المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 32 آب/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 22 و23 أب/14

جعجع لـ{الشرق الأوسط}: لست خائفا على الوجود المسيحي في الشرق/23 آب/14

من الرابية إلى بعبدا: إستئصال الدور المسيحي/اسعد بشارة/23 آب/14

لماذا هجوم الممانعة على الجيش/محمد سلام/23 آب/14

عون تبلّغ تراجع فرصته لكن رهانه مستمر إنزعاج من الراعي لسحبه ورقة القوة/روزانا بومنصف/23 آب/14

التيار الوطني الحر يملأ الوقت الضائع بطرح اقتراحات صعبة في غير وقتها/اميل خوري/23 آب/14

نداء تدعيش المسيحيين ودرس علّاوي/فارس خشّان/23 آب/14

هل من ملاذ آمن لآشوريي العراق/سليمان يوسف/23 آب/14

واشنطن: داعش أخطر مجموعة إرهابية في العالم ولا يمكن هزيمته من دون ضرب مواقعه في سورية/23 آب/14

المالكي لم يستوعب القصة بعد/عبد الرحمن الراشد/23 آب/14

كل الأحداث تؤدي إلى سوريا/طارق الحميد/23 آب/14

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/من رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل كورنثوس/الفصل الأول/من 10حتى19/خلاف بين المؤمنين

*ذكرى انتخاب بشير: رسول ال 10452 كلم مربع إلى السماء

*الياس بجاني/بالصوت فورماتMP3/ذكرى انتخاب بشير: رسول ال 10452 كلم مربع إلى السماء/22 آب/14

*الياس بجاني/بالصوت فورماتWMA/ذكرى انتخاب بشير: رسول ال 10452 كلم مربع إلى السماء/22 آب/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*رسول ال 10452 كلم مربع إلى السماء/الياس بجاني

*جراحة ناجحة لصفير لاستئصال المرارة/الراعي عاده في المستشفى وشخصيات اتصلت

*مانشيت جريدة الجمهورية السبت 23 آب 2014: الجيش بين مطرقة «داعش» وسندان بعض الداخل وتدهور علاقة الحريري-عوني

*من الرابية إلى بعبدا: إستئصال الدور المسيحي/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*قهوجي لـ"النهار": هل أرادونا أن ندمّر عرسال؟ مصير الأسرى العسكريّين في مهبّ شروط تعجيزية

*هل من ملاذ آمن لآشوريي العراق؟/سليمان يوسف/الجمهورية

*واشنطن: “داعش” أخطر مجموعة إرهابية في العالم ولا يمكن هزيمته من دون ضرب مواقعه في سورية

*كل الأحداث تؤدي إلى سوريا/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*المالكي لم يستوعب القصة بعد/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/

*جعجع لـ{الشرق الأوسط}: لست خائفا على الوجود المسيحي في الشرق

*عون تبلّغ تراجع فرصته لكن رهانه مستمر إنزعاج من الراعي لسحبه "ورقة القوة"/روزانا بومنصف/النهار

*التيار الوطني الحر" يملأ الوقت الضائع بطرح اقتراحات "صعبة" في غير وقتها/اميل خوري/النهار/

*كتاب مفتوح من قباني إلى سلام حول المخالفات في مشروع سد جنة

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 22/8/2014

*سلام سلم سفراء رسائل الى الملوك والرؤساء العرب لتقاسم أعباء العجز المقدر ب280 مليون دولار لتغطية نفقات اعادة اعمار نهر البارد

*سلام تبلغ من هيئة علماء المسلمين تعليق وساطتها مبدئيا إفساحا في المجال أمام أطراف أخرى

*الراعي استقبل مقبل وزعيتر والحريري وأمين الجميل أكد أن ما يحصل خيانة لموقع الرئاسة ودور المسيحيين ومصداقية لبنان

*الرئيس الجميل: إقتراح عون يدمّر لبنان والمسيحيين فيه ويخون موقع الرئاسة

*النائب فادي كرم: تكتل الاصلاح والتغيير يضخم الخطر ويعرقل كل حل لا ينسجم مع اجندة المحور المنتمي اليه

*قهوجي استقبل قائد اليونيفيل وزود الضباط الكبار بالتوجيهات اللازمة للمرحلة المقبلة

*الأحرار: الاستحقاق الرئاسي أولوية مطلقة بعيدا عن الطروحات الإلهائية

*كنعان: انتخاب رئيس من الشعب لا يحول النظام البرلماني إلى رئاسي

*النابلسي :المقاومة خيارنا الى الابد

*الافراج عن المخطوف ماجد القاضي

*لماذا هجوم الممانعة على الجيش؟/محمد سلام

*من تكفير كل من يسأل الجيش سؤالا عن إجراءاته الى طلب محاكمته قيادته!

*نداء "تدعيش" المسيحيين ودرس علّاوي/فارس خشّان/يقال نت

*البابا فرنسيس اتصل هاتفيا بعائلة فولي معزيا

*اعدام 18 رجلا متهمين بالعمالة لاسرائيل في قطاع غزة

*الامم المتحدة نددت بحالة الشلل الدولي حيال النزاع في سوريا

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/من رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل كورنثوس/الفصل الأول/من 10حتى19/خلاف بين المؤمنين

ولكنني أطلب إليكم أيها الإخوة، باسم ربنا يسوع المسيح، أن تقولوا جميعكم قولا واحدا، ولا يكون بينكم انشقاقات، بل كونوا كاملين في فكر واحد ورأي واحد لأني أخبرت عنكم يا إخوتي من أهل خلوي أن بينكم خصومات فأنا أعني هذا: أن كل واحد منكم يقول: أنا لبولس، وأنا لأبلوس، وأنا لصفا، وأنا للمسيح هل انقسم المسيح؟ ألعل بولس صلب لأجلكم، أم باسم بولس اعتمدتم أشكر الله أني لم أعمد أحدا منكم إلا كريسبس وغايس حتى لا يقول أحد إني عمدت باسمي وعمدت أيضا بيت استفانوس. عدا ذلك لست أعلم هل عمدت أحدا آخر  لأن المسيح لم يرسلني لأعمد بل لأبشر، لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح  فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله لأنه مكتوب: سأبيد حكمة الحكماء، وأرفض فهم الفهماء".

 

 

ذكرى انتخاب بشير: رسول ال 10452 كلم مربع إلى السماء
الياس بجاني/بالصوت فورماتMP3/ذكرى انتخاب بشير: رسول ال 10452 كلم مربع إلى السماء/22 آب/14

الياس بجاني/بالصوت فورماتWMA/ذكرى انتخاب بشير: رسول ال 10452 كلم مربع إلى السماء/22 آب/14
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

 

رسول ال 10452 كلم مربع إلى السماء

الياس بجاني

يوم عيد الصليب المقدس في 13 أيلول من سنة 1982 كان يوماً مأساوياً لن ينساه لبنان ولن يغيب عن ضمير ووجدان اللبنانيين المؤمنين بالهوية المميزة وبعقيدة ال 10452 كلم مربعاً. لقد أصبحت ذكرى ذلك اليوم محطة بارزة في تاريخ المقاومة اللبنانية التي ما زال مشعلها وهاجاً يحمله بعناد البشيريون بإيمان لا يتزحزح وعزيمة صلبة كعزيمة القديسين. في ذلك اليوم امتدت يد الغدر الحاقدة وقتلت بشير الجسد، إلا أنها فشلت في قتل بشير القضية والطموح والوطنية والطموح والفكر وروح المقاومة.

في ذلك اليوم ارتفع صليب لبنان إلى السماء وعليه شهيد لبنان الرئيس الشيخ بشير الجميل محاطاً برفاق دبه البررة الثلاثة والعشرين الذين رافقوه في رحلة حياته الأرضية التي وهبها للبنان ولقضيته المقدسة، وكان لهم أن يرافقوه أيضاً في رحلة العودة إلى جنة الخلد حيث البررة والقديسين.

ارتفع البشير على صليب لبنان بعد أن روى ورفاقه بدمائهم الذكية والطاهرة تربة وطن الأرز المباركة.

ارتفع شهيد ال 10452 كيلو متر مربعاً وهو محاطاً برفاق دربه الشهداء ليواجه معهم وجه ربه بضمير مرتاح وزوادة إيمانية كبيرة وطهارة مقدسة.

ارتفع إلى السماء بعد أن أدى رسالته الأرضية، وبعد أن صاغ أطر واضحة للقضية اللبنانية، وزرع في نفوس اللبنانيين روح المقاومة والفداء، وغرس في وجدانهم الإيمان بحتمية انتصار وطن الرسالة الذي أجرى فيه السيد المسيح أول عجائبه، والذي باركته السيدة العذراء وجعلت منه محجة للمؤمنين.

لقد أراد الله سبحانه تعالى أن يميز البشير في مماته كما ميزه فيما وهبه من وزنات وإيمان فرفعه إلى جنة خلده في يوم عيد ارتفاع الصليب الذي ارتضى أن يسمر عليه ابنه الحبيب فداءً للإنسان الذي خلقه على صورته ومثاله، ومن أجل أن يعتقه من عبودية الخطيئة الأصلية.

قال الرسول بولس الرسول" :إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، أما عندنا نحن معشر المؤمنين فهي قوة الله".

البشير احتضن الصليب وجعله نبراساً وطريقاً ونهجاً وشعاراً في نشر رسالته اللبنانية، رسالة التعايش والمحبة والأخوة والوفاء والحضارة والثقافة والعزة والكرامة.

ارتفع البشير إلى السماء تاركاً قيمه وتعاليمه وروحه وحبه للوطن في نفوس وضمائر شعبه الذي أحب وقدم نفسه قرباناً من أجل خلاصه وحريته، ومن كان الصليب حاميه لن تغلبه الأبالسة ولن تدنس قداسته حقارة وهرطقات الفريسيين والكتبة ومن هم على شاكلتهم ومثالهم. وكما أن السيد المسيح قهر الموت وكسر شوكته وقام من القبر في اليوم الثالث، فإن رسالة البشير الوطنية والإيمانية باقية حتى يوم القيامة والحساب وهي التي ستقيم لبنان عاجلاً أو أجلاً من قبر التبعية والارتهان والخنوع والأنانية والاحتلال.

لبنان البشير لن يموت لأنه حيّ في نضال ومقاومة وعنفوان كل لبناني يؤمن قولاً وفعلاً بحلم البشير، حلم القضية، ويريد أن يعيش مرفوع الرأس بكرامة وعنفوان في وطن حر وسيد ومستقل وديموقراطي، وطن تظلله العدالة والمساواة والعيش الكريم. وطن محرر من الجيوش الغريبة ومن المرتزقة والطرواديين والملجميين، وطن يحكمه أهله وتُحترم فيه حقوق إنسانه ويصون كرامته.

لقد ناضل البشير ليعيد إلى الأرض اللبنانية وحدتها، وإلى وطن الأرز سيادته، وإلى اللبناني حريته وكرامته، وإلى الدولة هيبتها، وإلى المؤسسات فاعليتها، وهو القائل بصوت عال: "نريد أن نعيش مرفوعي الرأس، وما يجب تغييره هو الذهنية وتجديد الإنسان لتجديد لبنان"، وكما قال النبي ملاخي في الكتاب المقدس فالبشير، "كانت شريعة الحق دائماً في فمه".

اليوم ونحن نتذكر يوم انتُخب بشير رئيساً للجمهورية اللبنانية بفخر وعنفوان نؤكد على خلفية إيمانية راسخة وصلبة أن حلم البشير حي ولن يموت لأنه متجسد بقوة في همم شباب لبنان السياديين والشرفاء الذين أخذوا على عاتقهم حمل مشعل الحريات والكرامة والتحرير والتحرر والسيادة والاستقلال بنمط سلمي وحضاري سوف يتوج بإذن الله بتحرير لبنان واستعادة استقلاله وحريته.

بشير القضية حي ولن يموت ومن كان الله نصيره الله فلا غالب له.

 

جراحة ناجحة لصفير لاستئصال المرارة الراعي عاده في المستشفى وشخصيات اتصلت

النهار/23 آب 2014

خضع البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير لجراحة في "مستشفى سيدة المعونات الجامعي" في جبيل، استئصلت خلالها المرارة ولحمية في المصران الغليظ، وهو في حال جيدة، وينتظر أن يبقى يوماً في غرفة المراقبة قبل نقله إلى غرفة عادية في المستشفى.

وأجرى الجراحة النائب الدكتور وليد خوري، وحضر لبعض الوقت الدكتور كارلوس سعادة، والدكتور شربل يزبك وطبيب البنج والإنعاش الدكتور سمير طراف. وأجريت الجراحة في حضور طبيبه الخاص الدكتور الياس صفير الذي رافقه إلى المستشفى، وأوضح لـ"النهار" أن الأطباء أبدوا دهشتهم لنظافة دمه وقوة بنيته وعدم تعرضه لأي نزف من اللحمية التي استؤصلت من مصرانه الغليظ.

وعاده مساء البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي واطمأن إلى صحته وهنأه بنجاح الجراحة.

واتصل بالمستشفى للاطمئنان الرئيسان ميشال سليمان وأمين الجميل، وشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن ووزير العمل سجعان قزي ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، ومطارنة ورؤساء عامون ورئيسات عامات، متمنين له الشفاء العاجل.

 

مانشيت جريدة الجمهورية السبت 23 آب 2014: الجيش بين مطرقة «داعش» وسندان بعض الداخل وتدهور علاقة الحريري-عوني

تعرّض الجيش اللبناني لحملة سياسية مغرضة تثير التساؤلات في توقيتها وظروفها وأسبابها وأهدافها، وتأتي في خضمّ مرحلة محفوفة بالأخطار، بفعل الحروب الدائرة في الجوار اللبناني من غزّة إلى سوريا والعراق، كما تأتي في ظلّ فراغٍ رئاسيّ مديد، وخلافٍ حول إجراء الانتخابات أو التمديد، وتتزامن مع الدعم الدولي والعربي، المادي والمعنوي، الذي حظيَ به الجيش بعد معركة عرسال التي حقّق فيها أهدافاً استراتيجية للبنان. واللافت في هذه الحملة أنّ أصحابها يُخوّنون كلّ مَن يتعرّض للجيش، فيما يجيزون لأنفسِهم شنَّ حملة غير مسبوقة في لبنان على المؤسّسة العسكرية.

العماد قهوجي متحدثاً أمام مديري الأجهزة وقادة المناطق والوحدات الكبرى والأفواج المستقلة

أثارت الحملة على الجيش جملةً من التساؤلات، ومن أبرزها الآتي: هل كان المطلوب من الجيش أن يتمرّد على السلطة السياسية التي يخضع لأوامرها؟ وهل وقفُ المعركة قرارٌ سياسيّ أم عسكري؟

وهل المطلوب الاستمرار في هذه المعركة التي كلّ التقديرات العسكرية أكّدت أنّه يستحيل حسمها في مدّة قصيرة ومحدّدة، ما يعني الدخولَ في عملية استنزاف طويلة بكلفة عالية على الجيش ولبنان، فضلاً عن شلّ البلد وعودة التوترات الأمنية المناطقية؟

وهل الحكمة تكون في نقل المعركة السوريّة إلى لبنان أم بوقفِها ومَنع تمدّدها؟ وهل الحملة على الجيش سببُها نجاحُه في دحر الإرهابيين عن عرسال ومنعُه انزلاقَ لبنان إلى الحرب؟ وهل بهذه الطريقة يكافَأ الجيش، لأنّه أسقط مخطّط توريط لبنان؟

وهل الدعم الغربي والعربي للجيش أثار حفيظة من لا يريد لهذه المؤسسة أن تكون الضمانة لحماية لبنان واللبنانيين؟ وما سرّ الحملة المتأخّرة وبمفعول رجعي بعد أكثر من أسبوعين على انتهاء معارك عرسال؟ وهل مِن ترابط بين الهبة المالية الضخمة للجيش والحملة عليه؟ وهل هناك مَن يريد تذكيرَه بقواعد اللعبة المعمول بها بعيداً من الهبات والمساعدات والمواقف الداعمة؟ وهل مَن يخشى مِن تعزيز هذه المؤسسة وتقويتها؟

وفي السياق نفسه أيضاً: أين المصلحة الوطنية في ضرب صورة المؤسسة العسكرية وهيبتها؟ ومَن له الحقّ أصلاً بالمزايدة على الجيش في قضية عناصره وعناصر قوى الأمن الذين تمّ أسرُهم في هذه المعركة؟ وهل حقنُ الدماء جريمة، أم الجريمة تكون في إدخال الجيش ولبنان في حرب مفتوحة تؤدّي إلى سورَنةِ وعرقنة لبنان؟

وفي الوقت الذي رفضَت فيه مصادر عسكرية الرّد على الحملة المبرمجة، قالت مصادر قريبة من المؤسسة العسكرية لـ«الجمهورية»: «الجيش ألحقَ هزيمةً نكراء بالإرهابيين، وهذه الهزيمة وحدها التي دفعتهم إلى الخروج من عرسال والعودة من حيث أتوا، ولكن، ويا للأسف، بعدما تمكّن الجيش من دحر الإرهابيين، جاء مَن يريد ذبحَه في الداخل».

قهوجي

وفي مجال آخر متّصل، عقدَ قائد الجيش العماد جان قهوجي اجتماعاً في اليرزة قبل ظهر أمس، ضمّ إلى جانب رئيس الأركان ونوّابه، مديري الأجهزة وقادة المناطق والوحدات الكبرى والأفواج المستقلة. وقد عرَض قهوجي أمام الضبّاط لأوضاع المؤسسة العسكرية، ومهمّاتها في ضوء التطوّرات الراهنة، حيث زوّدهم بالتوجيهات اللازمة للمرحلة المقبلة.

هيئة العلماء المسلمين

وربطاً بأحداث عرسال استقبلَ رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام أمس وفداً من هيئة العلماء المسلمين التي أعلنت بعد اللقاء «تعليق وساطتها مبدئياً لحين إنضاج ظروف أفضل وإفساحاً في المجال لأطراف أخرى قد يكون لها قدرة أكبر على تسوية هذا الملف»، وأعلنَت عن وضع إمكاناتها بتصرّف رئيس الحكومة ومجلس الوزراء وقيادة الجيش لتلبية أيّ واجب وطنيّ وإنساني تجاه لبنان واللبنانيين».

ولكن ما لم تقله الهيئة من السراي أفصحَت عنه في مواقف إعلامية لجهة أنّه «ليس المطروح مبادلة العسكريين بسجَناء رومية، بل بمطلق أيّ موقوف موضوع في خانة المظلومين». وهو أمرٌ قادَ ــ حسب مصادر واسعة الاطّلاع ــ إلى التحذير عبر «الجمهورية» من أن يكون هذا الحديث تعبيراً عن «مطالب الهيئة وليس مطالب الخاطفين» الذين لم يعلنوا بعد رسمياً عن مطالبهم، فضلاً عن أنّه قد يتحوّل «كلّ سجناء رومية إلى مظلومين».

لا مقايضة

تزامُناً، كشفَت مصادر واسعة الاطّلاع لـ«الجمهورية» أنّ سلام كان واضحاً مع الوفد عندما جدّد التأكيد على أنّ الحكومة لا يمكنها الدخول في «مقايضة» مع الخاطفين يمكن أن تنعكس بشكل من الأشكال على وضع المؤسّسة العسكرية والأجهزة الأمنية والقضاء. كما حذّر من مشاريع تستدرجه إلى نوع من الابتزاز المرفوض بكلّ المعايير.

وقالت هذه المصادر إنّ سلام استمزجَ آراء وزراء عدّة قبل اللقاء، وتحديداً في ما يمكن اتّخاذه من خطوات، وقد تلقّى إجماعاً وزارياً للتشدّد في التعاطي مع المجموعة الإرهابية وعدم الإنجرار وراء أيّ مشروع يؤدّي إلى استغلال القضية للمسّ بمعنويات المؤسسة العسكرية، وهو ما ارتاح إليه رئيس الحكومة وما دفعه الى التشدّد مع الوفد رغم الغموض الذي ما زال يلفّ حجم مطالب الخاطفين التي تتبدّل من وقت لآخر.

رسائل إلى الملوك والرؤساء العرب

وفي سياق آخر سلّم سلام في السراي أمس سفراءَ الدول العربية المعتمدين رسالةً إلى الملوك والرؤساء والأمراء العرب، تتناول «تنفيذَ الوعود التي سبقَ للدول العربية أن قطعتها لدعم مشروع استكمال إعمار مخيّم نهر البارد، خصوصاً أنّ عدم توفير المبالغ المقرّرة، لتمويل الأعمال المتبقية والمطلوبة لإنجاز مشروع الإعمار، باتت تهدّد استمرار المشروع، ووقف أعمال البناء مع بداية العام 2015».

ودعت الرسالة «الأشقّاء العرب لتقاسم هذه الأعباء وتغطية العجز الذي يقارب 280 مليون دولار، وذلك بهدف إعادة النازحين الى أماكن إقامتهم، وتجنّباً للآثار الاجتماعية والإفرازات الأمنية الخطيرة التي قد تنتج من توقّف هذا المشروع الحيوي، وما يتسبّب به من تشريد عشرات ألوف الفلسطينيين ومن تهديدٍ للسلم الأهلي في لبنان وزعزعةٍ للاستقرار الأمني والاجتماعي في المخيّمات الفلسطيينة. في ظلّ ظروف أقلّ ما يقال فيها إنّها تتدحرج ككرة النار وتضع لبنان في دائرة الخطر المحدِق وفي قلب العاصفة».

مدمّرة للمسيحيين

واعتبرَ رئيس حزب «الكتائب اللبنانيّة» الرئيس أمين الجميّل، بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، أنّ نتائج إقرار اقتراح انتخاب رئيس الجمهوريّة من قِبل الشعب «قد تكون مدمّرة للبنان وللمسيحيين اليوم».

وقالت مصادر واكبَت اللقاء بين الرجلين إنّ الجميّل كان قد رغبَ بلقاء الراعي من قَبل، لكنّه كان ينتظر وجودَه في بكركي للقيام بهذه الزيارة التي شكّلت مناسبة للتشاور في ما آلت اليه حركة الإتصالات التي قام بها مع القادة الموارنة الثلاثة الذين شكّلوا لقاءَ بكركي، فضلاً عن حصيلة المشاورات التي أجراها في الأسابيع الماضية مع سائر القيادات السياسية في البلاد.

وقالت المصادر لـ«الجمهورية» إنّ الجميّل كان واضحاً عندما حضّ الراعي على القيام بأيّة مبادرة لكسرِ الإصطفاف القائم على مستوى الترشيحات لرئاسة الجمهورية، وكشفَت أنّه دان أسلوب التعطيل المدمّر في حال استمراره وفق المعادلة السلبية التي ستؤدّي حتماً إلى ضياع الإستحقاق وبقاء الشغور قائماً مع ما له من انعكاسات سلبية على مختلف المستويات والمؤسسات الدستورية في البلاد، عدا عن المَسّ القائم بموقع رئاسة الجمهورية، ودعا إلى توفير النصاب، وليفُز من يفوز بالأكثرية المطلوبة.

وختمَت المصادر بأنّه سيكون للجميّل المزيد من اللقاءات في الأيام المقبلة، والتي سيُكشف عنها في حينه، وقد صارَح الراعي بها فشجَّعه على المضيّ فيها الى النهاية.

«القوات» ترد

وفي أعنف ردٍّ من «القوات اللبنانية» على الخطاب الذي تلاه وزير الخارجية جبران باسيل بإسم تكتّل «التغيير والإصلاح»، أكّد النائب فادي كرم في مؤتمر صحافي عقده في معراب أمس، في إشارة إلى أنّه يعبّر عن موقف قيادة القوات رسمياً، أنّ «التكتّل الذي يتباكى على الوجود المسيحي، قد نسيَ أو تناسى، أنّه هو و«داعش» وجهان لعملةٍ واحدة»، لافتاً إلى أنّ «داعش تُفرّغ الموصل من الوجود المادّي للمسيحيين، أمّا «التغيير والإصلاح» فيُفرّغ الجمهورية اللبنانية من الوجود السياسي للمسيحيين».

وأوضحَ كرم أنّ «داعش تقتل وترتكب وتُرهب المسيحيين وغير المسيحيين، أمّا قوى «8 آذار» التي ينتمي إليها تكتّل «التغيير والإصلاح»، فتتمنّع عن تسليم المتّهمين باغتيال القيادات المسيحية وغير المسيحية، وتتستّر عمّن فجّر عشرات الحقائب في شوارع المناطق المسيحية وأزقّتها طيلة العام 2005 وحتى العام 2007».

ورأى أنّ «داعش تقضي على المعتدلين من مختلف الأطراف، فيما جعلت قوى «8 آذار» شغلها الشاغل إقصاءَ وتكفيرَ وترهيبَ قوى الاعتدال في لبنان، من اغتيال الرئيس رفيق الحريري وصولاً إلى 7 أيار، ومن إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري وصولاً إلى محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع واغتيال اللواء وسام الحسن والوزير محمد شطح، مروراً بقصّة «وان واي تيكيت» الشهيرة».

تعديل الدستور

وقد تواصلت أمس الردود على مبادرة رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون الرامية إلى انتخاب رئيس من الشعب، حيث وضعت هذه الخطوة في سياق حرفِ الأنظار عن تعطيله النصابَ لانتخاب الرئيس، ونقل النقاش إلى مكان آخر، غير أنّها أثارت في المقابل مخاوفَ جدّية من أن تفتح باب التعديل الدستوري لدى الفريق الذي يتحيّن الفرصة لإعادة النظر بالمناصفة، والمطالبة بالمثالثة تجسيداً للواقع الديموغرافي، وغيرها من التعديلات التي تضرب جوهرَ ميثاق التعايش، والتي لا تتوافق مع مصلحة المسيحيين في هذه المرحلة الدقيقة التي يجتازونها على مستوى المنطقة، حيث إنّ مصلحتهم تكمن في التمسّك باتفاق الطائف الذي يشكّل الضمانة الأساسية لشراكتهم الوطنية ودورهم السياسي، كما الضمانة الفعلية لقيام الدولة وانتظام مؤسساتها.

ومن الواضح أن المواقف التي أطلقها تكتل «الإصلاح والتغيير» بعد اجتماعه الأسبوعي، فضلا عن اقتراحه انتخاب رئيس من الشعب، أدت إلى تدهور العلاقة بين الرئيس سعد الحريري وعون، وأعادتها إلى الصفر.

فتفت

وتزامُناً، اعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت أنّ اقتراح تكتّل «التغيير والإصلاح» غير جدّي وغير مقبول بالظرف الحالي، وهو تعديل دستوري جذري، ويطرح لمؤتمر تأسيسي جديد، ويخلق تمييزاً بين المواطنين». ولفتَ فتفت إلى أنّ الجميع أمام مسؤوليات دستورية، وأنّ تيار «المستقبل» مع التمديد للمجلس النيابي في حال لم تحصل انتخابات الرئاسة».

كنعان

وأمّا عضو تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ابراهيم كنعان فاعتبر أنّ «انتخاب رئيس من الشعب لا يؤدّي إلى تحويل النظام البرلماني إلى نظام رئاسي، لأنّ هذا الأمر يتطلب تعديلات دستورية»، وأشار إلى أنّ رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي يحترم إرادة الجميع، ونحن منفتحون للتنسيق مع الجميع، سواءٌ أكانوا حلفاءَ أم خصوماً»، وأكّد أنّ «هذا الاقتراح ليس اقتراحاً فئوياً بل إنّه اقتراحٌ وطنيّ».

 

من الرابية إلى بعبدا: إستئصال الدور المسيحي

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية السبت 23 آب 2014

تجاوُزاً لما كتَبه نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، ولِما قرأه وزير الخارجية جبران باسيل بالنيابة عن العماد ميشال عون، في شأن مواجهة المسيحيّين لـ»داعشية» تُهدّد باستئصالهم، لا بدّ من التذكير بحدثٍ يتكرَّر منذ العام 1988، عنوانُه الوحيد: «إستئصال الدور المسيحي واختزاله بطموح فردي».

ما يقوم به عون اليوم بات يشبه خاتمة هزائم المسيحيين

الاستحقاق الرئاسيالجميّل: نتيجة انتخاب الشعب للرئيس قد تكون "مُدمرة"ماذا كان ليقول بشير في 23 آب 2014؟طورسركسيان: عون سيأتي بنفسه الى سدة الرئاسةالمزيدهذا الاختزال لبِسَ حيناً لبوسَ السيادة والاستقلال واللاطائفيّة، وتحوَّل أحياناً منذ العام 2005 حالاً أقلّوية مستتبعة للنظام السوري، لكنّه كان دائماً مجرّد طموح شخصيّ عابر لأيّ التزام بثوابت مسيحيّة أو وطنية، فالعين دائماً على قصر بعبدا، ومنه تنطلق السياسات وإليه تعود.

في هذا البيان المكتوب، كلمة سحرية هي قصر بعبدا. قبل العام 1988 خاضَ عون من أجل هذا القصر كلَّ أنواع التفاوض مع النظام السوري، ولو كان الفرزلي قد وُلد سياسياً آنذاك، لكان هو أو من يُشبّهه، عرّاب التواصل العوني مع نظام الأسد.

لكنّ المصادفة شاءت أن يكلّف قائد الجيش العماد ميشال عون في منتصف الثمانينات أشخاصاً كمحسن دلول، وفايز القزي (الذي أرّخ بأمانة لكلّ جولات التفاوض هذه). وكان رجل الأعمال رفيق الحريري أحد الذين سمعوا من الرئيس السوري الأب حافظ الأسد، عبارات التأييد لانتخاب عون رئيساً عام 1988.

بعد الفراغ الدستوري الأوّل في العام 1988، وتمترس عون في بعبدا رافضاً انتخاب رئيس جديد للجمهورية، متسلّحاً برفض اتّفاق الطائف، وبعد حربَين مدمِّرتين لم تُبقيا للمسيحيين أيّ أمل في صوغ توازن داخلي ودور إقليمي، ها هي البروفة العونية تتجدَّد اليوم، بتكرار السيناريو نفسه: إمّا انتخاب عون رئيساً، أو الاستمرار في الفراغ، وفي التعبئة الطائفية تحت عنوان «أنّ الوجود المسيحي سيتهدَّد إذا لم يصل إلى بعبدا»، ولا بأس في سياق هذه الرحلة الخطرة، من وضع المسيحيين في مواجهة المسلمين، والعَزف على وتر الخوف الوجودي من الموصل إلى بعبدا، بحسب أدبيّات الفرزلي.

فمن الرهان على التفاهم مع الأسد الأب، إلى شنِّ «حرب التحرير»، والحرب مع «القوات اللبنانية»، إلى النفي فالعودة متحالفاً مع الأسد الابن، ومن شنّ حملة على الطائفة السنّية منذ العام 2005، والعودة إلى مغازلة الرئيس سعد الحريري قبل أشهر من استحقاق انتخابات الرئاسة، ومن استهداف البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، إلى الترحيب بانتخاب البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ومن ثمّ الانقلاب على كلّ الوعود التي أعطِيت في بكركي لتأمين النصاب، مسارٌ وضعَ الدور المسيحي في خانة الرهينة الدائمة، وكرَّس أكبر استئصال للدور المسيحي. فلا السُنّة ولا الشيعة هم مسؤولون اليوم عملياً عن تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، في ظلّ إصرار عون على معادلة «أنا أو لا أحد».

يرى مُطّلعون أنّ ما يقوم به عون اليوم بات يشبه «خاتمة هزائم المسيحيين». الحملات على بكركي والهجوم على قيادة الجيش وتحميلها مسؤولية ما حصل في عرسال، والمجاهرة بخطاب طائفي لا يُوظَّف إلّا في خانة تحالف الأقلّيات، كلّها أوراق يحاول عون استعمالها لاستباق أيّ تسوية رئاسية حتى قبل أن تولد، عبر ربط مصلحة المسيحيّين ووجودهم ودورهم بالوصول إلى بعبدا.

من الرابية (حيث أقام عون في الثمانينات وحيث يقيم اليوم) إلى بعبدا مسلسلٌ واحد لا يبدو أنّ فصوله ستنتهي، إلّا بمزيد من الخسائر والرهانات المكلفة، التي تزيد من خطورتها الأحداثُ في المنطقة. أمّا في لبنان فسيؤدّي التعطيل في انتخابات الرئاسة إلى سيناريو التمديد للمجلس النيابي تفادياً للفوضى الكاملة، وسيَبقى الموقع المسيحي شاغراً في انتظار أن تقتنع الرابية بأنّها لا تملك حقّ «الملكية الحصرية» لبعبدا.

 

قهوجي لـ"النهار": هل أرادونا أن ندمّر عرسال؟ مصير الأسرى العسكريّين في مهبّ شروط تعجيزية

النهار/23 آب/14

تقدمت قضية الاسرى العسكريين لدى تنظيمي "جبهة النصرة " و"داعش" خلال مواجهة عرسال الى الواجهة امس مع اعلان الجهة الوسيطة في هذه القضية "هيئة علماء المسلمين" تعليق وساطتها "الى حين انضاج ظروف افضل وافساحا في المجال لأطراف آخرين قد يكون لهم قدرة اكبر على تسوية هذا الملف". وما لم تعلنه الهيئة من اسباب واضحة لتعليقها وساطتها برز في معلومات مؤكدة توافرت لـ"النهار" عن تزايد الشروط المتصلبة لخاطفي العسكريين الذين يطالبون باطلاق عشرة موقوفين في سجن رومية في مقابل كل اسير عسكري . لكن ثمة لائحة محددة بأسماء نحو 32 سجينا في رومية ارسلت الى قيادة الجيش وهي تتضمن، كما علمت "النهار"، اسماء سجناء من جنسيات عربية مختلفة الى اسماء سجناء لبنانيين، بينها اسماء موقوفين في عمليات تفجير ارهابية، الى زعيم التنظيمات الارهابية عماد جمعة الذي تسبب توقيفه بالهجوم الاصولي المسلح على عرسال في 2 آب واشعل المواجهة .

وسط هذه التطورات كان لـ"النهار" لقاء مع قائد الجيش العماد جان قهوجي امس سألته خلاله عن التداعيات المتواصلة لمواجهة عرسال وما اثير حول ملابسات اكتنفتها أكان على الصعيد العسكري ام على الصعيد السياسي وطاولته شخصيا في جوانب منها . وقال العماد قهوجي ردا على ذلك: "ان الهجمة كبيرة علي شخصيا علما انني قلت واكرر انني لا ارضى بنقطة دم واحدة لعسكري او مدني توصلني الى الرئاسة اذا كان لدي حظ بالرئاسة . اصلا نبهت الى مشكلة عرسال مرات عدة قبل المواجهة التي شكلت مطحنة حقيقية وكبيرة وعمدنا الى زيادة ثلاث كتائب ثم ارسلنا اللواء الثاني ومن بعده الفوج المجوقل . وما حصل ان السبت في 2 آب جرى توقيف شخص على حاجز عسكري كان معه اثنان آخران وتبين انه عماد جمعة الذي اعترف في التحقيقات الموثقة معه باعداده للمخطط تفصيليا ". واضاف: "حضرت الى غرفة العمليات وبدأت الافادات تتواتر عن الهجمات المتعاقبة للمسلحين من كل الجهات وقلنا لمن راجعنا انه لا يمكن اطلاق جمعة وتمكن المسلحون من مركز تلة الحصن بعد ضغط كبير، فقصفناه واطلقنا الهجوم المضاد بالفوج المجوقل الذي هاجم التلة واصطدم بالمسلحين ودحرهم وقمنا على الاثر بربط كل المراكز المهددة بعضها بالبعض ونشرنا اللواء الثاني على الخط الامامي وخلفه الفوج المجوقل، وشهدت المواجهة بطولات كما استعملنا سلاح الطيران". وتساءل العماد قهوجي: "أين الخطأ إذاً؟ في غرفة العمليات كان هناك جميع الاركان وجميع الضباط الكبار المعنيين فأين الغلط؟ اذا أراد بعضهم التحقيق ولجنة تحقيق فليتفضلوا أنا مستعد وليأتوا بملف "التقصير". كنا توقعنا الهجوم وأوقفنا الهجوم واتخذنا كل الاحتياطات ولا سيما في المراكز الواقعة في الوديان والممرات. حصلت المشكلة في تلة الحصن لان ضابطا أصيب وتضعضع العسكر فدخل المسلحون. اما في مركز المهنية فهوجم من عرسال حيث استشهد الضابطان وقمنا بالهجوم المضاد" . وأشار قهوجي الى ان الهجوم المسلح شارك فيه 190 فصيلا من المسلحين السوريين وسواهم، "لكن رد الجيش كان حاسما فكفى تسخيف للمعركة التي لو نجحت مع المسلحين لكانت نتائجها مخيفة على لبنان. القصة أكبر وأخطر من كل ما يقال وأكبر دليل ما قاله (رئيس الوزراء البريطاني ديفيد) كاميرون عن تهديد داعش للداخل البريطاني نفسه".

واللافت في كلام قائد الجيش تساؤله: "في عرسال 120 الف شخص بين أهالي البلدة والنازحين السوريين، فهل كان بعضهم يريدني ان أدمر عرسال وأقتل لبنانيين ونازحين سوريين؟".

وعن قضية الاسرى قال: "لدينا 20 مفقودا في قيودنا وهيئة العلماء تتفاوض مع الحكومة وليس معنا. موقفي كان من الاساس ان عليهم البدء باطلاق الاسرى أولا". وأكد "اننا على استعداد تام لأي احتمال والجبهة متماسكة جدا وأقول للجميع إن المنطقة بأسرها خربانة ولا أحد يدري الى أين تتجه فكفى التهاء بالقشور وعيب ادخال السياسة في الامور العسكرية".

شريط فيديو ليلاً يظهر أسرى

بثت محطتا "المؤسسة اللبنانية للإرسال" والـ"أم تي في" بعد منتصف الليل شريط فيديو يظهر فيه عدد من عناصر قوى الأمن الداخلي الأسرى لدى جبهة النصرة الذين تحدثوا مطالبين حزب الله بالانسحاب من سوريا.

سلام

وسألت "النهار" أوساط الرئيس تمام سلام عن محادثاته أمس مع وفد "هيئة علماء المسلمين" الذي أعلن تعليق وساطته لاطلاق العسكريين المخطوفين في عرسال، فرفضت التعليق على الامر وقالت إن الرئيس سلام "يفضّل التزام أقصى درجات التكتم بهدف الوصول الى اطلاق العسكريين واعادتهم سالمين الى عائلاتهم، في حين أن التعامل مع الموضوع في وسائل الاعلام يضرّ ولا يفيد". وأكدت "ان العسكريين المخطوفين هم أبناء الدولة ولن تتخلى عنهم"، مشيرة الى ان رئيس الوزراء شخصيا "يتابع الامر في أدقّ التفاصيل".

بكركي

على الصعيد السياسي، علمت "النهار" ان الزيارة التي قام بها امس رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل للصرح البطريركي في بكركي، تزامنت مع مبادرة يستعد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للقيام بها قريبا وذلك من أجل وضع القيادات المارونية تكرارا أمام مسؤولياتها على أن تسبق هذه المبادرة اتصالات يجريها البطريرك مع دوائر الفاتيكان، الذي سيسافر اليه الخميس المقبل، للتشاور في زيارة وفد البطاركة المشرقيين لأربيل أخيرا وكذلك لعرض التطورات في لبنان. وفيما انتقد الرئيس الجميّل ما سماه "الاقتراحات الغريبة التي أتحفنا بها البعض من تعديل للدستور وانتخاب رئيس للجمهورية من الشعب"، أعرب البطريرك الراعي بدوره وقبل لقائه الرئيس الجميل أمام عدد من الزوار عن تحفظه عن طروحات العماد ميشال عون الاخيرة والتي "لا تتناسب مع الخطر الوجودي الذي يواجهه لبنان".

وكان مشروع التعديل الدستوري للمادة 49 الذي قدمه "تكتل التغيير والاصلاح" أثار مزيدا من الاصداء السلبية لدى قوى 14 آذار، فيما تولى امين سر التكتل النائب ابرهيم كنعان شرحه في مؤتمر صحافي عقده امس مع عدد من نواب التكتل في مجلس النواب.

 

هل من ملاذ آمن لآشوريي العراق؟

سليمان يوسف/الجمهورية

في الوقت الذي فتحت كنائس غزة أبوابها أمام الفلسطينيين المسلمين الهاربين من القصف الإسرائيلي, كان بعض اعضاء “داعش”يتلون من على مكبرات الصوت في مساجد الموصل البيان الصادر عن تنظيم الدولة الاسلامية(داعش), الذي يدعو فيه مسيحيي المدينة “إلى اعتناق الإسلام, أو دفع الجزية, أو الخروج من مدينتهم بملابسهم من دون أي أمتعة أو مال,وإلا سيكون مصيرهم التصفية والقتل بحد السيف”.

رحل المسيحيون, معظمهم من “الكلدوآشوريين السريان” سكان العراق الأوائل, عن عاصمتهم التاريخية (نينوى)الموصل, غادروها, ربما الى الأبد, سيراً على الأقدام, إنهم فضلوا الرحيل الى المجهول, على العيش ذميين مذلين في ظل “دولة الخلافة الاسلامية” التي اعلنها أبو بكر البغدادي في المناطق السورية- والعراقية التي يسيطر عليها تنظيمه.

ما حصل لآشوريي نينوى, يعتبر حتى الآن الفصل الأكثر بشاعة ومأسوية في “المحنة المزمنة” للآشوريين العراقيين, التي بدأت منذ نشأة العراق الحديث كدولة في عشرينات القرن الماضي, في كل الهزات السياسية والأمنية التي تعرض لها, حيث وقع الآشوريون المسيحيون ضحية أجندات طائفية وسياسية لمختلف القوى, المحلية والإقليمية والدولية, المتصارعة على أرض الرافدين.

قبل أيام أحيا الآشوريون ذكرى “مذبحة سيميل”, التي وقعت أحداثها في السابع من اغسطس عام ,1933التي ارتكبها الجيش العراقي, قتل فيها الآلاف وهجر عشرات الآلاف من الآشوريين, لمجرد خروجهم في تظاهرات سلمية ومطالبتهم بـ”الحكم الذاتي” في اطار دولة العراق.

سحق الانتفاضة الآشورية السلمية والبطش بالمتظاهرين العزل, لم يكن حدثاً عابراً في التاريخ السياسي للعراق, وإنما كان عملاً مدروساً, شكل نقطة البداية للانحراف في مسيرة الحياة السياسية العراقية وهيمنة “ديكتاتورية العسكر” على السلطة, وقد بقي الفكر القومي العربي متأثراً بتلك العقلية الاستبدادية وبالنزعة الفاشية والعنصرية للقومية العربية, التي أجرمت بحق الآشوريين, أقدم المكونات العراقية.

وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, في بيان له,عمليات التطهير العرقي والديني لآشوريي ومسيحيي نينوى العراقية التي اقدم عليها مسلحو الدولة الاسلامية بـ”جريمة ضد الإنسانية”. حصول هذه الجريمة بحق شعب أعزل تخلت حكومة العراق عنه وفي ظل صمت إقليمي ودولي غير مبرر, دفعت بآشوريي العراق, بمختلف منظماتهم وقواهم السياسية ومؤسساتهم الدينية والمدنية, الى المطالبة مجدداً بـ”حماية دولية” وإقامة “كانتون آشوري” في منطقة سهل نينوى ذات الغالبية الكلدو آشورية سريانية, يتمتع بـ”الحكم الذاتي” في إطار العراق الجديد. فهل ستلقى صرخات واستغاثات آشوريي العراق هذه المرة آذاناً صاغية في المجتمع الدولي, ممثلاً بـ”الأمم المتحدة”؟ وقد تكفل “المجتمع الدولي” بحماية “الشعوب” من خطر الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي في الدول الفاشلة العاجزة حكوماتها عن حماية مواطنيها. وهل سيصدر”مجلس الأمن” قراراً يقضي بـ”اقامة ملاذ آمن” للحفاظ على ما تبقى من وجود آشوري ومسيحي في أرض الرافدين, وأن يتطور هذا الملاذ الى “كيان آشوري”, مثلما فعل مجلس الأمن لأكراد العراق ,1991 في أعقاب هجمات جيش صدام حسين عليهم؟ جدير بالذكر, في سياق الحديث عن القضية الآشورية, كان من المفترض أن تنشأ”دولة آشورية” قبل قرن من اليوم, أي في أعقاب الحرب العالمية الأولى, لكن تخلي بريطانيا عن حلفائها الآشوريين ونقض وعودها حول “الوطن القومي الآشوري” ووقوفها ضد القضية الآشورية في عصبة الأمم, بذريعة أن قيام “دولة آشورية” لا تخدم المصالح البريطانية الستراتيجية في المنطقة, حال دون قيام “دولة آشورية”حتى على جزء من أرض الرافدين الموطن التاريخي للآشوريين.

لا ننفي وجود صعوبات وعقبات كبيرة,سياسية وغير سياسية, تعترض إقامة مثل هذا الملاذ الآشوري المسيحي. لكن يمكن تذليل هذه العقبات,إذا توافقت الدول النافذة في السياسة الدولية على ذلك, وإذا أحسن آشوريو العراق, ومعهم أشقاؤهم آشوريي ومسيحيي المشرق, المهددين بامتداد دولة الخلافة الاسلامية الى مناطقهم, العمل والتحرك ونقل قضيتهم الى المحافل الدولية, لحشد الدعم والتأييد لها, ف ثمة فرصة كبيرة ومناسبة أمام آشوريي العراق لجعل حلمهم بملاذ آمن واقعاً, وبخاصة بعد التحول الكبير والمهم في المناخ السياسي العراقي العام, حيث باتت مختلف القوى العراقية على يقين تام بأن العراق بصيغته وتركيبته القديمة قد انتهت ولا بد من إعادة النظر بتركيبة جغرافيته السياسية, وتنظيمها على أساس “فيدرالي” أو “كنفدرالي” بين مناطقه المتمايزة, قومياً واثنياً ومذهبياً ودينياً.

صحيح, أن المواقف الرسمية للحكومات والدول من محنة آشوريي ومسيحيي العراق مازالت تقتصر على الإدانة والاستنكار وتقديم مساعدات انسانية للنازحين والمهجرين منهم, لكن, بفضل تحرك آشوريي العراق بالتزامن مع تحرك الجاليات الآشورية والمسيحية المشرقية في دول الشتات وتنظيمها مسيرات ومظاهرات تضامنية معهم, في العديد من عواصم ومدن العالم (واشنطن, بروكسيل, باريس, لندن,روما,برلين), بدأت تحظى مسالة”الحماية الدولية” بتعاطف وتأييد الكثير من المؤسسات والمنظمات المجتمع المدني غير الحكومية في دول العالم, وهذا بحد ذاته يعتبر خطوة مهمة ومقدمة لانتقال المجتمع الدولي من مرحلة الإدانة والاستنكار الى مرحلة الفعل والعمل من أجل تحقيق “ملاذ آمن” للآشوريين في الإقليم الآشوري (سهل نينوى), الذي يضم أقواما عراقية صغيرة أخرى غير الاسلامية(شبك- ايزيديين- صابئة) مهددة هي الأخرى بوجودها, في ظل الفوضى السياسية والأمنية التي تعصف بالعراق.

باحث سوري مهتم بقضايا الأقليات

 

واشنطن: “داعش” أخطر مجموعة إرهابية في العالم ولا يمكن هزيمته من دون ضرب مواقعه في سورية

واشنطن, باريس, لندن – ا ف ب, رويترز: أقرت الولايات المتحدة بأن تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) هو أخطر “مجموعة إرهابية” واجهتها خلال السنوات الاخيرة, وحذرت من أن الشرق الاوسط يواجه معركة طويلة الامد لالحاق الهزيمة به, ولا يجب الاكتفاء بمحاربته في العراق بل في سورية أيضاً. وأكدت وزارة الدفاع الأميركية أنه من الممكن الإطاحة بالتنظيم المتطرف إذا رفضته المجموعات السنية المحلية وتوحدت القوى الاقليمية لمحاربته, ولكن بشرط ألا تقتصر المعركة على العراق بل أن تمتد إلى سورية أيضاً. وقال وزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل, في مؤتمر صحافي ليل اول من امس, ان جهاديي “الدولة الاسلامية” “يتخطون كل ما شاهدناه حتى الآن. يجب ان نكون مستعدين لكل شيء”, وان التنظيم “يتخطى بكثير أي مجموعة إرهابية, فهو يجمع بين الايديولوجية وتطور الخبرة العسكرية التكتيكية والستراتيجية, كما أنه يتلقى تمويلاً طائلاً”. ولم يسبق لاي مسؤول في الادارة الاميركية أن وصف التهديد الذي يشكله التنظيم المتطرف بعبارات بمثل هذه القوة.

من جهته, حذر رئيس أركان الهيئة المشتركة للجيوش الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي خلال المؤتمر الصحافي بأن سعي “داعش” لإقامة “خلافة” إسلامية على مناطق شاسعة, يمكن أن يحدث “تغييراً جذرياً في الشرق الأوسط ويولد بيئة أمنية ستهددنا بالتأكيد بطرق عدة”.

وقال ان التنظيم لديه “رؤية ستراتيجية أقرب الى نهاية العالم سيتحتم في نهاية المطاف هزمها”, إلا أنه أكد ان الغارات التسعين التي شنها الطيران الاميركي في العراق منذ الثامن من الشهر الجاري أدت الى “وقف اندفاعة” مقاتلي التنظيم المتطرف. وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت الحملة ضد التنظيم ستتخطى العراق, قال ديمبسي “هل من الممكن هزيمتهم من دون التعامل مع فرع التنظيم في سورية? الجواب هو لا”. وأضاف “يجب الهجوم على جانبي الحدود (بين العراق وسورية) التي لم تعد موجودة. سيكون هذا ممكنا لدى تشكيل تحالف قادر على الانتصار على الدولة الاسلامية”.

وتحدث عن معركة “طويلة جداً” لا يمكن أن تنتصر فيها الولايات المتحدة وحدها من دون دعم اقليمي من جهة, ودعم “ال¯20 مليون سني المهمشين ويحدث أنهم يقيمون بين دمشق وبغداد”.

وجاء موقف مسؤولي “البنتاغون” بأن “داعش” يشكل خطراً حقيقياً بعد الإعلان عن فشل عملية عسكرية لتحرير رهائن اميركيين من ايدي التنظيم في سورية خلال الصيف, بالاضافة الى التأكيد على نية واشنطن مواصلة غاراتها الجوية في العراق. وفي موقف مماثل, اعتبر جنرال أميركي سابق أن على الجيش الاميركي ان يبدأ سريعاً عملاً حاسماً ل¯”القضاء” على “داعش” ليس في العراق فحسب بل أيضاً في سورية.

وقال الجنرال السابق جون آلن الذي قاد القوات الاميركية في العراق وقوات الحلف الاطلسي في افغانستان عبر مجلة “ديفنس وان” الالكترونية ان “الدولة الاسلامية هي كيان مرفوض وينبغي القضاء عليه. اذا ارجأنا (تحركنا) فسندفع الثمن باهظاً في وقت لاحق”. واضاف الجنرال السابق الذي يعمل حاليا لحساب مركز بروكينغز للابحاث “ينبغي تدمير الدولة الاسلامية وعلينا ان نتحرك سريعا للضغط على بنية (التنظيم) وتفكيكها وتدمير مكوناتها”. ودعا إلى توسيع الغارات الجوية من شمال العراق لتشمل سورية المجاورة, خصوصاً أن الحدود بين البلدين لم تعد موجودة وليس وارداً ابقاء إي قاعدة خلفية للتنظيم, مضيفاً ان “سورية دولة غير موجودة وغير قادرة على التحرك ككيان سيد ولا تستحق احترام أحد”. وفي أول رد فعل أوروبي, قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إنه لا يحبذ توجيه ضربات لمواقع التنظيم في سورية, مشيراً إلى أن بلاده مع دعم المعارضة المعتدلة في هذا البلد. بدوره, استبعد نظيره البريطاني فيليب هاموند التعاون مع نظام بشار الأسد, قائلاً “ربما نرى جيدا أننا في بعض المناسبات نحارب نفس الاشخاص كما يفعل (بشار) لكن هذا لا يجعلنا حلفاءه … مجرد التفكير لن يكون عمليا أو منطقيا أو مفيدا للسير في هذه الطريق”.

 

كل الأحداث تؤدي إلى سوريا

طارق الحميد/الشرق الأوسط

23 آب/14/أعادت جريمة «داعش» الإرهابية بحق الصحافي الأميركي المنحور التركيز الدولي مجددا على الأزمة السورية وبات النقاش منصبا الآن على ضرورة التعامل مع الملف السوري، وأكثر المحاصرين، والمحرجين، هي الإدارة الأميركية. ولفهم ذلك فإن القصة الآن ببساطة هي أننا أمام عملية نحر صحافي أميركي على يد إرهابي بريطاني ينتمي لـ«داعش» في سوريا، مما يعني أن الأزمة السورية ليست أزمة منطقتنا وحدها، بل هي أزمة أوروبية - أميركية لا يمكن تجاهلها، كما لا يمكن القول إن بمقدور الأسد الاستفادة من جرائمه الآن للتعاون ضد «داعش»، خصوصا أن جرائم «داعش» من العراق إلى سوريا تأتي مع حلول ذكرى مرور عام على جريمة الغوطة الكيماوية بسوريا ودون أن يقدم الأسد للعدالة، ودون أن يلتزم الرئيس الأميركي في التحرك ضد الأسد الذي تجاوز الخطوط الحمراء التي رسمها أوباما نفسه. ومما يزيد موقف الرئيس الأميركي تعقيدا إعلان الأمم المتحدة أن عدد القتلى في سوريا قد تجاوز المائة وتسعين ألف قتيل.

وعليه فنحن الآن أمام أزمة تجاوزت كل الحدود أخلاقيا، وأمنيا، وسياسيا، فكيف سيبلور الرئيس الأميركي الآن أي موقف لبلاده لا يحتوي على تحرك جاد ضد الأسد؟ أوروبيا، بات هناك موقف أكثر وضوحا مما هو في أميركا، حيث يقول وزير الخارجية الهولندي، وبلاده عضو في حلف شمال الأطلسي، تعليقا على الموقف من «داعش» بعد جريمة نحر الصحافي الأميركي إنه «لن تدوم الحلول في العراق إذا لم نجد حلا لسوريا»، مع دعوة الوزير إلى تقديم المزيد من الدعم الغربي للمعارضة السورية لمواجهة الأسد. والموقف الهولندي هذا ليس الوحيد في أوروبا حيث هناك الموقف الفرنسي الأكثر تشددا، مع إعلان بريطانيا رفضها التعاون مع الأسد لمواجهة «داعش». ولا يقف الحرج الأميركي حيال سوريا عند هذا الحد، حيث إن هناك تساؤلات جادة اليوم بأميركا حول استراتيجية الرئيس أوباما، مع التشكيك أصلا بكل ما كان يطرحه أوباما سابقا، وخصوصا بعد الكشف عن عملية إنزال أميركية فاشلة داخل سوريا هذا الصيف لإنقاذ أسرى أميركيين هناك كان من ضمنهم الصحافي المنحور، حيث إن التساؤل الآن هو: كيف تقول الإدارة الأميركية إن التدخل العسكري في سوريا صعب نظرا لامتلاك الأسد لمنظومة دفاعية جوية قوية بينما قام الأميركيون بعمليات إنزال هناك بهذه السهولة؟ وعليه فإن الأزمة السورية اليوم هي أزمة أوروبية - أميركية، وليس بمقدور الرئيس أوباما مواصلة الهروب منها للأمام، وأفضل ما يمكن أن يقال للغرب، وتحديدا أميركا الآن، هو أن تحركهم الجدي ضد «داعش» بالعراق هو ما أدى إلى تخلي إيران عن المالكي، وبالتالي فإن من شأن تحرك غربي أميركي جاد في سوريا الآن أن يغير المعادلة، ويجبر إيران على التخلي عن الأسد، وعدا عن ذلك فهو مضيعة للوقت، والأرواح، وتعميق للأزمة.

 

المالكي لم يستوعب القصة بعد

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/23 آب/14

  الذي كان يصف تكليف حيدر العبادي برئاسة الوزراء في العراق بـ«المؤامرة»، وأن إخراجه من المنصب خرق للدستور، اليوم يتبرع بنصائحه لإنقاذ البلاد من الأزمة التي هي من صنع يديه! نوري المالكي، رئيس الوزراء الذي اقتُلع من السلطة كالضرس الدامي، يريد للعراق أن يستمر نازفا؛ ينصح العبادي كيف يحكم! لا تنحنِ لهم، لا ترضَ بالإملاءات، استخدم الأغلبية لفرض حكومتك!

يا له من رجل مريض، مسكون بصراعات شخصية تافهة. المالكي يريد لخلفه أن يستمر في معارك شخصية سياسية، في وقت يمر فيه العراق بأخطر أزمة منذ عشر سنوات، بل إنها أكثر خطورة، لأنه لم تعد هناك قوة دولية تسنده، ولا قوى داخلية يمكن الاعتماد عليها. الحل الوحيد إنجاز مشروع إنقاذ وطني، يحافظ على النظام، ويحافظ على دولة العراق بكاملها. حيدر العبادي ليس مضطرا لتشكيل حكومة أغلبية برلمانية، لأنها لا تعني أغلبية العراقيين خلفها، ولا تكفي لوقف مخاطر التفكك، ولا تؤمّن الدعم لمحاربة «داعش» و«القاعدة» والمتمردين! إذن، ما قيمة حكومة الأغلبية السياسية التي ينصح بها المالكي؟ لا شيء، مجرد جملة قانونية لا وجود لها على الأرض. والذي يفضح كم أن المالكي سياسي جاهل أنه سعى بشكل حثيث فقط لتركيب «أغلبية» برلمانية تضمن تكليفه بتشكيل حكومة، وتضمن أغلبية الأيدي المرفوعة في البرلمان الحكومة التي يشتهيها، ولا يهم كيف يفكر الناس خارج جدران المنطقة الخضراء. كل همه كان كيف يطبخ «أغلبية»، يشتري الأصوات، ويمنع خصومه من الفوز، هذا محور مشروعه السياسي. طغى حتى عمي، ولم يعد يرى أن البلاد تنزلق نحو التفكك، والإرهاب، بسبب إصراره على إقصاء كل شخص ليس من فريقه، وكل فريق لا ينحني له!

الآن، وبعقله الضيق يحث المالكي خلفه رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي على رفض ما سماه بالإملاءات، ناصحا له أن يلجأ إلى حكومة الأغلبية إن عجز!

أصلا، لو كانت هذه الحيلة، أي الأغلبية النيابية، قابلة للنجاح، لما أُجبر المالكي على التنحي، فكيف ينصح بها خلفه؟ مطالب مواطنيه العراقيين ليست إملاءات، بل حوارات تعبر عن رغبة في التعاون، وإلا لكانت هذه القوى متمترسة في مناطقها، ممسكة ببنادقها. وليس من خطأ في أن تطلب هذه المجاميع الغاضبة إطلاق سراح الموقوفين دون أحكام، وإعادة النظر فيمن حُكم عليهم في ظروف مشبوهة تحت قمع أجهزة المالكي. هذه ليست إملاءات، بل تصحيح لأوضاع خاطئة، حتى يوجد عراق متعافٍ وشعب متعايش. تحت حكم المالكي سقط ثلث البلاد تحت سيف الإرهاب، وثلث آخر يطالب بالانفصال، والثلث المتبقي غاضب من حكم المالكي، ولا يريد مالكي متسلطا جديدا. على العبادي ألا يسمع من الرجل الذي خرب العراق، بل أن يرى بأم عينيه كيف أن كل القوى، حتى المعارضة، شرعت في التعاون معه. مشهد لم نرَ مثله منذ سقوط نظام صدام حسين. هذه الروح الإيجابية لا يعجز عن رؤيتها إلا رجل متعصب يحب نفسه، مثل المالكي، فهو يظن أن العراق هو المنطقة الخضراء حيث يعمل وينام.

العملية السياسية التي تعهد بها رئيس الوزراء المكلف ليست حساب رياضيات؛ مجرد عد الأيدي المؤيدة في مجلس النواب العراقي، بل تجسير الهوة، وزرع الثقة، وإقناع المعارضين بالمشاركة، والتهيئة لمصالحة واسعة بين مكونات العراق، وتشكيل حكومة وطنية توحد بين العراقيين. هذه الوصفة لا للمالكي، الذي أفقدته خمرة الحكم القدرة على التفكير العقلاني، أن يعمل بها. صار البرلمان في نظره فقط من يصوت معه، والعدالة هي محققو الأمن والقضاة الذين يعينهم، ومن يخالفه متمرد يُتهم فورا بالخيانة والتآمر. ومن استمع إلى كلمته، الأربعاء الماضي، يدرك أن المالكي لم يستوعب بعد لماذا نُحّي، وأن العبادي جاء حتى ينقذ العراق من أخطائه.

 

جعجع لـ{الشرق الأوسط}: لست خائفا على الوجود المسيحي في الشرق

قال إن انسحابه من السباق الرئاسي اللبناني.. انتحار سياسي

الشرق الأوسط/بيروت: ثائر عباس

حض رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع مسيحيي الشرق على التشبث بأرضهم على الرغم مما يجري حولهم «لأنهم ليسوا أجانب على الأرض، بل من صلبها»، معتبرا أن المسيحيين يواجهون ما يواجهه بقية أبناء البلاد التي يعيشون فيها، وهم ليسوا مستهدفين بالتحديد، لكنهم أقلية تتأثر أكثر من غيرها.

ورفض جعجع في حوار مع «الشرق الأوسط» نظرية «تحالف الأقليات» في المنطقة، معتبرا أن للمسيحيين خصوصية تمنعهم من التحالف مع أنظمة مماثلة للنظام السوري، الذي كان أكثر من آذى المسيحيين في لبنان وسوريا وتسبب في هجرة الكثير منهم.

وأكد جعجع أنه لم يقلل لحظة من «وحشية وإجرام تنظيم (داعش)، بل على العكس»، لكنه أكد أنه ليس «خائفا منهم بدليل أنه عندما وجدوا مَن يقاتلهم تراجعوا»، معتبرا أنهم «بطبيعتهم يحملون بطياتهم بذور فنائهم»، مشددا على ضرورة «مواجهتهم بشكل كامل ودون هوادة، لأن جماعات مثل (داعش) لا يمكن أن تتعامل معهم بغير المواجهة الكاملة وحتى النهاية». وقال: «يجب القضاء عليهم لأنهم بذور فساد في البشرية ككل، وهم أكثر من ألحق ضررا بالإسلام»، مشيدا بموقف المملكة العربية السعودية «التي أخذت موقفا حازما وواضحا بهذا الخصوص، لأن وجود هذا التنظيم هو أكبر تحدٍ للإنسانية بحد ذاتها».

وفي ما يلي نص الحوار:

* هل أنت خائف على وضع المسيحيين في الشرق والمنطقة؟

- ما يحصل للمسيحيين في الشرق كبير ومؤلم وخطير، لكن يجب أن نضعه في إطاره الصحيح الطبيعي، لأن البعض يحاول أن يتاجر بهذه القضية بالذات. نعم هو خطير ومؤلم وكبير، لكنه أتى في إطار صراع هائل في الشرق الأوسط يطال كل شرائح مجتمعاته سواء الإسلامية أم غيرها. طالت كل الطوائف والمذاهب، ومن جملتها تطال المسيحيين، وهذا التصويب مهم، لكي لا يصورها أحد على أنها حرب على المسيحيين بالتحديد. هذا إطار الأحداث في الشرق الأوسط.

ما يحدث للمسيحيين مؤلم جداً، علينا أن لا نبكي على الأطلال، بل أن نستنفر جميعنا ونقف إلى جانبهم. مثلاً مسيحيو سهل نينوى كلهم تهجروا وأصبحوا في كردستان، وقد أتت خطوة البطاركة الشرقيين بزيارتهم العراق في المكان الصحيح وكانت جيدة، وأهم شيء أن تعتبر كل الحكومات العربية نفسها معنية، والحكومات الغربية أيضا يجب أن تعتبر نفسها معنية معنوياً ومادياً لكي نساندهم ونرجعهم إلى أرضهم.

الهجوم المضاد الذي تقوم به القوات الكردية بالتنسيق مع القوات العراقية والقوات الجوية الأميركية هو عمل جيد ومهم، ونتمنى أن تنتهي في وقت قريب ويسترجع سهل نينوى وأن يرجعوا جميعهم من إقليم كردستان إلى قراهم في سهل نينوى. وهذا يتطلب مساعدة كل الدول العربية في أسرع وقت ممكن لإعادة بناء ما تهدم، ومساعدتهم في أن يستقروا في أرضهم وعدم التفكير في الهجرة إلى خارج الشرق الأوسط.

* المسيحيون كانوا الحلقة الأضعف في المواجهات التي تحدث في المنطقة، فهم تأثروا في العراق على موجتين.

- الحقيقة أنها ثلاث موجات، لأن هناك موجة لم يتكلم عنها أحد، وهي حدثت في التسعينات عندما بدأت العقوبات الغربية بعد الهجوم الغربي على صدام حسين وبدء المواجهة بين صدام حسين والغرب. حينها حصلت موجة، نادراً ما يحكى عنها والتي جعلت عدد المسيحيين (في العراق) يصبح مليوناً بعد أن كان مليوناً ونصف المليون. الموجة الأولى عندما قام صدام حسين بردة فعله على الغرب وغيّر علم العراق ووضع عليه عبارة «الله أكبر»، وتحول صدام إلى نوع إسلامي إلى حد ما. على سبيل المثال لا الحصر، منع بيع الكحول في كل العراق وأكثرية المسيحيين كانوا يعتاشون من تجارة الكحول في العراق، ومن جهة ثانية وبقرار واضح، لم يفتح لهم المجال لأن يكونوا في أي وظيفة لها أي أثر من وظائف الدولة. في تلك المرحلة هاجر نحو 300 إلى 400 ألف مسيحي عراقي بسبب هذا التضييق عليهم وقلة خياراتهم في فرص العمل.

ثاني مرحلة، من بعد سنة 2003 والفوضى التي لحقت بها، حيث هُجر نحو 200 إلى 300 ألف أيضاً، لكن أول موجة كانت أكبر. أما ثالث مرحلة هي المرحلة التي نراها اليوم والتي آمل أن يحد منها نجاح الهجوم المضاد وأن تكمل الدول العربية، وكل الفرقاء اهتمامهم بالمسيحيين الذين تهجروا من سهل نينوى كما يجب.

* هل المشكلة يمكن أن نلخصها بأنها في العراق فقط، أم أنها مسار موجه ضد المسيحيين؟

- من 100 سنة إلى اليوم الظروف لم تكن مواتية، أن يبقى المسيحي في أرضه. وأنا هنا أتكلم عن المسيحيين باستثناء مسيحيي لبنان، لأنهم بحث آخر مختلف تماماً. فمثلاً في سوريا يتحدثون الآن عما يحصل للمسيحيين، لكن في الحقيقة الهجرة الأولى للمسيحيين من سوريا حصلت من بعد التأميم، أي من بعد عام 1967. وقتها كانت هجرة كبيرة، بعد أن جاء حزب البعث إلى الحكم. المسيحيون كانوا متعايشين كثيراً في سوريا، في الخمسينات، قبل أن يصل حزب البعث كانوا متعايشين إلى حد كبير، ونحن نتذكر عندما أتى فارس الخوري رئيساً للبرلمان، كما أتى رئيساً للحكومة لفترة قصيرة. أما كرجال أعمال وتجار وصناعيين، فقد كان وضعهم منتعشا جداً. لكن عندما تسلم حزب البعث ضربت وضعيتهم بسبب عمليات «التأميم» التي حصلت، وأكبر دليل أن كثيرا من العائلات المسيحية الناجحة في لبنان في الوقت الحاضر في الصناعة والتجارة والأعمال منهم من جاء وقتها من حلب وجوارها. وكانت هذه أول هجرة فعلية حصلت.

ثاني موجة كانت على أثر الأحداث التي حصلت في السبعينات التي لم تَطَل المسيحيين مباشرةً، لكن المسيحيين لا يستطيعون أن يعيشوا في جو قمعي مثل الذي كان موجوداً في سوريا، وبعدها الذين بقوا تأقلموا مع الوضع كما هو.

ثالث موجة وهي التي تحصل الآن مع بدء الثورة السورية. كل شيء اسمه نظام ديكتاتوري أو نظام ديني لا يمكن أن يتعايش المسيحيون معه، وخلافا لما يفكر فيه البعض، أنا أعتقد أنه إذا صار هناك ديمقراطية - وفي نهاية الأحداث الحاصلة في الشرق الأوسط ولو بعد حين سوف يصبح هناك ديمقراطية - حينها يستعيد المسيحيون انتعاشهم، وقسم منهم يرجع إلى سوريا والعراق ويبنون من جديد لأنهم لا يستطيعون أن يوجدوا إلا في مناخات كهذه.

* لماذا التعامل مع المسيحيين كأنهم جالية غريبة في هذه المنطقة، وتكون «فشة الخلق» فيهم عند كل حدث أو عند كل منعطف، كيف تفسر هذا؟

- في الحقيقة هذا التوصيف ليس دقيقاً، اليوم إذا أردت أن ترى كم شيعياً أو سنياً قتلوا في العراق على سبيل المثال، وكم من المسيحيين والإيزيديين قتل، ستجد أن النسبة الأقل - لأن الأعداد ليست متشابهة - هي عند المسيحيين. لا يمكننا أن نعتقد أنه إذا أصبح هناك أحداث كبرى ممكن أن يكون المسيحيون بمعزل عنها، لكن بعض الفرقاء يستهدفهم مباشرة وهم سيئو الذكر «داعش» والقاعدة وأخواتهما، وليس هناك شك أنهم مرفوضون من قاموسنا جملة وتفصيلاً وهذا تحصيل حاصل. لكن لا يمكننا أن نسبغ هذه الصفة على الأحداث الحاصلة ككل. هذه الأحداث التي تحصل تمر على كل الناس ومن جملتها المسيحيون. هم من أبناء المجتمعات الأصليين، لذلك يلحقهم ما يلحق بهذه المجتمعات الأخرى، وأنا أنظر لها من هذا المنظار، ويجب أن نساعدهم لأنهم أقل من غيرهم، غيرهم يتحمل كما قال لي أحد مطارنة العراق من أن الفارق هو أن الشيعة في العراق تقريباً 15 مليوناً، فيما أن خسارة 2000 من المسيحيين هو عدد كبير، لذلك علينا أن نقدم لهم عناية خاصة لمسيحيي العراق وسوريا.

* إلى متى يستطيع مسيحيو الشرق أن يبقوا صامدين بسبب هذه الموجات؟

- يجب أن يبقوا صامدين، لأنهم ليسوا أجانب على الأرض، بل من صلبها وخصوصاً مسيحيو سهل نينوى. هم في أساس الثقافة الموجودة هناك، إن كانت آشورية أو كلدانية أو سومرية أو سريانية، هم ليسوا مستوردين أو جاءوا بالأمس إلى هذه الأرض. لذلك عليهم أن يتوحدوا ويتمسكوا بأرضهم. لا شك أن الأمر صعب وعلينا أن نقوم بمساعدتهم ليتمسكوا لكن في البداية هم من يجب أن يتمسك لأن أرضهم لها حق عليهم.

* ما رأيك في نظرية تحالف الأقليات في المنطقة التي يروج لها.. البعض يقول إن هناك وحشا كبيرا يأتي إلى المنطقة وعلى الأقليات أن تتوحد مع بعضها لكي تستطيع أن تدافع عن نفسها؟

- أنا لست مع هذه النظرية بكل صراحة، فمن هم الأقليات؟ مثلاً، النظام في سوريا يعتبر أقليات فهل يمكن لأي مسيحي عاقل يحفظ الحد الأدنى من الإنجيل ومن القيم التي من المفترض أن يتحلى بها الإنسان، أن يمشي مع هذا النظام؟ طبعاً لا. ثانياً إذا فكرت عملياً على سبيل المثال لا الحصر، من ألحق أكبر ضرر بمسيحيي سوريا ومسيحيي لبنان؟ النظام (السوري) نفسه، مسيحيو سوريا من خلال الممارسات السابقة التي حصلت، فإذا هاجروا مع استلام البعث وفيما بعد نظام الأسد رويداً رويداً، فهذا لا يعني أنهم لم يهاجروا. نعم هاجروا. وهذا لا يعني أن نظام الأسد إذا قال إنه دخل إلى لبنان لكي يساعد المسيحيين، وهو عملياً الوحيد الذي كسر ظهرهم، ولنتذكر بالأحداث المباشرة سنة 1990 كان هناك حزبان كبيران عند المسيحيين، حزب القوات اللبنانية، والتيار الوطني الحر، من الذي ضربهما؟ نظام حافظ الأسد وفيما بعد نظام بشار الأسد. أخاف أحدهما إلى حد أنه هرب إلى فرنسا، والثاني لم يستطع أن يخيفه، فحاول اغتياله، ولما فشل، وضعه في السجن. إذن كيف هو تحالف الأقليات.

ومن جهة ثانية نحن بصفتنا مسيحيين لدينا سلم قيم معينة، وطرح معين بما يتعلق بكل شيء في الشرق الأوسط. نتحالف مع الذي ينسجم مع هذه الطروحات وتكون طروحاته شبيهة بطروحاتنا أيا كان، ونتخاصم مع الذي عنده طروحات مضادة وهذه تكون المقياس.

* يأخذ البعض عليك أنك قللت من أهمية «داعش» ومثيلاتها، ألا تخاف من هذه الظاهرة؟

- أنا لم أقلل للحظة من وحشية إجرام «داعش»، بل على العكس، أنا أراهم جماعة من المجرمين، وأعتبرهم منحرفين حتى إشعار آخر. لأنني لا أتصور أن هناك بشرياً، مهما كانت عقيدته يستطيع أن يقتل إنسانا أمام الكاميرا بدم بارد وهو أسير عنده. هذه حصلت في القرون الوسطى وما قبل، ولم تحصل من بعدها، النازيون فقط قاموا بها والآن «الداعشيون» يقومون بها. وانطلاقاً من تصرفاتهم وعقيدتهم الفعلية وليست الظاهرية، فلا أرى أن لديهم مقومات استمرار أو مقومات بناء شيء جدي. هم موجودون لأن هناك حالة فوضى عارمة في سوريا والعراق، لكن في أي وضع من الأوضاع يكون فيه حد أدنى من النظام، فهم لا يمكن أن يكون لهم وجود، وأنا لا أخاف منهم من هذا المعنى والمنطلق، وليس لأنني لا أرى إجرامهم ووحشيتهم ونزعتهم التدميرية، لكني لست خائفاً منهم، بدليل أنهم عندما وجدوا من يقاتلهم تراجعوا. هم احتلوا سد الموصل، ثم خرجوا منه خلال يومين عندما لاقوا مواجهة، فعلينا أن لا نأخذ فكرة أن بروزهم من مناطق كثيرة وكأنهم جيش جرار، لا يمكن توقيفهم إلا بجيش الحلف الأطلسي وهذا ما أعنيه. على الرغم من تأكيدي على دمويتهم فهم من قرون ما قبل الجاهلية وهذا ما يجعلك لا تخاف منهم. أولاً لأنه لا شيء أخافنا منذ آلاف السنين إلى الآن في الشرق الأوسط، ثانياً لأنهم بطبيعتهم يحملون بطياتهم بذور فنائهم وهذا ما يجعلني لا أتخوف منهم.

* وكيف ذلك؟

- عقيدتهم وقناعتهم وتصرفاتهم، بدليل أنه أول مرة منذ زمن كتلوا كل العالم ضدهم.. الأكراد والسنة المعتدلون والعشائر والشيعة يتكتلون ضدهم فتصور ذكاء تنظيم «داعش»، آخر فترة نرى كم كانوا جميعهم متباعدين، لكنهم جمعوهم ووحدوهم ضد تنظيمهم. حتى الرئيس الأميركي باراك أوباما قام على الفور وبدأ بالضربات الجوية من بعد أن كانت عقيدة عنده وليست سياسة بعدم التدخل الأميركي في الخارج. هذه الجماعات متوحشة جداً، لكن في أي عمل يقومون به سيفشلون، لذلك هم يحملون بطياتهم بذور فنائهم.

* كيف هو السيل للتعاطي معهم في هذه المرحلة؟

- تجب مواجهتهم بشكل كامل ودون هوادة، لأن جماعات مثل «داعش» لا يمكن أن تتعامل معهم بغير المواجهة الكاملة وحتى النهاية. يجب القضاء عليهم لأنهم بذور فساد في البشرية ككل، وهم أكثر من ألحق ضررا بالإسلام، ولذلك اتخذت المملكة العربية السعودية موقفاً حازماً وواضحاً بهذا الخصوص، لأن وجود هذا التنظيم هو أكبر تحدٍ للإنسانية بحد ذاتها. وبغض النظر عن حجم خطرهم لكن معنوياً أن يوجد في القرن الـ21 نوعية بشر كتلك غير ممكن. كأن البشرية عاشت 21 قرناً من دون أن تفعل شيئاً وكأنه لم يحصل حضارات ولا ثقافات ولا تقدم بالمفاهيم، فـ«داعش» هم عكس الإنسانية وعكس الإسلام والمسيحية، وبالتالي هم سرطان يجب استئصاله في أسرع وقت ممكن.

* هل تخاف منهم في لبنان؟

- كلا

* حتى بعد أحداث بعد عرسال؟

- أيضا لا أخاف منهم.. على الرغم مما انتهت إليه أزمة عرسال، على الرغم من أنه كانت نواطير مصر قد نامت عن ثعالبها.

* لماذا كانوا نائمين؟

- عندما تكون هناك سلطة سياسية غائبة عن الوعي، فهي غائبة عن الوعي في كل شيء. عندما يقوم ما يسمى بأمير «داعش»، قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من أحداث عرسال أو شهر، ليقول بما معناه: «سنهدم أسوار سجن رومية». كما أن أجهزة المخابرات شعرت أن هناك شيئا ما غير اعتيادي يحصل. ومع هذا كان هناك استرخاء أمني وعسكري، فليس هناك جدية في التعاطي مع الأمور.

كلنا نعرف أن «داعش» إذا أرادت أن تأتي إلى لبنان فسوف تأتي من الحدود الشرقية، فلماذا لا نغلق الحدود الشرقية؟ يقولون إن عدد الجيش لا يكفي. نعم هذا صحيح لكن هناك 50 دولة طرحت علينا أن تساعد الجيش اللبناني لضبط الحدود اللبنانية السورية، لماذا لا نأخذ العروض هذه؟ وبوسائل تقنية متطورة تكلف 5 عسكريين كل 10 كلم، وبالتالي فالجيش قادر على فعلها بسهولة، لكن هذا لم يحصل لماذا؟ لأن الشباب في حزب الله لا يريدون ضبط الحدود اللبنانية السورية لكي يقوموا بهواياتهم المفضلة عند الحدود (اللبنانية - السورية) بالتسلق والهرولة والسباحة!

* في مناطق البقاع الشمالي، صدرت تقارير أن المسيحيين في تلك المنطقة بدأوا بإقامة الأمن الذاتي، وهناك كلام أن القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر يشاركان بها.

- ليس صحيحاً أن مناصرينا شاركوا، والوضع في تلك المنطقة كما هو لا يحتاج إلى حراسة. ماذا تفعل له الآن طالما الجيش والقوى الأمنية أمامهم بكيلومترات كثيرة تصل إلى 40 كيلومترا، لكن ما يحصل، أن البعض، وللأسف بتشجيع من بعض الأجهزة الأمنية في الدولة ولأسباب سياسية بحتة، وليس لأسباب فعلية لحماية القرى، يقومون بتحرك ما. ومن دون شك أن هناك بعض أصحاب الوجدان الحي الذين يفكرون أن هذه القرى يجب حمايتها لكنهم أقلية. وعملياً المجموعات التي تراها تتسلح في تلك المنطقة هي مجموعة أحزاب 8 آذار، ولو أن 8 آذار فعلياً يريدون حماية تلك القرى المسيحية لكانوا طالبوا معنا بضبط الحدود اللبنانية السورية، وهذا الذي يحمي الحدود اللبنانية السورية بالفعل. فلو - لا سمح الله - تمكنت هذه المجموعات المسلحة من أن تخترق الجيش في عرسال، فماذا يستطيع هؤلاء القلة من الشباب المسلح في القرى أن يفعلوا أمامهم؟ هل يستطيعون منعها وتوقيفها؟ بالتالي حماية القرى المسيحية في منطقة البقاع الشمالي تكون بضبط الحدود اللبنانية السورية وهذا ما ترفضه قوى 8 آذار لأسباب معروفة.

* ألا يعيش مسيحيو لبنان برأيك حالة خوف من هذا المد الذي يأتي صوبهم؟

- ليس هناك مد يحصل، أقله في الوقت الحاضر. لكن من دون أدنى شك هي تخلق نوعاً من القلق، لكن بكل صراحة نحن في القوات اللبنانية في الأسابيع الأخيرة نسعى بكل جهدنا لطمأنة الناس، وأن هذا الذي يحصل هو يحصل في سوريا وفي العراق ولا يمكن أن يحصل في لبنان لأسباب كثيرة، ونحن نلاقي أذاناً صاغية.

* لكن هناك قوى أساسية، كالتيار الوطني الحر تطلق صرخات الإنذار من هذا الخطر.

- هناك بعض الأحزاب السياسية كل ما تقوم به هو تخويف المسيحيين، وما نقوم به نحن هو العكس تماماً. ولو كان في العراق «داعش»، من قال لكم إنهم سيأتون إلى لبنان ويفعلون كذلك، أو هم قادرون أصلا على الوصول إلى لبنان، وإن وصلوا ستكون مقبرتهم هنا.. ليس أقل من ذلك.

* يقال إن مزاج الشارع المسيحي هو مزاج الخائف وبالتالي هو مع الفكر الذي يطرحه التيار الوطني الحر تحديداً بما يتعلق بالشارع، إذا أجريت الانتخابات الآن، هل تخافون من الشارع المسيحي أم لا؟

- كلا، والدليل أنه على الرغم من أن كثيرا من حلفائنا مع التمديد (لولاية البرلمان الحالي)، لكن نحن لسنا معه وانطباعاتنا بالعكس، الرأي العام المسيحي قسم منه غش سنة أو اثنتين، لكن في النهاية الأمور أصبحت واضحة عنده وبالأخص من خلال طريقة التعاطي بموضوع رئاسة الجمهورية. أنا لا أرى الوضع هكذا على الإطلاق، لكن من دون شك أن هناك قلقاً يحصل هنا أو هناك ونحن نسعى ليلاً ونهاراً لكي نغيّر هذا القلق، لكن للأسف يأتي فرقاء آخرون يعززون هذا القلق. أنا أتمنى أن تجرى الانتخابات غداً لنرى بالضبط أين أصبح الرأي العام المسيحي.

* هل سيكون هناك انتخابات؟

- رأينا أن يكون هناك انتخابات، لكن هل سيكون انتخابات أم لا، علينا أن نرى أكثرية الكتل في المجلس النيابي ماذا تريد أن تفعل.

* يبدو أن هناك مسارا يتجه نحو التمديد.

- المواقف لم تتضح الآن، لكن موقفنا ليس مع التمديد، بل مع إجراء انتخابات على الرغم من غياب رئيس الجمهورية، لأن هذه معضلة دستورية كبيرة جداً، لا أنكر هذا، معضلة دستورية في أن تجري انتخابات نيابية في غياب رئيس الجمهورية وماذا يحصل في الحكومة، كيف ستتشكل ومن سيكلف، فهناك مجموعة معضلات دستورية سترافق حصول انتخابات نيابية. وبالتالي الأفضل أن تذهب إلى ما هو طبيعي وهو حصول انتخابات.

* في حال جرى الاتفاق على التمديد، ماذا سيكون موقفكم؟

- موقفنا سيبقى نفسه، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ماذا علينا أن نفعل.

* اليوم نحن أصبحنا 100 يوم من دون رئيس، إلى متى سنبقى كذلك؟

- صراحة، لا أرى نهاية سريعة للمأزق الرئاسي، طالما أن العماد عون مصر على رأيه الذي يقتضي أن يكون هو رئيس الجمهورية أو أن لا يكون هناك رئيس للجمهورية. ومن جهة أخرى هذا الموقف يناسب حزب الله كثيراً، الذي يختبئ خلفه، لأن بالنسبة لحزب الله، الأفضل أن لا يكون هناك رئيس في الأصل، وبالأخص بعد تجربته في السنة الأخيرة مع الرئيس ميشال سليمان، لذلك لست متفائلا بحل سريع لأزمة رئاسة الجمهورية، لكن نحن لن نستسلم وسنكمل ضغوطنا إلى حد أن نتمكن في أن تحصل انتخابات رئاسة الجمهورية.

* هل أنت مستمر في ترشحك؟

- طبعاً.

* ليس هناك استعداد للمقايضة بهذا الموضوع؟

- طبعاً لدي استعداد كبير جداً في أن أبحث بأي حل ممكن للخروج من مأزق انتخابات رئاسة الجمهورية، لكن على أساس الخروج بحل. لكن ليست الفكرة أن لا أستمر في ترشيحي وليس هناك حل، فأنا مستمر في ترشيحي رغم عدم تمسكي به إلى أن نرى حلاً بديلاً والوصول إلى مخرج للانتخابات الرئاسية، أو إلى حين الوصول إلى رئيس جمهورية جديد.

* هناك بعض الأطراف داخل مسيحيي 14 آذار توحي أنها قادرة على تأمين نوع من الأصوات من الطرف الثاني.

- أنا فوراً أسير بالموضوع عندما يتأكد هذا الشيء، وليس لدي أي مشكلة. لست أبداً مرشح «أنا أو لا أحد» على الإطلاق، لكن نريد حلا بديلا، لأنه بغياب الحل البديل يكون مجرد انتحار الانسحاب على طريقة «الفن للفن». وإذا كان هناك أي فريق أو شخص من 14 آذار يعتبر أنه قادر على أن يحصل على تأييد الآخر، فأنا لا أتمسك، لكن ليس هذا الواقع الآن، لا يوجد أحد يستطع أن ينال تأييد الفريق الآخر.

* ليس هناك بحث جدي في موضوع الانتخابات الرئاسية.. لماذا؟

- بتمترس العماد عون في موقفه، فبماذا تستطيع أن تبحث؟ هذا يعني أن الفريق الآخر غير قادر على أن يبحث معك عن حال آخر، لديك حل واحد متوفر وهو أن تذهب إلى انتخابات وليفز من يستطيع أن يؤمن الأصوات المطلوبة.

 

عون تبلّغ تراجع فرصته لكن رهانه مستمر إنزعاج من الراعي لسحبه "ورقة القوة"

روزانا بومنصف/النهار/23 آب 2014

على ذمة سياسيين على تواصل بكل من بكركي والرابية ان التوتر الذي تزايد في الآونة الأخيرة بين الطرفين يرتبط في جزء كبير منه بانزعاج رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون من مواقف للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي تسحب وفق ما يقول هؤلاء ورقة قوة من يد الجنرال باعتبار ان هذه المواقف التي تنحو في اتجاه تسمية مرشحين للرئاسة الاولى تضيق هامش المناورة امامه وتقضي على فرصه في ان يكون صانع الرئيس او من يسميه. وهناك انزعاج في المقابل من جانب البطريرك الماروني لاستمرار تكتل عون في تعطيل نصاب جلسات انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية. واستتباعاً فان رسائل بمضمون انزعاج الجنرال حملها سياسيون الى بكركي من أجل ابقاء اوراق عون قوية في التفاوض على موقع الرئاسة من خلال الحصول على المطالب التي يطمح بالوصول اليها او من خلال الايحاء بان له اليد الطولى في وصول الرئيس العتيد. ويبدو بحسب السياسيين المعنيين ان عون بات يعي جيداً انعدام فرصة وصوله الى رئاسة الجمهورية ولو انه لا يزال يوحي بانه غير عازم على التراجع عما يعتبره أحقيته في انتخابه. لكنه لم يتخذ بعد الموقف الذي يسمح بالتوافق على شخصية يتم انتخابها للرئاسة.

وعلى عكس ما يستمر شائعاً بان ثمة حاجة الى من يبلغ عون ان لا فرصة لديه فانه قد تبلغ هذا الموقف فعلاً من السفراء الاجانب وسياسيين مرات عدة وبواسطة الاعلام ومباشرة، فضلاً عن تقاذف الافرقاء السياسيين كرة المكاسب او عدمها من القيام بدور من يبلغ عون باستحالة وصوله. فبعد زيارة النائب وليد جنبلاط للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله شاع على السنة سياسيين ان نصرالله لن يقوم هو بابلاغ عون عدم امكان انتخابه. وهذا الأمر ينطلق من واقع ان ليس عليه خسارة حليف قوي على الساحة الداخلية ويترك لخصومه اي تيار المستقبل ان يقطف ثمرة انفتاح بينهما لم يمر عليه بضعة اشهر. في حين ان رمي كرة لعب هذا الدور على الرئيس سعد الحريري من شانه ان يعطي الحزب ورقة قوة بما يسمح باستعادة الحزب تاثيره وضمان علاقته مع التيار العوني. وهناك في هذا الاطار من يحمل الرئيس الحريري تبعة اعطاء آمال كبيرة لعون والتي لا تزال قوية مما سمح لهذا الأخير للاعتقاد بأن الحريري يرغب في ايصاله فعلاً الى الرئاسة لكن القرار النهائي في قبوله او رفضه لا يزال لدى المملكة السعودية. ولذلك فان تبلغ عون المواقف الحاسمة بعدم امكان انتخابه لم يلغ رهانه حتى الساعة على متغيرات اقليمية قد تساهم في تغيير موقف المملكة من انتخابه أياً تكن طبيعة هذه المتغيرات. ويستند هؤلاء في حسمهم بوجود رهانات قوية على مواقف اطلقها أخيراً وزير الخارجية جبران باسيل من موقعه كصهر للجنرال عون في شرحه مقتضيات رؤية التيار للعملية الانتخابية لرئاسة الجمهورية.

بعض المطلعين يجزمون بأن الاعتقاد او الرهان بأن المملكة السعودية يمكن ان تبدل موقفها في هذا الاطار في حال التسليم جدلاً بأن هذا هو موقفها هو في غير محله لاعتبارات عدّة. فما بات ثابتاً على نحو واسع لدى مختلف الاوساط السياسية في قوى ٨ و١٤ آذار بان لا فرصة للعماد عون او لاي من المرشحين الاربعة الرئيسيين الذين اجتمعوا في بكركي. حتى ان اوساطاً عليمة تجزم بأن "حزب الله" يدرك من الاساس عدم امكان وصول عون لكنه لن يتولى هو تخييب امله في وقت قد يكون الأمر ملائماً له اقليمياً ومن أجل تعزيز اوراقه واوراق حلفائه بحيث لا يزعجه الفراغ الحاصل لاشهر في الرئاسة الاولى.

ما لا يسجل ايجابا في خانة رئيس التيار العوني ليس لدى الاوساط السياسية لخصومه بل لدى حلفائه في الدرجة الاولى هو استهانته بالفراغ في سدة الرئاسة الاولى في ظلّ انهيار اقليمي مخيف في المنطقة بما يحمله من تهديدات للمسيحيين وموقعهم ووضعهم في لبنان الى حدّ تحذير زوار سياسيين الجنرال عون من سلبيات ذلك على الوجود المسيحي الذي يفترض ان يكون معنياً به أكثر من سائر القوى الأخرى. ويندرج في اطار ردّ الفعل السياسي السلبي على تداعيات مواقف الجنرال عون في كل من البيان الذي صدر عن التيار في اجتماع تكتله الاربعاء في ٢٠ آب الجاري وتلاه الوزير باسيل في عملية توظيف غير موفقة لظاهرة داعش وممارساتها في العراق والايحاء بأن التيار هو في موقع الضحية من خلال اتهام الآخرين ضمناً بممارسات داعش ضده، وتقديم عشرة نواب من التكتل اقتراح قانون من أجل انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب. ومع ادراك كل القوى السياسية بان عون يعرف بأن هذا الاقتراح لن يأخذ طريقه الى التنفيذ، فان ثمة استهانة يعبر عنها أولاً من خلال محاولة لعب بالدستور في وقت خطير ومصيري اقليمياً خصوصاً ان اي تعديل ولو بسيط يمكن ان يجر تعديلات ومطالب للطوائف الأخرى ما قد يهدد موقع المسيحيين وحصتهم في السلطة، ومن خلال تسجيله سابقة تفتح الأبواب أمام الآخرين لاحقاً للاستفادة من هذا الاقتراح وفق حساباتهم وفي ظروف مختلفة.

 

"التيار الوطني الحر" يملأ الوقت الضائع بطرح اقتراحات "صعبة" في غير وقتها...

اميل خوري/النهار/23 آب 2014

يقول نائب في "التيار الوطني الحر" إنه لا يرى انتخابات رئاسية في المدى القريب لأن الخارج منهمك بما يجري في المنطقة ولا بدّ من انتظار وضوح الصورة لمعرفة أي رئيس ولأي لبنان... لذلك يرى وجوب المحافظة على الوضع الراهن والحد ما أمكن من الخسائر والقبول بالحد الأدنى من الأمن والاستقرار ليبقى لبنان حيّاً إلى حين يأتي دوره لتوضع عجلته على السكة ويستعيد وضعه الطبيعي وإلا ضاع لبنان ووقعت الخسارة على الجميع. ويضيف أن لا قوى 8 آذار ولا قوى 14 آذار جاهزة لانتخاب رئيس للجمهورية في الوقت الحاضر لأن ثمة من هو مرتبط بخارج لم يقل كلمته بعد. وإذا كان "حزب الله" ينتظر كلمة إيران فان "تيار المستقبل" ينتظر كلمة السعودية... هذه النظرة إلى صورة الوضع جعلت "التيار الوطني الحر" يملأ الوقت الضائع بطرح اقتراحات حتى وأن كان يصعب الأخذ بها خصوصاً في الوقت الحاضر، مثل إجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية ليتولى مجلس نواب جديد منبثق منها ويمثل إرادة الشعب تمثيلاً صحيحاً انتخاب الرئيس، ومثل تعديل الدستور لجعل انتخاب رئيس الجمهورية يتم مباشرة من الشعب، ومثل الطلب من الشريك المسلم انتخاب أحد الأقطاب الموارنة الأربعة للرئاسة الأولى.

نائب في "تيار المستقبل" ردّ على رأي زميله في "التيار الوطني الحر" بالقول إن الخارج كانت له كلمته في الانتخابات الرئاسية منذ العام 1943 ولكنه كان يراعي غالباً رأي الأكثرية النيابية أو الشعبية ولم يكن يتدخل أبداً لتعطيل الانتخابات بل على العكس كان يحترم الاستحقاقات الدستورية ويشجع على احترامها بالايحاء لمن يفضل أن يكون رئيساً، فأوحى الانكليز مثلاً بانتخاب بشارة الخوري رئيساً للجمهورية، ثم أوحوا بانتخاب كميل شمعون خلفاً له، وأوحت الولايات المتحدة الاميركية بانتخاب اللواء فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية، وكذلك فعلت سوريا إبان وصايتها على لبنان فجاءت بالرئيس الياس الهراوي ثم بالعماد إميل لحود للرئاسة الأولى، ولم يكن أي خارج يقبل ولا أي زعيم لبناني بتعطيل الانتخابات الرئاسية بإفقاد نصاب الجلسات كما يفعل الخارج اليوم بالتواطؤ مع زعماء لبنانيين، لا بل إن الرئيس حافظ الأسد حذَّر ياسر عرفات من مغبّة الاستمرار في القصف المدفعي على "فيلا منصور" التي كانت مقرّاً موقتاً لمجلس النواب بقصد تعطيل النصاب والحؤول دون انتخاب الياس سركيس رئيساً للجمهورية، حتى إن اسرائيل إبان اجتياحها جزءاً من لبنان حرصت على أن يتم انتخاب بشير الجميل رئيساً للجمهورية بنصاب الثلثين تطبيقاً للدستور.

أمّا القول بأن "تيار المستقبل" ليس جاهزاً لانتخاب رئيس للجمهورية مثله مثل كتلة "الوفاء للمقاومة" لأن كلاً منهما ينتظر كلمة الخارج، فهو قول في غير محله، وإلا لكان نواب "المستقبل" تغيبوا عن جلسات الانتخاب كغيرهم لافقاد نصاب الجلسات، لكنهم حرصوا على حضور كل الجلسات ومارسوا حقهم في انتخاب مرشحهم الدكتور سمير جعجع، في حين أن نواب "حزب الله" ونواب "تكتل التغيير والاصلاح" استمروا في مقاطعة جلسات الانتخاب، وعندما حضروا الجلسة الوحيدة لم يقترعوا لمرشح إنما اقترعوا بأوراق بيضاء... لأنهم لا يعرفون لمن يقترعون ولأن الخارج المرتبطين به لم يسمّ بعد المرشح الذي ينبغي الاقتراع له، فتحمّل هؤلاء النواب أمام الرأي العام وأمام الله والتاريخ والوطن مسؤولية تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وتعريض البلاد لخطر الفراغ الشامل. ولو صح القول إن نواب "تيار المستقبل" هم مثلهم غير جاهزين لانتخاب رئيس كما كانوا حضروا كل الجلسات وانتخبوا مرشحهم المعلن جعجع، ولما كانوا اعلنوا أنهم مستعدون لانتخاب رئيس توافقي، بل كانوا تضامنوا معهم في التغيب عنها. وهذا يعني أن إيران هي التي طلبت من حلفائها في 8 آذار تعطيل جلسات الانتخاب إلى حين تقرر تسمية المرشح المرغوب فيه. أما السعودية فلم تطلب ذلك من نواب "تيار المستقبل" ولا من غيرهم لأنها تريد إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها وليس عندها "فيتو" على أحد. الواقع أن قادة لبنان في الماضي هم غير قادتهم اليوم، والخارج الذي كان يتدخل في الانتخابات الرئاسية هو غير خارج اليوم، فالقادة في الماضي لم يكونوا يقبلون ولو للحظة تأجيل أو تأخر الانتخابات الرئاسية ولم يكن الخارج أيضاً يطلب ذلك فكانت كل الانتخابات تجرى في موعدها الدستوري. أما اليوم فلأن للخارج مصحلة في تأجيل أو تأخير إجراء الانتخابات الرئاسية إلى أجل غير معروف، فان القادة المرتبطين به يخضعون، ويا للأسف، لرأيه ويبررون ذلك أمام الرأي العام بالقول إنهم يريدون رئيساً قوياً للجمهورية من بين الأقطاب الأربعة تحقيقاً للمشاركة الصحيحة ولا يتفقون على اختيار مرشح واحد منهم يجعل الشريك المسلم مضطراً لانتخابه كما اضطر الشريك المسيحي لانتخاب المرشح الشيعي الوحيد لرئاسة المجلس والمرشح السنّي الوحيد لرئاسة الحكومة.

الحقيقة أن المسيحيين يكون لهم دور ولا أحد يستطيع أن يأخذه منهم عندما يكونون متفقين ومتحدين، ولا دور لهم حتى وإن أعطي لهم إذا كانوا متفرقين ومنقسمين.

 

كتاب مفتوح من قباني إلى سلام حول المخالفات في مشروع سد جنة

الجمعة 22 آب 2014 / وطنية - وجه النائب محمد قباني كتابا مفتوحا إلى رئيس مجلس الوزارء تمام سلام حول "فضيحة سد جنة" جاء فيه:

 "مع تأكيد اهتمامنا بتأمين وصول المياه إلى الشعب اللبناني من مختلف المصادر والمشاريع وخاصة من السدود، تابعنا مشروع سد جنة من منطلق الحرص على تصويب هذا المشروع. لكن تراكم المخالفات الهائلة من الجانبيين الفني والقانوني وإصرار وزير الطاقة على استمرار المخالفات أوجب التوجه إليكم باعتباركم المراجع العليا في البلاد لايضاح المخالفات وطلب التصدي والتصحيح.

أولا: المخالفات الفنية:

1 - خلال العام 2012 أجرت الوكالة الالمانية الرسمية BGR وهي الجهة المكلفة من الحكومة الالمانية بالتعاون التقني مع لبنان في موضوع المياه دراسات نتج عنها تقرير صدر بتاريخ 3 حزيران 2012 يقول:

أن نسبة التسرب المائي الهائلة تأكدت لهم وهي تتراوح بين 35 و52 بالمئة وهي تبدأ من ارتفاع 800 متر وحتى 860 متراً، والتسرب الأكبر بين ارتفاع 810 و820 متراً. وتصميم سد جنة هو لارتفاع 834 متراً كحد أدنى و839 متراً كحد أقصى.

وبالتالي ففي ارتفاع يزيد عن 810 أمتار يصبح التسرب حوالي المئة بالمئة. وهذا يعني أن تخزين المياه سيكون حتى ارتفاع ثمانماية وعشرة أمتار فقط. وبذلك يكون التخزين الفعلي لسد جنة 7-8 ملايين متر مكعب فقط، وليس ثلاثين مليون متر مكعب كما يعلن.

وينتهي التقرير إلى التوصية في خلاصاته (صفحة 34).

 In view of the current findings, it is strongly recommended not to go ahead with the construction of the planned Janneh dam.

والترجمة الحرفية لتقرير الوكالة الالمانية هي: " على ضوء النتائج الحالية فاننا ننصح بقوة عدم الاستمرار في بناء سسد جنة المقرر."

2 - تقرير SAFEGE:

من أجل التأكد من المعلومات كلفت مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان الشركة الاستشارية الفرنسية العالمية SAFEGE دراسة موضوع سد جنة هنا ترجمة دقيقة لفقرات مختصرة منه:

صفحة 25: ان الموقع المقترح للسد يتميز بطبيعة جيولوجية وهيدروجيولوجية معقدة لا تناسب انشاء خزان مائي.

صفحة 34 و 35: يعود ويؤكد التقرير ان طبقات الحوض ليست عازلة للمياه ويؤكد على دور الفوالق الموجودة في المنطقة في تسريب مياه بحيرة السد.

في الخلاصة صفحة 17: يؤكد التقرير امكانية تسرب مياه بحيرة السد، وذلك نظرا للطبيعة الكلسية للمنطقة، كما يعود ويؤكد على دور الفوالق الموجودة والتي تسبب تسربا للمياه خاصة على الضفة اليسرى للسد، كما يتطرق التقرير إلى وجوب حفر طبقة من الترسبات يبلغ عمقها حوالي 80 مترا لوضع أساسات السد على طبقة صخرية، ما قد يؤدي إلى صعوبات كبيرة خلال التنفيذ.

3 - كتاب المدير العام فادي قمير:

وكان المدير العام للموارد المائية والكهربائية في وزارة الطاقة والمياه الدكتور فادي قمير وهو المسؤول عن السدود، قد اعترض خطيا على مشروع سد جنة كما أعد للتلزيم، ونشر كتابه خلال شهر آذار الماضي في الصحف المحلية . ثم إنه طلب نقله من وزارة الطاقة والمياه بسبب تصرفات وزيره غير القانونية.

ثانيا: المخالفات القانونية

 إن تنفيذ سد جنة عبر مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، بالاستناد على رأي صادر عن ديوان المحاسبة بتاريخ 14/4/2009، يخالف قواعد الاختصاص التي حددها القانون لكل من الهيئات القضائية ووزارة الطاقة والمياه ومؤسسات المياه. وهذا ما أكده الرأي الصادر عن هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل.

وبالفعل:

1 - في صلاحية وزارة الطاقة والمياه

 حصر القانون بوزارة الطاقة والمياه صلاحيات محددة تتناول قطاع المياه ومنها تصميم ودرس وتنفيذ المنشآت المائية الكبرى كالسدود والبحيرات الجبلية والأنفاق وتقويم مجاري الأنهر وشبكات المياه وغيرها، ووضعها في الاستثمار ، وإنجاز معاملات الاستملاك العائدة للوزارة وللمؤسسات العامة للمياه والصرف الصحي الخاضعة لوصايتها وفقا للقوانين والأنظمة النافذة .

يتبين من صراحة هذه النصوص أن وزارة الطاقة والمياه تتمتع منفردة بصلاحية إنشاء السدود ووضعها في الاستثمار، أي بتصرف مؤسسات المياه.

إلا إن وزير الطاقة والمياه، وخلافاً للقانون الذي ينظم قطاع المياه، رفض أن تتولى وزارته تنفيذ مشروع سد جنة بحجة عدم توافر التمويل اللازم له وهو تقاعس عن تأمين تمويل خارجي عبر قروض ميسرة لتنفيذه.

2 - في صلاحيات مؤسسات المياه والصرف الصحي

 تنحصر مهام مؤسسات المياه والصرف الصحي، ومنها مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، في نطاق استثمارها بتوزيع المياه وتدخل ضمن هذه المهام درس وتنفيذ واستثمار وصيانة وتجديد المشاريع المائية لتوزيع مياه الشفة والري وجمع ومعالجة وتصريف المياه المبتذلة واقتراح تعرفات خدمات مياه الشفة والري وتصريف المياه المبتذلة .

يتبين مما تقدم أن صلاحية مؤسسات المياه تنحصر بتوزيع المياه ولم يمنحها القانون صلاحية إنشاء السدود.

3 - في الرأي الصادر عن ديوان المحاسبة:

إن ديوان المحاسبة يشكل محكمة تتولى القضاء المالي، تنحصر مهمته بالسهر على الأموال العمومية والأموال المودعة في الخزينة، ومنح القانون ديوان المحاسبة صلاحية ممارسة الرقابة الإدارية المسبقة بهدف التثبت من صحة المعاملة وانطباقها على الموازنة وأحكام القوانين والأنظمة، بحيث تخضع لهذه الرقابة نفقات صفقات اللوازم والأشغال التي تفوق قيمتها خمسة وسبعين مليون ليرة لبنانية.

ويتبين مما تقدم، أن صلاحية ديوان المحاسبة تنحصر بالقضايا المالية ولا تشمل تحديد اختصاص وزارة أو مؤسسة عامة لا سيما في حال لم تعرض عليه أية معاملة تتناول نفقات محددة بدقة إنما تتعلق بمشروع لم يباشر بتنفيذه. إلا أن ديوان المحاسبة، وبالرغم من صراحة النصوص التي ترعى اختصاصه، اصدر بتاريخ 14/4/2009، رأياً اعتبر فيه أن المشرع أعطى صلاحية بناء السدود لوزارة الطاقة والمياه إلا وان هذا النص الصريح يشكل استثناء للمبدأ العام الذي جعل تامين المياه من صلب عمل المؤسسات العامة للمياه.

4 - في الرأي الصادر عن هيئة التشريع والاستشارات

 حدد القانون صلاحيات هيئة التشريع والاستشارات، ومنها أن تتولى بناء على طلب من الوزير المختص تفسير النصوص القانونية وإبداء الرأي في الخلافات التي تنشأ بين إدارات الدولة .

إن هيئة التشريع والاستشارات اعتبرت في الاستشارة رقم 624/2009، التي أصدرتها بتاريخ 24/8/2009، انه لا يجوز قلب قواعد الاختصاص التي سنها المشترع وبمقتضاها أولى وزارة الطاقة والمياه - المديرية العامة للموارد المائية والكهربائية، ولاية واختصاص ومسؤولية إنشاء السدود ضمن الخطة العشرية للسدود والبحيرات الجبلية التي افرها مجلس الوزراء ، وان هذه المشاريع لا تدخل ضمن اختصاص المؤسسات العامة للمياه ومجالس إدارتها.

5 - رأي وزارة البيئة

 أرسل معالي وزير البيئة الأستاذ محمد المشنوق كتاباً طلب فيه وقف العمل بسد جنة.

الخلاصة:

في ضوء ما تقدم، يتبين ما يلي:

1 - إن صلاحية إنشاء السدود محصورة بوزارة الطاقة والمياه.

2 - لا يجيز القانون لمؤسسات المياه إنشاء السدود.

3 - إن ديوان المحاسبة أبدى رأيه دون أن تعرض عليه أية معاملة تتناول نفقة محددة، وهو أجاز لمؤسسة عامة الإنفاق على مشروع، تبلغ كلفته مئات المليارات، علما أن القانون نص صراحة على أن هذا المشروع لا يدخل ضمن صلاحياتها.

4 - إن هيئة التشريع والاستشارات وهي الهيئة التي تتولى تفسير القوانين اعتبرت انه لا يجوز لمؤسسات المياه إنشاء السدود.

لذلك، أتمنى على حكومتكم وضع اليد على الموضوع وبالتالي وقف تمادي وزارة الطاقة والمياه في مخالفة القوانين والمعطيات الفنية من المراجع الدولية، والعمل على اتخاذ الإجراءات لالزام الوزارة ومؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان التقيد بالقرار الصادر عن هيئة التشريع والاستشارات وبالمعلومات المحددة من المرجعيتين BGR و SAFEGE.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 22/8/2014

الجمعة 22 آب 2014

* مقدمة اخبار "تلفزيون لبنان"

محطات عدة في الخارج سجلت تطورات غير عادية. ففي غزة تواصلت الغارات الجوية والرد الصاروخي وأعدمت حماس ثمانية أشخاص متهمين بالتعاون مع الموساد.

وفي العراق إستمرت المواجهات بين الجيش وداعش وسقط عشرات المصلين في مسجد في ديالى برصاص مسلحين.

وفي سوريا التي بلغت حصيلة الصراع فيها أكثر من مئة وواحد وتسعين ألف قتيل دارت اشتباكات في مناطق عدة رافقتها غارات جوية على حلب.

وفي ليبيا غارات جوية على مواقع الميليشيات في العاصمة طرابلس الغرب.

وفي صنعاء تظاهرة ضخمة للحوثيين ضد الحكومة في ظل محادثات لوفد رئاسي في صعدة.

وفي جنوب السودان موافقة من المتمردين على نشر قوات أوغندية.

وفي أوكرانيا دخول قافلة مساعدات روسية للمناطق الشرقية واعتبار الحكومة ذلك اجتياحا.

وفي أحد المساجد في سويسرا إطلاق نار أوقع قتيلا.

محليا خبران بارزان:

- الأول إعلان هيئة العلماء المسلمين تعليق تحركها باتجاه مسألة العسكريين المفقودين.

- الثاني شرح النائب إبراهيم كنعان اقتراح انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب وسط ردود فعل معارضة.

إذن غزة تحت النار والأوروبيون يسعون في مجلس الأمن لقرار لوقف الحرب والقسام تقصف مطار بن غوريون مساء.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

محاولة النائب ميشال عون نقل المعركة الرئاسية من مكان الى مكان آخر، لم تحقق أهدافها حتى الآن على الأقل. فالطرح بجعل الانتخابات الرئاسية من الشعب وعلى دورتين ووجه بمعارضة قاسية من الخصوم، مقابل صمت لافت من الحلفاء. بل ان بعض الحلفاء بدأ يجاهر برفضه الطرح، وهو ما برز عبر الكلام الذي قاله عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ياسين جابر لوكالة الانباء المركزية. فجابر شكك في إمكان تأخير انجاز الاستحقاق الرئاسي إلى حين تعديل الدستور، معتبرا ان الاقتراح هو اجتهاد.

هذا الموقف السلبي وان بلغة ديبلوماسية، يعني أن الرئيس بري وما يمثله ضمن قوى الثامن من آذار، غير موافق على طرح العماد عون، ما يجعل الطرح في حكم الساقط سياسيا.

الجمود السياسي الواضح يقابله جمود أوضح على صعيد مفاوضات اطلاق سراح الرهائن العكسريين والامنيين. فهيئة العلماء المسلمين أعلنت بعد لقاء طويل مع رئيس الحكومة تمام سلام تعليق وساطتها لحين نضوج ظروف الحل، وافساحا في المجال امام اطراف اخرى قد تكون لها قدرة اكبر على معالجة الملف. وهذان التبريران يطرحان اسئلة كثيرة. فهل قرار الهيئة سببه المعلومات التي اشارت الى بروز تشدد لدى الجهات الخاطفة وتغييرها لائحة مطالبها؟ ام ان الامر يتعلق بدخول دولتين فاعلتين على خط الوساطة، هما قطر وتركيا، ما جعل وساطة الهيئة في المرتبة الثانية على صعيد الفاعلية؟ الجواب متروك للايام المقبلة، وان كان الانطباع الاول ان قضية الرهائن العسكريين والامنيين تواجه تعقيدات كبيرة.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

عند الحدود الجنوبية محاولة قرصنة إسرائيلية كشفتها "المنار"، وعند الحدود الشرقية مزايدات سياسية على حساب الجيش اللبناني وجنوده المختطفين ستشكفها الأيام.

عند الوزاني حاول العدو تغيير معالم الخط الأزرق مستفيدا من شح مياه النهر، فكان أهالي المنطقة بالمرصاد متكئين على رصيد من قوة المقاومة وعهودها بالدفاع عن كل شبر من لبنان في أي جهة كان.

إتجاه آخر كان في السراي الحكومي اليوم أعادت قضية العسكريين المختطفين لدى التكفيريين في جرود عرسال الى الواجهة، أعلنت هيئة العلمء إنسحابها من الوساطة بين الدولة اللبنانية وداعش وأخواتها، فأعيد الملف الى مربعه الأول وسط سيل من البلبلة والتأويل.

ساسيا ومنعا لأي تأويل عرض التيار الوطني الحر لطرحه العودة الى الشعب بإنتخاب رئيس للجمهورية. التكتل الذي عرض آلية الطرح بإنتخاب الرئيس على مرحلتين من قبل الشعب، أكد "أن الهدف ليس تغيير النظام، وإنما إسنادا له، وإستنادا اليه لأن الشعب هو صاحب الحق الأساسي في إختيار رئيسه".

خيار الشعب الفلسطيني بمقاومته المحتل بقي أولوية. صواريخ غزة قتلت مستوطنا في تل أبيب وأصابت نحو عشرة آخرين بجروح، فيما حكومة العدو تحكمها الحيرة السياسية والعسكرية، ولم تبقي في يدها إلا المجازر بحق مدنيي غزة، مما رفع عداد الشهداء من الأطفال والنساء.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

هيئة العلماء المسلمين تعلن تعليق وساطتها في قضية العسكريين المخطوفين، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم يلتقي الرئيس بري، فهل من علاقة غير مباشرة بين تجميد العلماء لتحركهم وبين حركة اللواء إبراهيم؟

في إنتظار الجواب فإن ما هو واضح أن ملف المخطوفين ما زال في البدايات وقد يكون مرتبطا بأكثر من عاصمة معنية.

عراقيا، مذبحة إطلاق نار في أحد المساجد أدت إلى سقوط نحو سبعين قتيلا.

أما في الشأن الغزاوي فإن حركة حماس ردت على اغتيال ثلاثة من قادة القسام بإعدام ثمانية عشر فلسطينيا إتهمتهم بالتعامل مع إسرائيل.

في الملفات الداخلية البحتة، لم يحرك المياه الراكدة سوى الإقتراح الذي تقدم به "تكتل التغيير والإصلاح" بإنتخاب رئيس الجمهورية من الشعب، هذا الإقتراح لقي ردات فعل غير مرحبة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أن بي أن"

المراوحة هي التي تتحكم بالعناوين والملفات المحلية، لا سيما ما يتصل منها بالأزمتين: الرئاسية والنيابية. الرئيس نبيه بري إنطلق من هذا الواقع ليحدد أولويات المرحلة: الرئاسة، تم تفعيل المؤسسات. وتساءل لماذا طرح التمديد للمجلس ولا يزال أمامنا بعض الوقت الكافي لإنجاز الإستحقاق الرئاسي؟

تكتل التغيير والإصلاح قدم مرافعته الإنتخابية بشأن إنتخاب الرئيس من الشعب. وهيئة العلماء المسلمين قدمت مطالعتها التفاوضية على طاولة السراي الحكومي، واصدرت خلاصتها بوقف مساعيها التفاوضية في قضية خطف عسكريي الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في معركة عرسال التي دخلت أسبوعها الرابع.

من هنا تبرز الأسئلة عم بعد؟ الجيش من جهته لن يغير بأية معادلة ميدانية، فماذا عن الحكومة بعد محاولة المسلحين إنتهاز القضية للافراج عن الموقوف الخطير أبو أحمد جمعة الذي أدلى بإعترافات حول مخططات إرهابية لضرب أمن البلاد؟

إقليميا، ثمة تطور مثير عبرت عنه واشنطن بإعلانها أن الضربات الجوية التي تنفذها في العراق غير كافية، وأن هزيمة داعش تتطلب ضربها في سوريا، فهل يعني هذا الإعلان مقدمة لتنسيق مع دمشق؟ وماذا سيكون رد العاصمة السورية؟

في الميدان أفشلت وحدات الجيش الهجوم الثاني لداعش في الرقة بعد معارك سقط فيها أكثر من مئة وأربعين قتيلا في صفوف المسلحين، في وقت إستعاد فيه الجيش السوري السيطرة على منطقة الجبلية في حلب وكتيبة الأمن المركزي القريبتين من السجن.

فلسطينيا واصلت قوات الإحتلال غاراتها وإعتداءاتها على قطاع غزة، متحدية العالم. المقاومة ردت بدورها بإطلاق صواريخها، فطالت القدس المحتلة ومطار بن غورين والعديد من المستوطنات الصهيونية.

وفي الشأن الدبلوماسي يسعى الأوروبيون لإستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لتحقيق وقف لإطلاق النار دون أن تتظهر إشارات حول إجتماعات حصلت في الدوحة بعد فشل مفاوضات القاهرة.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

العد العكسي لدخول الشغور الرئاسي شهره الرابع، إنطلق ليسبقه "تكتل التغيير والاصلاح" بالحديث عن الخلفيات والأسباب الموجبة لإقتراحه إنتخاب رئيس الجمهورية من الشعب.

وفي الإقتراح الجديد وفق مصادر سياسية إدخال للاستحقاق الرئاسي في دائرة المجهول، وإبعاد للاهتمامات عن ضرورة إنجاز الإستحقاق الذي تحتاج اليه البلاد في مرحلة تلف الحرائق المنطقة ومن كل الإتجاهات.

وفيما من المتوقع أن تتوالى ردود الفعل على الإقتراح المقدم في التوقيت الخاطئ، فإن ما سجل اليوم رد من "القوات اللبنانية" على بيان "الإصلاح والتغيير" الأخير وعلى إقتراح القانون بتأكيد النائب فادي كرم أن "الإصلاح والتغيير" الذي يتباكى على الوجود المسيحي لربما نسي أو تناسى أنه هو وداعش وجهان لعملة واحدة، فداعش تفرغ الموصل من الوجود المسيحي وهو يفرغ الجمهورية اللبنانية من الوجود السياسي للمسيحيين.

أما الرئيس أمين الجميل فوصف من بكركي الإقتراح العوني الجديد بأنه ملهاة للناس، في حين يجب أن ينتخب رئيس للجمهورية، ولفت الى "أن هناك فريقا يعطل النصاب في مجلس النواب ونتائجه مدمرة للبنان والمسيحيين".

في جديد قضية الجنود المختطفين لدى داعش والنصرة إعلان هيئة العلماء المسلمين تعليق وساطتها.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أو تي في"

مشهد المسيحيين والإزيديين المشردين الجائعين الهائمين على وجوههم حفاة عراة في نينوى وقره قوش وسنجار، لم يحرك المجتمع الغربي ولم تذرف اميركا دمعة واحدة أمام حقول القتل الممتدة من العراق الى غزة، لكنها إستنفرت وجيشت وسائل الإعلام والرأي العام والإستخبارات والسفارات لمتابعة قضية إعدام أحد رعاياها المراسل جيمس فولي الذي أطلق ذبحه شرارة الحرب على داعش أميركيا وأوروبيا وعربيا، ليس حبا بالمسيحيين والإزيديين، بل حفاظا على المصالح والحدود المرسومة بالنفظ والغاز، وبعدما أخلت داعش بشروط اللعبة.

وفي فلسطين إنتقلت إسرائيل الى حرب الإغتيالات والتصفيات بعد فشلها في إحتلال غزة وإخضاع حماس عسكريا وفرض شروط الإستسلام عليها سياسيا في مفاوضات القاهرة، فإستعاضت عن القتال بالإغتيال وتحويل المواجهة الى حرب مفتوحة على السحاتين السورية والعراقية.

وفي لبنان أضيفت تعقيدات جديدة الى ملف العسكريين المخطوفين تمثلت بإعلان هيئة العلماء المسلمين ومن السراي الحكومي تعليق وساطتها على خلفية دخول أطراف آخرين على خط الوساطة.

مصادر رسمية أكدت لل "أو تي في" "أن مطالب المسلحين تزداد وتتصاعد بإتجاه الإفراج عن موقوفين خطرين، والتعهد بضمان حرية تنقلهم وتحركهم بين الداخل السوري والسلسلة الشرقية، بمعنى توفير ممر آمن وملاذ للارهابيين بضمانة لبنانية، وهو أمر لم تقبل به الحكومة بأي شكل من الأشكال".

المصادر أكدت لل"أو تي في" "أن التعقيدات المحيطة بالملف هي التي دفعت الهيئة الى تعليق وساطتها"، وشددت عى "أن الدولة اللبنانية ستعهد بالملف الى من هو قادر وخبير وجدير بتحمل هذه المسؤولية لتحرير العسكريين من دون التفريط بالكرامة والسيادة اللبنانيين".

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

إنسحبت هيئة العلماء المسلمين من التفاوض على إطلاق سراح العسكريين، علقت وساطتها وأودعت قرارها لدى رئيس الحكومة تمام سلام فسحا في المجال أمام طرف آخر للتدخل. شكر الله سعيكم لكن، أي ظروف أملت هذا القرار؟ ومن هي الأطراف البديلة؟ ومن هي الجهة الخاطفة التي كانوا يفاوضونها؟

لكون الصورة لم تظهر حتى اليوم سوى المدعو مصطفى الحجيري كمضيف ومنقذ وصاحب "طاقية الإخفاء" الطرف الآخر الذي سيكمل طريق التفاوض هو اللواء عباس إبراهيم الذي رصدت له زيارة لتركيا في اليومين الماضيين، مع سعي لإشراك الطرفين التركي والقطري في هذا الملف على جري عمليات التفاوض في عمليات سابقة. وتقول المعلومات "إن اللواء إبراهيم سيكون أمام مواجهة صعبة ومعقدة وربما تأخذ وقتا"، لكن الخاطفين والعسكريين لم ينتقلوا إلى مكان آخر وما زالوا في جرود عرسال، ويعول ذوو المخطوفين على دور المدير العام للأمن العام في هذه العملية نظرا إلى خبرة اكتسبها من خطوط التفاوض بين أعزاز ومعلولا وغيرها من مخطوفي الجملة وآخرين بالمفرق، على أن أول الخيط يبدأ بالاطلاع على مطالب الخاطفين.

وتقول هيئة العلماء إنها ليست تعجيزية ولم تعرف ما إذا كانت الشروط متعلقة فعلا بإنهاء دور "حزب الله" في سوريا، أم بإطلاق سراح موقوفين إسلاميين من رومية كما تردد.

وبعيدا من مطالب الجهة الخاطفة فإن القضاء اللبناني برعاية وزير العدل يخفف من وطأة سجن رومية ويفرج عن المحظيين بالتقسيط من عامر أريج إلى أبو تيمور الدندشي، واليوم "الليزا" حسن خلف وقبله أحد أفراد خلية القلمون الإرهابية وسام أحمد القص بكفالة لا تتجاوز خمس مئة ألف ليرة.

الإرهاب "ببلاش" فإما أن يكون هؤلاء أبرياء ويرفعون دعوى على دولتهم لأنها شوهت سمعتهم وألصقت بهم تهما إرهابية، وإما أن الدولة تسهل في قراراتها مهمة الإنتماء إلى تنظيمات إرهابية مسلحة، وما من منطقة وسط بين الاثنتين، ووزير العدل الذي يعتبر "داعش" و"حزب الله" وجهين لعملة واحدة، عليه إعادة التحقق من إخلاءات السبيل أو سيكون أشرف ريفي ومن أطلق سراحهم وجهين لمحور واحد.

سياسيا الداعشية أيضا تدخل شعارا للالغاء وقد إستخدمت أسلحتها من الرابية الى معراب وفتحت "القوات اللبنانية" على "التيار الوطني" حرب أوصاف تذكر بالإلغاء الأول كإتهام العونيين بالفساد وروائح الصفقات والسمسمرات والأعطال وتكفير وترهيب الإعتدال في لبنان. ما ساقه النائب فادي كرم في حق "التيار العوني" ليس مغفورا لحزب يمتعض من نكء ملفاته، ولاسيما الحربية منها، لكن ما أعلنه النائب إبراهيم كنعان أيضا بإسم "الوطنية"، ليس إلا شعارا لا يخفي خلفه إلا لوثة طائفية مذهبية أصبحت بغيضة، فإذا أردتم رئيسا من الشعب فليكن منزوع الطائفة ومداورة على الجميع.

 

سلام سلم سفراء رسائل الى الملوك والرؤساء العرب لتقاسم أعباء العجز المقدر ب280 مليون دولار لتغطية نفقات اعادة اعمار نهر البارد

الجمعة 22 آب 2014 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، في السراي اليوم، في حضور رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني الوزير السابق الدكتور حسن منيمنة، سفراء كل من الدول العربية: المملكة العربية السعودية (القائم بالاعمال عبدالله الزهراني)، الكويت عبد العال القناعي، قطر علي بن حمد المري، العراق رعد محمد رشاد شهاب الالوسي، الجزائر القائم بالأعمال عبد المالك تغرغار، دولة الإمارات العربية المتحدة

القائم بالاعمال حمد محمد الجنيبي، وسلطنة عمان القائم بالاعمال احمد الحاريفي، وسلمهم رسالة الى الملوك والرؤساء والأمراء العرب، تتناول "تنفيذ الوعود التي سبق للدول العربية ان قطعتها لدعم مشروع استكمال إعمار مخيم نهر البارد".  وعرض الرئيس سلام في مستهل حديثه "لجملة الأوضاع العربية وما تفرضه من تحديات لا بد من النهوض بأعبائها". وأشاد ب"أهمية المساعدات السعودية التي قدمتها المملكة الى الجيش والقوى الأمنية".  وتوقف "أمام ما يشهده كل من العراق الشقيق ووقوفه في مواجهة خطر إرهاب "داعش"، وقطاع غزة في أعقاب إنهيار الهدنة بفعل تعنت الجانب الاسرائيلي وإصراره على الاستمرار في حصاره الخانق للقطاع وأهله".  وتم تسليم السفراء نص الرسالة التي شرحت "أوضاع الفلسطينيين في لبنان عموما ولا سيما مع تهجير أكثر من ثمانين ألفا منهم من مخيمات سورية منذ اندلاع الأزمة السورية الاخيرة ولجوء قسم كبير منهم الى منطقة مخيم نهر البارد وجواره في شمال لبنان، الامر الذي فاقم من مشكلة الاكتظاظ السكاني الحادة، وزاد من حدة الضغط على الدولة ومؤسساتها لتوفير الخدمات المطلوبة المتعثرة في تلك المنطقة". وتعزو الرسالة "السبب في هذا كله الى ما حل بالمخيم من تدمير شامل عام 2007، نتيجة الاشتباكات التي اندلعت بين الجيش، من جهة، وجماعة " فتح الإسلام"، من جهة أخرى بحيث تسبب هذا التدمير بتشريد أكثر من 30,000 لاجئ فلسطيني من بيوتهم ومصادر رزقهم".

وأشارت الرسالة الى أنه "تداركا لهذا الوضع الكارثي والمأسوي، فقد دعت الحكومة اللبنانية في حزيران من العام 2008، إلى عقد مؤتمر للدول المانحة في العاصمة النمسوية فيينا، بهدف توفير الدعم اللازم لإعادة إعمار مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين والمناطق المجاورة له. وقد تعهدت في هذا المؤتمر الدول العربية لدولة رئيس الحكومة اللبنانية آنذاك الرئيس فؤاد السنيورة المساهمة في تغطية نصف كلفة الإعمار، على أن تغطي الدول الغربية النصف الآخر من ميزانية المشروع".

وأعلنت "نجاح الجهود في توفير ما يقارب نصف المبالغ المطلوبة من أجل إعادة بناء مخيم نهر البارد وجواره، بمساهمة مباشرة من بعض الدول الغربية والعربية، وتقدر قيمة المبلغ الذي توافر حتى تاريخه بنحو 188 مليون دولار اميركي من أصل 345 دولار، عدا عن كلفة إعمار المناطق المحيطة بالمخيم ومخيم البداوي المقدرة ب 122 مليون دولار اضافي.

بيد أن عدم توفير المبالغ المقررة، لتمويل الأعمال المتبقية والمطلوبة لإنجاز مشروع الإعمار، باتت تهدد إستمرار المشروع، ووقف أعمال البناء مع بداية العام 2015".

وأعربت المذكرة الى أن "الحكومة اللبنانية، اذ تتطلع الى الأشقاء العرب لتقاسم هذه الأعباء وتغطية العجز الذي يقارب 280 مليون دولار، تطرح هذ الأمر بإلحاح، بهدف إعادة النازحين الى أماكن إقامتهم، وتجنبا للآثار الاجتماعية والإفرازات الأمنية الخطيرة التي قد تنتج من توقف هذا المشروع الحيوي، وما يتسبب به تشريد عشرات الألوف من الفلسطينيين من تهديد للسلم الأهلي في لبنان وزعزعة للاستقرار الأمني والاجتماعي في المخيمات الفلسطيينة. في ظل ظروف أقل ما يقال فيها أنها تتدحرج ككرة النار وتضع لبنان في دائرة الخطر المحدق وقلب العاصفة، علما أن الحكومة تسعي دوما إلى استيعاب وعلاج الوضع المتردي للنازحين الفسطينيين من سوريا، الذين ازداد عددهم بشكل كبير، ولم تعد" الأونروا قادرة عن تلبية حاجاتهم الملحة".

سفير مصر وبهية الحريري

واستقبل الرئيس سلام رئيسة لجنة التربية النيابية النائب بهية الحريري التي اطلعته على التحضيرات لاحياء ذكرى اعلان دولة لبنان الكبير في الاول من ايلول المقبل.

ومن زوار الرئيس سلام: سفير مصر اشرف محمد حمدي سعد، سفيرا لبنان لدى الفاتيكان جورج خوري ولدى الاونيسكو خليل كرم.

 

سلام تبلغ من هيئة علماء المسلمين تعليق وساطتها مبدئيا إفساحا في المجال أمام أطراف أخرى

الجمعة 22 آب 2014 / وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بعد ظهر اليوم، وفدا من هيئة علماء المسلمين ضم المشايخ: عدنان امامة، احمد الكردي، غيث الصلح، سميح عزالدين وابراهيم بيضون. بعد اللقاء، أذاع امامة بيانا باسم الهيئة جاء فيه: "بعد الأحداث الأليمة التي حلت في عرسال واستشعارا منها لخطر تمدد النار السورية الى لبنان، وحقنا لمزيد من الدماء البريئة، تقدمت هيئة علماء المسلمين في لبنان بمبادرة حظيت بموافقة الحكومة اللبنانية ونجحت في نزع فتيل الفتنة من لبنان، ولا يخفى على احد ان ملفا بهذا الحجم والتعقيد دونه صعوبات كثيرة وتحديات أكبر من قدرة الهيئة منفردة. لذا أرتات الهيئة تعليق وساطتها مبدئيا لحين إنضاج ظروف أفضل وإفساحا في المجال لإطراف أخرى قد يكون لها قدرة أكبر على تسوية هذا الملف، وتضع الهيئة إمكانتها بتصرف رئيس الحكومة ومجلس الوزراء وقيادة الجيش لتلبية أي واجب وطني وإنساني تجاه لبنان واللبنانيين. وتشكر هيئة علماء المسلمين كل من ساهم وساعد في ما وصلت اليه من حقن للدماء وإطلاق لبعض المحتجزين وحفظا للوطن ودرءا للفتنة. ونتمنى على وسائل الاعلام التعاطي مع هذا الملف الحساس بمسؤولية بالغة وبروح وطنية جامعة حرصا على سلامة العسكريين ومشاعر ذويهم".

وفد العمالي

واستقبل سلام وفدا من الاتحاد العمالي العام برئاسة غسان غصن الذي قال على الاثر: "تشرفنا بلقاء دولة الرئيس تمام سلام لطرح المسائل الملحة والمستعجلة لا سيما وانه قد آن الآوان للبت بموضوع سلسلة الرتب والرواتب والانتهاء من هذا الموضوع خصوصا وان موظفي القطاع العام اصحاب حق في هذا الامر، وان ما يطالبون به يأتي بعد معاناة طويلة فلا بد من انصافهم خصوصا وان هؤلاء الموظفين يقدمون للدولة واجبهم، فضلا عن القطاعات الاخرى المرتبطة بموظفي القطاع العام في كافة الاسلاك سواء كانت مدنية او عسكرية، وكلنا نعرف معاناة ورواتب واجور هؤلاء الموظفين، بالاضافة الى المتقاعدين والمتعاقدين الذين يشكلون على مستوى الادارة العامة ما يوازي نصفها من عمال متعاقدين ومياومين وأجراء وغب الطلب وكافة التسميات التي لا تنصف العمال وتعطيهم حقوقهم".

أضاف: "ان مشكلة كهرباء لبنان وما صدر من قانون لانصاف العمال يبدو انه عالق بين الادارة والمياومين الذين أيضا يجب ايجاد حل لانصافهم وعددهم يتجاوز 1800 مياوم لهم حقوق اسوة بغيرهم بحيث يتقدمون الى الامتحانات لملء الشواغر، ولقد بادر الاتحاد العمالي العام وبحث مع دولة الرئيس في معالجة هذا الامر وسنستكمل البحث مع مدير عام ورئيس مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك للانتهاء من هذا الوضع وعودة مؤسسة كهرباء لبنان للقيام بعملها". وتابع: "الامر الآخر مرتبط بالاجور والذي تم الاتفاق عليه ما بين الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية والحكومة في استمرارية تصحيح الاجور بشكل دوري وسنوي، ولقد مضى على آخر تصحيح للاجور أربع سنوات مما راكم معدلات غلاء المعيشة حيث بلغت 38% هذا الرقم يجب أن يعالج الآن قبل الغد بحيث تتراكم اكثر فأكثر معدلات غلاء المعيشة وتستهللك القدرة الشرائية عند المواطنين. وآخر ما صدر عن الاحصاء المركزي يشير الى ان نسبة غلاء المعيشة هذا الشهر زادت عن معدل السنة الماضية 2,5% مما يدل على ان مكافحة غلاء المعيشة هي مسؤولية الحكومة مجتمعة وكل وزارة على حدة وزارة الاقتصاد تحديدا للحد من جشع وفلتان الاسعار لكي لا يتحمل المواطن الجزء الكبير منها".

وقال: "أما في موضوع الضمان الاجتماعي وبعد الخلوة التي عقدها، هناك امر ملح ايضا في ما يتعلق بتأمين التغطية الصحية للمضمونين بعد بلوغ السن وهذا ما اتفقنا عليه مع دولة رئيس الحكومة بتفعيل هذا الموضوع بحيث يكون هناك اقتراح قانون معجل مكرر في اول جلسة للمجلس النيابي للبت بتأمين التغطية الصحية لكافة المضمونين بعد بلوغ سن التقاعد".

فارس

كما استقبل سلام النائب مروان فارس وبحث معه التطورات الداخلية، اضافة الى شؤون تتعلق بمنطقة البقاع.

لقاء بيروت

والتقى ايضا، وفدا من "لقاء بيروت" وتم التطرق الى اوضاع العاصمة والشأن السياسي العام.

 

الراعي استقبل مقبل وزعيتر والحريري وأمين الجميل أكد أن ما يحصل خيانة لموقع الرئاسة ودور المسيحيين ومصداقية لبنان

الجمعة 22 آب 2014 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، النائبة بهية الحريري التي سلمته دعوة إلى حضور حفل الاستقبال الذي سيقام في الذكرى ال94 لإعلان دولة لبنان الكبير، ويحمل عنوان: "بيروت عاصمة المواطنة اللبنانية".

مقبل وزعيتر

والتقى الراعي ظهرا، نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل ووزير الأشغال العامة غازي زعيتر، وجرى البحث في مواضيع تتعلق بالشأنين السياسي والإنمائي على الساحة المحلية.

بعد اللقاء، قال مقبل: "إن زيارة الصرح هي لالتماس البركة والاستماع إلى توجيهات صاحب الغبطة، لأنه المرجع الوحيد القادر على فرض حل في هذا البلد لانتخاب رئيس للجمهورية لننتهي من هذه المتاهة التي نعيش فيها".

أمين الجميل

واستقبل الراعي، بعد الظهر، رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل، وجرى عرض لوضع المسيحيين في العراق وللملف الرئاسي اللبناني.

بعد اللقاء، أعرب الجميل عن "تقديره للمبادرة التي قام بها بطاركة الشرق، والتي تمثلت بزيارتهم للنازحين المسيحيين في اربيل"، وقال: "تداولت مع غبطة البطريرك بموضوع سفره الى العراق، والذي كان من أهم المبادرات التي اتخذت في الآونة الاخيرة، نظرا لمعاناة الشعب العراقي بكل مكوناته، ولا سيما المسيحية منها. ما يحصل اليوم في العراق يجب أن يكون بمثابة إشارة إلى الجميع، لأنه ليس بعمل منفرد أو غير مرتبط بكامل الوضع في العالم العربي. فما يحصل في سوريا والعراق خطير جدا. أما ما يشهده عدد من الدول العربية الأخرى فحدث ولا حرج. لذلك، علينا أن نتعلم العبرة، مما يحصل في العراق. والمبادرة التي قام بها غبطته مع سائر البطاركة كانت، اضافة إلى كونها بلسما لجروح اخوتنا في هذه المنطقة، رسالة للأقربين والأبعدين للحض على ضرورة اتخاذ القرارات في أسرع وقت ممكن واتخاذ المبادرات لوضع حد لتلك المأساة". أضاف: "نعرف تماما أن هذه الطوائف هي من مكونات المجتمع المشرقي والعربي، وحرام التفريط بها. إنها غنى للمنطقة، والاستغناء عنها يكون كإعادة المنطقة الى عهد الجاهلية، ودفعها الى الإقتتال بين كل الطوائف. وعندئذ ما من أحد سيكون في منأى عن تداعيات هذا النوع من التصرفات والأعمال الإجرامية. ونأمل من هذه المبادرة ان تكون لها متابعة. وكما فهمت من غبطته، هناك تحرك في هذا الإطار في اتجاه روما واميركا، وهذه خطوات ضرورية لتعبئة الرأي العام الدولي الذي لا يحق له البقاء كمتفرج على هذه المأساة لأنها إذا تمادت كما هي عليه اليوم فستنتقل الى الغرب بالذات".

وتابع: "نعلم أن المجتمع الغربي ليس في منأى عن هذه المخاطر، وإذا أراد حماية نفسه لا بد له من أن يتخذ اجراء فوريا، ويحمي هذه المناطق من تداعيات هذه الدعوات التكفيرية التي تعصف في العراق وسوريا. ولقد ذقنا طعمها أخيرا في عرسال. نحن نبارك هذا التحرك، ونشكر القيمين عليه، ونأمل من المجتمع الدولي أن يتبلغ الرسالة، وأن تكون هذه بداية خير، وخطوة أولى من أجل معالجة الامور لكي نخفف من معاناة هذا الشعب سواء أكان في سوريا أم العراق أم لبنان أم بعض الدول العربية الأخرى".

وردا على سؤال حول الملف الرئاسي، قال الجميل: "تم التطرق مع صاحب الغبطة الى هذا الموضوع. وبالنسبة إلى الإقتراحات الغريبة التي اتحفنا بها البعض من تعديل للدستور وانتخاب رئيس للجمهورية من الشعب، فهذا اقتراح كنت قد طرحته منذ نحو 25 عاما، وورد في كتاب رؤية للمستقبل الذي أصدرته في ذلك الحين. لقد تأخرنا اليوم نحو 25 أو 30 سنة عن الموضوع. ففي ذلك الوقت كان يمكن لهذا الإقتراح أن يكون قابلا للتنفيذ، وإنما في الوقت الحاضر أعتقد أنه بمثابة تعطيل لمسار الرئاسة، ولا نعرف ما هي النوايا من خلفه، ولكن يمكننا القول إن النتائج مدمرة لمصلحة لبنان، ومدمرة لمصلحة المسيحيين الذين هم في أمس الحاجة إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن. ويمكن ان يطرح الأمر بعد 20 سنة، إنما اليوم ليس علينا التلهي بالقشور، فهذه ملهاة للناس، وتحويل للأهداف التي نسعى اليها اليوم، وهي انتخاب رئيس للجمهورية، وخصوصا في هذه الحقبة التي نعيشها مع معاناة المسيحيين في كل مكان من حولنا".

أضاف: "أعتقد أن جميع المسيحيين ينظرون الى انتخاب رئيس جمهورية للبنان لأنه البلد الوحيد الذي يترأسه رئيس مسيحي، ونحن نفرط بهذه النعمة، وبهذا الإمتياز، وبدور لبنان من خلال تعطيل دور رئاسة الجمهورية. وما يحصل هو بمثابة خيانة لموقع الرئاسة ودور المسيحيين ومصداقية لبنان ودوره، خصوصا في هذه المرحلة التي نحن في أمس الحاجة فيها إلى تعزيز دور الرئاسة اللبنانية لتكون محاورا أساسيا باسم لبنان وأن يلعب دوره على الصعيد العربي، لأن العرب في حاجة كذلك الأمر الى لبنان والى دور الرئيس اللبناني". وردا على سؤال حول الشخصية القادرة على حلحلة الملف الرئاسي، قال: "قبل الحديث عن شخصية الرئيس، يجب الإشارة الى أن هناك من يعطل النصاب، ويجب القيام بمبادرة تجاه حزب الله والتيار الوطني الحر بهدف فتح مجلس النواب، فالامر لا يتعلق بشخص معين لإطلاق مبادرة بهدف اتمام الملف الرئاسي، وانما هناك تحرك معين تحدثنا مع غبطته عنه، وهناك افكار محددة للقاء سيتم في بكركي نبحث خلاله هذا الأمر بالذات. لن نتحدث حاليا عن الامر لئلا نستبق المراحل. وعلى ضوء الإتصالات التي سنقوم بها ابتداء من اليوم، نتأمل ربما ورغم صعوبة الامر أن تحرك هذه المبادرة الجمود الذي نغرق فيه اليوم".

 

الرئيس الجميل: إقتراح عون يدمّر لبنان والمسيحيين فيه ويخون موقع الرئاسة

وكالات/٢٢ اب ٢٠١٤ /رفض رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل اقتراح التيار الوطني الحر بانتخاب رئيس مباشرة من الشعب. ولفت الجميل بعد لقائه البطريرك الماروني مار بشارة الراعي في بكركي الى أنه 'بالنسبة للاقتراحات الغريبة العجيبة التي يتحفنا بها البعض بالنسبة لانتخاب الرئيس من الشعب، تقدمت بمثل هذا الاقتراح من 25 سنة، ولكن اليوم نحن متأخرون عنه 25 سنة، وفي ذلك الوقت يمكن كان قابل للتنفيذ، لكن اليوم نتائجه مدمرة بالنسبة إلى اللبنانين وبالنسبة الى المسيحيين الذين بحاجة الى انتخاب الرئيس”، معتبرا أنه 'من الممكن طرح هذا الاقتراح في المستقبل لكن لا يجب أن نلهي الناس عن هدف انتخاب رئيس الجمهورية”. ورأى الجميل أن 'كل المسيحيين ينظرون الى انتخاب رئيس الجمهورية ونحن نفرط بهذه النعمة وهذا الامتياز من خلال تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية وما يحصل هو بمثابة خيانة لموقع الرئاسة ولدور لبنان في هذا المرحلة”، موضحا أن 'هناك فريق يعطل النصاب قبل البحث في شخصية الرئيس من خلال الدخول الى المجلس النيابي”. واعتبر أنه 'يجب أن يكون هناك مبادرة باتجاه 'حزب الله” و”التيار الوطني الحر” من أجل اعادة فتح مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية”، مشيرا الى أن 'هناك أفكارا محددة للقاء معين يتم في بكركي، ولا أريد الدخول في التفاصيل لأن هذا الأمر يحتاج إلى المزيد من البحث، وعلى ضوء الاتصالات ربما تتمكن هذه المبادرة من تحريك الجمود الذي نغرق به اليوم”.

 

النائب فادي كرم: تكتل الاصلاح والتغيير يضخم الخطر ويعرقل كل حل لا ينسجم مع اجندة المحور المنتمي اليه

الجمعة 22 آب 2014 /وطنية - رد عضو كتلة القوات اللبنانية النائب فادي كرم على بيان تكتل "التغيير والإصلاح" في مؤتمر صحافي في معراب، حيث قال ان البيان الأخير للتكتل والذي تلاه الوزير جبران باسيل "لم يشذ عن لغة الاتهامات التي عودنا التكتل المذكور على سوقها بحق الجميع، منذ سنوات وسنوات". أضاف: "لقد اراد تكتل التغيير والإصلاح مرة أخرى ان يرمي بتقصيره وفساده وارتكاباته وخياره السياسي المميت، على اخصامه السياسيين، بغية تصوير نفسه بمظهر المنزه، الوطني، الشريف، فيما روائح صفقاته وسمسراته المائية والكهربائية والاتصالاتية والنفطية، ليست خافية على احد، لكأن قدر اللبنانيين مع من يدعي "الإصلاح والتغيير" أن يحصلوا على القليل من الكهرباء والماء والإتصالات والخدمات، والكثير من الفضائح والسمسرات والصفقات والأعطال..."

وأشار الى ان "تكتل "الإصلاح والتغيير" الذي يتباكى على الوجود المسيحي، لربما نسي او تناسى، أنه هو وداعش وجهان لعملة واحدة. فداعش تفرغ الموصل من الوجود المادي للمسيحيين، اما تكتل "الإصلاح والتغيير" فيفرغ الجمهورية اللبنانية من الوجود السياسي للمسيحيين، وداعش تقتل وترتكب وترهب المسيحيين وغير المسيحيين، اما قوى 8 آذار التي ينتمي اليها تكتل "الإصلاح والتغيير"، فتتمنع عن تسليم المتهمين باغتيال القيادات المسيحية وغير المسيحية، وتتلطى عمن فجر عشرات الحقائب في شوارع وازقة المناطق المسيحية طيلة العام 2005 وحتى العام 2007".

ورأى ان "داعش تقضي على المعتدلين من جميع الأطراف، فيما قوى 8 آذار جعلت شغلها الشاغل إقصاء وتكفير وترهيب قوى الإعتدال في لبنان، من اغتيال الرئيس رفيق الحريري وصولا الى 7 ايار، ومن إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، وصولا الى محاولة اغتيال الدكتور جعجع واغتيال اللواء وسام الحسن، مرورا بقصة "وان واي تيكيت" الشهيرة".

وسأل كرم: "من هو المستفيد من إغتيال شخصية سنية معتدلة ومنفتحة كمحمد شطح، سوى التكفيريين الذين جعل تكتل الاصلاح والتغيير اخبارهم وفتاويهم وادق تفاصيلهم، شغله الشاغل؟ إن من قتل قوى الإعتدال السني وغير السني في لبنان، هو نفسه من حارب قوى الإعتدال في سوريا، وهو نفسه من سهل لمجرمي داعش الأرضية اللازمة، وذيل لهم للإنقضاض على مناضلي الجيش السوري الحر. من يجوز له انتقاد داعش هو من احتضن الإعتدال السني، وليس من همشه واقصاه ونفاه واغتاله ويتمنع حتى اللحظة عن المثول امام العدالة الدولية...".

واعتبر "ان تكتل الاصلاح والتغيير الذي يتباكى اليوم على الوجود المسيحي، لربما نسي ايضا او تناسى، ان زعيمه العماد ميشال عون كان اول من تمنى على السيد حسن نصرالله "الإنقضاض على البيئة المسيحية"، مثلما نقلت عنه جريدة السفير في 17 تموز 2010، ولم ينفه هو بالرغم من كل شيء. كما ان التكتل المذكور نسي ايضا أن عماده كان ايضا اول من اتهم النظام في سوريا، بخلق وتشجيع وتضخيم الحركات الأصولية التكفيرية، من اجل ان يتسنى له لعب دور "الإطفائي المهووس"، فيشعل النيران عبر هذه الحركات، ثم يخرج امام الرأي العام العربي والدولي ليدعي أنه منقذ الشعوب ومخلصها من نير التكفيرية!".

وشدد كرم على ان "ما يرتكب اليوم في العراق على يد داعش هو مدان ومرفوض ومستنكر من قبل جميع الأطراف الأساسية في لبنان دون استثناء. ولكن الفارق بين استنكار تكتل الاصلاح والتغيير واستنكار سواه، هو ان التكتل المذكور يهمه تضخيم الخطر والنفخ في نيرانه، ليس حرصا على امن وحرية الأقليات، ولا خوفا على المسيحيين، وإنما لتأكيد صوابية خياره في التحالف مع الديكتاتورية، ورغبة منه بكسب بعض الأصوات الإنتخابية في الدوائر المسيحية التي بات يعاني من إفلاس شعبي فيها، بفعل استخفافه بعظات سيد بكركي، وإمعانه في إفراغ موقع الرئاسة".

وقال: "الفارق هو ان تكتل الاصلاح والتغيير يضخم الخطر من دون ان يطرح اي حل، لا بل هو يعرقل كل حل لا ينسجم مع اجندة المحور الذي ينتمي اليه، وهكذا عندما طالب الدكتور جعجع بحماية مسيحيي سوريا والعراق من قبل الأمم المتحدة، وفق الفصل السابع، سارع تكتل الاصلاح والتغيير الى مهاجمة هذا الإقتراح لأنه يتعارض مع مصلحة النظام السوري وحزب الله من جهة، ولأن جل ما يريده تكتل الاصلاح والتغيير هو استمرار الخطر على المسيحيين، حتى تتاح له فرصة استثمار آلامهم اطول فترة ممكنة، والإدعاء امام الرأي العام ان الجهة الوحيدة القادرة على حماية المسيحيين، هي النظام السوري في سوريا، وحزب الله في لبنان".

وتساءل: "هل بالذمية والتبعية للأنظمة الديكتاتورية تحفظ كرامة المسيحيين؟ لقد كانت القوات اللبنانية اول المطالبين بترسيم الحدود اللبنانية السورية وتوسيع نطاق القرار 1701 ليشمل مراقبة الحدود اللبنانية السورية، ومنع مرور المسلحين والسلاح في الإتجاهين. فلماذا سارعت قوى 8 آذار الى رفض هذا الإقتراح والإستخفاف به ومحاولة إفراغه من مضمونه؟ اوليس لأنها تريد استمرار الحدود سائبة، وقوافل الدعم للنظام السوري عبر البقاع متواصلة، والأمن متفلت، والكرامة الوطنية منتهكة من قبل جيش النظام السوري؟".

وأردف: "إذا كانت داعش تفرغ الموصل من المسيحيين، فثمة من يلاقي داعش في لبنان بفرح عظيم، فيعمد الى إفراغ المواقع الدستورية للمسيحيين، ويتقصد بث اليأس والقنوط والشائعات بينهم، ويدفعهم للخوف من أخطار وهمية وغير وهمية، لا لشيء إلا لوضع المسيحيين اللبنانيين مكرهين امام معادلة: "انا او لا احد"، "انا او لا مسيحيين"!!! فهل هكذا تستقيم امور المسيحيين في لبنان والشرق؟ وهل من خلال شخصنة وجودهم وربطه بوصول شخص او عدمه الى الرئاسة تتحقق مصلحة المسيحيين؟".

ولفت الى ان "تكتل الاصلاح والتغيير يختلق الأخطار ويثير المشكلات، لا ليعمد الى حلها، وهو جزء لا يتجزأ من السلطة التنفيذية، وإنما لكي يحمل من هو خارج السلطة مسؤولية تردي الأوضاع، محاولا تسجيل نقاط سياسية بخسة تعيد إنعاشه كلما شعر بالتلاشي من الداخل او الخارج".

وذكر "ان ازمة النازحين السوريين في لبنان بدأت فعليا اواخر العام 2011، واستمرت طيلة العامين 2012-2013، اي في الفترة التي كان فيها تكتل الاصلاح والتغيير وحلفاؤه يشغلون ثلثي مقاعد مجلس الوزراء، فيما قوى 14 آذار مبعدة عن السلطة. فلماذا لم يضع تكتل الاصلاح والتغيير حدا لهذه المشكلة ما دام يمتلك مع حلفائه، قرار الحل والربط في السلطة التنفيذية؟ ولنفترض ان وزراء الاصلاح والتغيير حاولوا بالفعل إيجاد حل لهذه القضية في مجلس الوزراء، ولكنهم لم يوفقوا، الا تستأهل قضية وجودية بهذا الحجم، أن يستقيل وزراء الاصلاح والتغيير لأجلها، وقد رأيناهم يستقيلون ويقيلون في دربهم حكومة الرئيس سعد الحريري لسبب اتفه من ذلك بكثير، عرف بمسألة شهود الزور، والتي لم نعد نسمع لها خبرا منذ ذلك الحين؟!".

وقال: "إن اغرب ما جاء في البيان المذكور، فهو اتهامه لبعض "الجماعات اللبنانية المتطرفة بالهجوم على الجيش، واتهام تكتل الاصلاح والتغيير بالعنصرية، لأنه طالب الجيش باتخاذ تدابير عسكرية بحق منطقة لبنانية". ولكن هل من ينعش ذاكرة تكتل الاصلاح والتغيير قليلا، ويذكره ان "هذه الجماعات اللبنانية" بالذات، هي التي كان تكتل الاصلاح والتغيير، والوزير باسيل بالذات، يستجديانها لإيصال العماد ميشال عون الى بعبدا. فما عدا مما بدا، حتى عاد تكتل الاصلاح والتغيير الى عاداته التخوينية التحريضية القديمة؟".

واستطرد: "عندما كان العماد عون يعول على الدعم العربي للوصول الى الكرسي، كانت طريق بعبدا تمر عبر جدة وباريس، وتعبر فوق جسر الميثاقية، والتوافقية، و"الزعامة المعتدلة"، ولكن عندما لم توصله هذه الطريق الى ما كان يصبو اليه الجنرال، صارت طريق بعبدا تمر عبر كسب، والموصل، وحلب، و"بعض الجماعات المتطرفة"!!".

وختم كرم: "حيثما تكون مصلحة الجنرال السياسية، تكون الميثاقية والإعتدال والإصلاح والتغيير، والديموقراطية والحرية، حتى ولو في محور يضم نظام "السجون والقبور" مثلما اسماه العماد عون خلال "حرب التحرير"، وحيث لا تكون هذه المصلحة، يكون الفساد، والتكفيرية والإرهاب، والداعشية، حتى ولو في فضاء إنساني رحب يضم سمير قصير، ومحمد شطح، وبيار الجميل وجبران تويني، ووليد عيدو، ووسام الحسن، وابراهيم القاشوش، وغيرهم...".

 

قهوجي استقبل قائد اليونيفيل وزود الضباط الكبار بالتوجيهات اللازمة للمرحلة المقبلة

الجمعة 22 آب 2014 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة قبل ظهر اليوم، قائد قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان الجنرال لوتشيانو بورتولانو، وتناول البحث الاوضاع على الحدود الجنوبية والتعاون القائم بين الجيش والقوات الدولية للحفاظ على استقرار هذه المناطق وتطبيق القرار 1701.

اجتماع مع قادة

كما عقد قائد الجيش اجتماعا في اليرزة قبل الظهر، ضم الى جانب رئيس الاركان ونوابه، مديري الاجهزة وقادة المناطق والوحدات الكبرى والافواج المستقلة. وعرض قائد الجيش امام الضباط اوضاع المؤسسة العسكرية ومهماتها في ضوء التطورات الراهنة حيث زودهم بالتوجيهات اللازمة للمرحلة المقبلة.

 

الأحرار: الاستحقاق الرئاسي أولوية مطلقة بعيدا عن الطروحات الإلهائية

الجمعة 22 آب 2014 / وطنية - نوه المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة دوري شمعون وحضور الأعضاء ب "توقيع الحكومة مرسوم دعوة الهيئات الناخبة"، ووضعه "في إطار مهامها كونها تقوم مقام رئيس الجمهورية وفي صلب عملها الدستوري". وكرر المطالبة ب "إنجاز الاستحقاق الرئاسي كأولوية مطلقة بعيدا عن الطروحات الإلهائية كاقتراح انتخاب الرئيس من الشعب مباشرة، ونعتبر ان الخطوة الحكومية يجب ان تحض الذين يعطلون الانتخاب على وضع حد لممارساتهم السلبية للتفرغ الى تحضير الانتخابات النيابية، بدءا بوضع قانون انتخاب جديد يؤمن صحة التمثيل ويسمح بمشاركة كل القوى السياسية في إدارة الشؤون الوطنية". وأكد المجلس أنه "يتابع بقلق موضوع تحرير العسكريين المخطوفين على شح المعلومات في هذا الصدد"، مكررا تأكيده "ضرورة رفض تقديم تنازلات للارهابيين او القبول بما يتقدمون به من مطالب او ما يقترحونه من مقايضات. وعليه نجدد اقتراحنا بضرورة التوجه الى الدول التي تملك تأثيرا على المجموعات الارهابية لكي تمارس الضغوط عليها من أجل إطلاقها كل العسكريين الذين تحتجزهم. كما نجدد دعمنا للجيش اللبناني وندعو الى التفكير بإنشاء حرس وطني يكون في تصرفه ويتكون من قدامى الجيش وقوى الأمن الداخلي، كما نطالب بانتشاره على الحدود الشمالية والشرقية بمؤازرة قوات اليونيفيل بعد توسيع إطار القرار 1701 الذي ينص صراحة على دعم السلطة اللبنانية لبسط سلطتها وذلك في البندين 12 و 14 منه".

ورفض "الاستثمار السياسي لمأساة الاقليات العراقية وخصوصا في الموصل"، معتبرا إياه "عارا على القائمين به ومتاجرة بآلام الضحايا الذين يرفضون التوظيف الشعبوي"، مثنيا على "الزيارة التي قام بها بطاركة الشرق الكاثوليك الى منطقة كردستان العراق، آملين في ان تتبعها خطوات عملية تؤدي الى تخفيف معاناة الذين طردوا من أرضهم وممتلكاتهم. كما نتوجه الى كل المرجعيات الدولية وفي مقدمها الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية والاتحاد الاروبي وندعوها الى العمل بكل الوسائل المتاحة لضمان عودتهم الى منازلهم، والى وضع حد لممارسات ما يسمى بالدولة الاسلامية التي تعود الى العصور الظلامية. ونعتبر ان الحل الأمثل يكون عبر قيام دولة مدنية قوية وعادلة تضمن الحقوق وتحرص على التنوع في الوحدة". وأسف ل "عدم التوصل الى حلول لمسألتي الرتب والرواتب للمعلمين والموظفين من جهة، والمياومين وجباة الإكراء في مؤسسة كهرباء لبنان من جهة أخرى. وعندنا أنه بالحوار الجدي والبناء يمكن معالجتهما على قاعدة الإنصاف والعدالة وتطبيق القوانين بعيدا من أي اعتبار آخر. ونرى أنه من الواجب إعطاء الحقوق لمستحقيها مع مراعاة وضع الخزينة كي لا ينعكس ذلك على اللبنانيين بمن فيهم المستفيدون، وعلى هذا الاساس ندعو الى إقفال هذين الملفين اللذين تسببا بأضرار فادحة وخصوصا على المستوى التربوي، وعلى مستوى الخدمات في مؤسسة الكهرباء ناهيك بتهديد الاستقرار وزرع الفوضى".

 

كنعان: انتخاب رئيس من الشعب لا يحول النظام البرلماني إلى رئاسي

الجمعة 22 آب 2014 /وطنية - عقد أمين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان مؤتمرا صحافيا في مجلس النواب في حضور النواب: حكمت ديب، الان عون وسيمون أبي رميا، تناول فيه اقتراح تعديل المادة 49 من الدستور لانتخاب رئيس الجمهورية من قبل الشعب على دورتين والموقع من 10 نواب من التكتل وعلى رأسهم العماد ميشال عون. وقال النائب كنعان:" حوالى 24 عاما انقضت على تغييب الارادة الشعبية في الاستحقاقات الرئاسية والحكومية والنيابية دون ان نتمكن من تصحيح الواقع في المجلس النيابي أو الموقع الرئاسي من خلال قانون انتخاب عادل وانتخاب رئيس جديد. وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه مجلس النواب حالة الشغور ومن ابرزها تغييب الارادة الشعبية عموما والمسيحية خصوصا ويعجز عن انتخاب رئيس تتوفر فيه جميع المواصفات المشار إليها أعلاه، الأمر الذي يدل على أن العلة في انتخاب الرئيس ليست في تأمين النصاب، وإنما في الممارسة السياسية المخالفة للدستور السائدة منذ حوالي ربع قرن". أضاف :"نعم إن العلة في الممارسة السياسية منذ الطائف القائمة على أساس تغييب المكون المسيحي عن السلطة سواء بالترهيب (النفي أو السجن) أو بالترغيب (إغداق المناصب على بعض النكرات) أو بشراء الصمت والتأييد. وقد ساهمت فترة الوصاية على لبنان لمدة تزيد على الخمس عشرة سنة في إرساء أعراف ضربت مقومات وثيقة الوفاق الوطني وأطاحت بقواعد الميثاقية والعيش المشترك، وكأن من وضع وثيقة الوفاق الوطني التي تنص على الشراكة والمناصفة والتمثيل الصحيح أرادها أن تبقى مجرد حبر على ورق ومجرد شعارات جوفاء خالية من أي مضمون عند التطبيق والتنفيذ".

وتابع :"وعليه، فإن قوانين انتخاب أعضاء المجلس النيابي المتتالية لم تمنح المسيحيين الحق بانتخاب سوى 22 نائبا في احسن الحالات. كما أن قوانين الانتخاب المتتالية قد أفرزت تمركزا للنواب المسلمين من كل مذهب في كتل كبيرة. ف 24 نائبا سنيا من أصل 27 ينتمون إلى تيار المستقبل وحلفائه و24 نائبا شيعيا من أصل 27 ينتمون إلى حزب الله وحركة أمل و6 نواب من الدروز من أصل 8 ينتمون إلى الحزب الإشتراكي. في حين أن النواب المسيحيين ال 64 موزعون ما بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وحزب الطاشناق وحزب الكتائب اللبنانية وكتلة النائب سليمان فرنجية 34 والنواب المستقلين والنواب المسيحيين المنضوين في كتلة المستقبل أو في كتلة النائب وليد جنبلاط 30".

وقال :"إن إفرازات قانون الانتخاب الحالي قد أدت إلى تهميش المسيحيين لأن معظمهم يأتون بغير أصواتهم من مختلف المذاهب. كما أدت إلى نشوء كتلتين كبيرتين في المجلس النيابي تضم كل واحدة ما بين 57 و 58 نائبا، وهي غير قادرة على تأمين انتخاب رئيس للجمهورية ما لم تتحالف مع كتلة النائب وليد جنبلاط التي تضم حوالى 11 نائبا والتي رشحت أحد أعضائها النائب هنري الحلو لرئاسة الجمهورية. أضف إلى ذلك تأثر بعض الكتل النيابية بالخارج في ما يتعلق بخياراتها السياسية والانتخابية".

أضاف :"انطلاقا من هذا الواقع، ومن أجل تصحيح التمثيل وتأمين المناصفة الحقيقية في انتخاب أعضاء المجلس النيابي، جرى وضع اقتراح القانون المعروف بقانون اللقاء الأرثوذكسي الذي يؤمن انتخاب 64 نائبا مسيحيا من قبل المسيحيين على أساس التمثيل النسبي. وكان يؤمل إقراره قبل انتخابات العام 2013 فيؤمن إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية في العام 2014 تتوفر فيه الشروط التي تضمنتها مذكرة البطريركية المارونية بمناسبة عيد القديس مارون لهذا العام، أي رئيس قوي في بيئته، ممثل لطائفته، وقادر على التواصل مع مختلف مكونات المجتمع اللبناني. إلا أن إقرار اقتراح قانون اللقاء الأرثوذكسي قد أجهض في اللحظة الأخيرة و تمت المصادقة على التمديد للمجلس النيابي الحالي الذي كان دستوريا من المفترض أن يرحل قبل الانتخابات الرئاسية وليس العكس، وذلك كله بمشاركة بعض المسيحيين الذين يدعون اليوم بأنهم يعملون لمصلحة المسيحيين ويتقدمون باقتراحات حلول ظاهرها بديع وباطنها سيء لأنها لا تؤدي في الواقع إلا إلى انتخاب رئيس ممن لا يمثلون حتى 1% في طائفته أو في أحسن الأحوال الى السير بنتاج تسوية خارجية بين أطراف المحاور الأقليمية المتصارعة".

وقال :"عليه فإن أي توفير للنصاب في أي دورة انتخابية تحصل ويتوفر لها النصاب القانوني قد تأتي برئيس لا تتوفر فيه من شروط الرئاسة إلا اسمها، وكما أتت به التسويات، تلاحقه التسويات طيلة عهده. إن رئاسة الجمهورية ليست سوى وسيلة ومدخل لتحقيق الميثاقية والشراكة الحقيقية في تولي السلطة في الدولة. وهذا متعذر التحقيق في ضوء الواقع الحالي للاصطفافات السياسية في المجلس النيابي. كما أن الفرصة السانحة اليوم للعودة إلى الميثاق الوطني وإلى وثيقة الوفاق الوطني قد لا تتكرر. فلا يستعجلنَّ المسيحيو ، انتخاب رئيس كيفما كان، لأن الرئيس هو الذي يضفي على الكرسي قوتها ومهابتها وليس العكس. والرئيس قائد (Leader) في موقعه وليس موظفا يجري تعيينه بأكثرية الثلثين كما يعين موظفو الفئة الأولى في الدولة".

وتابع :"إن الحلول لانتخاب رئيس للجمهورية متوفرة في كل حين إذا اقتنعت جميع القوى السياسية بأن لا خوف من الرئيس القوي في طائفته والقادر على التواصل مع جميع مكونات المجتمع اللبناني. فالرئيس القوي في بيئته قادر على الالتزام والإلزام، وقادر على التعهد وعلى الإيفاء بما يتعهد به. كما أن الحلول متوفرة إذا اقتنعت القوى السياسية بأن تهميش المسيحيين والتطاول على حقوقهم كانا مجرد خطأ ومن الفضيلة الرجوع عن هذا الخطأ. وقد يكون الحل موقتا، بسبب موقفنا، بتوافق الشركاء في الوطن على رئيس قوي حاليا على أمل العودة عن ذلك بعد ست سنوات إذ ربما تكون الظروف متاحة لهذه العودة، مما يعني بأن هذا الحل ليس الحل السليم الذي يضمن استمرار الشراكة الحقيقية ويحترم مقتضيات الميثاق الوطني. أما الحل الدائم الذي يؤمن حسن اختيار رئيس تتوفر فيه شروط تمثيل طائفته وشروط تأمين الشراكة الحقيقية فيكون بانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب على مرحلتين:

- في المرحلة الأولى، وبما أن الرئيس مسيحي ويمثل المسيحيين في السلطة، يصار إلى إجراء دورة انتخاب أولى يحق للمسيحيين الموارنة الترشح للرئاسة فيتم اختيار المرشحين اللذين نالا أعلى الأصوات.

- في المرحلة الثانية، وبما أن الرئيس هو رئيس لجميع اللبنانيين، يختار اللبنانيون أجمع الرئيس من بين المرشحين اللذين نالا أعلى الأصوات في المرحلة الأولى".

وقال :"وبذلك تتأمن في الرئيس صفتا التمثيل الطائفي والتمثيل الوطني، مما يشكل حلا دائما لمسألة مشاركة المسيحيين في السلطة، سندا لأحكام وثيقة الوفاق الوطني ومقتضيات الميثاق الوطني، ويزيل الهواجس التي تنتابهم كلما اقتربت ولاية رئيس الجمهورية من نهايتها، ويبعد هذا الاستحقاق عن تدخل الخارج بنتيجة توسيع الهيئة الناخبة".

أضاف :"هذا هو جوهر المبادرة التي طرحها دولة الرئيس العماد ميشال عون على جميع القوى السياسية في لبنان، والتي تم تجسيدها في اقتراح القانون الذي تقدم بها عشرة من نواب تكتل التغيير والإصلاح بالأمس والرامي إلى تعديل المادة 49 من الدستور، على أمل أن تلتقي إرادات اللبنانيين الخيرة من أجل إجراء التعديل الدستوري الذي يؤمن إيصالها إلى خواتيمها السعيدة، علما بأن مجرد انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب لا يؤدي إلى تحويل النظام البرلماني القائم حالياً إلى نظام رئاسي، لأن الانتقال إلى النظام الرئاسي يتطلب تعديلات دستورية عديدة لا مجال للخوض فيها، ولسنا بوارد اللجوء إليها".

وتابع :"لقد بدأ الغيارى على الديمقراطية والدستور واتفاق الطائف حملة على اقتراح تعديل الفقرة الثانية من المادة 49 من الدستور، وكأنهم قد كانوا حراساً للدستور وحماة للديمقراطية ومحافظين على اتفاق الطائف يوم عدلت المادة 49 ذاتها أكثر من مرة من أجل انتخاب موظفين خلافا لأحكامها، ويوم انتهكت الديمقراطية ومازالت بالابتزاز السياسي، ويوم أطيح بالشراكة الحقيقية والمناصفة اللتين كرسهما اتفاق الطائف على أيدي حراس الهيكل أنفسهم، فإذا بهم ينتفضون بوجه تعديل يكرس الديمقراطية الحقيقية بالعودة إلى الشعب، وينسجم مع متطلبات اتفاق الطائف في الشراكة وحسن التمثيل، ويؤمن احترام الدستور باللجوء إلى تعديله وفقا لأحكام المادة 77 منه، لا بتعطيله بالابتزاز السياسي".

وقال :"لقد تقدمنا باقتراح القانون الرامي إلى تعديل المادة 49 من الدستور سندا لحقنا المكرس بموجب المادة 77 من الدستور، وانطلاقا من مقتضيات الميثاق الوطني الذي كان في أساس إنشاء الدولة اللبنانية منذ أكثر من سبعين عاما، ومن متطلبات الشراكة التي تجسدت في وثيقة الوفاق الوطني منذ حوالي ربع قرن، وإيمانا منا بأن الشعب الذي هو مصدر السلطات في النظام الديمقراطي، هو صاحب الحق الأساسي في انتخاب رئيس لجمهوريته، واقتراحنا يعيد إليه هذا الحق".

نص اقتراح التعديل

وفي ما يلي نص اقتراح القانون الدستوري بتعديل الفقرة الثانية من المادة 49 من الدستور والغاء المواد 73 الى 75 منه:

- المادة الاولى: تعدل الفقرة الثانية من المادة 49 من الدستور كالتالي: ينتخب رئيس الجمهورية بالاقتراع الشعبي المباشر على دورتين: دورة تأهيلية اولى يختار فيها المواطنون اللبنانيون من مختلف الطوائف المسيحية ، المنافسين الاثنين لموقع رئاسة الجمهورية وفقا لترتيب عدد الاصوات التي ينالها كل المتنافسين، ودورة ثانية ينتخب فيها المواطنون اللبنانيون على اختلاف طوائفهم المسيحية والاسلامية رئيسا للجمهورية من المرشحين الاثنين اللذين تأهلا في الدورة الاولى، يعتبر فائزا في الدورة الثانية، الاكبر سنا عند تساوي الاصوات، يفصل بين الدورتين الاولى والثانية أسبوع واحد فقط، على أن تتم الدورتان بمهلة أقصاها ستون يوما قبل تاريخ انتهاء ولاية رئيس الجمهورية. في حال خلو سدة الرئاسة خلال الولاية الرئاسية لاي سبب كان، يجري الاقتراع الشعبي المباشر لرئيس الجمهورية وفقا للآلية المذكورة بمهلة اقصاها ثلاثون يوما اعتبارا من تاريخ حصول الشغور في الرئاسة.

تدوم الولاية الرئاسية ست سنوات، وهي غير قابلة للاختصار الا في الحالات المنصوص عنها في الدستور، او التمديد بأي من الاحوال. كما لا يجوز اعادة انتخاب رئيس الجمهورية الا بعد ست سنوات من انتهاء ولايته. لا يجوز انتخاب احد لرئاسة الجمهورية ما لم يكن حائزا على الشروك التي تؤهله لعضوية مجلس النواب وتلك غير المانعة لاهلية الترشيح.

- المادة الثانية: تلغى المواد 73 الى 75 ضمنا من الدستور.

- المادة الثالثة: يعمل بهذا القانون الدستوري فور نشره في الجريدة الرسمية".

الاسباب الموجبة

وجاء في الاسباب الموجبة: نصت مقدمة الدستور في الفقرة "د" منها، وهي المقدمة المقتبسة حرفيا من المبادىء العامة لوثيقة الوفاق الوطني، ان الشعب هو مصدر السلطات وصاحب السيادة وانه يمارسها عبر المؤسسات الدستورية.

وبما ان المادة 49 من الدستور تنص على ان رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن والساهر على احترام الدستور واستقلال لبنان ووحدته وسلامة اراضيه، ما يوجب تحصين موقعه ورمزيته ودوره.

وبما ان من شأن انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب، على ما يرغب به الشعب بجميع اطيافه، ان يحصن الموقع والرمزية والدور ويبعد الرئيس عن اي استرهان او تجاذب داخليا كان ام خارجيا، لطالما ان الشعب هو الذي يقول مباشرة كلمته في الشخص الذي يوليه مصالحه وسلامة الوطن.

وبما ان ميثاق العيش المشترك يفرض ان يكون رئيس الجمهورية ذا حيثية شعبية في مكونه، ينطلق منها ليصبح رئيسا للوطن بجميع مكوناته.

لهذه الاسباب، نتقدم منكم باقتراح القانون الدستوري ربطا، وذلك عملا بالمادة 77 من الدستور راجين اقراره وفقا للآلية المحددة فيها.

 

النابلسي :المقاومة خيارنا الى الابد

الجمعة 22 آب 2014 /وطنية - رأى الشيخ عفيف النابلسي في تصريح انه" غريب أمر هذا العالم، فجأة صارت أميركا التي صنعت " داعش " عدوة لها، يخرج مجلس الأمن ليعلن هذا التنظيم تنظيما إرهابيا، وتبدأ الفتاوى التي كانت تشرع الفكر التكفيري لتبرأ منه وتدعو إلى مقاتلته، وتتسارع المشاورات الإقليمية والدولية لتنسيق المواقف واستعجال محاربته ، بعدما أفرزت حركة التنظيم التي خرجت عن السياق المرسوم، تغيرات في موازين القوى ومخاطر محتومة على مصالح أميركا والغرب في المنطقة". واعتبر أن "الضربات التي تشنها الطائرات الأميركية ضد مواقع التنظيمات التكفيرية في الموصل، ليس هدفها حماية المدنيين بل حماية المصالح الأميركية التي يخشى الأميركيون خسارتها". وختم النابلسي :"لعلنا في لحظة العدوان على غزة، وفي مسار الجنون الداعشي ، والمكر الأميركي، أن نمسك بالحقيقة ونعرف أن كل الدم الذي أريق على تراب أوطاننا ظلما وعدوانا، كانت استراتيجيته تقوم على أن نستسلم كشعوب ، وكل تسوية لتهدئة الأوضاع كان هدفها إخراج أميركا وإسرائيل وحلفائهما من ورطة وتخبط"، مشددا على "الاستعداد والتنبه، وأن تبقى المقاومة خيارنا إلى الأبد" .

 

الافراج عن المخطوف ماجد القاضي

الجمعة 22 آب 2014

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في بعلبك حسين درويش أنه تم الافراج عن المهندس ماجد القاضي الذي كان خطف منذ حوالى شهر من بلدة عرسال، بينما كان يعمل في ورشة للكهرباء عند آل الفليطي. وقد شوهد حرا برفقة مصطفى الحجيري الملقب بأبو طاقية.

 

مقالات

 

لماذا هجوم الممانعة على الجيش؟

محمد سلام/الجمعة 22 آب 2014

تبدو ملفتة ومستغربة وملتبسة الهجمة الإعلامية المفاجئة والشرسة التي تشنها أدوات الممانعة الفارسية-الأسدية الإعلامية على الجيش اللبناني، وكيلها له سيلاً من الإتهامات التلفيقية تطاول القائد والضباط وتراوح بين تقصير مزعوم والقبول بتسوية "مذلة" في عرسال. المفاجيء ليس سقوط القناع عن وجه محور الممانعة، ولكن التحول الزلزالي المفاجيء في ليلة ليلاء يفتقد فيه الضياء من رافع للواء حملة تأييد الجيش إلى رافع لسيف إستهداف الجيش عبر سيل من "التساؤلات الإيحائية" (كما في مقالة المحرر السياسي لجريدة السفير) وهي أسلوب دعائي معتمد يستند إلى طرح سؤال يتضمن جواباً بما يلغي الحاجة إلى سماع جواب ، وعبر سوق تلفيقات إتهامية مباشرة ونسبها إلى مصادر معادية (كما في إستهلالية صحيفة الأخبار التي تزعم أن لديها مصدراً في قيادة النصرة) 

لماذا؟ ما هي أسباب ومبررات هذا التحول بنسبة 180 درجة من "مدافع" مزعوم عن الجيش إلى "ناقم" على الجيش إلى درجة إتهامه بأنه "مقصّر" حتى في تأمين التموين لجنوده في عرسال، وهي تهمه صبيانية تافهة لا توجه حتى ... لميليشيا؟؟؟ وما هي أهداف هذه الحملة؟ من يريدون أن يصيبوا بها؟ القائد؟ المؤسسة برمتها؟ الدولة بهيبتها؟ أم الكيان بوجوده؟

هؤلاء ناقمون على الجيش لأنه، وبكل المقاييس العسكرية والأخلاقية والوطنية، إنتصر على مؤامرتهم في عرسال. لم يحقق لهم أحلامهم السوداء، لم يقصف عرسال البلدة، لم يقتحم عرسال البلدة، لم يرتكب مجزرة، لم يُزِل عرسال عن الخارطة اللبنانية "لرد التكفيريين" الذي أرادوه عنواناً "وطنياً" ملفقاً لجريمة وطنية وإنسانية.

كانت كل فرضياتهم التي نشرتها قبل أكثر من شهر وسائلهم الإعلامية نفسها التي تهاجم الجيش اليوم تزعم أن المسلحين السوريين سيهاجمون بلدة أو قرية لبنانية، شيعية أو مسيحية، لإرتكاب "مجزره وخطف رهائن." وكانت فرضيتهم الأساسية التي زل لسان رئيس بلدية اللبوة بها لإحدى الصحف تتحدث عن "عملية مشتركة" للجيشين اللبناني والأسدي وحزب "الله" لإنهاء حالة الثوار السوريين في القلمون، بعدما عجز عنها جيش الأسد وميليشيا نصر الله.  وكانت فرضيتهم الأساسية أن بلدة عرسال هي "تورا بورا" الثوار السوريين، ولا يمكن القضاء عليهم إلا بتدمير تورا بورا أوهاهمهم.

عرسال إنتصرت أيضاً وخذلتهم. لم تقاتل أولادها في الجيش، بقيت على الخارطة اللبنانية عصية على جيش نصر الله وعلى جيش الأسد.

وأخيراً جاءتهم الصفعة المؤلمة. الرئيس السابق لهيئة علماء المسلمين الشيخ عدنان إمامة أعلن أن المسلحين السوريين لا يريدون ثمناً لإطلاق أسرى الجيش والقوى الأمنية اللبنانية سوى إنسحاب مقاتلي السيد حسن نصر الله من سوريا. بعد كل ما فعله محور الممانعة من تزييف وكذب ودجل وتلفيق، أعاد المسلحون السوريون تظهير مشهد الحقيقة للمشكلة: إسحبوا حزب "الله" من سوريا تستعيدون جنودكم.

هذه هي العبارة الوحيدة التي لا يريد الممانعون سماعها، هذه كابوسهم الذي لا يريدونه ولا يريدون ضبط الحدود الشرقية والشمالية كي تبقى مفتوحة لحزبهم ذهاباً إلى سوريا للقتال، وعودة إلى لبنان للدفن ... وإستيراداً للسلاح. هي ساعة الحقيقة. والحقيقة هي أن للمشكلة إسم واحد هو حزب "الله"، سلاحه  في سوريا مشكلة، وقبل أن يكون مشكلة في سوريا سلاحه في ... لبنان مشكلة.

لذلك، وللتعمية على حقيقة أن المشكلة هي حزب "الله" وأدواته الممانعة، قرر الحزب أن يشن هجومه على الجيش وعلى كل البلد. هل إنتهت المؤامرة؟ كلا. لم يستطع حزب "الله"، حتى الآن، الدخول إلى عرسال كما دخل إلى عبرا العام الماضي وكما دخل بيروت في 7 أيار. ولكن هذا لا يعني أنه لن يحاول. (صفحة كلام سلام)

 

من تكفير كل من يسأل الجيش سؤالا عن إجراءاته الى طلب محاكمته قيادته!

 الجمعة, 22 آب/أغسطس 2014/يقال نت

بمجرد أن أوقف الجيش اللبناني معركته العسكرية في عرسال، ليدخلها ويبسط نفوذه عليها، حتى بدأت قيادته تتعرض لهجوم عنيف من قوى 8 آذار.

وانتقلت هذه القوى، فجأة، من تكفير كل من يطرح سؤالا على الجيش الى "تكفير" قيادة الجيش والمطالبة بمحاكمتها.

وفي هذا السياق، كتبت صحيفة "السفير" المقربة من "حزب الله" كما من النظام السوري الآتي:

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم التسعين على التوالي.

وها هي فخامة «حكومة الشغور»، تكتب بتجربتها فصلا جديدا من فصول التعطيل السياسي في تاريخ لبنان الحديث.

وها هم عسكريو الجيش وقوى الأمن المفقودون، للأسبوع الرابع على التوالي، أسرى «غزوة عرسال».. ودولتهم العلية لا تملك أجوبة على أسئلة سياسية تستوجب محاكمة كل مقصر أو مهمل.

وإذا كانت المساءلة السياسية ثقافة لبنانية مفقودة، فان قضية هؤلاء العسكريين، مجهولي الأرقام والأسماء والعناوين والصور، تشكل فضيحة سياسية وأخلاقية وقضائية، في ظل الأسئلة المتزايدة يوما بعد يوم:

} فهل صحيح أن قيادة الجيش لم تكن حتى يوم الاثنين الماضي تملك لائحة مكتملة بأسماء العسكريين من الشهداء والجرحى والمفقودين في معارك عرسال؟

} ما هي قصة المجموعة العسكرية التي قررت الفرار من موقعها في لحظة بدء المعركة والالتحاق بـ«جبهة النصرة»، وكيف صدف أن كل المجموعة كانت من لون طائفي معين؟ ولماذا لم يعلن الجيش عن هوية هؤلاء الفارين أم أنه ينتظر من المجموعات المسلحة أن تذيع شريطا كما حصل في حالة أحد العسكريين الفارين سابقا؟

} وإذا صح أن هناك مجموعة من العسكريين التحقت بالمجموعات التكفيرية، ألا يطرح ذلك أسئلة حول ما يجري داخل المؤسسة العسكرية، وكيفية إعادة تحصين العقيدة الوطنية القتالية وإبعاد العسكريين عن مناخ الانقسام السياسي والمذهبي؟

} واذا كانت السلطة السياسية قد اعتمدت سياسة دفن الرأس في الرمال في تعاملها مع ملف الأزمة السورية، نزوحا وحدودا وأمنا وسياسة وديبلوماسية، يظل السؤال قائما: ألم تقصر القيادة العسكرية في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية العسكريين، خصوصا وأن عشرات الحوادث قد حصلت على مدى ثلاث سنوات وبلغت ذروتها في العام المنصرم (حادثة شباط التي أدت الى استشهاد الضابط بيار مشعلاني والجندي ابراهيم زهرمان، حادثة أيار التي أدت الى استشهاد ثلاثة عسكريين في وادي حميد، حادثة التفجير الانتحاري على أحد حواجز الجيش وأدت الى جرح عدد من العسكريين، حادثة الرهوي وحادثة عين شــعيب الخ..)؟

} لقد بيّنت هذه الحوادث وغيرها وجود نقاط ضعف، على صعيد خطط وخطوط الدعم والمساندة والامداد والانتقال والانسحاب، كما على صعيد التموضع والتحصينات والذخائر والسلاح والاستخبار، وكان من البديهي أن ترصد المجموعات التكفيرية نقاط الضعف عند الجيش، وبالتالي، أن تحاول الاستفادة منها والتسلل عبرها في حال حصول مواجهة ما. ولقد جاءت نصائح من جهات عدة تدعو الجيش الى اعادة نظر جذرية في كل خطط انتشاره وتموضعه، بحيث ينتقل الى حالة الانتشار القتالي بدل الانتشار الانتظاري ـ الدفاعي.

} هنا يبرز السؤال: هل اتخذت القيادة العسكرية ما يكفي من الاجراءات لحماية العسكريين ومنع انهيار مواقعهم في الساعات الأولى، ولماذا استمر تطويق العسكريين من العاشرة صباحا وحتى الرابعة عصرا، من دون اتخاذ اجراءات فورية لفك الطوق أو تأمين خط انسحاب أو غير ذلك؟ وهل كان هناك من يمني نفسه، حتى آخر لحظة، وبناء على وعود داخلية وخارجية، بتسوية تمنع أي انهيار دراماتيكي؟

} لماذا لم يبادر قائد الجيش الى جمع القيادة العسكرية، في الساعات الأولى، بل ترك الأمور تتدحرج الى أن وصلت الى ما وصلت اليه؟

} أما وقد حصل ما حصل، فهل يمكن أن تقدم قيادة الجيش تفسيرا للمعطى الذي كان يجعل رمزا أصوليا تكفيريا خطيرا من طراز عماد أحمد جمعة، يتنقل، وربما مع تسهيلات، عبر حواجز الجيش ونقاطه الست في منطقة عرسال على مدى أكثر من سنتين، ولماذا قرر الجيش توقيفه فجأة (السبت 2 آب) وهل صحيح أن الجيش تلقى اتصال استفسار من المجموعة التكفيرية التي يتزعمها جمعة، عن سبب التوقيف في هذا اليوم بالذات.. وكان الجواب (بلسان ضابط من آل ي.) أن جمعة «يعمل معنا وأهله في أحد المخيمات في عرسال، لكن تبين لنا انه مسؤول عن تجنيد العريف في الجيش عاطف محمد سعد الدين ومن ثم فراره والتحاقه بجبهة النصرة»؟

} هل حصلت هذه الواقعة، وهل كان الجيش يدرك أهمية «أبو أحمد جمعة» وخطورته؟ وهل صحيح أن رفاق جمعة في «لواء فجر الاسلام» أمهلوا الجيش حتى الرابعة عصرا، للافراج عنه، تحت طائلة احتلال عرسال، اذا رفض الجيش اللبناني؟ وما هي الاجراءات التي اتخذت في ضوء قرار الرفض لاحتواء تداعيات عسكرية محتملة؟

} واذا صحت اعترافات جمعة بأنه وباقي المجموعات التكفيرية كانوا ينوون احتلال الحزام الممتد من عرسال حتى شاطئ عكار، فلماذا قرروا الانسحاب فجأة، ومن طلب منهم ذلك من داخل لبنان أو خارجه، وما هو دور بعض الهيئات والشخصيات في التسوية المذلة التي حصلت على حساب العسكريين؟

} هل صحيح ان احد كبار السياسيين اللبنانيين اتصل من مقر اقامته خارج لبنان بالقيادة العسكرية معاتبا على توقيف جمعة، ومطالبا بالافراج عنه لكي لا يؤدي استمرار توقيفه الى مضاعفات، وهل صحيح ان القيادة العسكرية رفضت الطلب؟

} هل طلبت القيادة العسكرية من المراجع السياسية غطاء جديا لأي رد عسكري على المجموعات المسلحة في منطقة عرسال؟ وهل تلقت جوابا حاسما بضرورة التصرف بحكمة.. بعيدا عن اراقة الدماء؟

} لماذا سُمح لـ«هيئة العلماء المسلمين» المعروفة بعلاقتها السلبية مع الجيش وبتحريضها على المؤسسة العسكرية في محطات عدة، بالدخول على خط الوساطة مع المجموعات الارهابية، وهل تم ذلك بناء على رغبة جهة خارجية «ملزمة» للسلطة السياسية اللبنانية؟

} هل قطعت السلطة السياسية تعهدا لـ«هيئة العلماء» بالاستجابة لمطالب المجموعات، سواء المتعلقة بالموقوفين الاسلاميين في رومية او اعادة الأمور الى ما كانت عليه قبل الأول من آب في عرسال وجرودها، بما في ذلك تخفيف القيود والاجراءات بحق مخيمات النازحين السوريين وعدم اطلاق النار على المسلحين أثناء انسحابهم ولا نزع سلاحهم ولا التعرض للجرحى وابقاء أحد المعابر مفتوحا؟

} ألم يكن ممكنا للتسوية أن تكون مشرفة للعسكريين وعائلاتهم، وخصوصا عبر التدرج فيها بدل تنفيذها دفعة واحدة؟

} ماذا يضمن الا يتكرر ما حصل والا تعود المجموعات المسلحة نفسها مرة ثانية الى عرسال او الى اي منطقة اخرى، وهل يملك الجيش القدرة على منع ذلك؟ ومن سمح بابقاء «معبر الحصن» مفتوحا حاليا أمام المجموعات المسلحة تتحرك عبره بين عرسال والجرود يوميا وعلى مرأى من حواجز الجيش اللبناني ونقاطه العسكرية؟

ان المعطى الأخطر في كل ما جرى في عرسال، أن وسائل الاعلام اللبنانية، وبينها «السفير»، كانت قد حذرت قبل نحو اسبوعين من تاريخ الأول من آب 2014، من اقدام مجموعات تكفيرية على اقتحام بعض بلدات البقاع الشمالي، وصولا الى ارتكاب مجزرة أو أكثر وخطف عدد كبير من العسكريين لمقايضتهم بالسجناء الاسلاميين المتطرفين في سجن روميه. وليس خافيا على أحد أن هذه المعلومات كان مصدرها أكثر من جهاز أمني لبناني، فهل يعقل أن قيادة الجيش تصرفت مع هذه المعطيات وكأنها غير موجودة؟

إن هذه الأسئلة وغيرها (التموين والشرب والمحروقات والذخائر) برسم قيادة الجيش، ولعل المدخل للاجابة عليها يكون بتشكيل لجنة تحقيق عسكرية، تحدد المسؤوليات عما جرى وتضع خلاصات برسم كل الحريصين على المؤسسة الوطنية الأم الضامنة للسلم الأهلي وللمخاطر المتأتية عبر الحدود، سواء من جانب العدو الاسرائيلي أو الخطر التكفيري.

 

نداء "تدعيش" المسيحيين ودرس علّاوي

فارس خشّان/يقال نت

دققت، في يوم واحد بإطلالتين إعلاميتين متتاليتين، الأولى لوزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل، بصفته أحد أركان تكتل الإصلاح والتغيير، والثانية لرئيس الحكومة العراقية السابق أيّاد علّاوي، أحد أشهر المعارضين للهيمنة الإيرانية على العراق عبر المتسلّط نوري المالكي. وبدا أن هاتين الإطلالتين متكاملتان، إذ إن حوار علّاوي مع بولا يعقوبيان فضح انحراف "نداء الصليب" العوني من على منبر هذا الذي لا يشيخ طموحه. "نداء الصليب" غيّب البُعد الإيراني كليا عن الكوارث التي تصيب لبنان، فيما كلام علّاوي قدمه الى الواجهة، تشخيصا للتدهور التراجيدي الذي يصيب كل الدول العربية.

"نداء الصليب" بدا، في كل مفاصله، خطوة إضافية لإلحاق المسيحيين، بمشروع إقليمي يضم حسن نصرالله وبشار الأسد وسيّدهما علي خامنئي، فيما كلام علّاوي جسّد العلة المتفشية في أوطاننا، بهذا المحور تحديدا. "نداء الصليب" بدا محاولة تنطلق من " الأمن الذاتي" من أجل تأسيس "حزب الله" مسيحي، يكون ذراعا للبلديات وظهيرا للجيش اللبناني، فيما أعاد علّاوي كل المصائب الى "مذهبة" الجيوش الوطنية، وفق السيناريو الذي حصل في العراق، بفعل الهيمنة الإيرانية المذهبية. "نداء الصليب" بنى نفسه على الإنطباعات التي تركتها في لبنان تغريدات " لواء أحرار السنة- بعلبك"، التي وقفت وراءها بيئة "حزب الله" التزويرية والترهيبية، فيما مواقف علّاوي أملتها حقائق عراقية وسورية، حيث المصائب ليست تغريدات مزوّرة.

"نداء الصليب" خلفيته طموحات شخصية، نقلت " التيار الوطني الحر" من حقبة ادعاء العلمانية الى حقبة ادعاء المسيحية، فيما تشخيص علّاوي أملاه صراع مفتوح بين " الوطنية العراقية" وبين "الأممية الإيرانية" المتدثرة بالهوية المذهبية الشيعية. وبالنتيجة، فإن "نداء الصليب"، بدا في ضوء تجربة علاوي، مجرد استنساخ لخريطة الطريق التي سبق وسلكها نوري المالكي وأوقعت العراق ومكوناته المذهبية، في كارثة حقيقية.في تشخيص علاوي للمأساة التي ضربت العراق، نتوقف عند مواقفه الآتية:

- بعد إسقاط صدام حسين، بني الجيش على اسس طائفية سياسية واضعف الجيش وجرد من محتواه وتراجعت قدراته على العمل والدفاع عن العراق، ليس بسبب عدم وجود ضباط اكفاء، وانما بسبب فقدان هوية الجيش العراقي .

- عندما اسقط نظام صدام اسقطت الدولة العراقية ايضا مع اسقاط النظام ولم يبق للدولة من اثر . وما حصل بعد ذلك من اقصاء وتهميش وطائفية سياسية خلق البيئة الملائمة لنمو الارهاب وكان وقتها الارهاب ممثلا بالقاعدة حيث كانت حركة ارهابية واضحة تحقق عمليات نوعية، لكن لم يكن بامكانها حينها ان تشكل دولة .

-استطعنا ان نضرب القاعدة في العراق في الفلوجة تحديدا عندما كنت رئيسا للوزراء وقمنا بعملية نوعية وعبأنا المجتمع العراقي في الفلوجة لكي يكون مع الحكومة من مقاومة وعشائر ورجال دين . لكن سقوط الدولة العراقية واسقاطها بالشكل الذي تم خلق ثغرة كبيرة ليس في اوضاع العراق فحسب وانما في اوضاع المنطقة وداعش ليس وليدة الصدفة وانما هو من مخرجات القاعدة. وانتقلت القاعدة من القاعدة نفسها الى دولة العراق الاسلامية الى دولة العراق والشام الاسلامية وهذا الأمر هو نفسه بدا يحصل في اليمن وفي ليبيا ومالي وبعض اجزاء شمال افريقيا وفي سوريا نتيجة الاوضاع والبيئة السياسية التي فرضها النظام السوري على الشعب السوري ورفض الشعب السوري لهذا الأمر .

-  انا في ضوء المعلومات ارى ان المعركة مع داعش ستكون طويلة وليست قصيرة لكنني اكيد انه متى اعيد بناء الجيش العراقي بهوية وطنية وان تحصل مصالحة وطنية حقيقية في المجتمع العراقي سيقضى على داعش وغير داعش بالتأكيد وسيكون العراق ظهير لنضال الشعب السوري الكريم في ما يحصل في سوريا .

أسباب المأساة ولسبل الحل، يتضح أن "نداء الصليب" هو خريطة طريق الى المأساة.

مواجهة "داعش" لا تكون، وفق "منبر الرابية"، لا بـ"تدعيش" المسيحيين بعد "تدعيش" الشيعة، ولا بـ"عرقنة" الجيش، بعد"أيرنة" المكونات الشيعية، إنما تكون بـتفعيل المؤسسات، لإنقاذ الدولة من الإنحراف، وأول شرط في ذلك، هو انتخاب رئيس للجمهورية، بعيدا من "مصادرة " بعبدا وتصويرها على أنها كسب السورية والموصل العراقية ولا محرر لها سوى ميشال عون، وبتعميم المساواة، لإنقاذ الناس من نداءات التطرف، بدل هذا التعميق في التمييز، ونسب المسلمين الى الصحراء، وعزل المسيحيين في الجبال، وبتنزيه الجيش من الأدوار المذهبية، ليحافظ على هويته الوطنية.

حتى اليوم، وباعتراف قيادة الجيش، ليس "حزب الله" ولا "صليبي الرابية" هما من مكّنا المؤسسة العسكرية من حسم المعركة في عرسال ضد "داعش"، إنما سنّة لبنان، يتقدمهم "تيار المستقبل" بزعامة سعد الحريري، "إبن الصحراء". إن أخطر ما في "نداء الصليب" أن صياغته تقوم على استغلال الأحداث، بلا تعمّق في مسبباتها، وإن أفضل ما في مواقف أيّاد علّاوي، أنها تضع التجربة العراقية في خدمة الطامحين الى لبنان معافى، لا الطامحين الى التحكم به!

 

دوليات

 

 

البابا فرنسيس اتصل هاتفيا بعائلة فولي معزيا

الجمعة 22 آب 2014 /وطنية - اتصل البابا فرنسيس هاتفيا امس بعائلة الصحافي الاميركي جيمس فولي الذي اعدمه مقاتلو داعش، وقدم لها تعازيه، حسب ما اعلن كاهن مقرب من فولي في تغريدة على تويتر. وكتب الاب جيمس مارتن وهو كاهن يسوعي مقرب من عائلة فولي :"ان البابا فرنسيس اتصل هاتفيا بعائلة جيمس فولي بعد ظهر اليوم (امس) في مقر اقامتها في نيو هامبشر"، مضيفا "ان العائلة تأثرت كثيرا بالاتصال الهاتفي وشكرته". وتابع :"ان مسؤولا في الفاتيكان سمح لي بنشر الخبر. فليرقد جيمس فولي بسلام".

 

اعدام 18 رجلا متهمين بالعمالة لاسرائيل في قطاع غزة

الجمعة 22 آب 2014 /وطنية - قام مسلحون باعدام 18 رجلا متهمين بالتخابر مع اسرائيل في مدينة غزة، اليوم، على دفعتين كما اكدت "قناة الاقصى" التابعة لحركة حماس وشهود. واعلنت القناة في شريط اخباري "المقاومة تعدم 18 عميلا مع الاحتلال الاسرائيلي اليوم". وقال شهود ل"وكالة الصحافة الفرنسية" ان مجموعة من المسلحين الملثمين كان يضع بعضهم على رأسه عصبة "كتائب القسام" قاموا بقتل سبعة اشخاص امام مئات المصلين اثناء خروجهم من المسجد العمري الكبير وسط غزة بعد صلاة الجمعة".

 

الامم المتحدة نددت بحالة الشلل الدولي حيال النزاع في سوريا

الجمعة 22 آب 2014 / وطنية - قتل اكثر من 191 الف شخص منذ اندلاع النزاع في سوريا في آذار 2011 اي ضعف عدد القتلى قبل عام كما اعلنت الامم المتحدة منددة بحالة "الشلل الدولي" التي تشجع "المجرمين". وذكرت المفوضية العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة انه "بين آذار 2011 ونهاية نيسان 2014 قتل 191369 شخصا في سوريا اي ضعف عدد الضحايا قبل عام (93 الفا).

 

واشنطن : معركة طويلة ضد داعش في العراق وسوريا

الجمعة 22 آب 2014 /  وطنية - اقرت الولايات المتحدة بأن تنظيم داعش هو اخطر مجموعة ارهابية واجهتها خلال السنوات الاخيرة، وحذرت من ان الشرق الاوسط يواجه معركة طويلة الامد لالحاق الهزيمة بها، ولا يجب الاكتفاء بمحاربتها في العراق بل في سوريا ايضا. واعتبرت وزارة الدفاع الاميركية انه من "الممكن الاطاحة بالتنظيم المتطرف اذا رفضته المجموعات السنية المحلية وتوحدت القوى الاقليمية لمحاربته ولكن شرط الا تقتصر المعركة على العراق بل ان تمتد الى سوريا ايضا". ويأتي موقف مسؤولي البنتاغون بأن داعش يشكل خطرا حقيقيا بعد الاعلان عن فشل عملية عسكرية لتحرير رهائن اميركيين من ايدي التنظيم في سوريا خلال الصيف، بالاضافة الى التأكيد على نية واشنطن مواصلة غاراتها الجوية في العراق. وقال وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل:انهم "يتخطون كل ما شاهدناه حتى الان يجب ان نكون مستعدين لكل شيء". وتابع ان "هذا التنظيم يتخطى بكثير اي مجموعة ارهابية، فهو يجمع بين الايديولوجية وتطور الخبرة العسكرية التكتيكية والاستراتيجية كما انه يتلقى تمويلا طائلا".

ولم يسبق لاي مسؤول في الادارة الاميركية ان وصف التهديد الذي يشكله التنظيم المتطرف بعبارات بمثل هذه القوة. من جهته، حذر رئيس اركان الهيئة المشتركة للجيوش الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي خلال المؤتمر الصحافي بأن "سعي المقاتلين لاقامة خلافة على مناطق شاسعة يمكن ان يحدث تغييرا جذريا في الشرق الاوسط ويولد بيئة امنية ستهددنا بالتأكيد بطرق عدة". وقال :ان "التنظيم لديه رؤية استراتيجية اقرب الى نهاية العالم سيتحتم في نهاية المطاف هزمها".