المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 09 آب/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يوم 09 أب/14

ما وراء مفاجأة - عودة الحريري/جورج شاهين/09 آب/14

عودة رئيس الإعتدال إلى الوطن/اسعد بشارة/09 آب/14

لبنان والإنكار الثلاثي المطلوب/أمير طاهري/09 آب/14

أخيراً... اكتشَفوا الحريري/بشارة شربل/09 آب/14

فرحة وذهول، الحريري في بيت الوسط/ألان سركيس/09 آب/14

الحريري في لبنان.. فسحة أمل وما بعد عودة الحريري.. ما بعد عرسال/أسعد حيدر/09 آب/14

عودة الحريري: لماذا الآن/فارس خشّان/09 آب/14

غزة.. أين بشار الأسد/طارق الحميد/09 آب/14

عودة الحريري كسرت الجمود وعجّلت في آلية تسليح الجيش/خليل فليحان/09 آب/14

عودة لبنان إلى الحريري/احمد عياش/09 آب/14

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/رسالة كورنثوس الثانية الفصل 10/من 01حتى11/سلام وحمد

*تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

*قراءة موضوعية في عودة الحريري

*الياس بجاني بالصوت/فورماتMP3/قراءة موضوعية في عودة الرئيس الحريري إلى لبنان/08 آب/14

*الياس بجاني بالصوت/فورماتWMA/قراءة موضوعية في عودة الرئيس الحريري إلى لبنان/08 آب/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*قراءة موضوعية في عودة الحريري/الياس بجاني

*قتيل لحزب الله

*مانشيت  جريدة الجمهورية: الحريري أحيا مشهدية «14 آذار» وأكّـــد على أولوية دعم الجيش

*عودة مفاجئة للحريـــــــري الى بيروت/الوضع يستدعي وجودي في لبنان و"الله الحامي"

*الحريري وصل فجرا وزار ضريح والده ثم توجه الى السرايا

*كيف علق السياسيون على عودة الحريري إلى لبنان؟

*مفاجأة عودة الحريري تخلف موجة انفراجات واسعـــــة

*14 آذار: مؤشر لايجابيات قريبة و8 آذار: للملمة الحالة السنية

*عرسال هادئة ووضـــــــع العسكريين المخطوفين معقد

*"عودة الحريـري تعطـي الأمل بمستقبل إقتصادي واجتماعي إيجابـي"/وزني: تفعّل عمل المؤسسات وتساهم في انتخاب رئيس ومعالجة الأمن

*سلام عرض مع الحريري المساعدة السعوديـة ومع باسيل التحقيق في حادثة الطائرة الجزائرية

*فرحة وذهول... الحريري في بيت الوسط/ألان سركيس-جريدة الجمهورية

*عودة رئيس الإعتدال إلى الوطن/اسعد بشارة-جريدة الجمهورية

*ما وراء مفاجأة - عودة الحريري/جورج شاهين-جريدة الجمهورية

*الحجيري: المسلّحون "وعدونا" بالا يزعجوا أسرى الجيش و"اهالي عرسال قرروا منـع اي ظهور مسـلّح في بلدتهم"

*درباس: ضروري اعادة النظر بالمقاربات حول النازحين وعلى الحكومة السورية تحمل مسؤولية رعاياها عندنـا

*عرسال خالية من المسلّحين بعد 7 ايام من المعارك

*الجيش انتشر داخل البلدة والاهالـي بدأوا بالعودة

*غموض في ملف الاسرى والشروط تُعقّد تحريرهم

*"اهالي عرسال قرروا منـع اي ظهور مسـلّح في بلدتهم"

*الجيش واصل تفتيش خيم النازحين جنوباً والبلديات اتّخذت اجراءات استباقية بحقهم

*جابر: قــرار فتح باب التطوع حكيم ونطالب بالافراج عن العسكريين سريعا

*مقبل بحث الخطة الخمسية للجيش

*عودة الدفعة الأولى من النازحين الى سوريا

*إخبار للخنساء بالنواب الضاهر وكبارة والمرعبـي والعلمـاء المســـلمين

*تخوف فلسطيني- لبناني من عودة ابو محجن الى عين الحلوة واتصالات بين مجموعات في المخيم والارهابييـن في عرسـال!

*ديب: نرحب بعودة الحريري ونأمل ان ترفع صوت الاعتدال و"مقايضة الأسرى العسكريين بسجناء رومية نهايـة الجيش"

*اجتماع امني في السراي حضره الحريري

*عريجي نعى ألبير كيلو

*هكذا استقبل حزب الله والجيش السوري المسلحين المنسحبين من عرسال

*نقاط مخيفة ومخفية في ملف العسكريين

*هكذا حرّر الأسرى السبعة فمتى الـ 3 مليار؟

*وأخيراً سيلتقي "السيّد" و"الحكيم"!

*معركة عرسال: القصّة الكاملة

*رسالة قصيرة الى "داعشي/داني حداد/ أم تي في

*جيشنا انتصر على الارهاب.. ولكن!

*بالصور.. ماذا أهدى جنبلاط لعون خلال لقائهما؟

*جعجـع: "داعش" لـن تدخـل اي بلـدة لبـنانيـة ولـن نخـاف/"يريدون تحويل حادثة عرسال لصراع طويل لصالح النظام السوري/

*أخيراً... اكتشَفوا الحريري/بشارة شربل

*لبنان والإنكار الثلاثي المطلوب/أمير طاهري/الشرق الأوسط

*"فايننشال تايمز": السعودية ليست المسؤول الوحيد عن التشدد

*"غارديان": معاناة العراق تتطلب اعادة النظر في موقف الغرب

*كيري في كابول وعبدالله وغني يوقعان اتفاقا لتشكيل حكومة وحدة وطنية

*دريان يَخلف قبّاني ويفتح صفحة جديدة في الإفتاء

*الحريري في لبنان.. فسحة أمل  وما بعد عودة الحريري.. ما بعد عرسال/أسعد حيدر/المستقبل

*عودة الحريري: لماذا الآن؟/ فارس خشّان/يقال نت

*غزة.. أين بشار الأسد؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*عودة الحريري كسرت الجمود وعجّلت في آلية تسليح الجيش/خليل فليحان/النهار

*عودة لبنان إلى الحريري/النهار/احمد عياش

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/رسالة كورنثوس الثانية الفصل 10/من 01حتى11/سلام وحمد

من بولس رسول المسيح يسوع بمشيئة الله، ومن الأخ تيموثاوس، إلى كنيسة الله في كورنثوس، وإلى جميع الإخوة القديسين في آخائية كلها. عليكم النعمة والسلام من الله أبينا ومن الرب يسوع المسيح. تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، الآب الرحيم وإله كل عزاء، فهو الذي يعزينا في جميع شدائدنا لنقدر نحن بالعزاء الذي نلناه من الله أن نعزي سوانا في كل شدة. فكما أن لنا نصيبا وافرا من آلام المسيح، فكذلك لنا بالمسيح نصيب وافر من العزاء. فإذا كنا في شدة فلأجل عزائكم وخلاصكم، وإذا تعزينا فلأجل عزائكم الذي يمنحنا القدرة على احتمال تلك الآلام التي نحتملها نحن. ورجاؤنا فيكم ثابت لأننا نعرف أنكم تشاركوننا في العزاء مثلما تشاركوننا في الآلام. لا نريد، أيها الإخوة، أن تجهلوا الشدائد التي نزلت بنا في آسية، فكانت ثقيلة جدا وفوق قدرتنا على الاحتمال حتى يئسنا من الحياة، بل شعرنا أنه محكوم علينا بالموت، لئلا نتكل على أنفسنا، بل على الله الذي يقيم الأموات. فهو الذي أنقذنا من هذا الموت وسينقذنا منه. نعم، لنا فيه رجاء أنه سينقذنا منه أيضا. وستعينوننا أنتم بصلواتكم، فإذا باركنا الله استجابة لصلوات كثير من الناس ، فكثير من الناس يحمدون الله من أجلنا.

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

أطلب من أصحاب النوايا الطيبة من النساء والرجال مشاركتي الصلاة من أجل المسيحيين في العراق ومن أجل كل المجتمعات المعرضة للأخطار

 

قراءة موضوعية في عودة الحريري

الياس بجاني بالصوت/فورماتMP3/قراءة موضوعية في عودة الرئيس الحريري إلى لبنان/08 آب/14
الياس بجاني بالصوت/فورماتWMA/قراءة موضوعية في عودة الرئيس الحريري إلى لبنان/08 آب/14
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

قراءة موضوعية في عودة الحريري

الياس بجاني

فجأة ودون تصريحات أو بيانات مسبقة إعلامية وعلنية عاد الرئيس سعد الحريري فجر الجمعة إلى لبنان عن طريق مطار بيروت على متن طائرته الخاصة. استهل العودة بزيارة السرايا الحكومية وباجتماع مع الرئيس تمام سلام ومشاركة في اجتماع أمني عال المستوى عقد في السرايا وحضره قائد الجيش العماد قهوجي.

عودة الحريري هذه جاءت بعد غياب قسري له عن لبنان دام لمدة ثلاث سنوات ونصف لأسباب أمنية على خلفية تهديدات جدية له من نظام الأسد وحزب الله والمخابرات الإيرانية. تهديدات باغتياله كما اغتال هؤلاء سنة 2005 والده الرئيس رفيق الحريري، وكما اغتالوا كل شهداء ثورة الأرز والذين كان أخرهم الدكتور محمد شطح.

بالعودة إلى إرهاب وغزوات وفجور محور الشر السوري –الإيراني، تعود بنا الذاكرة إلى غموض مد وجز مسرحية ال س س وما تلاها من زيارات غبية وهرطقات فاضحة وتنازلات معيبة ومواقف مخيبة للآمال حيث بنتيجتها اسقط المحور هذا حكومة الحريري بالقوة والإرهاب والبلطجة. أسقطها من خلال عراضات القمصان السود وبنتيجة مؤامرة خسيسة حاكها ربع المحور وكانت أدواتها محلية ترضخ دائماً للقوي وللأمر الواقع وهي غيرت مواقفها وبدلت تحالفاتها على خلفية الخوف وتغليب المصالح الذاتية على الوطنية. أركان الأدوات التآمرية وكما كان أقر وأعلن النائب جنبلاط نفسه شملته إضافة إلى الثلاثي ميشال سليمان ونجيب ميقاتي ونبيه بري مع حفظ الألقاب.

أما ميشال عون الساقط في كل تجارب إبليس فكان دوره في المؤامرة بوقياً وصنجياً وتحريضياً حيث قطع للحريري تكيت ون ويOne Way Ticket وأصدر كتاباً يجرم تياره حمل عنوان "الإبراء المستحيل".

أسئلة كثير تطرحها العودة التي لم تكن بالواقع مفاجئة للمتتبعين لخفايا الأمور وللعارفين عن قرب أهداف ومرامي الاتصالات والاجتماعات التي جرت خلال الأسبوع الماضي بين أطراف لبنانية عدة فيما الحرب دائرة في عرسال.

نجم الاتصالات والجولات كان النائب وليد جنبلاط ملك ساعات التخلي والتجلي ومن خلفه وعلى جانبه الأستاذ نبيه. هذا وتزامن نشاط البيك الأكروباتي المريب مع دعوة صحافية للحريري للعودة إلى لبنان من رجل النظام السوري الإعلامي البارز طلال سلمان عبر رسالة نشرتها جريدة السفير.

نسأل، هل عودة الحريري هي زيارة مؤقتة لضبط شارعه السني بعد جنوح عدد من نوابه الشماليين بعيداً عن توجيهات تياره خلال معارك عرسال، أم أنه عاد ليبق ويستأنف عمله السياسي من وطنه وليس من بلدان النفي والإبعاد؟

وهل حصل الحريري على ضمانات من محور الشر ومن ماكينة إجرامه والاغتيالات، حزب الله، على أن حياته ليست بخطر ولن يتعرض لأية محاولة اغتيال؟

وهل عودته هذه ستنعكس ايجابياً على جلسة انتخاب رئيس للجمهورية المقررة بعد أيام قليلة، وذلك بعد انعدام فرص النائب ميشال عون والدكتور سمير جعجع الرئاسية، وعقب تلميع وتظهير صورة قائد الجيش العماد جان قهوجي رئاسياً من خلال معارك عرسال وما رافقها من غموض وأسرار هي استنساخاً كاملاً لسيناريوهات بدايات ونهايات وأهداف حرب مخيم نهر البارد؟

أن العودة هي عمل جيد وإيجابي وموقف وطني مسؤول مهما كانت أسبابها، والمهم هنا أن لا يغادر الحريري مجدداً للإقامة في الخارج، لأن غيابه القسري خلال السنوات الماضية ترك فراغاً كبيراً على الساحة السنية وأفسح في المجال لأعداء لبنان والدولة من جماعات محور الشر وإفرازاتهم والمرتزقة والمتاجرين بالدين أن يعبثوا بالشارع السني فساداً واجراماً وتحريضاً وأن يشوهوا صور المعتدلين لمصلحة ما يسمونه التكفيريين. علماً أن كل فرق وأطياف ومنظمات ما يسمى تكفيريين من مثل النصرة وداعش وفتح الإسلام وغيرهم هي من تفقيس حاضنات المخابرات السورية والإيرانية والتركية برضى وبركات القوى الغربية كافة وبتمويل بعض الجهات العربية. يبقى أن معركة عرسال بكل تناقضاتها وكيفية انتهائها المسرحية قد تركت العشرات، بل المئات من الأسئلة المشككة بمصداقية وجدية كل ما جرى، كما أعادت بحزن وحسرة وغضب إلى الذاكرة أحداث معركة مخيم نهر البارد وعملية إنهاء ظاهرة أحمد الأسير.

في الخلاصة نقول: أيها اللبناني الحر اعرف عدوك، عدوك هو محور الشر السوري-الإيراني

 

قتيل لحزب الله

يقال نت/نعى حزب الله يوم الجمعة العنصر حسين علي الريس ملقب بـ"ساجد" من بلدة العباسية

 

مانشيت  جريدة الجمهورية: الحريري أحيا مشهدية «14 آذار» وأكّـــد على أولوية دعم الجيش

شكّلت عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت مفاجأة سياسية من العيار الثقيل، لأنه لم يسبقها أيّ إشارة من قريب أو من بعيد، كما لم تكن متوقعة في ظلّ الظروف العسكرية في عرسال والأمنية في الداخل والسياسية المعقّدة، من الانتخابات الرئاسية المعطلة إلى الانتخابات النيابية المحكومة بالتمديد، الأمر الذي فتح باب الاجتهاد واسعاً أمام جملة من التساؤلات، أهمّها: ما الظروف والعوامل والتطورات التي استدعت هذه العودة؟ وهل تؤشر إلى تسوية سعودية-إيرانية أم تأتي في سياق التفاهم بين طهران والرياض على مواصلة تحييد لبنان وتبريد مناخاته السياسية، أم معزولة عن أيّ تفاهم إقليمي-إقليمي، خصوصاً أنّ الاشتباك في المنطقة على أشدّه؟ وهل تمهّد لدوحة جديدة ولكن بنسخة لبنانية، بمعنى أنّ لبنان سيشهد سلّة متكاملة من التفاهمات حول الملفّات الخلافية، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية؟ وهل يمكن أن تجازفَ السعودية واستطراداً الحريري في عودة غير مضمونة أمنياً تترافق مع سخونة استثنائية تبدأ في العراق ولا تنتهي في غزّة وما بينهما سوريا ولبنان لولا قناعتها بوجود عوامل وعناصر ومؤشّرات تستدعي هذه العودة؟ وهل قرّرت الرياض وضعَ كلّ ثقلها في مواجهة الإرهاب، من رسالة الملك التاريخية إلى عودة الحريري؟ وهل شعرَت بخطر تمدّد الواقع الأصولي الذي يتطلّب تحصينَ الاعتدال ودعمَه صوناً لوحدة لبنان واستقراره؟ خطفت العودة المفاجئة للرئيس الحريري إلى لبنان بعد غياب قسري لثلاث سنوات وأربعة أشهر الأضواءَ السياسية، إلّا أنّ الهدف المُعلن لهذه العودة والمتصل بالهبة السعودية أبقى التركيزَ على المواجهة الشرسة والمشرّفة التي خاضها الجيش اللبناني في عرسال ضد الإرهابيين، مُحبطاً مخططهم الرامي إلى ضمّ جزء من لبنان إلى الدولة الإسلامية، الأمر الذي يجعل الترابط محكماً بين عودة الحريري وأحداث عرسال، إذ لولا إدراك رئيس «المستقبل» خطورة ما كان يُحاك للبنان وأحبطه الجيش اللبناني لمَا أقدمَ على هذه المجازفة التي تهدّد أمنه الشخصي، وبالتالي العنوان الأوّل لعودته هو تعزيز قدرات الجيش اللبناني الذي دافعَ باللحم الحيّ عن سيادة واستقرار لبنان، وإعطاء إشارة واضحة عن نزوله شخصياً إلى الساح للتصدّي للإرهاب.

وقد شكّل قول الحريري: «يقول كثيرون إنّ عودتي لها علاقة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والحقيقة أنّني كنت أتمنى أن يحصل ذلك»، أكبر دلالة إلى أنّ عودته مرتبطة بشكل أساسي بدعم الجيش والتصدّي للإرهاب قبل أيّ شيء آخر، فضلاً عن أنّ إصراره على تتويج عودته بمشهدية لقوى 14 آذار تشكّل بحدّ ذاتها رسالة إلى الجميع بأنّ وحدة الصف والموقف هي فوق كلّ اعتبار، خصوصاً أنّ أبرز ثلاث نقاط في اجتماع هذه القوى في «بيت الوسط» تمثّلت بالآتي: إعادة تزخيم حركة 14 آذار، إعادة الاعتبار لمشروع «العبور إلى الدولة» وإعادة التوازن إلى المشهد السياسي.

ظروف العودة

وشرحَ الحريري بنفسه ظروف عودته الى بيروت، فأكّد أنّ غيابه عنها كان بمثابة أقسى عقوبة له في حياته، والعودة هي أهمّ مكافأة له.

وأضاف: «يقول كثيرون إنّ عودتي لها علاقة بانتخاب رئيس جمهورية جديد، والحقيقة أنني كنت أتمنى أن يحصل ذلك، وأن يكون أوّل تحرّك لي فور العودة هو زيارة القصر الجمهوري للاجتماع برئيس الجمهورية أو النزول إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد».

وقال: «لقد آن الأوان لأن نضعَ حدّاً للقيل والقال في هذا الموضوع وأن نفتح الباب أمام توافق واسع على انتخاب الرئيس، والانتقال إلى التضامن الوطني لمواجهة التحديات الماثلة».

وذكّر الحريري بأنّ دور تيار «المستقبل» هو «حماية الاعتدال ومنعُ التطرّف من التمدّد والانتشار، ومنع كلّ محاولة لإشعال الفتنة. هذا هو دورنا وهذه رسالة خادم الحرمين الشريفين لنا ولكلّ اللبنانيين، بأنّ تقوية الدولة ومؤسساتها والجيش اللبناني خصوصاً تحمي الاعتدال وتحمي لبنان من شرور الإرهاب والتطرّف».

وجدّدَ الحريري موقفَه من «حزب الله» مؤكّداً أنّ «تدخّله في سوريا لم يجلب للبنان إلّا الأذى، وأنّ الأذى الأكبر وقعَ على الطائفة الشيعية من خلال موجة التفجيرات التي ضربت الضاحية والجنوب والبقاع». واعتبر أنّ الحزب «ألحقَ الأذى الشديد في العلاقات بين المسلمين من خلال تدخّله في سوريا، وعرّضَ الجيش والقوى الامنية لاعتداءات إرهابية».

سلام والحريري

وكان الحريري بدأ يومَه الأوّل في لبنان بزيارة ضريح والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري فور وصوله الى مطار بيروت وقبل أن يتوجّه إلى السراي الكبير للقاء رئيس الحكومة تمّام سلام.

وقالت مصادر رئيس الحكومة لـ»الجمهورية» إنّه فوجئ بوجود الحريري في بيروت، وقد جاءه موفدٌ صباحاً ليبلغه أنّ الحريري في بيروت منذ فجر اليوم (أمس)، وهو يرغب بزيارة السراي للقائه. فَسُرَّ الرئيس سلام بالنبأ ولم يخفِ المفاجأة، وقال لمحدّثه إنّ الدوائر الرسمية في السراي تطلب إعطاءَ الوقت الكافي ليكون الاستقبال بحجم الزيارة والمفاجأة أيضاً. أي لفَرشِ السجّاد الأحمر وتجهيز الموسيقى وإلغاء المواعيد التي كانت مقرّرة. وعلى الأثر حدّد الموعد بعد العاشرة صباحاً.

وخلال اللقاء أبلغَ الحريري سلام بالظروف التي دفعَت إلى الهبة الجديدة، وتلك التي أدّت الى تكليفه الإشراف على تنفيذها، وهي هبة ماليّة جاهزة ويمكن التصرّف بها بالسرعة التي تتوفّر لدينا الأهداف منها.

وقَرَّ الرأيُ في الزيارة على أن يُصار إلى اعتماد الأصول القانونية والدستورية الواجب اتّخاذها، كأن يعرض الأمر على مجلس الوزراء لاتّخاذ قرار بقبول الهبة واللجوء الى الآليات الدستورية التي ستسمح بترجمتها في حسابات المؤسسات العسكرية كافةً، من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة، ويمكن ان تشمل المؤسسات الأخرى مثل الدفاع المدني.

اللقاء الوزاري - الأمني

ومن ثمّ توجّه إلى «بيت الوسط، حيث استقبلَ شخصياتٍ مهنّئة، ليعود مجدّداً الى السراي للمشاركة في الاجتماع الأمني لبحثِ الهبة السعودية.

وقالت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» إنّ اللقاء الوزاري - الأمني الذي عُقد عصراً برئاسة سلام وحضور الحريري شكّلَ بداية ترجمةٍ فعلية لآليةِ تنفيذ الهبة المالية.

وقال أحد المشاركين إنّ سلام طلب من قادة الأجهزة الأمنية تحديدَ حاجاتهم من التجهيزات والأسلحة وكلّ ما يساهم في تعزيز هذه القوى على مستوى مواجهة الإرهاب والعمليات الاستباقية التي يمكنها أن تستوعب مشاريع الإرهابيين ومواجهتهم قبل إتمام مخططاتهم.

وأضاف أنّ القيادات الأمنية ستعود في أسرع وقت الى قيادة أركانها للعديد والعتاد، لتحديد الحاجات بأسرع وقت ممكن، لأنّ الأموال قد وُضعت أمانةً لدى الحريري، ويمكن تسييلها في غضون أيام فور أن تتقرّر الحاجات.

«14 آذار»

وترأّسَ بعد ذلك اجتماعاً موسّعاً في «بيت الوسط» حضرَه الرئيس فؤاد السنيورة وأعضاء كتلة المستقبل النيابية والمكتب السياسي لتيار «المستقبل» والمجلس التنفيذي في التيار، قبل أن يجمع فريق 14 آذار مساءً في اجتماع موسّع صدرَ على أثره بيانٌ أكّد على تمسّك 14 آذار «الكامل بالدولة، وبكافة مؤسّساتها السياسية والعسكرية والأمنية، لأنّها الضمانة الوحيدة لأمن اللبنانيين واستقرارهم وعيشهم المشترك الإسلامي المسيحي، وكرَّر تعهّدَها أمام اللبنانيين أنّ مشروعها الوحيد يبقى العبور إلى الدولة واستكمال بنائها وفقاً لتراتبيتها الدستورية وبدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية».

وأكّدت قوى 14 آذار على «مواصلة نضالها من أجل استقلال لبنان وسيادة دولته المحرّرة من كلّ أنواع وصايات السلاح غير الشرعي، وهي تطالب بضبط الحدود اللبنانية السورية من خلال نشر الجيش، مدعوماً بقوات الأمم المتحدة، كما يتيح القرار 1701».

وشدّدت على أنّ «ضبط الحدود بكلّ الاتجاهات لا يكتمل إلّا بانسحاب «حزب الله» الفوري من القتال الدائر في سوريا، منعاً من تكرار ويلات تهدّد لبنان وأمنَه، كما حصل في بلدة عرسال الصامدة ومحيطها».

أجواء الاجتماع

وقد اقتصرت المداخلات في الاجتماع على عدد محدود من المشاركين، وفي طليعتهم الرئيس أمين الجميّل والرئيس فؤاد السنيورة والدكتور سمير جعجع والوزيران بطرس حرب وميشال فرعون وأمين عام 14 آذار فارس سعيد، حيث أبدوا ترحيبَهم بعودة الحريري، وأكّدوا على وحدة الحركة الاستقلالية، ودعا سعيد إلى وضع خريطة طريق لقوى 14 آذار بغية إعادة إحياء ديناميتها من جديد، وركّز على ثلاث نقاط: أوّلاً، فسحة الأمل التي شكّلتها عودة الحريري تعني أنّ الأمور لا تستقيم إلّا من خلال وجوده، لأنّ الناس القلقين بحاجة لضمانات وطنية.

ثانياً، ماذا ستقول 14 آذار للبنانيين والعرب في الذكرى العاشرة على تأسيسِها في 14 آذار 2015؟ ثالثاً، التأكيد على ضرورة أولوية انتخاب رئيس جديد. وفي سياق سؤال الحريري عن عودته وما إذا كانت نهائية، قال بأنّها زيارة طويلة، فقال جعجع: نريدها إقامة دائمة، وقد حظيَ دخول جعجع بترحاب وتصفيق كبيرين، وألقى مداخلةً عاطفية جسّدت عمقَ العلاقة بينه وبين الحريري.

8 آذار لـ«الجمهورية»

وفيما لم يصدر بعد أيّ موقف رسمي عن «حزب الله» أو تصريح لوزرائه ونوّابه وقيادييه حول عودة الحريري، سلباً أم إيجاباً، قالت مصادر قيادية رفيعة في قوى 8 آذار لـ»الجمهورية» :»نأمل في أن تكون هذه العودة بداية حلحلةٍ لملفّات عالقة، وفي علاقة 14 آذار بـ 8 آذار، خصوصاً في ضوء ما جرى في عرسال وإمكانية أن يتكرّر، وارتفاع منسوب المخاوف من عودة الفوضى مجدّداً إلى الساحة اللبنانية وتحديداً إلى مدينة طرابلس، كذلك في ظلّ الشَلل الحاصل في المؤسسات.

لذلك نأمل أن لا تكون عودته عودة شكلية تُوظّف في إطار تصعيد المواقف، إنّما أن يكون يحمل في جعبته مبادرات للحلّ وتوجّهات لحلحلة التعقيدات القائمة، بدءاً من الإقلاع عن مقاطعة الجلسات التشريعية مروراً بحلحلة كلّ الملفات الأخرى العالقة».

وهل من تسويةٍ إقليمية كبرى في الأفق وراءَ هذه العودة؟

أجابت المصادر: «كلّ المسائل متوقّفة على التوجّهات التي يعود بها الحريري على المستوى الإقليمي، وهل إنّ الوجهة هي وجهة تصعيد أم أنّه يعود بهدف الحلحلة، أم بهدف اعتماد نفس السياسة التي لا تفتح الأبواب الموصَدة، فهذا هو السؤال الكبير، أمّا ما تبقّى فهو نتائج». وختمَت المصادر:» لذلك نحن ننتظر ما سيعلنه الحريري من مواقف وفتح الأبواب الموصَدة». فهل في جعبته تسوية لحلّ المراوحة في لبنان؟

«التيّار الوطني الحر»

وفي حين لم تستبعد أوساط مطّلعة أن يُعقد لقاء قريب بين رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون والحريري، قالت مصادر بارزة في «التيّار الوطني الحر» لـ«الجمهورية»: «في ظلّ الواقع الكبير في المنطقة، يقف لبنان اليوم أمام مرحلة جديدة توجِب عقدَ لقاء عام في مجلس النواب يشارك فيه جميع الأقطاب في البلد بعدما اكتمل عقدهم ولم يعُد أيّ زعيم طائفة في الخارج، وذلك بهدف وضع خريطة طريق للخروج من الوضع القائم قبل ان تجرف التطوّرات الخارجية البلد»، ومن شأن نتائج هذا اللقاء إجراءُ انتخابات رئاسة الجمهورية والاتفاق على قانون انتخابي لإجراء الانتخابات النيابية، كي لا نبقى نراوح مكاننا».

درباس لـ«الجمهورية»

وفي المواقف، أكّد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«الجمهورية» أنّ عودة الحريري المفاجئة الى لبنان «لكي يؤكّد للبنانيين أنّهم ليسوا وحدهم، وأنّه لا يرى أيّ مانع من أن يغامر بنفسه ويأتي رغمَ ظروفه الأمنية، كي يكون شريكاً لهم في ظلّ المحنة التي يتعرّض الوطن»، ورأى أنّ «عودته ستساهم في ضبط عدد كبير من الشواذات تحت سقفه».

وذكّر درباس بأنّ الحريري قبل محنة عرسال، «كان من الذين تشاوروا مع جلالة الملك عبدالله في مسألة ما يجري في الموصل لجهة تهجير المسيحيّين، وأنّه كان من أوّل المرحّبين بالبيان الحادّ اللهجة الذي صدر عن البطاركة المسيحيين، وتبنّاه وأقرَّ بمسؤولية المسلمين قبل المسيحيين، بوقف هذا العمل المتوحّش الذي يحاول أن يقتلع التاريخ من الجغرافيا»، مشدّداً على أنّ الحريري «يعتبر أنّ للبنان دوراً أساسياً في هذه القضية القومية العربية، ولهذا السبب جاء متطوّعاً في هذه المهمّة، واضعاً نفسَه في تصرّف الحملة المضادة التي يجب أن تُشَنّ ضد تطهير الشرق من المسيحيين، أي تطهيره من رونقه ومن تاريخه، وبَتر جزءٍ مهمّ من حضارته. وهو بهذا يعبّر عن جدارةٍ سياسية كبيرة يثبتها كلّ يوم».

برّي

وقبل ساعات على عودة الحريري المفاجئة الى بيروت أبدى رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره ارتياحَه الى قرار وزير الداخلية نهاد المشنوق دعوةَ الهيئات الناخبة لانتخاب مجلس نواب جديد، وأكّد أنّ الظرف ملائم لإجراء الانتخابات، خصوصاً أنّ المجلس لا يجتمع.

وقال: «أنا أكثر المستفيدين من التمديد للمجلس لأنّني أبقى رئيساً له، ولكن مع ذلك أطالب بإجراء الانتخابات النيابية، إذ ما نفع ان أكون رئيساً لمجلس نيابي لا يجتمع ولا يشرّع، علماً أنّني بتُّ عميدَ رؤساء المجالس النيابية في العالم».

وعن موضوع سلسلة الرتب والرواتب، قال بري: «الضغط لا يكون على أصحاب الحقوق في هيئة التنسيق النقابية فقط، وإنّما أيضاً على أصحاب سلطة التشريع الذين يعطّلون انعقادَ مجلس النواب ويمنعون إقرارَ ليس السلسلة فقط، وإنّما هناك رواتب الموظفين وموازنة 2014 التي أنجِزت وموازنة 2015 التي ستنجَز، وأيضاً اليوروبوند وقانون الإيجارات الذي أوجدَ مشكلة بعد قرار المجلس الدستوري، لأنّ المستأجر مرتاح والمالك مرتاح لما حصل، بينما هناك 3 مواد في القانون على مجلس النواب بتُّها.

وإذا كانت سلسلة الرتب والرواتب تهمّ مئة ألف عائلة فإنّ قانون الإيجارات يهمّ أكثر من نصف الشعب اللبناني، ويجب تفادي الوصول الى مرحلة الاحتكام الى قانون الموجبات والعقود الذي قد يتسبّب بطرد المستأجرين للحال من بيوتهم.

وقلت للنائب بهية الحريري خلال اتصال بيني وبينها إنّه عوَض التفكير في موضوع إعطاء الإفادات للطلّاب وفي مشكلة السلسلة، يجب أن نذهب الى صلب المشكلة، وهو حضور الجميع الى مجلس النواب لإقرار السلسلة وبتّها.

عرسال

وفي عرسال بدأ الجيش تنفيذ خطة تموضُع، وانتشار محدود، وسيَّر دوريات مؤللة للمرّة الأولى في عمق الأحياء. وقد أكّد مصدر حكومي لـ«رويترز» أنّ «الحكومة لم تتلقّ أيّ طلب من المسلحين خاطفي الجنود اللبنانيين»، وذلك قطعاً لما تردّد عن لائحة مطالب كانوا تقدّموا بها، فيما أكّد أكثر من مرجع أمني أنّه لم يتبلغ أيّ ورقة من الخاطفين.

تطوّر في العراق

وعلى خط الأزمة في العراق، ووسط حديث عن تطوّر سياسي كبير مُرتقَب يتّصل بمصير رئيس الوزراء نور المالكي لجهة مغادرته السلطة، بدأت المقاتلات الأميركية بقصف مواقع تنظيم «داعش» في شمال البلاد.

ونقلَ مراسل «الجمهورية» في واشنطن عن اوساط في البنتاغون تأكيدَها أنّ الضربات ضدّ هذا التنظيم لن تقتصر على العراق بل قد تتوسّع.

وقال المتحدث باسم «البنتاغون» الأدميرال جون كيربي إنّ القصف استهدف مواقع المدفعية التي يستخدمها مسلّحو التنظيم ضد قوات «البشمركة» الكردية، بالقرب من مدينة «إربيل»، حيث يوجد فريق مستشارين من الجيش الأميركي بالمدينة.

وأعلن البنتاغون أنّ مقاتلتين أميركيتين من طراز أف/آي 18 ألقتا قنابل تزنُ الواحدة منها 250 كيلوغراماً على مربض مدفعية متحرّك تابع لـ»داعش».وانطلقت المقاتلات من حاملة الطائرات يو أس أس جورج بوش في الخليج لتلقيَ القنابل الموجّهة بالليزر.

وكشفَ النقاب أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي كان أعطى أمس الأوّل الضوء الأخضر لشَنّ ضربات جوّية محدّدة ضد «الدولة الإسلامية» ، أبلغَ الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، في اتّصال هاتفيّ أجراه معه، بالضربات الجوّية. وقد انطلقت الطائرات الحربية فوق أجواء السعودية بعد رفض تركيا أن تنطلق الطائرات الأميركية من قاعدة «انجرليك» .

 

عودة مفاجئة للحريـــــــري الى بيروت/الوضع يستدعي وجودي في لبنان و"الله الحامي"

المركزية- بعد الغياب "القسري" لمدة ثلاث سنوات منذ العام 2011 لاسباب أمنية، عاد الرئيس سعد الحريري في زيارة مفاجئة الى بيروت شكلت صدمة إيجابية لدى اللبنانيين، ويبدو ان العودة على صلة بالمستجدات الأمنية التي شهدتها الساحة اللبنانية من بوابتها البقاعية "عرسال" خلال الأيام الماضية وبالخطر الذي ظهر على الاعتدال السني بعد تفشي ظاهرة "التطرّف" في بعض المناطق. ومما لا شك فيها انها ستعيد خلط الاوراق وتساهم في خلق تسوية سياسية ربما تؤدي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية. إذا، "بيت الوسط" فتح أبوابه من جديد بعد عودة الحريري الى لبنان، وبعد هبة المليار دولار من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الى الاجهزة الأمنية لدعمها في حربها ضدّ الارهاب. وأوضح بيان صادر عن مكتب الحريري الاعلامي "ان فور عودته الى بيروت، فجر اليوم، قادما من جدة في المملكة العربية السعودية، استهل الرئيس سعد الحريري نشاطه بزيارة ضريح والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت، وقرأ الفاتحة عن روحه، ثم توجه الى السراي الحكومي حيث التقى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام". وأفادت المعلومات "ان اجتماعا سيعقد في "بيت الوسط" لقوى "14 آذار" والتحضيرات باتت جاهزة، لكن حتى صدور هذه النشرة لم يحدد موعد الاجتماع لاعتبارات أمنية"، وأضافت "لا نعلم اذا كان سيصدر بيان عن هذا الاجتماع أو سيختار الحريري التحدث في اللحظات الاخيرة". وأكدت المعلومات "ان الحريري سيعقد مؤتمرا صحافيا في الساعات المقبلة، وهناك تكتم شديد حول موعده" علما انه لم يتم الاعلان عن اي لقاء للحريري بشكل مسبق لاسباب أمنية. ووفقا لزوار الحريري "فإن عودته هي بسبب استشعاره لخطورة الوضع في لبنان وللتعبير عن دعمه للجيش ماديا ومعنويا من خلال تواجده في لبنان"، مؤكدين "ان ليس هناك من تسوية مسبقة أدت الى عودته، لكن إذا كان هناك من نية إيجابية بإعادة تكوين السلطة لدى الفريق الآخر بدءا من الانتخابات الرئاسية فهو منفتح على اي من هذه النوايا".

السراي: وكان الحريري استهل عودته بلقاء الرئيس سلام، حيث بحث معه في "المكرمة السعودية" الاخيرة وآلية تنفيذها. وأكد الحريري في دردشة مع الصحافيين لدى مغادرته السراي "ان الوضع يستدعي وجودي في لبنان، وعودتي الى لبنان جاءت بعد الهبة السعودية للجيش اللبناني التي سنعالج كيفية تنفيذها". وعن الضمانات لأمنه الشخصي، قال "إن شاء الله خير والله يحفظ الجميع". ولم يجب على سؤال عن المدة التي ستستغرقها زيارته الى لبنان.

استقبالات: وغصّ "بيت الوسط" بالمهنئين حيث توافدت الشخصيات السياسية لتهنئة الحريري. وفي هذا الاطار، استقبل الحريري كلا من الرئيس فؤاد السنيورة ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق اللذين هنآه بسلامة العودة، وكانت مناسبة تم خلالها البحث في الهبة السعودية المقدّمة لدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية.

كما التقى كلا من وزراء: السياحة ميشال فرعون، الإعلام رمزي جريج، التنمية الإدارية نبيل دو فريج والعدل أشرف ريفي، رئيسة لجنة التربية النيابية النائب بهية الحريري والنواب: عاطف مجدلاني، محمد قباني، عمار حوري، جان أوغاسبيان، أمين وهبي، غازي يوسف، سيرج طورسركيسيان ومحمد الحجار، رئيس بلدية بيروت بلال حمد وتوفيق سلطان.

ثمّ استقبل سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري مهنئا بسلامة العودة الى بيروت، وكانت مناسبة تم خلالها التداول في الأوضاع العامة.

اتصالات: من جهة ثانية، أعلن المكتب الإعلامي للرئيس الحريري في بيان "ان الرئيس الحريري تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس مجلس النواب نبيه بري هنأه فيه بسلامة العودة الى بيروت".

كما تلقى الحريري اتصالات تهنئة من كل من الرئيس أمين الجميل، الرئيس حسين الحسيني، وزير الخارجية جبران باسيل، وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، قائد الجيش العماد جان قهوجي، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص والسفير جورج خوري.

ردود فعل: الى ذلك، توالت ردود الفعل المرحبة بعودة الرئيس الحريري الى لبنان والتي رأت ان عودته تغير وجه المعادلة السياسية في لبنان، وأتت على الشكل التالي:

الجميل: وفي هذا الاطار، أعلن رئيس "حزب الكتائب اللبنانية" أمين الجميّل "انه اتصل بالرئيس الحريري صباحاً وهنأه بالعودة، وانهما سيلتقيان في أسرع وقت لتزخيم كل النشاط لمعالجة كل الامور".

واعتبر "ان من شأن عودة الرئيس الحريري تسريع معالجة رواسب حوادث عرسال وتزخيم النشاط من اجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي، واصفا عودة الحريري بـ"الحدث المهم". وقال "لا شك في اننا وكل الشعب اللبناني وجمهور 14 آذار اشتقنا له، وأمامنا مشوار طويل خصوصاً في هذه المرحلة الصعبة التي يمر فيها البلد والتي تقتضي ان نتعاون جميعنا مع بعض". ولفت الى "ان في هذه المرحلة نحن بحاجة الى كل الطاقات الخيرة"، مؤكدا "ان عودته مؤشر مهم". وأمل "ان يكون هناك خطوة نوعية في طريقة التعاطي السياسي في البلد وان نسرع بمواجهة مجموعة من الاستحقاقات بدءاً من معالجة انعكاسات ورواسب الحوادث الخطيرة في عرسال والتي لم تُطوَ بعد، فإذا لم تعالج الامور بالعمق قد تتفاعل في أي وقت إن كان في عرسال او غيرها".

ريفي: بدوره، أكد وزير العدل اشرف ريفي "ان لا شك في ان عودة الرئيس الحريري تُغير وجه المعادلة السياسية في لبنان بشكل أساسي خصوصا انها أتت في توقيت دقيق جدا ومدروس بشكل كبير، كما ان المرحلة تتطلب ان نتكاتف كلبنانيين بكل طاقاتنا وجهودنا"، وقال "كل مجموعة تريد لرئيسها ان يكون على رأس إدارة أمورها، وفي مرحلة معينة كان هناك من توهم انه يستطيع الغاء "الحريرية السياسية" وانه يمكنه ازاحة الرئيس سعد الحريري ليُنصّب من يريد، إلاّ ان هذا الواهم أيقن انه لا يمكن لأحد ان يحكم أحدا، بل يُحكم لبنان بالجميع ولا يمكن لاحد ان ينفرد بحكمه نهائيا". ولفت الى "ان الزيارة كانت مفاجئة لكل اللبنانيين وسترسم خريطة عمل سياسي جديدة فيها تكاتف وتضامن وتآزر لحماية الوطن من العواصف التي تمر في المنطقة". وأضاف "نحن على ابواب مرحلة مختلفة كليا، زيارة الرئيس الحريري مفصلية في الحياة السياسية اللبنانية وستقود المشهد السياسي الى مكان آخر مختلف عما سبق".

حرب: الى ذلك، رحب وزير الإتصالات بطرس حرب بعودة الرئيس الحريري الى لبنان بعد غياب قسري طويل نتيجة الظروف الأمنية التي كانت تسود البلاد. وثمّن "مبادرة الحريري في العودة ليكون قريبا من مركز القرار اللبناني ولا سيما في ما يتعلق بترجمة الهبة السعودية البالغة مليار دولار بصورة سريعة لمساعدة الجيش ومؤازرته في مواجهة الإرهاب"، معتبرا "ان مجيء الرئيس الحريري الى لبنان في هذا الظرف بالذات هو عودة أحد القادة الأساسيين في لبنان في ردة فعل طبيعية لمسؤول كبير لحماية لبنان ونظامه السياسي والحياة اللبنانية المشتركة بين جميع الطوائف، وهي تتضمن حكما رفضا للإرهاب والتطرف باعتبار ان الرئيس الحريري هو من رواد الإعتدال في لبنان ورافضي كل النزعات المتطرفة والإرهابية التي تسود، وبكل أسف، العالم الإسلامي".

فرعون: ونوّه وزير السياحة ميشال فرعون بعودة الحريري إلى لبنان، ووصفها بأنها "جيدة وداعمة للحكومة اللبنانية ورسالة لبنان وأهل عرسال وجميع اللبنانيين". وقال "كان لبنان ينتظر عودته منذ زمن، وعاد الى لبنان ليقود المعركة ضد قوى الظلم والظلام والعنف، ودفاعاً عن لبنان الحياة والرسالة".

وعن إمكان أن تسرّع عودة الحريري في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، أكد فرعون "إذا كنا سندافع عن رسالة لبنان المحصّنة بالدستور والصيغة اللبنانية ووجود رئيس للجمهورية، من أجل هذه الغاية وخصوصاً لتسريع الحوار ودرء المخاطر والدفاع عن صيغة لبنان الرسالة، في ظل ما يحدث في المنطقة".

حماده: بدوره، لفت عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب مروان حماده "ان في مرحلة تتسم بسواد يحيط بالمنطقة عموما، وبلبنان خصوصا، تأتي عودة الرئيس الحريري الى بيروت كبارقة أمل تزرع التفاؤل والطمأنينة الى مستقبل اللبنانيين الذين يرون في هذه العودة بابا يفتح مروحة متوقعة من الانفراجات، تبدأ من غلبة الاعتدال على التطرف بكل اشكاله، والسماح على التقوقع، ولا تنتهي بإحياء الآمال بإنجاز الاستحقاقات الدستورية، منها ما طال انتظار انجازه، ومنها ما يؤمل ان ينجز في مواعيده". وهنأ "الرئيس الحريري واللبنانيين بعودته، واننا على ثقة انه لن يألو جهدا، كما كان دائما، لتحصين لبنان واستدراك ما فاته من استقرار، وما خسره اهله من امل ومرتجى".

فتفت: وأكد عضو "كتلة المستقبل" النائب احمد فتفت "ان عودة الحريري الى لبنان رسالة إيجابية جدا في هذا الظرف الصعب الذي تمر به الدولة اللبنانية، وهي رسالة نور في هذا الظلم الذي نعيشه نتيجة الارهاب والفراغ الدستوري في موقع رئاسة الجمهورية"، موضحا "ان الرئيس الحريري اختار هذا الوقت لعودته كي يؤكد لللبنانيين ان لبنان فعلا يعني له الكثير بعدما أثبت خلال المرحلة الماضية بخطوات جبارة جدا وقوفه الى جانب الدولة والمؤسسات والى جانب الجيش اللبناني". وقال "برأيي، دخلنا اليوم في مرحلة تدعو الى التفاؤل، لكن لا يزال أمامنا أياما صعبة بسبب فقدان اكثر من 30 عسكريا في منطقة عرسال، وأمامنا صعوبات في موضوع رئاسة الجمهورية ولكن مجيء الرئيس الحريري مؤشر سياسي مهم ورسالة بأنه يحق لهذا البلد ان نضحي من أجله".

ارسلان: ورحب رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان بعودة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، آملاً "ان يكون المناخ قد أصبح مؤاتياً للحوار المباشر بين القوى السياسية". وأكد "ان الرئيس الحريري قادرٌ على إضفاء مناخ إيجابي على الحياة السياسية اللبنانية من خلال رفضه للإرهاب ووقوفه الى جانب الجيش وإستعداده لملاقاة الإستحقاقات الدستورية التي تعتبر فرضاً على كل مسؤول سياسي".

الجراح: وفي سياقٍ متصل، كشف عضو "كتلة المستقبل" النائب جمال الجراح "ان خطورة الوضع في لبنان وعرسال وامتداد النيران السورية الى الداخل اللبناني أوجب حضور الرئيس سعد الحريري لمعالجة الوضع بشكل وطني شامل".

وأكد "ان الرئيس الحريري لا يحتاج ضمانات أمنية وهو من موقعه كمسؤول وطني غامر وخاطر بأمنه لمعالجة الوضع المتأزم".

الحوت: واعتبر نائب "الجماعة الاسلامية" عماد الحوت "ان ما يمرّ به لبنان من واقع وأزمات في إطار ما يحصل في المنطقة كان يستدعي ان يكون هناك تضافر جهود من كل الفرقاء السياسيين للوقوف في وجه هذه الأزمة والرئيس الحريري قوة إضافية وازنة في هذا الاطار"، وتابع "أعتقد ان هذه العودة هي رسالة لكل السياسيين اللبنانيين بأن ننسى خلافاتنا ومصالحنا الذاتية الضيقة وطموحاتنا الشخصية والمذهبية حتى نتمكن جميعا من تحقيق مصلحة لبنان". وأمل "ان تكون عودة الرئيس الحريري بابا من ابواب اطلاق ديناميكية جديدة او فاعلة لتحقيق هذا الانتخاب، ونحن نعلم ان الرئيس الحريري كان ولايزال من المصرين على إنجاز هذا الاستحقاق بأقرب وقت ممكن ونأمل في ان تصل جهوده السياسية الى نتيجة وتطلق ديناميكية لإتمام انتخاب الرئيس".

مجدلاني: واعتبر عضو "كتلة المستقبل" النائب عاطف مجدلاني "ان عودة الحريري الى لبنان في هذه الظروف الصعبة والمعقدة التي يمر بها لبنان مؤشر إيجابي"، وقال "أعتقد ان وصوله الى بيروت يحمل رسائل عدّة موجهة الى مختلف الجهات. عودته مؤشر للتصميم على محاربة الارهاب وكل من يريد الشر للبنان وكل من يريد التفرقة وبث روح الفتنة في لبنان". وأمل "ان يكون هناك انفراج قريب في الملف السياسي وعلى رأس أولويات هذا الملف انتخاب رئيس الجمهورية، لاسيما ان الدعم الأمني كان واضحا من خلال الرسالة التي أرسلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عبر مبادرته الكريمة والتي طلب من الرئيس الحريري الاشراف على تنفيذها".

الراعي: وأمل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي "ان تشكل عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان حافزا لتضافر كل الجهود الخيرة من أجل الدفع الى الأمام بالمساعي الآيلة الى الخروج من الأزمة السياسية والإجتماعية الداخلية في لبنان". وكان الراعي اجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الحريري هنأه فيه بسلامة العودة.

حسن: ورحب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بـ"عودة الرئيس الحريري الى ربوع الوطن"، آملاً "ان تكون عودته مقدمة لمزيد من الإيجابيات على الساحة الوطنية". ونوّه بـ"المكرمة السعودية من الملك عبدالله بن عبد العزيز للجيش والقوى الأمنية"، مشيراً الى "التاريخ الحافل للمملكة في دعم لبنان والوقوف الى جانبه في مختلف الظروف".

 

الحريري وصل فجرا وزار ضريح والده ثم توجه الى السرايا

اعلن المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري انه 'فور عودته إلى بيروت فجر الجمعة قادما من جدة في المملكة العربية السعودية، استهل الرئيس سعد الحريري نشاطه بزيارة ضريح والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت، وقرأ الفاتحة عن روحه، ثم توجه إلى السراي الحكومي حيث التقى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام”.

 

 كيف علق السياسيون على عودة الحريري إلى لبنان؟

تلقى الرئيس سعد الحريري اتصالات تهنئة بعودته إلى بيروت من كل من وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص.

كما استقبل الرئيس الحريري السيد توفيق سلطان الذي قال على الأثر: "كما كان لغياب الرئيس الحريري تأثير سلبي في كل المجالات، فإن لعودته الميمونة تأثير إيجابي كبير في كل المجالات أيضا".

الى ذلك، اجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً بالرئيس سعد الحريري مهنئاً بسلامة عودته الى لبنان

وكان المكتب الإعلامي للرئيس سعد رفيق الحريري اصدر البيان الاتي "تلقى الرئيس سعد الحريري اتصالا هاتفيا من رئيس مجلس النواب نبيه بري هنأه فيه بسلامة العودة إلى بيروت".

رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أكد أن العمل في “14 آذار” سيتفعّل أكثر مع عودة الرئيس سعد الحريري، لافتا إلى أن الأمور لن تبقى كما كانت في غيابه. واعتبر اننا “على أبواب مرحلة جديدة ولا يمكن لأحد أن يفترض أن رجعته لن تغيّر بشيء بل على العكس “أنا أعتقد بعد هذه العودة سيكون هناك تغييرا كبيرا”.

من جانبه، قال وزير العدل أشرف ريفي في حديث للـ mtv ان ما قبل عرسال ليس كما بعدها ونقول ما بعد عودة الحريري ليس كما قبلها.

وفي سياق متصل، أشار رئيس حزب "الكتائب اللبنانيّة" أمين الجميّل أنّ "عودة الرئيس سعد الحريري مؤشر مهم جداً وتساهم في معالجة الأوضاع الحالية وفي إنجاز الاستحقاق الرئاسي"، مشدداً على أهمية "الإسراع في الجهود المبذولة لإنجازه في أسرع وقت".

أما البطريرك بشارة الراعي، فقد هنأ الحريري، معربا عن أمله بأن تشكل عودته حافزا للدفع بمساعي الخروج من الأزمة.

من جانبه، رحّب شيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بعودة الحريري إلى ربوع الوطن، آملاً ان تكون عودته مقدمة لمزيد من الإيجابيات على الساحة الوطنية.

بدوره، ثمن وزير الإتصالات بطرس حرب مبادرة الحريري في العودة ليكون قريبا من مركز القرار اللبناني ولا سيما في ما يتعلق بترجمة الهبة السعودية البالغة مليار دولار بصورة سريعة لمساعدة الجيش ومؤازرته في مواجهة الإرهاب.

رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب رأى فب حديث للجديد أنّ "عودة الرئيس سعد الحريري يمكن أن تساعد في تشكيل مظلة سياسيّة للجيش اللبناني، والتي كان فقدها خلال الأيام السابقة". وأشار إلى أنّ الحريري ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون "متفاهمان على شيء ما لا أحد يدركه حتى اليوم".

النائب مروان حمادة قال "نهنئ الرئيس الحريري ونهنئ اللبنانيين بعودته، واننا على ثقة انه لن يألو جهدا، كما كان دائما، لتحصين لبنان واستدراك ما فاته من استقرار، وما خسره اهله من امل ومرتجى".

رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان قال: "إنني متأكد أن الحريري قادر على إضفاء مناخ إيجابي على الحياة السياسية اللبنانية، من خلال رفضه للارهاب ووقوفه الى جانب الجيش وإستعداده لملاقاة الإستحقاقات الدستورية التي تعتبر فرضا على كل مسؤول سياسي".

هذا واتصل السفير السعودي علي عوض العسيري بالحريري مهنئا إياه بعودته.

رئيس منتدى الحوار الوطني فؤاد مخزومي رحب من جهته بعودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان، معتبراً إياها خطوة إيجابية ومقدّرة عالياً، في ظل المخاوف من سيطرة التطرف وأصوات النشاز المهددة لاتجاهات الاعتدال التي طالما اتسمت بها الطائفة السنية.

أما رئيس حركة التغيير ايلي محفوض، فقد غرد على موقع توتير، قائلا "‏مع عودة الرئيس الحريري سيطرأ حتمًا تغيير بالمشهد السياسي وقد تتحرك الاستحقاقات الدستورية ايجابًا ونحن قادمون على مرحلة جديدة عنوانها التغيير.

رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير رحب بعودة الحريري الى لبنان، معتبرا ان هذه الخطوة تنقل البلد الى مرحلة جديدة، نتمنى ان تحقق آمال اللبنانيين وتطلعاتهم تجاه وطنهم.

جعجع: وهنأ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "تيار المستقبل" وقواعد قوى "14 آذار" بعودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان. ورأى"اننا على باب مرحلة جديدة ولا يمكن لاحد ان يفترض ان رجعة سعد الحريري لن تغير بشيء بل على العكس أنا أعتقد بعد هذه العودة سيكون هناك تغييرا كبيرا"، مشدّدا على "ان العمل في "14 آذار" سيتفعل اكثر بعودة الحريري والامور لن تبقى كما كانت في غيابه". وأوضح "ان التباين في الموقف في ما يتعلق بتشكيل الحكومة لم يفسد في الود قضية بين "تيار المستقبل" وبين "القوات اللبنانية"، لا بل يمكن الاعتبار انه بوجود "المستقبل" داخل الحكومة "القوات" في الداخل، وبوجود "القوات" خارج الحكومة "المستقبل" في الخارج".

الخازن: من جهته، اتصل رئيس "المجلس العام الماروني" وديع الخازن بالرئيس سعد الحريري مهنئًا بسلامة عودته الى بيروت .

وهاب: واعتبر رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب "ان عودة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري يمكن ان تساعد في تشكيل مظلة سياسية للجيش اللبناني والتي كان فقدها خلال الأيام السابقة".

سعيد: وهنأ منسق الامانة العامة لقوى "14 آذار" فارس سعيد "اللبنانيين بكل طوائفهم بعودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان"، معتبرا "ان هذه العودة دحضت كل ما قيل عن أنه غادر لبنان ولن يعود وبأنه ينظر الى مشاكل لبنان من بعيد". وقال "هذا الرجل أكد مرة إضافية بأنه يتمتع بشجاعة استثنائية لان الخطر لايزال حوله وبأن عودته الى لبنان هي عودة من اجل الوقوف الى جانب جميع اللبنانيين بكل طوائفهم، وبمجرد بث نبأ عودة الرئيس الحريري لمسنا لدى الناس ارتياحا وطنيا وكأنه فعلا يضيف على الضمانات الموجودة في لبنان ضمانة وازنة جدا لجميع اللبنانيين".

علوش: وأكد عضو المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل" مصطفى علوش "ان الرئيس الحريري أثبت من جديد انه ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري وانه المبادر والشخص الذي لا يكتفي بالكلام بل يذهب الى العمل، وطبعا بشرنا أمس، بالمنحة السعودية للجيش اللبناني والقوى الأمنية والآن هو موجود في لبنان وهي بشارة اخرى للبنانيين". وقال "لا أريد ان أبحث عن سبب عودة الرئيس الحريري، مكان سعد الحريري في لبنان، ولا اعتقد ان حوادث عرسال فقط هي السبب ولكن بالتأكيد هناك تداعيات بسبب أزمة عرسال".

14 آذار: رحبت الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار بعودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان، واصفة إياها بـ"انها شجاعة وبالغة الأهمية".

الاسعد: ورحب الامين العام لـ"التيار الاسعدي" معن الاسعد بـ"عودة الرئيس الحريري الى لبنان واستعادة موقعه الطبيعي كركن اساسي في الحياة السياسية اللبنانية".

احتفالات مناطقية: تزامنا، عمّت الاحتفالات مناطق لبنانية عدّة وقام المواطنون بتوزيع الحلوى ابتهاجاً. هذا وتنظّم منسقيات "تيار المستقبل" في المناطق اللبنانية مسيرات واحتفالات ترحيبا بعودة الرئيس الحريري.

وفي مدينة بيروت عمّت الإحتفالات المدينة، حيث أطلقت البالونات الزرقاء في كل المناطق. وأقامت منسقية بيروت في "المستقبل" حواجز محبة تمّ فيها توزيع الحلوى على المارة الذين عبّروا عن فرحهم بعودة الرئيس الحريري.

بدورها، دعت منسقية "المستقبل" في الدريب - عكار، الى المشاركة في المهرجان الذي سيقام في الخامسة من عصر اليوم، في مكتب التيار المركزي - خريبة الجندي، وذلك احتفالا وترحيبا بعودة الرئيس الحريري الى لبنان.

وتوافدت الوفود الشعبية أمام مكتب "تيار المستقبل" في منسقية القيطع – عكار، مرحبةً بعودة الرئيس الحريري واعتبرته عرسا وطنيا ويوما تاريخيا يشهده لبنان.

 

مفاجأة عودة الحريري تخلف موجة انفراجات واسعـــــة

14 آذار: مؤشر لايجابيات قريبة و8 آذار: للملمة الحالة السنية

عرسال هادئة ووضـــــــع العسكريين المخطوفين معقد

المركزية- ماذا تعني عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان في قاموس السياسة الداخلية؟ وما هي ابعاد توقيتها في هذه اللحظة بالذات وهل ان المفاجأة التي احدثت وقعاً بالغ الايجابية على الساحة اللبنانية ستمتد مفاعيلها الى اكثر الملفات دقة وحساسية، الانتخابات الرئاسية، ليتوج الانفراج الامني بعد انتصار الجيش في عرسال وتحريرها بانفراج سياسي؟ وكيف ستستثمر هذه العودة من فريقي 8 و14 آذار اللذين اختلفت قراءتهما الى حد التضارب؟ وما حقيقة الكلام عن نضوج الطبخة الرئاسية من ضمن تسوية شاملة قد تترجم في جلسة الانتخاب المحددة يوم الثلثاء المقبل؟

على قدر سعة التساؤلات واتساعها، ارخت عودة الحريري الى البلاد بمناخات ايجاب، حركت الجمود السياسي واحدثت انفراجات واسعة وآملا بانتعاش الاوضاع مجددا، باعتبار ان الظروف التي حملته على البقاء خارج لبنان منذ ايار 2011 وحتى 7 آب 2014، لا بد انها تبددت وكفلت عودته للبقاء، وليس لانجاز مهمة الاشراف على صرف هبة المليار دولار المقدمة من المملكة العربية السعودية او لاحياء حال الاعتدال السني في مواجهة قوى التطرف والاصوليات ثم المغادرة.

انفراج وايجابية: واللافت ان هذه العودة اعقبت ثلاث اشارات تستوجب التوقف عندها: نداء العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الشهير الموجه الى قادة العالم في ما خص نبذ التطرف والارهاب الذي تشنه الحركات التكفيرية باسم الدين والاسلام، هبة المليار دولار من المملكة لدعم الجيش والاجهزة الامنية التي تنفذ بإشراف الحريري الذي وضع خلال زيارته الرسمية الاولى في بيروت للسراي الرئيس تمام سلام في تفاصيلها. اما الاشارة الثالثة فنداء بطاركة الشرق من الديمان الذي دق ناقوس الخطر في ما يتصل بوضع المسيحيين في العالم العربي وعدم تحرك المسؤولين المسلمين والعرب والدوليين لمساندتهم مطالبين بإصدار فتاوى رسمية تحرم الاعتداء على المسيحيين.

وقالت مصادر سياسية متابعة ان عودة الرئيس الحريري جاءت ترجمة للموقف السعودي الذي اعلن الحرب على الارهاب واعقبه قرار مجلس الوزراء اللبناني تطويع 12 الف جندي لمصلحة الاجهزة العسكرية والامنية وصدور مواقف سياسية تحث الشباب على الانخراط في هذه المؤسسات، مشيرة الى ان الوضع الداخلي قد يكون دخل حالا من الاختمار اسهم بدوره في عودة الحريري لاعادة خطوط التواصل بين القوى السياسية في الداخل بعدما تلقى الحريري اليوم اتصالات تهنئة بالعودة من اكثر من طرف لا سيما رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

وفور وصوله الى بيروت زار الحريري ضريح والده ثم توجه الى السراي حيث اجتمع مع الرئيس سلام قبل ان ينتقل الى بيت الوسط ليستقبل المهنئين ويشارك عصرا في اجتماع لقادة الاجهزة الامنية في السراي برئاسة تمام سلام للتداول في الحاجيات السريعة لتغطيتها من هبة المليار دولار على ان يرأس مساء اجتماعا لكتلة المستقبل النيابية قد يتوسع ليضم سائر افرقاء قوى 14 آذار.

الاعتدال السني: الى ذلك، دعت مصادر في قوى الرابع عشر من آذار الى عدم الاغراق في التفاؤل في ما يتصل بأسباب وأهداف عودة الحريري، على أهميتها، وقالت لـ"المركزية" ان أكثر من ملف حمله على العودة وليس ضروري ان تكون عودته مؤشراً الى إنجاز الطبخة الرئاسية، كما حاول البعض ان يوحي، ربما تشكل حافزاً لإنهاء الأزمة، الا انها لن تنتج رئيساً في جلسة 12 الجاري بحسب ما توقع بعض غلاة التفاؤل، وتحدثت عن بداية مسعى للحل لكنها اوضحت ان لا تسوية جاهزة وفق ما يتردد.

ولم تخفِ المصادر مدى أهمية وجود الحريري في لبنان من زاوية التأثير في الوضع السني الذي يشهد حالاً من التشنج والغليان بعد موجة التطرف والإرهاب التي باتت تشكل خطراً على وجه الاعتدال السني، مشيرة الى ان عودته تسحب فتيل التوتر وتعيد للاعتدال وهجه.

قراءة 8 آذار: في المقابل، قالت مصادر سياسية في قوى 8 آذار لـ "المركزية" ان عودة الحريري قد يكون خلفها قرار سعودي بوجوب لملمة الحالة السنية المتفلتة في لبنان وحصر خطر تمدد التطرف، خصوصا ان في جعبته مليار دولار يمكن ان توظف في جزء منها لهذه الغاية. واشارت الى ان لا جديد على مستوى الملف الرئاسي لأن الستاتيكو القائم لم يشهد اي تغيير او تطور قد يدفع بالاطراف الممسكة بالملف الى تعديل مواقفها. وفي السياق، اوضح مصدر ديبلوماسي لـ "المركزية" ان قرار فصل ملف لبنان عن ازمات المنطقة لم يصدر بعد وما زال في دائرة المحاولة، غير ان المظلة الدولية الواقية لساحته الداخلية تبقى قائمة الى حين تفرغ دول القرار لمعالجة سائر ازماته وفي مقدمها رئاسة الجمهورية.

ابو فاعور: وليس بعيدا، لفت موقف اطلقه وزير الصحة وائل ابو فاعور على اثر زيارة لعين التينة اوضح فيه ان المسعى الذي يقوم به النائب وليد جنبلاط مستمر ويهدف الى تعميم القناعة بين الشخصيات والقوى السياسية بأن الوضع الامني اولا والسياسي ثانيا والدستوري ثالثا لم يعد يحتمل الرفاهية في صرف المزيد من الوقت والجهد في المماحكات في عدم انجاز الاستحقاق الرئاسي.

عرسال: اما عرسال فشهدت لليوم الثاني على التوالي هدوءا نسبيا وبدأت تستعيد تدريجيا الحياة شبه الطبيعية بعد الايام الخمسة من المعارك الضارية بين الجيش اللبناني ومسلحي المعارضة الذين اجبروا على التراجع في اتجاه الجرود. الا ان اشكالية اسرى الجيش والقوى الامنية وعددهم 22 عسكريا و17 عنصرا من قوى الامن الداخلي ما زالت قائمة. وفي هذا المجال، اشارت بعض المعلومات الى امكان حصول انفراج قريب على مستوى الافراج عن عناصر قوى الامن المحتجزين، في حين ان وضع عناصر الجيش يبدو اكثر تعقيدا في انتظار صدور بيان يوضح الاسباب كما وعدت جبهة النصرة امس في ضوء ما تردد عن ان شرط الخاطفين للافراج عن العسكريين يتمثل بالافراج عن الموقوف ابو احمد جمعة وعن لائحة منتقاة من الاسرى الاسلاميين من سجن روميه، غير ان هذه المعطيات بقيت في دائرة غير المؤكد. وفي حين استمرت الوساطة التي تقودها هيئة العلماء المسلمين اكد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لـ "المركزية" ان اسرى الجيش جميعا بخير وان المسلحين قطعوا وعدا بعدم ازعاجهم.

وفي سياق متصل، واصل الجيش عمليات دهم مخيمات النازحين السوريين، ودهم اليوم مخيما في بلدة طليا شرق بعلبك واوقف عددا منهم كما نفذ عملية دهم في تجمعات للنازحين في بلدة خربة داوود في عكار.

درباس: واعلن وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ "المركزية" عن خطوات حكومية قريبة في هذا الشأن تتمثل بامساك الدولة وحدها بزمام تسجيل النازحين، التدقيق في ملفاتهم لشطب من هو غير نازح من السجلات، دعوة الدول العربية الى تحمل مسؤولياتها، والتنسيق المستمر مع البلديات حيث يتواجدون.

واكد الترحيب باي قرار يقضي بفتح الحدود لاعادة النازحين داعيا الحكومة السورية لتحمل مسؤولياتها ازاء رعاياها الموجودين في لبنان. وشدد على ان ما جرى في عرسال يقتضي اعادة النظر في كل المقاربات واعداد اخرى جديدة والتخلي عن الافكار السابقة.

 

"عودة الحريـري تعطـي الأمل بمستقبل إقتصادي واجتماعي إيجابـي"/وزني: تفعّل عمل المؤسسات وتساهم في انتخاب رئيس ومعالجة الأمن

المركزية- رأى الخبير الإقتصادي والمالي الدكتور غازي وزني أن عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان، "تعطي الأمل في مستقبل إقتصادي ومالي وإجتماعي إيجابي، لكونها تحدث انفراجاً سياسياً على المدى القريب، وطمأنة داخلية وتخفيفاً من منسوب التوتر، إضافة إلى إمكان إنجاز الإستحقاقات الدستورية وتنشيط العمل الحكومي"، معتبراً أن "ذلك كله ينعكس في المدى القصير، على المؤشرات الإقتصادية وتريحها، إن على صعيد الحركة السياحية التي ستتفعّل من قبل السياح ولا سيما العرب الذين سيستشجعون على المجيء إلى لبنان، أو بالنسبة إلى حركة الإستهلاك الداخلي ولا سيما التجارية".

وقال وزني في حديث لـ"المركزية": أما على المدى المتوسط، فسيتوقف عند قدرته على إنجاز هذه التحديات والمخاطر السياسية والأمنية القائمة. وإذا نجح في تحقيق بعض الإنجازات السياسية فسيكون الإنعكاس الإقتصادي الإيجابي على المدى المتوسط. وإذ لفت إلى انعكاس عودة الحريري على كل المؤشرات، قال: إن الأسواق المالية والإقتصادية ستتأثر إيجاباً بهذه الخطوة، ولا سيما سوق القطع حيث ستخلق ارتياحاً وتحسناً جزئياً في سعر صرف الليرة، كذلك في بورصة بيروت حيث ارتفع اليوم سعر سهم سوليدير بفئتيه، والذي يرتبط أصلاً بمشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبالتالي ستعزز عودة الرئيس سعد الجريري من قيمة هذا المشروع وأسهم سوليدير. وأوضح أن "هذه الإنعكاسات الإيجابية ستكون فورية، وتنشط في الوقت نفسه الحركة التجارية لما تحدثه العودة من انفراج على كل الصعد على المدى القريب"، وتابع: في النهاية، جاء الرئيس الحريري ليعطي الأمل في معالجة التحديات والمخاطر الموجودة، إن لجهة المخاطر الأمنية أو السياسية أو صعوبة الوضع الإقتصادي والمالي، أو بالنسبة إلى تفعيل نشاط الحكومة ومجلس النواب حيث يُدرج عدد كبير من مشاريع القوانين المالية والإقتصادية، هي كلها مجمّدة. لكن وجود الحريري في لبنان يعيد إحياء نشاط البرلمان ويفعّل عمل الحكومة التي تشترط اليوم التوافق على كل الملفات، كما يساهم في إيجاد حل لمسألة انتخاب رئيس للجمهورية، وتنشيط عمل المؤسسات الدستورية. كذلك لفت وزني إلى أن عودة الحريري "تشكّل عاملاً إيجابياً بالنسبة إلى المؤسسات المالية الدولية ومنها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذي يركّز على الإستقرار السياسي الداخلي"، وتابع: من هنا من إيجابيات مجيء الحريري إلى لبنان هو تعزيز عامل الإستقرار السياسي الداخلي، وقدرته على المساهمة الفاعلة في معالجة الملفات الأمنية ومخاطرهها، خصوصاً أنها تقع في مناطق يؤثر عليها. حوادث عرسال: وليس بعيداً، لفت وزني رداً على سؤال، إلى تأثير الحوادث الأمنية الأخيرة في منطقة عرسال "على المناخ العام في البلد، ومخاطرها الكامنة في إدخال لبنان في نفق من التساؤلات حول مستقبل تكوين الدولة وانتظامها ومصيرها، حيث كانت حوادث عرسال محطة مفصلية في تاريخ لبنان". وقال: لذلك جاءت عودة الحريري لتوثيق نوع من الحل لتداعيات معضلة عرسال ومخاطرها على المؤسسات الدستورية ومستقبل البلد.

 

سلام عرض مع الحريري المساعدة السعوديـة ومع باسيل التحقيق في حادثة الطائرة الجزائرية

المركزية- تبلغ رئيس مجلس الوزراء تمام سلام من الرئيس سعد الحريري الذي زار السراي بعيد عودته الى بيروت صباح اليوم، قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تقديم مليار دولار الى لبنان مخصصة لتلبية الحاجات الملحة للجيش وجميع القوى والأجهزة الأمنية اللبنانية. وتباحثا في آلية صرف هذه الهبة، التي وضعها خادم الحرمين الشريفين في عهدة الرئيس الحريري، واتفقا على استكمال البحث في الاجراءات التنفيذية ضمن الأطر القانونية اللازمة. وتابع الرئيس سلام في السراي الحكومي مع وفد من "لقاء الشخصيات الوطنية الأوضاع العامة.

وتحدث باسم الوفد الوزير السابق عبد الرحيم مراد الذي أوضح أن النقاش تناول قضية عرسال، وقال: "استمعنا إلى شرح واف من الرئيس سلام عن مجريات الوضع والتصور في ما يتعلق بالمرحلة المقبلة وكيفية التعامل مع هذا الموضوع الذي يحتاج إلى دقة وعقلانية في معالجة الأمور". ونقل عن سلام إشادته "بالدور المشرف الذي لعبه الجيش"، معربا عن الأمل في "أن تتعزز قدرات الجيش بإمكانات جديدة من خلال هبة المليار دولار. كما تطرقنا إلى انتخابات دار الفتوى، وكنا في مرحلة سابقة قد ناقشناها ونسعى الى أن يكون لدينا مفت واحد ونحافظ على وحدة الكلمة والصف، ونشكر الرئيس سلام الذي ساعد في هذا الموضوع، كما نشكر المفتي قباني والمبادرة المصرية والمساندة العربية التي ساعدتنا لنصل إلى وحدة الكلمة، وخصوصا أن هناك إجماعا على الشيخ عبد اللطيف دريان الذي نأمل أن يكون مرشح تسوية وأن تتم تسوية أوضاع مؤسسات دار الإفتاء وانتخاب مجلس شرعي جديد والتحضير لانتخابات مفتين جدد".

ثم استقبل سلام وزير الخارجية جبران باسيل مع اللجنة الرسمية اللبنانية المكلفة متابعة التحقيق في حادثة الطائرة الجزائرية، والذي ضم رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير والمدير العام لوزارة المغتربين هيثم جمعة، والمستشار الجنائي الدولي البروفسور فؤاد أيوب. وأطلع من أعضاء اللجنة على ما وصلت إليه عمليات البحث عن جثث الضحايا ونتائج فحوص الحمض النووي. وأعطى توجيهاته بمتابعة مسار هذه العمليات مع الجانب الفرنسي والمالياني والبقاء على اتصال بعائلات الضحايا.

ثم استقبل رئيس أساقفة بيروت للطائفة المارونية المطران بولس مطر الذي قال بعد الاجتماع: "بحثت مع الرئيس سلام في قضايا البلد والمنطقة، وخصوصا ما جرى في عرسال، وشكرنا الجيش على تضحياته، ونأمل عودة العسكريين وقوى الأمن الذين ما زالوا محتجزين لدى المسلحين الغرباء". أضاف: "تحدثنا عن اللقاء الذي جمع البطاركة في الديمان أمس، واستنكرنا تهجير مئة ألف مسيحي عراقي من ديارهم إلى مناطق أخرى في العراق، ونتمنى على جميع المسؤولين في لبنان وفي العالم العربي أن يشجبوا مثل هذه الأعمال ليعود كل إنسان إلى أرضه ووطنه، ولا يكون للعيش المشترك إلا أسباب إيجابية للمستقبل، لأننا نريد أن نعيش معا وأن يكون مصيرنا واحدا في هذه المنطقة".

واستقبل أيضا بطريرك السريان الارثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني يرافقه وفد ضم المطران تاوفيلوس جورج صليبا والمطران اقليميس دانيال كورية والمطران ديونوسيوس جان قواق والسكرتير البطريركي الأب الربان أوكين الخوري نعمت ورئيس الرابطة السريانية حبيب افرام. ومن زوار السراي، وفد من رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية برئاسة الدكتور حميد حكم، شكر سلام على إنجاز ملف التفرغ.

 

فرحة وذهول... الحريري في بيت الوسط

ألان سركيس-جريدة الجمهورية السبت 09 آب 2014

فتحَ بيت الوسط أبوابه فرحاً برجوع صاحبه، لتعود الحياة السياسية الى ربوعه، وهو الذي كان يستضيف الاجتماعات السياسية لقوى «14 آذار» في ظلّ وجود الرئيس سعد الحريري في الخارج.

لم يعلم بتحركات الحريري سوى هو نفسه ومجموعة صغيرة (جوزف برّاك)لم يكن أحد يعلم بتوقيت وصول الحريري الى لبنان، إذ إنّ تحضيرات العودة المرتقبة بعد 3 أعوام من الغياب أنجزت بطريقة سريّة وخاطفة، ليطوي بذلك صفحة المنفى القسري وذكرياته السيئة وما رافقها من حروب ونزاعات واغتيالات كانت تنتظر عودته. سيطر الذهول على قاطني بيت الوسط لحظة رؤية الحريري يصِل فجراً الى بيروت، ولم يصدّق معظمهم الخبر. وفي وقت ظهرت الفرحة على كلّ مَن دَخلَ البيت، شهد المحيط تدابير أمنية مشدّدة، وحواجز تفتيش وتدقيق بالأسماء، ولم يكن أحد يعلم بتحركات الحريري سوى هو نفسه ومجموعة صغيرة تحيط به، لأنّ الهاجس الأمني ما زال يقلق الجميع، والحريري مهدّد وعودته في هذه اللحظة تَلفّها مخاطرة كبيرة، وهذا ما رَدّده كلّ من زار بيت الوسط، متمنياً لـ«الشيخ سعد» السلامة. وقد تساءل الجميع ما اذا كانت زيارته موقتة أم دائمة، ليأتي ردّ الحريري واضحاً: «جيت عطول». لم يهدأ الحريري، وقد تنقّل منذ وصوله في حركة مكوكية بين السراي وبيت الوسط حيث استقبل الزوّار وتلقّى الاتصالات المهنّئة بعودته وعقد الاجتماعات، وسط كلام في أروقة بيت الوسط عن أنّ عودته مرتبطة بالهبة السعودية أوّلاً، وتسوية تقضي بانتخاب رئيس الجمهورية لأنّ الوضع لم يعد يتحمّل التأجيل.

وقد طرحت سيناريوهات عدّة، وربما تكهنات، عن سبب العودة المفاجئة بين المسؤولين الذين سيباشرون عملهم فوراً بعد طول راحة، ولأنّ الحركة السياسية ستعود، ومطبخ بيت الوسط سيكون مركزاً لإنتاج الولائم التسووية. أبعد من التحليلات السياسية عن أهداف عودة الحريري وغاياتها، حلّ الارتياح على الشارع البيروتي خصوصاً والسنّي واللبناني عموماً، إذ إنّ السنّة افتقدوا زعيمهم في لحظات صعبة من تاريخ لبنان، وهو يعلم أنه وبعد عودته وتربّعه على عرش القيادة مجدّداً، تنتظره ورشة كبيرة تبدأ داخل تيّاره أوّلاً، ثم في صفوف قوى «14 آذار» المتزعزعة. وبالتالي، سيعمل الحريري على إنهاء نزاع الأجنحة في تيار «المستقبل»، والتنافس الذي وصل الى درجة التنافر، لينتقل الى توحيد الرؤية داخل «14 آذار» وصَوغ التسويات وخصوصاً على الملفات الأساسية، ثمّ قيادة الحرب في وجه الإرهاب الذي لم يرحَم أحداً. بيروت فرحت بهذه العودة، كما لبنان كله، حيث جابَت المواكب السيّارة الشوارع ورفعت أعلام تيار «المستقبل» وصوَر الحريري، وسط الاغاني والاناشيد الوطنية.

لقد ارتفعت معنويات «المستقبليّين» مجدداً، وعاد زعيمهم الذي يَتّكلون عليه، وينتظرون حركته السياسية في الايام المقبلة وما سينتج عنها، لأنه سيُحدّد بالتالي بوصلة اتجاه السياسة اللبنانية مع ما يحمله من شعبية وجماهيرية داخلية تنتشر على معظم الاراضي اللبنانية، إضافة الى امتداد عربي ودولي يوظّفه في خدمة المصالح اللبنانية العليا. تحمل المرحلة المقبلة عناوين سياسية بارزة، ومع فتح أبواب بيت الوسط ستفتتح مرحلة جديدة في تاريخ السياسة اللبنانية الحديثة، ستكون مرتبطة حكماً بالتطورات الإقليمية والدولية، إنما بنكهة لبنانية.

 

عودة رئيس الإعتدال إلى الوطن

اسعد بشارة-جريدة الجمهورية السبت 09 آب 2014

بعودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان، يكون انقلاب العام 2011 الذي نفّذه المحور السوري ـ الإيراني، قد بدأ يستنفد عناصر اندفاعته الاولى، التي انطلقت مع محاولة تغيير موازين القوى، قبل إسقاط حكومة الحريري، وبعدها.

إنقلاب العام 2011 بدأ يستنفد عناصر اندفاعته الاولى

العودة فيها مخاطرة أمنية كبرى، لكنّ أسبابها تتصل بمعالجة انهيار كبير يتطلب وجودَ الحريري في مواجهة موجة الإرهاب والتطرّف التي أوجدها النظام السوري، والتي بدورها استولدت موجة إرهاب وعنف، توازي عنف النظام. تخطّى الحريري الاغتيال السياسي الذي رتّبه حزب الله، بعد اسقاط حكومته، وها هو يعود حاجةً، لم تستطع الحكومة تلبيةَ كلّ متطلباتها وشروطها، نظراً لما أنتجه النظام السوري وحزب الله من ضرر في البيئة السنّية، التي تكاد تندفع في اتجاه الذهاب الى تأييد كلّ من يواجه هذا النظام، وكلّ مَن يقف في وجه مشروع إيران في لبنان والمنطقة.

يعود الحريري بعد محاولتَي اغتيال لمشروع الاعتدال، الاولى جسديّة وقد طاولت رفيق الحريري، والثانية سياسية، وقد طاولته شخصياً، فيما لا يزال خطر اغتياله الجسدي قائماً وماثلاً.

أمام الحريري العائد مسؤوليات جسام، البعض يعتبر أنّ إعادة الإمساك بالواقع السنّي تتطلّب جهداً ووقتاً. أسابيع وأشهر من عودة التواصل مع القاعدة الشعبية. تواصلٌ مباشر يُفترض أن يعيد التأكيد على المسار الصحيح لمشروع الحريري الملتزم «لبنان اولاً»، والذي يراهن على الدولة والمؤسسات، ووحده القادر على قطع الطريق أمام نشوء حزب الله سنّي، سيكون كما حزب الله الشيعي، خطوة نحو عسكرة مذهبية قد تتجاوز العرقنة والسورنة خطورة. إغتيال رفيق الحريري كان الزلزال الذي هزّ وعيَ السنّة، فاغتيال أوّل زعيم مرجعي سنّي لبناني وعربي بهذا الحجم، أحدث الصدمةَ الاولى، التي أسست لأول احتكاك مذهبي، أُضيف الى ما كان يجري في العراق. وقد أتت الأحداث اللاحقة لهذا الاغتيال، لتدلّ إلى أنّ مسلسلاً طويلاً قد بدأ، فاستُؤنفت الاغتيالات، وحوربت المحكمة الدولية، ونُفِّذ السابع من أيار، وأُسقطت حكومة سعد الحريري بعد الانقلاب على «اتفاق الدوحة»، وغاب الحريري لثلاث سنوات تحت وقع التهديدات الأمنية.

أما في المنطقة فقد كانت حرب مذهبية شارك فيها حزب الله الذي نجح والنظام السوري في تحويل الثورة جزئياً وجهاً اسلاميّاً عنفيّاً، تمّ استيراده الى عرسال وبعض مناطق الشمال، وكاد يفجّر لبنان من الداخل، واضعاً الاعتدال في حرب بين تطرّفين، كلّ منهما يسعى لقضم حصة في رقعة هذا الاعتدال. يصلح المخرج الذي حصل في أزمة عرسال لكي يكون نموذجاً منذ الآن في التعامل مع المفخّخات الناتجة عن الملف السوري، والنزاع المذهبي المتصاعد في المنطقة. ساهم الحريري في ترتيب هذا المَخرج وفق قاعدة واضحة. إحتواء نتائج قتال حزب الله في سوريا لا يمرّ عبر الاصطدام بالمؤسسة العسكرية، بل بدعم هذه المؤسسة أيّاً كانت الصعوبات التي تواجهها، بسبب هذا القتال. النقاش حول الانتخابات الرئاسية سيبدأ فعلاً، لكن من دون توقّع اختراق من جراء تمسك حزب الله ببقاء العماد ميشال عون مرشحاً وحيداً، وتحت طائلة مقاطعة الجلسات. في هذه المسألة سيكون الحريري ومعه فريق 14 آذار أكثرَ قوّة، في الضغط على الفريق الآخر، في اعتبار أنّ التسوية اذا ما قيّض لها أن تبدأ، فبالتأكيد من منطلق واحد وهو سحب ترشيح عون، والبحث في إسمٍ على قياس التسوية، وهذا ما لا يبدو متوافراً الى الآن.

 

ما وراء مفاجأة - عودة الحريري.

جورج شاهين-جريدة الجمهورية السبت 09 آب 2014

..شكّلت العودة المفاجئة للرئيس سعد الحريري صدمةً إيجابية في الأوساط السياسية واللبنانية، فلم يكن يعلم بها سوى شخصيات لا يزيد عددهم عن عدد أصابع اليد الواحدة. فقد أملت الظروفُ الأمنية والسياسية التي عكسَتها أحداث عرسال وتردّداتها، بالإضافة إلى هبة المليار دولار السعودية، هذه الخطوةَ على عجَل. ما الذي حصَل؟ وهل ستفتح المفاجأة باباً إلى مفاجآت أخرى؟

أملت الظروفُ الأمنية والسياسية العودة على عجل (رويترز)

يؤكّد الذين التقوا الحريري أو تحدّثوا إليه في الأيام القليلة الماضية أنّ مشروع عودته لم يكن وارداً إطلاقاً، فحجمُ المخاطر الأمنية المقدّرة أكبر ممّا يتصوّره أحد. كان ذلك قبل أن تقع «عملية عرسال الغادرة» باعتبار أنّها كانت الرسالة الأكثر خطورةً على الإستقرار في لبنان الذي بدأ يترنَّح، على رغم حجم الضغوط الدولية التي جعلته بقعةً آمنة في محيط مضطرب، ليبقى منفذاً أمنياً ومخابراتياً وديبلوماسياً إلى المنطقة. فبعد أحداث عرسال وردّات الفعل التي رافقتها والمعلومات المتبادلة عمّا هو مرتقَب، انقلبَت المعطيات لدى المراجع الأمنية المحلية والدولية التي شجَّعت الحريري على العودة إلى لبنان أيّاً كان الثمن. فالحدّ الأدنى من الحماية للرجل متوافرٌ في هذه المرحلة، طالما إنّ الأهمّ من كل ذلك يكمن في وجوده في لبنان لمواكبة المرحلة واستيعاب ما يمكن استيعابه من تداعيات داخل البيت والطائفة، ولمواجهة الصدمات المتوقعة.

وفي ظلّ هذه الظروف، جاء التكليف الملكي السعودي للحريري شخصياً بإدارة هبة المليار دولار المقدّمة للأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية، لاستثمارها في مواجهة الإرهاب، والتي تقرَّرت بناءً على آراء قيادات لبنانية أوحَت بها، جوازَ السفر العاجل الى بيروت.

فاتّخِذت الترتيبات بين ليلة وضحاها، فحطَّت طائرته في مطار بيروت الدولي في ساعات الفجر الأولى، من دون أن يعلم أحد بها، حتى إنّ رئيس الحكومة تمّام سلام أبلِغ قبل ساعات قليلة بوجوده ورغبته في زيارة السرايا، فطلبت دوائرُها مهلةً لجمع الفرقة الموسيقية وفرش السجّاد الأحمر.

وعلى هذه الخلفيات، انعكسَت الخطوة مفاجأةً كبرى أوحَت لدى البعض بانفراجٍ قد لا يكون وارداً، نظراً إلى حجم المخاطر وتعقيدات المرحلة. فجُرحُ عرسال ما زال نازفاً بقوّة، وما حصل قد يتكرَّر بين ليلة وضحاها، ولا ضوابط في ظلّ النزاع الكبير الذي تعيشه المنطقة بين محوَرين يتصارعان بمختلف الأسلحة والمكائد المخابراتية التي خُصِّصت لها ملايين من الدولارات التي انشغلت في تسويقها وصرفها الشركات المالية ومكاتب الصيارفة في البقاع خلال الأسبوع الذي سبق «عملية عرسال» والأيام التي واكبتها.

وتضيف المصادر أنّ الأخطر ممّا حصل يكمن في اعتقاد البعض أنّ الظرف مناسب للبدء في ترجمة أوهامه الشخصية بالمضيّ في مواجهة سياسية وفّرت لها أحداث عرسال وتداعياتها مادة دسمة، على أساس أنّها «مناسبة قد لا تتكرّر مرّة أخرى». فهناك من يعتقد واهماً، أنّ عرسال تحوّلت مصيدة للافتراء على القيادة لأسباب رئاسية، واتّهامها زوراً بالتقصير.

وعلى هذه المعطيات، ستُبنى سيناريوهات كثيرة ومعها مفاجآت، يقول أحدها إنّ تجاوز مآسي عملية عرسال وتداعياتها على الوضع الداخلي وعلى الإستحقاق الرئاسي لا تمحوها سوى مثل هذه «العودة - المفاجَأة».

 

الحجيري: المسلّحون "وعدونا" بالا يزعجوا أسرى الجيش و"اهالي عرسال قرروا منـع اي ظهور مسـلّح في بلدتهم"

المركزية- وفي اليوم السابع، هدأت عرسال وعادت الحياة في شكل تدريجي اليها بعد معارك عنيفة وشرسة بين الجيش اللبناني والمسلّحين الارهابيين. رئيس البلدية علي الحجيري اكد لـ "المركزية" ان "جميع المسلّحين خرجوا من عرسال، والاهالي اتّخذوا قراراً بمنع اي ظهور مسلّح في البلدة"، واشار الى ان "الجيش لم ينتشر في شكل كامل فيها، وهناك بعض الحواجز التي لم يعد اليها". واذ اوضح ان "اهالي عرسال الذين نزحوا بسبب المعارك بدأوا يعودون"، كشف ان "اسرى الجيش لدى المسلّحين بخير، والمسلّحون "وعدونا" بالا يزعجونهم"، وقال "اثناء انسحابهم من البلدة قلنا لهم باننا نريد اسرى الجيش لكن لديهم مطالب مقابل ذلك، والامور الان بيد الدولة واجهزتها الامنية". ولفت الحجيري الى ان "الرسالة التي تركها المسلّحون قبل انسحابهم من البلدة تتضمّن طلباً بعدم التعرّض للمدنيين اللبنانيين والسوريين في عرسال"، وتحدّث عن "احتراق اكثر من 4 خيم للنازحين في عرسال، وهناك عدد من القتلى والجرحى لم يتم حتى الساعة واسعافهم". وعن سبب رفض اهالي عرسال للمساعدات الانسانية، قال الحجيري "هذه المساعدات انسانية وعاجلة لاهالي البلدة وليس للسوريين او للمسلّحين كما قيل، ولكن ان يأتي احد ويتفاوض مع "حزب الله" لارسال هذه المساعدات فهذا امر نرفضه. هل كيس الارز او الخبز يحتاج الى تفاوض؟ خلال حرب تموز كل المناطق قدّمت مساعدات لمن ترك بلدته بسبب القصف، هذا عمل انساني لا تجوز المتاجرة به". وذكّر باننا "سبق وحذّرنا من انفجار الوضع في عرسال"، واشار الى "مخطط لتحويل عرسال الى نهر بارد ثانٍ وجعل الجيش اللبناني في مواجهة مع اهل البلدة".

 

درباس: ضروري اعادة النظر بالمقاربات حول النازحين وعلى الحكومة السورية تحمل مسؤولية رعاياها عندنـا

المركزية- أعادت احداث عرسال الاخيرة موضوع النازحين السوريين الى الواجهة من جديد، ليكون محط جدل سياسي ومحلي بعد قرار قضى بعودة هؤلاء الى بلادهم، خصوصا بعد حملة تفتيش لمخيماتهم من قبل الجيش اللبناني اسفرت عن وجود عدد من الاسلحة في داخلها، ومحاولة دخول تنظيمات ارهابية لزعزعة الامن والاستقرار واثارة اجواء من الرعب في الداخل اللبناني، اضافة الى ما تسببته زيادة عدد النازحين من انعكاسات سلبية على الاوضاع الاقتصادية والمعيشية وغيرها من الامور الحياتية، وفي هذا السياق، سألت "المركزية" وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس عن دور الوزارة لناحية ما يحصل في مخيمات النازحين فقال "كوزارة مسؤولة عن ملف النازحين نعلن ان ما حصل في عرسال وما تمخض عنه بعد ذلك يقتضي اعادة النظر في كل المقاربات، فالحكومة تحتاج الى مقاربة جديدة ووجهة نظر جديدة، ولا بدّ ان نتخلى عن بعض الافكار السابقة التي تمترسنا وراءها وان نكون اكثر مرونة في معالجة ملف النازحين، ودورنا يقتضي العمل لتسهيل عودة النازحين الى بلادهم".

واعلن درباس "ان وزير الخارجية جبران باسيل على اتصال دائم مع السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي لمتابعة شؤون النازحين"، قائلا " نرحّب بأي قرار يقضي بفتح الحدود لعودة النازحين، ومن المفترض على الحكومة السورية ان تتحمل مسؤولية رعاياها الموجودين في لبنان والذين أتوا هربا من الحرب الدائرة هناك منذ اكثر من 3 سنوات، خصوصا بعد ان تسببت التخمة في زيادة عدد السكان بالتأثير سلبا على الاوضاع العامة السياسية والاقتصادية والمعيشية وغيرها من الامور الحياتية اليومية".

واشار الى ان الدولة ستبدأ باتخاذ خطوات للمرحلة المقبلة تتمثل بالآتي:

- ستمسك وحدها زمام تسجيل النازحين بالتعاون مع مفوضية اللاجئين.

- التدقيق في موضوع النازحين، لشطب غير النازح من سجل النازحين.

- دعوة الدول العربية الى تحمل مسؤولياتها اذ ان النكبة عربية.

- معرفة ان المجتمع الدولي لا يستطيع الابقاء على هذه المجزرة المستمرة في سوريا الى ما لا نهاية والتي تنعكس سلبا على المنطقة العربية برمتها.

- تنسيق مستمر مع البلديات في مختلف المناطق اللبنانية التي يتواجد فيها نازحون، لتفعيل دورها أكثر.

 

عرسال خالية من المسلّحين بعد 7 ايام من المعارك

الجيش انتشر داخل البلدة والاهالـي بدأوا بالعودة

غموض في ملف الاسرى والشروط تُعقّد تحريرهم

المركزية- "عرسال خالية من المسلّحين" وهادئة. هكذا بدت البلدة في اليوم السابع بعد المواجهات التي دارت فيها وفي جرودها بين الجيش اللبناني والمسلّحين الارهابيين في معركة وجودية اطلق عليها الجيش اسم "السيف المسلّط" قدم فيها عشرات الشهداء والجرحى.

ومع انفراج الوضع الامني في البلدة وانسحاب المسلّحين، لا يزال مصير اسرى الجيش اللبناني والقوى الامنية وعددهم 22 عسكرياً و17 عنصراً من قوى الامن غامضاً بفعل احتجازهم على ايدي "جبهة النصرة" وداعش" في الاماكن التي انسحبوا اليها خارج عرسال، مشترطين تنفيذ طلبات معينة، ما يعني ان الهدوء الحذر الذي يُخيّم على البلدة سيبقى هشّاً الى حين جلاء مصيرهم.

وتحدثت معلومات عن ان "الساعات 24 المقبلة ستحمل اخباراً سعيدة في ما خص الافراج عن عناصر من قوى الامن المحتجزين وتبقى العقدة الاكبر هي عقدة العسكريين في الجيش اللبناني".

واشارت المعلومات الى ان "شروط الخاطفين تُعقّد الافراج عن الاسرى العسكريين وهي الافراج عن الموقوف احمد جمعة وعن لائحة منتقاة من الاسرى الاسلاميين من سجن روميه.

وفيما تواصل "هيئة العلماء المسلمين" مفاوضاتها للافراج عن اسرى الجيش وقوى الامن بعيداً من الاعلام، وبينما لم يُسجّل دخول اي قافلة مساعدات انسانية الى عرسال او نقل للجرحى من قبل الصليب الاحمر اللبناني الى مستشفيات البقاع، واصل الجيش انتشاره عند مدخل عرسال وهو الدخول الاوّل للجيش الى داخل البلدة، واوقف قنّاص مسجد ابو اسماعيل في عرسال ويدعى (م.ح) والذي كان يعمل على تغطية انسحاب المسلحين، ويقوم بعملية القنص على الاهالي في عملية نوعية وهو مطلوب بـ 12 مذكرة توقيف والقاء قنابل على فصيلة عرسال واصابة ضابطين احدهما آمر الفصيلة المقدم بشارة نجيم.

واذ تحدّثت المعلومات عن ان 150 شخصا من المسلحين السوريين قتلوا في الاشتباكات، سرق المسلّحون اثناء انسحابهم من عرسال سيارة من نوع "بيك آب"، عائدة لعلي محمد علي الحجيري الملقب بـ "الجمل".

عودة الحياة: وما ان توقفت المعارك، بدأت البلدة تلملم جراحاتها وتلتقط انفاسها، بعد المواجهات الشرسة في احيائها ومداخلها وجرودها، وسط ذهول من حجم الاضرار الهائل، خصوصا في محلة رأس السرج حيث تركزت المعارك.

وخرج الناس منذ الصباح الباكر لتفقد سياراتهم التي حُطّم زجاجها ونخرها الرصاص والشظايا وممتلكاتهم التي بدت معالم المعركة واضحة على واجهاتها وجدرانها، فثمة مبان دمّر بعض اجزائها او اتت النيران على بعض اقسامها والتهمت اثاثها، خصوصا في الاحياء الغربية للبلدة.

وعمد اهالي عرسال الى ازالة الركام وحطام الزجاج من امام منازلهم ومحلاتهم، وشهدت البلدة ازدحاما عند مداخلها لقوافل سيارات العائدين اليها من اهلها الذين نزحوا منها قسراً وترهيبا من المسلحين الذين عاثوا في بلدتهم قتلا وفساداً ونهبا وتنكيلا، واشارت المعلومات الى "تخوف لدى الناس من امكانية زرع المسلحين عبوات في بعض ارجاء بلدتهم قبل انسحابهم، اضافة الى امكانية وجود خلايا ارهابية نائمة خلعت بذلات الميدان وتداخلت او تماهت مع المدنيين.

الرامغافار: وفي سياق حملات الدعم والتضامن مع الجيش في حربه ضد الارهاب، توجه وفد من الهيئة التنفيذية لحزب الرامغافار في لبنان برئاسة ميكائيل واهجيان والاعضاء سيفاك اكوبيان، جوزيف غربويان وكريكور مغريان وممثلون عن خلايا شبابية للحزب الى عرسال، وذلك تضامنا مع الجيش وتجديدا للثقة بالمؤسسة العسكرية.

وعلى مداخل البلدة اعرب الوفد عن دعم ومساندة ارمن لبنان غير المشروط للجيش.

 

"اهالي عرسال قرروا منـع اي ظهور مسـلّح في بلدتهم"

المركزية- وفي اليوم السابع، هدأت عرسال وعادت الحياة في شكل تدريجي اليها بعد معارك عنيفة وشرسة بين الجيش اللبناني والمسلّحين الارهابيين. رئيس البلدية علي الحجيري اكد لـ "المركزية" ان "جميع المسلّحين خرجوا من عرسال، والاهالي اتّخذوا قراراً بمنع اي ظهور مسلّح في البلدة"، واشار الى ان "الجيش لم ينتشر في شكل كامل فيها، وهناك بعض الحواجز التي لم يعد اليها".

واذ اوضح ان "اهالي عرسال الذين نزحوا بسبب المعارك بدأوا يعودون"، كشف ان "اسرى الجيش لدى المسلّحين بخير، والمسلّحون "وعدونا" بالا يزعجونهم"، وقال "اثناء انسحابهم من البلدة قلنا لهم باننا نريد اسرى الجيش لكن لديهم مطالب مقابل ذلك، والامور الان بيد الدولة واجهزتها الامنية". ولفت الحجيري الى ان "الرسالة التي تركها المسلّحون قبل انسحابهم من البلدة تتضمّن طلباً بعدم التعرّض للمدنيين اللبنانيين والسوريين في عرسال"، وتحدّث عن "احتراق اكثر من 4 خيم للنازحين في عرسال، وهناك عدد من القتلى والجرحى لم يتم حتى الساعة واسعافهم". وعن سبب رفض اهالي عرسال للمساعدات الانسانية، قال الحجيري "هذه المساعدات انسانية وعاجلة لاهالي البلدة وليس للسوريين او للمسلّحين كما قيل، ولكن ان يأتي احد ويتفاوض مع "حزب الله" لارسال هذه المساعدات فهذا امر نرفضه. هل كيس الارز او الخبز يحتاج الى تفاوض؟ خلال حرب تموز كل المناطق قدّمت مساعدات لمن ترك بلدته بسبب القصف، هذا عمل انساني لا تجوز المتاجرة به". وذكّر باننا "سبق وحذّرنا من انفجار الوضع في عرسال"، واشار الى "مخطط لتحويل عرسال الى نهر بارد ثانٍ وجعل الجيش اللبناني في مواجهة مع اهل البلدة".

 

الجيش واصل تفتيش خيم النازحين جنوباً والبلديات اتّخذت اجراءات استباقية بحقهم

المركزية- اتّخذ الجيش اللبناني والقوى الامنية بناء على طلب من اهالي شبعا قراراً بمنع السماح للسوريين بالدخول والخروج الى البلدة والعرقوب عبر ممرات جبل الشيخ من بيت جن السورية سيراً على الاقدام بناء للمقررات التي صدرت عن اجتماع اهالي وفاعليات شبعا الذي عقد امس في بلدية شبعا. الا ان مصادر امنية لبنانية ابلغت "المركزية" ان عند "الاولى فجراً وصل عبر جبل الشيخ الى حاجز الجيش اللبناني في محلة الرشاحة خراج شبعا ثلاثة جرحى سوريين آتين من بيت جن وهم: محمد احمد ادريس، احمد علي ضاهر وبلال حسين عثمان. وعلى هذا الخط، علمت "المركزية" ان "الجيش واصل تفتيش تجمعات النازحين في شبعا وحاصبيا وريحانة بري وسهل بلاط حيث توجد مخيمات اقيمت في شكل عشوائي، كما شملت عمليات التفتيش تجمعات النازحين في كفررمان والنبطية وحبوش والكفور والنبطية الفوقا وانصار"، وافاد مصدر امني "المركزية" عن توقيف عدد من الاشخاص السوريين لعدم وجود اقامات في حوزتهم واحالهم الى الامن العام لاجراء المقتضى القانوني في حقهم، كما اوقف 5 اخرين لوجود شعارات على هواتفهم الخلوية بينها اعلام وشعارات "داعش" و"النصرة" وبوشرت التحقيقات معهم". واوضحت المصادر ان "هذه التدابير والاجراءات والخطوات الاستباقية التي تقوم بها وحدات من الجيش والقوى الامنية انما تأتي على خلفية مشاركة النازحين السوريين في الاعتداءات على الجيش اللبناني في عرسال"، واكدت ان "العديد من البلديات الجنوبية اتخذت قرارات بعدم استقبال نازحين جدد لعدم قدرة البلدات على الاستيعاب وقرارات اخرى قضت بمنع تجول النازحين السوريين اعتباراً من الثامنة مساء كل يوم، وعلى كل رئيس كل بلدية اتّخاذ قرار بتكليف عناصر الشرطة بنقل ومرافقة اي سوري مريض ليلا خلال فترة منع التجول الى المستشفيات والمراكز الطبية".

 

جابر: قــرار فتح باب التطوع حكيم ونطالب بالافراج عن العسكريين سريعا

المركزية- اعتبر عضو "كتلة التحرير والتنمية" النائب ياسين جابر "ان حسم الجيش للامور العسكرية في بلدة عرسال لمصلحة لبنان، يؤكد ان زمام المبادرة كانت ولا تزال في أيدي الجيش وقبضات ابطاله الحديدية، وهو الذي دفع ثمنا غاليا من دماء ضباطه وجنوده الذين قضوا في ساحات الميدان والشرف دفاعا عن لبنان في مواجهة الارهاب الذي حاول ان يطل على وطننا من بوابة عرسال من خلال ارتكاباته الاجرامية واعتداءاته على الجيش والسيادة اللبنانية، الا ان جيشنا كان له بالمرصاد وتمكن من دحره من عرسال، وهذا يثبت ان لبنان لن يكون لا ممرا ولا مقرا ولا موطنا للارهاب".

ولفت في تصريح الى "ان اندحار الارهابيين عن عرسال، كان بفضل التضحيات الكبيرة للجيش وضريبة الدم الغالية التي دفعها حيث مارس دوره بالشهادة والحضور والاندفاع والبسالة والاقدام في ساحة الميدان، قاتل الجيش دفاعا عن كل الاديان والطوائف والمذاهب وعن كل الوطن والوحدة الوطنية الداخلية، وبعدما اصطدم المجرمون بقوة وشجاعة جنود وضباط الجيش وبإجماع وطني لبناني حوله، فروا تاركين جثث قتلاهم في الشوارع، بعدما عجزوا عن السيطرة على عرسال". وتابع "ان انتصار الجيش في أرض المعركة والحاقه الهزيمة بالارهابيين والتكفيريين انما هو انتصار للدولة وخيارها ومشروعها، وتأكيد على ان الجيش هو أمل اللبنانيين لمواجهة كل الاخطار المحدقة بالوطن". وحيا جابر "الجيش قيادة وضباطا وجنودا على استبسالهم في مواجهة الارهابيين المسلحين التكفيريين والاصرار على الامساك بزمام المبادرة ميدانيا وعسكريا ولوجستيا رغم قلة الامكانات العسكرية من العديد والعتاد"، معتبرا "ان قرار مجلس الوزراء بفتح باب التطوع في الجيش والقوى الأمنية وفي جميع الاسلاك والرتب العسكرية قرار حكيم، وجاء في ظلّ وقت عصيب وفي أدق مرحلة خطيرة يجتازها الوطن والتي تستوجب تعزيز مناعة وقوة لبنان ودعم الجيش والقوى الأمنية لحماية وتحصين الوطن من كل الاخطار".

ونوّه بـ"مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز بتقديم مليار دولار لتسليح الجيش والقوى الأمنية"، آملا "ان تتجسد واقعا ملموسا في القريب العاجل من خلال دعم الجيش بالمعدات والدبابات العسكرية والطيران المروحي والمدفعية وكل وسائل القتال، لان لبنان يخوض معركة ضد الارهاب تتطلب دعم جيشه وقواه الامنية، كما نتمنى على الدول الصديقة الاسراع بتنفيذ وعودها لدعم الجيش وتسليحه بعدما بات اليوم حاجة ماسة للدفاع عن لبنان، كما ان المهمات الصعبة التي نفذها الجيش في مواجهة الارهاب، تتطلب التفاف اللبنانيين حول جيشهم والتمسك بشعار "شرف تضحية وفاء"، والاقلاع عن التشكيك بالدور الوطني للجيش". وطالب، كل المعنيين وخصوصا الحكومة، "العمل وبسرعة عاجلة على الافراج عن عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي الذين أسرتهم الجماعات التكفيرية في عرسال، بينما كانوا يدافعون عن لبنان". وختم جابر "نؤكد على ما قاله الرئيس الاستاذ نبيه بري ان ما قبل عرسال ليس كما بعدها والجيش اللبناني هو وحده الحامي لامن الوطن، ونحن مع تنظيم النزوح السوري بعدما تبين تورط العديد من النازحين السوريين الى عرسال في الاعتداء على الجيش في عرسال وهذا ما يستدعي ان يكون كل مواطن خفير".

 

مقبل بحث الخطة الخمسية للجيش

المركزية- البحث في موضوع الخطة الخمسية للجيش كان محور الإجتماع الذي رأسه نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، لأركان الجيش للتجهيز والتخطيط والقضايا الإدارية، وذلك تحضيرا لجلسة لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النيابية المقرر معقدها مطلع الأسبوع المقبل.

 

عودة الدفعة الأولى من النازحين الى سوريا

المركزية- بعد أكثر من يومين على إنتظار نحو 1800 نازح سوري أتوا من عرسال، عند نقطة المصنع على الحدود بإنتظار لوائح أسمائهم ليعبروا الحدود الى الأراضي السورية، دخلت اليوم الدفعة الأولى منهم الى بلادهم، بعدما باتوا ليلتهم في العراء على الأوتوستراد العربي في مجدل عنجر وذلك بعد موافقة السلطات السورية على إعادتهم.

ويستكمل اﻷمن العام إجراءات دخول الدفعة الثانية، مشترطا ان يكون في حوزتهم مستندات رسمية تعرف عن هويتهم لاتمام التسوية والعودة الى بلادهم.

بدورها تقوم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بسؤالهم عما إذا كانوا بالفعل يرغبون بالعودة الى الداخل السوري.

وفي هذا الإطار، أوضحت المعلومات ان الإعاقة البدائية لعودة هؤلاء النازحين كانت بسبب عدم التنسيق مع الدولة اللبنانية ومع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومع الجانب السوري، مشيرة الى ان عملية عبور النازحين قد تستغرق أياما عدة في حال كانت الموافقة السورية واضحة حيث الجانب السوري يعتبر ان بعض هؤلاء قد يكونون أقرباء لبعض المسلحين أو المقاتلين الذين كانوا في عرسال .

 

إخبار للخنساء بالنواب الضاهر وكبارة والمرعبـي والعلمـاء المســـلمين

المركزية- تقدمت المحامية مي الخنساء بكتاب إخبار الى النائب العام التمييزي الرئيس سمير حمود ضد كلّ من النواب الثلاثة النائب خالد الضاهر، محمد كبارة، ومعين المرعبي، وكل من يظهره التحقيق في هيئة العلماء المسلمين أو أي شخص آخر يثبت تورطه في الجرائم المخبّر عنها وطالبت بتوقيفهم فوراً إلى حين الافراج عن عناصر الجيش اللبناني من قبل العصابة التي تعمل بإمرة المخبر عنهم ولارتكابهم جرائم خطرة. وأكّدت الخنساء أن لا حصانة لهؤلاء النواب سنداً للدستور اللبناني الذي حدّد حالات الحصانة المنصوص عنها في المادتين /39/ و/40/ من الدستور والتي استثنت حالة الجرم المشهود والجرائم المدعى بها لأن من بينها الخيانة العظمى والتآمر على الجيش الوطني اللبناني. وأكّدت أن جريمة الخطف تبقى جريمة مشهودة وآنية ولا تحتاج إلى رفع حصانة لملاحقة المرتكبين أو المخططين أو المشتركين. وفد تمّ ذكر المواد القانونية التي توجب ملاحقة المخبر عنهم في الشكوى المؤلفة من 10 صفحات ومرفق بها بعض المستندات المثبتة لارتكاب الجرائم.

 

تخوف فلسطيني- لبناني من عودة ابو محجن الى عين الحلوة واتصالات بين مجموعات في المخيم والارهابييـن في عرسـال!

المركزية- اشارت مصادر فلسطينية ولبنانية لـ"المركزية" الى انها تنظر بريبة الى عودة مؤسس "عصبة الانصار" الاسلامية احمد عبد الكريم السعدي الملقّب بـ"ابو محجن" الى مخيم عين الحلوة، وهو الذي اغتال رئيس جمعية "المشاريع الخيرية الاسلامية" الشيخ نزار الحلبي واربعة عسكريين من الجيش فضلا عن وقوفه وراء اغتيال القضاة الاربعة في صيدا". واستغربت كيف ان "ابو محجن كان متواريا في حي حطين في مخيم عين الحلوة طوال هذه الفترة وانه كان يُمارس حياته الطبيعية بعيداً من الانظار والاضواء، خصوصا وان كل الفاعليات الفلسطينية كانت تجمع على انه خارج المخيم واختفى منذ ارتكابه الجرائم الثلاث منذ 10 سنوات، وهذا يؤكد عدم صدقية بعض القيادات في المخيم في تعاطيها مع الامور واعطاء الدولة اللبنانية معلومات خاطئة لان ابو محجن رجل خطير على مستوى عدائه للدولة والجيش اللبناني مما يؤكد انه كان يقف وراء كل الحوادث الامنية التي شهدها المخيم". واوضحت المصادر انها "تلقت معلومات ان ابو محجن سيعود لقيادة "عصبة الانصار" في مخيم عين الحلوة الامر الذي يؤشر الى مخاطر عديدة على صعيد اعادة الانظار الى المخيم من زاويته الامنية المتفجرة"، ولفتت الى انه "يقف وراء التظاهرة التي نظمتها القوى التكفيرية المتشددة في المخيم في حي الطوارئ وصولا الى منطقة التعمير امس الاول احتجاجا على منع ادخال المساعدات الى عرسال". وكشفت المصادر نفسها عن "ترابط واتصالات اجريت بين هذه المجموعات في حي الطوارئ في المخيم وبين قوى ارهابية في عرسال اعتدت على الجيش"، واوضحت ان "الاتصالات واللقاءات التي تولتها القوى الفلسطينية في مخيم عين الحلوة مع القوى الامنية والسياسية اللبنانية نجحت في منع الخلايا النائمة في حي الطواريء من تنفيذ اي مخطط امني مشبوه بفضل الاجراءات التي اتخذها الجيش اللبناني على حواجزه في محيط ومداخل المخيم والتي كانت كفيلة ورادعة لتلك الجماعات ومنعها من التحرك او القيام باي اعتداء من المخيم على حواجز الجيش في محيطه".

 

ديب: نرحب بعودة الحريري ونأمل ان ترفع صوت الاعتدال و"مقايضة الأسرى العسكريين بسجناء رومية نهايـة الجيش"

المركزية- تكاد تكون الصدمات الايجابية والسلبية التي يتلقاها اللبنانيون في هذه المرحلة بين معركة عرسال وعودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان اسرع من ان يستوعبها البعض او يحدد اهدافها، فكيف يقرأ التيار العوني هذه التطورات؟ عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب حكمت ديب أكد لـ"المركزية" "اننا نرحب بعودة الرئيس الحريري الى لبنان بعد حوادث عدّة طاولت الجيش اللبناني والاستقرار الداخلي، ونأمل ان تساهم هذه العودة بتهدئة أصوات النشاز التي تحارب وتنال من هيبة الجيش، وبالتالي، رفع صوت الاعتدال لمواجهة الخطر الارهابي التكفيري الذي يحدق بلبنان"، وتابع "اننا نسأل من سهّل هروب المسلحين ومعهم رهائن من الجيش وقوى الأمن خصوصا اننا حذرنا من هذا الامر أثناء بدء المعارك في عرسال، وهذا السؤال برسم القوى السياسية والأمنية التي تتولى إدارة شأن بلدة عرسال".

وشدّد على "اننا نحذّر من القيام بأي تسوية أو مفاوضات مع العصابات المسلّحة التي أسرت الجنود والضباط كرهائن"، معتبرا "ان في حال مقايضة الأسرى العسكريين بسجناء رومية عندها ستكون نهاية هيبة المؤسسة العسكرية، وهذا أمر لا يجوز الدخول فيه إطلاقا. ونذكر بأن قائد الجيش قال لا وقف لاطلاق النار إلا باطلاق سراح الأسرى والمخطوفين"، مذكرا "ان معلومات أمنية غربية تداولتها وسائل الاعلام منذ شهر ونصف تقريبا، تقضي بأن سيكون هناك عمليات خطف لعناصر أمنية لمبادلتهم بسجناء رومية. فهل تمّ اتخاذ الاجراءات لتدارك هذا الامر أم تركنا جنودنا عرضة لهذا الخطر؟".

ولفت ديب الى "ضرورة تبديل طريقة التعامل مع النازحين السوريين لان بعض المسلحين خرجوا من مخيمات النازحين، وبالتالي، ضبط هذه المخيمات عبر دخول الاجهزة الأمنية إليها وزيادة حملات التفتيش للنازحين". وعن لقاء جنبلاط – عون، قال "اللقاء كان عبارة عن اتصال ودّي بين الرجلين، وتداولا في الملفات المستجدة والهواجس المشتركة والاخطار المحدّقة التي يستشعرانها. وتطرقا الى الملف الرئاسي بشكل عرضي ولم يتم اي تطابق علني أو سري في هذه المسألة".

 

اجتماع امني في السراي حضره الحريري

المركزية- في اطار متابعة الوضع الامني في عرسال بعد 6 ايام من المعارك والمواجهة بين الجيش اللبناني والعناصر المسلّحة الارهابية، عقد في السراي الحكومي اجتماع امني برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، وحضور الرئيس سعد الحريري وزيري الدفاع الوطني سمير مقبل والداخلية والبلديات نهاد المشنوق، قائد الجيش العماد جان قهوجي، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم والمدير العام لامن الدولة اللواء جورج قرعة ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير. وخصص الاجتماع لبحث الهبة السعودية التي قدّمها الملك عبدالله بن عبد العزيز الى الاجهزة الامنية والعسكرية اللبنانية وقيمتها مليار دولار.

 

عريجي نعى ألبير كيلو

المركزية- نعى وزير الثقافة روني عريجي المخرج ألبير كيلو، وقال "برحيله خسر لبنان احد أعمدته الفنية كما خسرت الشاشة الصغيرة واحدا من فرسانها"، لافتا الى "انه غادرنا قبل أيام من تكريمه من قبل وزارة الثقافة". وتوجه بـ"التعازي الى عائلة الفقيد والى نقابة الفنانين المحترفين الذي كان الراحل احد الاعضاء المؤسسين والفاعلين فيها ".

 

هكذا استقبل حزب الله والجيش السوري المسلحين المنسحبين من عرسال

الحدث نيوز /رصَدت طائرتا "أيوب" و "ياسر" اللتان كانتا تجوبان سماء جرود عرسال لتراقب كامل الشريط الحدود مع لبنان والمنطقة التي تعج بالمسلحين، تحرك أرتالاً كبيرة للمسلحين المنسحبين من عرسال نحو الجرود الشرقية. وكانت الارتال عبارة عن مجموعات مجهزة بسيارات رباعية الدفع، عبرت نحو الجرود على مراحل. وقد تمّ تزويد الاحداثيات لغرفة العمليات التابعة للجيش السوري وحزب الله التي قامت بدورها بتمرير الاحداثيات إلى مرابض المدفاعية ووحدات الدفاع الارضي والجوي التي قامت بإستهداف هذه الارتال موقعة إصابات مؤكدة فيها. الحدث نيوز

 

نقاط مخيفة ومخفية في ملف العسكريين

 ذكرت اذاعة صوت لبنان 100.5 أن الوضع هادىء في عرسال التي خرج منها المسلحون باتجاه عمق السلسلة الشرقية، حيث يحتجزون اسرى الجيش وقوى الامن في مغارة. ولفتت الى ان ملف العسكريين لدى النصرة وداعش فيه نقاط مخفية ومخيفة.  

 

هكذا حرّر الأسرى السبعة فمتى الـ 3 مليار؟

August 08, 2014/MTV

 ما تزال الهدنة التي واكبت انسحاب المسلحين الإرهابيّين من عرسال غامضة وهشة في انتظار جلاء مصير الاسرى العسكريين والامنيين. ولعلّ المفاجأة التي برزت في هذا السياق بيّنت ان عدد الاسرى فاق ما كان متداولاً، اذ كشفت مصادر عسكرية عن أنّ 22  عسكرياً و17 من أفراد قوى الامن الداخلي هم في عداد الاسرى لدى "جبهة النصرة" و"داعش"، علماً ان قائد الجيش العماد جان قهوجي كان أكد قبيل حضوره جلسة مجلس الوزراء امس ان الاسرى كانوا أصلا خارج عرسال، مما يعني ان المسلحين نقلوهم الى خارج مسرح العمليات منذ تمكنهم من أسرهم.

أما الاسرى السبعة الذين حررهم الجيش فجر امس، فتبين انهم كانوا مختبئين في عرسال وتمكنوا فجرا من الاتصال بوحدات الجيش التي أحكمت الحصار على البلدة فتمّت عملية سريعة قامت بها وحدة من الفوج المجوقل وتمكنت من اخراجهم من البلدة. وكان المسلحون انسحبوا الى منطقة تبعد أقل من كيلومترين عن الحدود اللبنانية - السورية وعادوا الى تحصيناتهم في الجرود ليراقبوا تطبيق وقف النار وعدم التعرض للنازحين السوريين بعد انسحابهم. وعلم انهم تعهدوا للهيئة الوسيطة وضع مغلف مقفل لاحقا داخل البلدة يشير الى مكان الاسرى العسكريين، لكن الهيئة تحدثت عن انقطاع الاتصال معهم بعد انسحابهم.

وشهدت البلدة ومحيطها امس أوسع عمليات لنقل الجرحى والمصابين واجلاء ألوف من أبناء البلدة والنازحين وادخال قوافل المؤن والمساعدات في اشراف الجيش الذي تدخل في كل الاتجاهات لتسهيل هذه العمليات. وحصل تطور لافت تمثل في تنظيم عملية خروج نحو 1700 نازح سوري في اتجاه نقطة المصنع على ان يعودوا الى سوريا، الا ان هذه العملية أخفقت ليلا وعاد موكب النازحين أدراجه، اذ رفضت السلطات السورية عودتهم الى الداخل السوري. وعلى صعيدٍ موازٍ، وصفت مصادر وزارية العرض الذي قدمه قائد الجيش عن الوضع الميداني في عرسال بأنه كان مشجعاً ويدل على ان الجيش ممسك بالارض مع حرصه على سلامة المدنيين، الامر الذي يجعله يتريث في حسم الوضع عسكرياً، وهو في المرحلة الراهنة يحاصر عرسال، وهذا ما جعل المسلحين يهربون منها ولم ينسحبوا الا بعدما فقدوا القدرة على الصمود داخل البلدة وأخذوا معهم الرهائن من الجيش وقوى الامن الداخلي. وفي الوقت الحاضر بات الجيش يتمتع بالامكانات اللازمة بفضل ما قدمته الدول الصديقة الى درجة ان الولايات المتحدة الاميركية بادرت الى سحب ذخائر من مخازنها وحولتها الى الجيش. وقالت المصادر إن لبنان قد اجتاز مبدئياً قطوع عرسال التي هي على طريق العودة الى أحضان الجيش.

وفي شأن هبة المليار دولار التي قدمتها السعودية للبنان، أبلغ الرئيس سلام ان البحث جار عن آلية قانونية لكي يبدأ لبنان الاستفادة منها. أما هبة الثلاثة مليارات دولار التي قدمتها السعودية للبنان عبر فرنسا، فأوضح وزير الدفاع سمير مقبل أنها "مجمّدة" حالياً.

 

وأخيراً سيلتقي "السيّد" و"الحكيم"!

August 08, 2014/MTV

كانت النشرة الإخباريّة الموحدة عن غزة خطوة نادرة للإعلام اللبناني، إلا أنّها لاقت الحجم نفسه تقريباً من المديح والانتقاد. ستتوحد المحطات التلفزيونيّة من جديد، ولكن هذه المرة من أجل الجيش اللبناني.

يمكن القول إنّ التعاون بين التلفزيونات اللبنانيّة في الفترة الأخيرة بلغ مرتبةً غير مسبوقة. اتفق ممثلو المحطات اللبنانيّة على "تهميش كل الأصوات المسيئة أو المشكّكة بالمؤسسة العسكرية"، وشكلوا لجاناً من كل وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة، للاتفاق على الوسائل الكفيلة بدعم الجيش. اثمرت النقاشات توافقاً على تخصيص المؤسسة العسكرية بنشرة إخبارية مسائية موحّدة، إلا أنّها ستختلف عن سابقتها الغزّية. الموعد هو 11 آب، أي يوم الإثنين المقبل. النشرة التي ستبدأ في تمام الساعة الثامنة مساءً، لن تكتفي بجمع الإعلام المرئي، بل ستوحّد خطاب أقطاب المشهد السياسي المحلي. نجح المنظمون بإقناع سياسيي الصف الأوّل اللبناني بالمشاركة في المشروع المرتقب عبر رسالة مسجلة (3 دقائق) يوجهها كلّ منهم تأكيداً لدعم الجيش ومساندته لصد المؤامرات التكفيرية. بداية، سيكون الكلام لرئيس مجلس النواب نبيه برّي، يليه رئيس الحكومة تمام سلام، ورئيس حزب الكتائب أمين الجمّيل، ثم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، فرئيس تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون، قبل أن يحين دور رئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط. بعدها، يطل رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية، ثم الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، على أن يكون الختام مع رئيس حزب القوّات اللبنانية سمير جعجع. وبعد انتهاء كلّ زعيم من رسالته، يسلّم الهواء لزميله الذي سيليه على خلاف ما حصل في المرّة السابقة، حيث راح المذيعون يتبادلون الأدوار تباعاً. هذه المرّة، لن تتوحّد النشرة على كل المحطات، إذ ستكون المقدّمة موحّدة فقط، فيما سيتولّى مذيع كل شاشة قراءتها، لتتوحّد الصورة مع ظهور الأقطاب السياسيين. إذاً، حُسمت الخطوط الرئيسة للحدث الإخباري المنتظر لجهة المضمون، وتبقى بعض التفاصيل المتعلقة بالشكل والأمور التقنيّة. صحيح أنّ المعركة العرسالية ذهبت في طريق التسوية، لكنّ الحرب مع الإرهاب لم تنته لأنّ خطره ما زال يلاحق المؤسسة العسكرية والشعب بأكمله. وهو ما دفع بالمحطات اللبنانية نحو المضي قدماً في مشروعها الذي سيجمع الزعماء اللبنانيين، ولو شكليّاً، على كلمة واحدة خلف جيش الوطن.

 

معركة عرسال: القصّة الكاملة

August 08, 2014MTV

تعتبر معركة عرسال التي استمرّت حوالى خمسة أيّام أقسى مواجهة ميدانيّة يخوضها الجيش اللبناني في تاريخه الحديث بعد معركة نهر البارد. فكيف انطلقت شرارة هذه المعركة، ومن واجه الجيش؟

 حضر تنظيم "كتائب عبد الله عزام" عسكرياً، للمرة الأولى، في عرسال. شارك مسلحون يُدينون بالولاء لهذا التنظيم في اقتحام الكتيبة 83 التابعة للجيش في اليوم التالي لاحتلال المسلحين عرسال. وخلال الاشتباكات والقصف، خسرت "الكتائب" ثلاثة كوادر بارزة. قُتل القيادي "أبو يزن" حميد و"أبو الياس" العرسالي، وثالث تكتّمت المصادر عن هويته.

وللعلم، فإنّ وجود "الكتائب" لا يقتصر على الأراضي اللبنانية، إذ شارك عدد من عناصرها في الاشتباكات في جبال القلمون. ووفق المعلومات، للقيادي الفلسطيني توفيق طه المعروف بـ"أبو محمد طه" بيعة في عنق هؤلاء، لكونه "أمير الساحة" في هذا التنظيم الذي يدور في فلك "القاعدة". كما تجدر الإشارة إلى أنّ أحد أبرز القياديين في "كتائب عبد الله عزام"، بلال كايد، كان أوقف على حاجز للجيش في عرسال قبل نحو ثلاثة أشهر. وإلى "الكتائب"، لحق بـ"الدولة الإسلامية" وبـ"لواء فجر الإسلام" كلّ من "كتيبة بلال الحبشي" و"كتيبة الفاروق" و"لواء درع القلمون" و"أحرار القلمون" و"كتيبة أنصار الشريعة" وبعض أفراد "الكتيبة الخضراء". المسلّحون من كل هذه الفصائل سرحوا ومرحوا في شوارع عرسال وأزقتها طوال الأيام الأربعة الماضية. أقاموا الحواجز للتفتيش وفرضوا حظر تجوّل على المدنيين.

بعد توقيف قائد لواء "فجر الإسلام" "أبو محمد جمعة"، قاد شقيقه "أبو خليل جمعة" هجوماً شارك فيه عشرات المسلحين على حاجز الحصن في عرسال. وشاركت في الهجوم المجموعات التابعة لأمير "الدولة الإسلامية" في القلمون "أبو حسن الفلسطيني"، الذي أصيب إصابة خطرة بقصف الجيش ما لبث أن توفي بعدها بيومين، علماً بأن المعلومات كشفت أن الأخير مكث فترة غير قصيرة في مخيم شاتيلا في بيروت قبل انتقاله إلى سوريا. وعلى الأثر، وبعد توالي الاتصالات إلى أمير "جبهة النصرة" في القلمون "أبو مالك التلّي" لإبلاغه بالهجوم وبالقصف المضاد، أرسل الأخير مجموعة قوامها خمسون مسلحاً. دخل هؤلاء البلدة بعتادهم الكامل. ووفق بيان "النصرة" الذي حمل عنوان "معذرةً ... أهلنا في لبنان ما خذلناكم عندما دخلنا عرسال ولا عند خروجنا"، أعاد سرد الأسباب التي "استوجبت" دخول مقاتليها إلى عرسال.

وتحدث عن الشرارة الأولى التي انطلقت بمهاجمة مجموعة تابعة لـ"الدولة" حاجزاً للجيش في عرسال ردّاً على توقيف الجيش المدعو "أبو أحمد جمعة" الذي بايع "الدولة" أخيراً، كاشفاً أن هذه المجموعة المعتدية "تخضع الآن لمحكمة شرعيّة مشتركة، وقد تبرأت الدولة الإسلامية في القلمون من فعلها".

ولحق بـ"النصرة" عناصر "كتيبة الفاروق" بقيادة "أبو عمر وردان"، وهو أحد أبناء بلدة القصير. ويتراوح تعداد هذا الفصيل بين مئتين وثلاثمئة عنصر. والتحقت به كتيبة "بلال الحبشي" بقيادة رعد حمّادي والتي يبلغ عديد أفرادها نحو مئة مقاتل، علماً بأنها بايعت منذ أسابيع عدّة تنظيم "الدولة الإسلامية" وأميرها أبو بكر البغدادي في تسجيل مصوّر نُشر على اليوتيوب. وكان عناصر هذين التنظيمين انسحبوا من القصير بعد دخول مقاتلي "حزب الله" إليها، ومن هناك ذهبوا إلى يبرود قبل أن ينتهي الأمر بهم في الجرود العرسالية والقلمونية. كذلك دخل أفراد من تنظيم "أحرار القلمون" وأقاموا حاجزاً بالقرب من أحد مستشفيات البلدة. كما شارك في الهجوم على أحد مراكز الجيش عناصر من "لواء درع القلمون"، علماً بأن عديد هذين التنظيمين لا يتجاوز مئتي عنصر. كما سُجّل وجود لعناصر من "كتيبة أنصار الشريعة" التي لا يزيد تعداد عناصرها على الستين، وأن عدداً من مسلّحيها كانوا يتلقون العلاج في مشفى عرسال الميداني. أما في ما يتعلق بأعداد قتلى المسلحين الذين سقطوا، فأكّدت مصادر المسلحين لـ"الأخبار" أنهم لا يتجاوزون ١٤ قتيلاً من كل الفصائل. فقد سقط للنصرة قتيلٌ واحد، بينما خسرت الكتائب ثلاثة كوادر أساسيين. أما القتلى العشرة الباقون فيتوزعون على باقي الفصائل مجتمعة، إلا أنّ العدد الأكبر منهم ينتمي إلى "الدولة الإسلامية". وأشارت المصادر إلى أنّ العدد الأكبر من القتلى كان من المدنيين، علماً بأن معاينة جثث المدنيين كشفت أن بعضهم قضى بشظايا القصف، بينما عُثر على آخرين مصابين بطلقات نارية في الرأس. فضلاً عن بعض المفقودين الذين لم يُعرف إذا ما كانوا مختطفين على أيدي الفصائل المسلحة أو قتلى لم يُعثر عليهم بعد.

 

رسالة قصيرة الى "داعشي"

داني حداد/ أم تي في

أيّها "الداعشي" الذي تملأ اخبارك وسائل الإعلام وتشغل الناس، أتوجّه إليك بهذه السطور على الرغم من أنّك لا تؤمن بالتواصل بحدّ الكلام بل بحدّ السيف. ما الذي يدفع بشاب يسكن في أوروبا، ويتنقّل في المترو، ويتوفر له تأمينٌ صحي وشبكة انترنت سريعة وباقة منوّعة من المحطات التلفزيونيّة الى أن يتخلّى عن ذلك كلّه ليأتي الى هذا الشرق الحزين ويرخي ذقنه ويرتدي العباءة ويحمل البندقيّة وسكيناً ليقطع رؤوس الأبرياء ويفرض الالتزام الديني بالقوّة؟ يا أخي إذا كنت تريد أن تعود الى الجاهليّة فعد وحدك. "نحنا مبسوطين هون". نحن نحبّ السهر وارتياد المطاعم. نحبّ صور "السلفي" والاسترخاء تحت الشمس على شاطىء المتوسط. نحن نقصد المعابد الدينيّة متى أردنا، يدعونا جرسٌ وآذانٌ وإيمان، لا سيوف جهلكم. نحن نسعى لأن نكون منتجين، مبتكرين، مثقفين ورائدين. وأنت لا ترى في الرجل غير "ناكح" وفي المرأة غير "منكوحة". اذهب عنّا يا رجل. دعنا نعيش ما تبقّى لنا من عمر أراده الله لنا، فلا تأخذ مكان الله وتحدّد لنا أجلنا. عد من حيث أتيت. عد الى أمّك التي أنجبتك وحملتك صغيراً لتفتخر بك لا لتتألم أمهات كثيرات بسببك. عد الى حياتك الطبيعيّة حيث يمكنك أن تلتزم دينيّاً أو أن تكون ملحداً. أن تقضي أيامك في بيوت الله أو أن تختار حياة الرفاهيّة، من دون أن تلزمنا بشيء معك. من دون أن تفرض علينا رأيك ومعتقداتك ودينك الوهمي الذي لا صلة له بالإسلام ولا بالقرآن ولا بأيّ كتاب... نريد أن نرتاح وأنت تتعبنا. نريد أن نستقرّ وأنت تهدّد وجودنا. نريد أن يكبر أولادنا حيث كبرنا وأن يلعبوا حيث لعبنا وأن نرسم لهم مستقبلهم حيث صنعنا مستقبلنا. وأنت تفسد علينا ذلك كلّه. ارحل عنّا. اخرج من حياتنا، باسم اله المحبّة والغفران والتواضع الذي نعرفه... وحبّذا لو تتعرّف عليه.

 

جيشنا انتصر على الارهاب.. ولكن!

خاص "ليبانون ديبايت": قد تكون قيادة الجيش بحكمتها قبلت بالقرار السياسي، لان جيشنا جيش انساني ولن يكون عصابة مسلحة تعتمد القتل العشوائي. اراد ان يجنّب المدنيين في عرسال كارثة القصف، والدمار، والقتل والتشرد. لكن في المحصلة، وقع الجيش اللبناني مرة جديدة، ضحية تبعية السياسيين للخارج، وضحية الانقسام السياسي في البلد، فبعيداً عن كل ما يقال من انتصارات ودحر للارهاب، فان الذي حصل هو رفع الغطاء السياسي عن الجيش، وانسحاب للمسلحين من دون اطلاق سراح ايّ من العسكريين المخطوفين. لا حل في عرسال، التسوية اوصلت الى اعادة الامور الى ما كانت عليه قبل الاجتياح الداعشي للبلدة، وقبل سقوط الشهداء وخطف العسكريين، واصابة العشرات من ابطال الوطن. هناك قرر احدهم في احدى الغرف السوداء التفاوض مع الارهاب، ووقف اطلاق النار على من قتل داني ورفاقه. قرر ان الارهاب يمكن له ان ينسحب الى الاراضي السورية وبعدها لن يكون لنا اي مشكلة معه، رغم انه يعلم ان الجيش السوري هو الذي يسيطر على الشريط الحدودي مع لبنان وتاليا لا يمكن للارهابيين الانسحاب الى هناك، اراد هذا البعض من غرفته السوداء ان يقنع الشعب اللبناني انه دحر الارهاب، علماً ان الانسحاب تم من بلدة عرسال فقط، وربما، لم يتم. كل ما في الامر ان الظهور المسلح لم يعد ظاهراً.

غُدر الجيش مرّتين، الاولى من الارهاب، اما الثانية فمن السياسيين، الذين قرروا الخضوع للتعليمات الخارجية على حساب دماء الجنود والضباط. لم تكسر الضربة الاولى الجيش لكن الثانية...

خرج المسلحون ومعهم الاسرى من جنود هم رفاق العسكريين الذين كانوا يريدون الثأر للشهداء ونصرة المخطوفين. بقرار سياسي فتح الجيش ممرات آمنة للارهابيين الذين يحتجزون رفاق السلاح. كُسر بقرار سياسي ودمرت معنويات العسكر. قد يأتيك البعض ليقول ان "السياسيين يريدون الحفاظ على دماء الجيش، ولا يريدون له الدخول في معركة خاسرة فهو لا يملك السلاح، ولا الذخيرة الكافية"، لكن هنا ايضاً المسؤولية تقع على السياسيين الذين لم يسلحوا الجيش، والذين هاجموه، والذين لا يريدون منه سوى ان يكون شرطة مرور. على جيشنا ان يعزز تواجده في الجرود ويقطع الطرق على المسلحين. عليه ان يقلب الطاولة على الجميع. ان يغلق الحدود الفالتة. عليه ان يكون على كامل الحدود الدولية مع سوريا. تكبدّنا الكثير من الشهداء والجرحى في هذه المعركة التي لم تنته على الارجح كما يريدها العناصر والضباط، لكن دماء هؤلاء التي روت ارض البقاع، كما رواها شهداء الجيش من قبلهم ستزهر حين يكون الوقت مناسباً ثأراُ من الارهاب وانتصارا حاسماً.  ليبانون ديبايت

 

بالصور.. ماذا أهدى جنبلاط لعون خلال لقائهما؟

قدم رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط لرئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون خلال لقائهما أول من أمس كتابين هما "دروز بلغراد" (للروائي اللبناني ربيع جابر) و"مذكرات ايريك رولو" (سرّ الخديعة في حرب الأيام الستة).  رصد موقع ليبانون ديبايت

 

جعجـع: "داعش" لـن تدخـل اي بلـدة لبـنانيـة ولـن نخـاف/"يريدون تحويل حادثة عرسال لصراع طويل لصالح النظام السوري/التمييز في التعاطـي مع المسـلّحين قد يفجر الوضع في اي منطقة

المركزية- اسف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لان "بعض الأصوات كانت تريد تحويل حادثة عرسال الى صراع مستمر ودائم بين الجيش اللبناني والمسلّحين السوريين لصالح النظام السوري"، مؤكداً ان "بغض النظر عن دعمنا للثورة السورية، فنحن لا نقبل بوجود اي مسلّح سوري على ارضنا، فهمّنا كان إخراج المسلّحين السوريين من عرسال، ولا اعتقد ان الجيش سيدع اي مسلّح في جرود منطقة عرسال"، ومعتبراً ان "الوضع الأمني في عرسال لن يتحسّن طالما ان الأزمة السورية مستمرة، وطالما ان "حزب الله" يُشارك في شكل فاعل في الحرب السورية".

واذ سأل في حديث اذاعي "لماذا كان دخول الجيش الى نهر البارد خطاً احمر، بينما في عرسال العكس صحيح؟ الجواب ان "حزب الله" كان يرفض دخول الجيش الى نهر البارد نظراً لوجود مجموعة مرتبطة مباشرة بالنظام السوري"، طمأن بأن "داعش" لن تدخل الى اي منطقة في لبنان، فنحن لم ولن نخاف يوماً"، ومستغرباً ظهور مسلّحين في بيروت او سواها تحت حجة الدفاع عن النفس ودعوات لدى المسيحيين بالتسلّح للدفاع عن انفسهم ايضاً، "باعتبار ان الخطأ لا يُواجه بخطأ، إنما الحل يكون ببناء دولة قوية وليس بتأسيس مجموعات مسلّحة عسكرية في كل منطقة من لبنان".

وقال "سبق وتخوّف من الا تبقى حوادث عرسال معزولة في المكان باعتبار انها تحصل مع مجموعاتٍ سنية في مناطق ذات غالبية سنية، والسنّة في لبنان اليوم هم في حالة تململ نظراً لأن الصراع في المنطقة صراع سنّي-شيعي شئنا ام ابينا، و"حزب الله" يقاتل السنّة في سوريا وعناصره تدخل وتخرج مدججة بالسلاح عبر الحدود من دون حسيب او رقيب، بينما اذا وُجد سكين او مسدس مع سنّي يريد عبور الحدود ليقاتل ضد النظام يُلقى القبض عليه، وانطلاقاً من هنا يجب الانتباه الى هذا التمييز في التعامل، فالناس يرون ما يجري وقد ينفجر الوضع في اي منطقة سنيّة لا سمح الله ويؤدي الى ما لا تُحمد عقباه".

اضاف "لقد لفتني تصريح لأحد مشايخ "هيئة علماء المسلمين" الذي سأل "لماذا يوقف الجيش اللبناني المسلحين السوريين ولا يوقف مقاتلي "حزب الله" الذي يجتازون الحدود بكل حرية؟ ربما قد تجدون ان هذا السؤال نابع عن غضب ولكنه لسان حال كثير من اللبنانيين"، وسأل "لماذا لم تقم "داعش" بهجمات في الأردن؟ لأن الوضع هناك ممسوك من قبل الدولة، الم يقل "حزب الله" انه ذاهب الى سوريا ليمنع "داعش" من الوصول الى لبنان ولكن النتيجة كانت مغايرة تماماً".

ورفض "مقايضة الأسرى بين عناصر الجيش والمسلّحين "باعتبار ان هذا الأمر يضرب هيبة الدولة"، مشيراً الى ان "بعض الأطراف من مصلحتها الا ينتهي الاشتباك بين الجيش والمسلحين"، وقال "داعش" برزت كالفطريات التي تنمو على هامش نباتات معينة، وهذا التنظيم الارهابي نما على هامش الحرب في سوريا، وحين ذهب "حزب الله" للقتال في سوريا فتح الباب عريضاً امام هذه الحركات المتطرفة سواء "داعش" او "النصرة" او سواها لتدخل الى لبنان".

الى ذلك، تمنّى جعجع "لو ان الأجهزة الأمنية اللبنانية مستقلة عن السياسة وتقوم بواجبها بكشف الجرائم كما يجب، فبعد عشرات الاغتيالات ومحاولات الاغتيال في صفوف قوى "14 آذار" لم يتم الكشف عن قضية واحدة، ربما لأن الأمر على صلة بالنظام السوري"، ووصف رفض البعض لتوسيع القرار 1701 ليشمل كل الحدود الشرقية بأنه "فضيحة"، فالجيش اللبناني يجب ان يُغلق الحدود لمنع دخول او خروج كل المسلحين من دون تمييز، فأين الخطأ اذا ما طالبنا بذلك؟، آملاً الا "يتحجج البعض بأن مراقبة الحدود تحتاج الى عديد كبير من العناصر، اذ بالإمكان استخدام الوسائل الالكترونية في المراقبة كما هو معتمد في كل بلدان العالم".

وعن دعوة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الى التحاور مع النظام السوري لحلّ مشكلة الحدود، اجاب جعجع "بشار الأسد سبب المشكلة وتحاورنا معه منذ العام 1975 حتى العام 2005 ورأينا ما كانت النتيجة، لا يجب ان يطرح احدٌ التعاطي او الحوار مع نظامٍ مجرم يضرب شعبه بالأسلحة الكيميائية وبالبراميل المتفجرة وقتل اكثر من مئتي الف انسان من شعبه".

ورداً على سؤال، لم يُبدِ جعجع خشيته من اتساع ظاهرة انشقاق جنود سنّة من الجيش، ولكنه دعا في المقابل الدولة اللبنانية ان "تتصرف كدولة وان تكون الأرضية الداخلية صلبة، فالدولة لا يجب ان تدفع الناس الى التطرف"، معتبراً ان "الطائفة الشيعية هي اول من يدفع ثمن ما يقوم به "حزب الله".

وعمّا اذا كانت حوادث عرسال سيناريو جديدا شبيها بحوادث نهر البارد للإتيان بالعماد جان قهوجي رئيساً للجمهورية كما حصل مع الرئيس ميشال سليمان، اكد جعجع ان "حوادث البارد ليست السبب في انتخاب العماد سليمان رئيساً للجمهورية بل تقاطعت مجموعة معطيات وظروف، وهي بالطبع لا تُشبه ظروف اليوم ادت في حينها الى انتخاب سليمان"، مجدداً اشارته الى انه "ورغم العلاقة الجيدة جداً مع العماد جان قهوجي لست مع إجراء اي تعديل دستوري لانتخاب رئيس جديد اذ لا يجب إجراء تعديلات دستورية عند كل استحقاق انتخابي لأن احترام الدستور واجب".

وتابع "القوات" و"التيار الوطني الحر" هما اكبر حزبين مسيحيين، وكان من الطبيعي ان يترشح رئيسا هذين الحزبين الى رئاسة الجمهورية، فنحن كقوات قمنا بكل ما في وسعنا، قبل ثلاثة اشهر من الانتخابات اعلنتُ ترشحي ومن ثم برنامجي الانتخابي الذي وزعناه على كل الكتل النيابية وبعدها شاركنا في كل جلسات الانتخاب، حتى انني قلت انا مستعد للتفاهم حول اسمين او ثلاثة من خارج الاصطفاف السياسي ولكنني لم الق جواباً"، داعياً جميع الأطراف الى "وجوب السعي اليومي لإجراء الانتخابات الرئاسية في اسرع وقت ممكن".

وعن الانتخابات النيابية المقبلة، قال انه "لا يجب التلاعب ابداً بمواعيد الاستحقاقات الدستورية، صحيح انه توجد صعوبات كثيرة لإجراء الانتخابات النيابية ولكن بين إجرائها او عدمه نفضّل طبعاً ان تحصل هذه الانتخابات حتى لا نقع في فراغ على مستوى مجلس النواب ايضاً. نحن نرغب في حصول الانتخابات الرئاسية قبل النيابية ولكن إن وصلنا الى آخر المهلة الدستورية قبل دعوة الهيئات الناخبة ولن يُنتخب رئيس، فنحن لسنا مع تعطيل الانتخابات النيابية، لأنها بنظرنا تبقى افضل بكثير من التمديد للمجلس النيابي"، واكد رداً على سؤال ان "14 آذار" ستبقى متماسكة مستقبلاً وبأنها تملك خطة طريق واضحة للمرحلة التي نمرُ بها".

واكد جعجع اننا "لا نتمنى اي بديلٍ عن حليفنا "تيار المستقبل" في الساحة السنّية لأنه تيار الاعتدال وهدفنا واحد حرية وسيادة واستقلال لبنان".

من جهة ثانية، اعتبر جعجع ان ما يحصل تجاه المسيحيين في الشرق ولاسيما في العراق وسوريا، صعب، و"داعش" نفّذت بعض العمليات في حق القرى المسيحية في سهل نينوى في العراق ولا يُمكن القول انها فقط منذ ما قبل الإسلام بل منذ ما قبل الجاهلية لأنها قضت على حضارات برمتها هي الحضارات الكلدانية والسريانية والآشورية، ولكن "داعش" لن تهرب من الحساب، حسابها سيكون عسيراً ولو بعد حين"، متوجّهاً بنداء الى كل المتألمين في الشرق الأوسط من مسيحيين ومسلمين داعياً اياهم الى "البقاء والتمسُك بأرضهم"، ومتمنياً على المسيحيين الذين هاجروا الى كردستان البقاء هناك وعدم ترك العراق لأنهم سيعودون الى ارضهم بعد حين، فمن اخذَ بالسيف، بالسيف يُؤخذ (وفق تعبيرهم)، فما يحصل علينا ليس اصعب مما حصل في التاريخ، لذا يجب ان نبقى متمسكين بالله وبإيماننا بأنفسنا".

واوضح جعجع ان "تسمية "الشرق الأوسط الجديد" او "الفوضى الخلاّقة" لا تنطبق على ما يجري من حوادث في الوقت الراهن، ربما حاول الأميركيون إدخال نمط جديد في انظمة الحكم التي كانت سائدة ولكن ما يحصل الآن ان الشرق الأوسط يعيش حالة مخاض فعلي 100%، والتاريخ سيُثبت انه "ربيع عربي"، ربما بدأ بخريف وشتاء ولكنه سينتهي ربيعاً مزهراً، في الواقع ان تاريخ المنطقة يُرسم ويتحدد الآن".

 

أخيراً... اكتشَفوا الحريري

الأربعاء 06 آب 2014/بشارة شربل

بالأمس اكتشفت احدى أذرع الممانعة الإعلامية (جريدة "السفير") ان الرئيس سعد الحريري رمز للاعتدال السني وناشدته العودة ليقود معركة مواجهة الارهاب الداعشي.

قبل اللُقية الثمينة التي اهتدت إليها "صوت الذين لا صوت لهم" انتفض الجنرال عون فجأة وهبَّ من نوم عميق ليفتح حواراً طويلاً عريضاً مع سعد الحريري، أحاطه بداية بالأسرار العزيزة على قلب الجنرال، كونها تحاكي التقارير في السلك العسكري، وبالمعميات التي تفيد حتماً في الإيهام بهدف نبيل وهو إنقاذ الجمهورية عبر الاتيان برئيس "قوي"، وليس اللهاث وراء كرسي بعبدا الذي استحال عليه حين حلَّ فيه في 1988. فتح "حزب الله" الطريق قبل أن يسمح الحلفاء لأنفسهم بولوج منعرجاتها. فانتبه و"يا غافل إلك الله" إلى ان من الضروري تشكيل حكومة وحدة وطنية. فحكومة نجيب ميقاتي التي اخترعها الحزب وحليفه الدمشقي لم تعد تفي بالغرض، أدت مهمتها ويعطيه العافية صاحب نظرية "النأي بالنفس". استقال ليتفرج على مدى شهور تصريف الأعمال على قوات "حزب الله" تتجه إلى القصير وغيرها في الداخل السوري، وهو بريء حتماً من دم هذا الصدِّيق. على أي حال يُشكر الذين بدأوا والذين تبعوا ولحقوا، على إحساسهم بالخطر الداهم. لكن أين كان هذا الذكاء الاستثنائي الذي استلزم سنوات طويلة لإدراك ان الحريرية هي ممثلة الاعتدال السني؟ لا تفيد دعوة الحريري إلى العودة للتمترس في "بيت الوسط" ولملمة الشارع السني الذي يفلت من أصابعه كلما أكد على دعم الجيش اللبناني ومواجهة المتطرفين. والأكيد ان الحريري ليس جاهزاً لأن يُستخدم في دعوات احراج تريد منه فقط إنقاذ الوضع الحالي ومنع تفاقمه فيما أصحاب "النيات الطيبة" الذين يحضونه على المجيء لا يقدمون أي عرض جوهري.

يعود الحريري بشخصه أم لا يعود. ليس هذا هو بيت القصيد. فالأساس السؤال: هل يريد المتحمسون لعودته اليوم أن يعودوا هم إلى الدولة أم يريدون متابعة الألاعيب؟

اللعبة مكشوفة. تريدون عودة الاعتدال السني؟ إذن تفاهموا معه على الثوابت الوطنية البديهية التي دعاكم إلى الالتقاء عندها، ولا تحاولوا تغطية الموضوع الأصلي بحجة أولوية المعركة ومحاربة التكفيريين.

تريدون عودة الحريري؟ عودوا من سوريا أولاً. تريدون الانتصار للجيش؟ سلموا بوحدانية سلاحه. تريدون تعزيز الدولة؟ أوقفوا الهيمنة عليها والفساد الذي تزرعونه في أرجائها مباشرة أو بواسطة المحاسيب والأصهرة والفجعانين. غير ذلك تمويه وتشويه. لن تفيد فيه لا صورة تتخذ بجانب وزير. ولا زيارات جنبلاط البهلوانية لجنرال الرابية واتفاقه السخيف معه على تبرئة "حزب الله" من أي مسؤولية له في تقدم الداعشيين.

 

 

لبنان والإنكار الثلاثي المطلوب

أمير طاهري/الشرق الأوسط

يشهد لبنان واحدة من أزمات الهوية متكررة الحدوث على أثر بلوغ طريق مسدود إزاء انتخاب الرئيس اللبناني الجديد.

قبل ستين عاما، حينما كان لبنان يحاول التخلص من الانتداب الفرنسي على أراضيه، استحضرت تلك الأزمة من قبل الرؤى المتخاصمة حيال موقع الدولة بين أوروبا والشرق الأوسط. وفي حين أن بعض الطوائف المسيحية، التي تمثل ما يقرب من نصف عدد السكان، تعتبر لبنان جزءا من الغرب المسيحي، فإن أصحاب النزعة القومية العربية يحلمون بلبنان ككتلة مشيدة لدولة عربية موحدة.

وقد وجد سبيل للخروج من المأزق من خلال صيغة «الإنكار المزدوج» التي مهدت الطريق للوفاق الوطني (الميثاق الوطني)، والمقبول ضمنيا بوصفه الدستور اللبناني المستقل. وسخر الكثيرون على كلا الجانبين، المسيحيين والمسلمين، من صيغة «الإنكار المزدوج» التي طبقا لها، لن يكون لبنان أوروبيا ولا عربيا بصورة حصرية.

استهجن الكاتب جورج نقاش صيغة «الإنكار المزدوج»، التي لا تصنع دولة!

وقد أثبت التاريخ خطأه.

صار لبنان مستباحا في الأصل بسبب تلك الصيغة المزدوجة.

وعانى النقاش المبدئي من سوء إدراك وتفهم الحقائق الواقعية لذلك الوقت.

وافترض عموم المسيحيين خطأ أن المسيحية تعتبر كيانا موحدا يمكن إلحاق لبنان إليه. وتجاهلوا حقيقة مفادها، في ذلك الوقت بالطبع، أن الدول المفترض أنها مسيحية كانت تشعل النيران في كافة أرجاء أوروبا سعيا وراء تحقيق الأطماع والطموحات القومية.

وعلى الجانب الآخر من الطيف، كان القوميون العرب رواد خيالاتهم الذاتية. وهم قد تجاهلوا أيضا حقيقة مفادها أن الهويات المحلية فعلا تتجاوز الحواجز اللغوية والانتماءات الثقافية. ومن حيث مسائل الهوية الوطنية، وكيف ينظر إلينا الآخرون، تعتبر في غالب الأمر أكثر أهمية من الكيفية التي ترى بها نفسك.

يقصر النهج الاختزالي عن احتساب التعقيدات المتصلة بهوية الشعب في أي وقت من الأوقات. وكما هو الحال لدى كافة الدول الأخرى، يعتبر لبنان مزيجا من الهويات المختلفة، ويتقاسم مكوناته مع الكثير من البلدان الأخرى، ولكنه يقدم نكهته الفريدة.

لا يمكن اعتبار لبنان دولة مسيحية فحسب أو مسلمة فحسب، باعتبار أنها كانت، ولا تزال، مسيحية وكذلك عربية مسلمة.

واليوم، يحتاج لبنان إلى «إنكار مزدوج» جديد لكسر حاجز الأزمة الجديدة التي قد تدفع الدولة إلى مستنقع من المخاطر العسيرة. هل حقا ذكرت «الإنكار المزدوج؟» ربما من الأفضل أن نقترح صيغة «الإنكار الثلاثي».

والسبب وراء ذلك هذه المرة يكمن في أن الشريحة العربية المسلمة من لبنان تعاني من انقساماتها الداخلية، حيث يرى المجتمع السني اللبناني نفسه وريثا شرعيا للتقاليد العربية المؤسسة هناك قبل ستين عاما مضت، في حين أن المجتمع الشيعي اللبناني، بدوره، منقسم بين أولئك الحالمين بإلحاق لبنان بالإمبراطورية الشيعية بقيادة إيران والآخرين الراغبين في اعتبار إيران صديقة وليست زعيمة.

ويسلط المأزق الحالي في لبنان الضوء على الأزمة الراهنة حيال انتخاب الرئيس الجديد للبلاد. وبمزيد من اليقين، منذ اتفاق الطائف في عام 1989، لم يعد الرئيس هو الشخصية البارزة في البلاد كما كان كذلك بموجب الميثاق الوطني لعام 1943. ومع ذلك، وبصفته رئيسا للدولة والحكم بين مختلف الطوائف، لا يزال الرئيس قادرا على المساهمة في صوغ السياسة الوطنية.

وبتنحية الخلافات الداخلية جانبا، نجد أن الفصائل السياسية اللبنانية المتنافسة منقسمة بين كتلتين ونصف. إحداهما، يقف على رأسها تنظيم حزب الله ومن ورائه إيران، ويرغب في تولي الجنرال السابق ميشال عون رئاسة البلاد. والكتلة الأخرى، تقودها حركة المستقبل، وهي تشجع ترشيح سمير جعجع لرئاسة الجمهورية. ونصف الكتلة المتبقية هو ما يمثل طائفة الدروز، التي، من واقع إدراكها أنها لن تتمكن من فرض خيارها، عقدت العزم على الحيلولة دون تولي كل من عون أو جعجع سدة الحكم.

ويثير الموقف برمته الاهتمام من عدة زوايا، إذ تدعم إيران الجنرال عون على سبيل النفعية، والجنرال السابق مكروه في طهران حيث لم تنس القيادة هناك، ولم تغفر كذلك، تعاونه مع صدام حسين وإسرائيل في فترة الثمانينات. والفرضية الطهرانية المطروحة تفيد بأن عون، يفتقر إلى وجود شعبية انتخابية حقيقية وراءه، فليس لديه من خيار سوى تتبع خطى طهران حيثما ذهبت. وذلك، ومع ذلك، قد يكون من قبيل سوء تقدير الحسابات، فليس للجنرال عون ولاء إلا لذاته وليس من دليل قائم يفيد تخليه عن كراهية إيران. والأسوأ من ذلك برغم كل شيء، أن الجنرال عون يعد شخصية مثيرة للانقسامات في توقيت يتوق فيه لبنان إلى التوحد.

ومن جانبه، يعتبر جعجع كذلك مرشحا إشكاليا، حيث تستند جل فلسفته السياسية على الاشتباه والشكوك في العروبة وخشيته من إمكانية تآمر المسلمين لاستئصال شأفة المسيحيين في لبنان. وعلاوة على ما تقدم، وباعتباره شخصية بارزة في الحرب الأهلية اللبنانية، يستفز جعجع الكثير من ذكريات الانقسام شأنه شأن عون.

لن يتصور نجاح أي من عون أو جعجع إلا من زاوية الانهزام الشامل لإحدى الكتل أو الأخرى المتناحرة في الداخل اللبناني.

ومن المثير للسخرية، أن تتصادف الأزمة الراهنة مع فترة من التوترات الاستثنائية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وحالة عدم الاستقرار المثمنة لقيمة لبنان كملاذ للسلام.

وبالتأكيد على الانتصار الكامل، قد تفقد الفصائل اللبنانية المتناحرة فرصة يمنحها التاريخ للدولة لتصور ذاتها كشريك رئيسي في إعادة صياغة شرق أوسط جديد ومستقر.

إن الاستيلاء الكامل من قبل إيران قد يحرم لبنان من الدور المستقل الذي يسعى إليه، رابطا مصير البلاد بنظام الخميني في طهران في وقت لا يزال مصير الدولة يشوبه الكثير من الارتياب. وعلى الجانب الآخر، فإن الانتصار الكامل للكتلة العربية من شأنه كذلك تقويض حرية التصرف اللبنانية، وتحويل الدولة إلى لاعب ثانوي في صراع إقليمي كبير.

وفي كافة التكوينات الجيوسياسية التي تتنافس فيها مختلف الكتل والفصائل، يعد وجود الفراغ المحايد أمرا حتميا لازما. فلما يربُ على القرن من الزمان حينما كانت أوروبا تشتعل بأوار من نار، حافظت الفصائل المتناحرة دوما على حياد الدولة السويسرية نظرا لأن الجميع يفيدون منها. وفي جنوب القارة الأميركية، لعبت دولة الأوروغواي دورا مماثلا بينما كانت البرازيل وتشيلي والأرجنتين تناطح بعضها بعضا في تنافسات متناقضة. ولستة قرون مضت، لعبت تايلاند ذات الدور في الهند الصينية.

تستفيد القوى الإقليمية المتناحرة وحلفاؤها خارج المنطقة، وعلى رأسها الولايات المتحدة من جانب وروسيا من جانب آخر، جميعها من حالة التسوية السياسية في لبنان. يمكن لشخصية توافقية، لا متحمسة ولا مهددة لأي فصيل من الفصائل المتنافسة، مساعدة لبنان في اتخاذ موطئ قدم جديد في السياسة الإقليمية على أساس من «الإنكار الثلاثي».

 

 

"فايننشال تايمز": السعودية ليست المسؤول الوحيد عن التشدد

المركزية- ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن "السعودية شرعت في حملة لبناء مساجد وتجهيزها في عدد من الدول الأوروبية، بعد انتهاء الحرب الباردة في التسعينات"، مشيرة الى أن "حملة المساجد السعودية شملت يوغوسلافيا سابقا، ودول البلقان الغربية خصوصا ألبانيا وكوسوفو والبوسنة وماسيدونيا وأجزاء من بلغاريا". واعتبرت الصحيفة أن "السعودية سعت إلى نشر التيار الوهابي في هذه الدول التي يسود فيها التيار الصوفي التركي"، لافتة الى أن "السعودية لا تصدّر النفط فحسب بل تصدّر أيضا الشمولية الدينية وقوافل من "الجهاديين"، وإن كانت هي أيضا تصارعهم على مصالحها، مثلما تعادي تيار الإخوان المسلمين الذي يختلف في تصوره للإسلام عن الوهابية". وذكرت أن "تنظيم "الدولة الإسلامية" بتدميره للأضرحة، إنما يواصل ما فعله التيار الوهابي قبل قرنين من الزمن، ولا يخفى على أحد أن دولة السعودية قامت على يد الوهابيين المتشددين الذين وحدوا بحد السيف التيارات الدينية المختلفة في شبه الجزيرة العربية"، معتبرة أن "السعودية ليست المسؤول الوحيد عن انتشار التشدد فحملتها لنشر التيار الوهابي في العالم، جاءت أمام محاولات إيران تصدير التشيع بعد الثورة الإسلامية عام 1979"، لافتة الى أن "إسقاط الأميركيين والبريطانيين لنظام السنة في العراق عام 2003، وتسليمهم الحكم للشيعة، وتأخرهم عن مساعدة تمرد السنة في سوريا أجج التوتر الطائفي".

 

"غارديان": معاناة العراق تتطلب اعادة النظر في موقف الغرب

المركزية- ذكرت صحيفة "غارديان" أن "الايزيديين والمسيحيين الذين تعود جذورهم في العراق إلى آلاف السنين، يتعرضون للتهجير بعد سيطرت تنظيم "داعش" على المزيد من البلدات والمدن"، مشيرة الى أن "العرب السنة يعانون الأمرين أيضا في المناطق، التي سيطر عليها التنظيم، فهم مطالبون بالانضمام إلى "الدولة الإسلامية" أو التعرض للعقوبة". واوضحت الصحيفة أن "الأكراد تراجعوا عن مدن ومناطق وعدوا بالدفاع عنها تحت الضغط العسكري"، لافتة الى أنه "أمام تقدم عناصر تنظيم "داعش" وسيطرتهم على المزيد من البلدات والمدن، ترتفع أصوات الاستغاثة من العراق، وتنادي الدول الغربية لنجدتها، ولابد أن تجد هذه النداءات آذانا صاغية".واضافت أنه "بغض النظر عن المبالغة والشائعات، فما نسمعه عن "الدولة الإسلامية" مخيف، فهم يقتلون الأطفال، ويكرهون الشيعة، ويرغمون الناس على اعتناق الإسلام، أو يخرجونهم من ديارهم، ولم يتم التحقق من تقارير عن أعمال أخرى أشد فظاعة"، موضحة أن "تردد الدول الغربية في التدخل عسكريا في العراق، يجد مبررا في تبعات التدخل في الأعوام الماضية، ولكن معاناة الأقليات في العراق، واستغاثتها، والتهديدات الجادة، التي يتعرضون لها، تجعل من الضروري إعادة النظر في موقف الغرب".

 

كيري في كابول وعبدالله وغني يوقعان اتفاقا لتشكيل حكومة وحدة وطنية

نهارنت/أعلن المرشحان للرئاسة الافغانية عبدالله عبدالله واشرف غني الجمعة انهما وقعا اتفاقا لتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد تعيين الرئيس الجديد. وتعهد الخصمان خلال زيارة لوزير الخارجية الاميركي جون كيري لكابول "بالعمل معا" ايا كان الفائز بعد تدقيق اصوات الدورة الثانية للانتخابات لاستبعاد البطاقات المزورة. وتريد واشنطن ان تنتخب كابول التي تعد من ابرز داعميها على الصعيدين المالي والعسكري، رئيسا وتشكل حكومة وحدة وطنية للمشاركة في قمة الحلف الاطلسي في 4 و5 ايلول في فرنسا. ويتخوف الاميركيون من مخاطر الاضطراب السياسي في هذا البلد الذي يتعرض لتهديدات من حركة طالبان، قبل اشهر من انسحاب قوات الحلف الاطلسي المقرر اواخر السنة الجارية. والتقى كيري الذي وصل مساء الخميس الى العاصمة الافغانية، الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي صباح الجمعة، في اجواء متوترة على ما يبدو. ثم التقى المرشحين عبدالله عبدالله واشرف غني اللذين التقاهما الخميس. ولم يصدر اي بيان على الفور، لكن من المقرر ان يعقد كيري مؤتمرا صحافيا بعد الظهر في كابول، قبل ان يتوجه الى بورما.

وتعكس هذه الزيارة الجديدة قلق الاميركيين من التعطيل السياسي على خلفية اتهامات بالتزوير بين المرشحين للرئاسة اللذين تواجها في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 14 حزيران.

وقال مسؤول اميركي الخميس "سنشدد على ان قمة الحلف الاطلسي تمثل فرصة مهمة لتقديم الادارة الافغانية الجديدة الى المجموعة الدولية". وارسل كيري الى كابول بشكل عاجل في تموز بسبب التوتر الحاد بين المعسكرين، حيث تمكن من التوصل الى اتفاق بين غني وعبد الله على اعادة تدقيق كاملة في حوالى 8,1 ملايين بطاقة اقتراع في الدورة الثانية من الانتخابات للتاكد من عدم حصول تزوير. واعرب عن الامل هذه المرة في اقدام المرشحين على "الالتزام بجدول زمني لانهاء التدقيق والتوصل الى اتفاق حول تفاصيل حكومة وحدة وطنية" بحسب دبلوماسي اميركي. وبدأت عملية التدقيق غير المسبوقة في 17 تموز من اجل انقاذ اول عملية انتقال ديموقراطي للسلطة في تاريخ افغانستان، عبر نقل الاف صناديق الاقتراع من جميع انحاء البلاد. لكنها مذاك شهدت عرقلات متكررة بسبب خلافات بين فريقي المرشحين بخصوص الاجراءات. وتم الاتفاق على التفاصيل الاساسية للاجراءات بعد مفاوضات طويلة تحت اشراف مهمة الامم المتحدة في افغانستان (اونوما). وفي اعقاب توقف خلال عيد الفطر، استأنفت السلطات الانتخابية التدقيق في بطاقات التصويت، في حضور مئات المراقبين المحليين والدوليين ومندوبين عن المرشحين. ودققت السلطات الانتخابية الخميس في اصوات ما بين 4 الاف و5 الاف صندوق اقتراع من اجمالي 23 الفا، وشهدت العملية زخما في الايام الاخيرة على ما يبدو. الا ان العملية التي تهدف الى الغاء الاصوات التي تعتبر مزورة، لن تبدأ الا الاحد المقبل. وقبل اشهر من انسحاب قوات الحلف الاطلسي المقرر في نهاية السنة الجارية، تنتظر الدول المانحة التي تدعم الحكومة الافغانية الهزيلة، وصول فريق شرعي جديد الى السلطة لتقليص مخاطر الاضطراب السياسي. وكان كيري وصل الى كابول الشهر الماضي في خضم الازمة السياسية بين المرشحين عبدالله عبدالله الذي اعلن فوزه، فيما افادت النتائج الاولية ان منافسه اشرف غني حقق تقدما يناهز المليون صوت. وكان بعض انصار عبدالله دعوا الى تشكيل حكومة موازية والزحف بالتالي الى القصر الرئاسي. وفيما يزداد التوتر بين الطاجيك المؤيدين لعبدالله والباشتون الذين يشكلون القاعدة الاساسية لدعم غني، حذرت الامم المتحدة من احتمال العودة الى الانقسامات الاتنية التي ميزت التسعينات في افغانستان قبل ان تستولي حركة طالبان على السلطة. ويتخوف عدد من المراقبين من ان يستفيد التمرد النشط الذي تقوده حركة طالبان من الاضطراب الناجم عن الازمة السياسية لتوسيع رقعة انتشاره. وكشف "موسم المعارك" هذا الصيف 2014 عن نشاط كبير للمتمردين. وكالة الصحافة الفرنسية

 

دريان يَخلف قبّاني ويفتح صفحة جديدة في الإفتاء

ناتالي اقليموس-جريدة الجمهورية السبت 09 آب 2014

»«غداً لناظره قريب». هذه أطول جملة قالها رئيس المحكمة الشرعية السنّية العليا الشيخ عبد اللطيف دريان منذ تردّد اسمه خلفاً للمفتي محمد رشيد قباني. فعلى رغم «الدردشات» التي كان يجريها مع الزوّار الذين توافدوا إلى منزله في الآونة الأخيرة، فإنّ دريان يعدّ كلماته ويُحصي حركاته... وما تمَنّعُه عن الظهور إلى جانب أعضاء المجلس الشرعي الأعلى في أحد اجتماعاتهم، إلّا دليلٌ على دقّة ميزانه.

«سيتجه الشيخ دريان إلى توحيد الصف» غداً تستعدّ الهيئة الانتخابية لتلبية دعوة رئيس الحكومة تمّام سلام إلى انتخاب مُفتٍ جديد للجمهورية اللبنانية في الحادية عشرة قبل الظهر في بهو دار الإفتاء. غداً تضع المعركة بين المفتي قباني والمجلس الشرعي الأعلى أوزارَها في الشكل والمضمون. في وقتٍ يحظى إسم الشيخ دريان بشبه إجماع كلّي، يتمسّك الشيخ أحمد الكردي بترشّحه مدعوماً من هيئة العلماء المسلمين لمنصِب مفتي الجمهورية. في هذا الإطار يؤكّد الأمين العام للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى خلدون عريمط، أهمّية هذا الاستحقاق، قائلاً: «سيشكّل يوم الأحد بداية صفحة جديدة في تاريخ دار الفتوى وفي موقع مفتي الجمهورية، حيث تتَّجه الهيئة الناخبة بأكثرية مطلقة نحو اختيار رئيس المحكمة الشرعية العليا القاضي الشيخ عبداللطيف دريان ليكون مفتياً للجمهورية».

التزكية ولكن...

ويُعرب عريمط في حديث لـ«الجمهورية»، عن حرصه للذهاب نحو التزكية، قائلاً: «نحرص على أن يكون هناك إجماع وتزكية من الهيئة الناخبة، ولكن حتى الآن تدلّ المؤشّرات إلى وجود مرشّح آخر، وهو القاضي الشيخ أحمد الكردي. لكن لا يكفي أن يعلن الكردي ترشيحه في الإعلام حتى يكون قانونياً، لأنّ القاعدة الشرعية تقول إنّ «طالب الولاية لا يوَلّى»... ويضيف: «إلّا أنّ القانون لا يمنع من أن يرشّحه أحد أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى صبيحة يوم الانتخاب، شرط أن يؤيّد هذا الترشيح عضوان آخران في المجلس، وحتى الآن لم يطرح أحد تبنّي إسم الشيخ الكردي». وماذا لو طُرح الكردي في اللحظات الأخيرة؟ يجيب عريمط: «عندها نتّجه نحو الانتخابات، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ معظم أعضاء المجلس الشرعي دعموا الشيخ دريان، وكذلك الهيئة الناخبة، لكن يبقى أن ننتظر حتى صبيحة الأحد لنتأكّد ما إذا كنّا أمام معركة انتخابية أو تزكية حقيقية». ويتوقف عريمط عند مهمّات المفتي الجديد قائلاً: «سيتّجه إلى توحيد الصف وإعادة تأهيل وترشيد العمل الإسلامي والوطني، ليكون جزءاً لا يتجزّأ من مشروع نهوض الدولة ومؤسّساتها. والهدف الأساسي سيكون وحدة الصف الإسلامي في إطار الوحدة الوطنية، والتعاون والتلاقي مع جميع المرجعيات الدينية». وفي الوقت عينه، يؤكّد عريمط «أنّ المجلس الأعلى سيتعاون مع المفتي دريان، لكي يحقّق الغاية التي من أجلها مدَّد المجلس لنفسه حتى شهر 6 من العام 2015».

دار الفتوى

من جهته، يُطمئن المدير العام للأوقاف الإسلامية الشيخ هشام خليفة، «أنّ اللمسات الأخيرة لاستحقاق الأحد شارفَت على الانتهاء، والإجراءات تسير على أتمّ وجهٍ لتدارُك أيّ نقص أو خَلل». ويتوقف خليفة في حديث لـ«الجمهورية» عند أهمّية تجنيب الدار والطائفة السنّية مزيداً من المصاعب والمشكلات، قائلاً: «في الوضع الطبيعي، الترشّح حقّ لأيّ إنسان، ولكن بعد الأزمة التي اختبرناها والتي نحن على وشك تخطّيها نتيجة مفاوضات واتفاقات، يُفضّل تجنيب الدار المعركة والميل إلى تبنّي التزكية وإنجاز الاستحقاق من دون عقبات». ويضيف: «لا يسعنا سوى الانتظار حتى اللحظات الأخيرة لمعرفة ما إذا كنّا أمام معركة انتخابية أو تزكية الشيخ دريان. لا أنكر أنّني حاولتُ التواصل مع الشيخ الكردي لتوفير الإجماع، ولكن كان له رأيٌ مغاير، علماً أنّ كلّ الأمور تشير إلى أنّ الآراء ستصبّ لصالح الشيخ دريان».

عودة الحريري

في سياق متصل، لفتت مصادر مواكبة لهذا الاستحقاق إلى «أنّ الشيخ الكردي، وفي حال استمرّ في ترشّحه، لن ينال أكثر من 5 في المئة من أصوات الهيئة الناخبة، لأنّ النسبة الأكبر ستكون للشيخ دريان الذي سيتجاوز عددُ مؤيّديه 95 في المئة»، مرجّحةً «وجود دعم قطريّ خلف الشيخ الكردي». في وقتٍ يترقّب المعنيون ما قد تحمله المرحلة المقبلة، يُجمع المراقبون على أنّ عودة رئيس الحكومة سعد الحريري وعدم رغبتِه في «تغييب صوته عن المشاركة في الانتخابات، تضفي زخماً وقوّة على الاستحقاق وتعطي دعماً لمستقبل المفتي الجديد».

 

الحريري في لبنان.. فسحة أمل  وما بعد عودة الحريري.. ما بعد عرسال

أسعد حيدر/المستقبل

عاد «عمود خيمة» الاعتدال الرئيس سعد الحريري الى بيروت. وطلته من السرايا أثارت موجة من الفرح والامل عند اللبنانيين، بأن الحل اقترب. لم يعد الحريري، لأنه اشتاق الى لبنان فقط. عاد لأنه يحمل معه على الأقل مشروع حل اقليمي ودولي، عنوانه الاعتدال لبقاء لبنان.

قبل سنوات ثلاث، اعتبر الممانعون، انهم انتصروا، وان بطاقة سفر بالذهاب دون العودة قد وصلت الى الحريري وسُلّمت إليه يداً بيد. الآن، لولا الخجل لقالوا للحريري: «سامحنا نحن بحاجة إليك». هذه الاستعادة ليست للثأر وانما اولاً وأخيراً للتأكيد أن أحدا لا يمكنه ان ينتصر على أحد في لبنان وأن يلغيه. وأنه كان وسيبقى دوماً جسراً تمر عليه التحولات والانقلابات والمتغيرات، وانها في مرورها توزع بصماتها على لبنان.

عاد الحريري الى لبنان من سرايا الدولة. اختار الدولة بداية لمسار قديم آمن به وعمل به كما عمل به الرئيس الشهيد رفيق الحريري. الاعتدال وحده يؤمن بالدولة حاضنة طبيعية وشرعية ومشروعة لكل اللبنانيين. اللبناني الذي يخرج عن الدولة، مهما بدا قوياً ومستقوياً فإنه يخسر عاجلاً أو آجلاً.

في زمن التطرف والاصولية والعنف الأسود والمتوحش لا يكفي الاعتدال. يجب ان يحاط بالرعاية والقوة والدعم، لكي يقاوم ويصمد ويواجه وينتصر. «خيمة» الاعتدال «الحريرية« تصبح بناء قوياً وراسخاً، اذا دعمت اقليمياً ودولياً. الدعم الاقليمي، بدايته عربية. السعودية فتحت الطريق، وهي قادرة على جمع الآخرين لدعم لبنان، ليس لأنه بلد عربي، ولا لان اللبنانيين يستحقون الحياة والامن والاستقرار فقط، وانما لأن بقاء لبنان بداية لربح المعركة ضد الإرهاب، ولأن بقاء لبنان المتنوع، يشكل «سلاحاً» للمحافظة على المجتمعات العربية المتنوعة، خصوصاً في زمن الهجمة الوحشية على المسيحيين في العراق. ايضاً المجتمع الدولي خصوصاً الولايات المتحدة الاميركية بدأ يعي ان ترك منظمات الإرهاب والتخلف التي تجتاح العراق اليوم وكادت تحرق لبنان من عرسال ناشطة في تمددها وستحرق منطقة الشرق الاوسط وما يحوط به.

إيران مدعوة اكثر من غيرها من القوى الاقليمية، الى الخروج من استراتيجية «التدخل السلبي« ، كفى صبّاً للزيت على النار في سوريا والعراق واليمن وغزة والبحرين، وإبقاء حزب الله عريناً للاستقواء والتشدد في لبنان، الذي أحرق المنطقة فدمرها ولم تنتصر. إيران تخوض مواجهة خاسرة مع الولايات المتحدة الاميركية، كان يمكنها ان تساهم في تشكيل حلف قوي ومتضامن يجعلها تنجح وتكون مقبولة بدلاً من ان تكون عنواناً لمذهبية مرفوضة. من المؤكد ان الإمام الخميني كان حاربها وانتصر عليها.

امام إيران فرصة ذهبية لأن تربح، والبداية من لبنان. يكفي ان تدفع حزب الله باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية بدلاً من دعم الفراغ وتوسيعه بحجة الوفاء، علماً ان الوفاء الحقيقي هو في إخراج لبنان من الفراغ الذي يكاد يصبح قاتلاً. اما مسألة خروج حزب الله من سوريا فإنها ليست الآن مفتاح الحل للازمة في لبنان. مشكلة الحزب ان قرار الخروج من سوريا ليس بيده وانما بيد المرشد آية الله علي خامنئي. يشدد الحزب انه قادر على تحمل الخسائر في سوريا وخصوصا في القلمون. هذا امر يعنيه. لكن على الحزب ان يعرف انه دفع الطائفة الشيعية نحو خسارة كارثية معنوية وانسانية ومذهبية. اهل القصير الذين دمرت منازلهم منهجياً لن ينسوا ان الحزب هو الذي دمرها، بهذا اصبحوا يملكون في ذاكرتهم الشعبية كربلاء معاكسة كانت تاريخاً جهادياً مشرفاً للشيعة وحدهم.

اما عرسال، فانه يجب استذكار كل فاصلة وقعت. البداية ان عرسال ليست ولم تكن حاضنة للتطرف. لقد استفاد بعض أهلها من التعامل مع المجموعات السورية، لانهم استبدلوا التهريب مع النظام القديم في سوريا بالتعامل التجاري مع القادمين. البداية في سحب الاتهامات التي وجهت الى عرسال بأنها مصنع ومنتج للارهاب والارهابيين، واحتضان اهلها بأخوة ورعاية بعد الكارثة التي حلت بهم. حزب الله الذي بدأت تفوق خسائره في القلمون طاقته، اعتقد أن إسقاط عرسال ينقذه، اكتشف اليوم ان التغيير الديموغرافي في عرسال اصبح «سيفاً ذا حدين«. ايضاً وهو مهم جداً أن عرسال ليست «نهر البارد« لأحد، ليستثمرها في اي مشروع او مناسبة. سكان عرسال لبنانيون لا يمكن لأحد اقتلاعهم وأي عمل جديد من الذي حصل لن تكون ناره خصوصاً المذهبية منها محصورة في جرود عرسال. يجب عدم اللعب بالنار. القبض على عماد جمعة ومثله كثير مدخل لحروب طويلة. السوريون النازحون حملوا كل جراح الحرب الطويلة. عماد جمعة ومجموعته من القصير. هذا مثل من الف.

دخول الجميع واولهم «حزب الله« خيمة الاعتدال ينقذ لبنان ويشكل نهجاً للآخرين لإنقاذ بلادهم خصوصا في العراق وسوريا.

 

عودة الحريري: لماذا الآن؟

 فارس خشّان/يقال نت

يتعرض الرئيس سعد الحريري لهجوم منظّم يقوده طرفان يدّعيان الخصومة: إرهابيو الشيعة الذين يمثلهم "حزب الله" ومن هم مثله، وإرهابيو السنة الذين يمثلهم "داعش"، ومن هم مثله.

ويعتمد هذان الطرفان في الهجوم على الحريري المنطق نفسه. إرهابيو "حالش" يقولون إنه يدعم "الإرهاب العالمي" وهو " الأب الروحي لداعش" ، وإرهابية "داعش" يتهمون الحريري بأنه يتعاون مع "حزب الله"، ويستسلم له، وينفذ مشاريعه.

وإداركا بأساليب هذين الطرفين ضد من يجري "تخوينه" و"تكفيره"، يظن كثير من المراقبين أن سعد الحريري، الذي غادر البلاد، درءا لمخططات "حالش" ( عاد العماد ميشال عون وأكدها بنفسه عندما تحدث عن قدرته على توفير أمن الحريري، إن وصل الى رئاسة الجمهورية)،أصبح ، حاليا، تحت خطر "داعش" أيضا.

إذن، في التوقيت الذي ارتفع فيه منسوب الخطر على الحريري، الذي أطاح به "حزب الله" سياسيا، بقوة السلاح، عاد الى لبنان.

من الناحية الأمنية، هذا مشهد غير واقعي.

مشهد لا يمكن فهمه، إلا عند التأمل بالصور الملتقطة للحريري في بيروت. هو يبتسم. من يلتقيهم يبتسمون. وحده أمن الحريري تجتاحه جدية ممزوجة بكثير من الهلع.

وللأمانة، لم تلتقط عيوننا، يوما، عندما مكّنتنا الظروف من لقاء الحريري في الخارج، هذه الإبتسامة التي تمّ التقاطها له في بيروت.

وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الحريري العودة الى لبنان، ولكنها المرة الأولى التي ينفّذ فيها قراره.

سابقا، حاول أن يعود. كان يتم منعه، لأسباب أمنية.

مرتان، أطفئت محركات طائرته الخاصة، قبل الإقلاع بقليل.

دائما، كان منطق الأمن يتقدم على منطق الحاجة الى التواجد في بيروت.

هذه المرة، منطق الحاجة تقدم كثيرا على منطق الأمن.

كان سعد الحريري قد بدأ العد العكسي لعودته الى بيروت، منذ بدء الشغور في القصر الجمهوري. كان يتوقع حدثا جللا، تدفع بيئته ثمنه. حاول، بكل ما أوتي من قوة أن يتفادي الفراغ الرئاسي، ولو بملامح هزيمة سياسية، لأنه كان يتحسّب للأسوا... للدماء. الفراغ الرئاسي، في قاموسه، يعني استقطاب الموت. هذا ما حصل بعد انتهاء ولاية الرئيسين أمين الجميل وأميل لحود، مع أن الظروف الإقليمية، كانت أقل تعقيدا من الظروف الإقليمية الحالية.

وصحّت مخاوفه، فحلّ الموت في عرسال، وهو يستعد ليبسط أجنحته السوداء، في أرجاء لبنانية كثيرة.

دقق في أسلوب التحريض على كل عرسال، وهي التي جرى خطفها خطفا. دقق في أسلوب رفض نجاح أي مفاوضات تُعفي البلدة من مجازر وتدمير وتوفر في آن انتصارا بالسياسية للجيش. وقارن بين ذلك كلّه، وبين مفاوضات إيران مع "داعش" لمصلحة عدد من أسراها في سوريا، وبين مفاوضات برعاية "حزب الله" لمصلحة راهبات معلولا.

أدرك أن ناسه، بالرغم من اعتدالهم ومن طيبتهم ومن سلميتهم، يكادون يكونون بلا حماية، ويكادون يكونون أضاحي على مذبح محاربة الإرهاب. في كل مكان يتم تمجيد مفاوضات تحرير الأسرى والرهائن، إلا في عرسال مطلوب الحسم، بالقتل والتدمير والإزالة عن الخارطة.

وعندما اطلع الحريري على صرخة قائد الجيش العماد جان قهوجي، بخصوص السلاح والذخيرة، لم يُدر الأذن الصمّاء، على اعتبار أن ذلك يقوّي ظروف الهدنة المطلوبة لعرسال. رفض أن تكون الدفة، في المفاوضات، لمصلحة المجموعات التي يصفها هو بالإرهابية. نقل الصرخة، بكل تفاصيلها، إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي أمر فورا بوضع مليار دولار بتصرف سعد الحريري، لتكون في خدمة الحاجات الملحة للأمن اللبناني ومؤسساته وأجهزته. بدا هذا المليار، بمثابة الإسفنجة التي احتوت تداعيات صرخة قائد الجيش.

إذن، الخوف على ناسه، من جهة والخوف على الأمن الشرعي، من جهة أخرى شكلا منطقا غلب المنطق الأمني.

عاد سعد الحريري الى بيروت. العودة بلا ضمانات أمنية. أساسا، في كتاب التحقيقات في الجرائم المنسوبة الى "حزب الله"، كل ارتكاز الى ضمانات، هو قصور ذهني. قرار "حزب الله" يحتاج الى توافر 3 ضمانات متساوية: حسن نصرالله وأمنه، الحرس الثوري الإيراني، والنظام السوري. أما في كتاب "داعش"، فعصر التسويات الكبرى والضمانات الحقيقية، لم يبدأ بعد، فـ"داعش" لا يزال يعيش في أولى الإرهاصات الإرهابية المتفلتة، التي عرفها اللبنانيون والعالم، عند تشكيل "حزب الله".( ثمة من يريد أن نزيل من ذاكرتنا مخاضنا العسير عند ولادة حزب الله، في رحم الخطف والإغتيال والرهائن والسيارات المفخخة).

والعودة لا تحمل صفقات سياسية. في المعطى الرئاسي، ما توصل اليه الحريري في الخارج، لن يتوصل الى أفضل منه في الداخل. فهو لم يبرز معرقلا ليطل في لبنان مسهّلا.ما يعوق الإنتخابات يتخطى سعد الحريري، فميشال عون ، لا يزال حتى الساعة، تلك " الفلّينة" التي يقفل بها"حزب الله" زجاجة الإستحقاق الرئاسي.

وبناء عليه ، فإنّ الأهم في عودة الحريري، يكمن في أنّها تحمل في طياتها ضمانات للبنان عموما، ولبيئته المستهدفة خصوصا. وهنا بيت القصيد.

و14 آذار، بحاجة الى سعد الحريري. تعب الجميع من قبضايات الأحياء، وهم يرسمون سياسية السنة في لبنان. وأرهق "تيار المستقبل" هذا السعي الى صنع آلهة من ذهب العابرين في الصحراء، فيما موسى في أعالي الجبل. عودة الحريري، تُعيد الى الإعتدال أنيابه. أنياب يحتاج إليها لعقلنة القرارات الأمنية. أنياب يحتاج إليها لعقلنة الإندفاعات السياسية في اتجاه مشنوقي هنا وفي اتجاه ضاهري هناك.

صحيح أن عودة الحريري ، بعد هجرة قسرية دامت لأكثر من 3 سنوات، الى مسرح غاب عنه، بالإرهاب، كل من وسام الحسن ومحمد شطح، لن يصنع المعجزات، على اعتبار أن 7 أيار وانقلاب ذوي القمصان السود، حصل فيما كان الحريري في لبنان. ولكن الصحيح أيضا، ان إعادة الإعتبار الى الإعتدال الحقيقي، في زمن التنافس بين "داعش" و"حالش"- وهذا ما يمكن أن يكون الحريري مؤثرا به- هي معجزة بذاته!

 

غزة.. أين بشار الأسد؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

لافت جدا صمت بشار الأسد حيال العدوان الإسرائيلي على غزة، فعادة تجار الدماء بمنطقتنا، والأسد أحدهم، هي المتاجرة بالقضية الفلسطينية، حيث لا يفوّت تجار الدم معركة إلا ويروّجون فيها لدعاية «المقاومة» و«الممانعة» الكاذبتين، فلماذا صمت الأسد الآن؟

لا أعتقد أن الأسد يشعر بالمرارة، كما يردد البعض، حيال موقف حماس من الثورة السورية، فطاغية دمشق يعي جيدا أن حماس لم تقف ضده، وإنما ابتعدت عنه خطوة، فليس بمقدور خالد مشعل، أو إسماعيل هنية، اتخاذ موقف حاسم وشجاع تجاه الثورة السورية وذلك خوفا من عواقب مثل هذا الموقف على علاقة الحركة الإخوانية مع إيران، خصوصا أن حماس حاولت مطولا إعادة فتح قنوات اتصالها مع حزب الله الذي تمنع لفترة، ثم أعلن أن علاقة حماس مع إيران، وبالطبع الحزب، قد عادت إلى سابق عهدها وأكثر! ولذا فالواضح أن لصمت الأسد أسبابا أخرى.

اليوم ليس بمقدور الأسد الحديث عن «المقاومة» و«الممانعة» بعد ما صالت إسرائيل وجالت في سوريا دون أن يقوم الأسد برد حقيقي. كما ليس بمقدور الأسد الحديث الآن عن «المقاومة» و«الممانعة» وميليشيا حزب الله تعيث فسادا في سوريا دفاعا عنه ضد الشعب السوري، وهذا ربما ما دفع حسن نصر الله للاكتفاء بإجراء اتصال هاتفي بخالد مشعل على خلفية العدوان الإسرائيلي على غزة، وإلا فبأي وجه سيصرح نصر الله أصلا؟ وعليه فالأكيد أن أبرز أسباب صمت الأسد حيال العدوان الإسرائيلي على غزة هو الإحباط السياسي الذي يشعر به طاغية دمشق الآن، خصوصا وقد احترقت كروت لعبته «المقاومة» و«الممانعة»، وها هو الأسد يرى بعينيه ترنح جاره العراقي نوري المالكي، الذي باتت إيران تتحدث علنا عن إمكانية «تبديله».

ومن المؤكد الآن أيضا أن الأسد يرى بعينيه كيف تستعيد مصر عافيتها ومكانتها الطبيعية في المنطقة، بينما تباشر أميركا ضرب «داعش» في العراق وهو ما سيمنح الجيش السوري الحر فرصة التفرغ لمقاتلة الأسد بعد أن نكلت «داعش» بـ«الحر» مطولا، وليس نظام الأسد. ومن المؤكد أيضا أن الأسد يشعر بالحنق من عودة سعد الحريري إلى لبنان، وهو ما يتطلب حذرا كبيرا من الحريري على سلامته، خصوصا أن ذئاب إيران كثيرة في لبنان من حزب الله إلى عملاء الأسد و«القاعدة» و«داعش»، ولن يعجز الأسد، وحلفاؤه، عن استحضار «أبو عدس» جديد هناك!

هذه هي القراءة التحليلية لأسباب صمت الأسد الذي لا يفوّت عادة أي فرصة للترويج لنظامه، لكن يجب ألا نفاجأ بحال كسر الأسد صمته اليوم أو غدا ليقول إنه موجود، وغير محبط، وقد فعل ذلك من قبل؛ فالأسد لا يستفزه منظر الدماء بقدر ما يستفزه الإعلام.

 

عودة الحريري كسرت الجمود وعجّلت في آلية تسليح الجيش

خليل فليحان/النهار/9 آب 2014

أنعش ظهور الرئيس سعد الحريري في السرايا الجمود السياسي الذي يسيطر على البلاد بعد 39 شهراً من الغياب القسري بسبب التهديدات العديدة التي وجهت اليه. وقد شكّل رجوعه مفاجأة حتى إلى أقرب المقربين، وعاد الى منزله في الوسط التجاري فجر أمس وفق الخطة الامنية الصارمة والسرية التي اتبعت صونا لسلامته والتي ارتكزت على التمويه، ونفذها عدد قليل من المسؤولين الامنيين.

لم يدر أحد بهذه العودة، على غير عادة شيوع نبأ العائدين الى بيروت من الرسميين، والذين تتولى جهات معروفة تعميم وصولهم الى بيروت. وأفاد مقربون من الحريري ان العودة لن تقتصر فقط على الاشراف على الآلية التي ستوضع لإنفاق هبة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز البالغة قيمتها مليار دولار والمخصصة لمكافحة الارهاب. وذكر لـ"النهار" احد المسؤولين المشاركين في الاجتماع الامني الذي عقد بعد ظهر أمس في السرايا، وحضره الحريري وكان برئاسة الرئيس تمام سلام، ان الحريري كان عمليا وواضحا، اذ طلب من المسؤولين الامنيين وضع لوائح بالاسلحة المطلوبة لحماية الحدود من الارهابيين، وما يحتاج اليه الجيش من عتاد كالطوافات والصواريخ والقنابل الذكية. ودعاهم الى تحديد المصادر لتوقيع عقود البيع على وجه السرعة، لانه لم يعد مسموحا إبقاء الجيش على السلاح الذي لا يؤهله لمواجهة الهجمات التي شنها المسلحون على مراكزه. ولفت الى أن الحريري لم يهدأ طيلة ليل أمس، وأكثر من لقاءاته مع سفراء اجانب وعرب ومع اركان "تيار المستقبل" من نواب واعضاء في المكتب التنفيذي وأركان 14 آذار. وأكد أنه حريص على تزخيم الحوار وخط الاعتدال لجبه موجات التطرف التي يعززها "داعش" وكلها من تداعيات الازمة السورية على لبنان. ولم يخف الرئيس الاسبق للحكومة امام زواره ومسؤولين حزبيين ومن "تيار المستقبل" مدى تهيبه لخطر المدّ التكفيري، ليس فقط في العراق وسوريا، بل لجهة محاولات الاعتداء على الجيش والتجمعات السكنية التي تؤيد "حزب الله" في الضاحية الجنوبية وأماكن أخرى يحددونها.

وتطرق الحريري مع من التقاهم أمس الى الاستحقاق الرئاسي وضرورة انجازه في اسرع وقت، شرط توافق زعماء الموانة اولا في ما بينهم على المرشح الانسب الذي سيتمكن من ادارة رئاسة الجمهورية في هذه الظروف اللبنانية والازمة السورية التي اندلعت منذ أكثر من ثلاث سنوات ولجأ بسببها الى لبنان أكثر من مليون وثلاثمئة الف نسمة.

ونقل مصدر مقرب من الحريري قوله انه عاقد العزم على محاولة ترسيخ الاستقرار السياسي والامني، شرط أن تتجاوب معه اكثرية زعماء البلاد لانتخاب الرئيس الجديد للجمهورية الذي هو المفتاح الطبيعي لاجراء انتخابات نيابية في موعدها. وتوقع تحقيقا لهذه الغاية، أن يلتقي الحريري الرئيس نبيه بري ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط والبطريرك بشارة الراعي والرئيس ميشال سليمان ورئيس حزب "القوات" سمير جعجع مرشح قوى 14 آذار للرئاسة، وشخصيات أخرى، وبدأ مسؤول عوني بالتفكير في جمع الحريري وعون. واستخلص ان هذه الاستحقاقات الداهمة ستساعد في حال التوصل الى تطبيقها على استكمال التركيبة المؤسساتية الناقصة حاليا، لأنها خالية من ركن سياسي هو رئيس الجمهورية الذي يشدد الحريري على انتخابه بسرعة، لانه الرئيس المسيحي الوحيد بين 22 دولة عربية مسلمة.م!

 

عودة لبنان إلى الحريري

النهار/احمد عياش     

9 آب 2014

النبأ السار، وقليلة هي الانباء السارة في لبنان والمنطقة، كان امس عودة الرئيس سعد الحريري الى دياره. وليس مبالغة في القول، ان لبنان كان مسافرا منذ كانون الثاني 2011 وعاد الى اهله، أي منذ ان قرر ولي الفقيه الايراني والحاكم السوري ان ينقلبا على اتفاق الدوحة ويُقصيا رئيس حكومة الوحدة الوطنية، ليس عن السرايا فحسب، بل عن البلاد أيضا. لكن ما حدث في لبنان والمنطقة منذ أكثر من ثلاثة اعوام ونصف العام غيّر الكثير من المعطيات، وأهمها ان وجه الاعتدال الذي جسّده الرئيس الحريري سيبقى أقوى من وجوه التطرف والظلامية والانقسام الطائفي والمذهبي الذي يكاد يدمّر العديد من اقطار المنطقة.

ليس تفصيلا عابرا ان تأتي عودة الرئيس الحريري حاملا الهدية القيّمة من الملك السعودي الى الجيش والقوى الامنية اللبنانية، تماما كما تفعل حمامة السلام التي تحمل غصن الزيتون بعد الطوفان. فالعودة الى الوطن جاءت عبر مشروع الدولة الذي أعاد الامل الى النفوس وسط تجربة عرسال الخطيرة. وهل هناك غير هذا المشروع الذي يحمي لبنان في منطقة تتعدد فيها المشاريع التي تعيدنا الى مجاهل التخلف، بدءا من مشروع الدولة الديكتاتورية في سوريا وانتهاء بدولة داعش في العراق والشام.

يعود الحريري وهو يكرر "الخطأ" الذي ارتكبه عام 2007 عندما رد على الامين العام لـ"حزب الله" القائل إنّ التصدي لـ"فتح الاسلام" بقيادة رجل مخابرات النظام السوري شاكر العبسي "خط أحمر"، فأكد الحريري ان لا خط أحمر غير سلطة الدولة وكرامة الجيش والقوى الامنية. فكان ان سقط خط نصر الله وانتصر خط الحريري. وتكرر "خطأ" الحريري بالأمس عندما أكد أن إسقاط الجيش في عرسال "خط أحمر" رداً على خطة إسقاط عرسال في قبضة الحرب السورية لتسقط معها حدود لبنان التي تفصله عن حريق الشرق الاوسط الكبير.

ثلاثة اجتمعوا امس في السرايا: الرئيس تمام سلام والحريري وروح رفيق الحريري التي لا تزال تنشر مظلة أمان فوق لبنان. في هذا اللقاء تنجلي صورة مفعمة بالامل بأن هذه البلاد قادرة على صنع أقدارها التي تقيها شرور الدمار.

اختبار عرسال الممزوج بالدماء والدموع أثبت ان بلدا صغيرا مثل لبنان هو كبير مقارنة بأقطار كبرى في المنطقة. فالحجم الجغرافي والديموغرافي ليس هو الاساس بل ان الاساس هو أمر واحد "الحرية". فلولاها لكان لبنان مرتعا للاخضاع في صراع الاقليات التي يأكل الآن الكبير منها الصغير. لكن هذا البلد قلب المعادلة فجعل الاقليات الصغيرة قوية وكأنها أقليات كبيرة. ولهذا يعج لبنان اليوم بالفارين من جحيم الاضطهاد في الهلال الحزين. عودة لبنان الى الحريري هي عودة الروح الى جسد عانى الاحتضار وهو الآن بدأ يتنفس بحرية