريمون صايغ، الدكتور مصطفى أبو زيد فهمي، الدكتور زهير شكر، ودراسة لهيئة القضايا والاستشارات في وزارة العدل قبيل انتخاب اللواء فؤاد شهاب رئيسا للجمهورية.

وجاء في الدراسة:

"- لم يعين الدستور اللبناني ولا النظام الداخلي للمجلس النيابي نصابا خاصا للاجتماع الذي يعقده المجلس لانتخاب رئيس الجمهورية.

لقد كان في استطاعة واضع الدستور، لو شاء، أن يحدد هذا النصاب الخاص، وأن يشترط صراحة وجوب حضور ثلثي أعضاء المجلس النيابي، مرة في المادة 49، التي جاءت في الفصل الرابع من الدستور وتحت عنوان "السلطة الاجرائية"، ومرات في المواد 73 و74 و75 التي جاءت في الباب الثالث من الدستور، وتحت عنوان "انتخاب رئيس الجمهورية" (...).

- ان كل خروج على النصاب القانوني العادي يجب ان يكون واضحا وجازما خلافا لنص المادة 49 من الدستور الذي جاء خاليا من أية اشارة الى أي استثناء للقاعدة العامة.

- لقد شاء المشرع الدستوري ان يضع نصابا خاصا، غير النصاب القانوني العادي، لجلسة مجلس النواب في 6 حالات (…).

- ان واضع الدستور قد يكون تعمد اغفال تحديد نصاب خاص لجلسة انتخاب الرئيس لاعتقاده بأن أعضاء المجلس النيابي لا يتخلفون عن حضور الاجتماع الذي يعقد لانتخاب رئيس الجمهورية بالنظر الى أهميته في حياة الدولة والمؤسسات. أما في حالة "التخلف عن حضور الاجتماع"، وعندما لا يعيّن النص نصاباً خاصاً، فإن الهيئة الجماعية تمارس صلاحياتها على وجه شرعي بمقتضى المبدأ السائد في الموضوع. إذا حضر الاجتماع غالبية أعضائها أو أكثر من نصف الأعضاء.

وتلاحظ الدراسة "ان النصاب المطلوب لجلسة انتخاب الرئيس ليس ثلثا أعضاء المجلس النيابي كما يتبادر الى الذهن عند تلاوة النص. فإن كلمة "غالبية" الواردة في المادة 49 من الدستور، لا تتعلق بالنصاب بل هي تتعلق فقط بعدد الذين يقترعون فعلاً في الجلسة.

(د. أنور الخطيب. المجموعة الدستورية، المبحث الثاني، ص106 - 107).

وان نص المادة 49 يختلف تماماً عن نص المواد التي تتكلم على النصابين اللازمين للاجتماع والتصويت ولاسيما المادة 79 من الدستور.

ولو أراد المشرع أن لا تجري جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بغير نصاب الثلثين لكان حصر إمكان الفوز بدورات الاقتراع بأكثرية الثلثين من دون السماح بالفوز في دورات الاقتراع التي تلي بالأكثرية المطلقة".

ولاحظت أن "الفارق واضح وهائل بين النتيجة المترتبة على اشتراط بعض المواد الدستورية نصاباً خاصاً يتناسب مع خطورة حالات معينة والنتيجة المترتبة على اشتراط المادة 49 من الدستور نصاباً خاصاً في كل الاجتماعات ودورات الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية. فإذا لم يتأمن هذا النصاب الخاص في الحالات الاولى تبقى السلطات القائمة سليمة ومستمرة في عملها لتعطلت جلسة الانتخاب ولتعطل الاستحقاق ولوقعنا في الفراغ في سدة الرئاسة".

ولفتت الى "ان الممارسة المجلسية منذ انتخاب الرئيس بشارة الخوري في 1943/9/21 وحتى انتخاب الرئيس سليمان فرنجية في 1970/8/17 تظهر ان الاكثرية النيابية كانت تفضل ان تنتخب خصما معارضا لسياستها على الوصول الى الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية من جهة.

وتظهر من جهة اخرى ان لا الاكثرية ولا الاقلية كانت تمتنع عن تأمين نصاب جلسة الانتخاب.

- في الانتخابات الرئاسية في العام 1970 وامام تهديد المعارضة بمقاطعة جلسة انتخاب الرئيس، اعلن الرئيس صبري حمادة انه سيدعو الى الجلسة ويعتبر ان النصاب مؤمن بمجرد حضور الاكثرية المطلقة من النواب على ان لا يعتبر فائزا الا من ينال الاكثرية المطلقة في دورة الاقتراع الثانية (...)".

" 1 – لم يعين الدستور اللبناني نصاباً خاصاً لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية.

2 – حددت المادة 34 النصاب القانوني العادي لصحة انعقاد المجلس النيابي كمبدأ عام.

3 – لم تستثن المادة 34 جلسة انتخاب رئيس الجمهورية من النصاب القانوني العادي.

4 – لم تحدد المادة 34 طبيعة اجماع المجلس بل تناولت قانونية الاجماع بصورة عامة.

5 – ان المشروع وعندما يتطلب لموضوع ما نصاباً غير النصاب القانوني العادي فانه ينص عليه في شكل صريح لا يدع مجالاً لاي شك او تأويل.

6 – ان حسن سير النظام الديموقراطي البرلماني يحتم الانتقال في الانتخاب الرئاسي من غالبية الى غالبية ومن دورة اقتراع الى دورة اقتراع لتأمين سهولة انتخاب الرئيس ومنع حصول الفراغ في المؤسسات الدستورية وفقاً لما هو حاصل في الدساتير المشابهة.

7 – ان الممارسة في لبنان لا تفيد وحدها في حسم النقاش الدستوري الدائر حول مسألة النصاب في جلسة انتخاب الرئيس.

8 – ان المادة 49 من الدستور لا تتحدث عن نصاب معين لجلسة انتخاب الرئيس انما عن الاصوات التي يجب ان ينالها الرئيس للفوز بالرئاسة.

9 – ان الاجتماع الحكمي للمجلس النيابي في الأيام العشرة الاخيرة من المهلة الدستورية يجري من دون اي اعتبار لتحديد نصاب جلسة الانتخاب شرط عدم النزول تحت النصاب القانوني العادي المنصوص عليه في المادة 34.

10 – ان الرأي الغالب في مسألة النصاب هو القائل بالأكثرية المطلقة الكافية لانتخاب الرئيس في دورات الاقتراع التي تلي.

11 – لقد احاط المشرع عملية انتخاب رئيس الجمهورية بسلسلة من التدابير الواقية التي تهدف الى ضمان انتخاب الرئيس وتفادي الوقوع في الفراغ في سدة الرئاسة... فوضع مهلة دستورية ونص على دورات اقتراع وسمح بانعقاد المجلس النيابي حكماً وفوراً وبحكم القانون وسمح بانعقاد المجلس النيابي من دون دعوة رئيسه، وسمح بانعقاد المجلس النيابي خارج الدورات العادية والاستثنائية، وحوّل المجلس النيابي هيئة انتخابية يتابع دورات الاقتراع حتى انتخاب الرئيس. فهل يجوز بعد كل ذلك أن نجعل من نصاب الثلثين نصاب تعطيل للجلسة والاستحقاق والجمهورية؟".

 

داعش تدريب إيراني وتسليح سوري

علي الحسيني/المستقبل

http://www.almustaqbal.com/storiesv4.aspx?storyid=594905

كثرت في الآونة الأخيرة الأسئلة والتفسيرات حول الطريقة السياسيّة الجديدة التي يتبعها "حزب الله" تجاه العديد من الأحداث والمستجدات التي تطرأ على الساحتين المحليّة والإقليمية بدءاً بسياسة قطع الأيدي والرؤوس التي عادت وانقلبت بين ليلة و"ضاحيتها" وبفعل ساحر إلى دعوات للحوار مروراً بالصمت المريب المتعلّق بإلقاء شعبة المعلومات القبض على أحد المتهمين بتفجير الرويس وصولاً إلى الاكتفاء بإصدار بيان إستنكار لمقتل الشيخ سعد الدين غيّة. المُلاحظ أن وضع "حزب الله" السياسي هذه الأيام ليس على ما يُرام خصوصاً مع وردود معلومات إلى قيادته تُبرز حجم التقدم الحاصل على صعيد المفاوضات بين الولايات المتحدة الاميركية والجمهورية الإيرانية الراعي الرسمي للحزب الذي يبدو انه قرّر التعاطي مع كل ملف على حدة كالملف السوري ومراقبة الدور السعودي الفاعل وما ينتج عنه من مشاورات ولقاءات لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين اللبنانيين إضافة إلى الوضع الحكومي الذي يُهدد الحزب بنسفه وبمئة "7 أيار" جديد في حال عدم حصوله على طلباته. يبدو أنه خلال ثلاثين عاماً أمضاها متنقلاً على المحاور الدولية مرّة بالسياسة وأخرى بالسلاح، فقد تمكّن "حزب الله" من تعلّم سياسة العصا والجزرة ولذلك هو يرى اليوم أنه الوقت قد حان لإتباعها في الداخل اللبناني ممهداً من خلالها للحصول على مكاسب جديدة بأقل الأضرار الممكنة، تارة بالتهديد والوعيد وطوراً بالإنسحاب خطوة إلى الوراء إفساحاً منه في المجال لتمرير بعض الإستحقاقات الهامة والتي تعنيه وحده مثل عاشوراء قبل اللجوء إلى "قدس أقداسه"، أي السلاح، الذي يبدو أنه أصبح جاهزاً للرد في أي وقت وزمان، وهذا ما يؤكد جملة قالها احد نواب الحزب منذ يومين خلال مجلس عاشورائي مُغلق "سلاحنا جاهز ومزيّت وإصبعنا على الزناد، وكل ما ننتظره هو الاوامر فقط".

"حزب الله" في أزمة حقيقية". كلمة صادقة خرجت ذات يوم من فم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بعد إكتشاف الحزب لمجموعة من كوادره وعناصره لها علاقة ببيع مخازن أسلحة للثوّار في سوريا، واليوم يؤكد قيادي بارز سابق في "حزب الله" أن الحزب لم يزل أسير أزماته المتلاحقة سواء في السياسة او العسكر وبالتالي فهو لن يخرج من أزماته هذه إلا بخروجه من سوريا، فلغاية اليوم هناك أكثر من ثلاثمئة قتيل في صفوفه وأكثر منهم من الجرحى من دون تحقيق أي تقدّم يُذكر واليوم يُلاحق الموت بيئة الحزب والطائفة التي يُمعن بسرقة قرارها، فهل يقول لنا الحزب ماذا بعد؟

ووفقاً لمعلومات تؤكد أن النظامين السوري والإيراني هما من يقفان خلف تسليح وتدريب ما يُسمّى تنظيم "دولة الإسلام في العراق والشام" المعروف بـ"داعش" وأن ضابطاً ايرانياً كبيراً يعمل تحت إمرة قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري الايراني" قاسم سليماني يُدعى "مختار" هو من يقوم بالتنسيق بين نظامه وبين عناصر هذا التنظيم ويُشرف على تدريبهم في العراق قبل أن يتوجهوا إلى سوريا وأن عدداً من هؤلاء يقفون أيضاً وراء العمليّات الإنتحارية التي تستهدف التجمعات ودور العبادة، يكشف القيادي السابق في "حزب الله" أن جيش بشار الأسد ومن خلال أوامر عُليا يعمد بين الحين والآخر إلى الإنكفاء والتراجع عن بعض مخازن الاسلحة لمصلحة تنظيم "داعش" لكي يُقاتل بها الجيش السوري الحر خصوصاً أننا لم نسمع في يوم ما عن سيطرة للجيش الأسدي أو "حزب الله" على مواقع تعود للمنظمة المذكورة".

ويعود القيادي نفسه بذاكرته ثلاث سنوات إلى الوراء يوم اكتشف رئيس الوزراء العراقي نور المالكي مجموعات أصولية يُرسلها النظام السوري بمباركة إيرانية إلى العراق لتفجّر المساجد والحُسينيّات ويومها علت صرخة المالكي مهدداً بشار الأسد قبل أن يعود الإيراني ويتدخل منعاً لازدياد التوتر بين البلدين، وهذه حقائق يجب أن يُدركها "حزب الله" قبل فوات الأوان وقبل ان يجد نفسه غارقاً حتّى أذنيه في دم الاطفال والنساء وبدماء العناصر التي يُرسلها للقتال في سوريا تحت حجج متعددة لتسويق فكرة الجهاد هناك، ومنها ما يحصل بين الحين والآخر في مقام السيدة خولة في بعلبك حيث يعمد البعض إلى رشّ عطر باللون الأحمر فيُقال بعدها ان السيدة خولة تبكي عمتها زينب فيهرع الشُبّان للذهاب إلى سوريا للدفاع عن المرقد".

وفي معرض ردّه على عدد كبير من قيادات "حزب الله" الذين لا يتوانون عن التعبير عن العلاقات المميزة والعضويّة التي تجمع ايران بالحزب عموماً وبشيعة لبنان خصوصاً، سوى دعوته العناصر التي تذهب إلى دمشق تحت مُسمّى "الواجب الشرعي" الى الإتعاظ من تجارب الماضي مع القيادات الإيرانية لا سيّما بعد رحيل الخميني، وهنا يروي حادثة حصلت معه شخصيّاً ومع أحد الضباط الكبار في الحرس الثوري الإيراني لم يذكر إسمه وبوجود عدد من قياديّي الحزب الحاليين، بعد أقل من ثلاثة أشهر على تأسيس "حزب الله"، يومها قال له الضابط الإيراني "نحن قمنا بتأسيس الحزب وزرعه في لبنان ليكون شوكة في خاصرة إسرائيل وعين الدول العربية، وإذا تمكّنا من إبقائه حيّاً لفترة تزيد عن عشر سنوات نكون قد حققنا إنجازاً هاماً يمكننا قطف المزيد من ثمراته في كل سنة تُضاف إلى عمره المفترض".

 

حضور الحريري فعل فعله والرسالة السعودية وصلت دعم المملكة لن يكون على حساب سلام بل تعزيزاً له

سابين عويس/النهار

لم يكن حضور الرئيس سعد الحريري اللقاء الرسمي الذي جمع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز برئيس الجمهورية ميشال سليمان مفاجئا في الوسط السياسي، الا لسليمان نفسه ربما. ذلك ان الموقف العالي النبرة لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي حيال المملكة قبيل انعقاد اللقاء، والذي اتهمها بالشخصنة، لم يأت من فراغ، بل نتيجة معلومات وردت الى ميقاتي تفيده بحضور الحريري لقاء القمة، وهو ما يفسّر كلام الرجل عن الشخصنة التي قصد بها العلاقة الشخصية بين المملكة والحريري، والتي انعكست على علاقته بها.

بدا واضحاً من حضور الحريري القمة وردود الفعل السلبية التي أثارها في اوساط 8 آذار أن هذا الحضور فعل فعله والرسالة الملكية السعودية وصلت. وهي لا تحتمل التأويلات والتحليلات التي رافقتها. فالمملكة أرادت تأكيد دعمها للحريري وتبنيها له وللنهج او الخط السياسي الذي يمثله. وقد وجدت في زيارة سليمان مناسبة لاعلان هذا الموقف وقطع الطريق على كل المحاولات التي دأبت قوى 8 آذار على تسويقها لجهة القول ان الحريري فقد موقعه في المملكة. وكانت عممت شائعات كثيرة في أوساط 8 آذار في الآونة الاخيرة منها ما يتحدث عن افلاس "سعودي أوجيه" وبيعها في رجل اعمال اماراتي وليس سعودياً، او مثل التساؤلات التي تزامنت مع تمضية الحريري عطلة الاضحى في باريس واختياره الخضوع للجراحة في هذا التوقيت تلافيا لعدم وجوده خلال استقبالات القصر الملكي، وقد غاب عن مروّجي هذه الاخبار ان العاهل السعودي لم يقم الاحتفالات التقليدية المعتادة لوجوده خارج المملكة في ذلك الوقت. وهذه الامثلة ليست الا جزءا من مسار بدأ منذ خروج الحريري من السلطة، ولم ينته.

ثمة من يرى أن رسالة دعم الحريري جاءت على حساب رئيس الحكومة المكلف تمام سلام الذي سمي بمباركة سعودية، ويمكن الصورة الجامعة للملك عبد الله والرئيسين سليمان والحريري أن تذهب بمخيلة البعض الى رؤية المرحلة المقبلة: تمديدا لسليمان وعودة للحريري الى سدة الرئاسة الثالثة، وخصوصاً أن في الوسط السياسي من رأى هدفا يتيما لرئيس الجمهورية في الزيارة هو تسويق تمديد الولاية خلافاً لما يعلنه.

ما هي صحة هذه التحليلات؟ والى أي مدى يمكن الركون اليها؟ صحيح أن التمديد يبقى في ظل تعثر جهود تأليف حكومة جديدة الخيار الاقل كلفة على البلاد بين الفراغ او تسليم صلاحيات الرئاسة لحكومة مستقيلة من لون واحد، لكن هذا لا يعني أن سليمان، مثله مثل كل الطبقة السياسية لا يدرك ان هذا الموضوع ليس قراراً محلياً، او انه لا يعي أنه من المبكر جداً طرحه كواحد من خيارين لا ثالث لهما، وخصوصاً انه رغم الفتح المحلي المبكر للاستحقاق الرئاسي، لا يزال هذا الموضوع خارج الأجندا الدولية. أما في المسألة الحكومية، فصحيح ان وجود الحريري الى جانب الملك السعودي يؤشر الى الرغبة السعودية في التعامل مع الرجل من موقعه السياسي والطائفي والوطني، لكنه لا يقلل من موقع رئيس الحكومة المكلف. لم يطلع سلام تفصيلا على نتائج زيارة سليمان، لكنه تشاور معه أمس هاتفياً. لم يتصل بالحريري ولا الحريري اتصل به.

لكن سلام لا يرى نفسه في موقع المتضرر كما يجري تصويره. فهو ينظر الى الرئيس الحريري كرئيس أكبر كتلة نيابية وزعيم وركن أساسي لطائفته، وهذا أمر لا تتجاهله السعودية او لا تراه، بل تتعامل معه ايضا من هذا الموقع. واذا حصل ان ظهر انطباع عن تباعد بينه وبين المملكة فهذه فرصة جيدة لتبيان واقع الامور. ويرى سلام في حضور الحريري لقاء القمة تأكيداً للثقة التي يحظى بهما لدى المملكة، ويضع حدا للتشكيك في موقف السعودية من الرئيس الحريري. وينظر بايجابية الى الرسالة السعودية. فتعزيز الحريري موقعه في طائفته، هو بمثابة تعزيز لسلام ولموقعه كرئيس مكلف تشكيل الحكومة.

يلاحظ أن الدعم السعودي المتجدد للحريري يأتي في أعقاب تجديد الحريري دعمه لسلام بعد لقائهما الباريسي قبل فترة قصيرة. وثمة من قرأ في الموقف السعودي بعد الزيارة الرئاسية، اعادة المبادرة الى زعيم 14 آذار انطلاقا من سقف الشروط الموضوعة للحكومة العتيدة. ولكن هل يمكن ان يفتح الباب أمام خرق في جدار التأليف؟ الجواب عن هذا السؤال رهن بترقب حركة النائب وليد جنبلاط في اتجاه المملكة.

 

اليوم الثالث من أعمال مجلس البطاركة: الخدمات الاجتماعية وقوانين الأحوال الشخصية

المستقبل/تابع مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك أعمال دورته السنوية العادية السابعة والأربعين لليوم الثالث امس، بعنوان "الشهادة في حياة الكنيسة ورسالتها في لبنان". بعد صلاة الصباح بحسب الطقس البيزنطي، قدم شربل فهد مداخلته حول "الشهادة في المؤسسات الكاثوليكية". وتضمن حديثه شهادة حياة شخصية حول كيفية عيشه كمسيحي وطبيب. وقدم المطران غي بولس نجيم مداخلة حول "الشهادة في الخدمات الكهنوتية"، مركزا على ثلاثة محاور: عمل التعليم الذي يستدعي معرفة صحيحة لما يعلّمه الكاهن، وعمل التقديس وعمل التدبير. وتحدثت منى شلالا وجوزيان صليبي عن موضوع "الشهادة في الخدمات الاجتماعية" انطلاقا من خبرة جمعية "إيراب" التي اتخذت شعارا لها: خدمة الأصغر والأفقر وكل من قست عليها الحياة. ثم بحث المجتمعون في قوانين الأحوال الشخصية للطوائف الكاثوليكية التي كانت اللجنة الأسقفية للشؤون القانونية انتهت من النظر في بعض التعديلات فيها، ومن المقرر أن تأخذ طريقها الى مجلس النواب لإقرارها، تمهيدا للعمل بها. وقد تناولوا موضوع التعويض الواجب للزوجة على الزوج بعد صدور الحكم النهائي بفسخ الزواج عن المحاكم الروحية، وطلبوا من اللجنة القانونية توضيح الأمر وإدراجه ضمن مجموعة القوانين المذكورة. وتناولوا مسألة النازحين السوريين وما يرافقها من هموم لا يجوز للكنيسة أن تتجاهلها.

وأوجز البطريرك غريغوريوس الثالث وضع المسيحيين في سوريا من ناحية الأضرار التي تلحق بالمؤسسات الكنسية والقرى المسيحية، موضحا أن هناك 450 ألف مسيحي نازح داخل سوريا، و42 ألف مسيحي نازح في لبنان.وتحدث عن الكنائس المتضررة التي لا يمكن الصلاة فيها، وعددها 25 كنيسة، وهناك 100 ضحية مسيحية من جراء الأحداث، منهم 3 كهنة استشهدوا. كما أن هناك مخطوفين كثرا من بينهم المطرانان اليازجي وابراهيم وكهنة وعلمانيون. وذكر أن البطاركة في سوريا يتحدثون بصوت واحد بالنسبة الى الأوضاع الصعبة، موضحا أن الكنائس أصبحت مراكز للعمل الاجتماعي ومساعدة الناس. وشكر لبنان، دولة وكنيسة، لما يقدمونه من مساعدة للنازحين السوريين، متمنيا استتباب الأوضاع في سوريا ليتمكن النازحون من العودة الى بلادهم". كما شدد على أن الشائعة حول منح 50 ألف مسيحي سوري الجنسية الروسية لا أساس لها من الصحة وقد نفى السفير الروسي هذا الأمر جملة وتفصيلا.

 

طرابلس تنتصر على الفتنة.. وتنتظر الفرج

فاطمة حوحو/المستقبل/يكثر الحديث منذ أكثر من شهر عن خطة أمنية لطرابلس تضمن الاستقرار وتمنع محاور القتال من الانفجار وتحفظ السلم الأهلي وتُعيد للمدينة حياتها الطبيعية، بعيداً عن مخططات الفتن التي تغلي في أحيائها وعلى الحدود مع الجيران، إلا أنه على أرض الواقع لا شيء قد بدأ ولا تدابير تبشّر بنهاية سعيدة. إلا أن هناك تطورات إيجابية برزت في قضية التحقيق بتفجيرَي طرابلس، حيث تتابع الأجهزة القضائية المعنية عملها، من دون التأثر بمحاولات الضغط عليها أو التهديدات التي تطلق على ألسنة "آل عيد" سواء من جبل محسن أو من حكر الضاهري، ولا يمكن وضع حادثة اغتيال عضو "جبهة العمل الإسلامي" الشيخ سعدالدين غيه خارج الموضوع. يرى مسؤول "تيار المستقبل" في طرابلس النائب السابق مصطفى علوش أن ترويج وسائل إعلام الثامن من آذار لسيناريوات حول وضع طرابلس الأمني يقوم به الفريق الآخر، وكذلك كلّه مجرد اتهامات وادعاءات مثل العادة، خصوصاً أن القضاء سجّل اتهاماً ضد مجهول في قضية اغتيال الشيخ غيه، لكن وسائل إعلام "حزب الله" تبرّأت وأعلنت أسماء مسؤولين عن الاغتيال وأن منظمة سرّية قامت بهذا الأمر، وإن كان ذلك موجوداً حقاً بحسب ما أوردت صحيفة ممانعة فإن ذلك يعني أنها تعرف هذه المنظمة السرية إذا كانت موجودة ولا يطالها القانون، ومن المفترض أن يُقدَّم إخبار بها الى النيابة العامة ويتم التعاطي معها على هذا الأساس".

ويضيف: "في المقابل، محاولة تحميل هذه المنظمة مسؤولية جرائم قد تحصل والتي هي عملياً من نتاج "حزب الله" بالذات، بمشاركته بقتل السوريين والقتل الذي مارسه عبر إخفاء المطلوبين من وجه العدالة والتحالف مع الذين فجروا في طرابلس، فإذا اعتبر أن ذلك مؤامرة ضده، فإن من يتآمر على "حزب الله" هو موقفه بالذات، وهذا ما يترجم على الأرض في الصراع الدائر في المدينة".

ويجد علوش أن الأمور على الأرض في طرابلس تتأثر بحسب الإجراءات الأمنية والقضائية التي تتخذ من قبل المسؤولين، فكلما كانت القرارات سريعة ومبنية على أساس قانوني، وكلما كانت الإجراءات الأمنية متوافقة مع القرارات القضائية، فإنها تمنع كل الأقوال وكل من يتحدث عن أخذ العدالة من قبل الناس، الدولة مسؤولة وعليها اتخاذ الإجراءات الرسمية من أجل عدم تفجير الوضع الميداني في طرابلس ومنع الفتنة والتصدي لأي ردود فعل عشوائية وعندها يمكن محاسبة الخطاب المتشنّج في هذه الحالة، أما ترك الأمور من دون إجراءات حقيقية فهذا يقلل من هيبة الدولة أكثر فأكثر ويدفع البعض، سواء الى إخفاء "أجندات" معينة أم الى ردود فعل، قد تأخذنا نحو التفجير". وعن الخطة الأمنية المنتظرة، يوضح: "الإجراءات الأمنية يجب أن تخرج من إطار التخمين والخلطات السرية، هناك مصدر أساسي موجود يهدد أمن الدولة، رفعت عيد، هاجم الجميع والرد عليه كان سياسياً إلا أن الأمر يحتاج الى أكثر من ذلك، نحتاج الى قليل من الخطابات السياسية ومن الحديث عن الخطط والكثير من الإجراءات الأمنية الميدانية".

وعما إذا كان انفجار المعارك في حلب سيؤثر في الساحة الشمالية يقول علوش: "الداخل السوري موجود في لبنان منذ دخول "حزب الله" الى سوريا، هناك تداخل سياسي وأمني بيننا وبين سوريا منذ عقود وليس سنوات فقط، المشكلة في أن "حزب الله" جزء من معادلة إقليمية كما يقول عن نفسه, وبالطبع فإن التطورات داخل سوريا سلباً أو إيجاباً سيكون لها تأثيرات على لبنان سواء كانت المعارك في حلب أم في غيرها, في القلمون أم في القصير، وستكون هناك ردود فعل تؤثر في واقع البلد". ويعلّق مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون طرابلس والشمال عبد الغني كبارة على التطورات بشأن طلب النائب السابق علي عيد للمثول أمام القضاء ورد دفوعه لعدم قانونيتها من قبل مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر بالقول: "إن القضاء يقوم بواجبه وفق القانون ويتمسّك بشكل دقيق بالمستلزمات القانونية لمواجهة هذا الموضوع. نحن نعتبر أنه إذا كانت القوى الأمنية جادة في إلقاء القبض على علي عيد وعلى كل من له علاقة بالتفجيرَين في طرابلس، فإن من الواجب التوسع في التحقيق، وإحضار المعنيين بهذا الأمر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى التحقيق حتى لا تضيع القضية وحتى يشعر الطرابلسي بأن الدولة جادة في معالجة هذا الموضوع". وعن اغتيال غيه يستغرب كبارة انه حتى الآن لم يوجّه القضاء أصابع الاتهام لأحد في الحادثة، في حين يعمل البعض الى التسرع من قبل الجهة الداعمة للشيخ القتيل لاتهام جهات معينة, ولو كانت هناك أطراف أخرى في طرابلس تتهم الأطراف المعنية بإحداث الفوضى ومتابعة المؤامرة على طرابلس، وقد تكون عملية تصفية مقصودة وموصوفة وليست اغتيالاً سياسياً، وما يؤشر الى ذلك ما قاموا به من استباق الأمور وتوجيه الاتهام لمنظمة مجهولة". ويشير كبارة الى أن "الخطة الأمنية لم تظهر على الأرض، هناك اتفاق على مبادئ أساسية ولكن منذ فترة الخطة معلقة ولا خطوات تنفيذية قائمة وإنما كلام يجري عنها منذ أكثر من شهر من دون خطوات على الأرض ومن دون معرفة تفاصيلها ونوعية الإجراءات التي يمكن أن تضمن الأمن بشكل نهائي".

 

المفاوضات الغربية ـ الإيرانية "ترسم" مستقبل المنطقة

ربى كبّارة/المستقبل/يرتبط مستقبل توازن القوى قي منطقة الشرق الاوسط بما ستؤدي اليه نتائج المفاوضات بين ايران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى ألمانيا، خصوصا ان الوضع الاقليمي يتحرك وفق اتجاهات غير محسومة. فالطرفان، وإن لأسباب مختلفة، بحاجة الى اتفاق يلبي مصالحهما التي لا تتضمّن حكما طموحات العرب بالحدّ من تمدّد إيران في دولهم.

صحيح ان العرب، وخصوصا دول الخليج، لا يرتاحون لامتلاك ايران سلاحا نوويا يضاف الى سلاح نووي آخر في المنطقة متوفر في اسرائيل. لكن مشكلتهم الاساسية تكمن، كما يعلنون بوضوح، في "تدخل طهران السافر" في شؤونهم الداخلية عبر ادوات نفوذ تتجسد في وجود موالين مذهبيا لها، اضافة الى هيمنتها على الحكم في العراق ودعمها العسكري والمادي والمخابراتي لنظام بشار الاسد ولـ"حزب الله" ولبعض الفصائل الفلسطينية.

وتتساءل مصادر متابعة عما اذا كانت بوادر الانفراج التي انبثقت عن جولة المحادثات في جنيف الاسبوع الماضي، رغم عدم توصلها الى نتائج حاسمة وفق التوقعات، ستقتصر على تنازلات تقدمها ايران بشأن ملفها النووي للتخلص من عقوبات خنقت اوضاعها الاقتصادية لتتابع لاحقا سياسة مدّ نفوذها في المنطقة، ام انها ستكتفي بما هو مشروع لحماية نفسها مفتتحة بذلك مناخا تعاونيا حتى مع الدول العربية المناهضة لسياستها التوسعية؟

فالغرب بمجمله اميركياً كان او اوروبياً او حتى روسياً، يريد طمأنة اسرائيل عبر منع ايران من امكان التوصل الى سلاح امتلاك نووي. لكن تل ابيب وحدها تبدو على قناعة بأن طهران تتحايل في المفاوضات كسبا للوقت وهي غير راضية عن التسرع الغربي في التوصل الى حل كان يفترض ان ينجز في الجولة الاخيرة لكن الخلافات جعلته يقتصر على خارطة طريق رغم تفاؤل نسبي ناجم عن قرب المسافة مع الجولة المقبلة التي ستكون في العشرين من الجاري. فالولايات المتحدة وخصوصا ادارة رئيسها باراك اوباما تستعجل حلّ ازمة النووي الايراني للحفاظ على العراق وتأمين انسحاب هادئ لجنودها من افغانستان والتوصل الى مخرج للازمة السورية. اما طهران فتريد فتح الباب مجددا امام نهوض اقتصادي يحمي نظامها في الداخل بعد ان باتت عاجزة عن تحمل العقوبات.

ويبقى السؤال "هل تضحي الولايات المتحدة بمصالحها في المنطقة، من الحفاظ على امن اسرائيل الى شراكة مع دولها من تركيا الى الخليج الى مصر من اجل تأمين دوافعها المشروعة التي عددناها سابقا، خصوصا ان بيد الدول العربية اوراق ضغط اذا احسنت استخدامها تصبح الولايات المتحدة امام ضرورة التوصل الى اتفاق متكامل لا يقتصر على مجرد ضمان تخلي ايران عن ارادة الحصول على سلاح نووي، انما على التخلي عن حلم فرض سيطرة امبراطورية فارسية غابرة على دول المنطقة؟

من اوراق القوة هذه، الاستعداد للتخلي عن شراكة مع الولايات المتحدة مضى عليها عقود. فها هي مصر التي كانت واشنطن حليفتها الرئيسية منذ وصول انور السادات الى الحكم تفتح ابوابها لزيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويفو للتفاوض على صفقة سلاح تمولها السعودية. فيما عاد الحديث عن احتمال شراء الرياض سلاحا روسياً وهو ما تم تداوله اثر الزيارة التي قام بها الأمير بندر بن سلطان لموسكو في حزيران الماضي. الى ذلك دفع السعودية ودول الخليج الى تشكيل حكومة معارضة سورية وتامين اموالها بينما الولايات المتحدة بدت متحفظة وان تحت ستار إلحاق الضرر بـ "جنيف 2"، فيما رحبت ابرز الدول الاوروبية ومنها فرنسا وبريطانيا. وتلوح خشية من تمدّد التوافق الايراني - الاميركي الى خارج حدود النووي خصوصا مع الغموض الذي يكتنف ما تم التوصل اليه من تفاهمات. ومحليا يتجلى ذلك إرباكا في مواقف "حزب الله" خشية ان يتبدد سريعا المناخ الانتصاري الذي اشاعه بالاستناد الى التقارب الاميركي ـ الايراني وبعض التقدم العسكري الميداني للنظام السوري. ويتجسد الارباك سواء في تصعيده العنيف ضد شركائه في الوطن او استعجاله التوصل الى حكومة تناسبه الى حد التلويح ببقاء حكومته، حكومة تصريف الاعمال، الى "ما شاء الله" كما اعلن نائب أمينه العام نعيم قاسم.

ويرى سياسي متابع في انتقاد "حزب الله" وحلفائه المبطن لزيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان للرياض خشية من ان يكون لبنان من اثمان استرضاء الولايات المتحدة للسعودية خصوصا بعد مناداة وزير الخارجية الاميركي جون كيري من اراضيها بحكومة لا يشارك فيها الحزب طالما هو متورط بالنزاع العسكري السوري. وقد حوّل ذلك الزيارة الى مادة خلافية جديدة تضاف الى نقاط الخلاف بين 8 و 14 آذار رغم كونها انتجت دعما سعوديا لأخطر ملف يواجهه لبنان وهو ملف النازحين السوريين. والخشية كل الخشية لدى "حزب الله" من ان يكون المسار الذي انطلق مع الكيميائي السوري ويتمحور حاليا على النووي الايراني، سينسحب، لاحقا، على سلاحه طالما ان الهدف الدولي الجامع طمأنة اسرائيل وحماية استقرار لبنان.

 

«حزب الله» والمسيحيّون: توسيع نفوذ لكنّ الانفجار ممنوع

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

النائب سامي الجميّل يقول في المتن لـ«حزب الله»: «لا تجرّبونا في مناطقنا»! والدكتور فارس سعيد يقول لـ«الحزب» في جبيل: «إنه بيتنا. لا تجرّبونا»! أمّا «القوات اللبنانية» فسكوتها أكبر من الكلام. فهل هناك احتمال لدخول «الحزب» في «التجربة المسيحية»؟ في لاسا تمسّك «الحزب» بموقفه على الأرض، لكنه بذل جهوداً دؤوبة للتهدئة

لم يكن هناك خوفٌ في أيّ يوم من حدوث صدام بين "حزب الله" والقوى المسيحية المنضوية في فريق "14 آذار". فـ"الحزب" يدرس خطواته جيداً. وهو يدرك أن الخسارة التي يجنيها من مواجهة كهذه، كيفما انتهت، ستكون هائلة، للحيثيات الآتية:

1 - يتمسّك "الحزب" بتحالفه مع "التيار الوطني الحرّ" مهما بلغت الأثمان. فهو بالنسبة إليه الترجمة اللبنانية لتحالف المجموعات الأقلوية في النزاع الإقليمي، خصوصاً في سوريا. وإذا حصلت مواجهة ميدانية بين "الحزب" ومسيحيّي "14 آذار"، واتخذت طابعاً طائفياً، فإنّ القاعدة العونية ستتفكّك على الأرجح، وستدخل كلياً أو جزئياً في المواجهة، وفق اعتبارات طائفية.

وهذا سيعني إحراج الحليف المسيحي لـ"الحزب" أو سقوطه. كما ستضطر المرجعيات الدينية المسيحية إلى الخروج عن انفتاحها. وهذا سينسف القاعدة التي تقوم عليها استراتيجية "حزب الله".

2 - يدرك "حزب الله" أن الأحزاب المسيحية خاضت غمار الحرب الأهلية سنوات طويلة، وأنها على رغم عدم امتلاكها السلاح وإعلانها عدم الاستعداد للعودة إليه، فإنها لا تتحمّل نماذج جديدة من 7 أيار 2008. والمزاج المسيحي، تقليدياً، لا يتهيّب المواجهات... ولو كانت إنتحارية. وحتى المزاج السنّي لم يعد كما كان في ذلك اليوم، فهو يقترب من المواجهة، وطرابلس شاهد.

3 - أيّاً كانت المبررات، فلا شيء يستدعي خلق عداء طائفي بين "الحزب" والمسيحيين. فهؤلاء لم يعودوا فاعلين في لعبة التوازنات الكبرى، التي باتت مبنية على ثنائية مذهبية تمتدّ من بيروت ولا تنتهي في الخليج العربي ـ الفارسي. وفي عبارة أكثر وضوحاً، لا شيء يستأهل أن يدفع "الحزب" ثمن تورّطه في مواجهة لا جدوى منها داخل المناطق المسيحية.

4 - لن يكون التوتر بين "حزب الله" والمسيحيين مفيداً لصورته التي يعمل لتكريسها دولياً، مع نظام الرئيس بشار الأسد، أي صورة المُدافع عن الأقليات الدينية في وجه التيارات التكفيرية. وحلفاء "الحزب" من المسيحيين اللبنانيين يقدمون له خدمات جلّى، بما يمتلكونه من رصيد معنوي ومادي في العالم، وهو لا يمكن أن يفرّط بهم.

إذاً، كيف يتصرف "حزب الله" في المناطق المسيحية؟ في النماذج الإشكالية المتفرقة التي مرّ بها "الحزب" مع هذه المناطق، حتى اليوم، لم تكن هناك مخاوف من حصول انفجار. ففي لاسا، تمسّك "الحزب" بموقفه على الأرض، لكنه بذل جهوداً دؤوبة للتهدئة. وفي حادث جرود كسروان، العام الفائت، بعث برسائل قوّة، لكنه أوقف التوتر تحت سقف الفتنة. وفي ساحل المتن، يحرص على إظهار القوة أيضاً، لكنه سرعان ما يبادر إلى لملمة الوضع.

وفي الأيام الأخيرة، استخدم "الحزب" ميزان الذهب لخوض غمار المواجهة غير المباشرة، سواء في ما يتعلّق بنزول بعض المناصرين إلى الشارع وقطعِ طُرق في المتن وجبيل، أو في ما يتعلق بمخالفات البناء التي أوقعت إشكالات مع بعض البلديات. ويحاول "حزب الله" إثبات أن لا دور له في أيّ من المعركتين، إلّا دور التهدئة. وهو في أي حال يعمل لضبط حدود التوتر. فالإنفجار ممنوع أيّاً كانت الظروف والأثمان. ويكفي "الحزب" مواجهته المذهبية الإقليمية. خلاصة نهج "حزب الله" في المناطق المسيحية: الإفادة من كل فرصة لتكريس النفوذ أو توسيعِه وإظهار القوة... ولكن، تجنُّب الوصول إلى انفجار. وهذا النهج يخدم "الحزب" ويساعده على تأمين مصالحه، من دون استفزاز القوى المسيحية، الخصمة أو الحليفة، أو الدخول في مواجهة لا طائل منها. فـ"الحزب" "لن يجرّب" القوى المسيحية، ولو امتلك سلاحاً يتيح القيام بأيّ شيء يريده. فليس بالسلاح وحده يحيا "حزب الله"، وهو يُدرك ذلك.

 

إيران وأميركا تبحثان عن مخرج

حسان حيدر/الحياة

بعد فشل الجولة الأولى، تستأنف الأسبوع المقبل المفاوضات الصعبة بين القوى الخمس الكبرى وألمانيا وبين إيران «المعتدلة»، للتوصل إلى اتفاق متوازن، بعد أشهر ربما إذا صدقت النوايا، يتيح وقف التخصيب ووضع البرنامج النووي الإيراني تحت الرقابة الدولية التامة، في مقابل إلغاء تدريجي للعقوبات، ما لم يرتكب الأميركيون حماقة جديدة بالضغط على حلفائهم، وخصوصاً فرنسا، للقبول بصيغة تعطي طهران أكثر بكثير مما تأخذ منها، بسبب استعجالهم في تقارب يفتح الباب أمام صفقات موازية، بينها الانسحاب الآمن من أفغانستان، بعدما كانوا تجاوزوا هؤلاء الحلفاء وأهملوهم خلال مفاوضاتهم مع الروس على اتفاق تفكيك الترسانة الكيماوية السورية.

وعلى رغم فاعلية «الفرملة» الفرنسية لسياسة الهرولة الأميركية في الجولة السابقة، فإن لدى واشنطن وطهران رغبة شديدة في التوصل إلى «تسوية كبرى» تتجاوز النووي إلى ما عداه من مناطق تشابك النفوذ.

وفي الواقع، تصطدم هذه الرغبة بصعوبات داخلية لدى كل منهما، وخصوصاً في الولايات المتحدة حيث يعرب العديد من رجال الكونغرس من الجمهوريين والديموقراطيين عن معارضتهم لاتفاق متعجل مع إيران لا يضمن وقف برنامجها النووي، ويدعون إلى تشديد العقوبات لإجبار طهران على الانصياع للإرادة الدولية. ولم ينجح لجوء البيت الأبيض إلى تخويف الأميركيين من «حرب جديدة» قد تجرهم إليها العقوبات في تليين موقف معارضيه.

أما في إيران، فتجد الحكومة الجديدة صعوبة في التراجع عن التخصيب الذي رسمه مرشد الجمهورية علي خامنئي خطاً أحمر لا يستطيع أحد تجاوزه، ورفعه شعاراً يوازي الاستقلال والسيادة وألزم به الحكومات المتعاقبة. فالتخلي عن «الحق» في التخصيب قد يعطي الانطباع بأن طهران يمكن أن تتراجع في ملفات أخرى أساسية أيضاً وبينها خصوصاً الملف السوري، ويزيد بالتالي من الضغوط عليها في كل ملف، بينما تفضل هي أن تفاوض عليها كلها دفعة واحدة بحيث تعوض في احدها ما قد تخسره في آخر. وهذا خيار يبدو الأميركيون ميالين إلى الأخذ به لأنه يناسبهم أيضاً، فيما يشدد الأوروبيون على الفصل بين الملفات.

ومع أن هذه العقبات الأميركية والإيرانية تقلص هامش التفاوض وتحرج الطرفين، فإنها قد تدفعهما، مع أسباب أخرى، للتوصل إلى ما يرى فيه الأميركيون «اختراقاً تاريخياً» قد ينقذهما معاً، رغم أنه يعني التفريط بالشروط والخطوط التي طالما شددا عليها، وبالحلفاء الذين يواصلان تطمينهم.

فقد انخفضت شعبية أوباما إلى أدنى مستوياتها وبات 54 في المئة من الأميركيين يعتبرون أن الرئيس الذي تتعثر إدارته وبرنامجه للضمان الصحي «غير نزيه ولا يستحق ثقتهم». أما الإيرانيون الذين يحرصون على نفي أن تكون العقوبات القاسية وراء قرارهم بمعاودة التفاوض مع الغرب، من دون أن يقدموا أسباباً أخرى واضحة غير الحديث عن «فرصة لا بد من انتهازها»، فتؤكد التقارير أن قدراتهم الاقتصادية والمالية وصلت إلى «العظم» وباتت تهدد ليس فقط نفوذهم الخارجي بل أيضاً بتململ اجتماعي داخلي واسع تدعي الحكومة الجديدة أن سببه فقط السياسات الخاطئة التي اعتمدت خلال ولايتي أحمدي نجاد المتعاقبتين. ولعل ما ينشر هذه الأيام عن «الامبراطورية العقارية والمالية» للمرشد خامنئي يوضح أن النفوذ الاقتصادي الذي عوض به النقص في سلطته الدينية مقارنة بسلفه الخميني، قد يكون مهدداً هو الآخر.

 

البحث عن صيغة «محاصصة طائفية» بديلاً من نظام الأسد

عبدالوهاب بدرخان /الحياة

لا يهمّ ما يقوله فلاديمير بوتين وباراك أوباما، أو علي خامنئي وحسن نصرالله، أو الأخضر الإيراهيمي وميخائيل بوغدانوف... ولا ما يفعله عسكريو قاسم سليماني وعناصر «حزب الله» وميليشيا «أبو الفضل العباس» المستوردة من العراق بموافقة نوري المالكي... ولا انضواء أيمن الظواهري تحت اللواء الإيراني ولا «مسخرة» محاولته التحكيم بين مقاتلي «داعش» و «النصرة» بعد انكشاف ولاء «القاعدة» للنظامين السوري والإيراني... ولا أن يجلس الديبلوماسيون مع أعضاء «الائتلاف» ليضغطوا ويحصلوا على مشاركتهم في «جنيف - 2»، ولا أن يتنادى «المعارضون/ الموالون» أو أنصاف المعارضين والموالين لتشكيل، أو للإيحاء بإمكان تشكيل، «ائتلافات» أخرى...

فالنظام وحده يعرف أن أزمته ليست مع الإرهابيين الذين صنعهم في سجونه، وإنما مع سوريين لا يزالون صامدين في وجهه، متحدّين وحشيته ورافضين نهايةً المحنة إلا بنهايته. هؤلاء الذين استدرجهم إلى حمل السلاح ضدّه، آملاً في سحقهم، صاروا هم النواة الصلبة لسورية ما بعد الأسد. يتحمّلون أقسى المعاناة وأكثر ظروف العيش بدائية، بلا ماء ولا كهرباء ولا طعام ولا حلفاء أو «أصدقاء»، وكلما أدركوا أن التضحية المطلوبة أكبر مما توقعوا عصت إرادتهم على الكسر. هؤلاء لا يراهنون إلا على القوة المنبثقة من ضعفهم، بل إنهم الرقم الصعب الذي يتعذّر تصريفه في تسويات كيري - لافروف. ويخطئ من يعتقد أنهم غير منضبطين ومنظّمين، فلو كانوا فوضويين لما استطاعوا الصمود ولكان «الشبيحة» وجواسيسهم تمكّنوا من تصفية جميع نشطائهم المدنيين والمتعسكرين إذ لا يمضي أسبوع إلا ويُخطف واحدٌ منهم أو أكثر ليعودوا جثثاً مشوهة أو لا يعودون أبداً. هؤلاء هم الشعب الذي يضحّي من أجل كرامته وحريته، أولادهم وعائلاتهم يعانون أيضاً في منافي النزوح. وهؤلاء، لا «داعش» ولا «النصرة» ولا الأكراد «الأوجلانيون»، هم الذين صنعوا ويصنعون معادلة المواجهة مع النظام وحلفائه، وهم الذين سيعطون شرعيةً لأي «حل».

أصبح محسوماً، بالنسبة إلى نظام بشار الأسد، أن الأمر الواقع الذي فرضه بالحديد والنار لن يأتيه بالحل الذي يناسبه، لا من جنيف ولا من غيره، تحديداً بسبب الأمر الواقع المضاد الذي أقامه معارضوه. وعلى رغم أن مكانه محجوز في «جنيف - 2» لتمثّله حكومته إلا أن هذا لا يكفي لطمأنته، فثمة اتصالات غير مريحة يجريها الأميركيون والروس (مع «معارضين/ موالين» ومنشقّين وأنسباء خائفين من العائلة وخصوم ناقمين داخل الطائفة...) تشي بأنه (الأسد) لم يعد وارداً في البحث عن البديل أو البدائل. وفيما توحي هذه الاتصالات أيضاً بأن الثنائي الأميركي - الروسي يحاول بناء أي سيناريو ما لإطلاق «جنيف - 2» في حضور الراغبين في التفاوض، إلا أن هاجسها الأول هو استكشاف وجوه ومطابقتها لمواصفات محددة بغية تركيب صيغة «سلطة انتقالية» تضم موالين مقبولين ومنشقّين ومعارضين.

كيفما ارتسم هذا السيناريو، أصبح مفهوماً أنه سينهي حكم العائلة وتسلّط الطائفة أو «سلطة الأقلية» وأنه يهجس بدايةً بإقامة منظومة لـ «حماية الأقليات». صحيح أن الثورة لم تُسقط النظام بعد، إلا أنها سلّطت الضوء على الظلم والاستبداد، وصحيح أن النظام لم يخمد الثورة، إلا أن ولغه في كل المحرمات الإنسانية والأخلاقية انتهى إلى تصديع التماسك الاجتماعي وتظهير المسألة الطائفية. وما كان يُخشى نظرياً بات يقلق واقعياً بسبب كل هذا الدم المراق على وقع مجازر وإعدامات ميدانية وعمليات تطهير وتهجير طائفيين لـ «تنقية» المناطق ورسم حدود بين مكوّنات المجتمع إذا كان لها أن تواصل «العيش معاً» في هذا البلد. منذ الأيام الأولى كان «شبيحة» النظام سبّاقين في أعمال القتل والتنكيل والاعتقال والتعذيب إلى استحضار الخلفية الطائفية للصراع بمختلف رموزها، أما اليوم فلم يعد هذا الاستقطاب البغيض خافياً على أحد، وإنْ أستمرّت النخب ترفضه وتأنف من الانزلاق إليه. غير أن الدوائر المهتمة في مختلف العواصم أدركت منذ أواخر 2011 أن عدم استجابة النظام سريعاً لموجبات التغيير وضعت تعايش الطوائف في مهب الريح.

بعدما فشلت القوى الدولية في ردع اعتداءات النظام على الشعب، وفي تأمين «حماية المدنيين»، لم تجد سوى الاستدارة نحو المعارضة لتطلب منها تعهدات وضمانات لعدم التعرّض للأقليات. كانت الوزيرة هيلاري كلينتون ألحّت على ذلك كأحد الشروط لدعم «المجلس الوطني» آنذاك، كما أن مراجع أوروبية كثيرة تحدثت بالمنحى نفسه مشيرة إلى أن الطابع «الإسلامي - الإخواني» يطغى على المعارضة. ثم تكررت الممطالبة مع «الائتلاف». وفي المرحلة الراهنة، بعدما توغلت الأزمة في الدم والانقسام الطائفي، تريد القوى الدولية معالجة عجزها بدفع ائتلاف المعارضة إلى محاورة القتلة علّهم يتنازلون لها عن بعض حقائب في حكومة يديرونها بالإرهاب والتهديد.

لم يكن المجتمع السوري طائفياً، ولم يكن للنظام أي فضل في ذلك سواء بـ «علمانيته» المزعومة أو بـ «عدالته» التي تساوي بين الجميع وتحترم المواطنة، وإنما لأن التقلبات التاريخية صاغت إسلاماً سورياً وطنياً/ قومياً معتاداً على وجود «الآخر». على العكس كان دور النظام سلبياً في لعبه على التناقضات الطائفية وصولاً إلى تكريس حكم العائلة وسلطة الطائفة الواحدة، مستخدماً حزب البعث لاكتساب سمعة «قومية» ومشترياً الولاءات بالفساد والابتزاز والترهيب. وكما في حال نظام صدّام حسين، كذلك في حال نظام الأسد بل أسوأ، كان من الطبيعي أن يؤدي السقوط إلى إبراز النعرات الطائفية والاجتماعية، وأن يبدو الاعتراف بهذا الواقع الانقسامي واقعياً، بل حتى أكثر «رحمةً» على رغم ما سيترتب عليه من خيارات وتدابير وتسويات. وإذ لا يزال نظام الأسد يدّعي أنه يريد «حلّاً سورياً»، فإنه ألغى أي حل لا يضمن له البقاء، وألغى أية مقوّمات لـ «حل سوري» باعتماده على روسيا وإيران اللتين تستخدمانه درعاً بشرياً وسياسياً للدفاع عن مصالحهما. للأسف، إذا وجد الحل فلن يكون سورياً. فهناك من باشر طبخه في الخارج.

منذ الأيام الأولى لمهمة كوفي أنان، وبالتزامن مع إعلان نقاطه الست التي لا تزال في صلب بيان «جنيف - 1»، كانت الاقتراحات الاستباقية الموازية التي قدّمت إليه من خبراء سوريين (في شأن مرحلة البحث عن الحل السياسي بعد تثبيت وقف العنف وتطبيع الوضع الأمني) بدأت تعترف بأن البحث عن شخصيات من داخل النظام يقود فقط إلى الأمنيين من أبناء طائفته الذين كان انتماء واحدهم يكفي لجعله الوزير «الحقيقي» حين يكون وزيره من طائفة أخرى، وهو ما كان سارياً أيضاً في مختلف القطاعات عسكريةً أو مدنية وعلى كل المستويات. وانطلاقاً من هذا الواقع طُرحت صيغٌ لـ «حكومات» ظهر فيها حرص على توزيع طائفي للحقائب، إذ صارت الأولوية لـ «طمأنة» الطوائف والأقليات عبر مشاركة وجوه منها في أي حكومة انتقالية. وعلى رغم أن مصادر النظام أو المعارضة لا تعترف بهذه الحقيقة، إلا أن الاتصالات الأخيرة في جنيف (مع قدري جميل ورفعت الأسد ومناف طلاس وغيرهم...) أشارت إلى أن الأميركيين والروس الذين سيصنعون «الحل» عملياً يحاولون اختيار مرشحين وفقاً لموجبات «الطمأنة»، كأن يكونوا ممن خدموا في النظام وابتعدوا عنه بالانشقاق أو حتى بـ «معارضة صوَرية» من داخله، وأن تكون لديهم خبرة واستعداد لخوض التجربة الانتقالية الصعبة التي لا بدّ من أن تتناول إعادة هيكلة الأمن والجيش. هناك آخرون مثل وزير الدفاع السابق علي حبيب الذي غادر قبل بضعة شهور ولم يظهر في الإعلام، كما أن رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب لا يزال في الصورة، وفي الوقت نفسه يجرى درس الكثير من وجوه المعارضة الحقيقية.

وحتى النظام الذي استشعر هذا التوجه يحاول بناء صيغته ويتصل بأشخاص عارضاً عليهم «الأمان» للعودة واستلام مناصب. ويتردد أن مناف طلاس تلقّى اتصالاً بهذا المعنى، وكان جوابه: فات الأوان.

 * كاتب وصحافي لبناني

 

منهجية الإغراق في التفاصيل التقنية

عبدالله إسكندر/الحياة

بات ملفا الصراع في سورية والبرنامج النووي في إيران وجهين لقضية واحدة تتعلق بحصة محور «المقاومة والممانعة»، بقيادة النظام في طهران، في إعادة توزيع النفوذ في المنطقة. هذا المحور أصبح تعبيراً صريحاً عن الشيعية السياسية، وتالياً تتضمن حصته، استناداً إلى الدور الذي حدده لنفسه، جميع المنتمين إلى هذه الشيعية العابرة للحدود العربية والخليجية. بما يعني في العمق أن الجهود والمفاوضات المتعلقة بالملف الإيراني والصراع السوري تنطوي عملياً على تحديد حصة طهران على امتداد المنطقة وحدود نفوذها.

هذا الترابط العضوي يظهر على الأقل في السلوك الإيراني على الأرض ليس في سورية والعراق ولبنان فحسب، إنما أيضاً في اليمن والبحرين وغيرهما من البلدان الخليجية. كما يظهر في منهجية التفاوض الإيراني في كل من ملفي سورية ومفاوضات «جنيف 2»، كما في مفاوضات «5+1» حول البرنامج النووي.

معلوم حجم التدخل الإيراني العسكري والاستخباراتي المباشر في المنطقة عبر «فيلق القدس» وفروعه، وخصوصاً عبر «حزب الله». وإذ جرى تبرير هذا التدخل أحياناً بذرائع الدفاع عن «حقوق» لمواطنين شيعة في هذا البلد أو ذاك، فانه في سورية اتخذ طابعاً مذهبياً حاداً.

وفي المفاوضات في شأن برنامجها النووي، اعتبرت طهران أن لديها مصالح حيوية في المنطقة ينبغي على مجموعة «5+1» أن تعترف لها بها وأن تطلق يديها في تحقيقها. وتتمسك طهران بأن يتم الاعتراف بهذه المصالح على قدم المساواة مع ما تسميه حقها في تخصيب اليورانيوم. وهذا الجانب من منهجية المفاوضات الإيرانية هو الذي يثير هذا الحجم الكبير من القلق لدى الدول الخليجية، لأن المسألة هنا تتعلق مباشرة بها وبمصالحها هي الأخرى.

وفي المفاوضات لتسوية الصراع في سورية، اعتبرت طهران أن مصالحها الحيوية في هذا البلد تفرض الاعتراف لها بحق المشاركة في «جنيف 2». وذلك ليس لأن لها قوات تقاتل على الأرض وينبغي الاتفاق على كيفية سحبها، وإنما لأن طبيعة هذه المصالح ينبغي أن تحفظ في أي صيغة مستقبلية لطبيعة النظام.

هكذا تدافع إيران عن قضية سياسية واحدة، وإن اتخذت أشكالاً مختلفة من الخليج حتى المتوسط. وهي تغرق مفاوضيها بتفاصيل تقنية كثيرة هنا وهناك، من أجل إخفاء الخيط الجامع في ما بينها.

ويبدو أنها نجحت حتى الآن في فرض هذه المنهجية على التفاوض، على النحو الذي انتهت إليه الجولة الأخيرة من مفاوضات جنيف في إطار «5+1». إذ لم يعد واضحاً ما وافق عليه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في إطار الملف النووي، ليحمل نظيره الأميركي جون كيري على التفاؤل. كما لم يتضح ماذا رفض ظريف ليجعل نظيره الفرنسي لوران فابيوس متحفظاً. علماً أن الجميع كانوا حول طاولة واحدة... والأرجح أنه لن نعرف بالضبط حدود التنازل والتصلب الإيراني في ظل هذه المنهجية التقنية.

على الوجه الآخر من القضية، أي الملف السوري، ثمة سعي من طهران ومعها دمشق إلى إغراق المفاوضات التمهيدية في التفاصيل التقنية أيضاً. من دون أن يقدم هذا المحور على أي خطوة سياسية من شأنها تسهيل انعقاد «جنيف 2». إذ أنه حتى الآن، وعلى رغم كل التفاؤل الروسي والأميركي والرحلات المكوكية للأخضر الإبراهيمي ومحادثاته في العواصم الفاعلة، لم يصدر من طهران ودمشق ما يظهر الموافقة على مبادئ إعلان «جنيف 1» الذي من المفترض أن يشكل، في رأي راعيي الحوار (واشنطن وموسكو) أساس «جنيف 2».

إنها منهجية الإغراق في التفاصيل التقنية نفسها من أجل إخفاء الوجه السياسي الحقيقي للقضية. ونجحت طهران، ومعها محورها، في كسب الوقت وتقديم بعض البيادق حتى الآن على الأقل.

 

رسالة السعودية: سليمان والحريري يمثلان وجه لبنان المعتدل

لا لقاء بين نصـرالله وجنـبلاط قبل حسـم الخيارات السورية

انتشار امني في باب التبانة والف عنصر اضـافي الى طرابلس

المركزية- تعيش الساحة الداخلية وكواليسها مرحلة ارتدادية لمشهد القمة اللبنانية – السعودية على وقع اصداء تقييمية من مختلف الافرقاء، على رغم الخروق الامنية المحدودة في عاصمة الشمال والتي اشاحت الانظار نسبيا عن الزيارة الحدث. ومع ان الساعات التي تلت اللقاء الرئاسي في المملكة لم تحمل اي مستجد يوحي باخراج ملفات ازمات الداخل وفي مقدمها تشكيل الحكومة من دائرة "قصة ابريق الزيت" في ظل مجاهرة الاطراف المعنية بشروطها للتشكيل وتحديد خياراتها المقبولة، فان مصادر واكبت محطات الزيارة اكدت لـ"المركزية" ان مفاعيلها لن تبرز على المدى القريب لعدم التصويب عليها من قبل اي فريق متضرر مما قد تكون أحرزته من نتائج عملية. واشارت الى ان الرسالة التي حملها الاستقبال السعودي بذاته قد تكون ابلغ وقعا من المفاعيل العملية، ذلك ان الجانب السعودي حرص في مضمون رسالته على ابلاغ "كل من يعنيه الامر" ان الرئيسين ميشال سليمان وسعد الحريري هما وجه السياسة المعتدلة في لبنان وعلى كل من يرفضهما ان يواجه التطرف المتمثل "بجبهة النصرة وداعش" وغيرها من الحركات الاصولية التي اكتسحت الساحة العربية مع انكفاء صورة الاعتدال ومن يمثلها، وان صورة لبنان التي تريدها المملكة يمثلها سليمان والحريري بسياستهما المعتدلة. وفي ما بدا رئيس الجمهورية مرتاحا ازاء محادثاته في السعودية لا سيما في ظل التأكيدات التي تلقاها بتقديم المساعدات للاجئين السوريين عبر اكثر من قناة فانه سيواصل مساعيه في جولته العربية المرتقبة بعد مشاركته في منتدى الكويت الاقتصادي لتوفير المزيد من الدعم المادي للبنان ليتمكن من الاستمرار في مهمة اغاثة واستقبال النازحين على اراضيه. وقد وضع الرئيس سليمان اليوم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في اجواء محادثاته في المملكة، بعدما كان وضع رئيس مجلس النواب نبيه بري في الجو ذاته.

في الانتظار: واشارت اوساط مطلعة الى ان الملف الحكومي سيبقى في ثلاجة الانتظار، ما دامت الصورة الاقليمية لم تتضح بعد واستبعدت بروز جديد على هذا المستوى على رغم الحراك الخجول المستمر خلف الكواليس والرسائل المتبادلة حول صيغة من هنا واقتراح من هناك بين القوى المعنية. غير انها تبقى ضمن اطار تقطيع الوقت معتبرة ان الحراك الاقليمي الذي سيكون على موعد جديد بعد اسبوعين مع الاجتماع المرتقب للدول المعنية بملفي النووي الايراني والازمة السورية من شأنه اذا ما اثمر ان يسهل رسم تصور للمخارج الممكنة لازمات الداخل وفي مقدمها الحكومة، علما ان مصادر دبلوماسية غربية تعول على محطتين مهمتين في سياق تطور الملف الاقليمي اولهما قبول الائتلاف الوطني المشاركة في جنيف 2 وان بشروطه وثانيهما توقيع ايران على اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما يعطي دفعا قويا للمسار التفاوضي الاقليمي والدولي، ملاحظة ان مؤتمر جنيف 2 اذا ما كتب له الانعقاد قد يعبد طريق اللقاء السعودي – الايراني بما يعني ذلك من تأثير مباشر على الوضع اللبناني المرتبط ارتباطا عضويا بمفاعيل هذا التقارب، علما ان المصادر رجحت ان يقتصر جنيف 2 على سوريا ودول الجوار على ان تليه في المرحلة اللاحقة مشاركة ايران وغيرها من الدول.

وليس بعيدا، توقعت اوساط سياسية ان يضمن رئيس الجمهورية خطابه للبنانيين لمناسبة عيد الاستقلال الاسبوع المقبل، جملة مواقف تتصل بالشأنين الداخلي والاقليمي تنبثق من وحي الحراك الدولي لارساء الحلول لازمات المنطقة ووجوب توفير مناخات الحوار والتواصل الداخلي لطي صفحة الخلافات الحائلة دون ايجاد حلول للازمات المتحكمة بالوضع اللبناني.

وتحدثت الاوساط عن اتجاهين يسودان المشاورات في ما خص الحوار والحكومة، يركز الاول على وجوب انعقاد هيئة الحوار اولا للتوافق على العناوين السياسية الخلافية والانطلاق منها نحو تشكيل الحكومة، في حين يرجح الثاني تشكيل الحكومة والشروع في الحوار لاحقا لان من غير المقبول اللجوء الى هيئة الحوار عند كل محطة لتشكيل الحكومة وهي وجهة نظر يتبناها فريق 14 اذار الذي يتمسك بشرط "الاعلانين" للتشكيل، اعلان انسحاب حزب الله من سوريا والتزامه "اعلان بعبدا"، وبعد ذلك فليشكلوا الحكومة التي يريدون لان مطلب 14 اذار ليس حصصيا ولا ماديا بقدر ما هو سياسي وطني بحسب ما تؤكد اوساط نيابيه في هذه القوى.

نصر الله قلق: من جهة ثانية، تتجه الانظار الى الخطابين اللذين يلقيهما امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم وظهر غد لمناسبة ذكرى عاشوراء. واوضحت مصادر قريبة من الحزب لـ"المركزية" ان نصرالله سيتطرق الى سلسلة ملفات ولا سيما الوضع الامني في ظل قلقه من الفتنة الداخلية ومحاولات تفجير الاستقرار كاشفة ان "حزب الله ابلغ كل القيادات السنية في لبنان، المتحالفة معه بضرورة اخذ الحيطة والحذر بعد توفر معلومات لديه عن مخطط لتصفيتها جميعاً وان البداية كانت مع الشيخ غية".

واشارت المصادر الى ان ملف تأليف الحكومة سيحضر في كلامه وسيدعو الى الاسراع في التشكيلة وفق صيغة 9-9-6 وان استمرار التعطيل وانتظار التطورات في سوريا لن يجدي نفعاً لان الازمة طويلة ولا جدية لانهاء الصراع واعتماد الحل السياسي".

لقاء غير ناضج: من جهة ثانية، نفت المصادر عقد لقاء قريب بين النائب وليد جنبلاط والسيد نصرالله واكدت ان الظروف لم تنضج بعد لا سيما ان النائب جنبلاط لم يحسم خياراته في الازمة السورية وما زالت مواقفه غير واضحة وملتبسة، فلا يمكن عقد لقاء بين جنبلاط ونصرالله على اساس التباين من الازمة السورية. ولفتت الى ان اللقاء الذي جمع جنبلاط والنائب محمد رعد منذ 3 اسابيع ركز حصراً على الملف الداخلي والحكومي وتلاه لقاء النائبين جنبلاط وطلال ارسلان".

أمن طرابلس: الى ذلك، بقي اغتيال عضو جبهة العمل الاسلامي الشيخ سعد الدين غية الذي ووري الثرى اليوم في مسقط رأسه في تكريت، تحت مجهر الاستقصاء الامني نسبة لخطورته على الوضع الطرابلسي وامكان تعريض الخطة الامنية لانتكاسة قد تعيد الامور الى سابق عهدها. وافادت مصادر امنية ان الاجهزة تشتبه بمجموعة تكفيرية في ضوء ادلة يجري التأكد منها لملاحقة المشتبه بهم. وفي السياق قالت مصادر امنية لـ"المركزية" ان خطة طرابلس لا تزال سارية المفعول على رغم اغتيال غيه وستتخذ القوى الامنية خطوات اضافية خلال الساعات الاربع وعشرين المقبلة تقضي بالانتشار في احياء باب التبانة وازقتها وستعزز هذه القوى بقوة اضافية يوازي عددها الف عنصر لاتمام المهمة على اكمل وجه. وشددت على ان الجهود تتركز على منع اي جهة من الافادة من هشاشة الوضع في المدينة لارسال رسائل من صندوق البريد الطرابلسي في اتجاهات اقليمية في محاولة للتأثير سلبا على مسار المفاوضات الاقليمية الايجابي المنحى.

ادعاء ورد: في المقلب القضائي، سلك ملف اختلاس اموال الهيئة العليا للاغاثة طريقه نحو المحاكمة مع ادعاء النيابة العامة المالية على العميد ابراهيم بشير وزوجته وشخص ثالث في جرم اختلاس الاموال العامة وتهريبها وتبييض الاموال واحالهم الى قاضي التحقيق الاول في بيروت بعد الاستماع الى افادة بشير. اما ملف النائب السابق علي عيد فشهد بدوره فصلا جديدا تمثل في رد مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الدفوع الشكلية المقدمة من وكيلة عيد كما رد طلب رفع بلاغ البحث والتحري عنه.

 

موقع “القوّات” يسأل المثقفين: رعد “مهضوم” كـ”وئام وهاب” وعليه إيجاد إسم جديد لما يسميه مقاومة

أطل رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد على اللبنانيين في مجلس عاشورائي في بلدة القصيبة الإثنين 11 تشرين الثاني 2013، مدعياً أن “الوجه الطبيعي للبنان الآن هو الوجه المقاوم”، وزاعماً بأن “قبل زمن المقاومة كنا ننظر إلى الخريطة الدولية والسياسية والجغرافية ولم نكن نر لبنان بسبب مساحته الصغيرة ولأنه لم يكن له دور، وكان تابعاً ومحل عقد صفقات، كما كان ساحة للملاهي الليلية والسمسرات ولنظام الخدمات ولتمرير تبييض الاموال”، وداعياً إلى “وجوب إقامة لبنان الجديد الذي ينسجم مع وجود مقاومة فيه”.

إنطلاقاً هذا الكلام استطلع موقع “القوّات اللبنانيّة” الإلكتروني آراء عدد من المثقفين والفنانين والأدباء بشأن تنكّر رعد لوجه لبنان الحضاري والثقافي ودعوته لإقامة وجه جديد له.

جبارة: رعد “مهضوم” كـ”وئام وهاب”

اعتبر الكاتب والمخرج المسرحي ريمون جبارة أن “رعد “مهضوم” كـ”وئام وهاب”، مشيراً إلى أن “ما قاله رعد لا يعدو كونه تمنياً لن يتمكن من رؤيته على أرض الواقع في حياته”. وأضاف: “يمكن للمرء أن يتنمنى ما يشاء ولكن هذا لا يعني أن تمنياته ستتحقق”.

جبارة لموقع القوات: رعد “مهضوم” كـ”وئام وهاب”

 فياض: على رعد أن يجد إسماً جديداً لما يسميه مقاومة

من ناحيتها، علّقت الدكتور منى فياض على كلام رعد عن المقاومة، مؤكدةً أنه تأخر كثيراً من اجل التحدث باسم المقاومة إذا ما كان يقصد بها مقاومة العدو الإسرائيلي أو المقاومة التي اعتدنا عليها. وأضافت في اتصال مع موقعنا: “هذا الكلام كله كان يجوز فقط قبل العام 2000، إلا أن اليوم فعلى رعد أن يعرّف لنا معنى كلمة مقاومة في وقت تجري فيه الصفقات في المنطقة. مقاومة من وماذا؟ أهي مقاومة عندما يغرق حتى ركبتيه في دم الشعب السوري؟”.

فياض لموقع القوات: على رعد أن يجد إسماً جديداً لما يسميه مقاومة

 صليبي: ليكشف رعد الحجاب عن وجه لبنان الذي تريده المقاومة لننسجم معها او نرفضها

أما الكاتب والصحافي إيلي صليبي فرد عبر موقعنا على كلام رعد، قائلاً: “حسنًا فعل الحاج محمد رعد حين كشف عن الوجه الذي ينسجم مع لبنان ــــ المقاومة، لنعرف أي لبنان يريد. ونحن له من الشاكرين”، مشيراً إلى أن رعد “لم يفعل حسنًا حين تنكَّر لماضي البلد الذي حافظ رهبانه على اللغة العربية، وانتج الالوف من المفكرين والعلماء والمبدعين”.

صليبي لموقع القوات: ليكشف رعد الحجاب عن وجه لبنان الذي تريده المقاومة لننسجم معها او نرفضها

 الرحباني: إنه غضب الكون عندما تضرب الموسيقى التي وحدها تقبر الحرب

من جهة أخرى، ذكّر المؤلف الموسيقي والملحن الياس الرحباني بأنه “خاض حرباً شعواء منذ 50 عاماً حتى اليوم وبالأسماء من أجل تصحيح ما يمكن تصحيحه إلا أنه لم يجد أحداً يقف إلى جانبه”، مشيراً إلى انه “لم يستثن أحداً عبر شاشات التلفزيون ونادى باستقلال لبنان حتى بح صوته”.

الرحباني لموقع القوات: إنه غضب الكون عندما تضرب الموسيقى التي وحدها تقبر الحرب

حاورهم: بولس عيسى

 

الياس المر من مارسيل غانم الى شقيقه جورج

يقال نت/كان لافتا للإنتباه الهجوم الذي شنته صحيفة " الجمهورية" على الإعلامي جورج غانم، الذي انتقل الى الهيئة الاستشارية التابعة لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. وهذا هجوم لا يمكن أن يأتي من دون "غطاء مباشر" من ناشرها الوزير السابق الياس المر.وهو يأتي ، بعد أقل من أسبوعين، على إطلالة المر المريحة للغاية في برنامج "كلام الناس " مع مارسيل غانم، شقيق جورج، للحديث ، بشكل خاص، عن تعيين المر اول رئيس لمؤسسة الانتربول التي أنشأتها منظمة الأنتربول. فلماذا هذا الهجوم على جورج غانم؟ واضح، أن المشكلة ، وفق ما يقرأ بين سطور المقال الهجومي أن جورج غانم "ثرثر" على المر.

الثرثرة لم تصل الى العلن، ولكن قد تكون منطلقاتها مواقف سلبية أطلقها المر في اتجاه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. وجاء في المقال الذي حمل عنوان" جورج غانم.... من الثرثرة ما قهر" الآتي:

واجهت المؤسسة اللبنانية للإرسال LBCI العديد من المشاكل المادية والقضائية والتقنية، وتمكّنت في كل مرّة من التفوّق على ذاتها لتكمل رحلتها الدائمة نحو المراتب الأولى. ولكنّ انتصارها الأكبر تمثّل في تغلّبها على الأوساط المافياوية التي كان يديرها أحد أكثر أبنائها المدلّلين. لم ترض الـLBCI، منذ تاريخ تأسيسها عام 1985 وعلى مدى 28 عاماً، سوى احتلال المراكز الأولى بين نظيراتها اللبنانيات، حتى تحوّلت في فترة من الزمن إلى معيار للنجاح، ليس على الصعيد المحلّي فقط وإنما على الصعيد الإقليمي والعربي، وأصبحت مثالاً تحتذي به القنوات الأخرى بعدما كانت السبّاقة في استقدام الأفكار الرائدة وإنتاج البرامج المميزة.وفي ظلّ المنافسة الشرسة من الشاشات اللبنانية والحرب الدائمة على هجمة المحطات العربية الضخمة، تكافح الـLBCIللمحافظة على مركزها الرائد من خلال اختيار البرامج الأمثل للمشاهد اللبناني وتقديمها بمهنية موظفين تسعى جاهدة لاختيارهم ووضعهم في المكان المناسب.ولكن المؤسسات الإعلامية التي تُبنى بجهود إدارييها وإعلامييها لا تهدمها سوى آراء المشاهدين، ولا تسمح لموظفيها بالعيش على أطلالها وإنما في ظلالها دائماً. وهكذا كانت الحكاية مع مقدّم نشرة أخبار الثامنة جورج غانم، الذي تربّع على كرسيه لأكثر من 25 عاماً حتى أصابه الغرور وسكر بخمرة نجاح وَفّرته المحطة.وبعدما ائتمنته الـLBCI على مهنيتها وخطّها الإعلامي، تحوّل مدير الأخبار والبرامج السياسية في المحطّة إلى شخصانية ومزاجية وصلت الى حدّ وضع مصلحته قبل مصلحة المحطة والتعامل مع الأخبار الواردة ومضمونها في شكل مهني ومضمون ارتجالي، فيمنح الأفضلية لخبر على آخر ويمنح مساحة من الهواء "لأصدقائه" من دون "أعدائه".مرّت السنوات وكثرت معها هفوات غانم ومحسوبياته، فتفتّحت عيون الإدارة العليا على أدائه وطلبت منه العودة إلى كنف خط المحطة الإعلامي. لكنّ غانم كان قد بدأ يصدّق أنه أكبر من إعلاميّ ينتمي إلى مؤسسة، يطمح إلى رسم الخطوط بنفسه من دون إملاءات أحد.الى ذلك لم يتقبّل مواكبة التقنيات الحديثة وعاش أزمة "مقاومة التغيير"، واعتقد أنّ الـLBCI لا يمكن ان تعيش من دون طلته البهية فيما كانت المحطة التي احتضنته لعشرات السنوات تخسر شيئاً فشيئاً من مشاهديها وتدفع ثمن بقائه في أزمان الماضي الغابر وتسلّطه وعناده ورفضه ايّ دم جديد او فكر جديد في نشرة الاخبار وتحديثها.خرج جورج غانم من المؤسسة اللبنانية للارسال خاسراً موقعاً كان يبيّض له منافع من ذهب، ظناً منه انّ طريق العودة ستكون سريعة. لكنّ المحطة تنفست الصعداء وتحررت من كابوس واستعادت تألقها وتفوّقها وثقة مشاهديها سريعاً، فزادت حال الغضب والضياع والحسد من نجاحات أقرب المقربين اليه في المحطة، فزاد من ثرثرته ضد كل من لا يحبّ.ها هو جورج غانم مرّة أخرى يسيء في سلوكه الى الموقع الذي يحتضنه، حيث بدأ كثيرون ممّن قابلوه في الفترة الأخيرة يتحدثون عن شخصيته الدونكيشوتية، مستغربين ثرثراته اللامتناهية عن الجهود التي يبذلها للتمديد للرئيس ميشال سليمان.وعندما يتباهى بالتحاقه بالقصر الجمهوري والعمل كمستشار للرئيس الذي يصرّ انه ليس باقياً بعد انتهاء ولايته بعد أشهر قليلة، يزعم بكلّ ثقة انه ليس مجنوناً للإقدام على مثل تلك الخطوة لو لم يكن متأكداً من التمديد للرئيس الحالي، مضيفاً أنه يعمل جاهداً لتحقيق ذلك ويستغلّ علاقاته ومعارفه للمساهمة في تسهيل عملية التمديد.جورج غانم خرج من ذاكرة المشاهدين وأصبح من الماضي، بعدما ثبت أنّ المحطة هي الاساس وهي الباقية والعائدة بقوّة الى محبّيها، ويبقى لغانم أن يعيش في الماضي ويتباهى

 

آخر يهودي في أفغانستان يبيع الكباب في مطعم بكابول

زوجة زابولون وبناته غادرن إلى إسرائيل إلا أنه قرر البقاء مع "أشقائه" الأفغان

الأربعاء 9 محرم 1435هـ - 13 نوفمبر 2013م

كابول - رويترز

يخلع زابولون سيمينتوف دائما القلنسوة التي يرتديها الرجال اليهود قبل أن يدخل المطعم الذي يمتلكه في مبنى متهالك يضم أيضا آخر معبد لليهود في أفغانستان. يقول سيمينتوف، وهو آخر يهودي أفغاني معلن لا يزال يعيش في البلاد، بمرح وهو يهبط دراجة متداعية تقوده إلى المطعم الأرضي: "دعوني أخلع قلنسوتي وإلا سيظن بي الناس السوء". وأصبح سيمينتوف، وهو في الخمسينات من عمره، مشهورا مع مرور السنين. وكانت زوجته وبناته قد غادرن إلى إسرائيل، لكن سيمينتوف قرر البقاء مع "أشقائه" الأفغان. ويحاول سيمينتوف، الذي يدرك طبيعة الثقافة الإسلامية المحافظة في أفغانستان، عدم الإعلان عن هويته ليحمي مطعم "بلخ القديمة" الذي يقدم الكباب والذي افتتحه قبل أربع سنوات وأطلق عليه اسم إقليم في شمال أفغانستان. ويشرح سيمينتوف أن "من يعدون كل الطعام هنا هم مسلمون". ويواجه المطعم الأنيق البراق حاليا خطر الإغلاق لتراجع المبيعات، وهو ما يرجع في الأساس لتدهور الأمن في العاصمة الأفغانية كابول مما يدفع سكان المدينة لالتزام منازلهم وسكان المدن الأخرى للإحجام عن زيارتها. وكان سيمينتوف يعتمد على طلبات الفنادق المجاورة لمطعمه، لكنها تراجعت أيضا مع بدء انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان. وفي هذا السياق، يقول سيمينتوف: "كانت الفنادق تطلب 400 إلى 500 وجبة في اليوم. كانت أربعة أو خمسة مواقد تشتغل من العصر حتى حلول الليل.. أما الآن فأعتزم إغلاق مطعمي في مارس المقبل وتأجير المكان". وفي وقت زارت فيه وكالة "رويترز" المطعم، كانت هناك طاولة واحدة فقط في المطعم مشغولة يجلس عليها اثنان من الزبائن طلبا الكباب وغيره من الأطباق الأفغانية. ويبدو أن الزبونين لا يعرفان تاريخ سيمينتوف، حيث قالا إنهما جاءا لمطعمه فقط بعد إغلاق مطعم قريب يقدم أطباقا خاصة من الشعرية الأفغانية. ولا يُعرف الكثير عن أصول اليهود الأفغان الذين يعتقد البعض أنهم يعيشون في البلاد منذ أكثر من 2000 عام. وكان عدد اليهود في أفغانستان بالآلاف في بداية القرن العشرين، وكانت صلاتهم بيهود الخارج محدودة. وبعدها غادر يهود أفغانستان البلاد بشكل جماعي وتوجه أغلبهم إلى إسرائيل.

 

أخطاء سمير جعجع وخطاياه

اعداد أنطوان مراد/لبنان الحر  

عندما أسمع سمير جعجع يدعو إلى انتخابات رئاسية ويرفض تعطيلها بحجة أكثرية الثلثين ، ويشدد على حكومة حيادية تستبعد 8 و14 آذار على السواء، ويصرّ على منطق الدولة والمؤسسات، وبالتالي على حصر السلاح بالجيش اللبناني، أقول: ما باله هذا الرجل ؟ لماذا يغرق في الأخطاء ويستغرق في الخطايا ؟ وكيف له أن ينزعج من هذه الفوضى الخلّاقة وهذا التفلّت المدروس وهذا الفراغ المريح ، بل هذا اللبنان الذي أدمنّاه هكذا ؟!

وَلَو يا حكيم ؟ ما بالك تخبط خبط عشواء ، فتطلب المستحيلات وتمعن في الوطنيات والمثاليات ؟ ” ماشي الحال ، مرقلنا ياها “. تذكّر أننا في الاصل فينيقيون ، وأن ممالك الأرض وأمبراطورياتها وسلطناتها مرّت من هنا ، فأخذنا عنها ما استحسنّا من مضارِّها . فنحن تجّار نحبّ التروكات والصفقات ، ونتصارع على الحصص والأسواق . أنظر من أعلى معراب إلى زحمة السير على الأوتوستراد الساحلي ، إنها علامة حيوية لا علامة شلل وهدر للوقت ! أنظر إلى دواخين معمل الذوق وأمامه البقرة المقيتة ” فاطمة غول ” تجترّ أموال خزينتنا ، ونحن مبسوطون بساعتي كهرباء زيادة ! أنظر إلى البحر الملوث والشاطىء المتآكل وأنعم النظر في أعماقه ، لترى بلوكات النفط والغاز التي ستذهب فرق عملة بين أطماع إسرائيل ودونكيشوتيات حزب الله وحاشيته في 8 آذار . أنظر إلى كازينو لبنان المشعشع ليلاً . تفضّل ، بلد ماشي !  فلماذا إذاً الدولة والمجلس والحكومة ؟ وغداً قد نسأل ولماذا الرئيس ؟! مستمعيّ الكرام . أنا لا أجامل ولا أخاتل ولا أفاصل . سمير جعجع معه حق . ليس لأنه سمير جعجع أو لأنه رئيس حزب القوات اللبنانية أو لأني أحبه ، بل ” لأنو معو حق ” ! الدولة تتفكّك ، وبعض فسحات الأمل لا يكفي لإنقاذها. فسحات الأمل تتمثل برفع الغطاء عن الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة العميد ابراهيم بشير وتوقيفه بتهمة اختلاس أموال عامة . فسحات الأمل تتمثل بإزالة المخالفات من الأراضي المحاذية لغابة أرز الرب . فسحات الأمل تتمثل باكتشاف شبكة المملوك – سماحة التفجيرية  ومنفذي تفجيري طرابلس . لكن ما يضيّق فسحات الأمل ، هو الاستقواء على الدولة ، والنموذج الأبرز حزب الله الذي يتحدّى او يسخر من القضاءين الدولي واللبناني ويُخفي المتهمين والمطلوبين أو يحميهم أو ربما يصفّيهم ، ويرعى الخطف ويتغندر بمسلحيه وسلاحه عبر الأراضي اللبنانية والحدود اللبنانية إلى سوريا ، ولا من يسأل ! الجيش ” ما بيلحّق ” ، أو لا يتصدّى لهم لأنهم ” مقاومة ”، ولو قاوموا في مجاهل نيكاراغوا بدلاً من مزارع شبعا ! الأمن العام لا يتعاطى ، لأنه مسؤول حصراً عن المعابر الحدودية ، مع أنه ينشط في هذه الايام في كل مكان ! أمن الدولة ؟ استمعوا إلى الصدى ! وكأن هناك قراراً بتغييبه علماً أن صلاحياته واضحة ! قوى الأمن الداخلي ، كلما تلحلحت أو تحركت أو أنجزت ، يُحَلّل دمها ، والدليل : وسام عيد ، وسام الحسن ، ومطالعات البطل الصنديد رفعت عيد ! الدولة هي الحل . الانتخابات الرئاسية هي جزء من الحل . انتخابات في موعدها ، وبالأكثرية المطلقة ، أي النصف زائد واحد إذا تعذّر الثلثان ، والدستور أوجد المخرج . تشكيل حكومة لا تخضع للابتزاز والتعطيل من هنا ومن هناك ، هو جزء من الحل . تفعيل المجلس النيابي بتراجع الرئيس بري عن جدول الأعمال الفضفاض بعدد من البنود السخيفة التي لا تحمل صفة العجلة والخطورة هو جزء من الحل . والاقتناع بما أقول ، ليس لأنه قولي ، بل لأنه الصواب هو جزء من الحل أيضاً. والسلام .

 

تعليقاً على ما سُمِّيَ المؤتمر المسيحي المشرقي

بقلم/سليم العازار 

الأربعاء 13 تشرين الثاني 2013/موقع مون ليبون

تلقّيتُ من نحو ثلاثة أسابيع دعوة شخصية متوّجة جُزافاً بعلامة السمكة، صادرة عن اللقاء المسيحي لحضور المؤتمر المسيحي الذي سينعقد يوم الأحد 3/11/2013 في سن الفيل والذي تشارك فيه شخصيات مسيحيّة لبنانية وعربية ويتخلَّله إعلان وثيقة مسيحيّة مشرقيّة شاملة، وفيما بعد ظهر لي أيضاً على شاشات التلفزة أن السفير السوري كان متصدِّراً الاجتماع.

وإذ استفسرتُ عمّن هم القيّمون على هذا المؤتمر وتبيّن لي أن منهم من تربطني به معرفة بل صداقة شخصية وأستطيع تبعاً أن أتحاور معه هاتفياً بصراحة كليّة ودون مواربة، اعتذرتُ له فوراً عن حضور مثل هذا المؤتمر، ما لم يكن مقتصراً على المسيحيين اللبنانيين وحسب، وبيّنتُ له بصراحة الأسباب التي تدفعني لأخذ قراري المشار إليه الذي اعتقدتُ أن بإمكاني أن أُقنع من أُحاوِرَهُ بوقوعه في محلّه، لأنه كان فيما مضى رئيساً لحزب سياسي مسيحي عريق، وإن لفترة وجيزة، وكان مناضلاً على مدى سنوات وسنوات قبل أن يتغيّر ويصبح على ما هو عليه الآن، إلاّ أن ظنّي قد خاب كلياً، فقلتُ له عندئذٍ ما يلي:

إن كل المسيحيين في الدول العربية – باستثناء لبنان وحده حتى الآن، وفي أماكن معيّنة منه فقط – هم ذميّون من زمان قديم وتربطني بالبعض منهم قرابة أو نسابة وأعرف جيداً ماذا يقولون لي، وقد بقوا ذمّيين حتى بعد نجاح الإنقلابات المسمَّاة" تحرّرية أو بعثية"، وسوف يبقون أيضاً ذميّين حتّى بعد زوال تلك الإنقلابات وحلول محلها إنقلابات معاكسة تدّعي بدورها أنها تحرّرية وديمقراطية، وذلك لأن الديمقراطية الصحيحة لا تتحقّق بمجرّد حصول إنقلاب ولا يمكن تطبيقها حقاً وفعلاً، إلاّ عند الشعوب الراقية والمتحضّرة في سوادها الأعظم التي تعي جيّداً معنى الحرية المسؤولة، والشرق عموماً ما زال يَلزمه عقود وعقود لبلوغ هذه المرحلة، وأمّا لبنان، وبسبب وجود بعض المسيحييّن الأحرار فيه، فانه يتمتّع بنوع من الديمقراطية فقط، وإن كان هذا لا يكفي طبعاً.

 وعليه، ليس بمقدور مسيحيّي لبنان المنقسمين على بعضهم البعض والذين ربّما أصبحوا اليوم بحاجة لمن يدعمهم، أن يدعموا المسيحيين العرب، وإن فعلوا ناءوا بحملهم، كما أنه ليس بمقدور المسيحيين المتواجدين في الدول العربية الأخرى، وكلّهم ذميّون كما سبق قوله، أن يدعموا المسيحيين اللبنانيين، وكل ما بوسع هؤلاء أن يفعلوه للمسيحيين العرب هو أن يقدّموا لهم النصح كي يصفّوا، إذا شاءوا، ما يملكونه في تلك الدول وأن يأتوا بصحبته إلى لبنان الذي سوف يرحّب بهم طبعاً ويمنحهم الجنسيّة اللبنانية – فرداً فرداً، وليس كجماعة تقدَّر بمئتي الف كما حصل سنة 1994 – وقد تضاعف الآن عددهم مع الزمن، وغالبيتهم من الفلسطينيين أو من العرب غير المقيمين في لبنان، وقد صار تجنيسهم بمرسوم جمهوري بشحطة قلم، وليس بموجب قانون صادر عن مجلس النواب، وتوزيعهم على المناطق اللبنانية وقيدهم فيها، فيأتي بهم إلى لبنان من كان له اليد البيضاء بتجنيسهم ليستفيد من أصواتهم في الانتخابات النيابية فقط.

 وأستسمح القارئ إذا ما أخبرته في هذه المناسبة واقعة لا يعرفها إلاّ قِلّة قليلة من اللبنانيين، وهي أن فارس بك الخوري اللبناني الأصل، وهو شقيق جَدّ الأستاذ راجح الخوري الصحافي المعروف والكاتب السياسي الجريء والدقيق في كتاباته، أن فارس بك قد عمل في سوريا واكتسب جنسيتها وخدمها بإخلاص كما لم يفعله أحد مثله، وكان من الوطنيين السوريين الذين ناؤوا الاستعمار  الفرنسي في زمن الانتداب، فنفاه الفرنسيون إلى أميون مع بعض أمثاله، وكان عالماً علاّمة ودرّس القانون في جامعة دمشق وانتُخِبَ نائباً ورئيساً لمجلس النواب مراراً في سوريا، وعُيِّن مرة رئيساً للحكومة، فاصطدم مع أحد النواب في المجلس، ويدعى الشيخ تاج الدين، فهاجمه هذا الأخير صارخاً بوجهه: اسكتْ ايها الكافر، لأول مرة يصل كافر إلى رئاسة الحكومة في سوريا، وانتهى فارس الخوري ممثلاً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة وكان يردِّد: من أراد العيش في هذا الشرق التعيس عليه ان يُسلِم!

 أما المسيحي الآخر الشهير أيضاً، الذي آمن بالقومية العربية وله فضل كبير عليها، وأعني الأستاذ ميشال عفلق، خرّيج جامعة السوربون في فرنسا، ولكنه السوري المنشأ والولادة، الفيلسوف والعالم السوسيولوجي، مؤسس حزب البعث العربي الإشتراكي، المُعَدّ للانتشار في كل الأقطار العربية من الخليج الثائر حتى المحيط الهادر، تحت شعار وحدة حريّة إشتراكية، والذي كان يقول إنِّ أعظم ما أنتجتهُ العبقريّة العربية هو الاسلام، والذي انسجاماً مع نفسه، اعتنق الدين الاسلامي، إن ميشال عفلق اختلف فيما بعد مع زملائه البعثيين السوريين، وعلى رأسهم حافظ الأسد، إبن سليمان الأسد الذي سبق له سنة 1936، مع كثيرين آخرين من زعماء العشائر العلوية، أن وقّعوا عريضة موجّهة إلى السيّد ليون بلوم، رئيس حكومة فرنسا اليهودي آنذاك، يعلنون فيها عن رغبتهم بالانفصال عن سوريا.

 وإثر ذاك الخلاف اضطرّ ميشال عفلق إلى هجر سوريا واللجوء إلى رئيس حزب البعث العربي العراقي صدّام حسين الذي استضافه كرهاً بالبعث السوري وخصَّص له معاشاً ليقتات به دون ان يُشركه في السلطة إلى أن مات نسياً منسياً. صدّقوني يا سادة، إن لبنان كلَّه مهدّد بالزوال جدّياً، ولم يعد الترقيع فيه كافياً ولا شافياً، ولا تُبنى الأوطان على الغشّ والخداع، ولا على التملُّق وتبييض الوجه، بل على الحقائق التاريخية والواقع السوسيولوجي الحيّ والصحيح، ومن يُخفي علّته، تقتله، وإمّا أن ترضى صدقاً وفعلاً كل الفئات اللبنانية المتناحرة طائفياً في الواقع وفي العمق بالحكم الديمقراطي المدني والعلماني، وإما أن يُقسّم لبنان .

 * سليم العازار عضو المجلس الدستوري سابقاً

 

*التعايُش... بالتوافق لا الإكراه

شارل جبور/جريدة الجمهورية

من قال إنه محكوم على اللبنانيين العيش وسط الحروب الساخنة والباردة والنزاعات المديدة وعدم الاستقرار؟ ومن قال إنه كتب على لبنان أن يبقى ساحة وصندوق بريد ودولة مغيّبة وشعباً أسيراً؟ ومن قال إن الجغرافيا مقدسة وقدسيتها تفوق قدسية الانسان؟ ومن قال إن التعايش يكون بالإكراه لا بالتوافق؟ ومن قال إنه يجب على فئة أن تخضع لشروط الفئة الأخرى؟ ومن قال إنه لا يجب الإقرار بحقّ كل فئة بأن تحيا وفق قناعاتها الدينية والسياسية والعقائدية؟ ومن قال إن الفصل خطأ إذا كان الوصل متعذراً؟ ومن قال إن الأولوية للوحدة حتى لو كانت مستحيلة؟ في بلد اللامنطق أو بالأحرى حيث الكلمة لمنطق القوة باتت القاعدة كالآتي: نحن من يحدّد دور لبنان وأنتم إمّا تخضعون أو ترحلون، هذا الدور الذي أدى غياب التوافق حوله إلى انزلاق لبنان لمواجهات بدأت مع اتفاق القاهرة ولم تنته بعد، ولن تنتهي قبل الإجابة الموحدة على سؤال: أيّ لبنان نريد؟

وفي هذا المجال تبرز جملة وقائع وحقائق لا بد من الإقرار بها:

أولاً، ثمّة قناعة راسخة لدى شريحة واسعة من اللبنانيين أنّ "حزب الله" لن يتخلى يوماً عن سلاحه وعن مشروعه الإقليمي.

ثانياً، ثمّة قناعة راسخة لدى الشريحة نفسها أنّ تسليم "حزب الله" لسلاحه لن يكون طوعاً، أي وليد قناعة ذاتية، إنما نتيجة تطورات إقليمية في غير مصلحته.

ثالثاً، ثمّة قناعة راسخة لدى بيئة "حزب الله" بأنّ سلاحه أبديّ وسرمديّ ويتخطى البعد السياسي إلى الديني.

رابعاً، ثمّة قناعة لدى الشريحة الأخيرة نفسها أن التطورات الخارجية ستتيح لها حسم الوضع لبنانياً باتجاه إعادة تجديد الوصاية السورية ولَو بآرمة جديدة.

ويبرز حيال ما تقدّم ثلاثة أسئلة: ما حظوظ الوصول إلى مساحة مشتركة بين الفئتين عنوانها الدولة ونقطة على السطر؟ والجواب صفر. والسبب في ذلك عائد لرفض "حزب الله" تسليم سلاحه، وسَعيه إلى فرض حلّ بشروطه.

والسؤال الثاني: هل يمكن تنظيم الخلاف طالما الاتفاق مستحيلاً؟ والجواب: كلا. والسبب أنّ "حزب الله" يريد الاستئثار بالقرار كله والسيطرة على البلد كله.

والسؤال الثالث: هل يمكن لبلد أن ينهض في ظل وجود جماعة مغلوب على أمرها أو أخرى غير معنية بالبلد من أساسه؟ والجواب كلا. وبالتالي، هذا التكاذب المشترك محكوم بحدّين: إطباق "حزب الله" على لبنان بالكامل، أو استمرار الأوضاع على هذا النحو.

وإذا كان من سؤال رابع، فهو: أيّهما أفضل التعويل على التطورات الخارجية لترجيح كفّة فريق على آخر أم إعادة تشكيل البلد بما يتلاءم مع تطلعات كلّ فريق؟ والجواب: إذا كان وجدان جماعة معينة أكبر من لبنان، وتجاوزه للدستور والميثاق ليس نابعاً فقط من رغبته بالتجاوز، إنما مِن تَبديَته خياره الإقليمي على خياره اللبناني، انطلاقاً من دوره وشعوره وتطلعاته وإيمانه، فهل يجب محاسبة هذا الفريق على شعوره بأنه يجد نفسه في صلب الخيار الإيراني لا اللبناني، أم محاولة تفهّم مشاعره وإعادة صياغة النظام اللبناني على هذا الأساس؟ ولكن المعضلة أنّ "حزب الله" يرفض الإقرار بحقّ غيره ويريد إلزام اللبنانيين بخياراته؟

وفي الخلاصات يبرز الآتي:

1 - البلد يقترب رويداً رويداً من لحظة 13 نيسان 1975، وتكفي متابعة مناخات التعبئة والاحتقان وردود الفعل والتسلح الجاري على قدم وساق.

2 - مشروع "العبور إلى الدولة" فَقدَ رافعته الشعبية، إذ إنّ الجمهور يقترب أكثر فأكثر من التطرّف، ولم يعد يريد الاستماع إلى خطابات تتصِل بالدولة التي تقف عاجزة أمام قوى الأمر الواقع.

3 - الرأي العام أصبح أقرب إلى الفصل من الوصل في ظلّ إدراكه استحالة التوافق على تحييد لبنان وعودة القرار الاستراتيجي إلى داخل الدولة.

4 - "حزب الله" لا يمكنه استنساخ تجربة الوصاية السورية لأنه فريق داخلي لا خارجي، فضلاً عن فشل تجربته بوَضع يده على الدولة ديموقراطياً، هذه التجربة التي وصل إلى أوَجّها مسيحياً مع وثيقة التفاهم، وسنياً مع إسقاط الحكومة الحريرية، فيما اليوم أصبحت كل الطائفة السنية ضده و"التيار الوطني الحر" يعيد تموضعه ولو جزئياً.

5 - ثمّة إدراك لدى شريحة واسعة من اللبنانيين أن الوقت بات يعمل لصالح مشروع الدويلة، وأنّ الرهان على تطورات الملف السوري لتغيير الوقائع الداخلية لم يعد في محله، وأنّ هناك خطوات يجب اتخاذها لوَقف قضم الحزب المنهجي للدولة.

إنّ كل ما تقدّم يؤشر إلى أنّ اللبنانيين سئموا من هذه المراوحة، وأنّ قدرتهم على الاستيعاب تضاءلت إلى حدود الصفر، وأنّ استمرار هذا الوضع سيقودهم إلى خطوات جذرية لا يمكن أن يحول دونها سوى الاتفاق سريعاً على عنوان أوحَد هو الدولة.

 

*"المشرقيّة" آخر تقليعات الممانعة

وسام سعادة/المستقبل

يحتار المرء أمام المنتج الجديد الذي استجمعه كيفما كان أساطين الممانعة المتحلّقة حول نظام الاحتضار "الحيوي الدموي" في سوريا. استجمعوه من ركام عقائدهم وأحلامهم التي بدت متناحرة في وقت سابق. فهل كان يلزم كل هذا الخراب، وكل هذا التحطيم للركائز الأوليّة، الهشّة أساساً، للمجتمع في "القطر العربي السوري" - وفقاً للغة "القوميّة العربية"، كي يصير ممكناً للبعثي، والقومي الاجتماعي، والخمينوي والمهدويّ التعجيلي للظهور، والنوستالجي الآرامي كما البيزنطي، ونوستالجي "المردة والجراجمة"، ونوستالجي الفرنجة (وفي البال الأخت أغنيس) والمركب الذمّي السادومازوشي عموماً، الانصهار في بوتقة واحدة، عنوانها التسويقيّ الجامع: الهوّية (السلطة) "المشرقيّة".

الطاغية "المضطر" الى قصف الأهلين بالسلاح الكيماوي على مسافة عشرات الكيلومترات من "قصر الشعب" خاصّته، والذي فقد السيطرة تماماً على معظم أنحاء البلد الذي ورث الطغيان عليه من والده، هو، بحسب الأيديولوجيا البعثية القائد الأعلى لأمة تمتد من المحيط الى الخليج، وتشمل خارطتها بلداناً لم تدخل جامعة الدول العربية كأريتريا، وأخرى تركتها كجنوب السودان، ولا مكان فيها للاعتراف بتعددية اثنية أو لغوية ذات شأن. لكنه في الوقت نفسه أمير العصبية الفئوية المرتبطة بأقلية دينية دون سواها، بحيث أنه كل مرة يجد نظام الاحتضار الدمويّ نفسه مضطراً لذلك، يطمئن نفسه بأنه في أسوأ الحالات سوف ينكفئ الى "المنطقة العلوية" من سوريا، ساحلاً وجبلاً.

لكن هذا القائد الذي يحتفظ لنفسه بحالتين من الطمأنينة الملحمية الداخلية، واحدة من "الشام الى تطوان" والثانية "من القرداحة الى طرطوس"، صار اليوم، وبشكل ازداد نسبياًً بشكل ملحوظ بعد مجازر الغوطتين، امبراطوراً على "المشرق"، وباعثاً لمجد "السلوقيين" قبل أن يفلح القائد الروماني بومبي في دمج سوريا بالإمبراطورية الرومانية المترامية الأطراف. "المشرق"، وهل من معنى له من دون العودة الى زمن الصراع بين السلوقيين والرومان على سوريا؟ هل أنه "زمن البعث المشرقي السلوقي"؟!.

هوية مشرقية، وجبهة مشرقية، ومسيحية مشرقية، وإسلام مشرقي، وعروبة مشرقية، وحتى "ديالكتيك مشرقي": هذا ما باتت تزخر به جرائد الممانعين من تخريجات وشعارات طريفة. فحتى لو أنّ قسماً من هؤلاء الممانعين (وثمة الأولترا بينهم الذين يرفضون تسمية الممانعة "الدفاعية" وغير الجذرية) قد عرّج (سطحياً بلا شك) على مدرسة ادوارد سعيد في نقد "الاستشراق"، وبالذات في تتبعه لكيفية إنشاء أجيال متعاقبة من الرحالة والبحاثة والساسة الأوروبيين لمفهوم "الشرق" بغية استحلال الهيمنة على مكوّنات هذا الشرق، فإنّ الممانعين اليوم ينصرفون الى اجترار نفايات الاستشراق نفسه ويتخذون منها بوتقة جامعة لهم، عنوانها "الهوية المشرقية".

فلا تدري إن كان "مشرق الممانعين وحلف الأقليات" هذا، يمت بذي صلة الى "جريدة المشرق" التي أنشأها الأب اليسوعي لويس شيخو أواخر القرن التاسع عشر، أو للمشرق العربي كأحد "الخافقين" في خارطة الأمة الفسيحة المتخيلة عند القوميين العرب، أو هو بلاد الشام حصراً، أو هو أقرب الى المفهوم الفرنسي، ثم الأوروبي، عن "المشرق"، بمعنى "ليفانت"، وهذا يمكن أن يُفهم على أنه الشرق الأدنى حيناً، أو شرق المتوسّط، لكنه يمكن أن يعني "عتبات المشرق" بمدى متوسطي - عثماني أوسع، كذلك الذي يقتفي أثره وسحره وخبوه المؤرخ فيليب مانسيل في سرديات الجاليات الأوروبية في بيروت وازمير والاسكندرية في ظل الدولة العليّة.

لا، بخلاف "ليفانت" فيليب مانسيل، فإن "مشرق الممانعين" يجاهر بعداء شديد لكل ما هو عثماني، ويسارع الى مطابقة عقيمة بين الرابطة العثمانية وبين العلاقات الاستعمارية التي فرضت على المنطقة في أعقابها. العداء للعثمنة يستحضر هنا لتبرير معاداة تاريخ المدن في بلاد الشام، كما تستحضر "الممانعة المشرقية" في الوقت نفسه "العداء للبداوة" لتبرير أحقاد كثيرة. أما الأرياف السورية الثائرة فيستعان ضدها بطائرات "العمال والفلاحين" السوفيات، وغاز السارين. "مشرق الممانعين" هو شقّة مفروشة يمكن أن يجد فيها كلّ ممانع ضالّته ومتعته، سواء كان قومياً عربياً أو سورياً أو أممياً إسلامياً - طبعة إيران، أو شيوعياً - طبعة خالد حدادة، فضلاً عن حرّاس "المسيحية المشرقية" التي ترى الحفاظ على الوجود المسيحي بدعم الطغاة في وجه النسيج الأكثري للمجتمع السوري، ولا ترى الى مسيحيي الشرق كوجود حضاري فاعل، وإنما كوجود أركيولوجي، ومن هنا توظيف محنة أهالي معلولا في هذا الاتجاه. مسيحيّو الشرق؟ مسيحيّو المشرق؟ طبعاً، لا يتنبه ملفّقو البوتقة "المشرقية" الجديدة كاسم مشترك لتحالف الأقليات ولتحالف بقايا الأيديولوجيات، في سياق دعم مجازر بشار الأسد، الى أن التقسيم قائم أساساً بين مسيحيي المنطقة بين من ينتمون منهم الى "كنائس مشرقية" وبين من ينتمون الى "كنائس شرقية". هذه فاتتهم. الكنائس الأرثوذكسية "المشرقية" هي تلك التي تشارك الكنائس الأخرى في ثلاثة مجامع فقط، وترفض مجمع خلقيدون الذي أقرّ بطبيعتين ومشيئتين للمسيح. "المشارقة" بهذا المعنى هم الأقباط والأرمن والسريان، في حين أن الروم الأرثوذكس كنيسة "شرقية". وبهذا المعنى فإن "المشرق" يشمل مسيحياً كنيسة مالانكارا السريانية في جنوب الهند، كما الكنيسة الأثيوبية، ولا علاقة له بحدود بطركية أنطاكية وسائر المشرق عند من يتوارثون، على اختلافهم، إرثها الليثورجي، ويختلفون لاهوتياً وتنظيمياً.

"المشرقية" هي آخر تقليعات الممانعين الأيديولوجية: مخيال الذين لا مخيلة لهم.

 

*احتلال بحجة مكافحة الإرهاب

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

حسَنا فعَل وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، بكشفه استراتيجية طهران الإقليمية، بعدما كان التعبير عنها خلال السنتين الأخيرتين محصورا بحلفاء إيران وأتباعها في المنطقة العربية. ظريف قالها بصراحة في قلب الغرب لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «أعتقد أننا جميعا، بغض النظر عن خلافاتنا بشأن سوريا، نحتاج إلى العمل معا فيما يتصل بالقضية الطائفية.. تجارة ترويج الخوف سائدة، ويجب أن لا يحاول أحد إذكاء لهيب العنف الطائفي. يجب أن نكبح جماحه، وأن نُنهيه لمحاولة تفادي صراع سيقوّض أمن الجميع»، متهما، وفق «بي بي سي»، زعماء دول عربية «بإذكاء لهيب العنف الطائفي». هذا الكلام يستنسخ منطق بشار الأسد ومسوغاته لتدمير سوريا وقتله أكثر من 160 ألف إنسان، ويزكي كلام بشار الجعفري سفير نظام الأسد لدى الأمم المتحدة، قبل شهور، عن أن نظام دمشق «يقاتل التكفيريين نيابة عن العالم كله». ويُضاف إلى المواقف المعلنة والمنفذة للسيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني، الذي «اكتشف» أخيرا أن خطر «التكفيريين» أكبر من خطر الاحتلال الإسرائيلي، ما يستوجب وقف «الحزب» مقاومته إسرائيل للتفرغ لقتالهم. وأخيرا لا آخرا، هناك المواقف الرسمية لحكومة نوري المالكي في العراق بالاتجاه نفسه، ولقد عبّر عنها المالكي خلال زيارته الأخيرة لواشنطن.

نحن إذن أمام «أوركسترا» يقودها «مايسترو» في طهران، فيستغل بدهاء الجرح العميق في الذاكرة السياسية الغربية الذي فتحته هجمات «11 سبتمبر (أيلول)» 2001 في الولايات المتحدة وارتداداتها الأوروبية. وهنا الرسالة واضحة: نحن «أهل الاعتدال»، وأولئك هم «أهل التطرف».. ففاضلوا واختاروا! واستطرادا، تقول الرسالة عينها: اقبلونا كما نحن.. بنظامنا الإلهي - الميليشياوي، وقضائنا الاعتباطي، ونهجنا الانتقامي ضد معارضي الداخل، ومشاريعنا النووية التي خدعناكم بشأنها 18 سنة.. أولا لأننا في حالة الدفاع عن النفس ضد «الإرهاب التكفيري»، وثانيا في حالة الدفاع عنكم وعن مصالحكم! في المقابل، يجب الإقرار بوجود ما يخدم هذه الاستراتيجية تماما. ومن دون الحاجة لأن نناقش مجددا دور إيران ونظام دمشق النشط والمُزمِن في رعاية جماعات وشراذم «جهادية» و«تكفيرية»، فإن مشاعر الإحباط على امتداد العالمين العربي والإسلامي ساعدت حقا، مع عوامل أخرى، على خلق مرارة عميقة أفضت إلى تعزيز حضور الطروحات الدينية المتطرفة والإلغائية. هذا الوضع الكارثي شهدناه على أرض سوريا، حيث أجهزت بعض الجماعات المتطرفة على العديد من الإنجازات الميدانية للثورة، وقاتلت «الجيش الحر» أكثر من قتالها النظام الذي تكفّره وتهدر دم أتباعه. ولم يقتصر ضرر هذه الجماعات على الشق الميداني، بل كان مدمرا على الصعيد السياسي أيضا. إذ أدت التجاوزات البشعة التي ارتكبتها هذه الجماعات بحق المواطنين ودور العبادة والمعالم الثقافية داخل المناطق المحررة، إلى تردد كثرة من الساخطين على النظام - عسكريين ومدنيين - في اتخاذ قرار الانشقاق. وبالتالي، أطالت عمر النظام، وأعطت جرائمه في أنظار البعض أسبابا تخفيفية. وخارج سوريا، جاءت ممارسات هذه الجماعات أشبه بغطاء «يستر عورة» تقصير المجتمع الدولي في مناصرة المظلوم ومعاقبة الظالم. وحتى عندما ارتكب النظام جريمة استخدام الغاز القاتل في غوطة دمشق جاء من يشكك بهوية الفاعلين، ويتيح الفرصة للمجتمع الدولي وسط اللغط المفتعل.. حصر المأساة السورية كلها بـ«الأسلحة الكيماوية». النظام السوري، الذي سبق أن وصفه القيادي المعارض جورج صبرا ذات يوم بأنه «لا يحكم سوريا بل يحتلها»، تُرسِّخ «احتلاله» راهنا ميليشيات إقليمية لبنانية وعراقية مركز إمرتها في طهران. وفي العراق، أيضا، يتذكر العراقيون قرار مَن كان وراء تولي السيد المالكي منصب رئاسة الحكومة، وبدعم مَن يحظى للبقاء في السلطة بوجه معارضيه، وبالتالي مَن يحكم العراق فعلا. أما لبنان، ثالث الكيانات الثلاثة التي تحتلها إيران فعليا.. عبر «حزب الله»، فما زالت ماثلة في أذهان اللبنانيين سرعة أجهزة الدولة العسكرية والأمنية في تصفية ظاهرة الشيخ أحمد الأسير في مدينة صيدا بالقوة، خلال يومين. غير أنها، اليوم، تعجز عن مواجهة ميليشيا محلية في مدينة طرابلس أقدم زعيمها - بالوراثة - على «هدر دم» أحد الأجهزة الأمنية الحكومية علنا على شاشات التلفزيون، وتحدى رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب.  الكيانات الثلاثة محتلة بحجة «مكافحة الإرهاب التكفيري»، وهذه هي الحجة التي تسوقها الآن طهران أمام المجتمع الدولي بدبلوماسية ظريف، وتحت غلالة اعتدال حسن روحاني، والاستعداد للتفاهم على الملف النووي. وحتى اللحظة، وسط الضغوط الممارسة على المعارضة السورية للمشاركة في «جنيف 2» من دون ضمانات أو شروط مسبقة.. يظهر أن ظريف حقق الاختراق الذي يسعى إليه. صحيح هذا الاختراق ليس كاملا، لكن الصحيح أيضا أن فصل ملف البرنامج النووي الإيراني عن سياسات طهران التوسعية في المنطقة، يوازي سكوت المجتمع الدولي عن جرائم نظام دمشق لقاء نزع سلاحه الكيماوي. لقد فرضت طهران جدول أعمالها في الموضوع منذ البداية. إذ شددت، وما زالت، على الطابع السلمي للبرنامج، ثم شكت من ازدواجية المعايير في ضوء امتلاك إسرائيل وباكستان القدرات النووية. ومن ثم بدأ مسلسل المساومة حول معدلات التخصيب وعدد مفاعلات الطرد المركزي، وتوجيه رسائل متناقضة حول آليات التفاوض.. إلى أن وصلنا إلى ما نحن بصدده اليوم.

نحن الآن إزاء إيران تمتلك حقا التكنولوجيا النووية. والخبراء العالميون يجزمون بأن مسألة تطويرها السلاح النووي قد تكون مسألة أشهر لا غير. وعليه، ما على المجتمع الدولي بحثه بصراحة هو «القرار السياسي» لدولة باتت - شئنا م أبينا - «دولة نووية». «القرار السياسي» لإيران لا يحتاج إلى تساؤلات. إنها تريد الاعتراف بها قوة إقليمية عظمى، وهذا الطموح لا بد أن يدفع ثمنه آخرون. ومن هنا يحق لجيران إيران أن يقلقوا من أي صفقة تُعقد معها من دون كبح طموحها السياسي الإقليمي، الذي بلغ، في ثلاث حالات على الأقل، وضع الاحتلال الفعلي.

 

*سوريا.. الأكراد فرصة أم درس

طارق الحميد/الشرق الأوسط

نشرت وكالة «رويترز» بالأمس تقريرا خطيرا عن ما أسمته «مكاسب الأكراد العسكرية في سوريا تثير القلق وتضع القوى الإقليمية في مأزق» حيث اعتبر التقرير أن الأكراد يرون بالأزمة السورية مثابة فرصة للحصول على نوع من الحكم الذاتي يتمتع به أبناء عرقهم في العراق. خطورة التقرير تكمن في إشاراته الواضحة إلى أن ما يفعله المقاتلون الأكراد في سوريا الآن يعني أنهم قد انجرفوا إلى محور إقليمي برعاية إيران يدعم الأسد، مع نفي الأكراد لذلك، بحسب التقرير الذي نقل أيضا مخاوف حتى بين بعض الأكراد أنفسهم مما يحدث، وبالطبع فإن المكاسب التي يحققها الأكراد عسكريا تعني للأسد وحلفائه الشيعة، بحسب التقرير، انتزاع المزيد من الأراضي من قبضة مقاتلي المعارضة السورية «السنة». وتحرك المقاتلين الأكراد شمال سوريا كان بمثابة فرصة للقضاء على مقاتلي القاعدة وجبهة النصرة، والتي يشير التقرير إلى أن تدخلا عسكريا عراقيا قد جرى من أجل دعم الأكراد ضد تلك الجماعات، وهو ما تنفيه بغداد رغم عدة تأكيدات لذلك! ومن خلال قراءة هذا التقرير المهم، وغيره من التقارير، يتضح أن أكراد سوريا هم من باتوا في مأزق اليوم، وليس القوى الإقليمية، كما يقول التقرير، فهل يريد الأكراد خوض معركة إيران، مثلا، مع أبناء المنطقة التي تعد محيطا سنيا، خصوصا وأن تقرير «رويترز» ينسب لسياسي عراقي كبير قوله إن «إيران الشيعية الحليف الإقليمي الأساسي للأسد تدعم بقوة حزب الاتحاد الديمقراطي»، ومضيفا: «تدعم إيران هذه الجماعات كي تضمن لنفسها جماعة قوية في سوريا في حال خرجت الأمور عن السيطرة». ويقول السياسي العراقي إن حكومة المالكي تدعم الأكراد لإضعاف العلاقات بين السنة عبر الحدود، مشيرا «قد يساعدونهم بالتعاون مع إيران على تأسيس منطقة كردية تتمتع بالحكم الذاتي.. من أجل إقامة منطقة فاصلة بين السنة العراقيين والسوريين»! وهذا بالطبع يعني أن الأكراد سيدخلون في علاقة عداء غير متكافئة مع سنة سوريا، والعراق، وكل المنطقة، ولن يقف المأزق الكردي عند هذا الحد، فهل يتحمل الأكراد عداء حقيقيا مع تركيا، وعداء لاحقا مع طهران، خصوصا وأن في إيران أكراد أيضا؟ أم سيتجاهل الأكراد أبناء عرقهم في إيران؟ صحيح أن الأكراد قد يحققون مكاسب آنية بسوريا، وكما فعلوا بالعراق، لكنها ستكون مكاسب بطعم الخسارة، ومثل ما يحدث اليوم لحزب الله، وبشار الأسد، وكذلك نوري المالكي، ومن وراءه من متشددي الشيعة بالعراق، فالدول لا تبنى بتشرذم الأقليات، أو انكفائها، وفي أي مكان، وخصوصا بمحيط سني كمنطقتنا! ملخص القول هو أنه إذا أراد الأكراد تحقيق مكاسب سياسية عبر مكاسبهم العسكرية اليوم، فإن من شأن هذا تعريض سوريا كلها للخطر، وإثارة الشكوك حول الأكراد، فهل من موقف كردي متعقل يستوعب دروس المنطقة، والتاريخ؟ وهل من يقظة عربية تجاه خطورة ما يحدث؟ هنا السؤال!

 

*الروس قادمون

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

هذا عنوان فيلم كوميدي أميركي ظهر في الستينات عن الروس الحمر الأعداء الغزاة يصلون إلى بلدة أميركية على متن غواصة جانحة. تذكرته وأنا أشاهد الضجة الإعلامية حول وصول «فارياج»، البارجة الروسية المدججة، وذلك في أول وصول عسكري للمياه المصرية منذ عقدين، وهي تسبق وصول وزيري الدفاع والخارجية الروسيين، اللذين سيحلان ضيفين على القاهرة. لكن لا يظهر الأميركيون اهتماما واضحا بمحاولات القيادة المصرية إغاظتهم، بمعاشرة الدب الروسي، والقليل من وسائل الإعلام الأميركية أورد خبرا وسط التمدد الروسي والحفاوة المصرية بهم، وصفقة الأربعة مليارات دولار لشراء أسلحة روسية. يبدو أن حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما لا تبالي كثيرا بماذا يفعل الروس وإلى أين تبحر بوارجهم، وهي تتبرع بكل مكاسبها الجغرافية التي حاربت دونها من قبل في كردستان وبغداد ولبنان واليونان وغيرها. طبعا، علينا أن لا ننسى أن الحرب الباردة انطفأت منذ التسعينات ولم يعد الشيوعيون أعداء، بل الإسلاميون، بعد أن كانوا من قبل حلفاء واشنطن. وحتى الإسلاميون ليسوا كلهم حقا خصوم واشنطن، فالإخوان أصدقاء لهم، وآيات الله في إيران اليوم باتوا أقرب إليهم من ليبراليي سوريا ومصر. العالم كله تغير، فمعظم الاستثمارات الأجنبية في فيتنام اليوم تأتي من الولايات المتحدة، والمستثمر الأول بالدولار في السندات الأميركية هم الصينيون وليسوا الخليجيين، وأكثرية الطلبة الأجانب في الجامعات الأميركية هم من الجنسية الصينية أيضا. انتقال مصر من الحضن السوفياتي إلى الأميركي كان أضخم حدث في يوليو (تموز) عام 1972 عندما أعلن الرئيس أنور السادات طرده الخبراء السوفيات، وذلك قبل عام من عبوره قناة السويس، وبعدها تبدلت ريح السياسة المصرية وصار الهوى أميركيا. التغيير الاستراتيجي اليوم ليس بنفس القيمة. يمكن أن يعزز التقارب مع موسكو ثقة القيادة المصرية في نفسها، ويعطيها شيئا من الشعبية داخليا، حيث إن أكثرية في مصر تعتقد أن الأميركيين داعمون للإخوان، وعازمون على إعادتهم إلى الحكم. وفي رأيي أنه لا توجد في واشنطن الشهية للانخراط في أي معركة عسكرية كانت أو سياسية، وأنها مستعدة لترك الروس وغيرهم يلتهمون ما شاءوا في هذه المنطقة. الروس ربما يستطيعون شحن مئات الآلاف من سياحهم لقضاء الإجازات الشتوية على الشواطئ المصرية، لكنهم لن يمكنوا الاقتصاد المصري المنهك من الدوران. لحكومات المنطقة، الروس ليسوا أفضل من الأميركيين، ليسوا مزعجين سياسيا، لا يطالبون أصدقاءهم بحقوق للنساء، أو المثليين، أو الحريات، أو التفتيش على غرف فرز أصوات الانتخابات. اهتماماتهم محصورة في الصفقات التجارية والتعاون العسكري. الاستعراض الروسي، بزيارات كبار الأمنيين والعسكريين والسياسيين للقاهرة، يوازيه تورط روسيا في مذابح النظام السوري ضد شعبه، وتأييدها لنظام إيران، وهاتان معركتان تقلقان حلفاء مصر، من أشقائها العرب. فهل ينجح الروس في ضم مصر إلى معسكر الأشرار، سوريا وإيران، أم تستطيع مصر جذب أصدقائها الجدد، الروس، إلى المعسكر الملكي، حيث السعودية ودول الخليج والأردن، وربما تغيير تحالفات المنطقة سياسيا؟

 

*ليتهم يرتاحون ويريحون

*نبيل بومنصف/النهار

لعل كلام الحق الذي لا يمكن اي فريق سياسي داخلي التنكر له هو ان المواطن اللبناني الذي يكاد يتناقص حضوره في اولويات الطبقة السياسية الى حد الانعدام لا يقيم ادنى اعتبار لأطول أزمة حكومية سيعرفها سجل الازمات الحكومية القديمة والحديثة في لبنان. هذا امر مفروغ منه لان اللبنانيين فطروا على التعايش مع الازمات وليس مع الانتظام الطبيعي للدولة وتداول السلطة، وتكيفوا منذ ما قبل الحرب وبعدها وخلال كل الحقبات الما بين بين مع كل صنوف الفراغات والانتهاكات الدستورية، تماما كما بات التشبيح على الدستور والعبث به والتلاعب بالاصول سمة السياسة وليس العكس. هي حقيقة لا نكتشف معها البارود ولا نكشف شيئا خارقا بل لتنوير اصحاب الخطاب السياسي المفوهين الذين يغدقون على الاعلام والصحافة في اليوميات الرتيبة المملة للناس الشروح والاجتهادات الباهتة في شأن الصيغ الحكومية المتهالكة والمتساقطة كأوراق تين هذه الجمهورية المتداعية. ما هم الناس مثلا اذا كانت حكومة من ٨-٨-٨ او ٩-٩-٦ فيما لم تغير اي صيغة حكومية من قبل ولن تغير اي حكومة من بعد حرفا في حروف الارتباط بالخارج؟ ما همهم اذا كانت الفترة الانتقالية الى الانتخابات الرئاسية ستأتي بحكومة تكمل تصريف الاعمال وتقطيع الوقت واستهلاكه لا اكثر ولا اقل؟ ما همهم اذا حصل التوازن بين ٨ آذار و١٤ آذار او لم يحصل، ما دام السلاح وحده الحاكم بكل املاءاته وما دام رعد التهديدات امر العمليات الذي يقيم المعادلات او يسقط البلاد في الأسوأ؟ ما همهم اذا كان الصراع الايراني - السعودي او الصفقة الاميركية - الايرانية يقرران مصير لبنان بعد كل هذا المسار الطويل من الانعتاق المزعوم من الارتباطات الخارجية فاذا بالبلاد الى انهيار متى تركت وحدها؟ ألا يثير السخرية والريبة هذا الاستقتال من جانب قوى ٨ آذار لارغام قوى ١٤ آذار على القبول بصيغة ٩-٩-٦ تحت ستار اكساب الخصم مكاسب؟ ثم ماذا تراها حققت ١٤ آذار في الدفاع المستميت عن صيغة الثلاث ثمانيات وهل كوكبت حولها ما يسمى قضية رأي عام في التمترس خلف هذا الموقف؟ لم يعد النزف اللبناني مقتصرا على الاستقرار والامن والاقتصاد والاجتماع وقضايا الناس المنسية والمهملة والفساد الناهش في كل انحاء الدولة والقطاعات والمؤسسات فحسب بل هو نزف قاتل لكل ما يسمى سياسة وادارة نزاعات وازمات. الفشل يزحف الى حدود خيالية لم يبق معها اي حيز يقتات منه فريق ويقتنص عبره ما يتراءى له انه مكسب سياسي. والدليل هذا الهبوط المريع في الخطاب السياسي الذي يجعل كل الكلام عن الازمة الحكومية اشبه بعلك الصوف العتيق. أتراهم لا يقدرون حتى على ستر العورات بالصمت علهم يرتاحون ويريحون؟

 

*شيطان أكبر جديد

موناليزا فريحة/النهار

ليس جديدا التشدد الفرنسي حيال البرنامج النووي الايراني. مع فرنسوا هولاند، كما مع سلفه نيكولا ساركوزي وقبله جاك شيراك، تكاد باريس تكون الدولة الغربية الاكثر ارتياباً في الطموحات النووية الايرانية، والاكثر اصرارا على كبحها. تشتبه باريس، شأنها شأن الدول الغربية الاخرى، في أن طهران تخفي اهدافاً عسكرية لبرنامجها النووي، وتعتقد أنه يجب منعها من امتلاك السلاح النووي بأي ثمن. وفي حين يبدي باراك أوباما استعداده للتدخل عسكريا ضد ايران اذا اقتضت الحاجة، تتصرف واشنطن على أساس أن الجمهورية الاسلامية لم تقرر بعد انتاج القنبلة النووية، وإن تكن امتلكت كثيراً من البنى التحتية التكنولوجية التي تمكنها من ذلك. يخفي الموقف الفرنسي هواجس جمة، منها التزام فرنسي لحظر الانتشار النووي حفاظاً على الردع النووي الفرنسي، ومخاوف من سباق تسلح نووي في تركيا والسعودية ومصر.كما لا تسقط باريس من حساباتها تهديد القنبلة النووية المفترضة لأمن اسرائيل. كانت هذه الهواجس واضحة في رد فعل لوران فابيوس على مسودة اتفاق جنيف.ومع ذلك، ثمة من رأى في محاولة باريس اقتباس دور الشرطي النووي العالمي، أهدافا استراتيجية أخرى ومقامرة ذات تداعيات خطيرة.

باحباطها اتفاقا نوويا مع ايران بدا وشيكا للمرة الاولى منذ عقد تقريباً، كانت باريس منسجمة مع موقف السعودية القلقة من صفقة نووية تفك عزلة الجمهورية الاسلامية وتطلق يدها في المنطقة. وفي ظل انسجام كهذا، قد تتطلع باريس الى دور الحليف الاستراتيجي والشريك التجاري للمملكة، وقت تشهد العلاقات بين الرياض وأميركا أسوأ أيامها . الى ذلك، يعكس موقف فرنسا رغبة في الاضطلاع بدور قيادي في الشؤون الدولية، وخصوصاُ بعد تجربتي مالي وليبيا، وقت تميل واشنطن الى "القيادة من الخلف". ولكن قبل هذا كله، لا تغيب عن الموقف الفرنسي ملامح تصفية حسابات شخصية بين هولاند وأوباما. ففي ايلول الماضي، عندما هدد الرئيس الاميركي بضرب سوريا، كانت باريس الوحيدة التي وقفت الى جانبه. وعندما بدل رأيه وقرر استشارة الكونغرس، لم يكلف نفسه عناء اخطار حليفه الفرنسي وتركه وحيداً ينتظر الساعة الصفر التي لم تأت. وعندما عقد صفقة كيميائية مع الروس، كان الفرنسيون آخر من علم بها. مرة جديدة، تجد باريس نفسها وحيدة، لكن عزلتها اختيارية هذه المرة وتنطوي على أخطار. فاذا أمكن في الاسابيع المقبلة توقيع اتفاق ينتزع مزيداً من التنازلات من ايران، يسجل هولاند إصابة التعادل في مرمى أوباما، أما اذا انهارت المحادثات، فقد تكون فرنسا قد فوتت على العالم فرصة ذهبية للخروج من المأزق النووي، ووترت علاقاتها اكثر مع واشنطن ولندن. أما في شوارع طهران وعلى جدرانها، فلا شك في أن فرنسا ستنافس أميركا على لقب "الشيطان الاكبر".

 

*مؤشرات متجدّدة للفتنة

عبد الوهاب بدرخان/النهار

لعل اللبنانيين الذين أضاعوا وقتهم في مشاهدة عنتريات رفعت عيد تأكدوا من أنه لا يستحق فقط مذكرة إحضار واستجواباً في شبهة علاقته بتفجير المسجدين في طرابلس، بل يجب الحجر عليه بعد هذا المؤتمر الصحافي واللغة الساقطة التي استخدمها وقد جلس ووراءه العلم اللبناني – من غير شر!... فالأمين العام لـ"الحزب – بلا مؤاخذة – العربي الديموقراطي" ينهل من مستنقع "التشبيح" إياه الذي يروي آخرين لا يعترفون بدولة ولا بقانون، بل ينكرون عليهما الحق في كشف المجرمين والقبض عليهم. رفعت عيد رأى أياماً أفضل في عهد الوصاية السورية، لكنه الآن غير راض عن احد، لا الجيش ولا مخابراته، ولا فرع المعلومات، لأنه بريء مفترى عليه، ثم انه ينتظر الشكر لضبطه مخططاً "سعودياً - صهيونياً"، كما قال، فهو صار مستهدفاً من أطراف إقليميين، ولم يقل لماذا تختصمه هذه الأطراف. فهل صار بدوره لاعباً إقليمياً؟ بل لم يقل شيئاً عن الذين يستخدمونه من اقليميين ومحليين ليكون من مستدرجي الفتنـة الى لبنان. بعد التفجيرات ومحاولات تفجير أُحبطت أو كُشفت، لا تزال تبرز مؤشرات إلى أن النظام السوري لم يتخلّ عن ورقة نقل الصراع إلى لبنان. فهو لا يكتفي بتوظيف "حزب الله" في حروبه، بل انه، بعد افتضاح دوره والدور الإيراني في استيراد تنظيم "داعش" القاعدي بات يحرّك ميليشيات أحزاب لبنانية، احدها يوصف اعتباطاً بـ"العلمانية" والأخرى مجرد احزاب معلّبة، لاختراق بيئات أقليات سورية والعمل على جرّها إلى الانخراط في الصراع رغماً عنها. وهي، هذه الأحزاب "اللبنانية" نفسها، لن تتردد في إطاعة ما تؤمر به، ويخشى أن تأتي منها الفتنة، خصوصا أن التوترات تتكاثر في مناطق كانت الى الآن بمنأى عن قطع الطرق وغيره من الاستفزازات. صحيح أن كل هذه المحاولات لن تفيد النظام السوري ولا اتباعه المحليين، لكن تعثّر حل سياسي ظنّه في متناوله هو ما دفعه إلى استخدام السلاح الكيميائي، وما قد يدفعه الى التصعيد "نوعيّاً" باصطناع فتنة في لبنان. فعلى رغم مظاهر الثقة التي يبديها النظام، وتطمينات حسن نصرالله، واستعداد الإيرانيين لقيادة جولة عسكرية يريدونها حاسمة، هناك في التحضيرات لـ"جنيف – 2" ما لا يريح بشار الأسد. فالروس يوسّعون اتصالاتهم على نحو لم يتوقعه. والأميركيون يتحدّثون مع الجميع، بمن فيهم الايرانيون، وعمه رفعت الأسد، بل قد يتحدّثون مع رفعت عيد، لكنهم يتجاهلونه على رغم يقينه الراسخ بأنهم لن يتخلوا عنه.

 

دوليات

 

البيت الأبيض يحذر الكونغرس: التصويت ضد إيران يؤدي للحرب

التصويت على عقوبات جديدة سيضرب الجهود الأميركية للتوصل إلى اتفاق حول النووي

 واشنطن - فرانس برس

حذر البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، الكونغرس الأميركي من أن التصويت على عقوبات جديدة ضد إيران سيضرب الجهود الدبلوماسية الأميركية للتوصل الى اتفاق معها حول البرنامج النووي، وقد لا يترك أمام الرئيس باراك أوباما سوى خيار استخدام القوة العسكرية. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني إن "الشعب الأميركي لا يريد أن يخوض حرباً".

وكان مسؤولون أميركيون وجهوا التحذير نفسه لأعضاء في مجلس الشيوخ يفكرون هذا الأسبوع في فرض عقوبات جديدة على إيران التي يشتبه في أنها تريد امتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني.

وقال كارني: "من الطبيعي جداً والمبرر أن يفضل الأميركيون أن لا يحصل الإيرانيون على القنبلة النووية عبر الطريق السلمي، وهذا الاتفاق - إن تم بلوغه - سيكون له القدرة" على تحقيق ذلك، وأضاف أن "البديل سيكون العمل العسكري". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي إن وزير الخارجية جون كيري سيدلي الأربعاء بشهادة في جلسة مغلقة أمام لجنة المصارف في مجلس الشيوخ.

وأضافت بساكي أن "وزير الخارجية سيكون واضحاً في أن فرض عقوبات جديدة يعتبر خطأ، ونطلب في الوقت الراهن استراحة، استراحة مؤقتة لجهة العقوبات"، مؤكدة أن واشنطن "لن تتراجع" عن رزمة العقوبات الحالية بحق النظام الإيراني". ولم تسمح المفاوضات التي جرت في جنيف وانتهت في وقت متأخر ليل السبت، لإيران ودول مجموعة 5+1 وهم الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والصين وبريطانيا وألمانيا، بالاتفاق على نص على الرغم من وصول وزراء الخارجية غير المتوقع ومفاوضات مكثفة. وأعلن المسؤولون من مختلف الدول أن اتفاقاً لا يزال ممكناً لكنه يتطلب المزيد من المفاوضات، وتم تحديد موعد لاجتماع آخر في 20 نوفمبر لمواصلة المباحثات.

 

معارك عنيفة قرب مقام "السيدة زينب" في دمشق...و"حزب الله" يسيطر على اللواء 80 في حلب

العربية     الاثنين 11 تشرين ثاني 2013

الجيش السوري يستعيد بلدة اساسية من المعارضة بالقرب من دمشق بمساعدة "حزب الله"

بعد تفجيري الضاحية وطرابلس... لبنان ينزلق في أتون النزاع السوري

الائتلاف السوري: حزب الله والنظام السوري يجرّان المنطقة الى الفوضى والدمار

الأسد يسابق الوقت...

معركة الحسم بين قوات النظام والجيش السوري الحرّ للسيطرة على حمص...  أفادت "سانا الثورة" بأن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر وبين عناصر"حزب الله" ولواء أبوالفضل العباس على عدة جبهات في السيدة زينب حيث تحاول هذه القوات اقتحام المنطقة، فيما وردت أنباء عن استيلاء قوات النظام مدعومة بقوات من "حزب الله" على أجزاء واسعة من اللواء 80 قرب مطار حلب الدولي.  كما تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والجيش الحر على مداخل مطار الطبقة العسكري في ريف دير الزور.  وسجلت السيدة زينب، التي شهدت وتشهد معارك عنيفة ومتواصلة بين الجيش الحر من جهة وبين قوات عناصر "حزب الله" اللبناني ولواء أبوالفضل العباس العراقي، معارك كرّ وفرّ على عدة محاور في السيدة زينب وكذلك في حجيرة جنوبي العاصمة دمشق.  وبحسب "سانا الثورة" فإن قوات الحزب وأبوالفضل العباس تحاول اقتحام المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر في السيدة زينب.  كما تحدثت شبكة "شام" الإخبارية عن معارك عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في ريف دمشق، إذ تواصلت الاشتباكات في جبال القلمون والغوطة الشرقية ومعضمية الشام وداريا وحجيرة البلد.

 وفي محافظة حلب تحدثت مصادر عن تمكن قوات النظام مدعومة بقوات من حزب الله من السيطرة على أجزاء من قاعدة اللواء 80 العسكرية الواقعة على بعد بضعة مئات من الأمتار الى الشمال من مطار حلب الدولي بعد معارك متواصلة منذ الجمعة الماضي.  وسيطرت قوات النظام على قريبة تيارة ومنطقة الجبل فيها بالإضافة إلى منطقة المواصلات في نقارين، هذا بالإضافة إلى تقدم قوات النظام في بلدة تل عرن الواقعة جنوب المطار.

 

الجيش الحر يعلن "النفير"...لوقف تقدّم "حزب الله" في حلب

العربية– أعلن الجيش الحر في حلب النفير العام لوقف تقدم قوات الأسد المدعومة من ميليشيا "حزب الله" وأبوالفضل العباس والتي أحرزت في الآونة الأخيرة تقدما على عدة جبهات في حلب وريفها.وبحسب ما قال عبد الرحمن اسماعيل مدير المكتب الإعلامي في لواء أحرار سوريا، أن "سبب إطلاق هذا النفير العام في أرياف حلب أن النظام ولواء أبو الفضل العباس تقدم في مناطق الأرياف، وذلك بسبب صعوبة المعركة وقلة سلاح الجيش الحر."وأضاف أن "لواء أبو الفضل يتقدم في ريف حلب تحت تغطية كثيفة من الطيران، في حين أن الجيش الحر لا يمتلك سوى بعض الصواريخ، وخطوط الدعم من الذخيرة قليلة."وشرح أن الثوار في ريف حلب أصبحوا يعتمدون على تلغيم المناطق التي يسيطرون عليها في حال اضطروا للانسحاب. وتزامن مع إطلاق النفير العام إعلان بيان محاسبة للكتائب التي لم تخرج بعد. وأكد اسماعيل أنه لا وجود لمقاتلين في الأحياء، كلهم في الجبهات، وأشار إلى أن النظام استطاع التقدم في الريف فقط، لأنه يقصف المنطقة ويسويها بالأرض وبالتالي لا يترك أي غطاء للثوار، خصوصا وأن لواء أبو الفضل لا يقاتل على الأرض وإنما في عربات ودبابات حديثة ولا يستطيع الثوار مواجهتها بأسلحتهم التي تعتبر بسيطة مقارنة بمعدات اللواء. وأشار إلى أن الوضع في المدينة مختلف إذ تدور اشتباكات عنيفة، والوضع تحت السيطرة في المدينة وثمة اشتباكات عنيفة تدور هناك

 

أكراد سوريا يعلنون إدارة انتقالية ذاتية بعد تشكيل حكومة الائتلاف/السفير فورد: رفض المعارضة الذهاب إلى جنيف يعني الخيار بين النظام أو «داعش»

بيروت: ليال أبو رحال وكارولين عاكوم ونذير رضا/الشرق الأوسط

أعلن أكراد سوريا أمس تشكيل إدارة مدنية انتقالية ذاتية في مناطقهم شمال البلاد، وذلك بعدما حققوا تقدما ميدانيا كبيرا في مواجهة المجموعات الجهادية. وأفاد بيان، نشر على موقع حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» (أكبر الأحزاب الكردية في سوريا)، أمس، بأن اجتماعا عقد في القامشلي «ضم جميع مكونات المنطقة من الكرد والعرب والمسيحيين والشيشان، (انتهى بالإعلان) عن تشكيل الإدارة المدنية الانتقالية لمناطق غرب كردستان - سوريا», وأن الاجتماع أسفر عن تشكيل «المجلس العام التأسيسي» الذي يتألف من 82 عضوا من مكونات المنطقة التي قسمت إلى ثلاث مناطق. جاءت هذه التطورات بعد إعلان الائتلاف المعارض تشكيل حكومته الانتقالية خلال الاجتماعات التي عقدها في إسطنبول واختتمت فجر أمس. وتتألف الحكومة الانتقالية من 11 وزيرا، يضاف إليهم رئيس الحكومة أحمد طعمة، ونائبه إياد القدسي. وسيزاولون مهامهم من مدينة غازي عنتاب التركية قرب الحدود السورية. بيد أن أعضاء «الائتلاف» أخفقوا في استكمال عملية الانتخاب، لتبقى وزرات الصحة والداخلية والتعليم، شاغرة لتعذر الاتفاق على مرشحين. في غضون ذلك، كشف مسؤول في الائتلاف، شارك في تسمية وزراء الحكومة، عن أن واشنطن «تعارض الحكومة المؤقتة، لأنها تعتقد أنها ستقوض محادثات جنيف» للسلام بشأن سوريا. وتعرض الائتلاف لضغوط أميركية لحثه على المشاركة في «جنيف 2». ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن روبرت فورد، السفير الأميركي الخاص لدى سوريا، قوله لناشطين خلال اجتماعات إسطنبول، إن رفض الذهاب إلى جنيف يعني أن الائتلاف أمام خيارين, إما الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، أو النظام.

 

واشنطن أعلنت مجموعتي بوكو حرام وانصار النيجيريتين ارهابيتين

وطنية - ادرجت الولايات المتحدة، اليوم، مجموعتي بوكو حرام وانصار الاسلاميتين في نيجيريا على قائمة "المنظمات الارهابية الاجنبية". وجاء هذا الاعلان في بيان صادر عن وزارة الخارجية الاميركية، وهو يستهدف خصوصا بوكو حرام التي تعتبرها واشنطن "مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي".