المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 آب/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يوم 07 أب/14

من يحمي المسيحي الخائف: حزب الله أم الدولة القوية/منى فياض/النهار/7 آب 2014

عدو حزب الله الذي لا ينضب/ملاذ الزعبي/07 آب/14

مشروع واحد من غزة وعرسال.. إلى شمال العراق/اياد ابوشقرا/07 آب/14

لبنان: أرز وفيروز وجيش/حسين شبكشي/07 آب/14

داعش يخشى الشيخ اللبناني أحمد طبارة/محمد علي فرحات/07 آب/14

الجيش وعرسال و...المنحبكجية/فارس خشّان/07 آب/14

كيف انقلبت الإمرة من داعش الى النصرة/جورج شاهين/07 آب/14

عن داعش وحكماء لبنان/زهير قصيباتي/07 آب/14

ساندوا الجيش اللبناني بإقرار خدمة العلم/رغيد الصلح/07 آب/14

تدخل مصر عسكريا في ليبيا/عبد الرحمن الراشد/07 آب/14

الجيش يصحّح بدماء شهدائه أخطاء رافضي إعلان بعبدا/اميل خوري/07 آب/14

 

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/رسالة كورنثوس الأولى الفصل 10/14حتى22/ لا مشاركة في الأوثان

*نباح المكلبة وميشال عون

*بالصوت/فورماتMP3/تعليق الياس بجاني لليوم: ميشال عون الوهم والخزعبلات والمكلبة/06/14

*بالصوت/وندوزفورماتWMA/تعليق الياس بجاني لليوم: ميشال عون الوهم والخزعبلات والمكلبة/06/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*ميشال عون الوهم والخزعبلات والمكلبة/الياس بجاني

*الانقلاب السوري/ العمـاد ميشـال عـون

*العماد عون بعد اجتماع تكتّل التغيير والإصلاح: لا تفاوض مع الإرهاب والإرهابيين

*مانشيت حريدة الجمهورية: مليار دولار سعودي إضافي للجيش و«لقاء ودّي» بين عون وجنبلاط

*الجيش يتقدم في عرسال وعناصر "النصرة" ينسحبون تدريجيا

*مسعى علمائي لاطلاق دفعة جديدة من العسكريين اللبنانييـن

*قافلة اغاثية تعود أدراجها بعد اعتراضها فــي اللبـــوة

*أهال من عرسال قطعوا الطريق أمام مسجد الأمين وطالبوا بدخول الجيش

*جنبلاط زار عون: تحصين الساحة وتعزيز الاستقـرار بالابتعاد عن الحسابات الفئوية وملء الشغور الرئاسي

*الحراك الجنبلاطي يحط رحاله فـي الرابية: "كيف ننقذ لبنان؟"

*استطلاع اجواء عون وبدائله الرئاسية ولا اقتراحات محددة

*اجتماع مسائي في دارة سليمان ضم الراعي وسلام والسنيورة وجنبلاط

*اذا حصل في دارة سليمان في الرابية ولماذا كان الاجتماع وعلى ماذا اتفق الحاضرون الذين غاب عنهم بري؟

*الوطني الحر والتقدمي : لقاء عون وجنبلاط دعا للاسراع في ملء الشغور الرئاسي

*مشاورات جنبلاط لا تكتمل من دون المرور بالرابية/جريصاتي: اللقاء إيجابي وصريح عبّر عن الهواجس/"الرئاسة" لم تكن الطبـق الرئيسـي ولا الثانــوي

*سلام بحث مع زوار السراي في التطورات والتقى وفد "اللبنانية" وزير المال: قضية عرسال من أولويات الحكومة

*اشتباكات ليلا بين الجبهة الشعبية القيادة العامة ومجموعة مسسلحة في سهل كفرزبد

*غياض: لتوخي الدقة في نقل اخبار بكركي والكف عن تشويه الحقائق

*بري طلب الإعداد للانتخابات النيابية: الاستثمار في الأمن أولوية

*سليمان: نثمن الهبة الإضافية لتلبية الحاجات السريعة للجيش

*الحريري أعلن من جدة عن مساعدة سعودية للقوى الامنية بمليار دولار: وحدتنا هي السلاح الأمضى بيد الشرعية للانتصار على الإرهاب

*منعـــا لتكــرار سـيناريـــو عرســــال...القوى الامنية تداهم تجمعات النازحين في صيدا والنبطية

*بطاركة الشـرق في الديمـان غدا لبحـث وضـع المسـيحيين/غياض: لقاء الراعي – باسيل عرض للرئاسة والمراجعات الدولية

*"القبس": الجيش درس الخيارات لدحر الارهابيين

*كر وفر في عرسال ومبادرة العلمـاء تحرز تقدمـــاً

*الحريري: هبة المليار دولار لمواجهـة بؤر التطــرف

*لقاء رئاسي بطريركي قيادي في اليرزة وجنبلاط في الرابيه

*المتحدث باسم آشتون: لبنان يحتاج إلى مؤسسات رسمية فاعلة وشرعية

*باسيل: لبنان ليس بيئة حاضنة للارهاب ولا بد من توافق وطني للتحدث عن تمدد ال1701

*فرنجيه عرض الاوضاع مع حلو

*جمعية ديموقراطية الانتخابات: على الحكومة تحمل مسؤولية الدفع لانتخاب رئيس للجمهورية

*مالكو العقارات: قرار الدستوري أطلق ربيع المالكين القدامى

*فتفت: المرحلة حساسة وتتطلب الكثير من الدقة السياسية والحذر

*المطارنة الموارنة:الدعم الكامل للجيش والاسراع في انتخاب رئيس

*حماده : المكرمة السعودية الجديدة تترجم الالتزام بالدفاع عن العروبة والاسلام الحنيف

*عراجي: لمنع انتقال المعركة الى البقاع وترحيل كل نازح مخل بالأمن

*بعد الخلافات الكنسية.. هذا ما ستلجأ إليه بكركي في حق جورج كيوان

تقارير مصورة تكشف مشاركة حزب الله في معركة عرسال

*"داعش" في قبضة الجيش

*الحريري: قتال 'حزب الله” بسوريا وهجوم المسلحين جريمتان ومشاكلنا بسبب التخاذل بإسقاط الأسد

*المقاومة في غزة تعلن الانتصار بعد انسحاب إسرائيل منها

*الاكراد: ضمان ممر آمن للعائلات العالقة في سنجار يتطلب اياما

*تطويق الحريري ــ قهوجي لمخطط عرسال محطة في مسلسل/سيمون ابوفاضل

*عدو «حزب الله» الذي لا ينضب/ملاذ الزعبي

*داعش يخشى الشيخ اللبناني أحمد طبارة/محمد علي فرحات/الحياة

*الجيش وعرسال و...المنحبكجية!/فارس خشّان/يقال نت

*انطوان صفير حاضر في كندا عن التطورات اللبنانية: التنوع ضمن الوحدة في خطر نتيجة الأزمات الداخلية والخارجية

*كيف انقلبت الإمرة من «داعش» الى «النصرة»؟/جورج شاهين-جريدة الجمهورية

*الجيش أجبَر الإرهابيّين على التراجع الى ما وراء حدود عرسال

*عن «داعش» و «حكماء» لبنان/زهير قصيباتي/الحياة 

*ساندوا الجيش اللبناني بإقرار خدمة العلم/رغيد الصلح/الحياة

*نتانياهو: العملية الاسرائيلية في غزة "مبررة"

*مشروع واحد من غزة وعرسال.. إلى شمال العراق/اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط

*تدخل مصر عسكريا في ليبيا/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*لبنان: أرز وفيروز وجيش/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

*الجيش يصحّح بدماء شهدائه أخطاء رافضي "إعلان بعبدا"/اميل خوري/النهار

*من يحمي المسيحي الخائف: "حزب الله" أم الدولة القوية؟/منى فياض/النهار

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/رسالة كورنثوس الأولى الفصل 10/14حتى22/ لا مشاركة في الأوثان

فلذلك اهربوا، يا أحبائي، من عبادة الأوثان. أكلمكم كما أكلم عقلاء، فاحكموا أنتم في ما أقول  كأس البركة التي نباركها، أما هي مشاركة في دم المسيح؟ والخبز الذي نكسره، أما هو مشاركة في جسد المسيح؟ فنحن على كثرتنا جسد واحد لأن هناك خبزا واحدا، ونحن كلنا نشترك في هذا الخبز الواحد. أنظروا إلى بني إسرائيل: أما الذين يأكلون الذبائح هم شركاء المذبح؟  فماذا يعني كلامي هذا؟ أيعني أن للوثن كيانا أو لذبيحة الوثن قيمة؟ لا، بل يعني أن ذبائح الوثنيين هي ذبائح للشياطين لا لله. وأنا لا أريد أن تكونوا شركاء الشياطين  لا تقدرون أن تشربوا كأس الرب وكأس الشياطين، ولا أن تشتركوا في مائدة الرب ومائدة الشياطين. أم هل نريد أن نثير غيرة الرب؟ وهل نحن أقوى منه؟

 

نباح المكلبة وميشال عون

بالصوت/فورماتMP3/تعليق الياس بجاني لليوم: ميشال عون الوهم والخزعبلات والمكلبة/06/14

بالصوت/وندوزفورماتWMA/تعليق الياس بجاني لليوم: ميشال عون الوهم والخزعبلات والمكلبة/06/14
نشرة الاخبار باللغة العربية

نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

 

ميشال عون الوهم والخزعبلات والمكلبة

 الياس بجاني/06/آب/14

أتحفنا أمس جنرال الخيبات والتلون والإسخريوتية ومرة جديدة بنتاج فكره العفن والبعيد عن الإيمان والرجاء. فكر نرسيسي وهرطقي وجاحد لا أسس أخلاقية ثابتة له ولا قواعد وطنية، بل عقد نفسية مستعصية، ورزم من الأحقاد الدفينة، وأطنان من الأوهام وأحلام اليقظة.

هذا الشارد عن لبنان وأهله والمغرب عن الحق والحقيقة اعتبر أمس في ثلاثاء الشؤم الإبليسي، ثلاثاء “النتاق والهرار”، أعتبر بوقاحة ودون خجل أو وجل أن “كل مطالبات اليوم بتوسيع القرار 1701 لنشر القوّات الدّوليّة على الحدود الشرقيّة مع سوريا وفي البقاع هي أوهام”.

لم يكتفي هذا الصنج البوقي بهذه الخطيئة المميتة بل نطق عهراً وكفراً وبرر كل ارتكابات وإجرام حزب الله في سوريا حيث رد على السؤال التالي: “الفريق الآخر يقول إنّه لولا مشاركة حزب الله في سوريا لما كانت الحركات التكفيريّة وداعش وغيرها من الحركات قد دخلت إلى عرسال، ولما كان ليُقتل الجيش اللبناني. ما رأيكم؟

 رد قائلاً: “بدأت الأحداث في تونس من دون أن يكون حزب الله موجوداً هناك، وكذلك الأمر بالنسبة لليبيا، كما أنّ عقاب صقر “عمل في توزيع الحليب والحفاضات للأطفال” قبل أن يكون حزب الله هناك. كلّ النيران اشتعلت من دون أن يكون حزب الله موجوداً. يكفي الكلام عن هذه الخزعبلات لأنّ كلّ الدّول العربيّة اشتعلت من دون أن يكون حزب الله موجوداً فيها. حزب الله كان موجوداً بحجمٍ يجعل منه فعلياً مؤثّراً بالمعركة، في شهر أيّار من العام 2013.”.

لم يكن هذا “التخبيص” الرخيص كل شيء، ولكن أكمل المرتد والشارد معرياً تبعيته المطلقة والفاقعة والمعيبة لمحور الشر السوري الإيراني وطالب بتدخل جيش الأسد المجرم في لبنان عملاً “بمعاهدة الأخوّة الّتي عقدتها الدّولة اللّبنانية مع الدّولة السّورية” خلال حقبة الاحتلال.

علماً أنه كان قبل التحاقه بالمحور هذا والتخلي عن ذاته ولبنانيته قد اعتبر أن كل الاتفاقات التي فرضها المحتل السوري هي باطلة كونها تمت في ظل هيمنته واحتلاله للبنان، وفي عشرات من التصاريح والمقالات والمقابلات الموثقة طالب باعتبارها كلها باطلة وغير ملزمة.

أما الأخطر في “ثلاثاء نتاقه وهراره” أمس فكان استهزائه بعقول وذكاء وذاكرة وسعة معرفة واطلاع اللبنانيين وذلك من خلال كلامه المسرحي والحربائي عن الضمير والوجدان والشهادة والشهداء.

كلام أقل ما يمكن أن يقال فيه استناداً للواقع المعاش وللحقائق الملموسة والمحسوسة أنه نفاق ودجل ومفرغ من أي مصداقية كون صاحبه باع كل شيء لأعداء لبنان واللبنانيين مقابل وهم لا أكثر ولا أقل، وصحيح يلي ما استحوا ما ماتوا.

 

عون يرد عل عون ويعريه

في أسفل مقالة كتبها عون بقلمه بتاريخ 11/11/2002 وهو بالواقع يرد فيها على نفسه وعلى ما تبجح به أمس ويذكر ذاته واتباعه من الغنم بمفهوم نباح المكلبة.

 

 الانقلاب السوري

بقلم/العمـاد ميشـال عـون

14/11/2002

قد يفاجأ بعض الناس بالتغيير الذي حدث في الموقف السوري في مجلس الأمن، وانتقال سوريا من حالة المغالاة بالرفض للسياسة الأمريكية، إلى حالة تبرير القبول بها حالياً، ولكن المتابعين للنهج السياسي للنظام السوري يعرفون أسلوبه جيداً، ويترقّبون تقلّباته، وتأتي هذه التقلّبات ضمن المترقّبات المنتظرة. ليس لدى النظام السوري سوى ثابتة واحدة، وهي المحافظة على استمراره، ومهما بالغ في المزايدة في مواقفه السياسية والقومية، فهي تبقى مادة للبيع بالثمن الأقصى الممكن الحصول عليه؛ ولكن بعدما فرضت الولايات المتحدة خياراتها على العالم، وقرّرت أن تُنفّذ ما تريد بنفسها، وبقواها الذاتية، لم تعد بحاجة لما تشتريه من سوريا أو غيرها، بل على العكس، هناك لائحة مدفوعات طويلة يجب تسديدها، وقد استحقّت منذ أمد. وبما أن ما يحدث حالياً يضع مصير هذا النظام في مهب الريح، لذلك بدأ أهله بدفع الاستحقاقات المتأخّرة؛ وبعد أن صوّتوا برفع الأيدي في مجلس الأمن، سارعوا إلى إسرائيل يطلبون استئناف التفاوض دون قيدٍ أو شرط، مذكّرين بأنهم كانوا في غاية الرصانة، والتزموا الهدوء على طول الحدود الشمالية كما وعدوا، بالرغم من الخطب التحريرية النارية لحزب الله، ثمّ أكدوا وعدهم بتصفية عدّة العمل في لبنان وغيره، بما يتناسب مع المطلوب منهم حالياً ومستقبلاً. إن السلام هو أمنية الجميع، وكلنا نصبو للوصول إليه بأفضل الشروط، كما أننا لا نُدين أحداً لعلاقته بآخر، ما لم تكن هذه العلاقة على حساب حقوقنا المادية والمعنوية. من هنا بات لنا حق معنوي على باقي اللبنانيين، الذين يدينوننا لأننا نقاوم الاحتلال السوري، ويتهموننا بكسر التضامن العربي لمجرّد الطلب من سوريا الالتزام بتنفيذ القرارات الدولية المتعلّقة بلبنان، والانسحاب منه، واحترام سيادته واستقلاله. ومن هذا المنطلق نسألهم رأيهم في الموقف السوري، بأبعاده الحالية والمستقبلية، ونطلب منهم إعادة نظر سريعة، لنقف صفاً واحداً للمحافظة على حقوقنا الطبيعية، ولتعود هذه الحقوق أمانةً بأيدينا، وليست مرهونةً بمصلحة، أو مشيئةٍ خارجية. بعد أن جاءت الأحداث تُخرس نباح “المكلبة” القائم على الاتهام “بالتأمرك” و”التصهين”، نتوجّه إلى الذين ما زالوا في موقع عاقل وفاعل أينما كانوا، أن يكون لهم خيار وطني واضح، ففي ذلك مصلحة لهم وللبنان. إن لبنان السيد الحر عائد، ولكن يبقى من الأفضل أن يعود بإرادة الجميع، فيستحقّه الجميع، ويُبنى بإرادةٍ جامعة، على أسسٍ أمتن، وأرضٍ أصلب. إن الوضع الداخلي يحتاج إلى تفاهم سريع بين القوى الحيّة التي تعطي الوطن، وليس إلى الطفيليين الذين يمتصّون دماءه بالتعاون مع العملاء، الذين لم يعرفوا وطناً غير شققهم الفخمة، وطائراتهم الجوّالة، وليست هويتهم أكثر من رقم رصيد في دفتر شيكات.

 

في اسفل تقرير “نتاق وهرار” جنرال الخيبات كما نشر على موقعه الألكتروني.

العماد عون بعد اجتماع تكتّل التغيير والإصلاح: لا تفاوض مع الإرهاب والإرهابيين

موقع التيار الوطني/05 آب/14/عقد تكتل التغيير والإصلاح اجتماعه الأسبوعي في الرابية وعلى جدول أعماله بند وحيد هو الوضع في منطقة عرسال. العماد ميشال عون تحدث بعده الى الصحفيين فوجّه بداية التعزية بشهداء الجيش معتبراً أن الدماء العزيزة التي سالت وحّدت الوطن وغسلت أخطاء السياسة، متمنياً أن تتصفّى القلوب ويعود الجميع الى ضمائرهم ويتحدثوا مع بعضهم. وحذّر من التفاوض مع الإرهاب لأن القوى الإرهابية لا تلتزم بمبادئ، ويهمها فقط تحسين مواقعها، وتوجّه الى القيمين على الدولة بالقول “لا يجوز لمن رفض ويرفض التّحدّث مع سوريا أن يفاوض داعش في لبنان”

وفي ما يلي نصّ الحديث:

عقدنا اجتماعنا اليوم في ظلّ ظروف استثنائية جدّاً تمرّ على لبنان. وأشير إلى أنّنا كنّا قد نبّهنا من هذه الأزمة الّتي ستواجه الدّولة يوماً منذ بداية الأحداث في جرود عرسال، ولكن لم يستمع إلينا أحدٌ مع الأسف، وكانت النّتيجة أنّها تفاقمت.

نقدّم التّعازي بشهداء الجيش اللّبناني؛ أشعر بهم على الصعيد الشخصي في أي زمان ومكان يحصل الاستشهاد، وأشارك الجيش وأهلهم الحزن، وأذرف الدمع دائماً على كلّ جندي يستشهد على أرض لبنان ودفاعاً عنه. الجيش اللّبناني لا يبخل في دفاعه عن وطنه خصوصاً بعد أن اجتمع اللّبنانيون حوله وأظهروا وحدتهم الوطنية الحقيقية. هذا اليوم شكّل مناسبة عاد فيها كلّ شخصٍ إلى ضميره وهذا هو الأمر الوحيد الّذي يعوّضنا عن الخسائر الّتي مُنيَ بها الوطن.

ما حصل مع المؤسسّة العسكرية ينفي وجود مجتمع حاضن للإرهاب، فالمجتمع الحاضن للإرهاب اختفى اليوم، هكذا شاءت الحقيقة. لذلك على اللّبنانيين أن يتحدّثوا إلى بعضهم بقلبٍ مفتوح ليكون شهداؤنا قد ماتوا بالفعل في سبيل الوطن ووحّدوا لبنان بمختلف انتماءاتهم الطّائفية، وتكون دماؤهم قد غسلت الأخطاء الّتي ارتكبتها الإدارة والسياسيون في شأن الأزمة اللّبنانية. مع الأسف لقد كانت الرّؤية صائبة ولكن الإدارة كانت سيّئة. ليس الوقت مناسباً الآن لمحاسبة الأفراد أو الجماعات، ونأمل اليوم أن تتصفى القلوب مع الدّماء النّازفة على أرض لبنان.

نريد أن ننوّه إلى أنّنا شاركنا في مؤتمر دولي من أجل غزّة، تحدّثنا فيه عن الوضع في العراق وبلدة عرسال كما تّحدّثنا بجميع المشاكل الّتي تحصل من حولنا في الدّول العربية ، وقد قدّمنا ادّعاء ضد اسرائيل وطلبنا بتحويلها على محاكم دولية وقريباً سنطالب بالأمر نفسه لتنظيم “داعش”، لمحاكمتهم على الجرائم المرتكبة ضدّ الإنسانية وجرائم الحرب.

وهنا أوّد أن أنبه الى أنّه ما من مرّة قامت قوى فوضوية تخريبية إرهابية بالتّفاوض مع قوى نظامية مثل الجيش والدّولة إلاّ وخسرت الدّولة والجيش، لأنّ القوى الإرهابية لا تلتزم بمبادئ الأتّفاق، ولا تلتزم إلاّ بما يحقّق لها أهدافها ويحسّن موقعها. لذلك أحذّر وأنبّه من أيّ تفاهمٍ مع الإرهاب. لا يجوز لمن رفض ويرفض التّحدّث مع سوريا أن يفاوض داعش في لبنان.

الموقع الجغرافي الّذي وقعت فيه المشكلة يدعو إلى التّفاهم مع سوريا حالياً من أجل أمن البلدين، ولا يدعو إلى إجراء المفاوضات مع داعش. لا ترتكبوا هذا الخطأ، انتبهوا وانطلقوا من فكرة أنّ مصلحة لبنان هي من مصلحة اللّبنانيين، لأنّ التاريخ لا يسامح. كلّ من يرفض التّفاهم مع سوريا اليوم كان في أحضانها سابقاً، لذلك فلا يمّنّنا أحد. نحن ننبّه إلى ضرورة التّفاوض والتّعاون مع الدّولة السّورية لأنّ هذه الحدود الّتي تقع فيها الأحداث هي مشتركة بيننا وبينها، وهذا الأمر هو تطبيق لمعاهدة الأخوّة الّتي عقدتها الدّولة اللّبنانية مع الدّولة السّورية. فلتراجعوا الفقرة الرّابعة من هذه المعاهدة، الّتي تنصّ على أنّ أمن لبنان من سوريا هو مسؤولية سورية، وبالمقابل فإنّ أمن سوريا من لبنان هو مسؤولية لبنانية. إذاً هناك مسؤولية أمنيّة مشتركة على الحدود، كما أنّنا لم نقطع علاقتنا الدّيبلوماسية معها.

هناك مواقف سياسية مختلفة، وعلينا أن نتخطّاها في الأمور المصيرية. ترفض الدّولة اللّبنانية الآن التّعاطي مع الدّولة السّورية كي تحل أزمة النّازحين السّوريين إلى لبنان. لذلك قد يأخذ القيمون على الدولة اليوم عبرةً من الأحداث الحاصلة كي يعملوا على حلّ هذه الأزمة، فمهما تكن الأسباب، لا يمكن أن نرفض حلّ مشاكل أساسية سيكون لها مردود سلبي على لبنان إذا بقيت عالقة. نحن نحاول تجنّب تداعيات الأوضاع في المشرق لإبعادها عن لبنان، غير أنّ هناك من يأتي بها ويرفض أن يحلّها، بناءً على توصية من؟! فليقرأوا ما نُسب إلى هيلاري كلينتون ليدركوا ماذا يحصل في الدّولة ويبنوا خياراتهم. يكفينا جهلٌ وهروبٌ من الواقع الّذي نعيشه اليوم، ونختم بالقول مجدداً: الحمدالله أنّ دماء شهدائنا أعادت توحيد اللّبنانيين من كلّ الفئات وعلى جميع الأراضي اللّبنانية.

ثمّ أجاب عن أسئلة الصحافيين:

س: أنتم اليوم في الحكومة. هل تدعو الحكومة إلى التفاوض؟

 ج: الحكومة رفضت التفاوض.

س: لم أقصد التفاوض مع داعش إنّما مع الدّولة السوريّة.

ج: لا أعلم. أنا أبعث بالرسالة إلى الحكومة. وهذه الرسالة نابعة من وجداني ومن ضميري لمصلحة لبنان ولمصلحة جميع اللبنانيين. هذا ليس بموقفٍ سياسيّ نريد أن نحوّله استثماراً في رصيدنا السياسيّ، إنّما هو موقف وجدانيّ تجاه مصلحة المجتمع اللبناني. هذا الموقف هو لمصلحة الجميع، ولا يجوز لأيّ أحد أن يخطئ بذلك.

س: كنتم أصحاب الدّعوة إلى جلسة في مجلس النوّاب تضامناً مع الموصل وغزّة. هل هناك من دعوة مماثلة تضامناً مع الجيش لا سيّما في ظلّ المواقف الحرّضة عليه من قبل بعض النّوّاب؟

 ج: الفكرة موجودة، وهي بحاجة للتنسيق مع دولة رئيس مجلس النوّاب.

س: تطالبون بالتّفاوض مع النّظام السوري بموضوع داعش في لبنان..

ج: أنا لم أطالب بالتّفاوض مع النظام إنّما التفاوض مع سوريا. لا أحبّذ كلمة نظام لأنّ هناك دولة سوريّة ولها حكومتها وفيها مسؤولين.

س: هناك مطالبات اليوم بتوسيع القرار 1701 لنشر القوّات الدّوليّة على الحدود الشرقيّة وفي البقاع. ما رأيكم؟

 ج: كلّ ذلك أوهام.

س: الفريق الآخر يقول إنّه لولا مشاركة حزب الله في سوريا لما كانت الحركات التكفيريّة وداعش وغيرها من الحركات قد دخلت إلى عرسال، ولما كان ليُقتل الجيش اللبناني. ما رأيكم؟

 ج: بدأت الأحداث في تونس من دون أن يكون حزب الله موجوداً هناك، وكذلك الأمر بالنسبة لليبيا، كما أنّ عقاب صقر “عمل في توزيع الحليب والحفاضات للأطفال” قبل أن يكون حزب حزب الله هناك. كلّ النيران اشتعلت من دون أن يكون حزب الله موجوداً. يكفي الكلام عن هذه الخزعبلات لأنّ كلّ الدّول العربيّة اشتعلت من دون أن يكون حزب الله موجوداً فيها. حزب الله كان موجوداً بحجمٍ يجعل منه فعلياً مؤثّراً بالمعركة، في شهر أيّار من العام 2013.

 

مانشيت حريدة الجمهورية: مليار دولار سعودي إضافي للجيش و«لقاء ودّي» بين عون وجنبلاط

كلّ المؤشّرات تدلّ إلى أنّ الجيش اللبناني نجح في إحباط مخطّط الإرهابيين بتفجير لبنان، وأبلغُ دليل تخبُّطهم ورميُ الاتّهامات على بعضهم وتوسّطُهم للعودة من حيث أتوا أساساً. وهذا المخطط كان يقوم على سيبةٍ ثلاثية: مباغتةُ الجيش لإرباكه وشَلّه، ترهيبُ اللبنانيين، وإعلانُ مساحة من الأراضي اللبنانية ضمن دولتهم الداعشية. ولكنّ المفاجأة بالنسبة إليهم تمثّلت بثلاثة تطوّرات: الجيشُ اللبناني ليس الجيش العراقي، تجاوُز اللبنانيين لانقساماتهم وتوحّدُهم خلفَ الجيش، وغياب أيّ بيئة لبنانية حاضنة لمشروعهم. وفي المحصّلة تصدّى الجيش لأكبرِ خطرٍ تهدَّد لبنانَ منذ نهر البارد، وكان يرمي إلى ضرب الاستقرار واقتطاع جزءٍ من السيادة الوطنية. ويكتسب انتصارُ الجيش أهمّيةً مرحلية واستراتيجية، كونه يقفل الساحة اللبنانية أمام العواصف الإرهابية، ويحصّنها من المضاعفات المتأتّية من الساحات الأخرى، ويفتح باب التوافق السياسي على الملفّات الداخلية بدءاً من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأنّ هذا الالتفاف الوطني الاستثنائي خلفَ الجيش لا يمكن إلّا أن يؤدّي إلى حلحلة وانفراجات داخلية.حقّق الجيش في معركته مع الإرهابيين إنجازات عدة أبرزها: منع سيطرة الإرهابيين على منطقة عرسال من دون إراقة نقطة دم من أبنائها المدنيين، وذلك بحكمة قيادة الجيش التي عملت المستحيل لتجنيب المدنيين أيّ مكروه، على رغم ضخامة المعارك التي خاضها الجيش، وكبّدت الإرهابيين خسارة مُحقّقة. أمّا الإنجاز الثاني فيتّصل بتحويله مراكزَ المراقبة المعزولة التابعة له في وادي عطا ووادي حميد والمصيدة وعين شعب والحصن إلى مراكز دفاعية محصّنة.

وكشف مصدر أنّ الجيش استطاع تعزيز عديد القوى العسكرية بما يمكّنه من الدفاع عن القطاع، (أي جبهة عرسال). فبعدما كانت مراكزه نائية تعزّزت هذه المراكز بأفواج المغاوير والمجوقل والتدخّل الخامس، لكنّ المغاوير والمجوقل هما احتياطي قيادة الجيش وهما من الوحدات الخاصة الذين يأخذون صفة قوات النخبة ويتدخّلون عند الحاجة وينصرفون الى تدريبات ودورات خاصة للتدخّل عند الحاجة في جبهات أخرى.

وأكّد المصدر أنّ حسمَ المعركة مع الإرهابيين يجب أن ينتهي بأسرع وقت، والانتقال الى المرحلة الثانية، وهي تجهيز لواء بكامله بتجهيزات خاصة من أسلحة ومرابض مدفعية وطيّارات واجهزة رصد، وهي تجهيزات يجب ان تكون سريعة وفورية حتى يتمكّن هذا اللواء من حماية الحدود بعد حسمِ المعركة، ويجب أن يُجهَّز أيضاً بوحدات خاصة تتدخّل عند الحاجة، أي: لواء واحد لضبط الحدود يغطّي المساحة الشاسعة في جرود عرسال. أما بالنسبة الى عناصر الجيش المفقودين فقال مصدر عسكري لـ«الجمهورية» إنّ الإرهابيين اعترفوا بـ 10 عسكريين، فيما لا يزال للجيش 9 مفقودين آخرين، فأين هم؟ وتخوَّف من أن يكون الإرهابيون يريدون جرَّ الجيش إلى حرب استنزاف من خلال التسعة الذين احتفظَ بهم. وأكّد المصدر أنّ قيادة الجيش لن تسمح بجرّها لحرب استنزاف، وبالتالي هي تصرّ على استرداد هؤلاء المفقودين وحسمِ الأمر في أسرع ما يمكن». وتردّدت معلومات أنّ الإرهابيين باشروا ليلاً بإخراج آلياتهم وعتادهم بشكل تدريجي، وأبلغوا هيئة العلماء أنّ عرسال ستكون خالية من الإرهابيين عند السادسة من صباح اليوم. ولكنّ التجارب مع الإرهابيين تبقى موضعَ شكّ، وبالتالي فإنّ الأمور تقاسُ بخواتيمها.

مجلس الوزراء

وفي سياق متصل، علمت «الجمهورية» أنّ رئيس الحكومة تمام سلام طلب من قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص وقادةَ الاجهزة الامنية المشاركة في جزء من جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد اليوم في السراي الحكومي، في اعتبار أنّ جزءاً منها سيخصّص للبحث في الوضع الأمني في عرسال وتداعياته وما تركته العملية العسكرية من نتائج على اكثر من مستوى.

وسيقدّم كلّ من وزيري الداخلية والعدل نهاد المشنوق وأشرف ريفي تقريرين حول نتائج المساعي المبذولة لإنهاء الوضع في المنطقة وتوفير الظروف التي تسمح بتأمين الإفراج عن جميع الموقوفين من العسكريين من جيش وقوى أمن، بعدما تمّ إطلاق ثلاثة عسكريين أمس، بعد 24 ساعة على الإفراج عن ثلاثة آخرين، وإخراج الإرهابيين السوريين من البلدة نهائياً وإعادة بسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الأمنية والعسكرية فيها.

مراجع حكومية

وسخرَت مراجع حكومية تتعاطي في حركة الإتصالات لتثبيت وقف إطلاق النار في عرسال وتطبيق ما اتّفق عليه بإشراف رئيس الحكومة وبالتنسيق التامّ مع قيادة الجيش، من الروايات الإعلامية التي تحدّثت عن شروط وضَعها الإرهابيون بالحدّ من حركة الجيش في محيط البلدة مستقبَلاً، والتعهّد مسبقاً بترك معابر آمنة للإرهابيين للانتقال من عرسال إلى جرودها، وعدم المَسّ بمن تعاونَ معهم من أبناء البلدة.

وقالت هذه المصادر لـ«الجمهورية» إنّ رئيس الحكومة والوزراءَ المعنيين بهذا الملف مباشرةً وقائدَ الجيش، أجمعوا على دعم مطالب الجيش كاملةً، وهم على يقين بأنّ أيّ إجراء يمسّ بحرّية الجيش وحركته أمرٌ غير مقبول. وذكر أحد الوزراء أنّ قيادة الإرهابيين في داخل عرسال انتقلت من تركيبة «داعش» التي كان يديرها الموقوف عماد جمعة إلى قيادة «النصرة» بإمرة «أبو مالك» وفريق من معاونيه السوريين، وهم أبلغوا الوسطاء من «هيئة العلماء المسلمين» أنّهم لم يريدوا يوماً القيام بأيّ عمل عسكري خارج الأراضي السورية، خصوصاً على الأراضي اللبنانية، واتّهموا جمعة بالتآمر عليهم في هذا التوجّه.

وأضافوا أنّ هناك مجموعات سوريّة ترفض الانسحاب من عرسال، وأنّ مهمّتهم إنهاء هذه الإعتراضات الداخلية بالقوّة إنْ لم تستوِ الأمور بالحسنى، وتعهّدوا بتأمين الإفراج عن العسكريين المخطوفين جميعاً من دون أيّ استثناء تزامُناً مع الانسحاب منها.

دعم الجيش

في غضون ذلك، أعلنَ الرئيس سعد الحريري من جدّة عن قرار الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بتقديم دعم فوري للجيش وقوى الأمن الداخلي والقوى الأمنية الشرعية بمبلغ مليار دولار، يتيح لها مكافحة الإرهاب. وقال الحريري إنّه سيباشر اتّصالاته برئيس الحكومة والوزارات والإدارات العسكرية والأمنية اللبنانية، والعودة معها إلى البرامج والخطط والمشاريع، التي تلبّي بالدرجة الأولى الحاجات المُلحّة للجيش والأجهزة، وتسهِم مباشرةً في توفير المستلزمات الممكنة والمطلوبة، لمكافحة ظاهرة الإرهاب.

مصادر وزارية

وأكّدت مصادر وزارية أنّ الهبة السعودية الجديدة ستُخصّص، بأمر من الملك، إلى الأجهزة الأمنية المكلّفة مواجهة الإرهاب. وأوضحَت المصادر لـ«الجمهورية» أنّ الأموال التي باتت بتصرّف الحريري، ستصرَف بالتوازي بين الأجهزة الأمنية من مخابرات الجيش وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة، وهي ستكون بتصرّف هذه الأجهزة في الساعات القليلة المقبلة.

وتعليقاً على الروايات بأنّ هبة المليار هي للتعويض على التأخّر في صرف المليارات الثلاثة السابقة للجيش من الأسلحة الفرنسية، أوضحَت المصادر أنّ هذين الأمرَين منفصلان تماماً، لأن لا تأخير في الهبة السابقة التي وُضعَت على سكّة الترجمة بآليّة إدارية وماليّة يمكن القول إنّها «بليدة»، لكنّ الحديث عن تعثّرها أو تقليصها غيرُ صحيح، ثمّ إنّ أيّ حديث حول هذا الموضوع فيه من التشكيك المشبوه بالمبادرة التي تابعتها الأجهزة المختصة في الجيش مع الجانبين الفرنسي والسعودي على السواء.

مشاورات أوروبّية

في الموازاة، تجري مشاورات أوروبّية لبلوَرة مجالات تقديم الدعم العسكري والأمني للجيش لمساعدته في مواجهة الإرهاب. وقال سباستيان برابان، المتحدّث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون: «إنّ التكتّل الموحّد يُجري اتصالات دائمة مع الطرف اللبناني، سواءٌ عبر بعثته في بيروت أو عبر السفارة اللبنانية في بروكسل. وأوضحَ أنّ العمل يجري على تحديد المجالات التي يمكن من خلالها تقديم الدعم للجيش، حيث «هناك عدّة برامج تعاون أوروبّي – لبناني على المدى الطويل تخصّ قطاعات الأمن والجيش والشرطة»، وفقَ كلامِه. وأشار إلى أنّ الاتحاد الأوروبي يعمل على دراسة إمكانية مساعدة السلطات اللبنانية في مجال إدارة الحدود والتدريب والتأهيل، وأكّد وجود توافق أوروبي لتقديم مساعدة مهمّة للجيش، خصوصاً للوحدات الإدارية واللوجستية.

جنبلاط في الرابية

وخرقَ المشهدَ السياسيّ أمس زيارةٌ قام بها رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط إلى الرابية، ولقاؤه رئيسَ تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، بعد أيام على لقائه رئيسَ مجلس النواب نبيه برّي والأمينَ العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله. وفيما فُرض تكتّم شديد حول تفاصيل اللقاء، ولم يصرّح إثرَه جنبلاط، صدر بيان مشترك عن لجنة الإعلام في «التيار الوطني الحر» ومفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي البيان اكد ان» الإجتماع كان صريحاً وودياً، وتم خلاله النقاش في عدد من الملفات السياسية أبرزها المعركة التي يواجهها لبنان في هذه المرحلة الحساسة ضد الإرهاب، حيث كان تأكيد مشترك على أهمية الدعم المطلق للجيش، من دون أي شروط أو تفسيرات أو تأويلات من شأنها التشويش على المناخ الداعم للمؤسسة العسكرية. وتخلّل الاجتماع نقاش في سبل تحصين الساحة الداخلية إزاء التحديات المتنامية، وفي آليات تعزيز الإستقرار الداخلي، وهو ما يتحقق من خلال الإبتعاد عن الحسابات الفئوية بين اللبنانيين، ويتعمق عبر تفعيل المؤسسات الدستورية والإسراع في ملء الشغور الرئاسي.

غاريوس

ورأى عضو تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ناجي غاريوس لـ»الجمهورية» أنّ زيارة جنبلاط إلى الرابية طبيعية جداً، وتأتي في سياق جولته الانفتاحية على الأفرقاء، وأكّد على أهمّية طابع الزيارة، «فبينَنا اختلافٌ في وجهات النظر، لكنّ هذا لا يعني أنّ جنبلاط عدوٌّ لنا، بل خصمٌ سياسيّ شريف، ولا إشكالَ شخصيّاً معه، وقد رحّبَ عون سابقاً بزيارته وقال أهلاً وسهلاً به عندما يأتي، وهو يدخل من غير أن يقرع الباب، فهذا منزله». وأكّد أنّ كلّ زيارة يقوم بها قطبٌ سياسيّ إلى قطب سياسي آخر هي جيّدة، حتى ولو لم يتّفقوا على بعض المواضيع. فالتقارب الشخصيّ بين أفرقاء توجد بينهم خلافات سياسية هو أهمّ بكثير من أن يتّفقوا على كلّ شيء من المرّة الأولى. وقال إنّ عدم إدلاء جنبلاط بأيّ تصريح، والاكتفاء بصدور بيان مشترك، معناه أنّه متّفق مع عون على أمور عدّة لن يفصحا عنها الآن.

وعمّا إذا كانت الزيارة تمهيداً لسحبِ ترشيح النائب هنري حلو وتعبيد الطريق أمام عون، أجاب غاريوس: «لا نملك معلومات حيال هذا الموضوع، فما جرى هو ملكُ الطرفين».

وهل يمكن أن نرى جنبلاط في معراب؟ أجاب: «يجب أن يزور معراب وأن يزور الجميع». وهل أتت زيارة جنبلاط بناءً على نصيحة السيّد نصر الله بضرورة التواصل المباشر مع عون؟ قال غاريوس: من المؤكّد أنّ جنبلاط بحث مع برّي ونصر الله في مواضيع عدّة، ولا بدّ أنّه فاتحَهما بنِيتِه زيارةَ عون، فشجّعاه على ذلك، وأضاف: «لا أحد يستطيع أن يفرض على جنبلاط شيئاً، فهو يملك حسّاً سياسياً بما يكفي».

مصادر «التيار»

من جهتها، قالت مصادر بارزة في «التيار» لـ«الجمهورية»: «كلّ لقاء بين اللبنانيين مُرحَّب به، خصوصاً في هذا الجوّ، والخطر الذي يتعرّض له الجيش على يد الإرهابيين والتكفيريّين، ونحن نرحّب باللقاء ونتمنّى أن تحصل لقاءات مع كلّ الأطراف كي نتّفق حول سُبل تقطيع هذه المرحلة الصعبة». وعن استقبال الرابية لجنبلاط بعد السهام التي صوّبَها تجاهها ومعارضته علناً وصولَ عون إلى الرئاسة، أجابت المصادر: «أوّلاً، في السياسة لا خصومة دائمة ولا لقاءات دائمة. ثانياً، الوضعُ الاستثنائي والخطير يفرض على الجميع أن يلتقوا حتى مع أخصامهم السياسيين». وهل هذا الوضع سيؤدّي بنا إلى رؤية عون، مثلاً، في المختارة أم في كليمنصو؟ أجابت المصادر:» لِمَ لا ؟».

التمديد النيابي

في غضون ذلك، طلبَ رئيس مجلس النواب نبيه برّي من وزارة الداخلية الإعداد للانتخابات النيابية، وجدّد رفضَه التمديد للمجلس النيابي.

وكان وزير الداخلية وقّعَ أمس مرسومَ دعوة الهيئات الناخبة للمقيمين وغير المقيمين وفقَ قانون الانتخابات الساري المفعول، أي قانون الستّين، وتمّ إرساله إلى مجلس الوزراء لكي يوقّع عليه الوزراء بناءً للآلية المتّفَق عليها بالتوقيع على المراسيم

 

الجيش يتقدم في عرسال وعناصر "النصرة" ينسحبون تدريجيا

مسعى علمائي لاطلاق دفعة جديدة من العسكريين اللبنانييـن

قافلة اغاثية تعود أدراجها بعد اعتراضها فــي اللبـــوة

المركزية- تحت وطأة الضربات القاسية التي يوجّهها الجيش اللبناني الى المسلحين في عرسال، وحزمه في خنق الارهاب ومنع توسّعه، بدأ هؤلاء ينسحبون رويدا من الأراضي اللبنانية ويتراجعون منهكين الى الجرود السورية... في موازاة ذلك، تواصل "هيئة العلماء المسلمين" وساطتها مع المسلحين لتحرير العسكريين اللبنانيين الذين خطفوا قبل اندلاع المعارك وخلالها.

بعد 5 أيام على انطلاق عملية "السيف المسلط" ساد الهدوء الحذر داخل بلدة عرسال، حيث تحدثت المعلومات عن انسحاب مجموعتين تضمان عددا كبيرا من المسلحين معظمهم من "جبهة النصرة" من المدينة وجرودها، في اتجاه القلمون السورية، فيما يرفض حتى الساعة عناصر "داعش" المغادرة ويصرون على مواصلة القتال.

وفي وقت أكد أهالي عرسال أنهم لم يلحظوا صباح اليوم اي وجود مسلّح في بلدتهم، أكد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري أن جزءا كبيرا من المسلحين انسحب من عرسال، لافتا الى أن جزءا بسيطا لا يزال يتواجد على الاطراف. وناشد الحجيري الدولة والجيش وقف القصف، معتبرا ان الخاسر الاكبر هو الجيش والمدنيون.

وفي المعلومات، فان الجزء المتبقي من المسلحين يرفض الانسحاب مشترطا عدم دخول الجيش الى عرسال.

الجرود: في مقابل الهدوء النسبي في قلب المدينة، دارت اشتباكات في جرود عرسال في وادي عطا ووادي الرعيان ووادي السويد بشكل خاص، حيث رد الجيش على مصادر اطلاق النار، كما سيطر على تلة رأس السرج الاستراتيجية . وذكرت معلومات ان العناصر الارهابية أعادت انتشارها عند أطراف عرسال وحاولت الاعتداء على مواقع الجيش في محوري مرج حسان ووادي الأرانب، حيث دارت اشتباكات. واذ أفيد ان الجيش صدّ قبل الظهر هجوما للمسلحين على مراكزه في منطقة عين الشعب غرب بلدة عرسال، موقعا في صفوفهم عددا من القتلى، نفت مصادر امنية تعرض مواقع الجيش في عين الشعب لأي هجوم. وأشارت معلومات الى ان الجيش بات يحكم الطوق تقريباً على المسلحين الإرهابيين من ناحية الجنوب والغرب. وأفيد ان عشرات الأسرى من داعش باتوا في قبضة الجيش اللبناني في عرسال.

وبعد الظهر، شن الطيران السوري غارات استهدفت مناطق في جرود عرسال وأشارت معلومات الى انها استهدفت تجمعات لمسلحين سوريين.

الى ذلك، استهدفت سيارة مدنية بقذيفة داخل عرسال ما أدى الى وقوع اصابات، كما سقطت قذيفة قرب منزل مدير "مخيم الوفاء" حسن الحجيري في عرسال، فأصيب وعائلته بجراح طفيفة.

الوساطة العلمائية: تزامنا، وصل وفد من "هيئة العلماء المسلمين" على رأسه الشيخ سميح عزالدين (وهو من عرسال) الى المدينة، عند الثانية من بعد الظهر. ويضم الوفد الى عزالدين، الشيخ حسام الغالي و4 سيارات اسعاف تابعة للجمعية الطبية الاسلامية. ويستكمل هذا الوفد بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية، جولة المفاوضات مع المسلحين، في اجتماع يعقد في مستشفى عرسال الميداني، من أجل وقف اطلاق النار وانسحابهم من الاراضي اللبنانية.

وأشارت المعلومات الى أن الوفد سيعمل لاطلاق سراح دفعة جديدة من العسكريين قد يكون عددهم ستة، علما بان الجيش لم يتسلم اي عنصر من الـ22 المخطوفين. من جهتها، أكدت مصادر في الهيئة ان المفاوضات لن تكون سهلة لانها ستدور مع "داعش" هذه المرة بعد انسحاب معظم مسلحي "النصرة". وعلى ضوء ما سينتج عنها، سيتحدد مسار التطورات في عرسال.

بدورها، أشارت مصادر أمنية الى ان الجيش ملتزم بالهدنة وهو بانتظار ما ستسفر عنه مساعي هيئة العلماء لإطلاق المحتجزين وانسحاب المسلحين.

اعتراض قافلة مساعدات: وكان من المقرر ان ترافق وفد العلماء، قافلة اغاثية، تنقل مساعدات غذائية وطبية الى اهالي عرسال الذين يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية، وسط اصابات في صفوف المدنيين ومنهم الاطفال. الا أنها عادت أدراجها بعد ان اعترضتها مجموعة من المواطنين لدى وصولها الى اللبوة، في طريقها الى عرسال، وأشار أهالي اللبوة الى ان هذه المساعدات ستصل الى عناصر "داعش" و"النصرة" لان معظم أهالي عرسال والواقفين الى جانب الجيش أصبحوا ضيوفا في بيوتنا، "ولهذا السبب منعنا مرورها".

أبو فاعور: الى ذلك، شكّل وزير الصحة وائل أبو فاعور خليّة عملٍ مُهمّتها متابعة شؤون الجرحى المُصابين في حوادث عرسال، مؤلَّفة من طبيب القضاء والأطباء المراقبين في وزارة الصحة في المنطقة، وطلب من مركز اللبوة الصحي التابع للوزارة استقبال الجرحى لتقديم الإسعافات الأولية الطارئة والضرورية لهم قبل إحالتهم إلى المستشفيات وفق درجة إصاباتهم. وبتوجيه من أبو فاعور باشرت فرق وزارة الصحة الخطوات اللازمة لإقامة مستشفى ميداني في المنطقة بالتعاون مع الجيش اللبناني والصليب الأحمر.

قطع طريق: وفيما تجمّع عدد كبير من النازحين من عرسال في منطقة راس التنية في جرد رأس بعلبك مناشدين السماح لهم بالعبور نحو منطقة آمنة، قام عدد من أهالي عرسال بقطع الطريق أمام مسجد محمد الامين في بيروت لبعض الوقت، مطالبين بالتعويض عليهم وتأمين مساكن لعائلاتهم بعد ان نزحت مرغمة من بيوتها. وناشدوا الرئيس سعد الحريري "التدخل والعمل على مساعدة ابناء عرسال، لاننا نحن من ندفع اثمان ما يحصل في بلدتنا"، مطالبين بوقف اطلاق النار للسماح للجرحى بالخروج من المدينة.

 

أهال من عرسال قطعوا الطريق أمام مسجد الأمين وطالبوا بدخول الجيش

الأربعاء 06 آب 2014 /وطنية -أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام تمام حمدان، ان مجموعة من أهالي عرسال، قطعت الطريق أمام مسجد محمد الأمين في ساحة الشهداء ظهر اليوم، احتجاجا على ما تتعرض له بلدتهم، وقال نسوة من الأهالي انه لم يعد لهم ملجأ سوى افتراش الطرق بعدما دمرت منازلهم. ولم تفلح محاولات القوى الأمنية في إقناع الأهالي بالتجمع في ساحة الشهداء بدل قطع الطريق، واستمرت المفاوضات أكثر من ساعة، عندها وقف الأهالي جانبا ورفعوا الصوت عاليا مطالبين بدخول الجيش الى بلدتهم والعمل على إجلاء الجرحى والمصابين "من جراء القصف الصاروخي الذي يستهدف البلدة من كل الاتجاهات"، بحسب تعبير الأهالي الذين تجمعوا مع أطفالهم ونسائهم وشيوخهم. وقالت امرأة من عرسال تدعى مشيرة، وهي محاطة بثلاثة من أطفالها: "نحن نريد الأمن والأمان، ونريد دخول الجيش الى بلداتنا، ونطالب بفتح الطريق الى عرسال ليتسنى للناس إجلاء الجرحى وتأمين المياه والغذاء والدواء للمرضى من الأهالي الذين يعانون بسبب القصف والحصار". وقالت امرأة أخرى تدعى وفيقة كانت تحمل طفلا وتمسك بثلاثة من أبنائها: "نحن نطالب بوقف المجزرة التي يتعرض لها أبناء عرسال، وأن ينتشر الجيش اللبناني على الحدود لمنع أي مسلح سواء من جبهة النصرة أو من داعش من الدخول، ويكفينا رعبا وقلقا. نريد العيش بأمان".

 

جنبلاط زار عون: تحصين الساحة وتعزيز الاستقـرار بالابتعاد عن الحسابات الفئوية وملء الشغور الرئاسي

المركزية- بحث رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، في دارته في الرابية، مع رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط في عدد من الملفات السياسية، حيث تمّ التأكيد على الدعم المطلق للجيش اللبناني في معركته في عرسال. وغادر الاخير من دون الادلاء بأي تصريح. ولاحقا، اعلنت لجنة الإعلام في "التيار الوطني الحرّ" ومفوضية الإعلام في "الحزب التقدمي الإشتراكي" في بيان مشترك "ان العماد عون استقبل، في دارته في الرابية، النائب جنبلاط وتم التداول في التطورات السياسية الراهنة في لبنان والمنطقة". ولفت البيان الى "ان الإجتماع كان صريحاً وودياً تم خلاله النقاش في عددٍ من الملفات السياسية أبرزها المعركة التي يواجهها لبنان في هذه المرحلة الحساسة ضدّ الإرهاب. حيث كان تأكيد مشترك على أهمية الدعم المطلق للجيش اللبناني، من دون أي شروط أو تفسيرات أو تأويلات من شأنها التشويش على المناخ الداعم للمؤسسة العسكرية". وأضاف "وتخلل الاجتماع كذلك نقاش في سبل تحصين الساحة الداخلية إزاء هذه التحديات المتنامية، وفي آليات تعزيز الإستقرار الداخلي، وهو ما يتحقق من خلال الإبتعاد عن الحسابات الفئوية بين اللبنانيين، ويتعمق عبر تفعيل المؤسسات الدستورية والإسراع في ملء الشغور الرئاسي". وختم البيان "وتم التباحث أيضاً في العلاقة المشتركة بين "التيار الوطني الحرّ" و"الحزب التقدمي الإشتراكي" وضرورة استمرار التواصل المشترك بين الحزبين وتفعيله، بما يؤكد على الإستقرار والتنوع في الجبل ويعزّز مناخات التقارب بين اللبنانيين، خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان".

 

الحراك الجنبلاطي يحط رحاله فـي الرابية: "كيف ننقذ لبنان؟"

استطلاع اجواء عون وبدائله الرئاسية ولا اقتراحات محددة

المركزية- في موازاة الاستنفار العسكري والامني لمواجهة الارهاب المتسلل من سوريا الى عرسال، شهدت الساحة السياسية استنفارا من نوع آخر لاحتواء مفاعيل الهجمة "الداعشية" واستتباعاتها السلبية على الداخل اللبناني، فتكثفت وتيرة الاجتماعات والاتصالات بين المسؤولين والقادة من مختلف الاطراف السياسية وفرض وهج الحاجة المشتركة والملحة لتطويق تداعيات ما يجري نفسه عنصرا ضاغطا على مجمل الحراك السياسي وتجلى بوضوح في حركة الاجتماعات التي كان ابرزها امس في دارة الرئيس ميشال سليمان في اليرزة وضم اليه الرئيسين تمام سلام وفؤاد السنيورة والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، واستتبعت اليوم بزيارة الزعيم الاشتراكي لرئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون في الرابية بعد زيارته للضاحية الجنوبية على ان يستكمل جولته وفق ما تؤكد مصادر مطلعة لـ "المركزية" في اتجاه معراب وسائر القادة الموارنة بعدما كان اجرى اتصالات مع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري تناولت سخونة الاوضاع ووجوب المبادرة الى ارساء حلول للازمات العالقة. وفي السياق، اكدت المصادر التي اطلعت على اجواء زيارة جنبلاط للرابية لـ "المركزية" اليوم ان امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ابلغ جنبلاط خلال اجتماعهما منذ اكثر من اسبوع وقوف الحزب خلف العماد عون في الملف الرئاسي وان اي بحث في هذا السياق يتم مع الرابية ناصحا جنبلاط بالتواصل مع عون. وقد بادر الزعيم الاشتراكي عبر احد موفديه الى طلب موعد من زعيم التيار الوطني الحر تم تحديده سريعا استنادا الى الظروف الامنية المستجدة وضرورة تحصين الساحة عبر التواصل بين القوى السياسية، وكان اللقاء تحت عنوان كيفية انقاذ لبنان من الخطر الداهم، وقالت المصادر لـ "المركزية" ان جنبلاط لم يحمل طرحا او مبادرة محددة لكنه يتحرك منطلقا من القلق على المصير ويدعو لسد الفجوات الحائلة دون ملء الشغور الرئاسي باعتبار رئيس البلاد يشكل الحصانة الاساسية للمؤسسة العسكرية. واجرى والنائب عون مقاربة شاملة للاوضاع، مستكشفاً افق الحلول ومستطلعاً ما لدى عون من بدائل ما دامت حظوظه الرئاسية ضعيفة حتى الساعة، الا ان اي جديد لم يظهر في المواقف فأكد عون ثباته على خياراته مجددا طرح الانتخابات الرئاسية مباشرة من الشعب ومعربا عن اعتقاده ان الاضطهاد الذي يتعرض له المسيحيون في منطقة الشرق الاوسط لا يجوز ان يقابل في لبنان، البلد العربي الوحيد الذي يحكمه رئيس مسيحي، بتهميش دور الرئيس واختيار شخصية لا تتمتع بحيثية شعبية. واكد ان همه ليس الوصول الى بعبدا بقدر اهتمامه بالمحافظة على حقوق المسيحيين.

واذ شددت المصادر على ان الجانبين استعرضا خطورة المرحلة ووجوب تحصينها من دون الدخول في التفاصيل، اشارت الى ان جنبلاط حاول الحصول من عون على اقتراحاته وما في جعبته من معطيات للخروج من دوامة الفراغ واكد ان القوى السياسية مستعدة للسير بأي خيار يتفق عليه المسيحيون اذا ما توافر، لوضع حد لتدهور الاوضاع التي ترفع منسوب امتداد النيران السورية والعراقية الى لبنان في ظل غياب رئيس للبلاد وضرورة توفير الدعم السياسي للاجهزة الامنية والعسكرية لمواجهة الارهاب. ولم تخف المصادر المشار اليها، تطرق الرجلين الى بعض النقاط التي لم يشر اليها البيان المشترك الصادر عن الاشتراكي والتيار الوطني الحر نسبة لحرص الطرفين على ابقائها سرية لضمان ظروف نجاح اي خطوة تتخذ في هذا الاطار.

 

اجتماع مسائي في دارة سليمان ضم الراعي وسلام والسنيورة وجنبلاط

الأربعاء 06 آب 2014 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام، ان اجتماعا عقد مساء أمس في دارة الرئيس ميشال سليمان في اليرزة، حضره الى الرئيس سليمان ،البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، رئيس مجلس الوزراء تمام سلام والرئيس فؤاد السنيورة، ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط. تم البحث في خلال الاجتماع في الهبة الاضافية السعودية للجيش وضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي والانتخابات النيابية، اضافة الى الوضع الامني في بلدة عرسال.

 

اذا حصل في دارة سليمان في الرابية ولماذا كان الاجتماع وعلى ماذا اتفق الحاضرون الذين غاب عنهم بري؟

يقال نت/2014 12:57/وضع الاجتماع الذي انعقد، بعيدا عن الاعلام في دارة الرئيس ميشال سليمان في اليرزة، على مدى ٣ ساعات ونصف الساعة، مساء امس الثلاثاء، خريطة طريق لمحاولة إنقاذ لبنان.

غاب، في اللحظة الاخيرة عن هذا الاجتماع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وحضره عن جميع المسيحيين البطريرك الماروني بشارة الراعي، على اعتباره فوق الصراع السياسي، في حين ان العماد سليمان الذي رعى الاجتماع، يبقى رمزا لشرعية رئاسية وعسكرية، وحضر النائب وليد جنبلاط كركن وسطي مؤثر في المعادلة، والرئيس تمام سلام كرأس للحكومة والرئيس فؤاد السنيورة عن نفسه وعن الرئيس سعد الحريري.

وفق المعلومات جرى البحث في ملف عرسال وكيفية دهم الجيش على كل المستويات وطريفة إدارة معركة تحفظ المدنيين وتحقق أهدافها في آن.البحث قدم تصورا لطريقة سد الشغور في الرئاسة بعيدا عن استقطابات تؤثر سلبا على الوحدة الوطنية ( وهنا يصبح إمكان انتخاب عون غير ممكن مما يسقط للايحاءات التي أنتجتها زيارة جنبلاط للرابية) .وقد تولت كل الأطراف المشاركة مهمات تنفيذية. ورفض العماد سليمان لعب ادوار مباشرة حتى لا يؤثر موقف "حزب الله" منه على النتائج المرجوة.

 

الوطني الحر والتقدمي : لقاء عون وجنبلاط دعا للاسراع في ملء الشغور الرئاسي

الأربعاء 06 آب 2014 /وطنية - صدر عن لجنة الإعلام في "التيار الوطني الحر" ومفوضية الإعلام في "الحزب التقدمي الإشتراكي" البيان المشترك الاتي:

ون في دارته في الرابية رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، وتم التداول في التطورات السياسية الراهنة في لبنان والمنطقة. وكان الإجتماع صريحا ووديا، تم خلاله النقاش في عدد من الملفات السياسية أبرزها المعركة التي يواجهها لبنان في هذه المرحلة الحساسة ضد الإرهاب، حيث كان تأكيد مشترك على أهمية الدعم المطلق للجيش اللبناني، من دون أي شروط أو تفسيرات أو تأويلات من شأنها التشويش على المناخ الداعم للمؤسسة العسكرية.وتخلل الاجتماع كذلك نقاش في سبل تحصين الساحة الداخلية إزاء هذه التحديات المتنامية، وفي آليات تعزيز الإستقرار الداخلي، وهو ما يتحقق من خلال الإبتعاد عن الحسابات الفئوية بين اللبنانيين، ويتعمق عبر تفعيل المؤسسات الدستورية والإسراع في ملء الشغور الرئاسي. وتم التباحث أيضا في العلاقة المشتركة بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الإشتراكي وضرورة إستمرار التواصل المشترك بين الحزبين وتفعيله، بما يؤكد على الإستقرار والتنوع في الجبل، ويعزز مناخات التقارب بين اللبنانيين، وخصوصا في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان.

 

مشاورات جنبلاط لا تكتمل من دون المرور بالرابية/جريصاتي: اللقاء إيجابي وصريح عبّر عن الهواجس/"الرئاسة" لم تكن الطبـق الرئيسـي ولا الثانــوي

المركزية- شكلّت زيارة النائب وليد جنبلاط الى الرابية منعطفا في المشهد السياسي اللبناني بعد المواقف الاخيرة التي أطلقها "البيك" من مدينة الشويفات، وأتى العدوان الارهابي على الجيش اللبناني في عرسال ليسرّع من وتيرة حركة الاتصالات التي ينفذّها الزعيم الدرزي مع اكثر من جهة داخلية. فما هي وقائع هذا اللقاء؟ الوزير السابق سليم جريصاتي أوضح لـ"المركزية" "ان زيارة النائب جنبلاط الى العماد عون تندرج في سياق الكلام الاخير الذي أطلقه وليد بك في جولته في منطقة الشويفات وعاليه. وهو خطاب نوعي يحمل في طياته تحوّلا كبيرا في الموقف المتفهم للهواجس التي يعيشها كل مكوّن لبناني جراء "الهجمة الداعشية" الممنهجة والمخطّط لها ضدّ الجيش اللبناني وضدّ منطقة لبنانية آمنة (عرسال)، وهو يعتبر ان هذه المعركة تتجاوز الميدان ولها ارتدادات تنذر بعواقب على الوضع العام اللبناني وعلى استقرار الداخل". وتابع "جنبلاط كان قد أعلن ان سيكون له تواصل مع القادة المسيحيين في شأن الاستحقاق الرئاسي، ومن الطبيعي جدا ان يبدأ هذا الانفتاح والتواصل مع الزعيم الاقوى مسيحيا في سبيل درء الاخطار عن لبنان، خصوصا ان العماد عون يمثل الوجدان المسيحي في لبنان وحجر الزاوية في المنظومة الرئاسية والضمانة الوطنية لما يسمى العيش المشترك وتتجه إليه الانظار والى خياراته والى حليفه الابرز والى علاقاته وتمثيل حجمه في مكونه". وردا على سؤال، لفت الى "ان جنبلاط ذهب الى الرابية مستطلعا كما ذهب منذ أسبوع ونيف الى السيد نصرالله للتعبير عن هواجسه وكي يكتشف ان هذه الهواجس مشتركة، وبالتالي، كان من الطبيعي ان يتواصل مع الزعيم المسيحي الابرز من دون اي منازع على الساحة اللبنانية للوقوف على رأيه من هذه التطورات وعلى رؤيته الاستراتيجية بفعل خبراته الكثيفة في الاستكشاف والاستقراء وفي معالجة المسائل الميدانية عند الضرورة"، مشيرا الى "ان الاجتماع كان إيجابيا وجيدا، وكان استطلاعيا واستكشافيا تمّ خلاله التعبير عن الهواجس واستشراف المراحل القادمة من قبل الرجلين. وتمّ التطرق الى هذه المواضيع بكثير من الانفتاح والصراحة لان الوضع لا يحتمل المناورة السياسية ولا إرسال أية إشارات. وهذا الاجتماع في الشكل والمضمون يعني ان جنبلاط يعيش هواجس حقيقية يعمل على استشرافها وكلامه كبير ووطني وأوراقه مفتوحة، وهو يحتاج الى إجابات والى نوع من التطمينات على متانة الوضع الداخلي وعصيه عن الاختراق. من هنا، كان موقفه الاخير بعد اجتماعه بنصرالله ومناشدته الرئيس سعد الحريري بموقف صريح وحاسم في شأن الجيش ودعمه من دون اي شروط أو اي خلفية ووضع النزاع جانبا عندما يتعلق الامر بمعركة الجيش مع الارهاب، وانتقاد أصوات النشاز في صفوف "تيار المستقبل" وطلب رفع الغطاء السياسي عنها. لذلك فإن حلقة مشاورات جنبلاط لا تكتمل من دون المرور بالرابية". وأكد جريصاتي "ان الاستحقاق الرئاسي لم يكن الطبق الرئيسي ولا الثانوي في هذا الاجتماع، ولكن هل يُعقل ان يكون العماد عون قد استقبل جنبلاط في الرابية من دون ان يكون في خلفية الاخير استشراف مصير الاستحقاق الرئاسي؟ لكن من المؤكد ان الانتخابات الرئاسية لم تشكّل هدف الزيارة رغم الاتفاق على ضرورة ملء الشغور الرئاسي"، موضحا "ان الزعيمين لم يدخلا في التفاصيل التقنية أو السياسية للاستحقاق الرئاسي أو الاتفاق على مراحل معينة في شأنه". وأضاف "لكن بالطبع عند الحديث عن تحصين الساحة الداخلية تطرقا الى الانتخابات الرئاسية بالاضافة الى كيفية دعم الجيش وتوحيد الخطاب حول المؤسسة العسكرية، ولا أستغرب ان يكونا مرّا في مرحلة تقويم ملف النازحين السوريين والاهتمام بتجمعاتهم اهتماما أمنيا مميزا، خصوصا بعد ان سبقت حركة جنبلاط مرحلة نقد ذاتي". وقال "نحن من المؤمنين ومن الذين يعتقدون ان جبل لبنان شئنا أم أبينا سيبقى صمام الأمان في العيش المشترك والتكاتف في الاوقات المصيرية، وهذا الامر يتجسد في الأزمنة الصعبة. ومن غير الطبيعي ألا يلتقي الرجلان بعد مواقف ولقاءات جنبلاط الاخيرة، وإلا سيكون تحوّله وتحركه مبتورا ومشكوكا في قوته وتماسكه"، مشيرا الى "ان العماد عون عندما يستقبل زعماء سياسيين يعبّر في بيان مشترك حول الحديث الذي دار بعبارات فيها الكثير من الدلالات ويحترم خصوصيات اللقاء والمعطيات الخاصة التي تكون ملكا للمتحاورين من منطلق مجالس الأمانات في القضايا الحساسة". وعن وفد أرسله جنبلاط الى الرابية الاحد مساء للاتفاق على عقد هذا اللقاء، أجاب جريصاتي "لا أملك معلومات لوجستية، لكن كنت متيقنا ان هذا اللقاء سيحدث بعد اعلان جنبلاط عن تواصله مع القادة المسيحيين".

 

سلام بحث مع زوار السراي في التطورات والتقى وفد "اللبنانية" وزير المال: قضية عرسال من أولويات الحكومة

الأربعاء 06 آب 2014/وطنية - إستقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، قبل ظهر اليوم، في السراي الحكومي وزير المال علي حسن خليل وبحث معه في الاوضاع العامة في البلد، لاسيما قضية عرسال التي أكد خليل أنها "من أولويات إهتمام الرئيس سلام والحكومة".

سفير ارمينيا

ثم استقبل الرئيس سلام سفير أرمينيا اشوت كوتشاريان الذي أعلن بعد اللقاء أنه " الى الرئيس سلام دعوة رسمية من قبل رئيس حكومة أرمينيا هوفيك ابراهاميان لزيارة ارمينيا في الخريف المقبل".

وقال"تحدثنا عن أهمية تمتين العلاقات بين البلدين خصوصا في الإطار التجاري والإقتصادي، وشددنا على أهمية زيادة عدد رحلات الطيران بين بلدينا، علما أن هناك حاليا ثلاث رحلات أسبوعية يسيرها طيران الشرق الأوسط". أضاف:"نحن شركاء تقليديون يمكن الإعتماد علينا، فلبنان وأرمينيا بلدان صغيران ونحن نواصل تعاوننا من خلال المنظمات الدولية ونتشاطر قيما عالمية. من هنا شددنا على أهمية دعوة اللجنة العليا المشتركة بين بلدينا والتي نأمل إنعقادها في المستقبل القريب على مستوى رئيسي حكومتي البلدين". وتابع:"تطرقنا الى التطورات الداخلية في لبنان وتحدثنا عن الدور الإيجابي للمجتمع الأرميني في لبنان وفي تطويره".

السيد حسين

ثم التقى الرئيس سلام رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين على رأس وفد من عمداء الجامعة المعينين حديثا. وقال السيد حسين بعد اللقاء:"أن الزيارة هي لشكر الرئيس سلام على الإنجازات التاريخية التي حققتها الحكومة اللبنانية بمرسوم تعيين عمداء الجامعة اللبنانية والقرارالذي يجيز للجامعة بالتعاقد بالتفرغ مع مجموعة من أساتذتها المتعاقدين". وأضاف: "لقد تحدث الرئيس سلام عن أهمية الجامعة اللبنانية في التعليم العالي كمؤسسة كبرى وطنية منتشرة في كل لبنان وطلب منا أن ننطلق علميا وثقافيا ووطنيا بمعزل عن التدخلات السياسية والضغوط الخارجية. وهذا ما نؤكد عليه نحن في الجامعة لناحية إستقلالية الجامعة اللبنانية كمؤسسة عامة تتمتع بالإستقلال المالي والإداري والأكاديمي". وأوضح السيد حسين ان عقد مجلس الجامعة سيكتمل في النصف الأول من أيلول مع إنتخاب ممثل للأساتذة في كل كلية من الكليات ال 16 ،على أن يعلن عن الإجتماع الأول للمجلس في الإدارة المركزية للجامعة". أما بالنسبة الى ملف التفرغ، فأشار إلى أن الأسماء ستسلم إلى رئاسة الجامعة ومنها إلى عمداء الكليات بحيث يتسلم كل عميد الأسماء الخاصة بكليته،على أن ترتب الإدارة المركزية بالتعاون مع إدارات الكليات والفروع العقود وفق الأصول القانونية.  وأكد "أن كل المرشحين للتفرغ سيخضعون للشروط القانونية للتفرغ، ولايمكن لأي عقد متفرغ أن يبرم أو يصبح نافذا إلا بعد إستيفاء الشروط الأكاديمية، فهكذا كانت الجامعة وهكذا ستبقى".

الراعي

والتقى الرئيس سلام رئيس مجلس النواب اليمني يحيى علي الراعي يرافقه النائب علي بزي والسفير اليمني في بيروت. وتم البحث في العلاقات الثنائية وسبل تدعيمها.

وأكد المسؤول اليمني تضامن بلاده مع لبنان في الظروف الحالية.

مرتضى وقرعة

كما استقبل الرئيس سلام سفير لبنان في بلجيكا والإتحاد الأوروبي رامي مرتضى، والمدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة.

 

اشتباكات ليلا بين الجبهة الشعبية القيادة العامة ومجموعة مسسلحة في سهل كفرزبد

الأربعاء 06 آب 2014 /وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في زحلة ماريان الحاج عن اندلاع اشتباكات عند الساعة الاولى والنصف من فجر اليوم بين موقع تلة البيضة في البقاع الاوسط التابع للجبهة الشعبية القيادة العامة والمنطقة المحاذية له في سهل كفرزبد استعملت الاسلحة الخفيفة والمتوسطة وتطورت الى الرصاص المضاد والقذائف الصاروخية وحتى الساعة لم تعرف الجهة التي اشتبكت مع الموقع حيث استمرت الاشتباكات لغاية الساعة الرابعة والنصف. وشوهدت قوى كبيرة من الجيش تنتشر في منطقة الاشتباك، كما سير الجيش دوريات على طريق عام الفاعور كفرزبد اضافة الى الطرقات الفرعية في السهيلة".

 

غياض: لتوخي الدقة في نقل اخبار بكركي والكف عن تشويه الحقائق

الأربعاء 06 آب 2014 /وطنية - استهجن المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض "ما ورد في بعض وسائل الإعلام اليوم، عن صمت غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي تجاه ما يجري من أحداث في عرسال وتشكيك بدعم الجيش اللبناني في مواجهته الإرهابيين، داعيا وسائل الإعلام الى العودة الى كلام غبطته في عظة قداس الأحد المنصرم في 3 آب والى كلامه الصادر يوم امس الثلاثاء من بكركي والذي أكد فيه تأييده الكامل والمطلق للجيش، داعيا الجميع الى الإلتفاف حوله ودعمه بكافة الوسائل". وتمنى على "وسائل الإعلام توخي الدقة في نقل أخبار الصرح البطريركي والكف عن محاولات تشويه الحقائق والتجني والتحامل على موقف وموقع البطريركية الواضح في هذا المجال".

 

بري طلب الإعداد للانتخابات النيابية: الاستثمار في الأمن أولوية

الأربعاء 06 آب 2014 /وطنية - جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري تأكيد تقديم كل الدعم للجيش، داعيا الى "الالتفاف حوله في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة"، مشددا على أن "الاستثمار في الامن هو من أولويات المرحلة". كذلك أكد في "لقاء الاربعاء النيابي" اليوم الوحدة الوطنية، وقال انها "الكلمة الذهبية في هذه الظروف التي تمر بها البلاد". وكرر رفض التمديد للمجلس النيابي، مشيرا الى انه طلب من وزارة الداخلية الاعداد للانتخابات النيابية. وقد استقبل النواب: علي عمار، عباس هاشم، نبيل نقولا، فادي الاعور، علي خريس، حسن فضل الله، قاسم هاشم، نوار الساحلي، اسطفان الدويهي، علي المقداد، ناجي غاريوس، بلال فرحات، ووليد خوري.

رئيس مجلس النواب اليمني

وبعد الظهر، استقبل بري رئيس مجلس النواب اليمني يحيى علي الراعي، في حضور النائب علي بزي، وتناول الحديث التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية والتعاون البرلماني بين البلدين. واستبقاه بري والوفد المرافق الى مائدة الغداء. وصرح رئيس مجلس النواب اليمني بعد اللقاء: "أنا فخور جدا بزيارة لبنان، هذا البلد الثاني، وقد حملنا رسالة من الاخ رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي الى رئيسي مجلسي النواب والوزراء اللبنانيين لنقل تحيات الرئيس والشعب اليمني الى اخواننا في لبنان. إن مشاكل لبنان ليست جديدة علينا، وإننا في المناسبة نقدم تعازينا ايضا لما حدث في التفجيرات الاخيرة وما حدث ايضا من قتل ابنائنا الضباط والجنود اللبنانيين على الحدود السورية (عرسال). إن مشاكل لبنان هي مشاكل اليمن، ونتمنى له الاستقرار مثلما نتمنى لبلدنا، وإن أي مشاكل في وطن عربي تعتبر مشاكل الامة العربية جمعاء". أضاف: "نحن فخورون بلبنان وبرجاله سواء في الداخل او في الخارج، ونعتبر اللبنانيين سفراء الدول العربية، فإن ذهبت الى افريقيا وجدت لبنانيين، وان ذهبت الى اي بلد في العالم وجدت منهم سفراء للدول العربية كلها. لبنان تآمر عليه الكثيرون، سواء عرب او اجانب، فإذا لم يتحد اللبنانيون ويتفقوا على من يحكم لبنان، لن يأتي واحد من خارجه يرحم هذا البلد. على اللبنانيين ان يتوحدوا وان يختاروا شخصية تحكم لبنان بدل الانانية".

برقية

ومن جهة أخرى، أبرق بري الى رئيس البرلمان الصيني زهانغ دجيانغ معزيا بضحايا الزلزال الذي ضرب إحدى مناطق الصين.

 

سليمان: نثمن الهبة الإضافية لتلبية الحاجات السريعة للجيش

الأربعاء 06 آب 2014 /وطنية - ثمن الرئيس العماد ميشال سليمان الدعم الاقليمي والدولي للمؤسسة العسكرية، "والذي سارعت المملكة العربية السعودية إلى ترجمته عمليا عبر الهبة الإضافية البالغة قيمتها مليار دولار لتسليح الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية". وشدد خلال استقباله الوزراء رمزي جريج ومحمد المشنوق ورشيد درباس وعبد المطلب الحناوي، والنائب ايلي ماروني ونقيب المحامين جورج جريج، على "أهمية الاحتضان الشعبي للجيش، والذي عززه الغطاء الحكومي والمواقف الصادرة عن كل القيادات".

وأبدى ارتياحه الى الدعم الاضافي بمبلغ مليار دولار "والذي أعلن عنه دولة الرئيس سعد الحريري، وقد جاء تنفيذا لوعد العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز له خلال المكالمة الهاتفية مساء الاثنين، لتلبية الحاجات السريعة للجيش والتي لا تحتمل انتظار تنفيذ العقود مع الدولة الفرنسية البالغة قيمتها 3 مليارات دولار".

ورحب سليمان "بالتضامن الاعلامي الذي يمنع أي تحريض على مؤسسة الجيش اللبناني فيما تخوض معركتها الشرسة في مواجهة الارهاب وملاحقة العصابات".

جريج

وأكد وزير الاعلام رمزي جريج ان زيارته لسليمان تندرج ضمن المساعي "التي نقوم بها مع المرجعيات الوطنية من أجل مناقشة شؤون البلاد"، لافتا الى أن سليمان "مرجعية وطنية لما لمواقفه السيادية من تأثير على الرأي العام الذي يقدر هذه المواقف التي تصب في مصلحة لبنان السيد الحر".

وأوضح جريج الذي رافقه في الزيارة نقيب المحامين جورج جريج، أنه "تم البحث في أوضاع البلد المستجدة، ولا سيما قضية عرسال وضرورة دعم الجيش في صموده ودفاعه عن الوطن، كما ناقشنا ضرورة انتخاب رئيس جمهورية في أقرب وقت، واذا كان هذا الأمر ضروريا في الاحوال العادية، فكم بالحري الآن بعد تلك الاعتداءات التي تتناول لبنان في عرسال؟".

ولفت الى انه بصفته نقيبا سابقا للمحامين، "ومع النقيب الحالي، ناقشنا دور النقابة الرائد والوطني الذي يتقاطع كثيرا مع دور رئاسة الجمهورية، باعتبار أن رئيس الجمهورية هو رأس البلاد وحامي الدستور، وكذلك النقابة لها دور منذ تأسيسها، سنة قبل تأسيس لبنان الكبير، إذ كان لها الدور الفاعل في الدفاع عن المسلمات الوطنية كالاستقلال والوحدة الوطنية والسيادة والقرار الحر".

وتحدث النقيب جريج لافتا الى المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس في دار نقابة المحامين في بيروت، وتناول فيه الوضع الراهن الدقيق والصعب ولا سيما في عرسال والدعم المطلق للجيش، وما تمر به المنطقة من غزة الى الموصل، اضافة الى موضوع الانتخابات الرئاسية، "واعتبرنا انه اذا كان هناك من خطأ قبل أحداث عرسال في انتخاب رئيس للجمهورية، فإن هذا الشغور اليوم يؤدي الى خطيئة كبرى، بل جريمة في حال استمر هذا الشغور، وأخذنا على عاتقنا كنقابة محامين زيارة المرجعيات الوطنية وفي مقدمها الرئيس سليمان، وقررنا تقديم مذكرة وشكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية ومذكرة الى جامعة الدول العربية والامم المتحدة بخصوص ما يحصل في لبنان وغزة والموصل".

المشنوق

وأكد المشنوق بعد اللقاء أن "الرئيس سليمان يبقى مرجعية وطنية بما يمثل من فهم للدولة وسيادة الدولة. وتحدثنا في مواضيع متنوعة ابرزها موضوع عرسال، وكان تشديد على أن لا مساومة على دور الجيش ولا على السيادة اللبنانية ولا على حساب أهالي عرسال".

وأضاف: "في موضوع الانتخابات الرئاسية، لا بد من خطوات جدية في اتجاه إجراء هذه الانتخابات وقيام الكتل بتحقيق التوافق حول اسم ينال الاكثرية المطلوبة ويعمل فخامة الرئيس بما يملك من تواصل مع جميع هذه القوى في هذا الاتجاه".

وتابع: "كان لا بد من الحديث عن البيئة، وخصوصا أن فخامته يتعاطى الشؤون البيئية بحرص كبير، وآمل أن نقدم بعض النتائج من الدراسات التي نقوم بها حول الأثر البيئي لاستراتيجيات المياه والسدود وموضوع المقالع والكسارات وكيفية وضع المخطط الجديد في هذا الشأن".

الحناوي

وأكد الحناوي أن "زيارة الرئيس سليمان تأتي في سياق الزيارات الدورية له لأنه مرجعية وطنية نأخذ النصائح منه. وتناولنا موضوع الاعتداء على الجيش في عرسال، هذا ارهاب، وهو بالتالي مسؤولية دولية لا تتعلق بلبنان فقط بل على كل الدول ان تدعم الجيش اللبناني، وفي هذا الاطار جاء اتصال العاهل السعودي بالرئيس سليمان، وتم التطرق الى موضوع الارهاب ودعم الجيش اللبناني، وبسرعة لبى العاهل السعودي الطلب وكان هناك دعم إضافي للجيش بمليار دولار وللاجهزة الامنية الأخرى على رغم وجود هبة استثنائية سابقة بقيمة 3 مليارات دولار، وتم الحديث في هذا الاطار عن تسريع هذه الهبة".

وذكر الحناوي بالهبة النقدية السعودية خلال معركة نهر البارد، وكانت قيمتها نحو مئة مليون دولار في حينها، "كل هذا الدعم أتى نتيجة طلب الرئيس سليمان دعم الجيش اللبناني انطلاقا من المسؤولية الدولية".

درباس

وأشار درباس الى انه تمت مناقشة المستجدات التي تحدث على الساحة اللبنانية وفي المحيط، لافتا الى "الجهد الذي بذله الرئيس سليمان بعد اتصاله بخادم الحرمين الشريفين، وقد حصلت القوى الأمنية في لبنان على مليار دولار منحة إضافية لدعم الجيش اللبناني والقوى المسلحة، وبحثنا في هذه الهجمة التكفيرية التي تتنقل من منطقة الى أخرى دون أن تجد لها أرضا خصبة، فلا يوجد في المجتمع اللبناني من يقبل هذه الحالة الشاذة اذ ان النظام الديمقراطي للدولة اللبنانية هو بحد ذاته مناعة ضد هذه الحركات المتطرفة، ان الارض الخصبة لمثل هذه الحركات هي الانظمة الاستبدادية وبالتالي لقد تمكن الشعب اللبناني ان يجتاز هذه المرحلة الخطرة بتراص قواه السياسية وان يعبر عن ذلك بالبيان الهام الذي صدر عن مجلس الوزراء حيث عبر عن كل مواطن لبناني لانه لا هوادة ولا هدنة مع كل الافكار المتطرفة ومع كل ما يمس امن الشعب اللبناني".

ماروني

وقال ماروني إن سليمان "يبقى بالنسبة الينا ضمير الوطن، وزيارته تكون للاستنارة بآرائه الحكيمة والتشاور في الوضع الدقيق في البلد، وتحدثنا عن الوضع في عرسال، وكان تأكيد لأهمية دعم الجيش اللبناني والتفاف كل الشعب اللبناني حوله في مسيرة تحريره من تسلل الارهابيين الى ارضنا وكرامتنا والاعتداء على جيشنا". وأضاف: "شكرت فخامته على جهوده التي بذلها من أجل تسريع الهبات السعودية ودعمها للجيش اللبناني، وتحدثنا في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية، وكان اتفاق على أهمية ان نستغل ما حصل أمنيا من أخطار حول لبنان لتسريع انتخاب رئيس جمهورية، وفخامته ينظر بإيجابية الى هذا الموضوع، والمطلوب أن يتحرك ضمير المسؤولين لانتخاب رئيس قادر على حماية لبنان واللبنانيين". وتابع: "تحدثنا عن الانتخابات النيابية وضرورة إجرائها بعد انتخاب رئيس للجمهورية، وفق قانون يؤمن حسن التمثيل للمسيحيين واللبنانيين، لأن الوضع الخطير في لبنان يستدعي من اليوم أن نكون في حالة طوارئ يومية من أجل الانقاذ والتغيير".

 

الحريري أعلن من جدة عن مساعدة سعودية للقوى الامنية بمليار دولار: وحدتنا هي السلاح الأمضى بيد الشرعية للانتصار على الإرهاب

الأربعاء 06 آب 2014/وطنية - عقد الرئيس سعد الحريري، الثالثة والنصف بعد ظهر اليوم، مؤتمرا صحافيا في مقر إقامته بجدة، تحدث فيه عن المساعدة التي أمر بتوجيهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمبلغ مليار دولار لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وسائر القوى الأمنية الشرعية، "لرفد الدولة اللبنانية بالإمكانات التي تتيح لها دحر الإرهاب ورده على أعقابه".

استهل الحريري مؤتمره بكلمة رحب فيها بالصحافيين وممثلي وسائل الإعلام، وقال: "شكرا لحضوركم إلى دارة الوفاء للمملكة العربية السعودية وحصن الدفاع عن الاعتدال ورسالة لبنان. شكرا لحضوركم إلى دارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والسلام على أرواح الشهداء الأبرار، الذين يفتدون بدمائهم سيادة لبنان ووحدته والعيش المشترك بين أبنائه".

أضاف: "عندما يكون الوطن في خطر، فإن المسؤولية الوطنية تفرض علينا إعلان النفير العام، واستنفار كل الجهود والإمكانات لمواجهته ورده إلى نحور أصحابه والقائمين به. ولبنان اليوم يعيش هذا الخطر، ويواجه هجمة إرهابية غير مسبوقة، عملت على خطف بلدة عرسال وأسر أهلها ومهاجمة المراكز العسكرية والأمنية المتواجدة فيها. هذا الأمر ليس حدثا أمنيا عابرا، على صورة الحوادث التي تتنقل بين المناطق. هذا الأمر هو لعنة نزلت على لبنان، ومن المستحيل على الكبار والشرفاء والأحرار في أمتنا أن يقفوا منها موقف المتفرج، وألا يقرنوا أقوالهم بالفعل، فيبادروا إلى نصرة لبنان وجيشه ومؤسساته الأمنية الشرعية، ويتخذوا القرار السليم في الوقت المناسب، ولا يتركوا البلد الذي أحبوه ودافعوا عن صيغته ووجوده نهبا للرياح الإرهابية الصفراء التي تهب على المنطقة".

وتابع: "ها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أعزه الله سبحانه وتعالى ورعاه، يعلن الوقوف مع لبنان في مكافحة الإرهاب وفلوله المسلحة، ويضع خطابه التاريخي الذي وجهه قبل أيام موضع التنفيذ، تأكيدا للصرخة التي أطلقها، منبها ومحذرا من تنامي الإرهاب وقصور المجتمع الدولي عن مكافحته، ودعوته القادة والعلماء إلى الوقوف في وجه الإرهابيين الذين شوهوا صورة الإسلام ونقائه وصفائه وإنسانيته، وألصقوا به كل الصفات السيئة بأفعالهم وطغيانهم، ويحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف والكراهية والإرهاب".

وقال: "الإرهاب سرطان يهدد وجود لبنان، بل هو يهدد المنطقة كلها بانتشار الفوضى والفتن، واستئصاله مسؤولية الدولة ومؤسساتها، التي لم تبخل في تقديم الأرواح والتضحيات، فداء لكرامة اللبنانيين وسلامتهم. ومن هذا المنطلق، وجه خادم الحرمين الشريفين، وحرصا من مقامه الكريم على حماية لبنان ودعم مؤسساته، والتضامن مع شعبه في مواجهة المخاطر الداهمة، وجه بتقديم دعم فوري للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وسائر القوى الأمنية الشرعية، قوامه مليار دولار يخصص لرفد الدولة اللبنانية بالإمكانات التي تتيح لها دحر الإرهاب ورده على أعقابه. وقد شرفني، حفظه الله، بالإعلان عن هذا الدعم والإشراف على هذا العمل الأخوي النبيل، وهي مسؤولية تحملني على التوجه من خادم الحرمين الشريفين، باسمي واسم اللبنانيين جميعا، بالشكر والتقدير والعرفان، لهذا الدعم السخي، الذي يضيف إلى السجل الحافل للمملكة بدعم لبنان ونصرته في المحن، صفحة جديدة ستبقى أمانة غالية في ذاكرة الأجيال". أضاف: "بناء عليه، سأباشر فورا بإجراء اتصالات برئيس الحكومة والوزارات والإدارات العسكرية والأمنية اللبنانية، والعودة معها إلى البرامج والخطط والمشاريع، التي تلبي بالدرجة الأولى الحاجات الملحة للجيش والأجهزة، وتسهم مباشرة في توفير المستلزمات الممكنة والمطلوبة، لمكافحة ظاهرة الإرهاب. إن الوظيفة المباشرة للمساعدة التي قررها خادم الحرمين الشريفين واضحة ومحددة وهي تعني تخصيصا الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية التي يقع على عاتقها مواجهة الحملة الإرهابية، وملاحقة المسلحين وبؤر التطرف في كل مكان".

وتابع: "إنني أتوجه من هنا، من المملكة العربية السعودية إلى جميع اللبنانيين، مشددا على أن وحدتنا الوطنية هي السياج الذي يحمي بلدنا، ولا يجوز لأي سبب كان، التضحية بها لمصلحة مشاريع خارجية هدفها إستدراج الفتن والحرائق إلى لبنان، أو توريطنا في الحروب القريبة والبعيدة، والتطوع في معارك إنقاذ الأنظمة الطاغية. وحدتنا هي السلاح الأمضى بيد الشرعية والجيش للانتصار على الإرهاب. وسينتصر لبنان على الإرهاب بإذن الله، ولن يسمح لقوى التطرف أن تتخذ من أرضه، ساحة لنشر الشر والفتن، والإساءة لقيم الاعتدال والتسامح والحوار والتلاقي والعيش المشترك".

حوار

بعد ذلك، كان حوار بين الحريري والصحافيين كالاتي:

سئل: هناك خلافات داخل لبنان وتعدد وجهات النظر بين السياسيين، هل يمكن أن يعود لبنان إلى التوافق وتجاوز ما يتعرض له من مخاطر إرهابية؟

أجاب: "لبنان عانى كثيرا خلال الأربعين سنة الماضية من الحرب الأهلية ومن ثم كانت مرحلة اتفاق الطائف وإعادة بناء لبنان، والمنطقة كلها تعاني من الانقسامات الحاصلة في لبنان، ونحن قبل بضعة أعوام لم نكن في الموقع الذي نحن فيه اليوم. اليوم هناك الربيع العربي وهناك محاولات لخطف هذا الربيع العربي ومحاولات لتعزيز قوى إرهابية لتقسيم المنطقة. الموضوع بالتالي لا يعني لبنان وحده، بل عانت منه مصر وتعاني منه ليبيا وسوريا والعراق واليمن، وهذه موجة يجب أن تحارب بشكل مدروس".

أضاف: "الانقسامات اللبنانية سياسية، وهذا بالنسبة لنا في لبنان مهم، ونحن مع أن تكون هناك وحدة بين اللبنانيين، ولكن هناك مشاريع خارجية تضرب الدول العربية، وهي مشاريع معروفة المصدر".

سئل: هناك مشاكل داخلية وسياسية في لبنان ومؤامرات خارجية، ماذا يمكن أن يقدم المجتمع الدولي للبنان في ظل هذه الخلافات؟

أجاب: "لبنان ليس خارج المنطقة، بل هو جزء منها وهو في عين العاصفة. هناك المشاكل والانقسامات الحاصلة في سوريا، وخاصة النظام المجرم الذي يذبح السوريين، بعدما كان يذبح اللبنانيين. وهذه المشاكل التي نشهدها اليوم هي بسبب هذا النظام الذي تخاذل المجتمع الدولي في إسقاطه. ولو أراد المجتمع الدولي بالفعل أن يخلص سوريا من هذا الديكتاتور لكان هذا الأمر بكل سهولة، ولكن هذا التخاذل يجعل لبنان ودول المنطقة تدفع الثمن. لا شك أن المجتمع الدولي وقف معنا في مرحلة من المراحل، ولكن مشكلتنا هي مشكلة المنطقة ككل، وهي التدخل الإيراني في سوريا ولبنان والعراق، وهذا أمر واضح للجميع ونحن نحاول مقاومته، ونرد الإرهاب الذي يدخل إلى لبنان".

سئل: تجرون اليوم مفاوضات لاستعادة العسكريين اللبنانيين المحتجزين لدى الإرهابيين، أين وصلت هذه المفاوضات؟ وهل تخشون أن تعطي هذه المفاوضات الإرهابيين مساحة أكبر للتحرك مستقبلا؟

أجاب: "المهم بداية أن يعود العسكريون إلى الجيش اللبناني وإلى أهاليهم، ومن ثم أن يغادر المسلحون الأراضي اللبنانية. هذا التفاوض لا بد منه لأن هناك عسكريين مفقودون، وهم بيد الإرهابيين. نحن نريد أن ننقذ بلدة عرسال من جهة ونعيد العسكريين إلى ذويهم. من هنا لا بد من هذا التفاوض، علما أن التفاوض تم قبلا على عدد من الصحافيين الذين كانوا بيد داعش وهناك رجال دين مسيحيون وغيرهم من الأشخاص المختطفين من قبل هذه التنظيمات الإرهابية. وعليه فإن المهم اليوم إعادة هؤلاء العسكريين إلى ذويهم".

 

منعـــا لتكــرار سـيناريـــو عرســــال...القوى الامنية تداهم تجمعات النازحين في صيدا والنبطية

المركزية- رفعت القوى الأمنية والعسكرية من وتيرة تدابيرها الاحترازية في مدينة صيدا والجوار. وكان أبرزها اليوم تنفيذ عمليات دهم لعدد من تجمعات النازحين السوريين وأكبرها ومنها مركزا الأوزاعي وحي البراد، حيث جرى تفتيش هذه التجمعات.وأبقى الجيش اللبناني على تدابيره الأمنية المشددة على مداخل المدينة لا سيما في منطقة الأولي. الى ذلك، داهمت مخابرات الجيش في النبطية تجمعات للنازحين السوريين في احياء المدينة، وفتشت عددا من الملاجئ التي يقطنون فيها والطبقات السفلى لتلك التجمعات المحيطة بـ"سنتر ضاهر" وصولا الى محيط السراي في المدينة، ودقق عناصر المخابرات في هويات الرجال من النازحين. وجاءت هذه الخطوة الاحترازية بناء على طلب اهالي النبطية على خلفية ما تشهده بلدة عرسال من اعتداءات من جماعات ارهابية يشارك فيها النازحون السوريون المنضوون في اطار تنظيمات مسلحة تكفيرية. الى ذلك، ارتفعت في المدينة لافتات تشيد بمناقبية الشهيد المقدم في الجيش اللبناني نور الدين الجمل، الذي خدم فترة من حياته العسكرية في مدينة النبطية والجنوب في مواجهة العدو الاسرائيلي، وكان مثال الضابط الملتزم. كما قام وفد من تجمع الاندية والجمعيات في النبطية بزيارة مكتب مخابرات الجيش في النبطية وقدم التعازي لرئيسه العميد الركن محمد شعبان باستشهاد المقدم الجمل لنقل التعازي لقائد الجيش العماد جان قهوجي. في سياق آخر، عثرت عناصر مخابرات الجيش في النبطية على مكان انطلاق الصاروخ من منطقة الجرمق وتبين ان مجهولين اطلقوه من دون استخدام منصة خشبية او حديدية، وتجري الجهات الامنية تحقيقاتها لمعرفة الذين يقفون وراءه.

 

بطاركة الشـرق في الديمـان غدا لبحـث وضـع المسـيحيين/غياض: لقاء الراعي – باسيل عرض للرئاسة والمراجعات الدولية

المركزية- أمام اشتداد العاصفة الهوجاء التي تضرب مسيحيي الشرق عموما والموصل خصوصا تداعى بطاركة الشرق الى اجتماع سيعقد في الحادية عشرة قبل ظهر غد في الديمان في حضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، سيصدر في ختامه بيان وصف بالهام جدا، سيتطرق الى مواضيع انتهاك حقوق الانسان وكرامته التي اصبحت امرا شائعا ومستهانا بها، علما ان الثقافة المسيحية تنبذ ما يحصل، وتستنكر ظاهرة تفشي الحركات الاصولية الغريبة عن واقعنا ومجتمعاتنا، والتي اضحت خطرا يضر بالمسلمين اكثر من المسيحيين، والاسلام براء منها، اضافة الى الوضع عموما في لبنان، حسبما قال مسؤول الاعلام في الصرح البطريركي وليد غياض لـ"المركزية". من جهة اخرى، اشار غياض الى ان اللقاء الذي جمع وزير الخارجية جبران باسيل مع البطريرك الراعي امس عادي، وقد وضع باسيل البطريرك الراعي في اجواء المراجعات الدولية التي قامت بها الوزارة، اضافة الى الاجواء الداخلية والاستحقاق الرئاسي، وقال "ليس مطلوبا من البطريرك الدخول في تفاصيل انتخابات الرئاسة الاولى، فهو وجّه دعوة الى النواب للقيام بواجبهم الدستوري الوطني، وترك التقنيات الى الزعماء السياسيين". ولفت الى ان بكركي تبارك اي حركة تقارب وتفاهم، وتثني عليها وتشجعها وتدعو الجميع الى التواصل. وقال "لا يمكن حصر موضوع الرئاسة وتصويره على انه أزمة مسيحية فقط، فهناك عوامل اخرى، كوجود معرقلين قد لا يكونون مكشوفين ومعلنين، وبالتالي يجب الا تكون الكرة في الملعب المسيحي فقط ، وصحيح ان للموارنة دورا مسؤولا، انما هم شركاء في الوطن مع المسلمين، والجميع يعلم مدى أهمية موقع الرئاسة على الصعيد الخارجي". وعن حركة البطريرك الراعي قال "البطريرك يواصل حركته، والعمل الناجح هو البعيد من الاعلام". وختم "ما يحصل مناسبة للدعوة الى المزيد من الوحدة الوطنية والتقارب والابتعاد عن الخلافات السياسية لتأمين الحماية للجيش والدعم الكامل والوقوف الى جانبه" معلنا ان الاعتداء على الجيش غير مقبول بأي شكل من الاشكال، وما يمس الجيش يمس كل مواطن لبناني مخلص".

 

"القبس": الجيش درس الخيارات لدحر الارهابيين

المركزية- نقلت صحيفة "القبس" الكويتية عن مصدر عسكري قوله "ان الجيش اللبناني درس وبمنتهى الدقة كل الخيارات والاحتمالات من اجل دحر الجماعات الارهابية وارغامها على الجلاء عن الارض اللبنانية. واضاف ان معارك اليومين الاخيرين فاجأت المسلحين الذين كانوا يظنون انهم باستيلائهم على بعض المواقع سيتمكنون من تكريس امر واقع وربما تحريك الاوضاع في مناطق مختلفة، ليشير الى ان العمليات الصاعقة التي نفذها مغاوير الجيش جعلت الجماعات المتطرفة تختلف في ما بينها حول اسلوب التعاطي الميداني. وقال المصدر انه «لن نكشف عن خياراتنا، لكننا لن نبقي المسلحين على سنتيمتر واحد من الارض اللبنانية".

 

كر وفر في عرسال ومبادرة العلمـاء تحرز تقدمـــاً

الحريري: هبة المليار دولار لمواجهـة بؤر التطــرف

لقاء رئاسي بطريركي قيادي في اليرزة وجنبلاط في الرابيه

المركزية- لعبة الكر والفر التفاوضية بين هيئة العلماء المسلمين والمسلحين السوريين واتباعهم، استكملت اليوم بفصل جديد من فصولها بعدما أفضت امس الى الافراج عن ثلاثة عناصر امنية لبنانية، من دون ان ترسو حتى الساعة على اتفاق نهائي، على رغم التزام الجيش بالهدنة في انتظار نتائج مساعي الهيئة الهادفة الى اطلاق جميع المحتجزين وانسحاب المسلحين الى ما بعد الحدود اللبنانية.

مفاوضات الهيئة: وعلى وقع تضارب صارخ في المعلومات حول حظوظ نجاح مبادرة العلماء الذين دخلوا عرسال لاستكمال مهمتهم وارتفاع منسوب التوقعات بان تثمر ايجابا في وقت غير بعيد، فان الوضع الميداني داخل البلدة استعاد هدوءا نسبيا في ضوء انسحاب مجموعتين تضمان عددا كبيرا من المسلحين معظمهم من "جبهة النصرة" من المدينة وجرودها في اتجاه الداخل السوري، في ما استمر مسلحو "داعش" بالقتال لا سيما على الاطراف وفي الجرود في وادي عطا ووادي الرعيان ووادي السويد وسيطر الجيش على تلة رأس السرج الاستراتيجية، وافيد ان عشرات الاسرى من "داعش" باتوا في قبضة الجيش اللبناني. وتوازيا واصل وفد هيئة العلماء بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية جولة مفاوضاته مع المسلحين في اجتماع عقد في مستشفى عرسال الميداني وافادت المعلومات المتوافرة ان الوفد يركز على اطلاق سراح دفعة جديدة من العسكريين، في حين توقعت مصادر في الهيئة ان تكون المفاوضات شاقة لكونها تتم مع تنظيم الدولة الاسلامية بعد انسحاب مسلحي النصرة. واشارت المعلومات الى ان وفد العلماء خرج من عرسال عصرا مع ثلاثة من عناصر الجيش المختطفين على ان يعقد عصرا وفد الهيئة مؤتمرا صحافيا في رأس بعلبك يتناول فيه حصيلة مفاوضاته. الى ذلك منع اهالي اللبوة دخول قافلة مساعدات غدائية وطبية الى البلدة لتقديم المعونة لمن تبقى من سكانها بعد وقوع اصابات في صفوفهم، بذريعة ان هذه المساعدات ستصل الى مسلحي "داعش". وللغاية، شكل وزير الصحة وائل ابو فاعور خلية عمل لمتابعة شؤون الجرحى المصابين من حوادث عرسال وباشرت فرق الوزارة الخطوات اللازمة لاقامة مستشفى ميداني في المنطقة بالتعاون مع الجيش والصليب الاحمر.

دهم المخيمات: وازاء الواقع المتردي في عرسال، رفعت القوى الامنية والعسكرية وتيرة تدابيرها الاحترازية في سائر المناطق حيث التواجد الكثيف للنازحين السوريين بقاعا وجنوبا ونفذت عمليات دهم في اكثر من منطقة، وداهمت مخابرات الجيش في النبطية وبعض البلدات البقاعية تجمعات النازحين وفتشت الخيم واماكن السكن ودققت في الهويات.

الحريري: وفي المواقف المتصلة بالوضع في عرسال برز كلام للرئيس سعد الحريري خلال مؤتمر صحافي في جدة خصصه للحديث عن الهبة السعودية بقيمة مليار دولار للاجهزة العسكرية والامنية فاكد ان لبنان سينتصر على الارهاب ولن يسمح لقوى التطرف ان تتخذه ساحة لنشر الشر، مشيرا الى ان من المستحيل على الكبار في امتنا ان يقفوا من موجة الارهاب موقف المتفرج. واوضح ان الارهاب سرطان يهدد وجود لبنان والمنطقة، ومن هذا المنطلق وجه الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز دعما للجيش قوامه مليار دولار لوظيفة محددة هي مواجهة بؤر التطرف في كل مكان. واعلن انه سيباشر اتصالات مع رئيس الحكومة والامنيين لبحث سد حاجات القوى الامنية وتوفير مستلزمات مكافحة الارهاب. واذ اعتبر ان ما نشهده في لبنان هو بسبب نظام الرئيس بشار الاسد الذي تغاضى المجتمع الدولي عن جرائمه، اشار الى ان حزب الله لم يشارك مع الجيش في معركة عرسال لكنه مسؤول في مكان ما عما حدث في البلدة.

باسيل: من جهته، عقد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مؤتمرا صحافيا اكد فيه اننا في معركة طويلة مع الارهاب وان لبنان ليس بيئة حاضنة له في حين ان مخيمات النازحين السوريين يمكن ان تكون كذلك، اسفا لعجز الدولة عن ضبط "سجن روميه مركز عمليات الجماعات التكفيرية الارهابية".

افادات للجميع: وبعيدا من الهم الامني وتداعياته سجلت تطورات على المحورين السياسي والتربوي، حيث حسم وزير التربية الياس بو صعب مصير الامتحانات الرسمية وقرر اعطاء افادات لجميع من تقدم لها، معلنا ان هذا القرار يدخل حيز التنفيذ بعد 48 ساعة. واشار الى ان العمل النضالي بالمطالبة بالسلسلة لن يتنتهي، مقرا بخطئه عندما قال ان لا افادات خصوصا ان الاجواء لا توحي بسلسلة قريبة.

لقاء اليرزة: اما في السياسة، فتركزت الانظار في اتجاه الحراك الذي يقوده النائب وليد جنبلاط بالتنسيق مع سائر المسؤولين والقوى السياسية تحت عنوان كيفية انقاذ لبنان. وفي السياق، عقد مساء امس اجتماع في دارة الرئيس ميشال سليمان في اليرزة حضره اليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ورئيس الحكومة تمام سلام والرئيس فؤاد السنيورة والنائب جنبلاط تم خلاله البحث في خمس نقاط حسبما افادت مصادر المجتمعين "المركزية": ضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي، التضامن الحكومي، مصير الانتخابات النيابية، الهبة السعودية لمساعدة الاجهزة الامنية والعسكرية والوضع الامني في عرسال.

واوضحت ان في ما يتصل بالهبة السعودية الاخيرة فانها تقررت خلال المكالمة الهاتفية التي اجراها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بالرئيس سليمان مساء الاثنين، واعلن عنها الرئيس الحريري لتلبية الحاجات السريعة للجيش اذ تبين ان هبة الثلاث مليارات تحتاج الى مزيد من الوقت لتنفيذ العقود مع الدولة الفرنسية في ما الجيش في أمس الحاجة راهنا الى السلاح. وفي ما يتصل بالانتخابات الرئاسية تم التشاور في ضرورة استكمال الاتصالات مع المعنيين لازالة المتاريس التي تعرقل التقدم، وكان بحث في مبادرة النائب جنبلاط التي انطلقت منذ ما قبل زيارته لامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله فاطلع المجتمعين على تفاصيلها ووضعهم في اجواء واهداف زيارته للرابية اليوم. واشارت المصادر الى ان اراء المجتمعين تقاطعت عند نقطة عدم نضوج ظروف الطبخة الرئاسية بعد وضرورة صب الجهود على انضاجها في اسرع وقت وسط ارتفاع المخاوف من الوضع الامني. جنبلاط في الرابية: وفي سياق متصل، زار جنبلاط النائب ميشال عون في الرابية وعرض معه لمجمل الاوضاع. واكد بيان مشترك عن الجانبين ان الاجتماع كان صريحا ووديا في الملفات السياسية وابرزها المعركة التي يواجهها لبنان في هذه المرحلة الحساسة ضد الارهاب، وشدد الطرفان على الدعم المطلق للجيش. كما تخلل الاجتماع نقاش في سبل تحصين الساحة الداخلية وآليات تعزيز الاستقرار من خلال الابتعاد عن الحسابات الفئوية وتفعيل المؤسسات الدستورية والاسراع في ملء الشغور الرئاسي.

واكدت اوساط مطلعة لـ"المركزية" ان جنبلاط طرح امام عون تساؤلات حول كيفية انقاذ البلاد وما اذا كان لديه خيارات من شأنها اخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة، وتبين ان لا جديد في جعبة عون واقتصر اللقاء على بحث في العموميات وابقاء التواصل مفتوحا. الانتخابات النيابية: الى ذلك، جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري رفضه التمديد لمجلس النواب، مشيرا في لقاء الاربعاء النيابي في عين التينة الى انه طلب من وزارة الداخلية الاعداد للانتخابات النيابية. واليوم وقع وزير الداخلية نهاد المشنوق مرسوم دعوة الهيئات الناخبة بناء على قانون الانتخابات الساري المفعول والتزاما بالمهل القانونية والدستورية وارسله الى مجلس الوزراء ليوقع عليه الوزراء بناء للالية المتفق عليها.

 

المتحدث باسم آشتون: لبنان يحتاج إلى مؤسسات رسمية فاعلة وشرعية

الأربعاء 06 آب 2014 /وطنية - صدر عن المتحدث باسم الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية كاثرين آشتون، البيان الآتي:

"ندين بشدة الهجوم الذي شنته مجموعات متطرفة عنفية ضد الجيش اللبناني في منطقة عرسال في شرق لبنان. وقد أدت هذه المعركة إلى مقتل وإصابة أو اختطاف عدد كبير من الضباط والعسكريين اللبنانيين ومن سكان عرسال واللاجئين فيها. ونتقدم بتعازينا الحارة من عائلات جميع الضحايا وندعو إلى إطلاق سراح المختطفين فورا. ونحن ندعم الجيش اللبناني بالكامل في دفاعه عن بلده وشعبه، ونرحب بإصرار القادة السياسيين اللبنانيين على وضع حد للإرهاب والتطرف العنفي. كما لا نزال شديدي القلق حيال التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية الجدية التي يواجهها لبنان نتيجة النزاع في سوريا. وفي هذه الأوقات العصيبة، يحتاج لبنان إلى مؤسسات رسمية فاعلة وشرعية. لذلك يتعين على جميع اللبنانيين كما على الأسرة الدولية دعم السلطات والأجهزة الأمنية اللبنانية في المحافظة على السلام والاستقرار في البلاد. ويبقى الاتحاد الأوروبي ملتزما سلامة أراضي لبنان وسيادته واستقلاله ووحدته واستقراره. وسوف نستمر في تقديم المساعدة للبنان، في إطار علاقتنا الثنائية وفي الاستجابة لمواجهة تداعيات الأزمة السورية".

 

باسيل: لبنان ليس بيئة حاضنة للارهاب ولا بد من توافق وطني للتحدث عن تمدد ال1701

الأربعاء 06 آب 2014 /نهارنت

وطنية - عقد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، مؤتمرا صحافيا بعد ظهر اليوم استهله بالقول: "نحن اليوم في معركة طويلة مع الارهاب، انما نشهد على انتصارين: انتصار على ارهاب الدولة في غزة وانتصار على الارهاب التكفيري في عرسال، وكنت قد ذكرت ان هناك خط تلاق بين اسرائيل وداعش ممتدا من سيناء الى الجولان الى عرسال وكسب والموصل، وقلت ان لبنان سيقطع هذا الخط في عرسال وهذا ما يحصل اليوم اذ نشهد بداية انتصار للجيش اللبناني على المجموعات المسلحة".

واضاف: "ان انتصار غزة هو انتصار للبنان وانتصار غزة هو بالحد الادنى انتصار حق لعودة الفلسطينيين الى ارضهم، وانتصار لرفض التوطين وبالتالي هو انتصار لبناني وفلسطيني، كذلك، فان انتصار الجيش اللبناني على داعش هو انتصار للنموذج اللبناني على النموذج الداعشي وعلى هذا الاساس، فان لبنان وفلسطين يشهدان لهذاالامر سويا، وان ما يحصل في عرسال هو نتيجة بطولة وصمود ومناعة الجيش ولكن ايضا بفضل وحدة اللبنانيين ونأمل ان تعمم هذه الوحدة على كل المواضيع، وخاصة الخلافية منها وفيما نشهد سقوط جرحى وشهداء للجيش اللبناني حتى الان، امل الا تطرح مواضيع خلافية، مثل القرار 1701، ومن دون الرجوع الى اسبابه وظروفه، لا بد من ان يكون هناك حد ادنى من التوافق الوطني للتحدث عنه. هذا عدا، الحيثيات والاسباب الموجبة في القانون الدولي، ليس هناك سابقة ان اي قرار وضع في زمن معين، لمنطقة معينة وفي حالة معينة، يتم تمديده لمنطقة اخرى وفي ظروف اخرى ومع دولة اخرى".

وتابع: "نحن حرصاء، في الخارجية اللبنانية، على أن نعمل بحسب الاصول، ولنأخذ مثالا، ما حصل اليوم حيث طلبت جهة معارضة سورية من الجامعة العربية عقد اجتماع لبحث ما يحصل في عرسال وقد رفض هذا الطلب بحكم انه تعد سياسي على السيادة اللبنانية كما حصل التعدي الامني والميداني على السيادة الوطنية من خلال المجموعات المسلحة الموجودة على الطرف اللبناني - السوري وقد اسميناه اكثر من تعد وصفناه بالاحتلال الموصوف لهذه البلدة التي يحررها اليوم الجيش اللبناني وعندما تحصل اعتداءات من جانب القوات النظامية السورية على الاراضي اللبنانية تنتظر الخارجية اللبنانية المعلومات من الجهات الامنية المعنية وتقدم الاعتراض الديبلوماسي الملائم لدى الجهات السورية حفاظا على سيادة لبنان واستقلاله".

واردف: "نتمنى ان نتجنب هذا الموضوع كي نتمكن من وضعه في الاطار القانوني والوفاق اللبناني لكي نحمي الحدود اللبنانية -السورية بالشكل الذي يمكننا من حماية لبنان وقد تبين نتيجة الازمة التي مررنا بها ان لبنان ليس بيئة حاضنة للارهاب وان النموذج اللبناني لا يسقط بسهولة ويصلح لاستيعاب الارهاب والارهابيين، وقد تبين ان المخيمات بامكانها ان تكون بيئة حاضنة لارهابيين ولا يعني هذا الكلام انها مخيمات ارهاب لكن بحكم البؤس الموجود ان يستفاد منها لجعلها ملجأ لارهابيين وهذا ما حصل حول عرسال وفي خضم معركة عرسال وفي وقت سقوط شهداء للجيش اللبناني، من غير الملائم ان نطالب بمخيمات للسوريين داخل الاراضي اللبنانية بحجة ضبطهم لاننا عجزنا حتى اليوم عن ضبط سجن هو سجن رومية الذي هو مركز عمليات معروف للجماعات الارهابية التكفيرية".

وقال: "اعرف ان الوزير المعني بالسجن جدي في ضبط السجن، لكن هناك ظروف اخرى، ونتمنى ان ما حصل ينبهنا اكثر فاكثر ان يباشر المعنيون بضبط سجن رومية ولا اعتقد انه من الملائم طرح موضوع كالمخيمات في الداخل اللبناني في الوقت الذي اجمعت فيه الحكومة اللبنانية الحالية باطرافها جميعهم على عدم اقامة مخيمات داخل الاراضي اللبنانية اذ لا امكانية لضبطها".

اضاف: "ما حصل مع الجيش اللبناني واكبه تعاطف من بعض الدول مع لبنان وقمت باتصالات عدة بعضها معلن وبعضها الاخر غير معلن بهدف دعم الجيش، وجاءت مساعدات مشكورة من بعض الدول مثل السعودية والولايات المتحدة وفرنسا لان الارهاب يهدد الجميع والمساعدة السعودية مشكورة والاهم كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في موضوع الارهاب ولدى لبنان جهوزية ميدانية لمحاربة الارهاب يظهرها الجيش اللبناني كذلك هناك جهوزية فكرية كاملة لاستبدال مكافحة الارهاب بالحوار بين الاديان والحضارات وهذا ما يمتاز به لبنان والخارجية تقوم بمسعى للقيام بعمل نوعي على هذا الصعيد ونأمل ان تتم ترجمته فعليا بهذا المجال".

وتابع: "لبنان يواكب ديبلوماسيا المواضيع ذات العلاقة بحقوق الانسان على صعيد مراجعة المحكمة الجنائية الدولية بشأن غزة والموصل والذي حظي بتبني المؤتمرات والاجتماعات الدولية لها ونطالب خلال لقاءاتنا مع كل مرجع خارجي بمراجعة المحكمة ضد الجرائم ضد الانسانية المرتكبة من الجماعات التكفيرية وهذا موضوع مطالبته ستكون يومية ودائمة، وصولا الى متابعة لبنان ما حصل بغزة ومواضيع عديدة منها الملف النووي".

حوار

سئل: هل تبلغت وزارة الخارجية رسميا عن الهبة السعودية، وهل المليار دولار هي غير الثلاثة مليارات؟

اجاب: "لقد سمعنا عن هذه الهبة في الاعلام، وسوف تظهر التفاصيل في وقت لاحق وهم قالوا ان هذه الهبة غير الهبة الاولى، لان الثلاثة مليارات لها آلية اتبعت من خلال تقديمها الى فرنسا من خلال اسلحة وعتاد فرنسي، وطبيعة الهبة الجديدة ليست واضحة بعد، ولكن ما نحن بحاجة اليه، وركزنا عليه، هو المساعدة العاجلة والفورية، لاننا اليوم في المعركة وفي كل مرة نتأخر لحدوث امر ويكون هناك رسائل متبادلة ولوائح متبادلة، ربما لهذا السبب بادر جلالة الملك السعودي بتقديم مساعد عاجلة، ونامل من هذه المساعدات ان تكون عاجلة. ما طالبنا به منذ يوم الاحد الماضي ان تكون هناك مساعدات عاجلة فاسرائيل بحربها على غزة، لديها امداد يومي بالمال والسلاح، وطبيعة المعركة اليوم في لبنان لا تحتمل اي تأجيل او انتظار ولبنان طاله الكثير من التأخير من الدعم بالشكل المناسب".

اضاف: "حتى الدول المشكورة والتي تساعدنا بموضوع النازحين، لا تساعد لبنان فهي اما تغطي خطاياها، واما تساعد نفسها".

ورأى باسيل ان "المساعدة الفعلية للبنان بموضوع النازحين لا تعطى لهم مباشرة لتشجيعهم على البقاء في لبنان، ولزيادة اعدادهم اذ حتى اليوم لم نشهد اي تناقص باعداد هؤلاء. من يريد حقيقة ان يقدم لنا المساعدة عليه ان يقدمها الى الدولة اللبنانية، او من خلال برامج مخصصة للنازحين السوريين لتحفيزهم على العودة الى سوريا".

وتابع: "نحن اليوم امام عبوة ناسفة متنقلة ويجب تفكيكها، وهي المخيمات والنازحون السوريون في لبنان وطبيعة وجودهم الامنية خطرة جدا، ولا يجب ان يصل لبنان كل يوم الى مثل هذه الحالة التي نشهدها هذا ما يتطلب استنفارا وطنيا حقيقيا ويجب الا نكابر نحن اليوم لا ننادي الا بالوحدة، لا نتحدث عن اي تقاعس سياسي حصل في الماضي، ومطعم بتلكؤ امني او عسكري اوصل الى الحال التي وصلنا اليها في عرسال او في المناطق الاخرى، كل هذا اصبح خلفنا، نحن اليوم امام مشهد الوحدة، وهذا ما يجب ان نبني عليه كي نعمم النموذج الذي اصبح بهذه الوحدة على كل المناطق ونسعى الى تفكيك ازمة النزوح السوري في لبنان قبل انفجارها الكامل".

وعن المساعدات الفرنسية الى لبنان اجاب: "هناك نية ممتازة ومقدرة، لم نتبلغ اي شيء رسمي بعد بهذا الخصوص، ولكن للاسف ان الادراك لا يحصل الا حين وقوع الفواجع، والفاجعة وقعت، ونأمل ان يتم استلحاق هذا الامر بتأمين المساعدات بشكل عاجل، ونحن شاكرون".

سئل: هل تبحثون حاليا الدعوة الى اجتماع طارىء للجامعة العربية، ان كان لبحث موضوع النازحين او ما حصل في عرسال؟

اجاب: كلا لم نطلب هذا الامر، ورأينا ان المعالجة الداخلية السريعة من ناحية الجيش اللبناني ورد فعله ومن ناحية ثانية المواكبة السياسية الاستثنائية التي قامت بها الدولة اللبنانية نحن تحركنا في الخارج فورا، والحكومة عقت اجتماعات استثنائيا والاتصالات لا تتوقف بهذا الخصوص، واعتبرنا ان كل هذا كاف في هذه المرحلة، واي شيء يتطلب اجراء اخر لاحقا، نحن على استعداد لذلك شرط ان يأتي من السلطات اللبنانية، وليس من جهات سورية خارجية.

سئل: لماذا لا يرفع لبنان شكوى الى مجلس الامن بخصوص الخروقات للجيش السوري على لبنان؟

اجاب: "اعتقد اننا شرحنا هذا الموضوع في السابق، والان ليس الوقت الملائم لذلك، خصوصا فيما يتعرض لبنان للهجمات الارهابية، ويقتل جيشه واهله من مجموعات مسلحة ربما يصادف ان الجيش اللبناني يحارب والجيش السوري ايضا يحارب، اعتقد اننا لسنا المعنيين بتقديم هبة مجانية للارهابيين كي يفتكوا فينا أكثر".

 

فرنجيه عرض الاوضاع مع حلو

الأربعاء 06 آب 2014 /وطنية - استقبل رئيس "تيار المرده" النائب سليمان فرنجيه في دارته في بنشعي، النائب هنري حلو، وكان بحث في مجمل التطورات الراهنة. كما استقبل وفد الجامعة الثقافية في العالم، وعرضا أمور المغتربين وتعلقهم بوطنهم، بالاضافة الى التطورات التي يمر بها لبنان.

 

جمعية ديموقراطية الانتخابات: على الحكومة تحمل مسؤولية الدفع لانتخاب رئيس للجمهورية

الأربعاء 06 آب 2014 /وطنية - وجهت "الجمعية اللبنانية من اجل ديموقراطية الانتخابات" رسالة الى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، جاء فيها:

"دولة الرئيس،

نوجه الى دولتكم هذا الكتاب، ولهيب المواجهة بين جيشنا اللبناني وبين المسلحين الغرباء الذين اختطفوا بلدة عرسال واهلها، يحرقنا ويحرق لبنان كله بناره. ونحن نشارككم ونشارك كل اللبنانيين الإقتناع والموقف بأن لا أولوية تتقدم على محاصرة هذا الخطر الداهم، ووأده قبل ان يستفحل ويتمدد الى كل لبنان. ويقيننا في ذلك، ان لا بديل عن الدولة ومؤسساتها الدستورية، وعن اجهزتها العسكرية والامنية والمدنية، فهي حصننا، وهي سلاحنا، وهي سياج الوطن الذي لا غنى عنه في مواجهة إزالة الحدود بين الدول والكيانات، واستباحتها من قبل الكيانات المسلحة.

امام المخاطر الامنية والاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد، اخترنا الدولة ومؤسساتها. وعهدنا بكم ان هذا هو خياركم أولا، وقبل اي مواطن، بحكم المسؤولية الوطنية التي تتحملونها في رئاسة السلطة التنفيذية، لا سيما في ظل خلو موقع رئاسة الجمهورية.

دولة الرئيس،

ان اللحظة الحرجة التي يعيشها لبنان وشعبه، تتطلب مستوى اعلى من الكفاءة والمسؤولية في ادارة الشأن العام. والنار المشتعلة في عرسال يجب ان تحفزنا اكثر على اتخاذ المواقف والاجراءات العملية المطلوبة لحماية الوطن والشعب بسرعة وفعالية اكبر. والإجماع الوطني الذي عبرت عنه كل الاطراف السياسية في تأييد الجيش، يبقى منقوصا ما لم يكن في الوقت نفسه تأييدا لقيام الدولة ومؤسساتها كافة. وإن اي موقف، نظري او عملي، يدعي تأييد الجيش والمؤسسات العسكرية والامنية دون تأييد قيام مؤسسات الدولة الدستورية، يعني ابقاء الجيش والمؤسسة العسكرية والامنية دون غطاء سياسي، لا بل يعني بقاء الدولة والجيش دون قيادة سياسية مسؤولة دستوريا وعمليا عن مواجهة خطر مصيري على لبنان. وهو خطر لا تقتصر مواجتهه على العمليات العسكرية والامنية، بل يتطلب مواجهة شاملة، نقطة البداية والنهاية فيها هو اعادة بناء الدولة ومؤسساتها كي لا يكون فراغ تملؤه هذه المجموعات المسلحة الخارجة عليها من عصر الظلام واللادولة.

دولة الرئيس،

دولتنا لا رئيس لها، ومجلسها النيابي مدد لنفسه. وتحصين لبنان حاجة ملحة ويكون بوقف انهيار مؤسساته الواحدة تلو الاخرى، لذا وتماشيا مع ايماننا المطلق بضرورة ان تقوم مؤسسات الدولة بدورها بشكل كامل، وان تنتظم الحياة السياسية في البلاد يهمنا تذكيركم بأن مهلة التمديد التي اعطاها مجلس النواب لنفسه من دون الرجوع الى ارادة الشعب في ايار الماضي شارفت على الانتهاء.

دولة الرئيس،

لقد ورد في نص البيان الوزاري الفقرة التالية:

ان حكومتنا تشدد على وحدة الدولة وسلطتها ومرجعيتها الحصرية في كل القضايا المتصلة بالسياسة العامة للبلاد، بما يضمن الحفاظ على لبنان وحمايته وصون سيادته الوطنية كما تشدد الحكومة على التزامها مبادىء الدستور وأحكامه وقواعد النظام الديموقراطي والميثاق الوطني وتطبيق الطائف، فإن الحكومة تتعهد السعي إلى إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية، كما انها ستعمل على إنجاز مشروع قانون اللامركزية الإدارية وإحالته إلى المجلس النيابي لإقراره. وعليه ومنعا لتكرار الخطأ الذي حصل في السابق وتمسكا بما تبقى من هيبة الدولة ونظامها الديموقراطي نطالب مجلس الوزراء في جلسته القادمة مناقشة واقرار النقاط التالية:

اولا: إتخاذ موقف عملي وضاغط في مجلس الوزراء، من اجل انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية فورا، وممارسة اشكال الضغط السياسي والمعنوي الممكن على كل الاطراف التي تعرقل انتخاب رئيس، بما في ذلك وضع خطة عمل مع المجلس النيابي والاطراف السياسية في هذا الاتجاه. ان قرار الحكومة الاجماعي بدعم الجيش في معركته ضد الارهاب الذي اتخذ في الجلسة الاخيرة، يجب ان يترجم الى اجماع مشابه وبالقوة نفسها من اجل انتخاب رئيس للجمهورية، ودون ذلك فإن دعم الجيش في المواجهة العسكرية يبقى منقوصا، لا بل شكليا، حيث انه يستحيل الانتصار في المعركة ضد الارهاب والتطرف من دون مؤسسات الدولة كافة، وعلى رأسها رئيس الجمهورية.

ثانيا: في ما يختص بالانتخابات النيابية: تعيين اعضاء هيئة الاشراف على الانتخابات قبل 8 آب كي تتمكن هذه الهيئة من البدء بممارسة عملها في 18 آب المهلة الاخيرة لدعوة الهيئات الناخبة.

اصدار مرسوم دعوة الهيئات الناخبة ونشره في الجريدة الرسمية قبل 18 آب اي قبل 90 يوما من الموعد الذي تنتهي فيه مهلة التمديد.

ان الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات تتطلع الى مواقفكم الجريئة وتنتظر من دولتكم ومن حكومتكم موقفا حاسما في تحمل مسؤولية الدفع لاجراء انتخابات رئيس للجمهورية فورا، ونتوقع من معالي وزير الداخلية، لما يمثله من مرجعية اساسية في التحضيرات للانتخابات النيابية القادمة ومن مجلس الوزراء عموما، تحمل المسؤولية التاريخية امام المواطنين واجراء الانتخابات في موعدها، ذلك احتراما للدستور والقانون وصونا للديموقراطية وللسلم الاهلي. ان مسار مواجهة الارهاب وتفتيت الدولة والمجتمع، ووقف مسار النزاعات الاهلية المودية الى تجديد الحرب الاهلية، انما يبدأ باحترام الدستور والقوانين، وبالمباشرة الفورية في اعادة تشكيل مؤسسات السلطة. لا خيار امام لبنان سوى سيادة الحق والقانون، بديلا عن قانون القوة وعن الفوضى الزاحفة علينا من اضمحلال فكرة الدولة، ومن التعطيل المتعمد والمزمن لمؤسسات الحكم".

 

مالكو العقارات: قرار الدستوري أطلق ربيع المالكين القدامى

الأربعاء 06 آب 2014 /وطنية - أصدرت نقابة وتجمع مالكي العقارات والأبنية المؤجرة، بيانا تعقيبا على صدور قرار المجلس الدستوري المتعلق بالقانون الجديد للايجارات، جاء فيه:

"1- يحيي المالكون القدامى نزاهة قضاة المجلس الدستوري والتزامهم الخط القانوني والدستوري المستقيم في إعلان دستورية القانون الجديد للإيجارات. كما نحيي فيهم ترفعهم عن المصالح الشخصية والفئوية في التعاطي مع هذه القضية، وإصدارهم قرارا منصفا وعادلا ردوا فيه الطعن المقدم أمامهم في القانون، واكتفوا بقبول الطعن في المواد التي تعنى بلجان التخمين. وأيضا لا يسعنا إلا أن نحيي رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس وأعضاء لجنة الإدارة والعدل الذين انكبوا على دراسة القانون طيلة 3 سنوات متتالية، حتى خرج القانون وأبصر النور في جلسة 1 نيسان التشريعية وحصل على تصويت الكتل النيابية والأحزاب السياسية برمتها. ولن ننسى الجهود الكبيرة التي بذلها رئيس الحكومة تمام سلام لإصدار القانون والتزامه الأطر الدستورية في إعادة نشره في الجريدة الرسمية وفق الأصول.

2- إن الصيغة التي خرج بها قرار المجلس الدستوري برد الطعن لجهة إصدار القانون ونشره وإقراره بمادة وحيدة، ولجهة العدالة الاجتماعية والمساواة والأمان التشريعي والحقوق المكتسبة وحرية التعاقد، هي الرد الأساسي من قبلنا على ما تعرض له القانون في السابق من حملات تضليل وتشويه ابتعد فيها مطلقوها عن حقيقة الأمور وواقعها الطبيعي. وبهذا، لم يعد جائزا لأي كان التشكيك بدستورية القانون لجهة احتساب بدلات الإيجار أو صندوق دعم ذوي الدخل المحدود من المستأجرين أو غيرها من المواد التي أقر المجلس بدستوريتها.

3- إن هذا القرار التاريخي الذي أطلق اليوم "ربيع الدستور وربيع المالكين القدامى"، يعني رفع الظلم عن كاهل المالكين القدامى بعد 40 عاما من القهر والذل، وعودة الحق إليهم في التصرف بالملكية الفردية والخاصة المكرسة في الدستور، وطبعا عودة التوازن إلى العلاقة بين المالكين والمستأجرين. لا بل إنه يعني عودة الإيمان بالدولة ومؤسساتها الدستورية والتشريعية، كمرجِعية ضامنة للحقوق ولتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين الأفراد. وهو انتصار كبير لجميع فئات الشعب اللبناني لا لفئة المالكين القدامى، لأنه يعني إعادة القدرة للمالك القديم على ترميم المباني المهددة بالانهيار، ووقف نزيف بيع المباني في بيروت والضواحي بالتحديد.

4- نؤكد لإخوتنا المستأجرين أن لا صحة لما يحاول البعض تشييعه عن تهجير وتشريد محتمل بفعل القانون، ونقول لهم مجددا إن القانون يمدد لهم إقامتهم في المأجور في فترة تراوح بين 9 و12 عاما من تاريخ التطبيق، ويقر إنشاء صندوق لمساعدة ذوي الدخل المحدود، كما يقر تعويضات الإخلاء في حالات الضرورة العائلية والهدم".

 

فتفت: المرحلة حساسة وتتطلب الكثير من الدقة السياسية والحذر

الأربعاء 06 آب 2014 /وطنية - أوضح النائب أحمد فتفت في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان 93,3" أننا "اليوم امام مرحلة حساسة جدا تتطلب الكثير من الدقة السياسية والحذر خلال الايام المقبلة"، لافتا إلى أن "هناك خارطة طريق رسمتها قوى الرابع عشر من آذار لتفادي الوصول الى مصيبة جديدة كتلك الحاصلة في عرسال". ورأى أن "ما حصل يدل على خطأ كبير ارتكب من قبل الحكومة السابقة من خلال رفضها انشاء مخيمات للنازحين تجنبا للفوضى التي وصلنا اليها"، مشيرا الى اننا "بحاجة اليوم الى تنظيم سريع للعملية". وقال :"إن قوى الرابع عشر من آذار طالبت منذ ثلاث سنوات بضبط الحدود وإقفالها والالتزام بتطبيق القرار 1701، الا ان الفريق الاخر رفض الامر". وأكد أن "هناك امكانية لضبط المجموعات الصغيرة التي تعتدي على الجيش في طرابلس"، مؤكدا ان "الجيش يحظى بدعم شعبي كبير في المدينة".

 

المطارنة الموارنة:الدعم الكامل للجيش والاسراع في انتخاب رئيس

الأربعاء 06 آب 2014 /وطنية - دعا المطارنة الموارنة بعد اجتماعهم الشهري برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في الديمان إلى "الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية ليعيد الدور الديموقراطي للبنان ويتيح استعادة مكان البلاد في الدول الراقية". وأكدوا دعمهم الكامل للجيش، مطالبين الكتل السياسة "بتقديم الدعم السياسي والاجتماعي للقوى الأمنية والجيش أسوة بما قامت به الحكومة"، معربين عن ثقتهم ب "المؤسسة العسكرية وبما تقوم به من مهام وطنية"، منوهين ب "التضحيات التي تقوم بها ونناشد الدول الصديقة لتقديم المساعدات". وأعربوا عن قلقهم "من الوضع الاقتصادي المتردي"، مطالبين ب " خطة اقتصادية تستدعي حلولا تتماشى مع خزينة الدولة ومن المؤسف ان يؤخذ الطلاب رهينة الصراع السياسي". واستنكروا "الاعتداءات على دور العبادة في الموصل العراقية والاعتداءات على المسيحيين مما أجبرهم على ترك أرضهم". وطالبوا "المجتمع الدولي باتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة الجريمة ضد الانسانية التي تحصل في الموصل"، معتبرين أن "بقاء المسيحيين في الشرق حاجة حضارية يقتضيها العالم المتقدم". ونبهوا الدول الغربية إلى "مغبة تشجيع المسيحيين الى الهجرة، اذ ان بذلك ينعون الديموقراطية في الشرق"، شاجبين "آلة القتل الاسرائيلية التي تعمل في غزة وسط صمت عربي ودولي مشين ولا خلاص من هذه المأساة من دون اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس".

 

حماده : المكرمة السعودية الجديدة تترجم الالتزام بالدفاع عن العروبة والاسلام الحنيف

الأربعاء 06 آب 2014 /وطنية - قدر النائب مروان حماده، في بيان اليوم، "عاليا الهبة التي امر خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتقديمها الى الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي بقيمة مليار دولار". وقال: "مرة جديدة تهب الايادي السعودية البيضاء لنصرة لبنان من خلال مد قواته المسلحة بما يلزمها وينقصها لمواجهة الارهاب الذي يحاول التمدد صوبه"، لافتا الى ان "المكرمة السعودية الجديدة التي قدمها جلالة الملك عبدالله تترجم بالافعال لا بالاقوال التزام العاهل السعودي ما اعلنه من تصميم على الدفاع عن العروبة الحقيقية والاسلام الحنيف، وكذلك تصديه للارهاب من جهة واستبداد بعض الانظمة من جهة اخرى، وما هي الا في سياق الحرب السعودية المعلنة على الارهاب الذي يتهدد المنطقة ويسعى الى تغيير جغرافياتها وتحويل طبائع شعوبها، وصبغها بما يأباه اهلها ويرفضونه".

اضاف: "في الوقت الذي يضحي ضباط جيشنا الابي وعناصره بارواحهم دفاعا عن سيادة لبنان ووحدته، يحق لنا ان نتساءل عن مصير المكرمة السعودية الاولى التي تثار حولها في بعض العواصم شبهات حول شفافية الموقف اللبناني حيالها". وختم :"لا بد اخيرا من الثناء على موقف الرئيس سعد الحريري ومتابعته ملف تسليح الجيش اللبناني وتقويته بما يحقق مناعة لبنان ضد الارهاب ويرد عنه الاخطار والاهوال، لقد اثبت الشيخ سعد مرة اضافية تعاليه عن كل الجراح وتمسكه بالسياسات المبدئية التي طالما حافظ عليها منذ ان تسلم الوديعة بعد اغتيال والده الشهيد الرئيس رفيق الحريري، اما بالنسبة الى اللعبة السياسية فقد بلغت ادنى مستواياتها بسبب تعنت البعض لناحية طموحه الرئاسي بعد تسببه منذ 25 عاما بكوارث متتالية تتهدد اليوم بقاء لبنان ونظامه ومؤسساته".

 

عراجي: لمنع انتقال المعركة الى البقاع وترحيل كل نازح مخل بالأمن

الأربعاء 06 آب 2014 /وطنية - حذر النائب عاصم عراجي في تصريح من المجلس النيابي من انتقال المشاكل الامنية الى قضاء زحلة، مشيرا الى الاشكال الامني الذي حصل أمس في عين البيضا، وطالب الدولة ب"اتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع انتقال المعركة الى البقاع "لأنها منطقة حساسة واستراتيجية". وأعلن باسم كتلة نواب زحلة "دعم الجيش والوقوف خلفه في أي موقف يتخذ لحماية الاستقرار والامن"، وطالب "من لديه أي تحفظ وانزعاج بالتغاضي عن هذه الامور لأن الجيش هو الضامن الوحيد لاستقرار البلد". وفي موضوع النازحين السوريين، شدد عراجي على "ضرورة التزام هؤلاء القوانين اللبنانية ومعاقبة أي مخل بالامن وبقوانين هذا البلد الذي احتضنهم، وترحيله من البلد".

 

بعد الخلافات الكنسية.. هذا ما ستلجأ إليه بكركي في حق جورج كيوان

خاص - جانين ملاح/موقع الكلمة او لين

لعلّ اخطر البدع التي تواجهها الكنيسة اليوم هي بدعة "جورج كيوان" ومن حوله من الرهبان الانطونيين في بيت المحبة في أدونيس - جبيل. انه تجاوز للخطوط الحمراء ولتعاليم الكنيسة المقدسة.. يدّعي بانه "المعلم" او "القديس" لكنه لا يمت الى الدين بصلة.. يبارك الكهنة ويقف معهم على المذبح يشاركهم في القداس الالهي، ويعمّد العلمانيين، وينطق باسم العذراء مريم لكنه بفعله هذا يطعن بالعقائد المسيحية ويتعدى على تعاليم المسيح..

الرهبانية الانطونية التي اعترفت في مجمعها العام التقييمي، بوجود شائبة في بيت المحبة – ادونيس وهو ليس من مؤسساتها اصلا انما ملك لجورج كيوان، قررت الانسحاب من خدمته عملا بتعاليم الكنيسة وتوجيهات البطريرك الماروني والاساقفة الرعوية واقرت صراحة أن خلوات الصلاة والإبتهالات في بيت المحبة أدونيس تحتاج الى تنقية من أي ما يشير الى عبادة لغير شخص المسيح. القرار الكنسي الواضح والصريح وان جاء متأخرا الا انه يقطع الطريق امام الغزاة المضللين الذين لا هدف لهم سوى افساد الزرع واللعب في عقول ناس ليس لهم سوى معرفة سطحية في حقائق الكتاب المقدس.

ولكن لماذا هذا التدبير يأتي متأخرا اربع سنوات رغم القرار الذي صدر في العام 2012 عن بكركي التي اقرت صراحة بوجود ما سمته ممارسات مبتدعة في بيت المحبة- ادونيس (كالتبريكات من العلماني الذي لا صلاحية له) محذرة المؤمنين من الاخذ بها ومهيبة بالذين تعلمونها او يتمسكون بها تحت طائلة التعرض للعقوبات الكنسية. – بالصورة الوثيقة– ؟ ماذا عن من سهل من الاباء الانطونيين لبدعة جورج كيوان؟ ماذا عن من يغطي تجاوزات "جورج كيوان" كالاب المدبر ريمون الهاشم والاب انطوان خضرا؟ هل سيلتزمون بقرارات الرهبانية الانطونية؟

حاولنا مرارا الاتصال بالمعنيين في الرهبانية الانطونية وتحديدا بالاباء الرعاة لكيوان الا اننا لم ننجح في الوصول اليهم.

بكركي التي يعقد فيها مجلس المطارنة الموارنة اجتماعه الدوري غدا، تتابع هذه الظاهرة الخطيرة يقول النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم للكلمة اونلاين وستكون بالمرصاد لمواجهة هذه البدع الضالة والخطرة كنسيا واجتماعيا، حتى انها وان لزم الامر فستتخذ تدابير جديدة. فقرارات الكنيسة صارمة في هذا الاتجاه يقول المطران مظلوم لا سيما بعد ان توصلت لجنة مكلفة بالقيام بتحقيقات حول ما يحصل في بيت المحبة واتخذت تدابير تجبر المسؤولين ان يتقيدوا بها فما كان قرار الرهبانية الانطونية الا تنفيذا وتطبيقا لتوصيات السلطة التنفيذية. 

فهذا النوع من المظاهر والبدع ضمن الكنيسة يقول المطران مظلوم نرفضه ونستنكره وبكل اسف هناك بعض النفوس الضعيفة التي تتأثر بهكذا امور انما نحن ككنيسة نقدر اخطار هذا الموضوع ونتخذ التدابير اللازمة للحد من هذه الاخطار.

على اي حال، ما زالت المشكلة قائمة، فكيوان والاباء لم يعلنوا عن خطئهم ولم يندموا او يتوبوا عن فعلتهم في تضليل المؤمنين الذين ينتظرون الكلمة الفصل من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومجلس المطارنة الموارنة.

 

تقارير مصورة تكشف مشاركة حزب الله في معركة عرسال

العربية ٦ اب ٢٠١٤ /بدأت مواقع إلكترونية محسوبة على حزب الله الحديث عن مشاركة مقاتلي الحزب في معارك عرسال اللبنانية. وكذلك مشاركة طائرة أيوب الاستطلاعية في عمليات مراقبة البلدة خلال المعارك. وما إن بدأت الهدنة في عرسال اللبنانية بين الجيش والمسلحين حتى تكشفت مشاركة حزب الله في المعارك، وذلك كما أكد موقع محسوب على حزب الله، حيث عرض ما سماه إطلاق صواريخ من راجمات لحزب الله على عرسال. الموقع الإلكتروني ويدعى جنوب لبنان تحدث عن إسناد القوات المتقدمة من حزب الله للجيش اللبناني، إضافة إلى القصف من مرابض الصواريخ.. لكن الأبرز حسب موقع جنوب لبنان كان دور طائرة أيوب الاستطلاعية (التابعة لحزب الله) التي رصدت المسلحين وحددت بدقة موقع مخيمات النازحين، ليقصفها حزب الله بدقة ويحرقها (حسب الفيديو المرفق).

وأبرز قتلى حزب الله في عرسال، حسبما أعلن الموقع نفسه هو مصطفى حسان مقدم المتهم بقتل الضابط الطيار اللبناني سامر حنا في إحدى القرى الجنوبية خلال جولة استطلاعية لمروحية تابعة للجيش قبل ستة أعوام. أما الوضع الميداني اليوم، فتنفيذ الهدنة بين الجيش اللبناني والمسلحين في عرسال أخذ شكله الجدي لتنفيذ ما تبقى من البنود، وذلك مع خروج العدد الأكبر من المسلحين خلال ساعات الليل إلى المناطق الجبلية في القلمون السورية وبقاء مجموعات قليلة منهم لاستكمال تنفيذ باقي بنود اتفاق التهدئة. الجيش اللبناني بدأ عملية تمدد باتجاه المواقع التي انسحب منها المسلحون، حيث سمعت أصوات رشقات نارية وقذائف مدفعية أطلقها الجيش للتأكد من خلو المنطقة من أي مسلحين. أبرز بنود الهدنة إطلاق سراح من تبقى من عسكريين لبنانيين مخطوفين لدى المسلحين. على أن يغادر المسلحون لبنان بالكامل كما يشترط الجيش اللبناني. مأساة إنسانية جديدة تكشفت بعد الهدنة حسب مصادر لـ"العربية" من عرسال، فعدد كبير من مخيمات اللاجئين أصيب بالقصف ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من اللاجئين.. وتم نقل الجرحى إلى مستشفى عرسال الميداني، حيث علا صوت صراخ الأطفال وبكائهم. في ظل نقص المواد الطبية.

 

 "داعش" في قبضة الجيش

٦ اب ٢٠١٤ /موقع 14 آذار

  ستشكّل المفاوضات التي يتولاها وفدٌ من هيئة العلماء المسلمين في عرسال عاملاً مفصليّاً في تحديد مسارالمعركة التي يخوضها الجيش اللبناني في مواجهة مسلحين من تنظيمَي "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلاميّة في العراق والشام" المعروفة بـ "داعش". وتشير المعلومات الى أنّ صعوبة هذه المفاوضات تكمن في عدم وجود "رأس" أو قيادة عسكريّة موحدة للتفاوض معها، خصوصاً بعد النزاع الذي نشب في البلدة بين التنظيمين وتراجع حضور مسلّحي "النصرة" الذين كانوا السبّاقين في الاعتداء على الجيش بعد توقيف أحد قادتهم. علماً أنّ مسلّحي "داعش" أكثر صلابةً في التفاوض وهم يرفضون حتى الآن الخروج من مواقعهم في داخل عرسال. وتشير معلومات موقع الـ mtv الى أنّ القسم الأكبر من مسلحي "النصرة" انسحب من عرسال الى جرودها والى الداخل السوري، بعد أن تكبّدوا خسائر كبيرة في الأرواح من جرّاء المعارك التي خاضوها مع الجيش اللبناني. وقامت مجموعة من مسلّحي "داعش" بمنع مسلّحي "النصرة" من الانسحاب من عرسال، التي تتواجد فيها حاليّاً فرقتان من "الجبهة"، بالإضافة الى مقاتلي "داعش"، ويخوض الجميع المواجهة مع الجيش. وفي تطوّر لافت في مسار المعركة، علمت الـ mtv أنّ الجيش اللبناني تمكّن اليوم من أسر العشرات من المسلّحين المنضوين في تنظيم "داعش" وقد تمّ نقلهم، وسط إجراءات أمنيّة صارمة، من عرسال الى مقرّ اللواء الثامن في الجيش في بلدة اللبوة. ويعتبر هذا التطوّر بمثابة انتصار ميداني كبير يسجّل للجيش اللبناني الذي حقّق في اليومين الماضيين تقدّما عسكريّاً واضحاً، في وقتٍ تصرّ قيادته على أن يكون سقف التفاوض، الذي يجريه وسطاء من هيئة العلماء المسلمين مع المسلحين، انسحاب هؤلاء من داخل عرسال وتسليم أسرى الجيش.

 

الحريري: قتال 'حزب الله” بسوريا وهجوم المسلحين جريمتان ومشاكلنا بسبب التخاذل بإسقاط الأسد

موقع 14 آذار/٦ اب ٢٠١٤  

أعلن الرئيس سعد الحريري انه عندما يكون الوطن في خطر، فإن المسؤولية الوطنية تفرض علينا إعلان النفير العام، واستنفار كل الجهود والإمكانات لمواجهته ورده إلى نحور أصحابه والقائمين به. ولبنان اليوم يعيش هذا الخطر، ويواجه هجمة إرهابية غير مسبوقة، عملت على خطف بلدة عرسال وأسر أهلها ومهاجمة المراكز العسكرية والأمنية المتواجدة فيها.

واعتبر في مؤتمر صحافي في جدة ان 'ذا الأمر ليس حدثاً أمنياً عابراً، على صورة الحوادث التي تتنقل بين المناطق. هذا الأمر هو لعنة نزلت على لبنان، ومن المستحيل على الكبار والشرفاء والأحرار في أمتنا أن يقفوا منها موقف المتفرج، وأن لا يقرنوا أقوالهم بالفعل، فيبادروا إلى نصرة لبنان وجيشه ومؤسساته الأمنية الشرعية، ويتخذوا القرار السليم في الوقت المناسب، ولا يتركوا البلد الذي أحبوه ودافعوا عن صيغته ووجوده نهباً للرياح الإرهابية الصفراء التي تهب على المنطقة”.

وأضاف: 'ها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يعلن الوقوف مع لبنان في مكافحة الإرهاب وفلوله المسلحة، ويضع خطابه التاريخي الذي وجهه قبل أيام موضع التنفيذ، تأكيداً للصرخة التي أطلقها، منبهاً ومحذراً من تنامي الإرهاب وقصور المجتمع الدولي عن مكافحته، ودعوته القادة والعلماء إلى الوقوف في وجه الإرهابيين الذين شوهوا صورة الإسلام ونقائه وصفائه وإنسانيته، وألصقوا به كل الصفات السيئة بأفعالهم وطغيانهم، ويحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف والكراهية والإرهاب”.

وشدد على ان 'الإرهاب سرطان يهدد وجود لبنان، بل هو يهدد المنطقة كلها بانتشار الفوضى والفتن، واستئصاله مسؤولية الدولة ومؤسساتها، التي لم تبخل في تقديم الأرواح والتضحيات، فداء لكرامة اللبنانيين وسلامتهم”.

واكد انه 'من هذا المنطلق، وجه خادم الحرمين الشريفين، وحرصاً من مقامه الكريم على حماية لبنان ودعم مؤسساته، والتضامن مع شعبه في مواجهة المخاطر الداهمة، وجّه بتقديم دعم فوري للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وسائر القوى الأمنية الشرعية، قوامه مليار دولار يخصص لرفد الدولة اللبنانية بالإمكانات التي تتيح لها دحر الإرهاب ورده على أعقابه وقد شرفني، بالإعلان عن هذا الدعم والإشراف على هذا العمل الأخوي النبيل، وهي مسؤولية تحملني على التوجه من خادم الحرمين الشريفين، باسمي واسم اللبنانيين جميعا، بالشكر والتقدير والعرفان، لهذا الدعم السخي، الذي يضيف إلى السجل الحافل للمملكة بدعم لبنان ونصرته في المحن، صفحة جديدة ستبقى أمانة غالية في ذاكرة الأجيال”.

واعلن الحريري انه سيباشر 'فوراً بإجراء اتصالات برئيس الحكومة والوزارات والإدارات العسكرية والأمنية اللبنانية، والعودة معها إلى البرامج والخطط والمشاريع، التي تلبي بالدرجة الأولى الحاجات الملحة للجيش والأجهزة، وتسهم مباشرة في توفير المستلزمات الممكنة والمطلوبة، لمكافحة ظاهرة الإرهاب.

وأشار الحريري الى 'إن الوظيفة المباشرة للمساعدة التي قررها خادم الحرمين الشريفين واضحة ومحددة وهي تعني تخصيصا الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية التي يقع على عاتقها مواجهة الحملة الإرهابية، وملاحقة المسلحين وبؤر التطرف في كل مكان”.

واردف: ”إنني أتوجه من هنا، من المملكة العربية السعودية إلى جميع اللبنانيين، مشدداً على أن وحدتنا الوطنية هي السياج الذي يحمي بلدنا، ولا يجوز لأي سبب كان، التضحية بها لمصلحة مشاريع خارجية هدفها إستدراج الفتن والحرائق إلى لبنان، أو توريطنا في الحروب القريبة والبعيدة، والتطوع في معارك إنقاذ الأنظمة الطاغية. وحدتنا هي السلاح الأمضى بيد الشرعية والجيش للانتصار على الإرهاب. وسينتصر لبنان على الإرهاب بإذن الله، ولن يسمح لقوى التطرف أن تتخذ من أرضه، ساحة لنشر الشر والفتن، والإساءة لقيم الاعتدال والتسامح والحوار والتلاقي والعيش المشترك”.

وردا على أسئلة الصحافيين اعتبر الحريري ان نظام الاسد المجرم يذبح السوريين واللبنانيين والمشاكل التي نشهدها بسبب النظام الذي تخاذل المجتمع الدولي بإسقاطه. والتخاذل الدولي تجاه اسقاط الاسد يُدفع الثمن للبنان ودول المنطقة.

وعن الحل في عرسال، رأى الحريري ان 'المهم الافراج عن العسكريين ومغادرة المسلحين الاراضي اللبنانية والتفاوض لا بد منه لان ثمة عسكريين مفقودين مع الارهابيين ونحن نريد انقاذ عرسال واعادة العسكريين”. وعن قتال حزب الله في سوريا ونتائجه، لفت الحريري الى انه لا شك ان دخول حزب الله الى الساحة السورية ومشاركته بالقتال هناك كان له ردة فعل سيئة جدا عند اللبنانيين والسوريين. واضاف: 'اكدنا سابقا ان قتال حزب الله سيتجلب الردود الى لبنان وحذرنا منها. فمشاركة الحزب جريمة كذلك ما قام به المسلحون في عرسال جريمة ايضا”. وأوضح ان 'حزب الله لم يشارك في القتال الى جانب الجيش وهو مسؤول في مكان ما عما حصل في عرسال ودخول جهة لبنانية الى الساحة السورية سيطعي ردة فعل.

واوضح ان 'المبالغ المالية ستكون موجودة لدعم كل الاجهزة الشرعية بأسرع وقت وهذا هو توجه الملك السعودي خصوصا في ما خص تأمين الذخائر للجيش وقوى الامن فوراً.

وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه الرئيس سعد الحريري خلال مؤتمره الصحفي:

سئل: هناك خلافات داخل لبنان وتعدد وجهات النظر بين السياسيين، هل يمكن أن يعود لبنان إلى التوافق وتجاوز ما يتعرض له من مخاطر إرهابية؟

 أجاب: لبنان عانى كثيرا خلال الأربعين سنة الماضية من الحرب الأهلية ومن ثم كانت مرحلة اتفاق الطائف وإعادة بناء لبنان، والمنطقة كلها تعاني من الانقسامات الحاصلة في لبنان، ونحن قبل بضعة أعوام لم نكن في الموقع الذي نحن فيه اليوم. اليوم هناك الربيع العربي وهناك محاولات لخطف هذا الربيع العربي ومحاولات لتعزيز قوى إرهابية لتقسيم المنطقة. الموضوع بالتالي لا يعني لبنان وحده، بل عانت منه مصر وتعاني منه ليبيا وسوريا والعراق واليمن، وهذه موجة يجب أن تحارب بشكل مدروس.

الانقسامات اللبنانية سياسية، وهذا بالنسبة لنا في لبنان مهم، ونحن مع أن تكون هناك وحدة بين اللبنانيين، ولكن هناك مشاريع خارجية تضرب الدول العربية، وهي مشاريع معروفة المصدر.

سئل: في لبنان، هناك مشاكل داخلية وسياسية في لبنان ومؤامرات خارجية، ماذا يمكن أن يقدم المجتمع الدولي للبنان في ظل هذه الخلافات؟

 أجاب: لبنان ليس خارج المنطقة، بل هو جزء منها وهو في عين العاصفة. هناك المشاكل والانقسامات الحاصلة في سوريا، وخاصة النظام المجرم الذي يذبح السوريين، بعدما كان يذبح اللبنانيين. وهذه المشاكل التي نشهدها اليوم هي بسبب هذا النظام الذي تخاذل المجتمع الدولي في إسقاطه. ولو أراد المجتمع الدولي بالفعل أن يخلص سوريا من هذا الديكتاتور لكان هذا الأمر بكل سهولة، ولكن هذا التخاذل يجعل لبنان ودول المنطقة تدفع الثمن. لا شك أن المجتمع الدولي وقف معنا في مرحلة من المراحل، ولكن مشكلتنا هي مشكلة المنطقة ككل، وهي التدخل الإيراني في سوريا ولبنان والعراق، وهذا أمر واضح للجميع ونحن نحاول مقاومته، ونرد الإرهاب الذي يدخل إلى لبنان.

سئل: تجرون اليوم مفاوضات لاستعادة العسكريين اللبنانيين المحتجزين لدى الإرهابيين، أين وصلت هذه المفاوضات؟ وهل تخشون أن تعطي هذه المفاوضات الإرهابيين مساحة أكبر للتحرك مستقبلا؟

 أجاب: المهم بداية أن يعود العسكريون إلى الجيش اللبناني وإلى أهاليهم، ومن ثم أن يغادر المسلحون الأراضي اللبنانية. هذا التفاوض لا بد منه لأن هناك عسكريين مفقودين، وهم بيد الإرهابيين. نحن نريد أن ننقذ بلدة عرسال من جهة ونعيد العسكريين إلى ذويهم. من هنا لا بد من هذا التفاوض، علما أن التفاوض تم قبلا على عدد من الصحافيين الذين كانوا بيد داعش وهناك رجال دين مسيحيين وغيرهم من الأشخاص المختطفين من قبل هذه التنظيمات الإرهابية. وعليه فإن المهم اليوم إعادة هؤلاء العسكريين إلى ذويهم.

 

المقاومة في غزة تعلن الانتصار بعد انسحاب إسرائيل منها

وكالات,الجزيرة/أكدت حركتا المقاومة الفلسطينية (حماس) والجهاد الإسلامي أن المقاومة انتصرت على الجيش الإسرائيلي الذي انسحب صباح اليوم من أطراف قطاع غزة بموجب هدنة لمدة ثلاثة أيام, في حين تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوعن إنجار منقوص. وقال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري أن إسرائيل فشلت مائة بالمائة في غزة، وإن المقاومة لا يزال في وسعها الكثير لتفعله. من جهتها, قالت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- إن الجيش الإسرائيلي "هرب ليلا", مقتبسة عبارة استخدمتها صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية. وأضافت في بيان أن معركة "العصف المأكول" لا تزال مستمرة, وأضافت أن سلوك إسرائيل هو الذي يحدد سيرها, مؤكدة أن مقاتليها لا يزالون في حالة استنفار. وتابعت أن توجهاتها في الأيام القادمة مرهونة بتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني, في إشارة إلى ضرورة تحقيق مطالب المقاومة برفع شامل للحصار ضمن اتفاق تهدئة يجري التفاوض عليه في القاهرة. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن انسحابه بشكل كامل من قطاع غزة قبل سريان الهدنة صباح اليوم، لكنه قال إن قواته ستظل في حالة استعداد على حدود القطاع. من جهته, قال زياد نخالة -نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي- في تصريحات لتلفزيون فلسطين اليوم إن الغلبة كانت للمقاومة على أرض الميدان. واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل 64 من جنوده خلال العمليات البرية التي استمرت أكثر من أسبوعين, وهي أكبر خسارة له منذ حرب لبنان في 2006.

بيد أن كتائب القسام أكدت اليوم أنها قتلت أكثر من 150 ضابطا وجنديا إسرائيليا. كما أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري للجهاد الإسلامي- وفصائل أخرى قتل عشرات الجنود الإسرائيليين.

في المقابل, اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم أن الحرب على غزة ضربت ما سماه "شبكة إستراتيجية" ظلت حركة حماس تبنيها لمدة سنين, في إشارة إلى الأنفاق الهجومية.

وأشاد نتنياهو بأداء قواته في غزة, لكنه قال إنه لا يمكن التأكد من تحقيق النجاح 100%. وتحدث الجيش الإسرائيلي عن تدمير أكثر من ثلاثين نفقا في قطاع غزة, لكن حركة حماس سخرت قبل أيام من البيانات الإسرائيلية عن الأنفاق. وقبل دقائق من سريان الهدنة صباح اليوم, أطلقت المقاومة الفلسطينية أكثر من 25 صاروخا باتجاه عدد من المدن الإسرائيلية وفقا لمراسل الجزيرة في القدس المحتلة.

وأفادت مراسلة الجزيرة في غزة بأن أصوات الطائرات الإسرائيلية ظلت تُسمع، لكن لم تقع أي غارات بعد سريان الهدنة. وقد رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالهدنة السارية منذ صباح اليوم, ودعا إلى احترامها. كما رحب بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وطالب بان إسرائيل وحركة حماس بـ"البدء في أسرع وقت ممكن بمفاوضات في القاهرة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار".

من جهته قال مساعد مستشار الأمن القومي الأميركي توني بلينكن إن التهدئة "ستتيح الوقت لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة أطول".وجاء الاتفاق على التهدئة في اليوم التاسع والعشرين لبدء العدوان العسكري الإسرائيلي الذي أوقع نحو 1900 شهيد وأكثر من 9500 جريح فلسطيني.

 

الاكراد: ضمان ممر آمن للعائلات العالقة في سنجار يتطلب اياما

الأربعاء 06 آب 2014 /وطنية - قال المسؤول عن تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في دهوك هريم كمال: "ان عملية توفير ممر آمن للعائلات التي تحاصرها عناصر الدولة الاسلامية في جبل سنجار يتطلب اياما، مؤكدا ان "هذه المهمة ليس سهلة". واضاف: "ان مقاتلي حزب العمال الكردستاني (التركي) وصلوا الى الجبل فعلا والآن يعملون من اجل فتح ممر آمن لمساعدة العائلات النازحة هناك".

لكنه أقر بان "هذا ليس عملا سهلا ويتطلب اياما وتبقى العائلات في حالة مأسوية في هذه المنطقة الى حين مغادرتها".

 

تطويق الحريري ــ قهوجي لمخطط عرسال محطة في مسلسل

سيمون ابوفاضل

انتهاء الاحداث التي شهدتها منطقة عرسال اثر تعديات ارهابيين منظمتي «النصرة» و«داعش» على الجيش اللبناني وابناء البلدة، وفق الشروط التي وضعتها قيادة الجيش اللبناني، لا يعني عدم تحول هؤلاء الارهابيين نحو الداخل اللبناني في اي وقت كنتيجة لسياسة اسقاط الحدود بين لبنان وسوريا، بعد ان ربطت هذه المجموعات الارهابية او بررت ارتدادها نحو الداخل اللبناني على انه رد على تدخل «حزب الله» عسكرياً الى جانب الرئيس السوري بشار الأسد. وقد شكل التحرك الميداني لقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي وقيادته مباشرة للعمليات العسكرية، ثم اعلان رئىس «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري مواقف داعمة للمؤسسة العسكرية ورافضة لتعديات الارهابيين، الغطاء السياسي ـ الشعبي الثابت من جانبه، في حين كان الموقف الرسمي الحكومي الجامع الذي عبر عنه رئيسها تمام سلام كاستكمال كل المقومات الوطنية المطلوبة في مثل هكذا تحد.. والى هؤلاء كانت مواقف لعدد من الافرقاء من زوايا متناقضة توزعت بين تحميل المسؤولية لـ«صاحب الفعل».. التي بالنتيجة كان ثمنها شهداء للجيش اللبناني وضحايا من ابناء بلدة عرسال. والمواقف المرتبطة بقتال «حزب الله» في سوريا وصوابية هذه الخطوة، لن تبقى على وتيرتها مع الايام المقبلة، اذ في قناعة قوى 14 آذار حسب اوساط سياسية فيها، أن ما حذرت منه سابقاً، من تداعيات، وقع وأصاب المؤسسة العسكرية وكذلك المواطنين. كما اضحى هذا العامل «الانقسامي» احد مطالب «هيئة العلماء المسلمين» التي عملت على ابعاد المقاتلين الغرباء من داخل الاراضي اللبنانية في مقابل مطالبتها بعودة المقاتلين اللبنانيين «الاغراب» من سوريا اي «حزب الله» في حين ان قوى 8 اذار وفق اوساط نيابية فاعلة فيها، تشدد أن بعد احداث عرسال باتت الحاجة اكثر من اي يوم مضى لقتال الحزب في سوريا لصد الجماعات التكفيرية والارهابية ومنعها من التمدد نحو الداخل اللبناني، ثم ان القوى المسيحية في هذا المحور تجد أن تدخل «حزب الله» في سوريا قد يستتبع حكماً في الداخل اللبناني للدفاع عن عدد من المناطق المسيحية في اكثر من مكان.

واذا كان في اساس موقف قوى 14 اذار الرافض لدخول «حزب الله» سوريا للقتال الى جانب الأسد اتى من منطلق التدخل في دول مجاورة واعطاء الذريعة للقوى السورية يومذاك ايا كانت للتدخل في الشأن اللبناني سياسياً وعسكرياً، فان تطور الدور القتالي لـ«حزب الله» من الدفاع في المرحلة الاولى عن القرى الشيعية في منطقة القصير، ثم الدفاع عن «المقامات» وبعد الحفاظ على النظام السوري وحالياً التمدد في اتجاه العراق عدا انتشاره على كل الجبهات السورية، اذ ان كل هذه العناوين لتغطية القتال خارج الحدود على مدى العالم الاسلامي من شأنه ان يضاعف المخاطر تجاه لبنان وسيؤدي حتما حسب اوساط 14 آذار الى ردات فعل واسعة في اتجاه لبنان سيتكبد نتيجتها الجيش اللبناني والمواطنون.

والتحرك الدولي المتبادل تجاه لبنان، والداعم للجيش اللبناني ودوره، كان على خطين حتى الأمس، الخط الاول حمل دعماً سعودياً عبّر عنه الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، والسفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل في لقاءاته بالأمس، عدا ما صدر عن مجلس الامن الدولي، في موازاة خط ثان من خلال مبادرة العماد قهوجي للطلب من فرنسا

الاسراع في تسليم الجيش اللبناني عدداً من الاسلحة التي كان طلبها كترجمة للقرار السعودي في هذا الحقل...

والى جانب الخط البياني الداعم للمؤسسة والمواجهة للارهاب المتمثل بالرئيس الحريري والعماد قهوجي والقوى الحكومية المتناقضة الموقف من دور «حزب الله» وقتاله في سوريا.. فان ثمة قوى غير حكومية في قوى 14 اذار تجد في توسيع نطاق عمل القرار 1701 ليشمل طول الحدود اللبنانية - السورية الخطوة التي تشكل حماية للبنان وعزله عن الواقع السوري، لا سيما ان احداث سوريا مرتقب لها ان تستمر ولا آفاق سريعة لانتهائها، لذلك فان تجربة المنطقة الامنية الخاضعة للقرار الدولي 1701 حسب اوساط قيادية مسيحية وداخل امانة قوى 14 اذار تعطي دافعاً قوياً من اجل انسحاب هذه التجربة على المناطق الحدودية اذ منذ العام 2006 حتى يومنا هذا لا تشهد هذه المنطقة اي احداث او خروقات، لا بل ان «حزب الله» راض عن الهدوء الذي يسودها.

وحيال الكلام الصادر عن عدد من القوى التي تعتبر أن «حزب الله» يحمي المناطق المسيحية، قالت الاوساط إن المعادلة الصحيحة باتت تكمن بما يمكن اعتباره او «القرار 1701 او ما يبقى بالبلد واحد...» في حال عدم توسيع دائرة عمله، لان واقع الحدود المفتوحة امر جد خطر ونتائجه المكلفة واضحة للعيان، في حين أن الكلام عن حماية المسيحيين من خارج الدولة ومؤسساتها هو امر جد خطر، لا بل ان هذه الفئة سعت من اجل مواجهة الفلسطينيين يومذاك الى سوريا ومن بعدها الى اسرائيل وفق خيارات يومها مفروضة وغير ناجحة، وحاليا تكمن حماية جميع المواطنين والمسيحيين ايضاً تكون من خلال الدولة والمؤسسة العسكرية. وتتم حماية لبنان وعزله عن صراعات سوريا والمنطقة من خلال تعميم تجربة القرار 1701 على كامل الحدود المشتركة مع سوريا، بغطاء دولي داعم سياسياً وعسكرياً لكون انتهاء احداث عرسال اذا ما حصلت ووفق شروط العماد قهوجي لا يعني أن باب المخاطر على لبنان قد اغلق نهائيا.

 

عدو «حزب الله» الذي لا ينضب

ملاذ الزعبي

الأربعاء، ٦ أغسطس/ آب ٢٠١٤ /الحياة

«حزب الله» وكيل إيران في لبنان، هو في ذلك شقيق للنظام السوري، الوكيل العلماني للثورة الخمينية في دمشق، والشقيقان لا يشبهان بعضهما في الوكالة الإيرانية وحسب، بل هما كذلك، وعلى رغم اختلاف السياق وطبيعة النظام السياسي، كيانان يسعيان الى البقاء على رأس السلطة، كل في بلده.

في هذا توسل الحزب اللبناني منهجاً مختلفاً عن شقيقه السوري، لاختلافات في السياق وطبيعة النظام السياسي. ذاك أن النظام الطوائفي في لبنان كان يعني أن يحتاج الحزب أولاً إلى تفوق على الأحزاب والقوى التي يفترض بها تمثيل الطوائف الأخرى، فتحقق للحزب ذلك منذ نهاية الثمانينات من القرن الماضي باحتكاره سلاحاً وقوة عسكرية فاقت بمراحل حتى ما تملكه الدولة اللبنانية. كانت أمام الحزب مهمة أخرى أهم، تتمثل في ضمان ولاء مستمر له من جمهور طائفته حتى لا تتكرر تجارب ميليشيوية لبنانية أخرى.

ذاك أنه بعد 1983، عاش لبنان تجربة الكانتونات التي أنشأتها قوى متحاربة أو متحالفة في الحرب الأهلية. ولكن بعد استقرار كل كانتون على حدوده واقتصاده المافيوي وانتهاء المعارك والمواجهات مع قوى الكانتونات الأخرى، بدأت الشرعية الميليشيوية تتآكل داخل الكانتونات في غياب أي تهديد جدي من الآخر، فلم يعد العدو الخارجي مجدياً، ولم يعد المبدأ البسيط «نحن سنحميك من الآخر الساعي الى قتلك» قابلاً للتطبيق، فمارست هذه الميليشيات عنفاً داخلياً موجهاً نحو من تُدّعى حمايتهم.

لتجنب هذه المشكلة، ستسعى «دولة حزب الله» إلى اختلاق عدو دائم، لا يفنى ولا ينضب، لكنه لن يكون أبداً العدو الإسرائيلي على ما حاولت تصويره الماكينة الإعلامية لمحور الممانعة على مدى سنوات، بل سيبقى العدو الدائم، كما في أي نظام طائفي، متمثلاً بالآخر الطائفي، لا بالآخر الإسرائيلي حتى لو كان الأخير ينتهج سياسات كولونيالية وتوسعية. وكان الربط ضرورياً بين إسرائيل ورموز السنية السياسية في لبنان أو في الخليج لتحقيق أعلى درجات الالتفاف حول الحزب لدى جمهوره، كي تكون المعركة في مواجهة الآخر الطائفي، قبل أن تكون في مواجهة «العدو» الإسرائيلي. الالتفاف الصلب في الحالة الأولى سيكون بديهية غير قابلة للنقاش، والتململ متاح في الحالة الثانية، وبخاصة مع مقدار الدمار الذي كان يلحق بالجنوب اللبناني أو بضاحية بيروت الجنوبية. كان يتم تجنب هذا التململ في سنوات المواجهة مع إسرائيل عبر ربط تل أبيب بتيار المستقبل تارة وبالسلفية الجهادية تارة أخرى أو بالقاعدة أو بما كان يعرف بمحور الاعتدال العربي.

في حالة الثورة السورية، ولتبرير انخراطه في قتالها أمام جمهوره، يستحضر الأمين العام للحزب حسن نصر الله وماكينته الإعلامية خطاب «الحركات التكفيرية» و«حماية المراقد»، وهو خطاب أو تبرير يبدو فاعلاً بعد نحو خمسة عشر شهراً على تحول مشاركة الحزب في الحرب الدائرة في سورية إلى العلن، من دون أدنى تململ من جمهور الحزب الإلهي في مواجهة سيل جثامين المقاتلين المتدفقة من القلمون وحلب وريف دمشق وغيرها. دع جانباً النقاش حول خيار الانتصار للنظام السوري، الذي يعرفه اللبنانيون جيداً، في مواجهة شعبه المنتفض عليه.

أما في ما خص أخبار المشاركة في القتال في العراق، فالمؤكد أن نصر الله في غير مرة أتى على ذكر ما وصفه بالاضطهاد والاعتداءات على الشيعة في العراق وفي باكستان. فهل سيكون من المستغرب أن نرى يوماً جثامين لمقاتلين من «حزب الله» قضوا في بيشاور بعدما ذهبوا للقتال في كراتشي «حماية لأحد المراقد» هناك؟ من يعلم؟

صحافي سوري

 

داعش يخشى الشيخ اللبناني أحمد طبارة

محمد علي فرحات/الحياة

ما إن اقترب وقف النار في الحرب الإسرائيلية على غزة حتى اشتعلت في لبنان- عرسال وطرابلس. استولى مسلحون متطرفون قادمون من سورية والعراق على البلدة اللبنانية المحاذية للقلمون السوري، وخرج أنصارهم في أحياء طرابلس الداخلية يؤازرونهم بالتظاهرات وإطلاق النار على الجيش وقوى الأمن. لم يكن أمام الجيش سوى تلبية طلب أهل عرسال تحريرها من المحتلين المتطرفين، فأرسل وحدات من النخبة، وقدم شهداء وجرحى في حرب مفتوحة على غير احتمال. لكن السياسيين لم يتحلوا بشجاعة الجيش ومبادرته، وقد توقع المواطنون الحسنو النية أن يجتمع مجلس النواب فوراً بدعم من الزعماء المتصارعين جميعاً وينتخب رئيساً للجمهورية، في ردّ وطني على القوى الواضحة والغامضة التي تريد إلحاق لبنان بخريطة الخراب المشرقية وباحتمالات التفتيت عبر القتل الأعمى وتهديم ما بنت الدولة الحديثة.

سقط السياسيون اللبنانيون في الامتحان ولم يتحلّوا بوطنية رجالات الاستقلال الذين استغلوا انشغال الانتداب الفرنسي بالحرب العالمية الثانية، فأعلنوا استقلال لبنان في تشرين الثاني (نوفمبر) 1943 مرغمين فرنسا على الاعتراف. قائد الجيش طلب التعجيل بإرسال دفعة من السلاح الفرنسي الذي سبق أن موّلته المملكة العربية السعودية بمنحة ملكية قيمتها ثلاثة بلايين دولار، لأن العدة التسليحية للجيش قليلة وقديمة إذا قورنت بسلاح «داعش» الأميركي المتطور الذي تركته قطعات الجيش العراقي المنسحبة من الموصل. يبذل الجيش وسعه، لكن السياسيين لا تمنعهم المرحلة الصعبة من الاسترسال في سجالات طائفية، وهم يعزون هذه السجالات إلى أجواء حلفائهم الإقليميين، فيما الإقليم يجمع على إبقاء لبنان بعيداً من الحريق السوري، على رغم تدخل «حزب الله» عسكرياً في الدفاع عن نظام الأسد واندراج متطوعين لبنانيين في المعارضة السورية المسلحة.أيدي اللبنانيين على قلوبهم أمام الأحداث الخطيرة في عرسال وطرابلس، لكن المجتمع اللبناني لم يُسلِم قيادَه نهائياً لمناكفات السياسيين ولتخريب المسلحين العبثيين، ففي وطن الأرز زادٌ من التماسك والوعي لم ينفد بعد، ولم يفقد المواطن اللبناني عقله مستجيباً للعبة الطائفية العقيمة، فتراه يحرك مسيرة العمل والإنتاج ويعي مشتركاته الكثيرة التي تعمّد ويتعمد إهمالَها دعاة التفريق وراسمو الحدود المصطنعة بين المناطق والطوائف. والحال أن أحداث عرسال وارتداداتها في طرابلس هي اختراق لحدود لبنان ومحاولة لفتحها على مساحات شاسعة قضمها «داعش» من سورية والعراق، بما يفكك الكيان اللبناني ويدخله في احتمالات الخرائط التجريبية الجديدة. ولن يكسب «داعش» أرضاً لبنانية، فالجهات التي أوقفت اختراق مقاتليه مدينة كسب الساحلية السورية وأرجعتهم إلى تركيا، قادرة على طردهم من لبنان، لأن حسابات القوى الكبرى لم تلحظ وجوداً داعشياً على ضفة المتوسط الشرقية القريبة من أوروبا. وإذا كان «السلطان» رجب طيب أردوغان الذي تنسب إليه رعاية «داعش» يرى في خراب المشرق استدعاء لجيشه العثماني الجديد، فاللبنانيون، خصوصاً المسلمين، لم ينسوا الشيخ أحمد طبارة (إمام جامع النوفرة في وسط بيروت التجاري) الذي أعدمه القائد العثماني جمال باشا مع غيره من المناضلين من أجل استقلال لبنان وحداثته، وذكرى الشيخ حاضرة في ضمائر المسلمين اللبنانيين، شركاء الميثاق الوطني وأقرب مسلمي العالم إلى الانفتاح على الآخر المختلف.

 

الجيش وعرسال و...المنحبكجية!

فارس خشّان/يقال نت

بعد انتهاء معركة نهر البارد، بانتصار الجيش اللبناني، برر "حزب الله"، أمام قائد الجيش، في حينه، العماد ميشال سليمان، رسم أمينه العام حسن نصرالله لخط أحمر حول مخيّم كان يفترض أن يكون للاجئين الفلسطينيين، بأن هذا الحزب يفضّل، في مسائل تتصل بتنظيمات اسلامية سنية ان لا يكون جزءا من حملة التحريض، وذلك حرصا على العلاقات بين المكونات الشيعية والسنية(!).

وفي أثناء معركة نهر البارد، التي كانت صعبة ومعقدة، كان العماد ميشال عون، يتولّى مهمة احباط الرأي العام، من الحرب ومجرياتها، بتحويل نفسه الى عدّاد يومي، لخسائر الجيش اللبناني.

وعندما ظهرت ملامح انتصار الجيش اللبناني في هذه المعركة، جال ميشال سماحة، بمفخخاته المعلوماتية الكاذبة على مجموعة من الصحافيين الأجانب، ومن بينهم سيمور هيرتش الذي بدأ من يومها انحدار صدقيته، ليروي عن علاقة تمويلية مزعومة( ظهر زيفها في التحقيقات القضائية والأمنية) بين تنظيم فتح الاسلام وبين تيار المستقبل، ليمكّن، من خلال ذلك، حزب الله والتيار الوطني الحر والنظام السوري، من ادارة معركة دعائية، لغسل  أياديهم المتسخة إما  بصناعة هذا التنظيم الارهابي، وإما بمحاولة تثبيط همة العسكر في معركتهم، وليحدثوا اللبنانيين عن حرصهم الشديد على كل نقطة دم يسكبها الجيش اللبناني.

فما الذي تغيّر بين نهر البارد وبين عرسال، حتى انقلب الخط الاحمر الى ضوء أخضر، وسقط الخوف على دماء ضباط الجيش وجنوده، ولم يعد نصرالله يحسب حسابا للعلاقات بين التنظيمات السنية- الشيعية؟ ولماذا تنظّم حملة لمنع التوصل الى أي تسوية، تحقق للجيش اللبناني، بالسلم، ما يحلم اللبنانيون ان يحققوه بالقوة؟

هل العين فعلا على الارهاب؟ ام أنّ العين هي على عرسال وأبنائها وموقعها الجغرافي الاستراتيجي؟

وهل العين فعلا على "داعش"؟ أم انها على الجيش اللبناني وقدراته ووظيفته الوطنية؟

نعم، جوهر القضية يكمن في هاتين النقطتين المحوريتين: عرسال التي طالما ظهر انها مستهدفة ومطلوب رأسها، والجيش اللبناني الذي يبقى الموئل الاول والاخير في الرد على كل الوظائف التي يسرقها "حزب الله" منه، ويحاول، من خلال ما حصل في عرسال، ان ينظّف سجله من المآسي التي استقدمها الى لبنان، سلوكه الحربي في سوريا ، وسلوكه الإستكباري المغطي لجرائمه بحق لبنان واللبنانيين.

ليس بين اللبنانيين المعارضين لميليشيا "حزب الله" والحالمين بإرساء دولة مركزية فاعلة، من يمكن أن يفكر، للحظة، إلا بقوة الجيش وعزته وسطوته، ولكن، في المقابل، فهل يدرك ماذا يفعل كل من ينجر وراء رافضي الحل السلمي الشريف، في عرسال ؟

ان مقارنة سريعة بين مخيم نهر البارد، من جهة  وبين عرسال، من جهة أخرى تهز الضمائر.

في نهر البارد، بقي الجيش اللبناني ١٠٥ ايام حتى حسم المعركة، واستشهد له فيها ١٦٨ ضابطا وجنديا.

في نهر البارد، اضطر الجيش اللبناني ان يسوّي كل ما في المخيم بالأرض، ليتمكن من بسط سيطرته عليه.

في نهر البارد، تمكنت قوى ١٤ آذار من اقناع المجتمع الدولي بتوفير جسر جوي لتسليح الجيش وتذخيره.

نهر البارد، كان محاصرا، من كل حدب وصوب.

نهر البارد، كان عدد مقاتلي "فتح الإسلام" فيه نهائيا، وبالتالي كان عددا ينقص بالمعارك ولا يزيد.

نهر البارد، كان من دون اي حاضنة شعبية لبنانية، وكان عنوان مواجهة مع بشار الأسد اقتناعا من عموم اللبنانيين بأن الرئيس السوري الحالم بالعودة الى لبنان بعد ضربه، يقف وراء نشوء "فتح الإسلام" عبر فرع فلسطين في المخابرات السورية، وتاليا كان تدمير المخيّم ممكنا، بعد اجلاء كل المدنيين منه.

ولكن، عرسال، ليست نهر البارد على الاطلاق، ولا يمكن أن تكون كذلك.

عرسال، تشكل مساحتها خمسة بالمائة من مساحة لبنان.

عرسال سكانها كما اللاجئون اليها، يشكلون نحو 150الف نسمة.

عرسال بلدة لبنانية وليست مخيما للاجئين الفلسطينيين.

عرسال هي عنوان من عناوين المواجهة مع "حزب الله" وليست من عناوين التعرض للسيادة اللبنانية.

عرسال مفتوحة حدودها وعدد المقاتلين فيها يمكن ان يرتفع عندما تدعو الحاجة.

عرسال يستحيل تدميرها ويستحيل تسويتها بالارض.

عرسال، لن تكبد معركتها الجيش، في هذه الحالة، الا اضعاف مضاعفة لما تكبده في نهر البارد، وهي لن تكفيها ١٠٥ ايام، وهي لن تتوافر لها، من اجل تدميرها، جسور تذخير جوية.

"داعش" لا يرسم احد حوله خط احمر، لأنه بالنسبة للجميع وباء اصفر، وجميع المعنيين فعلا بوجود جيش قوي، سيقفون، بلا تردد خلف المؤسسة العسكرية وسيعملون على تسليحه وتذخيره، بكل ما أوتوا من إمكانات( سعد الحريري والهبة السعودية الإضافية، نموذجا)، ولكن السؤال المركزي يبقى، خصوصا بعدما قدّم قائد الجيش العماد جان قهوجي اشارات، الى مشاكل في الاسلحة وفي الذخائر وفي ظروف المعركة، عن الثمن النهائي الذي سيدفعه الجيش في معركة يمكن تحاشيها.

امام هذه المعطيات، من حقنا- لا بل من واجبنا أن نسأل- هل ثمة كمين منصوب للجيش، ويعمل البعض لأسباب استراتيجية هنا ورئاسية هناك، على دفعه دفعا اليه، وذلك من اجل اضعاف هذا الجيش واسقاط دوره الوطني ؟

إن الخيارات المطروحة امام الجيش ليحاول كسب المعركة الصعبة كثيرة وكلها معقدة، ابرزها خياران:

 أولا، اضطراره لاستعمال قوة نارية هائلة وسلاح الطيران ببراميل متفجرة( كما حصل في نهر البارد ويحصل حاليا في سوريا) لاتهامه بارتكاب مجازر مما يسقط دوره الوطني.

ثانيا، دفعه الى معركة غير محسوم الانتصار فيها، مما يسمح بالتشكيك بقدرته، في وقت لاحق، على مواجهة الارهاب وحماية لبنان من إسرائيل، أي في المهمتين اللتين يدعي "حزب الله" إضطراره للقيام بهما، دفاعا عن بشار الأسد في سوريا، وتأبيدا لسلاحه، في لبنان.

المؤكد الآن، ان "داعش" لا بيئة حاضنة له في كل لبنان، والمؤكد الآن ان الجيش محصن شعبيا وسياسيا من الجميع، وهذا يعني ان خروج الجيش من هذه المعركة سريعا مستفيدا من الوساطات القائمة، سيوسّع هوة "داعش" في لبنان ، وسيعزز دور المؤسسة العسكرية والرهان عليها.

غير ذلك محفوف بمخاطر كثيرة. مخاطر ضم كثير من السوريين الى "داعش" في لبنان، ومخاطر خلق حالة تعاطف على خلفية الدمار والضحايا، ومخاطر اضطرابات واسعة على امتداد لبنان، بدأت مؤشراتها تظهر في كثير من المناطق.

المسألة العرسالية ليست في القصائد ولا في  شابات يرتدين الزي العسكري لأخذ صور ، ولا في عونيين لا يرون في الجيش سوى العميد شامل روكز و"اسلحة دماره الشامل" ولا في حب "حزب الله" المستجد ، ولا في كل سلوكيات " المنحبكجية"، بل هي مسألة في صلب الحقائق العسكرية، كما في صلب هشاشة التكوين الشعبي اللبناني.

إن هؤلاء الذين يدفعون في اتجاه تعقيد أي حل سلمي لملف عرسال، هم أنفسهم، من استيقظ، يوما بعد انتصار الجيش في نهر البارد، وتذكروا أن الكهرباء تنقطع في لبنان، فقرروا، في مار مخايل الإنتفاضة بالحجارة والسلاح على الجيش. كان هدفهم، يوما، إسقاط الإنتصار من السجل العسكري وتقليم أظافر الجيش، ليكون مجرد ناقل رسائل، في 7 أيار 2008.

هناك ثابتتان في مجريات معركة عرسال يمكن أن تصب لمصلحة حل سلمي مشرّف، الأول حاجة الجيش الى سلاح، وفق ما أعلنه العماد جان قهوجي، والثاني، حاجة القوى السورية المسلحة غير المنضوية في "داعش" الى تحييد عرسال، ملجأ عائلاتها، وإلى توفير الجهد والرجال، لمواصلة الحرب المفتوحة في سوريا.

وهاتان الثابتان، يمكنهما حقن الدماء، ويعطيان الجيش مساحة قوة، من أجل تحصين عرسال لاحقا، ومن أجل التسريع في توفير عوامل قوته التجهيزية.

في المقابل، هناك فريقان يرفضان هذا المسلك، هما "حزب الله" الذي يريد جيشا مضروبة وطنيته، على صورته ومثاله، وبشار الأسد الذي يريد نقل سلوكياته التدميرية الى كل الجوار.

ثمة من يعتقد بأن العماد قهوجي أخطأ، حين قال ما قاله عن وضع الجيش التسليحي وعن الظروف الصعبة لمعركة عرسال، ولكن ثمة من وجد أنه أصاب، حين أفهم المتعطشين الى الدماء، بأنه ليس تيمورلنك القرن الحادي والعشرين، ولن يكون بشار أسد لبنان، الذي لا يهمه لا القتلى ولا الدمار بل ايهام الناس بأنه انتصر في معركة!

 

انطوان صفير حاضر في كندا عن التطورات اللبنانية: التنوع ضمن الوحدة في خطر نتيجة الأزمات الداخلية والخارجية

الأربعاء 06 آب 2014 /وطنية - إختتم المحامي الدكتور انطوان صفير زيارته الى كندا والتي التقى خلالها رسميين وأكاديميين بإلقائه محاضرة دعا اليها مجلس رعية مار شربل في العاصمة اوتاوا تحت عنوان: "الكنيسة والأوضاع العامة في لبنان"، في حضور سفيرة لبنان في كندا ميشلين ابو سمرا وكاهن رعية مار شربل للموارنة الخوري هنري عماد وراعي كنيسة الروم الكاثوليك الارشمندريت مكاريوس ورؤساء أحزاب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب والأحرار ورئيسة دير الراهبات الأنطونيات الأم فيليسيتي ضو وحشد.

بعد النشيدين الكندي واللبناني، ألقى رئيس مجلس رعية اوتاوا طوني يعقوب كلمة رحب بها بالدكتور صفير وعرض المسائل الواجب بحثها على الصعيد الوطني.

ثم ألقى صفير محاضرة مقسمة الى ثلاثة ابواب: الأول ويتعليق بدور الكنيسة اللبنانية وخياراتها الثابتة تجاه الكيان اللبناني وموضوع التعددية والحريات السياسية والعامة. وعرض لموجز تاريخي عن الأحداث "التي تكاملت حتى الوصول الى تكريس مشروع لبنان الكبير كدولة تعددية تجسد حلما تاريخيا للبنانيين بعدما عانوا من الاحتلالات والاعتداءات والظلم من أكثر من دولة كبرى طوال حقبات سابقة".

ثم توقف عند "الدور المسيحي المتعلق بالتنوع والتواصل ضمن صيغة فريدة في الشرق تعطي لكل من المسيحيين والمسلمين اللبنانيين نكهة مميزة ودورا رساليا نوعيا في العالمين العربي والدولي".

ثم عرض الباب الثاني المتمحور حول لبنان "كأمانة مستعرضا معايشة اللبنانيين للامبراطوريات المختلفة وكيف حافظوا على الأغليين والايمان والحرية دافعين ثمنا باهظا في فترات مظلمة نستعيد بعض وجوهها في الأرهاب المتفلت في العراق.

وقال: "إن لبنان الأمانة يشكل نموذجا حقيقيا للرسالة اللبنانية حيث من المفترض ان يعيش الجميع في ظل دولة مدنية متوازنة ونظام طائفي ضامن لأن تطورات العقود الأخيرة أبرزت الخلل الفاضح في التمثيل السياسي المسيحي الناتج عن قوانين انتخابية غير عادلة وممارسة سياسية رسمية غير متوازنة مما يهدد أسس الديمقراطية التواقعية ومعادلة التنوع ضمن الوحدة، إذ ان لا شراكة فعلية بين تابع ومتبوع بل المطلوب عمل مشترك ضمن خط الاعتدال الوطني العابر للطوائف وضمن لامركزية إنمائية موسعة توازن بين المناطق".

ثم توقف صفير عند "موقع بكركي والمسيحيين اللبنانيين كنيسة كركائز حوار مع المسلمين في العالم"، معتبرا ان "الذاتية المسيحية لا تتعارض مع الذاتية اللبنانية والعربية بل تشكل دعائم متبادلة يمكنها أن تجسد مجالا طبيعيا للحوار المطلوب على المستوى الدولي حفاظا على قيم الأديان ودرءا لمخاطر الإرهاب واستعمال الدين عن غير حق في سبيل القتل والعودة بالانسانية الى عصور الظلم والظلام".

ثم تحدث عن "المقاومة التي خاضتها أجيال لبنانية منذ الـ75"، معتبرا ان "هذا السلاح وان غير رسمي، هو سلاح شرعي أدى الى دحر المحتلين من غير اللبنانيين وهذه وحدة دم تجمع بين كل من يتطلع الى وطن سيد حر ولو بالحد المقبول".

ثم عرض صفير لموضوع الميثاق الوطني بأبعاده الدستورية والقانونية، معتبرا انه "يجسد الولاء المطلوب للبنان دون سواه مما يمكن كل فريق وإن أخطأ في مرحلة معينة أن يعود الى الذاتية اللبنانية وضوابط التعددية الغنية بعدما ثبت بالوقائع، انه لا يمكن شطب أحد من المعادلة اللبنانية بفعل الظروف الخارجية الطاغية"، مضيفا ان "الميثاق الوطني والصيغة يشكلان اطارا فعليا للتلاقي بين الجماعات اللبنانية"، معتبرا ان "الضمانات ليست في النصوص بل في ارساء أسس الدولة المدنية الحاضنة والمتوازنة، ضمن احكام الفترة "ي" من مقدمة الدستور التي تعتبر ضمانة وإطارا شاملا لا يمكن تخطيه".

ثم تحدث عن "بيان بكركي التاريخي في ايلول الذي أسس لمرحلة جديدة حققت بعضا من أهدافها ولكن الظروف المعقدة حالت دون الوصول الى كل الأهداف رغم التضحيات الجسام". ثم فند بنود مذكرة بكركي الاخيرة معتبرا أنها "تعطي توجيهات مترفعة عن السياسات الضيقة وهي تصلح كعناوين للحلول".

وفي الباب الثالث، عرض صفير للتحديات التي تواجه العيش المشترك ومنها "عدم احترام الخصوصيات والتعددية وعدم بناء الدولة الديمقراطية القائمة على مؤسسات فاعلة ومتفاعلة في ظل انحسار ديمغرافي وضياع سياسي وتشتت دستوري".  ثم استخلص ان "الحلول تكمن في تحييد لبنان عن الأزمات المستعرة وارساء اللامركزية الموسعة القادرة على انماء المناطق وتعزيز الرقابة".

وبعد ان حيا الجيش اللبناني، أعتبر ان "عدم الاحتكام الى العنف والاعتماد على القوى الرسمية يشكل الشرط الضروري للشروع بالحلول من أكبرها وحتى التفاصيل. وهذا ما لا يتحقق الا ببناء علاقات طبيعية في الداخل ومع الدول الشقيقة والصديقة بغية التواصل الايجابي وتخطي مراحل مظلمة". ثم تحدث أخيرا عن بيع الأراضي ذات المساحات الكبيرة و"ما تؤدي اليه من تغير في هوية الأرض والإنسان".

 

كيف انقلبت الإمرة من «داعش» الى «النصرة»؟

جورج شاهين-جريدة الجمهورية الخميس 07 آب/14

ستبقى أحداث عرسال مدارَ جدلٍ ومناقشاتٍ لفترة، لما فيها من ألغاز ونتيجة عجز البعض عن فهم حقيقة ما حدث، فبَنوا ردّات فعلهم على أساس انقساماتهم. في وقت كشفت فيه مراجعُ معنيّة أنّ الهجمة على عرسال بدأت مع «داعش» قبل أن تنقلب الإمرة لـ»جبهة النصرة» بعدما عطّل الجيش اللبناني مفاعيلَ الهجوم وسيناريوهاتٍ أخرى. فكيف تمّ ذلك؟

مَن يعرف أنّ عرسال تحوي 135 الفاً من لبنانيين وسوريين؟

معارك الجيش في عرسالالجيش اللبناني الدرع الوحيد للوطنعمّا جرى في عرسال... رُبَّ ضارّةٍ نافعةالجيش أجبَر الإرهابيّين على التراجع الى ما وراء حدود عرسالالمزيدتوسَّعت رقعة المناقشات حيالَ ما شهدته عرسال في الأيام القليلة الماضية وتناقضت المواقف منه، وارتفعت لهجة التخوين وتبادُل الإتهامات في سباق مع الزمن، قبل أن يفرض الجيش اللبناني في مواجهته لما حدث تنسيقاً لبنانياً للمواقف فيه كثير من الدجل السياسي بالإضافة الى ما عطّل من مخططات كانت مرسومة لعرسال ومحيطها ولبنان.

ويعترف معنيّون بالملف أنّ التعاطي الحكومي والسياسي اللبناني مع ملف النازحين السوريين يعتريه القصور، فلم تقدّم الحكومتان اللتان عايشتا الأزمة توصيفاً حقيقياً لما حدث وجرى ولم تتعبا في البحث عن حلول تضمن قدرة اللبنانيين على الإمساك بما يحصل على أرضهم، بمقدار ما كان البحث عمّا يُرضي توجهاتهم وطموحاتهم السياسية قياساً على حجم الإنقسام في ما بينهم من أحداث سوريا، واعتقاد البعض أنّه سيكون قادراً على استثمار انتصار النظام في الداخل اللبناني والعكس صحيح.

حتى الأمس القريب، لم يفهم بعضُ اللبنانيين حقيقةَ ما يحصل هناك. ففي لغة الأرقام يعيش في عرسال حالياً نحو 35 الف لبناني وما يزيد عن 110 آلاف نازح سوري اكثريتهم من الذين وجدوا في البلدة مأوى آمناً وبيئة حاضنة لهم، عدا عن العلاقات الإجتماعية والمصاهرة العائلية التي تجمع ثلث هؤلاء جميعاً.

هذا قبل أن يحصل ما حصل بين ليلة وضحاها. وعلى رغم الحديث عن سيناريوهات سلبية تُعدّ للمنطقة لم يحتط اللبنانيون لها بأيّ إجراء ضامن للتحكم بأمن المنطقة، ورداً على ما تكوَّن في محيطها من عداء لها ولأبنائها لا يمكن أن يتنكر له أحد، باتت هناك أحياء في البلدة عاصية على الجيش وهو ما ولَّد نفوراً وعصبيات لم تشهدها المنطقة سابقاً بهذا الحجم من الإحتقان الذي منع أمس وصول المساعدات الطبية الى مستوصفين بدائيّين في عرسال.

وعلى خلفية هذا الإنشقاق بين ما تشهده عرسال ومحيطها، باتت المنطقة مسرحاً جاهزاً لكلّ السيناريوهات السلبية، الى أنّ حصل ما حصل قبل أيام عندما خطَّطت قيادة «داعش الجديدة» بقيادة عماد علي جمعة الأمير السابق لـ»جبهة النصرة» قبل توقيفه على أحد حواجز الجيش، للسيطرة على البلدة ومعابرها الى جرودها لتسهيل انتقال مؤونتها من قلب البلدة اليها.

ويقول العارفون إنّ ردّ فعل الجيش الصلب هو ما عطَّل هذا السيناريو كاملاً. وعلى رغم سقوط شهداء وجرحى في صفوف الجيش نتيجة هذه العملية الغادرة، فقد خربطت السرعة التي تحرّكت فيها ألويته وافواجه كامل هذه الحسابات تزامناً مع سقوط كمائن سياسية كثيرة نصبت له ولقيادته ولوحداته لأسباب انتخابية وسياسية تتصل بالإستحقاق الرئاسي وغيره من الإستحقاقات، وتمّ تصويب البوصلة مجدّداً وتعهّدت الحكومة التضامنَ خلف الجيش وسارعت مختلف القوى الى وقف نزاعاتها الداخلية لإمرار المرحلة بأقلّ الخسائر الممكنة.

ويقرّ العارفون أنّ هذا الموقف على رغم هشاشته، والذي قابلته رداتُ فعل شعبية في عرسال إذ رفض الأهالي التماهي مع مطالب الداعشيين وقوّضوا مشاريعهم في تأمين البيئة الآمنة لهم، فانقلبوا مجدّداً الى قيادة «جبهة النصرة» وما يمثله قائدها المحلي في البلدة «ابو مالك» الذي لا يُحبّذ تنفيذ أيّ عمل عسكري خارج الأراضي السورية، فقاد المفاوضات مع ممثلي «هيئة العلماء المسلمين» لإنهاء العمليات العسكرية على رغم المواجهات الداخلية بين المجموعات السورية المسلّحة وهو ما أنتَج من وقتٍ إلى آخر مواجهات في ما بينها ومع الجيش اللبناني.

وفي ظلّ عدم القدرة على البحث في تفاصيل كثيرة، تجدر الإشارة الى أنّ الساعاتِ القليلة المقبلة ستثبت مدى قدرة «ابو مالك» على إدارة المعركة مع الإعتراف بأنّه دخل في حقلٍ من الألغام الداخلية على رغم سيطرته على أكثرية المجموعات المسلّحة، وستحمل الساعات المقبلة مزيداً من الإثباتات حول إمكان انتهاء العرض العسكري في عرسال قبل نهاية الأسبوع او العكس.

 

الجيش أجبَر الإرهابيّين على التراجع الى ما وراء حدود عرسال

الجمهورية/واصل الجيش اللبناني تصدّيه للمجموعات الإرهابية من «داعش» و»جبهة النصرة» في عرسال وجرودها لليوم الخامس على التوالي، ملحقاً بها سلسلة هزائم، حيث أجبرها أمس على التراجع من البلدة الى ما وراء الحدود، مستعيداً منها محاور: وادي الرعيان، رأس السرج، المصيدة، وتلة 83، بعد معارك شرسة، تكبّد خلالها الإرهابيون عشرات القتلى.

إشتباكات عنيفة كبّد خلالها الجيش الإرهابيين عشرات القتلى

معارك الجيش في عرسالالجيش اللبناني الدرع الوحيد للوطنكيف انقلبت الإمرة من «داعش» الى «النصرة»؟عمّا جرى في عرسال... رُبَّ ضارّةٍ نافعةالمزيددارت إشتباكات عنيفة ليل الثلثاء - الأربعاء بين الجيش والمجموعات المتطرّفة على المحاور الأساسية: وادي الرعيان، رأس السرج، المصيدة، وتلة 83، التي إنتزعها الجيش من أيدي الإرهابيين، ليزيل الخطر الإرهابي عن بلدات البقاع الشمالي الواقعة في مرماها.

وعلى الاثر بدأت إنسحابات الإرهابيين من داخل عرسال في اتجاه الجرد وما بعد منطقة وادي حميد. وفيما أشار أحد أبناء البلدة لـ»الجمهورية» الى أنّ «ظهور الإرهابيين تراجع بنسبة تسعين في المئة»، أكد مصدر أمني أنّ «الجيش يتعامل مع هذا الإنسحاب بحذر قبل مسح المناطق التي انسحب منها الإرهابيون، والتأكّد من خلوّها من المتفجرات أو احتمال تحصّنهم في مواقع يصعب الوصول إليها، بغية إطلاق النار منها أو القنص، على غرار ما حصل في معركة نهر البارد».

هيئة العلماء المسلمين

وكانت وصلت الى الجيش تعزيزات عسكرية آليّة من مدافع وملّالات. لكن مع انبلاج الفجر شهدت الجبهة هدوءاً مع وقف الجيش إطلاق النار للإفساح في المجال أمام وفد «هيئة علماء المسلمين» الدخول الى عرسال والإجتماع بالمسلّحين ضمن مساعيه لإطلاق العناصر الامنية المحتجَزة لديهم، ونجح الوفد في إطلاق ثلاثة عناصر من الجيش، اثنان منهم من أبناء عرسال حيث سلّمهما الى ذويهما في البلدة وسلّم العنصر الثالث الى احد المراكز العسكرية.

وكان الوفد توجه قرابة الثانية بعد الظهر إلى عرسال، ويضمّ الشيخين حسام الغالي وسميح عز الدين، و4 سيارات إسعاف تابعة للجمعية الطبية الاسلامية بعد انتظار على الطريق بين اللبوة وعرسال لنحو ساعتين، قبل أن يصل عرسال وينفّذ مهمته على أن يعود اليها إليوم لاستكمال مهمة إطلاق العناصر.

وعقد الوفد اجتماعاً مع مخاتير عرسال وبعض فاعلياتها وممثلين عن «داعش» و»جبهة النصرة» وسط انتشار بعض العناصر المسلّحة لحمايتهم، وتمّ الإتفاق على انسحاب المسلّحين من عرسال، مقابل تعهّد أهل عرسال عدم المساس بالنازحين السوريين الموجودين في المخيّم. كما تعهد المسلّحون عدم المساس بالجنود المحتجَزين لديهم.

ثمّ عقد الوفد مؤتمراً صحافياً أمام منزل مختار عرسال حسن الأطرش في بلدة رأس بعلبك في حضور مفتي بعلبك - الهرمل الشيخ أيمن الرفاعي، بعد إطلاق الجنود الثلاثة. وقال الغالي: «إنّ الاتفاق الأوّلي الذي تمّ نتيجة الاتصالات مع الرئيس تمام سلام وقيادة الجيش اللبناني، يقضي بتحديد وقف لإطلاق النار لمدة 24 ساعة حتى السابعة من مساء الخميس»، لافتاً إلى أنّ «المقاتلين الموجودين في عرسال بدأوا بالتوَجّه إلى خارج حدود لبنان». من جهته، أكّد الشيخ عز الدين أنّ «المسلحين تعهّدوا بالانسحاب قبل انتهاء الهدنة، وطلبوا ألّا يتعرّضوا لإطلاق النار، كما طلب المفاوضون أن تضمن الهيئة مع رئاسة مجلس الوزراء حياة النازحين السوريين وأهالي عرسال وحرمتهم، أمّا بقية الأسرى فستستمر المفاوضات لإطلاقهم، وهي عملية شاقة، مع العلم أنّ جميع الأسرى على قيد الحياة».

بدوره، كشف الرفاعي أنّه «ما زال لدى الإرهابيين 17 دركيّاً و10 عسكريين من الجيش، ولولا بعض الأخبار لاستطاع الوفد تحقيق إنجاز أكبر»، مشيراً إلى «وعود واضحة لإطلاق بقيّة العسكريين وعناصر قوى الامن». لكنّ الإرهابيين عادوا فخرقوا الهدوء مطلقين قذيفة في اتجاه سيارة كانت تقلّ أفراداً من عائلة عزّالدين من عرسال فأصيبوا بجروح متفاوتة، ثم حاول الإرهابيون التسلّل إلى مراكز الجيش في وادي الرعيان، والسويدة والمصيدة،لكنّ عناصر الجيش كانوا في انتظارهم فتصدّوا لهم، لتدور إشتباكات عنيفة بين الطرفين كبّد خلالها الجيش الإرهابيين عشرات القتلى.

بعد ذلك، دارت معارك كرّ وفرّ بين الطرفين على محور وادي الرعيان الإستراتيجي الذي انتزعه الجيش من الإرهابيّين حيث عاودت فصائل عدّة منهم السيطرة على المحور نظراً لكونه مشرفاً على معظم التلال والمحاور المحيطة. الى ذلك، تعثّر مسار قافلة مساعدات غذائية مؤلّفة من 11 شاحنة محمّلة بالمواد الغذائية الضرورية، من «هيئة الإغاثة الإنسانية» و»حقوق الإنسان» و»الحريات» في تركيا، «جمعية قطر»، و«جمعية الشيخ عبد الله النوري»، و«الرحمة العالمية في الكويت»، بعدما قطع عدد من أهالي اللبوة الطريق أمامها، بحجة أنّ المساعدات قد تذهب إلى المجموعات التكفيرية، مشترطين دخولها عرسال بعد خروج المجموعات منها. من جهته، أعلن الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير عن جهوزية تأمين كل مواد الاغاثة الانسانية لادخالها الى اهالي عرسال، وذلك بتوجيه من رئيس الحكومة تمام سلام وبعد التنسيق مع قيادة الجيش اعتباراً من اليوم. توازياً، إنعدمت حركة نزوح الاهالي من عرسال، فيما شهدت منطقة رأس التنية تجمعاً لعشرات العائلات العرسالية في انتظار السماح لهم الدخول إلى رأس بعلبك، فيما وصل نحو مئة عائلة الى بعلبك كانت نزحت سابقاً من عرسال.

السعي لمستشفى ميداني

وفي المتابعة ترأس محافظ بعلبك - الهرمل بشير خضر اجتماعاً لمجلس الأمن الفرعي في المحافظة إستُهل بالوقوف دقيقةَ صمت عن أرواح شهداء الجيش والمدنيين، وبحث المجتمعون في المستجدات على ضوء الحرب ضدّ الإرهاب، واتفقوا على سلسلة تدابير تتخذها الأجهزة المعنية بالتنسيق مع البلديات. وأكد المجتمعون أهمية العمل الاستباقي والوقائي لتفويت الفرصة على الإرهابيين الذين يسعون لإثارة الفتنة بين أبناء المنطقة الواحدة، وأثنوا على الروح الجماعية لأبناء المنطقة الذين احتضنوا إخوانهم النازحين من عرسال. كذلك اتفقوا على تنظيم حملة تبرّع بالدم لصالح اللواء الطبي في الجيش.

من جهته، شكّل وزير الصحّة العامة وائل أبو فاعور خليّةَ عملٍ لمتابعة شؤون المُصابين في أحداث عرسال، مؤلَّفة من طبيب القضاء والأطبّاء المُراقبين في وزارة الصحة في المنطقة، وطلَب من مركز اللبوة الصحّي التابع للوزارة تقديم الإسعافات الأولية الطارئة للجرحى، قبل إحالتهم إلى المستشفيات، وباشرت فرق وزارة الصحّة الخطوات اللازمة لإقامة مستشفى ميداني في المنطقة بالتعاون مع الجيش والصليب الأحمر.

 

عن «داعش» و «حكماء» لبنان

زهير قصيباتي/الحياة 

إجماع اللبنانيين على دعم الجيش في مواجهة هجمة تنظيم «داعش» وتسلله الى منطقة عرسال، لا يقتضي أي ثمن، ولا يكون إجماعاً إذا اقترن بأي شرط. صحيح أن الجيشين العراقي والسوري ومعهما الفصائل الكردية المقاتلة، لم تقوَ بعد على دحر «داعش» وفظائعه، لكن الصحيح ايضاً أن للبنان ظروفاً وبيئات ومجتمعات تلفظ سحق تعددها، مهما عانى بعضها من مظالم وإهمال.

ويتيح الالتفاف حول الجيش فرصة ثمينة لمعالجة الجسد اللبناني المريض، وإنقاذه من غيبوبة الفوضى وسط براكين الحقد والقتل في المنطقة، لكنه لا يقدم ضماناً أكيداً بأن الطبقة السياسية تريد التقاط العِبر من وقائع زلزال يضرب الدول العربية منذ نحو ثلاث سنوات ونصف سنة.

لا شروط يُفترض ان تقيّد دور الجيش اللبناني في الدفاع عن سيادة البلد، وعن أمن مواطنيه درءاً لتمدد مشاهد الطوفان الهائل من النازحين والمهجّرين، صوَر أوطان المخيمات، الجوع والموت والطوابير الخامسة التي لا يعرف أحد هويتها، أو هوية موحدة لها.

لا تشكيك في المؤسسة العسكرية يمكن تبريره فيما معركة لبنان «معركة وجود»، كما قال النائب وليد جنبلاط الذي انعطف مجدداً في موقفه من تدخل «حزب الله» في سورية، حين رفض «اسطوانة» القول إن التكفيريين لم يكونوا ليأتوا الى لبنان لولا ذلك التدخل. عملياً سعى زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي إلى فك الطوق عن التدخل، وهو لا يرى، أو لم يعد يرى أي علاقة بين اختراق «حزب الله» الحدود وإرساله مقاتلين الى سورية وبين أي ظاهرة معاكسة في اتجاه الأراضي اللبنانية، تراهن على متعاطفين بمنطق الذريعة.

والحال ان هذا المنطق يدين ذاته، فـ «حزب الله» ليس «داعش» ولا «جبهة النصرة»، لكنه ارتكب من الأخطاء ما يكفي لجعل لبنان ساحة مكشوفة، مثلما انزلقت «14 آذار» إلى سقطات تركت قاعدتها الشعبية مكشوفة ومعزولة أمام تمدد 8 آذار لابتلاع الدولة.

فلنحصِ أولاً نتائج ما ارتكبه تنظيم «داعش»: بدءاً من تحطيم الحدود العراقية- السورية والسورية- اللبنانية، مروراً بإثارة الذعر لدى أتباع مذاهب أو طوائف، وانتهاء بتكريس شرذمة سورية والعراق، وإلحاق لبنان بنار البركان السوري. والتنظيم (الدولة الإسلامية) «المارد» الذي جزم زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي باستحالة السيطرة عليه بعدما خرج من «القمقم»، يهدد لبنان وجيشه بحرب استنزاف لم يفت وقت تفاديها، لكن شرطه وحيد: إدراك «حزب الله» أن الوقت حان للخروج الكبير من ساحات الدماء السورية، وأنه سيحظى بإجماع لبناني نادر، إذا انكفأ للدفاع عن حدود لبنان، من الخطوط الخلفية، مؤازراً الجيش.

ولن يكون تحصين للبلد من دون إجماع آخر على حتمية عودة العقل والحياة السياسية للبنان، إذا كان الإنقاذ مطلوباً للجميع. الشرط الوحيد هو اقتناع مَنْ خطفوا حيوية المؤسسات الدستورية بأن لا فرصة أخرى للتنازل عن العنتريات وحروب داحس والغبراء وأوهام القتال بسيوف الطوائف التي تحوّلت رهائن.

وإذا كان التكفيريون في المنطقة وعلى حافات رياحها المذهبية، يقاتلون زوراً باسم الشريعة و «الخلافة»، ففي لبنان بين القادة والزعماء مَنْ قاتل ردحاً وزوراً باسم طائفة وأكثر من طائفة، ليحصد امتيازات ومكاسب. قبل «داعش» أجيال في السياسة، امتهنت الخديعة، والحصاد شعوب فقيرة وأفواج خريجين لا ترى أوطانها إلا في أقفاص بطاركة الحقيقة المطلقة.

وبلا شطط كثير، فلنسأل الجنرال ميشال عون، بأي وسيلة سيستفتي اللبنانيين على دعوته الى تطبيق «معاهدة الأخوّة» مع سورية، لضبط الحدود، وكأن شيئاً لم يتغيّر منذ انتفاضة السوريين وثورتهم... أو أنه ضامن لشرعية النظام في دمشق. ما يقوله الجنرال عملياً هو: امام «داعش» لا مناص من التعاون مع النظام السوري.

وبلا مزيد من الشطط ايضاً، عن احتمالات سيئة ومريرة إذا نجح تنظيم «داعش» في جرّ الجيش اللبناني إلى حرب استنزاف طويلة، فلنهنأ بتعاطف الرئيس الإيراني حسن روحاني مع «الشعوب في فلسطين وسورية والعراق ولبنان». هو يهنئ الشعب الفلسطيني في غزة بـ «انتصاره على أكثر الكيانات دموية». حوالى ألفي شهيد فلسطيني في أقل من شهر، والحرب لم تنتهِ، فكيف وبأي ثمن؟

هل يعرف روحاني لماذا تتزامن شلالات الدماء في العراق وسورية ولبنان وفلسطين؟ هل يعرف «حكماء» لبنان مَن أطلق «مارد داعش» من القمقم؟ وأين يخطئ القائلون بالمرحلة التجريبية للاتفاق النهائي، النووي- الإقليمي، بين طهران والدول الست؟

ربما يظن بعض «حكماء» لبنان أنهم اخترعوا إجماعاً وطنياً بالالتفاف حول الجيش الذي يقدم الشهداء باسم لبنان، لا طوائفه ولا أحزابه. والكارثة ان الإجماع ذاته يتبخر حين يتعامى الساسة عن حتمية التنازلات في الداخل ووقف افتعال الحرائق والتحريض، ووقف تجويف المؤسسات الدستورية، لحماية وحدة الحدود من الحريق الكبير والانهيار.

 

ساندوا الجيش اللبناني بإقرار خدمة العلم

رغيد الصلح/الحياة

الحرب المعلنة ضد لبنان تضيف المزيد من المشاهد الكئيبة إلى المشهد العربي العام. ففتح جبهات متعددة ضد القوات اللبنانية المسلحة يزكي صواب الصورة التي رسمها قائد الجيش اللبناني، العماد جان قهوجي، حول الخطة الموضوعة للنيل من لبنان ولجره إلى ساحة الحروب الدينية والمذهبية التي تجتاح المنطقة. ولعلها ليست بالمصادفة الكبيرة أن تنفتح الحرب في الأراضي اللبنانية في نفس المرحلة التي تتصاعد فيها حرب تصفية المسيحية الشرقية خاصة في العراق. وإنزال الخسائر البشرية الفادحة بالمؤسسة التي تجسد استمرارية الدولة اللبنانية وبما تستند إليه من قيم الديموقراطية وروحية الميثاق الوطني اللبناني واحترام التعددية الثقافية، يتم في نفس الوقت الذي تعلن فيه الحرب ضد الرموز التاريخية للحضارة العربية التي احتفت بالتنوع وحافظت عليه لقرون عدة.

هذه الصورة خطرة وبشعة، ولكن فيها بعض الإيجاب. إنها وفرت للقيادات السياسية اللبنانية فرصة للإعراب عن موقف موحد تجلى في تأييد القوات المسلحة اللبنانية وفي الدعوة إلى دعمها والالتفاف حولها. سواء عبر هذا الموقف عن قناعات حقيقية تملكها جهة تمثل اللبنانيين، أم عن «حكمة» أملت عليها تأييد الجيش مسايرة للرأي العام فان النتيجة واحدة: أن موقفها هو مؤشر على نظرة اللبنانيين إلى الجيش وإلى الدور الذي يقوم به. في كافة الحالات، ينبغي عدم الاستخفاف بأهمية الدعم المعنوي والسياسي للجيش اللبناني. انه، في حده الأدنى، «تحييد» لأصحاب الدعم، وضمانة ولو شكلية لعدم طعن الجيش في ظهره وهو يخوض معركة الدفاع عن لبنان وعن نظامه الديموقراطي وتنوعه المجتمعي.

إضافة إلى الدعم السياسي والمعنوي الذي تقدمه القيادات السياسية اللبنانية فان الجيش يحتاج اليوم كما يحتاج كل يوم وكما احتاج بالأمس إبان معركة مخيم البارد وكما أعلن قائد الجيش، إلى السلاح المناسب وإلى الذخائر وإلى أدوات القتال وعدّته حتى يتمكن من صد الهجمات المتكررة ضده. فليس معقولاً ولا مقبولاً أن يفتقر لبنان إلى العتاد، بينما يمتلك المعتدون والإرهابيون الذين يتجوبون في المنطقة العربية آخر أنواع الأسلحة وأشدها فتكاً. وفي ضوء هذه الحاجة فان من الضروري أن تبذل فرنسا أقصى ما يمكن من الجهد في إرسال السلاح الذي مولته السعودية إلى الجيش اللبناني. ومن الضروري أن تبذل الحكومة اللبنانية كل مسعى لحث الحكومة الفرنسية على إعطاء هذه المسألة الأولوية. إن لبنان، بعد كل حساب، لا يخوض معركته فحسب وإنما أيضاً معركة كل الدول والمجتمعات والأوساط الدولية الحريصة على نشر مبادئ الديموقراطية والتعددية الثقافية في منطقة المتوسط. ومن المأمول أن يساهم السلاح الفرنسي الصنع في تعزيز قدرة القوات المسلحة اللبنانية على صد اعتداءات الإرهابيين وعلى تفكيك خلاياهم وإنهاء مشاريعهم في لبنان. ولكن هل يكفي الجيش الحصول على السلاح وحده؟

تلجأ الدول التي تواجه ما يواجهه لبنان من تحديات مصيرية إلى إقرار زيادة عديد القوات المسلحة عن طريق خدمة العلم. ويلجأ العديد من الدول الصغيرة التي تواجه مثل هذه التحديات إلى اعتماد استراتيجية الدفاع الوطني الشامل من أجل حماية السيادة والاستقلال والوحدة الترابية للبلاد كما هو الأمر في سويسرا وسنغافورة وغيرها من البلدان المشابهة. لبنان لا يطبق هذه الاستراتيجية، ولم يعد يطبق ركيزتها المتمثلة بخدمة العلم منذ أن تم إلغاؤها عام 2005. منذ ذلك التاريخ لم يعلن أي تفسير لهذا القرار إلا ما صرح به رئيس لجنة الدفاع والأمن البرلمانية اللبنانية في وقت لاحق إذ قال بأنه اتخذ «تلبية لرغبات الآلاف من المغتربين اللبنانيين لأنه عرقل أعمالهم في بلاد الاغتراب وحال دون إكمال البعض منهم دراسته الجامعية»!

حدد نقاد خدمة العلم مواقفهم بالاستناد إلى اعتبارات رئيسية مثل اثر التجنيد الإجباري على مستوى القوات المسلحة القتالي. لقد لاحظ عدد منهم، على سبيل المثال، أن تطبيق خدمة العلم يؤدي إلى انخفاض مستوى الانضباط بين الجنود، وإلى تراجع روح المبادرة لدى المجندين كما حصل في تركيا. كما لاحظ منتقدو خدمة العلم أنها تؤدي إلى انقسام الجيش إلى فريقين: واحد مكون من المتطوعين الذين يدخلون الجيش الذي يتحول إلى محور طموحاتهم وآمالهم الاحترافية والشخصية وحافزاً لاكتسابهم المهارات العسكرية. الفريق الآخر يمر بالجيش مروراً عابراً وموقتاً فلا يهتم بتنمية معارفه وتدريبه العسكري. ويشعر أفراد هذا الفريق من المجندين بالغضاضة بسبب انخفاض رواتبهم، فعندما كانت كوريا الجنوبية تطبق خدمة العلم كان المجند يتقاضى 10 في المئة فقط من الحد الأدنى للأجور المقررة في البلاد.

قدم المعنيون بأوضاع الأمن في الدول التي طبقت خدمة العلم حلولاً لهذه العثرات خاصة مع انتشار التكنولوجيا الحديثة، فقد تحولت فترة خدمة العلم إلى فرصة إضافية لتدريب المجندين على هذه الاكتشافات الحديثة ومن ثم على إغلاق الهوة بين المتطوعين والمجندين. ففي سنغافورة التي تعمل القوات المسلحة فيها كمدينة جامعية كبرى، لا يشعر المجند عند نهاية فترة الخدمة بأنه أضاع وقتاً كان يمكن إنفاقه في طلب العلم، بل يتخرج من الجيش وبيده شهادة تفتح له أبواب المستقبل. وفي كافة الأحوال لم تكن هذه الثغرات هي السبب الذي جعل عدداً كبيراً من الدول يتخلى عن خدمة العلم، وإنما كانت هناك أسباب أخرى لا ينطبق أي منها على لبنان. فهناك عدد من الدول تخلى عن خدمة العلم لأنه لم يعد يشعر بالتحديات والأخطار التي كان يشعر بها في الماضي، مثل الدول الأوروبية التي أصبحت تشعر بالكثير من الاطمئنان بعد قيام الاتحاد الأوروبي. وهناك عدد من الدول، مثل فرنسا، ألغت خدمة العلم لأنها شعرت أنها بحاجة إلى جيش قليل العدد كثير الفاعلية صالح لإرساله إلى خارج البلاد وحيث لفرنسا مصالح قديمة ترغب في الحفاظ عليها.

إن حاجة لبنان إلى خدمة العلم لم تتراجع ولا بقيت كما كانت عليه يوم ألغي القانون، بل تفاقمت كما نشهد اليوم. فنحن لسنا «قطعة من أوروبا» حتى نشعر بالأمان والاطمئنان، بل نحن جزء من منطقة تشتعل وتنخرط بكل أنواع الصراعات المسلحة، ولا نملك إلا أن نحصن أنفسنا ضد من يعمل على حرمان لبنان من سيادته الوطنية ومن انتمائه العربي. ولسنا نخال أياً من اللبنانيين يريد تطوير القوات المسلحة اللبنانية حتى تصبح أداة للتدخل في الخارج بغرض الدفاع عن مصالحه «الإمبريالية» كما هو الأمر مع بعض الدول الأوروبية. بل نريد توفير كل أسباب الدعم لهذه القوات حتى تتمكن من صون السيادة والوحدة الترابية والنظام الديموقراطي.

كان يوم إلغاء خدمة العلم يوماً مشؤوماً في تاريخ النخبة السياسية والمؤسسة العسكرية في لبنان. المطلوب اليوم هو التراجع عن هذا القرار وإلغاء مفاعيله عبر خطوتين متزامنتين:

أولاً: التعجيل في وضع قانون جديد لخدمة العلم يتضمن أخذاً في الاعتبار الملاحظات والانتقادات الموجهة إلى القانون القديم والإسراع في إقراره.

ثانيا: إطلاق حملة واسعة لحث اللبنانيين واللبنانيات على دخول الجيش.

هذا أقل ما نقوم به إذا أردنا بالفعل ترجمة بيانات التأييد الصادرة عن مختلف الكتل والأحزاب والجماعات السياسية في البلاد، وإذا أردنا التغاضي عما تتضمنها أحياناً من مساع مؤسفة لاستخدام تضحيات القوات المسلحة اللبنانية كوسيلة للتطاحن السياسي الداخلي.

 

نتانياهو: العملية الاسرائيلية في غزة "مبررة"

الحياة/اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الاربعاء ان العملية العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة الجارية منذ شهر "مبررة ومتناسبة". وحمل حماس "مسؤولية" المعاناة في القطاع.  وقال نتانياهو: "حماس مسؤولة عن الدمار والقتلى"، في اول تصريح علني منذ دخول تهدئة انسانية لمدة 72 ساعة حيز التنفيذ الثلثاء

 

مشروع واحد من غزة وعرسال.. إلى شمال العراق

اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط

في السياسة يصعب التوفيق بين العاطفة والمثاليات من جانب، والواقعية والمصالح من جانب آخر. لكن هذا ما هو ماثل أمامنا اليوم في غزة، وشمال العراق، وعرسال بشمال شرقي لبنان. للأسف، يصعب علينا، كعرب ومسلمين، كما يبدو، تقبّل الحقائق. ذلك أن غالبيتنا تفضل العيش في الأوهام وما زالت تتفاعل مع مجريات الأمور في بلادنا، إما بانفعال بريء ساذج... أو على أساس أمنيات لا تستند إلى واقع محسوس. كل المشاكل التي تواجهنا راهنا نتعامل معها هذه الأيام بالتركيز على الأعراض فقط متناسين: أولا المُسببات، وثانيا النيّات، وثالثا المناورات المتعمّدة إما للتضليل أو الإرباك.

إن ظاهرة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة» والتنظيمات «القاعدية» بشتى أشكالها وتسمياتها من الظواهر المألوفة في تاريخ الإسلام الطويل. ولقد خبِر الإسلام منذ بزوغه حركات وتنظيمات متطرّفة كانت تقوم وتزدهر ثم تندثر. وكلها، من دون استثناء تقريبا، كان يسعى لاحتكار الإسلام والهيمنة «الشرعية» على مقدّرات المسلمين. والملاحظ، لمن يهمه الأمر، أن التطرّف والغلو كانا يتزامنان مع مراحل ضعف الدولة وانحطاطها... وإما يساهمان في التعجيل بهذا الضعف، ومن ثم الانحطاط، أو يأتيان ردة فعل غاضبة عليهما. في حين كانت فترات ازدهار الدولة ومنعتها واتساع رقعة نفوذها تتميّز بالتسامح الديني والمذهبي والاعتراف بالتعدّدية واستيعاب الاختلاف، بل والاستفادة منه.

نعم، ظاهرة «داعش» وأخواتها ليست جديدة أو طارئة، وأيضا التحديات التي تواجه العالمين العربي والإسلامية لم تبدأ صباح أمس. غير أننا، كعرب وكمسلمين، نتصرّف اليوم إزاء مشاكلنا بانفعال عاطفي يرفض التفكير والتحليل ويأنف الاتعاظ من الأخطاء... ويستمرئ الشعارات الخطابية ويستسلم للمزايدات، بدلا من ربط الأشياء أحدها بالآخر، وتحليل المعطيات واستشراف النتائج بناء على حد معقول من المعرفة والصراحة مع النفس. ولنبدأ بغزة. أنا واثق أنه ليس هناك إنسان سوي يمكن أن يتحمّل مشاهد الفظائع التي مثّلتها الآلة الحربية الإسرائيلية فصولا، ولا سيما جثث الأطفال المقطّعة، ونواح الأمهات الثكالى، وآثار التدمير البربري للأحياء السكنية. وبالأمس فقط استقالت وزيرة بريطانية مسلمة من حكومة ديفيد كاميرون استنكارا لموقفها الملتبس من مأساة غزة. ولكن علينا أيضا أن نفهم أنه وسط القصف والدمار والأشلاء هناك «غاية سياسية» إسرائيلية من حرب غزة، كما أن هناك «هدفا سياسيا» مقابلا لحماس والجهاد الإسلامي ومَن يمدّهما بالمال والسلاح.

ما حدث ويحدث في غزة جزء من «سيناريو» سياسي يتّصل بمصير الأراضي الفلسطينية المحتلة ويشكل جزءا من تلاقي، أو تلازم، أو تقاطع المخططات الإقليمية والدولية الكبرى لمنطقة الشرق الأوسط. وهذه الأيام، بينما يستذكر العالم مرور 100 سنة على اندلاع الحرب العالمية التي انتهت في المشرق العربي بإعادة رسم خارطة المنطقة، بات علينا التنبه إلى احتمال أن تكون التسوية التي أبصرت النور عام 1920 قد انتهى مفعولها بشقّيها الأساسيين «اتفاقية سايكس - بيكو» و«وعد بلفور». ثمة أكثر من طرف إقليمي ودولي واحد أسهم عن عمد في شقّ الصف الفلسطيني بعدما كان العرب قد قرّروا جعل منظمة التحرير الفلسطينية «الممثل الشرعي الوحيد» للفلسطينيين. وواضح من «حرب غزة» أن لإسرائيل هدفا سياسيا - استراتيجيا يقوم على تصفية إمكانية قيام أي كيان فلسطيني مستقل. المخطّطون الإسرائيليون يدركون أساسا استحالة «إبادة» غزة عسكريا، لكنهم قصدوا من حربهم بناء قوة دفع لصيغة سياسية جوهرها فرض «وصاية» إقليمية على المناطق الفلسطينية الممزّقة الأوصال. وواشنطن طبعا ملتزمة تماما بالموقف الإسرائيلي، وإيران تشجّع وتسلّح وتصعّد لتحسين حصتها من الصفقة الإقليمية الكبرى من دون الاكتراث بدماء الفلسطينيين وآلامهم.

حالة غزة تنطبق تماما على حالة عرسال وأبعادها اللبنانية - السورية. أزمة عرسال أيضا لم تبدأ البارحة رغم تظاهر الساسة اللبنانيين بأنهم فوجئوا بما حصل. لقد شبّت الثورة السورية قبل أكثر من ثلاث سنوات، وسرعان ما حوّلها مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي وبشار الأسد، بتواطؤ إقليمي ودولي، إلى حرب أهلية حقيقية. وخاض «حزب الله» بأوامر إيرانية الحرب على هذه الثورة قبل نحو سنتين. وبالتالي، كان من الطبيعي أن يستدعي تدخله في سوريا تدخلا مضادا داخل لبنان يحظى بدعم - ولو عاطفيا - من طائفة سنية مُهمّشة ومُستضعفة بقوة السلاح، بينما الجيش اللبناني ممنوع من ممارسة دوره الوطني المتوازن المطلوب.

في المقابل، فإن إسرائيل، المرتاحة تماما لوضع حدودها السورية منذ 1974، كانت وما زالت ضد تغيير نظام الأسد. وكان لا بد، بالتفاهم مع واشنطن وموسكو، من مبرّر للإبقاء على النظام «صندوق بريد» بين تل أبيب وطهران، وجهاز امتصاص صدمات يخدّر الأقليات الدينية والمذهبية ويضمن استمرار ولائها. وجاء هذا المبرّر «القابل للتصدير» بجعل سوريا، ثم العراق ولبنان أيضا، أهدافا لجماعات جهادية تكفيرية متطرّفة ترتكب مجازر وتمارس التهجير والتطهير الطائفي والعرقي.

وكما أن دور «حزب الله» لا علاقة له بمواجهة إسرائيل، لا علاقة لمشروع «داعش» وأخواتها حقا بنصرة الثورة السورية، أو التصدّي لهيمنة إيران على العراق ولبنان، بدليل ممارساته المرفوضة إنسانيا بحق أبرياء ينتمون لأديان وطوائف متنوّعة في فسيفساء المنطقة. وأيضا بدليل تمتّعه بموارد مالية ولوجيستية لا تتفق و«عفوية» جهاده المزعوم، ناهيك من الصمت المُريب من القوى الكبرى على تمدّده السريع عبر المنطقة.

إن تهجير أقليات شمال العراق (من المسيحيين والأيزيديين والشبك وغيرهم)، بعد إرباك ساحة الثورة السورية وإنهاكها بمعارك جانبية وترويع السوريين بممارسة القتل والهدم والتضييق الديني، وجرّ لبنان - حيث لا توجد دولة، ولا تشكل طائفية دينية واحدة غالبية سكانية - إلى حرب أهلية... ليس سوى مقدمة لتقسيم المنطقة وتفتيتها. وباعتقادي، وهذا ما سبق لي ذكره في مناسبات سابقة، أن عملية التقسيم والتفتيت الجارية على قدم وساق تمهد لوصاية إقليمية جديدة... وبعلم عدد من اللاعبين الإقليميين ودعمهم.

 

تدخل مصر عسكريا في ليبيا

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

كثيرون استحضروا من التاريخ القريب حكاية الاشتباك العسكري اليتيم بين مصر السادات وليبيا القذافي عام 1977 من باب التشبيه بالأزمة الحالية، وذلك بعد تردد تصريحات عن عزم مصر التدخل في ليبيا، إلا أن أزمة اليوم لا تشابه أزمة الأمس في شيء. فالعقيد الليبي معمر القذافي عرفناه مجرد زعيم شعارات، وكان قد تجرأ وهدد الرئيس المصري آنذاك، أنور السادات، ضد عزمه إبرام اتفاق السلام مع إسرائيل، باكتساح مصر، وأرسل بضع مئات إلى الحدود، الذين هجموا على منفذ السلوم البري. في استعراض غوغائي. السادات فاجأه فأرسل ثلاث فرق عسكرية استولت على المنفذ من الجانبين في أقل من ساعة، وفر رجال القذافي.

أزمة اليوم مختلفة، حيث لا يوجد نظام في ليبيا، ومصر تواجه تحديات أمنية خطيرة داخلية. والأزمة الحالية أعظم خطرا على البلدين معا منذ مواجهة منفذ السلوم. مناشدات التدخل لم تخرج من القاهرة، بل معظمها من ليبيا نفسها، التي تغرق يوما بعد يوم في حرب أهلية، تنهار تحتها كل مقومات الدولة نتيجة الهجمات المتعددة الجبهات من الجماعات المتطرفة من طرابلس إلى بنغازي وحقول البترول والموانئ. ليبيا تتحول إلى دولة فاشلة، وملجأ كبير للجماعات الإرهابية التي ستهدد الليبيين، والجيران، والعالم.

هذه الحالة الفريدة في شمال أفريقيا، ستضطر إحدى جارتي ليبيا، مصر أو الجزائر، إلى التدخل، ويبدو أن مصر هي المعنية بشكل أكبر، وإن كان الخطر يهدد كل الجيران، بلا استثناء. وقد كنا نتوقع شيئا من التدخل من قبل مصر خلال الأشهر الماضية مع بداية المواجهات في العاصمة طرابلس، بين الجيش الوطني الليبي والجماعات المسلحة، إلا أن القاهرة بقيت على الحياد. ومع سقوط المواقع الحكومية تباعا في قبضة الجماعات المسلحة، أصبح واضحا أن المواجهة المصرية معها صارت مسألة وقت، سواء أرسلت مصر قواتها إلى ليبيا أو أن الجماعات المسلحة غزت التراب المصري.

وقد تمتنع القيادة المصرية عن التدخل لبضعة أشهر أخرى، والاكتفاء بحماية حدودها، كما تفعل الجزائر الآن، لكنها تعرف أن هذه الجماعات الليبية المنشغلة في معاركها الداخلية، بعد أن تنظم صفوفها، ستوجه بنادقها إلى الحدود الشرقية. والمعركة المنتظرة ستكون مع دولة عبد الفتاح السيسي، الذي تعتبره عثرة في طريقها «لاستعادة القاهرة».

ومع أن الجزائر أطلقت تحذيرات، يبدو أن المعني بها مصر، أنها ضد التدخل العسكري إلا أن الحكومة الجزائرية لم توضح بعد ما الذي تنوي فعله. فالوقوف على الحدود لن يمنع من تسلل المقاتلين والسلاح إلى مصر، هذا في المرحلة الأولى، ولن يكون سهلا مواجهة الجماعات المسلحة بعد أن تكون قد استولت على المواقع المهمة في ليبيا وضاعفت من قوتها. والسؤال للجزائر ومصر وأوروبا، والعالم بشكل عام، هل ستسكت هذه الدول عن أن تقوم دولة متطرفة مثل «داعش» في ليبيا؟ أو هل ستقبل بحرب أهلية واسعة تجتذب المزيد من المتطرفين من دول المنطقة، لتضاف إلى سوريا والعراق والصومال؟ التدخل العسكري في ليبيا هو الحل الضروري الذي يمكن أن يمنع «داعش» من إقامة دولة إرهابية ويحول دون توسع النزاع إلى حرب أهلية واسعة ومفتوحة وطويلة الأمد. وهناك صياغات مختلفة فالتدخل يمكن أن تقوده مصر وتشارك فيه دول الاتحاد المغاربي، أو أن تدعم مصر وتتولى وحدها إدارة الأزمة من خلال ما تبقى من الجيش الوطني الليبي ومثيله.

 

لبنان: أرز وفيروز وجيش!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط

لبنان بلد يتميز بتعدد الطوائف فيه، شعبه لا يزال في حالة بحث مستمر عن هوية موحدة تجمعه وسط هيمنة لزعماء الطوائف من ساسة ورجال الدين، ولكنه بحاجة لأن تسعى الرموز الوطنية فيه لعمل شيء حول هوية موحدة. ولعل الحرب الأهلية الطاحنة والدامية التي استمرت زهاء العشرين عاما لا تزال آثارها النفسية واضحة بين اللبنانيين حتى اليوم.

اللبنانيون وجدوا ضالتهم في «رموز» محددة وتعلقوا بها باعتبارها جامعة لهم! شجرة الأرز كانت الاختيار الطبيعي فهي الشامخة والقوية وكانت الشعار الرمزي للبلاد في علمها ومعاملاتها، والمطربة العظيمة فيروز، لأنها وحدت اللبنانيين وحببتهم في بلادهم بصدق و«عيشتهم» في أجواء حالمة ومثالية وخلابة، من خلال أغانيها ومسرحياتها التي قدمت لبنان جميلا وخياليا وخلابا لا مثيل له على أرض الواقع أبدا، وكانت فيروز وعالمها هما مركب النجاة من هول الحقيقة المؤلمة، والرمز الثالث الذي تعلق حوله كل اللبنانيين كان الجيش الذي يعتمد على تركيبة من كافة أبناء طوائف البلاد المتعددة، رغم قيادة الجيش المحسومة لشخص من الطائفة المارونية بحسب ما تم التعارف عليها سياسيا في تاريخ لبنان المعقد.

وقدم الجيش عبر تاريخه شخصيات سياسية لافتة ومميزة ومثيرة للجدل في آن؛ ففؤاد شهاب كان رئيسا للبنان وهو الآتي من زعامة الجيش، ولا يزال حتى اليوم يشار إليه على أنه أهم رئيس في تاريخ لبنان، عمل جاهدا على تأسيس هيبة مؤسسات الدولة واعتماد أنظمة رقابية صارمة وجادة، وكان أداء المؤسسات أقرب لطموحات الشعب، وأكسب الدولة مكانة واحتراما لا يزال مضربا للأمثال والإعجاب والإشادة.

والجيش أفرز أيضا آخر رؤساء لبنان الرجل المحترم العماد ميشال سليمان الذي ترك منصبه ورفض الانصياع وتلبية الطلبات المتواصلة والضغوطات الهائلة عليه لحثه على الاستمرار والتمديد في المنصب، وكان عهده ناجحا في احتواء الأزمات بين الفرقاء ورفع مكانة منصب الرئاسة اللبنانية، رغم تعرضه للتجريح من قبل تنظيم حزب الله ونوابه، وكذلك من حكومة بشار الأسد التي اعتادت أن يكون لديها مرتزقة في الحكومات اللبنانية، ولكنه كان رمزا للعزة والترفع فخرج مرفوع الرأس، ونال محبة واحترام اللبنانيين الشرفاء في كل مكان.

ولكن مؤسسة الجيش أخرجت أيضا الرئيس إميل لحود الذي شهد لبنان في عهده تراخيا في مواجهة رغبات الجيش الأسدي الذي هيمن على لبنان آنذاك مع أجهزة المخابرات الأسدية، فكان عهدا بائسا بامتياز، انتهى فيه الأمر إلى اغتيال الرمز الوطني السياسي الوحيد الذي جمع اللبنانيين بكافة طوائفهم رئيس الوزراء الأمثل رفيق الحريري على أيدي النظام الأسدي وأزلامه كما تشير معظم الأدلة والبراهين والشهود على ذلك، وبات اللبنانيون اليوم، أو فلنقل الكثيرون منهم، ينظرون لعهد إميل لحود على أنه كان عهدا بائس، ومؤسسة الجيش اللبناني أتت أيضا بشخصية هي العماد ميشال عون، الذي كان قائدا للجيش ورأس البلاد في فترة مضطربة بسبب الفراغ الدستوري، وتقلب في مواقفه السياسية بشكل هائل، لأجل الوصول لسدة الرئاسة، فتحالف مع أعتى أعدائه وتنازل عن حلفائه، وأصبح مضربا للأمثال للمكيافيللية، التي تسمح للإنسان أن يبرر كل غاية للوصول إليها بكل الوسائل.

وهو اليوم يتحدث للعالم على أنه الوحيد القادر على تأمين حياة سعد الحريري شخصيا، إذا عاد للبنان في حال تم اختياره رئيسا، وهذا خطاب يعيب جهاز الجيش وأحد المنتسبين السابقين والقائد الأسبق له، لا أحد يتحدث بهذا الأسلوب المليء بالتهديد المبطن، ولكنها السياسة الملتوية.

اليوم يبدو أن لبنان مقدم على رئاسة جديدة من الجيش، وهو جان قهوجي الذي من المرجح أن تكون معركة عرسال «مهر» الرئاسة له كما كانت معركة نهر البارد «مهر» الرئاسة لميشال سليمان من قبل. الجيش، كمؤسسة وطنية جامعة، مطالب بيد من حديد، ولكن على الكل وليس بصورة انتقائية على طائفة واحدة فقط، فالإرهابيون الذين يلاحقون في طرابلس وعرسال (وهم كذلك مجرمون وإرهابيون) لا يقلون إرهابا ولا إجراما عن المطلوبين في قضية اغتيال رفيق الحريري الذين يختبئون في حماية تنظيم حزب الله «باعتراف زعامته»، والذين أيضا يجب أن ينالهم القصاص.

 

الجيش يصحّح بدماء شهدائه أخطاء رافضي "إعلان بعبدا"

اميل خوري/النهار/7 آب 2014

من أوصل لبنان الى ما وصل اليه، ومن جعل النار السورية تمتد اليه رغم تحذير الدول الشقيقة والصديقة من مغبة ذلك، فدفع الجيش وقوى الأمن الداخلي غالياً ثمن تصحيح اخطاء بعض السياسيين وتناحرهم دماء ودموعاً بفعل ارتباط سياسيين بالخارج لا بل ارتهانهم له؟

الجواب عن ذلك يعرفه الشعب وقد عاشه منذ العام 2005. انهم، كما يقول قطب في 14 آذار، أولئك الذين رفضوا قيام الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل الاراضي اللبنانية، بحيث لا تكون سلطة غير سلطتها ولا قانون غير قانونها ولا سلاح غير سلاحها. إنهم أولئك الذين رفضوا تنفيذ قرارات هيئة الحوار الوطني ولا سيما منها قرارات ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، وازالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبطه داخلها. انهم أولئك الذين رفضوا الموافقة على أي استراتيجية دفاعية تضع سلاح المقاومة في كنف الدولة لتستفيد من قدراتها وطاقاتها في التصدي لأي اعتداء على لبنان ولا سيما اعتداء اسرائيل، وأصروا على أن يبقى استخدام هذا السلاح بقرار من "حزب الله" وحده في الزمان والمكان اللذين يحددهما. فاتخذ الحزب قرار الحرب مع اسرائيل عام 2006 من دون الرجوع الى الدولة اللبنانية ولا الى مجلس الوزراء وفقاً لما ينص عليه الدستور لجهة اعلان الحرب والسلم، وتدخل عسكرياً في الحرب السورية من دون أن يعود الى الدولة ولا الى مجلس الوزراء ولا حتى الى الجيش احتراماً منه للثلاثية التي يتمسك بها وهي: "الجيش والشعب والمقاومة" هذه الثلاثية التي ينبغي أن تكون بادارة الدولة أو أقله بادارة مشتركة ليكون لها فعاليتها والا فإنها لا تعود "مثالثة"، بل احادية.

إنهم أولئك الذين رفضوا أو عرقلوا تنفيذ بنود القرار 1701 بكاملها، لأن بتنفيذها تقوم الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها ولا يبقى سلاح غير سلاحها ولا قانون غير قانونها، ومن أهم بنود هذا القرار ضبط الحدود اللبنانية مع سوريا والاستعانة بقوات دولية إذا لزم الامر لمنع مختلف اشكال التهريب والتسلل ونزع سلاح الجماعات المسلحة، لكن الخلافات السياسية ولا سيما بين 8 و14 آذار حالت دون تنفيذ ذلك وكأن ثمة من يرى مصلحة له في ابقاء هذه الحدود سائبة، والمجموعات اللبنانية وغير اللبنانية المسلحة تعمل خارج سيطرة الدولة. ولم يتم تفكيك القواعد العسكرية التي تحتفظ بها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة وفتح الانتفاضة) على رغم القرارات التي اتخذت في هذا الصدد، وهي قواعد لا تقع تحت سيطرة الدولة ومعظمها ينتشر على طول الحدود بين لبنان وسوريا وتمثل تهديداً لسيادة لبنان وتحد من قدرته على ادارة حدوده البرية ومراقبتها. وقد ابدى الأمين العام للامم المتحدة بان كي - مون في تقرير له اسفه حيال "عدم التقدم في مجال تحديد وترسيم الحدود بين لبنان وسوريا لتمكين لبنان من توسيع سيطرته وممارسة سيادته الكاملة على اراضيه كما ينص القرار 1701".

وكان خروج "حزب الله" على سياسة النأي بالنفس التي قررتها حكومة الرئيس ميقاتي هو الذي جاء بدب الجماعات الاصولية والارهابية الى لبنان التي تستفيد من انقسام اللبنانيين بين من هم مع النظام السوري ومن هم ضده، ولعلها تجد من خلال هذا الانقسام بيئة تحتضنها لا سيما في منطقة البقاع ومنطقة الشمال، فكان أول صدام خطير بين هذه المجموعات والجيش اللبناني في عرسال، ما جعل اللبنانيين على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم يقفون صفاً واحداً خلف الجيش خوفاً من بطش هذه الجماعات التي ارتكبت وترتكب المجازر في العراق وفي سوريا ولا تميّز بين مسيحي ومسلم. فلو ان اللبنانيين او بعض قادتهم ساعدوا على اقامة الدولة القوية القادرة على بسط سيادتها وسلطتها على كل اراضيها وعلى نزع كل سلاح خارجها وعلى نشر الجيش وقوى الامن الداخلي على طول الحدود مع سوريا والاستعانة بقوات دولية، اذا قضت الحاجة، لضبط هذه الحدود ومنع اي تسلل عبرها، لكانت التضحيات اقل بكثير مما يتحمل الجيش وقوى الامن الداخلي في المواجهة مع المجموعات الارهابية في البقاع وربما في مناطق اخرى اذا لم يقض عليها. ولو ان هؤلاء القادة التزموا سياسة النأي بالنفس عما يجري في سوريا وفي المنطقة لكانوا وفروا على لبنان واللبنانيين الكثير من المعاناة والويلات.

ولا بد هنا من التذكير بحديث للوزير السابق محمد شطح، رحمه الله، أكد فيه "ان لبنان يحتاج الى استراتيجية وطنية لحمايته على خلفية ما يجري في سوريا وان اي استراتيجية حقيقية لحماية لبنان تنطلق من تحييده وان القرار 1701 هو خارطة طريق دولية لحمايته".

فهل يعقل ان تصبح حدود لبنان مع العدو الاسرائيلي هادئة بفضل القرار 1701 والحدود مع الدولة الشقيقة سوريا تبقى مضطربة بسبب عدم تنفيذ هذا القرار؟

 

من يحمي المسيحي الخائف: "حزب الله" أم الدولة القوية؟

منى فياض/النهار/7 آب 2014

لبنان هو البلد الوحيد الذي يتقاسم فيه المسيحيون السلطة مع المسلمين بواسطة دستور وقوانين وأعراف متفق عليها، ومع قناعتنا بضرورة إصلاح هذا النظام عندما نتخطى المرحلة الخطرة والمهتزة التي نمرّ بها نحن والعالم العربي المهدد في وجوده وكياناته. تتنافس داعش مع جيش الاحتلال الاسرائيلي في ارتكاب الفواحش الاجرامية. داعش تريد خطف الأبصار وهي تمتلك قدرات تقنية عالية (من درّبها!!!) لتنفيذ مخططها وتتبع أسلوب النظام السوري وتتفنن بتنفيذ وتصوير الجرائم المريضة التي لا تخطر ببال وتوزعها بمهارة تحسد عليها من أجل ردع وإخافة من يمكن أن يقاومها في الداخل إضافة الى إخافة الغرب عامة وإعطائه جميع الذرائع الممكنة التي يحتاجها لترك المنطقة تحترق كي يبرئ نفسه من جرائم الابادة الجارية على قدم وساق من العراق الى سوريا الى غزة.

في هذا الوقت تقوم داعش بتهجير مسيحيي الموصل، الذين لم يكذبوا خبراً فحملوا أمتعتهم ورحلوا من دون أن يأخذوا العبر من تجربة اللجوء الفلسطينية. لا شك في ان تهجير داعش لمسيحيي الموصل هو تهديد جدي لوجودهم في العراق وينبغي مواجهته بجميع الطرق المتاحة. لكن لا ينبغي النظر الى القضية بشكل منقطع عن سياق الاحداث في العراق وفي المنطقة عموماً ومع ما يجري في لبنان خصوصاً لجهة تعطيل مؤسسات الدولة اللبنانية وأهمها في هذه المرحلة تعطيل الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي سيؤدي الى القضاء على الدور المسيحي المتميز في الشرق. إن اتخاذ تهجير المسيحيين في العراق وفي سوريا كذريعة للتصرف كأقلية مهددة في لبنان وطلب الحماية من جهة أصولية لا تختلف كثيراً عن تلك التي يهربون منها ولا تشكل الرد المناسب للحفاظ على هذا الوجود. ترتفع أصوات تطالب بإصدار قرار عن الامم المتحدة بحمايتهم معتقدين انه يحل المشكلة ويمنع تهجيرهم من المشرق كما حصل في الموصل. لكن حتى لو صدر قرار من هذا النوع، كيف يمكن تطبيقه ومن يضمن ذلك؟

ان تعطيل الانتخابات الرئاسية من قبل بعض المسيحيين الخائفين المختبئين خلف مطلب رئيس قوي ليمثلهم ويشكل لهم درعاً يحميهم كبقية زعماء الطوائف الاسلامية هو التهديد الجدي لوجودهم. إذ ما معنى رئيس قوي؟ وهل الرئيس القوي هو الذي يضمن الحماية ام المؤسسات والقوانين؟ وهل أن الطوائف القوية في لبنان تستمد قوتها من نفسها أم من علاقة التبعية التي تجعلها خاضعة للخارج؟ وبماذا هي قوية؟ بكسر القوانين والهيمنة على الآخرين؟ وهل هذه قوة؟ أم انها هيمنة واستقواء ولا تبني اوطاناً.

إن مسيحيي العراق، ومصر وسوريا (بالرغم عن بروباغندا النظام السوري الكاذبة)... هم أقليات مقموعة وغير ممثلة حقيقة في السلطة ولا تحظى بوضعية مسيحيي لبنان وبالتالي قد لا نستغرب كثيراُ سلوكهم كأقليات خائفة تتطلب الحماية مع أن ما يتعرضون له هو نفس ما يتعرض له مسلمو تلك المناطق ومواطنوها بشكل عام. بينما في لبنان يتمتع المسيحيون بوجود مميز هو الوحيد الذي يذكر العالم اجمع ان هذه المنطقة هي مهد المسيحية وأرضها؛ وهم من ساهم في وجود لبنان والحفاظ عليه في صيغته الفريدة التي تبين نجاحها بحيث تحولت كلمة "اللبننة" من داء الى دواء تسعى المجتمعات المحيطة بنا الى تبنيها بالشكل الذي يتلاءم مع اوضاعها. هذا يتطلب منا ومن مسيحيي لبنان خصوصاً الحفاظ على الأقل على هذا البلد بخصوصياته وإنجاح نموذجه.

لكن أن يتصرف المسيحي اللبناني بنفس السلوك ويدب الصوت، كمسيحيي الموصل، وبالتالي يبرر "لجوءه" المبكّر الى "حلف الأقليات" منضوياً طوعاً (مثل ذمّي خائف) تحت جناح أقلية معينة ينظر اليها على أنها قوية و"تعرض" عليه الحماية فهذا ما يحتاج الى نقاش.

إن سلوك "داوني بالتي كانت هي الداء"، يعبّر عن نكوص، على مستوى الوعي المواطني الذي فتحنا أعيننا على وظيفته في حفظ لبنان وإعطاءه وجهه المتميز كبلد الاشعاع والنور. أن في هذا السلوك تراجعاً عن الدور الذي لعبه المسيحيون في جعل لبنان متمايزا عن سائر أنظمة المنطقة الشمولية عبر بناء نظام برلماني ديموقراطي (رغم عواهنه وحاجته الى الاصلاح) تعددي وقائم على المؤسسات. ومن هنا نجد ان الاعتقاد بالعودة الى المنطق الديني التعصبي او الطائفي الأقلوي للحصول على حماية في زمن "الدواعش" وأمثالها لا يستند الى منطق ولا الى الممارسة الديموقراطية التي ينسبونها لأنفسهم بل يبرر منطق "داعش" ويقويه.

اما في لبنان اليوم، فليس الآن أوان طرح إعادة النظر في كيفية انتخاب الرئيس او من ينتخبه وما شابه من طروحات. إن الحفاظ على لبنان بخصوصياته يتطلب حمايته آنياً عبر انتخاب رئيس جمهورية كي لا نصل الى ما قد يلائم البعض في الوصول الى لحظة تأسيسية تعيد خلط الأمور ولا أعتقد انها ستكون في مصلحة المسيحيين نظراً لما تعانيه المنطقة من انقسامات وصراعات، بل ستفتتهم وتجعل أوضاعهم على صورة المنطقة وتنقل مرتبتهم من مواطني درجة اولى يتمتعون بالمساواة المطلقة الى أقلية ذمّية تحظى بالحماية. انهم مثل من يقطع الغصن الجالس عليه.

لا يحمي الفرد سواء كان مسيحياً أم مسلماً، بوذياً أو يهودياً، جزءاً من جماعة او مستقلاً، إلا دولة قوية تخضع لقوانين ومؤسسات وتعترف بالمواطن الفرد وحقوقه من دون وصاية من احد. هذا إضافة الى أن "القوة" لا يوفرها شخص معين، بل مؤسسات ودولة قوية تحتكر الشرعية والقوة ويخضع لها الجميع طوعاً أو بقوة القانون. هناك فهم مشوّش لمعنى القوة، ان حصرها بالتبعية للفرد القوي يحمل خطر تحويله الى مستبد كما يحمل خطر زوال ما حققه بزواله ولا بقاء الا لله!

هذا الموقف من بعض المسيحيين في محاولتهم للتميز، يجعل منهم دون أن يدروا جزءاً عضوياً من هذه المنطقة وانتماءاتها العصبية والقبلية والعشائرية ويلغي عملياً كل ما تغنوا به من تقدم وحضارة ونور يشع على العالم ليتبين انه ليس سوى قشرة زائفة ونوع من بروباغندا غير واقعية سقطت في أول امتحان جدي.. ايها المسيحيون ممن يعتبرون انهم "الأقلويون والخائفون" أنتم عرب تقليديون وجماعات وأقوام وعشائر اكثر مني بكثير، واذا كان هناك من يحتاج الى حماية، فهم المواطنون أمثالي وليس أمثالكم!!