المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 21 آب/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 20 و21 أب/14

حين كان الرئيس اللبناني حامياً لمسيحيي الشرق/الدكتور داود الصايغ/21 آب/14

ما دام عون ونصرالله يخطفان نصاب الثلثين فلا بكركي ولا الجولات ولا المبادرات تنفع/اميل خوري/21 آب/14

لا رئيس إلا رئيس تسوية/علي حماده/21 آب/14

الطبقة السياسية والنضال الوهمي/بشارة شربل/21 أب/14

علي يروّج لـ«حكومة واحدة في بلدين/كارلا خطار/و21 أب/14

الفراغ يُعبّد طريق المؤتمر التأسيسي/ربى كبّارة/21 آب/14

ثلاثية الخطر وضعف الدولة والانتصار/إيلـي فــواز/21 أب/14

أوباما وداعش وسوريا والعراق/زيـاد مـاجد/21 أب/14

الكتائب في مواجهة مأساة تهجير المسيحيين: لمقاربة واقعية تتجاوز الردود الانفعالية/روزانا بومنصف/21 أب/14

أميركا بالأبيض والأسود/هشام ملحم/21 آب/14

ذهبَ نوري فمتى يذهب بشار/عبدالعزيز التويجري/21 آب/14  

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/رسالة كورنثوس الأولى10/من01حتى15/التجربة

*بالصوت فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في قدسية جسد الإنسان الذي هو هيكل الله/20 آب/14

*بالصوت فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية في قدسية جسد الإنسان الذي هو هيكل الله/20 آب/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*جسد الإنسان هو هيكل الله/الياس بجاني

*مقتل عنصرين لحزب الله بكمين القيادي في "داعش"

*بري وسلام يؤكدان ان توقيع مرسوم الهيئات الناخبة "خطوة أولى لإجراء الانتخابات النيابية"

*جعجع ينفي تعرضه لأزمة قلبية ويكرر رفض "القوات" التمديد للبرلمان

*رياح التقارب السـعودي الايراني تلفح لبنان قريبـاً

*الراعي يقترح لقاء نصرالله وحزب الله لا يجد موانع

*14 اذار تقنع مسيحييها بالتمديد وابراهيم زار تركيا

*فنيش: "حزب الله" منفتح على القوى كافة ولا عوائق أمام لقـاء الراعي – نصـرالله"

*وفد البطاركة التقى رئيسي حكومة كردستان والاقليم ويعود مساء

*الراعي: لا يحق لأحـد التمتــرس في بيتـه والقول انا الدولـة ومسـتعد للقــاء نصـر الله لنـواجــه معـا الخطـر الكبيـر

*بماذا إتهم "14 آذار" النائب الأميركي اللبناني الأصل داريل عيسى؟

*كنعان: الملف المالي يستدعي جلسة استثنائية وسلام استقبل وفد الشيوعي وهيئة اعمار غزة

*قهوجي في الرابية

*باسيل بعد اجتماع "التغيير والاصلاح": نتعرض في لبنان لتصفية معنوية داعشية ونضالنا متواصل ومتعدد الاشكال

*"الرياض": عون ليس شخصية مقبولة  وحواره مع المسـتقبل جـاء متأخرا

*امانة 14 آذار: الحريص على الديموقراطية لا يُعطّل "الرئاســية" ويُسـهّل "النيابيـة"

*ابراهيم بيــــن تركيا وقطر لحل قضية "العسكريين"

*الحلبي: اطلاقهم متوقف عند تحقيق المطالب الانسانية

*مرسوم دعوة الهيئـات الناخبــة  يشمل فقط مغتربي الكويت وأستراليا

*حراك المياومين يخفي خلافا حول الملف النفطي وتركيب العدادات الذكية يواجه من مافيات الهدر

*الجماعات التكفيرية تعمل لتوتير عين الحلوة والقوة الامنية المشتركــة بالمرصــاد

*"ملف السلسلـة ليس سياسياً بـل مشروع إقتصـادي متكامـل"

*نحاس: لإجراءات حكومية سريعة تعالج مكمـن وجع القطاعات

*الصندوق الإستثماري لطرابلس قيد التأسيس وإطلاقه خلال أسابيع

*فاينانشال تايمز": لماذا لا تقصف طائرات العرب "داعش"؟

*"لو موند": مبادرة فرنسية في ايلول لمحاربة "داعش"

*إندبندنت": الأسد يريد أن يكون مقبولا دوليا عبر محاربة الإرهاب

*أيقونة مار مارون في كور تقليد جديد في الكنيسة المارونية

*رأس الصحافي الأميريكي يهز الأرض

*ثلاثية الخطر وضعف الدولة والانتصار/إيلـي فــواز/لبنان الآن

*أوباما وداعش وسوريا والعراق/زيـاد مـاجد/لبنان الآن

*الكتائب في مواجهة مأساة تهجير المسيحيين: لمقاربة واقعية تتجاوز الردود الانفعالية/روزانا بومنصف/النهار

*أميركا بالأبيض والأسود/هشام ملحم/النهار/اميل خوري/النهار

*لا رئيس إلا رئيس تسوية/علي حماده/النهار

*حين كان الرئيس اللبناني حامياً لمسيحيي الشرق/الدكتور داود الصايغ/النهار

*ذهبَ نوري فمتى يذهب بشار/عبدالعزيز التويجري/الحياة

*"الطبقة السياسية" والنضال الوهمي/بشارة شربل/ليبانون نيوز

*الفراغ يُعبّد طريق المؤتمر التأسيسي/ربى كبّارة/المستقبل

*علي يروّج لـ«حكومة واحدة في بلدين»/كارلا خطار/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/رسالة كورنثوس الأولى10/من01حتى15/التجربة

فإني لست أريد أيها الإخوة أن تجهلوا أن آباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة، وجميعهم اجتازوا في البحر. وجميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر. وجميعهم أكلوا طعاما واحدا روحيا وجميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا، لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم، والصخرة كانت المسيح لكن بأكثرهم لم يسر الله، لأنهم طرحوا في القفر وهذه الأمور حدثت مثالا لنا، حتى لا نكون نحن مشتهين شرورا كما اشتهى أولئك. فلا تكونوا عبدة أوثان كما كان أناس منهم، كما هو مكتوب: جلس الشعب للأكل والشرب ، ثم قاموا للعب ولا نزن كما زنى أناس منهم، فسقط في يوم واحد ثلاثة وعشرون ألفا ولا نجرب المسيح كما جرب أيضا أناس منهم، فأهلكتهم الحيات ولا تتذمروا كما تذمر أيضا أناس منهم، فأهلكهم المهلك فهذه الأمور جميعها أصابتهم مثالا، وكتبت لإنذارنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور إذا من يظن أنه قائم ، فلينظر أن لا يسقط لم تصبكم تجربة إلا بشرية. ولكن الله أمين، الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل مع التجربة أيضا المنفذ، لتستطيعوا أن تحتملوا لذلك يا أحبائي اهربوا من عبادة الأوثان أقول كما للحكماء: احكموا أنتم في ما أقول".

 

جسد الإنسان هو هيكل الله

بالصوت فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في قدسية جسد الإنسان الذي هو هيكل الله/20 آب/14

بالصوت فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية في قدسية جسد الإنسان الذي هو هيكل الله/20 آب/14
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

 

جسد الإنسان هو هيكل الله

الياس بجاني/20 آب/14

ترى هل يعلم كل من يعتدي على أخيه الإنسان أكان تعذيباً أو سجناً أو افقاراً أو تجويعاً أو اضطهاداً أو تنكيلاً أنه يعتدي على هيكل الله؟

نعم الإنسان هو ابن الله وقد خلقه على صورته ومثاله ومنحه نعمة الحياة التي هي الروح، وبالتالي من يعتدي على الابن بأي شكل من الأشكال هو حقيقة وواقعاً يعتدي الأب نفسه، أي على الله.

ونعم جسد الإنسان الذي لبسه الله المتجسد والمتأنس هو هيكل الله، وبالتالي كل من يعتدي على هذا الجسد إنما يعتدي على الله وعلى هيكله.

ونعم إن كل حاكم ظالم وكل قيم على مصير وشؤون وأمن وسلامة ومصير الغير في أي موقع كان ولا يحترم قدسية جسد الإنسان ويجله فإنما هو عن جهل أو عن قلة إيمان لا فرق  يتحدى الخالق جل جلاله و ويدنس هيكله ويتطاول على ابنه، لأن الإنسان هو ابن الله كائن من كان هذا الإنسان.

الكتاب المقدس في العشرات من الآيات يؤكد هذه الحقيقة الدامغة والمقدسة ويؤكد أن الإنسان هو ابن الله وأن جسده هو هيكل الله.

هذه الحقيقة غالباً ما تغيب عن فكر الحكام والمسؤولين وأصحاب الثروات والقيمين على شؤون الغير فيعتدون على أجساد من هم تحت سلطتهم بأشكال مختلفة ومتنوعة.

تأملاتنا الإيمانية اليوم تتناول الآية التالية (01 كورنثوس/الفصل الثالث/16/23) التي تؤكد هذه الحقيقة.

"أما تعرفون أنكم هيكل الله، وأن روح الله يسكن فيكم؟ فمن هدم هيكل الله هدمه الله، لأن هيكل الله مقدس، وأنتم أنفسكم هذا الهيكل. فلا يخدع أحد منكم نفسه. من كان منكم يعتقد أنه رجل حكيم بمقاييس هذه الدنيا، فليكن أحمق ليصير في الحقيقة حكيما، لأن ما يعتبره هذا العالم حكمة هو في نظر الله حماقة. فالكتاب يقول: يمسك الله الحكماء بدهائهم. ويقول أيضا: يعرف الرب أفكار الحكماء، ويعلم أنها باطلة. فلا يفتخر أحد بالناس، لأن كل شيء لكم، أبولس كان أم أبلوس أم بطرس أم العالم أم الحياة أم الموت أم الحاضر أم المستقبل: كل شيء لكم، وأما أنتم فللمسيح، والمسيح لله."

ولأن الله نور لا ظلام فيه على كل إنسان يخاف الله ويؤمن بكتابه المقدس أن يعيش في النور ويعامل أخيه الإنسان بشفافية ومحبة على أسس مفاهيم الأخوة بكل ما في الكلمة من معنى

وقد جاء في رسالة يوحنا الأولى الفصل 1/5-10: "وهذه البشرى التي سمعناها منه ونحملها إليكم هي أن الله نور لا ظلام فيه. فإذا قلنا إننا نشاركه ونحن نسلك في الظلام كنا كاذبين ولا نعمل الحق. أما إذا سرنا في النور، كما هو في النور، شارك بعضنا بعضا، ودم ابنه يسوع يطهرنا من كل خطيئة. وإذا قلنا إننا بلا خطيئة خدعنا أنفسنا وما كان الحق فينا. أما إذا اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل شر. وإذا قلنا إننا ما خطئنا، جعلناه كاذبا وما كانت كلمته فينا".
فلنصلي من أجل كل إنسان معذب ومضطهد ومشرد وجائع ومسجون ومحروم من حريته وحقوقه ونحص في صلاتنا المسيحيين واليزيديين وغيرهم من الأقليات في العراق وسوريا الذين يعانون من بربرية وهمجية ووحشية مجموعات شيطانية مسلحة مجردة من كل هو إنساني وأخلاقي.

 

مقتل عنصرين لحزب الله بكمين القيادي في "داعش"

فـادي ثلـج/لبنان الآن/النبطيّة – أكّدت مصادر مقرّبة من حزب الله، اليوم الأربعاء، أنّه سقط أمس قتيلان لحزب الله في اشتباك مع مرافقين للقيادي في تنظيم الدولة الإسلامية أبو عبد الله العراقي الذي قُتل على يد عناصر الحزب في تفجير عبوة ناسفة أثناء مرور سيّارته في جبال القلمون.  وفي المعلومات، التي أفادت بها المصادر موقع NOW، أنّ المقاتلين هما حسين أحمد حمود وعلي حسين رضا، وأنّ الأوّل من بلدة بيت ليف والثاني من بلدة حاروف الجنوبيّتين.وقد جاء في نعي حزب الله لعنصريه: "بكل فخر واعتزاز تزف المقاومة الإسلامية في حزب الله شهداء جدداً من فرسانها الأبطال أثناء قيامهم بواجبهم الجهادي المقدس خلال التصدي لمرتزقة الكفر والوهابيّة في جبال القلمون".

 

بري وسلام يؤكدان ان توقيع مرسوم الهيئات الناخبة "خطوة أولى لإجراء الانتخابات النيابية"

نهارنت/أكد رئيسا مجلس النواب نبيه بري ومجلس الوزراء تمام سلام ان توقيع الحكومة مرسوم دعوة الهيئات الناخبة هو خطوة أولى على طريق اجراء الانتخابات النيابية وتأكيد على استعداد الحكومة لاتمامها.

ونقلت صحيفة "الجمهورية"، الاربعاء، عن وزار بري قوله ان توقيع الحكومة للمرسوم هو "خطوة أولى على طريق إجراء الانتخابات النيابية". كما رأى ان هذا الامر "يشير إلى أنّني على في موقفي الرافض التمديد لمجلس النواب"، شدد على وجوب إجراء الانتخابات النيابية "للخَلاص من مجلس لا يجتمع ولا يشرّع ولا يحاسب ولا يراقب". اما عم موقف رئيس الحكومة، فأفادت مصادر سلام "الجمهورية"، انه قرر اللجوء إلى هذه الخطوة "تعبيراً عن استعداد الحكومة لإجراء الانتخابات النيابية والتأكيد للجميع أنّها جاهزة لهذا الاستحقاق". وحول الخروج عن مهلة التسعين يوماً، قالت المصادر ان "التأخير 24 ساعة أمر تقني يمكن تجاوزه، فالقرار في شأن إجراء الانتخابات هو قرار سياسي بالدرجة الأولى، ومن صلاحية القوى السياسية التي إذا شاءَت تُجرى الإنتخابات في المواعيد التي يمكن اقتراحها وفي حال العكس يكون الأمر قد قضي".

ويفترض أن تكون المهلة القانونية بين توقيع المرسوم وموعد الإنتخابات 90 يوما. ويقول قانونيون أن المرسوم كان يجب أن يوقع ليل الإثنين كحد أقصى. فموعد الإنتخابات النيابية كما كان محددا سابقا هو 16/11/2014، بعد تمديد طال البرلمان 17 شهرا. وبالتالي تكون المهلة القصوى لدعوة الهيئات الناخبة في 18/8/2014. وكان مجلس النواب أقر في 31 ايار 2013 التمديد لنفسه 17 شهرا تنتهي في 20 تشرين الثاني 2014، في جلسة حضرها 97 نائبا، صوتوا جميعهم للتمديد، وقاطعها نواب "التيار الوطني الحر"، بعد أن فشلت جميع الأطراف السياسية بالوصول إلى قانون انتخاب في أربع سنوات منصرمة.

 

جعجع ينفي تعرضه لأزمة قلبية ويكرر رفض "القوات" التمديد للبرلمان

نهارنت/نفى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الأربعاء أن "يكون قد تعرض لأزمة قلبية كما ورد في بعض وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي"، مؤكدا من جهة أخرى رفض التمديد لمجلس النواب. وطمأن جعجع في حديث إلى قناة الـ"MTV" بعد ظهر الأربعاء الجميع أنه "بصحة جيدة ويقوم بمتابعة أعماله كالمعتاد في مقر الحزب في معراب".  وردا على سؤال أجاب "لا أعرف السبب وراء هذه الشائعة، كما ان الموضوع لا يحمل ان نتقدم بشكوى لمعرفة من وراء إطلاقها ونشرها ولا سيما في خضم ما نشهده من أحداث مأسوية في المنطقة وبالأخص في العراق وسوريا وغزة". من جهة أخرى واذ حيا جعجع الحكومة على توقيعها مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، أبدى تفهمه "لهواجس الأطراف الذين يسعون الى التمديد لمجلس النواب". وكان قد وقعت الحكومة الثلاثاء مرسوم دعوة الهيئات الناخبة الذي ضمنا يحدد موعدا للإنتخابات النيابية المقبلة، بالرغم من انقضاء المهلة القانونية. لكن رئيس حزب "القوات" جدد رفض التمديد، قائلا "تبقى الانتخابات بالنسبة الينا أفضل من خيار التمديد".  ويرفض ظاهرا حتى الآن كل من التيار "الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" وحركة "أمل" و"الكتائب اللبنانية" التمديد للبرلمان، في حين يؤيد كل من تيار "المستقبل" والحزب "التقدمي الإشتراكي" ذلك. وإذ لم يحدد حزب الله موقفه بعد، قال رئيس تيار "المردة" أنه بين خيار الفراغ والتمديد "فأنا مع التمديد".

 

رياح التقارب السـعودي الايراني تلفح لبنان قريبـاً

الراعي يقترح لقاء نصرالله وحزب الله لا يجد موانع

14 اذار تقنع مسيحييها بالتمديد وابراهيم زار تركيا

المركزية- تترقب الساحة اللبنانية مفاعيل تهدوية مأمولة توفرها ثمار بدء التقارب السعودي – الايراني المتمثل بترتيب البيت الداخلي العراقي مع تنحي رئيس الوزراء نوري المالكي لصالح حيدر العبادي، على ان تستكمل العملية بتشكيل حكومة جامعة تتوج مسار التفاهم الاقليمي برعاية اميركية. ولعل ما تردد من معلومات في شأن العمل على اعادة التواصل بين قوى سياسية لبنانية بعد انقطاع طويل لا سيما بين تيار المستقبل وحزب الله، يشكل احد معالم هذا التفاهم وانعكاساته على الداخل اللبناني، والمتوقع ان تتظهر في شكل اكثر وضوحا اذا ما وصلت المفاوضات حول حكومة التسوية العراقية الى خواتيمها بقبول توزير حزب البعث الذي لا يزال يشكل محورا خلافيا بين القوى المعنية، بعدما وافق الوزراء الاكراد الذين علقوا مشاركتهم في حكومة المالكي على العودة الى الحكومة، علما ان تشكيل الحكومة الجامعة سيشكل سدا منيعا في وجه الاصوليات والمنظمات الارهابية المتطرفة بالتزامن مع التعاون الامني الاميركي- السعودي -الايراني- الفرنسي - السوري الموقت لضرب "داعش" واخواتها وما يتفرع منها، والذي قد يتحول سياسيا اذا ما انجزت الصفقة العراقية الشاملة وفق المبتغى.

من العراق الى لبنان: ومع ان هذا الطريق لا يبدو معبدا بالورود ودونه صعوبات كثيرة، الا ان المؤشرات الاولية اوحت بامكان احراز تقدم يؤمل ان ينهي ازمة العراق ومخاضها الطويل، ليتسنى للمجتمع الدولي والقوى الاقليمية المؤثرة التفرغ للملف السوري البالغ التعقيد. ويبدو استنادا الى المعطيات المتجمعة في الافق السياسي الاقليمي ان ملف لبنان قد يشق طريقه الى الحل تدريجيا بعد العراق، في ضوء صعوبة ارساء معالجات سريعة لازمة سوريا والحاجة الاقليمية لتوظيف ورقتها في جانب من المفاوضات الدولية.

وفي السياق، توقعت مصادر دبلوماسية ان تلفح رياح التقارب المسرح اللبناني في غضون الاسابيع المقبلة لتشمل مجمل الملفات وصولا الى ملء الشغور الرئاسي. واشارت الى مؤشرات لذلك ابرزها اولا اتفاق العديد من السياسيين والمؤثرين في مجرى الامور في لبنان على القول ان ايلول طرفه بالملف الرئاسي مبلول. ثانيا تأكيد مصادر قوى الرابع عشر من اذار عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت مطلع شهر ايلول المقبل ليكون على مقربة من الاوضاع وسيرها في لبنان. ثالثا: الاتصالات القائمة بعيدا من الاعلام بين الفاعليات السياسية وتحديدا بين وسطاء يعملون على خطي الرابع عشر والثامن من اذار لاجراء الاستحقاق الرئاسي وفق صيغة تكون مقبولة من الجميع، خصوصا بعدما بدأ الشغور الرئاسي ينعكس سلبا على كل مفاصل الدولة ومؤسساتها. رابعا: عودة الحكومة في جلستها امس الى اقرار بند دعوة الهيئات الناخبة من خارج جدول الاعمال ولو في الوضعية التي قد تحمل الطعن في قانونيتها.

الراعي – نصرالله: وقرأت مصادر سياسية في مواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي إبان مغادرته بيروت الى اربيل مع وفد بطريركي مؤشرا اضافيا في اتجاه بدء ارساء الحلول للازمة اللبنانية، اذ اعلن عن استعداده للقاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اي مكان وقال: "المهم ان نلتقي ونتحدث بلغة واحدة فلبنان في خطر والشعب اللبناني في خطر والكيان ايضا ولا يحق لاحد ان يبقى يتمترس في بيته ويقول انا الدولة والدولة انا فقط، فالدولة اسمها لبنان وكلنا تحت سقفها".

فنيش: وفي هذا المجال، قال وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش لـ"المركزية" ان لا موانع تحول دون عقد اللقاء بين الراعي ونصرالله، الا ان الامر مرتبط ببرامج مواعيد الرجلين وجداول أعمالهما وظروفهما، ولا يمكن تحديده"، مشيرا الى "ان قنوات التواصل والحوار مع بكركي مفتوحة ولم تنقطع يوما، والاوضاع الراهنة تقتضي عقد لقاء من هذا النوع، اضف الى ان خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" كان واضحا لجهة ضرورة الانفتاح على الجميع، حتى على من نختلف معهم في الرأي من اجل التعاون لتدارك الخطر الذي يهدّد لبنان من قبل المجموعات التكفيرية".

الا ان فنيش اعتبر من جهة اخرى ان اللقاء بين نصرالله والرئيس الحريري غير مطروح حاليا، على رغم ان "حزب الله" أظهر كل الايجابية ودعا الى تحقيق أوسع مصالحات وطنية في المجتمعات العربية".

حزب الله والتقارب: من جهته، اوضح مسؤول رفيع في "حزب الله" لـ"المركزية" "ان الحديث عن تقارب سعودي – إيراني مخالف للواقع ولا مؤشرات واضحة في شأنه حتى الساعة. واوضح ان تقاطعا في بعض المواقف والمصالح قد يكون حصل، لكن الحديث عن تقارب بين الدولتين على طاولة مباحثات وإنجاز ملفات لم يحصل"، وتابع "وفقا لمعطياتنا لا تفاهم ولا تقارب على ملفات كبيرة، لكن هناك ظروفا وضرورات تجمع المواقف وتقدّر المصلحة بين الطرفين". وأكد "ان أداء "حزب الله" ومواقفه غير مرتبطة بالتقاربات المحلية أو الاقليمية أو الدولية، بل بقرار الحزب وتقديره للمستجدات ورؤيته للأوضاع بهدف تحقيق مصلحة لبنان والأهداف التي ينطلق منها الحزب"، مشدّدا على "ان هذا لا يعني إخفاء موقع الحزب والتزامه بنهج سياسي ومبدئي واضح، وفي ضوئه يلتقي مع دول ويتحالف معها ويعزّز علاقته بها أو يختلف معها".

متابعة في الخارج: في غضون ذلك، اعربت مصادر سياسية مطلعة عن اعتقادها ان مغادرة الرئيس الحريري الى جدة مجددا بعد سلسلة اللقاءات التي عقدها في بيروت لا سيما مع الرئيس نبيه بري، مردها الى تلمسه ان ظروف نضوج الطبخة الرئاسية لم تكتمل بعد والامور ما زالت تحتاج الى متابعة في الخارج لازالة العراقيل على ان يعود الى لبنان نهاية الجاري، وفق ما يؤكد المقربون منه، حاملا الخبر اليقين، في ضوء الاجواء الاقليمية الانفراجية. وشددت على ان التمديد للمجلس النيابي قد يكون اول غيث تسوية شاملة تبدأ من المجلس وتنتهي بانتخاب رئيس توافقي.

اقناع الحلفاء: وكشفت اوساط في قوى 14 اذار ان الاجتماع المسائي لهذه القوى تمحور حول التمديد للمجلس النيابي وضرورة سير كل المكونات به بما فيها الاحزاب المسيحية الرافضة وفي مقدمها القوات اللبنانية، مشيرة الى ان المجتمعين لم يخلصوا الى نتيجة على ان يتابع الملف في اجتماعات اخرى.

ابراهيم في تركيا: على خط آخر، وفي موازاة وساطة هيئة العلماء المسلمين لاطلاق سراح العسكريين المخطوفين، علمت "المركزية" ان مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي كانت له اليد الطولى في اقفال ملفي مخطوفي اعزاز وراهبات معلولا على النحو الذي انتهت اليه، زار تركيا بتكليف من رئيس الحكومة تمام سلام للتوسط لديها في هذا الملف وعاد بعد الظهر الى بيروت.

 

فنيش: "حزب الله" منفتح على القوى كافة ولا عوائق أمام لقـاء الراعي – نصـرالله"

المركزية- خرق موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم بعد الاعلان عن استعداده للقاء الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لان لبنان في خطر، الجمود الذي يسيطر على المشهد السياسي اللبناني، فهل من لقاء قريب بين الرجلين؟  وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش أكد لـ"المركزية" "اننا نرحب بمبادرة البطريرك الراعي ولا موانع تحول دون عقد هذا اللقاء، لكن الامر مرتبط ببرامج البطريرك والسيد نصرالله وجداول أعمالهما وظروفهما، ولا يمكن تحديد موعده"، مشيرا الى "ان قنوات التواصل والحوار مع بكركي مفتوحة ولم تنقطع يوما، والاوضاع الراهنة تقتضي عقد لقاء من هذا النوع، وخطاب الأمين العام لـ"حزب الله" كان واضحا لجهة ضرورة الانفتاح على الجميع حتى على من نختلف معهم في الرأي من اجل التعاون لتدارك الخطر الذي يهدّد لبنان من قبل المجموعات التكفيرية".

وعن إمكانية عقد لقاء بين السيد نصرالله والرئيس سعد الحريري، لفت الى "ان اللقاء بين الرجلين غير مطروح حاليا على رغم ان "حزب الله" على لسان الأمين العام أظهر كل الايجابية ودعا الى تحقيق أوسع مصالحات وطنية في المجتمعات العربية"، موضحا "ان الحزب منفتح على كل الجهات التي تلتقي معه في الموقف من الجماعات التكفيرية أو في المواجهة مع العدو الاسرائيلي".

وردا على سؤال عن ملف الاسرى العسكريين، قال فنيش "موقفنا كان واضحا في مجلس الوزراء ان لا مساومة على هيبة الجيش اللبناني وقضية الأسرى العسكريين لاسترداد حريتهم ولا خضوع لابتزاز الجماعات الارهابية التكفيرية"، لافتا الى "ان حتى مجلس الوزراء لا يملك المعطيات الكافية حول متابعة هذا الملف والتي تحصل عبر الوسطاء". وعن التخوّف من عرسال جديدة في المناطق الحدودية، قال: "ما دام خطر هذه المجموعات ومشروعها وانتشار شبكاتها قائما كما أعلنت عنه وكما أظهرته المعلومات الأمنية، بالاضافة الى حوادث عرسال الأخيرة والحركة التي تحصل في الداخل اللبناني والسوري تستوجب توخي الحذر والمتابعة الدقيقة والدؤوبة والحثيثة لمنعها من استغلال أي فرصة أو الانقضاض على اي بقعة أو قرية لان لبنان جزء من دويلتها المزعومة وفقا للمشروع الذي أعلنت عنه". وعن إمكانية التفاهم على عقد جلسة تشريعية في المدى القريب، رأى فنيش "ان من الضروري عقد هذه الجلسة لانه لا يجوز تعطيل مصالح اللبنانيين تحت اي ذريعة تتعلق بقيام المجلس النيابي بعمله التشريعي".

 

وفد البطاركة التقى رئيسي حكومة كردستان والاقليم ويعود مساء

الراعي: لا يحق لأحـد التمتــرس في بيتـه والقول انا الدولـة ومسـتعد للقــاء نصـر الله لنـواجــه معـا الخطـر الكبيـر

المركزية- اعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان المسيحيين هم ضرورة ملحة للعالم العربي لكي تستمر لغة المحبة والاخوة والتنوع واحترام الاخر، داعيا اللبنانيين والكتل السياسية كلها الى توحيد رأيها في شأن كل القضايا المصيرية كانتخاب رئيس جديد للبلاد، مشيرا الى ان لا يحق لأحد ان يتمترس في بيته ويقول انا الدولة والدولة انا فقط، فالدولة اسمها لبنان وكلنا تحت سقف هذه الدولة.

وصل وفد من البطاركة الى اربيل في العراق على متن طائرة خاصة وضعها بتصرفهم ورافقهم فيها رجل الاعمال جاك صراف، وضم الوفد البطريرك الراعي، بطريرك الملكيين الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان وبطريرك السريان الارثوذكس اغناطيوس افرام الثاني كريم، ورافقهم عضو لجنة الحوار الاسلامي- المسيحي حارث شهاب، رئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب بول كرم، المونسنيور جوزف البواري، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده أبو كسم، والمسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض، في زيارة تستمر ليوم واحد يطلع خلالها الوفد على اوضاع المسيحيين المهجرين الذين اجبروا على مغادرة مناطقهم من قبل تنظيم "داعش" ويبحث في كيفية المساعدة لابقائهم في ارضهم، اضافة الى لقاء المسؤولين في اقليم كردستان العراق.

وكان في استقبال الوفد في مطار اربيل وزير الداخلية في حكومة اقليم كردستان كريم سنجاري، محافظ اربيل نوزات هادي وعدد من المسؤولين، وبعد استراحة قصيرة في صالون الشرف، توجه الوفد إلى مطرانية الكلدان الكاثوليك، حيث يتواجد المسيحيون النازحون في عينكاوا. الراعي من مطرانية الكلدان: ومن دار مطرانية الكلدان في اربيل، قال البطريرك الراعي "كمسيحيين، لغتنا هي لغة المحبة والسلام، وكلنا على صورة الله وان كان هناك من باع نفسه للشيطان وللشر، وعلينا ان نعمل على تحرير المسيحيين الذين يجب أن يبقوا في العراق وفي كل العالم العربي لكي نشهد لإنجيل السلام والأخوة وكرامة الإنسان، وهذا ما نحن بحاجة اليه اليوم أكثر من أي يوم. نحن بحاجة لأن نبقى هنا في هذه البلدان، لأن هذا العالم بحاجة الى نور الإنجيل الذي هو لكل الناس".

وأضاف "جئنا الى هنا للتضامن مع النازحين على كل المستويات الروحية والمادية والمعنوية، وان نشجعهم كي لا يخافوا مهما قست الظروف، وسنعمل كبطاركة صوتا واحدا للمطالبة بكل حقوقهم وتأمينها لهم. على الأسرة الدولية واجب التحرك، لأنه لا يجوز أن يكون هناك تنظيمات إرهابية مثل داعش وغيرها تهجر الناس من بيوتهم وتنتهك حرمتهم، ونطالب بأن يعود النازحون الى أراضيهم بكرامة ولا نقبل أقل من ذلك، فالنازحون العراقيون أبرياء، فهم بنوا العراق وساهموا في نهضتها وهم مسيحيون منذ 2000 سنة، ولا يجوز ان تنظر الأسرة الدولية الى اندثار حضارة وثقافة بناها المسيحيون مع إخوانهم المسلمين، ونحن كبطاركة سنحمل هذه القضية الى الفاتيكان والأمم المتحدة والى كل العالم، ولا يمكن أن نتفرج على الشر والظلم وأن نقبل به يستبد بالشعوب".

بعد ذلك توجه الوفد الى كنيسة مار يوسف في المطرانية، حيث القى مطران الكلدان في اربيل بشارة وردة كلمة رحب فيها بالوفد، شارحا المعاناة التي يعيشها النازحون.

ورد الراعي بكلمة استهلها بالصلاة الى القديس يوسف، بأن ينير بشفاعته عقول المسؤولين في العالم للعمل لإحلال السلام والمحبة والوئام بين الشعوب.

وقال: "ان كنيستنا اليوم متألمة آلاما كبيرة لما يعيشه المسيحيون في هذا الشرق، ونحن متضامنون معكم بكل شيء بآلامكم وبصلواتكم وكلنا جسم واحد، فالمسيحيون ليسوا اقليات على الإطلاق، فنحن كنيسة المسيح منذ آلاف السنين التي تدعو الى المحبة والأخوة موجودة في العالم كله، ولا بد لي من أن أوجه تحية الى كل من انتهكت كرامته وأذل وهجر وشرد. لقد دخلوا الى الكنائس وكسروا الصلبان ودنسوا الكنائس، هذه هي العينة المتألمة". وأضاف "نحن هنا اليوم لنقول اننا نتألم معكم، ولكننا كلنا أبناء الرجاء والقيامة، ومن هنا نطلق صرخة الى كل الأسرة الدولية والعربية ونخاطب الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والمحكمة الدولية الجنائية ونقول لهم لا يمكن مع قداسة البابا أن نقبل في أن يستمر هذا الظلم ولا يجوز لتنظيمات إرهابية أن تفتك بشعب آمن، وكأننا عدنا الى ما قبل العصر الحجري، وعلى الأسر الدولية والجميع أن يتحملوا المسؤولية ويضعوا حدا لكل هذا الظلم والتعديات وأن يعيدوا أهلنا جميعهم الى مدنهم وقراهم وممتلكاتهم منصوري الكرامة، محفوظي الحقوق لأننا لسنا بطارئين على هذا البلد بل نحن هنا منذ 2000 سنة، منذ مسيرة الخلاص من ابراهيم، من هنا انطلق كل تصميم الله الخلاص، فلن نقبل ولا يمكن أن نترك هذه الأرض المقدسة تدنس بهذا الشكل".

وختم موجها الشكر للسلطات في إقليم كردستان على استقبالها للنازحين والمساعدة على تأمين مقومات الصمود لهم. بعد ذلك، أقام البطريرك الراعي حلقة التنشئة المسيحية في حضور حشد من النازحين.

ثم التقى الوفد موفد قداسة البابا الى العراق وتم الحديث عن واقع المسيحيين والنازحين وكيفية العمل لحضهم على الصمود.

لقاء البارزاني: والتقى البطريرك الراعي ووفد البطاركة الكاثوليك رئيس الحكومة في اقليم كردستان نجرفان البارزاني، في حضور حارث شهاب، جاك صراف وبطريرك الكلدان في العراق لويس ساكو وشكيب شهاب والمسؤول الاعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، على ان يلتقي رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني. ويعقد البطريرك الراعي عند الخامسة مؤتمرا صحافيا في فندق روتانا قبل عودته الى بيروت مساء.

مغادرة بيروت: وكان الوفد البطريركي غادر بيروت صباح اليوم، حيث كان في وداعه في مطار رفيق الحريري الدولي رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن والدكتور الياس صفير وعدد من الكهنة والشخصيات. وقبيل المغادرة، قال البطريرك الراعي "اتفقنا في اجتماع البطاركة الذي عقد في 7 آب في الديمان على القيام بمبادرة تطبيقية للبيان الذي صدر، وأول امر اساسي في هذا البيان كان تضامننا مع اخوتنا المسيحيين الذين طردوا من بيوتهم على يد "داعش" والمنظمات الارهابية الاخرى من مناطق الموصل وسهل نينوى".

وأضاف "الزيارة اليوم، هي لاعلان تضامننا معهم من جهة ولتقديم مساعدات روحية ومادية ومعنوية، ولتأكيد انه لا يجوز على الاطلاق ان يغادر المسيحيون، مهما كلف الامر، العراق او اي بلد اخر. فهم أمضوا حياتهم في هذه المنطقة منذ اكثر من الفي سنة ولديهم رسالة يؤدونها. نحن كمسيحيين رسالتنا لم تكن يوما الحديد والنار ولا كانت السيف والدمار، نحن لغتنا لغة انجيل المحبة والسلام، واليوم في هذا العالم العربي الذي توقفت فيه لغة الانسانية، نريد ان نقول ان المسيحيين هم ضرورة ملحة للعالم العربي لكي تستمر لغة المحبة والاخوة والتنوع واحترام الاخر، ولكي نطلق الصوت من العراق من جديد الى الاسرة الدولية والامم المتحدة ومجلس الامن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية والاسرة العربية ونقول للجميع انه لا يجوز ان تستولي منظمات ارهابية كـ"داعش" على الارض وتطرد المواطنين من بيوتهم وارضهم وتنكل بهم وتستولي على ممتلكاتهم، وتبقى الاسرة الدولية تتفرج عليهم، اننا سنرفع صوتنا، وسنلتقي اخوتنا وابناء كنائسنا الموجودين في العراق ونعلن هذا التضامن الاساسي معهم".

 * هل تأتي هذه الزيارة بمباركة وتنسيق مع الكرسي الرسولي في الفاتيكان؟

- "طبعا، نحن ننسق معا ونتحدث باللغة نفسها وحتى من دون اي اتصال، لان هذه الامور لا تحتاج الى اتصالات، هذه لغة مشتركة نتحدث بها معا، وكان قداسة البابا سباقا في ارسال احد الكرادلة الى هناك".

 * ما تعليقكم على قرار مجلس الوزراءامس بالاجماع بدعوة الهيئات الناخبة؟

- "الدولة مضطرة لاتخاذ مثل هذا القرار، لان على المسؤولين ان يتجنبوا الفراغ على مستوى المجلس النيابي. نحن دائما نطالب بان نذهب الى الاسهل المتمثل بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وسنبقى نطالب بذلك لان البلد لا يمكن له ان يستقيم من دون رأس، فالجسم من دون رأس لا يصح، وسنبقى نندد بأنهم يخالفون الدستور وانهم مسؤولون مباشرة عن الدولة خصوصا النواب والكتل السياسية التي هي مسؤولة عن الدولة والنظام، وهم اول من يخالفون هذا الامر، وكل يوم يخالفون وينقضون الدستور، نحن ليس لدينا أي مصلحة مادية ولا سياسية، والدستور يقول انتخبوا فورا رئيسا للجمهورية ولا يمكن لأي مجموعة، لا النمل ولا النحل ولا الطيور الا ولديهم رئيس".

وتابع "اما نحن في الجمهورية اللبنانية الذين نعتبر ان لبنان هو نموذج للديموقراطيات والحريات العامة، نستغرب كيف يلعبون هذا الدور بتخريب لبنان، لذلك هم مجبرون على اتخاذ هذا القرار لتجنب الفراغ على مستوى المجلس النيابي، ونحن نحترم هذه القرارات جميعها ولكن سنبقى نطالب بانتخاب رئيس جديد للجمهورية لكي تسلم الامور في البلد".

وردا على سؤال عن احتمال حصول لقاء مباشر بين الراعي والامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، قال الراعي "أصلا، هناك لجنة حوار بين بكركي وحزب الله، ونحن مستعدون لاجراء اي لقاء على هذا الصعيد. طبعا نحن نقول انه مفروض على جميع اللبنانيين تحمل مسؤولياتهم مع بعضهم البعض من اجل الوحدة الداخلية ومن اجل ان نواجه معا الخطر الكبير الذي هو تنظيم "داعش" وكل المنظمات الارهابية الاخرى التي بدأت تتغلغل في لبنان".

اضاف "نشكر الله ان الجيش اللبناني في عرسال استطاع ان يسيطر على الموقف هناك، لكن ذلك لا يعني اننا سيطرنا على وجود الارهابيين لاننا ندرك انهم باتوا متغلغلين شمالا ويمينا. ولولا العناية الالهية التي تحمي لبنان ولولا الجيش اللبناني فان لبنان معرض لخطر كبير، ونحن هنا نطلب من جميع اللبنانيين والكتل السياسية كلها ان توحد رأيها بشان كل القضايا المصيرية كانتخاب رئيس جديد للبلاد، والقضايا الامنية والاقتصادية ووقف الفساد وكل المشاكل الكبيرة التي يعاني منها لبنان".

وأكد ان "الشعب اللبناني يدفع ثمن التنكيل والعذاب والهجرة والضائقة الاقتصادية والمعيشية"، وقال " نضم صوتنا الى كل ارادة حسنة تطلب اللقاء، على الجميع ان يلتقوا معا. ولم نسكت مرة عن اجراء مثل هذا اللقاء، لذلك نطلب من اللبنانيين توحيد كلمتهم وعقد مؤتمر او لقاء، فلماذا نجد كل في بيته ليتفضلوا ويجروا لقاءات مباشرة في ما بينهم لنرى كيف يمكن ان نعالج قضايانا المصيرية والوطنية الكبرى".

 * هل ان ننتظر لقاء مباشرا قريبا بينكم وبين السيد نصرالله في كنيسة مار مخايل مثلا؟

- لماذا في كنيسة مار مخايل، نحن على استعداد للقاء اينما كان، ونحن نتمنى ان نلتقي معا. ليس المكان هو المهم، انما المهم والاهم ان نلتقي ونتحدث بلغة واحدة، فلبنان في خطر والشعب اللبناني في خطر والكيان اللبناني في خطر، ولا يحق لاحد ان يبقى يتمترس في بيته ويقول انا الدولة والدولة انا فقط، فالدولة اسمها لبنان وكلنا تحت سقف هذه الدولة. هذا نداؤنا كل يوم، نكرره وسنبقى نكرره باستمرار لكل الفئات السياسية في لبنان.

لحام: أما بطريرك الملكيين الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام فقال "نحن باقون مهما كانت الظروف، ونذكر انه في عهد الامبراطورية الرومانية كانت المسيحية ممنوعة من الصرف وبقينا الفي سنة. السيد المسيح قال لا تخافوا، ونحن لن نخاف خصوصا ان اليوم لدينا امر هام جدا وهوالتوافق والصوت الواحد من قبل كل بطاركة الشرق، وهذا يشجع اولادنا على البقاء وان يكون لهم ايضا صوت واحد. ونحن ندعو من خلال وحدتنا البطريركية من كل البطاركة الى الامل والرجاء عند ابنائنا سواء في العراق او لبنان وسوريا ومصر وغزة وفي كل مكان، فالكل يحتاج الى صوت واحد هو صوت الامل والرجاء، وندعو الدول العربية الى ان تتحد، فمن المعيب الا يكون للدول العربية صوت موحّد في هذه الظروف الصعبة، فلا جامعة عربية تتكلم ولا أي أحد. القضية ليست فقط قضية مسيحيين، نحن مواطنون قبل ان نكون مسيحيين، لذلك يجب ان يكون هناك صوت قوي جدا من الجامعة العربية ومن كل الجهات الاسلامية وايضا من كل العالم، حتى ان اميركا لا تعمل في العراق بموقف واضح من داعش، انها تساعد الناس الخائفين والجائعين وتحمي مصالحها فقط، لكن المطلوب هو محو داعش من الوجود وليس الانسان وانما هذا الفكر".

افرام الثاني: اما بطريرك السريان الارثوذكس اغناطيوس افرام الثاني كريم فقال "رسالتنا واضحة وهي وقوفنا مع ابنائنا المتألمين المتعذبين والمهجرين من مدينة الموصل ومن بلدات وقرى سهل نينوى. ان ذهابنا معا اليوم كأخوة بطاركة الى اربيل هي رسالة لابنائنا واخواننا. اننا متحدون في هذا الموقف مع ابنائنا في تضميد جراحاتهم وهي رسالة ايضا الى العالم، آملين ان نجذب انتباه الشرفاء المخلصين المؤمنين في كل انحاء العالم، وهناك الكثير من الناس الطيبين في اميركا واوروبا الذين تهمهم قضايانا والذين بامكانهم ان يضغطوا على المسؤولين في دولهم لكي يقوموا بعمل اي شيء لهذه المنطقة التي تشهد اضطهادا كبيرا للمسحييين ولتطهير عرقي وديني".

اضاف "نحن في القرن الواحد والعشرين، ومن المعيب على العالم ان يصمت تجاه ما يجري من مذابح ضد ابنائنا، وبعد عدة اشهر سنحيي ذكرى مرور مئة عام على المذابح ضد الارمن والسريان، فهل يمكن للعالم اليوم ان يغض بصره وسمعه عما يجري حاليا. رجاؤنا واملنا ان يتنبه الشرفاء في هذا العالم لما يجري في تلك المناطق وان يلبوا نداء واستغاثة وصراخ المساكين ويقدموا لهم كل المساعدات. واحدى اهم المطالب التي ندعو اليها هي توفير حماية دولية لابنائنا في تلك المناطق، لانه على ما يبدو، دولة العراق لا تستطيع حمايتهم، واقليم كردستان بدوره مشغول بأموره، فبقي هؤلاء الناس وحدهم ولا يمكن لنا ان نرضى باستمرار هذا الوضع". وتابع "نحن نطالب الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي وكل الدول العظمى ان يعملوا معا من اجل توفير حماية دولية لهؤلاء الناس المشردين".

 * كيف تعلقون على دعوة بعض الدول الاوروبية للمسيحيين من العراق باللجوء اليها ومنحهم جنسيات اوروبية وغيرها؟

- "هذه الدعوة مع الاسف تتوافق مع سابق تصور وتصميم مع مخططات داعش وغيرها من المنظمات الارهابية التي تطرد شعبنا، وداعش يحشر شعبنا في زاوية، وهناك بعض الدول الاوروبية تفتح الباب وتقول لشعبنا تفضلوا وبالتالي النتيجة هي واحدة. نحن ضد هذه الدعوة، وعلى هذه الدول اذا كانت تحب ان تساعد شعبنا وتحميه فعليها ان توفر الحماية له في ارضه اي ارض ابائه واجداده منذ آلاف السنين. فالشعوب السريانية والكلدانية والاشورية وغيرها موجودة في هذه المنطقة وهي صاحبة الارض، واليوم يحاولون ان يهجروها امام مرأى ومسمع كل العالم في عصر الفضائيات والتكنولوجيا، هذا معيب، كل الدول التي تدعوالى اقتلاع أبناء تلك المناطق من بلدانها وارضها بدل ان توفر لها حماية دولية في ارض ابائها واجدادها، وأفضل لهم كدول اوروبية وغيرها واقل مشاكل لهم ان يبقى ابناؤنا في ارضهم بدل ان ياخذوهم الى تلك البلدان ويتعرضوا لمشاكل اجتماعية متعددة وغيرها من تداعيات الهجرة".

يونان: من جهته، قال بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطويس يوسف الثالث يونان "نحن نكرر كل ما قاله اخواننا البطاركة، نذهب اليوم لنكون بالقرب من جميع الذين يعانون من هذه النكبة وهذه المحنة المخيفة التي تتلخص بتعرضهم لابادة جماعية". اضاف "اليوم، نذهب لنؤكد اننا نشاركهم المأساة وسنطلق الصرخة الى العالم خصوصا المكونات المسيحية وغيرها من الاقليات في العراق الذين لا يملكون لا المال ولا العدد وليس لديهم العصبية الدينية التي تخيف الدول التي تملك القرار على الساحة الدولية، لكن لدى تلك الاقليات جميعها الحق الانساني، وهذا ما يجب التركيز عليه لانهم يتعرضون لابادة كونهم بشرا يختلفون عن غيرهم في الدين، وهذا غير مقبول في عصرنا الحالي".

 

بماذا إتهم "14 آذار" النائب الأميركي اللبناني الأصل داريل عيسى؟

موقع 14 آذار/٢٠ اب ٢٠١٤ /لفتت مصادر على صلة بالقرارات الدولية المتناغمة مع القوى الإقليمية لصحيفة "الانباء" الكويتية الى أن "ملف الرئاسة اللبنانية لن يكون على الطاولة قبل أواخر ايلول ومن هنا انشغال الحكومة بالحواضر الداخلية، وهاهي حفظت بالأمس ماء الوجه بتوقيع مشروع مرسوم دعوة الهيئة الناخبة إلى انتخاب برلمان جديد بعد ثلاثة أشهر من يوم أمس، علما أنها الأدرى بأن مثل هذا الأمر لا يتخطى عملية رفع العتب، على اعتبار أن التمديد لمجلس النواب الحالي بات على الأبواب". ولفتت صحيفة "الأنباء" الكويتية الى أن "قياديي 14 آذار انتقدوا بشدة النائب الاميركي اللبناني الأصل داريل عيسى، الذي جال على المسؤولين والسياسيين في لبنان، خصوصا لجهة قوله لهم: دبروا الحال. واشار مصدر في قوى 14 آذار الى ان "إذا كان النائب الأميركي يريد منا التفاهم مع "حزب الله"، فهو من جهة دعا إلى انتخاب رئيس من خارج قوى 8 و14 آذار، ومن جهة اخرى حض على تدبير الحال مع "حزب الله" الذي يقول بدوره: اتفقوا مع رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون فيما لا يرى عون إلاه رئيسا، ما يعني أن "حزب الله" ليس مستعجلا على انتخاب الرئيس، وفي معلومات قوى 14 آذار أن الرئيس سعد الحريري باق في جدة حتى آخر الشهر، يعود بعدها إلى بيروت بخطوات تنفيذية لهبة المليار دولار السعودية للجيش وللقوى الأمنية، إضافة الى معالجة الاستحقاقات السياسية". واكد أن "السفير السعودي علي عواض عسيري موجود في المملكة العربية السعودية، بمناسبة عائلية، ولإجراء مشاورات مع حكومته، وسيرجع الى بيروت بعد أسبوع".

 

كنعان: الملف المالي يستدعي جلسة استثنائية وسلام استقبل وفد الشيوعي وهيئة اعمار غزة

المركزية- بحث رئيس الحكومة تمام سلام اليوم في السراي مع رئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب ابراهيم كنعان الملف المالي. بعد اللقاء قال كنعان: "لقائي مع الرئيس سلام له علاقة بكل مندرجات الملف، أي التزامات لبنان الداخلية والخارجية والتي تحتاج الى اقرار في المجلس النيابي لانها اتية كلها بصيغة اتفاقيات وهي مشاريع قوانين لا يمكن ان يستمر الامر بهذا الشكل وكما فهمت من الرئيس ان هناك تنبيها من مراجع دولية مقرضة انه يمكن الغاء عدد من هذه القروض الميسرة التي تصرف في التنمية وفي مشاريع كبيرة في لبنان نحن بحاجة لها".

اضاف: "كما بحثنا في موضوع سلسلة الرتب والرواتب، ويجب ان نصل الى صيغة مقبولة من الجميع واعتقد ان الموضوع اصبح سياسيا وليس تقنيا، والمطلوب اخراج الموضوع من الاطار السياسي".

وتابع: "كذلك هناك موضوع "اليوروبوند" والاعتمادات الاضافية وتأمين الرواتب نهاية الشهر. فكل هذه الامور تستدعي جلسة تشريعية استثنائية للبحث في المسألة المالية، والتي هي وطنية بامتياز ويجب ان تكون خارج التجاذب بين 8 اذار و14 اذار ويجب ان يكون هناك احساس بالمسؤولية اكثر مما نراه، ولا يمكن ترك أزمتنا السياسية من دون حل وفي نفس الوقت نذهب نحو كارثة مالية. انا لا استطيع الا ان أنبه على ما يمكن ان يحصل اذا بقينا في هذا الوضع، ان المسألة هي اخطر من الازمة السياسية هي سمعة لبنان المالية وامكانيته ولا يجوز ان تبقى في مهب الريح".

ثم استقبل سلام، وفدا من الحزب الشيوعي اللبناني برئاسة خالد حدادة الذي قال بعد اللقاء: "نتوجه من الشعب الفلسطيني، من المقاومة في العالم العربي، بأحر التعازي بوفاة الشاعر الكبير سميح القاسم. وكانت الزيارة زيارة مصارحة في الظروف الراهنة، وتعمدنا كقيادة للحزب ان نتكلم بصراحة عن خطورة الاوضاع التي يعيشها البلد، وانطلقنا بداية بضرورة مواجهة الإخطار ودعم سيادة لبنان والجيش الوطني، والثغرة الأساسية التي تهدد وطننا ليست العدو الخارجي فقط سواء العدو الإسرائيلي او الإرهاب، انما النظام السياسي في لبنان فهو العدو الأول لوحدة لبنان ولسيادته وهو يمر في مرحلة تهديم نهائي للدولة، باعتبار اننا قادمون على مرحلة يصبح فيها لا مجلس نواب شرعي ولا رئيس للجمهورية وتصبح فيها الحكومة مكبلة بمنطق التوافق والإجماع أيضا حكومة غير موجودة، وما يسمى اليوم هو نظام الطائف انهار وخوفنا من انهيار الكيان الوطني مع هذا النظام، لا حل إلا بخطوة إنقاذية حقيقية يكون مدخلها قانون انتخاب وإجراء انتخابات على قاعدة ديموقراطية والنسبية والدائرة الواحدة من دون قيد طائفي".

اضاف: "نقول الا شرعية لمجلس نيابي ممد له، وسندعو كل القوى بعدم الاعتراف بهذا المجلس ولا لمجلس منتخب على قاعدة التمديد عبر قانون الستين او غيره. كما صارحنا دولة الرئيس بخطر الإفادات التي يتعرض لها التعليم الرسمي في لبنان وهو يساوي الإرهاب والاعتداءات الأجنبية ويستكمل المؤامرة على التعليم الرسمي وعلى الجامعة اللبنانية. ونقول للوزير بو صعب ان الإفادات هي تدمير للتعليم الرسمي بغض النظر عن قوننتها ونقول للجنة التربية النيابية ليتها بذلت جهدا لإقرار حقوق المعلمين والموظفين بدل ضرب التعليم الرسمي عبر الإفادات. ولا مجال للحل الا عبر اقرار حقوق المعلمين والموظفين".

كما استقبل الرئيس سلام وفدا من الهيئة العربية لاعمار غزة. بعد اللقاء قال الوزير السابق بشارة مرهج: "اطلعنا رئيس الحكومة على نشاطات الهيئة وانجازاتها، وأبدى دولته تجاوبا مع المطالب التي قدمناها له وهو الحريص على غزة وأهلها وحريتهم وأمنهم. ونحن بصدد حملة متابعة مسيرتنا دعما لأهل غزة وفك الحصار عنها في وجه الحرب الظالمة التي تشنها إسرائيل منذ ستين عاما على القطاع وعلى فلسطين بصورة عامة، وهذه الحملة تحتاج الى دعم الجمهور اللبناني الذي يتضامن ككل عربي اصيل مع أهل غزة". واستقبل الرئيس سلام مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد الصلح.

 

قهوجي في الرابية

المركزية- بعد مغادرة رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون المستشفى، أمس، إثر تعرضه لحادث صحي الأحد الفائت، عاد "الجنرال" الى مزاولة عمله السياسي اليوم ورأس اجتماع التكتل في الثالثة والنصف بعد الظهر. وأشارت معلومات صحافية الى "ان قائد الجيش العماد جان قهوجي زار مستشفى سرحال للاطمئنان الى صحة عون، وان هذه الزيارة تكرّرت، قبل ظهر اليوم، الى منزل العماد عون في الرابية حيث كانت العلاقة بين قائد الجيش وقائد فوج المغاوير العميد شامل روكز، محور اللقاء الذي لم ترشح عنه أي معلومات إضافية حتى صدور هذه النشرة". وأفادت المعلومات "ان اللقاء أحيط بسريّة تامة ولم يعرف فيه المقرّبون من عون، خصوصا ان قهوجي وصل الى الرابية من دون موكب".

 

باسيل بعد اجتماع "التغيير والاصلاح": نتعرض في لبنان لتصفية معنوية داعشية ونضالنا متواصل ومتعدد الاشكال

الأربعاء 20 آب 2014

وطنية - قال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في تصريح بعد اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح" من الرابية: "إننا في تكتل التغيير والإصلاح، وإزاء العنف المادي والمعنوي من جهة، والمتفلت والمبرمج من جهة أخرى، الحاصل في لبنان والمنطقة من حولنا، نعتبر اليوم ان ما يحصل مع مسيحيي العراق وسوريا والمنطقة وكل مكوناتها يصيبنا، وان ما يستهدفنا في السياسة والحياة في لبنان انما يصيب الهوية المشرقية، حيث يشهد المشرقيون مسلسل تصفية هوية ووجود ودور ويبقى قرارنا المواجهة والبقاء والحياة، انه مسلسل واحد، مترابط لا، مبرمج أو لا، انما يؤدي الى الهدف نفسه وهو الغاء رسالتنا. مسلسل نستعرض بضع حلقاته سريعا لرسم المشهد وتحديد الأسباب الموجبة لنا بالمواجهة".

أضاف: "في الجوار تتم تصفية الحضور المسيحي من فلسطين وحولها على يد اسرائيل مباشرة وبعجز كامل من السلطات هناك، وفي سوريا تتم التصفية على يد جماعات التكفير وبمعاينة وتشجيع من المجتمع الدولي، وفي العراق تتم على يد داعش في ظل ضياع واشاحة وجه بين المركز في بغداد والاقليم في كردستان. وننبه العالم المسيحي ان ما يحصل لا يهدد المسيحيين في منطقتنا بل في العالم وننبه العالم الاسلامي ان ما يتهددهم أكثر بكثير مما يتهددنا ولو لاحقا، وننبه العالم أجمع ان القضية هي قضية انسان باختلافه وتنوعه دينا وفكرا وعرقا وجنسا".

وتابع: "في لبنان، يتغلغل الارهاب ملثما بالدين في مجتمعنا، ومتخفيا بزي النازحين في بعض اماكن ايوائهم فنصرخ دفاعا عن كل اللبنانيين ونتهم فورا بالعنصرية واللاإنسانية. وتهجم بعض الجماعات اللبنانية المتطرفة على مواطنينا وعسكريينا، فنصرخ لحاجتهم بإجراء عسكري او منطقة عسكرية ونتهم فورا بالتحريض وتتم مناصرتهم علنا وزيارتهم ودعمهم فجورا من قبل بعض المسؤولين والفئات السياسية، المسيحية والاسلامية، لفرض الصمت علينا والسماح لهم بالمزيد من الجهوزية فيجهزون وتهاجم داعش والنصرة بلداتنا وجيشنا، وتحتل وتخطف، وتأخذ من سجننا المركزي في روميه مركزا لعملياتهم، فنحرر جزئيا ونساوم جزئيا ونستنزف بدل الحسم حيث نقدر والتحرير الكامل حتى الحدود ومحاصرة العدو بالجغرافيا والتموين حتى خنقه وتسليمه لأسرانا".

وقال باسيل: "في بناء الدولة نحارب بدل ان نشجع في انتمائنا الى لبنان الدولة المدنية وليس الى اي دولة خارجية اخرى وكأن بنا نعاقب على فكرنا الاصلاحي التغييري الهادف الى تأمين ملاذ لأهلنا هو الدولة بدل تأمين الملجأ لهم من الارهاب أو التهجير من ميليشيات الحرب أو الهجرة من ميليشيات السلم واقطاع الفكر والمال والدين. وفي البقاء في الادارة العامة أو الدخول في مؤسسات الدولة، نواجه ونقاصص لفكرنا المؤسسي ونرى المياومين يدخلون عنوة ويطردون عنوة ونرى اشباههم متخفين بالقانون احيانا وبالخدمة المدنية احيانا اخرى وبالممارسة القمعية مرارا ثم يبررون اللاتوازن الطائفي بعدم اقدام المسيحيين بعد ان يكونوا قد قتلوا فيهم روح التقدم لمؤسسات الدولة التي بدأت تكون غريبة عنهم. فنصرخ لاعادتهم الى حضنها احتراما لاتفاق موقع او قانون مقر او عرف معتمد الا ان روح التسلط والميليشيا في الدولة تتغلب على روح الدولة".

واردف: "في الانماء المتوازن والعدالة الاجتماعية وتساوي الناس في الحقوق والواجبات، نعمل فنقدم القوانين، اقتراحا ومشروعا، ونقر بعضها ونمنع من اقرار الكثير الكثير مما يطمئن في استعادة الجنسية وبيع الأراضي وما يبلسم في المفقودين في سوريا والمتواجدين في اسرائيل، وما يؤمل منه في التدقيق المالي والضمان الاجتماعي وضمان الشيخوخة والعدالة الضريبية وسلسلة الرتب والرواتب والواردات العادلة والشراكة الامنية. ونستلم الوزارات فنضع لها الخطط والبرامج ونبدأ بتنفيذ المشاريع لاعطاء الناس حقوقها في الاتصالات والماء والكهرباء والنفط والعمل والقضاء العادل فيتم التحايل علينا لانتزاع هذه الحقائب منا ليتبين ان السبب هو ايقاف المشاريع وتوقيفها بحجج واهية عديدة منها البيئية والزراعية والتقنية وعلى رأسها المالية. فالاتصالات تتراجع خدمة وموارد فقط بسبب اتخاذ اجراءات معاكسة لاجراءاتنا، واموال البلديات من عائدات الخليوي يحرمون منها فقط بسبب انه عمل حق قمنا نحن به".

وتابع: "معامل الكهرباء التي كان يفترض انتهاء اثنين منها هذا الشهر تتوقف اعمالها، ليحرم المواطنون من وعد اعطيناهم اياه بـ24/24 في نهاية الـ2015، وسدود المياه يجري العمل على توقيفها لأنها في مناطقنا بالرغم من اننا في مرحلة جفاف استثنائية لا يستحي احد منها ومن الظهور في الاعلام او التستر من خلفه لايقاف بنائها. ومشاريع بناء خط الغاز الساحلي ومحطة التغويز المائية يجري تجميدهم بالرغم من توفيرهم اكثر من مليار دولار سنويا، ما يزيد عن حاجتنا من موارد للسلسلة. ومشروع الاستكشاف والتنقيب عن البترول برا وبحرا يجري تأجيله مرارا ويحرم اللبنانيون من الخلاص الاقتصادي والمالي، فقط لمصالح البعض السياسية خارجيا، ولمصالح البعض المنفعية داخليا وكأن بلدنا لا قيمة لازدهاره ولاستقراره".

وقال: "في قانون الانتخاب نحجم فتطير المناصفة فعلا معاشا وتبقى كلاما جميلا. فنحاول تصديق الكلام ونقدم القوانين المحققة للشراكة فتطير ويطير معها شرعية المجلس النيابي والمجلس الدستوري، لنعيش تمديدا مرشحا لتمديد تمدد معه حال اللاشراكة واللامناصفة واللاتوازن ونعيش الاختلالات الممددة لازماتنا الوطنية".

اضاف: "وفي رئاسة الجمهورية، تنزع الصلاحيات وتصغر ويختار لها اشخاص هم بتمثيلهم أصغر حتى من ممارسة ما تبقى. فنساوم للتعويض عن الموقع، قانونا انتخابيا وتمثيلا حكوميا وتشاركا سياسيا. ثم نقاوم لاستعادة الموقع، فنتهم بالتعطيل بعد ان عطلوا المركز ويريدون تعطيل من يملأه. حسبهم ان اتهامهم سيردعنا عن مقاومتنا، غير مدركين اي نوع من المقاومين نحن، واننا نلعب مصيرنا ومصير من نمثل في لحظة نتعرض فيها لمعركة تصفية تمر في الموصل وكسب وقصر بعبدا، وان التصفية السياسية لنا في لبنان هي تصفية معنوية لكل من نمثل، وهي داعشية سياسية. مطلوب من افرقاء الداخل التوقف عن ممارستها، ومن افرقاء الخارج الامتناع عن تغطيتها".

تابع باسيل: "نحن لا نبكي هنا ولا نندب أنفسنا، نحن نوصف فقط لنواجه، ولكي يواكبنا الرأي العام في مواجهتنا. نحن لسنا بكائين شحاذين، نحن مقاومون معاندون لحقوقنا، نحن طلاب حق. نحن نطالب المجتمع الدولي بوقف جريمة الصمت، وبوقف اي عمل يشجع على هجرة المجموعات المكونة للمنطقة والاقليات، وخصوصا المسيحية منها، ونقول له ان خطيئة تهجير ملايين المسيحيين لا يمكن مسحها او غفرانها باستقبال بضعة آلاف منهم. ونقول للغرب ان تفريغ الشرق من مسيحييه هو تفريغ للمسيحية من رسالتها ومعناها، وان تفريغ الشرق من مشرقيه هو تفريغ للبشرية من انسانها المتعدد، وان تفريغ الموصل وكسب وقصر بعبدا من ناسها الاصليين سيؤدي الى املاء شوارعكم بمفرغيهم".

وقال: "نحن نسأل الفاتيكان (والكنائس الشرقية) أكثر من الصلاة، ونسألهم باستعمال نفوذهم وتأثيرهم الدبلوماسي في العالم، ليس لتأمين الحماية فقط، بل لتأمين العقاب والملاحقة للارهابيين عبر القانون الدولي والمحكمة الجنائية الدولية. ونسألهم: من يحمل الرسالة اذا ازيل الرسل، وماذا يبقى من روما اذا ازيلت اقدام المسيحية؟ نحن نتوجه الى المسلمين في العالم بتحمل مسؤولياتهم تجاه ديانتهم بنزع اللثام عن التكفيريين واظهار صورة الله البهية، وعدم تقاذف خطر الارهابيين من بلد الى آخر، وعدم وضع خطوط وحدود لتقدم داعش، بل الغاء اي خط تواجد لهم والاطباق عليهم في كل دول المنطقة والعالم من خلال استراتيجية اقليمية لالغاء التكفير، يكون منبعها الفكر المتنور، وتكون ادواتها سيوف الحق".

اضاف: "نحن نطلب من المسيحيين والاقليات في المنطقة بالبقاء في ارضهم وبالدفاع عنها بكل الوسائل المتاحة لهم، ونطالب لهم بوسائل الدفاع عن انفسهم، ونقول لهم ان اقتلاعكم من ارضكم هو اقتلاعكم من ذاتكم، تلك الذات التي لن تجدون مكانا لها في العالم، حتى في لبنان الذي هو مكان الجميع. نحن نقول لاخوتنا في المواطنة، في اللبنانية، نقول للبنانيين، اننا خلقنا معا ووهبنا هذه الارض معا، ائتمنا على هذا النموذج معا فصار عندنا بلد صغير بحجمه، ولكن كبير برسالته، فهل نضيع هذا الارث الانساني الحضاري العظيم او نحافظ عليه؟". من دوننا او من دونكم لا لبنان ولا قيمة له، ومن دون دورنا السياسي الكامل لا وجود لنا في لبنان، ومن دون وجودنا في لبنان سيكون لكم صحراؤكم، ويكون لنا جبالنا الموزعة في العالم من دون طعمكم ومن دون طعم لنا".

واردف: "الآن هو آوان الشراكة والاعتراف بالآخر ادارة ونيابة ورئاسة، أو هو اوان الداعشية السياسية. فاختاروا واعلنوا. ونحن ننادي الأقليات والمسيحيين في لبنان للقيام برسالتهم، رسالة المسيح على الأرض. فلا عجب ان هم اضطهدوا فهذا ما ابقاهم في هذه الجبال "وطوبى لكم ان اضطهدوكم من اجل اسمي" ونحن نقول للمسيحيين في لبنان ان بواخر اتت لترحيلهم فأبوا وقاتلوا وصمدوا، وان المطلوب اليوم هو أقل بكثير، فالمطلوب هو البقاء على ايمانكم برسالتكم وبوطنكم".

وختم باسيل: "نحن أمامكم في المواجهة فاثبتوا الا اذا رأيتمونا متزحزحين، والله لن نتزحزح. ونحن نقول لابناء التيار الوطني الحر ولاحزاب التكتل وحلفائه واصدقائه والمحبين، حافظوا على روح المقاومة، فنضالنا مستمر ومتواصل ومتعدد الاشكال. واستعيدوا روح المبادرة وكونوا خفرا لبلدياتكم، وانصارا لجيشكم، واشنقوا اصنامهم في الطرقات، وفكوا لحامهم عن الابواب، وانزعوا ملصقاتهم عن الافواه، وكونوا كما كنتم دوما رموز الشرف والتضحية والوفاء".

 

"الرياض": عون ليس شخصية مقبولة  وحواره مع المسـتقبل جـاء متأخرا

المركزية- نقلت صحيفة "الرياض" السعودية عن دبلوماسي عربي واسع الإطلاع زار بيروت أخيرا اشارته الى أن "رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ليس شخصية مقبولة عربيا ولا خليجيا ولا حتى دوليا"، لافتا الى أنه "ينبغي على عون أن يتنازل عن الرئاسة لصالح شخصية قادرة على مدّ الجسور مع الأفرقاء اللبنانيين، أما فتحه لقنوات الحوار مع تيار "المستقبل" فقد جاء متأخرا جدّا".

ولفت الدبلوماسي الى أن"عون يمكنه وضع شروط معينة سيتم القبول بها سواء قيادة الجيش أو حصة وزارية أو سواها من المطالب"، معتبرا ان "مطالب عون ستلبى، أما بالنسبة الى الاسم البديل فإن سوق الأسهم مفتوح وليس من شخصية محددة".

 

امانة 14 آذار: الحريص على الديموقراطية لا يُعطّل "الرئاســية" ويُسـهّل "النيابيـة"

المركزية- جددت الامانة العامة لقوى "14 آذار" تأكيدها ان "الأولية تبقى في إحترام المهل الدستورية وكل الإستحقاقات الدستورية بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية"، واشارت الى ان "لا يمكن ان يكون فريق حريصاً على الديموقراطية ويُعطّل الإستحقاق الرئاسي ويسهل إجراء إستحقاق آخر، والحريص على الديموقراطية عليه ان يُسهّل كل الإستحقاقات كما عليه ان يحترم المهل الدستورية". عقدت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" إجتماعها الدوري في مقرّها في الأشرفية عرضت فيه الحوادث التي شهدها لبنان والمنطقة في حضور منسقها العام النائب السابق فارس سعيد والاعضاء: راشد فايد، آدي ابي اللمع، نوفل ضو، نادي غصن، هرار هوفيفيان، يوسف الدويهي، ربى كباره، وليد فخر الدين وآرديم نانيجيان وبعد الإجتماع قال سعيد "الحوادث الأمنية تفرض نفسها على جميع اللبنانيين واليوميات السياسية التي تطرح نفسها ونحن نقترب اكثر واكثر الى دخول البلد في عنق الزجاجة الدستورية من خلال الفراغ الذي يصيب موقع رئاسة الجمهورية والذي ينسحب على جميع المؤسسات الدستورية، وطرح موضوع الانتخابات النيابية في 16 تشرين الاول ودعوة الهيئات الناخبة". واشار سعيد الى ان "كل هذه المواضيع نقطة مشاورات مكثفة بين كل قوى "14 آذار" واحزابها وشخصياتها"، واوضح ان "الكل يدرك بان الحوادث التي شهدتها عرسال تم تجاوزها مرحلياً بفضل وحدة ووعي اللبنانيين وقدرة المؤسسة العسكرية"، ولفت الى ان "لا حلول سحرية في هذا الموضوع"، ومشدداً على ضرورة "ضبط الحدود السورية – اللبنانية من خلال نشر الجيش اللبناني على طول هذه الحدود بمؤازرة القوات الدولية كما يتيح القرار 1701". وختم سعيد بيان امانة "14 آذار" كما تناولنا في الإجتماع ما يجري في المنطقة من حوادث بدءاً من العراق مروراً بسوريا، ونرى ضرورة عدم إنتقال العنف إلى الداخل اللبناني وهذا لا يمكن ان يحصل إلا من خلال عملية بناء الدولة بدءاً من إنتخاب رئيس جديد للبنان".

 

ابراهيم بيــــن تركيا وقطر لحل قضية "العسكريين"

الحلبي: اطلاقهم متوقف عند تحقيق المطالب الانسانية

المركزية- حاملا ملفّ العسكريين اللبنانيين المحتجزين لدى تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، توجه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الى تركيا، بتكليف من رئيس الحكومة تمام سلام، وفق معلومات حصلت عليها "المركزية". ابراهيم الذي قد يحط في قطر أيضا، سيباشر جولة اتصالات محورها ايجاد مخرج للافراج عن العسكريين منطلقا من تأثير هاتين الدولتين على التنظيمين الخاطفين، وقد أنيطت به هذه المهمة نزولا عند رغبة أهالي المخطوفين، الذين وجدوا فيه الشخص المناسب لحل قضية أبنائهم، في ضوء الخاتمة السعيدة التي تمكن من تحقيقها في ملفي مخطوفي اعزاز وراهبات معلولا، ونظرا لعلاقاته الدبلوماسية والدولية والاستخباراتية الواسعة في هذا المجال.

الحلبي: الا ان رئيس مؤسسة "لايف" نبيل الحلبي نفى لـ"المركزية" المعلومات الصحافية التي تحدثت صباح اليوم عن دخول قطر وتركيا على خط المفاوضات، وقال "غير صحيح انهما دخلتا على خط المفاوضات، والمجموعات الخاطفة لا تتواصل مع أي جهة أقليمية للأسف"، داحضا أيضا اقتراح الدولتين المذكورتين استقبال نازحين سوريين على أراضيهما، في حال تم اطلاق العسكريين اللبنانيين".

وفي مقابل اشارة مصادر "هيئة العلماء المسلمين" الى ان الخاطفين يصرون على مقايضة العسكريين بمعتقلين في سجن رومية، أعلن الحلبي ان "هذا الامر غير صحيح، فشرط المقايضة غير وارد لدى المسلحين"، مستطردا "هناك 7 عسكريين مع "داعش"، يمكن ان تتم مقايضتهم ببعض السجناء في رومية، لكن أغلبية الأسرى مع "النصرة"، وهي لم تطلب مبادلتهم بأحد، بل شروطها تشمل فقط ضمان أمن النازحين السوريين، والافراج عن المعتقلين منهم، والافراج عن المدنيين الجرحى المعتقلين، والذين ليسوا من المقاتلين". ولفت الحلبي الى ان "داعش" معادية لكل الدول الأقليمية ولا تمون عليها لا تركيا ولا قطر، أما "النصرة"، فلا مطالب لديها والا كانت سلمتنا اياها وأنا شخصيا قابلت قائد النصرة ولم يطلب منا شيئا، حتى انهم لم يطلبوا اطلاق أبو أحمد جمعة".

واذ طمأن الى صحة وسلامة العسكريين الاسرى، أكد ان قضية العسكريين متوقفة عند تجاوب الحكومة اللبنانية مع مطالب المسلحين لجهة حماية النازحين، مضيفا "هناك مخيمات مدمرة في عرسال وعائلات النازحين مشردة، بعضهم في مدارس في عرسال وبعضهم في مدارس في البقاع الاوسط، فما هو مصيرهم مع انطلاق العام الدراسي في أيلول، المخيمات محروقة ونحن على ابواب الشتاء، والحكومة لم تتخذ حتى الساعة قرارا باعادة النازحين الى المخيمات، ولم تعطنا او تعطي غيرنا، الاذن ببدء ترميم هذه المخيمات، وهذا الامر يعيق عملية اطلاق العسكريين".

 

مرسوم دعوة الهيئـات الناخبــة  يشمل فقط مغتربي الكويت وأستراليا

المركزية- بعد توقيع مجلس الوزراء مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، عادت الى الواجهة قضية تسجيل المغتربين في السفارات وبعثات لبنان الديبلوماسية، لاسيما بعد التعاميم التي أرسلتها وزارة الخارجية أخيرا بتشجيع أبناء الجاليات اللبنانية في البلدان المضيفة على تسجيل أسمائهم. وفي هذا الإطار، أفاد مصدر ديبلوماسي "المركزية" ان التسجيل للإنتخابات، توقف في 13\12\2013 وبالتالي فان العدد الذي تسجل للإقتراع سيبقى نفسه، حتى ولو أقبل المغتربون بأعداد كبيرة بعد ذلك التاريخ لتسجيل أنفسهم في السفارات والقنصليات، على رغم إيجابيات هذا التسجيل الذي يمكّن المغتربين من التمتع بحقوقهم المكتسبة كمواطنين لبنانيين. وذكّر المصدر بان العدد الذي لبّى الدعوة الى التسجيل من أجل الإقتراع في الإنتخابات المقبلة لا يتعدى الـ11 ألف مقترع، إلا انه وبناء على القانون الذي يلحظ للإغتراب عدد الدوائر الإنتخابية نفسه، الموجودة في لبنان وفي 26 دائرة، فان من يحق لهم الإقتراع لا يتعدى عددهم 4 الاف شخص موزعين على بلدين فقط هما استراليا والكويت، موضحا ان عدد أهالي قضاء زغرتا والضنية مثلا الموجودين في الكويت تخطى عدد الذين سجلوا أنفسهم بمئتي اسم، وبالتالي أصبح يحق لهم الإقتراع. أما في ديترويت فعدد أبناء بنت جبيل الذين سجلوا أسماءهم بلغ 195 لذلك حرموا من الإقتراع. الأمر الذي يعتبر ثغرة كبيرة في القانون الحالي، ويستوجب إعادة النظر فيه، لجهة اعتبار الإغتراب قضاء واحدا. ولفت المصدر الى ان وزارة الخارجية ستعد نفسها لإجراء الإنتخابات في الكويت وأستراليا وفقا للمرسوم الذي وقعه مجلس الوزراء أمس والذي نص على موعدي الإقتراع.

 

حراك المياومين يخفي خلافا حول الملف النفطي وتركيب العدادات الذكية يواجه من مافيات الهدر

ي يتحرك بين الفينة والاخرى خلاف مصالح بين الفرقاء السياسيين حول الملف النفطي العالق بين بدء التلزيم وعدد البلوكات المفترض وضعها موضع التنفيذ. وينسحب هذا الخلاف المضمر على كل مفاصل ودوائر الكهرباء على ما تقول مصادر شركات مقدمي الخدمات حتى انه طال صرف الاموال لشراء مادة الفيول لانتاج المعامل بالتيار الذي تعاني من انقطاعه لساعات غالبية المناطق اللبنانية.

ويتركز النزاع القائم الذي يشمل دوائر القرار والتقرير في ادارة المؤسسة على جناحين الاول يريد استمرار شركات مقدمي الخدمات وعملها الى حين انتهاء العقد معها بعد قرابة سنة ونيف والثاني يستعجل اخراجها وكف يدها متهما اياها بالتقصير وعدم جودة الاداء والخدمات التي تقدمها ويقف وراء الحملة الاعلامية التي تطاولها. والى فريقي النزاع الاساسيين هناك فريق ثالث متضرر من محاولة الشركات وقف مزاريب الهدر والسمسرات القائمة على قدم وساق داخل القطاع الكهربائي بدءا من سرقة التيار، تعليقا على خطوط الانتاج وتلاعبا بالعدادات وصولا الى اصدار الفواتير.

ولعل ما زاد الحملة استعارا على الشركات اخيرا عزمها على المباشرة بتركيب العدادات الذكية التي من شأنها كشف عمليات السرقة والهدر المقدرة بقرابة 250 مليون دولار سنويا تديرها مافيات محلية وتحرم مؤسسة الكهرباء منها وهي السبب الرئيسي لإغراق المؤسسة في العجز المالي الذي تعاني منه. وفي حين تؤكد لجنة المياومين وعمال المؤسسة ان الخلاف المتمظهر حول العدد المراد تثبيته ليس اساسيا في الخلاف القائم ويمكن حله اذا ما صفت النيات وانتفى الخلاف السياسي المصلحي القائم بين الجهات المعروفة خصوصا ان مديريتي الانتاج والنقل تعانيان من نقص في عدد العاملين وفي امكانهما استيعاب اعداد اكبر بكثير من الذين تم رفض تثبيتهم الى حد يصل الى ضعفين وثلاثة، تقول مصادر شركات مقدمي الخدمات ان الجناح الرافض لاستمرارها يقدم على عرقلة عملها وتأدية المطلوب منها وذلك عبر اساليب ملتوية عدة ابرزها:

اولا – عدم الكشف العاجل على الاشغال المنفذة سواء في محطات التحويل او الترانسات.

ثانيا- الضغط على البلديات لعدم التعاون مع الشركات وتسهيل عملها ومتوجبات عمالها.

ثالثا- التأخير المتعمد في اصدار الفواتير المطلوبة للشركات.

 

الجماعات التكفيرية تعمل لتوتير عين الحلوة والقوة الامنية المشتركــة بالمرصــاد

المركزية- بعد اقل من 24 ساعة على انتهاء جولة الوفد الامني الفلسطيني على فاعليات صيدا السياسية لطمأنتها الى متانة الوضع الامني في مخيم عين الحلوة، شهد المخيم سلسلة حوادث متنقلة تنبئ ان الوضع قابل للتوتر بفعل الدور المشبوه للجماعات التكفيرية الموجودة في المخيم والتي تسعى الى ضرب الاستقرار الذي يشهده منذ انتشار القوة الامنية الفلسطينية المشتركة والتي تمكنت خلال فترة زمنية قصيرة، من فرض الامن والاستقرار في مخيم عين الحلوة. وقال مصدر فلسطيني لـ"المركزية"، ان هذا الهدوء لم يرق للجماعات التكفيرية التي بدأت تحضّر لعمليات امنية صغيرة في المخيم في محاولة للفت الانظار اليه، الا ان الامن ما زال ممسوكا من قبل القوة الامنية الفلسطينية التي لن تسمح بالعبث بأمن المخيم. وفي هذا الاطار، عاد مخيم عين الحلوة يشهد سلسلة القاء قنابل صوتية في احيائه بعد فترة هدوء وغياب كامل لهذا النوع من القنابل لمدة شهر، حيث عمد مجهولون الى القاء قنبلة صوتية منتصف الليل الماضي في حي المنشية على مقربة من منزل قائد القوة الامنية الفلسطينية المشتركة العميد خالد الشايب من دون اي اضرار تذكر. وقالت المصادر لـ"المركزية" ان احد مسؤولي جند الشام المدعو عبد فضة اقدم على اطلاق النار في الهواء من مسدس حربي في حي الرأس الاحمر في المخيم، اثر اشكال مفتعل مع شبان من المخيم وفر الى مكان مجهول وهو من التابعين لمسؤول جند الشام في المخيم بلال بدر، وعلى الاثر سيرت القوة الامنية دوريات في المكان لتطويق ذيول الحادث ومنع توسعه. وتكثفت الاتصالات فجرا وصباح اليوم لاحتواء هذه الحوادث، وقالت مصادر فلسطينية ان ما جرى قرع جرس انذار لكل القوى الفلسطينية الاسلامية والوطنية في مخيم عين الحلوة هدفه ضرورة العمل وبسرعة لمنع تكرار ما حصل لانه يسيء الى سمعة القوة الامنية التي تتشكل من كل الفصائل والتي تقوم بدورها الامني في المخيم.

 

"ملف السلسلـة ليس سياسياً بـل مشروع إقتصـادي متكامـل"

نحاس: لإجراءات حكومية سريعة تعالج مكمـن وجع القطاعات

الصندوق الإستثماري لطرابلس قيد التأسيس وإطلاقه خلال أسابيع

المركزية- أوضح الوزير السابق للإقتصاد والتجارة نقولا نحاس أن الصندوق الإستثماري الخاص بطرابلس الذي سبق وأعلن عنه الرئيس نجيب ميقاتي، هو "في صدد التأسيس حيث ينكب أخصائيون على تحديد آلية عمله"، كاشفاً في حديث لـ"المركزية" عن إنجاز كل النقاط والمراحل التأسيسية للصندوق في غضون أسابيع "حيث سيتم الإعلان عن انطلاقته"، مع الإشارة إلى أن الصندوق يحمل إسم "ثمار طرابلس" برأسمال قدره 25 مليون دولار أميركي، يهدف إلى "تحديد القطاعات الإقتصادية القابلة للتطوّر، والمساهمة في المؤسسات العاملة في نطاقها ومساعدتها على التطور والإزدهار في سبيل تدعيم إقتصاد هذه المدينة وتأمين فرص عمل جديدة. السلسلة: من جهة أخرى، ورداً على سؤال عن تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن لا إفادات مدرسية قبل إقرار سلسلة الرتب والرواتب للقطاع العام، شدد نحاس على "أن ملف السلسلة ليس موضوعاً سياسياً، بل يتعلق بمنهجية الإدارة العامة من كل جوانبها، من هنا يجب أن يكون مشروعاً متكاملاً لتأمين تحسين شروط الوظيفة العامة، وشروط مراقبتها، ثم إجراء الإصلاحات الأساسية في هذا الشأن، بما يصبّ في مصلحة الموظف والبلد في آن. لذلك علينا النظر إلى ملف السلسلة بجدية، برغم أنه خضع لدراسة جدية من قبل جميع الأطراف، لكن يجب التوافق على المعطيات الإصلاحية والتحسين المفترض إدخاله على المداخيل، ثم متابعة حجم الدولة تحديداً، لأن الطلبات التوظيفية تزداد يومياً، وبالتالي يرتفع عدد موظفي الإدارات العامة يومياً أيضاً. ولا يمكن تحسين المداخيل وفي الوقت ذاته تكبير حجم الدولة، لذلك يتوجب إعادة النظر في كامل الهيكلية وضمن مشروع إقتصادي شامل ومتكامل. الوضع الإقتصادي: ورداً على سؤال، لم يؤيّد نحاس وجهة نظر بعض أركان الإقتصاد القائلة بأن الوضع الإقتصادي بعد حوادث عرسال ليس كما قبلها، لافتاً إلى أن "الإقتصاد الوطني يعاني منذ اندلاع الأزمة في سوريا والتي تؤثر على لبنان بشكل مباشر وغير مباشر، وحوادث عرسال هي جزء من تداعيات هذه الأزمة"، مؤكداً الإنكماش الذي يعاني منه الإقتصاد اللبناني، في ظل غياب النمو والتطوّر، "لذلك علينا التوحّد لنستطيع الحفاظ على المؤسسات لتكون جاهزة للإقلاع عندما يحين الظرف المؤاتي".

وعن كيفية الحفاظ على المؤسسات الإقتصادية، قال: عبر خفض الإنفاق، الحفاظ على المقوّمات الأساسية للإقتصاد، واتخاذ إجراءات تنعش الإقتصاد من خلال توقيع اتفاقات مع دول أخرى، إيجاد وسائل اتصال مع الدول العربية غير الخطوط البرية عبر سوريا والعراق، وطرق أبواب كل المؤسسات الدولية، ومتابعة ملف النازحين السوريين مع الدول الأخرى للحدّ من الأكلاف المالية التي يتكبدّها الإقتصاد اللبناني جراء تزايد النزوح، ومشاركته تلك الأعباء للتخفيف منها، وغيرها من الإجراءات التي تحفز القطاعات الإقتصادية ولا سيما الصناعة والسياحة والخدمات. وعلى الحكومة البحث عن الإجراءات السريعة التي تعالج مكمن الوجع الإقتصادي للمحافظة على الهيكلية الإقتصادية وبناها التحتية.

 

فاينانشال تايمز": لماذا لا تقصف طائرات العرب "داعش"؟

المركزية- تساءلت صحيفة "فاينانشال تايمز" عن سبب قصف طائرات الولايات المتحدة لا طائرات الدول العربية لمسلحي داعش، مشيرة الى ان دول الخليج تملك وحدها 600 طائرة مقاتلة، وإذا أضفنا إليها تركيا والأردن ومصر، ستكون هناك ألف طائرة أخرى، فلماذا إذن لا تقوم طائرات تلك الدول بالمهمة ؟  ولماذا حشدت بريطانيا طائراتها في قبرص استعدادا لإرسالها في مهام قتالية، وطائرات الدول العربية أقرب الى الهدف؟  اضافت "لم يستطع العرب أن يتفقوا في مواجهة أكبر خطر منذ غزو قوات الرئيس العراقي السابق صدام حسين للكويت، وهم لذلك يعتمدون على الغرباء، فالدول العربية مثلا تخشى إن هي هاجمت مسلحي داعش، السنة، أن يؤدي ذلك إلى تقوية نفوذ الحكومة الشيعية الموالية لإيران في العراق. وكذلك يخشون من أن يصب إضعافهم لداعش في مصلحة النظام السوري، وهناك سبب ثالث يمنعهم من مقاتلة داعش، هو خوفهم من انتقامه.

 

"فاينانشال تايمز": لماذا لا تقصف طائرات العرب "داعش"؟

المركزية- تساءلت صحيفة "فاينانشال تايمز" عن سبب قصف طائرات الولايات المتحدة لا طائرات الدول العربية لمسلحي داعش، مشيرة الى ان دول الخليج تملك وحدها 600 طائرة مقاتلة، وإذا أضفنا إليها تركيا والأردن ومصر، ستكون هناك ألف طائرة أخرى، فلماذا إذن لا تقوم طائرات تلك الدول بالمهمة ؟  ولماذا حشدت بريطانيا طائراتها في قبرص استعدادا لإرسالها في مهام قتالية، وطائرات الدول العربية أقرب الى الهدف؟  اضافت "لم يستطع العرب أن يتفقوا في مواجهة أكبر خطر منذ غزو قوات الرئيس العراقي السابق صدام حسين للكويت، وهم لذلك يعتمدون على الغرباء، فالدول العربية مثلا تخشى إن هي هاجمت مسلحي داعش، السنة، أن يؤدي ذلك إلى تقوية نفوذ الحكومة الشيعية الموالية لإيران في العراق. وكذلك يخشون من أن يصب إضعافهم لداعش في مصلحة النظام السوري، وهناك سبب ثالث يمنعهم من مقاتلة داعش، هو خوفهم من انتقامه.

 

"لو موند": مبادرة فرنسية في ايلول لمحاربة "داعش"

المركزية- ذكرت صحيفة "لو موند" الفرنسية ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعلن انه سيقترح في شهر ايلول المقبل مبادرة حول الامن في العراق ومحاربة تنظيم "الدولة الاسلامية".

ورأى هولاند ان الوضع الدولي اليوم هو "الاخطر" منذ العام 2001، وقال "علينا ان نضع استراتيجية شاملة ضد هذه المجموعة التي باتت تشكل كيانا منظما، ولديها الكثير من التمويل، وأسلحة متطورة جدا، وتهدد دولا مثل العراق وسوريا ولبنان".

 

إندبندنت": الأسد يريد أن يكون مقبولا دوليا عبر محاربة الإرهاب

المركزية- ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن "الرئيس السوري بشار الأسد صعد من حربه على مسلحي "الدولة الإسلامية"، حيث تقوم طائراته بقصفهم في الأراضي السورية بينما تقوم بهذه المهمة على الجانب العراقي من الحدود طائرات أميركية"، مشيرة الى أن "الأسد يرغب بإرسال رسالة إلى الولايات المتحدة عبر قصف مسلحي "داعش"، مفادها نحن في خندق واحد في مواجهة الإرهابيين".ونقلت الصحيفة عن الخبير في الشؤون السورية آرون لوند اشارته الى أن "الأسد يرغب في أن يكون مقبولا دوليا من خلال مشاركته في "الحرب على الإرهاب"، وربما كانت هذه خطته على المدى البعيد"، موضحة أن نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نفى أن "تكون الولايات المتحدة والنظام السوري حليفين في ضرب الإرهاب"، معتبرة أن "نظام الأسد هو من سمح لـ"داعش" بأن تقوى". ورأت الصحيفة أن "الأسد لا يستطيع تجاهل الخطر المتنامي لـ"داعش" خصوصا وهي تهاجم قواته"، لافتة الى أن "مسلحي "داعش" ركزوا على المواقع المعزولة للجيش السوري في شمالي وشرقي البلاد بعد النجاحات التي حققوها في العراق".

 

أيقونة مار مارون في كور تقليد جديد في الكنيسة المارونية

الأيقونة في كنيسة مار ميخائيل-كور

بقلم الاستاذ رائد جرجس

كُرِّست أيقونة القديس مارون أب الطائفة المارونية في كنيسة مار ميخائيل في قرية كور في منطقة البترون بالتزامن مع احتفال الكنيسة المارونية في شهر آب بذكرى مذبحة الرهبان الموارنة الشهيرة والتي طبعت تاريخ الكنيسة المارونية الذي بات مرادفاً للتضحية والشهادة. لم يُذكَر الكثير عن سيرة القديس مارون في المراجع التاريخية المُعتمدة فاقتصرت حياته على القليل من الكلمات التي لخّصت حياة زهد ونسك قاسية، حيث كان مارون أول قديس متنسّك في البرية وفي الهواء الطلق. وقد أسس كنيسة صلبة ارتكزت على إيمان أتباعه وخصوصاً تلاميذه الرهبان الذين استُشهد المئات منهم وواجهوا الاضطهاد عبر السنين من جبال قورُش وسهول آفاميا وصولاً إلى جبال لبنان ومغاوره. وللمصادفة، يتشابه تاريخ الموارنة الأوائل مع تاريخ قرية كور. فقد تهجّرت كور بسبب الاضطهاد مرات عديدة مثل تلاميذ مارون الذين تهجروا من مكان انطلاق دعوتهم في جبال قورُش إلى جبال لبنان. كور تهجّرت ثلاث مرات: المرة الأولى في القرون الوسطى من لبنان إلى قبرص بسبب احتلال جيوش المماليك للبنان، ومرة ثانية في التاريخ الحديث عندما هجَرَ موارنة قبرص وهم أهل كور ماجيتي، القرية التي أسسها أهل كور اللبنانية، إلى الجهة اليونانية من الجزيرة بسبب الاحتلال التركي في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، ومرة ثالثة تهجّر أهل كور من لبنان إلى لبنان وأنحاء العالم بسبب الاحتلال السوري للقرية خلال الحرب في لبنان وكان ذلك سنة 1978. وكما في التهجير، تشبّهت كور بمسيرة أتباع مارون من خلال شهدائها، فقدّمت الشهداء بسبب الاضطهاد، والاحتلالات على انواعها، منذ القرون الوسطى وصولاً إلى التاريخ الحديث. لذا يبدو تاريخ كور كأنه نسخة مصغّرة عن تاريخ الموارنة في الشرق وفي لبنان. فالموارنة ناضلوا واضطُهدوا وضحوا وتشبثوا في أرضهم على مدى أكثر من 1500 سنة وحتى اليوم. تاريخ الموارنة مجبول بالتضحية ومبني على الإيمان

والتشبث بالأرض لكي يبقى موارنة وليبقى لبنان.

يقول الأباتي المؤرخ بولس نعمان في مقابلة له في ذكرى ال1600 سنة على وفاة القديس مارون: “الموارنة لديهم ولد وحيد اسمه لبنان، وعليهم المحافظة عليه قبل كلّ شيء. فإذا هجر الموارنة لبنان، فلن تبقى لهم هوية، ومعهم تزول الحضارة في الشرق. وبنيان لبنان قام على عاتق البطريركية المارونية وعليها الحفاظ عليه.”ويضيف:”الطريق الذي تسلكه الشعوب العربيّة المشرقيّة بنوع خاص ضدّ العنصريات والديكتاتوريات والحكم الفردي في سبيل الحصول على الديمقراطية، سبق أن سلكه الموارنة منذ ألف سنة تقريباً، لكن من دون عنف وقتال ودماء بل بالمحبة والخدمة والصبر على المحن، وبالعمل الحثيث مع مكوّنات المجتمع اللبناني كافّة. وقد عبّر عن هذه الحقبة الكاتب كمال الصليبي بوصف رائع في بحثه عن الموارنة إذ قال: لقد تمكّنوا وهم الشعب الصغير، من المحافظة على هويتهم التاريخية عن طريق الثبات في الموقف والكفاح المستمر مع الغير، والوفاء لمن أظهر نحوهم التفهّم والعطف، كما تمكّنوا من المحافظة على حق الانسان في الحرية، حريّة كل انسان والعيش الكريم، ومن المساهمة في خلق وطن يضمن هذا الحق لأبنائه…”وتعمل مؤسست “بيت مورون” على نشر أيقونة القديس مارون في كافة الكنائس المارونية في لبنان للتذكير بأهمية أب الطائفة وبأهمية التمثل بحياته وقيَمِه التي أُسست عليها الكنيسة المارونية. نشر أيقونة القديس مارون تسهم بشكل مباشر في التذكير بأصولنا وبتاريخنا وبشفيعنا على أمل التمثل بسيرة حياته وإيمانه. الكنيسة المارونية ليست غنية بالأيقونات، لأنها كانت كنيسة فقيرة. وصناعة الأيقونات تتطلّب وقتاً طويلاً وكلفةً عالية وأخصائيين بالموضوع. وبدأت الكنيسة المارونية مؤخراً بترويج صناعة الأيقونات لدلالاتا اللاهوتية والتاريخية. فالأيقونة ليست صورة فوتوغرافية، فهي تحمّلنا من خلال رسم حدث معيّن، أبعاد ومعاني الحدث الكتابية واللاهوتية والروحية. وعندما نتأمل في أيقونة أحد القديسين، نحن نتأمّل أيضا بالإنجيل، ولكن كإختبار حيّ وشهادة حيّة عاشها القديس بحياته وكرّس حياته من أجلها. الأيقونات مقدسة يتبارك منها المؤمنون مثل أيقونة القديس مارون التي ارتفعت في كنيسة مار ميخائيل- كور وهي مرسومة باليد من الخورية سوزي باز.

أيقونة القديس مارون

شرح الأيقونة

يتصدّر القديس مارون الأيقونة وفوق رأسه المسيح، أي أن الله اختاره بعد المسيح ليكون مؤسس الكنيسة المارونية وأباً لها.

يرتدي القديس مارون بطرشيل الكهنوت فوق ثوبه الرهباني العادي، ويحمل عصاً رعاوية بيده اليسرى ويبارك بيده اليمنى.

ويظهر القديس مارون واقفاً على صخرة، تمثّل الجبل الذي عاش على قمّته وتمثّل أيضاً الكنيسة التي سيؤسسها (أسسها).

على يمين الأيقونة نرى تلاميذ مار مارون يصلّون بجانبه ووراءه، وهم يمثّلون ثمرة حياته ورسالته.

أما في خلفية الأيقونة فنلاحظ التلاميذ المبشّرين المرسلين بمهمة رسولية إلى لبنان الذي يرمز إليه الأرز والجبال المكللة بالثلج.

إلى يسار الأيقونة نرى مجموعة من الأشخاص المرضى والمحتاجين، الذين اتوا إلى القديس مارون طالبين المساعدة والإرشاد الروحي.

كما نرى أيضاً نهر العاصي في أسفل الوادي، الذي يرمز إلى المكان الذي عاش فيه القديس مارون والهيكل الوثني الذي حوّله القديس إلى كنيسة يصلي فيها البعض من تلاميذه.

نرى في خلفية الأيقونة دير مار مارون الذي يضم 300 قلاّية يعيش فيها الرهبان، والكنيسة التي بناها التلاميذ إكراماً لأب الطائفة، كما نرى أيضاً الكنيسة الصغيرة التي وُضعت فيها رفاته.

إن المواد المستخدمة في صناعة هذه الأيقونة هي مواد طبيعية مستخرجة من الطبيعة. الألوان مثلاً مستخرجة من الصخر والورد والبحر، بالإضافة إلى الذهب المستخدم بعيار 24 قيراط، وصمغ الشجر والشمع. والإطار والخلفية من الخشب الطبيعي الذي يتم تحضيره لمدة 10 إيام قبل البدء بالشغل عليه. أما حجم الأيقونة فيبلغ 120 سنتمتراً طول و90 سنتمتراً عرض.

نأمل أن تنتشر أيقونة مار مارون في جميع الكنائس المارونية وغيرها من الكنائس أيضاً والأهم انتشار إيمانه الصلب كصخور لبنان في قلوب رعيته المارونية والمسيحية.

 

رأس الصحافي الأميريكي يهز الأرض

وكالات/الأربعاء, 20 آب/أغسطس 2014  

قالت والدة الصحافي الاميركي جيمس فولي الذي اعلن تنظيم الدولة الاسلامية الثلاثاء اعدامه "لم نكن يوما فخورين بابننا جيم كما نحن اليوم". وكتبت دايان فولي على موقع فيسبوك المخصص للافراج عن جيمس الذي خطف في سوريا في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 ان ابنها "وهب حياته محاولا اظهار معاناة الشعب السوري الى العالم". واضافت "نشكر جيم على لحظات الفرح التي وهبنا اياها. كان ابنا واخا وصحافيا وانسانا مميزا". وانهمرت برقيات التعزية وتسارعت ردود الفعل الساخطة والمستنكرة بعد نشر فيديو لجهاديين متطرفين يظهر فيه رجل ملثم بملابس سوداء يقطع رأس رجل قدم على انه جيمس فولي.

واكد مكتب التحقيقات الاتحادي الاميركي (اف بي اي) صحة الفيديو. وذكر موقع "غلوبال بوست" على الانترنت الذي كان يعمل فولي لحسابه "ان الاف بي اي قالت صباح الاربعاء لاسرة فولي انها تعتبر الفيديو صحيحا. وتواصل اف بي اي عملية تثبت رسمية تحتاج وقتا اطول". وفي الشريط نفسه، يظهر صحافي اخر قيل انه الاميركي ستيفن سوتلوف، المهدد بالاعدام في حال لم توقف الولايات المتحدة قصفها لمواقع الدولة الاسلامية في العراق. وقالت دايان فولي "نناشد الخاطفين الحفاظ على حياة الرهائن الآخرين. انهم ابرياء مثل جيم. وليس لديهم اي تاثير على سياسة الحكومة الاميركية في العراق وسوريا ومناطق اخرى في العالم". وعلى تويتر طلب صحافيون من المستخدمين عدم مشاهدة شريط الاعدام الفظيع لفولي بل نشر صور للصحافي على الارض اثناء مزاولة مهنته حاملا الكاميرا.

وقال ديك كوستولو رئيس مجلس ادارة موقع تويتر للتواصل الاجتماعي "نقوم بكشف وتعليق الحسابات التي نرى ان لها علاقة بهذا الشريط الوحشي جدا".

ونشرت الاف الرسائل التي اعربت عن الحزن على موقع فيسبوك المخصص لدعم الصحافي المخطوف "حرروا جيمس فولي". وكان فولي (40 عاما) مراسلا حرا يتمتع بخبرة كبيرة شارك في تغطية الحرب في ليبيا قبل ان يتوجه الى سوريا لتغطية النزاع في هذا البلد لحساب "غلوبال بوست" ووسائل اعلام اخرى. كما زود وكالة فرانس برس بتقارير صحافية اثناء وجوده هناك. وكانت الصحافة بالنسبة الى فولي بمثابة مهنة ثانية بما انه التحق بمدرسة الصحافة في جامعة نورثوسترن في سن ال35. وفي وقت سابق علم معتقلين في سجون القراءة والكتابة. وقالت دايان فولي في مقابلة سابقة لصحيفة كولومبيا جورناليزم ريفيو "تبين له ان القصص التي اراد ان يرويها هي حقيقية بشأن حياة الناس وكان يعتبر الصحافة وسيلة لسرد ما يحصل فعلا في العالم". وكان والده جون اعلن للصحيفة نفسها انه قبل توجهه الى سوريا "قال جيم انه وجد اخيرا ما يثير شغفه". وقال ايمانويل هوغ رئيس مجلس ادارة وكالة فرانس برس "لقد صدمنا بنشر هذا الفيديو". واضاف "كان جيمس صحافيا شجاعا ومستقلا وحياديا خطف في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 عندما كان يغطي النزاع في سوريا. التحقيقات التي اجراها لوكالة فرانس برس ولوسائل اعلام اخرى كانت مقدرة ومعروفة لدى جمهور كبير. لا شيء كان يبرر حرمان جيمس من حريته او تهديده بالقتل".

وكتب فيليب بالبوني رئيس مجلس ادارة غلوبال بوست "باسم جون ودايان فولي وايضا باسم غلوبال بوست اقول اننا تأثرنا كثيرا لسيل برقيات التعزية ورسائل الدعم التي تلقيناها منذ اعلان نبأ الاعدام المحتمل لفولي". وبقي خطف الصحافي الاخر ستيفن سوتلوف في اب/اغسطس 2013 طي الكتمان وقد تعاون مع عدة صحف ومجلات اميركية منها التايم وفورين بوليسي.

الدول الكبرى

قالت القوى الاوروبية الرئيسية التي صدمت من اعلان ذبح مراسل اميركي، الاربعاء انها تعتزم التحرك للتصدي ل"وحشية" مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف الذين يحاولون اقامة "خلافتهم" في العراق وسوريا. وفي الوقت الذي يريد فيه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان يقترح على شركائه مؤتمرا حول امن العراق ومكافحة تنظيم "الدولة الاسلامية"، اعلنت المانيا بعد تردد طويل، انها "مستعدة" لتسليم اسلحة للقوات الكردية شمال العراق التي تتصدي للمسلحين الاسلاميين المتطرفين، "باسرع ما يمكن". وكانت فرنسا اعلنت عن اجراء مماثل الاسبوع الماضي. كما قالت ايطاليا انها تستعد لتسليم اسلحة خفيفة للاكراد "خلال الايام المقبلة"، وفق ما اعلنت وزيرة الدفاع امام لجنتي الدفاع والخارجية في البرلمان. وقالت انه سيتم ايصال الاسلحة بالطائرات والسفن بعد تلقي موافقة الحكومة العراقية. واوضحت روبرتا بينوتي ان الاسلحة هي بنادق رشاشة وقاذفات مضادة للدروع. واكد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير في برلين ان حكومته مستعدة لتزويد اكراد العراق بالاسلحة "في اسرع وقت ممكن". وقال "نريد ان نقوم بذلك (...) بكمية من شانها تعزيز قدرة الاكراد الدفاعية"، مشيرا الى مخاطر حدوث "كارثة" قد يكون لها نتائج "مدمرة" على باقي العالم. وايد وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي الجمعة تسليم اسلحة للمقاتلين الاكراد مع ترك حرية تنفيذ القرار لكل دولة عضو. وبعد هجوم كاسح في شمال العراق اعلن تنظيم "الدولة الاسلامية" المتهم بتنفيذ الكثير من الفظاعات، نهاية حزيران/يونيو قيام "الخلافة" على الاراضي التي سيطر عليها في شمال سوريا وغرب العراق. وبدأت واشنطن تنفيذ غارات على مواقع مسلحي هذا التنظيم المتطرف بالعراق في 8 آب/اغسطس.

وقطع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، من جهته، عطلته ليرأس سلسلة اجتماعات طارئة حول "التهديد الذي يشكله ارهابيو الدولة الاسلامية" وذلك بعد الاعلان عن قتل الصحافي الاميركي جايمس فولي بايدي مسلحي التنظيم الاسلامي المتطرف. واعربت المستشارة الالمانية عن "صدمتها" للمصير الذي لقيه المراسل الاميركي الذي اعلن التنظيم المتطرف ذبحه في فيديو لم يتم التثبت نهائيا من صحته.

وكان فولي خطف من قبل مسلحين في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 في سوريا. وقال ستيفان لوفول المتحدث باسم الحكومة الفرنسية "اننا ازاء بربرية تستخدم الخوف والتهديد" مضيفا "علينا بذل كل ما بوسعنا لنتجند (ضد هذه البربرية) وهذا هو هدف التمشي الفرنسي على المستويين الاوروبي والدولي". وابدى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن "سخطه" لعملية "الاغتيال الجبانة" وذلك اثر الاعلان عن ذبح المراسل الاميركي ردا على الغارات الاميركية على مواقع تنظيم "الدولة الاسلامية" في شمال العراق. واضاف فابيوس ان ذلك "يعزز تصميمنا على مكافحة الدولة الاسلامية".

وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاربعاء في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية انه "يعتبر ان الوضع الدولي (الحالي) هو الاخطر الذي شهدناه منذ 2001. وعلى العالم ان يدرك ذلك ويتصرف بناء عليه".

واضاف "علينا ان نواجه، ليس حركة ارهابية كالقاعدة، وانما ما يشبه دولة ارهابية، الدولة الاسلامية. ولا يمكن ان نكتفي بالجدل التقليدي هل نتدخل او لا نتدخل".

واشار هولاند الى مقترح بتنظيم مؤتمر مع الشركاء لمواجهة الوضع مشددا "علينا ان نضع استراتيجية شاملة ضد هذه المجموعة التي باتت تشكل كيانا منظما ولديها الكثير من التمويل واسلحة متطورة جدا وتهدد دولا مثل العراق وسوريا ولبنان". وندد الرئيس الفرنسي من جهة اخرى، بمسؤولية المجتمع الدولي ازاء الوضع الحالي في سوريا التي تشهد منذ اكثر من ثلاث سنوات نزاعا داميا خلف اكثر من 170 الف قتيل.

واعتبر "ان المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية بالغة الخطورة في ما يجري في سوريا". واضاف "لو انه كان هناك تحرك قبل عامين لارساء عملية انتقالية لما وجد تنظيم الدولة الاسلامية. ولو كان رد فعل القوى الكبرى قبل عام في مستوى استخدام الاسلحة الكيميائية، لما كنا ازاء خيار رهيب بين دكتاتور ومجموعة ارهابية في الوقت الذي يستحق فيه المتمردون دعمنا الكامل". وتدعم دول غربية التمرد على نظام الرئيس السوري بشار الاسد لكنها اعلنت رسميا رفضها ارسال اسلحة قتالية لدعم المعارضة المسلحة خشية سقوطها في ايدي متمردين متطرفين مثل جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة او تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف. وتخلى الرئيس الاميركي باراك اوباما في اللحظة الاخيرة صيف 2013 عن تنفيذ هجوم عسكري ضد سوريا، في حين قالت فرنسا انها مستعدة للقيام بالهجوم مع واشنطن.

 

ثلاثية الخطر وضعف الدولة والانتصار

إيلـي فــواز/لبنان الآن

20/08/2014

كل إطلالات السيد نصر الله تشبه بعضها أو تدور حول موضوع واحد: الحرب. فكلامه غالباً ما يكون عن الحرب، تحضيراً لها، دعوة إليها، أو احتفالا بها. ولم ينفع "بورتريه" جريدة الأخبار بجعل نصرالله يبدو إنساناً لا يعيش هاجس القتال والمعارك والحرب يومياً. فإطلالته في ذكرى حرب تموز من على المنار محت من مخيلة الناس صورة شاب يلعب كرة القدم، أو يهتف حماسة لأرجنتين مارادونا، أو يتفقد التطور المدني "الفوضوي" للضاحية الجنوبية لبيروت. يبني حسن نصرالله استراتيجيته الإعلامية على معادلة بسيطة: يحذر اللبنانيين من خطر داهم داخلي أو خارجي، ليؤكد لهم من بعدها ضعف الدولة وقدراتها في التصدي لهذا الخطر، فيقدم نفسه البطل المنقذ للسلم الأهلي، لينتهي ويعدهم بانتصارات كبيرة آتية. تلك الثلاثية يستعملها السيد في كل مرة يريد تبرير أي عمل يقوم به "حزب الله". 7 أيار، حرب تموز، تدخله في حرب سوريا وتدخله في حرب العراق. الإطلالة الأخيرة للسيد لم تختلف عن سابقاتها من الإطلالات: فهو بشراللبنانيين، أن الحرب الإسرائيلية على لبنان آتية لا محالة، وأن البلد في مرحلة خطر وجودي، وأن عملية مواجهة المد الداعشي قد بدأت. وهو لمح بأن الدولة اللبنانية لن تكون قادرة على مواجهة تلك الأخطار، وهو سيكون مستعداً للدفاع عن لبنان، وبالطبع قطع وعداً، كما دائماً، بتغيير معادلات إقليمية.

يضعك نصرالله أمام تلك المعادلة الغريبة و يجبرك على الاختيار: تطرف داعش أم تطرف حزب الله؟ إسرائيل أم المقاومة؟ الحرس الثوري الإيراني أم لواء غولاني؟ الهزيمة أم النصر؟ الخليفة البغدادي أم المهدي المنتظر؟ طبعاً من يرفض تلك المعادلة يكون عميلاً. فمثلاً من يتهم نظام الأسد بتسهيل نشأة داعش يكون خائناً، وهو من سهل مرور المجاهدين بالآلاف من مطار الشام إلى العراق، ومن يتهم نصرالله باستدعاء داعش الى الداخل اللبناني من خلال مشاركته بعملية قتل السوريين يكون والتكفيريون في خندق واحد، وهو الذي وضع خطوطاً حمراً على محاربة الجيش اللبناني وحكومة الرئيس السنيورة إرهاب شاكر العبسي وفتح الإسلام، ومن يتهم إيران بأنها تستعمل الشعوب العربية وقوداً لطموحها الإقليمي أو ورقة تفاهم على طاولة مفاوضاتها مع الأميركي، يكون عدو الأمة الإسلامية.

والسؤال إلى أين، في ظل رفض إيران سحب فتيل الفتنة من المنطقة؟ صديق لي متابع للأوضاع عن كثب، قال لي لن تنتهي هذه البلبلة في الشرق الأوسط إلا بانتصار عسكري لطرف على حساب آخر. ولكن معسكر الممانعة ليس لديه الكثير من الوقت، فنعمة أوباما المتساهل مع إيران لن تدوم. والوقت ليس لصالح الأسد في سوريا. فهذه الحرب تستنزف الطائفة العلوية وعديدها. أما في العراق، فاضطرت إيران للتخلي عن نوري المالكي، وانهزمت أمام ثورة السنة، الذين باتوا يطالبون بحكم ذاتي على غرار الأكراد. وفي لبنان فسخط الأهالي أمام أكفان أبنائها العائدة من حروب عبثية، سينفجر بوجه قيادة الحزب عاجلاً أم آجلاً، كما لن ينفع بعد اليوم تصوير السنة و تيار المستقبل بالمتطرفين الذين يودون القضاء على الطائفة الشيعية من أجل كسب دعمهم. تلك الكذبة لن تدوم.

أخشى ما يخشاه هذا الصديق، أن تتساقط الجبهات في سوريا أمام الثوار، وتفتح طريق لبنان وينتهي بنا المطاف أمام مشهد الجيش السوري في شوارع بيروت، على أساس أن أمن سوريا من أمن لبنان مجدداً، إلا إذا نضجت تسوية عربية فارسية لمنع هذا السيناريو، تحمي ما تبقى في المنطقة من تعايش بين أكثرية سنية غاضبة وأقليات تائهة. حينها لن يبقى لـ"حزب الله" حروب عبثية يخوضها، ولا انتصارات مجيدة أو إلهية يفتخر بها على حساب لبنان واللبنانيين.

 

أوباما وداعش وسوريا والعراق

 زيـاد مـاجد/لبنان الآن

تُظهر الضربات الجويّة الأميركية التي أمر بها باراك أوباما ضد "داعش" شمال العراق، والأسلحة المتطوّرة التي قرّر الأوروبيون تقديمها لوحدات "البشمركة" – وبعضها وصل الى أربيل فعلاً – أن لا شيء كان يحول دون ضرب النظام السوري عقب تنفيذه المجزرة الكيماوية في الغوطة الصيف الماضي، أو حتى دون قصف واشنطن "داعش" إيّاها في الرقّة ودير الزور وتسليح أوروبا للجيش السوري الحرّ أو لبعض الكتائب المتناثرة عنه. لا شيء طبعاً سوى غياب الرغبة والإرادة الأميركية والأوروبية في ذلك.

لماذا هذه الانتقائية؟ وهل من فرص لإنهاء المأساة السورية خارج تدخّل دولي في سوريا ضد النظام و"داعش" مباشرة أو على نحو غير مباشر؟

لا تبدو الإجابات واضحة أو مقنعة. ففيها خليط من التردّد ومن الخشية من "البديل" لدى الإدارات الغربية، وفيها حسابات باردة وتداعيات تجارب عراقية قديمة وليبية جديدة، وفيها حدود إسرائيل وعقبات في مجلس الأمن ورغبات تسوية مع موسكو واستنزاف لطهران وإضعاف لأنقرة وتفويض مشروط للرياض تارة وللدوحة تارة أخرى. وفيها كذلك رأي عام غربي لم يجد في فظاعات النظام الأسدي وقتله لعشرات الآلاف وتعذيبه حتى الموت لآلاف المعتقلين منهم ما يكفي ليدفع حكّامه الى التدخّل، كما لم يجد في قتل "داعش" لآلاف المسلمين السنّة السوريّين ما يهدّد أقواماً بالفناء فيحرّك الطائرات لحمايتهم.

وكلّ هذا أدّى بعد مضيّ ثلاث سنوات على المقتلة السورية الى إنقاذ النظام الأسدي المدعوم إيرانياً وروسياً (ومن قبل الميليشيات المذهبية اللبنانية والعراقية). وأدّى كذلك الى تمدّد "داعش" كالسرطان في الجسد السوري، وتنقّله مدعّماً بالموارد المالية والنفطية التي سيطر عليها في الرقة ودير الزور ومناطق عدة من الجزيرة والحسكة بين سوريا والعراق حيث منشؤه الأصلي، وحيث أتاحت له المظلومية العربية السنية نتيجة حكم المالكي وممارساته الاستئثارية من توسيع رقعة انتشاره وصولاً الى إعلان الدولة والخلافة.

البقية معروفة لجهة جرائم الداعشيين ضد المسيحيين والإيزيديين في الموصل ونينوى وسنجار وما رافقها من فظاعات مشهدية، ولو أنها جميعها لا تصل الى حدود مجزرة واحدة ارتكبوها هم أنفسهم، أو ارتكبها النظام الأسدي، في سوريا. الفارق في ردّة الفعل الغربية، الأميركية تحديداً، جاء هائلاً. وهو مع ضرورته لمنع البربرية من التقدّم أكثر يبقى انتقائياً لأسباب ليست على اختلافها أخلاقية أو حتى منطقية. فأصل البلاء موجود في سوريا وليس في مكان آخر، على عكس ما يدّعي أوباما زوراً.

و"داعش" ومشتقّاته صعدوا بقوّة نتيجة تفسّخ الأوضاع في سوريا. ونظام الأسد المسؤول الأوّل عن ذلك لا يمكن أن يكون بديل "داعش" ولا شريكاً في أي حرب ضدّه. هو مجرّد شبيه به ومنافس له متفوّق عليه في القتل. وحتى صدامات الطرفين المستجدّة (والمقبلة) في أكثر من منطقة تماس بينهما لا تعدو كونها "تنظيفاً" موضعياً يسعى إليه "داعش" ويردّ عليه النظام غاراتٍ وقصفاً عشوائياً.

السياسة "المفيدة" الوحيدة في سوريا اليوم لإعادة بعض التوازن الى المشهد المأساوي وصولاً الى فرض حلّ سياسي في المقبل من الأيام هي ضرب النظام و"داعش" مباشرة، أو من خلال تسليح من يقاتلهما ويتصدّى منذ سنةٍ لهما على جبهات مختلفة رغم ضآلة الإمكانات ومحدودية الدعم. وهذا لا يتمّ دون الإفراج عن الصواريخ المضادة للطائرات والدروع وعن عتاد حربي متطوّر يوقف الزحف السرطاني للتنظيم الظلامي، ويُسقط طائرات الموت الأسدي ودبّاباته في حلب والمليحة ودرعا وغيرها من نواحي النزيف السوري المستمرّ... غير ذلك لا شيء سينفع ولا شيء سيؤول الى التحسّن أو الاستقرار لا في سوريا ولا في العراق ولبنان.

 

الكتائب في مواجهة مأساة تهجير المسيحيين: لمقاربة واقعية تتجاوز الردود الانفعالية

روزانا بومنصف/21 آب 2014/النهار

لا تبدو مهمة البطاركة الذين توجهوا الى العراق لتقديم الدعم للمسيحيين الذين اضطهدوا وهجروا في العراق على يد تنظيم الدولة الاسلامية وحضهم على بقائهم في ارضهم وعدم مغادرتها "مهما كلف الأمر" على حد ما قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مكتملة العناصر والقدرة. نقطة ضعف قوية جداً رافقتها مع تزامن الدعوة التي وجهت الى الشباب المسيحي في لبنان من أجل الانخراط في وظائف الدولة بما تعبر هذه النقطة عن عجز الكنيسة في لبنان في اقناع الشباب المسيحي بالبقاء في البلد والمشاركة في مؤسسات الدولة وعدم الهجرة. توقيت النداء على اهميته وضرورته بدا غير موفق مع توقيت الزيارة لهذه الجهة وان كان مضمونهما واحداً. ذلك انه اذا كان لا اطمئنان محتملا في لبنان على المصير والمستقبل ولا ثقة للمسيحيين ضمناً بقدرتهم على الايمان بلبنان والثقة بوجودهم فيه على رغم عدم امكان المقارنة بين الوضع فيه وبين ما واجهه المسيحيون في العراق أخيراً وما واجهه المسيحيون في سوريا منذ 2011، فمن الصعوبة بمكان تقديم حلول للعراقيين المسيحيين قائمة على ضرورة البقاء والصمود فحسب. ذلك ان الزيارات للمخيمات التي اقيمت لهم في اربيل وأماكن اللجوء في الكنائس وتقديم المعونات المادية او سواها يمكن ان يصلح لبعض الوقت في حين ان الاضرار الجسدية والنفسية والمعنوية ستجر بذيولها لعقود مقبلة من دون مساعدة تذكر خصوصا متى نسي العالم قضية النازحين العراقيين المسيحيين او من بقي منهم خصوصاً متى غدوا قلة قليلة. والمهمة صعبة وتقارب الاستحالة في ظل عدم توقع نهوض الدولة في العراق قريباً او الدولة في سوريا أيضاً.

على رغم أهمية الخطوة التي قام بها البطاركة ان لجهة معناها في تضافر جهود الكنائس المسيحية لتقديم الدعم او مغزاها السياسي من حيث تشكيلها قوّة ضغط محتملة على القوى الاقليمية والدولية من أجل مد يد المساعدة على مختلف المستويات، فان الاهم، وبعيداً من المشاعر او العواطف او حتى المبادىء التي تفرض التشبث بالارض وعدم التخلي عنها مهما بلغت الاثمان، هو ان تتبين الكنائس المعنية ابعاد ما يجري في المنطقة. فبمقدار ما ليس مطلوبا من المسيحيين الاستسلام بسهولة أمام المخاوف والمسارعة الى الهجرة فحسب على رغم ان هناك آراء مختلفة من بينها تلك التي ترى ضرورة استيعاب المسيحيين في الغرب على قاعدة " عاجلاً ام آجلاً" كما هي حال الاستنزاف المسيحي الحاصل في لبنان، فان الافق لا يبدو مشجعاً استناداً الى خط بياني تراجعي للوجود المسيحي في المنطقة لم يستطع الكرسي الرسولي خلال عقدين على الاقل حتى الآن وقف تقدمه او معالجته. وما حصل في العراق أخيراً اعاد فتح جرح نازف أصلاً يحاول المعنيون من الفاتيكان الى كنائس المنطقة معالجته منذ زمن الحرب في لبنان على الأقل من دون نجاح كبير.

الاشكالية انه الى واجب الكنيسة ومسؤوليتها وحقها بالدور الذي تقوم به في العراق او سواه من دول المنطقة، ثمة اشكالية متعددة الوجه ينبغي أخذها في الاعتبار. من احد وجوهها انه حين تطرح فرنسا واوستراليا او سواهما من الدول الغربية استقبال عدد من اللاجئين العراقيين والسوريين المسيحيين في الغالب، فانما ذلك يترجم عدم وجود استعداد او ارادة دولية للانخراط دولياً في المنطقة من أجل الدفاع عن اقلية مسيحية مهددة ببقائها وتناقص وجودها خلال الاعوام الأخيرة. والانخراط الذي حصل حتى الآن هو لاهداف محددة نظراً الى ان امتداد تنظيم الدولة الاسلامية تخطى الحدود المتوقعة فيما يعتقد ان هذه الحدود لم يكن يفترض ان تتجاوز الى اربيل او تهدد بغداد مثلاً. كما ان هذا الانخراط في جانبه الانساني الذي تمثل في رمي المساعدات للاجئين في الجبال خشية الموت جوعاً وعطشاً من غير المحتمل ان يعيد النازحين الى ارضهم. وحين يطالب البطاركة بحماية دولية من مجلس الامن او سواه فانما يترجم ادراكاً الى ان ضمانات أقل من ذلك لن تبقي العراقيين في مناطقهم في حال كان مقرراً لهم تهجيرهم منها. ولذلك قد يتعين على الكنائس عدم الضغط من اجل البقاء "مهما كلف الأمر" لأن بيع الفتيات سبايا او تعريضهن لأنواع المذلة والاضطهاد أمر لا يمكن قبوله واعلان الرفض الكامل لهذا الواقع لا يلغيه او يخفف من وطأة المأساة. ومن هنا وجوب ان تقارب الكنيسة الشرقية المعنية أساساً بما يجري الاحتمالات التي تذهب اليها المنطقة من تقسيم محتمل وذلك من خلال اتصالات ومساع مع دول مؤثرة وتتصرف مع المخاطر الاتية بناء على ذلك وليس بناء على رد فعل انفعالي رافض فحسب. ومن هذه الزاوية بالذات قد يكون ثمة حاجة الى مقاربة واقعية ومدروسة لاستيعاب اللاجئين المسيحيين.

والاشكالية الأخرى ان الخطوة الكنسية غير مواكبة سياسيا في العراق. وكما ان خطواتها من أجل تشجيع المسيحيين على البقاء والانخراط سياسياً او في مؤسسات الدولة في لبنان لا يواكب وفق ما يفترض في الاحزاب او التيارات السياسية بما يعطي آملاً وفرصة للشباب المستقل غير الحزبي والطامح ان يبقى ويستثمر قدراته في البلد، فان التوقعات بالنسبة الى الجهود في شأن المسيحيين في العراق ستكون ضئيلة جداً.

 

أميركا بالأبيض والأسود

هشام ملحم /21 آب 2014/النهار

الشرخ العراقي كان ولا يزال من أبرز سمات المجتمع الاميركي، ويعود الى مرحلة ما قبل تأسيس الجمهورية الاميركية وهو السبب الرئيسي لأهم حدث في تاريخ الولايات المتحدة أي الحرب الاهلية التي قتل فيها أكثر من 620 الف اميركي. هذه السنة احتفل الاميركيون بالذكرى الخمسين لاقرار قانون الحقوق المدنية الذي يحرم جميع أنواع التمييز، والذي أنهى اجراءات التمييز التي كانت تحرم السود ممارسة حقهم الانتخابي في الولايات الجنوبية. الحرب الاهلية أنهت العبودية لكنها لم تحقق المساواة. وخلال مسيرتهم الطويلة حقق الاميركيون ذوو الاصل الافريقي تقدما ملحوظا في مختلف المجالات (في التعليم، والوظائف، ومعدلات الدخل) وطبعا في 2008 انتخب باراك أوباما أول أميركي افريقي الاصل رئيسا للدولة وقد عين بدوره للمرة الاولى وزيرا للعدل ذا أصل افريقي.

طوال الايام العشرة الاخيرة صعق الكثير من الاميركيين لما يجري في فيرغيسون احدى ضواحي مدينة سانت لويس في ولاية ميسوري عقب مقتل شاب أسود غير مسلح على يد شرطي أبيض. سكان البلدة بدأوا تظاهرات سلمية رافعين ايديهم وهم يرددون: "أيدينا مرفوعة لا تطلقوا النار". التظاهرات الليلية بقيت بمعظمها سلمية، وإن تخللتها في بعض الحالات أعمال نهب محدودة ورمي لزجاجات حارقة على أفراد الشرطة. لكن الامر اللافت كان في الاسلحة والعتاد والذخائر التي استخدمتها الشرطة من القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية وفي بعض الحالات الرصاص الحي، يطلقها أفراد شرطة يعتمرون الخوذ ويرتدون السترات الواقية من الرصاص ويستخدمون عربات مصفحة مزودة رشاشات ثقيلة كان يستخدمها الجيش الاميركي في أفغانستان والعراق. صور رجال الشرطة المجهزين بهذه الاسلحة الثقيلة، وهم يصوبونها الى المتظاهرين العزل، على خلفية الدخان والشرارات المتطايرة من القنابل الصوتية والدخانية، دفعت كثيرين الى التساؤل هل ما يشاهدونه يحصل في مدينة أميركية أم في بلدة في أفغانستان أو العراق؟ وأبرزت أحداث فيرغيسون ظاهرة "عسكرة" الشرطة الاميركية الجديدة نسبيا والتي تتعرض الان لانتقادات قوية سترغم الكونغرس على اعادة النظر فيها. ومرة أخرى يواجه الاميركيون بشكل مؤلم حقيقة ان الشرخ العرقي لا يزال قائما وأن الهوات بين البيض والسود في مجالات التعليم والبطالة والتوظيف ومعدلات الدخل لا تزال نافرة. أكثر من 60 في المئة من سكان فيرغيسون من أصل افريقي، لكن المسؤولين فيها هم من البيض بمن فيهم رئيس الشرطة. عدد أفراد الشرطة 53 منهم ثلاثة فقط من السود. الشرخ العرقي بدا نافرا بعد الاحداث إذ رأى 65 في المئة من السود وفقا لاستطلاع للرأي ان الشرطة تجاوزت صلاحياتها، بينما وافقهم ثلث البيض فقط.

 

ما دام عون ونصرالله يخطفان نصاب الثلثين فلا بكركي ولا الجولات ولا المبادرات تنفع..

اميل خوري/21 آب 2014/النهار

ما دام الثنائي عون – نصرالله يخطف نصاب الثلثين ليحول دون انتخاب رئيس للجمهورية إذا لم يكن مقبولا منه، وليحول دون إقرار قانون للانتخاب إذا لم يكن يضمن فوزه بالأكثرية النيابية ليصبح له الحكم في كل السلطات والمؤسسات، وليحول أيضاً دون التمديد لمجلس النواب إذا لم ينتخب عون رئيساً للجمهورية، فليكن عندئذ الفراغ الشامل في البلاد لأنه يبقى أهون شراً من وصول رئيس سواه إلى الرئاسة الأولى...

لذلك، فلا صرخات بكركي في برية هذا الثنائي تُسمع، ولا بيانات المرجعيات السياسية والدينية تقرأ، ولا مبادرات الرئيس سعد الحريري ولا مبادرة الوزير بطرس حرب ولا جولات النائب وليد جنبلاط وجولات سواه، ولا أي مبادرات جديدة تخرج لبنان من أزمته المفتعلة ما دام الثنائي عون – نصرالله يخطف نصاب الثلثين ولا أحد يستطيع خرقه سوى كلمة من إيران كتلك التي قالتها في العراق بتفاهم سعودي – أميركي، فذهبت بـ"المالكيين" إنقاذاً له من التقسيم.

والرئيس نبيه بري الذي يصر على "لبننة" الاستحقاق الرئاسي ويبذل كل الجهود لهذه الغاية لا يجد حلاً لانتخاب رئيس للجمهورية، سواء كان بالتوافق أو بتعديل الدستور، للخروج من أسر "الثلثين" الممسوك من عون ونصرالله، ولكل منهما أسبابه وأهدافه. فعون يتضامن مع نصرالله في تعطيل النصاب ما دام هو وليس سواه مرشح الحزب للرئاسة الأولى، ونصرالله يصر على أن يظل عون مرشحه الأوحد كي يستمر تعطيل النصاب تحقيقا لأمرين: إحداث فراغ شامل لا خروج منه إلا بعقد مؤتمر تأسيسي يعيد النظر في اتفاق الطائف وهو مطلب مشترك لعون ونصرالله ولإيران أيضاً تحقيقاً لعدالة أفضل ومساواة حقيقية بين الطوائف الثلاث الكبرى، أو إبقاء ورقة انتخاب رئيس للجمهورية في يد إيران للضغط والمساومة في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة الاميركية حول الملف النووي وحول دورها المعزّز لنفوذها ولحماية مصالحها في المنطقة.

وخلافا لدعوة نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم المكررة لانتخاب رئيس توافقي "وإلا فعلى قوى 14 آذار ان تنتظر طويلا اجراء هذا الانتخاب"، فإن السيد نصرالله أعاد تأكيد دعمه ترشيح العماد عون للرئاسة الاولى كمرشح أوحد "وحاجي تلفّوا وتروحوا وتجوا... الجميع يعرف مع مين لازم تحكوا لحل هذا الموضوع"... وهو يعلم أن لا أحد يستطيع أن يحكي مع عون في هذا الموضوع، وإذا وُجد من يحكي معه فلن يسمع كلامه، هذا إذا لم يتلقَّ إهانة منه.

وتمسّك نصرالله بترشيح عون ليس لإيصاله إلى قصر بعبدا، وهو يعلم ذلك، إنما ليبقى نصاب الثلثين مخطوفاً ولا أحد يضمن استمرار ذلك سوى عون بكتلته النيابية الكبيرة.

أما تشديد نصرالله في خطابه لمناسبة ذكرى حرب تموز على أولوية الإبقاء على الحكومة الحالية "لأنها بشكل أو بآخر هي المؤسسة الوحيدة العاملة بمعزل عن حجم العمل الذي تقوم به"، فإن هذا الموقف يلتقي به مع "تيار المستقبل" كون الحكومة هي خشبة الخلاص الاخيرة للبنان في هذه المرحلة الى حين انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة، وكأن نصرالله أراد في هذا الموقف تفسير الأسباب التي أدت الى تشكيل هذه الحكومة وهي أن تحل بالوكالة محل رئيس الجمهورية المخطَّط شغور منصبه، وان تبقى وحدها المؤسسة الشغالة، حتى إذا حصل فراغ في مؤسسة مجلس النواب بسبب الخلاف على التمديد او على اجراء انتخابات نيابية جديدة، فإن الحكومة وحدها تبقى خشبة الخلاص وفي استطاعة "حزب الله" التخلص منها ساعة يشاء وفرض مؤتمر يعيد النظر في اتفاق الطائف. ولكن كيف يمكن مواجهة خطر "داعش" وأخواتها مع شغور رئاسي وفراغ مجلسي محتمل ومعالجة الملفات المعيشية وتحصين الوضع الداخلي وتقليل التشنج الداخلي كما يدعو نصرالله، مع لبنان كهذا؟ وكيف لحليف نصرالله العماد عون أن يوصل رئيساً قوياً إلى قصر بعبدا إذا كان البديل منه هو الفراغ؟

لقد كرر نواب في "التيار الوطني الحر" الدعوة الى انتخاب رئيس من بين الاقطاب الموارنة الاربعة أو إجراء انتخابات نيابية ينبثق منها مجلس جديد ينتخب الرئيس القوي، لكن ما العمل اذا لم ينتخب الشريك المسلم أياً منهم؟ ألم يواجه أركان "الحلف الثلاثي" في الماضي ما يواجهه هؤلاء الاقطاب اليوم، فكان الحل بانتخاب سليمان فرنجيه رئيساً كونه من خارج هذا الحلف؟

الواقع ان لا حل لأزمة انتخاب رئيس الجمهورية إلا إذا صفت النيات وكانت الارادة الوطنية حرة وأقوى من إرادة أي خارج فيتم الانتخاب في جلسة واحدة مع تمديد تقني لأشهر معدودة للمجلس أو التوافق على انتخابه بأكثرية النصف زائداً واحداً لأن الانقسام ما بين 8 و14 آذار ليس طائفياً إنما هو سياسي ووطني.

 

لا رئيس إلا رئيس تسوية

علي حماده/21 آب 2014/النهار

استمعنا الى نداء "التيار الوطني الحر" الذي تلاه وزير الخارجية جبران باسيل معلنا فيه المقاومة ضد ما سمّاه "الداعشية العسكرية" و"الداعشية السياسية"، مساويا بين كسب في سوريا والموصل في العراق، وقصر بعبدا الرئاسي في لبنان! وقد بدا لنا ان النداء جيد من ناحية استعجاله حسم الاستحقاق الرئاسي، اما نتيجة الحسم فأمر آخر. ان استعجال اتمام الاستحقاق الرئاسي امر جيد للغاية، وخصوصا اذا ما اكتشفت الجهات المعطلة ذات يوم ان محاولة فرض مرشح بعينه بقوة التعطيل تحمل الكثير من المخاطر على الموقع نفسه، وعلى مكانة الشرائح المعنية مباشرة ببقائه رمزا للكيان بتنوعه وتوازناته. بالطبع سيكون الجنرال ميشال عون وصحبه آخر الذين سيقتنعون بأن من المهم بمكان الفصل بين الشخص وطموحاته وبين الموقع المهدد ليس في اطار تركيبة الدولة نفسها، بل في اطار التركيبة الوطنية برمتها. واذا كان عون يسم سعيه على الوصول الى الرئاسة بسمة المواجهة العالمية لدحر تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، باعتبار ان وصوله الى الرئاسة يمثل وجها من اوجه "مقاومة" "الداعشية" بكل وجوهها، فإن في الامر الكثير من المبالغة البلدية من طرف سياسي لبناني لا نقاش في صفته التمثيلية المعتبرة. ومصدر المبالغة اليوم هو هذا العقل الذي ينتج بيانا منتفخا كالبيان الذي تلاه الوزير باسيل، والذي لا يفتح أبوابا أمام إتمام الاستحقاق الرئاسي، إنما يحكم إقفالها. في اختصار، ان تعطيل الاستحقاق الرئاسي من اجل فرض الجنرال ميشال عون، لن يقربه من الموقع، ولن يحمي الواقع المسيحي في لبنان، بل على العكس تماما، لانه لن يكون في لبنان رئيس للجمهورية منتم الى محور اقليمي كبير يبدأ في طهران وينتهي في حارة حريك، مرورا بقصر المهاجرين في دمشق. والامر يتعدى "حقوقا" طائفية او جهوية، فالتوازن الوطني في الرئاسات يفترض بقوة الواقع ان يكون في مواجهة التمثيل الشيعي في مجلس النواب تمثيل سني من القياس عينه، اما رئاسة الرئاسات اي رئاسة الجمهورية، فموقع مسيحي لا يحتمل ان يكون جزءا من الاصطفاف الكبير الممتد على مساحة المنطقة. والحقيقة ان الكثيرين يخشون في حال وصول الجنرال عون الى سدة الرئاسة الاولى أن يطيح توازنات شديدة الحساسية في مرحلة تشهد فيها المنطقة عودة الى مرحلة "تفاهمات" تخفف حدة الصدام الاقليمي الكبير. ان "التفاهمات" المشار اليها وصلت الى لبنان في مطلع العام الحالي ونتج منها قيام حكومة الرئيس تمام سلام، وقد قامت على أساس المحافظة على توازنات سياسية دقيقة وحساسة، والحفاظ على استقرار امني بحدود معقولة. إن الرئيس المقبل، إما أن يأتي بتسوية وإما لن تكون رئاسة، ليس لأن رافضي عون رئيسا يعطّلون، بل لأن الأخير وحلفاءه ليسوا في موقع يمكّنهم من قلب الطاولة على الآخرين، في مرحلة تتم فيها التضحية بالمالكي في بغداد دون ان يرف جفن في طهران!

 

حين كان الرئيس اللبناني حامياً لمسيحيي الشرق

الدكتور داود الصايغ/النهار/21 آب 2014

"ألم يسبق لي أن قلت لفخامتك إن رئيس لبنان المسيحي سيلعب دور فرنسا في حماية نصارى الشرق إذا وجبت الحماية؟"

الرئيس رياض الصلح للرئيس بشارة الخوري في حديث لهما في بغداد في خريف 1947

يعود المشهد الى سبعة وستين عاماً في بغداد، في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإستقلالي الأول الشيخ بشارة الخوري للعاصمة العراقية أيام العهد الملكي. كان الزمن خريفاً والجمعية العمومية للأمم المتحدة تصدر قرار تقسيم فلسطين. وكانت تلك آخر أيام الاستقرار في الشرق.

الشرق العربي الخارج من الحرب العالمية الثانية، بدوله الحديثة الاستقلال، ملتقية في الجامعة العربية الناشئة حديثاً. إسرائيل كانت بعد حبراً على ورق، قبل أن تقوم رسمياً في أيار 1948، وتجري الحروب معها من ثمَّ، وتعقد اتفاقات الهدنة عام 1949. كان ذلك قبل أن تبدأ الأنظمة العربية بالتهاوي نتيجة لتلك الحروب، انطلاقاً من إنقلاب سوريا الأول عام 1949، ثم سقوط الملكية في مصر عام 1952، وحرب السويس عام 1956 وسقوط الملكية العراقية عام 1958، وأحداث لبنان في العام نفسه وصولاً الى حرب 1967. وتوالي الأنظمة الشمولية في سوريا والعراق.

فقد روى الشيخ بشارة الخوري في مذكراته قصة ذلك الحديث بينه وبين الرئيس رياض الصلح. لأنه جرى في اليوم الثاني للزيارة، الذي صادف أنه يوم الأحد. فقد أراد الرئيس اللبناني أن يحضر القداس في المناسبة، فطلب من مدير المراسم جورج حيمري أن يدبر اللازم في هذا السبيل، لكي يذهب الى الكنيسة "على السكت" كما كتب. لكنه فوجئ بأن مواكبة رسمية كبيرة رافقته، وحشوداً تعد بالآلاف استقبلته على مدخل كنيسة الكلدان الكاثوليك في بغداد، مع عدد كبير من الرسميين والرؤساء الروحيين والرهبان والراهبات، ومن المسيحيين الذين غصت بهم الكنيسة. وعندما عاد الرئيس الخوري الى قصر الضيافة منشرحاً الى ما شاهده، عاتبه الرئيس الصلح لأنه لم يبلغه، "فرويت له تفصيل ما جرى فظهرت الغبطة على محياه" وقال له تلك العبارة الواردة أعلاه التي وصفها الشيخ بشارة بأنها تاريخية. وأضاف: "وشكرت الله في نفسي". ما أوجع هذا الكلام اليوم! ولبنان نفسه وسط عواصف الشرق ونيرانه. وسط تغيير الجغرافيا والتاريخ. لقد ضاقت الفسحة الإنسانية الرحبة التي فتحها لبنان عند نشوئه أمام الآخرين، كل الآخرين، شرقاً وغرباً، في ذلك الأفق اللامحدود للعيش مع الآخر كائناً من كان، في تجربة سبقت الجميع. "حرية الاعتقاد مطلقة" كتب لبنان في دستوره عام 1926، فإذا بنا نرى أنه في ذلك البلد العربي بالذات، العراق، الذي وجد فيه الرئيسان الخوري والصلح ذات يوم من عام 1947 أن شيئاً من الأفق اللبناني قد امتد إليه من خلال الوجود المسيحي الحر فيه، تفرغ مناطقه ومدنه وكنائسه اليوم من المسيحيين، لا بل إن مسيحيي إحدى كبرى مدنه، الموصل، والمناطق المحيطة بها يطردون منها لسبب عقائدي معلن.

هل إنه كابوس حقيقي ينتصب اليوم في وجه لبنان؟ هل تحولت التجربة حلماً؟ هل إن لبنان خائف؟ خائف على مسيحييه أم على تجربته. ولكن هل تجربة لبنان هي ملكه وحده؟

لقد دار الزمان كثيراً منذ تلك الأيام. وعرضها ملك للتاريخ قد لا يفيد حالياً في التطلع الى المستقبل. لأن المهم، في كل مكان وزمان، في مواجهة الكوارث والتحولات، هو كيفية إبقاء النظر متوجهاً الى الأمام.

عام 1994 أصدر الباحث الفرنسي "جان - بيار فالونيه (Valogne)" كتاباً شهيراً عنونه "حياة وموت مسيحيّي الشرق". حدث ذلك قبل الثورات الأخيرة واحتلال العراق وأحداث مصر. كان، مع غيره من البحاثة الغربيين، ألقوا نظرة على الواقع كما كان وكما يتحول واستخلصوا النتائج، بأن لا مستقبل للمسيحيين في الشرق.

هنالك من رفض الكتاب وصاحبه ورؤيته، لا لموقف مسبق، ولا لعدم صحة الوقائع في بلدان تناقص فيها عدد المسيحيين بشكل ملحوظ، بل لاستحالة أن تكون العروبة محصورة بالمسلمين من جهة، ولأن هنالك واقعاً خاصاً بكل بلد. إذ أن مسيحيي سوريا نزحوا مع الملايين الذين تركوا مناطقهم أكان الى الداخل أم الى الخارج، أما مسيحيو العراق فقد بدأت محنتهم كما محنة سائر العراقيين مع حروب صدام حسين الطويلة والمضنية، إن مع إيران أو في حروب الخليج، وفي الحصار والعقوبات الغربية التي انهكت المجتمع العراقي ما بين 1991 و 2003. وبعد الاجتياح الأميركي عام 2003 وبدايات استهدافاتهم في بغداد والمدن الأخرى، تناقصت أعدادهم بشكل كبير، من غير أن يكون للأميركيين أي اهتمام خاص بذلك النزوح، والذي طاول مكونات المجتمع العراقي الأخرى.

ولكن، بالنتيجة كيف يواجه هذا الواقع؟

يجب قبل كل شيء إسقاط فكرة الحماية الخارجية، أي حماية كانت. لقد انقضى ذلك الزمن منذ وقت بعيد. فرنسا نفسها تحولت من دور لعبته في التاريخ الى مضيفة للاجئين المسيحيين القادمين من الشرق. وكان الجنرال شارل ديغول آخر المسؤولين الغربيين الذين تحسسوا موضوع مسيحيي الشرق وأدرك معنى لبنان في ذلك. فالحمايات تحولت في زمن الثنائية الدولية الى أحلاف بين الأنظمة العربية وكل من موسكو وواشنطن، لم يكن فيها حساب للمكونات البشرية، ولما صار يعرف بالأقليات، التي بدأت بالنزوح مع الأنظمة الشمولية وسياسات التأميم وكبت الحريات. وقسم غير قليل من مسيحيي مصر وسوريا جاؤوا الى لبنان في ستينات القرن الماضي، قبل أن تبدأ محنة لبنان نفسه عام 1975.

وهكذا ليست في الغرب اليوم دولة واحدة يمكنها أن تتحرك لقضايا الشرق المشتعل دفعة واحدة في كل مكان، إلا إذا كانت لها مصلحة مباشرة في ذلك. والبرهان مجازر غزة. والبرهان أهوال الحروب السورية. والبرهان تفكك العراق وحروبه الداخلية. لكن الأبواب مفتوحة للمسيحيين والتسهيلات واضحة.

إلا أن الرأي العام الغربي بدأ يتفاعل بشكل جديد. وكان لافتاً ذلك الكتاب المفتوح الذي وجهه منذ أيام رؤساء وزراء فرنسا السابقون آلان جوبيه وفرنسوا فييون وجان - بيار رافاران الى الرئيس فرنسوا هولاند، داعين إياه الى التحرك، إستناداً الى تراث خمسمائة سنة من العلاقة بين فرنسا ومسيحيي الشرق، وواضعين خطة على المستويين الأوروبي والعربي، وكذلك موقف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون المنبه للأخطار التي ستجلب "الإرهاب الى شوارع بريطانيا إذا لم تتخذ إجراءَات عاجلة لدحره" وكان مجلس الأمن قد اجتمع وأصدر قراراً ولو متأخراً.

أما الفاتيكان، فقد واجه الموضوع بحيوية بما لديه من وسائل. ولا يزال، كمرجعية دولية كبرى تحمل قضية أساسية ولها اتصالاتها ووسائلها ومساعيها اليومية.

ولكن إذا كان الغرب يبتعد عن الشرق، فهل يبتعد الشرق عن نفسه؟ عن عراقة الاختلاط في المجتمعات العربية والحضور المسيحي الذي يرقى الى الأزمنة الأولى للمسيحية. فما العمل اليوم؟

العمل الأول هو عربي – إسلامي، وهو كفيل بإنقاذ الكثير. هنالك تمرد يجب أن يحصل على محاولة فرض هذا الواقع. على غرار ما أدركته المملكة العربية السعودية عبر مبادرات الملك عبدالله قولاً وفعلاً. يبقى العرب والمسلمون الآخرون والمرجعيات الإسلامية والوسائل كثيرة. ويبقى لبنان. إذ أنه عندما قال رياض الصلح ذلك الكلام لبشارة الخوري ذات يوم من عام 1947 في بغداد، إنما المقصود منه كان لبنان وتجربته أكثر منه شخص الرئيس المسيحي. فليس الرئيس هو القادر على الحماية، بل النموذج اللبناني.

اليوم، وأكثر من أي وقت ٍ مضى، تبدو حاجة العروبة الى التجربة اللبنانية ببعدها الحقيقي. وبمبررات وجود هذا الكيان المميز في الشرق العربي. قادة العرب التاريخيون والمفكرون العرب فهموا ذلك منذ البدء. والمخلصون أيدوا لبنان وحاولوا حمايته دائماً. لا لنفسه فقط بل للحاجة إليه. إبعاد النار عن لبنان هو سعي جدي لإطفائها في الأماكن الأخرى. لبنان المصون هو صون للتجربة لا لعكسها. ليس المطلوب أن يكون لبنان ملجأ المسيحيين في الشرق، بل أن يكون الشرق برحابة تجربة لبنان

 

ذهبَ نوري فمتى يذهب بشار؟

عبدالعزيز التويجري/الحياة/21 آب/14

أخيراً، وبعد أخذ ورد وضغوط من هنا وهناك، رضخ نوري المالكي وقبِل بالتنحّي عن رئاسة الوزراء في عراق مقسّم ورازح تحت سطوة طائفية مقيتة وإرهاب دموي بشع وتناحر سياسي مدمر. ولن ينسى العراقيون، مهما بلغ ببعضهم التعصب الطائفي، ان عهد نوري المالكي كان مثل سوء عهد صدام حسين إن لم يكن أسوأ منه. فقد تبين مدى طائفية المالكي واستحواذه على السلطة وإقصائه لمخالفيه مهما كان انتماؤهم المذهبي والحزبي. فكل من اختلف معه كان مصيره إما اتهامه بمساندة الإرهاب والحكم عليه بمحاكمات هزلية مدبّرة، أو تسليط الميليشيات الطائفية التابعة له لاغتياله واغتيال أقاربه والاستيلاء على أمواله، أو إقصاؤه وعدم التفاهم معه.

إن ما جرى في العراق خلال سنوات سيطرة المالكي على كل مفاصل الدولة من تشجيع للهيمنة الطائفية ومن عمليات قتل وتهجير وقصف للمدن وتصرف بمليارات الدولارات من دون سند قانوني، ومن انصياع كامل للهيمنة الإيرانية والسماح لإيران بالتحكم في القرار السيادي العراقي والانحياز الى جانب النظام السوري الطائفي الذي يقتل شعبه ويدمر وطنه، ومن توتير للعلاقات مع دول الجوار العربية... كل ذلك كان بسبب سياسة المالكي الاستبدادية الطائفية التي أغضبت حتى المرجعيات الشيعية الكبرى مثلما أغضبت جميع القوى السياسية العراقية الوطنية. والآن وقد أُبعد المالكي كرهاً لا طوعاً وتم تعيين رئيس وزراء جديد من التحالف الوطني الذي ينتمي اليه المالكي بمباركة من المرجع الكبير آية الله السيستاني، فإن المصلحة الوطنية العراقية تتطلب نقض كل ما فعله المالكي وإعادة بناء الدولة العراقية على اساس المواطنة والشراكة بين أبناء الوطن بعيداً من الاعتبارات الطائفية والعرقية التي ثبت فشلها وتبين خللها. كما ينبغي بذل اقصى جهد لمحاربة التنظيمات الإرهابية والميليشيات وعصابات الخطف والاغتيالات مهما كان شعارها او دثارها، وإعادة السلطة الى مؤسسات الدولة وتقويتها وتوجيهها لحماية الوطن وأمنه وسلامة كيانه وكرامة مواطنيه جميعاً.

ان الترحيب الواسع الذي لقيه رئيس الوزراء الجديد السيد حيدر العبادي داخلياً وإقليمياً ودولياً يجب ان يكون بداية لعودة العراق الى اصله ومحيطه العربي، وأن يكون مشجعاً للدول العربية على توثيق علاقاتها مع الحكم الجديد ودعمه وفتح صفحة جديدة معه مبنية على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر. وإذا كانت القوى العراقية الدينية والسياسية استطاعت بدعم من المجتمع الدولي ان تتخلص من كابوس المالكي وديكتاتوريته وتعصبه، فإن الوقت حان أيضاً لتخليص الشعب السوري من ديكتاتور آخر متعصب وطائفي دمر بلاده وقتل شعبه وهجّر الملايين منه في معارك دموية بشعة دامت ثلاث سنوات ولا تزال فصولها المرعبة تتواصل. فليس هناك من مبرر إطلاقاً لاستمرار سياسة التهاون او التواطؤ مع هذا النظام التي تنتهجها الولايات المتحدة الاميركية والتي قلنا مراراً انها تخدم مصالح اسرائيل وإيران، ولا تخدم مصالح الشعب الاميركي ولا مصالح بقية دول المنطقة.

ألا يكفي قتل اكثر من ثلاثمئة الف انسان وتهجير اكثر من ثمانية ملايين سوري داخل سورية وخارجها وتدمير عشرات المدن والقرى تدميراً كلياً او جزئياً، واستخدام الاسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة، ومشاركة الميليشيات الاجنبية والتنظيمات المشبوهة في هذه الحرب ضد الانسانية؟ ألا يكفي هذا ليكون مبرراً قانونياً وإنسانياً للمجتمع الدولى ليقوم فوراً بإنقاذ الشعب السوري والمنطقة كلها من هذا الديكتاتور الدموي ومن نظامه الطائفي الفاسد؟ ان القوى التي أجبرت الديكتاتور الطائفي في العراق على التنحي، قادرة اذا صحت لديها العزيمة وصدقت الإرادة، على إجبار ديكتاتور سورية وسفّاحها على التنحي طوعاً او كرهاً، وإعطاء شعب سورية العريق حقه في الحياة الحرة الكريمة. فهل هم فاعلون؟

أكاديمي سعودي

 

"الطبقة السياسية" والنضال الوهمي

الأربعاء 20 آب 2014

بشارة شربل/ليبانون نيوز

لا يوازي تعبير "الطبقة السياسية" الذي يطلقه سياسيون وصحافيون وناشطون تنديداً بالسلطة في لبنان الا تعبير "الأنظمة العربية" الذي يتردد استجارة او تقريعاً على لسان ما يسمى الشارع العربي وعنوانه اهل غزة المعترين. والتعبيران لا يدرك المتفوهون بهما ما المعنى الذي يقصدونه باطلاقهما. فترى شركاء في السلطة في لبنان ينتقدون "الطبقة السياسية"، على غرار ما قاله الوزير سجعان قزي قبل أيام على سبيل المثال، مثلما ترى أبناء الشارع العربي ينددون بالأنظمة الواجبة التغيير. والحال أن الجميع شريك في الطبقة والأنظمة. فهذه الطبقة هي تعبير عن اكثرية اللبنانيين، وتلك الأنظمة هي تعبير عن شعوبها، وممانعو "الشارع" تحديدا هم أخلص أتباع الأنظمة التي تبيع قبضات مرفوعة وشعارات جوفاء وتحجم كلما أطلقت اسرائيل عدواناً على الفلسطينيين.

إذا استثنينا بعض النخب المستقلة في لبنان والتي لا تملك أي تأثير في موازين السياسة، فان "الطبقة السياسية" الرابضة والتي تتداخل فيها المعارضة والموالاة، هي الممثل الشرعي والحقيقي للأكثريات والأقليات الطائفية. فمن  يعترض على "الطبقة السياسية"  عليه أولاً تحديد أين يقف. هل هو مع طرف سياسي- طائفي ضد طرف آخر؟ أم هو مع طرف علماني ملتحق بهذا الفريق أو ذاك وبخياراته المحلية والاقليمية، أو هو مستقل قادم من المريخ يريد أن يشتم الجميع ويعبر عن يأسه أو آماله كالهواة على وسائل التواصل الاجتماعي؟ الطبقة السياسية في لبنان هي مجموع كل القوى التي تؤلف المشهد السياسي، حكومة ومجلساً نيابياً وأحزاباً. وهؤلاء يمثلون فعليا الأكثرية الساحقة من الناخبين. فعلى أي طبقة سياسية نعترض؟ انتهى الزمن الذي كانت فيه أقلية متنورة تناضل ضد أقلية حاكمة كنا نسميها "طغمة حاكمة". اليوم الطغمة هي الأكثريات، لذلك نسقط في الوهم إن رفعنا شعار النضال ضد "الطبقة السياسية" لأنها تمثل أكثريتنا. أبرز مثال على تهافت شعار النضال ضد "الطبقة السياسية" هو سعي "هيئة التنسيق النقابية" الى فرز نفسها ممثلا لمصالح الموظفين والفقراء من كل الطوائف والاتجاهات في مواجهة سلطة من كل الطوائف والاتجاهات. جمعت الهيئة عشرات آلاف المتظاهرين في أحد التحركات حين كانت طوائف "الطبقة السياسية" تسايرها ولا ترى مبررا لمعارضتها، لكنها في يوم "الزحف الكبير" منتصف الشهر الحالي لم تستطع ان تجمع في ساحة رياض الصلح أكثر من عشرات المتظاهرين.

حتى اشعار آخر، لا أمل في حركة نقابية مستقلة تستطيع فرض نفسها في مواجهة "الطبقة السياسية" مهما خلصت النيات وكثرت الأوهام. فالطوائف أقوى من المتنصلين منها أو الخارجين عليها. هل نعقد الأمل على تغيير داخل كل طائفة؟ أنه رهان مستقبلي، إذا تمكن اللبنانيون من ايجاد صيغة جديدة للنظام السياسي تناضل فيه كل طائفة ضد طبقتها السياسية لتكتشف لذة الوحدة الوطنية وكيفية تحقيق المكاسب للموظفين وصغار الكسبة والعمال والمزارعين.

 

الفراغ يُعبّد طريق المؤتمر التأسيسي

ربى كبّارة/المستقبل

أخيراً توافقت مكونات الحكومة بالإجماع على دعوة الهيئات الناخبة لاختيار مجلس نيابي بعد نحو ثلاثة أشهر بدون أن يعني ذلك سقوط خيار التمديد للمجلس الحالي، الممدة ولايته أصلاً، باعتباره «أبغض الحلال» الذي يفرضه معطلو الرئاسة على القوى التي تسعى لإنجاز هذا الاستحقاق الدستوري الأولوي والأهم وفي مقدمها «قوى 14 آذار» إضافة الى نواب رئيس المجلس نبيه بري ونواب كتلة وليد جنبلاط.

لكن كل هؤلاء الساعين للخلاص من الشغور الرئاسي، باعتباره مقدمة للاستحقاقات التالية، لا يأمنون عقد جلسة انتخاب، تم التوافق مسبقاً على أن يكون نصابها ثلثي أعضاء البرلمان، في غياب كتلة نواب «حزب الله» ونواب رئيس «التيار الوطني الحر» ميشال عون. ولم تؤدِ كل المحاولات حتى الآن، بما فيها جهود جنبلاط، الى تحقيق أي تقدم في مسيرة إنجاز الاستحقاق الرئاسي.

فالمعطلون يضعون، فعليّاً، الأمر ضمن إطار معادلة تعني قبضهم التام على زمام الأمور في كل مستوياتها. ويكون ذلك عبر ثلاثة احتمالات أولها إما عون رئيساً أو الفراغ، وثانيها إجراء انتخابات نيابية في موعدها تفضي الى حكومة تصريف أعمال في ظل غياب من يُجري استشارات نيابية مُلزمة لتكليف شخصية تشكيل حكومة جديدة بحيث نصبح، وفق نائب متمرس، في نظام مجلسي. ويبقى ثالث الاحتمالات المتمثلة في فراغ برلماني مع انتهاء مدة البرلمان الحالي بدون تمديدها بما يجعل المؤتمر التأسيسي فرض عين، وصولاً لتقاسم جديد للسلطة، يتم في ظل خلل واضح في التوازن لمصلحة «حزب الله» المستقوي بسلاح غير شرعي تخطى تأثيره الممجوج لبنان ليصل الى سوريا وحتى الى العراق.

وتتقاطع المؤشرات لتدلّ على أن اشتراط إنجاز الانتخابات الرئاسية وحده يحول دون تمديد ولاية البرلمان رغم الإجماع على مساوئها. وهو ما دعت اليه بوضوح كتلة «تيار المستقبل» بعد أن استبقها رئيس التيار الرئيس سعد الحريري بالكشف عن أن لا نيابة جديدة ممكنة قبل ملء الفراغ الرئاسي، ولو أن الخيار الوحيد المتاح في المواجهة هو تمديد ثانٍ للمجلس باعتباره أبغض الحلال لأن الخيار يقتصر على السيئ من الأسوأ. وفيما يبدو الفريق المسيحي بكل تلاوينه الآذارية سواء من 14 أو 8 معارضاً للتمديد لأسباب متفاوتة وتتعلق حصراً بالتنافس على الساحة المسيحية، يؤكد نائب سابق سيادي بأن الغالبية على قناعة بأنه حاصل لا محالة. فمجمل الوقائع، من أمنية الى لوجستية الى سياسية، تجعل التمديد الخيار الوحيد المتاح إلا بنظر من يسعى الى ضمان مؤتمر تأسيسي أو لمن، كـ«حزب الله» يريد الانصراف لانشغاله خارج الحدود فلم يجد من ذريعة لتعطيل الرئاسة سوى تمسكه بوصول عون وإلا فالفراغ الذي يهدد طيفه باجتياح سائر المؤسسات الدستورية.

مبدأ التمديد بات أمراً مفروغاً منه خصوصاً في ظل ما نشرته صحيفة خليجية نقلاً عن ديبلوماسي عربي من أن عون «ليس شخصية مقبولة عربياً ولا خليجياً ولا حتى دولياً». ويبقى البحث في سبل إخراج التمديد ومدته التي يرى مراقبون ضرورة ربطها بإنجاز الاستحقاق الرئاسي. ويقضي ذلك بالتوصل الى توافق الفرقاء السياسيين على أن المجلس الممدّد له، بغض النظر عن مدة التمديد، يتم حله، فور ملء الفراغ الرئاسي. ويبقى السؤال هل هذا ممكن وبناء على أي قانون طالما أن مبررات أول تمديد لولاية المجلس كانت تأمين انتخاب رئيس للجمهورية وإنجاز قانون جديد يستوفي الشروط الدستورية؟

 

علي يروّج لـ«حكومة واحدة في بلدين»

كارلا خطار/المستقبل

يجري التسويق للنظام السوري في لبنان! نعم.. على الرغم من فقدانه السيطرة على أكثر من 50% من الأراضي السورية وقتله أكثر من نصف الشعب السوري بالبراميل المتفجّرة، يسعى النظام السوري الى تسويق أجرامه في لبنان بواسطة سفيره علي عبدالكريم علي. وعلي يجول على الشخصيات الرسمية في الدولة اللبنانية منذ أكثر من أسبوعين، مجدّداً الحملات الدعائية للنظام السوري علّه ينقذه في الفترة الأخيرة، وهو على حافة الانهيار وقمّة الارتباك وأقصى الحضيض، وها هو اليوم يحاول يائساً أن يعيد أشكال الوصاية على الدولة اللبنانية، مع وزراء في الحكومة السابقة، متحدّياً رئيس الجمهورية السابق الرئيس ميشال سليمان من دون أن ينجح. علي وكأنه يصرّح على طريقة الزجل: شعبان في بلد.. بلدان في بلد.. شعب في بلدين.. حكومة واحدة في بلدين.. حكومتان في نظام واحد. هو محتار في أمره: ما هو الاحتمال الأنسب للحملة الدعائية المقبلة؟ أي شعار قادر على تعويم النظام السوري الغارق في براميل الدم؟ علي أمام موقف صعب، ليس بالسهل اختصار مرحلة من القتل والدمار والإبادة والتهجير في عنوان واحد.. وعدم انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية يجعل مهمّته أكثر هدوءاً، وزياراته أكثر نشاطاً.

ينطلق علي من تقويمه مواجهة الجيش اللبناني للجماعات الإرهابية الآتية من بلاده، فكيف لبلد أن يصدّر الإرهاب الى جيرانه بينما سفيره يؤكّد «وقوف سوريا الى جانب لبنان»؟! لعلّ السفير «الكريم» والمنفتح يواجه الإرهاب من داخل بلاده بدل إطلاق المواقف الشاعرية والأدبية التي تحتوي تفسيرات مبطّنة بالتغاضي عن أصل الإرهاب الحقيقي!

يتغنّى علي بـ«صمود الجيش في مواجهة الإرهاب الذي يتهدد البلدين والمنطقة»، وهو لم يتوقّف يوماً عن القول بأن سوريا تحارب الإرهابيين، لكنّها وبحسب الأخبار لم تتمكن من قتل إرهابي واحد منهم، فقد تمّ استجلاب الإرهابيين حتى الحدود اللبنانية لاختبار ردّة الفعل اللبنانية. لا خبز للإرهاب في لبنان، فقد بات علي على علمٍ بهذا الأمر، أما بين النظام السوري والإرهاب فخبز وملح.. ودمّ.

ولم يستعرض علي تحليلاته فحسب وإنما أرفقها بطروحاته المستنبطة من «صلب» النظام السوري علّه يجعل الجيش اللبناني مستنسخاً عن «الجيش العربي السوري»، ما لم يقدر عليه نظامه منذ عهد «الرعيل» الاحتلالي الأول. في المناسبة، طرح علي «كل الإمكانات والكفايات العسكرية والاقتصادية والأمنية والسياسية، لدحر هذا الإرهاب الذي يشكل وجهاً آخر للعدوان الإسرائيلي والأطماع الإسرائيلية في المنطقة». وما هي الإمكانيات التي بحوزة النظام السوري ولم يستخدمها بعد؟ هل هناك ما هو أكثر إجراماً من إمكانية القتل التي تحتويها البراميل المتفجّرة؟ وهل لإسرائيل وحدها أطماع في المنطقة.. لمَ لا يطرح علي نظريّاته حول أطماع النظام السوري في لبنان وما عاشه اللبنانيون من ظلم من جراء ذلك؟

يبدو بأن علي مرتاح لما يجري في بلاده، لذا فهو يحوّل اهتمامه الى لبنان.. سوريا تحت السيطرة تماماً، فما أكثر البراميل، وهي إمكانية لمن ليس له إمكانيات بتاتاً! هل يظنّ علي مثلاً بأن مثل تلك الإمكانيات قد تفيد الجيش اللبناني، أو يرضى الأخير باستخدامها؟ في الحرب أيضاً هناك محظورات، فحقوق الإنسان تقيّد الجهات المتقاتلة.. إلا في سوريا، كل شيء متاح ما دامت كل الإمكانيات متوفرّة.

علي، مع نظامه طبعاً، لا يبحث عن إمكانيات لتهدئة الأوضاع، على الرغم من فوات الأوان.. كذلك فإن علي يتخطّى حدود الكلام، كما تتخطّى طائرات نظامه حدود لبنان فتقصف الأراضي اللبنانية. الحدود مطلوبة، ليس للإقليم وحسب إنما للمتطفّلين على قضايا الغير، خصوصاً أن علي ينطلق من الأخوّة بين لبنان وسوريا، ومن أن سوريا هي الأخت البكر لينصاع لبنان الى أوامرها.. ولا شكّ بأن علي ينتظر تجاوباً رسمياً ما لعروضه، من دون أن يلقى!

وتفيض مشاعر علي: «كنتُ سعيداً لكل هذا الإحساس بالمسؤولية وللتكامل بين البلدين والشعبين والجيشين». إحساس بالمسؤولية؟ أي مسؤولية؟ مسؤولية القتل؟ ألا يجدر بعلي أن يشعر بإحساس بالذنب؟ ذنبه الشخصي أنه لم يعدْ الى سوريا ليتحمّل مع «جيشه العربي» خطورة مواجهة الإرهاب. ذنبه أنه ما زال يعيش في لبنان على أمل «التعاون بين الحكومتين والقيادتين»، من استشار علي يا تُرى للإبقاء على هذا الأمل في التعاون؟ أنظامه في سوريا حكومة وقيادة؟ وهل يملك رئيسه الوقت ليجيب على سؤال كهذا؟.. لكن لا فإن علي يعلم الجواب. أسئلته في كل الأحوال لا تكفي. عليه أن يسأل الحكومة والقيادة والشعب في لبنان.. أفلا يعلم الجواب مسبقاً؟!