المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 آب/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 10 و11 أب/14

مواجهة ثلاثية الأبعاد/شارل جبور/11 آب/14

معركة أهل الإعتدال/غسان شربل/11 آب/14

أحداث عرسال تُعيد تحديد أولويات المرحلة الدفع نحو انتخاب رئيس وتوسيع تطبيق الـقرار 1701/سابين عويس/11 آب/14

مكافحة الإرهاب تتمّ بقيام دولة قوية ووحدة وطنية تمنع وجود بيئة حاضنة/اميل خوري/11 آب/14

تلكؤ الغرب حيال الأقليّات يثير الذهول الضربة الأميركية لا توحي باستراتيجيّة رادعة/روزانا بومنصف/11 آب/14

أمن السدود والحدود من الموصل إلى عرسال مسؤولية... إيران/جورج سمعان/11 آب/14  

آية الله أوباما/عبد الرحمن الطريري/11 آب/14  

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/رسالة أفسس الفصل 04/من 01حتى163/الدعوة إلى الوحدة

*تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

*رئيس حزب الوطنيين الأحرار يشهد للحق وللبنان بجرأة وصدق

*من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع رئيس حزب الوطنيين الأحرار، النائب دوري شمعون/10 آب/14/اضغط هنا لمشاهدة المقابلة

*لبنان بحاجة لسياسيين من خامة وطينة النائب دوري شمعون/الياس بجاني

*جولة أفق سيادية شاملة مع الإعلامي علي حمادة وتعليق للياس بجاني

*بالصوت/فورماتMP3/جولة أفق سيادية شاملو مع الإعلامي السيادي علي حمادة وتعليق للياس بجاني/10 آب/14

*بالصوت/فورماتWMA/جولة أفق سيادية شاملو مع الإعلامي السيادي علي حمادة وتعليق للياس بجاني/10 آب/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*علي حمادة: الاعتدال في لبنان يحتاج الى الحريري

*مانشيت جريدة الجمهورية: برّي التقى الحريري: لا جدوى من التمديد لمجلس لا يُشرِّع

*مواجهة ثلاثية الأبعاد/شارل جبور/جريدة الجمهورية

حزب المشرق انتقد قرار رئيس بلدية طرابلس منع اعلانات الكحول في المدينة

*بلدية طرابلس تصدر قراراً داعشياً

*حزب الله للراعي: لا امكان لوصول عون الى بعبدا ولن نبلغه بذلك"

*"حزب الله" و"امل" ينظفان الجنوب من الارهاب

*الجيش اللبناني قاتل 18 تنظيماً ارهابياً في عرسال

*ماذا يقول ذوو شهداء الجيش في عرسال؟

*الجيش أحكم السيطرة على كل المواقع المحيطة بعرسال وسير دوريات مؤللة داخل البلدة

*النهار: لا انتخابات رئاسية قريبة والحريري لا يقرر عن المسيحيين

*ريفي عاد الرافعي مطمئنا: أنقذنا عرسال ولبنان من حرب أهلية وعلى الطرف الآخر درس عودة الحريري إيجابا

*عدوان: الحريري عاد ليقود نهج الاعتدال وعون وحزب الله يتعاونان في تعطيل انتخاب رئيس جمهورية

*فتفت دعا الى فتح تحقيق في أسباب سقوط مراكز الجيش بسرعة في عرسال: وفد من حزب الله اوضح للراعي ان لا فرص لوصول العماد عون الى سدة الرئاسة

*باسيل: مشكلة عرسال بدأت مع النزوح السوري واحتلالها لا ينتهي إلا بتحرير جرودها بالكامل ومأساتها لا تنتهي إلا بتحرير جميع العسكريين

*سلام اسف للحادث بين الاعلاميين والقوى الامنية وطلب اجراء التحقيق اللازم لاعطاء كل ذي حق حقه

*نقابة العاملين في المرئي والمسموع: الاعتداء على الإعلاميين مؤسف ومخيف وغير مطمئن ونطالب باجراءات رادعة في حق المعتدين

*نقيب المحررين دان التعرض للزميل ضو ودعا الى مباشرة التحقيق الفوري لكشف ملابسات الحادث

*اسرار الصحف الصادرة في بيروت اليوم الاحد 10 آب 2014

*قوى الامن: إصابة صحافي وبعض العسكريين نتيجة مشادة كلامية وتدافع في دار الفتوى وبوشر التحقيق لتحديد المسؤوليات

*نقابة المحررين استنكرت الاعتداء على الاعلاميين في دار الفتوى

*المكتب الاعلامي في دار الفتوى: التعرض لأي اعلامي أمر مرفوض ومدان مهما كان السبب

*النائب علي فياض: توسيع نطاق القرار 1701 أمر غير عملي وغير قابل للتطبيق ومرفوض سياسيا

*محمد رعد: لا نسكت على ضيم ولا نقبل باحتلال ولا نتعايش مع غزو

*نبيل قاووق: تجاوزنا الخطر الأكبر للعدوان التكفيري ونواجه المرحلة الأسهل

*احمد قبلان: لفك اسر الجنود المختطفين عبر كسر التكفير وليس عبر الإستسلام له

*خريس: لدعم الجيش بكل الامكانات بدون قيود او شروط

*الراعي اتصل بالمفتي قباني منوها بكلمته اليوم ومهنئا بانتخاب مفت جديد: خطوة مهمة نحو وحدة اللبنانيين جميعا

*سليمان اتصل بدريان مهنئا: لتثبيت نهج الاعتدال في مواجهة التطرف الآتي من خارج الحدود

*الشيخ عبد اللطيف دريان زار سلفه في دار الافتاء: سنبقى على تواصل دائم قباني: ان شاء الله لن أدخر جهدا في تقديم النصح

*الشيخ عبد اللطيف دريان مفتيا للجمهورية ب74 صوتا وزيارة الى سلفه في دار الافتاء وتأكيد على التواصل الدائم

*الحريري أولم على شرف دريان: لن نرضى لقلة من المتطرفين أن تأخذ الإسلام لمواجهة مع شركاء الوطن والأمة

*الراعي دعا الى مبادرات تضامنية مع مسيحيي الموصل: خراب الدولة عندنا متأت من انقسام مكوناتها

*الراعي في تكريس كنيسة الضيعة في الزعرور: ندرك اليوم أكثر من اي يوم مضى ان الوجود المسيحي حاجة ملحة لهذا الشرق المعذب

*السفير البابوي المونسنيور غابريللي كاتشا ترأس قداس عيد القديسة كلارا في بعبدا:العالم يتغير لكن الله يبقى واحدا

*عبد الامير قبلان ناشد خادم الحرمين الشريفين اصدار عفو عام عن الشيخ النمر

*حسن فضل الله في تكريم اعلاميي عيناثا: للمحافظة على التنوع الديني والثقافي والعرقي فعلا لا قولا

*اردوغان رئيسا لتركيا من الدورة الأولى

*نتانياهو يؤكد ان اسرائيل لن تفاوض تحت النار

*فابيوس يدعو من بغداد العراقيين الى الاتحاد لخوض المعركة ضد الارهاب

*الرئيس السوري اصدر مرسوما بتكليف الحلقي تشكيل حكومة جديدة

*لا جديد حول مصير العسكريين اللبنانيين المخطوفين

*كيروز في إحياء ذكرى شهداء دير الاحمر والبقاع الشمالي: نحن صامدون واخترعنا خيار المقاومة حفاظا على الايمان والحرية

*آية الله أوباما/عبد الرحمن الطريري/الحياة

*أمن السدود والحدود من الموصل إلى عرسال مسؤولية... إيران/جورج سمعان/الحياة

*معركة أهل الإعتدال/غسان شربل/الحياة

*تلكؤ الغرب حيال الأقليّات يثير الذهول الضربة الأميركية لا توحي باستراتيجيّة رادعة/روزانا بومنصف/النهار/11

*مكافحة الإرهاب تتمّ بقيام دولة قوية ووحدة وطنية تمنع وجود بيئة حاضنة/اميل خوري/النهار

*أحداث عرسال تُعيد تحديد أولويات المرحلة الدفع نحو انتخاب رئيس وتوسيع تطبيق الـقرار 1701/سابين عويس/النهار/

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/رسالة أفسس الفصل 04/من 01حتى163/الدعوة إلى الوحدة

فأطلب إليكم، أنا السجين في الرب، أن تعيشوا عيشة تليق بالدعوة التي دعاكم الله إليها، وأن تكونوا متواضعين ولطفاء وصبورين. فاحتملوا بعضكم بعضا بمحبة، واجتهدوا في المحافظة على وحدة الروح برباط السلام. فأنتم جسد واحد وروح واحد، مثلما دعاكم الله إلى رجاء واحد. ولكم رب واحد وإيمان واحد ومعمودية واحدة وإله واحد أب للجميع وفوقهم، يعمل فيهم جميعا وهو فيهم جميعا. لكل واحد منا نصيبه من النعمة على مقدار ما وهب له المسيح، فالكتاب يقول: عندما صعد إلى العلاء أخذ أسرى كثيرين وأعطى البشر عطايا. وما المقصود بقوله صعد سوى أنه نزل أولا إلى أعمق أعماق الأرض. وهذا الذي نزل هو نفسه الذي صعد إلى ما فوق السماوات كلها ليملأ كل شيء، وهو الذي أعطى بعضهم أن يكونوا رسلا وبعضهم أنبياء وبعضهم مبشرين وبعضهم رعاة ومعلمين. وبذلك يهيئ الإخوة القديسين للخدمة في سبيل بناء جسد المسيح، إلى أن نصل كلنا إلى وحدة الإيمان ومعرفة ابن الله، إلى الإنسان الكامل، إلى ملء قامة المسيح، فلا نبقى أطفالا تتقاذفهم أمواج المذاهب وتميل بهم كل ريح فيخدعهم الناس ويقودونهم بالحيلة إلى الضلال، بل نعلن الحق في المحبة فننمو في كل شيء نحو المسيح الذي هو الرأس. فبه يتماسك الجسد كله ويلتحم بفضل جميع المفاصل التي تقوم بحاجته، حتى إذا قام كل جزء بعمله الخاص به، نما الجسد كله وتكامل بنيانه بالمحبة

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

أطلب من كلّ الرعايا والمجموعات والجماعات الكاثوليكية أن تُكرس في نهاية هذا الأسبوع صلاة خاصة من أجل مسيحي العراق.

 

رئيس حزب الوطنيين الأحرار يشهد للحق وللبنان بجرأة وصدق

من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع رئيس حزب الوطنيين الأحرار، النائب دوري شمعون/10 آب/14/اضغط هنا لمشاهدة المقابلة

لبنان بحاجة لسياسيين من خامة وطينة النائب دوري شمعون

الياس بجاني

10 آب/14/

قلة هم أهل السياسة في لبنان من الشرفاء الذين لا يرتبطون بالخارج ويتنعمون بماله الحلال والبترو دولاري،

وقلة هم الذين بكبرياء وعزة لا يتلونون بمواقفهم وتحالفاتهم غب طلب أسيادهم ويحافظون على وطنيتهم الصادقة والشجاعة،

وقلة هم الذين لا يعتبرون العمل السياسي تجارة ومجرد تجارة.

في مقدمة هذه القلة والتي أصبحت عملة نادرة في زمننا الرديء ، زمن احتلال إيران ومحورها الشرير للبنان، يقف صامداً وصلباً رئيس حزب الوطنيين الأحرار، النائب دوري شمعون، ابن المرحوم الرئيس كميل نمر شمعون، بطريرك السياسة اللبنانية والشخصية المميزة التي تركت بصماتها على كل ما هو عمل سياسي ووطني في لبنان.

النائب دوري شمعون صريح وعفوي ومباشر وصادق وشجاع.

شمعون لا يحابي ولا يمارس الذمية أو التقية،

شمعون دائماً يسمي الأشياء بأسمائها ويقول بعفوية صادمة وشفافة ما يجول في داخله دون تلون أو تجميل عملاً بالمثل اللبناني المحبب لديه: “الأعور، أعور بعينه”.

في هذا السياق وفي اطار هذه النفسية المترفعة عن الأمور الذاتية والترابية ومن خلال مقابلة أجراها معه أمس السبت تلفزيون  رحب شمعون بعودة الرئيس الحريري، وشرح خلفيات ومضاعفات حرب عرسال، وأفاض في التحذيرات الجدية من أخطار اللاجئين السوريين والتطرف والفلتات الأمني والقضائي والمعيشي كون الدولة والطاقم السياسي  اللبناني غارقين في أوحال مصالحهم ولا يمارسون واجباتهم.

ورأى شمعون أن ميشال عون لا يزال يعاني من نفس مرضه النرسيسي والجحودي، وطالب برئيس للجمهورية لم ينغمس بالحروب ليكون قادراً على ممارسة دوره بقبول ورضى الجميع دون تحديدات ، مؤكداً معارضته وصول أي عسكري لهذا المنصب.

وأكد شمعون أن حزب الله مرجعيته إيرانية وهو إن أراد أن يعود إلى لبنان عليه أن يعود بشروط الدولة.

فيما يتعلق بالتجديد لمجلس النواب قال شمعون أنه في المبدأ ضد هذا الأمر غير أن الواقع بعيد عن المبادئ ويتطلب السير في التمديد في ظل الأوضاع الحالية الشاذة.

ورداً على جريدة السفير وغيرها من أبواق المحتل الإيراني التي تسوّق لولاية رئاسية قصيرة قال هذه هرطقات وعلينا احترام الدستور.

هذا وتناول شمعون خلال المقابلة عدة ملفات وأمور وأيضاً بصدق وشفافية وعفوية.

لبنان اليوم بأمس الحاجة إلى سياسيين من خادمة دور شمعون ، ونقطة على السطر

 

جولة أفق سيادية شاملة مع الإعلامي علي حمادة وتعليق للياس بجاني

بالصوت/فورماتMP3/جولة أفق سيادية شاملو مع الإعلامي السيادي علي حمادة وتعليق للياس بجاني/10 آب/14

بالصوت/فورماتWMA/جولة أفق سيادية شاملو مع الإعلامي السيادي علي حمادة وتعليق للياس بجاني/10 آب/14

نشرة الاخبار باللغة العربية

نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

 

علي حمادة: الاعتدال في لبنان يحتاج الى الحريري

موقع 14 آذار/٩ اب ٢٠١٤ / شدد عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل” علي حمادة على ان الرئيس سعد الحريري يمثل حالاً وطنية كبيرة في لبنان، مشيرا الى ان مشروع الاعتدال في لبنان يحتاج الى الحريري. حمادة وفي حديث الى قناة “الجديد”، قال: “المساعدة السعودية بقيمة مليار دولار لم تُسلم للرئيس الحريري لكي يشكل ميليشيا، فالسلطات السعودية لديها الحرية بتليسم اموالها او هباتها لمن تريد، وبالتالي هذا الامر يتعلق بالمملكة العربية السعودية. لماذا سعد الحريري؟ نظرا لما يمثله ولان مشروع الاعتدال في لبنان يحتاجه ونظرا للقاعدة الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها وتبدأ من وادي خالد وصولا الى شبعا”. ورأى انه “لا يمكن التخفيف من الاحتقانات في البلد الا بمساهمة الجميع والحريري يعتبر من الاساسيين في هذه المساهمة”. وأكد ان “ما يعبر عن رأي وموقف جمهور “تيار المستقبل” هو ما يدلي به الرئيس الحريري والرئيس فؤاد السنيورة وكتلة “المستقبل”. وختم حمادة بالقول: “لقد اتخذ الرئيس الحريري قرار العودة بعد 3 سنوات لان ما حصل في منطقة عرسال يعد مؤشراً الى انه قد يحصل في اي منطقة اخرى. المساعدة السعودية لم تكن السبب الوحيد لعودته بل احد الاسباب فما دفع الرئيس للعودة هو ما طرأ خلال الشهرين الماضين في المنطقة اي تمدد التطرف الموجود في المنطقة، والحمد لله ان هذا الحريق بدأ في الخارج ويحاول الدخول الى لبنان وليس العكس اي انه لم يبدأ من الداخل ليخرج الى الخارج”.

 

مانشيت جريدة الجمهورية: برّي التقى الحريري: لا جدوى من التمديد لمجلس لا يُشرِّع

ظلّت الاهتمامات السياسية منصبّة أمس على تقصّي الخلفيات والأسباب الكامنة وراء عودة الرئيس سعد الحريري المفاجئة إلى بيروت، في ظلّ تكهّنات بأنّها تعكس في مطاويها أحدَ عناوين تسويات إقليمية آتية، من شأنها أن تنعكس «برداً وسلاماً» على لبنان. وفي الموازاة انصبَّت الاهتمامات أيضاً على هبة المليار دولار السعودية لدعم الجيش والأجهزة الأمنية، والتي كُلّف الحريري الإشراف على تنفيذها.

الرئيس برّي مستقبلاً الحريري في عين التينة

مع ازدياد خطر الإرهاب في البلاد، على رغم تطهير الجيش بلدة عرسال، وإحكام سيطرته على كلّ المواقع المحيطة بها، بعدما أنهى انتشاره داخلها، وعلى مسافة أيام من الجلسة الانتخابية غداً، وازدياد المؤشّرات إلى التمديد للمجلس النيابي، أكّد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق صعوبة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها بسبب الوضع الأمني. وكشف أمس أنّ «الأجهزة الأمنية المعنية الثلاثة نصحَت بالتأجيل لأنّ الوضع الأمني لا يسمح بوجود تجمّعات كبرى من هذا النوع في يوم واحد في كلّ مكان، وبالتالي ستكون القدرة على الضبط أصعب بكثير». وقال: «هذا رأيٌ أمنيّ، أمّا القرار السياسي فيتّخذه مجلسا النواب والوزراء. أنا وزير داخلية كلّ لبنان، وكلامي له طبيعة أمنية بحتة». في غضون ذلك، تترقّب الأوساط السياسية ما ستتمخّض عنه الحركة السياسية التي نشَطت بعد عودة الحريري الذي زار رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء أمس وعرَض معه للأوضاع والتطوّرات الراهنة في البلاد.

مراجع بارزة

وفي هذا السياق، قالت مراجع بارزة إنّه لا يجوز الإكثار من التأويلات والتفسيرات حول عودة الحريري، مؤكّدةً أنّ هناك أسباباً عدّة لهذه العودة، منها ما حصل في عرسال والذي لم يكن حادثاً عاديّاً، وإنّما كان يستهدف البلاد كلّها. وأشارت هذه المراجع إلى أن ليس هناك خلفيات «إقليمية ما» وراء عودة الحريري، وأنّ القيادات السياسية لم تكن على علم مسبَق بهذه العودة التي لا يمكن اعتبارها جزءاً من سيناريو حلول كامل للأزمات في لبنان والمنطقة، وإنّما فرضَتها ظروف داخلية وذاتية لدى الحريري.

برّي

إلى ذلك، وفيما الاستحقاق النيابي يتصدّر اهتمام مختلف الأفرقاء، في ظلّ ترجيحات باحتمال تأجيله عبر تمديد جديد للولاية النيابية، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره أمس: «أنا لا أقبل التمديد للمجلس النيابي، وهذا المجلس الممدّد له أساساً لا يستأهل التمديد، فهو لا يجتمع ولا يشرّع ولا يقوم بأيّ عمل». وعن قول وزير الداخلية بعد زيارته عين التينة إنّ الوضع الأمني لا يسمح بإجراء الانتخابات، قال بري إنّه لم يبحث مع المشنوق في هذا الموضوع ولا في ما يُحكى عن التمديد للمجلس. وردّاً على سؤال حول جلسة الانتخابات الرئاسية المقرّرة غداً، أكّد بري أنّه لم يحصل أيّ تقدّم بعد و»لو بحرف» في موضوع انتخاب رئيس جمهورية جديد.

جنبلاط يواصل مساعيه

في الموازاة، واصلَ رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط حراكه في إطار مساعيه لإحداث خرقٍ في جدار الأزمة السياسية ومحاولة تأمين الوفاق السياسي. واعتبر خلال زيارته بعضَ قرى الشحّار الغربي أمس أنّ عودة الحريري «تساعد وتفتح آفاقاً جديدة». وأكّد وجود خلافات سياسية، مشيراً إلى أنّها لا تعالج إلّا بالحوار، وأنّه لأجلِ ذلك زار الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصر الله ورئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، كاشفاً أنّه سيزور رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل ورئيس تيار «المرَدة» النائب سليمان فرنجية ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، كذلك سيزور الحريري كـ»لقاء ديموقراطي». وقال جنبلاط: «عيب علينا كسياسيّين أن نكون عاجزين عن انتخاب رئيس، لأنّ أيّ حلّ آخر هو التمديد للمجلس النيابي سنة أو سنتين، ويكون قد تأجّل استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية»، وقال: «لا نستطيع تأجيل الانتخابات، وإذا كان لا بُدّ من تأجيلها لبضعة أشهر لأسباب تقنيّة سنشرط ذلك بانتخاب رئيس للجمهورية». وتمنّى «أن نتوصّل مع بري والحريري وعون وجعجع ومع السيّد نصرالله وجميع الفاعليات إلى انتخاب رئيس للجمهورية».

مسار جديد

إلى ذلك، قالت مصادر 14 آذار لـ»الجمهورية» إنّ ورشة عمل كبيرة تنتظرها، خصوصاً على مستوى بعض الملفّات الكبرى، الأمنية منها والحكومية، كذلك بالنسبة إلى التحضيرات الجارية للاستحقاق الرئاسي. وذكرت أنّه بعد عودة الحريري سيشهد الأسبوع الحالي اجتماعات على مستويات عليا.

لا مرشّح لبكركي

وفي المواقف المتّصلة بالاستحقاق الرئاسي، جدّدت بكركي دعوتَها لنوّاب الأمّة والكُتل السياسية إلى «أن يحترموا الدستور الذي يوجب عليهم في المادة 73 انتخاب الرئيس قبل نهاية ولايته بشهرَين، وإذا خلت سدّة الرئاسة قبل نهاية الولاية يوجب عليهم بالمادة 74 الاجتماع فوراً بحكم القانون لانتخاب الخلف». ودعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى الصلاة «من أجل أن يمسّ الله هذه الضمائر، ويحرّر أصحابَها من المصالح والارتباطات والارتهانات، ومن انقساماتهم، لكي ينتخبوا رئيساً مَن هو الأنسب والأفضل في الظروف اللبنانية والإقليمية الراهنة». وأكّد أنَّ البطريركية المارونية «لا ترشّح أحداً ولا تُقصي أحداً ولا تروّج لأحد، بل تؤيّد أيّ رئيس يُنتخَب بحكم كونِه رئيساً للبلاد».

«حزب الله»

وعشية المواقف التي سيعلنها نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم مساء اليوم في مقابلة تلفزيونية، دعا «الحزب» بلسان نائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ نبيل قاووق، الحكومة وفريقي 8 و14 آذار إلى الإسراع في إقرار «استراتيجية وطنية لمواجهة الإرهاب التكفيري، فيما رفضَ عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض توسيعَ نطاق القرار 1701، وقال: «إنّ الدعوة لتوسيع نطاق هذا القرار إلى الحدود مع سوريا في البقاع هي أمرٌ غير عمَلي وغير قابل للتطبيق، فضلاً عن أنّه مرفوض سياسياً، مع التأكيد أنّ حماية الحدود مسألة سيادية تندرج في إطار صلاحيات الجيش اللبناني والأجهزة المعنية ومهمّاتها». أمّا النائب نوّاف الموسوي فأعلن «أنّنا حاضرون للتحالفات السياسية التي من شأنها جعل اللبنانيين جبهة موحّدة تستطيع دحرَ الخطر التكفيري».

«المستقبل»

في المقابل، أكّدت مصادر تيار «المستقبل» أنّ أيّ لقاء لن يُعقد بين الحريري والأمين العام لحزب الله، وقالت لـ»الجمهورية»: «إذا كان الحزب قبل بالقرار 1701 في الجنوب وبمندرجاته، ووافقَ عليه في الأساس، وهو كان جزءاً من الحكومة، فبالتأكيد إنّه وافقَ عليه مسبقاً، وما نفهمه اليوم هو أنّه يريد أن تبقى الحدود «فالتة» وأن يبقى الجيش والمجتمع اللبناني يتحمّلان تبعات أزمة النظام السوري التي يشارك الحزب فيها. لذلك كلامه عملياً مردود. فإذا أراد فعلاً أن يخلّص لبنان من الأزمة فليخرج من سوريا أوّلاً وليفسح المجال أمام الجيش لضبط الحدود. أمّا الرفض المطلق وبلا حلول ثانية مطروحة فمعناه أنّ الحزب عملياً يترك البلد في مهبّ الريح لكي يكون مفتوحاً لكلّ المشكلات التي تأتي من خلف الحدود». ووصفت المصادر إعلان الحزب استعدادَه لتحالفات سياسية تجعل اللبنانيين جبهة موحّدة لدحر الخطر التكفيري بأنّه «موقف إعلاميّ متقدّم، لكن ينقصه التطبيق الفعلي، والتطبيق الفعلي يعرفه الحزب ولكنّه يهرب منه، فإذا شاء الذهاب الى حلّ وسط فعليه العودة إلى سياسة النأي بالنفس والتوقّف عن تحدّي المجتمع اللبناني، خصوصاً السنّي، من خلال التحدّي الذي يمارسه، سواءٌ في سوريا أم في العراق، لذلك الكلام في الهواء، كما وصفناه، حديث متقدّم لكن ينقصه المنطق، فهل هو مستعدّ للخروج من سوريا أم لا؟ لكنّ الحزب يدعو إلى التحالف لصَدّ خطر «داعش»؟ فأجابت المصادر: «إنّ خريطة الطريق التي أعلنها تيار «المستقبل وقوى 14 آذار تشكّل أبرز وسيلة لتمكين المجتمع اللبناني من مواجهة موحّدة لـ»داعش» والتي تكمن أوّلاً بالانسحاب من سوريا ومن ثمّ الذهاب الى تفاهمات وطنية حول مسألة السلاح غير الشرعي، لأنّ أحد أبواب دخول التطرّف الى البلد هو التطرّف الذي يمثّله الحزب كتنظيم شيعي. لذلك فإنّ كلام الحزب إعلاميّ للإيحاء بأنّه إيجابي، لكن عملياً هو محاولة لذرّ الرماد في العيون للتغطية عن كونه هو سبب استدراج الإرهاب والتطرّف إلى الساحة اللبنانية.

مجلس وزراء الخميس

وفي هذه الأجواء قالت مصادر وزارية لـ»الجمهورية» إنّ الأمانة العامة لمجلس الوزراء عمّمت أمس الأوّل على الوزراء جدولَ أعمال جلسة مجلس الوزراء العادية التي ستنعقد الخميس المقبل في السراي الحكومي.

وأوضحَت أنّ الجدول يتضمّن، الى القضايا المؤجّلة من الجلسة السابقة، 130 بنداً، معظمها يتصل بنقل اعتمادات من بندٍ إلى بند، وقضايا إدارية عادية، وتخصيص اعتمادات مالية وقبول هبات مختلفة، ما خلا الهبة السعودية التي تسلّمها الحريري وكُلّف الإشراف على تنفيذها. ورأت المصادر أن ليس ضرورياً أن تطرح الهبة السعودية على جدول الأعمال لقبولها، وربّما هناك إجراءات إدارية وتقنية عسكرية من الضروري إنجازها قبل عرضها على مجلس الوزراء، ولكن يمكن رئيس الحكومة أو الوزراء المختصين طرحها في الجلسة، ولن يعترض أحد عليها، نظراً لأهمّيتها في حجمها ومضمونها والهدف منها.

 

مواجهة ثلاثية الأبعاد

شارل جبور/جريدة الجمهورية

الاثنين 11 آب 2014

ثلاثة عناوين مترابطة حَتّمت عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت: الانفلاش السريع لـ»الدولة الإسلامية» التي تحوّل معها الخطر الأصولي إلى خطر جدي على لبنان، معركة عرسال التي أشّرَت إلى إمكانية امتداد الحرب السورية، و»حزب الله» الذي يشكّل وجوده ودوره الإقليمي سبباً لاستدعاء التطرف واستجلاب الحرب.

اللحظة السياسية التي عاد فيها الحريري إلى لبنان متصلة حصراً بمعركة عرسال، وغير مرتبطة إطلاقاً بأيّ تسوية إقليمية أو ضمانة من أيّ جهة، وهو كان قد أكد، ردّاً على قول العماد ميشال عون إنّ وصوله إلى الرئاسة يشكّل الضمانة لعودته، بأنّ ضمانته الوحيدة هي المؤسسات في لبنان التي جاء خصّيصاً لدعمها وتعزيزها وتقويتها.

كما أنّ عودته ليست مرتبطة بالانتخابات النيابية ولا الرئاسية، لأنّ عدم انتخاب رئيس يتحمّله تمَسّك عون بترشيحه في ظل صعوبة الاتفاق على شخصه لجملة اعتبارات وطنية وسياسية، فضلاً عن أنّ الحريري أظهر بأنه قوة تسهيل في هذه الانتخابات. ولكن من دون شك إنّ عودته ستؤدي إلى توليد دينامية محلية وتزخيم الملفات السياسية، إنما من دون أن يكون في الأفق أيّ تسوية جاهزة ومعلّبة.

وأمّا على مستوى الانتخابات النيابية فلا بد من التنويه بجرأة وزير الداخلية نهاد المشنوق وصراحته بالكلام عن الظروف الأمنية التي لا تسمح بإجراء هذه الانتخابات بعيداً عن المزايدات الشعبوية.

فالمعطى الأساس لعودة الحريري هو هذا الترابط المحكم بين الصعود الإسلامي وانتقال الحرب الى لبنان والدور السببي لـ"حزب الله" في هذين العنوانين. فلولا هذا الصعود المفاجئ والكبير وخطورة تمَدد الحرب لَما كانت اتخذت عودته طابع الإلحاح والعجلة، لأنّ المعطى المتصل بالحزب قديم وغير مستجد.

ومن الواضح أنّ استشعار السعودية للخطر الأصولي الذي يتهدد لبنان دفعها إلى إعادة وضعه ضمن أولوياتها، في خطوة تذكّر بدورها في مواجهة "الإخوان المسلمين" في مصر ووضع كل ثقلها لمواجهة هذه الحالة ومَن يدعمها من الولايات المتحدة إلى قطر.

وهذا الخطر نفسه هو الذي دفعها في خطوة استراتيجية أولى إلى تغطية دخول "المستقبل" في الحكومة والتقاطع غير المباشر مع "حزب الله" من أجل التصدي للحالة الأصولية، ما يجعل قرار المشاركة في الحكومة خطوة استراتيجية مفصولة عن أيّ رغبة في الانفتاح على الحزب وإيران، ويتصِل حصراً بعنوانين: تجنيب لبنان السورنة والعرقنة بتحوّل العامل السني الأصولي إلى العنصر المتحكم بمجرى الحياة السياسية في لبنان، والحفاظ على هيكل المؤسسات الدولتية في لبنان.

وأمّا لجهة التقاطع مع "حزب الله" الذي استفاد من رد الهجمات الأصولية عليه، فهو بالنسبة للسعودية مجرد تفصيل، لأنّ الأساس إبقاء لبنان بمنأى عن الصراع السوري، وعدم السماح بتحويل الساحة اللبنانية ساحة جهاد، على رغم صعوبة هذا التحدي في ظل السياسة الإيرانية وتورّط الحزب في سوريا.

فالخطوة الاستراتيجية الثانية إذاً، بعد المشاركة في الحكومة، تمثّلت بقرار الملك عبد الله المثلّث الأضلاع: إعلان رسالته التاريخية ضد الإرهاب، الدعم المباشر والإضافي للمؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية، والعودة السياسية للحريري إلى لبنان، الأمر الذي يضع هذه العودة في سياق مواجهة مثلثة الأبعاد:

البعد الأول، مَد سُنّة الاعتدال بجرعة دعم قوية لإحباط أيّ فتنة مذهبية، والإبقاء على خيارات هذه الطائفة السلمية، وإسقاط أيّ رهان على الحرب والسلاح. ولا شك أنّ تفرّغ "حزب الله" للقتال السوري وحاجته إلى متنفّس حيوي لبيئته اللبنانية جعله بحاجة إلى فك نزاع مع أهل السنّة في لبنان، وبالتالي لا بأس من استغلال هذا الوضع لمنع ايّ احتكاك يَجرّ لبنان إلى الحرب.

البعد الثاني، تقوية المؤسسات اللبنانية وتحييدها، إذ انّ مصلحة "حزب الله" بالابتعاد عن أي احتكاك مع السنّة لا يعني عدم توسّله وسائل أخرى رسمية للقيام بالمهمة والوظيفة التي يأملها.

ومن هنا يؤشّر دعم المؤسسات الأمنية مادياً ومعنوياً إلى مسألتين: رفض مطلق لقيام أي ميليشيا في مواجهة ميليشيا "حزب الله"، حيث أن السعودية لو كانت تريد نقل الحرب الى لبنان كان باستطاعتها بكلّ بساطة تحويل هذه الأموال لإنشاء ميليشيات لمواجهة الحزب، وهذه الأموال كانت أكثر من كافية لإعادة ترسيم الجغرافية اللبنانية على أساس دويلات مذهبية.

والمسألة الثانية الاستثمار الجدي في المؤسسات العسكرية والأمنية بمعزل عن النظرة الأميركية التي تتذرّع برفض تشريع الباب أمام تعزيزها خشية من أن يتمكن "حزب الله" من وضع اليد عليها، لأنّ هذه المؤسسات تعكس صورة لبنان بتنوّعه وتعدديته، الأمر الذي يحول دون وضع اليد عليها في ظل الانقسام العمودي القائم، لا بل هناك حاجة ملحّة واستراتيجية لتقويتها كونها العمود الفقري للسيادة الوطنية. وفي هذا السياق لا بد من التنويه بقائد الجيش العماد جان قهوجي الذي وَفّر بحكمته نهراً من الدماء في عرسال.

البعد الثالث، ربط النزاع مع "حزب الله" من مربّع وطني لا مذهبي، والمشهدية الجامعة لقوى 14 آذار التي تقَصّدَها الرئيس الحريري في اليوم الأول لعودته هي أكبر رسالة بتمسّكه بوحدة الموقف والصف للحركة الاستقلالية، كما تمسّكه بالمواجهة الوطنية والسياسية مع "حزب الله" استكمالاً لمشروع "العبور إلى الدولة".

ويبقى أنّ عودة الحريري تشكّل محطة مفصلية في المواجهة مع الإرهاب، وتعزيز حضور الدولة وربط النزاع مع "حزب الله".

       

حزب المشرق انتقد قرار رئيس بلدية طرابلس منع اعلانات الكحول في المدينة

اصدر رئيس حزب المشرق رودريك الخوري بيانا جاء فيه: "أتحفنا رئيس بلدية طرابلس بقرار داعشي جديد قضى فيه بمنع اعلانات المنكر من الكحول في مدينة طرابلس. اننا اذ نستنكر التعرض لمبدأ الحرية الانسانية المكفولة بشرعة حقوق الانسان والدستور اللبناني، نطالب الدولة اللبنانية بالتحرك الفوري لوضع رئيس البلدية عند حدوده بعد تماديه في تحويل طرابلس الى قندهار صغرى. ونساله كونه الحريص على القيم الدينية والاخلاقية، والحريص على التوازن الاسلامي المسيحي: ما رايه، في فترة صوم والدة الاله المبارك، لو يمنع ايضا بيع اللحوم ومشتقات البياض في طرابلس وما رايه بمنع اي اعلان لها في المدينة، كون مسيحيي طرابلس في حالة صوم. ونحن نعرف عنه دعوته الدائمة وقراراته الجريئة في فرض القيم الدينية على البشر

 

خاص: بلدية طرابلس تصدر قراراً داعشياً

خاص "ليبانون ديبايت" - ميشال قنبور:

يريد رئيس بلدية طرابلس السيد نادر محمد الغزال بكل بساطة ان يحول المدينة الى امارة اسلامية بقراره الداعشي منع الترويج للمشروبات الكحولية. استجاب الغزال لنداء هيئة العلماء المسلمين وأعطى أوامره بنزع جميع الملصقات والاعلانات التي تروِّج للمشروبات الكحولية في طرابلس. وكان سبق له ان اصدر قراراً مع بداية شهر رمضان المبارك يطلب فيه من "المقيمين في النطاق البلدي للمدينة، وخصوصا المقاهي والمطاعم احترام حرمة شهر رمضان وخصوصية المسلمين الصائمين، وعدم المجاهرة بالافطار وضرورة التحلي بالخلق الكريم".. تنص مقدمة الدستور الفقرة "ج" على ان "لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية، تقوم على احترام الحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد"، وقرار رئيس البلدية هذا يعتبر انتهاكاَ خطيراَ وصارخاَ للدستور اللبناني عبر فرض معتقدات دينية تخص طائفة معينة على باقي الطوائف.

من هنا نرى انه على الجهات المعنية وبخاصة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق التحرك ووضع حد لهذه التصرفات الشاذة التي تمس بالعيش المشترك وبحرية المعتقد وهذا ما سوف يولد ردات فعل من الافضل تداركها اليوم قبل الغد، ولا يجب اهمالها على غرار قضايا اخرى اهملت فانفجرت وكادت ان تدمر البلد. ان تذرَّع الغزال بتمني "هيئة العلماء المسلمين" هو ادانة له وليس تبريرًا يحفظ ماء الوجه، وبخاصة اننا نعرف علاقة اعضاء الهيئة باخوانهم (على حد قولهم) في جبهة النصرة والدولة الاسلامية، الذين لم يمض على جريمة هؤلاء بحق الجيش اللبناني (قتلاً وخطفاً) سوى ايام وكلنا يعرف رأيهم في التعددية الدينية، وحكمهم على من يخالفهم المعتقد الديني. يا حضرة رئيس البلدية ان القوانين اللبنانية لا تحرّم شرب الكحول وبالتالي ان شرب البيرة لا يعتبر خروجًا على اﻷخلاق واﻵداب العامة ولست انت ولا هيئة علمائك من يحدد معايير الاخلاق والاداب العامة او الخاصة في لبنان، ويفضّل لو انك تهتم بواقع طرابلس الخدماتي المزري، وتؤمِّن لأهلها حياة كريمة قبل ان تهتم بآخرتهم عند ملاقاتهم ربهم.

ميشال قنبور | ليبانون ديبايت

 

حزب الله للراعي: لا امكان لوصول عون الى بعبدا ولن نبلغه بذلك"

 اعتبر النائب أحمد فتفت أن عودة الرئيس الحريري خطوة بالاتجاه الصحيح ومن شأنها ان تدفع بموضوع رئاسة الجمهورية الى الامام الا انها تبقى مسؤولية جماعية.

واشار فتفت في حديث لبرنامج لقاء الاحد عبر إذاعة صوت لبنان 93.3، الى ان الحريري لا يحمل حلا سحريا لكنه بدأ بخطوته الاساسية لدعم المؤسسة العسكرية وتأمين الهبة السعودية لتسليح الجيش. وكشف فتفت ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي اخبره ان وفد "حزب الله" الذي زاره قال له انه يعلم ان لا امكان لوصول عون الى بعبدا، فقال البطريرك للوفد إذاً أبلغوه.. اجابه الوفد لا نحن لن نقوم بذلك".

في سياق متصل، شدد فتفت على ان لا انتخابات نيابية قبل انجاز الاستحقاق الرئاسي انطلاقا من الحرص على بقاء الحكومة كي لا تصبح البلاد بلا رئيس ولا حكومة ولا مجلس نيابي فاعل ما يعني انهيار جميع السلطات، مشيرا الى انه ورغم كلام الرئيس نبيه بري عن رفض التمديد لكنه ضمنا يريد التمديد على قاعدة أن السيء أفضل من الأسوأ.  رصد موقع ليبانون ديبايت

 

 خاص: "حزب الله" و"امل" ينظفان الجنوب من الارهاب

 خاص "ليبانون ديبايت":  علم موقع "ليبانون ديبايت" ان مجموعات من حزب الله وحركة امل قامتا في الايام الاربعة الاخيرة بعمليات مداهمات واسعة في جميع قرى جنوب لبنان مما ادى الى اعتقال عدد كبير من اللاجئين السوريين الذين لهم علاقة بالجماعات الارهابية. واشارت مصادر مقربة من حركة امل الى ان المداهمات هدفت ايضا الى تجميع داتا كاملة عن جميع المواطنين السوريين الذين يعيشون في الجنوب. ورجحت المصادر ان يكون عدد المعتقلين بالعشرات. ليبانون ديبايت

 

الجيش اللبناني قاتل 18 تنظيماً ارهابياً في عرسال

 اشارت صحيفة "الراي" الكويتية الى انه بعدما بدأ إنحسار غبار المعركة، أصبحت صورة المواجهات الضارية التي خاضها الجيش اللبناني مع الجماعات الارهابية في منطقة عرسال وجرودها أكثر وضوحاً.

وقال خبراء عسكريون لـ «الراي» ان دخول الفوج المجوقل كان حاسماً في إسترداد الجيش اللبناني لهيبته، وكذلك للمواقع التي فقدها في الأيام الاولى من المواجهات بسبب، ليس عدم جهوزيته فقط، بل نتيجة الجغرافيا الواسعة لنطاق المواجهة في عرسال وجرودها، والتي تجعل من المستحيل إقامة مراكز نقاطية ثابتة، ونقاط دعم ناري لها بهدف حمايتها في حال تعرضت لأي هجوم»، موضحين «ان داعش والنصرة إستخدما في معركتهما مع الجيش اللبناني الاسلوب عينه في المواجهات التي يخوضانها في سورية والقائم على الدفع بقوات تفوق 20 مرة قوات الجيش الموجودة في نقاط ثابتة».

وأشار هؤلاء الى «ان قيادة الجيش اللبناني وقيادة اللواء الموجود في عرسال لم تعتبرا يوماً انهما في حال حرب مع عرسال اذ من المفترض انها جزء من لبنان وان لا نية لأهلها بتوجيه ضربة للجيش، وتالياً فان تدابير الحيطة والحذر إتُخذت على قدر الخطر المحتمل وليس الخطر الآتي المتعدد الطرف. فالجيش لم يكن يعتبر نفسه في ارض عدوة بل في ارض صديقة». ولفت الخبراء العسكريون الى «ان قوات الفوج المجوقل استعادت اكثر المراكز بعدما خرجت من نطاق الضربة الاولى وتمكّن قناصوها من القضاء على اهداف مهمة جداً تُعتبر قيادية داخل المجموعات الارهابية. ولم تتم الاستجابة اطلاقاً لأصوات لبنانية كانت تدعو لمبادلة بعض الجرحى بآخرين من القوى الامنية. فقيادة الجيش رفضت التفاوض مع الارهابيين وأكملت المعركة».

وعلمت «الراي» ان الجيش الذي لم يهادن إستعان بتقنيات متطورة جداً لم يستخدمها ابداً في اي معركة حيث أتيح للقيادة المركزية في وزارة الدفاع وبإشراف مباشر من قائد الجيش العماد جان قهوجي إدارة المعركة العسكرية وكأنها داخل المعركة، تشاهد ما يحصل وتوجه المدفعية لضرب أهداف نقاطية متمركزة على الارض وأهداف اخرى تم ضربها من الجو، وسط تسجيل الاصابات بدقة، وهو الامر الذي باغت المسلحين الذين لم يعرفوا من اين تأتيهم الضربات». وكشفت مصادر عسكرية تابعت مجريات المواجهة لـ «الراي» عن انه «كان للجيش عيون ضمن بلدة عرسال أفادته بوجود 18 تنظيماً مختلفاً، يرأس احدها شيشاني، ويتزعم اثنين منها فلسطينيان، فيما تتوزع التنظيمات الاخرى على سوريين ولبنانيين وان هؤلاء عانوا نقصاً حاداً بالذخيرة والنفط اللازم للمركبات الآلية والأدوات الطبية مما أجبرهم على الانسحاب بعدما فاوض ممثلو هيئة العلماء المسلمين بإسمهم». وأكدت المصادر «ان الجيش ألقى القبض على عدد كبير من هؤلاء اثناء العملية العسكرية ولا نية له بإطلاق سراح اياً من المتورطين بقتل او جرح العسكريين من الجيش». وعلمت «الراي» ان «حزب الله» استطاع السيطرة على تلة موسى من الجانب السوري والتي تشرف على بلدة عرسال ويبلغ طولها اكثر من 3500 متر وقد نجح في الامساك بها بعدما قتل 31 مسلحاً كانوا موجودين على قمتها بينما قام الآخرون بالفرار لتصبح جرود عرسال مكشوفة اكثر وتحت نيران «حزب الله» والجيش السوري دون ان يكون الحصار كاملاً على الجماعات الارهابية. 

 

ماذا يقول ذوو شهداء الجيش في عرسال؟

(الراي الكويتية) /August 10, 2014

أبوا إلا أن يرووا نهر الشهادة بدمائهم، أبوا إلا أن يدافعوا عن بلدهم فسقطوا على مذبح الوطن أبطالاً... إنهم شهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في المعارك التي دارت في منطقة عرسال أثناء أداء واجبهم في الدفاع عن تراب لبنان ضد مسلحي "الدولة الاسلامية" و"جبهة النصرة".

"المعركة"، التي ربما تكون واحدة من سلسلة جولات آتية، انتهت وجاءت حصيلتها مكلفة للجيش الذي دفع زهاء 14 شهيداً نعتهم قيادتهم، وبكاهم أحباؤهم ولم يعودوا في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي مجرّد "أرقام" بل صاروا حكايات على كل شف ولسان.

ومع كل صورة كانت تُكتب روايات عن أبطال زفّتهم مواقع التواصل "شهداء الوطن" وقاتلوا حتى الرمق الاخير وأنقذوا "رفاق السلاح". ومن هؤلاء المقدم المغوار نور الدين الجمل الذي صار نجم مواقع التواصل التي تداولت حكاية تصديه للمسلحين الذين هاجموا الثكنة 83 في بلدة عرسال وفيها: "العقيد المغوار الجمل، عندما علم أن عدداً يناهز 300 مسلح يريدون مهاجمة مواقعه وهم بكامل أسلحتهم وتجهيزاتهم، طلب من جنوده الانسحاب وعمل على تغطيتهم عبر تسلّقه ملالة للجيش وإطلاقه النار الكثيف على المسلحين، وقد أردى عدداً كبيراً منهم بين قتيل وجريح. ولم ينسَ الجمل عائلته في هذه الظروف الصعبة التي كان يمر بها، فقد أرسل إليها صورة selfie طالباً منها الدعاء. وفي آخر اتصال له مع شقيقه أحمد أخبره أن «الوضع سيئ جدا»، وأنّ 1500 مسلح يحاصرون الثكنة، وموازين القوى تبدو غير متكافئة»، مرددًا أنّ «المسلحين يطلقون على الثكنة صواريخ حديثة".

صحيفة "الراي" الكويتية قصدت حي "الطمليس" في بيروت، حيث منزل عائلة الجمل، صورة الشهيد ترتفع وسط الحي الذي لفه الهدوء، فلا صوت سوى آيات من الذكر الحكيم تكسر صمت المكان. في الطبقة الثانية من المبنى، السواد يلف نساءً يبكين بصوت خافت، فالحزن المفجع سلبهم القدرة على الصراخ لا بل على الكلام حتى، فخلّفهم أجساداً بلا أرواح، يئنون من هول المصيبة.

وسط الصالة كانت تجلس والدة نور التي ودعت ابنها في المستشفى "جثة" مصابة برصاصات في الصدر بعدما كان نجماً في الرياضة وبطلاً في ميدان كرة القدم.

هدوؤها لا تفسير له سوى حجم المصيبة التي فاجأتها، وهي قالت لـ"الراي": «أكلنا نصيبنا، الحمد لله... ماذا سأقول أكثر، أدعو الله أن يحمي رفاقه وينصرهم في ساحة المعركة. لكن حبيب قلبي راح ماذا سيعنيني بعد". كلمات خرجت كسيخ نار من قلب والدة احترق على فلذة كبدها الذي كان آخر اتصال لها به يوم الأحد في 3 اغسطس طالبة منه العودة، لكنه اصر على المواجهة والتضحية وليختم حديثه معها بالقول "الله الحامي". "نور قطع اجازته التي كان ينوي خلالها اصطحاب عائلته إلى أوروبا لقضاء عطلة الصيف، والتحق بكتيبته بعد أن ناداه واجبه الوطني"، بحسب ما أكده صهره المهندس فؤاد الخولي لـ "الراي"، مضيفاً: "لاعب فريق الأنصار وموظف بنك "الاعتماد" سابقاً قبل أن يلتحق بالمدرسة العسكرية ليتخرج منها ضابطاً، كان خلوقاً ومحبوباً من جميع مَن عرفه، خدوماً يحاول جهده لتلبية طلب كل من يقصده".

الخولي وضع علامات استفهام حول أسباب حسم "قضية" عرسال عسكرياً وليس سياسياً، متمنياً ألا تذهب دماء أفراد الجيش الذين قضوا في المعركة "هدرا".

بفقدان نور الأب لولد وابنتين، وشقيق مستشار الرئيس سعد الحريري محمود الجمل وشقيق المقدم عماد الجمل مساعد قائد سرية بيروت في قوى الأمن الداخلي، ومحمد الجمل رئيس منطقة بيروت التربوية في وزارة التربية، خسر لبنان بطلاً مقداماً شارك في معارك عسكرية قاسية، كمعركة سوق الغرب، ومعركة عبرا حيث استشهد عدد من أفراد كتيبته.

وإلى جانب المقدم الجمل، استشهد مساعده المقدم داني حرب، ليغيب بجسده لا بروحه عن زوجته اليانور زيدان وولديه رايان ثماني سنوات، ورواد ست سنوات، وعائلته التي لم تعتقد يوماً أنه قد يرحل باكراً هو الذي لم يكمل أعوامه السبعة والأربعين. "لم يبقَ من داني إلا ذكريات، ماذا أريد بالذكريات أريده بجانبي، نقصد البحر معاً نأخذ الأولاد لنلعبهم". بهذه الكلمات عبّر فادي شقيق داني والدموع في عينيه عن فاجعته، وأضاف: "أخذوا منا كل شيء، هو دائماً يريد أن يبقى في الواجهة، فلا يفكر بنفسه بل بغيره".

والأكثر مأسوية في استشهاد حرب انه أبى ان يترك قائده (المقدم الجمل) في ساحة المعركة، وهو ما كشفه زياد زيدان شقيق زوجته اذ قال: "الروايات كثيرة حتى الساعة، ولا نعلم بالضبط ماذا جرى، كما أننا لم نبلغ بالتفاصيل من قيادة الجيش، ولا يمكن ان يؤكدها احد لنا سوى من كانوا على ارض المعركة. وهؤلاء اما استشهدوا او خطفوا ام أنهم لا يزالون في المستشفيات"، مضيفاً: "حتى الساعة الرواية شبه الأكيدة هي انه تم تطويق الثكنة من مئات المسلحين الارهابيين وقصفها بكثافة، فتقرر اخراج العناصر منها، وبقيَ الشهيد مع رئيسه المقدم الشهيد الجمل يؤمنان التغطية النارية لهم، حتى استشهدا معاً، وحسب المعلومات ان المقدم الجمل استشهد على مدفع الدبابة فيما داني كان بالقرب منه على الارض".

كما روى أحد ابناء قرية زوجة حرب ملابسات استشهاده قائلاً: "اخبره زميله المقدم الشهيد الجمل، انه تم فتح ثغرة بعد هجوم مباغت وسريع من اعداد كبيرة من الارهابيين على الثكنة وقصفها بالصواريخ، ما يتيح لهم (عناصر الجيش) مغادرة الموقع، لكنه رفض وفضل الموت في مركزه على ان يترك قائده وعناصره يموتون".

في مكان قريب من قلبه أصيب داني بالاضافة إلى اصابات في بطنه ورجليه، ليسطر ملحمة بطولية لضابط دفع حياته لضبط حدود وطنه.

عين الرمانة لبست ثوب الحداد على بطل آخر دفع حياته لحماية أرضه. فأهالي المنطقة ودعوا بحسرة وحزن ابنهم النقيب داني خير الله الذي قبّل طفلته الرضيعة كريستا بعدما كان كتب عبر حسابه على الواتساب في 24 تموز الماضي "شكرا ربي على كريستا" بعيد ولادتها. لكنه لبس بذة الواجب، وخرج على عجل، لتلبية نداء الوطن تاركاً "طفلته الملاك" لتكبر من دونه بعدما رفعه رفاقه على الأكف.

وإلى جانب النقيب داني الذي استشهد بعد استهداف ملالته بصاروخ من نوع "كونكرس" مضاد للدروع من المسلحين على المحور الغربي من البلدة، استشهد الجندي علي محمد خضارو الذي كان برفقته.

ومن الجندي أحمد علي الحاج حسن، إلى الجندي أول حسين ملحم حمزه، مروراً بالرقيب يحيى علي الديراني وغيرهم، أسماء ستبقى محفورة بسجل تاريخ لبنان كشهداء دفعوا حياتهم في مواجهة الارهاب

 

الجيش أحكم السيطرة على كل المواقع المحيطة بعرسال وسير دوريات مؤللة داخل البلدة

الأحد 10 آب 2014 / وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" محمد ابو اسبر ان الجيش اللبناني أحكم السيطرة على كل المواقع المحيطة ببلدة عرسال، بعد انتشار قواته في مواقع استراتيجية عدة للتصدي لأي مغامرة قد يقدم عليها الإرهابيون، فانتشرت مواقع الجيش في وادي الحصن ووادي حميد ووادي عطا لجهة الشرق، وفي محلة رأس السرج وقرب مستوصف الرئيس الشهيد رفيق الحريري عند مدخل البلدة الغربي، وفي محلة المصيدة شمال عرسال، إضافة إلى مراكز في وادي الرعيان وسرج حسان للناحية الجنوبية من البلدة. هذا ويسير الجيش دوريات مؤللة داخل عرسال، كما استحدث حواجز ثابتة ومتنقلة للحفاظ على الأمن، ويبدي المواطنون ارتياحهم لوجود الجيش اللبناني في بلدتهم، وانسحاب المسلحين منها. وفي حين أحصى أهالي عرسال ضحايا البلدة من المدنيين، فتبين مقتل 16 مواطنا من أبنائها، بعضهم استشهدوا دفاعا عن فصيلة الدرك والمواقع العسكرية على يد المسلحين الإرهابيين الذين كانت البلدة رهينة لغوغائيتهم لمدة خمسة أيام، إضافة إلى حوالى مئة جريح معظم إصاباتهم طفيفة، فتلقوا العلاج في المستوصف الميداني وعادوا إلى بيوتهم، والقليل منهم استدعت حالته الانتقال إلى مستشفيات البقاع لمتابعة العلاج، أما الخراب في المباني والممتلكات فقد تركز في الناحية الشمالية الغربية في محلة رأس السرج ومحيط مسجد أبو إسماعيل. كما رصدت في البلدة حوالى 500 خيمة محترقة بالكامل في مخيمات النازحين السوريين، وسلمت المخيمات التي لم تطلق منها النيران باتجاه مواقع الجيش أو التي تجنب المسلحون دخولها، ربما لوجود عائلاتهم فيها، وقد توزع عدد كبير من النازحين السوريين وعائلاتهم على مدارس ومساجد البلدة. وما زالت عرسال تعاني من انقطاع كهرباء، وهي بانتظار وصول وفد من الهيئة العليا للاغاثة برئاسة اللواء محمد خير للبدء بعملية مسح الاضرار، وترددت معلومات أن يبدأ المسح للتعويض عن الأضرار اعتبارا من يوم غد الاثنين. كما افيد انه حتى الان لم يكشف النقاب عن تطورات جديدة تتعلق بمصير الأسرى، أو الأصح المختطفين من عسكريين وعناصر قوى الأمن الداخلي ، بانتظار ما يمكن أن تسفر عنه مساعي هيئة العلماء المسلمين في تواصلها مع مشايخ سوريين من النازحين إلى عرسال والذين توجه وفد منهم إلى المنطقة الجردية للقاء المسلحين الخاطفين ونقل مطالبهم.

 

النهار: لا انتخابات رئاسية قريبة والحريري لا يقرر عن المسيحيين

الأحد 10 آب 2014 /وطنية - كتبت النهار: سرت شائعات في اليومين الماضيين ربطت عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان باستحقاق رئاسة الجمهورية وتداول الناس في اتفاق على العماد جان قهوجي رئيسا والرئيس الحريري لرئاسة الحكومة والعميد شامل روكز قائدا للجيش وتم التداول ايضا في اسماء الوزراء الجدد ونشطت حركة اتصالات المستوزرين، لكن زوار الحريري نقلوا عنه انه مستعد لتقديم تسهيلات لانتخاب الرئيس شرط ان يبادل الطرف الاخر الى ملاقاته، لكنه لن يطرح اي مرشح في انتظار ما يقرره المسيحيون في هذا المجال، وانه كان يفضل ان يزور قصر بعبدا للقاء الرئيس فور عودته الى لبنان.

ويؤكد زواره انه لن يدخل في بازار الاسماء مع الاشخاص الذين يلتقيهم في لبنان في انتظار الاتفاق على المرحلة المقبلة ومواصفات الرئيس المقبل، ويقول ان الرئيس القوي هو القادر على اعادة جمع اللبنانيين .

الى ذلك قال مرجع سياسي ان ظروف الانتخاب لم تنضج بعد، وان ظروف المنطقة المحيطة لا توحي بقرب اجراء الاستحقاق، فكل لاعب اقليمي يحاول ان يتدخل لفرض واقع يلائمه، وبالتالي فان العرقلة هي الورقة الوحيدة المتاحة للجميع اكثر من القدرة على فرض رئيس. ويرى المرجع السياسي ان لعملية الانتخاب شقين : داخلي وخارجي. وكلاهما غير ميسر حاليا. في الداخل لم يقتنع الجنرال ميشال عون بانعدام فرصته الرئاسية وهي الاخيرة، والى ان يقتنع شخصيا ويعمل على تزكية مرشح اخر، يستمر التعطيل قائما، خصوصا ان "حزب الله" غير مستعجل ويفضل الافادة من الشغور القائم لتغطية حربه في سوريا، وهو يملك قوة التعطيل في داخل الحكومة.ولن يسعى الحزب حاليا الى الضغط على حليفه عون لاقناعه بالانسحاب، خصوصا ان اي طرف خارجي لم يتوسط لديه للقيام بهذا الدور. اما الخارج فيبدو اكثر تعقيدا خصوصا مع بوادر عودة المملكة العربية السعودية الى لعب دور في لبنان، وما يمكن ان تذكيه هذه العودة من حرب باردة ما بين المحور السعودي والمحور الايراني في لبنان. اما سوريا ورغم حروبها، فانها ما زالت تعتبر لبنان جزءا منها وليست مستعدة للتسليم بمرشح يكون اقرب الى السعودية، وهي تملك وسائل التعطيل ان مباشرة او عبر حلفائها في لبنان. ويرى المرجع السياسي ان عودة الحريري يمكن ان تدفع حركة الاتصالات خصوصا اذا ما تحرك وسطاء بينه وبين حزب الله والعماد عون، وهذه قد تساهم في تحضير الارضية لملاقاة حركة خارجية منتظرة لكن بوادرها لم تلح بعد.

 

ريفي عاد الرافعي مطمئنا: أنقذنا عرسال ولبنان من حرب أهلية وعلى الطرف الآخر درس عودة الحريري إيجابا

الأحد 10 آب 2014 /وطنية - زار وزير العدل اللواء اشرف ريفي يرافقه قائد سرية طرابلس لقوى الأمن الداخلي العميد بسام الايوبي الرئيس السابق لهيئة العلماء المسلمين الشيخ سالم الرافعي الذي أصيب بطلق نار في بلدة عرسال مع وفد هيئة العلماء المسلمين، في مستشفى الشفاء في طرابلس، للاطمئنان إلى صحته بعد العملية الجراحية التي اجريت له، في حضور الشيخ نبيل رحيم. وقال ريفي بعد الزيارة: "أتيت للاطمئنان إلى صحة الشيخ سالم وأقول له الحمد لله على سلامتك، واؤكد بالمناسبة ان الشيخ سالم وابو حذيفه وجميع اعضاء وفد العلماء قد افتدوا الوطن وأنقذوا البلد وبلدة عرسال من الفتنة المذهبية، ومن طرابلس أوجه تحية الى أهالي البلدة، وأقول لهم بأننا معكم ومهما كلف الأمر لن نسمح لاحد باستباحة البلدة، والدور الذي لعبناه مع رئيس الحكومة واعضاء هيئة العلماء وقيادة الجيش أنقذنا من خلاله لبنان من حرب استنزاف طويلة لا أحد يعلم متى تبدأ ومتى تنتهي فضلا عن دخولنا في حرب مذهبية أو أهلية". أضاف: "أعلم إدراك المشايخ لخطورة المرحلة، لذا ضحوا بانفسهم وعرضوا حياتهم للخطر وصعدوا الى عرسال ليلا من اجل ايجاد حل لتجنيب البلدة والبلد من ويلات الحرب الطويلة والمؤلمة على الجميع. الكل يعلم كم كان الوضع الأمني في عرسال حساسا جدا، إذ حمل الوفد كافة التضحيات ودفعوا الثمن غاليا جدا خدمة لوحدة الوطن، ولكن ما يعزينا هو اننا أنقذنا عرسال وأنقذنا البقاع وأنقذنا لبنان من حرب أهلية كبرى".

وردا على سؤال، قال: "الإجتماع الأمني الذي عقد مساء الأحد في القصر الحكومي كان هناك موافقة من جميع الحاضرين سواء اكانوا وزراء أو أمنيين، وفي الاجتماع تم توجيه التهنئة لهيئة العلماء المسلمين للدور التي قامت به، وآسف أن أقول أن بعض وسائل الإعلام الصفراء قالت أن التسوية التي جرت هي تسوية مذلة للجيش والوطن. وانا بدوري أذكر جميع اللبنانيين بالمفاوضات التي جرت مع الارهابيين الذين خطفوا راهبات معلولا وكيف تم تحريرهم بعد مفاوضات شاقة جرت معهم من قبل مسؤولين امنيين وتم في النهاية دفع اموال للخاطفين. أيضا في أعزاز تم التفاوض مع الإرهابيين ودفعت لهم اموال للافراج عن اللبنانيين المحتجزين، وهنا أسأل كيف يسمح التفاوض مع هؤلاء الارهابيين ولا يسمح لنا بالتفاوض مع الارهابيين الذين دخلوا الى عرسال؟ هذا الامر لا يجوز وعلينا ألا نكيل بمكياليين وألا يكون ثمة شتاء وصيف على سقف واحد". أضاف: "نعلم من هو الطرف الذي كان يريد أن تذهب الأمور نحو المواجهة بين الجيش والاهالي في عرسال، وأعيد وأذكره مرة أخرى بأن اهالي البلدة الحبيبة لن يتمكن احد من الاقتراب منهم او الدخول عنوة الى منازلهم وهي بلدة عزيزة علينا كطرابلس". وردا على سؤال قال: "نحن كنا واضحين منذ البداية واتفقنا على ثلاث نقاط، الأولى هي انسحاب المسلحين من عرسال ومن ثم الى خارج الأراضي اللبنانية وهذا كان إنجازا بكل ما للكلمة من معنى لاننا نقلنا النار من غرفة النوم الى خارج الدار، ومتابعة موضوع الاسرى العسكريين سواء كانوا من الجيش او من قوى أمن داخلي ونحن والإخوان في هيئة العلماء المسلمين سنتابع حتى النهاية لاطلاق سراح الاسرى ودون شك بالتنسيق مع قيادة الجيش ومجلس الوزراء وكل السلطات اللبنانية ولن يرتاح لنا بال إلا بعد الافراج عنهم وان يعودوا سالمين الى اهاليهم". أضاف: "خيارنا هو خيار قوى 14 آذار، خيار استقلال وسيادة وحرية وكرامة لبنان واللبنانيين، وأدعو الى الاستفادة من عبرة هذه المرحلة، ونضع يدنا بيد بعضنا البعض لحماية البلد الذي سيسقط ان لم نضع ايدينا بأيدي بعضنا وبرأيي يجب ان تكون هناك اشارات كي نجلس على طاولة واحدة ونرى كيف نحمي بلدنا. ان انتخاب رئيس للجمهورية يفترض ان يحصل بأسرع وقت ولا اقول ان "الطبخة" اصبحت جاهزة لكن علينا ان نجري دينامية معينة بين بعضنا البعض لحماية وطننا فالحرائق اصبحت على حدود بلدنا".

وعن عودة الرئيس سعد الحريري، شدد ريفي على ان "ذلك سيساهم في وحدة البلد وعلى الطرف الآخر ان يدرسها بشكل ايجابي لحماية الوطن فالحرائق دخلت يوما ما الينا ثم اخرجناها وعلينا ان نبعدها قدر الامكان عنا كي نحمي وطننا".

الرافعي

بدوره قال الرافعي: "القرار الحكيم الذي أتخذ من الحكومة ودولة الرئيس تمام سلام وقائد الجيش وموافقة متبادلة من هيئة العلماء لايجاد حل سلمي لقضية عرسال جنب البلد فتنة مذهبية وحربا اهلية، والتاريخ سيشهد بأن هذا القرار الحكيم الذي ساهم به دولة الرئيس تمام سلام مع الوزراء وزير العدل ووزير الداخلية وحتى النائب جمال الجراح والجميع مع قائد الجيش هو الذي أنقذ لبنان من فتنة لا يعلم مخاطرها إلا الله عز وجل. فالذين يصوبون السهام على الهيئة ويبينون أن الجيش قد انهزم نقول لهم بالعكس الجيش اللبناني الآن عاد الى لحمته الشعبية لأن الجيش هو لمواجهة العدو وليس لمواجهة المدنيين ولو دخل الجيش في هذه النزاعات لكان جر الحرب السورية الى لبنان". وردا على سؤال أجاب: "الذي قامت به الهيئة هو حقن دماء الجميع ودماء أهالي عرسال من لبنانيين وسوريين ودماء الجيش اللبناني ولا سمح الله لو تطورت الامور العسكرية لكانت الحرب السورية إنتقلت الى لبنان ومن ينتقد حقن الدماء فليراجع حساباته لأنه مخطىء". وبالنسبة إلى متابعة المبادرة قال: "لا بد من السعي الحثيث، والهدف المنشود هو أن يرجع أبناء الجيش اللبناني وأبناء المؤسسة العسكرية الى أهاليهم ولو لم تكن الظروف الصحية التي أحاطت بنا أنا وأخي أبو حذيفة لكنت وجدتنا مع سائر أعضاء الهيئة".

 

عدوان: الحريري عاد ليقود نهج الاعتدال وعون وحزب الله يتعاونان في تعطيل انتخاب رئيس جمهورية

الأحد 10 آب 2014 /وطنية - اعتبر النائب جورج عدوان، في حوار ل"اللواء" ينشر غدا الاثنين، ان الرئيس سعد الحريري عاد ليقود نهج الاعتدال وقيامة الدولة وتفعيل مؤسساتها، وعودته جاءت في المواجهة المفتوحة التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد التطرف. ورأى أن "اهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين لدعم الجيش والمؤسسات الامنية تكمن في أن المملكة تحارب داعش والتطرف عبر دعم النموذج اللبناني حيث التعايش الاسلامي- المسيحي". وقال "ان أحداث عرسال يمكن ان تتكرر في مكان آخر اذا لم يتم إقفال الحدود اللبنانية- السورية بالاتجاهين، وانه على الحكومة ان تستعين بالقوات الدولية وفقا للقرار الدولي 1701". أضاف "ان ما حصل في عرسال كان نتيجة لمشاركة حزب الله في القتال ضد الشعب السوري، والتنكر لإعلان بعبدا ولسياسة النأي بالنفس". كما اعتبر ان "ميشال عون وحزب الله يتعاونان في تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، وأمام عون خياران، اما المنافسة داخل مجلس النواب، وإما التوافق على مرشح يلتزم بنهج بناء الدولة الديمقراطية". وشدد على أن "حماية المسيحيين وغيرهم من الطوائف يكون عبر بناء الدولة المدنية الديمقراطية وليس عبر امتلاك السلاح". وختم عدوان مؤكدا ان "تزايد أعداد المهجرين السوريين من غير ضوابط يشكل قنبلة موقوتة يجب العمل على تعطيلها، وضررها يطال الجميع"، ومستغربا "كيف يرفض النظام السوري عودة المهجرين المشردين الى منازلهم وقراهم".

 

فتفت دعا الى فتح تحقيق في أسباب سقوط مراكز الجيش بسرعة في عرسال: وفد من حزب الله اوضح للراعي ان لا فرص لوصول العماد عون الى سدة الرئاسة

الأحد 10 آب 2014 /وطنية - رأى النائب أحمد فتفت "ان عودة الرئيس سعد الحريري من شأنها ان تدفع بموضوع انتخاب رئيس للجمهورية قدما، غير ان إنجاز هذا الاستحقاق يبقى مسؤولية جماعية تتحمل كل الأطراف السياسية مسؤوليته، فالرئيس الحريري لا يحمل حلا سحريا". وفي حديث لبرنامج "لقاء الأحد" عبر "صوت لبنان 93,3"، كشف عن "ان وفد حزب الله الذي زار بكركي أخيرا أوضح للبطريرك الراعي انه على يقين ان لا فرص لوصول العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة". وشدد على "ان لا انتخابات نيابية قبل انجاز الاستحقاق الرئاسي انطلاقا من الحرص على بقاء الحكومة، كي لا تصبح البلاد بلا رئيس ولا حكومة ولا مجلس نيابي فاعل، ما يعني انهيار جميع السلطات"، مشيرا الى "انه ورغم كلام الرئيس نبيه بري عن رفض التمديد لكنه ضمنا يريد التمديد على قاعدة أن السيء أفضل من الأسوأ".

وعن الهبة السعودية الثانية لتسليح الجيش، أكد فتفت "ان الحريري ناقش هذه الهبة مع رئيس الحكومة وقائد الجيش من أجل تحديد الاحتياجات العسكرية". وجدد فتفت المطالبة بانتشار الجيش اللبناني على الحدود مع سوريا بمؤازرة قوات دولية من أجل حماية الحدود وسيادة الوطن، محملا الحكومة والوزراء المعنيين "مسؤولية عدم الانتشار لأن القرار يعود اليهم وليس الى قادة الأجهزة الأمنية كما أن اي تقصير لا تتحمل قيادة الجيش مسؤوليته لأنها تحتاج الى غطاء سياسي أولا". اء المسلمين في عرسال كان في إطار مهمة رسمية بتكليف من وزير الداخلية كونها قادرة على التواصل مع المسلحين هناك"، داعيا من جهة ثانية الى "إجراء تحقيق في أسباب سقوط مراكز الجيش بتلك السرعة رغم كل المعلومات المسربة عن شيء ما يحضر لعرسال". وإذ أبدى خشية من تكرار ما جرى في عرسال نظرا الى وجود بؤر أمنية أخرى كالمخيمات الفلسطينية، شدد على "ضرورة تحييد لبنان عن الأزمات المجاورة من خلال اقامة مخيمات في لبنان تكون منظمة وتوضع تحت رقابة أمنية وصحية ما يتيح للسلطات اللبنانية ان تحظى بمساعدات دولية على غرار تركيا والأردن".

 

باسيل: مشكلة عرسال بدأت مع النزوح السوري واحتلالها لا ينتهي إلا بتحرير جرودها بالكامل ومأساتها لا تنتهي إلا بتحرير جميع العسكريين

الأحد 10 آب 2014 /  وطنية - أدلى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بالتصريح الآتي: "قلنا منذ زمن إن الإرهاب هو نقيض النموذج اللبناني وهدام له، وإنه لا يعبر عن الإسلام ويضرب المسلمين والمسيحيين. وقلنا منذ بداية الربيع العربي إن داعش والنصرة وكل جماعات التكفير هي أخطار حقيقية وقائمة مهددة للوجود والكيان والعيش الكريم، فيما أنكر بعضهم خطرهم، وتنكر كثيرون حتى لوجودهم. وقلنا فور بدء حادثة عرسال الأخيرة، إن عرسال بلدة لبنانية محتلة من جماعات أجنبية مسلحة ويجب تحريرها، وإن المخطوفين من جيش وأمن داخلي هم أبناؤنا من كل الأديان والمناطق. وقلنا إن ثقتنا كبيرة بجيشنا، وثقتنا عالية بأن جميع اللبنانيين وعلى رأسهم حكومتهم هي ضد الإرهاب. وقلنا إن لبنان ليس بيئة للإرهاب، ولكن حذرنا من أن بعض تجمعات النازحين يمكن أن تكون بيئة حاضنة لبعض الإرهابيين. وقلنا في الحكومة في جلستها الإستثنائية أن لا تفاوض مع الإرهابيين، وقلنا من بعدها إن من يفاوض هذه الجماعات يكون خاسرا حتما. وقلنا في مجلس الوزراء البارحة أن لا مفاضلة بين أهل عرسال والعسكريين، فكلاهما أهلنا ويجب تحريرهم جميعا بأقل ضرر ممكن. إلا أننا لم نقل أبدا بتحرير عرسال من دون العسكريين، ولم نتصور حصول أمر كهذا بتأكيدات المسؤولين المباشرين عنه، ولم نعرف حتى بإمكان حصوله. الى أن أدركنا الخديعة التي أثبتت فكرة أن من لا إنسانية عنده ومن يكفر الناس على دينهم لا يمكن الركون الى أي اتفاق معه".

اضاف: "لذلك نقول إن مشكلة عرسال بدأت مع مشكلة النزوح السوري الى لبنان منذ ثلاث سنوات، وتحديدا بتغلغل النازحين والمسلحين السوريين اليها، واستعمالها قاعدة تموين للمسلحين، وتشجيع ذلك علنا من قبل مسؤولين لبنانيين، وهي مشكلة استعرت منذ يوم احتلالها. واحتلال عرسال لا ينتهي إلا بتحرير جرودها بالكامل حتى الحدود اللبنانية من المسلحين، ومأساة عرسال لا تنتهي إلا بتحرير جميع العسكريين من جيش ودرك. ومحك كل هذا هو تحرير سجن رومية من محتليه ومحوليه الى غرفة عمليات إرهابية". وختم باسيل: "إن المسؤوليات السياسية والأمنية كثيرة ما قبل احتلال عرسال، وسكتنا عنها يوم الإحتلال حرصا على تحريرها وضنا بوحدتنا، إلا أن أي تقاعس سياسي وأمني منذ يوم الإحتلال سيؤدي الى احتلال لكامل لبنان من قبل التكفيريين، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه".

 

سلام اسف للحادث بين الاعلاميين والقوى الامنية وطلب اجراء التحقيق اللازم لاعطاء كل ذي حق حقه

الأحد 10 آب 2014 /وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام البيان الاتي: "في اثناء عملية انتخاب مفتي الجمهورية في دار الفتوى اليوم حصل تدافع بين عدد من الزملاء الاعلاميين الذين كانوا يقومون بواجبهم المهني وبين افراد سرية حرس رئاسة الحكومة وقد تطور هذا التدافع الى تضارب مؤسف اصيب بنتيجته احد الصحافيين برضوض. ان المكتب الاعلامي اذ ياسف لهذا الحادث يعلن ان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام طلب من وزير الداخلية نهاد المشنوق باجراء التحقيق اللازم لاعطاء كل ذي حق حقه".

 

نقابة العاملين في المرئي والمسموع: الاعتداء على الإعلاميين مؤسف ومخيف وغير مطمئن ونطالب باجراءات رادعة في حق المعتدين

الأحد 10 آب 2014 /وطنية - استنكرت نقابة العاملين في الاعلام المرئي والمسموع، "الاعتداء الذي تعرض له الاعلاميون أثناء تغطية انتخابات مفتي الجمهورية"، مطالبة ب"تحقيق فوري وسريع" و"اتخاذ الاجراءات الرادعة في حق المعتدين". جاء ذلك في بيان أصدرته النقابة في ما يأتي نصه: "في الوقت الذي كنا نشهد فيه بإهتمام إنتخاب مفت جديد للبنان في دار الإفتاء الكريمة، وهي رمز من رموز الاعتدال والتسامح والحوار في لبنان في مواجهة موجات التطرف التي تمر بها المنطقة، وفي وقت يعيش وطننا أزمات مهولة في مخاطرها من محاولة تهديد دور جيشنا الوطني والفراغ الرئاسي، صدمنا بمشهد مؤسف ومخيف وغير مطمئن من إعتداء على الإعلاميين والصحافيين الذين كانوا يقومون بتغطية إنتخاب المفتي عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وذلك على يد بعض العناصر الأمنية كان من واجبها أن تقوم بإحترام هيبة الدار وحماية الإعلاميين بدل ضربهم. ان نقابة العاملين في الاعلام المرئي والمسموع تستنكر هذا الإعتداء على العاملين في الجسم الإعلامي والحريات الإعلامية ولصورة لبنان، تطالب السلطات المعنية باجراء تحقيق فوري وسريع دون تسويف أو مماطلة واتخاذ الاجراءات الرادعة في حق المعتدين على الاعلاميين حتى لا تتكرر مثل هذه الاعتداءات على الجسم الاعلامي. كما تطالب الأجهزة الأمنية بحماية الإعلاميين الذين يقومون بمهامهم المهنية بدافع وطني خالص في هذه الظروف الصعبة والحرجة وليس بوصفها تغطية لأحداث اعلامية او سياسية. كما تطالب النقابة المعنيين في دار الفتوى وسائر القيادات السياسية والأمنية التي كانت حاضرة في هذه الدار الكريمة، بالعمل الحثيث للوقوف إلى جانب الاعلاميين المعتدى عليهم حتى ينالوا كامل حقوقهم المعنوية".

 

نقيب المحررين دان التعرض للزميل ضو ودعا الى مباشرة التحقيق الفوري لكشف ملابسات الحادث

الأحد 10 آب 2014 /وطنية - أذاع نقيب محرري الصحافة الياس عون البيان الاتي: "تعرض الزميل نوفل ضو إلى كمين مسلح في بلدة الطيبة البقاعية نصبه له مسلحون، ونجا منهم بأعجوبة بعدما أمطروا سيارته بالرصاص. إن نقابة محرري الصحافة اللبنانية إذ تستنكر وتشجب وتدين هذا الإعتداء على الزميل ضو، تدعو السلطات الأمنية الى عدم التهاون في هذا الموضوع، وكشف مرتكبيه وملاحقتهم. إتصلت بمدعي عام التمييز القاضي سمير حمود لأخذ المبادرة والتحقيق في موضوع الإعتداء على الزميل ضو، وأعطى تعليماته للمعنيين بمباشرة التحقيق الفوري لكشف ملابسات الحادث وكشف مرتكبيه".

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت اليوم الاحد 10 آب 2014

الأحد 10 آب 2014

المستقبل/يقال

إنّ وزراء معنيين تساءلوا: إذا كان النظام السوري يمنع عودة اللاجئين إلى سوريا، فكيف يمكن أن يقبل بإقامة مخيّمات لهم داخل الأراضي السورية؟

إنّ أفكاراً «محدّدة أثيرت خلال اجتماع عقده مرجع كبير سابق مع مجموعة من الأقطاب والمرجعيات الأسبوع الماضي.

 

قوى الامن: إصابة صحافي وبعض العسكريين نتيجة مشادة كلامية وتدافع في دار الفتوى وبوشر التحقيق لتحديد المسؤوليات

الأحد 10 آب 2014 /وطنية - صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة ما يلي:حوالى الساعة 13.00 من تاريخ اليوم 10/8/2014 وبعد إنتهاء انتخاب مفتي الجمهورية اللبنانية، وعند المباشرة بإعلان النتيجة، تدافع الاعلاميون الى المكان بشكل غير منظم، مما حدا بعناصر الحرس الحكومي الى تنظيم الدخول، تبعه مشادة كلامية تطورت الى تدافع نتج عنه اصابة أحد الصحفيين وبعض العسكريين برضوض. على الفور بناء لتوجيهات معالي وزير الداخلية والبلديات الأستاذ نهاد المشنوق والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، بوشر التحقيق باشراف القضاء المختص لتحديد المسؤوليات وستعلن النتيجة فور الإنتهاء منه.

 

نقابة المحررين استنكرت الاعتداء على الاعلاميين في دار الفتوى

الأحد 10 آب 2014/وطنية - استنكرت نقابة محرري الصحافة "بشدة الاعتداء السافر الذي تعرض له بعض الزملاء الاعلاميين اثناء تغطيتهم عملية انتخاب مفت جديد للجمهورية". وقالت في بيان: "ان هذا العمل ليس الاول ولن يكون الاخير اذا لم تتخذ قيادة قوى الامن الداخلي الاجراءات الحاسمة والصارمة بحق المعتدين من عناصر هذه القوى على الصحافيين والاعلاميين والمصورين، وان بيانات الاسف والاستنكار لم تعد تجدي نفعا خصوصا وان وعودا قطعت سابقا بالتحقيق في حوادث مماثلة لم تنفذ ولم تعرف نتائجها. فعسى هذه المرة يفي وزير الداخلية الزميل نهاد المشنوق بما وعد به لجهة تبيان الفاعلين وتحويلهم الى التحقيق وانزال العقاب بهم واعلام الراي العام بذلك، خصوصا وان الذين اعتدوا على الزملاء لم يرعوا حرمة للمناسبة ولدار الفتوى ".

 

المكتب الاعلامي في دار الفتوى: التعرض لأي اعلامي أمر مرفوض ومدان مهما كان السبب

الأحد 10 آب 2014/  وطنية - أعرب المكتب الاعلامي في دار الفتوى، في بيان، عن أسفه "لما جرى بين رجال الأمن وبعض الاعلاميين المولجين بتغطية انتخاب مفت جديد للجمهورية اللبنانية"، كما أسف "لما حصل مع أحد الاعلاميين بضربه من قبل بعض العناصر الأمنية داخل حرم دار الفتوى"، مؤكدا "ان التعرض لأي اعلامي هو أمر مرفوض ومدان مهما كان السبب، باعتبار ان الاعلام هو عصب لبنان". وشدد على "ان دار الفتوى حريصة على كرامة الجميع ولا ينبغي ان تصل الأمور إلى ما وصلت اليه بين الاعلاميين والأمنيين".

 

النائب علي فياض: توسيع نطاق القرار 1701 أمر غير عملي وغير قابل للتطبيق ومرفوض سياسيا

الأحد 10 آب 2014/  وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، خلال احتفال تأبيني في بلدة دبين الجنوبية، أن "الجميع من شيعة وسنة ومسيحيين وأقليات دفع ثمن الممارسات الإجرامية التي تقوم بها الجماعات التكفيرية، وبالتالي فالوطن بكيانه ومكوناته وتركيبته بات في مرمى الإستهداف التكفيري، مما يطرح المسؤولية علينا جميعا، لأن الخطر التكفيري يجعل اللبنانيين جميعا في مركب واحد، ويخطئ من يظن أنه بمنأى عن دفع الأثمان أو أنه قادر على تحقيق أية مكاسب"، مطالبا الجميع ب"الإلتقاء معا على قاعدة الإعتدال في وجه التطرف لحماية الوطن من الرياح العاصفة التي تضرب على أبوابه". وشدد على أن الوطن "بحاجة لتضافر جهود أبنائه جميعا والتكاتف بين إرادات قياداته لإنقاذ الدولة عبر إحياء المؤسسات والوقوف مع الجيش لحماية الوطن والإقلاع عن بعض الأفكار التي تزيد الأوضاع تعقيدا، معتبرا أن "الدعوة لتوسيع نطاق القرار الدولي 1701 إلى الحدود مع سوريا في البقاع هي أمر غير عملي وغير قابل للتطبيق، فضلا عن أنه مرفوض سياسيا، مع التأكيد أن حماية الحدود مسألة سيادية تندرج في إطار صلاحيات ومهام الجيش اللبناني والأجهزة المعنية".

 

محمد رعد: لا نسكت على ضيم ولا نقبل باحتلال ولا نتعايش مع غزو

الأحد 10 آب /2014 /  وطنية - النبطية - أقيم في بلدة يحمر الشقيف، احتفال تأبيني في ذكرى أسبوع الشهيد مهدي زهور، شارك فيه رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، النائبان عبداللطيف الزين وياسين جابر، مسؤول المنطقة الثانية في "حزب الله" علي ضعون، وحشد من أبناء البلدة والجوار. وألقى رعد كلمة، مما قاله فيها: "اننا اهل مدرسة وابناء ثقافة لا يمكن ان تقبل المذلة والمهانة، لذلك لا نسكت على ضيم ولا نقبل باحتلال ولا نتعايش مع غزو، وانما نوطن أنفسنا على المواجهة والمقاومة والدفاع في الثقافة والاعداد والعلاقات الاجتماعية وبالاقتصاد وبالتسامح فيما بيننا، هذا هو ديننا وهذا هو دين الشهداء".

 

نبيل قاووق: تجاوزنا الخطر الأكبر للعدوان التكفيري ونواجه المرحلة الأسهل

الأحد 10 آب 2014  وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، ان لبنان "يتعرض لعدوان تكفيري بأشكال مختلفة: سيارات مفخخة وانتحاريين، وآخر فصل هو الهجوم على بلدة عرسال". وقال إن "حزب الله هو أول من استشعر بالخطر القادم عبر الحدود الذي سيطال كل اللبنانيين". وفي احتفال تأبيني أقيم في حسينية عين قانا، في ذكرى اسبوع الشهيد ذبيان علي ملاح، حضره مسؤول المنطقة الثانية في "حزب الله" علي ضعون وعلماء دين وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة، أضاف قاووق: "إن الجيش اللبناني بأغلى تضحياته، والمقاومة التي قدمت الدماء، استطاعا حماية الوطن من الفتنة الكبرى، وان يفشلا اهداف العدوان التكفيري على لبنان. ونحن نواجه المرحلة الاسهل للعدوان التكفيري على لبنان فالخطر الاكبر تجاوزناه، لكن العدوان لم ينته والخطر ما زال قائما. وبالتالي هذا يفرض على اللبنانيين حكومة اولا، وثانيا 14 و 8 آذار الاسراع في اقرار استراتيجية وطنية لمواجهة الارهاب التكفيري الذي يهدد كل الوطن وكل اللبنانيين". وأكد ان "ما دام الخطر قائما في جرود القلمون فنحن في حزب الله نؤكد انه لو اجتمعت الدنيا علينا ما تركنا نصرة وحماية اهلنا ومقدساتنا وسيكتب التاريخ مجددا اننا كما هزمنا اسرائيل في 2006 سنهزم الارهاب التكفيري، ولبنان المقاومة بمعادلته الجيش والشعب والمقاومة يستحيل ان يتحول الى امارات تكفيرية، فلبنان عصي على الارهاب الاسرائيلي والتكفيري". وعن غزة قال قاووق: "نحن شعب المقاومة نقول انه مهما كانت الضغوطات لن نغير وجهتنا ولا قبلتنا ولا رايتنا وهي القدس، فهذا عهد السيد موسى الصدر والسيد عباس الموسوي وهذا موقف حزب الله وحركة امل".

 

احمد قبلان: لفك اسر الجنود المختطفين عبر كسر التكفير وليس عبر الإستسلام له

الأحد 10 آب 2014 /وطنية - ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان كلمة في احتفال تأبيني أقيم لمناسبة مرور أربعين يوما على وفاة المرحوم شحادي مشيك في بلدة رماسا البقاعية، أشاد فيها ب"مناقبية المرحوم"، متمنيا لأهله وعائلته "الصبر والسلوان على مصابهم، ولفقيدهم الرحمة والغفران". وتطرق في كلمته إلى الوضع الداخلي، فأشار إلى أن "وظيفتنا في لبنان هي تأكيد القيم الإجتماعية التي تضمن حق الإنسان الذي كرمه الله وجعله محل خلافته وموضع أمانته، وهذا يعني أننا ضد العقل السياسي الذي يحتكر الناس، وضد التكفير الذي سرق الرحمة من قيم السماء، وضد الجوع الذي ابتكرته سياسات الطبقة المستفيدة، وضد الظلم الذي تحول طقسا لدى أرباب السلطة". وحذر من أن الجيش آخر مؤسسة وطنية عابرة للطوائف، لذا "ممنوع كسر الجيش، أو تحويله إلى مكسر عصا، أو ابتزازه عبر اتفاقيات مذلة".

وأكد ضرورة التضامن "السني - الشيعي" بوجه الإرهاب التكفيري، داعيا إلى "أولويات وطنية جديدة، تأخذ في الإعتبار خطورة التكفير على المسيحي والمسلم، ما يساعد على تأسيس جبهة وطنية تخدم هذا العنوان". ورحب ب "المصالحات السياسية التي تؤسس لتعاون جديد على مستوى إعادة تكوين طاقم المؤسسات الدستورية"، في المقابل حذر من "لعبة القتل الأوسطية التي بدأت بتونس، وتحولت مجازر في سوريا، ونكبات في العراق، وكوارث في غزة، التي نؤكد حقها بالحياة، ومنع عزلها عن العالم، كما نشيد بفعل المقاومة التي أثبتت أنها ضمانة الشعوب بوجه الأباطرة والمستبدين".

وختم كلمته بالتذكير بأن الجنود المختطفين، "يمثلون كل لبنان ويجب فك أسرهم، وعدم التهاون بقضيتهم، وذلك يكون عبر "كسر التكفير"، وليس عبر الإستسلام له".

 

خريس: لدعم الجيش بكل الامكانات بدون قيود او شروط

الأحد 10 آب 2014/وطنية – تبنين – ناشد النائب علي خريس، خلال حفل تأبيني في بلدة الحميرى، القيادات السياسية "الوقوف بوجه الازمة التي تعصف بالبلاد بإرادة صلبة وعزم وتصميم للخروج منها وعدم العودة الى الوراء، والتمسك بالثوابت الوطنية وبالوحدة الداخلية، والتحدث بلغة المحبة والألفة، والتعايش تحت سقف الوطن بأمن وآمان واستقرار، والاتفاق على انجاز الاستحقاقات الاساسية على المستوى الوطني العام وبالأخص رئاسة الجمهورية، وعدم تعطيل المؤسسات، لا المجلس النيابي ولا مجلس الوزراء". وقال: "نحن في حركة أمل لا نريد التمديد للمجلس النيابي، وقد مدد له من قبل سنة وثلاثة أشهر وعطل ولم يقم بالدور التشريعي المطلوب، وبالأخص في موضوع سلسلة الرتب والرواتب، حيث البعض يرفض التشريع قبل انتخاب رئيس الجمهورية، وهل نذهب مرة اخرى الى التمديد ويبقى المجلس معطلا، أم ان المطلوب تفعيل المؤسسات والذهاب الى انتخابات نيابية وقبلها رئاسة الجمهورية، لكي نستطيع ان نحمي وطننا من المؤامرات التي تستهدف المنطقة التي باتت تعج بالمشاكل والحروب الملتهبة لأهداف مشبوهة تصب لصالح الكيان الصهيوني الذي يمعن قتلا بالأطفال والنساء والشيوخ ويدمر مرتكزات الحياة فيها، امام التخاذل العربي المهين والصمت العالمي المريب، ويترك الشعب الفلسطيني يدافع ويقاوم وحيدا".

أضاف: "كذلك المنظمات الارهابية من داعش والنصرة وغيرها في سوريا والعراق تقتل وتذبح وتدمر المقامات وتهجر المسيحيين وغيرهم، لخدمة المشروع التقسيمي المذهبي والطائفي، والذي سيكون اشد خطرا من اتفاق سايكس بيكو الذي سنترحم عليه، وتمتد هذه الايدي التكفيرية الى وطننا في بلدة عرسال لإشعال نار الفتنة الطائفية والمذهبية وضرب صيغة التعايش والوحدة الوطنية وإضعاف الجيش الذي هو خشبة خلاص الوطن وحامي أمنه واستقراره". وتوجه خريس الى "البعض الذي يتحدث عن الوقوف الى جانب الجيش، ويضع ثلاث نقاط، ويضيف كلمة ولكن، هذه الكلمة التي قد تعني أن هذا البعض ليس مع الجيش"، وقال: "الموقف مع الجيش في هذه المعركة يكون دون شروط ولا تعجب ولا استفهام، لان الجيش وقف بأحلك الاوقات والظروف وحمى الوحدة الداخلية الوطنية وقدم المئات من جنوده من اجل الوطن وأمنه واستقراره، يجب ان يدعم الجيش بكل الامكانات والوسائل من دون قيود وشروط".

 

الراعي اتصل بالمفتي قباني منوها بكلمته اليوم ومهنئا بانتخاب مفت جديد: خطوة مهمة نحو وحدة اللبنانيين جميعا

الأحد 10 آب 2014 /وطنية - تلقى مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد راغب قباني، اتصالا من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، هنأه فيه على "الانجاز الذي تحقق اليوم بوحدة المسلمين"، معتبرا انه "خطوة مهمة نحو وحدة اللبنانيين جميعا ونبذ خلافاتهم، وتعبر عن سعة قلب، وتجلي مشهدا للوحدة يبعث الأمل في نفوس اللبنانيين جميعا". وبحسب بيان للمكتب الإعلامي في دار الفتوى، فإن الراعي أعرب خلال الاتصال، أيضا، عن "سروره وارتياحه عند سماعه كلمة المفتي قباني اليوم التي كانت على قدر المسؤولية، وللانجاز الذي تحقق. وهنأه بانتخاب مفت جديد للجمهورية يتابع مسيرة الوحدة".

 

سليمان اتصل بدريان مهنئا: لتثبيت نهج الاعتدال في مواجهة التطرف الآتي من خارج الحدود

الأحد 10 آب 2014 /وطنية - اتصل الرئيس العماد ميشال سليمان بمفتي الجمهورية المنتخب الشيخ عبد اللطيف دريان لتهنئته بمنصبه الجديد وتهنئة الهيئة الناخبة ودار الإفتاء على "الروح التوافقية الجامعة". ورأى أن "سيرة المفتي الجديد تمثل الوجه الحقيقي للاسلام"، مشددا على "أهمية الدور الريادي لدار الإفتاء بالتكافل والتضامن مع باقي الصروح الدينية لدعم مشروع نهوض الدولة ومؤسساتها".

وشدد سليمان على "أهمية وحدة الصف الاسلامي والوطني لتثبيت نهج الاعتدال في مواجهة التطرف الآتي من خارج الحدود، والذي من شأن دار الإفتاء أن يلعب الدور الأهم في صده"، املا أن "ينسحب هذا الاجماع على كافة الاستحقاقات الوطنية الداهمة، أبرزها انتخاب رئيس الجمهورية لتأمين حسن سير عمل المؤسسات وانتظامها". من جهته شكر قباني للبطريرك الماروني اتصاله "الذي يعبر عن عمق الرغبة في الوحدة ونبذ الخلافات، ليبقى لبنان وطن المحبة بأبنائه جميعا مسلمين ومسيحيين".

 

الشيخ عبد اللطيف دريان زار سلفه في دار الافتاء: سنبقى على تواصل دائم قباني: ان شاء الله لن أدخر جهدا في تقديم النصح

الأحد 10 آب 2014 / وطنية - زار المفتي المنتخب الشيخ عبد اللطيف دريان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في منزل الافتاء بعد انتخابه، وقال بعد اللقاء: "من الطبيعي أن آتي إلى منزل الإفتاء، إلى سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني بعد ما تم إنجازه اليوم من إجراء انتخابي لمنصب الإفتاء، وأنا أعتبر أنني ما انقطعت أبدا عن منزل الإفتاء، وما انقطعت أبدا عن سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، لقد كنت متعاونا معه كل التعاون من أجل المصلحة الإسلامية ومن أجل القضاء الشرعي ومحاكمه، وكنا نتزود دائما من توجيهاته، أعدكم جميعا وأعد سماحة المفتي أنني سأبقى على اتصال دائم به لأنه بالفعل هو بالنسبة الي مرجعية دينية لا يمكن أن أستغني عنها في العمل، وله باع طويل بالنسبة لإدارة شؤون المسلمين في تلك المرحلة التي تولى سماحته فيها مقام منصب مفتي الجمهورية، وبالطبع إن شاء الله سنلتقي وإياه دائما على خير لأن هم سماحة المفتي وهمي هو مصلحة المسلمين والعمل لإعزاز دار الفتوى دار المسلمين جميعا، ودار اللبنانيين جميعا، سماحة المفتي الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني هو مفتي الجمهورية اللبنانية وهو شيخنا ونعتز نحن بأننا سنبقى على تواصل معه بإذن الله سبحانه وتعالى، والله ولي التوفيق، وإن شاء الله هذا اللقاء الذي كان والذي سيستمر إن شاء الله فيه خير كثير للمسلمين وللبنانيين بعونه تعالى وتوفيقه إن شاء الله".

قباني

بدوره قال المفتي قباني: "أرحب بأخي سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان في هذا اليوم الطيب الذي انتخب فيه مفتيا للجمهورية اللبنانية، وأهنئه على هذه الولاية التي سيتولاها، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقه لما فيه خير الإسلام والمسلمين واللبنانيين وأن يهيئ له رجالا يعينونه على الحق ويتعاونون معه على البر والتقوى، وأنا إن شاء الله لن أدخر جهدا في تقديم النصح لأن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم قال: "الدين النصيحة"، وكما قال صلى الله عليه وسلم: "المؤمنون بعضهم لبعض نصحة"، وهذه هي حال الدنيا، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: "وجعلكم خلفاء الأرض"، أي أن الناس يتعاونون في ما بينهم ويخلف بعضهم بعضا، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يختم لنا الخير وأن يتوفنا على الإيمان والإحسان والتقوى، وأن يجزينا جميعا الجزاء والثواب في الآخرة وأن يوفق أخي سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان لما فيه رضاه، إنه تعالى ربنا نعم الموفق ونعم المعين".

 

الشيخ عبد اللطيف دريان مفتيا للجمهورية ب74 صوتا وزيارة الى سلفه في دار الافتاء وتأكيد على التواصل الدائم

الأحد 10 آب 2014 /وطنية - انتخب رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا الشيخ عبد اللطيف دريان مفتيا جديدا للجمهورية اللبنانية، بعدما نال 74 صوتا من اصل 93 من الهيئة الناخبة الحاضرين وغياب 10 أعضاء. استهلت العملية الانتخابية بقراءة آيٍ من الذكر الحكيم ثم افتتح رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بصفته رئيس مجلس الانتخاب الإسلامي، جلسة الانتخاب، في حضور الهيئة الناخبة التي تضم رؤساء الحكومة السابقين الذين حضر منهم الرئيسان فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي، ووزراء ونواب حاليين من الطائفة السنية، اعضاء المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى والمفتيين المحليين العاملين وقضاة الشرع العاملين وقضاة الشرع المتقاعدين واميني فتوى بيروت وطرابلس والمدير العام للاوقاف الاسلامية. وألقى سلام كلمة توجه فيه إلى الحضور بالقول: "عملا بالمادة الشفافة من المرسوم الاشتراعي 18/55 الذي بموجبه دعونا مجلس الانتخاب الاسلامي لانتخاب مفت للجمهورية في جو من التوافق والالفة والمحبة، وايضا في جو من الانضباط، في جو جامع يشترك فيه اصحاب الدولة واصحاب السماحة والمعالي والفضيلة والسيادة، اهلا بكم جميعا في ما نحن فيه اليوم، في صبيحة يوم الاحد من العاشر من آب، نلتقي ونجتمع موحدين متوافقين على المصلحة العليا لطائفتنا ولوطننا الحبيب لبنان".

أضاف: "اهلا بكم جميعا ونحن نمضي قدما الى الامام في مسيرة تثبيت مرجعيتنا الدينية، في مسيرة تثبيت دار الافتاء التي مضى عليها عقود وهي تقوم بمهمات ومسؤوليات جسام على مستوى القيادة الدينية الوطنية في طائفتنا، طائفة الاعتدال، طائفة الانفتاح، طائفة الدين الاسلامي الرحب الذي يتفاعل مع كافة مكونات الوطن من طوائف اخرى من اجل المحافظة على لبنان، لبنان الديموقراطي، لبنان الحرية، لبنان السيادة ولبنان الاستقلال. نحن اليوم نمضي في هذا السبيل بخطى واثقة، بخطى يعتز بها ابناء هذه الطائفة وقيادات هذه الطائفة لما فيه المصلحة العامة. نحن اليوم نمضي سويا في انتخاب مفت للجمهورية بهدف ترسيخ وتوطيد دار الفتوى ببعدها المؤسسي الجامع في قيادة الطائفة دينيا وسط ما يشهده الاسلام والمسلمون من حالات ووضعيات شاذة مؤذية مضرة لا تمت الى الاسلام والمسلمين بشيء".

وتابع: "لقاؤنا اليوم، بل تلاقينا اليوم في جو كما قلت، من الالفة والامان ومن الاستقرار لرعاية وعناية شؤوننا الاسلامية من خلال هذه اللحظات المباركة هو لترسيخ مسيرة الوفاق والاستقرار في لبنان. لا بد لي من ان اتوجه بالشكر والتقدير الى كل الذين ساهموا معي ومع اخواني الرؤساء الوزراء والعلماء في تحقيق هذه اللحظات العزيزة على قلوبنا. شكرا لهم جميعا وكل القوى الدينية وغير الدينية من سياسية وعلمانية وغيرها في البلد التي رفدت هذا الاستحقاق بما يستحق من دعم ومؤازرة لانجاح هذه الممارسة الديموقراطية التي هي من صلب نظامنا الديموقراطي. ولا بد لي من ان اتوجه باسمكم جميعا الى اخواننا العرب الذين رفدونا ودعمونا في هذا الاستحقاق وكان لهم الباع الطويل في جمع الكلمة وتوحيد الصف، ونحن كما تعلمون مع محيطنا العربي والاسلامي أقوياء اشداء، وبعيدون عنهم ضعفاء مشتتين، فبالتالي نتمسك ونعلن هذا الشكر ليعلم الجميع اننا في وسط امة عربية اسلامية تواجه المخاطر والصعاب ولن تكون الا المواقف الموحدة الجامعة في مواكبة هذا الاستحقاق".

وختم: "أهلا بكم جميعا ويسرني ان ادعو سماحة الشيخ هشام خليفة للشروع في عملية الانتخاب والله ولي التوفيق".

النتيجة

وبعد انتهاء جلسة الانتخاب وفرز الأصوات، حيا سلام "سيد هذه الدار سماحة المفتي الدكتور محمد رشيد قباني على مواكبته لهذه العملية الديموقراطية"، ثم تلا محضر وقائع جلسة الانتخاب، اشار فيه الى ان عدد الحاضرين بلغ 93 من اصل 103. وقال: "ان الشيخ عبداللطيف دريان حصل على 74 صوتا، 9 اصوات للشيخ احمد الكردي، صوتان اوراق ملغاة و8 اوراق بيضاء. وبذلك اعلن فوز الشيخ عبداللطيف دريان بمنصب مفتي الجمهورية اللبنانية. ويستلم مهامه في 15 ايلول في اطار حفل تسليم وتسلم".

المفتي المنتخب

ثم ألقى دريان كلمة قال فيها: "لقد أنجزتم اليوم بتوفيق الله عز وجل ، ومساعي كل المخلصين ، عملية انتخابية ستكون بإذن الله فاتحة خير ووفاق على هذه المؤسسة الإسلامية والوطنية الجليلة ، وعلى المجتمع الإسلامي في لبنان ، وعلى كل مريدي الإصلاح والاستنارة والنهوض والاعتدال في ديننا الحنيف، وفي وطننا الحبيب لبنان".

أضاف: "لقد أصاب دار الفتوى ، ما أصاب الوطن في السنوات الماضية من انقسام من حولها، وانقسامات في قلب مؤسساتها ، وتراجع في خدماتها الوطنية ، وفي القيام بدورها الجامع ، ومهماتها الاجتماعية الكبرى التي عرفها لها وعنها اللبنانيون على اختلاف الديانات والطوائف ، وعرفها لها وعنها العرب والمسلمون في مشارق الأمة ومغاربها ، ولذلك فإن الذي جرى اليوم هو تعبير عن إرادة قوية من جانب كل المسلمين في لبنان في مواجهة المشكلات ، وتسديد المسار، والتصميم على متابعة المهام والدور ، والإسهام المعهود من جانب هذه الدار العريقة في صون الشأنين الإسلامي والوطني".

وتابع: "أيها المسلمون، إن لكل مبادرة في المجال الديني والوطني مهمة ورسالة وبرنامجا، وإنني وقد حظيت بدعمكم وثقتكم ، كلي تصميم أن أكون على مستوى الأمانة التي عهدتم لي بها في رعاية الشأن الديني والوقفي والقضائي والخيري ، بحسب المراسيم والقوانين والأعراف المرعية ، وبما تقتضيه النزاهة ، وتقتضيه الشورى ، ويقتضيه قبل ذلك وبعده تقصد وجه الله سبحانه وتعالى والاحتساب عنده ، والتماس أجره وطاعته ورضاه. لا مجال بعد اليوم للانقسام بين المفتي والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، فقد وضعنا مشترعونا وأسلافنا على طريق واضحة في التعاون والتضامن وأداء المهام والصلاحيات ، وقد تلقينا درسا بل دروسا في هول ما يحصل عندما يحدث الخلاف والانقسام ، ولذا فأنا مصر اليوم وغدا على العودة لمسار ومسيرة الألفة والوحدة والعمل بقدر الوسع والطاقة مع المجلس الشرعي لاستدراك ما فات ، والاستعداد لما هو ضروري وآت ، إن رعاية الشأن الوقفي ، والخيري ، والديني، والاجتماعي من طريق المؤسسات القائمة ، والأخرى التي يستحدثها المسلمون العاملون، ضرورة دينية ووطنية وإنسانية ، وكما سبق القول ؛ فإنني مصمم على العمل مع المجلس الشرعي، ومع المجلس الاستشاري، ومع الإدارات الوقفية، وإدارات المؤسسات الخيرية، وإدارات صناديق الزكاة ، على تلافي ما وقع من أضرار في العمل وفي الثقة ، فنحن في المؤسسات الدينية رأس مالنا ثقة المجتمع الإسلامي في لبنان بنا ، وإحساسه بأننا قائمون بمهامنا له وبه، وأننا إنما نعمل في خدمة مصالحه وقضاياه واهتماماته. ومضيا مع هذا المسعى الذي حصل اليوم ، والذي أجمع عليه كبار المسلمين ، يكون علينا القيام بإعادة بناء المؤسسات من طريق الانتخاب ، بدءا بالمجلس الشرعي والمفتين المحليين والمجالس الإدارية للأوقاف ، وسائر الجهات التي تناولها المرسوم الاشتراعي رقم 18 للعام 1955، أو تناولتها قرارات المجلس الشرعي ومقترحات لجانه المتخصصة ، الجهد الانتخابي جهد في التنمية والتطوير، وهو قبل ذلك جهد في التوعية بشأن المشاركة والمسؤولية وفي شأن التداول على السلطة ، والمحاسبة على أساس الأداء في تحمل المسؤولية".

أضاف: "إن هذا القصد التسديدي والتطويري، لا يستقيم إلا بإعادة النظر في أوضاع الجهاز الديني، والوضع لهذه الجهة ليس مطمئنا بالفعل ، إن التعليم الديني في مدارسنا الدينية ومعاهدنا وكلياتنا يعاني من علل كثيرة ، والتعليم الديني في المدارس الرسمية والخاصة لا يكاد يقوم بمهام الحد الأدنى في التربية على الدين والأخلاق ، نحن نعاني من التشرذم وضآلة الكفاءة في ممارسة هذه المهمة الجليلة التي لا تستقيم التربية الدينية والاجتماعية بدونها. نعم ، لدينا تفلت كثير وكبير، ولدينا من جهة ثانية تشدد وانكماش وغربة وغرابة ، بالطبع، لا ينبغي أن نحمل أنفسنا نحن القائمين على التعليم الديني المتخصص والعام وعلى التربية الدينية في المدارس والكليات والمعاهد والمجتمع ما لا نطيق، وما لسنا مسؤولين عنه. لكن من جهة أخرى : ما هي المهام التي بقيت لنا نحن أهل المؤسسة الدينية؟ بقي لنا الشأن الوقفي والخيري ، والشأن القضائي (قضاء الأحوال الشخصية)، والتعليم الديني ، والإفتاء ، والإرشاد العام ، وهذه مهام جليلة وكبرى ، ونحن مسؤولون عنها بالأمس واليوم وغدا ، ومن حولنا يضج مجتمعنا الإسلامي واللبناني بالشكوى في كل تلك الشؤون ، وبخاصة في مجال التشدد والتطرف ، ديننا دين الاعتدال ، وديننا دين التسامح والعيش المشترك ، ولست أزعم أن التربية الإسلامية لو استقامت سوف تعالج كل مشكلات التطرف ، لكن لنقم بمهماتنا الإصلاحية، ثم لنطالب الآخرين بالقيام بواجباتهم". وقال: "نحن محتاجون الآن إلى جهد في إعادة تنظيم المعاهد الدينية ، وفي تطوير البرامج وتدريب المدرسين ، وفي العناية بثقافة الأئمة والخطباء في المساجد ، وفي الإشراف الأقوى لدار الفتوى على المدارس الدينية الرسمية والخاصة. وسوف أصارحكم بحقيقة أو حقائق عشتها مع سماحة المفتيين الشهيد الراحل الشيخ حسن خالد والشيخ الدكتور محمد رشيد قباني من مواقع مختلفة إضافة للعلاقات الشخصية ، ما طلبنا من مجتمعنا الإسلامي في لبنان والعالم العربي أمرا من أجل الرعاية والإصلاح والتسديد وصنع الخير والخدمة الاجتماعية ، إلا وجرت الاستجابة بأكثر مما قدرنا أو حسبنا، شرط الثقة والكفاءة". أضاف: "إننا محتاجون اليوم وغدا إلى مكافحة الفقر والحاجات الاجتماعية ، ومحتاجون اليوم قبل الغد إلى مكافحة التشدد والتطرف والعنف باسم الدين في أوساطنا ، ومحتاجون إلى تواصل وتفاهم أكبر في العلاقات الإسلامية- الإسلامية ، والإسلامية- المسيحية ، ومحتاجون لبلوغ كل ذلك إلى فكر إصلاحي ومبادرات إصلاحية كبرى ، ومحتاجون للقدرة على القيام بذلك أيضا إلى ثقة المجتمع الإسلامي والوطني والعربي ، إنها المهام الكبرى الضرورية للأوطان والأديان، وهي تتطلب منا أن نكون على مستوى الرسالة التي عهدنا لأنفسنا بها، واعتبرناها واجبا دينيا ، لنقم بواجباتنا في الإصلاح ومكافحة التشدد ، وأنا واثق من استجابة الناس لنا ، لأن ديننا هو دين التوسط والمسالمة ، أولم تسمعوا قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين } سورة البقرة - آية 208 ، ثم إن تجربتنا في العيش اللبناني تدفعنا بالاتجاه ذاته ، فالانعزال لا خير فيه ، والتشدد ما كان محمودا ولا سليم العاقبة لا في التجربة اللبنانية ، ولا في التجارب العربية والإسلامية العامة".

وتابع: "أيها المسلمون، أيها اللبنانيون، إن هذا المقام هو مقام مصارحة ، كما أن هذه الدار كانت وما تزال دار مصالحة ، والمصارحة بقصد المصالحة تقتضينا القول إن العلاقات بين الشيعة والسنة بداخل الإسلام وبداخل لبنان أقل ما يقال فيها أنها ليست على ما يرام ، وأنا على يقين أن أحدا منا سواء أكان رجل دين أو سياسيا ما قصد الإساءة إلى وحدة المسلمين أو اللبنانيين ، لكن وقعت الواقعة، وتفاقمت النزعة المذهبية والطائفية ، وظهر عندنا وعندهم غلو كثير ، وحدث استخفاف كبير بالأنفس والأعراض والممتلكات التي أمرنا رسول الله بصونها في خطبة الوداع ، إن ما يجري بالعراق وسورية ولبنان واليمن وليبيا هول هائل ، وما نصنعه بأنفسنا يكاد يعجز عن صنعه الإسرائيليون في غزة وفلسطين ، ولا علة لذلك غير الطغيان والتطرف: فهل نقعد عن أداء واجب المبادرة التي أمرنا بها رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بقوله : (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) . وقوله : (مثل المؤمنين فى توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى)".

وقال دريان: "لا بد من المبادرة، لأن الخسائر هائلة ، ولأن الفتنة بحسب ما جاء في القرآن الكريم لا تنال من المتورطين فقط: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب} ، وقد قال الإمام الطبري في تفسيره إن العقاب الشديد لا ينال المتورطين في الفتنة فقط، بل ينال أيضا أولئك الذين كانوا قادرين ولم يبادروا إلى إخمادها ، أعلم أن عديدين منكم حاولوا ويحاولون ، وسأتشاور معهم ومع القيادات الدينية اللبنانية والعربية فيما يمكن عمله لمواجهة هذا الشر المستطير ، فهذه مهمة دار الفتوى ووظيفتها من أجل الدين ووحدة المسلمين والانتماء العربي ، وإنقاذ لبنان. إن هذا الشر المستطير لا ينال فقط من وحدة الأوطان ، ومن سلام الإنسان والعمران ، لكنه إنما ينال أول ما ينال من ديننا الذي ساء مشهده ليس في العالم البعيد فقط ؛ بل وفي العالمين العربي والإسلامي".

أضاف: "أيها المسلمون، أيها اللبنانيون، بيننا وبين المسيحيين في الوطن والثقافة والقومية شراكات ووجوه عيش عريق ، وقد اختلفنا ونختلف في أمور كثيرة ، لكننا ومنذ قرر القرآن الكريم أن النصارى هم الأقرب مودة لنا ، ما اختلفنا على الحق في الدين وفي الوطن وفي الحرية وفي الكرامة والعيش المشترك ، فكيف يرغم المسيحي بالموصل وغير الموصل على ترك الدين والدار ، وتتهدد حريته وكرامته وحياته من هذه الجهة أو تلك وباسم قهر فاجر ما أنزل الله به من سلطان؟ إن الدفاع عن الدين والوطن والعيش المشترك يقتضينا نحن اللبنانيين جميعا ، ونحن العرب جميعا ، أن نقوم معا، وبمقتضى التجربة العريقة، بالواجب الديني والأخلاقي والوطني والعربي في مكافحة هذه الفئة الباغية على المسيحيين كما كافحنا ونكافح هذا التطرف دفاعا عن ديننا وإنساننا، هناك اثنا عشر مليون عربي مهجر، ونصف مليون قتيل عربي خلال أقل من خمس سنوات ، وتهجير المسيحيين والفئات الأخرى أو اضطهادهم من ضمن ظواهر الطغيان والتطرف والتمييز ، والتي ينبغي مكافحتها اليوم قبل الغد ، وإنني لأتوجه إلى الشركاء المسيحيين بمشاعر التضامن والتعاطف وإحقاق الحق والقسط ، فنحن معا نستطيع القيام بالكثير انطلاقا من لبنان ، وطن الرسالة والإنسان".

وتابع: "أيها المسلمون، أيها اللبنانيون، كانت دار الفتوى في لبنان وستظل بيئة للاجتماع والتضامن والمصارحة ، وموطنا للتآلف والمسؤولية والمصالحة ، نحن نخطئ ونصيب ، لكننا لا نضعف ولا نستضعف ، إن المسلم الحق ، وهو في أشد حالات الضيق والمرارة ، يظل يفكر بالآخرين واحتياجاتهم كما يفكر بنفسه ، نحن نعاني اليوم ، بل ومنذ عقود من مشكلات كبرى هي مشكلات الحياة الوطنية اللبنانية والعربية ، وما بقيت مدينة ولا قرية من قرانا إلا وعانت في السنوات الأخيرة من الفقدان في الأرواح وما هو أعز من الأرواح ، وبغياب السلطات كما بحضور بعض السلطات ، لكننا اليوم وغدا وبعد الغد، نبقى أهل الجماعة والألفة والوصل والمودة والمبادرة ، بالأمس كانت وما زالت عرسال هي الحدث ، وقبلها طرابلس ، وقبلها صيدا ، وقبلها بيروت. لكننا نبقى أهل الجماعة وأهل الدولة وأهل المبادرة ، تحملنا العبء الأكبر في نزوح السوريين من أتون الحرب المدمرة الدائرة في الجوار ، وتحملنا قبلها العبء الأكبر في اللجوء الفلسطيني من الاحتلال الصهيوني ، وبين هذا وذاك تحملنا وما نزال- العسف والقتل والاغتيال طوال العقد الماضي من القريب القريب، لكننا نبقى أهل الجماعة وأهل الدولة وأهل العيش المشترك والمبادرة".

وقال: "لقد شد كبير العرب والمسلمين الملك عبد الله بن عبد العزيز على أيدينا ، وعهد إلى دولة الرئيس سعد الحريري ، ابن أسرة الخير والود والتواصل والمبادرة بالوقوف إلى جانب الدولة ضد التطرف ، والعمل على لأم جراح المسلمين واللبنانيين ، ونحن إذ نحيي مبادرة خادم الحرمين الشريفين ونقدرها ، نطمئنه ونطمئن اللبنانيين إلى أنه لن يغير من طبيعتنا الطغيان ولا العدوان ولا التطرف ولا الإرهاب ، وسنبقى اللحمة والبلسم في لبنان ومن أجل لبنان ، ولن يخرجنا عن طورنا أحد أو حدث أو جور أو استئثار أو عنف ، لأن يد الله على الجماعة ، ولأن حب الوطن من الإيمان ، ولأن التطرف قطيعة وانبتات وقد قال رسولنا صلوات الله وسلامه عليه (إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى)".

وختم دريان: "إن الذي أرجوه في هذه الخاتمة ، أن تستطيع هذه الدار دار الفتوى ، دار الوطنية والعروبة والإسلام ، البقاء دارا جامعة لكل المسلمين وللعلماء ، عاملة لهم وبهم بدون تفرقة ولا تمييز ، وستبقى دار الفتوى في السنوات المقبلة بحسب تراثها العريق ، على صورة المسلمين اللبنانيين في سماحهم وسماحتهم ، وودهم وحضارتهم ، واقتناعهم العميق بوطنهم ودولتهم ، وعيشهم المشترك، وانتمائهم العربي، وأمانتهم لدينهم وأمتهم. أشكر الإخوة الحاضرين على الثقة والتأهيل بالانتخاب لتولي هذا المنصب الجليل ، وأسألكم وأسأل المسلمين خارج هذه القاعة واللبنانيين جميعا الدعاء والمساعدة ، فأنا في أشد الحاجة إليهما ، واختم كلمتي بقوله تعالى : { ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين * ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم }".

زيارة دار الفتوى

وبعد الانتخابات، زار المفتي المنتخب الشيخ عبد اللطيف دريان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في منزل الافتاء بعد انتخابه، وقال بعد اللقاء: "من الطبيعي أن آتي إلى منزل الإفتاء، إلى سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني بعد ما تم إنجازه اليوم من إجراء انتخابي لمنصب الإفتاء، وأنا أعتبر أنني ما انقطعت أبدا عن منزل الإفتاء، وما انقطعت أبدا عن سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، لقد كنت متعاونا معه كل التعاون من أجل المصلحة الإسلامية ومن أجل القضاء الشرعي ومحاكمه، وكنا نتزود دائما من توجيهاته، أعدكم جميعا وأعد سماحة المفتي أنني سأبقى على اتصال دائم به لأنه بالفعل هو بالنسبة الي مرجعية دينية لا يمكن أن أستغني عنها في العمل، وله باع طويل بالنسبة لإدارة شؤون المسلمين في تلك المرحلة التي تولى سماحته فيها مقام منصب مفتي الجمهورية، وبالطبع إن شاء الله سنلتقي وإياه دائما على خير لأن هم سماحة المفتي وهمي هو مصلحة المسلمين والعمل لإعزاز دار الفتوى دار المسلمين جميعا، ودار اللبنانيين جميعا، سماحة المفتي الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني هو مفتي الجمهورية اللبنانية وهو شيخنا ونعتز نحن بأننا سنبقى على تواصل معه بإذن الله سبحانه وتعالى، والله ولي التوفيق، وإن شاء الله هذا اللقاء الذي كان والذي سيستمر إن شاء الله فيه خير كثير للمسلمين وللبنانيين بعونه تعالى وتوفيقه إن شاء الله".

قباني

بدوره قال المفتي قباني: "أرحب بأخي سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان في هذا اليوم الطيب الذي انتخب فيه مفتيا للجمهورية اللبنانية، وأهنئه على هذه الولاية التي سيتولاها، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقه لما فيه خير الإسلام والمسلمين واللبنانيين وأن يهيئ له رجالا يعينونه على الحق ويتعاونون معه على البر والتقوى، وأنا إن شاء الله لن أدخر جهدا في تقديم النصح لأن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم قال: "الدين النصيحة"، وكما قال صلى الله عليه وسلم: "المؤمنون بعضهم لبعض نصحة"، وهذه هي حال الدنيا، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: "وجعلكم خلفاء الأرض"، أي أن الناس يتعاونون في ما بينهم ويخلف بعضهم بعضا، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يختم لنا الخير وأن يتوفنا على الإيمان والإحسان والتقوى، وأن يجزينا جميعا الجزاء والثواب في الآخرة وأن يوفق أخي سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان لما فيه رضاه، إنه تعالى ربنا نعم الموفق ونعم المعين".

السيرةالذاتية لدريان

ولد دريان في بيروت بتاريخ 19/رجب الخير/1372هجرية،الموافق 3/نيسان/1953م.

متأهل وله أربعة أولاد. تلقى دراسته الثانوية الشرعية في أزهر لبنان في بيروت وحصل على الإجازة العالية في الدعوة وأصول الدين من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1976 بدرجة إمتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وتابع دراساته العليا في الأزهر الشريف في مصر ودراساته التربوية العليا في جامعة عين شمس بالقاهرة حيث استحصل على شهادة الدبلوم في التربية منها بتاريخ 1977م بالإضافة الى إجازات متعددة في العلوم الاسلامية المتنوعة من علماء افاضل.

تقلد مناصب عدة:

- أمين سر مفتي الجمهورية اللبنانية المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد عام 1988م.

- مديرا عاما لمؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية عام 1987م.

- مديرا عاما للأوقاف الاسلامية بالوكالة عام 1990م.

- قاضي بيروت الشرعي عام 1991م.

- مستشارا لدى المحكمة الشرعية السنية العليا عام 1999م.

- رئيسا ومديرا عاما للمحاكم الشرعية السنية العليا في لبنان منذ العام 2005م.

- رئيسا للمجلس التأديبي لموظفي المحاكم الشرعية عام 2005م.

- رئيسا لمجلس إدارة صندوق تعاضد قضاة المحاكم الشرعية السنية والجعفرية والمذهبية عام 2005م و2009م.

- أستاذا محاضرا في الدروس الحقوقية والأحوال الشخصية، وتاريخ التشريع الإسلامي، وأصول الفقه في كلية الحقوق في جامعة بيروت العربية، ومعهد الدراسات الإسلامية التابع لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، وكلية الشريعة الإسلامية في بيروت منذ العام 1998م وحتى العام 2001م.

- مشرفا ومناقشا على رسائل الماجستير والدكتوراه.

- عضوا في لجنة صندوق الزكاة في لبنان عام 1990م.

- عضوا في المجلس الاداري لأوقاف بيروت من العام 1990م ولغاية 1999م.

- عضوا بالمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى منذ العام 2005م.

- عضوا في لجنة المعادلات للشهادات الشرعية في المديرية العامة للأوقاف الاسلامية عام 2006م.

- عضوا في لجنة التنمية الوقفية عام 2010م.

- عضوا في مجلس إدارة أزهر لبنان عام 1989م.

- عضوا في لجنة تدقيق طباعة المصحف الشريف عام 1990م.

- أمين السر الخاص لمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني عام 1991م.

- رئيس الهيئة الشرعية في البنك الإسلامي منذ العام2011م.

- عضو الهيئة الشرعية لبنك البركة منذ العام 2004م.

- عضو الهيئة الشرعية لشركة إعادة التأمين الإسلامية منذ العام 2011م.

- عضو الهيئة الشرعية لشركة الأمان للتأمين التكافلي منذ العام 2004م.

- باحث ومشارك في العديد من المؤتمرات والندوات في الدول العربية والإسلامية والأجنبية.

- له العديد من المقالات في الصحف والمجلات اللبنانية والعربية

مؤلفاته: "التبيين في أحكام تلاوة الكتاب المبين"، "فقه المواريث في المذاهب والقوانين العربية"،"فقه الوصية في المذاهب الإسلامية والقوانين العربية"، "قضايا وآراء إسلامية" و"في رحاب شهر رمضان المبارك".

 

الحريري أولم على شرف دريان: لن نرضى لقلة من المتطرفين أن تأخذ الإسلام لمواجهة مع شركاء الوطن والأمة

الأحد 10 آب 2014 /وطنية - أقام الرئيس سعد الحريري ظهر اليوم، مأدبة غداء تكريمية في بيت الوسط، لمناسبة انتخاب الشيخ عبد اللطيف دريان مفتيا للجمهورية، حضرها رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، الرئيسان فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي، المفتي الشيخ محمد رشيد قباني، المفتي المنتخب، وزير الداخلية نهاد المشنوق، وزير العدل أشرف ريفي، وزير البيئة محمد المشنوق، وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، السفير السعودي علي عواض العسيري، السفير الفلسطيني اشرف دبور، السفير العراقي رعد الالوسي، السفير الكويتي عبد العال القناعي، السفير المصري اشرف حمدي، السفير القطري سعد بن علي هلال المهندي، سفير الجزائر ابراهيم حاصي، النائب بهية الحريري، الوزير السابق فيصل كرامي، مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس، مفتي صيدا والجنوب الشيخ سليم سوسان، مفتي بعلبك الشيخ خالد الصلح، مفتي راشيا الشيخ احمد اللدن، مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلي، مفتي صور الشيخ مدرار الحبال، مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى الوزير السابق عمر مسقاوي، وأعضاء الهيئة الناخبة وشخصيات.

وكان قباني ودريان قد وصلا الى بيت الوسط في سيارة واحدة، حيث استقبلهما الحريري عند المدخل الرئيسي.

الحريري

واستهلت المأدبة بالنشيد الوطني، ثم ألقى الرئيس الحريري الكلمة التالية:

"هذا يوم مبارك، نجتمع فيه على وحدة كلمة المسلمين في لبنان، وعلى رفع راية دار الفتوى، والتضامن من حولها، لتبقى أمينة، بإذن الله، على قول الحق، وإقامة العدل، وتعميم الخير، ترسيخ القيم التي قررها القرآن الكريم، ودعانا إليها الرسول الحبيب، صلى الله عليه وسلم في أمتنا وجماعتنا. إن روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، معنا في هذا اليوم، تبارك الجهد النبيل الذي قمتم به، وتوصلتم من خلاله إلى اختيار الشيخ عبد اللطيف دريان ليتولى قيادة دار الفتوى، في مرحلة من أصعب المراحل في تاريخ لبنان، كما أنها مرحلة صعبة في العلاقات بين المسلمين. الآمال معقودة عليكم، يا صاحب السماحة، في حماية الوحدة الإسلامية، والتأكيد على خطاب الاعتدال، وفي المحافظة على مكانة دار الفتوى، ودورها التاريخي، كركن أساسي من أركان الوحدة الوطنية اللبنانية، والعيش المشترك بين المسلمين المسيحيين.

التحديات التي تواجه لبنان والأمة، كثيرة وخطيرة، والله سبحانه وتعالى لن يغفر للمفسدين في الأرض، الذين يريدون أن يتخذوا من ديننا وشريعتنا ورسالة نبينا صلى الله عليه وسلم، وسيلة للإرهاب والتسلط واستدعاء الانقسام والفتنة. المسؤولية الملقاة على دار الفتوى، وعلى كل العلماء المسلمين في هذه المرحلة من حياة الأمة هي مسؤولية كبرى، لا تحتمِل التردد، أو التخلف عن مواجهة التطرف، وإنقاذ رسالة الإسلام والمسلمين من السقوط في هاوية الإرهاب. ونحن، من مواقعنا السياسية، نتحمل المسؤولية أيضا، ولن نرضى لقلة من المتطرفين، أن تأخذ الإسلام والمسلمين إلى مواجهة مع باقي الشركاء في الوطن والأمة. إن تلك الحفنة التي تقوم باقتلاع المسيحيين في العراق، من أرضهم وتاريخهم، هي فئة ضالة معادية للإسلام، وخارجة على رسالة النبي العربي، صلى الله عليه وسلم.

من هنا، طالبنا بموقف عربي واسلامي واضح، يحمي الحياة المشتركة، بين المجموعات الدينية في المنطقة، وفي لبنان تحديدا، الذي توافقنا على العيش المشترك بين أبنائه، وسنحمي هذا العيش، بكل ما نملك، بإذن الله. لقد كان للهبة النبيلة التي تقدم بها، خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، الوقع الطيب لدى جميع اللبنانيين، الذين عبروا عن شكرهم للمملكة وقيادتها وشعبها، ووجدوا في هبة خادم الحرمين، عملا أخويا صادقا، لا وظيفة سياسية له، سوى دعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها العسكرية والأمنية. إن المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين كانت وستبقى النصير الصادق للبنان في مواجهة كل المحن والفتن. وإنني إذ أجدد باسمكم، الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يمده بطول العمر، ليبقى ذخرا طيبا للعرب والمسلمين، أتوجه بالشكر الخاص، في هذه المناسبة، إلى جمهورية مصر العربية، التي أسهمت، عبر سفارتها في بيروت، بتعبيد الطريق الصحيح إلى هذا اليوم المبارك. شكرا لحضوركم جميعا، ومبروك لمفتي المسلمين في لبنان".

 

الراعي دعا الى مبادرات تضامنية مع مسيحيي الموصل: خراب الدولة عندنا متأت من انقسام مكوناتها

الأحد 10 آب 2014 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه فيه المطران حنا علوان، المونسينيور فيكتور كيروز، الوكيل البطريركي في الكويت الخوري ريمون عيد ،المونسينيور نبيه الترس، المونسينيور جوزاف البواري والخوري شربل مخلوف. وخدمت القداس جوقة رعية مار سابا في بشري بقيادة الأب خليل رحمه. وحضر القداس المطران مطانيوس الخوري وجمع من المؤمنين وأطفال مخيم بشري في جمعية "مساعدة رسالة وصداقة".

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "كل مملكة تنقسم على نفسها تخرب" (متى 12: 25)، ومما جاء فيها:"جاء المسيح الرب أرضنا، وهو ابن الله المتجسد، لكي يعيد لكل إنسانٍ وحدته الداخلية في كيانه المؤلف من جسد وروح. فالمرض والخطيئة وحالة الشر تقسمه على ذاته، فيفقد وحدته وتناغمه، ويعيش في حالة انقسام داخلي. هو المسيح طبيب الأجساد والأرواح، وقد جاء أيضا ليجمع الناس في جماعة تعيش فرح الوحدة، وتحقق ذاتها بالتضامن، وتدير شؤونها بالتحاور والتفاهم. فأسس الكنيسة، جماعة المدعوِين، لكي تكون بمثابة الخميرة التي تعمل من الداخل على جمع الناس في المحبة والوحدة، بدءا من العائلة والمجتمع، وصولا إلى الدولة والوطن. لكنه أراد أيضا أن تكون الكنيسة نموذجا لجماعة المحبة والوحدة التي تثبت إلى الأبد. فنبه في إنجيل اليوم: "إن كل مملكة تنقسم على نفسها تخرب، وكل مدينة أو بيت ينقسم على نفسه لا يثبت" (متى 12: 25). وقال: "يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الذبيحة الإلهية، وأن نرحب بأبناء وبنات رعية مار سابا - بشري وعلى رأسهم كاهن الرعية الخوري شربل مخلوف، وجوقة الرعية بقيادة الاب خليل رحمه مع اطفال المخيم الصيفي الذي تنظمه المؤسسة الفرنسية "تعاون رسالة صداقة". والكهنة المؤتمنين على خدمتهم، ونحيي بنوع خاص عائلة المرحوم النائب ميشال الحلو الذي ودعناه معكم وأسفنا جدا لغيابه عنها وعن البرلمان اللبناني وجزين العزيزة. وإذ نجدد تعازينا لأسرته، نصلي لراحة نفسه في ملكوت السماء. ونرحب بمجلس رعيتنا المارونية في الكويت، وعلى رأسه كاهن الرعية الخوري ريمون عيد. إننا نشكر لهم اهتمامهم بشؤون الرعية، ونحملهم تحيتنا ومحبتنا وصلاتنا لجميع أبناء الجالية. واننا نحيي في ما بيننا الاعلامي السيد نوفل ضو ونهنئه بالسلامة بعد الاعتداء عليه امس في منطقة البقاع، مستنكرين هذا الاعتداء وكل اعتداء على اي انسان".

أضاف: "في ضوء كلام الرب في إنجيل اليوم، نصلي معا لكي نحافظ على الوحدة في العائلة والمجتمع والوطن، ونبنيها دائما وفي كل يوم على أساس الحقيقة والمحبة، مدركين أن أساس كل وحدة هو الوحدة الشخصية الداخلية". وتابع: "جاء المسيح الرب ليحرر الإنسان من سلطان الشيطان والأرواح الشريرة، فانتصر عليها نهائيا بموته وقيامته، وقال: "اليوم يطرد خارجا أركون هذا العالم " (راجع يو12: 31). حرر الرجل الممسوس الذي استولى عليه الشيطان فجعله أعمى وأخرس، إذ شفاه حتى تكلم وأبصر (راجع متى 12: 22). للفريسيين المشككين، الذين اعتبروا أنه "يطرد الشياطين برئيس الشياطين (متى 12: 24)، وكأنه هو رئيسهم، قال أنه بروح الله، أي بالروح القدس، يخرج الشياطين، ما يعني أن ملكوت الله قد أتى" (راجع متى 12: 28). فطرد الشياطين في الكتاب المقدس هو علامة مجيء المسيح، ابن داود، الذي سيبني مملكة جديدة. وهذه تدعى "ملكوت الله" المعروف بالكنيسة وبالزمن المسيحاني، زمن تحرير الإنسان والشعوب. في الواقع، عندما رأى الجموع آية الشفاء اندهشوا وقالوا: "لعل هذا هو ابن داود" (متى 12: 22).  وقال: "يعلم المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، في الدستور الراعوي (الكنيسة في عالم اليوم، 13) أن الإنسان، الذي خلقه الله في الأساس بارا، سقط في تجربة الشيطان فأساء استعمال حريته، متكبرا على الله، مخالفا رسومه ووصاياه، وساعيا إلى تحقيق غاياته خارجا عن الله. فأظلم قلبه وفضل عبادة المخلوقات على عبادة الخالق (راجع روم 1: 21-25). وهكذا أصبح رهينة الشيطان والأرواح الشريرة والميول المنحرفة ومغريات المال والسلطة والرشوة. وبات منقسما في ذاته، عبدا للخطيئة والشر، وغارقا في أشكال كثيرة من البؤس. هذه لا تأتي من الله الذي هو بنبوع كل خير، بل هو الخير المطلق، ولكنها تأتي من الخطيئة التي مصدرها الشيطان، هذا الذي يغوي الإنسان بحيله. وقد سماه الرب يسوع "كذابا وأبا الكذب" (يو8: 44).

أضاف: "الشخص الذي يعيش الوحدة مع ذاته، بنعمة المسيح المحرر من الانقسام والعبودية، يستطيع أن يبني الوحدة في عائلته ومجتمعه ووطنه. ولهذا يقول الرب يسوع: "من ليس معي فهو علي، ومن لا يجمع معي فهو يبدد" (متى 12: 30). يعلمنا بهذا الكلام أن من يعيش متحدا بالمسيح، يصبح إنسانا يجمع ولا يفرق؛ يتفاهم ولا ينازع؛ يصالح ولا يزيد الخلاف؛ يضحي بمصلحته الشخصية من أجل الخير العام. كم نحن بحاجة إلى هذه الثقافة المسيحية الإنجيلية، لكي نعيد بناء الوحدة في العائلة عندما يعيش الزوجان في نزاع، والوحدة في المجتمع عندما يدب فيه الخلاف، والوحدة في الدولة عندما ينقسم السياسيون بسبب مصالحهم الخاصة، واستقوائهم بالخارج والنفوذ، ومخالفتهم للدستور، وشل عمل المؤسسات العامة. إن بناء الوحدة، على كل هذه الأصعدة، يندرج في شعار خدمتنا البطريركية بالسعيِ اليومي إلى بناء الشركة والمحبة، لكي يسلم المجتمع والوطن".

وتابع: "في ضوء إنجيل اليوم، وهو إنجيل تحرير كل إنسان مما يعوق حياته وحقوقه وتطلعاته، ندعو بإلحاح إلى تحرير الطلاب اللبنانيين من استعمالهم رهينة لمطالب هيئة التنسيق النقابية حتى إقرار سلسلة الرتب والرواتب. يحق للمعلمين المطالبة بحقوقهم التي نحن كلنا معها، ولكن لا يحق لهم كتربويين حرمان طلابهم الأبرياء وأهلهم من حقوقهم بتصحيح امتحاناتهم الرسمية، وبتقرير مصيرهم. هذا الحرمان الذي يظلم الطلاب وأهلهم لا يؤثر على إقرار السلسلة، لا سلبا ولا إيجابا. فالموضوع مرتبط بدراسات علمية مالية لدى المجلس النيابي والوزارات المختصة. فإننا نناشد المعلمين، بحكم مسؤوليتهم التربوية، التجاوب مع دعوة معالي وزير التربية للبدء بعملية تصحيح الامتحانات الثلاثاء". وقال: "كل مملكة تنقسم على نفسها تخرب" (متى 12: 25). كلام الرب يقنعنا نحن اللبنانيين أن خراب الدولة عندنا متأت من انقسام مكوناته السياسية المذهبية، على أساس الانقسام الحاصل في بلدان الشرق الاوسط، وتداعياته في لبنان من جهة، وعلى أساس المصالح الشخصية والفئوية من جهة ثانية. وبنتيجة هذا الانقسام، نحن منذ ثلاثة أشهر من دون رئيس للجمهورية. وهذا يعطل المجلس النيابي في دوره الاشتراعي، بموجب المادة 75 من الدستور، ويشل عمل مجلس الوزراء الذي تناط به صلاحيات رئيس الجمهورية بالوكالة بموجب المادة 62.2014 Medecine Emergency وهذا متعذر، لأنه لا يمكن أن تناط به مجتمعة كل صلاحيات الرئيس. في الواقع كانت المادة 62، قبل تعديلها في سنة 1990، أكثر واقعية، إذ نصت على "أن تناط السلطة الإجرائية وكالة بمجلس الوزراء"، لا صلاحيات الرئيس". وتابع: "إننا نجدد نداءنا إلى ضمائر نواب الأمة والكتل السياسية، لكي يحترموا الدستور الذي يوجب عليهم في المادة 73 انتخاب الرئيس قبل نهاية ولايته بشهرين، وإذا خلت سدة الرئاسة قبل نهاية الولاية يوجب عليهم بالمادة 74 الاجتماع فورا بحكم القانون لانتخاب الخلف. فلنصل، أيها الإخوة والاخوات، من أجل أن يمس الله هذه الضمائر، ويحرر أصحابها من المصالح والارتباطات والارتهانات، ومن انقساماتهم، لكي ينتخبوا رئيسا من هو الأنسب والأفضل في الظروف اللبنانية والإقليمية الراهنة. وإننا نكرر ما نقوله في السر والعلن أن البطريركية المارونية، إحتراما منها للكتل السياسية ونواب الأمة، لا ترشح أحدا ولا تقصي أحدا ولا تروج لأحد. بل تؤيد أي رئيس ينتخب بحكم كونه رئيسا للبلاد".

وقال: "إننا نصلي من أجل وحدتنا الوطنية، ومن أجل وحدة مكونات بلدان الشرق الأوسط التي تدميها النزاعات والحروب، لكي يعمها التفاهم ويحل فيها السلام. وإننا نجدد نداء البطاركة إلى جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحكمة الدولية الجنائية، لوضع حد لاعتداءات تنظيم "داعش" وسائر التنظيمات الأصولية على مسيحيي الموصل وبلدات سهل نينوى في العراق العزيز، ولإعادة هؤلاء المسيحيين إلى بيوتهم وممتلكاتهم موفوري الكرامة، ولتأمين عيشهم الكريم في أوطانهم بكامل حقوق المواطنة. فقد طردوهم من بيوتهم وأراضيهم بالثياب التي عليهم فقط وهم حاليا حوالى مئة وخمسين ألفا كثيرون منهم يعيشون في العراء، وآخرون يتشردون في الجبال والوديان من دون أكل وشرب". وختم: "إنا ندعو إلى مبادرات تضامنية، كنسية ومدنية مع إخواننا المسيحيين هؤلاء. يجب أن نكون بقربهم بصلاتنا ومحبتنا السخية لتلبية حاجاتهم الملحة إلى غذاء وكساء ودواء وسكن. وإننا نشكر كل الذين يمدون يد المساعدة لإخواننا العراقيين الذين لجأوا إلى لبنان بالتعاون مع مطرانية الكلدان والكنائس الأخرى.

ونقول لهم أننا متضامنون معهم في آلامهم ومطاليبهم، ونعمل بكل الوسائل على مساعدتهم. لكننا ندعوهم ليضموا آلامهم الجسدية والمعنوية إلى آلام المسيح الفادي من أجل خلاصهم وخلاص أوطانهم، مدركين أن آلام المسيح تكتمل في آلامهم من أجل الكنيسة (راجع كول1: 24)، ومعهم نرفع نشيد المجد والتسبيح للثالوث المجيد، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات

وبعد القداس ، استقبل الراعي المشاركين في القداس في صالون الصرح، وأبرزهم وفد الرعية المارونية في الكويت برئاسة خادمها الخوري ريمون عيد وحضور رئيس الجمعية جوزف اسطفان واعضاء هيئتها الادارية ورئيسها السابق شارل يونس ، وكان عرض لاوضاع الرعية المارونية في الكويت وللبرامج التي تنفذها لجنة الرعية وللابقاء على الروابط مع الكنيسة والوطن الام. كذلك التقى ممثل المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في كندا الشيخ نبيل عباس . والتقى عضو مجلس الامانة العامة لقوى 14 اذار الاعلامي نوفل ضو .

الى ذلك ، استقبل الراعي العميد وليم مجلي والمحافظ السابق ناصيف قالوش. ثم التقى المدير التنفيذي لملتقى التأثير المدني الدكتور زياد الصايغ والاعلامية ربيكا ابي ناضر .

وظهرا التقى الوزير السابق المحامي زياد بارود الذي استبقاه الى مائدة الغداء.

 

الراعي في تكريس كنيسة الضيعة في الزعرور: ندرك اليوم أكثر من اي يوم مضى ان الوجود المسيحي حاجة ملحة لهذا الشرق المعذب

الأحد 10 آب 2014 / وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رتبة تكريس كنيسة "الضيعة"، التي حملت اسم "سلطانة السماوات والارض"، في ضيعة التراث "هيدا لبنان" في منطقة الزعرور، وذلك خلال قداس احتفالي ترأسه وعاونه فيه راعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر، المطران حنا علوان ولفيف من الكهنة، بمشاركة السفير البابوي المونسينيور غابريال كاتشيا وراعي ابرشية فرنسا المارونية المطران ناصر الجميل، في حضور وزير الثقافة ريمون عريجي، الوزير السابق زياد بارود، العميد بيار صعب ممثلا قائد الجيش ومدير المخابرات، العميد جهاد حويك ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي، المقدم ريمون ابو معشر ممثلا المدير العام لامن الدولة، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن على رأس وفد من المجلس، رئيس "رابطة قنوبين للرسالة والتراث" نوفل الشدراوي، الامين العام للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم طوني قديسي، عضوي المؤسسة المارونية للانتشار روز الشويري وسركيس سركيس، مؤسس وصاحب ضيعة التراث "هيدا لبنان" فادي بو داغر وأفراد عائلته وحشد من الفاعليات. بعد رتبة التكريس والانجيل، ألقى الراعي عظة رحب في بدايتها بالحضور، ثم قال: "من هذه الكنيسة التي نكرس، نعلن ونجدد إيماننا بالمسيح وبهذا الوطن العزيز، ونحن من هنا من كنيسة سلطانة السماوات والارض التي تشرف على كل ارضنا وتنفتح على السماء، نحن من جديد نكرس لقلبها لبنان ونكرس بلدان الشرق الاوسط التي فيها الحضور والوجود المسيحي يرقى الى عهد المسيح، وبخاصة في البلدان المجروحة حاليا والمتألمة بالحرب والعنف والارهاب، هذه ارض ممزوجة بالحضارة والثقافة المسيحية، منذ عهد المسيح أعلن انجيل السلام والاخوة بين الشعوب والحقيقة والحرية والعدالة، واليوم أكثر من اي يوم مضى نحن ندرك ان الوجود المسيحي هو حاجة ملحة لهذا الشرق المعذب الذي يحتاج الى انجيل الخلاص، والانجيل ليس انجيلا للمسيحيين بل هو الخبر المفرح ان الله صار انسانا لكي يوحد البشر في هذه الوحدة والمحبة وكرامة الشخص البشري والسلام بين الشعوب، فمن هذا المذبح ويا سلطانة السماوت والارض اليك نرفع قلوبنا وعقولنا ونضع بين ايديك وفي قلبك لبنان وسوريا والعراق وفلسطين ومصر، وكل هذه البلدان المشرقية، هذه الحضارات كلها على هذه الارض اكتملت بحضارة المسيح والانجيل، هذه هي أبعاد إيماننا بالمسيح ابن الله الحي".

أضاف: "نحن مدعوون ان نجعل من كل لبنان ومن كل هذا الشرق ومن هذه القمة الجبلية مكانا نعلن فيه ايها المسيح ان لا سيد لنا سواك ولا ملك ولا زعيم ولا رئيس لنا سواك، انت هو الملك، اي انت الفادي والمخلص لكل انسان وللعالم كله، وانت وحدك تخلص عالمنا من كل شروره وحروبه وعنفه، ومن القتل والدمار، فانت حي والى الابد وانت وحدك تحمينا ومبعث رجائنا ومحبتنا. ان الكنيسة لن تقوى عليها ابواب الشر ولا سلطة لا فوق الارض ولا تحتها تستطيع ان تهدم هذه الكنيسة المبنية على الإيمان بالمسيح، هذا هو إيماننا، ويتساءلون اينتهي الحضور المسيحي في هذا الشرق، كلا، هي الكنيسة من هذا الشرق، هو المسيح من هذا الشرق، هنا يبقى وهنا انجيله ضرورة ماسة لحياة هذا الشرق المعذب، فالمسيح اتى نورا وسط ظلمات الحياة، ظلمة الحرب والعنف والخراب والدمار وظلمة كل ما يقيد الانسان ويخفف من قيمته وينتهك كرامته وحقوقه، نفكر بكل هذه الشعوب المعذبة في هذه الارض وبكل الابرياء الذين يطردون من بيوتهم وبكل النازحين وبكل الذين تدمر ممتلكات حياتهم، ونذكر كل الذين يعيشون تحت ازيز الرصاص كل يوم، لا نوم ولا راحة ولا طعام ولا مأوى ولا غذاء، نذكر اخواننا المسيحيين الذين طردوا من الموصل ومن البلدات المسيحية من قبل "داعش" واخواتها من التنظيمات الارهابية.

ومن هنا من الزعرور ومن كنيسة سلطانة السماوات والارض نقول لهم انه بالرغم من كل شيء، بكل آلامكم وبكل انتهاك لكرامتكم، بجوعكم وبمرضكم، وبعطشكم، بأطفالكم وشبانكم وبكباركم، نقول لكم جددوا إيمانكم بالمسيح الذي لم تنته قضيته يوم الجمعة على الصليب بل انتهت يوم الاحد بالقيامة، انكم ايها الاخوة المسيحيون، ايها الشعوب الابرياء الذين تطردون من بيوتكم بسبب هذه الحرب المدمرة، نقول لكم أكنتم مسيحيين أم غير مسيحيين، فالمسيح هو لكل الناس، ان آلامكم كما يقول بولس الرسول قولوها وقدموها وتتواصل من خلالها آلام يسوع من اجل خلاص العالم، من اجل حياة الكنيسة لكي تظل في عمق الظلمات، تنشر نور انجيل السلام والمحبة والحقيقة".

وتابع: "نحن في لبنان وفي هذا الشرق ينظرون الينا ويرون في لبنان رجاءهم، يرون هذا التعايش المسيحي الاسلامي المنظم في الدستور، فيه فقط بين كل بلدان هذا العالم العربي والعالم الاسلامي يعيش المسيحيون والمسلمون بالمساواة والمشاركة المتوازنة في الحكم والادارة والكل محترم في هويته، كل هذا الشرق ينظر الينا، كله ينظر الى لبنان، لا نستطيع نحن ان نواصل العبث بوطن هو رجاء لكل هذه البلدان المشرقية، نحن هنا نجدد إيماننا بلبنان صاحب رسالة من العناية الالهية وصاحب دور كبير، وأقولها بشجاعة وبقناعة لن يعرف العالم العربي ربيعا منشودا ما لم يمر هذا الربيع من لبنان حيث المسيحيون والمسلمون يعيشون بكرامة، وحيث يحترم كل انسان في دينه وثقافته، نعم ايها الاخوة اللبنانيون، ايها المسؤولون السياسيون، ايها الشعب اللبناني، تعالوا معا نجدد إيماننا بهذا الوطن الصغير والذي قال عنه البابا القديس يوحنا بولس الثاني انه بلد صغير ولكنه صاحب رسالة كبيرة".

وقال: "معكم نقدم هذه الذبيحة الالهية من اجل وطننا لبنان من اجل الخروج من ازمته السياسية بانتخاب رئيس للجمهورية اليم قبل الغد، من أجل الاستقرار فيه، والاقتصاد والامن، نصلي من أجل السلام في بلدان الشرق الاوسط ولا سيما تلك المتألمة بالحرب، سوريا والعراق وفلسطين، نصلي من أجل السلام في كل هذا المشرق، هو سلام المسيح والانجيل الذي يتعطش له العالم في كل حين، ومعكم نصلي على نية صاحب هذا المشروع، العزيز فادي بو داغر وشقيقيه وشقيقاته وعائلاتهم، ونذكر معكم ايضا روح الوالدين ادوار واستير اللذين من السماء يباركان ويفرحان، وهذا المشروع يستمر ويكبر لان سلطانة السماوات والارض تتعهدكم".

وختم الراعي: "ان لبنان لم يولد اليوم ولا البارحة وهو لم يولد على يد أحد من كبار الدنيا، لبنان هو مسيرة طويلة من حضارات تراكمت على أرضه، فأنبتته كما هو، لكنه مسيرة مستمرة علينا نحن في جيلنا ان نواصل بناءها مثل بناء هذا المكان الجميل، شكرا لكل ما وضعتم في المتحف، وسنرى كل تراث البلدة والقرية التي منها شربنا هويتنا ورسالتنا، ونريد لهذا المكان ان يكون مدرسة للاجيال الطالعة، ونتذكر قولا ينبغي ان يمس ضمائر كل واحد منا، كتبه احد المفكرين: اذا شئت ان تبيد شعبا لا تقاتله، لانك اذا قتلته تساعده ليعود وينمو مثل البقدونس، اذا شئت ان تبيد شعبا أنسه تاريخه واكتب له تاريخا آخر، فلا يعرف لا حاضره ولا المستقبل. هذا ما يجري حاليا في ارضنا في لبنان، ينبغي ان نعيه، وهذا ما يجري في بلدان الشرق الاوسط، وهذا المكان يقف في وجه عدم إبادة تاريخنا اللبناني، فمريم وسيدة لبنان وسلطانة السماوات والارض تحمي وطننا وارضنا المشرقية التي أنجبتنا وتبارككم جميعا وتتعهد مسيرتنا، عاشت سطانة السماوات والارض الى الابد. عشتم وعاش لبنان".

بو داغر

وفي نهاية القداس ألقى صاحب المشروع فادي بو داغر كلمة قال رحب فيها بالحضور، ثم قال: "الهدف الاساسي لبناء هذه الضيعة التراثية تحت اسم "هيدا لبنان"، هو جعل أولادنا يعيشون تقاليد جدودنا ويتمسكون بجذورنا. فبعد سفر وغربة واشتياق، اكتشفت لبنان الجغرافيا والتاريخ، ومن خلال الدراسات في الغربة، حن الحنين وصدر القرار من الاهل بلم الشمل والعودة الى لبنان والعيش فيه عالحلوة والمرة. وبعد مشاريع سياحية عدة، كبرت الفكرة وتحقق الحلم، بعزم وبركة الهية، ضيعة نموذجية لبنانية، تخبر أولادنا ومغتربينا عن لبنان الحضارة والتاريخ. كل موقع في هذه الضيعة يربطنا بجذورنا وتاريخنا".

أضاف: "بعد بركة البطريرك الماروني أصبح لدينا في لبنان مشروع ثقافي ديني ترفيهي لنستقبل المدارس والجامعات والجمعيات وجميع الحركات الرسولية والنوادي والشركات والعائلات اللبنانية لتمضية يوم من العمر، وقريبا سيكون للافراد كل ايام السنة". ثم كانت جولة في أرجاء ضيعة التراث، حيث قطع الراعي وبو داغر قالبا من الحلوى وجرى تبادل الهدايا التذكارية. أعقب ذلك عشاء قروي ضمن مواقع الضيعة.

 

السفير البابوي المونسنيور غابريللي كاتشا ترأس قداس عيد القديسة كلارا في بعبدا:العالم يتغير لكن الله يبقى واحدا

الأحد 10 آب 2014/وطنية - ترأس السفير البابوي المونسنيور غابريللي كاتشا، لمناسبة عيد القديسة كلارا الآسيزية، قداسا إلهيا في كنيسة القديسة كلارا في دير سيدة الوحدة للراهبات المتوحدات الكلاريست في اليرزة - بعبدا. بعد الانجيل المقدس، ألقى المونسنيور كاتشا عظة جاء فيها: "كلارا الاسيزية تركت بيت اهلها لتسير على خطى المسيح وشاركت الاشخاص المحتاجين همومهم، فقد عرفت طريق الرب الذي صلب على الصليب طالبة شفاعة القديس فرنسيس الاسيزي ودخلت الدير مع بنات اخريات ليعشن العمر في الصلاة للرب". وتابع: الصلاة ليست شيئا نضيفه الى حياتنا وعندما نجد الوقت القليل نصلي، فالرب بعدما وزع الطعام للشعب، ذهب وحيدا الى الجبل ليصلي حتى المساء ليجد قوته وهويته في الصلاة اي في الحوار مع ابيه السماوي، ونحن بدورنا علينا الدخول في تجربة المحادثة والحوار مع الله، فكما ذهب يسوع وحيدا ليحمل خطاياالعالم علينا ان نصلي بصمت حيث يأتي صوت الرب الينا عبر نسمة خفيفة ويفسح المجال لنا للايمان بالرب، كما تعيش راهبات الكلاريس في هذا الدير في وحدة وصمت وصلاة علينا ان نتبع المسيح حيث هو". وقال: "احيانا نتساءل اين هو الرب، ولماذا ارسلنا وهو غائب وبعيد عنا، لكن هذا غير صحيح فالرب دائما معنا وقد مشى على مياه البحر لأنه اقوى من العواصف وقد تغلب على الموت وقام وقال لتلاميذه: "يا قليلي الايمان كونوا واثقين بي ولا تخافوا، انا معكم الى ابد الدهر"، وهكذا فان العالم يتغير لكن الله يبقى واحدا وكما هو، وهو يظهر لنا عاطفته ورأفته ويعطينا الاشارات على ذلك".

وختم قائلا: "نصلي اليوم لجميع الراهبات القديسات الشاهدات على الايمان والحق ونطالب بالعدالة الانسانية لأننا جميعنا اخوة في الانسانية وقوتنا هي الاكبر وعلينا التحرك لأننا على ثقة بالرب الذي لا يترك شعبه ابدا وذلك من خلال التأمل بالصليب المقدس والصلاة، فهو يحول عذاباتنا في كل مرة الى انتصار على الحق والايمان ونتضرع اليه ليفسح لنا المجال للعيش بسلام ويرسل لنا نسمة خفيفة ليشعرنا بوجوده طالبين رحمته بشفاعة والدته العذراء مريم والقديسة كلارا. آمين".

 

عبد الامير قبلان ناشد خادم الحرمين الشريفين اصدار عفو عام عن الشيخ النمر

الأحد 10 آب 2014/  وطنية - أبرق نائب رئيس المجلس الاسلامي الاعلى الامام الشيخ عبد الامير قبلان الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، مناشدا إياه إصدار عفو عام عن الشيخ نمر باقر النمر، بما يملك خادم الحرمين الشريفين من رحابة صدر وقدرة على العفو والتسامح، لا سيما أن قرار العفو يسهم في إشاعة روح التسامح والمحبة وتعزيز الانفتاح والتعاون بين المسلمين، تمهيدا لحل كل المشاكل بالتشاور والحوار، بخاصة في هذه المرحلة الخطيرة التي تعصف فيها الفتن والمؤامرات بالامة الاسلامية، وتهدد شعوبها في وحدتها وتضامنها.

 

حسن فضل الله في تكريم اعلاميي عيناثا: للمحافظة على التنوع الديني والثقافي والعرقي فعلا لا قولا

الأحد 10 آب 2014 /  وطنية - أقامت بلدية عيناثا مهرجانا تكريميا لإعلاميي البلدة، برعاية رئيس لجنة الإعلام والإتصالات النيابية حسن فضل الله ولمناسبة ذكرى إنتصار تموز، في منتدى جبل عامل للثقافة والأدب، وبحضور رئيس تحرير جريدة السفير طلال سلمان، مديرة أخبار الجديد مريم البسام، العقيد مصطفى زين الدين ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، الإعلاميين: جورج قرداحي، سامي كليب، زاهي وهبي، نائب مدير قناة المنار إبراهيم الموسوي، مسؤول وحدة الأنشطة الإعلامية في حزب الله الشيخ علي ضاهر، مسؤول إعلام حزب الله في منطقة الجنوب حيدر دقماق، رئيس بلدية عيناثا عباس خنافر، وحشد من الوجوه الإعلامية وعدد من علماء الدين من مختلف الطوائف وفعاليات. الحفل الذي قدمه يوسف بسام حيث أفتتح بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم للقارئ محمد شحادي، ومن ثم كانت وقفة مع النشيد الوطني الذي أدته الفرقة الهارمونية التابعة للموسيقى المركزية في جمعية كشافة الإمام المهدي بقيادة المايسترو علي باجوق وصولو إسماعيل عباس.

وأنشدت الفرقة عددا من الأناشيد الثورية والإسلامية حيث كانت البداية مع نشيد "أحمد العربي" الذي هو من ألحان مارسيل خليفة وكلمات الشاعر محمود درويش وتوزيع جورج حرو، والذي يتحدث عن أهمية الصمود في الوطن والتعلق بالأرض، بالرغم من كل ما يرتكبه العدو الصهيوني من مجازر بحق الأهل وسفك لدمائهم البرية. ومن ثم أنشدت الفرقة أيضا نشيد "خط الموت" من ألحان وتوزيع زياد مراد وكلمات محمد كوثراني، والذي يظهر عظمة الشهادة وسموها وعظمة الشهداء، الذين هم سادتنا وقادتنا، وقداسة الشهيد ومكانته عند الله. وأنشدت الفرقة أيضا نشيد "صرخة ثائر" الذي هو من ألحان مارسيل خليفة وكلمات الشاعر محمود درويش وتوزيع أحمد قنديل، والذي يتحدث عن أهمية المقاومة ووجودها التي هي الطريق الوحيد لتحقيق النصر على العدو الصهيوني وللدفاع عن أرض الوطن وحفظها من أي اعتداء.

كما وأنشدت الفرقة نشيد "عاصمة السيادة" الذي هو من ألحان علي الموسوي وكلمات عباس مظلوم وتوزيع أوركسترا شمس الحرية، والذي يتحدث عن تحرير الأراضي المحتلة من رجس الصهاينة الغزاة، من خلال بذل الدماء وتقديم الأرواح في سبيل تحرير الأرض والوطن. وقد أنشدت الفرقة نشيد "خلي السلاح صاحي" الذي هو من ألحان عبد الحليم حافظ وكلمات محمد يوسف حمود وتوزيع أوركسترا شمس الحرية، والذي يتحدث عن أهمية إبقاء السلاح دائما مرفوعا ومتيقظا في وجه العدو الصهيوني، الذي اغتصب الأرض وهتك الحرمات وهجر أبناء الوطن. وقد ختمت الفرقة أناشيدها بالنشيد "طلعنا على الضو" الذي هو من ألحان زياد الرحباني وكلمات عاصي ومنصور الرحباني وتوزيع زياد مراد، والذي يتحدث عن معاني العيش بحرية وكرامة بعيدا عن الحروب والقتل والمجازر.

خنافر

ثم ألقى رئيس بلدية عيناثا عباس خنافر كلمة، أشار فيها الى أن "عيناثا تفخر بطاقاتها وبكفاءاتها التي يأتي في طليعتها الاعلاميون المكرمون وكل صاحب صوت حر وقف مع قضيتنا في الحرب وفي وجه العدو الاسرائيلي، الذي حاول النيل من بلدنا، لكنه لم يستطع النيل من إرادة المقاومة فهزمته على تلالها"، لافتا إلى أن هذا التكريم هو احتفال بعيد النصر لهذا العام لكن بطريقة مميزة، مقدما تحيات العرفان لأرواح الإعلاميين الشهداء الذين تنحني خيوط الشمس بدمائهم التي كتبت بحروف العزة والكرامة.

البسام

بدورها، قالت البسام: "مساء الخير يا بلد وبالأحرف الستة "عيناثا" وتمر المساءات على العين فتشرب من نبعها على الياء فتسقيها على النون فتنسكب كحلا على الجفون، تمر المساءات مرفوعة كنصر وثاء لا ترف نرميها برمح الحرف ونرفع بجانبها الفا اختتمت الابجدية والنحو والصرف، عين وباء ونون ومرج أخضر مفتون ألف وثاء وألف على سن رمح أم سيف مذهب لن نختلف، جمع تكسير على كسر حدود على شقعة غزل من المخمس المردود". اضافت: "يمسكني أول خيط من طريق عيناثا ومن هنا يبدأ الوجود، عيناثا وبضع قصص قصفتها الريح على الغياب، قرص شمس بإقامة دائمة يسكن هنا بين حافة الرئة وأول القلب بقليل من النسيان وبكثير كثير من الحب . أجمع قواي لأرسم وطني الصغير بالكلمات، فمن أين أدخل في هذا الوطن، من شرفات الفقراء، كيف تسير أحوال القرى والقمح أجمع بعضي لأتكلم باسم إعلاميي عيناثا هكذا أسندوا لي المهمة وهكذا أتسلل الى ضيعتي لأرشقها بداية بمخزون شوق عن كل العمر عن بيتي الذي رمي أول حديده ها هنا، عن والدي الذي أقسم أن يقيم على هذه الأرض فخطفته شياطين الحرب، عنه عن محمد الذي تزوج تلك البلاد وغنت له مناديل الحداد، عن تراب لم ينضو محمد تحته وعن تربة تشتاق إلى جسده ضمت كل الناس وأغفلت عن أغلى الناس.

ما هذه المهمة التي أسندت إلي أو ابتليت بها، أشعر أنني كولد يهرب من درس القراءة حتى لا يفتح جروحا ظن أنها نامت، طوتها سنون الحرب وراكمت المهنة كلمات فوق الكلمات، فغطت عجز الطفولة وضياع الصبا، لكن عيناثا بلدة دبرت لي المكائد وضبطتني بالحنين المشهود كالقابض على تائه عائد". وتابعت: "قضبان الحديد التي وضعها أبي على مفرق البيت ما زالت تنتظر العمران، لكن محمدا ما كان يعلم أن الحديد لن يعمر بيتا بل سينتقل للعيش بداخلنا فينا فيقوي العزائم ويشد عود المواقف . كبرنا خارج هذه الأرصفة، لكننا لم نبن لنا أهلا آخرين، 20 عاما وقد احترفنا فيها حزنا وانتظارا فرقنا عن ضيعتنا عدو ما زال اسمه عدوا، يفتك بالناس يصطاد الوردة في غزة ويذكرنا كل صبيحة وعشية أنه بلغ قمة الموت ونال من الأجساد الفتية، نعرفه جيدا يا بلدتي ونحفظه عن ظهر حرب نكتب عنه وسع ما اختزن هذا القلب . ومن أرضك يا عيناثا أجزم أننا اعلاميون شربنا مياه نبعك مشينا على صف هواك استرقنا من صفافك أول الكلام ومن علمائك وسادتك رصانة الالتزام، واذا كان لنا شأن في عالم هذه المهنة فلك يعود ريعه إلى بلدة وضعتنا على خطوط الأمان . باسمي وباسم اعلاميي عيناثا أعلن الولاء لهذا الوطن ولهذه الأرض لشهدائها وأبطالها منذ أول حراس القرى حتى يومنا المقاوم هذا، فمن قال أننا نكتب يوميا بلا ذخيرتهم من دون أن نستقي منهم حبر الحروف ونستمد عبرهم رونق المواقف من هنا ندخل في الوطن". وشكرت البسام النائب فضل الله "الذي نسقنا معه وكان صاحب الدعوة، والبلدية والأعضاء.

سلمان

والقى رئيس تحرير السفير سلمان كلمة قال فيها: "يعرفك الطريق الموسوم بأسماء الشهداء، وتعرفه فتمضي محملا فوق امواج الشعر الذي تتفجر ينابيعه في عيناثا، حتى ليصعب عليك التمييز بين مناجاة ارواح الذين منحوا أرضهم حياتهم وأكملوا الديوان بدمائهم الطاهرة، وبين الذين استولدتهم الشهادة قصائد مفردة تنتصب على التخم وقد تعلقت العيون بالمباركة فلسطين. يمم وجهك نحو القبلة وانطلق متمهلا بين الشهيد والشهيد وبين البيت العتيق الذي كان وهدمته قذائف دبابات العدو والبيت الجديد المشع بنور الذين غادروه ولم يغادرهم وقد جددت بناءه إرادة الصمود وثبات أهل الأرض في أرضهم المباركة، فلا يغيبون عن سطحها إلا ليمكثوا في أعماقها شهادة ملكية موسومة بالدم. تقدم فالعلامات تعصمك من الضياع في كل بلدة تخرج إليك شهداءها بيوتا ونساء وأطفالا ورجالا أدلاء إلى النصر الذي يجلل جبل عامل من أدناه عند بوابة فلسطين إلى أقصاه في قلب الشام. في البدء كان الحجر، بورك الحجر وقاذفه الذي لا يخطئ ثم كان الزيت المغلي، بوركت أيادي الأمهات والصبايا وهن يقذفن به جند العدو فيحرق وجوههم ويطلق صرخاتهم عويلا، وها هي البيوت المزهوة بأنها كانت حصونا مقاومة تنثر عليك من حبقها طينا وتستقبلك نساؤها المتباهيات بأنهن حافظات التاريخ والجغرافيا وقد تعطرن بسميم الشهداء.

هامات الرجال هنا أعمدة من نور وابتسامات النساء هنا التماعات فرح لا تغيب عن ظلالها لوعة الفقد، إنهن أمهات الشهداء وأخواتهن، إنهن الصامدات اللواتي توحدن مع بيوتهن فبقين فيها وانغرسن معها في الأرض لتكون مباركة، فالسلام عليكن أيتها الأمهات الطاهرات جذورنا الغافيات هنا لا يتركنا ولا يغبن عنا، السلام عليكن جميعا باسمك يا أم حسين .

جنوبا در جنوبا سر وانتصر لا مجال لأن تضيع منك الطريق، إنها موشومة بدم الشهداء من بيروت التي احترقت ولم ترفع الأعلام البيضاء إلى خلدة التي كانت معبرا فصارت مزارا بعدما أرسلتها دماء الشهداء منزلة القداسة، فإلى صيدا التي اولها معروف ومنازلها منقوشة بأسماء الذين حموا حبل السرة مع جبل عامل فظلت في قلبه عاصمة وظل مداها بتاريخها الذي تعلمنا فيه شرف الهوية.

بغير قصد تنتبه إلى أن هامتك قد طالت فغدت أطول وأن رأسك قد ارتفع حتى بان الغيم، وأن عينيك تتوهجان بغرس من نور الشهداء تتلعثم وأنت تقف أمام الجمع هنا من أين يأتيك الكلام وكل من في عيناتا قد أخذ من اللغة بيانها شعرا وأخذ من الأرض قداستها بالدماء التي تجاور الطين بطهارتها وبالنصر الالهي.

في هذه البلدة تشتد المنافسة بين الشعراء الذين ولدوا الشهداء وبين الشهداء الذين علمونا الشعر، ليس في جبل عامل من النثر إلا ديوان الأرض المطهرة بأرواح الذين غادرونا ليسكنوها من دون أن يتخلوا عن مهماتهم واجبة التنفيذ، وقد عرفت عيناثا مبكرا بعنوان واحد من أئمة الصمود والعلم وهداية الدين الحنيف إذ اسعدني زماني بأن جلست أدرس المعنى من سماحة السيد محمد حسين فضل الله الإمام علما ودينا بداية في النبعى ثم في البيت الذي استهدف فيه بعملية النسف الاجرامية ثم في البيت الجديد الذي كان أرحب في استقبال الأسئلة وفي الاجابة على أسئلة طالبي الهداية والمعرفة بشؤون الدنيا من دون مغادرة رحاب النص المقدس والتصادم معه، وأشهد أن لعيناثا فضلا كبيرا علي، فلقد أعادت إلي الايمان بأن الدين لا ينفصل عن الارض لأنه يعيش بها وبأهلها وليس بالعبادات وحدها وأن الجهاد من صلب الدين وأن التحرير هو صميم الايمان".

اضاف: "إن عيناثا التي تتبدى بلدة متواضعة قد رفدت الثقافة أدبا وشعرا ونصا ودينيا وغزلا رقيقا وقصائد في الجهاد بوصفه عبادة، بأكثر مما أعطت المدن الذي جعلها تمددها وغناها بالموارد الوافرة عواصم للثقافة، ولن نتورط في تحديد أو تعداد الشعراء والمؤرخين والمفسرين والشراح من أبناء عيناتا.

أكتفي بالاشارة إلى أن شهادتي مدموغة بإرشادات راعينا هنا كما في بيروت النائب حسن فضل الله ودواوين زاهي وهبي ومقدمات مريم البسام التي ترسم لوحة كاريكاتورية للحياة السياسية في لبنان وتوقيع المحرر السياسي حسين أيوب، على أن الشكر واجب وقد انتشلتنا هذه الرحلة من خمول الحياة السياسية واندثار العمل النقابي وضياع الدولة البلا رأس وقادتنا إلى حيث بكل شبر روايته البطولية، فعلى بعد أمتار من هنا خيضت في مثل هذه الأيام من صيف 2006 معركة حقول الزيتون في مربع عيناثا بنت جبيل مارون عيترون، المعركة التي منعت الإسرائيلي بأن يحتفل برفع علمه في المدينة التي أعلنها قائد النصر مرة ثانية السيد حسن نصر الله عاصمة للتحرير. على بعد أمتار سقط علي أيوب أبو حسن شهيدا قبل 42 عاما وإلى جانبه وجدت مئة طلقة فارغة هي مجمل ذخيرة بارودته التشيكية، وهنا في عيناثا جارة بنت جبيل لطالما تنقل الأخضر العربي أمين سعد من بيت الى بيت آخر مجندا المقاومين في الزمن الذي كانت فيه المقاومة شبهة وتهمة. أما بعد ما من الله علينا بالقيادة التاريخية لحزب المقاومة ومجاهديها السيد حسن نصر الله فقد بتنا أعظم ثقة بالنصر وبالغد المقبل وإن معالم هذا الغد تتبدى عمرانا فيه إباء الصمود وتواضع المعتز بنصره على الأرض التي روتها دماء الشهداء مما يبرر معنى بأن تكون من الجنوب وفيه ومعنى أن تكون من المقاومة ومعها . حما الله هذا البلد الأمين لأهله مع الشكر لبلدية عيناثا برئيسها السيد عباس خنافر والأعضاء ولعموم أهالي هذه البلدة الصامدة بين عناوين النصر لجبل عامل الذي فدا لبنان والأمة بقدر ما كبر بهما ولهما، وقدم للبلدة هذا المسرح الفخم والذي لن يكفي لملأ رحابه هتاف المجاهدين بل لا بد له من غبطة أصوات المجاهدات في سبيل الله" .

فضل الله

وكانت كلمة صاحب الرعاية النائب فضل الله قال فيها: "إن اللغة الأصيلة تنساب هنا صافية كعيون الماء، وتنموا القوافي وتبتكر في كل المواسم، لا الغيم يحجبها ولا الشمس ولا القمر، والأرض هنا ولادة في كل زمن، ولا عقم فيها ولا جذب، تتناسل جيلا بعد جيل، ويغمرها كل جيل حبا وتعلقا وتفانيا، فلا يلام أي عاشق، وأنا منهم، لترابها وتراثها وتاريخها، فحب الوطن من الإيمان، والمرء مفطور على حب بني قومه، فكيف إن كانوا من أهل الكرامة والعنفوان، وكيف إن كان منهم سادة قافلة الوجود ألا وهم الشهداء". أضاف: "نطل على اللغة الأصيلة اليوم من هذه البلدة في هذا التكريم لأبنائها الإعلاميين بين يدي هذا الحضور الكريم من أهل القلم والفكر والأدب.. لنقرأ في كتابها، ونقرأُ قبل تاريخها الحديث مداد أقلامِها كأنه دماءُ شهدائها، ومذ صارت مكونا أساسيا من حغرافيا الوطن، فصارت هي الحارس الأمين لسيادته وحريته وكرامته، فهي الأرض التي قاومت الغزاة يوم اجتاحوا البشر والشجر في العشرينيات، ورسموا حدود دولنا الوليدة، وانتفض تبغها عام 1936، وشاركت فلسطين ولا تزال في دمها وكسرة خبزها منذ عام 1948، وهللت لثورات العرب الآتية من مصر عبد الناصر، وجزائر المليون شهيد، وغنت تأميم القناة وحرب تشرين، وثورة إيران الإسلامية، وتبنت كل مقاومة عربية أو حرة في وجه محتل أو غازٍ، وكانت لها ولهذه الأرض ولا تزال، في كل موقعة دمُ. وتابع: "وهي في الزمن الماضي المليء بالمآسي والنكبات تبحث عن كلمة أو تترقب صورة علها تحاكي آلامها وتضحياتها، وتكافح من أجل ذلك قلة من أصحاب مهنة الإعلام، ويا لها من مرارة حين كان يؤنسها مجرد ان ترى بين قصاصات الورق خبر شهيد أو صورة بيت مدمر وتظن أن صوتها قد وصل كان هذا قبل أن يصبح لنا مؤسسات للإعلام تحمل قضية الوطن والمقاومة، أي قبل أربعين سنة، ولم يكن لدينا حينها السفير، وكل هذا الإعلام النابض بالوطنية، وكل هؤلاء الإعلاميين الحاملين لسر القضية المكافحين صونا للحرية، ومن بينهم هذه القامات الإعلامية ممن تلتقي اليوم في هذه القاعة، ومن بينهم من نكرِم اليوم في هذه البلدة من اعلام الإعلام اللبناني وقد تعاقبوا أجيالا يتحسسون آلام أهلهم ويحملون قضايا وطنهم وأمتهم ويحلمون بغد أفضل، فصار لنا هذا الإعلام اليوم المنتصر لقضايا الحق والحرية والعدالة، كما في وقفته مع غزة، أو إلى جانب وحدتنا الوطنية انتصارا لدم شهداء الجيش، أو المنتفض ضد أي اعتداء على حريته حتى ولو جاء من محكمة دولية تطاولت على الأخبار والجديد، فهذا الإعلام هو نفسه الذي كانت الكلمة فيه شريكة الرصاصةالمُقاومة، والكاميرا رفيقة البندقية، فما عادت معه صورة الجندي الإسرائيلي ترهب شعبا، ولا في المقابل صورة المقاتل العربي هي صورة المهزوم دائما، ولا وحدنا نهجر ونقتل".

وقال: "إن صورة البطل قد تغيرت في الميدان أولا وصار لنا إعلام يكتب ويصور البطل الحقيقي كما هو، وبقيت الأرض هي هي الصامدة الصابرة في وجه كل حروب إسرائيل حتى آب العام 2006، فاستعير ما كتبه قلم المقاومة عن المواجهات في مثل هذه الأيام، فالمجاهدون ثابتون على كل المحاور من منبع البحر عند الناقورة إلى منبع العلماء والفقهاء والشعراء وموطن الشهداء في عيناثا، وقد تحولت البلدة الصامدة إلى مقبرة حقيقية للغزاة ودباباتهم وعلى تلالها تسطر المقاومة ملاحم بطولية تمنع فيها العدو من السيطرة على البلدة، فلم يعبروا إلى بنت جبيل وعيترون، ولم يمروا في عيتا الشعب، ظلت مارون الراس تقاتل والقرى الجنوبية تقاوم، وصارت أسماء التلال هنا في هذه البلدة وبقية قرانا العاملية تتخاوى مع أسماء الشهداء وتوازي زلزال والفجر ورعد وخيبر، وكما هذه التلال الثابتة باقية في مكانها كذا السلاح لن يزحزحه أحد من يد مقاوم ولن يتمكن العدو من المس بالأرض التي يدافع عنها أبناء هذه المقاومة المتكاملة مع الجيش والشعب".

وأشار النائب فضل الله إلى "أننا نعبر من أيام النصر في تموز وآب إلى أيام غزة، وقد أنجزت بصمودها ومنع العدو من تحقيق اهدافه نصرا جديدا مضمخا بالدم، فما أشبه اليوم بالبارحة، كأن الزمن يعيد نفسه، بل كأننا نرى أنفسنا وقرانا وضاحيتنا في مشهد غزة، فالعدو هو هو هنا وهناك، يحاول التعويض بالسياسة عما يعجز عنه بقوة السلاح، ودائما يجد العون الأميركي التقليدي ويضاف إليه العون من بعض العرب، ولكن دائما الصمود في الميدان يغير المعادلات". وفي الشأن السياسي رأى أن "أيامنا اللبنانية تشهد على تهديد حقيقي للبنان والوطن والدولة والذي بات مصيرهما معلقا على نتائج المواجهة مع موجة التكفير التي تغزو المنطقة وتحاول تغيير وجهها وصورتها، فما قدمته المقاومة من تضحيات في هذا المجال حمى مشروعها وحمى لبنان بصيغته وفرادته"، مؤكدا أن "المقاومة ستظل تتحمل مسؤولياتها حتى لو تخلى الآخرون عن واجباتهم كي لا يتكرر مشهد الموصل التي تغاير وقائع التهجير لمسيحييها ومسلميها مسار التاريخ والحضارة والقيم في هذه المنطقة والتي حملها الإسلام في شريعته السمحاء الذي هو اليوم المستهدف بصورته النقية وتعاليمه السماوية التي حافظت على التنوع الديني والثقافي والعرقي منذ عهد النبي الأكرم إلى اليوم". ودعا فضل الله إلى "المحافظة على التنوع الديني والثقافي والعرقي فعلا لا قولا"، معتبرا أن "ما جرى من استهداف للسيادة الوطنية والتعرض للجيش هو في سياق هذا التهديد الجدي للبنان الذي بات يحتاج إلى مقاربة مختلفة لا تنفع معها لغة التبرير أو التهوين أو التهويل أو سوق الإتهامات"، متسائلا "ما نفع الكلام كله إذا تقوض الكيان بجغرافيته وبتنوعه، وماذا يفيد التبرير إذا تلاشى النظام بتركيبته وصلاحياته". وفي الختام قدم فضل الله وإلى جانبه سلمان وقرداحي وكليب وخنافر الدروع التقديرية للإعلاميين المكرمين: أحمد خنافر، أحمد وهبي، جميل جعفر، حبيب غانم، حسن إبراهيم، حسن خنافر، حسين أيوب، زاهي وهبي، زينب السيد علي، طارق إبراهيم، عباس صباغ، فوزي أيوب، قاسم خزعل، كمال فضل الله، ليلى البسام، محمد علي خنافر، محمد علي غانم، مريم البسام، مصطفى البسام، موسى ابراهيم، ندى محمد فضل الله، هبة خنافر، كما وقدم رئيس البلدية درعا تقديرية للنائب فضل الله.

 

اردوغان رئيسا لتركيا من الدورة الأولى

الأحد 10 آب 2014/وطنية - انتخب رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، رئيسا للجمهورية التركية، بعدما تقدم بفارق كبير على منافسيه، في الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت للمرة الأولى بالاقتراع المباشر. وحصل اردوغان، على حوالى 52 في المئة من الأصوات، في حين حصل مرشح حزبي المعارضة الإشتراكي الديموقراطي والقومي أكمل الدين إحسان أوغلي، على 39 في المئة من الأصوات، ومرشح الأقلية الكردية صلاح الدين دمرتاش على أكثر من 9 في المئة. وعقب معرفة النتائج توجه اردوغان إلى مسجد أيوب سلطان في اسطنبول لاداء الصلاة، وقال أمام المئات من أنصاره الذين تجمعوا أمام المسجد: "أشكر كل الذين عملوا على تحقيق هذه النتيجة"، وأضاف: "ليكن الله في عوننا في هذا الطريق". وفي المقابل، أقر كل من احسان اوغلي ودمرتاش، بالهزيمة، لكنهما نددا بحملة منافسهما التي وصفاها بأنها "غير عادلة" و"غير متناسبة".

 

نتانياهو يؤكد ان اسرائيل لن تفاوض تحت النار

الأحد 10 آب 2014/وطنية - اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم ان الدولة العبرية لن تفاوض للتوصل الى تهدئة في قطاع غزة بينما يتم اطلاق الصواريخ من القطاع عليها.

وقال نتانياهو في تصريحات خلال الاجتماع الاسبوعي للحكومة الاسرائيلية "اسرائيل لن تفاوض تحت النار".

 

فابيوس يدعو من بغداد العراقيين الى الاتحاد لخوض المعركة ضد الارهاب

الأحد 10 آب 2014  وطنية - دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في اثناء زيارته الى بغداد، العراقيين الى تشكيل حكومة "وحدة واسعة" من اجل "خوض المعركة ضد الارهاب".

وقال فابيوس بعد لقاء قصير مع وزير الخارجية العراقي بالوكالة حسين الشهرستاني "يجب ان يشعر جميع العراقيين انهم ممثلون وان يتمكنوا معا من خوض المعركة ضد الارهاب".

 

الرئيس السوري اصدر مرسوما بتكليف الحلقي تشكيل حكومة جديدة

الأحد 10 آب 2014 / وطنية - اصدر الرئيس السوري بشار الاسد اليوم مرسوما يقضي بتكليف الدكتور وائل نادر الحلقي بتشكيل حكومة جديدة.

 

لا جديد حول مصير العسكريين اللبنانيين المخطوفين

الحياة/لم يطرأ أي جديد على الجهود الرامية للإفراج عن العسكريين اللبنانيين الذين اختطفتهم المجموعات الإرهابية لدى انسحابها من بلدة عرسال البقاعية في اتجاه المنطقة الجردية عند الحدود المتداخلة بين لبنان وسورية، نظراً لتعذر وصول الوسيط، وهو شيخ سوري، الى قادة هذه المجموعات بذريعة وجودهم في الجبال، رغم انه حاول مرات عدة التواصل معهم واضطر للقاء مسؤولين عاديين منهم غير مخولين التفاوض، وليس بين يديهم ما يقولونه له، سوى إسداء النصيحة له بتكرار العودة اليهم لعله ينجح في لقاء من يملكون القرار في مسألة الإفراج عن العسكريين. (للمزيد)

في هذه الأثناء شكل انتخاب رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا الشيخ عبداللطيف دريان مفتياً للجمهورية اللبنانية خلفاً للمفتي الشيخ محمد رشيد قباني الذي تنتهي ولايته في 15 أيلول (سبتمبر) المقبل، مناسبة للتأكيد في لقاء جامع توزّع بين دار الفتوى ودارة زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري، ان أهل السنّة في لبنان هم مع الاعتدال والتسامح وضد الإرهاب والتطرف «ولن يكون لهما مكان بين أهلنا» الذين هم أشد حرصاً على العيش المشترك خصوصاً في هذه المرحلة الصعبة التي يمر فيها البلد والمنطقة.

وعقد ليل أمس لقاء بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري وزعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري هو الأول بينهما منذ مغادرة الأخير لبنان في نيسان (ابريل) 2011. ويأتي هذا اللقاء عشية الدعوة العاشرة لعقد جلسة نيابية غداً الثلثاء لانتخاب رئيس للجمهورية والتي سيكون نصيبها التأجيل كسابقاتها لتعذّر تأمين النصاب لانعقادها.

وبانتخاب دريان مفتياً للجمهورية تستعيد دار الفتوى وحدتها الجامعة ودورها في ترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز الحوار بين المسلمين أنفسهم وبينهم وبين المسيحيين، إلى جانب القيادات السياسية لحماية السلم الأهلي ونبذ العنف والانقسام. وبالعودة إلى المحاولات التي يقوم بها وفد من «هيئة العلماء المسلمين» لدى قادة المجموعات المسلحة من خلال أحد المشايخ السوريين، بغية رفع مستوى التواصل معهم بعد أن غابوا عن «السمع» منذ يومين وأكثر، علمت «الحياة» من مصادر رسمية ونيابية مواكبة للمهمة بأن شيخين من الهيئة هما حسام الغالي وسميح عز الدين التقيا الوسيط السوري مرات عدة ونقلا عنه عدم تمكنه من لقاء أي مسؤول عن هذه المجموعات بذريعة ان هناك صعوبات أمنية وجغرافية حالت دون اجتماعه بهم. لكن الغالي وعز الدين نجحا عبر «الإنترنت» في التواصل مع أحد قادة المجموعات المسلحة، غير ان سوء الإرسال في عرسال كما تقول هذه المصادر لم يسمح ببدء التفاوض كما يجب، إضافة الى ان الاتصالات مع أي من هؤلاء تكاد تكون معدومة بسبب التشويش على الخطوط الخليوية الذي حال دون حصول أي اتصال مباشر. وكشفت المصادر بأن الشيخين الغالي وعز الدين حاولا التواصل مع مسؤولين عن هذه المجموعات بغية فتح خطوط عدة تتيح لهما تأمين قنوات اتصال بهم وقالت انهما نجحا في التواصل مع أحد قادتهم (تردد أنه من داعش) لعلهما يستطيعان معرفة ما تريده هذه المجموعات من خلال اختطافها العسكريين، وما إذا كان لديها شروط أو مطالب، خصوصاً انها اكتفت لحظة بدء استكمال انسحابها النهائي من عرسال بالقول انها ستفرج عنهم فور وقف إطلاق النار ولدى اطمئنانهم الى انهم في مأمن لدى العودة الى المنطقة الجردية.

ولفتت الى ان هذه المجموعات بادرت لتأكيد حسن النيات عبر الإفراج عن عدد من العسكريين، متعهدة في الوقت نفسه بالإفراج عن جميع الذين في عهدتها بالتزامن مع الانتهاء من انسحابها، ونقلت عن جهات نافذة في «هيئة العلماء» بأنها تتوقع بدءاً من اليوم ان تتبلور الصورة الأولى للتواصل مع الخاطفين للوقوف على ما لديهم من مطالب. وأكدت هذه الجهات لـ «الحياة» ان هيئة العلماء ستواصل جهودها للإفراج عن العسكريين وإعادتهم الى عائلاتهم، وقالت إن الشيخ الغالي تلقى مئات الاتصالات من ذوي هؤلاء المخطوفين وأولادهم وزوجاتهم وأقاربهم يستفسرون فيها عن مصيرهم.

وتبين من خلال التواصل الأولي الذي تولاه شيخ سوري مع مسؤولين غير نافذين في المجموعات المسلحة بأن فيها رؤوساً عدة وأن العسكريين موزعون على «جبهة النصرة» و «داعش» وربما على مجموعات مسلحة أخرى، فيما أكد مصدر أمني لبناني بأن شريط الفيديو الذي بثته ليل أول من أمس قناة «العربية» الفضائية وظهر فيه عدد من العسكريين المخطوفين يعرّفون عن أنفسهم يعود الى الذين اختطفتهم «داعش». وفي هذا السياق يواصل عضو كتلة «المستقبل» جمال جراح التواصل مع «هيئة العلماء» ووجهاء عرسال لمواكبة ما آلت اليه الاتصالات التي لا زالت في بدايتها، فيما يسود الحذر الوسط السياسي اللبناني من أن يكون لبنان أمام مشهد «اعزاز 2» في إشارة الى التجاذبات التي مرت فيها عملية الإفراج عن الحجاج اللبنانيين الذين اختطفوا عند الحدود السورية مع تركيا في طريقهم من العراق الى بيروت. ولم يفرج عنهم الا بعد طول انتظار.

 

كيروز في إحياء ذكرى شهداء دير الاحمر والبقاع الشمالي: نحن صامدون واخترعنا خيار المقاومة حفاظا على الايمان والحرية

موقع القوات اللبنانية/اعتبر عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب ايلي كيروز “اننا نواجه اليوم في لبنان وعلى أطراف المنطقة البقاعية بالتحديد، خطراً غير مألوف منذ مدة طويلة، علماً أننا واجهنا مثله ولم نخف ولم نتراجع. نحن ألفنا الخطر على مدى تاريخنا وطوعناه بعزمنا وإرادتنا”. واضاف في كلمة خلال إحياء منطقة دير الاحمر والبقاع الشمالي ذكرى شهدائها تحت شعار “به كان كل شيء. ..به كنتم ثابتون وبه نحن اليوم وغدا مستمرون”: “نحن هنا ثابتون، صامدون وباقون وفي مواجهة ما يحصل من أحداث وتطورات، نعيد معكم التأكيد على ميزة للمسيحيين اللبنانيين عبر تجربتهم التاريخية، فنحن الذين إخترعنا خيار المقاومة حفاظاً على الأغليين: الإيمان والحرية”. ولفت إلى إن أحداث عرسال هي نتيجة لأصل وسبب. الأصل والسبب يتمثلان بتورط حزب الله في الحرب السورية، بقرار من داخل طهران ومن خارج المؤسسات الدستورية اللبنانية، وبالتالي فإن المسؤولية الأولى عن إستدراج الحرب الى لبنان تقع على عاتق حزب الله الذي يخوض القتال دفاعاً عن بقاء النظام السوري وعن مصالح النظام الإيراني وخلافاً للمصالح اللبنانية”.

ودعا حزب الله الآن الى الإنسحاب الفوري والكامل من سوريا والعودة الى الإجماع اللبناني . وأضاف: “في هذه اللحظة الحرجة، لا يسعني إلا أن أؤكد على التضامن الكامل مع الجيش اللبناني وكل القوى الأمنية اللبنانية في مواجهة الحركات المتطرفة العنيفة التي تستهدف السيادة اللبنانية والعيش المشترك المسيحي – الإسلامي ، كما وعلى تضامني مع أهل عرسال الذين عانوا ويعانون الأمرين من إرهاب السلاح غير الشرعي بكافة أشكاله”. ودعا الحكومة الى نشر الجيش اللبناني على كامل الحدود اللبنانية – السورية بما يمنع دخول وخروج المسلحين، جميع المسلحين اللبنانيين وغير اللبنانيين في الإتجاهين، كما دعا الحكومة الى إتخاذ قرار حكيم وجريء بالطلب رسمياً الى مجلس الأمن تطبيق القرارين 1559 و1701 على كافة الأراضي اللبنانية”. وختم كيروز: “عندما داهم الخطر لبنان، كنتم في الصف الأول سباقين في النضال والمقاومة وإني على ثقة أنكم ستكونون أيضاً في الصف الأول عندما يدق الخطر مجدداً على الأبواب ، فأنتم في الوقت عينه أبناء الجبل المنيع والسهل الممتنع”. وكان كيروز استهل كلمته قائلا: “عندما أقف بينكم أشعر أنني بين أهلي وبالتأكيد بين رفاقي ، وفوق أرض روتها دماء الشهداء وسماء جللتها أرواحهم، وهم الذين لم يسألوا عن غال عندما تقدموا للدفاع عن لبنان ، فإستشهدوا لنبقى وسنبقى . إنهم شهداء منطقة دير الأحمر، إنهم شهداء القوات اللبنانية. ويسرني في هذه المناسبة أن أنقل إليكم جميعاً تحيات رئيس حزب القوات اللبنانية الى الأهل والرفاق والرفيقات في منطقة دير الأحمر وعيناتا ، لصمودكم في أرضكم على رغم كل التحديات والصعاب . لا أخفيكم أن هذه المناسبة تحديداً أصبحت مناسبة عزيزة علي شخصياً ، لأنني ثابرت على الحضور والمشاركة معكم منذ سنوات عدة”.

 

آية الله أوباما

عبد الرحمن الطريري/الحياة

< منذ ثلاثة أعوام وبشار الأسد يقدم قائمة متنوعة للسوريين، بحسب ما يتيسر لكل سوري من طريقة للقتل، فمنهم من داسه الجنود بالأقدام حتى يقبل صورة بشار ويسجد له، ومنهم من مات حرقاً وسحلاً ورمياً بالرصاص، وحتى البراميل المتفجرة جاد بها بشار كثيراً، ولم يتحرك أوباما لاستخدامه الكيماوي بعد اعتباره خطاً أحمر. عراقياً دخلت عناصر «داعش» في حزيران (يونيو) الماضي، في مشهد غير مفهوم، حاول الكثيرون الاستفادة منه، فالسنّة حاولوا أن يقولوا إن الحراك سنّي لا داعشي، وإن البعثيين والعشائر هم الأساس في هذا الحراك، واعتقدت قيادات سنيّة منها النجيفي، أن «داعش» صراخ في مقدمة الجيش، يمكن إسكاته في أي لحظة. المالكي كذلك اعتبر «داعش» مقاعد إضافية غير ما حقق في البرلمان تضمن له ولاية ثالثة، واعتبر الخطاب الطائفي مؤهلاً لذلك، وأن الحلف مع الأكراد يكفيه أمام الأميركيين لقمع العرب السنّة، كما فعل في الفلوجة كانون الأول (ديسمبر) الماضي، مستعيراً خطابات من عصر معاوية وعليّ، في أسمى درجات التخلف والطائفية، وهي لغة مقبولة من الشيعة لدى الأميركيين بالمناسبة.

حين دخل «داعش» تعاملت معه أميركا وفق قاعدة «لم آمر بها ولم تسوءني» إذ أعلنت الولايات المتحدة في البداية بأنها لن تُشارك بأي عمل عسكري في العراق، وتصريحات من نوع «نراقب التطورات عن كثب»، ثم تطور الموقف قليلاً، وأعلن البيت الأبيض عن إرسال 300 عنصر فقط، لحماية بعثتها الديبلوماسية هناك، وبدأت القوات الأميركية في الوصول للعراق وأخذت في التزايد حتى بلغت قرابة الألف عنصر، مزودين بمختلف المعدات والأجهزة المختصة بالمراقبة، إضافة إلى طائرات مراقبة وطائرات من دون طيار. وقد كان جُلّ عملهم خلال الشهرين الماضيين عمل استخباري، يهدف الى جمع المعلومات عن «داعش» من النواحي كافة: قيادات التنظيم، حجم تشكيلاته، تسليحه، اتصالاته، تحركاته، جنسيات عناصره، ...إلخ، وكانت تقدم المعلومات لحكومة المالكي، لتقوم بقصف يهدف الى منع وصول «داعش» إلى بغداد، وتقدمها حكومة المالكي بدورها للإيرانيين، ليس فقط من باب التبعية، ولكن للاستعانة بعناصر «فيلق القدس»، التي جلبها اللواء قاسم سليماني للعراق للتصدي لخطر «داعش» المحتمل على العاصمة والجنوب الشيعي، بعد أن تبيّن أن الجيش العراقي وتسليحه وتدريبه، ليس إلا عملية نهب قام بها المالكي وزمرة المنتفعين. وخلال الشهرين الماضيين عاث تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في المناطق السنيّة قتلاً وتنكيلاً وتدميراً حتى اشتعل التوتر بينه وبين أبناء تلك المحافظات السنيّة، وقام بكل ما فيه إساءة للإسلام عامة وللسنّة خاصة، وكانت مشاهد أكثر فيلم مسيء للإسلام، فأسواق نخاسة وقتل على الهوية وتهجير للمسيحيين، أو إجبارهم على دفع الجزية أو القتل. ولم يكن المستغرب فقط التمويل الضخم للتنظيم، بل الغريب أن القوات الأميركية لم تكترث ولم تتدخل، عدا بتقديم المعلومات الاستخبارية للحكومة العراقية، ولسبب واحد فقط منع تقدم «داعش» نحو بغداد، وبالفعل مُنع التنظيم في ذلك، ولم يتحرك الأميركيون مع التهجير لآلاف المسيحيين من نينوى. ولكن ما الذي دفع أوباما للتحرك ابتداء عبر إلقاء مساعدات على الأقليات الايزيدية والمسيحية. ثم قامت طائرات (F-18) بقصف القوافل العسكرية لـ«داعش» وضرب مواقع مدفعيتها، وقال أوباما -وهو صادق- إن التحرك يهدف لحماية المصالح الأميركية، ولكنها بالطبع ليست عدداً قليلاً من الموظفين الأميركيين في أربيل، ولكن الدافع الرئيس هو منع «داعش» من دخول أربيل، خصوصاً بعد معارك ضارية مع البيشمركة. أوباما يضرب «داعش» شمالاً في ثاني تحرك عسكري له بعد ليبيا، ليحمي حلفاءه الأكراد، ويقدم الدعم الاستخباري جنوباً ليحمي حلفاءه الشيعة، ويؤكد وجوب تشكيل حكومة توافقية حفظاً لماء الوجه، حتى لا يكون التحرك دعماً فجاً للمالكي، وإن كانت تصريحات وتحركات «آية الله أوباما» الأخيرة بينت الخطوط الحمر الحقيقية.

 

أمن السدود والحدود من الموصل إلى عرسال مسؤولية... إيران

جورج سمعان/الحياة

التدخل الأميركي في العراق لن يكون كافياً. الغارات الجوية لن تحسم الحرب وتنهي «الدولة الإسلامية». مثل هذا التدخل اعتمدته الولايات المتحدة ولا تزال في أفغانستان واليمن وباكستان. لكنه لم يغير الكثير في موازين القوى على الأرض. تأثيراته تبقى محدودة. إضافة إلى أن واشنطن ليست مستعدة لانخراط ميداني أو توسيع لائحة أهدافها. الرئيس باراك أوباما كرر أنه لن يرسل قوات برية. كان واضحاً منذ اليوم الأول للاجتياح الذي قامت به «داعش» قبل شهرين. أكد أن قواته لن تعود للقتال في العراق. وقال صراحة إن لا قدرة على حل هذه المشكلة من خلال إرسال قوات أو صرف أموال. وأضاف شروطاً سياسية في الأيام الأخيرة، ما دام أن هذا التنظيم المتشدد قلب قواعد اللعبة السياسية رأساً على عقب. لذلك لم يتحرك من شهرين حتى عندما استنجد به رئيس الحكومة نوري المالكي. وحدد هذه الشروط بوضوح مع الاستعداد لتوسيع العمليات العسكرية: يريد شركاء على الأرض. يريد حكومة توافق وطني لا تستثني أحداً وجيشاً يمثل كل العراقيين. وعبرت إدارته منذ انتهاء الانتخابات النيابية الأخيرة عن رغبتها في رئيس جديد للحكومة بديلاً من زعيم «دولة القانون». تقدمت الولايات المتحدة خطوة على طريق مواجهة محدودة لـ»الدولة الإسلامية»: حماية اربيل والأميركيين المقيمين فيها. وكذلك إنقاذ الأقليات المسيحية والأيزيدية من خطر الإبادة. ومساعدة «البيشمركة» على مواجهة تمدد «داعش». الكرة الآن في ملعب العراقيين. عليهم أن يتقدموا خطوة نحو استكمال بناء مؤسساتهم الدستورية ووقف تقدمهم نحو تجديد الحرب الأهلية التي اندلعت منتصف العقد الماضي. والكرة في ملعب إيران التي «فرضت» على واشنطن قبل أربع سنوات القبول بولاية ثانية للمالكي. عليها أن تتقدم خطوة إذا كانت جادة في سعيـــها إلى محاربة الإرهاب، كما تدعي وتعلن. وعليها أن تعيـــد النظر في سياستها الشاملة في العراق، كما فــي سورية ولبنان أيضاً، إذا كانت راغبة فعلاً في علاقات طبيعية مع جيرانها العرب، والخليجيين خصوصاً. وإذا كانت حريصة على وقف استنزاف قواها ومقدراتها في كل هذه الجبهات المفتوحة، وإذا كانت حريصة فعلاً على عدم دفع الإقليم كله إلى حرب مذهبية واسعة لن يخرج أحد منها منتصراً.

لم تعد لعبة عض الأصابع بين الولايات المتحدة وإيران تجدي في مواجهات التطورات في بلاد الشام كلها. كان يجب استباق المفاجأة «الداعشية». وكان يجب التحرك سريعاً لوقف تمددها في الشهرين الأخيرين. كان على القيادة الإيرانية أن تترجم رغبتها في التعاون مع إدارة أوباما لمواجهة سياسية وعسكرية لهذا التمدد. تأخرت في دفع حلفائها في بغداد إلى الإسراع في اختيار بديل من المالكي، لطمأنة المكونات العراقية الأخرى وملاقاتها في منتصف الطريق. لكن التيار المتشدد راهن على تصاعد مخاوف الأميركيين وشركائهم الخليجيين من تنامي ظاهرة الإرهاب «الداعشي» الذي رأوا فيه تهديداً لمصالحهم الحيوية في المنطقة. راهن هذا التيار على إمكان استثمار هذه المخاوف في المفاوضات الخاصة بالملف النووي وملفات أخرى. لكنه لم ينتبه إلى النتائج السلبية التي يخلفها صعود الحركات الجهادية على الدور والحضور الإيرانيين في بلاد الشام. ما منع إيران حتى الآن من اتخاذ قرار حاسم بإخراج المالكي من موقع رئاسة الوزراء ليس الرغبة في ابتزاز الغرب والسعودية فحسب، بل الأمل بإمكان الحد من تداعيات مثل هذا القرار على صورتها. وعلى صورة أولئك الذين أوكلت إليهم في «الحرس الثوري» الإشراف على أذرعها وساحاتها الخارجية. إن التخلي عن زعيم «دولة القانون» سيعني بلا شك اعترافاً صريحاً بفشلها في إدارة اللعبة السياسية في بغداد. وإخفاقها الصارخ عسكرياً وأمنياً بعد انهيار القوات العراقية أمام حملة «داعش» والمجموعات المسلحة الأخرى. إلى ذلك هي تعي أن التخلي عن رجلها في الحكومة يعني ببساطة الرضوخ لرغبات خصومها من السنة والكرد. وهذه ستعد سابقة لا يمكن الجمهورية الإسلامية التسليم بها. ستعني ببساطة أن ثمة شركاء جدداً في إدارة اللعبة لا يمكنها بعد اليوم تجاهلهم أو تجاوزهم. وإلا ما معنى هذا التمسك بالشخص ما دام أن الجميع راضون ببديل من الكتلة نفسها، ولا يمكن هذا البديل أن يجازف بتعريض المصالح الإيرانية للخطر!

استراتيجية إيران بالإشراف المباشر على إدارة اللعبة السياسية والأمنية في العراق بدأت تتصدع. وبدأت تلقي بثقلها على استراتيجية حشد كل القوى الموالية في ساحة القتال في سورية دفاعاً عن النظام. فالوعود التي أطلقها الرئيس بشار الأسد بعد إعادة انتخابه لولاية ثالثة تبخرت ويتبخر معها الوهم بإمكان الحسم العسكري. المناطق التي بشر بتحريرها من الإرهابيين استكمل هؤلاء السيطرة عليها شرقاً وشمالاً وجنوباً. وحتى القلمون التي أعلن تحريرها قبل أشهر عادت إليها الحرب أشد مما كانت وفق تكتيك ميداني جديد تعتمده «داعش» والفصائل الأخرى المقاتلة التي قفزت إلى خلف خطوط «حزب الله» في البقاع الشمالي. وكادت أن تصب الزيت على النار المذهبية الحامية أصلاً في لبنان ولا تحتاج إلى مزيد من الوقود.

صحيح أن طهران عبرت أخيراً عن مجاراتها رغبة المرجعية في النجف ومعظم القوى السياسية في تغيير المالكي. لكن هذا الموقف ظل ضبابياً يكتنفه شيء من الغموض. القوى المنضوية في التحالف الوطني الشيعي التي رفضت وترفض علناً ولاية ثالثة لزعيم «دولة القانون» لم تتخذ موقفاً حاسماً أو تحركاً نحو المكونات الأخرى الكردية والسنية لتحقيق هذه الخطوة يترجم هذا الرفض. فهل تخشى غضب القيادة الإيرانية أم أنها حريصة على عدم التفريط بالتحالف الذي ضمن لها حتى الآن إحكام قبضتها في حكم البلاد والسيطرة على مقدراتها وقراراتها. أما إذا كانت إيران عاجزة فعلاً عن إخراج المالكي فإن ذلك يعني ببساطة أن قبضتها في بغداد بدأت تتداعى! الواقع لا يشي بمثل هذا العجز. لكن انتظارها أن يصرخ خصومها من لعبة عض الأصابع قد يطول إذا كانت التطورات تستنزفها يومياً في معظم ساحات بلاد الشام من الموصل إلى البقاع مروراً ببقاع سورية كثيرة.

أن تكون الكرة في ملعب إيران لا يعفي الولايات المتحدة من مسؤولياتها. فهي تأخرت في الرد على هجوم «داعش». وغاراتها على مواقع التنظيم اليوم لن تكون كافية لإنهاء أزمة العراق. تأخرت أكثر من سنتين في خوض معركة إخراج المالكي لتفادي الأزمة الحالية. كان يجب مواجهته يوم بدأ حملاته السياسية والعسكرية على خصومه السنة والأكراد وحتى شركائه في التحالف الوطني الشيعي. وتأخرت في التدخل الفاعل لتسوية الأزمة السورية التي لا يقل ضحاياها عن الضحايا الذين يسقطون بسيوف «الدولة الإسلامية» وسكاكينها! وتأخرت وتتأخر خصوصاً، لوقف المذبحة التي تقودها حكومة بنيامين نتانياهو في قطاع غزة. عجزت عن تحريك التسوية لكن لا شيء كان يحول دون تحركها لرفع الحصار عن مليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون في سجن حقيقي في القطاع. لعل أفضل وصف لسياسة أوباما أنها لم تبدأ شيئاً وأنجزته كما هو دور دولة كبرى تتولى إدارة شؤون العالم. والأدلة أكثر من أن تحصى من ليبيا والصومال فالسودان إلى أفغانستان فالعراق وسورية وفلسطين... والسلسلة طويلة.

لذلك يبدو طبيعياً أن تكون الخيارات ضئيلة أمام هذه الإدارة في معالجة ظاهرة «الدولة الإسلامية». الرئيس أوباما متمسك بعدم إرسال قوات برية، إذا لم يكن تماشياً مع سياسته في الانكفاء، فأقله استناداً إلى دروس التجربة السابقة في العراق. لقد اعتمدت واشنطن نموذجاً قضى برفع عديد قواتها قبل انسحابها التام في نهاية عام 2011 لمواجهة «دولة الزرقاوي» والفصائل المسلحة التي قاومت احتلالها ووقف الحرب الأهلية منتصف العقد الماضي. ترافقت هذه الخطوة مع بناء «الصحوات» من أبناء العشائر السنية من أجل عزل المسلحين عن بيئات حاضنة، وسعياً إلى تعزيز شرعية الحكومة في بغداد. نجح هذا النموذج إلى حد ما. لكن حكومة المالكي تنصلت، بعد خروج الأميركيين، من كل الوعود التي أغدقت على القوى السنية لإشراكها في القرار السياسي وحصولها على حصتها من الثروة. وباشرت حملة إلغاء وإقصاء لكل القوى السياسية. اعتمدت نهج تفكيك جبهات خصومها. ولم يتمكن هؤلاء قبل سنتين من سحب الثقة من هذه الحكومة بسبب الموقف المتشدد لطهران التي مارست ضغوطها على قوى شيعية وكردية.

قيام «الدولة الإسلامية» على جزء من العراق وسورية وطرقها حدود لبنان لم يغيرا قواعد اللعبة فحسب بل هزّا الأرض تحت أقدام الحلفاء والخصوم في المنطقة. وفرضت وستفرض مقاربات سياسية مختلفة وتبدلاً في الاستراتيجيات. فليس قليلاً أن يعد الرئيس أوباما بمزيد من التدخل لمواجهة «دولة الخلافة». وليس قليلاً أن تقدم المملكة العربية السعودية بليون دولار إلى الجيش اللبناني ليظل ممثلاً وحيداً لجميع اللبنانيين، ودعماً لدوره في مواجهة «الداعشيين» ومنع انزلاق البلاد إلى حرب مذهبية مفتوحة. وليس قليلاً أن يعود الرئيس سعد الدين الحريري لإدارة هذه العناوين ومنع انزلاق أهل السنة إلى أحضان المتشددين بعدما بدا بعض الأصابع في مستهل أزمة عرسال يؤشر إلى المؤسسة العسكرية ودورها. تقدمت واشنطن خطوة في مواجهة إرهاب «داعش» في العراق. ومثلها فعلت الرياض في لبنان. فماذا تنتظر طهران لتتقدم خطوة واسعة من بغداد إلى دمشق وبيروت لتلاقي استعداد الآخرين لتوسيع تدخلهم، ولتتقدم بسياسة مختلفة متوازنة ومعتدلة ومسؤولة... قبل أن يُغرِق سدُّ الموصل وبعده سد الفرات الإقليم كله بالماء والدماء.

 

معركة أهل الإعتدال

غسان شربل/الحياة

ما تعيشه المنطقة أخطر بكثير من حرب افغانستان. وفيتنام. والحرب العراقية - الايرانية. والانفجار اليوغوسلافي. ومذبحة رواندا. عاصفة سوداء مدمرة تضرب المنطقة. تمزق الخرائط. والحدود الدولية. تفتت الدولة المركزية. وتضيف الى وطأة الجيوش القديمة جيوشاً مذهبية صغيرة فاعلة ومتحركة. وتهجر ملايين الاشخاص. وتقتلع أقليات من جذورها. حروب أهلية عابرة للحدود. وفراغ يملأه محاربون قساة تدفقوا من الكهوف. رؤوس مقطوعة. وجثث مجهولة الهوية. ومدن مطحونة. ذباحون بلا رادع او وازع. ومستبيحون بلا رادع او وازع. لسنا في الطريق الى الكارثة. اننا نتخبط فيها. وهي تنذر بالمزيد من الضحايا. والتشرذم. والفقر. والارهاب. وممارسات الابادة. يكفي ان نتذكر مشهد العالقين في جبل سنجار هرباً من ممارسات «داعش». مشهد الطائرات الاميركية تلقي لهم الاغذية والماء كي لا يموتوا جوعاً وعطشاً. وان ذلك يجري في العراق العائم على النفط. هكذا نتحول مأساة لانفسنا. ومأساة للعالم ايضاً. نحتفل بمغادرة المحتل ثم نتوسل اليه بعد سنوات ان يسعفنا بغاراته او غالونات المياه.

ذباحون ومستبيحون. خطف الظلاميون مساجد ومحافظات. خطفوا ثورات. وها هم يؤسسون لليل طويل هائل. خطف متطرفون القرار في اكثر من مكان. ساعدت شراهتهم في تمهيد الطريق للظلاميين. انه الفشل الصارخ. لمشروع بناء الدولة. للقاء في مؤسساتها وفي ظل القانون. انه فشل المدارس والجامعات وما هو أبعد. اننا في الهاوية. لكننا ايضاً على مفترق طرق. نفتح نافذة للخروج او نعمق انزلاقنا الى هاوية جديدة. لهذا ترتدي المعركة طابعاً مصيرياً. يسترجع اهل الاعتدال المبادرة او تنزلق المنطقة الى الجحيم لسنوات او عقود. انها معركة كل بلد. وكل مدينة. وكل جامعة. وكل مؤسسة دينية. وكل منزل. لا بد من فضح الظلام وتحصين الناس ضد اغراءاته وأحابيله. لا بد من انهاء كل التباس او غموض او تبرير. كان باراك اوباما شديد الوضوح في حديثه الى توماس فريدمان. قال ما فحواه اننا لا نعمل في خدمتكم. واننا لسنا قوة للايجار مهمتها تغطية اخطائكم وارتكاباتكم. لسنا سلاح جو للشيعة او الاكراد. أصلحوا خرائب دولكم لنساعدكم. ابتعدوا عن منطق المنتصر والمهزوم. لا مجال في البلدان ذات التركيبة المتعددة لمنطق الحد الاقصى. الحل هو اللقاء في منتصف الطريق. في كنف الدولة ومؤسساتها. لا يمكن انقاذ المنطقة من الخارج. تستطيع اميركا تقليم اظافر «داعش» او بتر اصابعها. اهل المنطقة وحدهم يستطيعون اذا رسخوا منطق الاعتدال ان يمنعوا ولادة «داعش» وأخواتها. انها مسؤولية الدول الرئيسية في المنطقة. افكر هنا بالقمة السعودية-المصرية. اننا نتحدث عن بلدين يتمتعان بثقل عربي واسلامي ودولي. عن بلدين لا يمكن خوض معركة الاستقرار والاعتدال من دون ان يضطلعا بدور قيادي فيها. تعرف السعودية انها مستهدفة من الظلاميين والمتطرفين ومن الانقلابيين في الاقليم. تعرف مصر انها مستهدفة في استقرارها ودورها وان النار مشتعلة قرب حدودها وتطل داخل اراضيها. في سياق معركة الاستقرار والاعتدال يمكن فهم مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من الاحداث التي عصفت بمصر. وفي اطار معركة الاعتدال يمكن فهم رسائله الاخيرة الى العلماء والمواطنين. وفي هذا السياق جاءت مسارعته الى تقديم بليون دولار هبة للجيش اللبناني لمساعدته على دحر الارهاب الذي حاول التحصن في بلدة عرسال. وتحت راية الاعتدال ودعم المؤسسة العسكرية في وجه الارهاب وضع الرئيس سعد الحريري عودته الى لبنان. الخروج من الهاوية ممكن اذا تم التسليم بإحلال مبدأ الشراكة مكان مبدأ الشراهة. وهذا يصدق على المجموعات والدول معاً. الشراهة حاضنة التطرف. الشراهة في الانتصار والاستئثار. والشراهة في الثأر ورفض المتغيرات. والشراهة في فرض الزي الموحد واقتلاع الأقليات.

ليس للشيعة العراقيين مكان اكثر اماناً من عراق مستقر مهما بلغ دفء تحالفاتهم خارجه. هذا يصدق ايضاً على السنة. والاكراد. وليس للعلويين في سورية مكان اكثر اماناً من سورية مستقرة مهما بلغ دفء تحالفاتهم خارجها. وهذا يصدق ايضاً على السنة والاكراد. وليس للشيعة اللبنانيين مكان اكثر اماناً من لبنان مهما بلغ دفء تحالفاتهم خارج الحدود. وهذا يصدق ايضاً على السنة. وعلى الموارنة الاسهام جدياً في احلال الشراكة مكان الشراهة كي لا يتجمعوا ذات يوم في بعض جبل لبنان كما تجمع الايزيديون في جبل سنجار. وعلى ايران ان تعيد تقويم حساباتها. فثمة من يعتقد ان من بين اسباب ظهور «داعش» الاحساس ان طهران ذهبت بعيداً في الامساك بمفاتيح القرار في عاصمة العباسيين وعاصمة الامويين فضلاً عن بيروت. تستطيع ايران الخروج من الاستنزاف الذي تتعرض له في الهلال اذا قدمت حسابات الشراكة على اسلوب الشراهة. الخيار واضح وجلي. اما العودة الى الاعتدال والخرائط ومنطق الشراكة ومنتصف الطريق واما الغرق في الهاوية والسباحة في بحر الظلام.

 

تلكؤ الغرب حيال الأقليّات يثير الذهول الضربة الأميركية لا توحي باستراتيجيّة رادعة

روزانا بومنصف/النهار/11 آب 2014

وقف المراقبون السياسيون في المنطقة مذهولين حيال تلكؤ الدول الغربية في مساعدة العراقيين من الاقليات المسيحية والايزيدية الذين يطردهم تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) من اراضيهم ويهدد حياتهم ومصيرهم. ماذا جرى للعالم ليقف عاجزا ومتفرجا على هذا النحو على ما يجري في العراق ويهدد المنطقة بأسرها؟ يتساءل الجميع. لم تحرك الدول الاوروبية ساكنا لوقف الفرز السكاني الجاري في المنطقة وان فتحت بعض العواصم ابوابها لاستقبال اعداد من الاقليات المهجرة، بل اكدت استلحاقها اكثر فاكثر بالسياسة الاميركية حين أبدت فرنسا وبريطانيا استعدادهما لمشاركة الولايات المتحدة في الضربات العسكرية بعدما اعطى الرئيس الاميركي باراك اوباما الاذن لقصف تقدم داعش نحو مدينة اربيل الكردية. فقدت اوروبا القيم والمثل بعدما كانت لمدة طويلة ضمير العالم والمدافع عن الحريات والقيم الانسانية والتي كانت ترفع لواءها. تحرك الرئيس اوباما لحماية اربيل الكردية عسكريا عبر ضربات جوية لان المصالح الاميركية بدت مهددة عند هذا الحد من اندفاع داعش كما بدا استمرار نظام معمر القذافي سابقا في لحظة ما، ما حتم عودة التدخل العسكري الاميركي في العراق. بدا للمراقبين المتابعين ان الرئيس الاميركي كان سيبدو محرجا وفاقد الصدقية لو اكتفى بتوجيه تحذير لتنظيم داعش من التقدم نحو اربيل وبغداد معتبرا عاصمة كردستان خطا احمر. لم تعد التحذيرات او التهديدات الكلامية الاميركية فاعلة في ضوء نهج الرئيس الاميركي بالابتعاد عن التدخل العسكري وسحب الجيش الاميركي من العراق وافغانستان. فانتقل الى العمل فورا مقدما التبريرات للتدخل عسكريا في العراق ولعدم التدخل في سوريا في الوقت نفسه مستخدما الاسباب نفسها التي يسوقها منذ اشهر عدة حول عدم دعم المعارضة السورية المعتدلة.

بدا مستغربا الجانب المتعلق بالمنطق المستخدم حول التدخل الاميركي الجديد، الا وهو تلبية واشنطن طلب الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي والذي تطالبه واشنطن بالتنحي والافساح في المجال امام حكومة جامعة تنقذ العراق. وذلك في الوقت الذي يتمنع هذا الاخير ويرفض المساهمة في انقاذ بلاده من الهاوية التي ينحدر اليها بقوة ما يفيد بأن الضربات العسكرية الاميركية يمكن ان يوظفها هذا الاخير من اجل تعزيز وضعه وليس من اجل الرحيل. لم يعترض احد على القصف الاميركي، لا روسيا ولا الصين ولا ايران التي كانت عملت على اخراج الاميركيين من العراق سابقا. لا يزال العراق مسؤولية اميركية في مكان ما علما انه لو كان موضوع التدخل الاميركي هو قصف تنظيم ارهابي فعلا لما اعترضت، وفق ما يعتقد، لا روسيا ولا الصين او اي دولة نظرا الى الاصطفاف الدولي بمواجهة الارهاب بغض النظر عما اذا كان في موقعه فعلا او هو بات يستخدم ذريعة في كل وقت لمواجهة المعارضين.

لكن على رغم اهمية التدخل المطلوب من اجل ردع تنظيم داعش ومنعه من قضم مزيد من المناطق العراقية، فان اهمية كردستان بالنسبة الى الولايات المتحدة بدت هي الموضوع في هذا السياق فضلا عن حماية الوجود الديبلوماسي وغير الديبلوماسي الاميركي الذي نزح من بغداد اليها اكثر منها الارهاب الذي تشكله داعش في مناطق سيطرتها. لذا لم يفصح الصمت الدولي والاقليمي عن امكان تشكيل جبهة دولية واقليمية تلتقي على وضع حد نهائي وتوجيه ضربات قاصمة لتنظيم الدولة الاسلامية، فبدا العمل العسكري الاميركي اقرب الى عملية جراحية موضعية في السياق الجاري في رأي المراقبين نظرا الى عدم نضوج افق عمل عسكري اوسع. هل يستطيع تنظيم داعش الاستمرار في تقوية نفسه خارج التمدد نحو اربيل كما حصل بالنسبة الى الخط الاحمر الذي وضعه الرئيس اوباما امام استخدام النظام السوري للاسلحة الكيميائية ضد شعبه ما عنى امكان استمرار الاخير في استخدام كل انواع الاسلحة الاخرى باستثناء الاسلحة الكيميائية على ما واصل القيام به؟ وهل ان ضرب قوافل للتنظيم الارهابي في مناطق سيطرته العراقية قد تدفع به الى سوريا من اجل تعزيز قوته اكثر والقيام بما يقوم به في العراق فتضطر الولايات المتحدة الى ان تكون شريكة مع النظام السوري في ضرب ارهاب داعش ما دامت العمليات العسكرية ضد مواقعه في العراق قد تطول وفق ما اعلن اوباما؟

يأمل المراقبون ان تستدرج الضربات الجوية استراتيجية اميركية واضحة تربط الاستجابة لطلب الحكومة العراقية بتوجيه ضربات عسكرية والتدخل ضد داعش برحيل المالكي اولا، ثم بتحقيق خطوات سياسية مكملة لحل سياسي يبدأ في العراق وتكون ايران على خطه ولا يستفز الدول الخليجية على رغم ان المراقبين لا يرون ذلك واقعا. وتنفي مصادر ديبلوماسية توافر معلومات عن امر من هذا القبيل لكن هناك عدم ثقة في شكل عام في امكان ان يتمكن الرئيس الاميركي من قيادة امر من هذا النوع او في وجود رغبة لديه بذلك انطلاقا من ان الاستثناء في نهجه لجهة توجيه ضربات عسكرية في العراق لا يعني تراجعه عن سياسة الانكفاء التي يعتمدها في سياسته الخارجية.

 

مكافحة الإرهاب تتمّ بقيام دولة قوية ووحدة وطنية تمنع وجود بيئة حاضنة

اميل خوري/النهار/11 آب 2014

كيف أصبح الإرهاب يخيف كل الدول وتعجز الجيوش عن مكافحته والقضاء عليه، وكيف ترعرع ونما وكبر وانتشر، ومن المسؤول عن ذلك؟ هل المسؤول أنظمة ديكتاتورية وقمعية قهرت شعوبها وأفقرتها بحيث أضحى الموت بالنسبة إليها أرخص من الحياة؟ هل هي الانقسامات السياسية والمذهبية التي جعلت المغلوب فيها بيئة حاضنة لكل متطرف وإرهابي علّه ينتقم لها من الغالب؟ هل هو تقصير مجلس الامن الدولي أو عجزه عن تنفيذ قراراته ولا سيما منها القرار 1373 حول مكافحة الارهاب وقد صدر في ايلول عام 2001، أم هو الخلاف على تفسير معنى الارهاب ووجوب التمييز بينه وبين المقاومة والجهاد؟

يمكن القول إن هذه الاسباب مجتمعة كانت كافية لجعل الارهاب ينمو وينتشر في أكثر من دولة في العالم وخصوصا في الدول التي تحكمها أنظمة قمعية تحمَّلها الشعب سنوات طويلة ثم انتفض عليها، وهو ما حصل في عدد من الدول العربية وعرفت بـ"ثورات الربيع العربي"، وقد انضمت الى الشعوب المقهورة الشعوب المحرومة والجائعة، معتبرة ان نتائج هذه الثورات تظل افضل من الظلم والقهر والتجويع.

لقد أجاب لبنان على القرار 1373 بإعلان التزامه مكافحة الارهاب بكل اشكاله ولكن على قاعدة التمييز بينه وبين الحق المشروع في مقاومة الاحتلال، وأعلن التزامه العمل على الانضمام الى المعاهدتين الدوليتين الخاصتين بمكافحة تمويل الارهاب ومنع الهجمات الارهابية بواسطة المتفجرات عبر الحدود، وقد سبق للبنان أن بدأ مكافحة الارهاب عندما اصطدم في الضنية بمجموعة مسلحة تدعى "عصبة الانصار" واوقفت القوى الامنية غالبية افرادها، وزوّد لبنان دولا عدة وفي مقدمها الولايات المتحدة الاميركية معلومات مفصلة عن هذه العصبة، واثبتت التحقيقات التي أجراها لبنان عدم وجود اي شخص سماه القرار 1333 الصادر عن مجلس الامن عام 2000 ضمن الاراضي اللبنانية وان هؤلاء ممنوع دخولهم اراضيه، وان مصرف لبنان حقق بما ورد من الامم المتحدة، عبر لجنة التحقيق الخاصة المنبثقة من قانون مكافحة تبييض الاموال، في لوائح تضم ارهابيين ولم يعثر في المصارف اللبنانية على حساب لهم. وشرح لبنان في رسالته الجوابية القوانين اللبنانية ومطابقتها لموجبات القرار 1373، وقدم شرحاً تفصيلياً عن قانون مكافحة تبييض الاموال وآلية عمله، وأكد أنه لا يشكل مأوى لمن يموّل أو يقود أو يدعم أو يرتكب جرائم ارهابية.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل التزمت كل الدول، ولا سيما منها الكبرى، نص قرار مجلس الامن حول مكافحة الارهاب، أم أنه كان لبعضها مصلحة في استخدام الارهاب خدمة لمصالحها السياسية والامنية والاقتصادية؟ وهل تم التصدي بجميع الوسائل وفقا لميثاق الامم المتحدة للتهديدات التي توجهها الاعمال الارهابية للسلام والامن الدوليين خصوصا بعد تزايدها بدافع من تعصب او تطرف في مناطق مختلفة من العالم، وان تمتنع كل دولة عن تنظيم اي اعمال ارهابية في دولة اخرى او التحريض عليها او المساعدة او المشاركة فيها، وقبول نشاطات منظمة في اراضيها بهدف ارتكاب تلك الاعمال، وان تمنع وتوقف تمويل الاعمال الارهابية والتصرف بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة وتحريم قيام رعايا هذه الدول عمدا بتوفير الاموال او جمعها بأي وسيلة وفي أراضيها لكي تستخدم في أعمال ارهابية، واتخاذ الخطوات اللازمة لمنع ارتكاب هذه الاعمال وإنذار الدول الاخرى عن طريق تبادل المعلومات بموجب القرار 1373؟ واتخذ مجلس الامن الدولي قرارا آخر بطلب من روسيا رقمه 1569 عام 2004 يدعو الى "التعاون التام في مكافحة الارهاب خصوصا مع الدول التي تمارس فيها هذه الاعمال او يتعرض مواطنوها لأعمال ارهابية وتعطل على نحو خطير التمتع بحقوق الانسان وتهدد التطور الاجتماعي والاقتصادي وتقوض الاستقرار والازدهار". ويرى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ان الارهاب الذي بات عابرا للحدود والمدن والمناطق والطوائف والاتنيات يستدعي الدعوة الى مؤتمر اقليمي للبحث في كيفية حماية دول المنطقة من مخاطر الارهاب واقتلاع جذوره، وان يعمل لبنان على إعداد رؤية استراتيجية للتعامل الطويل الاجل مع الصراع ضد الحركات الارهابية وإقامة شبكة علاقات واسعة والتنسيق مع سائر دول الاقليم ومع الاجهزة الدولية، وشن حرب استباقية ضد الارهاب بسد الثغر التي يتسلل منها لا سيما ثغرة غياب التوافق السياسي بدءاً بسد ثغرة الشغور الرئاسي. الواقع ان الارهاب يكافح بوجود دولة قوية، والدولة القوية تبدأ بانتخاب رئيس لها. ويكافح ايضا بوجود وحدة وطنية تمنع الملاذ لأي ارهابي، وهذه الوحدة لا تقوم إلا مع حكم قادر وعادل.

 

أحداث عرسال تُعيد تحديد أولويات المرحلة الدفع نحو انتخاب رئيس وتوسيع تطبيق الـقرار 1701

سابين عويس/النهار/11 آب 2014

اذا كانت أحداث عرسال استدعت عودة فورية للرئيس سعد الحريري، نظرا الى ما حملته - ولا تزال - من اخطار هددت نهج الاعتدال الذي اختطه لنفسه "تيار المستقبل"، في وجه التطرف الذي يجتاح المنطقة، فانها أتاحت، بالظروف والحيثيات التي سببتها وأدت الى ما ادت اليه، قراءة متأنية للعبر المستخلصة منها والتي تدفع في اتجاه تحديد أولويات المرحلة المقبلة، انطلاقا من خريطة الطريق التي سبق أن رسمها الحريري نفسه في خطابه الرمضاني. يعي التيار الازرق أن مأساة عرسال لم تنته بعد، وما تعرضت له البلدة لا يخرج عن سياق استدراج لبنان الى النار السورية. لكن نتائج المواجهات الاخيرة سمحت بتبيان مجموعة من الحقائق والوقائع التي يصفها "المستقبل" بالمؤلمة، وخصوصا أنه لم يلق تجاوبا مع تحذيراته المتكررة منها ومن وجوب تداركها قبل حصولها.

حقيقتان يركز عليهما التيار "المستقبلي" في قراءته لتداعيات المواجهات الاخيرة: اولاهما أن لا مكان للأمن المستعار ولا بديل عن الدولة ولا أحد يحل محل الدولة وجيشها، وأن الامور لا يمكن أن تستقيم في الامن او السياسة او الادارة او الاقتصاد اذا لم تكن هناك دولة عادلة مدنية وديموقراطية. أما الحقيقة الثانية فتبين أن كل التبريرات التي قدمها "حزب الله" حيال دخوله سوريا ومنطقه تجاه انخراطه في القتال فيها لمنع وصول التطرف الى لبنان قد تهدم. وأن ما ساد عمليا هو اسقاط منطق الدولة، بحيث يصبح من الملحّ العودة الى الدولة. ترتسم بوضوح ملامح المرحلة المقبلة وتحدياتها امام قيادة "المستقبل". وهي تنبثق من رحم خريطة الطريق التي سبق ان رسمها زعيم التيار الازرق قبيل عودته المفاجئة الى لبنان. اذ لا يكفي اطلاق التحذيرات او الاضاءة على جوهر المشكلة، فهذه السياسة لم تحم لبنان بالقدر الكافي من التمدد الحارق للأزمة السورية، كما أن المطالبات المتكررة بانسحاب "حزب الله" من سوريا والنأي بلبنان عن حربها لم تغير شيئاً في واقع الامور.

لذلك فان عناوين المرحلة المقبلة ستركز على تحرك في أكثر من اتجاه محلي وخارجي.

في المحور المحلي، ثمة تركيز على ضرورة الدفع في اتجاه انجاز الاستحقاق الرئاسي. ذلك ان الشغور في الموقع الاول في مؤسسات الدولة ادى الى تعطل السلطتين التشريعية والتنفيذية، ولا بد من اعادة تكوين السلطة من اجل ان تنتظم الممارسة المؤسساتية والحياة السياسية. اما في شأن ما يتردد عن تسوية سياسية شاملة من شأنها ان تؤدي الى انتخاب رئيس جديد هو قائد الجيش، على ان يعين العميد شامل روكز قائدا للجيش، فان "المستقبل" لا يبدو ميالا الى تعديل الدستور الا اذا اقتضت ظروف قاهرة جدا ذلك. وثمة اقتناع في اوساط هذا التيار بان استدراج الجيش الى معركة عرسال قد يكون الهدف منه احراق ترشيح قهوجي للرئاسة. لن تتوقف مطالبة "المستقبل" لـ"حزب الله" بالخروج من سوريا حتى تحقق ذلك. علما ان التيار على اقتناع بأن الحزب بات يدرك كلفة تورطه هناك داخليا وعلى علاقته مع الشركاء في الوطن. يؤكد مرجع بارز في التيار أن حادثة على طريق عرسال خلال فترة المعركة كادت في لحظة حرجة جدا ان تؤدي الى اندلاع فتنة مذهبية. هل هذا يعني ان التواصل يمكن ان يعود بين التيار والحزب من اجل سحب صاعق التفجير؟ ليس لدى المرجع جواب جازم نفيا او ايجابا، لكنه يشير الى ان التواصل قائم من خلال الحكومة. ولا يخفي اقتناعه بأن الحوار الثنائي سيصبح ملزما على الفريقين اذا استمرت الامور على حالها من التصعيد والاحتقان المذهبيين. على المحور الخارجي، سيتحرك التيار بقوة في اتجاه المطالبة بتوسيع تطبيق القرار الدولي 1701، بحيث لا يقتصر تطبيقه على الخط الازرق، نظرا الى الحاجة الملحة لضبط الحدود. ليس التيار ضد اقفال الحدود امام الممارسات والاعمال المخلة بأمن لبنان وسلمه الاهلي. ويذَكر ان قوى 14 آذار مجتمعة كما كتلة "المستقبل" اعدت كتبا ومذكرات في هذا الشأن من دون ان تصل الى نتيجة. وسيكثف التيار تحركه في هذا المجال بحيث ينتظر ان يوجه رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة مذكرة الى الحكومة اللبنانية من جهة والى الامين العام للأمم المتحدة من جهة اخرى يطالب فيها بتوسيع تطبيق الـ1701. علما ان التيار يعي أن تحقيق ذلك يتطلب ارادتين: ارادة لبنانية عبر قرار يصدر عن مجلس الوزراء في هذا الشأن يطالب الامم المتحدة بذلك، وارادة الامين العام الذي يعود اليه الاستئناس برأي مجلس الامن، باعتبار أن نص القرار لا يستدعي قرارا جديدا، بل تطبيقا له