المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 27 تشرين الأول/2013

عناوين النشرة

*رسالة يعقوب/الفصل 01/01-08/الإيمان والحكمة

*وهم حماية نظامي إيران وسوريا للمسيحيين المشرقيين ودور الإسخريوتيين من كنائسنا

*بالصوت/قراءة للياس بجاني في وهم حماية نظامي إيران ودمشق للمسيحيين وفي جحود رجال دين كبار من كنائسنا/أهم الأخبار/26 تشرين الأول/13

*اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/26تشرين الأول/13

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*اضغط هنا لقراءة التقرير باللغة الإنكليزية/نظام طهران يجلد 4 مسيحيين 80 جلدة.. لتناولهم النبيذ خلال المناولة الأولى

*مؤتمرات مسيحية ضد المسيحيين تسوّق لإرهاب محور الشر الإيراني_السوري

*البابا عبر تويتر: إننا نشارك في الكثير من الأحيان في عولمة اللامبالاة

*نظام طهران يجلد 4 مسيحيين 80 جلدة.. لتناولهم النبيذ خلال المناولة الاولى

*30 عاماً من الإرهاب الذي ترعاه إيران/ماثيو ليفيت/نيويورك ديلي نيوز

*وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون: حرب اهلية اندلعت في لبنان بين حزب الله وعناصر جهادية عالمية

*عون الخروف/بقلم أمجد اسكندر/موقع القوات اللبنانية

*تيري رود لارسن: لبنان في وضع خطير قد يحول دون رئيس جديد

*مصادر سياسية لـ”المركزية”: محورا الصراع الاقليمي في طرابلس لن يتخليا عن ورقتهما

*مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار: هناك فريق يعلن ولاءه للخارج وينفذ خطة خارجية والقوى الامنية هي العمود الفقري لامن الوطن

*عودة الهدوء الى طرابلس بعد ليلة من الاشتباكات اوقعت 4 قتلى

*طلقات نارية في طرابلس اثناء تشييع ضحايا معارك التبانة وجبل محسن

*شعبة المعلومات تملك أدلّة على تورّط رفعت عيد وعضو بحزب الله في تفجيري طرابلس

*طرابلس تعيش معاركها الأعنف.. وانخراط مقاتلين جدد في القتال/اتصالات واجتماعات مكثفة لتدارك التطور الدراماتيكي للوضع الأمني

*الطرابلسيون.. لا أمن ويحزنون/كارلا خطار/ المستقبل

*وفاة الجريح ميقاتي في المستشفى الاسلامي بطرابلس

*في طرابلس الضرب "من فلّين"... وونوس لعيد: "نظف نفسك أولاً"... ومن أين لك الأموال والأسلحة والذخائر؟

*لقاء "مثمر وواعد" بين امير قطر وابراهيم حول ملف المطرانين المخطوفين

*رئيس الجمهورية عرض التطورات مع سلام وهيل وابراهيم

*سعد الحريري: الدولة بكل اجهزتها مسؤولة عما يجري في طرابلس لن نكتفي بالوقوف مكتوفي الأيدي لنتفرج على احراق المدينة وتهديد أمنها

*الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون : أي اتفاق أميركي ـ إيراني يحيل "حزب الله" على التقاعد

*حوري: ما تقوم به الدولة أمن بالتراضي وليس فرض هيبة

*فتفت: أستبعد توقف حوادث طرابلس واعتبر أن بــري ديكتاتور حقيقي غير مُقنّـع"

*طلب اتهام 72 مدعى عليهم في احداث عبرا بينهم الاسير وشاكر

*اطلالة شاملة لنصرالله الاثنين: دعوة للحوار وتشكيل الحكومة /الازمة السورية مستمرة والحديث عن معركة القلمون تكهنات

*رعد: التطاول على المقاومة خط أحمر وكل ما دون ذلك قابل للنقاش

*نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الشيخ حسن المصري: الوجود المسيحي في المنطقة ليس منة من احد تعالوا الى طاولة الحوار ولتشكيل حكومة شراكة وطنية

*الوزير محمد فنيش: نتصدى للتيارات التكفيرية لأنها سلكت طريق القتل والإجرام واستباحت دم المسلمين

*النائب علي بزي: لمصلحة من تعطيل مؤسسات البلد؟

*الوزير السابق محمد جواد خليفة للبنان الحر : لبنان كان منخرطا في موضوع سوريا منذ اليوم الاول  

*السنيورة: لحكومة من غير الحزبيين الوضع القائم في طرابلس ما عاد يُحتمل

*القرار 1559 حيّ ولم ينفذ كاملاً ونصائح بان تتكرر بلا ترجمة

*مجدل عنجر تشيّع قتيلين سقطا في مواجهات مع الجيش

*جوائز الأُمْنيات/الـيـاس الزغـبـي

*كرة تمويل المحكمة بين ميقاتي ووزير المال كتاب جديد للصفدي يطلب الموافقة الاستثنائية/سابين عويس/النهار/

*مُثالثة مُطبّقة ولو لم تقرّ/المحامي حسان الرفاعي/جريدة الجمهورية

*جوجلة" قضايا... الفراغ "آخر العنقود"/مارون حبش/

*معركة القلمون.. تهويل "حزب الله" لن يجدي "انتصاراً"/فاطمة حوحو/ المستقبل

*المشروع السياسي وراء «جنيف 2»/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*إنكفاء لافت للوساطات الديبلوماسية عن لبنان هل يمكن أوروبا الدفع نحو حكومة انتقالية/روزانا بومنصف/النهار

*الإبراهيمي يصل إلى إيران وأنباء عن تأجيل جنيف 2 /دبلوماسيون: النتائج الأولية لجولة المبعوث الدولي قد تدفعه إلى تكثيف المشاورات

*إيران تشنق 16 متمرداً عقب مقتل 14 من حرس حدودها/وحدات من الجيش الإيراني تنتشر في المنطقة الحدودية قرب حدود باكستان

*واشنطن بوست”: نظام الاسد يستهدف المستشفيات والاطباء بشكل ممنهج  

*"الراي": فرص انعقاد "جنيف - 2" قبل نهاية السنة ضئيلة/تقديـرات اعـادة اعمـار سوريا تفوق 85 مليـار دولار

*600 مليار دولار حجم الثروات العائلية في السعودية

*المملكة تحتل المركز الأول بين دول الشرق الأوسط تليها الإمارات ثم مصر

*241 تريليون دولار إجمالي الثروات العائلية حول العالم

*الاثنين أول اختبار لجدية إيران في «القضايا العالقة» بملفها النووي/مصادر: المباحثات مفصلية لأنها ستوضح إن كان حدث تغير بالفعل في موقف طهران

*سليمان في مؤتمر مسيحيي المشرق: سقوط المسيحية الحرة في لبنان ينهيها في الشرق وأمير قطر يبذل جهده لتحرير المطرانين

*مقابلة/عون: ليأتِ سلام إلينا أو ليُجرِ جولة مــشاورات جديدة

 

 

تفاصيل النشرة

 

رسالة يعقوب/الفصل 01/01-08/الإيمان والحكمة

إفرحوا كل الفرح، يا إخوتي، حينما تقعون في مختلف أنواع المحن. فأنتم تعرفون أن امتحان إيمانكم فيها يلد الصبر. فليكن الصبر حافزا لكم على العمل الكامل حتى تصيروا كاملين من جميع الوجوه، غير ناقصين في شيء.

وإذا كان أحد منكم تنقصه الحكمة، فليطلبها من الله ينلها، لأن الله يعطي بسخاء ولا يلوم. وليطلبها بإيمان لا ارتياب فيه، لأن الذي يرتاب يشبه موج البحر إذا لعبت به الريح فهيجته. ولا يظن أحد كهذا أنه ينال من الرب شيئا،

لأنه إنسان منقسم الرأي متردد في جميع طرقه.

وهم حماية نظامي إيران وسوريا للمسيحيين المشرقيين ودور الإسخريوتيين من كنائسنا
بالصوت/قراءة للياس بجاني في وهم حماية نظامي إيران ودمشق للمسيحيين وفي جحود رجال دين كبار من كنائسنا/أهم الأخبار/26 تشرين الأول/13

اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/26تشرين الأول/13
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية
اضغط هنا لقراءة التقرير باللغة الإنكليزية/نظام طهران يجلد 4 مسيحيين 80 جلدة.. لتناولهم النبيذ خلال المناولة الأولى

مؤتمرات مسيحية ضد المسيحيين تسوّق لإرهاب محور الشر الإيراني_السوري
الياس بجاني/26 تشرين الأول/13/أي عاقل لبناني مسيحي يحترم نفسه ويؤمن بربه وبلبنان الكيان والوطن والإنسان والتاريخ والقيم والرسالة، ويقدس دماء الشهداء، قد يتوهم ولو لثانية أن مصير ووجود المسيحيين في لبنان والمشرق يجب أن يتولى أمرهما من خلال مؤتمرات أو ندوات كتبة وفريسيين واسخريوتيين من أمثال المطران سمير مظلوم، الظالم للحق والحقيقة والمحسوب سياسياً على محور الشر السوري-الإيراني، أو زميله في نفس التوجهات والثقافة المطران أيلي نصار المتخصص في موبؤات الحقد والفتنة، أو لا سمح الله ربع المرتزقة والمسورنين ورافعي شعارات التغيير والإصلاح الكاذبة من المسيحيين في 8 آذار. إن فقط الغبي والجاهل والمأجور قد يتوهم ذلك. إن فاقد الشيء لا يعطيه وبالتالي كل المؤتمرات التي تعقد تحت عنوان حماية الوجود المسيحي وكما كل الخطب والمواعظ والجولات والتصريحات والمسرحيات الإعلامية الخادعة التي يرعاها محور الشر السوري-الإيراني هي بالواقع المعاش والملموس تؤذي المسيحيين ولا تفيدهم. في هذا الإطار يعقد اليوم في لبنان (الربوة) المؤتمر العام الأول لمسيحيي المشرق الذي قاطعته كل الشرائح المسيحية اللبنانية الحقة والسيادية. الخبر التالي يعري نفاق حماية محور الشر للمسيحيين ويفضح اضطهاده لهم:
نظام طهران يجلد 4 مسيحيين 80 جلدة.. لتناولهم النبيذ خلال المناولة الأولى
وكالات/26 تشرين الأول/13/حكم القضاء الإيراني على أربعة من المسيحيين الإيرانيين بثمانين جلدة لتناولهم النبيذ خلال احتفال مناولة أولى ولحيازتهم على جهاز راديو. واعتبر المدير التنفيذي لوحدة المسيحيين في العالم Mervyn Thomas أن الحكم على أفراد من الكنيسة الإيرانية هو جريمة بحق سر مقدس لدى المسيحيين. هذا وانتقد تقرير للأمم المتحدة إيران واتّهمها باضطهاد غير المسلمين. واعتبر أن ما حصل تعدياً غير مقبول على الحق في ممارسة الإيمان بحرية وبسلام.
اضغط هنا لقراءة التقرير باللغة الإنكليزية/

البابا عبر تويتر: إننا نشارك في الكثير من الأحيان في عولمة اللامبالاة

إننا نشارك في الكثير من الأحيان في عولمة اللامبالاة؛ فبدلا من ذلك، دعونا نجتهد في عيش تضامنا عالميا.

 

30 عاماً من الإرهاب الذي ترعاه إيران

ماثيو ليفيت/نيويورك ديلي نيوز

قبل ثلاثين عاماً - في 23 تشرين الأول/أكتوبر 1983 - اصطدمت شاحنة توصيل بضائع مملوءة بـ 18000 رطل من المتفجرات بثكنات مشاة البحرية الأمريكية في بيروت. وبعدها بثوانٍ، اصطدمت سيارة مفخخة أخرى بمبنى عسكري فرنسي على بعد أربعة أميال. وقد فقد 241 جندياً أمريكياً و58 جندياً فرنسياً أرواحهم جراء هذين الحادثين، وجميعهم أفراد "القوات المتعددة الجنسيات في لبنان". ولم يكن الهجوم على ثكنات قوات المارينز أكبر انفجار أحادي غير نووي منذ الحرب العالمية الثانية فحسب، بل أيضاً أعنف هجوم إرهابي ضد الأمريكيين حتى ذلك الحين. ولا تزال آثار تلك اللحظة تطاردنا حتى اليوم. وقد أعلنت تلك الهجمات، التي نفذها «حزب الله» بموجب أوامر من إيران، عن ظهور الجماعة الشيعية اللبنانية كقوة إرهابية مناهضة للغرب بدعم وتوجيه من طهران. واليوم، وعلى الرغم من العلاقات الدافئة بين الولايات المتحدة وإيران، لا يزال «حزب الله» سلاح في ترسانة إيران، ووسيلة لتحقيق أجندة الثورة الإسلامية في سوريا والعمليات الإرهابية في جميع أنحاء العالم. ورغم حملة التملق الحالية للرئيس الايراني حسن روحاني - واقتراحات البعض بأن الجمهورية الإسلامية تعمل على التخفيف من حدة موقفها وإضفاء طابع الاعتدال عليه - إلا أنه من غير المرجح إلى حد بعيد أن تلقي إيران بالاً لكبح جماح «حزب الله». لقد تأسس «حزب الله» على يد "فيلق الحرس الثوري الإسلامي" الإيراني بعد وقت قصير من اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979، وكانت تربطه دائماً علاقة وثيقة مع إيران قائمة على مبادئ أيديولوجية مشتركة. وقد وصف ذلك مدير "المركز القومي لمكافحة الإرهاب" ماثيو أولسن بقوله أن «حزب الله» لم يعد اليوم مجرد وكيلاً لإيران، بل دخل في "شراكة استراتيجية" مع الجمهورية الإسلامية. أو على حد قول مدير "الاستخبارات الوطنية" الأمريكية جيمس كلابر، "تربط «حزب الله» وإيران علاقة شراكة...والإيرانيون هم الشريك الأكبر".

وقد ثبت أن هذه علاقة متبادلة المنفعة على مدى السنوات الـ 30 الماضية. فـ «حزب الله» يحصل على عشرات الآلاف من الصواريخ ومئات الملايين من الدولارات سنوياً من إيران، فضلاً عن الدعم التدريبي والعملياتي التي تقدمه الجمهورية الإسلامية. بينما تتمثل استفادة إيران من «حزب الله» في حصلولها على نافذة ممتدة على البحر الأبيض المتوسط وما وراءه - ووسيلة لاستهداف أعدائها عن بعد مع قدرة معقولة على الإنكار.

واليوم، يستهدف «حزب الله» السياح الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم - في بلغاريا، قبرص، تايلاند، نيجيريا - ليس من أجل أي مصلحة لبنانية بل وفقاً لأوامر إيران. وقد خلص "التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية حول الإرهاب في العالم" بأن عام 2012 شهد "تجدد ملحوظ في رعاية الجمهورية الإسلامية للإرهاب" حيث "بلغ النشاط الإرهابي لإيران و«حزب الله» مستوى لم يشهده منذ تسعينيات القرن الماضي".

هل يمكن أن يمثل انتخاب روحاني الأخير كرئيس بداية النهاية لشراكة من العنف دامت 30 عاماً بين طهران و«حزب الله»؟ ليس من المرجح. لقد كان الرئيس الإيراني "المعتدل" الأخير، محمد خاتمي، الذي انتخب عام 1997، يعتبر من أنصار «حزب الله» وفقاً لـ "وكالة الاستخبارات المركزية" الأمريكية. ومثله مثل جميع الرؤساء الإيرانيين الآخرين قبله وبعده، لم يمتلك خاتمي الصلاحية لنقض القرارات الإيرانية المتشددة للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي يمارس السلطة النهائية على «حزب الله» وجميع القرارات الإيرانية الهامة الأخرى. وفي الوقت نفسه، بينما يُنفذ «حزب الله» عمليات في جميع أنحاء العالم بإيعاز من إيران، يتورط عملاء إيران في عملياتهم السرية الأخرى أيضاً. وفي الشهر الماضي فقط، اعتُقل في تل أبيب عميل إيراني مزعوم من "قوة القدس" وبحوزته صوراً للسفارة الأمريكية. وبينما يحاول المفاوضون إيجاد حل دبلوماسي للأزمة بشأن برنامج إيران النووي، تمثل الذكرى السنوية لتفجيرات بيروت رسالة تذكير جاءت في الوقت المناسب ومفادها أن التوترات مع إيران يجب ألا تقتصر على سعي طهران لامتلاك سلاح نووي. وفي الوقت ذاته، ومن خلال وكيلها الإرهابي، ترعى هذه الحكومة بلهفة قتل الأبرياء في جميع أنحاء العالم. **ماثيو ليفيت هو مدير برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن ومؤلف كتاب "«حزب الله»: البصمة العالمية الواضحة لـ «حزب الله» اللبناني

 

وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون: حرب اهلية اندلعت في لبنان بين حزب الله وعناصر جهادية عالمية

اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون أن “حربًا أهلية” اندلعت في لبنان بين حزب الله وعناصر جهادية عالمية حاولت جرّ إسرائيل إلى النزاع. وقال يعالون: لأولئك الذين لا يعلمون بعد، هناك بالفعل حرب أهلية في لبنان مضيفا أن عناصر الجهاد العالمي، التي تسللت إلى لبنان، تهاجم حزب الله وتفجر سيارات مفخخة في الضاحية الجنوبية لبيروت وتطلق صواريخ عليها وعلى وادي البقاع في إشارة منه إلى معاقل حزب الله في لبنان.

وأشار إلى أن هذه العناصر الجهادية كانت وراء إطلاق أربعة صواريخ من لبنان على شمال إسرائيل في آب الماضي، موضحاً أن هذه العناصر كانت تحاول دفع إسرائيل إلى الرد على حزب الله بإطلاق صواريخ عليه. وأضاف أن حزب الله سارع إلى إعلان عدم مسؤوليته عن إطلاق هذه الصواريخ، وهذا مثال أخر على قوة الردع الإسرائيلية بحسب تعبيره.

 

عون الخروف

بقلم أمجد اسكندر/موقع القوات اللبنانية

منذ ربط ميشال عون مصيره بمجموعة إسلامية أصولية على مذهب أهل الشيعة، حاول تمويه هذا الانقياد بتقديم نفسه زعيما مسيحياً، لا شاغل له إلا الدفاع عن المسيحيين. لم تعد كلماته السابقة عن العلمانية تنفعه فتناساها. الأفكار عنده محارم ورق. ولأن عون يفهم الأمور من أذنابها، أساءت “مسيحيته المُستجدة” الى جوهر المسيحية، مثلما أساءت الى المصلحة السياسية للمسيحيين في لبنان. في الواقع، ميشال عون خروف! والخروف في المسيحية إن لم تفهم دلالاته، تحولت “خروفاً” بالمعنى الشعبي. مسيحنا راعٍ صالح جاء ليقودنا الى “مراعٍ خصيبة” لا الى الذبح. وحده هو الذبيحة ولسنا نحن. هو الحمل الوديع بشهادة “النؤمن بإله واحد”، إذ تتابعت أربعة أفعال ماضية، وهذا نادر في اللغات. “تألم ومات ودُفن وقام”. وعندما لا تفهم المعاني المسيحية فأنت “خروف”، وليس من صفات الخروف الذكاء. هنا “الخروف العوني”، أقرب الى كلمة “الخَرَفْ”. وكما لكل كلمة أكثر من مُرادف، “خروفية” عون تريدنا “ضحايا”. لا شهود ولا شهداء. كأن من يقود خراف هذه الرعية ليس الراعيَ الصالح، بل قصَّاب أو جزّار أو لحَّام! يا له من فرق شاسع. وقَعَ عون تحت سكين نظام الأسد، وقاد نفسه بنفسه الى المسلخ بدلا من الذهاب الى “المراعي الخصيبة”. لبس جلد خروف، وقدَّمَ رأسه “ضحية” على مذابح نظام الأسد. كيف؟ طوال نحو خمسين عاماً، كانت مصلحة عائلة الأسد العَلَوِية تقتضي المزايدة على شعارات الأكثرية السُنية في تلك المرحلة. وكان في صميم هذه المزايدة ابتعاد نظام الأسد عن أي تقارب سياسي مع “الأقليّات”. لا بل كان يبيع “الأكثرية” في سوريا والمحيط، بأنه “الأقليّة” التي يجب دعمها ليستمر في قمع وخنق “الأقليّات” الأخرى. مصلحته الحيوية كانت في ضرب أي تقارب بين العلويين والدروز والمسيحيين. وما فعله” النظام العلوي” بالدروز والمسيحيين قدمه مراراً كنوع من شهادة حسن سلوك. كان النظام قوياً ومتماسكاً ولم يكن في حاجة لتحالف مع “الأقليّات”، فضربها وقمعها. وكان عون بين المضروبين. اليوم ضعف “النظام العلوي” فاستنجد بفكرة “تحالف الأقليّات”، كخشبة خلاص وحيدة لينقذ نفسه. وبلع “عون الخروف” الطُعم. تناسى عون أن نظام الأسد دعم “التكفيريين” عندما رأى مصلحةً في المُشاغبة على الأميركيين في العراق، وعلى اللبنانيين في مخيم نهر البارد. قال الأسد لعون الخروف: “جاء الذئب. جاء الذئب”. فكيف تريدون أن لا يكون الخروف ضحية إذا وقع بين حيوانين ضاريين: ذئبٌ وهِزَبْرٌ. (الهزبر من أسماء الأسد).

 

تيري رود لارسن: لبنان في وضع خطير قد يحول دون رئيس جديد

اقترح موفد الأمين العام للأمم المتحدة لتنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن في حديث لصحيفة “النهار” إقامة “منطقة انسانية” داخل سوريا للحد من التدفق الهائل للاجئين الى دول الجوار، معتبراً ان “لبنان يتجه “بسرعة قياسية” الى “وضع خطر جداً” بسبب استمرار تدفق اللاجئين السوريين إليه، فضلاً عن أزمة الفراغ السياسي، الذي قد يحول دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وليواجه تالياً “الوضع الأخطر في تاريخه منذ انتهاء الحرب الأهلية”.

وأوضح أن “لبنان يواجه وضعاً عصيباً بسبب التدفق الهائل للاجئين السوريين اليه، فضلاً عن الفراغ السياسي المتزايد في البلاد”. وتخوّف من “مصاعب محتملة أمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية” خلفاً للرئيس ميشال سليمان الذي تنتهي ولايته الصيف المقبل، مما “قد يدفع لبنان بسرعة قياسية الى وضع خطر جداً”، علماً أنه “يواجه اليوم الوضع الأخطر في تاريخه منذ انتهاء الحرب الأهلية”.

 

مصادر سياسية لـ”المركزية”: محورا الصراع الاقليمي في طرابلس لن يتخليا عن ورقتهما

قالت مصادر سياسية مطلعة على الجهود المبذولة لوقف حمام الدم في طرابلس  لـ”المركزية” ان فصل طرابلس عن الاجندات الخارجية ووقف استعمالها صندوق بريد لتبادل الرسائل الاقليمية بات يشكل الحل الوحيد ربما بعدما ثبت للقاصي والداني ان نزاع جبل محسن – باب التبانة هو مرآة للصراع الاقليمي المحتدم بين محورين لا يبدو اي منهما مستعدا للتخلي عن ورقته. الا ان المصادر اشارت الى ضرورة التعاطي الامني مع الوضع من زاوية الخطر الداهم وانشاء غرفة عمليات مشتركة للاجهزة الامنية كافة لتنسيق عملها وتحديد خطة جدية توازيا مع رفع الغطاء السياسي عن كافة القوى المنخرطة في الصراع.

 

مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار: هناك فريق يعلن ولاءه للخارج وينفذ خطة خارجية والقوى الامنية هي العمود الفقري لامن الوطن

اكد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار "ان ما يحدث في طرابلس ليس له علاقة باي مذهب او طائفة، طرابلس قضيتها قاصرة على نقطتين هناك فريق يعلن ولاءه للخارج وينفذ خطة خارجية يعتدي على كرامة هذه المدينة، ونحن ما زلنا في حالة من رباطة الجأش لاننا لا نريد ان نجر الى فتنة مذهبية او طائفية، لذا نطالب بتطبيق ما اعلنه اجتماع بعبدا بقيادة فخامة الرئيس ودولة الرئيس ميقاتي وسائر القوى الامنية".

وقال: "من غير المسموح به ان يستنزف دم الشمال وطرابلس لذا نستصرخ ضمير الامنيين ان يكونوا دائما في حالة يقظة لان الموضوع عندهم والحل عندهم، وهم العمود الفقري لكل ما له علاقة بامن الوطن وطرابلس. لن نكرر اي موقف الا ما له علاقة بالدولة وحدها، ونطالب باسم الجميع بايقاف اولئك المجرمين واحيي القضاء الذي يقوم بكل ما له علاقة بالتحقيقات

هذا وقد ارتفع عدد الضحايا في طرابلس الى 9 وأكثر من 80 جريحا بسبب الاشتباكات التي اندلعت منذ الاثنين الماضي

 

عودة الهدوء الى طرابلس بعد ليلة من الاشتباكات اوقعت 4 قتلى

نهارنت/عاد الهدوء الحذر الى محاور القتال في طرابلس، فجر السبت، بعد ليلة من الاشتباكات التي أدت الى سقوط اربعة قتلى مدنيين، في حين أن الجيش اللبناني يقيم حواجز ثابتة ويدقق بهويات المارة، وفق ما أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام". ولفتت الوكالة الى أن الهدوء، اخترقه اطلاق بعض الاعيرة النارية المتفرقة بعدة مناطق في طرابلس، الا أن الجيش رد على مصادر النيران بشكل مباشر من أجل اخمادها، لافتة الى ليلة الاشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة، حيث استخدمت الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية. وأعلنت أن الاشتباكات الليلية أدى الى مقتل 4 مواطنين، هم: قاسم خضر الملقب بـ"أبو زيد"، ابو بكر الميقاتي، محمد خالدية الملقب بـ"حمور"، زين الدين النابلسي. ولفتت الى أن الجيش اللبناني أقام فجر السبت حاجزاً كبيراً عند الاوتوستراد الدولي الذي يربط طرابلس بعكار عند مستديرة نهر ابو علي، ويقوم بالتدقيق بهويات المارة وتفتيش السيارات وتوقيف مطلوبين، مشيرة الى أن الاوتوستراد بات سالكاً ويشهد حركة مرور خفيفة. وأشارت الى أن المحال والمصارف والمؤسسات التجارية والمدارس في المناطق البعيدة من اماكن الاشتباكات، قد فتحت أبوابها، فيما لا تزال فروع الجامعة اللبنانية في القبة والمهنيات والمدارس القريبة من مناطق الاشتباكات مقفلة. يُذكر أن تبادل اطلاق نار، وعمليات القنص بدأ مساء الاحد، ويستمر بشكل متقطع، حيث تشتد المعارك ليلاً وتهدأ وتتقطع نهاراً، الامر الذي ادى الى سقوط قتلى مدنيين وجرحى من المدنيين ومن الجيش اللبناني. وغالباً ما تندلع الاشتباكات وعمليات القنص بين جبل محسن، ذات الغالبية العلوية المؤيدة للنظام السوري، وباب التبانة، ذات الغالبية السنية المؤيدة لحركة الاحتجاج السورية، ما يؤدي الى سقوط قتلى وجرحى فضلاً عن الاضرار المادية.

 

طلقات نارية في طرابلس اثناء تشييع ضحايا معارك التبانة وجبل محسن

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس محسن السقال، أنه يسمع في هذه الاثناء أصوات الطلقات النارية الغزيرة في المدينة، تبين أنها ناتجة عن تشييع ضحايا المعارك بين التبانة وجبل محسن.

 

شعبة المعلومات تملك أدلّة على تورّط رفعت عيد وعضو بحزب الله في تفجيري طرابلس

خاص بـ"الشفاف"/أشارت معلومات من العاصمة اللبنانية أن مسؤول العلاقات السياسية في الحزب العربي الديمقراطي رفعت علي عيد، متورط في تفجير المسجدين في طرابلس مضيفة ان بحوزة شعبة المعلومات ما يكفي من الأدلة الدامغة والبراهين التي لا يرقى اليها الشك، فضلا عن اعترافات الموقوفين والشهود لإدانة رفعت عيد. وتشير المعلومات الى ان عدد المتورطين في التفجيرين يبلغ 9 أشخاص يتواجدون في بعل محسن إضافة الى عيد، أوقفت شعبة المعلومات 3 من بينهم ابرزهم المتهم يوسف دياب وهو الذي قاد سيارة الفورد رباعية الدفع واوقفها امام مسجد السلام، كما أُوقف شخصا ثانيا من بعل محسن، وثالثا من حزب الله أنكر في التحقيقات علاقته بالتفجيرين. وفي سياق متصل قتل اليوم "بسام عبدالله"، وهو واحد من ابرز المسؤولين العسكريين في ميليشيا رفعت عيد، واحد المطلوبين للاشتباه بتورطهم في تفجيري المسجدين، في كمين نصبه مسلحون في منطقة البقار في القبة شرق مدينة طرابلس. وفي طرابلس يتواصل إطلاق النار لليوم الرابع على التوالي، من بعل محسن نحو باب التبانة، وسط التزام من ما يسمى بـ"قادة المحاور" في باب التبانة بعدم الرد على مصادر إطلاق النار في بعل محسن حتى منتصف الليل. وتشير العلومات الى ان اجتماعا عقده "قادة المحاور"،امهلوا فيه سعاة الخير من جيش لبناني، وسياسيين يتقدمهم رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ورجال دين يتقدمهم مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، حتى منتصف ليل اليوم الخميس من اجل العمل على إنهاء الوضع الشاذ في بعل محسن، وتسليم المطلوبين المتهمين بتفجير المسجدين في طرابلس للقضاء، تحت طائلة التراجع عن قرار عدم الرد، وما هو ابعد من ذلك حسب ما اشارت المعلومات. ميدانيا أشارت معلومات خاصة الى ان ما يسمى بـ"كتيبة سعد المصري"، و"جماعة محمود الاسود"، أعلنتا الاستنفار الشامل في باب التبانة، وفي المقابل دُعي أهالي بعل محسن للنزول الى الملاجىء.

 

طرابلس تعيش معاركها الأعنف.. وانخراط مقاتلين جدد في القتال/اتصالات واجتماعات مكثفة لتدارك التطور الدراماتيكي للوضع الأمني

الشرق الأوسط/تكثفت الاجتماعات والاتصالات طوال يوم أمس لتدارك الوضع الأمني الذي تدهور بشكل دراماتيكي في مدينة طرابلس، شمال لبنان، بدءا من ليل الخميس، مع تصاعد الاشتباكات بين محلتي جبل محسن ذات الغالبية العلوية وباب التبانة، ذات الغالبية السنية، بشكل كبير. واشتدت حدة الاشتباكات أمس، إذ قدر عدد القذائف التي سقطت على طرابلس خلال ثلاث ساعات فقط بنحو خمسين قذيفة. ونظرا لخطورة الوضع الأمني، ألغى الرئيس اللبناني ميشال سليمان زيارة مقررة إلى النمسا ليتسنى له متابعة أحداث طرابلس، فيما أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة اتصالات، شملت سليمان ونواب طرابلس وفعالياتها. وشدد على ضرورة تطبيق الإجراءات الأمنية والقضائية ورفع كل غطاء سياسي عن المخلين بالأمن، لافتا إلى أهمية تهدئة الخطاب السياسي في هذا الظرف الدقيق. وأتى التصعيد بعد ساعات على اجتماع لهيئة العلماء المسلمين وقادة المحاور في التبانة، صدر بعده بيان تلاه الأمين العام لتيار أهل السنة الشيخ سالم الرافعي، الذي طالب «بكشف ومحاسبة الجناة في تفجيري طرابلس نهاية أغسطس (آب) الماضي، لتهدئة النفوس»، علما بأن اتهامات بالتفجيرين وجهت إلى مجموعة من جبل محسن. وكانت ليلة أول من أمس قد شهدت تحولا ميدانيا بعد أن انخرطت مجموعات جديدة مسلحة من باب التبانة في المعارك، منها إسلامية ومحسوبة على سياسيين، ما رفع عدد المقاتلين وزاد من شراسة المعركة. واستمرت الاشتباكات بوتيرة أخف، خلال ساعات نهار أمس، كما بقي القناصة على نشاطهم ليحصدوا عددا جديدا من الضحايا وصل إلى قتيلين وعشرين جريحا. وأكد المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي، اللواء أشرف ريفي، المتحدر من المدينة، أنه «طفح الكيل، وما يجري ليس مقبولا، ويجب أن يتوقف فورا»، مشددا على أن «طرابلس تعرضت لـ17 اعتداء بعد 7 مايو (أيار) المشؤوم».

وسأل ريفي، في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس أمس: «لماذا لم تبادر الدولة إلى اعتقال المجرمين في تفجيري السلام والتقوى»، مشيرا إلى «إننا ننتظر من الدولة مبادرة سريعة كي لا يتطور الوضع بطرابلس، التي لم تعد قادرة على تحمل الاعتداءات». وقال ريفي: «لا قادة محاور في طرابلس إنما هؤلاء هم أبناؤنا وهناك من يسعى لتشويه صورتهم». ويقدر عدد قادة المحاور في باب التبانة بحسب المقاتلين أنفسهم، بأكثر من مائة، يشرف كل منهم على مجموعة مسلحة. وهم رغم غياب التنسيق الحقيقي بينهم، يجمعون أن جبل محسن، محكوم من حزب يتآمر عليهم مع النظام السوري. وزاد من حدة العداء الاتهام الذي وجه إلى مجموعة من جبل محسن، بمسؤوليتها عن تفجيري طرابلس. ويصر المقاتلون في التبانة، بحسب عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ نبيل رحيم، على أن «هناك تراخيا في التحقيقات وخمسة فارين يتوجب تعقبهم بشكل جدي»، متهمين الدولة بـ«التقاعس».

ويقول رحيم لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا أحد يريد التصعيد والمشكلة معقدة»، معربا عن اعتقاده بأن «الحل الجذري في طرابلس ينتظر الحسم السوري، فالترابط بات واضحا». ولا يخفي إمام مسجد «خالد بن الوليد» في باب التبانة الشيخ وليد طبوش، تخوفه من أن تكون منطقته مع جبل محسن، هما اللتان ستقدمان «الفاتورة الأغلى» في لبنان بسبب الحرب في سوريا. واعتبر طبوش في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «ثمة من يبحث عن مكاسب سياسية من وراء هذا الاقتتال»، وتوقع أن «تكون معركة القلمون حاسمة بالنسبة لمصير لبنان وسوريا معا»، معتبرا أن «فتح جبهة طرابلس قد يكون من مصلحة أطراف عدة، محلية وإقليمية. لكن من واجبنا أن نحيد طرابلس، بشتى السبل». وشدد طبوش على أن المطلوب هو «تدخل حازم من الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بجمع الأطراف المتقاتلة وإجراء مصالحة عاجلة». وأكد أنه «لا شروط عند أحد لوقف الاقتتال، والحل قد لا يكون معقدا وإنما يحتاج لشيء من الحوار وترطيب الأجواء». لكن يبدو وبحسب ما يتسرب من معلومات، أن الجيش اللبناني عازم على أن يكون حازما هذه المرة، وهو يقيم حواجز يحاول من خلالها تطويق المسلحين والمعتدين من الجهتين. وشهدت حواجز الجيش منذ بدء هذه الجولة من الاشتباكات، مساء الاثنين الماضي، عدة اعتداءات، أدت إلى جرح أكثر من ستة جنود. وقال أحمد المرج، أحد فعاليات باب التبانة لـ«الشرق الأوسط» أمس: «هناك انزعاج من الجيش في باب التبانة، وعند السكان إحساس بأن هناك من يطوقهم، وهذا أمر يحتاج إلى معالجة». واستكمالا لما صدر عن الرئيس ميقاتي حول ضرورة محاسبة المخلين، أوعز مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر إلى جميع قادة الأجهزة الأمنية في الشمال، لتزويده بأسماء المشاركين في الأعمال الحربية والعسكرية الجارية في طرابلس، تمهيدا لإصدار مذكرات توقيف في حقهم. وإذا كان من شيء يتفق عليه الطرفان المتقاتلان في باب التبانة وجبل محسن اليوم، فهو أن معركتهما عبثية، وأنها تحرك لدى كلا الجانبين من الخارج، وأن قرارهما ليس محليا. ويعلق أحمد المرج على هذا الأمر بالقول: «نحن ورقتان محليتان، يلعب بهما طرفان متصارعان في المنطقة، ونحن أرض خصبة، لأننا نتقاتل منذ ثلاثين سنة، ويسهل تحريكنا واستغلالنا».

 

الطرابلسيون.. لا أمن ويحزنون

كارلا خطار/ المستقبل

سباق بين تمدّد الحريق والحسم الأمني في طرابلس على تنفيذ خطط أمنية تنجح في الضاحية الجنوبية وتأخذ الوضع الى مزيد من التصعيد في طرابلس. في شوارع عاصمة الشمال الجريحة، تلامذة حُرموا من المدرس، أطفال في المستشفيات، أمّهات وزوجات ينتظرن عودة أولادهّن وأبنائهنّ الى المنزل سالمين. خطة أمنية لم تبصر النور، لا استراتيجيا ولا تكتيكيا، فكلام رئيس النظام الكيماوي في سوريا استعر على أرض طرابلس وحرّك خطط المحسوبين على النظام السوري في جبل محسن وهكذا، بدل أن تكون نتيجة الخطة الامنية سلاما وراحة وهدوءا وطمأنينة، جاءت الخطة موقّعة بسلاح النظام وبعملائه في الداخل.

اعتقد أزلام النظام السوري أن الطرابلسيين محبطون. يقرأون جيداً ما قاله المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي عن "سقوط المحور السوري-الإيراني" من طرابلس. مرة جديدة أثبتت الفيحاء بأن خطورة الوضع مهما بلغت نسبتها فإن أبناءها يتمسّكون بالدولة وبسلاح الشرعية، على الرغم من كلام الممانعين الذي حفظه اللبنانيون والإتهامات التي يسوقونها الى الطرابلسيين الذين يطالبون بنزع السلاح المتفلّت خصوصا عند وصفهم سلاح "المقاومة" بالسلاح الوطني، وبأنه ليس سلاح شوارع.. لكنّ صورة طرابلس مختلفة عن صورة الضاحية، لأن الضاحية لم تنقذ نفسها من كونها ضحيّة للسلاح غير الشرعي، بينما طرابلس عرفت كيف تختزل الطريق وتقول كلمتها عندما تقصّر الدولة في حقّها. عاصمة الشمال لن تستسلم للمحور السوري الإيراني لأنها قررت إسقاطه بعنفوان أبنائها وبإرادة اهلها الذين تُركوا يواجهون مصيرهم بأيديهم، لن يسكتوا بعدما تقاعست الدولة عن أداء واجبها وحلّ حزب بشار الأسد في جبل محسن حين ألقي القبض على المتّهم بالتفجير أمام المسجدين. بإيعاز من الأسد، أسقطت حكومة الوحدة الوطنية، وقبلها أقفل المجلس النيابي، حوصرت بيروت واقتحمت منازل البيروتيين، ووصلت الممانعة الى الجبل، فكان لبشّار ما يريد.. طرابلس الارادة والشرعية اليوم ستستردّ من النظام ما ظفر به وستقضي على كل من يخدم النظام في مهدها. كلام الأسد الفتنوي الأخير حرّض علانية أصدقاء النظام السوري في لبنان على "زكزكة" اللبنانيين المؤيّدين للدولة والمعارضين للتبعية السورية-الإيرانية، لإذكاء نار الفتنة، فجاءهم الردّ نابعا من وطنية وثقة بالدستور والقانون لطالما تمتّعت بها قوى 14 آذار. وتربط قوى 8 آذار ما يحدث في طرابلس بالمشاركة في الحكومة وبعدم قناعة الطرابلسيين بالخطة التي أعدّتها الدولة.. فكيف كانت ستنتهي الخطة التي أعدّتها الدولة لطرابلس، طالما أن الخطة التي تنفّذ في الضاحية لا تقرّ بإلقاء القبض على المجرمين، كذلك لم تكن فاتحة الخطة الأمنية في طرابلس إتّخاذ التدابير المناسبة بحقّ الحزب العربي الديموقراطي. وطالما أن الخطة الأمنية في الضاحية هي حمائية حيث تلعب الدولة دور الشرطي، وفي طرابلس دور المتفرّج في أحيان كثيرة، فإن أحدا من اللبنانيين لن يرضى بأن يكون "طعما" سهلا لحلفاء بشار الأسد في لبنان، طالما أن كلام وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال فادي عبود عن "أن الدولة جدية بخطوتها في السيطرة على الأمن" غير مقترن بآلية تطبيق فعلية أو على الأقل ظاهرة وتستحق الثقة! أما الواقع فهو إهمال رسمي تواجهه طرابلس، عن قصد أم عن غير قصد، فما يعني اللبنانيون أن يلمسوا اهتمام الدولة بهم وأن يشعروا بأنهم ليسوا مواطنين درجة ثانية لا يستحقون العناية والعطف من الدولة التي يعيشون في كنفها.. وما يحدث اليوم في طرابلس ليس بمعزل عن العكاريين الذين غرقوا في عبارة الموت، إنها "آخرة" الإهمال والتسيّب. هذا الواقع جسّده عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر الذي لفت الى ان "الناس لا تشعر بأن هناك محاولة لردع المعتدين وضبط الامن". الطرابلسيون على لسان نوابهم يناشدون الجهات المختصة لمواجهة المعتدين، وكان آخر الإجتماعات في منزل عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة الذي توجّه الى كل المعنيين من أبناء المدينة والمعنيين من قوى أمنية، وقد وصف المعتدين بـ "العصابة المسلّحة"، محذّرا من "جرّ المدينة لصراعات لا تخدم إلا المتورّطين". إن أي حرّ لن يقبل التزام الصمت وانتظار "الفرج" الذي وصل سريعا الى الضاحية وتعرقل وصوله الى طرابلس، حتى باتت الخطط منها ما هو "ديليفري" مجاني ومنها ما يدفع ثمنه الشعب اللبناني دما ودموعا وقهرا.

 

وفاة الجريح ميقاتي في المستشفى الاسلامي بطرابلس

الجمهورية/وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام " في طرابلس محمد سيف، عن اعلان مدير المستشفى الاسلامي عزام اسوم، وفاة الجريح الثاني الذي وصل نتيجة اصابته في صدره لجهة القلب، على محور سوق القمح الحارة البرانية ابو بكر ميقاتي، اثناء خضوعه لعملية جراحية. تراه التفاهم المستبعد بين طهران والسعودية، أم بين طهران والدول العظمى هو الذي يأسر لبنان؟ ترى هل التبديل في القيادة القطرية هو الذي يفكّ أسر لبنان؟ أم أنّ اللبنانيين، أو بعضهم، يأسرون لبنان يوم يريدون، ويطلقونه يوم يريدون! وهل يقتضي في كلّ مرة إنتظار التطورات الخارجية من دولية وإقليمية لفكّ أسر لبنان؟ وهل أنّ الإنتقائية التي تعالج الهموم اللبنانية هي التي تعتقل لبنان أو تأسره؟ إذ كيف تُقطع طرق بيروت ويُحتجز الرهائن الأتراك لمبادلتهم برهائن لبنانيين من دون القيام بالفعل ذاته لأسرى آخرين لبنانيين، قد يكون بعضهم بات في دنيا الحق أو أننا نملك ملفات موثقة عن بعضهم، ونحن لم نعتمد يوماً هذه الأساليب سواء كنا أصدقاء للدولة الخاطفة (أو النظام الخاطف) أو كنا أعداء لها؟ ترى أين تقـع الدولة في هذه المسارات؟ وما هو موقف الشعب يوم يحصل العدوان على اللبنانيين وتكتشف إعتداءاتهم من خلال القضاء؟ ترى من يأسر المؤسسات الدستورية؟ فمجلس النواب مثلاً يريد له البعض أن يشرّع في ظلّ حكومة تصريف الأعمال فيما أقفله يوم كان يجب فتحه في السابق! وهو في الوقت عينه من عطّل النصاب في المجلس الدستوري! والحكومة معطلة والمجلس الدستوري أيضاً، وها هو اليوم على قاب قوسين من أسر موقع الرئاسة من خلال الفراغ المرتفعة أسهمه، وقد أدّى الفراغ في الرئاسة عام 1988 إلى "اتفاق الطائف"، وفي العام 2007 إلى "اتفاق الدوحة"، وفي العام 2014 إلى "اتفاق إذعان" أو إكراه جديد لا تكون عواقبه محمودة. ترى من يأسر المؤسسات العسكرية ويصادر دورها؟

من يملك القدرة على بث الفساد في الإدارات وفي ذهنية المواطن وتغييب فكرة الإنتماء إلى الدولة؟ من يرهب القضاء ومن يرهب القوى السياسية ومن يأسرها في مقارها خوفاً من الإغتيال؟ ومن يأسر طموحات اللبنانيين ومستقبلهم ومن يقتل الآمال ببناء دولة أفضل؟ وإذا كنا نهنّئ لبنان بعودة بعض أسراه (علّنا نمنع أسباب هذا الأسر مجدداً) إلّا أننا لا نجد من يبرّد قلوب الحزانى على أسراهم والمفقودين، فلا حزب معسكراً يرشدهم إلى طريق الخلاص، وما أدراك ما هو هذا الطريق، ولا أهلهم يملكون القدرة على شلّ المرافق العامة والمواقع السياحية والديبلوماسية لبعض الدول، ولا هم قادرون على تهديد الدولة وتهديد وزرائها والمؤسسات الأمنية والقضائية؟ ومن يملك القدرة على الهرب من الملاحقات القضائية، ومن يعيش في بيئة مساعدة لهذه الذهنية وثقافة الخروج على القانون؟

طوبى لكم أيها الحزانى والثكالى بدموع الأسى، فإذا حملوا قضيتكم يوماً وتناسوها دهراً فلا تغفلنّ أنّ كثراً يحملونها في فكرهم ووجدانهم وضميرهم، وإنني والحال هذه أتحسس مآسيكم وقلبي ينبض حزناً عليكم وعلى أسراكم، وهذا ليس بدافع من الشفقة بل لأنّ إنتمائي إلى الإنسانية والمواطنية يجعلني أفرح للأسرى المفرج عنهم وحزيناً على أولئك المنسيّين المهملين في زمن لا يزال طليقاً فيه كلّ من تسبّب باعتقالهم أو إخفائهم.

ترى من يفكّ أسرى الحرب وأسرى ما بعد الحرب؟ ومن يفكّ أسر بطرس خوند وجوزف صادر والمطرانَين بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم وسواهم كثر؟ وهل يملك أهل هؤلاء كلّ الوسائل التي استخدمها أهل مخطوفي أعزاز لفكّ أسرهم؟ ترى أين الجانب القضائي في إطار ملاحقة خاطفي الطيارَين التركيَين؟ ومن تواصل معهم وحملهم على فكّ أسر الطيارَين من دون عقاب؟ وهل بات استيفاء الحق بالذات أمراً محللاً لأنّ الدولة غائبة أو أنها حالة إستثنائية تطمر فيها الدولة وجهها في التراب وتغضّ الطرف عن هذه الحالة الشاذة وعن الخاطف ما يشجع أهالي المخطوفين على سلوك هذا النهج الشاذ؟

وهل خاطفو الأستونيين تجوز ملاحقتهم قضائياً، أما خاطفو التركيين فيصبحوا أبطالاً كمن يخطف يهوداً داخل الأراضي اللبنانية؟ إنه زمن المعايير المزدوجة والإنتقائية حيث نطبّق كلّ شيء إلّا مفهوم الدولة والدستور والقانون، لا بل كل الشواذات التي تضرّ بهذا المفهوم. إنه زمن التبادل الديبلوماسي مع دولة فيها نظام يعتدي بالمتفجرات على اللبنانيين! وإلى أن يُفكّ أسر لبنان من كلّ هذا، ربما تمرّ عقود أو قرون ولن نتمكن من الإجابة عن هذه الأسئلة أو معالجتها، ومن يحتاج إلى حلّها هو كلّ مواطن يجب أن يُثبِّت إنتماءه إلى هويته وإلى أرزته ودستوره وقانونه، إلى دولته لا إلى أيّ إنتماء آخر، أكان طائفياً أم غير طائفي، فهو لا يبرّر مناقضة الإنتماء إلى الهوية اللبنانية أو إلى الدولة اللبنانية. وعلى كلّ هذا نملك ألف جواب وجواب، أما المسؤولون المعنيّون بها فهل أجابوا؟ وإذا امتنعوا هل نبقيهم في الحكم على قاعـدة "كما تكونـون يولى عليكم".

 

في طرابلس الضرب "من فلّين"... وونوس لعيد: "نظف نفسك أولاً"... ومن أين لك الأموال والأسلحة والذخائر؟

خالد موسى /أيام سوداء يعيشها أهالي طرابلس، مليئة بالرعب والخوف من بقاء الوضع على ما هو عليه. الاشتباكات لا تتوقف، إنها تشتد بقرار قادة المحاور. طرق المحاور التقليدية يسيطر عليها الرصاص والقنابل والقذائف الـ"آر بي جي" ورصاص، مقابل إجراءات أمنية ضعيفة. ويقال أن لا قرار سياسياً للضرب من حديد، ويقتصر الأمر على الرد على مصادر النيران.. لكن إلى متى سيبقى هذا الوضع الشاذ الذي دخل يومه الخامس والذي حول معه مدينة طرابلس الى مدينة أشباح خالية من الناس؟  ساعات النهار ينشغل المقاتلون في تحضير العدة، وتأمين الذخائر، أما ساعات اليلي فيحلو السهر عندهم، باشتباكات شرسة أقل ما يقال أنها حرب أهلية بين منطقتين، يدفع ثمنها باقي أهالي المدينة. رئيس الحزب العربي الديموقراطي الذي قرر فتح المعركة في المدينة وإبقاء الوضع الأمني فيها متوتراً كرمى لعيون النظام السوري ورئيسه بشار الأسد، لا يوجد في فمه سوى إتهامات لـ"تيار المستقبل" والمملكة العربية السعودية بأن فتح الجبهة في مدينة طرابلس تزامن مع معركة القلمون التي وبحسب معلومات عيد بأنها بدأت منذ أيام، مهدداً بأن "هذه المعركة ستنتقل الى كل الأراضي اللبنانية ومن بينها بيروت والبقاع في حال إستمر الوضع على ما هو عليه في المدينة". ابن مدينة طرابلس، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بشر أهالي مدينته بأنهم سيلتمسون الأمن ووجود الدولة قبل نهاية الأسبوع وفق خطة ستبقى طي الكتمان، إتفق عليها في الإجتماع الأمني الأخير الذي عقد في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وفي ظل هذه الوعود والوعود السابقة التي لم ينفذ منها أي شيء حتى الساعة، إلى متى ستبقى طرابلس متروكة كصندوق بريد؟!

طرابلس المظلومة

نائب المدينة، عضو كتلة "المستقبل" النائب بدر ونوس، وفي حديث خاص لموقع "14 آذار"، اعتبر أن "طرابلس متروكة وأهالي المدينة متروكون من قبل المسؤولين في الدولة وعلى رأسهم أبناء المدينة الذين يتبوؤن المراكز والمناصب العليا في دولة تنتظر مصيرها وحيث يتحكم المسلحين بحياة المدينة وسكانها، قصة طرابلس كقصة إبريق الزيت، فهناك من لا يريد لطرابلس أن ترتاح من هذا الجرح النازف وإبقائها ساحة مفتوحة لتوجيه الرسائل محلياً وإقليمياً"، لافتاً الى أن "أهالي المدينة عاشوا أول من أمس ليلة سوداء مظلمة على وقع أزيز الرصاص والقذائف الصاروخية التي إستهدفت المنازل والمحال التجارية فيما لم تستثن هذه القذائف دور العبادة والأماكن الدينية في مناطق الإشتباكات، لكن بقيت الاضرار في المنازل والممتلكات من دون الأرواح".

لا فقر في طرابلس

وسأل ونوس: "لماذا لا يتم الحسم والضرب بيد من حديد في طرابلس كما باقي المناطق التي تم حسم المعارك فيها في بضع ساعات كما في صيدا وغيرها من المناطق؟!"، مشدداً على أن "هناك طرفا من الأطراف لا يريد حسم المعركة كما جرى في عبرا، لأن من مصلحته إبقاء الوضع على ما هو عليه في المدينة لتحقيق بعض المكاسب السياسية محلياً وإقليمياً، وهذا الطرف بات معروفاً وهو من يعمل على إذكاء نار الفتنة في المدينة وإغراق المدينة بالأموال والسلاح التي يدفعها في الليلة الواحدة والتي تكلف أكثر من 300 ألف دولار، فلماذا لا يتم إستثمار هذه الأموال في تحسين ظروف العيش في المدينة بعدما بات واضحاً أنه لا يوجد هناك فقر في طرابلس نتيجة لما يتم صرفه من ذخيرة وسلاح وأموال في المعارك وعلى محاور القتال".

إتهامات عيد

وبشأن إتهامات عيد لـ"تيار المستقبل" والمملكة العربية السعودية بفتح المعركة في المدينة، اعتبر ونوس أنه "لا يحق لمن يعتدي على كرامات الناس ويستبيح حرمة المدينة ويشارك في العمليات الإجرامية ضد أهل المدينة كما بين في تفجيرات مسجدي التقوى والسلام أن يتهم غيره بما هو مبتلي فيه وأن يعمل على رمي التهم جزافاً على الآخرين، فليذهب لينضف نفسه مما هو مبتلي فيه قبل أن يتكلم على الآخرين"، متوجهاً الى عيد بالقول:"من أين لك كل هذه الأموال والأسلحة والذخائر التي يستعملها مناصروك في الإعتداء على حرمة المدينة وأهلها، هل هي من أموال والدك أم من الأموال التي تأتيك من معلميك في سوريا الذين يأمروك في كل مرة بفتح المعركة في المدينة وتوتير الأجواء".

الخطة الأمنية السرية

وعن الخطة الأمنية السرية التي حكي عنها للمدينة في إجتماع بعبدا الأخير، لفت الى أنه " لا يوجد شيء سري وليكون كل شيء واضحاً، لا يوجد خطة أمنية فعلية لإنهاء الوضع في المدينة، فقد مل الناس من الوعود التي لا ينفذ منها أي شيء حتى الساعة، وقد دعينا الى إجتماعات عدة وفي كل مرة كان يقال لنا ماذا تقترحون وتحججوا مرمراً وتكراراً بالغطاء السياسي وقد قمنا بتفويض الرئيس ميقاتي بإعتباره إبن المدينة برفع الغطاء السياسي عن كل المخلين بالأمن في المدينة، كي لا يكون هناك أي حجة لديهم، فما المانع اليوم من تنفيذ ذلك؟"، لافتاً الى أن "الحل بالمدينة يكمن بمنع الشاحنات نهاراً من نقل الأسلحة من المخازن الى المسلحين وبالضرب بيد من حديد وإنهاء كل المظاهر المسلحة في المدينة لتكون طرابلس مدينة منزوعة السلاح وإنهاء هذه الحالة وهذا الجرح النازف فيها منذ أكثر من عشر سنوات". موقع 14 آذار

 

لقاء "مثمر وواعد" بين امير قطر وابراهيم حول ملف المطرانين المخطوفين

نهارنت/بعد حل ملف مخطوفي أعزاز وعودتهم سالمين الى لبنان، تتكثف الجهود من اجل الافراج عن المطرانين المخطوفين في سوريا بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم، وعقد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، لقاء مثمراً مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تم خلاله بحث الملف. وأفادت صحيفة "النهار"، السبت، ان لقاء ابراهيم مع أمير قطر كان "واعداً ومثمراً"، اذ أن الدوحة أبدت استعدادها للمساعدة على اطلاق المطرانين.

بدورها، نقلت صحيفة "الجمهورية"، السبت، عن مصادر مطلعة أن اللقاء أثمر "مزيداً من الزخم في المبادرات الساعية إلى الإفراج عن المطرانين في أفضل الظروف الممكنة". ولفتت المصادر الى أن ابراهيم الذي عاد، ليل الجمعة-السبت الى بيروت آتياً من الدوحة، كان مرتاحاً إلى نتائج المساعي الجارية والتي شارفت على تحديد الجهة التي بات المطرانان في عهدتها. يُذكر ان مجموعة مسلحة أقدمت في نيسان الفائت على خطف المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، قرب حلب. وكانت "الوكالة الوطنية للاعلام"، قد أفادت الجمعة، ان امير قطر ابدى اهتمامه بملف المطرانين، وطلب من الاجهزة الامنية المعنية في البلدين التنسيق في ما بينها لمعالجة الموضوع. يُذكر أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عاد ظهر الجمعة الى لبنان آتياً من قطر، حيث التقى الامير، وأعلن أن قطر وعدت بالعمل على الافراج عن المطرانين المخطوفين في سوريا. يشار الى أن ابراهيم تولى ملف التفاوض مع خاطفي اللبنانيين في أعزاز على مدى اشهر طويلة، وتنقل مرارا بين تركيا ولبنان وسوريا، وأثمرت هذه التفاوضات عن الافراج عن اللبنانيين ووصلولهم الى لبنان في 19 تشرين الثاني.

 

رئيس الجمهورية عرض التطورات مع سلام وهيل وابراهيم

وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام لمسار مشاورات تأليف الحكومة الجديدة. واطلع من المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم على المعطيات المتوفرة عن المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم والاتصالات في شأن إطلاقهما. وتناول مع سفير الولايات المتحدة الاميركية ديفيد هيل العلاقات الثنائية وبرنامج المساعدات العسكرية للجيش اللبناني.

 

سعد الحريري: الدولة بكل اجهزتها مسؤولة عما يجري في طرابلس لن نكتفي بالوقوف مكتوفي الأيدي لنتفرج على احراق المدينة وتهديد أمنها

وطنية - اعتبر الرئيس سعد الحريري في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، انه "لا معنى لأي كلام في السياسة والاستغراق في البحث عن مخارج لتأليف الحكومة او لانعقاد المجلس النيابي، ولا معنى للتفتيش عن اي مبررات للعودة الى الحوار والدعوات المتكررة الى التهدئة وضبط النفس، وهناك مدينة لبنانية كبيرة، يصفونها بأنها العاصمة الثانية للبنان، تتعرض يوميا امام أعيننا، وعلى مرأى ومسمع من جميع المسؤولين الرسميين والأمنيين والعسكريين، لحرب مشبوهة تستهدف أمنها وسلامتها ودورها وكرامتها. نعم، هناك حرب قذرة قرر النظام السوري ان يشنها بواسطة أدواته المحليين على طرابلس وأهلها". واضاف: "بمجرد ان نجحت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، في كشف الشبكة الإجرامية المسؤولة عن تفجيري طرابلس، صدر امر العمليات في معاقبة طرابلس، واستدراجها الى قتال أهلي من جديد. والكل يتذكر انه بعد ان تمكنت شعبة المعلومات من كشف عصابة سماحة المملوك، كمنوا للشهيد وسام الحسن، ونفذوا جريمة اغتياله. راس الأجرام في دمشق، هو الرأس المدبر لكل الجرائم، وهو الذي يريد إغراق مدينة طرابلس بالفوضى المسلحة، ويسلط على المدينة وأهلها وأحيائها، مجموعات مليشياوية يجري تزويدها بالسلاح، ومن جهات داخلية تعرفها الدولة وأجهزتها، ولغاية وحيدة فقط هي النيل من طرابلس وكرامة مواطنيها. هذه هي الحقيقة التي يعرفها الجميع من رئيس الجمهورية الى رئيس الحكومة الى قائد الجيش الى كل القيادات الأمنية والعسكرية. والكل مع الأسف يتعاطى مع المسالة وكأنه يدفن رأسه في الرمال، والكل يتداعى الى عقد الاجتماعات الأمنية، وعلى اعلى المستويات، ولا تلبث ان تذهب نتائج الاجتماعات ادراج الرياح". وسأل: "هل يجوز ان يتحول الجيش اللبناني بقواته المجوقلة وغير المجوقلة الى شاهد زور في الحرب المعلنة ضد طرابلس؟ وهل يصح ان تكتفي الأجهزة الأمنية ومسؤوليها المحليين بمراقبة الوضع وإعلان العجز عن مواجهة المخاطر التي تتهدد المدينة؟ وختم الحريري: "من جانبنا لن نسكت على الضيم الذي يصيب طرابلس، ولن نكتفي بعد اليوم بالوقوف مكتوفي الأيدي لنتتفرج على احراق المدينة وتهديد أمنها واستقرارها، فإننا نحمل الدولة بكل مواقعها الرسمية والأمنية والعسكرية، مسؤولية التخلي عن حماية المدينة وأهلها، والعمل على تركها مساحة مسيبة الفلتان المسلح. نعم، الدولة مسؤولة وهي التي عليها ان تبادر الى حسم الامر ووضع الأمور في نصابها، وإنقاذ طرابلس من المخطط الذي تنفذه أدوات المخابرات السورية. وخلاف ذلك تكون الدولة وأجهزتها شريكة في ما تتعرض له طرابلس، اي انها شريكة في الحرب التي أعلنها النظام السوري على المدينة وأهلها الصابرين".

 

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون : أي اتفاق أميركي ـ إيراني يحيل "حزب الله" على التقاعد

المستقبل/استبعد الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون "اقدام رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام على تشكيل حكومة امر واقع في ظل تهديد قيادات "حزب الله" بخراب البلد، على نحو اوسع ما جرى في 7 ايار"، داعياً "قوى 14 آذار الى تحرك سريع وعاجل وتحضير ورقة سياسية مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان وتمام سلام لمنع احداث فراغ في الرئاسة ومناقشة جدية تتعلق بكيفة معالجة مسألة سلاح "حزب الله" وتورط الحزب في القتال في سوريا وكيفية تطبيق اعلان بعبدا مقدمة لتشكيل الحكومة المقبلة"، مؤكداً أن "اي اتفاق أميركي ـ ايراني سيحيل الحرس الثوري وحزب الله على جدول التقاعد". ودعا بيضون في حديث الى اذاعة "الشرق" أمس، "رئيس الجمهورية وقوى 14 آذار الطلب بتعديل مادة في الدستور تقول انه في اليوم العاشر قبل انتهاء ولاية رئيس يجتمع المجلس حكما والمقترح اضافة ان يجتمع بجميع اعضائه النواب والنائب المتخلف عن الاجماع يعتبر مستقيلا والأمر يحتاج الى تشريع مادة صريحة وحينها لا يمكن انتخاب رئيس الجمهورية الا بحضور الثلثين من اعضائه". وانتقد "لقاءات رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري"، معتبرا ان "الأخير غير جدي في الحوار، وهو طلب في لقائه مع الرئيس السنيورة ادخال عضو لقوى 8 آذار مكان عضو لـ14 آذار في الهيئة العامة للمجلس، مما يعطل دور 14 آذار في هيئة مكتب المجلس ويحوله الى حكومة مجلسيه، والرئيس بري لا يريد التشريع والدليل انه طلب من السنيورة استبعاد 5 أو 10 بنود او 20 بندا من كل جدول الاعمال". واشار الى ان "هدف الرئيس بري ليس التشريع وانما هدفه تعويم نفسه ومركزه للمرحلة المقبلة، والأمر كان جيداً لو قبل الرئيس بري بالتصديق الدستوري على اعلان بعبدا وجعله مادة في صلب الدستور ثم ان المجلس في 4 سنوات اصدر فقط اربعة قوانين جمدت كلها ولم يجر العمل بها وهي غير ذات اهمية حقيقية". وسأل "عن معنى دعوة رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد قوى 14 آذار الى الاتفاق على حكومة 9 ـ 9 ـ 6 قبل فوات الأوان وماذا يعني فوات الأوان، والحقد الذي تجلى في كلام السيد ابراهيم الأمين عن العرب وعن المملكة العربية السعودية وابناء الطائفة الشيعية يعملون في الخليج العربي، وهم طائفة عربية اصيلة ومرتبطون كما ركز الامام المغيب موسى الصدر بالمصالح العربية"، سائلاً "لماذا الحقد على قطر والعودة الى شكرها بعد اطلاق موقوفي اعزاز وهي التي دفعت أموالاً طائلة لاعمار الجنوب وما دمرته حكومة اسرائيل في حرب تموز". وحذر من ان "النظام السوري واذا ما استتبت الأوضاع سيكرر تجربة الدخول السوري الى لبنان بالعام 1976 والتخلي لاحقا عن ابو عمار والثورة الفلسطينية لامساك الوضع بالبلد"، معتبراً ان "اي اتفاق أميركي ـ ايراني سيحيل الحرس الثوري وحزب الله على جدول التقاعد"، مستغرباً "التناقض في موقف حزب الله والترحيب بالاتفاق الأميركي ـ الايراني من جهة ومهاجمة اميركا من جهة ثانية". وتساءل عن "معنى الهجوم على الشهيد رفيق الحريري وعن اي فساد يتحدثون والديون ارتفعت منذ عاد الجنرال عون الى لبنان 19 مليار دولار ويلفت ان حكم الرئيس لحود ضاعف الدين العام نحو 10 مليارات دولار في حين مديونية الرئيس الحريري 20 مليار دولار كانت لاعمار البلد والنهوض به من تحت الركام وبلغت نسبة النمو بمجرد تسلم الرئيس سعد الحريري الحكم نسبة 8،5 بالمئة في حين ان لا ثقة بحكومة الطرف الواحد، حكومة ميقاتي لأنها حكومة حزب الله والدليل نسبة النمو التي لا يتجاوز 1،5 بالمئة وهي لم تفعل شيئا غير خراب البلد".

 

حوري: ما تقوم به الدولة أمن بالتراضي وليس فرض هيبة

وطنية - لفت عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري الى ان "أزمة طرابلس ليست وليدة اليوم"، معلنا التضامن "مع أهلنا في طرابلس بهذا الجرح البليغ الذي يتنقل من منطقة الى أخرى في لبنان". وأشار حوري، في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال"، الى أن "هذه الجولة في طرابلس بدأت بعد كلام بشار الاسد عن أن جبل محسن جزء من سوريا والمسؤولين السياسيين في جبل محسن لا ينفون هذا الكلام، فكلنا نعلم الارتباط بينهم". وأكد أن "لا حل في طرابلس إلا بنزع السلاح وبقاء السلاح الشرعي الوحيد الموجود"، موضحا أن "ما تقوم به الدولة اليوم هو أمن بالتراضي والتمني والرجاء، وليس فرض هيبة". وقال: "فرض هيبة الدولة ربما يقتضي بعض التضحيات، ولكن الجرح نازف اليوم، والناس يستحقون من الدولة ان تفرض هيبتها واحترامها وان تحميهم أيضا، وعندما توقف الدولة الاشخاص من جهة واحدة، سيكون هناك ردات فعل رافضة لهذا الموضوع، ولكن عندما يتم توقيف الجميع فلا احد يعترض". وأسف لأن "حزب الله ورط لبنان في المستنقع السوري من خلال مشاركته في معركة القصير"، لافتا الى أن "الساحة اللبنانية باتت ساحة تتلقى الرسائل الاقليمية". وشدد على ان "الرئيس نجيب ميقاتي عنده مساحة قرار يجب ان يتخذه"، موضحا أن "القوى الامنية تخضع للقرار السياسي في النهاية". الى ذلك، أشاد حوري برئيس الجمهورية ميشال سليمان "ومواقفه المشرفة السيادية والوطنية، والتي تعبر عن رجل دولة مسؤول خاصة سلسلة المواقف التي اطلقها في الايام القليلة الماضية". ورأى أن "ما حصل في اتفاق الدوحة كان خطأ ونريد الغاء مفاعيله والعودة الى الطائف". وختم حوري: "نحن نؤيد ما قاله النائب جورج عدوان على هامش الجلسة الاخيرة، هذا الاقتراح قيم، عن عقد جلسة في مجلس النواب تخصص لتفسير الدستور في الامور الملتبسة، وهذه الفكرة يبنى عليها" .

 

طلب اتهام 72 مدعى عليهم في احداث عبرا بينهم الاسير وشاكر

وطنية - أبدى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر مطالعته في الأساس في أحداث عبرا، وطلب اتهام 72 مدعى عليه بينهم 16 موقوفا غيابيا فارا من وجه العدالة بينهم الشيخ احمد الاسير وفضل شاكرو48 موقوفا وجاهيا ، في جرائم القيام بأعمال إرهابية وإطلاق النار من أسلحة حربية على الجيش وقتل ومحاولة قتل عناصر، سندا الى مواد تصل الى الإعدام، وطلب تسطير مذكرات تحر دائم توصلا لمعرفة كامل هوية باقي المتهمين المجهولي الهوية. وأعاد الملف الى قاضي التحقيق العسكري الأول رياض ابوغيدا لإصدار القرار الإتهامي.

 

فتفت: أستبعد توقف حوادث طرابلس واعتبر أن بــري ديكتاتور حقيقي غير مُقنّـع"

المركزية- اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت ان "لا حل قريبا للازمة السورية"، آسفاً لأن "الشعب السوري اصبح وقودا لهذه الحرب، وربما ينجر لبنان ومعه طرابلس الى هذه الحرب ونصبح وقوداً لها ايضا في لبنان". وقال في حديث اذاعي "الوضع الامني غير المستقر في مدينة طرابلس ليس بالامر الجديد عليها، وما يسعى له المتضررون من قيام الدولة وفرض سلطتها في طرابلس تحديداً هو فرض منطقهم على منطق السيادة الذي ننادي به وهو منطق خاص بفريق "8 آذار" والتابعين له في طرابلس". وإذ اسف لان "الدولة تمارس دور الحكم في الحوادث الجارية في طرابلس وتقف بين باب التبانة وجبل محسن"، لفت الى اننا امام "مشهد ثكنة قابضة في جبل محسن تعتدي على امن مدينة طرابلس واهلها وترّوع الناس". اضاف "للاسف هم لا يدركون انهم يجرون لبنان من خلال هذه التصرفات الى حرب اهلية او "بوسطة عين الرمانة" جديدة، او انهم يجرّون الحرب السورية الى الداخل اللبناني من خلال التصرفات السلبية التي يقومون بها". وطالب فتفت "بمعالجة جدّية وواضحة وسريعة للحوادث الجارية في طرابلس"، ذكّر بان ""تيار المستقبل" طرح منذ فترة ضرورة جعل طرابلس مدينة منزوعة السلاح وقابلنا رفعت عيد وحزبه برفض تسليم سلاحه، ولو استجاب الأخير لهذا الطرح وتم تسليم سلاحه الى السلطة ودخلت الشرعية واجهزتها الى جبل محسن فعندها بالتأكيد سيتم التزام اهالي باب التبانة بسحب سلاحهم من الشارع وتسليمه الى الدولة اسوة بما سيحصل في جبل محسن". وعن الخطة الامنية لمدينة طرابلس والتي كانت تنوي الدولة القيام بها، اعتبر ان "اللافت في هذه الخطة ان الحواجز التي اقامتها الاجهزة الامنية كانت خارج المدينة وعلى مداخلها بدل من ان تكون داخلها وفي الاماكن التي تشهد توترات امنية بين جبل محسن وباب التبانة"، مستبعداً "توقف الحوادث الامنية في طرابلس قريباً". وفي الشأن السياسي، ختم فتفت "الرئيس نبيه بري تحدّث عن ديكتاتورية مقنعة، وحقيقة الامر انه إذا كان هناك من يمارس الديكتاتورية في البلد بموضوع المجلس النيابي فهو نبيه بري، وهو الديكتاتور الحقيقي وغير المقنع، خصوصا انه اقفل المجلس النيابي نحو السنة والنصف تحت حجة ان خمسة وزراء من طائفة واحدة استقالوا وبالتالي اصبحت الحكومة غير ميثاقية واعترف انها دستورية ولكن غير ميثاقية

 

اطلالة شاملة لنصرالله الاثنين: دعوة للحوار وتشكيل الحكومة /الازمة السورية مستمرة والحديث عن معركة القلمون تكهنات

المركزية- يطل الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عبر شاشة "المنار"، الثالثة بعد ظهر الاثنين، في احتفال تنظمه "جمعية مؤسسة الشهيد" في الذكرى الـ25 لتأسيس "مستشفى الرسول الاعظم"، في قاعة "شاهد" قرب المستشفى، طريق المطار. واكدت مصادر قريبة من حزب الله لـ"المركزية" ان السيد نصرالله سيتطرق الى القضايا المستجدة والساخنة في البلاد من تشكيل الحكومة الى تعطيل الجلسات التشريعية وطاولة الحوار".

في الملف الحكومي سيجدد نصرالله الدعوة الى حكومة عادلة ومتوازنة وعلى الصيغة الجديدة 9-9-6 التي تضمن لكل الاطراف مشاركة فاعلة وتبدد هواجس التعطيل او عدم الفعالية والتأثير في القرار السياسي والسلطة. وسيشير نصرالله الى ضرورة التوقف عن التعطيل وتضييع الوقت وعدم ربط الاستحقاقات بمجريات الازمة السورية وتعطيل المؤسسات باستمرار الرهان على متغيرات خارجية وانتظار التبدلات في المشهد السوري.

كما سيركز نصرالله على اهمية العودة الى طاولة الحوار من دون شروط مسبقة او آليات جامدة بل ببنود متوافق عليها تشكل ارضية للتلاقي، فلا مانع من التوافق على البنود ودراستها او ادخال تعديلات على مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري وسيشدد على اهمية الحوار للخروج من الازمة وحل الخلافات الداخلية. الملف السوري: وسيفرد نصرالله جزءا من خطابه للملف السوري وآخر تطوراته، وسيشير الى ان الازمة السورية تتطلب مزيداً من الوقت والحديث عن انعقاد جنيف 2 والبدء بتسوية شاملة ما زال في حروفه الاولى ولم يجلس الاطراف المعنيون من الاميركيين الى الايرانيين والروس حتى يطرحوا شروطهم ومطالبهم". معركة القلمون: من جهة ثانية اعتبرت المصادر ان الحديث عن معركة القلمون وبدايتها ومجرياتها وشكلها، لبنانياً وعربياً ودولياً مجرد كلام وتكهنات اعلامية ولا تمت الى الواقع بصلة، واضافت:" مما لا شك فيه انها ستكون معركة فاصلة ومؤثرة في مجريات الصراع السوري، فهي تعد آخر معقل للمعارضة السورية بما لها من امتدادات من طرابلس الى عكار ومجدل عنجر وعرسال والتي تعد بيئة حاضنة ومتعاطفة معها وبالتالي فإن خسارتها تعني خسارة الفريق العربي الراعي المتمثل بالسعودية واللبناني المتمثل بتيار المستقبل، وفي هذا السياق تأتي معركة طرابلس في جولتها الحالية للتنبيه من خطورة معركة القلمون وانعكاساتها على طرابلس وعرسال وامكانية نشر الفوضى في كل لبنان".

 

رعد: التطاول على المقاومة خط أحمر وكل ما دون ذلك قابل للنقاش

وطنية - اعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ان "الذين تطاولوا على المقاومة تعاملنا معهم بقدر تطاولهم وأقل، وقلنا ان التطاول على المقاومة خط أحمر، وما دون ذلك كله قابل للنقاش"، وقال: "لم نطلب تعديلا لا بميثاق وطني ولا بدستور ولا بصلاحيات، لكن اقل ما طالبنا به ان تحفظ مواقع القوة التي حققت انتصارات وتحمي لبنان من أي عدوان، ومع ذلك لا يريدون لهذه القوة ان تستمر". وسأل خلال احتفال أقامته مدارس الامداد: "هل من يضحي بأعز من لديه من أبناء وأخوة ويقدمهم شهداء في سبيل تحرير أرض الوطن ورفع موقع الامة في مواجهة اعدائه؟ هل يستحق ان يطعن في ظهره او ان يتآمر عليه؟ نحن نفهم ان يستهدف المقاومة أعداؤها لكن لا نفهم على الاطلاق ان يستهدف المقاومة من يعيش في كنف بركاتها، ولاننا قوم اعزاء نستشعر الاسى على هؤلاء المتورطين الذي يقودهم قصر نظرهم الى التواطؤ على المقاومة والطعن في ظهرها". كما سأل: "من الذي يعطل تشكيل الحكومة في هذه المرحلة ولماذا؟ لأن الذين حققوا انتصارا للبنان لا يريدهم البعض ان يكونوا في الحكومة، ولان النهج الذي جسد وحقق انتصارين كبيرين للبنان لا يريدون الاقرار به في البيان الوزاري، هؤلاء يريدون تقديم لبنان على طبق من فضة اذا بقي ثمة فضة في هذا البلد لاعداء لبنان للطامعين به.

 

نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الشيخ حسن المصري: الوجود المسيحي في المنطقة ليس منة من احد تعالوا الى طاولة الحوار ولتشكيل حكومة شراكة وطنية

وطنية - أقامت حركة أمل -المنطقة الاولى في اقليم الجنوب ولمناسبة عيد الغدير، احتفالا في النادي الحسيني لمدينة النبطية، حضره النائبان ياسين جابر وعبد اللطيف الزين، ممثل النائب هاني قبيسي نائب المسؤول التنظيمي للحركة في اقليم الجنوب سمير كريكر، عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" خليل حمدان، مفتي وامام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الشيخ حسن المصري، ولفيف من علماء الدين وحشد من الشخصيات والوفود الشعبية والنسائية وفاعليات. افتتاحا قرآن كريم والنشيد الوطني ونشيد حركة أمل ثم ترحيب من الشاعر محمد حسين معلم فقصيدة لغسان مطر، ثم القى المصري كلمة حركة أمل، فقال: "ان لبنان هو وطن نهائي لكل اللبنانيين، هذا البلد لكل اللبنانيين وليس للبناني دون اخر، هذا البلد يجب ان يبنى على قاعدة أساس من المساواة ومن الوحدة الوطنية الجامعة التي تشكل الضمانة الحقيقية مع المقاومة والجيش من اجل حماية لبنان". ورأى ان "العرب لا يريدون ان يقاتلوا اسرائيل، واسرائيل تخشى المقاومة على ارض الجنوب المقاومة التي جسدها الامام موسى الصدر على ارض لبنان وشرف القدس يأبى ان يتحرر الا على ايدي المؤمنين، نريد من عيد الغدير ان يكون اللبنانيون جميعا عند مسلمات هذا الوطن لبنان بأنه لكل ابنائه هو لكل هذه الشرائح من المجتمع اللبناني، وطن نهائي لنا جميعا".

واضاف المصري:"ايها اللبنانيون تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم، تعالوا الى طاولة حوار، ماذا كان سيجري في لبنان لو لم يسبق حرب ال 2006 طاولة حوار، تعالوا الى قصر بعبدا لنجتمع، هذا ممر اجباري وحيد لكم ايها اللبنانيون، لا يوجد طريق اخر، توجد انفاق تؤدي الى زواريب ومتاهات والى مؤامرات لا يمكن ان نخرج منها سالمين، الطريق السالك الى بعبدا والبديل عنه الحرب"، متسائلا "هل لكم مصلحة ايها السياسيون اللبنانيون ان يكون في لبنان معارك وحروب، والله لا ينفع هذا الامر الا اسرائيل او من يسير في ركاب اسرائيل، ونحن حتى الان نظن او نغمض أعيننا ونقول لا يوجد من يريد لاسرائيل ان تنجح في لبنان، اذا تعالوا الى بعبدا الى طاولة الحوار التي عليها تحل فقط جميع الخلافات". ودعا الجميع ل"تشكيل حكومة شراكة وطنية، حكومة وحدة وطنية يشترك فيها كل اللبنانيين من اجل ان نترجم لبناننا الذي نريد على ايادينا وبآرائنا وبارادتنا وليس بأيادي وآراء الاخرين ولا بأموال الاخرين حتما، أموال الاخرين لا تؤدي الا الى الدمار ولا تؤدي الا الى الهلاك وها هم يهددوننا ويبشروننا بنقل الفتن الى لبنان، وهم يعلمون ان ليس لهذه الفتن في بلدنا كرسي واحد ومن اراد ان يشعل نار الفتنة سيحرق اصابعه وسيحترق بنار الفتنة، لان الشرفاء من ابناء هذا الوطن لا يمكن ان يسمحوا بأن يشعل وان يحرق هذا البلد بنار الفتنة، هكذا تعلمنا في مدرسة الغدير، في مدرسة الامام موسى الصدر، هكذا تعلم دولة الرئيس الاخ الاستاذ نبيه بري ان يحول الاعياد الى مناسبات تجمع اللبنانيين وتوحد صفوفهم". وقال: "ان الرئيس بري وان عبر في بعض الاحيان عن امتعاض هنا او هناك لانه لا يستمع الى الصوت الذي يناديه من بعيد أن لبيك يا نبيه بري، ها نحن قادمون اليك لنصنع لبنان، يريد اليد الاخرى التي تمتد من هناك لتقول ان هذا البلد لا يمكن ان يحكم الا بوحدة اللبنانيين ولا تعتمدوا على أظافر الاخرين الخارجيين لانه قد تكون مصلحتهم ان تغرز هذه الاظافر في جسدنا وسوف تغرز لتمزق جسدنا". وختم المصري: "ان الوجود المسيحي في هذه المنطقة ليس منة او هدية من احد لا بل هو وجود معمد بالمواقف البطولية لهؤلاء الاشراف الذين اثبتوا عروبتهم وانهم جزء اساسي من هذه المنطقة العربية دون منة من احد واستحقوا ان يكونوا شركاء في صناعة قرار هذه الامة ونحن في كل مواقعنا ندافع عن هذا التنوع في لبنان، وهكذا تعلمنا من الامام موسى الصدر ومن الرئيس بري الذي قال: ايها اللبنانيون تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم وتعالوا الى طاولة الحوار في قصر بعبدا".

 

الوزير محمد فنيش: نتصدى للتيارات التكفيرية لأنها سلكت طريق القتل والإجرام واستباحت دم المسلمين

وطنية - أوضح وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش "أننا لا نتصدى للتيارات التكفيرية لأننا نختلف معها في الرأي أو في الإنتماء المذهبي، بل لأنها سلكت طريق القتل والإجرام، وأباحت لنفسها أن تستبيح دم المسلمين ومالهم وأعراضهم، ولأنها تمثل مشروعا تدميريا لمجتمعنا وأمتنا ولوحدة قضايانا". مشيرا إلى أن "هذه التيارات من خلال تجربتها وممارساتها وسلوكها وتاريخها تدل على مدى الخطر الذي تمثله على قضايا الأمة، ولا تحمل مشروعا خاصا بل أنها تمثل الأداة لمشاريع القوى الإستكبارية". كلام فنيش جاء خلال رعايته الاحتفال الذي أقامه "حزب الله" وبلدية معروب لمناسبة عيد الغدير في حسينية الرسول الأكرم (ص) في بلدة معروب، بحضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات والأهالي. وأكد أنه "لا يمكن أن نكون يوما إلى جانب أي قوة مستكبرة، ومن يحاول أن يشوه موقفنا في ما يتعلق بالأحداث الجارية في سوريا فبات واضحا أن موقفنا هو الصواب وأن الآخرين لم يدركوا حقيقة الواقع، والبعض منهم كان يتعمد تضليل الناس وإثارة البلبلة ليطمس الحقائق". أضاف: "لو كانت القضية في سوريا تقتصر على الإصلاح، فنحن كنا أول المؤيدين والمناصرين لهذه القضية، ولم نكن لنتدخل في شأن أي مجتمع عندما ينهض للمطالبة بحقوقه المشروعة وبحرية إرادته". مشيرا إلى أنه "عندما تصبح بعض الأحداث فرصة للقوى الخارجية للتحكم واستبدال موقع القرار في سوريا من معادلة الصراع مع العدو الإسرائيلي وتمكين التيارات التكفيرية لتخيب مجتمعاتنا، لا يمكن لنا ان نبقى متفرجين ومحايدين لأن الواجب يقتضي علينا أن نبادر الى منع العدو من تحقيق اهدافه". ولفت فنيش إلى أن "هذه الحملات التي تشن يوميا على المقاومة لأنها أحبطت مشروعهم وهدمت أحد أهم ركائز هذا المشروع التدميري التخريبي". مشيرا إلى أنه "سيأتي اليوم الذي يعرف فيه اللبنانيون جميعا كما العرب والمسلمون أن أي دور ثمين قامت به المقاومة بتضحيات شهدائها وجرحاها ومجاهديها هو من أجل مصلحة اللبنانيين وأمنهم واستقرارهم ومن أجل الحد من تأثير هذه التيارات والدفاع عن كرامة هذه الأمة وحفظ وتبيان الإسلام الصحيح بمعناه الحقيقي". معتبرا أن "هؤلاء المسيؤون إلى الإسلام لا يمثلون شيئا من هذا الدين، بل إنما يرمزون إلى كل القيم الجاهلية السابقة ويريدون إعادة الأمة الى عصر الإنحطاط، إلى تلك القيم الجاهلية القبائلية التي لا تحترم القيم الأخلاقية ولا الإسلامية ولا ترعى حرمة للأمة ولا لمسلم ولا تحفظ كرامة لإنسان". بدوره، هنأ رئيس البلدية المسلمين عموما بهذا العيد الذي هو عيد الله الأكبر، سائلا المولى أن يعيده على الجميع بوافر الخير واليمن والبركات. وتخلل الاحتفال باقة من الاناشيد من وحي المناسبة للمنشد محمد فاضل وفرقته. وفي الختام، قدم رئيس البلدية للوزير فنيش درعا تقديرية للجهود التي يبذلها في سبيل المشاريع الإنمائية والخدماتية.

 

النائب علي بزي: لمصلحة من تعطيل مؤسسات البلد؟

وطنية - سأل عضو كتلة "التنمية والتحرير" النيابية النائب علي بزي "لمصلحة من تعطيل مؤسسات البلد؟ ولمصلحة من اجترار نفس الكلام "المحجوج" في ما يتعلق ببعض المقاربات السياسية غير الدستورية وغير القانونية التي يدلي بها البعض مبررا تعطيل مصالح البلاد والعباد"؟ وقال في خلال رعايته حفل تكريم الناجحين في الشهادات الرسمية في بلدة انصارية: "يبدو أن هناك مشروعين في لبنان، مشروع يريد أن يصون وأن يحمي هذا البلد، ومشروع ليس له هم سوى تعطيل البلد وتعطيل مصالح اللبنانيين". وعن الموضوع الحكومي، أكد بزي: "نحن بحاجة الى حكومة تأخذ بعين الاعتبار اللوحة النيابية الموجودة داخل المجلس النيابي، حكومة تكون قادرة على ترجمة أحلام اللبنانيين"، داعيا الى "عقد جلسة حكومية مخصصة لمناقشة الموضوع النفطي"، واصفا كلام البعض عن عدم دستورية جلسات مجلس النواب "بالهرطقة". كما جدد التأكيد على ضرورة بذل كل الجهود من "أجل وقف النزف الحاصل في عاصمة الشمال طرابلس".

 

الوزير السابق محمد جواد خليفة للبنان الحر : لبنان كان منخرطا في موضوع سوريا منذ اليوم الاول  

قال الوزير السابق محمد جواد خليفة  في حديث للبنان الحر ضمن برنامج على مسؤوليتك  أن لبنان كان منخرطا في موضوع سوريا من اليوم الاول اكان عبر الاعلام او التاييد وحزب الله برر اسباب مشاركته في القتال معتبرا ان الاشتباكات والاحداث الامنية تحصل على وتيرة التفاعلات الاقليمية  ولبنان دخل في كل تفاصيل الاحداث التي تحصل في المنطقة ويتناغم معها تارةً صعوداً"  اضاف هناك جو في المنطقة فيه طابع مذهبي وطرابلس مدينة فيها فقر وبطالة وتزيد مشاكلها عن مشاكل المناطق اللبنانية الكثافة السكانية والتعقيدات الموجودة فيها مشيراً الى أن "طرابلس فيها رئيس حكومة و5 وزراء ولا أظن ان هناك فريقين سياسيين على خلاف في طرابلس ليحلّوا المشكلة بينهما  بل أن الأمور تأخذ طابعاً إقليمياً". اعتبر ان "الخطط الأمنية تكون عادةً ضد دولة وليس ضد المواطنين، ضمن الدولة هناك قانون يجب ان يطبّق، والجيش وقوى الأمن لا يمكنهما ان يفرضا ان لم يكن المواطن مقتنعاً وعن تشكيل الحكومة قال خليفة هناك فريق منذ البداية يقول "لا حكومة ولا مجلس نواب".

 

السنيورة: لحكومة من غير الحزبيين الوضع القائم في طرابلس ما عاد يُحتمل

صيدا - "النهار"/لفت رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة الى "ان الوضع في طرابلس وصل الى مرحلة لم يعد يستطيع اللبنانيون ولا الطرابلسيون ان يتحملوه"، مشيرا الى "ان هناك من يعمل عند بعض الخارج يحاول ان يبقي طرابلس مدينة مشدودة وجرحاً نازفاً، يستطيع ان يستعمله من يريد أن يدخل الفتنة اليها، ومن اجل الإيحاء أن هناك عناصر متشددة في لبنان وانها تحاول ان تغير من طبيعته". مواقف السنيورة جاءت إثر جولة له مع رئيس بلدية صيدا محمد السعودي امس على عدد من المشاريع الانمائية في المدينة، حيث تفقدا موقع مشروع المتحف الأثري في صيدا القديمة، ومنطقة خليج اسكندر عند الواجهة البحرية، واطلعا على تقدم العمل في مشروع مرفأ صيدا الحديث الممول من الدولة اللبنانية. كما التقيا عددا من صيادي الاسماك وزارا محيط جبل النفايات، واطلعا على مراحل العمل في مشروع اعادة تأهيله ومعالجته والممول من المملكة العربية السعودية والدولة اللبنانية. كما تفقدا المبنى المنجز للمدرسة النموذجية العمانية الممول من السلطان قابوس، إضافة الى سير العمل في مشروع تأهيل البنية التحتية لوسط المدينة الممول من البنك الاسلامي للتنمية . بعد الجولة، قال السنيورة: "أردت اليوم ان أقوم بهذه الجولة السريعة للوقوف على التطور والتقدم على صعيد انجاز الأعمال في اكثر من مشروع، وكلها مشاريع اساسية تمكن صيدا من ان تصبح مدينة بالمعنى الحرفي للكلمة، بقدرتها على تأمين الخدمات التي تحتاج اليها من اجل تطورها وتقدمها المستقبليين". وسئل عن اتهامات فريق 8 آذار لـ"تيار المستقبل" بتعطيل العمل التشريعي وعرقلة تشكيل الحكومة، فأجاب: "ان مقاطعة الجلسة التشريعية الاخيرة جاءت من منطلق دستوري أنه لا يجوز التشريع في غياب الحكومة الا في حالات الضرورة، وليس بجدول أعمال فضفاض كما جرى طرحه. نحن نمد يدنا الى زملائنا كافة في مجلس النواب والى الرئيس بري والجميع من اجل الاتفاق على بنود معينة ضمن مواضيع تتصف فعلاً بصفة الضرورة والطارئة. وفي ما يتعلق بموضوع الحكومة، اقترح تشكيل حكومة من غير الحزبيين وان يكونوا ممن لديهم خبرة سياسية طويلة، و لديهم باع في مسائل معينة ويمكن ان يشكلوا فريق عمل منتج يستطيع ان يتفاهم بعضه مع بعض لما فيه مصلحة الدولة".

 

القرار 1559 حيّ ولم ينفذ كاملاً ونصائح بان تتكرر بلا ترجمة

خليل فليحان/النهار/دأب الامين العام للامم المتحدة بان - كي مون منذ اندلاع الازمة السورية عسكرياً، على الحديث عن تداعياتها على لبنان وهذا ما فعله في تقريره الـ18 نصف السنوي المخصص لمراجعة ما نفذّ من القرار 1559 الذي صدر عام 2004، وتحديداً في البند الثاني المتعلق بانسحاب الجيش السوري من جميع الاراضي اللبنانية، فيما بقيت أجزاء من الجنوب محتلة من اسرائيل، وبعد نحو عامين اضافت احتلال جزء من بلدة الغجر، كما نفذ البند الخامس ذو الصلة بالانتخابات النزيهة والحرة. إلا ان البند الثالث من القرار نفسه الذي نص على "حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها"، اثار احتجاجاً واسعاً من المقاومة اللبنانية التي اعتبرت عملها ضد اسرائيل" واجباً وطنياً، وانها بالتالي ليست "ميليشيا لبنانية"، حتى ان "المنظمات المسلحة غير اللبنانية" أي الفلسطينية، بقيت الى الان على سلاحها بعدما كانت سوريا قد وعدت لبنان في بدء ولاية الرئيس ميشال سليمان بالمساعدة على تجريد البعض منها الموجود خارج المخيمات، وضبط ما هو في الداخل. واللافت أن بان ركّز في تقريره على ان "الوضع في لبنان هش"، ودعا السلطات اللبنانية الى البقاء "يقظة لاستدراك استعمال السلاح غير الشرعي في البلاد ولتوفير الامن المستتب ومنع العودة الى الافلات من العقاب للمرتكبين". واعرب عن قلقه الشديد من المشاركة المتنامية لـ"حزب الله" في المعارك السورية ومخاطر امتداد تلك الازمة الى لبنان، فدعا "اللاعبين في المنطقة الى الاعتدال في أحاديثهم من أجل خفض التصعيد". وللمرة الاولى اعترف بان "ان اسلحة ومقاتلين يرسلون من لبنان الى الاراضي السورية للاطراف المتنازعين في سوريا". وشدّد على "ضرورة احترام السيادة الوطنية ووحدة اراضي جميع دول المنطقة من أجل الحؤول "دون أن يخرق الصراع في سوريا الحدود" الى دول مجاورة. وشجع بان جميع القادة اللبنانيين على ابقاء لبنان في منأى عن الصراع في سوريا، بتنفيذ "اعلان بعبدا". ولاحظ المطلعون على تقرير الامين العام الذي وضعه تيري رود - لارسن المكلف مراقبة تنفيذ القرار 1559، أنه تطرق الى موضوع الحزب في اكثر من مقطع، والهدف واحد، وهو امتناع الحزب او اي تنظيم مسلح عن القيام بأي عمل عسكري داخل البلاد او خارجها، باحترام اتفاق الطائف والقرار 1559. وتوقفوا عند النصائح التي وجهها بان الى كل من الحكومة والجيش اللبناني للقيام بالاجراءات اللازمة من أجل منع الحزب من الاقدام على مزيد من التسلح وتوسيع قدراته العسكرية الى جانب سلطة الدولة. ودعا دول المنطقة التي تربطها بالحزب علاقات وثيقة الى "اقناعه بالتحول الى حزب سياسي، والتخلي عن السلاح بموجب اتفاق الطائف والقرار 1559. وحضّ المسؤولين على "ضرورة العمل بسرعة لمنع التقلبات السياسية والنتائج المستمرة للازمة السورية". وحيّا التقدم الحاصل في المخطط الخمسي الاستراتيجي لتقوية قدرات الجيش اللبناني.

وأعرب عن اقتناعه بأن الطريق الانجع لتخلي الميليشيات اللبنانية عن سلاحها هو بايجاد حل سياسي يضم جميع الشرائح التي يقودها السياسيون. وتجدر الاشارة الى ان الحزب يرفض تصنيفه ميليشيا.

وكرّر بان كما في كل تقرير يضعه عن لبنان ضرورة الاستعجال في تشكيل الحكومة من أجل مواكبة التطورات المحيطة به. ولم يخف تقديره لاستضافة لبنان العدد الأكبر من اللاجئين السوريين، وشجّع الحكومة اللبنانية على وضع بنى مؤسساتية ذات صلاحيات من أجل القيام بالمطلوب منها، سواء لجهة التنفيذ او التنسيق. ودعا الحكومات والصناديق المالية والدول المانحة الاقليمية الى تقديم المزيد من المساعدات وفقاً لطاقاتها.

 

مجدل عنجر تشيّع قتيلين سقطا في مواجهات مع الجيش

لبنان الآن/مجدل عنجر – تشيّع بلدة مجدل عنجر البقاعية، في هذه الأثناء، القتيلين اللذين سقطا أمس الخميس خلال مطاردة مع دورية لمخابرات الجيش على طريق حوش الحريمة في البقاع الغربي.

وسمح القضاء العسكري، بعد ظهر اليوم، بتسليم جثة كلّ من علاء جلّول وﺤﻤّ ﻴﻀﻥ إلى ذويهما، بعدما ختمت الشرطة العسكرية في البقاع التحقيق في القضية، بحسب ما أفاد مندوب موقع NOW في البقاع.

ولا تزال ملابسات الحادث غامضة بعد مرور 24 ساعة على حصولها، في ظلّ دعوات استنكار من قبل فاعليات دينية في بلدة مجدل عنجر، خاصة بعد تناقل معلومات تفيد بأن بيضون وجلّول كانا يقاتلان إلى جانب صفوف الجيش السوري الحرّ في سوريا.

 

 

تعليقات وتحاليل

 

جوائز الأُمْنيات

الـيـاس الزغـبـي

على عادة "التفكير الرغائبي" (wishful thinking )، يسعى فريق النظام السوري، بوجهه اللبناني ( 8 آذار وملحقاته)، وبقفاه الإيراني (الحرس الثوري وفيلق القدس وميليشياتهما العراقيّة واللبنانيّة)، إلى الترويج للجوائز التي سيحصل عليها ويوزّعها على "المنتصرين".  لم يعُدْ هذا الفريق "المنتصر" يستطيع كتم ابتهاجه بما يعتبره "إنجازات": صمود النظام بل صعوده، تقدّم العلاقة الأميركيّة الإيرانيّة على حساب المملكة العربيّة السعوديّة، بوادر انكفاء تركيّا ومصر وبعض الخليج نحو الصين وروسيّا، إضافةً إلى ارتباك العلاقة الأميركيّة الأوروبيّة على خلفيّة التنصّت والتجسّس.  بل يذهبون أبعد في فلسفة انتصارهم بالقول إنّ الأسلحة الكيميائيّة كانت عبئاً على النظام وعلى إسرائيل فجاء من يحرّرهما منها مشكوراً، وإنّ الغرب بات مقتنعاً بضرورة بقاء النظام لمواجهة "الإرهاب".  في واجهة المشهد، تبدو قراءة "الممانعين" صحيحة. فهم الآن في موقع المراهن الرابح في ميدان السباق العسكري والسياسي، يجلسون على منصّة الرهان متلهّفين لصدور النتائج.  لكنّ المسألة تكمن في اتجاهَيْن: مَنْ الذي يدفع ثمن الجوائز، ومَنْ الذي يقبضها.

 مع تدقيق أعمق في خلفيّة المشهد، وليس في واجهته، يتبيّن أنّ مموّل الجوائز هو مَنْ يتوهّم نيلها، وأنّ من سيحصدها هو خصمه، بل المفترض أنّه "عدوّه" في لعبة "الممانعة والمقاومة".  في الثمن الشكلي أوّلاً، سيخسر هؤلاء لقبهم المفضّل "جبهة الممانعة والمقاومة" بعد انهيار كل ما نسجوه حولها من هالة وأساطير. مَنْ يمانعونه أصبح في صدر الدار، مع الجائزة الكبرى لتحويله مجرى "المقاومة" عنه نحو الشمال لبنانيّاً وسوريّاً، ونجاحه في كشف "أعدائه" على حقيقتهم. فما هو مبرّر تسمية "مقاومة وممانعة" بعد كل هذا الإنكشاف، وهل في استطاعتهم العودة إلى لعبة مواجهته ساعة يشاؤون؟  وفي الأساس، وإذا صحّ ونجح الإتجاه الإيجابي للعلاقة بين طهران وواشنطن، فأيّ صيغة لإيران ستستمر، وماذا يبقى من هذه "الأسطورة الثوريّة الإسلاميّة" المنسوجة منذ ثلاثة عقود ونصف، وأيّ عقيدة ستصمد بتحالفها مع "الشيطان الأكبر"، وأيّ سلوك سياسي واقتصادي وعسكري وثقافي واجتماعي ستجد نفسها مقودة إليه؟ هل تكتفي بسلوك إعلامي إستعراضي عدائي فوق سطح وفاقي؟!  الأكيد أنّ أميركا لن تغيّر نمط حياتها وثقافتها واقتصادها، وغير مرشّحة، في المدى المنظور على الأقلّ، للسقوط عسكريّاً، أو لسقوط نفوذها في العالم بالضربة القاضية. هناك طرف محكوم بالتغيير العضوي وليس الشكلي، بل بثورة على الثورة، ثورة "نائمة" الآن لكنّ إرهاصاتها موجودة بقوّة في النسيج الإيراني. وفي هذه الحال، يجوز السؤال: من سيقبض الجائزة فعلاً؟

 وفي سوريّا، ما يحسبه النظام انتصاراً ليس سوى اليقظة التي تسبق الموت. العالم غير راغب في إعادة إحياء أو إنتاج تجربة سقطت. سوريّا متجهة إلى التغيير التاريخي الحتمي، و"جنيف 2" يكمّل "جنيف 1" على قاعدة التخلّي عن الأسد، وقد مهّد "أصدقاء سوريّا" لهذا الإتجاه في لندن. فلا الأسلحة والفرق الإيرانيّة، ولا الثقل الدبلوماسي الروسي، ولا التلويح بحسم معركة هنا أو هناك، ولا "ظهورات" الأسد الترويجيّة تُحيي "العظام وهي رميم".

 وما يثير الأسف في لبنان، أنّ المتعلّقين بأهداب هذا النظام، ينتظرون تسلّم جوائزهم، في طرابلس، أو عرسال، أو بيروت، أو حكومة ومجلس و.. رئاسة، وتحت ثلاثيّاتهم ومثالثاتهم، وكأنّ عهد رستم غزاله عائد زائد مملوك !

 قليل من التروّي يبيّن لهؤلاء أنّ كبارهم يدفعون أثمان الجوائز ولا ينالونها، فكيف تكون حال الصغار!  وما يصحّ على إيران وسوريّا ينسحب عليهم. والسؤال البسيط هو: إذا نجحت فعلاً هذه الصفقات والتسويات، ماذا يبقى من شعارات "حزب الله" ووعوده وعهوده، وأيّ نمط حياة منغلقة ومعسكرة يستطيع أن يستمرّ فيه، وأيّ مبرّر لسلاحه سيصمد، وأيّ قدرة ستبقى له للربض على نواصي الدولة ؟!  بات من مصلحة لبنان أن ينتصر هؤلاء مثل هذه "الإنتصارات"، كي تسقط شروطهم في وجه الحكم والحكومة، وتتهاوى عناوينهم، فيقتنعوا بدولة سويّة، ويعيدوا رشدهم إلى رؤوسهم، وأيديهم إلى جيوبهم.  كثيراً ما بلغت أسماع الناس أخبار انتصارات وهزائم، ليتبيّن بعد انقشاع الغبار أنّ النتائج معكوسة.  وكثيراً ما رقص مهزومون في أعراس المنتصرين!

 

كرة تمويل المحكمة بين ميقاتي ووزير المال كتاب جديد للصفدي يطلب الموافقة الاستثنائية

سابين عويس/النهار/يبدي وزير المال محمد الصفدي استغرابه لما يثار عن تمويل لبنان حصته من المحكمة الدولية، ولا سيما عقب المراسلة الداخلية التي وجهها الى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في هذا الشأن. فالموضوع في رأيه ليس مطروحا للنقاش باعتبار أن عملية التمويل تجري بطريقة أوتوماتيكية تماما كما يحصل بالنسبة إلى كل مدفوعات لبنان الخارجية القائمة بموجب اتفاقات أو معاهدات. والمشكلة ليست في تأمين مصادر التمويل، باعتبار ان هذه المصادر مؤمنة، وقد عمدت وزارة المال الى حجز المبلغ المطلوب لسداد حصة لبنان في احتياط الموازنة. لجأ الصفدي إلى خيار حجز المبلغ، باعتبار أن بند تمويل المحكمة يرد في مشاريع الموازنات السنوية التي تعدها الوزارة منذ أقر لبنان سداد حصته في تمويل المحكمة والبالغة ما نسبته 49 في المئة. وفي حين ظلت الوزارة تعمل بموجب القاعدة الاثني عشرية التي تتخذ من موازنة 2005 أساسا لها باعتبار أنها آخر موازنة أقرها المجلس النيابي، وبعدما تجاوزت الحاجات التمويلية للدولة تلك القاعدة، وكان حتميا اللجوء الى قوننة الانفاق الاضافي، تقدمت الوزارة بطلب إنفاق استثنائي بقيمة 8900 مليار ليرة، لكنها لم تحصل الا على قانون يجيز مبلغا يوازي 6300 مليار ليرة. ولم يغط هذا المبلغ بند تمويل المحكمة، ما استدعى اللجوء الى الاحتياطي. انتظر الصفدي نحو شهر جواب رئيس الحكومة عن كتابه، والذي يطلب منه موافقة استثنائية على توفير المبلغ ( 58 مليار ليرة) على دفعات ثلاث، لكن الجواب لم يصل، مما دفع وزير المال إلى توجيه كتاب جديد أمس الى ميقاتي، يذكره بالكتاب الاول ويدعو فيه إلى إعطاء جوابه سلبا أو إيجابا لكي تحدد الوزارة آلية التمويل في ضوء الجواب. فميقاتي مدعو بموجب طلب الصفدي إلى الموافقة استثنائيا على نقل المبلغ المطلوب من احتياط الموازنة الى وزارة المال. والموافقة تتطلب في الوقت عينه موافقة رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وعلم ان سليمان لا يعارض التوقيع، وقد ابلغ الى وزير المال استعداده لتوقيع المرسوم فور وصوله اليه. أما أمر الصرف فيصدر بتوقيع الصفدي.

لا مؤشرات الى ان رئيس الحكومة سيستجيب للكتاب الثاني لوزير المال، فهو لم يجب بعد عن الكتاب الاول. وينطلق ميقاتي في تريثه من أن الموضوع ليس ضاغطا ويحتمل التمهل عسى أن تؤلف الحكومة في الوقت الفاصل عن نهاية السنة، بحيث يصبح قرار التمويل من مسؤوليتها. والواقع ان الموضوع لا يتخذ طابع العجلة او الضغط باعتبار ان الامم المتحدة لا تمارس ضغطا بموضوع مماثل. ولكن إذا انقضت السنة ولم يسدد لبنان حصته فسيعتبر متخلفا. جلّ ما تفعله الحكومة اليوم هو شراء الوقت في مسألة محسومة أساسا. صحيح ان رئيس الحكومة رمى كرة التمويل الى وزير المال عندما طلب منه إبداء الرأي لكن الصفدي أعاد الكرة الى ملعب الاول عندما استجاب لطلبه وقدَم المخرج للتمويل، فرفع المسؤولية عن وزارته وأعادها الى رئيس الحكومة. لا يزال رئيس الحكومة يبحث عن مخرج آخر يعفيه من اللجوء الى الخزينة، نظرا الى ما يرتبه هذا الموضوع من حساسية سياسية لدى مكونات حكومته المستقيلة. فحكومة مستقيلة، لا يملك رئيسها صلاحية اتخاذ القرارات بصرف اموال غير معقودة في الموازنة. وعلى غرار ما حصل بالنسبة الى تأمين دفع الرواتب للقطاع العام لجهة توقيع مرسوم استثنائي بسلفة استثنائية مخصصة حصرا للرواتب، يحتاج ميقاتي الى مرسوم مماثل لدفع حصة لبنان من تمويل المحكمة. لقد تمكن ميقاتي من تأمين التمويل في المرتين السابقتين من دون اللجوء مباشرة الى الموازنة، بل من خلال آليات اعتمدها بالتنسيق والتعاون مع المصارف وحاكم المصرف المركزي، من دون تكبيد أي منهما أعباء التمويل. والسؤال المطروح اليوم ما هو الارنب الذي سيخرجه ميقاتي من جيبه عندما يحين أوان الدفع؟

 

مُثالثة مُطبّقة ولو لم تقرّ

المحامي حسان الرفاعي/جريدة الجمهورية

لن يستقرّ لبنان إلّا «بقيام أحزاب وطنية وبجعل التعدّدية داخل كلّ مذهب أو طائفة، إِذْ لا يمكن بناء وطن واحد موحد مع وجود وحدة داخل كلّ مذهب وكلّ طائفة»... هذا ما خلص إليه الأستاذ إميل خوري في مقالته في عدد 4 حزيران 2013 من جريدة «النهار» بعدما سأل: «أيّ نظام يلائم تركيبة لبنان الدقيقة»؟ حصل تيار «المستقبل» في انتخابات 2009 على ثلثي المقاعد السنّية الـ27 ذكّرتني هذه المقالة بما سبق أن كتبته سنة 2009 لدى دعوتي "بصدق وبكل بساطة، وقبل أيّ إصلاح، إلى تظهير تعدّدية الرأي الحر لدى الطائفة الشيعية الكريمة... عندها سيسهل حلّ أمور عديدة وستنفرج التعقيدات الدستورية في البلاد، وسيدرك اللبنانيون و"حزب الله" معهم أنّ الأكثرية هي دائماً أقوى من الإجماع التوافقي الهش والمفروض"... أما سبب استعادة هذه الآراء حول أهمية التنوع داخل المذهب الواحد والطائفة الواحدة فيعود إلى ما لفتني عند تأملي في لائحة الترشيحات التي قُدِّمَت منذ أشهر قليلة للانتخابات النيابية التي كان يٌفترض إجراؤها في أيار سنة 2013، حيث أظهرت هذه اللائحة الآتي: قُبِلَت ترشيحات 705 (أشخاص) من كلّ الطوائف والمذاهب لملء 128 مقعداً نيابياً.

وقد ترشح في كل لبنان ما معدله:

6.6 مرشح لكل مقعد كاثوليكي

6.5 مرشح لكل مقعد سني

6.3 مرشح لكل مقعد أرثوذكسي

6.2 مرشح لكل مقعد ماروني

5.2 مرشح لكل مقعد درزي

4.3 مرشح لكل مقعد أرمني

3.6 مرشح لكل مقعد شيعي

في التدقيق أكثر في كل من لائحة الترشيحات لسنة 2013 وفي نتائج انتخابات سنة 2009 تبيّن التالي:

أ‌- إنّ معدل الترشيحات سنة 2013 لدى الكاثوليك والسنّة والأرثوذكس والموارنة هو متقارب جداً ويتمحور حول رقم 6 مرشحين لكل مقعد، خلافاً لما هو عليه لدى الطائفة الشيعية.

ب‌- إنّ معدل الترشيحات السنّية سنة 2013 في منطقتَي عكار والضنية المصنّفتين على أنهما خزان مؤيّدي تيار "المستقبل" هو بنسبة 12 مرشحاً للمقعد السنّي الواحد في عكار و 10 في الضنية وهي نسب مرتفعة جداً.

إنها نسب تتجاوز بكثير المعدل الوطني العام البالغ 6 مرشحين للمقعد الواحد، وفي ذلك ما يظهر حرية كبرى في الترشّح في عقر دار "البيئة الحاضنة" لتيار "المستقبل" في حين أنّ معدل الترشيحات للمقعد الشيعي الواحد في دائرة بنت جبيل هو 1.3.

ج‌- إنّ معدل الترشيحات عند الطائفة الشيعية سنة 2013 ينخفض من 3.6 مرشَحين إلى 2.6 مرشحَين، لمجرّد إخراج مقعد زحلة الشيعي الذي ترشح عنه 16 شخصاً ومقعد جبيل الذي ترشح عنه 12 شخصاً!

د- إنّ معدل الترشيحات لدى الطائفة السنّية سنة 2013 هو ضعف الترشيحات لدى الطائفة الشيعية، كما أنّ "المعدل السنّي" هو من الأعلى في لبنان في حين أنّ "المعدل الشيعي" هو الأدنى بامتياز.

ه- حصل تيار "المستقبل" في انتخابات سنة 2009 على ثلثَي المقاعد السنّية الـ27 في حين حصل الثنائي الشيعي على قرابة 90% من المقاعد الشيعية!!

و- أظهرت الأرقام الرسمية لانتخابات سنة 2009 أنّ الناخب الشيعي اقترع بنسبة 99% لصالح لائحة "حزب الله" في منطقة بعلبك الهرمل (10 مقاعد) كما أقترع بنسبة 98% لصالح مرشحي "حزب الله"-"أمل"، في دائرة حاصبيا-مرجعيون!!

والخلاصة، إنّ الكلام عن سيطرة حزب واحد على الطائفة السنّية هو أمر مجافٍ كلياً للحقيقة في حين أنّ السيطرة شبه الكاملة للثنائي "حزب الله"-"أمل" على تمثيل الطائفة الشيعيّة هو أمر ملفت لا مثيل له في "إيران الولي الفقيه"!! هذا ما تقوله الأرقام. لذلك يجب أن يجتمع كل اللبنانيين على رفض البحث بأيّ تعديل دستوري يسعى إليه الممثلون الحاليون للطائفة الشيعية قبل أن تُظْهِرَ الانتخابات النيابية المقبلة أداءً للمواطن الشيعي شبيهاً بأداء أخوته في المواطنة، أداء الأحرار، غير المرهّبين أوالمجيّشين!! كما ولا بدّ من أن نكرر أنّ سيطرة الثنائي الشيعي على طائفة بأكملها أخلّ باللعبة الديمقراطية وبالحياة السياسية عامة في لبنان، وأنّ المشكلة تفاقمت حينما ساهمت فئة من مسيحيّي لبنان عبر مساندتها للثنائي الشيعي على تعطيل نظامنا الدستوري، فهي التي أمّنت له الثلث المعطل وهي التي ساهمت معه في تعطيل أهم استحقاق وطني أيْ الانتخابات الرئاسية سنة 2007. عسى ألّا يكرّروا هذا التعطيل في الاستحقاق الرئاسي سنة 2014! والأهم من كلّ ذلك هو أنّ الكلام عن الميثاقية كان يعني حتى تاريخ قريب توازناً مسيحياً مسلماً لحظه أساساً دستور الطائف الذي ثَبَّتَ مبدأ المناصفة، فإذا بنا اليوم نراهم يتسلّحون "بقميص الميثاقية" من أجل رفض أو اعتراض أيّ شأن وطني لا يُرضي ممثلي الطائفة الشيعية! إنه "حقُّ فيتو" ابتدعه الثنائي "حزب الله"-"أمل" لصالح المذهب الشيعي وهو يمعن في استعماله تعطيلاً...

 

"جوجلة" قضايا... الفراغ "آخر العنقود"

مارون حبش/تخبط أمني وأزمة سياسية في لبنان ولا حلول، هذا واقع لبنان حالياً الذي يقوده "قادة المحاور"، ففي الوقت الذي ينشغل فيه اللبنانيون بأحداث طرابلس المعتادة والاشتباكات بين جبل محسن وباب التبانية والتي لا تختلف عن الجولات السابقة لا بل التاريخية سوى بحدة المعارك، تبقى عملية تشكيل الحكومة أبرز العقد. في هذه الحال، تبرز أسئلة عدة: هل سيستقيل الرئيس المكلف تمام سلام، ويعود يدعو رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى جولة استشارات جديدة تنتهي بتكليف رئيس جديد يشكل حكومة في اسبوعين؟ علماً أن الرئيس تمام سلام حظي بـ 124 صوتاً. أم سنشهد حكومة مفاجئة من قبل الرئيسين؟ وهل يقف لبنان على حكومة سياسة أو حيادية؟ وعلى صوص ونقطة؟ إلى جانب هذا الملف، ما زال فريق "8 آذار" يصر على جدول أعمال فضفاض لجلسة تشريعية لمجلس نواب، في ظل حكومة تصريف أعمال. والتي يعتبرها فريق "14 آذار" غير دستورية إلا في حال تعديل الجدول واقتصار البنود على الطارئة، الأمر الذي فشل في تلبيته رئيس المجلس نبيه بري، فهل سيبقى المجلس محكوماً بجداول بري؟ خصوصاً أن الفريق السيادي والاستقلالي "14 آذار" مستعد للمشاركة في اللجان النيابية ما يسقط ادعاء فريق الممانعة بأن "14 آذار" تعطل المجلس النيابي. ملف انتخابات رئاسة الجمهورية بدأ يسخن، خصوصا وأن مهلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية تبدأ في 25 آذار 2014، في الوقت الذي يردد البعض فيه مصطلح الفراغ في سدة الرئاسة، ومعروف أن لبنان اعتاد على التأخر في انتخاب الرئيس وعلى العيش في فراغ رئاسي، ما يعني، كما العادة انتقال الصلاحيات إلى الحكومة، وإذا لم تتشكل حكومة جديدة يعني أن حكومة تصريف الأعمال صاحبة اللون الواحد ستمسك بزمام الأمور، ويبدو أن هذا التصور يفيد "حزب الله" وباقي حلفاء "8 آذار"، إذ يكون البلد في حال توتر أمني من جهة، وممسوكا من حكومة يديرها "حزب الله" من جهة ثانية، ومقيدة بمجلس نواب لا يريد رئيسه تعديل جدول جلساته التشريعية من جهة ثالثة. ما يعني شل لبنان وامساك كل شرايينه السياسية والأمنية. لا تتوقف الجوجلة عند هذا الحد، فما زلنا ننتظر أي مؤشرات لتلك المعركة الكرتونية في القلمون، حيث سيتهفنا "حزب الله" بوسائل مقاومته الجديدة وقدرته على القتال في فصل الشتاء وتحت المطر وعلى الثلوج من أجل سعادة نظام سوريا الأسد، والتي إذا حصلت تؤشر إلى ردود فعل خطيرة ستمتد إلى لبنان عبر عرسال. ملفات مرتبطة ببعضها البعض، وما أن ينحل أحدها، تكر السبحة، ولعل أول الهرم الملف السوري الذي جر لبنان إلى ويلات وأغرقه في مشاكل لن يتخلص منها إلا بنهاية الأزمة، نظراً لوجود قوى سياسية واضحة ومعلنة في لبنان، تدعم النظام السوري عسكريا وتتلقى منه الأوامر سياسياً.المصدر : 14march

 

معركة القلمون.. تهويل "حزب الله" لن يجدي "انتصاراً"

فاطمة حوحو/ المستقبل

في الوقت الذي تروج فيه أوساط "حزب الله" والنظام السوري لاقتراب معركة القلمون، وإعلان استعدادات عسكرية وحشود مقاتلين من أجل السيطرة على المنطقة الجبلية الغربية في سوريا والممتدة على مدى أكثر من 70 كيلومتراً على الحدود مع منطقة عرسال والسلسلة الشرقية، يعيش أهالي البقاع حالة من القلق من الآتي، نتيجة مغامرات مقاتلي "المقاومة" الذين انتقلوا من محاربة اسرائيل الى محاربة ثوار سوريا داخل أرضهم وبين بيوتهم وفي شوارعهم غير آبهين بالنتائج التي ستترتب على لبنان، من ويلات ومصاعب وتهديد كيانه ووجوده. ولعل أهالي بلدة عرسال هم أكثر الذين يعانون من نتائج هذا التدخل ومن محاولات توريطهم في النزاع الداخلي السوري، لتنظيف ورقة "حزب الله"، إلا أن كل ما حصل منذ ثلاث سنوات وحتى اليوم من أحداث يشير الى ثبات البلدة على مبدأ دعم النازحين الانساني، ورفع الغطاء عن أي شخص مخالف للقانون من البلدة، وعلى اعتبار الجيش خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه ونبذ أي معتد عليه كما نبذ أي تنظيمات متطرفة محلية أو آتية من وراء الحدود تقوم بأعمال عنفية ورفع الغطاء عنها مقابل قيام الدولة بواجباتها وقيام الأجهزة الأمنية الرسمية بدورها ومنها الانتشار على الحدود لحماية الاهالي الذين سقط منهم اكثر من عشرة شهداء نتيجة اعتداءات النظام السوري على ارضهم قصفاً بالطيران أو اغتيالاً.  ورغم الإيحاء بأجواء عاصفة، إلا أن الأهالي مطمئنون الى عدم قدرة "حزب الله" ولو حشد أكثر من عشرين الف مقاتل لمعركة القلمون من النجاح، لا سيما وأن النظام السوري يسعى الى توريطه في حرب مع أهالي عرسال البلدة السنية التي يصل تعداد أهلها الى أربعين ألفاً كما يوجد داخلها اكثر من أربعين ألف نازح سوري، وإن استجاب الحزب لمخططات النظام السوري فهذا سيؤدي الى إشعال فتنة سنية ـ شيعية لا يمكن ان تقف عند حدود منطقة البقاع أو الشمال, ومن هنا فالناس "مطمئنة" الى صعوبة اتخاذ "حزب الله" مثل هذه القرارات الانتحارية، الا اذا ضرب الجنون قياداته، وامتثل لأوامر ولاية الفقيه وولاية "البعث". وجهة النظر هذه، تتلاقى مع ما يعتبره البعض محاولة انتحارية لقوات النظام السوري في حال قرر خوض المعارك في جبال القلمون حيث تتواجد عناصر المعارضة السورية من جيش حر وأطراف اخرى من القوى المتطرفة مثل "جبهة النصرة" وغيرها، اذ ان اتخاذ الجيش النظامي السوري قرار دخول هذه المعركة يعني تفريغ دمشق، وهذا سيسقط العاصمة في يد الجيش الحر المتأهب لتحقيق انتصار حاسم على الارض. وسواء كان الحديث عن معركة قريبة في القلمون جدياً أم للتهويل، فإن أهالي عرسال يراقبون وينتظرون ان يأتي الفعل من قبل الجيش اللبناني، اي حمايتهم من محاولات "حزب الله" المحسوبة او غير المحسوبة، ومن الاعتداءات السورية على ارضهم، لأن هذه المعركة ان حصلت لن تكون داخل الاراضي السورية ولبنان لن يستطيع عندها التغني بالنأي بالنفس، طالما ان النظام السوري لا ينأى بنفسه عن تفخيخ لبنان بالمشاريع المشبوهة.

أول من أمس سقطت أربعة صواريخ من الداخل السوري على منطقة الهرمل، وبالأمس أيضاً سمعت انفجارات في منطقة القاع تردد أنها ناتجة عن قصف طيران قام به جيش النظام داخل الاراضي السورية، هذه التحرّشات وتبادل القصف بين القاع والهرمل قد تكون مقدمة لشيء ما، اي تسخين الجبهة رويداً رويداً، بانتظار ساعة الصفر. مختار بلدة عرسال محمد الحجيري يوضح أن "هناك تحركات مريبة لـ"حزب الله"، اذ شوهدت 8 آليات له انتقلت من الهرمل اول من امس نحو جرد بعلبك، ونحن لن نقبل بدخول اي عنصر من عناصر "حزب الله" الى منطقتنا على الاطلاق، ولن تكون عرسال ممراً لمقاتلي "حزب الله" لمحاربة الشعب السوري".

ويشكّك بما يروَّج عن قرب معركة القلمون، مشيراً الى أن "الأمر بحسب ما يقوله العارفون في أوضاع الداخل السوري، هو مجرد رد على الثوار الذين اطلقوا معركة "سهل الغاب" تحت عنوان "قادمون".

ولذلك يجد أن "حزب الله" بإعلانه حشد قوات واستنفار في صفوفه هو نوع من التهويل الاعلامي. ويقول: "إذا تورط "حزب الله في القلمون فسيكون الأمر صعباً عليه، لن يعود منهم "مخبّر"، فالمنطقة وعرة وصعبة ومقاتلوه لا يعرفون جبالها وطرقها، أما المعارضون السوريون فهم أقوى لأنهم يقاتلون على أرضهم حتى وان كان هناك جيش نظامي يدعمهم بالقصف المدفعي المركز والطيران".

وينفي وجود اي عناصر من "جبهة النصرة" او غيرها داخل عرسال، داعياً من يريد استكشاف الامر "الى التوجه الى الحدود اللبنانية ويعبر كل الأماكن والطرق المؤدية الى الجانب السوري ليرى بنفسه ان كل ما يشاع عن هذا الامر هو وشايات رخيصة تحريضية ضد اهل البلدة التي اتهمها وزير الدفاع مرة بأنها تؤوي إرهابيين من "القاعدة", واليوم يتهمونها بأنها تؤوي إرهابيين وتلك حجج مكشوفة". "السيارات المفخخة" يرسلها النظام السوري الى لبنان. ويشدد على أهمية انتشار الجيش اللبناني على الحدود، مشيراً إلى أن الجيش اللبناني حالياً ينتشر على بعد 20 كيلومتراً شمالاً و16 كيلومتراً شرقاً اي إنه بعيد عن الحدود". ويتخوّف من حصول معركة القلمون لأن ذلك سيؤدي الى أزمة انسانية واقتصادية كبيرة لأهالي عرسال الذين يتسوقون من القرى السورية بالاضافة الى امكان حصول حالة نزوح كبيرة الى البلدة من قرى منطقة القلمون السورية ففي "يبرود" وحدها 100 الف نسمة.

أما باسل الحجيري، أحد ابناء البلدة، فيرى أن الأهالي في عرسال يسمعون عبر الإعلام عن معركة محتملة في القلمون قريباً، وأن "حزب الله" يجمع قواته في بريتال وبعلبك". ويأمل في حال صحت التوقعات الاعلامية عن حصول هذه المعركة أن يبادر الجيش اللبناني الى مساندة عرسال وحمايتها، لا مساندة "حزب الله" والسكوت عن تصرفاته، وأن يثبت بالفعل انه جيش كل اللبنانيين، وان يبادر الى الانتشار على الحدود لحماية لبنان من الاعتداءات السورية وعدم اخذ البلاد نحو مصير اسود". ويرى ايضاً ان على الجيش اللبناني وقف تجاوزات "الشيطان الاكبر" (اي "حزب الله") في المنطقة ومنعه من نقل المقاتلين والسلاح الى سوريا تنفيذاً لسياسة النأي بالنفس وعدم السماح لجماعة النظام السوري باغتنام نقاط ضعفه لتمرير المخططات التي تؤدي الى تهلكة لبنان واللبنانيين لاسيما الفتن المذهبية".

واذ يشير الى أن القلمون وعرسال مفتوحتان على بعضهما وتعتبران منطقة واحدة، يؤكد "نحن لن نخاف وسندافع عن ارضنا اذا اعتدى الجيش السوري علينا فإن فتح "حزب الله" جبهة القلمون فإننا لن نقف مكتوفي الايدي ولن نسمح له ولمقاتليه بالعبور بين بيوتنا ومنازلنا فنحن سندافع عن كرامتنا وهذا اقل الايمان". ويرى الناشط السياسي خالد زيدان ان منطقة القلمون وعرة جداً وجردية، وشكلت منفذاً انسانياً اساسياً للنازحين والجرحى الهاربين من وحشية النظام السوري. كما تعتبر منفذاً اقتصادياً نتيجة تهريب المواد الغذائية والمازوت وغيرها من الامور المعيشية، ومن هنا فإن دخول "حزب الله" معركة القلمون خطيرة جداً ومحاولة لتوريط اهل عرسال بمواجهة مع النظام السوري، وتداعياتها ستكون كبيرة على لبنان، اذ ان هناك عشر قرى سورية قد يهجّر اهلها بالكامل الى عرسال ومنها يبرود والنبك وقارا وجرجيرن وهي مناطق مكتظة مما قد يتسبب بأزمة انسانية كبيرة داخل عرسال نتيجة الاعداد الجديدة التي قد تنضم الى النازحين المقيمين في عرسال". ويشير الى ان "حزب الله" قد يعبر من جرود بعلبك باتجاه جرد عرسال نحو الشرق والشمال الا أنه سوف يصطدم بالناس وبأهالي عرسال فهم لن يسمحوا له بتمرير مقاتليه بين بساتين الكرز وممتلكات خاصة ولن يسمحوا بالتعدي على ارزاق الناس لقتل الشعب السوري". ويجد ان معركة القلمون تحتاج الى عدد كبير من الجيش ما يفوق المئة الف عسكري والى آليات عسكرية كبيرة، وبالطبع اذا حصلت المعركة في الشتاء فان الـ15 الف مقاتل الذين يجاهر "حزب الله" باستنفارهم للمعركة لن يفعلوا شيئاً، والجيش السوري إذا سحب قواته الى ريف دمشق فإنه في العاصمة ستكون هناك ثغرة كبيرة وخطر على السام من السقوط في يد الجيش الحر مما يعني سقوط النظام السوري، فهل الجيش السوري مستعد لمثل هذه المغامرة غير المحسوبة؟ وهل بإمكان حزب الله تحقيق النصر في معركة القلمون؟". ويتخوف زيدان من محاولات توريط الجيش اللبناني في مواجهات مع أهالي عرسال والتي تم تجاوزها في محطات سابقة، مشدداً على "ضرورة قيام الجيش اللبناني بردع أي اعتداء للنظام السوري على الاراضي اللبنانية، لان سيادة لبنان لا مزاح فيها، وإلا فان أهالي عرسال سيقاومون أي محاولة لاحتلال الجيش السوري لأرضهم وأهالي عرسال قاتلوا اسرائيل في الجنوب دفاعاً عن لبنان ولن يهابوا مقاتلة الجيش السوري دفاعاً عن ارضهم". ويوضح أن "معركة القلمون تختلف عن معركة القصير التي كانت معركة سهلة بالنسبة الى مقاتلي "حزب الله" الذين دفعوا أموالاً لشراء بعض صغار النفوس من مقاتلي بعض الجماعات ووجود قيادات سلموهم بعض المواقع، لكن الوضع في القلمون مختلف". ويعتبر أن تبريرات "حزب الله" واتهاماته لعرسال "بأنها وراء زرع سيارات مفخخة في الضاحية هو باطل ومحاولة مكشوفة للايقاع بين أهالي عرسال والجيش والقوى الأمنية التي تقوم بدورها في الملاحقات والتحقيقات والمطلوب منها اكثر منع التجاوزات السورية ووقف الاعتداءات التي يقوم بها جيش النظام من قصف طيران وتوغل وقتل داخل الأراضي اللبنانية".

 

المشروع السياسي وراء «جنيف 2»

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

يجب ألا تتغيبوا عن «جنيف 2»، لأننا سنناقش فيه مسائل الحكم والجيش والأمن في سوريا الانتقالية. هذه نصيحة رئيس الدائرة السياسية في الأمم المتحدة جيفري فيلتمان للمعارضة السورية التي أصبحت تحت ضغوط شديدة بعدم المشاركة. بعكس ذلك، يقول فيلتمان، وهو من أكثر السياسيين دراية بالتفاصيل السورية، إن أهمية المؤتمر المقبل أنه سيقرر شكل سوريا الجديدة؛ فيه ستناقش الصلاحيات التنفيذية الكاملة للهيئة الحاكمة الانتقالية في سوريا، والتي على مؤتمر «جنيف 2» أن يؤسسها، مثل: لمن ستكون السلطة على الجيش والقوى الأمنية. المؤتمر هدفه إطلاق عملية سياسية بقيادة سوريا «ليس لإدارة الوضع القائم، بل للوصول إلى سوريا جديدة»، كما قال فيلتمان للزميلة «الحياة». بالنسبة لرئاسة الائتلاف ومعظم الأعضاء يدركون أن الغياب سيمكن فقط النظام السوري من كسب المعركة السياسية، وسيكون من الصعب لاحقا تصحيح الهياكل التي يتم الاتفاق عليها. وهذه القيادات السورية المعارضة تواجه حملة شديدة من أطراف في المعارضة تتعمد إحراجها واتهامها حتى لا تشارك، نتيجة التنافس السياسي بينها داخل المعارضة، وليس فعلا عن قناعة بأن المؤتمر عملية مرفوضة. وقد استخدموا لهذا الغرض أسلحة التخوين الكلامية التي شاعت أخيرا، وبعضهم لجأ إلى التشكيك بحقهم في المشاركة دون تفويض! وهناك فريق غاضب ويائس لا يريد المشاركة في أي عملية سياسية لكنه في الوقت نفسه لا يطرح البديل الذي هو قادر على إنتاجه. في مؤتمر لندن سعت المعارضة إلى إلزام الأطراف الرئيسية بوضع حد زمني من ثلاثة أشهر لمثل هذه العملية السياسية حتى لا يحولها الخصوم، مثل الروس، إلى لعبة وقت لا تنتهي، لكن الطرف الأميركي لم يكن راغبا في تقييد نفسه بزمن محدد. حتى مع هذا الإخفاق تستطيع المعارضة الانسحاب متى ما اعتقدت أن الوقت طال بلا طائل، أو أنها رأت أن مسار المفاوضات لاحقا لا يصب في مصلحة الشعب السوري وتوقعاته. وإذا كانت المعارضة لم تحصل على ضمانات قبل الجلوس على الطاولة فإنها قد كسبت أن المؤتمرين قد أقروا بأحقية الائتلاف في تمثيل المعارضة، بوصفه من يمثل «أساس وقلب» المعارضة، وقطعوا بذلك الطريق على دكاكين المعارضة الوهمية التي اخترعها النظام السوري وسعى الإيرانيون للترويج لها. لكن لن يكون الطريق سهلا، خاصة أن النية في إعادة تركيبة ائتلاف المعارضة بإدخال جماعات معارضة مسلحة لتعزيز وضعه كممثل لكل القوى على الأرض. وما يقوله فيلتمان صحيح من حيث ضرورة المشاركة وعدم ترك هذه المناسبة التي تجتمع فيها قوى العالم الكبرى لإقرار مصير سوريا وهم بعيدون عنها، لكن أيضا على المعارضة أن تدفع القوى الموالية لها، مثل الدول الخليجية، برفع الدعم العسكري حتى لا تمر الأشهر المقبلة بانتصارات لجيش الأسد تعزز وضعه التفاوضي. الوضع على الأرض سيلعب دورا مهما خلال فترة المفاوضات، وما قاله الرئيس بشار الأسد من أنه سيرشح نفسه للانتخابات يعني أنه ينوي مضاعفة نشاطه القتالي، وهو الذي لاحظناه لاحقا.

 

إنكفاء لافت للوساطات الديبلوماسية عن لبنان هل يمكن أوروبا الدفع نحو حكومة انتقالية؟

روزانا بومنصف/النهار

ندرت الحركة التي اعتادت البعثات الديبلوماسية الأساسية في لبنان القيام بها في الآونة الاخيرة باستثناء ما اتصل بمتابعة بعض الملفات اكان اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان في نيويورك أو ما اتصل بملف اللاجئين السوريين في ما يعتبره أو يبرره كثر بغياب اي تطورات أساسية وفي غياب حكومة يفترض متابعة ملفات معينة مع وزرائها. الا أن أوساطاً سياسية تشكو غياباً حقيقياً للاعبين ديبلوماسيين عهدهم لبنان في ازمات مماثلة ولا ترى أي حركة أو نشاط ملموس لهم بل انكفاء نسبي قد يجد تبريراته في تقويم لدى هؤلاء اللاعبين بأن الازمة الاقليمية تثقل بتداعياتها على لبنان بحيث لا يمكن المخاطرة بوساطة او مبادرة قد تنتهي أو يرجح أن تنتهي بالفشل وتنال من صدقية القائمين بها في حين أن فرص نجاحها ضئيلة أو معدومة. وما يتم التطلع اليه على هذا الصعيد يتصل بالدول الأوروبية كونها الأكثر قبولاً من سائر الأفرقاء الاقليميين والمحليين وقد سلّط الضوء على ذلك استقبال في الخارجية الفرنسية قيل إنه كان مميزاً للنائب في "حزب الله" علي فياض أخيراً. فالسؤال الذي أثير تبعاً لذلك هو هل يمكن أن تساعد الدول الاوروبية لبنان وكيف؟ بغضّ النظر عن واقع أن بعض هذه الأوساط لا تخفي مآخذ على بعض الدول الأوروبية التي وفي معرض إظهار موضوعيتها أو وقوفها على مسافة واحدة بين الجميع ولحفظ خط الاتصالات مع هؤلاء تساوي بينهم في ما خصّ إدانة التدخل في سوريا في حين أن هذا التدخل أحادي من جانب "حزب الله" وحده في رأي هذه الأوساط ولا شيء يوازيه بما فيه توجه بعض الطرابلسيين الى سوريا في وقت من الأوقات، فإن ثمة تمييزا لهذه الأوساط بين الأزمة السياسية المباشرة المتصلة بتعطيل تـأليف حكومة وتعطيل عمل المؤسسات الدستورية وبين ما هو أبعد من هذه الازمة والتي لا يمكن الوصول الى تسويات أو حلول في شأنها لاعتبارات عدة من بينها وجود أهداف متناقضة كليا بين الأفرقاء في لبنان ورفض فريق وجود ايران فيه ووجود "حزب الله" في سوريا. فلا يمكن أي وساطة أن تؤدي الى شيء في ظل تشدد ايراني مقبل في لبنان في المقابل خصوصا في هذه المرحلة وفي المدى المنظور تعكسه مواقف الحزب. وتالياً فإن أي مقاربة انطلاقاً من هذا المعطى ستكون خاطئة ولن تكون سوى في إطار تضييع الوقت. إلا أنه في غياب التسويات الكبيرة غير المتاحة فإن الحد الاقصى الممكن هو الطموح الى تطبيع الوضع المؤسساتي انطلاقاً من ان تعطيل الحكومة يؤدي الى تعطيل مجلس النواب ويعطّل الدولة ككل. فإذا من قوة دفع مطلوبة من الأوروبيين فهي ما يتم التطلع اليه في ضوء مواقف أوروبية راعت "حزب الله" من خلال حصر تصنيف ما اعتبرته شقه العسكري إرهابياً من أجل أن تترك لنفسها هامش التواصل مع الحزب والتأثير عليه في إطار مصالحه المباشرة الى ممارسة الضغوط حيث يلزم من أجل وقف عملية التعطيل وتسهيل قيام حكومة لإدارة الوضع، ما لم تكن الدول الأوروبية مقتنعة بضرورة قيام حكومة وحدة وطنية كما يطالب الحزب أو ما لم تكن اكتفت بتصنيف الشق العسكري للحزب خوفا على اليونيفيل وليس لحفظ هامش القدرة على التواصل والتأثير. فاستقبال نواب الحزب يسلط الضوء على أهداف لأوروبا في لبنان والتي يمكنها أن تحافظ عليها عبر مقاربة معقولة لا تعرض مصالحها للخطر. فإذا كان ثمة من يريد مساعدة لبنان في أزمته الراهنة خارج إطار البيانات العامة، فإن استخدام الدول الاوروبية علاقاتها أو انفتاحها يشكل منطلقا وفق ما ترى هذه الأوساط لأن ذلك يمكن أن يكون المدخل الى حكومة مقبولة بإدارة محدودة توفر أقصى ما يمكن من تطبيع عمل المؤسسات، وتدير البلد في المرحلة الانتقالية القصيرة الفاصلة عن موعد الاستحقاق الرئاسي وتفتح الباب لأن يستعيد مجلس النواب نشاطه وربما عودة التواصل عبر الحوار أقلّه من أجل الشكل وتخفيف وطأة المشاكل على الناس وإن كانت لا تعالج الشرخ الكبير القائم راهناً.

وما لم تكن هذه هي خارطة الطريق التي يمكن العمل عليها راهناً، فإن ما يسري من كلام أو نظريات يسوقها البعض عن بدء الاهتمام باستحقاق رئاسة الجمهورية بدلاً من التركيز على حكومة لن يكون عمرها طويل هو في رأي الأوساط السياسية المعنية هروب الى الأمام. إذ أنه في حال الاتفاق الآن على رئيس للجمهورية على نحو مسبق فإن هذا الاستحقاق لن يحصل قبل خمسة أشهر ولن يكون هناك تقصير لولاية رئيس الجمهورية. في حين أنه في حال انتخاب رئيس جديد، فإن المشكلة حول الحكومة ستكون هي نفسها لأن الانقسامات العميقة على حالها بين استقواء "حزب الله" بما يعتبره مكاسب له في ظل تشدد ايران في كل الملفات والأوراق التي تملكها بالتزامن مع التنازل الذي ستقدمه حكماً في موضوع الملف النووي وبين رفض قوى 14 آذار التسليم لنفوذ ايران وشروط الحزب حول دوره وسلاحه وسيطرته على القرار خصوصاً في ظل محاولاته الراهنة اسباغ طابع الانهزام على خصومه من أجل الضغط عليهم للسير بما يريده. وما لم يتم حلّ إشكالية الحكومة حالياً فإنها ستطرح نفسها مع الرئيس الجديد، في حال تمّ انتخاب رئيس جديد، وتجعل من المتعذر انطلاق عهده في ظل تساؤل يطرح اذا كان سيكون أقدر من الرئيس الحالي في معالجة الامور.

 

دوليات

 

الإبراهيمي يصل إلى إيران وأنباء عن تأجيل جنيف 2 /دبلوماسيون: النتائج الأولية لجولة المبعوث الدولي قد تدفعه إلى تكثيف المشاورات

 دبي - قناة العربية /وصل المبعوث الدولي لسوريا، لخضر الإبراهيمي، السبت، إلى طهران،  حليفة النظام السوري، حيث سيلتقي وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، كما أوردت وكالة "مهر" للأنباء. ويجري الإبراهيمي، القادم من زيارة إلى تركيا، مشاورات بشأن إمكان عقد مؤتمر جنيف 2 حول التسوية السياسية في سوريا. وقال دبلوماسيون غربيون إن الإبراهيمي ربما يقترح إرجاء انعقاد المؤتمر الدولي حول سوريا، إذا ما أيقن أن الظروف غير ناضجة بعد. ومن المتوقع أن يقترح الإبراهيمي ذلك خلال لقائه الوفدين الأميركي والروسي في جنيف في 5 نوفمبر القادم. والمرجح أن قناة الإبراهيمي الآن ضرورة لإجراء المزيد من الاتصالات قبل انعقاد المؤتمر، الذي يرجح أن يُؤجل إلى يناير المقبل، حسب ما ذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية في تقرير، السبت. وأعلن مسؤول سوري والأمين العام للجامعة العربية في تصريحين منفصلين، خلال وقت سابق، أن موعد انعقاد المؤتمر المذكور هو 24 نوفمبر، فيما أحجم الإبراهيمي عن تحديد موعد محدد للمؤتمر، وأعرب عن أمله بعقده الشهر القادم، وذلك قبل الشروع في جولته الإقليمية التي بدأها الأسبوع الماضي بالعاصمة المصرية، القاهرة.

وفي تركيا، اجتمع الإبراهيمي مع وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، وحث أنقرة على أن تلعب دوراً إيجابياً لحث الأطراف السوريين على إنهاء الأزمة بشكل سياسي. ومن جانبه، رفض المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر الجلوس إلى طاولة التفاوض مع من تلطخت أيديهم بدماء السوريين. واعتبر الجيش الحر، في بيان، أن صيغة المؤتمر الدولي تفتقر إلى كل ما يوحي بإمكانية التوصل إلى نتيجة ملموسة، مشدداً على ضرورة وضع جدول زمني ومحدد لكل مراحل التفاوض، مع إدراج بنود ملزمة للطرفين للتطبيق تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

 

إيران تشنق 16 متمرداً عقب مقتل 14 من حرس حدودها/وحدات من الجيش الإيراني تنتشر في المنطقة الحدودية قرب حدود باكستان

طهران - فرانس برس/أعدم 16 متمرداً "مرتبطين بجماعات مناهضة" لجمهورية إيران الإسلامية شنقاً صباح السبت، بعد هجوم قتل فيه ما لا يقل عن 17 عنصراً من حرس الحدود الإيراني خلال الليل، كما أعلن مسؤول قضائي محلي. ونقلت وكالة "فارس" للأنباء عن محمد مرضيه، المدعي العام في محافظة سيستان بلوشستان، أن "16 متمرداً أعدموا شنقاً في سجن زهدان (كبرى مدن المحافظة) رداً على مقتل حرس الحدود في سرفان". وقُتل 14 عنصراً من حرس الحدود الإيراني، ليل الجمعة السبت، في اشتباك مسلح على الحدود الباكستانية، كما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، نقلا عن مصدر مطلع. وصرح المصدر "بأن عناصر الحدود الإيراني قتلوا في اشتباك مسلح في منطقة سرفان (سيستان بلوشستان)، كما أصيب 5 آخرون بجروح". وأضاف المصدر أنه لا يعلم ما إذا كان المسلحون "من العصابات أو المتمردين المناهضين للجمهورية الإسلامية". وذكرت وكالة "فارس" للأنباء أن جثامين القتلى نُقلت إلى مستشفى بمدينة زهدان. وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن وحدات من الجيش انتشرت في المنطقة الحدودية التي شهدت الاشتباك المذكور.

 

واشنطن بوست”: نظام الاسد يستهدف المستشفيات والاطباء بشكل ممنهج  

عرضت صحيفة واشنطن بوست الأميركية للمأساة الإنسانية الكارثية التي يعيشها الشعب السوري، وذلك في ظل ما اكدت انه استمرار نظام الأسد في منع وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.

وأوضحت الصحيفة أن الأطباء يضطرون لإجراء عمليات بتر للأطراف وأخرى قيصرية والمصابون مستيقظون بسبب عدم توفر مادة التخدير، وأنهم يعملون أحيانا تحت الإنارة التي توفرها الهواتف المحمولة في ظل انقطاع الكهرباء. وأضافت الصحيفة أن الأوضاع الصحية في سوريا تعتبر كارثية، في ظل استهداف نظام الأسد للمستشفيات بالقصف والتدمير بشكل ممنهج، إضافة إلى استهدافه الكوادر الطبية بالقتل والاعتقال والتعذيب.

يُشار إلى أن تقريرا نشره محققون في جرائم الحرب تابعون للأمم المتحدة الشهر الماضي كشف أن القوات النظامية في سوريا تهاجم بانتظام المستشفيات والطواقم الطبية التابعة للمعارضة، وأن قوات الأمن تستخدم المستشفيات مراكز للتعذيب.

 

 "الراي": فرص انعقاد "جنيف - 2" قبل نهاية السنة ضئيلة/تقديـرات اعـادة اعمـار سوريا تفوق 85 مليـار دولار

المركزية- كشف دبلوماسي غربي رفيع المستوى معني بالملف السوري لـ"الراي" الكويتية عن "تضاؤل كبير في حظوظ انعقاد مؤتمر جنيف - 2 حول سوريا في 23 تشرين الثاني المقبل او حتى قبل نهاية السنة الحالية"، عازياً السبب الى "الاختلاف في المقاربات والتكتيك بين الغرب وفي مقدمه الولايات المتحدة، والائتلاف الوطني السوري المعارض". وقال الدبلوماسي ان "مجموعة اصدقاء سوريا تعتقد ان من الضروري انعقاد جنيف- 2 هذه السنة لمحاصرة الرئيس السوري بشار الاسد عبر مطالبته بتطبيق مقررات جنيف - 1 التي تنص في بنديْها الثالث والرابع على ضرورة العمل لتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية تتناسب مع تطلعات الشعب السوري وحقوقه، وتالياً فان رفض الاسد لما تَقرر في جنيف - 1 يضعه في خانة المُعرقل للعملية السلمية التي يريدها الغرب لانهاء الصراع الدائر في سوريا منذ اكثر من عامين ونصف عام، الامر الذي يجعل من حق المجموعة الدولية فرض عقوبات على الاسد وتدفيعه ثمن مضيه في الحرب". ورأى المصدر الوثيق الصلة بمجريات الحوار حول سوريا ان "من الصعب جداً على الاسد بناء ما تَهدّم في سوريا من دون مساعدة الغرب"، كاشفاً عن ان "التقديرات تشير الى ان اعادة الاعمار تتطلب نحو 85 مليار دولار، وهو الرقم المرشح للازدياد بسبب استمرار الحرب المدمرة". واوضح المصدر الدبلوماسي الغربي لـ"الراي" انه "لن يكون في مقدور ايران تحمّل سوريا كدولة تحتاج الى كل شيء لاعادة بنائها، وروسيا تقدم تسليحاً وتجهيزاً عسكرياً لكن ليس من دون مقابل. اما حزب الله فسينسحب بعد انتهاء المعارك ليبقى الاسد وحيداً في ادارة دولة فاشلة وعاجزة ولا تتمتع بأبسط المقومات، ولذا عليه التنحي اليوم قبل الغد للاتيان بحكومة تعكس ارادة الشعب وتستطيع لملمة الجراح والعمل على اعادة بناء الدولة، كما على اعادة ملايين السوريين المهجرين".

 

600 مليار دولار حجم الثروات العائلية في السعودية

المملكة تحتل المركز الأول بين دول الشرق الأوسط تليها الإمارات ثم مصر

 241 تريليون دولار إجمالي الثروات العائلية حول العالم

 العربية.نت/كشف تقرير معهد بحوث كريدي سويس السنوي الرابع للثروات على مستوى العالم 2013، نمو إجمالي الثروات العائلية حول العالم بـ 4.9 بالمائة بالقيمة الحالية للدولار بين منتصف عام 2012 ومنتصف عام 2013، ليصل إلى 241 تريليون دولار، على الرغم من التحديات المتواصلة التي تفرضها البيئة الاقتصادية. وعلى صعيد إجمالي الثروة، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أشار تقرير كريدي سويس الذي نقلته صحيفة اليوم السعودية، إلى أن الثروات العائلية في السعودية احتلت المركز الأول بما يقدّر بـ 600 مليار دولار، تلتها مباشرة الإمارات بنحو نصف تريليون دولار. واحتلت مصر المركز الثالث بنحو 400 مليار دولار.

ووفقاً للتقرير، سجلت قطر أعلى متوسط ثروة للفرد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بواقع 153294 دولاراً في منتصف عام 2013، بنمو نسبته 2 بالمائة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، تلتها دولة الإمارات برقم قريب يبلغ 126791 دولاراً، ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 4 بالمائة. وجاءت الكويت في المركز الثالث في المنطقة بمتوسط ثروة للفرد قدره 119101 دولار، لكن مع تراجع بنسبة 0.3 بالمائة عن العام الماضي. ونما متوسط الثروة للفرد في عُمان والبحرين بنسبة 2 بالمائة منذ منتصف العام الماضي. وارتفع متوسط الثروة للفرد في المملكة العربية السعودية، الاقتصاد الأكبر في المنطقة، بنسبة 0.7 بالمائة منذ منتصف عام 2012 ليصل إلى 37346 دولاراً، فيما تراجع متوسط الثروة للفرد في مصر بنسبة 12 بالمائة إلى 7285 دولاراً. ارتفع إجمالي الثروات العائلية حول العالم بالقيمة الحالية للدولار إلى 241 تريليون دولار، أو 51,600 دولار للفرد البالغ في العالم، وهو أعلى متوسط لصافي الثروة على الإطلاق.

 

الاثنين أول اختبار لجدية إيران في «القضايا العالقة» بملفها النووي/مصادر: المباحثات مفصلية لأنها ستوضح إن كان حدث تغير بالفعل في موقف طهران

فيينا: بثينة عبد الرحمن/الشرق الأوسط/تعقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران، صباح الاثنين 28 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، اجتماعا لبحث «القضايا العالقة» التي لم يتوصل الطرفان لحلها فيما يختص بقضية الملف النووي الإيراني المثير للجدل. وقالت مصادر «الشرق الأوسط» إن هذا الاجتماع «مفصلي» باعتباره بمثابة اختبار يوضح إن كان حدث تغير بالفعل من جانب الحكومة الإيرانية التي وعدت بالانفتاح والجدية لحل هذه القضية بعد اجتماعات جنيف بين طهران ومجموعة خمسة زائد واحد يومي 15 و16 أكتوبر الجاري التي وصف بالإيجابية، وقدمت فيها إيران مقترحات ظلت سرية لحين الوصول لحل يمكن أن يطمئن المجتمع الدولي إلى سلمية نشاطها، لكن رغم السرية تسرب ما يؤكد أن إيران وحتى تزاح عنها العقوبات المفروضة بسبب عدم التزامها باتفاق الضمانات المعقود بينها وبين الوكالة الدولية وفقا لاتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية، أعلنت استعدادها لتعاون أكثر شفافية مع الوكالة. في سياق مواز تعود أهمية هذا الاجتماع (فيينا 28 أكتوبر) لكونه ثاني اجتماع تعقده الوكالة مع الحكومة الإيرانية الجديدة، وكان سابقه استمر لمدة ساعتين ونصف الساعة استعرض خلالهما الجانبان حصيلة ما سبق من اجتماعات بلغ عددها 11، لم ينجح الطرفان خلالها على الاتفاق على إطار أو خريطة عمل لحلحلة القضايا العالقة.

* القضايا العالقة

* والقضايا العالقة هي كل الأسئلة والاستفسارات التي تبحث الوكالة عن أجوبة لها ولم تحصل عليها بعد بسبب تعنت أو مماطلة أو عدم اقتناع إيراني، خاصة أن إيران ترفض الاتهامات التي تطال أنشطتها النووية، مؤكدة سلميتها ومتمسكة بأحقيتها في نشاط نووي مدني كغيرها من الدول أعضاء الوكالة، رافضة ما تصفه بازدواجية معايير تبحث وتتحرى وتنقب في أنشطتها النووية وفق معلومات تقدمها دول نووية ودول لم توقع حتى على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، في إشارة لإسرائيل.

يعود تاريخ بعض القضايا العالقة لعام 2002 عندما بدأت الوكالة تحرياتها، كقضية «الملح الأخضر» التي أضيفت لها قضايا أخرى أهمها قضية الدراسات المزعومة وقضية الأبعاد العسكرية، خاصة أن إيران ظلت تواصل أنشطتها النووية، بما في ذلك تلك التي حظرت منها بموجب قرارات دولية تدينها بعدم الالتزام فيما ظلت الوكالة الدولية تواصل تحرياتها ما أمكن، ناشرة ما تصل إليه من نتائج في تقارير دورية يصدرها المدير العام ظلت جميعها منذ أولها وحتى آخرها تشكو قلة التعاون الإيراني وقلة شفافيته، مؤكدة مواصلة الاستقصاء للمتبقي من «القضايا العالقة» والإفادة حسب الاقتضاء.

وفقا لكل تلك التقارير لم تتمكن الوكالة من التأكيد على سلمية النشاط النووي الإيراني أو عدمه، كما ظلت تشكو قضايا ومسائل عالقة بدأت بسيطة بإخفاق إيراني في الوفاء بالتزامات فيما يتعلق بالإبلاغ عن مواد نووية استوردتها ومعالجتها كما جاء في ثاني تقرير رفعه المدير العام آنذاك بتاريخ 26 أغسطس (آب) 2003 مع التنبيه على أن التقارير كانت تعنون بـ«تنفيذ اتفاق الضمانات المعقود بموجب معاهدة عدم الانتشار في جمهورية إيران الإسلامية» جاء في ختام ذلك التقرير: «لا يزال هناك عدد من (القضايا العالقة) فيما يتعلق ببرنامج الإثراء الإيراني، وهذا يتطلب حسما عاجلا وشفافية كاملة حتى تكون الوكالة في وضع يسمح لها بأن تقدم في وقت مبكر التأكيدات التي طلبتها الدول الأعضاء.

أما في التقرير الأخير الذي رفعه المدير العام الحالي بتاريخ 28 أغسطس 2013 فقد تطورت القضايا العالقة لاحتمال أبعاد عسكرية مع ملاحظة أن التقارير صارت بعد شكوى إيران لمجلس الأمن تعنون بـ«تنفيذ اتفاق الضمانات المعقود بموجب معاهدة عدم الانتشار والأحكام ذات الصلة المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن في جمهورية إيران الإسلامية».

ينتهي تقرير أمانو الأخير بأنه «إذا لم تستجب إيران لطلب الوكالة بإجراء تحقيق فعال فلن تتمكن الوكالة من تسوية (المسائل العالقة) باحتمال وجود أبعاد عسكرية للبرنامج النووي الإيراني».

من جانبها ورغم كل هذه التقارير الشاكية ورغم كل التصريحات وكل الاجتماعات واللقاءات ظلت إيران محافظة على عضويتها بالوكالة واتفاقية حظر الانتشار النووي، متمسكة بنهج يماطل في الاستجابة لطلبات الوكالة وأسئلتها، سواء عن آثار تلوث معدات بجسيمات اليورانيوم الطبيعي والشديد الإثراء أو تجارب لفصل البلوتونيوم أو مشروع «الملح الأخضر» متعمدة أن تتركها هكذا «معلقة».

بتاريخ 14 فبراير (شباط) 2007 أشار المدير العام لمكتوب من الوكالة يستفسر إيران إن كانت تنوي اتخاذ أي إجراء من أجل حسم القضايا العالقة.

بتاريخ 19 فبراير ردت إيران مؤكدة تأهبها واستعدادها الكاملين للتفاوض بشأن الطرائق الكفيلة بحسم القضايا العالقة رهنا بضمانات تكفل تناول هذه القضايا في إطار الوكالة دون تدخل مجلس الأمن.

بتاريخ 24 يونيو (حزيران) 2007 اجتمع مدير عام الوكالة مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، حيث اتفقا على وجوب أن يجري في غضون الستين يوما التالية وضع خطة بشأن طرائق حسم باقي القضايا العالقة بتنفيذ الضمانات، بما في ذلك القضايا العالقة منذ وقت طويل.

في هذا السياق عقدت الوكالة وإيران اجتماعا بفيينا 24 يوليو (تموز) 2007 وبطهران 20 و21 أغسطس (آب) 2007 للاتفاق على صيغة يشار إليها باسم «خطة العمل» تتضمن تفاهمات بين الوكالة وإيران بشأن الطرائق والإجراءات والمواعيد الزمنية المتعلقة بحسم الأمور العالقة.

* الدراسات المزعومة

* وتفاقم الأمر بقضية ما تزال عالقة أصبح يشار إليها بـ«الدراسات المزعومة»، وهي عبارة عن معلومات حصلت عليها من دولة عضو (وفقا لمصادر «الشرق الأوسط»، مصدرها الأساسي جهاز حاسوب «لاب توب» سرق من أحد كبار العلماء الإيرانيين النوويين) استخرجت منه مجموعة ضخمة من الوثائق، بما فيها مراسلات، وتقارير، ورسوم بيانية مستقاة من عروض، وأشرطة فيديو، ورسومات هندسية، وتتكون من أكثر من ألف صفحة. المعلومات الواردة في تلك المستندات ذات طابع معقد من الناحية التقنية ومترابطة فيما بينها، وتستعرض الأنشطة المضطلع بها على مر الزمن في مجالات البحث والتطوير والاختبارات. وتتضمن أيضا مراسلات على صعيد العمل والتنفيذ اليومي لبرنامج رسمي.

وتبعا لممارسات الوكالة، فقد أخضعت تلك المعلومات لفحص دقيق ونقدي. كما عقدت الوكالة عدة اجتماعات مع الدولة العضو لتوضيح ما وفرته هذه الأخيرة من معلومات، وللاستعلام من الدولة العضو بشأن اختبارات الأدلة الجنائية التي نفذتها بخصوص المستندات وما تنطوي عليه من معلومات، وللحصول على مزيد من المعلومات بشأن المصادر الداعمة لها. فضلا عن مستندات الدراسات المزعومة، تلقت الوكالة معلومات من أكثر من 10 دول أعضاء. وشمل ذلك معلومات عن المشتريات، ومعلومات بخصوص السفريات الدولية التي قام بها أفراد يقال إنهم شاركوا في الأنشطة المزعومة، وسجلات مالية، ووثائق تعكس الترتيبات الخاصة بالصحة والأمان، ووثائق أخرى تشرح تقنيات التصنيع الخاصة ببعض المكونات شديدة الانفجار. وتعزز هذه المعلومات تلك الواردة في مستندات الدراسات المزعومة وتميل إلى تأكيد ما ورد فيها، كما ترتبط بأنشطة تتجاوز بشكل كبير تلك المعرفة في المستندات المذكورة.

بالإضافة إلى هذه المعلومات حصلت الوكالة على معلومات بفضل جهودها الخاصة، وتشمل منشورات ومقالات من خلال البحث في مصادر مفتوحة، ومن صور ملتقطة بالأقمار الصناعية، ومن نتائج أنشطة التحقق التي اضطلعت بها الوكالة بجانب المعلومات التي وفرتها إيران في سياق أنشطة التحقق المذكورة، ومن المهم الإشارة إلى أن الوكالة عقدت أيضا مناقشات مباشرة مع عدد من الأفراد الذين شاركوا في الأنشطة ذات الصلة في إيران بما في ذلك، على سبيل المثال، إجراء مقابلة مع أحد قياديي الشبكة السرية للإمدادات النووية. وتتماثل المعلومات التي حصلت عليها الوكالة، خلال مناقشاتها مع هؤلاء الأفراد، مع المعلومات التي وفرتها الدول الأعضاء، وتلك التي اكتسبتها الوكالة بفضل جهودها الخاصة، فيما يتعلق بالأطر الزمنية وبالمحتويات التقنية.

تؤكد الوكالة أن إيران اعترفت بمعلومات معينة وردت في مستندات الدراسات المزعومة، ومع ذلك، فإن العديد من إجابات إيران على الأسئلة التي طرحتها الوكالة ضمن إطار الجهود الرامية إلى تبديد قلق الوكالة كان غير دقيق أو غير كامل، كما أن المعلومات كانت تصل ببطء وتتناقض فيما بينها أحيانا. وقد أدى ذلك، مقرونا بأحداث من قبيل تفكيك موقع لافيزان - شيان في أواخر عام 2003 وأوائل عام 2004 ونمط متكرر من الاعترافات المتأخرة، أو التي لا تأتي إلا بعد تثبيت الأمر الواقع، بوجود أجزاء من برنامج إيران النووي لم يكن قد سبق الإعلان عنها، إلى تعزيز شواغل الوكالة بدلا من تبديدها.

وتأتي المعلومات المجمعة بشأن الدراسات المزعومة في إطار طائفة واسعة من المصادر المستقلة، بما فيها عدد من الدول الأعضاء، ومن خلال ما تبذله الوكالة من جهود، ومن المعلومات التي تقدمها إيران نفسها، وهي، على وجه الإجمال، متجانسة من حيث محتوياتها التقنية ومن حيث الأفراد المعنيون والمنظمات المعنية، ومن حيث الأطر الزمنية. وبناء على هذه الاعتبارات، وعلى ضوء المعارف العامة التي اكتسبتها الوكالة بشأن برنامج إيران النووي وتطوره على مر الزمن، تعد الوكالة أن المعلومات على وجه الإجمال ذات مصداقية.

يذكر أن مما عقد قضية الدراسات المزعومة رفض واشنطن وعدد من الدول التي قدمت المعلومات للوكالة السماح باطلاع إيران على تلك الوثائق لدراساتها كما ظلت تطلب ولم يسمح لها الاطلاع عليها إلا في اجتماعات مغلقة بمقر الوكالة بالعاصمة النمساوية فيينا رغم شكوى إيران المستمرة، وكثيرا ما استنكر مندوب إيران لدى الوكالة أمام الصحافيين إمكانية مساءلة بلد دون تقديم الوثائق الحقيقية التي يدعون أنها تدينه.

إلى ذلك كان المندوب الإيراني حينها السفير علي أصغر سلطانية قد أشار في تصريح لاحق أن إيران ردت كتابيا في 118 صفحة أن الدراسات المزعومة لا أساس لها ومختلقة.

وفي هذا السياق أشار تقرير المدير العام بتاريخ 15 نوفمبر (تشرين الثاني) 2007 أن الوكالة عاكفة على وضع ترتيبات كي تتقاسم مع إيران وثائق متعلقة بالدراسات المزعومة قدمتها أطراف أخرى. في تقريره بتاريخ 26 مايو (أيار) 2008 أشار المدير العام إلى أن معظم المعلومات عن الدراسات المزعومة تلقتها الوكالة في شكل إلكتروني فقط، ولم يؤذن لها أن تقدم نسخا منها إلى إيران، موضحا أن أحد جوانب الدراسات المزعومة يشير إلى تحويل ثاني أكسيد اليورانيوم إلى رابع فلوريد اليورانيوم المعروف أيضا باسم «الملح الأخضر»، وسابقا ذكرنا أن قضية الملح الأخضر واحدة من أوائل القضايا العالقة.

إلى ذلك يضيف التقرير أن جانبا من الدراسات المزعومة تطرق لمسألة تطوير واختبار معدات إطلاق بمفجر عالي الجهد ومفجرات مجهزة بسلك قنطرة تفجير، بما في ذلك جملة أمور، منها الإطلاق المتزامن لمفجرات متعددة بسلك قنطرة تفجير ووضع ترتيب لإجراء اختبار جوفي واختبار ما لا يقل عن نظام صدمات كامل المقاس نصف كروي ومجمع وموجه توجيها تفجيريا يصلح للاستخدام في جهاز نووي داخلي الانفجار.

* أنشطة مجمع بارشين

* وترتبط هذه التقارير بما تكشف من تجارب قد تكون عسكرية أجريت داخل مجمع بارشين الذي ظهر ضمن «القضايا العالقة» أخيرا.

يمضي التقرير موضحا أن جانبا آخر من الدراسات المزعومة يتعلق بأعمال تطويرية يقال إنه جرى الاضطلاع بها من أجل إعادة تصميم المخروط الداخلي للمركبة العائدة الخاصة بالصاروخ «شهاب 3» بغية استيعاب رأس نووي.

مما يجدر ذكره أن التقرير أرفق وثائق عن مشتريات عسكرية وإيضاحات بشأن أنشطة الشراء والبحوث التطويرية التي اضطلعت بها معاهد وشركات قد تكون مرتبطة بالمجال النووي، كما يقدم إيضاحات بشأن إنتاج المعدات والمكونات النووية بواسطة شركات تنتمي إلى الصناعات الدفاعية.

من جانبها كررت إيران شكواها من أنها - رغم اطلاعها على صيغ إلكترونية من الوثائق والمستندات - لم تتسلم بعضها، معربة عن قلقها من أن تسوية بعض هذه القضايا قد يتطلب تمكين الوكالة من الاطلاع على معلومات حساسة ذات علاقة بأنشطتها العسكرية التقليدية وأنشطتها المتصلة بالصورايخ.

وفي مؤتمره الصحافي عقب الجلسة الافتتاحية لاجتماع الأمناء في سبتمبر (أيلول) 2008 أكد المدير العام لوكالة الطاقة الذرية أنه ليس بوسعهم تسليم الوثائق إلى إيران، مشيرا إلى أن المعلومات الواردة في تلك الوثائق مستمدة من مصادر متعددة وعلى مدى فترات زمنية مختلفة ومتوافقة عموما ومفصلة بما يكفي لوجوب أن تتعامل معها إيران بهدف تبديد الشكوك التي من الطبيعي أن تنشأ في ظل «القضايا العالقة» بشأن الطبيعة السلمية حصرا لبرنامج إيران النووي.

ووقتها قال السفير غلين ديفيز مندوب الأمين كي لدى الوكالة إن إيران قالت أولا إن الوثائق مزورة، ثم عادت تطلب الأصل بعد أن أمدتها الوكالة بصور رغم أن هذا ليس هو المهم، بل المهم هو أن الوثائق قدمتها عشر دول بالإضافة لما جمعته الوكالة من معلومات، واتهم طهران بأن التطويل وتشتيت الانتباه بعد 8 سنوات من التحقق و11 قرارا من مجلس الحكام و4 قرارات من مجلس الأمن، ما تزال مصرة على عدم الالتزام.

وكان فريدون عباسي مدير هيئة الطاقة الذرية الإيرانية وقتها قد طالب بضرورة إغلاق ملف الدراسات المزعومة التي كان قد وصفها بمزاعم لا أساس لها، مشيرا لاستعداد إيران للإجابة عن تساؤلات الوكالة الجديدة إذا أعلنت الانتهاء من هذا الملف وإغلاقه وأعادته لمساره الطبيعي.

في هذه الأثناء، وبينما إيران والوكالة تتصارعان حول قضية الدراسات المزعومة، تكشف أن إيران التي ظلت تواصل تخصيب اليورانيوم قد بدأت العمل في منشأة سرية شيدتها بقرية فوردو كموقع لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة. ورغم أن فوردو قد قدمت، وفق هذا المصدر، أكبر عدد من المقاتلين إبان الحرب الإيرانية – العراقية، فإن المجتمع الدولي لم يسمع عن فوردو بهذه الكثافة إلا يوم بادرت إيران 21 سبتمبر 2009 بإبلاغ الوكالة بقرارها إنشاء مصنع تجريبي جديد لإثراء الوقود إلى نسبة 5 في المائة بمنشأة فوردو. ولاحقا تكشف للوكالة أن تشييد فوردو اكتمل عام 2006 تحت عمق 80 مترا داخل قاعدة عسكرية مخفية بين الجبال محمية تماما من أي هجوم محتمل. من جانبه تحدث الرئيس الأميركي باراك أوباما يومها عن فوردو، مشيرا إلى أنها تحوي 2784 جهاز طرد مركزي، منها 700 عاملة، متوقعا مضاعفتها إلى 1700 نوفمبر 2012.

يذكر أن إيران بعد عامين من اكتشاف فوردو بدأت إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء بلغت 20 في المائة ولم تبق ذلك سرا بل أعلنته على الملأ.

هكذا اكتملت لإيران شبكة مرافق نووية في مقدمتها مفاعل ناتانز (كما تكتبه الوكالة، ونطنز كما تكتبه وسائل الإعلام) لتخصيب اليورانيوم بنسب مقبولة دوليا وفق اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، بحيث لا تتجاوز نسبة 5 في المائة تحت رقابة المفتشين، ومفاعل أراك بالمياه الثقيلة الذي يمكن أن ينتج بلوتونيوم، ومفاعل فوردو، كما نجحت في تطوير أجهزتها للطرد المركزي وللتخصيب العالي المحظور.

في ظل كل هذه التطورات الإيرانية النووية أضيفت لـ«القضايا العالقة» بينها وبين الوكالة قضية أكبر تجسمت في اتهامات لإيران بإجراء تجارب نووية وصولا لأسلحة نووية.

تجارب جرت، كما علمت الوكالة كعادتها «لاحقا»، داخل موقع عسكري باسم بارشين، وطلبت الوكالة زيارته وما تزال تنتظر الاستجابة. وفي تقريره نوفمبر 2011 ذكر مدير عام الوكالة يوكيا أمانو أن المعلومات التي قدمتها دول أعضاء تشير إلى أن إيران شيدت وعاء كبيرا لاحتواء المتفجرات لتجري فيه تجارب هيدروديناميكية من شأنها أن تكون مؤشرا قويا على احتمال تطوير سلاح نووي.

حسب تلك المعلومات فإن وعاء الاحتواء ركب عام 2000 ولم يحدد مكان الوعاء ببارشين إلا مارس (آذار) 2011 وأن الوكالة قد أخطرت إيران بذلك يناير (كانون الثاني) 2012. وأكدت الوكالة بعد ذلك على لسان مديرها وجود أنشطة مكثفة تجري في موقع بارشين العسكري، بينما نشر المركز الأميركي «دبليو إن دي» صورا التقطتها أقمار صناعية تشير لأنشطة من بينها تغيير منشآت وعمليات جرف وتحوير ببارشين، مما فسر حينه بمحاولات إيرانية لإزالة ما قد يدينها في حال طلبت الوكالة زيارة بارشين. ويعد اجتماع يوم الاثنين هو الاجتماع رقم 13، وسيكون اختبارا جديا لحقيقة النوايا فيما يبدأ الحل بحلحلة «القضايا العالقة».. ذلك هو السؤال.

 

مؤتمرات

"المؤتمر العام الاول لمسيحيي المشرق/سليمان في مؤتمر مسيحيي المشرق: سقوط المسيحية الحرة في لبنان ينهيها في الشرق وأمير قطر يبذل جهده لتحرير المطرانين

وطنية - عقد قبل ظهر اليوم في مركز حوار الحضارات العالمي في الربوة "المؤتمر العام الاول لمسيحيي المشرق"، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الرئيس حسين الحسيني، النائب العماد ميشال عون، نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل ووزراء ونواب وبطاركة الكنائس المشرقية ورؤساء أحزاب وفاعليات من لبنان والمشرق ودول العالم. وكان سليمان وصل قرابة العاشرة والربع الى المركز ليفتتح المؤتمر أعماله بالنشيد الوطني. ثم ألقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ابتهالا قال فيه: "يا رب، نحن نلتقي اليوم باسمك، تحت أنوار روحك القدوس، وحماية أمنا مريم العذراء سيدة لبنان، باسم جميع مسيحيي الشرق. فبارك لقاءنا وألهمنا العمل لكي يحافظ المسيحيون على وجودهم الفاعل في بلدان الشرق الأوسط، ويواصلوا بناء الشركة فيما بينهم، وإداء شهادتهم لمحبة مسيحك في مجتمعاتهم تجاه كل إنسان وشعب على تنوع الانتماءات. وبدالة الأبناء نهتف إليك: "أبانا الذي في السماوات..." (تتلوها الجماعة). لقد رسمت لنا يا رب، بعنايتك الفائقة، خريطة الطريق في الإرشادين الرسوليين: "رجاء جديد للبنان" للطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني، و"الكنيسة في الشرق الأوسط: شركة وشهادة" الذي سلمنا إياه منذ عام قداسة البابا بندكتوس السادس عشر. واليوم تدعونا، بلسان قداسة البابا فرنسيس، لبناء السلام في القلوب أولا ثم بين المتخاصمين والمتنازعين بالتلاقي والحوار والمفاوضات على أسس من الحقيقة والعدالة، نابذين بإدانة شديدة الحرب والعنف والإرهاب. فأنت يا رب، تركت لنا الوصية الآمرة: "لا تقتل" و"أحبب قريبك مثل نفسك" (متى 22: 39)".

أضاف: "إننا ندرك مدى الصعوبات والمحن والتحديات. لكنك تجدد لنا الضمانة لمواجهتها بصبر ورجاء، وللتغلب عليها بقوة إنجيل السلام وصليب الفداء وبروح المحبة المسكوبة في قلوبنا. والضمانة هي أنت، أيها المسيح الإله، فتقولها لجميع مسيحيي الشرق: "سيكون لكم في العالم ضيق. لكن تقووا أنا غلبت العالم" (يو16: 33). في الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" يدعونا روحك القدوس للانفتاح الدائم على الحوار والتعاون مع المسلمين في لبنان وسائر البلدان العربية. ذلك أن مصيرا واحدا يربط بيننا وبين المسلمين، وثقافة خاصة بنيناها معا على مدى ألف وأربعماية سنة، وهي تحمل الطابع الذي رفدته به حضاراتنا المتنوعة والمتعاقبة، على مختلف الأصعدة الدينية والأخلاقية والثقافية والفنية (الفقرة 93). إننا فخورون بتراثنا، يا رب، فساعدنا بنعمتك لنحافظ عليه، ونربي الضمائر على نبذ الحرب والعنف، واعتماد لغة الحوار والتلاقي بدلا من السلاح. وهكذا نساهم في بناء السلام الحقيقي الذي وهبته للعالم، سلام الحقيقة والعدالة، سلام المحبة والحرية، سلام حقوق الإنسان وكرامة الشخص البشري وقدسيته. إنه سلام إنجيلك الداعي إلى تحرير كل إنسان وشعب من القيود التي تفقده حرية أبناء الله، ولاسيما حرية الرأي والتعبير وحرية العبادة والمعتقد وفقا لخيارات العقل المستنير بالحقيقة المطلقة، ولخيارات الضمير المصغي للتعليم الإلهي ولشريعة الله ووصاياه".

وتابع: "في قلب النزاع السياسي - المذهبي الدائر في المنطقة، الذي أدى إلى العنف والحرب، أنت تدعونا يا رب، لنكون صانعي سلام (متى 5: 9). نحن ندرك أن السلام الدائم والكامل لا يأتي إلا منك يا الله. إنه سلام المسيح الذي أعطي لنا: "سلامي أعطيكم، سلامي استودعكم" (يو14: 27). ولكن من واجبنا ان نعمل من أجل إحلال العدالة وتحقيق التنمية وإجراء المصالحة وتعزيز الوفاق. وتعلمنا، أنت يا "أمير السلام" (أشعيا 9: 5)، أن "القيام بمبادرات سلام لكفيل بأن يجرد الخصم من سلاحه الذي يقتل ويدمر، وغالبا ما يحمل الخصم على التجاوب بإيجاب وباليد الممدودة، لأن السلام يبقى للجميع الخير الأسمى. يذكرنا تاريخنا المسيحي أن قديسين كثيرين كانوا ينبوع المصالحة بمواقفهم المسالمة، المرتكزة على الصلاة وعلى الاقتداء بسلامك أيها المسيح (الفقرة 98)".

وقال: "إننا، بروح السلام والتضامن الاجتماعي والنشاط الإنمائي، وتربية الضمائر، وبتعزيز مؤسساتنا التربوية والاستشفائية والإنسانية، نعمل بالاتكال على قدرة عنايتك يا رب، من أجل أن نحافظ على وجودنا المسيحي في بلدان الشرق الأوسط، منذ ألفي سنة، متصدين لنزيف الهجرة، بهدف أن نكون فيها مساهمين في قيام مؤسسات أوطاننا وطبعها بالقيم الإنجيلية، ولاعبين دورنا في الحياة العامة بروح التجرد من المصالح الخاصة والفئوية، والالتزام بتوفير الخير العام الذي منه خير الجميع وخير كل إنسان. وإننا بذلك نواصل عمل الآباء والأجداد كرواد للنهضة العلمية والاجتماعية والثقافية، ولنهضة الإنماء الاقتصادي وترقي شعوبنا ومجتمعاتنا".

أضاف: "لقد اخترت يا رب، بسر تدبيرك، أرض الشرق الأوسط لكي تتجسد عليها وتحقق فيها سر الخلاص، وترفع صليب الفداء. وهكذا اتحدت نوعا ما مع كل إنسان. نحن نؤمن أن هذا الشرق الأوسط هو مكان "تجسدنا"، لقد أردته لنا لكي نساهم في تحقيق مشروعك الخلاصي، أيها الإله. إننا نتمسك بوجودنا في بلداننا المشرقية، لأنها مكان التعبير عن محبتك لجميع الناس والشعوب، ولأننا سفراؤك لرسالة نبيلة، هي منك، لا من صدفة أو قدر محتوم. لقد جمعتنا، أيها المسيح، بالروح القدس، لنكون جسدا واحدا فيك وبك ومعك. وصليت إلى الآب لكي نكون ثابتين في الوحدة، على صورة اتحادك بالآب (راجع يو 17: 11). وبذلك نشهد لعالمنا، في هذه البقعة من الأرض، انك أنت مبدأ وحدتنا وصانعها، وأن شريعة المحبة توحدنا، وهبة الحقيقة تحررنا (راجع يو15: 9-10 ؛ يو8: 32). نكون واحدا فيك أيها المسيح، لكي يصبح المسيحيون في أوطانهم رسل المحبة والحقيقة والحرية. وعلى هذا الأساس، وجودهم في المؤسسات الوطنية والدولية ضروري ونافع ومفيد مثل الخميرة في العجين، والملح في الطعام، والنور في الظلمة (راجع متى 5: 13-14؛ متى 13: 33-35). ويدعونا روحك القدوس، في الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط" لتعزيز وحدة المسيحيين في إطار احترام غنى كل جماعة، بحيث تأتي وحدتنا غنية بتقاليد الجماعات الكنسية، الليتورجية والروحية والتاريخية واللاهوتية. ويذكرنا الروح في هذا الإرشاد بأن الوحدة هبة من الله، وتنبع من المواظبة على الصلاة ومن التوبة التي تجعل كل شخص يعيش وفقا للحقيقة وفي المحبة. هذه المسكونية الروحية هي روح الحركة المسكونية الحقيقية (الفقرة 12)، وهي الدافع إلى عيش مسكونية الخدمة في المجالات الاجتماعية والتربوية والاستشفائية والإنمائية".

وتابع: "إنك تدعونا، يا رب، لنكون واحدا على تنوع كنائسنا، من أجل الشهادة والخدمة والرسالة. فلا هجرة ولا خوف، وبخاصة لا تقوقع ولا ذوبان. فالتقوقع يلغي رسالتنا، والذوبان يقضي على هويتنا. من أجل هذه الرسالة والشهادة، زرعت كنيستك، أيها المسيح، في أرض هذا الشرق. وما من قوة بشرية تستطيع اقتلاعها منه. وهي تدرك أن نهجها يبقى نهج "حبة الحنطة" (يو12: 24)، أي الموت والقيامة. وفيما يواجه أبناؤها وبناتها الألم والاضطهاد والموت، ساعدهم ليهتفوا معك: "أيها الآب مجد اسمك" (يو17: 1)، وليضموا آلامهم إلى آلامك، فتصبح "آلام مخاض" (رؤيا 12: 1-18) يولد منها إنسان جديد وعالم جديد".

وقال: "لقد أفضت علينا، أيها الرب يسوع روحك القدوس، روح العنصرة الذي جعلنا مسيحيين في كياننا الداخلي، وأردتنا لك شهودا في هذا المشرق وإلى أقاصي الأرض (راجع أعمال 1: 8): شهودا لمحبتك لكل إنسان، دونما تمييز في العرق واللون والانتماء؛ شهودا لشركة الاتحاد بالله، الواحد والثالوث، ولشركة الوحدة بين جميع الناس؛ شهودا للأخوة الشاملة على تنوع العائلات والأديان والثقافات".

وختم: "أعطنا أيها الرب يسوع أن نقدم دائما هذه الشهادة بشجاعة وصبر وثبات. وأنت يا مريم، أمنا وأم المسيحيين والكنيسة، ويا سيدة لبنان وسلطانة السلام، ساعدينا، بتشفعك لدى الإبن الإله، لكي نصنع دائما ما يقوله لنا في جميع مراحل حياتنا ورسالتنا (راجع يو2: 5). فيرتفع دائما وإلى الأبد من قلوب مسيحيي المشرق، في جميع بلدانه، نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين".

مظلوم

ثم ألقى الامين العام للقاء المطران سمير مظلوم كلمة رحب فيها بسليمان، لافتا الى تشجيعه المؤتمر، وقال: "يشرفني يا صاحب الفخامة، ويفرحني أن أرحب بكم، باسم لقاء مسيحيي المشرق ، في افتتاح هذا المؤتمر الذي تكرمتم بوضعه تحت رعايتكم الكريمة، وقد أبديتم كل اهتمام وتشجيع لهذا العمل، منذ اللحظة الأولى التي عرضنا فيها على فخامتكم اهتمامات اللقاء، وأهدافه، وفكرة هذا المؤتمر. وها أنتم تفتتحونه اليوم بحضوركم الشخصي الكريم، ومباركة أصحاب الغبطة والنيافة والقداسة والسيادة، ومشاركة أصحاب الدولة والمعالي والسعادة، وأعضاء السلك الديبلوماسي، وكل المرجعيات والوجوه الكريمة، الذين نرحب بهم جميعا، ونشكر فخامتكم بصورة خاصة على هذه اللفتة الكريمة".

أضاف: "أصحاب الغبطة والنيافة والقداسة، إن مشاركتكم في افتتاح هذا المؤتمر تشرفنا وتباركنا، وهي دليل على الأهمية التي تعلقونها على الموضوع الذي يحاول معالجته، وعلامة ثقة "بلقاء مسيحيي المشرق" الذي أنشىء ببركتكم ومشاركة مندوبين عنكم، وهو يعمل بتوجيهاتكم على "إيجاد مساحة لقاء وتواصل بين مسيحيي المشرق بكل كنائسهم، وتأمين منبر تواصلي لهم في هذا الظرف التاريخي الخطر الذي يمرون فيه." وهو ليس منافسا لمجلس كنائس الشرق الأوسط ولا بديلا عنه، إنما يكمل عمله في كثير من المجالات التي لم يتطرق اليها المجلس في الماضي. واللقاء يتطلع الى تعاون وثيق مع مجلس الكنائس في المستقبل القريب، وقد بدأ فعلا بدعوتنا أمينه العام الجديد الى أحد اجتماعاتنا، ونأمل الوصول الى شراكة كاملة معه في أقرب وقت ممكن. ونحن نشكر بصورة خاصة صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى، على الصلاة الجميلة التي افتتح بها لقاءنا، وعلى كلماته التوجيهية النيرة التي ترسم لنا خريطة الطريق لعملنا في هذا المؤتمر، وما بعده. وكم كنا نتمنى أن يشاركنا في هذا اللقاء صاحبا السيادة المطرانان يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي، المخطوفان منذ شهور عدة ، ونرفع الصلاة الى الله أن يحرسهما ويعيدهما سالمين، في أقرب وقت، الى كنيستيهما وذويهما. واسمحوا لي أن أرحب أيضا بالوفود المشاركة، ولا سيما الوافدين الينا من الأردن وسوريا والعراق وفلسطين ومصر، ومن السويد وبلجيكا وإيران، وخاصة الذين سيتكلمون باسم بلدانهم، ويعرضون أوضاع المسيحيين فيها والتحديات التي يواجهونها، ويشاركون في صياغة توصيات هذا المؤتمر، ورسم مستقبل اللقاء والعمل المشترك الذي نتطلع اليه".

وتابع: "هناك مسلمة لا غرابة في شأنها، وهي شعور المرء أو الجماعة، أي جماعة، بقلق وجودي أمام التحديات أو الأزمات التاريخية التي تتهدد مصيره أو مصيرها. وإذا كان المسيحيون المشرقيون قلقين قلقا وجوديا في هذه المرحلة من التاريخ، فالأمر مبرر بما يعانون من ضغوطات، وظلم وتهديدات وجودية. لكنهم، بالرغم من هذا القلق، يدركون أنهم مدعوون إلى" تقديم دليل على الرجاء الذي فيهم"، كما يقول بطرس الرسول (1بط3/15). هذه الدعوة هي وليدة شعور بالقلق على الوجود. والقلق على الوجود يعني الالتزام به والتمسك بالرجاء. وهذا الإلتزام ليس بمصيرهم الذاتي وحسب، بل بمصير المنطقة التي ينتمون اليها أيضا. وهذا الوعي رافق المسيحيين منذ البداية، لذلك لم ينفكوا عن حمل مشعل الرجاء، وتقديم الأجوبة لمن يسألهم عن مبررات هذا الرجاء الذي فيهم. وأجوبتهم لم تكن يوما محصورة بمصلحتهم الخاصة، بل كانت أجوبة-رؤية ساعدت في رسم مستقبل المنطقة. وقد درجوا على هذا المنوال منذ التقوا وشعوب هذه المنطقة، على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، وكونوا معهم نواة حضارة مشتركة، كانوا فخورين أنهم في أساسها".

وقال: "هاتان الحقيقتان هما في أساس نشوء "لقاء مسيحيي المشرق"، الذي قام محاولة لتقديم جواب على المرحلة التي يمر فيها المسيحيون في المشرق، وهي مرحلة موسومة بتحديات تمس وجودهم، ومعناه في هذه البقعة من الأرض، وتمس الحضارة المشتركة التي أنجزوها مع إخوتهم من الديانات الأخرى، ولا سيما المسلمين، وهي مرحلة تناديهم مجددا إلى حمل مشعل الرجاء من جديد. وما التزامهم هذا سوى تأكيد حاسم على انتمائهم إلى هذه المنطقة إنتماء الأصيلين لا الوافدين، وعلى رهانهم على أن العيش المشترك شراكة فعلية، هو الذي يرسم المستقبل الواعد لمنطقة يتعذب إنسانها، ويجهد منذ عصور سعيا وراء الاعتراف بكرامته وصونها. فهم مدعوون إذا إلى التزام جديد بمصير هذه المنطقة، أو بالأحرى التزام مصيرها، لكن الالتزام يحتاج إلى رؤية واضحة، إذ من دون رؤية لا هداية في قلب الظلمات. والرؤية تحتم الأخذ بعين الإعتبار البعدين المذكورين أعلاه: القلق الوجودي والقلق على الوجود".

أضاف: "فإذا ما تم التركيز على القلق الوجودي يظهر خطر الارتهان بوجوه ثلاثة: الوجه الأول: الارتهان لنظرة حتمية الى التاريخ، مفادها أن مصير المسيحيين مقدر سلفا، ومرتبط بما تشهده المنطقة. هذه المقاربة هي في الحقيقة مقاربة إحباطية رغم واقعيتها. الوجه الثاني: الارتهان لمنطق الاحتمالات على أساس الديمغرافيا والهجرة، أو محاولة الإفادة من أوضاع معينة لتحسين شروط البقاء. والوجه الثالث: الارتهان لمنطق الانتظار، الذي يتحول نوعا من "ممارسة للتقية" أمام العاصفة. ويحاول البعض تسمية هذا الإرتهان باسم الواقعية السياسية أو العملانية. أما إذا حاولنا التبصر بالقلق على الوجود، فقد نصل الى نوع من تفكير سريالي لا صلة له بالواقع، يتغنى بأمجاد الماضي، أو يعيش على مكتسبات لا تقوى على الوقوف بوجه العاصفة".

وتابع: "إن التحذير من خطر هذين التوجهين لا يعني رفضا كاملا لهما، إذ فيهما تلمس للواقع. لكن ينقصهما إعادة تحديد للدعوة المسيحية، او ما يدعوه القديس بطرس إعطاء أجوبة عن الرجاء. فالمسيحية لا تتفرج على التاريخ، بل تصنعه أو تشارك في صنعه. وهذا معنى كلام السيد المسيح: "أنتم ملح الأرض وأنتم نور العالم". فهو لم يرد بقوله هذا إظهار "تفوقية مسيحية"، بل أراد بذلك حثنا على الإلتزام. فالمسيحي شريك في بناء الملكوت الذي هو ملكوت محبة، وعدل، وسلام. أجل إن المسيحي شريك في بناء الملكوت، وفي بناء هذا المشرق الذي ينتمي اليه منذ ألفي سنة. لكن هناك شركاء كثيرين غيره، معظمهم ينتمي الى الدين الإسلامي، وهم يشكلون الأكثرية العددية في هذه المنطقة من العالم. ومن المعروف أن أي شركة، كي تقوم وتدوم، ينبغي أن يتحمل كل شريك فيها مسؤوليته كاملة، وأن تتضافر جهودهم باتفاق وانسجام كي يبنوا معا إرثهم المشترك. واسمحوا لي أن أستعيد هنا بعض ما قاله بطاركة الشرق الكاثوليك في رسالتهم الثانية الى أبنائهم في عيد الفصح سنة 1992 : " إن المسيحيين والمسلمين تشاركوا في "العيش والملح" قرونا طويلة. وهذا ما يلقي على الطرفين مسؤولية متبادلة. فالإسلام يتحمل مسؤولية كبرى في هذا المجال إذ إنه مدعو الى تطمين المؤمنين المسيحيين الذين يعيشون معه في الوطن الواحد".

وقال: "إن المسلم في الشرق لا يستطيع أن يطور أي مشروع لنظام اجتماعي وسياسي من غير أن يأخذ بالحسبان الجماعة المسيحية بشكل يعطيها الثقة ، لا بأن حقوقها الدينية محفوظة فحسب، بل أيضا بأنها جزء لا ينفصل عن حياة المجتمع، وكاملة العضوية في الجماعة الوطنية، بما فيها من حقوق وواجبات. والمسيحيون من جانبهم، يتحملون مسؤولية مماثلة تدعوهم الى التخلص من العقد الإجتماعية والنفسية ، التي خلفها لهم التاريخ، فيجدوا في إيمانهم ما يحررهم من كل ما يحول دون قبولهم لذاتهم، ودون تلاقيهم مع الآخر، فيتحول حضورهم الى التزام إيجابي وصادق وحازم في حياة مجتمعاتهم. (الحضور المسيحي في الشرق، شهادة ورسالة، عدد49) وكان الآباء قد كتبوا في رسالتهم الأولى سنة 1991 :"إننا ننهل من تراث حضاري واحد نتقاسمه، وقد أسهم كل منا في صياغته انطلاقا من عبقريته الخاصة . إن قرابتنا الحضارية هي إرثنا التاريخي الذي نصر على المحافظة عليه وتطويره وتجذيره وتفعيله كي يكون أساس عيشنا المشترك وتعاوننا الأخوي. إن المسيحيين في الشرق هم جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسلمين، كما أن المسلمين في الشرق هم جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسيحيين. ومن هذا المنطلق نحن مسؤولون بعضنا عن بعض أمام الله والتاريخ".(ص5)"

أضاف: "من منطلق هذه المسؤولية المتبادلة، نقف اليوم في مؤتمرنا هذا لنجري نوعا من فحص ضمير، ونتساءل: أين أصبحنا من هذا العيش المشترك والتعاون الأخوي؟ هل ما جرى ويجري في العراق ، وفي مصر، وفي سوريا، وفي فلسطين، وفي لبنان. يطمئن المؤمنين المسيحيين؟ أمام تفلت الغرائز، والتعصب الأعمى، والتطرف الرافض للآخر والذي يدفع المسيحيون جزأ من ثمنه، أين نحن؟ وأين صوت إخواننا المسلمين المعتدلين الذين يشكلون الأكثرية الساحقة، وهم مهددون بالتطرف والتكفير مثل الآخرين؟ أسئلة عديدة ومحرجة تطرح علينا، ونتمنى أن نجد لها أجوبة شافية، إذا عرفنا أن نتحاور بصدق ونعي مسؤوليتنا المشتركة، ونضافر جهودنا بإخلاص. إن الوعي التاريخي والتجربة التاريخية يحملان المسيحيين اليوم مسؤولية تاريخية تمنعهم من الاستسلام لمنطق العدد، وللقدر التاريخي، أو الاقتناع بوجود قدر تاريخي، وتحثهم على تجديد الثقة بأنفسهم أنهم صناع تاريخ في الظروف الحالكة، أكثر منهم في ظروف الرخاء والاستقرار. فحضور المسيحيين ومستقبل دورهم في هذه المنطقة، في نظر الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط"، يتجاوزان حدود الواقع إلى مستوى الالتزام، إلى مستوى تبني الواقع لا الهروب منه، لأن لهم دور وساطة يجب أن يقوموا به في هذه المنطقة، وهو دور مصالحة. ولا يخفى أن الإرشاد ينتظر من المسيحيين دورا رياديا على صعيد الأزمة الكبرى في الشرق الأوسط، الا وهو الصراع العربي- الإسرائيلي، وهو يدعوهم الى لعب دور الوساطة لمصالحة تاريخية بين فريقي هذا الصراع. هذا يعني أن حضور المسيحيين ومستقبلهم مرهونان برؤية مقرونة برجاء كبير يكونون حاملي مشعله".

وختم: "إن "لقاء مسيحيي المشرق" يسعى إلى ربط هذين التوجهين اللذين يحتاج واحدهما الى الآخر: القلق الوجودي والقلق على الوجود، ويرغب في التوصل إلى بلورة هذه الرؤية. لذلك سعى اللقاء من خلال هذا المؤتمر إلى إشراك ممثلين عن كل بلد مشرقي فيه وجود مسيحي، حتى تتكون لديه صورة موضوعية عن الواقع المسيحي في تلك البلدان، وعن توقعات كل مجموعة لحضورها في بلدها، علنا نتمكن أن نرى، انطلاقا من الأجزاء، احتمالات تحقق رؤية مسيحية شاملة لحضورنا في هذه المنطقة. علينا إذا أن نجمع القلق الوجودي مع القلق على الوجود، ليكون لنا مستقبل ويكون لنا رجاء. عسى أن يحقق هذا المؤتمر خطوة أولى نحو هذا الرجاء".

سليمان

وبعدما ألقى ممثل البطريرك يوحنا العاشر المطران الياس كفوري دعاء من اجل المطرانين المخطوفين يازجي وابراهيم، ألقى سليمان كلمة قال فيها: "ليس المنفى أو الهجرة دائما طريقا أو سفرا. فللمنفى وجهان: داخلي وخارجي، والمسافة بينهما ليست مرئية تماما. غياب الحرية منفى، والغربة عن المجتمع وثقافته منفى، إكراه السلطة الجائرة وعبء بعض التقاليد منفى، الحاجة والعوز والفقر منفى، استدامة حالات الحروب الأهلية والخارجية منفى. تكاد هذه الصورة الرمزية ان تنطبق على أحوال السواد الأعظم من مسيحيي المشرق وبلاد النيل، الذين شكلوا ما يقارب الخمسة والعشرين في المئة من مجمل السكان في أوائل القرن العشرين، ليتضاءل عددهم إلى نسبة ستة في المئة تقريبا في السنوات الأخيرة نتيجة عوامل عنفية عديدة، قبيل وبعد انهيار الامبراطورية العثمانية، ثم اندلاع الصراع العربي - الاسرائيلي وسلطان الاستبداد والديكتاتورية، وتوالي الانتكاسات على أكثر من صعيد، بالرغم مما حملته النهضة وأدبيات الفكر القومي الجامع من أمل بانتظام العلاقات بين مختلف مكونات المشرق العربي تحت راية العروبة الموحدة والضامنة".

أضاف: "أما اليوم، مع اهتزاز الفكرة القومية، وتنامي الحركات الأصولية الرافضة للآخر المختلف، على محدوديتها، عادت مشكلة الأقليات، كما يعرف عنها البعض، إلى دائرة التفاعل والاهتمام في ضوء سلسلة طويلة ولكن معزولة حتى الآن، من حوادث العنف والاعتداء. إن الأخطار التي تهدد مسيحيي الشرق مدار بحثكم اليوم، أصبحت معروفة، وأهمها تقلص في الوجود الديموغرافي والجغرافي ونزيف الهجرة وتراجع الدور في القرار السياسي والاقتصادي باستثناء لبنان، وارتفاع صوت العصبية الطائفية والمذهبية، واندلاع المسألة الدستورية بشأن مدى الفصل بين سلطة الدولة ومؤسساتها وأحكام الشريعة ومفاهيمها السياسية، بالتزامن مع الحراك الشعبي القائم، على ما يحمله من آمال ويشوبه من تطرف وعنف. كما أن إصرار المسؤولين الإسرائيليين على تأكيد خيار يهودية الدولة يزعزع مبادىء التعددية ويكرس مبدأ التمييز بين الشعوب مهددا كل مبادىء السلام القائم على العدل والمساواة ومنذرا بردات فعل عشوائية قد تطاول أخطارها المسيحيين".

وتابع: "إلا أن ما يدعو إلى تبديد القلق أن التحولات العاصفة لم تكرس في أي بلد الفكر الأحادي المطلق، حيث تبرز محاولات للتوفيق والمواءمة بين المفاهيم والنظم، كمثل ما ذهبت إليه وثيقة الأزهر مثلا في الحديث عن الدولة الوطنية من دون تحديد صفات أخرى للدولة. وقال بعض الفقهاء والمفكرين بالدولة المدنية أي الدولة غير التيوقراطية من دون أن تكون دولة محايدة بين الأديان. ومن الأمور المشجعة على التفاؤل أيضا أن لب المشكلة لا يكمن في المعتقد الديني بل في العصبية. فالخطر الأكبر للتطرف والغلو إلى أي طائفة أو مذهب انتمى هو على الاعتدال وعلى الديمقراطية الحقة وروح التسامح والإخاء التي طالما سادت على مساحة العالم العربي ووحدت الشعوب والقلوب على قاعدة الانتماء القومي والقيم الروحية والإنسانية السامية".

وقال: "وفي مطلق الأحوال فإن معركة الدساتير الجديدة يجب أن تركز برأينا على ما يخدم وحدة المجتمعات وعزتها والكرامة الإنسانية لكل فرد من أفرادها على قاعدة ما توصلت إليه البشرية من مكتسبات على صعيدي الحرية وحقوق الإنسان بقطع النظر عن دينه أو لونه أو عرقه، على ما نص عليه الاعلان العالمي لحقوق الإنسان والإعلان الخاص بشأن حقوق الأشخاص المنتمين إلى أقليات قومية أو إتنية أو دينية أو لغوية الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 18 كانون الأول 1992. إن نموذج الاستثناء اللبناني المميز قد يشكل منطلقا لنظام اجتماعي وسياسي مشرقي جديد يؤدي بتنوعه وحرياته الفردية والعامة إلى مطاف ينتهي بدولة المواطنة الحقيقية فلبنان تأسس ككيان حرية، وأنبت في العصر الحديث حريات عدة تأصلت فيه، من حرية المعتقد إلى حرية الرأي والتعبير وصولا إلى حرية الاجتماع وسائر الحريات العامة المتعارف عليها في الأنظمة الديموقراطية الحديثة. وإلى الحرية، رعى الكيان اللبناني حماية الأقليات، أقليات الدين والرأي والموقف والسياسة، وجميع الأقليات التي تباينت بالرأي والمعتقد مع الأكثرية فاجتمعت فيه لصون معتقداتها ومواقفها. وشكلت مكونات ثقافية وحضارية متنوعة في إطار من الوحدة والإغناء المتبادل. وتم التعبير عن ذلك في النظام من خلال خصوصية التوازن والمشاركة في السلطة لجميع الطوائف".

أضاف: "إن الآباء المؤسسين للنظام اللبناني أدخلوا في تجربتهم وعبر الميثاق الوطني بعدا جديدا على الديموقراطية هي ديموقراطية الجماعات وهي التي تترك الحيز المعهود للأفراد بحقوقهم وواجباتهم وتتعاطى في الوقت نفسه مع الجماعات، محاولة أن تقيم بينها لعبة سياسية قائمة على القبول المتبادل. كذلك فإن لبنان وخصوصية المسيحيين فيه كانا دائما واقعا حاضرا في حياة مسيحيي الشرق وفي نظرتهم إلى واقعهم ومستقبلهم. لبنان الكيان والنظام والنموذج لعيش الأديان والجماعات المختلفة، قام على العيش المشترك الاجتماعي والسياسي، أي العيش بين المسيحيين والمسلمين بالمساواة المطلقة كينونة وشرعا. العيش المشترك لا يعني تجاور المسلمين والمسيحيين في مكان واحد أو أرض واحدة أو دولة واحدة. فهذا التجاور الاجتماعي والمعيشي عمره في الشرق أكثر من ألف وأربعمئة سنة، إلا أنه أعطي في لبنان بالذات صورته الفضلى، وقد غدا للشرق والغرب رسالة حرية وعيش مشترك وتكامل مبدع. فالعيش المشترك ليس التعايش الاجتماعي في علاقاته الأفقية من تجارة وتجاور وتعامل. إن العيش المشترك هو العيش المشترك السياسي بعلاقاته العامودية، أي علاقات الحاكم والمحكوم على قياس واحد من المساواة والمشاركة. إنه مشاركة في الحكم والسلطة داخل إطار القبول والرضى المتبادل. فلا لتحكم الأكثرية الساحقة التي تؤدي إلى هيمنة العدد، ولا للأقلية المهيمنة التي ينتهي حكمها إلى الديكتاتورية".

وتابع: "إن العيش المشترك يعني عدم التقوقع على الذات أو الاستعلاء على الآخرين. إنه يعني الدخول مع الآخرين في حوار دائم والتفاهم والتعامل معهم على قدم المساواة. إنه يعني أيضا تحقيق الذات مع الآخر وليس ضده أو على حسابه أو ضد الذات أو على حسابها. في المقابل فإن المطلوب من الآخر المختلف تقديم الهوية الوطنية على الهوية الدينية واحترام الخصوصيات وتعميم ثقافة التسامح والمحافظة على الأصل التاريخي لهوية البلد المتعدد ونواته الحضارية الأقدم بعيدا عن ثقافة أحقية الغالبية وغلبتها. إن هذا النموذج يحتاج دوما إلى دولة قوية بمؤسسات منبثقة من عملية ديموقراطية سليمة. إننا نعتقد مع شارل مالك بأنه إذا سقطت المسيحية الحرة في لبنان انتهى أمرها في الشرق الأوسط كله بل في آسيا وإفريقيا. وإذا تفشت لدى المسيحيين عقدة الشعور الأقلوي ورضخوا له، حكموا على أنفسهم بالذوبان وفقدان الذات، وحكم على تاريخهم بالانفتاح والإقدام والعيش الحر الذي بنوه مع إخوانهم في المجتمعات الشرقية على مدى قرون. ورغم الاعتداءات المتكررة في فترات معينة على غرار الخطف والاحتجاز المشينين للمطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، والتي ننظر إلى مساع حثيثة ونشطة لتحريرهما سالمين مكرمين، وخاصة اني تلقيت رسالة من امير قطر الشيخ تميم اكد فيها بذل جهوده القصوى للافراج عن المطرانين في اقرب الاجال تماما كما حصل مع اللبنانيين المفرج عنهم من اعزاز ، فإننا على ثقة بأن مستقبل المسيحيين في الشرق هو استمرار لماضيهم في المنطقة، أي أنه مزيج من المصاعب والإمكانات، الإخفاقات والنجاحات، ومحكوم دائما بالتحدي والاستجابة له. وهذا ما ينطبق على نظرة ارنولد توينبي إلى مجرى التاريخ البشري. بمعنى أن مستقبل الجماعات محكوم بقدرتها دائما على الاستجابة للتحديات التي يفرضها عليها واقعها ومحيطها. وفي ظني أن التحدي المطروح على المسيحيين في لبنان والشرق هو الحؤول دون أن يصبح الشرق منطقة رتيبة معقمة حيث لا وجود لتنوع الأديان وامتزاج الحضارات المثمر".

وقال: "لقد أظهرت زيارة قداسة البابا السابق بينديكتوس السادس عشر للبنان في العام 2012، وقبلها زيارة قداسة البابا الراحل الطوباوي يوحنا بولس الثاني في العام 1997، مدى حيوية الوجود المسيحي في لبنان ونوعية الشراكة البناءة القائمة بين المسيحيين والمسلمين، بإرادة حرة وواعية والتي يقع علينا واجب تعميقها وتثميرها. كذلك شكل الإرشادان الرسوليان الموجهان إلى مسيحيي لبنان ومسيحيي الكنائس الشرقية خريطة طريق فعلية لطبيعة علاقتهم بين بعضهم البعض، ومع إخوتهم المسلمين، وفي محيطهم العربي. ومن المفترض بهذه الإحاطات المرشدة والمضيئة أن تشكل عناصر فرح وأمل ورجاء ومنطلقات لعزم جديد، لن تقوى عليه الشدائد، بالرغم من أجواء القلق الظرفي السائدة".

أضاف: "وإذا ما اعتبرنا الهجرة غربة للفرد وخطرا وجوديا للجماعة، وتفريطا بما إئتمنا عليه من أرض وإرث وقيم، فإن مستقبل المسيحيين المشرقيين لا يكون بالتقوقع والانعزال، لأن ذلك مخالف لطبيعة رسالتهم ولتاريخ تجذرهم في الشرق ومساهمتهم في نهضته وعزته ونضالاته، ولا يكون بالحماية العسكرية الأجنبية، لأنها مشروع بائد ومستفز ويتنافى مع عمق انتمائهم القومي، ولا يكون بما يسمى "تحالف الأقليات"، لأنه منطق مواجهة مرفوضة ومشروع حرب دائمة ومدمرة، ولا يكون بالتماهي بشكل عام مع الأنظمة غير العادلة والمتسلطة، لأن فيه مشروع عداوة مع الشعوب ويتناقض مع روح الدين المسيحي الرافض لأي قهر أو ظلامية أو ظلم، بل يكون بتعزيز منطق الاعتدال والانفتاح ونهج الحوار في محيطهم، وكل جهد يهدف الى بناء الدولة العادلة والحاضنة، التي تحترم حقوق الإنسان والحريات الأساسية، بما في ذلك حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية، والتي تسمح بمشاركة جميع مكونات المجتمع الحضارية في الحياة السياسية وفي إدارة الشأن العام، بقطع النظر عن أحجامها العددية، بل استنادا الى ما تمثله وترمز إليه من تنوع مثري للذات العربية في أبعادها الفكرية والثقافية والعلمية".

وختم سليمان: "مشروع المسيحيين في الشرق هو مشروع كل مواطن، إلى أي طائفة أو مذهب انتمى، يتوق إلى الحرية والعدالة والسلام والتنمية. على هذا أعاهدكم في يوم انطلاقتكم، وأتمنى النجاح لأعمالكم، تقدمون عليها بفكر مستنير محب، وعقل راجح وجامع، معززين بذلك فكرة الحوار بين الحضارات والثقافات والديانات الذي أقمتم له مركزا مرموقا في هذا الصرح بالذات وقد افتتحناه في 10 ايار 2011. إنكم أصحاب حق ورسالة وصاحب الحق لا يموت وناشر الرسالة لا يستسلم".

درع

وفي ختام الافتتاح، قدم اعضاء الهيئة الادارية الى رئيس الجمهورية درعا تذكارية قبل التقاط الصورة التذكارية.

 

مقابلات

 

مقابلة | عون: ليأتِ سلام إلينا أو ليُجرِ جولة مــشاورات جديدة

بين جلسات نيابية معلقة وحكومة تصريف أعمال وبدء مرحلة الإعداد لانتخابات رئاسة الجمهورية، يتشعب الحوار مع رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون

هيام القصيفي

قد تكون من المرات النادرة التي يكون فيها رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، مهادناً في حواره وفي قراءته للوضع الداخلي وتحديد سقف حركته السياسية. حين سألته «الأخبار» في نهاية الحوار عن سبب هذه المهادنة والهدوء، وإلى أي مدى يستشعر الخطر الداخلي، أجاب: «سياستي كانت دائماً من أجل حفظ الاستقرار، وحين يتوتر الوضع كثيراً بين فريقين، من المهم وجود عنصر تهدئة. أنا لا أوافق على الصدام، كما يحصل في نموذج باب التبانة وجبل محسن، وأنا لا أؤيد هذا الأسلوب؛ لأنه ليس خلافاً لبنانياً لبنانياً». حتى في علاقته مع الرئيس نبيه بري وخلافهما حول مقاربة ملف النفط يقول: «لا خلاف، بل هناك وجهات نظر مختلفة وتقف عند هذا الحد، وحين جاء عيد الأضحى اتصلت وعايدته».

جدول أعمال جديد للجلسة

تنسحب تهدئة عون على عدد من الملفات، لكن مع الإبقاء على سقف المواقف المبدئية من قضايا أساسية، ومنها نبدأ الحوار حول الجلسة التشريعية وموقف التكتل من جدول أعمالها، يجيب عون: «دخلنا اليوم في مرحلة جديدة، هي جزء من الحياة البرلمانية الأساسية، وليست مرحلة إضافية ودورة استثنائية توجب أن نفصل التشريع والإنماء عن السياسة؛ لأن التشريع يخص الجميع وهو ضروري، وهنا لا يوجد ملحق للمعارضة والموالاة، هذه مصلحة عامة. من يستهدفون إذا أوقفوا التشريع؟ إذا كانت توجد مواد خلافية، يجب وضعها على حدة، من دون عقدة. البند الوحيد الميثاقي كان التمديد لقائد الجيش. كان يجب اتباع التقليد المعمول به لأننا نحن نمثل الطوائف المسيحية التي يأتي منها قائد الجيش ولنا الرأي الأول. هذه المخالفة الأولى، وثانياً المخالفة القانونية. نحن لم نتصرف في هذا الموضع على صعيد شخصي، بل على صعيد قانوني. وهناك أولويات بالنسبة إلى المشاريع التي نطرحها؛ إذ توجد قوانين ومشاريع تاريخها ثلاث وخمس سنوات، مثل قانون ضمان الشيخوخة، ألا يقدّر أحد أي أذى يصيب الناس الذين لا يُسمع صوتهم». وعن المخرج لاستئناف العمل التشريعي، وما هي الاتصالات التي يقوم بها، يقول عون: «هناك مرحلة جديدة، ويجب وضع جدول أعمال جديد». ويضيف: «الحوار مستأنف مع الرئيس نبيه بري، وسنحاور الجميع في هذا الموضوع، كي لا يكون القرار من طرف واحد، وحتى نشرح وجهة نظرنا؛ لأن التشريع ليس لفريق ضد آخر».

وهل سيعيد طرح التمديد لقائد الجيش؟ يجيب: «كلا. هذا الموضوع أصبح وراءنا وأمراً واقعاً. القرار خاطئ، لكن لم ينقضه أحد. في المقابل، يجب شطب اقتراح القانون من جدول الأعمال، فنحن لا نريد قوننة قرارات خاطئة».

وعن تجاوب بري في هذا الشأن، يجيب: «لم نطرح الموضوع في هذا الشكل، ولكن كلفنا فريقاً للتواصل مع بري ومع جميع القوى. نحن نتحدث مع الجميع ونحكي معهم ولا «نسنكف» أحداً. نحن لا نبحث أموراً سياسية أو تحالفات. لكن إذا نجحت هذه الاتصالات، يمكن أن نعيد البحث في موضوع الحكومة. مثلاً قصة الثلث الضامن، هناك ضمانات أخرى معقولة، ولا أعتقد أن تقسيم 9-9-6 أو 8-8-8 هو المهم حالياً؛ لأن عمر الحكومة قصير، إلا إذا كان لدى أي طرف النية لتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية. وهذا لا يجوز أن يحصل إطلاقاً؛ إذ يكفي ما حصل من مؤامرات على حياتنا الديموقراطية، وبيع السيادة، لا أعرف لأي طرف. يجب انتخاب رئيس للجمهورية في شكل واضح وصريح، ويبدو أننا ننتخب رئيساً للمنطقة وليس للبنان، بل ينفذ سياسات المنطقة، ونحن نتأرجح بين بعضنا البعض. هناك مصلحة وطنية يجب الالتفات إليها. نحن مع الصداقة مع الجميع، ولكن شرط ألّا يتخلى أحد عنا، ولا نقبل أن نكون ساحة صراع ونفوذ لأي طرف».

الرئيس الحالي رئيس أي منطقة؟ يجيب: «هو تعين في الدوحة، والمبادرة أتت من الجامعة العربية وأمينها العام. ليس التوازن اللبناني الذي صنع رئيس الجمهورية».

وهل يمكن أن يصنع هذا التوازن اليوم رئيساً للجمهورية من دون توافق دولي؟ يجيب: «دائماً يجب أن تكون هناك أول مرة. حالياً هناك أزمات كثيرة ولا أحد يفكر فينا. لذا، يمكن أن نمرر داخلياً رئيس الجمهورية».

لكنكم لم تستطيعوا إمرار حكومة؟ يجيب: «لأن قوانيننا خاطئة. فهل مسموح أي يبقى الرئيس المكلف ستة أشهر من دون مهلة محدة للتأليف. يجب تعديل نظام العمل الوزاري والمهل الدستورية لإنجاز بعض الأعمال. مثلاً، يجب تحديد مهلة 45 يوماً لتأليف الحكومة، وإلا فليعتذر الرئيس المكلف».

لا يزال عون يقترح النسبية وفق تمثيل الكتل النيابية لتأليف الحكومة. وعند سؤاله عمّن يعرقل التأليف، يجيب: «الشروط والشروط المضادة. هم يريدون عدم احترام قوتنا ووجودنا. الرئيس المكلف يقول إنه يشكل الحكومة كما يريد. لكن هناك قوانين وأعراف. الاستشارات التي جرت هي نوع من التوجيهات للرئيس المكلف كي يؤلف حكومة. والوزراء يمثلون الكتل النيابية، ويمكن أن يختار وزيراً لم ترتئي الكتلة النيابية أن يمثلها. حين توضع القواعد المتوازنة، لا تسقط الحكومة، بل تأخذ الأكثرية». وعمّا إذا كان يتواصل مع سلام؟ يجيب: «أنا أعطيت رأيي، والرئيس المكلف يستطيع أن يقوم بجولة استشارات ثانية، لدينا في البيت قهوة وليموناضة».

وهل تدعوه لزيارتك؟ يجيب: «نحن زرناه مرة واثنتين، ولست أنا من سيذهب للاستفسار اليوم، بل إذا أراد أن يقدم شيئاً جديداً، يجب أن يقوم بجولة جديدة أو يدعونا إلى استشارات جديدة في مجلس النواب».

وعن المخرج لكسر الحلقة الحكومية المفرغة، يقول: «أن يدعو سلام النواب ويعين لهم مواعيد لجولة جديدة من النقاشات. يجب ألّا يقطع الحوارات ويظل فقط على ارتباطه برئيس الجمهورية».

انتخابات رئاسة الجمهورية

بقدر إصرار عون على تأليف الحكومة، يشير إلى أنه إذا تعذر تأليفها فالمهم إجراء الانتخابات الرئاسية، ويقول: «نستطيع أن ننتخب رئيساً من دون حكومة. الأمر الموجب والملحّ هو رئاسة الجمهورية، ولا يمكن تعطيلها، والفريق الذي يعطل الانتخابات يجب مجازاته، كأن يحرم الترشّح لدورة واحدة». وعن نصاب جلسة الانتخاب يقول: «نصاب الثلثين، لكنْ هناك حدود لمقاطعة المجلس، إذا لم ينتخب المجلس رئيساً خلال 45 يوماً، فليعودوا إلى الانتخابات المبكرة. ماذا يمنع أن نشرّع ذلك؟ المجلس موجود للتشريع». يشير عون إلى أن مرحلة الانتخابات الرئاسية بدأت، «والبعض بدأ يعمل بالسر»، موضحاً أنه «حتى الآن لا يزال متفرجاً».

وعن تفسير عبارته بأنه ليس مرشحاً، يجيب: «إنّ من يريد أن يرشحني يريد بناء الدولة، ومن يرفض بناء الدولة فلماذا «أتشرشح» مثل غيري وأصبح تحت مزاج الأمم؟ أنا أقبل أن أكون تحت المزاج اللبناني، ولكن أعتقد أنّ بعض النهج يجب أن يتغير. الدولة لا تُبنى بل تذهب إلى الخراب، أصبحنا مثل برج بابل، واللغة البابلية عادت إلى الربوع اللبنانية». من هو الناخب حالياً في لبنان؟ يجيب: «أنا واحد من الناخبين، ولا يشاركني في رأيي أحد».

ومن ترشح لرئاسة الجمهورية؟ يجيب: «لم نعرف بعد من هم المرشحون، لنرَ من سيترشح. اسمي يتكرر، لكن لا أستطيع القول إنني مرشح». وهل يمكن أن يصبح التمديد لرئيس الجمهورية كما هو التمديد للمجلس النيابي؟ يجيب: «ستكون حينها المؤامرة مستمرة، ومن مدّد للمجلس يكون لا يريد الانتخابات ويريد إنهاء البلد». عن العلاقة مع بري وحزب الله، يقول: «هناك قضايا استراتيجية وقواعد أساسية لا تتغير، إنما أيضاً لا أستطيع أن أرى قانوناً ضرورياً موضوعاً منذ ثلاث سنوات في المجلس. هناك أيضاً خلافات أخرى، تستوجب إعادة النظر في بعض العلاقات الداخلية على مستوى التشريع وإدارة الدولة ومفهومها. برنامجنا تغييري وإصلاحي، ولا نرتضي الأسلوب الحالي في إدارة الدولة». ويشير إلى «أننا لسنا مختلفين مع حزب الله، يمكن أن يدعمونا في قوانين أو مراسيم، ويمكن أن لا يدعمونا».

وعن اللقاء مع رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، يقول: «نحن في التكتل لسنا حزباً واحداً، ولا نعاتب على أي موقف. سابقاً حدثت مواقف مختلفة لم نعترض عليها، والوزير فرنجية عزيز علينا ونعتبره من العائلة وهناك تبنٍّ معنوي له». وعن اللقاءات مع الحزب التقدمي الاشتراكي، يقول: «نعمل تراكمياً لإعادة الثقة بيننا، المهم أن نبني القواعد على أسس ثابتة من دون خلل، حتى لا يهزّ أي خلاف سياسي القاعدتين، وكي لا تتحول الخلافات السياسية خصومة أو عداوة بين القواعد».  ورداً على سؤال عن احتمال الاتصالات مع المستقبل ومع الرئيس سعد الحريري، يقول: «كل شيء بوقته. هناك رسائل غير مباشرة لا تزال أولية، لكن لا شيء حالياً بالنسبة إلى اللقاء مع الحريري». يخشى عون انعكاس التطورات السورية والضغط على لبنان وعلى الوضع الحدودي ويقول: «القضية استثنائية، ومن هم في السلطة يجب أن يتحركوا ويكونوا مستعدين ولا يتحججوا بالحكومة المستقيلة. المواضيع الحدودية استثنائية، لماذا لا يحلونها؟ ولماذا لا تتدخل القوات الأمنية والجيش؟ هل هم مظلة لأيام الصحو فقط، وحين تمطر نطويها؟».

التيار والوراثة السياسية

يقول العماد ميشال عون في ما أثير عن نيته التخلي عن رئاسة التيار إن «هناك إرادة جماعية كي يبثوا شائعات داخل التيار». لكن من هم في التيار قالوا هذا الكلام. يعلق قائلاً: «هؤلاء ليسوا من التيار؛ لأن من كان في التيار يعلن اسمه، هذه تربيتنا. وحين يظهر هؤلاء عاجلاً أو آجلاً سنقول لهم شكراً ومع السلامة. من هم في الحزب يتحدثون داخل الحزب في هذه المواضيع، لا على صفحات الجرائد. هناك آداب السلوك في الحزب، ولو لم يحلفوا اليمين، ومن يتحدث في الشارع فلن يبقى طويلاً في التيار». صهرك الوزير جبران باسيل، وأقمت العشاء مع فرنجية عند صهرك الثاني العميد شامل روكز، فظهر وكأن هناك شخصين متقدمين بالنسبة إلى عائلتك؟ يجيب: «الصهر الثالث روي الهاشم كان موجوداً أيضاً. الوزير باسيل وزير، والعميد روكز عميد في الجيش، وصهري الثالث مدير التلفزيون، والثلاثة عندهم وظائفهم. أما في التيار، فعندما يحين الوقت، سيعين الخلف ممن سيكون عندهم دعم العناصر الأساسية من التيار يحددون في ما بعد أو وفق أسلوب انتخابي لم نحدده بعد. ونحن نحفظ تضامن الحزب، ومن يجمع عليه نؤيده، وهم يتحملون مسؤولية عملهم. أنا لم أعمل حزب وراثة، لكن أقربائي لم يخسروا حقوقهم المدنية، وليس لي أصهرة نزلوا على الحزب، بل هم من المؤسسين الأساسيين، وتخرجوا من السجون كغيرهم. إذا كان هذا الأمر يليق بهم، فلن أقف في طريقهم، والبرهان على ذلك أنهم تسلموا مسؤوليات كما غيرهم وأدوها جيداً جداً». يقال إن «مجموعة الجنينة» ممن يجتمعون مع الجنرال هي التي تتخذ القرارات، يجيب: «أحياناً يتهمونني بالديكتاتور أو حكومة الظل. لأول مرة في تاريخ لبنان يجتمع النواب أسبوعياً ويناقشون ويستنيرون بآراء بعضهم ونعمل خلاصة لبعض المواضيع».