المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 آب/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 27 و28 أب/14

بدأ البحث في اسم مرشّح التفاهمات/علي حماده/28 آب/14

هل ستتعاون أميركا مع بشار/محمد سلام/28 آب/14

وليد بك وداعش وحزب الله/إيلي فواز/28 آب/14

مفتش سابق في سوريا يتحدث عن وثيقة تكشف صلة حسن نصرالله بتأسيس داعش/ يقال نت/28 آب/14

شيعة السفارة/حـازم الأميـن/28 آب/14

مواقف حادّة للراعي في قمّة البطاركة والسفراء على الوعد/ألان سركيس/28 آب/14

لهذا وافقت حماس/حسان حيدر/28 آب/14

إطاحة داعش أولوية والتعاون مع نظام الأسد إشكالية/عبدالوهاب بدرخان/28 آب/14

احتواء داعش لا يكون إلا بالحصار والقصف الجوي/هدى الحسيني/28 آب/14

مقاطعو جلسات انتخاب رئيس الجمهورية يتحمّلون مسؤولية التمديد الثاني للمجلس/اميل خوري/28 آب/14

الخطر الداعشي يعزّز فرص التقارب السعودي- الإيراني والترجمة الأوّلية عودة التواصل بين المستقبل وحزب الله/سابين عويس/28 آب/14

المرونة الطارئة لحزب الله موضع جدل لماذا لا تمتحنها 14 آذار بملفّات حيوية/روزانا بومنصف/28 آب/14

مكافحة إرهاب داعش تكون عبر دول عربية لا إيران/ربى كبّارة/28 آب/14

 

عناوين النشرة

*زوادة الإيمانية/رسالة بطرس الأولى/الفصل 5/1-11/رعية الله

*تعليق للياس بجاني وجولة أفق سياسية لبنانية وإقليمية شاملة مع الدكتور محمد علي مقلد

*الناشط ولأكاديمي والكاتب الدكتور محمد علي مقلد يشهد للبنان الرسالة والحريات

*بالصوت/فورماتWMA/ تعليق للياس بجاني وجولة أفق سياسية لبنانية وإقليمية شاملة مع الدكتور محمد علي مقلد/27 آب/14

*بالصوت/فورماتMP3/ تعليق للياس بجاني وجولة أفق سياسية لبنانية وإقليمية شاملة مع الدكتور محمد علي مقلد/27 آب/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*الحر مقدس والحريات قداسة/الياس بجاني

*مانشيت جريدة الجمهورية :البطاركة لتحييد الرئاسة.. و«الحزب» يتريث في موقفه من التمديد ومبادرة عون

*مفتش سابق في سوريا يتحدث عن وثيقة تكشف صلة حسن نصرالله بتأسيس داعش

*هل إصرار 8 آذار على "الثرثرة" في موضوع العسكريين الأسرى يهدف الى الدفع نحو تصفيتهم؟

*بدأ البحث في اسم "مرشّح التفاهمات/علي حماده/النهار

*"داعش" تمدد مهلة تهديدها بقتل أول عسكري 48 ساعة

*الاحدب: محاربة الارهاب لا تكون باستهداف المناطق المحرومة وعدم اعطائها حقوقها

*امانة 14 آذار تتهم "الوطني الحر" بدفع لبنان إلى حرب أهلية

*شمعون: عون يحتار بالوصول الى الرئاسة و"حزب الله" يستخدمه كورقة مسيحية  

*علوش: مشروع داعش لا يمكن أن تكون له بيئة حاضنة بأي مكان

*"الانباء": لقاء بين سليمان وكاتشيا وبلامبلي بحث بانتخابات الرئاسة  

*سلام التقى بري: المبارزة السياسية تعرض عسكريي عرسال المحتجزين للخطر

*تمديد جديد لليونيفيل حتى آب 2015

*جعجع يجدد مبادرته الرئاسية لإنهاء الشغور في بعبدا

*بري "يتصل بالحريري مستعجلاً" الهبتين السعوديتين للقوى الامنية

*كاتشيا: رئيس جديد للبنان في ايلول "من خارج الاسماء المطروحة"

*"القبض على زميل" موقوف "نابوليون" في فرنسا

*جنبلاط بحث مع المسيحيين "امكانية بروز موقف رئاسي جديد"

*درباس: لبنان يستقبل 8000 لاجئ عراقي

*الإفراج عن مغترب لبناني خطف على يد عصابة مسلحة في نيجيريا

*"أبو طلحة اللبناني" إنتحاري من طرابلس نفذ تفجيرا انتحاريا في بغداد

*السيد علي الأمين: "حزب الله" حول لبنان لساحة مفتوحة وانسحابه من سوريا هو الحل 

*اطلاق نار من الجانب السوري على منطقة العبودية عكار

*الراعي اليوم الى الفاتيكان: ليس لدي اي مرشح للرئاسة ولا اذكي ولا اقصي احدا

*إعلاميون ضد العنف دانت الدعوات الى حمل السلاح والأمن الذاتي

*بطاركة الشرق اجتمعوا في بكركي: لفصل انتخاب الرئيس عن الصراعات وإصدار فتوى تجرم الاعتداء على المسيحيين وفصل الدين عن الدولة

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 27/8/2014

*الاسد اصدر مرسوما بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الحلقي

*هل ستتعاون أميركا مع بشار/محمد سلام،

*وليد بك وداعش وحزب الله/إيلي فواز/لبنان الآن

*"شيعة السفارة"/ حـازم الأميـن/لبنان الآن

*مواقف حادّة للراعي في قمّة البطاركة... والسفراء «على الوعد»/جريدة الجمهورية/ألان سركيس

*إطاحة «داعش» أولوية والتعاون مع نظام الأسد إشكالية/عبدالوهاب بدرخان/ الحياة

*لهذا وافقت حماس/حسان حيدر/ الحياة

*احتواء «داعش» لا يكون إلا بالحصار والقصف الجوي!/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

*مقاطعو جلسات انتخاب رئيس الجمهورية يتحمّلون مسؤولية التمديد الثاني للمجلس/اميل خوري /النهار

*الخطر "الداعشي" يعزّز فرص التقارب السعودي - الإيراني والترجمة الأوّلية عودة التواصل بين "المستقبل" و"حزب الله"/سابين عويس/النهار

*المرونة الطارئة لـ"حزب الله" موضع جدل لماذا لا "تمتحنها" 14 آذار بملفّات حيوية؟/روزانا بومنصف/النهار

*مكافحة «إرهاب داعش» تكون عبر دول عربية لا إيران/المستقبل/ربى كبّارة

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/رسالة بطرس الأولى/الفصل 5/1-11/رعية الله

أما الشيوخ الذين بينكم فأناشدهم، أنا الشيخ مثلهم والشاهد لآلام المسيح وشريك المجد الذي سيظهر قريبا، أن يرعوا رعية الله التي في عنايتهم ويحرسوها طوعا لا جبرا، كما يريد الله، لا رغبة في مكسب خسيس، بل بحماسة. ولا تتسلطوا على الذين هم في عنايتكم، بل كونوا قدوة للرعية. ومتى ظهر راعي الرعاة تنالون إكليلا من المجد لا يذبل. كذلك أنتم الشبان، إخضعوا للشيوخ والبسوا كلكم ثوب التواضع في معاملة بعضكم لبعض، لأن الله يصد المتكبرين وينعم على المتواضعين. فاتضعوا تحت يد الله القادرة ليرفعكم عندما يحين الوقت. وألقوا كل همكم عليه وهو يعتني بكم. تيقظوا واسهروا، لأن عدوكم إبليس يجول كالأسد الزائر باحثا عن فريسة له. فاثبتوا في إيمانكم وقاوموه، عالمين أن إخوتكم المؤمنين في العالم كله يعانون الآلام ذاتها. وإله كل نعمة، الإله الذي دعاكم إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع، هو الذي يجعلكم كاملين، بعدما تألمتم قليلا، ويثبتكم ويقويكم ويجعلكم راسخين. له العزة إلى الأبد. آمين.

 

تعليق للياس بجاني وجولة أفق سياسية لبنانية وإقليمية شاملة مع الدكتور محمد علي مقلد

الناشط ولأكاديمي والكاتب الدكتور محمد علي مقلد يشهد للبنان الرسالة والحريات

بالصوت/فورماتWMA/ تعليق للياس بجاني وجولة أفق سياسية لبنانية وإقليمية شاملة مع الدكتور محمد علي مقلد/27 آب/14

بالصوت/فورماتMP3/ تعليق للياس بجاني وجولة أفق سياسية لبنانية وإقليمية شاملة مع الدكتور محمد علي مقلد/27 آب/14

4نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

الحر مقدس والحريات قداسة

الياس بجاني

27 آب/14

تحية إكبار من بلاد الاغتراب نوجهها لكل ناشط وسياسي ورجل دين ومسؤول ومواطن لبناني مقيم في وطننا الأم يشهد للحق ويسمي الأشياء بأسمائها ويؤمن قولاً وعملاً بلبنان الرسالة، وبدور هذا اللبنان الحضاري والتنويري والنموذجي والشعلة.

لبنان الحريات والمؤسسات والعدل والمساواة.

لبنان الإنسان المتحضر والوعي والسيد والحر والمنفتح على الغير.

لبنان كل اللبنانيين دون تفرقة أو حواجز أو قيود وفوارق.

لبنان النموذج الحضاري المشع بالحريات في شرق مظلم تسيطر على دوله وشعوبه جماعات تكفيرية ترفض الآخر وتؤبلس وتلغي جسدياً كل من لا يخضع لإرادتها.

إن النخبة اللبنانية المتحضرة بفكرها وممارساتها وخطابها وإيمانها هي واقعاً الخميرة، التي ستخمر الوطن وتعيد الروح إلى ضمائر ناسه، وتشحن وتحفز الهمم وذلك للوقوف بقوة ودون تقية أو ذمية في مواجهة الظلم والظلاميين والغزوات والفجار والطرواديين الذين حولوا لبنان القداسة والرسالة إلى ساحة حروب للآخرين وهمشوا كل مؤسسات الدولة وفرضوا بالقوة وبالبلطجة شرعة الغاب.

في مقدمة الرافضين للاحتلال الإيراني ولهمجية الظلاميين تأتي النخب الشيعية اللبنانية التي ورغم كل الإرهاب الذي يمارسه حزب الله ضدها وعلى كافة الصعد لا زالت صامدة بمواقفها الوطنية والسيادية والأخلاقية ولا زالت أصواتها مدوية تقول بشجاعة لا وألف لا للاحتلال الإيراني.

المفكر والكاتب والسياسي اللبناني والشيعي الدكتور محمد علي مقلد هو من ضمن هذه النخبة الشجاعة الرافضة للتهميش وللظلم ولهيمنة قوى الاحتلال ولتغييب الدولة. في مقابلته المميزة اليوم التي أجراها معه تلفزيون المستقل جدد مقلد بثقة وجرأة وصوت عال وصارخ وبوضوح وشفافية وعلى خلفية علمية لافتة جدد مواقفه الوطنية بامتياز وسمى الأشياء بأسمائها.

في الخلاصة إن نتيجة الصراع بين الخير والشر محسومة النتائج، وهي انتصار الخير في النهاية مهما طال زمن الشر ومهما توهم الأشرار وتجبروا وكفروا وظلموا.

ولأن لبنان هو الخير فانتصاره حتمي.

 

مانشيت جريدة الجمهورية :البطاركة لتحييد الرئاسة.. و«الحزب» يتريث في موقفه من التمديد ومبادرة عون

جريدة الجمهورية/الخميس 28 آب 2014

أربع أولويات أو عناوين تتصدّر المشهد السياسي في لبنان: الانتخابات الرئاسية، التمديد النيابي، المخطوفون من الجيش اللبناني وقوى الأمن، والمسيحيّون المشرقيّون وتحديداً العراقيّون. وفي هذا السياق نجحَ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في إبقاء ملف رئاسة الجمهورية حيّاً، وظهر أنّه لا يلين ولا يتراجع ولا ييأس من مواصلة ضغطه حتى انتخاب رئيس جديد. وقد أراد عشيّة سفره إلى الفاتيكان إطلاقَ رسالة مزدوجة بمشاركة بطاركة الشرق وحضور سفراء الدول الخمس وممثل الأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي، بأنّ الانتخابات الرئاسية تتقدّم على كلّ الملفات الأخرى، وأنّ المطلوب تحييدها عن النزاعات الإقليمية والدولية، وأنّ الوجود المسيحي المشرقي هو مسؤولية مسيحية-إسلامية، داعياً الدولَ العربية والإسلامية إلى التحرّك في هذا الاتجاه. وعلمت «الجمهورية» أنّ الراعي وجّه كلاماً حادّاً للسفراء من قبيل أنّ دعواتهم لانتخاب رئيس جديد لا تُترجَم على أرض الواقع. ويترافق الضغط المتواصل للبطريرك مع محطة ومبادرة. وإذا كانت المحطة هي موعد الانتخابات الرئاسية في 2 أيلول، فإنّ المبادرة يُتوقّع أن تبصر النور قريباً عن قوى 14 آذار التي تضع اللمسات الأخيرة عليها، وهي تقوم على ركيزتين: تشكيل وفود للتواصل مع 8 آذار والوسطيّين من أجل الاتفاق على مرشّح تسوية، وفي حال الإصرار على التعطيل العودةُ إلى المربّع الأوّل. فيما الاستنفار في الخارج والداخل على أشدّه بفعل تنامي المخاوف من الحركات التكفيرية، حافظَ لبنان على شغوره الرئاسي، والمحاولات تجري عبثاً لإخراجه من نفق التعطيل بفعل إصرار كلّ طرف على موقفه. وفيما تبقى الملفات السياسية مجمّدة حتى إشعار آخر، يتقدّم العنوان الأمني مجدّداً مع بقاء بلدة عرسال تحت المجهر، بالتوازي مع متابعة قضية تسليح الجيش وقضية الأسرى العسكريين لدى الإرهابيين.

برّي وقهوجي

وفي هذا الإطار، تابعَ رئيس مجلس النواب نبيه بري مع قائد الجيش العماد جان قهوجي موضوع دعم الجيش وتسليحه في حضور وزير المال علي حسن خليل. ونَقل النوّاب عن بري تأكيدَه أنّه يركّز في هذا الوقت بالدرجة الاولى على العمل لتوفير كلّ الدعم للجيش في معركته ضدّ الارهاب، وأنّه تلقّى وعوداً من سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالتجاوب مع هذا الطلب.

سلام

في غضون ذلك، أكّد رئيس الحكومة تمام سلام من عين التينة أنّ الحكومة تتحمّل مسؤولياتها كاملةً في ملف الأسرى العسكريين وأنّ الموضوع «لا يُحَلّ بهذه السهولة بل يتطلب عناية كبيرة». وانتقدَ التعاطي الإعلامي مع هذا الموضوع، منبّهاً من أنّ التنافس والمبارزة الإعلامية فيه تُعرّض الأسرى لمزيد من الخطر، خصوصاً الكلام عن تبادل أو عدم تبادل».وقال سلام: «القضية لن تنتهي لا اليوم ولا غداً، فهناك معركة طويلة مع ناسٍ لا دين لهم ولا قضية ولا معالم إنسانية»، وقال: «من المعيب أن نخاطر بالعسكريين من أجل معلومة «بالزايد» ومعلومة «بالناقص». وشدّد سلام أيضاً على ضرورة أن «يسود الحسّ الوطني في خطابات السياسيّين»، وقال: «مع الأسف نسمع مواقف لقوى سياسية لا تليق بالوطن والمواطنين، مليئة بالتشنّجات والمزايدات والتوترات، ولا تساعدنا في مواجهة الخطر الأمني الكبير والداهم الذي يواجه المنطقة كلّها».

مصادر سلام

وليلَ أمس، قالت مصادر سلام لـ«الجمهورية» إنّ ما تحدّث عنه في عين التينة كان واضحاً وصريحاً ولا يحتمل أيّ تفسير، فهو سمّى الأشياء بأسمائها بصراحة، ولفتَ الى مخاطر استغلال ما يجري في عرسال ومناطق أخرى، داعياً إلى وقف استثمار قضية بحجم قضية المخطوفين العسكريين من جيش وقوى أمن داخلي، فاستثمارُ ما حصل في السياسة جريمة لا تغتفر. كذلك دعا إلى حماية المؤسسة العسكرية من ما قد يسيء الى معنوياتها وصورتها الجامعة لدى اللبنانيين، ودان الحديثَ عن مخطوف سنّي أو شيعي أو مسيحي. وأكّدت المصادر مسعى سلام لمعالجة وضع المخطوفين واستعادتهم، وشدّدت على أنّه لن يكشف عمّا آلت اليه اتصالاته غير المنظورة حتى اليوم.

مقاربة وطنية

وكانت مراجع معنية بالملف قد أشارت إلى أنّ سلام تلقّى أمس وقبله رسائلَ سلبية حول ما يمكن أن يؤدّي إليه استمرار التعاطي مع قضية العسكريين باستخفاف، ولذلك فهو رفعَ الصوت تزامُناً مع مواصلته مساعيَه لتطويق ما يسيء منها إلى سلامتهم، وهو ما دفعَه أمس إلى دعوة جميع الأطراف لإجراء مقاربة وطنية للملف. وأوضحت المراجع أنّ جميع هذه القضايا طُرحت في لقاء عين التينة، مع التشديد على التكتّم حول بعض المخارج المطروحة، وصولاً إلى النتائج المرجوّة في كلّ القضايا، خصوصاً موضوع المخطوفين العسكريين لدى المجموعات المسلحة.

مهمّة ابراهيم

 وعلمَت «الجمهورية» أنّ المهمة التي أوكِلت مجدّداً إلى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لم تنطلق بعد، وأنّه لا بدّ من بعض الاتصالات التمهيدية لانطلاقها في ظلّ الظروف والتعقيدات المحيطة بها وحجم ما يجري في سوريا، في اعتبار أنّ فتحَ بابِ المفاوضات حول الملفّ سيطاول القيادة السورية أيضاً بعدما نُمي إلى بعض المرجعيات أنّ مطالب الخاطفين ستطاول قضايا تتّصل بالنظام السوري.

وفي هذه الأجواء، قالت مصادر الأمن العام لـ«الجمهورية» إنّ اللواء ابراهيم لن يقوم بعمل سرّي، وهو سيعلن للرأي العام ما يجب أن يعلَن من اتصالاته وزياراته، ولا حاجة للاسترسال في سيناريوهات مشوّهة مثلما جرى من قبل، عندما نُظّمت له زيارات ومهمّات إلى هذه الدولة أو تلك وبُنِيت عليها آمال وهمّية وهو كان في مكتبه يواصل عمله كالمعتاد. وأكّدت المصادر أنّ المهمة صعبة ودقيقة، وهناك ترتيبات لا بدّ منها، والحديث عنها قبل أوانها لا يفيد في شيء بقدر ما يضرّ.

بطاركة الشرق

في هذه الأثناء، جمعَت بكركي بطاركة الشرق في قمّة ترأّسَها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وانضمّ إليها سفراء الدول الخمس وممثّل الأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي، حيث بحثَت وضع مسيحيّي العراق والمنطقة، وأزمة انتخاب رئيس الجمهورية. وأكّد الراعي أمام المشاركين أن «ليس لديّ أيّ مرشّح معيّن لرئاسة الجمهورية، وأنا لا أذكّي أحداً ولا أقصي أحداً، وهذا من منطلق احترامي للديموقراطية وللمجلس النيابي والنوّاب»، موضحاً أن «كلّ ما يقال من كلام عن أسماء تطرحها بكركي وما يُشاع في هذا الموضوع هو غير صحيح». ودعا النواب «للدخول الى المجلس النيابي وانتخاب الرئيس انطلاقاً ممّن يعتبرونه الأقوى». وأضاف الراعي: «ثمّة من يقول إنّ على المسيحيين أو الموارنة أن يتّفقوا على مرشح. هذا القول غير مقبول، لأنّ رئيس الجمهورية ليس رئيساً للموارنة أو المسيحيين، بل لكلّ اللبنانيين، وبالتالي لا يحقّ لأيّ فريق مذهبي أن يتّفق وحدَه على مرشّح، بل هذا أمر يخصّ كلّ اللبنانيين. وبما أنّه لا يوجد في لبنان ترشيح لرئاسة الجمهورية، لا يحقّ لأحد قبول أو إقصاء أيّ مرشّح من أجل التوافق، فالمطلوب الاقتراع في المجلس النيابي مرّة وثانية وثالثة، وإذا لم يتمّ انتخاب أحد من الذين نالوا أصواتاً، عندئذ يُصار إلى التوافق على مرشّح واحد أو اثنين من قِبل الكُتل السياسية

 والنواب».

البيان الختامي

ودعا البيان الختامي للبطاركة إلى وقف «الاعتداء على المسيحيين، ووضع حدٍّ للتنظيمات الأصولية التكفيرية، ودعم الحضور المسيحي من أجل حماية تعايش الأديان والثقافات والحضارات وتطوّرها السلمي».

ورأوا أنّه «لا يمكن أن تستمرّ الدوَل، خصوصاً العربية والإسلامية، صامتةً بلا حراك في وجه «داعش» ومثيلاتها من التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي تتسبَّب بإساءة كبيرة لصورة الإسلام في العالم»، داعين أيضاً الى «إصدار فتوى دينية جامعة تُحرِّم تكفيرَ الآخر إلى أيّ دين أو مذهب أو معتقد انتمى، وإلى تجريم الاعتداء على المسيحيين وممتلكاتهم وكنائسهم في تشريعاتها الوطنية». وطالبوا، الأسرتين العربية والدولية، بـ»الضغط بقوّة على مموِّلي هذه التنظيمات بالمال والسلاح ومدرّبيها، من دول ومنظمات، لقطع مصادر العنف والإرهاب الفكري». وطالبَ بطاركة الشرق بإلحاح، الكتلَ السياسية ونوّابَ الأمّة بفصلِ انتخاب رئيس الجمهورية عن مسار الأوضاع والنزاعات الإقليمية والدولية التي لم ترتسم أفقها بعد، والإسراع إلى التشاور الجدّي والتفاهم لانتخاب الرئيس في أسرع ما يمكن». وشدّدوا على أنّ «انتخاب الرئيس واجب قبل اتّخاذ أيّ قرار بشأن استحقاق المجلس النيابي».

خليل

إلى ذلك، أوضحَ وزير المال علي حسن خليل أن ليس هناك مبادرة بالمعنى الدقيق لبرّي والنائب وليد جنبلاط في الملف الرئاسي». وأكّد أنّ حركة بري باتّجاه إنجاز الإستحقاق الدستوري لانتخاب رئيس جمهورية لا تعني على الإطلاق تجاوزَ أيّ مكوّن من مكوّنات البلد، بل هي نابعةٌ من حِرص أكيد على إنجاز هذا الاستحقاق المهم لكلّ اللبنانيين، وللمسيحيين بالدرجة الأولى.

«الحزب» ومشروع عون

 إلى ذلك، وفيما لا يزال تكتّل «التغيير والإصلاح» ينتظر أجوبة موضوعية وعلمية على اقتراح رئيسه النائب ميشال عون حول انتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع الشعبي المباشر، لوحظ أنّ أيّ ردّة فعل لم تصدر بعد عن حليفه «حزب الله» حيالَ هذا الاقتراح. وعلمت «الجمهورية» أن «الحزب»، وفي الوقت الذي يؤكّد موقفَه المبدئي الداعم ترشيحَ عون الذي لم يناقشه مسبقاً في اقتراحه الذي يتطلّب تعديلاً دستورياً، يعتبر أنّ مضمون هذا الاقتراح ودلالاته وتداعياته ونتائجه، إضافةً إلى توقيته، يجب أن يكون موضعَ درس لديه، وأنّ صمتَه عن هذا الموضوع حتى الآن لا يمكن تفسيره رفضاً لهذا الاقتراح. وفي المعلومات أن لا موقف نهائياً وحاسماً بعد للحزب من مسألة تمديد ولاية مجلس النواب الممدّدة، ولكنّ لديه ميلاً مبدئياً إلى ضرورة احترام الاستحقاقات الدستورية وإنجازها في مواعيدها. في هذا الوقت شدّدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار على «أنّ معالجة الأوضاع الداخلية كافّة، ولا سيّما منها السياسية، لا تستقيم إلّا بانتخاب رئيس جمهورية جديد وفقاً للدستور». واعتبرت «أنّ أيّ خروج على إجماع اللبنانيين هو خطوة بهلوانية نحو المجهول».

شائعات وغارات في عرسال

 أمنياً، وفي الوقت الذي تواصلت فيه الروايات والشائعات حول تحرّك مجموعات مسلحة بين جرود عرسال وبعض المناطق ليلاً، نفَت مصادر أمنية لـ«الجمهورية» حصولَ عمليات تسلل، وقالت إنّ وحدات الجيش التي أعادت انتشارها في البلدة وتلالِها كثّفَت عمليات المراقبة ونشرَت مواقعَ متقدّمة على بعض التلال باتّجاه جرود المنطقة لرصد أيّ تحرّكات مشبوهة. لكن ما توقّف عنده المراقبون هو ما تحدّثت عنه المعلومات الواردة من البلدة حول إخلاء عائلات لمنازلها، خصوصاً في التلال المواجهة للمنطقة الجردية التي يتمركز فيها المسلحون، بعدما رضخوا للشائعات التي تحدّثت عن عمليات تسلل، وخوفاً من أن تتجدّد العمليات العسكرية في المنطقة في أيّ وقت. وأمس جدّدت الطائرات الحربية السورية غاراتها الجوّية على تلال المنطقة ووديانها التي تربط بين جرود عرسال ومناطق القلمون السورية المواجهة لها، بعدما أخلى الجيش السوري عدداً من تلال المنطقة التي باتت تحت سيطرة المسلحين. وقالت مصادر أمنية إنّها لم تتبلغ عن نتائج عمليات القصف وحصيلتها وما آلت إليه، كما لم يكشف الجانب السوري رسمياً عن هذه الغارات. تزامُناً جدّدت المضادات السورية اعتداءاتها على القرى اللبنانية المواجهة لمواقع الجيش السوري في منطقة تل كلخ على الحدود اللبنانية – السورية الشمالية.

 

مفتش سابق في سوريا يتحدث عن وثيقة تكشف صلة حسن نصرالله بتأسيس داعش

يقال نت/نشر بتاريخ الأربعاء, 27/14

أنور مالككتب أنور مالك، المفتش السابق في لجنة المراقبة العربية في سوريا الآتي:

في هذه الفترة الحسّاسة للغاية التي تمرّ بها المنطقة العربية كثر الحديث عن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المُسمّى اختصاراً "داعش"، الذي تحوّل فجأة من تنظيم إلى دولة ثم خلافة تناطحت المواقف السياسية والإيديولوجية حولها، بل جعلت وسائل الإعلام الدولية الثقيلة من شأن التنظيم مادة دسمة ومثيرة للرأي العام في الشرق والغرب.

بلا شكّ أنه لا شيء مصيري يحدث في العالم العربي يبتعد عن عيون المخابرات الغربية المتغلغلة في كل الزوايا الرسمية وغير الرسمية، فإن لم تكن قد صنعت هذا الشيء فهي ساهمت بطرق مختلفة في التسهيل لوجوده وصناعة شهرته لاستغلاله فيما يخدم مصالحها طبعاً.

هل "داعش" مخترقة استخباراتياً؟

المناهضون لتنظيم "داعش" يتّهمونه كثيراً بأنه صناعة إيرانية أو صهيونية أو أمريكية، وهو يردّ على خصومه بالتوسّع والسيطرة على كثير من المناطق في العراق وسوريا مستغلاً كل الظروف لصالحه. أما أنصاره عبر شبكات التواصل الاجتماعي فيتّهمون خصومهم بالردّة والعمالة للصليبيين والصهاينة والمرتدّين! وتوسّع الاختلاف الإيديولوجي والسياسي القائم إلى التخندق ضد هذا أو مع ذاك بمنتهى الكراهية وإلغاء الآخر من دون أدنى قابلية للتعايش، وطبعاً كل طرف يصنع مبرّرات تخندقه سواء كانت حقيقية أو مجرّد ظنون أو حتى من وحي الخيال؛ لأجل توجيه الرأي العام وفق أجندته.

لقد تحوّلت "داعش" إلى كرة ثلج تتقاذفها التّهم والتّهم المضادة، وهي تكبر وتتوسّع وتصنع كيانها في الشرق الأوسط. ودارت أسئلة كثيرة حول ظهور "الدولة الإسلامية في العراق والشام" والجهات التي تقف خلفها وتدعّمها حتى بلغت هذه الدرجة من القوة والنفوذ، ولكن الذي نحن بصدد مناقشته في هذه الزاوية العابرة يتعلّق باختراق "داعش" من طرف أجهزة المخابرات كما يروّج كثيرون جداً.

لا يوجد جهاز استخباراتي عربي أو غربي لا يخطّط ولا يعمل على اختراق التنظيمات الجهادية في العالم الإسلامي، فأهم ما تعمل عليه هذه الأجهزة الآن هو اختراق "القاعدة" و"داعش" وغيرهما سواء عبر تجنيد عملاء بينهم أو بوسائل تقنية وتقليدية مختلفة. كما لا يوجد جهاز مخابرات يمكنه أن يقدّم بمحض إرادته أدلّة مادية عن عملياته السرّية، إلا في حالات التسريب أو الانشقاق أو تصريحات المتقاعدين التي تأتي متأخّرة بسنوات وفي الوقت غير المناسب. والتسريب الاستخباراتي معقّد جداً وله حسابات عميقة في الغرب، ولكنه يحدث في الشرق خصوصاً أثناء النزاعات والصراعات كما يجري في سوريا حالياً.

تُتّهم إيران والغرب بصناعة "داعش"، ويوجد من يوجه أصابع الاتهام إلى قطر وكذلك السعودية رغم مواقفها السياسية والدينية المعروفة من "القاعدة". بل الخلاف المرجعي الديني لعب دوره أيضاً، فهذا يتّهم الفكر السلفي بصناعة "داعش"، وذاك يزعم أن جماعة الإخوان تقف خلف فكر تكفيري أدّى لظهور التنظيم، ولا يوجد لهذه اللحظة ما يثبت أن إيران أو أمريكا أو غيرهما من الأجهزة الاستخباراتية الغربية والعربية هي من صنعت هذا التنظيم المثير للجدل، والذي تحوّل من مجرّد جماعة مسلّحة في العراق إلى "دولة" ثم "خلافة" تسيطر على ما يعادل ثلاثة أضعاف لبنان.

بحثت كثيراً في نشأة هذا التنظيم المثير للجدل وماضي من أعرف من قادته ولم أعثر على ما يكشف عن بعض ملامح الجهة التي صنعته وتقف خلفه، وإن كانت المرجعية الفكرية الجهادية ثابتة وموجودة من قبل أن يظهر التنظيم على مسرح الأحداث. لذلك لا يمكن أن نثبت تهمة من دون أدلّة قوية، وكل ما قيل عن تأسيسه وصناعته من قبل إيران أو روسيا أو نظام بشار الأسد في سوريا أو إسرائيل أو أمريكا وغيرهم هي مجرّد تخمينات وتكهّنات أو اتهامات لا توجد عليها أدلّة يقينية ثابتة يعتدّ بها في البحث الأكاديمي الموضوعي والحيادي، وغالباً ما ترتبط هذه الاتهامات بالنتائج المترتّبة على وجود التنظيم.

حسن نصر الله و"داعش" في وثيقة استخباراتية مسرّبة

الحالة الوحيدة التي عثرت عليها في رحلة بحثي المضنية والمستمرّة هي وثيقة استخباراتية مسرّبة من حاسوب للفرع الخارجي (279) التابع للمخابرات العامة السورية. هذه الوثيقة الخطيرة حصلت عليها من مصادر موثوقة وحرّرت في 2012 قبل ظهور "داعش" على المسرح السوري أصلاً، وكان حينها مجرّد تنظيم يسمى "الدولة الإسلامية في العراق" خرج من رحم تنظيم "القاعدة" الذي أسسه الزرقاوي إبان الوجود العسكري الأمريكي في بلاد الرافدين.

الوثيقة هي عبارة عن تقرير فيه معلومات نقلها ضابط ارتباط في "حزب الله" اللبناني عام 2012، وتحدّث فيها عن لقاء هام عقد بين جهاز مخابرات الحزب ومسؤولين أمنيين من السفارة الإيرانية وضباط من المخابرات العراقية. وتكشف الوثيقة أنه "تمّت مناقشة الوضع في القطر (سوريا)، ومن أهم البنود أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اقترح ضرورة وجود جماعات تكفيرية في الساحة السورية حتى يسهّل حشد الرأي العام الإسلامي والعربي والغربي لصالح الحكومة في سورية".

وأشارت الوثيقة إلى أن المجتمعين ناقشوا "كل السبل لتوصيل التكفيريين لداخل القطر (سوريا)، وتمّ الاتفاق على تسهيل مرورهم عبر العراق من خلال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق الذين يتواجد أكثر من 2000 عنصر منهم في السجون العراقية". وحسب المصدر الذي تحدث لمحطة المخابرات السورية في لبنان: "أن الجانب العراقي تعهّد بتسهيل خروجهم من السجون بأيّ وسيلة كانت، وأيضاً رفع الحراسة المشدّدة على الحدود. وأكّد ضباط المخابرات العراقية أنهم لديهم عناصرهم داخل التنظيم. أما الجانب الإيراني فتقدّم بحلول عملية أخرى في هذا الجانب"، وهذه الحلول كانت مرفقة في قرص مضغوط لم يتسرّب إلينا محتواه.

هذه الوثيقة أكّدت على بعض النقاط الخطيرة:

أولاً: وجود "داعش" في سوريا كانت فكرة مقترحة من حسن نصر الله، وحدث بتسهيل من حكومة نوري المالكي ومخابرات إيران.

ثانياً: المخابرات العراقية كانت تخترق قيادات تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق" قبل وصولها إلى سوريا.

ثالثاً: رفع الحراسة من الحدود والفرار من السجون العراقية من أبرز ما قدّمته حكومة المالكي لتنظيم "داعش".

رابعاً: أن وجود "داعش" في المشهد السوري يسهّل حشد الرأي العام الإسلامي والعربي والغربي لصالح نظام بشار الأسد، وطبعاً يساعد "حزب الله" في المرافعة على خيار التدخّل في سوريا لمحاربة من يسمّيهم "التكفيريين".

بلا شكّ أن هذه المعلومات التي جاءت بها الوثيقة يمكن الاستدلال بها لحدّ بعيد على مسألة وجود الاختراق الإيراني لتنظيم "الدولة الإسلامية" قبل دخوله سوريا، ولكن استمرار الاختراق بعد ذلك أو نهايته لا نملك ما يثبته أو ينفيه سوى بعض الأحداث التي يمكن أن نذكرها على سبيل الاستدلال، من بينها مثلاً ما ورد من معلومات عن إعدام التنظيم لأحد عناصره بتهمة العمالة لأحد أجهزة المخابرات، وذكرت وسائل إعلام أن الشخص يدعى "أبو عبيدة المغربي" والجهة التي كان يتعاون معها هي مخابرات بريطانيا، ولم نتمكن من التأكد من صحة هذه التفاصيل الإعلامية من مصادر مستقلة.

أمر آخر أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وجّه أصابع الاتهام إلى نظام بشار الأسد بالوقوف خلف تفجيرات 2009/08/19 الدموية التي هزّت بغداد، واتّهم المالكي حينها حزب البعث و"القاعدة"، وقال إن تسعين بالمئة من "الإرهابيين" يتسلّلون من سوريا وإن "التكفيريين" يتّخذون من الأراضي السورية مقرّاً ومنطلقاً للعمليات الإرهابية. وردّ بشار الأسد حينها في ندوة صحفية جمعته بالرئيس القبرصي ديمترس خريستوفياس أن التّهمة بدعم الإرهاب غير أخلاقية وأن بلاده تكافحه ولا تدعّمه. وأوحى ما حدث حينها من أزمة بين دمشق وبغداد أن المالكي يتّهم مخابرات نظام بشار الأسد أن لها علاقة استخباراتية مع البعثيين و"القاعدة".

مخططات اغتيال الثورة السورية باسم "الإرهاب"

اختراق التنظيمات الجهادية كان قائماً قبل ظهور "داعش" وقد ظهر جلياً في الجزائر خلال مرحلة التسعينات الدموية، وقد ثبت بأدلة اختراق عدة أجهزة استخباراتية من بينها المخابرات الجزائرية والفرنسية والإيرانية لتنظيم الجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا"، وقد بدأ اختراق إيران عام 1995 عبر وصول الشيعي محفوظ طاجين لإمارة التنظيم، وأدى إلى تحوّل "الجيا" نحو المجازر الجماعية وتكفير عموم الشعب، وهذا ما سنتعرّض له في مقالاتنا اللاحقة.

المشكلة القائمة بخصوص "داعش" تتعلّق بعملية الاستخدام من قبل جهات وجدت مصلحتها في تحويل ما يجري في سوريا من ثورة ضد نظام مستبدّ إلى الحرب على "الإرهاب" التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية. صار الكلّ يعرف أن نظام بشار الأسد عمل الكثير من أجل أن يثبت للعالم أنه يواجه "الإرهاب" وجماعات متطرّفة تابعة للقاعدة، وحتى قبوله بدخول بعثة مراقبي الجامعة العربية كان من أجل التسويق لأطروحته حول مواجهة شبكات الإرهاب المنظّم والعابر للحدود، وقد فعل كل ما في وسعه من سيارات مفخّخة ومعلومات مضلّلة واغتيالات وأشياء أخرى كثيرة كي يدرج ذلك في تقارير البعثة الدولية. وهذا ما يؤكّد أن وجود شبهات الإرهاب فقط في مشهد الثورة سيكون في صالح النظام، فكيف سيكون الحال حينما يتعلّق الأمر بتنظيم يبايع أيمن الظواهري، أو آخر يعلن نفسه دولة ثم خلافة ويتمدّد ويسيطر على رقعة جغرافية واسعة النطاق؟

بحوزتي أكثر من 100 وثيقة من بين ما يقارب 15 ألف وثيقة استخباراتية مسرّبة كلّها تشير إلى جهات نصحت نظام بشار الأسد بضرورة وجود جماعات إرهابية في المشهد السوري، ومن بين الذين نصحوا الأسد بذلك نذكر مثلاً الكاتب المصري محمد حسنين هيكل واللواء أحمد سليمان مدير مكتب اللواء مراد موافي مدير جهاز المخابرات العامة المصرية، وأيضاً جاءت هذه النصائح من منتدب المخابرات السورية في العراق وهو "الكاتب" العراقي سمير عبيد وغيرهم.

ما قيل عن وجود ضبّاط من حزب البعث مع "داعش"، لا نملك عليه أدلّة ملموسة يمكن الاعتماد عليها كما لا نستبعد ذلك فيوجد الكثير من البعثيين في مختلف كتائب المعارضة، ولكن ما ثبت لدينا من خلال المعلومات التي سقناها أن "داعش" قبل وصولها إلى سوريا كانت مخترقة من مخابرات العراق وهذا يعني إيران بلا شك، وأن زحف التنظيم على سوريا كان بتسهيل من حكومة المالكي وباتفاق مع مخابرات إيران وقيادة ميليشيات "حزب الله". لقد كانت شعارات ومظاهرات الثورة في سوريا تزعزع أركان نظام بشار ومن خلفه إيران وروسيا، ولكن بمجرّد أن أعلنت جبهة النصرة مبايعتها للظواهري ووجود "داعش" في المشهد السوري، تنفّس أعداء ثورة السوريين الصعداء فقد تحقّق لهم ما يريدون أن يقدّموه للعالم، بل وصل حال نظام يدّعي التعرّض لـ"مؤامرة كونية" لاستجداء التحالف مع هذه القوى العظمى التي تآمرت عليه، على حدّ زعمه، لمحاربة "الإرهاب". وهذا لا يعني أبداً أن ما جرى جاء بالاتفاق بين البغدادي وبشار وخامنئي والمالكي ولا يعدّ ذلك شرطاً في المعادلة كلها، فيكفي أن تنظيم "داعش" خرج من رحم "القاعدة" ويحلم ببناء دولته فجاءت الفرصة سواء بتسهيل أو تدبير كي يحقّق ما يريد. المشكلة الآن ليست في وجود "داعش" فقد وجد وانتهى الأمر لكن في مسار هذا الكيان المسمى "الخلافة" الذي سيتمدّد إلى شمال إفريقيا، والصعوبة قائمة في طريقة مجابهته دولياً، والذي سيأتي بلا شك على حساب ثورة سوريا والعراق وأقطار عربية أخرى، وسيؤدي لحرب استنزاف طويلة ربما على طريقة أوسع من حالة طالبان في أفغانستان.

ويبقى القول أخيراً وليس آخراً:

ليس شرطاً أن تكون عميلاً كي تخدم خصومك، لكن يكفي أن تتواجد في الزمن الخطأ والمكان الغلط سواء كان الأمر لغباء في التخطيط أو لغياب أفق استراتيجي للصراع القائم في العالم الإسلامي، وهذا ما يجري مع "داعش" والأيام القادمة ستكشف الكثير من الخفايا والتطورات.. وللحديث بقية.

 

هل إصرار 8 آذار على "الثرثرة" في موضوع العسكريين الأسرى يهدف الى الدفع نحو تصفيتهم؟

يقال نت/فيما يدعو المسؤولون اللبنانيون الى التزام الصمت في موضوع العسكريين الأسرى، تواظب قوى 8 آذار على التصعيد الكلامي في ثرثرة كأن الهدف منها دفع ملف العسكريين الى نهاية تراجيدية، خصوصا وأن إشارات سلبية بدأت تصدر عن المجموعات الخاطفة، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر، البيان التهديدي الذي وزعه "داعش"، يوم أمس، ويربط فيه بين تدخل "حزب الله" في عرقلة المفاوضات مع الحكومة اللبنانية وبين بدء تصفية العسكريين واحدا واحدا، بعد مرور 24 ساعة على صدور البيان( أي بدءا بمساء اليوم).

وفي هذا السياق،  أعلن عضو "كتلة التنمية والتحرير" النائب علي خريس ( على سبيل المثال وليس الحصر) "ان عدم تجاوب الدولة مع المجموعات المسلّحة هو نتيجة عدم اعتراف الدولة بالمجموعات الارهابية والتكفيرية المنتشرة في سوريا والعراق، ولا يمكن للدولة ان تفتح بابا للنقاش أو الحوار مع التكفيريين بغض النظر عن خطفها مجموعة جنود من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، لكن بسبب حساسية هذا الملف نتواصل مع دول عدّة للضغط على الخاطفين لتحرير الأسرى"، مؤكدا "ان الدولة لن تقبل بمقايضة الأسرى بسجناء "رومية" بسبب خطورة الأمر".

وكان رئيس الحكومة تمام سلام وردا على سؤال حول هذا الموضوع قد قال بعد لقاء جمعه والرئيس نبيه بري:"من المؤكد بعيداً عن كل ما هو يضر أو يؤذي هذا الملف، لأن أي كلام أو أي تفاصيل أو معطيات يفرج عنها يمكن أن تعرقل أي مسعى لن يكون ذلك من قبل الحكومة. أما السؤال هل في تلبية لشروط الخاطفين أو الإفراج عن سجناء رومية، ماذا يفيد إذا أجبنا الآن وقلنا إذا ما كان رئيس الحكومة يتعاطى مع هذا الموضوع أم لا أم أن اللواء ابراهيم يتعاطى مع هذا الموضوع أم لا؟ ماذا يفيد كل ذلك القضية التي تطبخ في شكل فيه كثير من المسؤولية والأهالي يتفهمون ويعون ذلك حفاظاً على أرواح أولادهم، فالأهالي لا يتاجرون في هذا الموضوع كما يتاجر غيرهم ولا يذهبون في هذا الموضوع الى مواقف وتصريحات هدامة أو مزايدة. المسألة تحتاج الى كثير من الدراية والتكتم والدقة، والقصة ليس اليوم أو غداً والقصة معركة طويلة مع أشخاص لا يعرفون لا دين ولا مبدأ ولا هوية ولا لون. مع الأسف تابعنا مؤخراً بعض التغطيات وبعض الكلام على لسان سياسيين وعبر بعض وسائل الإعلام، وبدأوا يميزوا بين العسكريين بين شيعي وسني أو مسيحي، هذا الكلام عيب في حق هؤلاء العسكريين الذين يمثلون البلد بأكمله، عيب ان نخاطر بالعسكريين وبأهلهم من خلال التصنيفات والتساؤلات الى أين نصل في مثل هذا الأسلوب؟ هل الكلام عن هذا العسكري أو ذاك اذا كان يضع الخوذة العسكرية أو لا أو كان ينتعل حذاءه العسكري أم لا أو دخل أو خرج أو من عائلة فلان أو تلك أو من القرية الفلانية أو تلك، من يفيد هذا الكلام؟ من يستفيد اليوم من هذا التفصيل الذي لا يعطي نتيجة. وأستطيع أن أقول لكم اليوم أن الحكومة تتحمل مسؤوليتها كاملة ولو لا تتحمل مسؤوليتها فإنها لن تكون حكومة فاليوم الذي نتخلى فيه عن هذه المسؤولية فإننا نقول أننا تخلينا عنها ونحن لسنا على قدرها، ولكن نحن الى اليوم نسعى جاهدين بكل ما لدينا من اتصالات وما سعينا اليه في الداخل والخارج لتوظيفه من أجل ضمان سلامة العسكريين، وهؤلاء العسكريين جنود يدافعون عن كل لبنان ولم يدافعوا عن هذه الوسيلة الإعلامية أو تلك أو هذه السياسة أو تلك أو هذه القوى السياسية أو تلك، حرام أن نضع الأمور في هذا المجال. هؤلاء عيوننا ولكن ليس لنستخف بهم أو نرمي الأخطار من هنا أو هناك، فهذا لا يحل المشكلة. انتم تعلمون أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها اللبنانيون لاحتجاز أو خطف ورأيتم في الماضي كم جرى من كلام في مثل هذه الملفات، وهذا الكلام لم يفد أبداً ولم يعط نتيجة وعندما استحق الأمر ووصلنا الى الشيء العملي الذي نسعى اليه اليوم أيضاً بكل ما وسعنا، فإن المشكلة تحل ونقول لقد تم حلها على هذا الشكل، ونأتي بأبنائنا وهذا أهم شيء عندنا.

 

بدأ البحث في اسم "مرشّح التفاهمات"!

علي حماده/النهار

28 آب 2014

في مهبّ حملته الانتخابية لإيصال رئيسه الجنرال ميشال عون تقدّم "تكتل التغيير والإصلاح" باقتراح يقضي بتعديل المادة 49 من الدستور لانتخاب الرئيس المقبل من الشعب مباشرة، وذلك على مرحلتين، الأولى على مستوى المسيحيين، والثانية على مستوى اللبنانيين. أتى الاقتراح ليزيد العقبات الموضوعة أمام اتمام الاستحقاق الرئاسي بمحاولة نقل الاهتمام من موضوع التعطيل الى البحث في الدستور نفسه، ومن ضمنه بموضوع شديد الحساسية لا يتعلق بموقع الرئاسة الأولى فحسب بل يتعداه الى صلب النظام، وذلك عبر اقتراح أن يكون رئيس الجمهورية منتخباً من الشعب مباشرة، فيما رئيسا مجلس النواب ومجلس الوزراء يتم انتخاب الأول من النواب، أما الثاني فيأتي بنتيجة الاستشارات الملزمة! من هنا التعقيد الكبير في الاقتراح الآتي في الوقت الخطأ، في حين أن المطلوب هو اتمام الاستحقاق بالنزول الى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية وفق ما ينص عليه الدستور. وإذا كان من إمكانية لإجراء تعديل يسهل امكانية انتخاب الرئيس العتيد فالاقتراح الأقل تعقيداً، والذي لا يكلف أكثر من "اجتهاد" معاكس لاجتهاد رئيس مجلس النواب القاضي بإبقاء نصاب الثلثين، فيعيد النصاب للالتئام ثم للانتخاب الى النصف زائد واحد تسهيلاً لانتخاب الرئيس المقبل.

بالطبع لن يكون نصيب اقتراح "تكتل التغيير والإصلاح" أكثر من "المبيت" في أحد أدراج الرئيس نبيه بري الملأى بعشرات الاقتراحات السابقة، فاللعب على تعديلات بخطورة تعديل النظام ليس وقته، وما من قوّة سياسية قادرة من الناحية العملية على فتح "علبة باندورا" هذه في ظل تفاقم "الحرب الباردة المذهبية" في لبنان. فالمس بالنظام أو بالدستور في موضع بحساسية تغيير طريقة انتخاب رئيس الجمهورية سيشرع الأبواب أمام رياح طائفية مذهبية تهب من كل صوب. فلكل فريق مطالبه، وطموحاته لتحسين موقعه في التركيبة السياسية، ومتى فتح طرف من الأطراف الباب فلن يكون وحده من يدخله. فمن يطالب بانتخاب الرئيس من الشعب مباشرة على مرحلتين، عليه أن يتوقع مطالب مشابهة للرئاسات الأخرى، فضلاً عن مطالب من نوع الولايات الثابتة أسوة برئاسة الجمهورية، مما يغير في طبيعة النظام بأسره. ولا ننسى بالطبع فريقا آخر معنياً باستحداث مجلس شيوخ وبالتالي رئاسة رابعة، الى ما هنالك من جنوح في مطامح الطوائف. صحيح أن ملف الانتخاب الرئاسي مجمد عند نقطة التعطيل، ولكن البحث عن أسماء مقبولة من الأطراف الفاعلين تكون ترجمة واقعية لبدايات حوار اقليمي جدي قائم على قدم وساق. ولعل النقطة الوحيدة التي يتقاطع عندها كل الأطراف المقررين في الاستحقاق الرئاسي هي أن الرئيس المقبل ينبغي ألا يشكل تحدياً لأي كان، هذا إذا ما أريد للبنان أن ينجو من النار وعلى تخومه بالتحديد. إن البحث الجدي في اسم "مرشح التفاهمات" قد بدأ...

 

"داعش" تمدد مهلة تهديدها بقتل أول عسكري 48 ساعة

أعلنت “الدولة الاسلامية – ولاية دمشق – قاطع القلمون” في بيان نسب إليها، تم تداوله عبر موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، قبولها تمديد المهلة الممنوحة للدولة اللبنانية “لمدة 48 ساعة أخرى بعد تلقينا تجاوب من الحكومة اللبنانية بالنسبة إلى الأسرى”. وكانت “داعش” هددت في بيان سابق بتنفيذ حكم الاعدام في حق أحد العسكريين المحتجزين خلال 24 ساعة انتهت مساء اليوم

 

الاحدب: محاربة الارهاب لا تكون باستهداف المناطق المحرومة وعدم اعطائها حقوقها

٢٧وكالات/27 اب ٢٠١٤ /عقد رئيس لقاء الاعتدال المدني النائب السابق مصباح الاحدب مؤتمرا صحافيا في منزله في طرابلس استهله بالقول: 'في ظل ما تشهده المنطقة من حروب وارهاب وقطع رؤوس وخوف من انتقال شبح العنف الينا مع استمرار انغماس 'حزب الله” في حروب سوريا الداخلية، ومع خطورة ما يجري في الداخل اللبناني من فراغ في الرئاسة الاولى، والتحضير لتمديد الفراغ في المجلس النيابي المعطل اصلا، والرافض لاقرار سلسلة الرتب والرواتب رغم احقيتها، فضلا عن الاداء السيء للحكومة التي ضربت الشهادة الرسمية باعطاء الافادات للطلاب، وفي ظل ما يقال عن ان الحرب ضد الارهاب في بدايتها ويجب التكاتف لمحاربته، لا بد من التأكيد اننا جمعيا ضد الارهاب، فالاحداث الاخيرة جميعها من نهر البارد الى طرابلس وعرسال، اثبتت ان اللبنانيين بمختلف مشاربهم الطائفية لن يؤمنوا يوما بيئة حاضنة للارهاب”. اضاف: 'رغم كل التهم التي تكال للطائفة السنية الكريمة، الا اننا اثبتنا في كل المحن ان ايماننا بالدولة وجيشها ومؤسساتها الشرعية اقوى من مؤامرات وكيد كل من يريد وضعنا في مواجهة مع الدولة”. وذكر الاحدب 'اننا خلال الوجود السوري في لبنان كنا نتهم بالارهاب وكانت تفبرك الملفات لكل من لا يتعاون معهم وتسلح مجموعات من قبل المخابرات وتضرب مناطق كاملة على اساسها، والكل يتذكر امارة طرابلس عام 1986، الا انه في ثورة الارز كانت الطائفة السنية السباقة في النزول الى ساحة الشهداء لدعم الاعتدال ورفع شعار لبنان اولا فكيف تتهموننا اليوم بالارهاب”.

وقال: 'اذا كانت الاولوية اليوم محاربة داعش، فما يجري في لبنان هو استدراج تنظيم داعش الى الداخل اللبناني لا محاربته، لذلك يجب تسمية الامور باسمائها”.

وسأل: 'عن اي ارهاب نتحدث، ومن هو الارهابي وكيف يحارب الارهاب؟”، وقال: 'ان محاربة الارهاب لا تكون بالتأسيس لمرحلة جديدة من العنف عبر غض النظر عن سلاح يوزع، ومجموعات تنظم مجددا من شبان ما زالوا عاطلين عن العمل رغم كل الوعود الاخيرة بالانماء وذلك تحت أعين وغطاء نفس المنظومة الامنية المسؤولة عن 20 جولة عنف في طرابلس والتي ما زالت عاجزة حكومة تمام سلام عن تغييرها حتى الان”. وأكد 'ان محاربة الارهاب لا تكون بقيام بعض الاجهزة الامنية بتحميل اعلام داعش لشبان مظلومين مطلوبين لم تعالج امورهم ولم تؤمن لهم لا مخارج ولا فرص عمل، وكأن المطلوب وضعهم عند داعش لاختلاق مشكل جديد في طرابلس”. وقال: 'ان محاربة الارهاب لا تكون باعتبار الشباب السنة الذين حملتموهم السلاح ارسلتموهم للقتال في سوريا ارهابيين مطلوبين وملاحقين يجب ضربهم وحبسهم فقط، وانا على اتصال بكثير منهم بالسجون ولا احد يطالب بتسوية اوضاعهم، في حين لا بد من ايجاد حلول لهم”. وأشار الى 'موضوع محمد الرفاعي الموقوف لدى النظام السوري والذي شمله العفو ولم يطلق سراحه حتى الان، فيما لم تحرك اجهزة الدولة ساكنا للمطالبة بعودته الى اهله”. وقال: 'هنا اطالب رئيس الوزراء تمام سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق الذين ينسقون مع 'حزب الله” الى متابعة موضوع محمد الرفاعي، فالتنسيق لا يجب ان يكون لتامين مصالح حزب الله فقط”.

اضاف: 'ان محاربة الارهاب لا تكون فقط بتمويل الجيش بمليار دولار والمطالبة بتمويل لمخيم نهرالبارد ب230 مليون دولار، في حين يتناسى الجميع المئة مليون دولار التي وعدت بها طرابلس ولم تر منها شيئا”. وشدد على 'ان محاربة الارهاب لا تكون بحرمان ابناء طرابلس من تعويضات الهيئة العليا للاغاثة، فيما التحقيقات كشفت عن سرقة اكثر من 180 مليون دولار سنويا اي 23 مليار شهريا من اموال الهيئة لتمويل المعارك في المدينة، وهذا الكلام برسم النيابة العامة المالية فلماذا لم يفتح هذا الملف حتى الان؟”. وقال: 'اذا كانت الدولة لا تستطيع تأمين 100 مليون دولار لانماء طرابلس فهل يجوز ان تغض النظر عن سرقة 180 مليون دولار سنويا من حقوق طرابلس دون تحريك اي ساكن”. وأكد الاحدب ان محاربة الارهاب لا تكون باستهداف المناطق المحرومة وعدم اعطائها حقوقها اقله بالتعيينات”، وقال: 'ان ما يحدث اليوم يدفعنا للتساؤل بجدية هل الحكومة تريد محاربة الارهاب فعلا؟”، معتبرا ان 'معالجة الامور بهذه الخفة من شأنها ضرب جيل كامل من شباب الطائفة السنية الذي سيجد نفسه في مواجهة الدولة، جاهلا غير متعلم، عاطلا عن العمل، ومعطوبا صحيا ملاحقا قضائيا”.

 

امانة 14 آذار تتهم "الوطني الحر" بدفع لبنان إلى حرب أهلية

٢٧وكالات/27 اب ٢٠١٤ /عقدت الأمانة العامة اجتماعها الأسبوعي في مقرها الدائم في الأشرفية، في حضور: ندي غصن، راشد فايد، فارس سعيد، نوفل ضو، محمد حرفوش، ربى كبارة، هرار هوفيفيان، ارديم ناناجيان، الياس ابو عاصي، جو جبيلي، آدي ابي اللمع، شربل عيد، مصطفى علوش، يوسف الدويهي، سيمون درغام. وتداولت في موضوع "التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة الذي شكل انتصارا للشعب الفلسطيني والذي يؤكد أن وحدة الفلسطينيين هي سلاحهم الأقوى".

وبعد المناقشات أصدرت البيان الآتي:  "تدين الأمانة العامة دعوة "التيار الوطني الحر" المسيحيين إلى حمل السلاح بالشراكة مع "حزب الله"، والتي أتت بعد أن كان طالب بنسف الدستور من خلال تقديم تكتله مشروع قانون لانتخاب رئيس الجمهورية من الشعب. إن التيار متهم بوضوح بدفع لبنان إلى إعادة إنتاج الحرب الأهلية، لأن نسف الدستور وتحريض الناس على نهج "الأمن الذاتي" يشكلان المدخل الموضوعي إلى العنف والمجهول". واكدت "أن الدفاع عن لبنان بمسيحييه ومسلميه ومؤسساته لا يكون إلا من خلال القوى الأمنية والعسكرية الشرعية، وبالتالي فإن الأمانة العامة تدعو المسيحيين خصوصا واللبنانيين عموما للتطوع في القوى الأمنية والعسكرية الشرعية مساهمة في الدفاع عن لبنان في مواجهة كل المخاطر الداخلية والخارجية".

وشددت الأمانة العامة لقوى 14 آذار على أن "معالجة الأوضاع الداخلية كافة، والسياسية خاصة لا تستقيم إلا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وفقا للدستور، الذي هو الضامن الوحيد لوحدتنا، وأن أي خروج عن إجماع اللبنانيين هو خطوة بهلوانية نحو المجهول". وأعلنت "ان انتخاب رئيس جديد للبلاد بحسب الميثاق، هو مسؤولية وطنية مشتركة يتحملها ممثلو الشعب اللبناني بأسره، مثلما ينبغي أن يكون أيضا انتخاب رئيس جديد للمجلس النيابي وتكليف رئيس وزراء لبنان". وأشارت الى ان الحدود اللبنانية - السورية تشهد منذ اندلاع ثورة الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد، توترات وأحداثا متفرقة ازدادت خطورة مع تورط "حزب الله" في القتال الدائر على الأرض السورية. وقد أحصت الأمانة العامة لقوى 14 آذار منذ شهر تشرين الثاني 2011 حتى يومنا هذا ما يزيد عن 320 خرقا للحدود المشتركة مع سوريا، شمالا وبقاعا، وتؤكد أن هذا الرقم هو أقل من العدد الحقيقي للخروق. وفي هذا الإطار تحملت بلدة عرسال البقاعية أعباء كبيرة ناتجة عن وجود النازح السوري من جهة وعن انعكاسات قتال "حزب الله" في سوريا من جهة أخرى، إذ أصبحت عرسال إلى جانب الجيش اللبناني بين نارين". واعلنت انه "ازاء هذه الاوضاع المتردية تجدد الأمانة العامة دعمها للجيش في تحمل مسؤولياته الوطنية بضبط الحدود، وتطالب الحكومة بالعمل من اجل وضعها تحت مسؤولية الشرعية الدولية كما يتيح القرار 1701. كما وتعتبر أن قضية أسر عسكريين لبنانيين من الجيش وقوى الأمن الداخلي، هي جريمة يجب وضع حد سريع لها".

 

شمعون: عون يحتار بالوصول الى الرئاسة و"حزب الله" يستخدمه كورقة مسيحية  

٢٧وكالات/ اب ٢٠١٤/لفت رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" دوري شمعون الى انه "اذا أراد تنظيم "داعش" المجيء إلى لبنان "سنفك رقبته"، مضيفا:"وأنا كلبناني أعتبر أن علي واجبات تجاه نفسي وتجاه المجتمع الدولي، فلا يخيفوننا ولا يرعبوننا، وإذا كان المطلوب أن نولول، فهذا غير وارد"، مشددا على "أهمية وضرورة الحوار بين اللبنانيين والتمسك بالدستور لحل جميع المشاكل"، داعيا الحكومة اللبنانية إلى "قطع العلاقات مع إيران بسبب تدخلها في الشؤون الداخلية اللبنانية"، معتبرا أن "حزب الله يضحك على رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون ويستخدمه كورقة مسيحية".

واكد شمعون في حديث لصحيفة "الأنباء" الكويتية، انه "ليس هناك من خوف على الكيان اللبناني من التطورات السياسية على الساحة الداخلية اللبنانية"، مشيرا إلى أن "ما يجري لا يساعد في تحسن الأوضاع كما يأمل الجميع وخصوصا الشعب اللبناني". ورأى شمعون أن "هناك بعض السياسيين يعتبرون أن مصلحتهم الشخصية أهم من مصلحة البلد، ويتصرفون على هذا الأساس"، مؤكدا أن "الأوضاع في المنطقة تفرض على البعض أن يتصرفوا كمسؤولين"، معتبرا أنه "يبدو أننا على الرغم مما تعرضنا له ومر علينا منذ سنة 1958 وحتى اليوم مرورا بالحرب الأهلية وتدخلات في شؤون لبنان، يبدو أن هناك ناسا لم يتعلموا بعد ويتصرفوا من منطلق الأنانية". وحول اقتراح العماد عون من انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرة، اعتبر شمعون أن "عون يحتار بالوصول إلى كرسي رئاسة الجمهورية"، قائلا: "نحن اختبرنا العماد عون جيدا، وهو لا يصلح كي يتحمل المسؤولية، وشاهدنا كيف كان يتصرف وماذا فعل عندما كان في أحد المواقع، عندما حمل نفسه وهرب إلى خارج لبنان، لذلك نحن نعتبر أن عون ليس هو الشخص الذي يفترض أن يكون لنا ثقة به ويتسلم الحكم".

 

علوش: مشروع داعش لا يمكن أن تكون له بيئة حاضنة بأي مكان

وكالات/٢٧ اب ٢٠١٤ /أكد عضو المكتب السياسي في كتلة "المستقبل" النائب مصطفى علوش ان "مشروع تنظيم داعش سقط في لبنان ولا يمكن أن تكون له بيئة حاضنة في أي مكان"، معتبرا انه "في العصر الحديث لا يمكن لداعش ان تقيم دولة وتستمر". وأوضح في حديث تلفزيوني مع برنامج "بموضوعية" أن "قدرات الجيش مستنفذة والقرار الأمني مختلط بالوضع السياسي"، وقال: "يهمني ان أحافظ على حياة العسكريين، فإنقاذ الأبرياء أهم من كل أمر". ورأى انه "إن كان هدف الخاطفين مواجهة النطام، فليس بخطف اللبنانيين يستطيع تحقيق مبتغاه". ورأى انه "لو خرج حزب تالله من سوريا لما رأينا داعش في لبنان".

 

 "الانباء": لقاء بين سليمان وكاتشيا وبلامبلي بحث بانتخابات الرئاسة  

٢٧ اب ٢٠١٤/وكالات/ كشف مصدر دبلوماسي لصحيفة "الانباء" الكويتية، عن "لقاء ثلاثي جمع رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان مع السفير البابوي لدى لبنان غبريال كاتشيا وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلاملي في دارة سليمان في اليرزة، تمحور حول السبل الكفيلة بإنهاء حال الشغور في الرئاسة الاول في ظل التطورات الاقليمية في جانبيها السلبي المتمثل بما حل بمسيحيي العراق، والايجابي المنطلق من التقارب الاقليمي لاسيما بين الرياض وطهران وكلا الأمرين يفترض أن يصب في خانة التعجيل بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان". وأوضح المصدر أن "القيادات اللبنانية مطالبة بالاستجابة للارادة الدولية والحراك المعبر عنه دبلوماسيا بوجوب انتخاب رئيس للجمهورية بلا مزيد من التأخير ووفق تسوية ترضي الجميع، لأن حماية لبنان من المخاطر الحقيقية لا تكون إلا عبر عودة انتظام عمل المؤسسات الدستورية وفي مقدمها رئاسة الجمهورية". ودعا المصدر الى "الاستثمار على المؤشرات الإيجابية الاقتصادية والسياسية، لتعزيز الإحاطة الأمنية بما يحفظ الأمن والاستقرار، لأن المزيد من التأخير في إنجاز الاستحقاق الرئاسي سيربطه حكما بملفات إقليمية أكثر تعقيدا، ولابد من الاستثمار على الإيجابية المحققة في العراق ولانطلاق الى توافق لبناني طالما أن الأمور محكومة لبنانيا بالتسويات".

 

سلام التقى بري: المبارزة السياسية تعرض عسكريي عرسال المحتجزين للخطر

نهارنت/أسف رئيس الحكومة تمام سلام للطريقة التي يتعاطى معها الاعلام اللبناني مع ملف العسكريين االمحتجزين في عرسال، مشدداً على ان التنافس والمبارزة السياسية يعرض هؤلاء للخطر.

وفي تصريح من عين التينة اثر لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، ظهر الاربعاء، لفت سلام الى انه جرى التباحث في مختلف "هموم البلد العديدة والثقيلة والحساسة والخطيرة على مختلف المستويات".

واعتبر ان "التشاور مع شؤون البلد مع شخصية جادة في العمل لإيجاد حلول (في اشارة الى بري) امر بديهي وضروري من قبلي ومن قبل من يريد ان يجد مخارج لأزماتنا".

وشدد على ان عسكريي عرسال هم "اولادنا"، مؤكداً السعي "لضمان امنهم"، مضيفاً ان "هناك تضامن حكومي في هذا الملف". ولفت الى ان هذا الموضوع "يتطلب عناية كبيرة والتنافس الدائم على المعلومات والاخبار يعرضهم الى مزيد من المخاطر". كما أعرب عن أسفه "للمواقف والمبارزة السياسية التي تساهم في مزيد من التشنجات". وكان قد شن مسلحون مطلع الشهر الجاري هجوما على مواقع للجيش في محيط عرسال، اثر قيام الاخير بتوقيف جهاديا سوريا اسمه عماد احمد جمعة الذي اعترف انتمائه الى "جبهة النصرة"، ذراع القاعدة في سوريا. بيد ان حسابات جهادية على مواقع التواصل، تداولت شريطا مصورا لجمعة، يعلن فيه حديثا مبايعته زعيم تنظيم "الدولة الاسلامية" ابو بكر البغدادي. وقد انسحب المسلحون من عرسال بعد تدخل هيئة العلماء المسلمين، الا انهم أخذوا معهم أكثر من 35 أسيرا من الجيش وقوى الأمن. واعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي ان عدد عناصر الجيش المفقودين "يبلغ 20، ومن الاحتمال أن يكون بعضهم قد استشهد". يُذكر ان "جبهة النصرة" كانت قد أطلق سراح 8 من العسكريين لديها "كبادرة حسن نية"، وفق ما أعلنت، وسط معلومات صحافية عن مطالبتها بالافراج عم موقوفين في سجن رومية مقابل المختطفين لديها. وفي تصريحه من عين التينة، أشار سلام الى ان "الازمة الكبيرة هي الازمة الدستورية وعجز القوى السياسية على انتخاب رئيس للجمهورية في حين ان "الوقت يمر والبلد يدفع الثمن غاليا". وقال: "الخطر الامني لا يقل خطورة عن المالي والاقتصادي والاجتماعي".

ودخل لبنان في الشغور الرئاسي بعد فشل النواب في انتخاب رئيس جديد ورفض الرئيس السابق ميشال سليمان تمديد ولايته والقى خطاب الوداع في 24 أيار.

 

تمديد جديد لليونيفيل حتى آب 2015

نهارنت/أعلن مجلس الامن الدولي عن قراره تمديد ولاية القوة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" سنة اضافية، في اطار الحفاظ على الامن والاستقرار في لبنان. ووفق قرار التمديد لقوات "اليونيفيل"، فإن الولاية الجديدة ستنتهي في شهر آب 2015، من أجل العمل على تطبيق القرارات الدولية والمساعدة في ضبط الامن بين لبنان واسرائيل. يُذكر انه في آب 2013، مدد مجلس الامن الدولي، ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، "اليونيفيل"، حتى شهر آب عام 2014، نظراً الى أن "الحالة في لبنان لا تزال تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين". وتنتشر القوة الدولية في الجنوب منذ 1978، وتم تعزيزها العام 2006 اثر نزاع بين حزب الله واسرائيل استمر 33 يوما وتسبب بمقتل اكثر من 1200 شخص في الجانب اللبناني و160 في الجانب الاسرائيلي. وكانت قوات اليونيفيل تعرضت لبضعة اعتداءات منذ العام 2006، كان اخطرها عملية تفجير اودت بحياة ستة جنود من الكتيبة الاسبانية في العام 2007.

 

جعجع يجدد مبادرته الرئاسية لإنهاء الشغور في بعبدا

نهارنت/أعلن رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع انه سيعيد احياء مبادرته في ملف الرئاسة، مع حلفائها في قوى 14 آذار، من اجل انهاء مرحلة الشغور في سدة الرئاسة الاولى. وفي حديث الى صحيفة "النهار"، الاربعاء، قال جعجع انه "في صدد العمل على إعادة إحياء مبادرته في شأن الانتخابات الرئاسية بالتنسيق مع حلفائه في قوى 14 آذار لمواجهة مرحلة الجمود التي يمر بها الاستحقاق حاليا".

ولفت الى ان "المبادرة قد تستكشف إمكان أن يكون هناك مرشح توافقي" فإذا ما تعذر ذلك فيكون هو نفسه مرشح 14 آذار للرئاسة. وعبر صحيفة "المستقبل"، قال جعجع: ""داعشيو" التعطيل يقطعون رأس الجمهورية، بينما نحن نسعى بكل ما أوتينا من قوة لإقصاء سيف التعطيل المُصلت على عنق الرئاسة الأولى". وشدد على ان قوى 14 آذار "تسعى جاهدة لإخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة"، مبدياً أسفه في المقابل لكون "كل ما يُبذل من جهود في هذا الصدد لا ينفك يصطدم بتصلّب الفريق الآخر الذي يأسر انتخابات رئاسة الجمهورية ويأخذها رهينةً لمزاج شخص واستراتيجية مجموعة متحالفة معه". يُذكر ان فريق 14 آذار يخوض المعركة الرئاسية بمرشحه جعجع، في حين يدعم رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط، مرشح "اللقاء الديمقراطي" النائب هنري حلو، ولا مرشح معلن لفريق 8 آذار وسط اصرار رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون على خوض الانتخابات الرئاسية "توافقياً". ودخل لبنان في الشغور الرئاسي بعد فشل النواب في انتخاب رئيس جديد ورفض الرئيس السابق ميشال سليمان تمديد ولايته والقى خطاب الوداع في 24 أيار.

 

بري "يتصل بالحريري مستعجلاً" الهبتين السعوديتين للقوى الامنية

نهارنت/استعجل رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري الى السعي لوضع الهبتين السعوديتين للجيش اللبناني والقوى الامنية موضع التنفيذ. وأفادت المعلومات الصحافية، الاربعاء، ان بري أجرى اتصالاً هاتفياً بالحريري، طالباً منه السعي والعمل على وضع هبتي المليار دولار المقدم من السعودية زائد الثلاثة مليارات موضع التنفيذ لتسليم الجيش الاسلحة والعتاد المطلوبين.

وأعلن الحريري مطلع آب الجاري تقديم السعودية هبة جديدة بقيمة مليار دولار إلى الجيش والقوى الأمنية لغرض "مواجهة الإرهاب". وكان قد سبق للمملكة ان اعلنت في كانون الاول 2013 عن هبة بقيمة ثلاثة مليارات دولار مخصصة لشراء اسلحة من فرنسا لصالح الجيش اللبناني. وفي اجتماع طلب بري الثلاثاء عقده مع سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن والممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، شدد على ضرورة تسليح الجيش اللبناني استنادا الى اللوائح والحاجات التي قدمها قائد الجيش العماد جان قهوجي في هذا الخصوص. وطالب بري السفراء بـ"تأمين جسر جوي للجيش لانه يخوض معركة ضد الارهاب. وهذا هو أساس طلبي لهذا الاجتماع".

 

كاتشيا: رئيس جديد للبنان في ايلول "من خارج الاسماء المطروحة"

نهارنت/أعلن السفير البابوي في لبنان غابريال كاتشيا ان شهر ايلول المقبل سيشهد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، من خارج دائرة الاسماء المتداولة. فقد أفادت صحيفة "اللواء"، الاربعاء، ان كاتشيا أبلغ أطرافاً سياسية لبنانية، أن "الشهر المقبل سيشهد انتخاب رئيس جديد للبنان، والمفاجأة قد تكون أن الرئيس سيأتي من خارج حلقة الأسماء المتداولة في الإعلام". وأوضح ان هذا الامر لا يعني سقوط حظوظ مرشحين وسطيين آخرين. ويرافق كاتشيا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في زيارته الى الفاتيكان من الخميس وحتى الثاني من ايلول المقبل. يُذكر ان فريق 14 آذار يخوض المعركة الرئاسية بمرشحه رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، في حين يدعم رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط، مرشح "اللقاء الديمقراطي" النائب هنري حلو، ولا مرشح معلن لفريق 8 آذار وسط اصرار رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون على خوض الانتخابات الرئاسية "توافقياً". ودخل لبنان في الشغور الرئاسي بعد فشل النواب في انتخاب رئيس جديد ورفض الرئيس السابق ميشال سليمان تمديد ولايته والقى خطاب الوداع في 24 أيار.

 

"القبض على زميل" موقوف "نابوليون" في فرنسا

نهارنت/تمكنت القوات الامنية الفرنسية من توقيف مشتبه به للانتماء الى خلايا ارهابية، وهو على علاقة بأحد الارهابيين الموقوف لدى السلطات اللبنانية. وفي التفاصيل، نقلت صحيفة "الحياة"، الاربعاء، معلومات مفادها ان السلطات الفرنسية أوقفت في وقت سابق أحد المشتبه بانتمائهم إلى خلايا تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" (داعش). ولفتت الى انه يحمل الجنسية الفرنسية، وكان حضر إلى لبنان في حزيران الفائت، مع أحد الموقوفين لدى الجهات الامنية اللبنانية وغادر قبل توقيف زميله. وأوضحت ان زميله الموقوف هو الفرنسي من أصول جزر القمر، فايز بوشران، الذي أوقف في 20 حزيران الماضي اثر مداهمة لفندق "نابوليون" في الحمرا من قبل شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، معترفاً بأنه كان يحضّر لعمل ارهابي. وكشف بوشران خلال التحقيقات ان له رفيقاً فرنسياً، من أصول مغاربية، كان قد حضر معه الى بيروت لكنه اضطر للمغادرة قبل انتهاء مدة صلاحية جواز سفره. فقامت وزارة الداخلية اللبنانية بإبلاغ السلطات الفرنسية بالأمر فألقت القبض عليه في فرنسا حيث يجري التحقيق معه.

 

جنبلاط بحث مع المسيحيين "امكانية بروز موقف رئاسي جديد"

نهارنت/أجرى رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط سلسلة اتصالات مع القيادات المسيحية لبحث امكانية القيام بتحرك بعد عودته الى بيروت. وأفادت صحيفة "النهار"، الاربعاء، ان جنبلاط وقبيل مغادرته في "اجازة خاصة"، أجرى اتصالات هاتفية مع قيادات مسيحية "لمعرفة إمكان القيام بتحرك بعد عودته الى لبنان لاستكشاف احتمال بروز موقف مسيحي جديد من الاستحقاق الرئاسي". يُذكر ان صحيفة "اللواء" كانت قد أفادت الثلاثاء، ان جنبلاط غادر لبنان الى وجهة تردد انها باريس وسط معلومات عن احتمال لقائه رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري هناك. ودخل لبنان في الشغور الرئاسي بعد فشل النواب في انتخاب رئيس جديد ورفض الرئيس السابق ميشال سليمان تمديد ولايته والقى خطاب الوداع في 24 أيار.

 

درباس: لبنان يستقبل 8000 لاجئ عراقي

نهارنت/كشف وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس عن وجود قرابة الـ8000 لاجئ عراقي في لبنان، هاربين من تنظيم الدولة الاسلامية الذي بات يسيطر على عدد من انحاء بلادهم. وفي حديث الى صحيفة "الجمهورية"، الاربعاء، لفت درباس الى ان عدد اللاجئين العراقيين المسجل لدى المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يبلغ 1000 نازح. الا انه أشار الى ان هذا العدد بات أكثر بكثير اذ ان عدد النازحين العراقيين الذين دخلوا سابقاً الى لبنان يبلغ عددهم نحو 7000. الى ذلك، كشف درباس عن اجتماع سيعقده مع مطران الكلدان في هذا الشأن سيتناول خلاله سبل مساعدة هؤلاء النازحين.

يُذكر ان وزير الخارجية جبران باسيل، وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره العراقي حسن الشهرستاني في بغداد منتصف آب الجاري، أعلن رفض الدعوات لاستقبال اي نازح عراقي، مؤكداً ان لبنان والعراق يواجهان الاخطار نفسها. وفر المسيحيون في الموصل، ثاني اكبر مدن العراق، من هذه المدينة التي يتواجدون فيها منذ قرون، في بداية حزيران عندما وقعت في ايدي جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية.ومسيحيو العراق الذين كان عددهم 1.5 مليون نسمة قبل حرب الخليج، لم يعودوا يعدون اليوم سوى 400 الف.

 

الإفراج عن مغترب لبناني خطف على يد عصابة مسلحة في نيجيريا

نهارنت/أفرج عن المغترب اللبناني سعد الله سقلاوي، الذي كان خطف قبل نحو عشرة أيام على يد عصابة مسلحة في نيجيريا. وكشفت الوكالة "الوطنية للإعلام" بعد ظهر الأربعاء أن الافراج عنه حصل بعد دفع فدية مالية "ورفضت عائلته اعطاء أي معلومات عنها". يذكر أن سقلاوي هو من بلدة دير قانون رأس العين ومن سكان مدينة صور. وأفادت المعلومات الجمعة الفائت أن سقلاوي خطف في مدينة بادن من تجمع سكني حيث يقطن. ويعمل السكلاوي مديرا لشركة "الحصان الأسود للصناعات". وبحسب الـ"MTV" حينها طالب الخاطفون "بفدية 500 ألف دولار للإفراج عنه". وغالبا ما يتعرض اجانب في نيجيريا وبينهم لبنانيون للخطف ولا يطلق سراحهم الا بعد دفع فديات مالية. يشار الى أنه توجد جالية لبنانية كبيرة في نيجيريا، اكبر دول افريقيا من حيث عدد السكان مع 160 مليون نسمة.

 

"أبو طلحة اللبناني" إنتحاري من طرابلس نفذ تفجيرا انتحاريا في بغداد

نهارنت/نفّذ انتحاري من طرابلس تفجيرا في مدينة بغداد في العراق، الأمر الذي فاجأ بعض أهالي المدينة في حين رحب البعض الآخر بما فعله. وبحسب بيان لـ"ولاية بغداد" التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" فإن الحاج فجّر نفسه بسيارة مفخخة بعبوة زنتها 300 كلغ من المواد شديدة الانفجار "في تجمّع كبير لميليشيا العصائب (الشيعية) في بغداد الجديدة صباح الثلثاء 26 آب/ أو 30 شوال 1435 هـ.، وكانت حصيلة العملية مقتل وجرح العشرات منهم". ويدعى "أبو طلحة" هشام الحاج ولقبه الطرابلسي "أبو مجاهد". وبحسب قناة الـ"LBCI" كان يسكن "حارة الرفاعية قبل تواريه عن الأنظار وانتقاله سرا إلى العراق".

ويقول أحد جيرانه في الحي المذكور للقناة عينها أنه "كان شابا عاديا يبيع الكعك ومواطن عادي تغير فجأة". وعبّر آخر عن مفاجأته بالأمر فقال "طبعا تفاجأنا لأن لا علم لدينا أنه خرج من السوق". أما ثالث فاكتفى بالقول "لا أعلم عنه شيئا سوى أنه آدمي ويخاف الله ويصلي". وانتشرت صور هشام على جدران سوق العطارين حيث أمضى معظم أوقاته. ورحب بعض الذين قابلتهم القناة بـ"شهيد السنة" وقال أحدهم "سبحان الله اختار طريق الجهاد وهناك كثر غيره". كما تفاخر آخر قائلا "أنا جدّ أبو عشرة أولاد وإذا ناداني الله أنا مستعد أن أذهب إلى العراق وإن شاء الله أقدر على حذو حذوه (هشام)". وصرح أحدهم "هم يعتبرون كل من يقوم بذلك إرهابي متشدد. الزلمي (الرجل) ذهب لينصر أهل السنة". يذكر أنه قبل أبو طلحة نفذ خالد الحاج الملقب بـ"أبو هاجر اللبناني" من طرابلس أيضا عملية انتحارية في العراق. ويشهد العراق عمليات انتحارية دامية وشبه يومية من قبل متطرفين في أحياء سنية وشيعية، بالتزامن مع سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على بعض البلدات وتهجير أهلها.

 

السيد علي الأمين: "حزب الله" حول لبنان لساحة مفتوحة وانسحابه من سوريا هو الحل 

٢٧ اب ٢٠١٤ /  عتبر العلامة السيد علي الأمين انه عندما تسمح الدولة بإنشاء الأحزاب الدينية تكون قد سمحَت بالصراعات المذهبي، مشيرا في حديث لـ”المستقبل” إلى ان الامين العام لـ”حزب الله” السيد نصر الله ليس زعيماً دينياً بل هو زعيم حزبي. ورأى ان '‏حزب الله” أجَّج الصراع المذهبي بتورطه في القتال إلى جانب النظام السوري، لافتا الى ان 'المطلوب أن يكون الجيش اللبناني موجوداً في بلدة الطفيل وليس 'حزب الله”. الأمين اوضح ان وجود 'حزب الله” على الساحة السورية جعل من ‏لبنان ساحةً مفتوحة على الصراعات الإقليمية وللأنظمة المتطرفة وإنسحابه من ‏سوريا هو الحل.وشدد على انه 'ما قاله نصر الله حول الإنسحاب من ‏سوريا وافقنا عليه على أن نقف مع ‏الجيش لنحمي حدودنا. ها قد جاءتنا '‏داعش” بعد تورطهم في سوريا”. ورأى ان 'دخول 'حزب الله” في القتال بسوريا أخرجه من ساحة الإعتدال. ميزان الإعتدال هو ترك السلاح والدخول في مشروع الدولة لا أن يَفرِض ما يريد بقوة السلاح”. واضاف: 'أقول للشباب الذين تورطوا في القتال في سوريا بأنه علينا أن نُبعد الفِتن عن بلدنا لا أن نكونَ جزءاً منها”. واعتبر الامين ان ما قام به الجيش في عرسال كان خطةً حكيمة قلَّلت من حجم الأخطار. واكد ان 'الخارج يريد رئيساً جديداً ‏للبنان لكن هنا في الداخل لم يعد أحد يُصغي إلا لمطالبه الشخصية وهناك تعطيل لهذا الموقع الأساسي”. الأمين لفت الى ان 'الصراع المذهبي بدأ بعد سقوط العراق وعندما دخلت الأحزاب الدينية ورجال الدين إلى السلطة وتعمق بعد حوادث لبنان والدخول الى سوريا وغيرها من الحوادث”.

المصدر : future tv

 

 

اطلاق نار من الجانب السوري على منطقة العبودية عكار

الأربعاء 27 آب 2014 /وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في عكار منذر المرعبي عن اطلاق نار من الجانب السوري على موقع جسر القطار في العبودية والاتوستراد الذي يربط العبودية بمنجز.

إعلاميون ضد العنف دانت الدعوات الى حمل السلاح والأمن الذاتي

 

الراعي اليوم الى الفاتيكان: ليس لدي اي مرشح للرئاسة ولا اذكي ولا اقصي احدا

الأربعاء 28 آب 2014 /وطنية - اكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امام سفراء الدول الكبرى خلال الاجتماع معهم في بكركي، ان "ليس لديه اي مرشح معين لرئاسة الجمهورية وهو لا يذكي احدا ولا يقصي احدا، وهذا من منطلق احترامي للديموقراطية وللمجلس النيابي والنواب". واوضح ان "كل ما يقال من كلام عن اسماء تطرحها بكركي وما يشاع في هذا الموضوع هو غير صحيح". ودعا "النواب للدخول الى المجلس النيابي وانتخاب الرئيس انطلاقا ممن يعتبرونه الاقوى". على صعيد اخر يغادر الراعي صباح اليوم الى الفاتيكان لاطلاع كبار المسؤولين على نتائج جولته برفقة البطاركة، على المسيحيين النازحين في العراق.

 

إعلاميون ضد العنف دانت الدعوات الى حمل السلاح والأمن الذاتي

الأربعاء 27 آب 2014 /وطنية - دانت جمعية "إعلاميون ضد العنف" في بيان اليوم، "الدعوات لحمل السلاح والأمن الذاتي التي تصدر عن أكثر من جهة في 8 آذار، وتعمل على تخويف المسيحيين عن سابق تصور وتصميم ودفعهم إلى التسلح تحت لافتة سرايا المقاومة". ودعت إلى "وضع حد لهذا التفلت الذي يشكل تمدده وتوسعه خطرا على مشروع الدولة في لبنان". ورأت أن "ثقافة العنف على مدى أكثر من أربعة عقود دمرت لبنان"، مشددة على أن "لا خيار ولا حل إلا بثقافة السلام".

 

بطاركة الشرق اجتمعوا في بكركي: لفصل انتخاب الرئيس عن الصراعات وإصدار فتوى تجرم الاعتداء على المسيحيين وفصل الدين عن الدولة

الأربعاء 27 آب 2014

وطنية - عقد بطاركة ورؤساء الكنائس الشرقية اجتماعا في بكركي، بحث في اوضاع المسيحيين في المنطقة، اضافة الى الاستحقاق الرئاسي. وشارك في الاجتماع اضافة الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي كل من البطاركة: الارمن الكاثوليك فرنسيس بيدروس التاسع عشر،السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، الكلدان روفائيل ساكو، السريان الارثوذكس مار افرام الثاني، الارمن الارثوذكس ارام الاول كيشيشيان، الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام ورئيس الطائفة الانجيلية القس سليم صهيوني وممثل عن كنيسة الروم الارثوذكس. ولاحقا، انضم الى الاجتماع: السفير البابوي المونسنيور غابرييلي كاتشا، سفير روسيا الكسندر زاسبكين، سفير الولايات المتحدة الاميركية ديفيد هيل، سفير بريطانيا توم فليتشر، الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي والقائمان بأعمال سفارتي فرنسا جيروم كوشار والصين هان جينغ.

وفي الختام، اصدر المجتمعون البيان الاتي:

"المقدمة

1- عطفا على اجتماع أصحاب الغبطة بطاركة الشرق في المقر البطريركي في البلمند بتاريخ 26 حزيران والأول من تموز وفي الكرسي البطريركي الماروني في الديمان بتاريخ 7 آب الجاري، وبيانهم المفصل بشأن الأحداث المؤلمة والمؤسفة ولا سيما الاعتداء على مسيحيي الموصل وسهل نينوى وطردهم من بيوتهم والاستيلاء على ممتلكاتهم، والأحداث الدامية في كل من سوريا وعرسال (لبنان)، وبعد زيارتهم للمسيحيين النازحين إلى أربيل في إقليم كردستان للتضامن معهم روحيا ومعنويا وماديا، في 20 آب الجاري، ولقائهم برئيس الأقليم السيد مسعود البارزاني، ورئيس الحكومة السيد نيجيرفان البارزاني، عقد أصحاب القداسة والغبطة البطاركة ورؤساء الكنائس الشرقية في الكرسي البطريركي في بكركي في 27 آب الجاري إجتماعا شارك فيه: الكردينال بشاره بطرس الراعي بطريرك انطاكيه وسائر المشرق للموارنة، والبطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكيه وسائر المشرق للروم الارثوذكس ممثلا بصاحبي السيادة المطران باسيليوس منصور والمطران افرام كرياكوس، والكاثوليكوس آرام الأول كشيشيان بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الأرثوذكس، والبطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكيه وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الكاثوليك، والبطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الإنطاكي، والبطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكيه وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، والبطريرك لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك بابل على الكلدان، والبطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك والقس الدكتور سليم صهيوني رئيس المجمع الاعلى للطائفة الانجيلية في لبنان وسوريا.

2- ثم عقدوا إجتماعا مع ممثل أمين عام الأمم المتحدة السفير ديريك بلامبلي، والسفير البابوي المطران Gabriele Caccia، وسفراء الدول الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن: دايفيد هيل (الولايات المتحدة الأميركية)، وألكسندر زاسبيكين (روسيا)، وطوم فيلتشر (بريطانيا) والقائم بأعمال السفارة الفرنسية جيروم كوشار والقائم بأعمال السفارة الصينية هانغ جينغ.

3- وفي ختام الاجتماع أصدر أصحاب الغبطة البيان التالي بشأن الاعتداء القائم الآن على المسيحيين في عالمنا اليوم، ووضع حد للتنظيمات الأصولية التكفيرية، ودعم الحضور المسيحي من أجل حماية تعايش الأديان والثقافات والحضارات وتطورها السلمي.

أولا: الاعتداء على المسيحيين في عالمنا اليوم

4- بات معروفا وموثقا أن الاعتداء على المسيحيين في العالم اليوم يأخذ منحى خطيرا يهدد الوجود المسيحي في الكثير من الدول ولا سيما في العالم العربي وبشكل أخص في مصر وسوريا والعراق. حيث يتعرض المسيحيون في هذه البلدان إلى إعتداءات وجرائم بشعة تحملهم على الهجرة القسرية من أوطانهم، التي هم فيها مواطنون أصليون وأصيلون منذ ألفي سنة، فتحرم المجتمعات الاسلامية والعربية من ثروة إنسانية وثقافية وعلمية واقتصادية ووطنية كبرى.

هذا مؤلم جدا، ولكن الأشد إيلاما يبقى السكوت عما يجري، وغياب الموقف الجامع إقليميا من المرجعيات الفاعلة في العالم ولا سيما المرجعيات الإسلامية، الروحية والسياسية والموقف الدولي الفاتر من هذه الأحداث.

5- والكارثة الكبرى تحل اليوم بمسيحيي العراق، وعلى وجه التحديد بمسيحيي الموصل وبلدات سهل نينوى الثلاث عشرة، بالإضافة إلى الايزيديين وسواهم من الأقليات. هؤلاء جميعا إقتلعتهم ما تسمى بالدولة الإسلامية - داعش من بيوتهم قسرا، فغادروا مرعوبين، تاركين كل شيء وراءهم وانتهكت حرمة كنائسهم ومساجدهم ومعابدهم الدينية، وفخخت منازلهم، وزرعت طرقاتهم بالألغام. هؤلاء كان عددهم قبل النزوح مئة وعشرين ألفا. يتواجد منهم اليوم ستون ألف نازح في محافظة اربيل، وخمسون ألف نازح في محافظة دهوك. إننا نعرب عن شكرنا الكبير لكل الذين استقبلوهم في إقليم كردستان: في الكنائس والصالات الراعوية وحدائق الكنائس والعائلات والمباني والمدارس والمخيمات والمباني الحكومية، والذين قدموا لهم يد المساعدة الانسانية والمعنوية والروحية والمادية عينا ونقدا، من بطريركيات وأبرشيات ورهبانيات ومنظمات دولية وغير حكومية ومؤسسات وأفراد.

ونطالب بإلحاح المجتمع الدولي بالعمل الدؤوب فيما الشتاء على الأبواب، من أجل إيجاد مساكن تأويهم، ومساعدتهم على دخول المدارس والجامعات، وتحرير بيوتهم وممتلكاتهم وإعادتهم إليها بكرامة، وحماية حقوقهم وأمنهم بحكم المواطنة.

إن الكارثة الإنسانية التي حلت بمسيحيي العراق، والايزيديين وسواهم من الذين هجروا من بيوتهم وممتلكاتهم، تقتضي من المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع حكومة العراق المركزية وحكومة إقليم كردستان:

-العمل العاجل والفعال لتحرير بلدات سهل نينوى.

- تسهيل عودة النازحين إلى بلداتهم وبيوتهم في الموصل وسهل نينوى.

- توفير أمن هذه البلدات مع ضمانات دولية ومحلية من حكومتي بغداد وإقليم كردستان، للحؤول دون تهجيرهم إلى بقاع الأرض، وتذويب هويتهم التاريخية وتراثهم المجيد.

ثانيا: وضع حد للتنظيمات الأصولية والإرهابية التكفيرية

6- لا يمكن أن تستمر الدول وخاصة العربية والإسلامية صامتة ومن دون حراك بوجه "الدولة الإسلامية - داعش" ومثيلاتها من التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي تتسبب بإساءة كبيرة لصورة الإسلام في العالم. فهي مدعوة إلى إصدار فتوى دينية جامعة تحرم تكفير الآخر إلى أي دين أو مذهب أو معتقد انتمى، وإلى تجريم الاعتداء على المسيحيين وممتلكاتهم وكنائسهم في تشريعاتها الوطنية، ومن جهة ثانية هي مدعوة لتحريك المجتمع الدولي والهيئات لاستئصال هذه الحركات الإرهابية بجميع الوسائل التي يتيحها القانون الدولي.

هذا الواجب المزدوج مطلوب أيضا وبخاصة من منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية. فالأسرة الدولية مسؤولة هي أيضا عن تنامي "الدولة الإسلامية - داعش" وسواها من التنظيمات والحركات التكفيرية الإرهابية.

ويضاف على هذين الواجبين واجب الضغط بقوة، من قبل الأسرتين العربية والدولية، على ممولي هذه التنظيمات بالمال والسلاح ومدربيها، من دول ومنظمات، لقطع مصادر العنف والإرهاب الفكري.

ثالثا: الحلول لمآسي الشرق الأوسط

أ- دعم الحضور المسيحي ودوره في حماية العيش المشترك.

7- عاش المسيحيون والمسلمون معا على مدى ألف وأربعماية سنة. فقد قام المسيحيون دائما بالدور النهضوي والبناء، تربويا وثقافيا واجتماعيا وإنمائيا ووطنيا، ونشروا ثقافة التنوع والانفتاح واحترام الآخر المختلف والتعاون معه، ومفاهيم المواطنة، وعززوا الحريات العامة وحقوق الإنسان. عاشوا في أوطانهم بحكمة وفطنة، احترموا السلطات السياسية وخضعوا للدساتير والقوانين، وكانوا المواطنين المثاليين فكسبوا ثقة الملوك والأمراء ورؤساء الدول، ففتحوا أمامهم مجالات واسعة للعمل والتعاون.

8- ورغم كل شيء، يبقى المسيحيون متمسكين بأرضهم، بوطنيتهم، بحريتهم كمواطنين أصليين في بلدانهم. وهم ملتزمون بقيم الإنجيل وتعاليم المسيح التي يعالجون بموجبها علاقاتهم مع الآخر ولا سيما أخوتهم المسلمين الذين يعيشون معهم في أوطان واحدة. والمسيحيون ملتزمون بالشركة في تكوين هوية وطنية على أساس المساواة والتعاون بين جميع مكونات المجتمع، وعلى قاعدة التنوع في الوحدة، من دون أي تمييز عرقي أو ديني. وهم ملتزمون بالشهادة من خلال العمل الدؤوب من أجل إحلال السلام والاستقرار، وتعزيز الحريات العامة، ولا سيما حرية الرأي والتعبير والدين والمعتقد، والسعي الدائم إلى احترام الآخر المختلف، واعتبار التنوع ثروة ووسيلة للتكامل والاغتناء المتبادل.

ب - إعادة اللحمة بين مكونات كل بلد.

9- تقتضي الحلول معالجة الأسباب التي أنتجت مآسي بلدان الشرق الأوسط، فتصل إلى سلام عادل وشامل ودائم. ومن الواجب إعادة اللحمة بين مكونات هذه البلدان، والعمل على المصالحة بين الدين الواحد بمختلف مذاهبهم، والكف عن استعمال أصوليين إرهابيين وتكفيريين ومرتزقة، ودعمهم وتمويلهم وتسليحهم، فيرتكبون الجرائم بحق الإنسانية وتجاه الله، فيما هم يقترفونها باسم الدين من أجل تبريرها.

ج - فصل الدين عن الدولة وقيام الدولة المدنية.

10- ولكي تتمكن دول الشرق الأوسط من أن تنعم بسلام عادل وشامل ودائم، ينبغي عليها، بموآزرة الأسرة الدولية، إذا شاءت هذا السلام، أن تعمل على فصل الدين عن الدولة وقيام الدولة المدنية. وعندئذ فقط لا يعود الدين يستولي على السياسة، ولا السلطة السياسية توظف الدين وتضعه في خدمة مصالحها، ولا المنظومة الفقهية الدينية تسيطر على مقتضيات الحداثة. فالعصبية الدينية قد تحقق حلمها بدولة خاصة بها، ولكنها لن تستطيع أن تحقق الأمن والأمان والسلام، مهما امتلكت من مال وسلاح ونفوذ ودهاء. ومعروف أن العصبية التي تأكل أعداءها، إنما تأكل ذاتها أيضا. فلا بد من من نشر فلسفة الدولة الحديثة القائمة على المساواة والعدل واحترام كرامة المواطن وحرية التعبير والدين والمعتقد، والمحافظة على المقدسات والتراث.

د - ما يختص بسوريا.

11- وفصول هذه الكوارث الإنسانية حلت أيضا بسوريا التي عرفت سابقا أمانا وسلاما تفتقده الآن. إن النزيف السوري منذ ثلاث سنين ونصف لهو جدير أن يعالج بروح الحوار والحل السياسي السلمي، وهذا ما نودي به منذ بدء الأزمة في سوريا. ومن هنا دعوتنا لأن ينظر المجتمع الدولي بعين الحق لما يجري في هذا البلد من إرهاب وتكفير وتمدد لتياراتٍ أصولية. لقد انتظر السوريون طويلا الجهود الدولية التي لطالما اصطدمت بحائط الفشل. والمسيحيون السوريون، كغيرهم من أبناء الطيف السوري الواحد، قد عانوا من الخطف والتهجير والقتل وتخريب أوابد العيش المشترك وأوابد المسيحية المشرقية والعالم يتفرج. يبقى ملف أخوينا مطراني حلب يوحنا ابراهيم وبولس يازجي المخطوفين منذ أكثر من سنة صورة قاتمة لما يجري، وصورة عن عدم مبالاة العالم والمجتمع الدولي الذي يتناسى بصمت مريب خطفهما.

رابعا: نداء إلى الكتل السياسية ونواب الأمة في لبنان.

12- إدراكا منا لأهمية النظام السياسي في لبنان، الذي يفصل بين الدين والدولة، ويؤدي الإجلال لله تعالى، ويحترم جميع الأديان وأنظمة أحوالها الشخصية، ويقر حرية الدين والمعتقد مع سائر الحريات العامة، فإننا نناشد المسؤولين والمواطنين المحافظة على لبنان دولة مدنية تستكمل روحها وعناصرها، لكي يصبح لبنان وطن الإنسان والإيمان، ومنارة حضارية في هذا الشرق. ويصبح حقا بلد العائلات الروحية، لا بلد الطوائف والتزمت الديني البغيض. لبنان الدولة المدنية غير الدينية يكون في الحقيقة دولة كل الناس ودولة الحق والوحدة الوطنية، لا دولة إمارات سياسية مذهبية، ويكون دولة ترضي الله ولا تسيء إليه باستدعاء اسمه لمصالح شخصية وفئوية. بهذه الميزة يكون لبنان صاحب دور نموذجي وسط دول الشرق الأوسط، يضمنه رئيسه المسيحي. ولذا ندعو بإلحاح وبقوة الكتل السياسية ونواب الأمة لفصل انتخاب رئيس للجمهورية عن مسار الأوضاع والصراعات الإقليمية والدولية التي لم ترتسم أفقها بعد، والإسراع إلى التشاور الجدي والتفاهم لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع ما يمكن، لكي ينتظم عمل المجلس النيابي التشريعي، وتسهل مهمات الحكومة، وتستقيم الحياة العامة، لا سيما الاقتصادية والاجتماعية والأمنية. إن انتخاب الرئيس واجب قبل اتخاذ أي قرار بشأن استحقاق المجلس النيابي".

الراعي

وكان الراعي اكد امام سفراء الدول الكبرى خلال الاجتماع معهم في بكركي، ان "ليس لديه اي مرشح معين لرئاسة الجمهورية وهو لا يذكي احدا ولا يقصي احدا، وهذا من منطلق احترامي للديموقراطية وللمجلس النيابي والنواب".

واوضح ان "كل ما يقال من كلام عن اسماء تطرحها بكركي، وما يشاع في هذا الموضوع هو غير صحيح". ودعا "النواب للدخول الى المجلس النيابي وانتخاب الرئيس انطلاقا ممن يعتبرونه الاقوى".

على صعيد اخر يغادر الراعي صباح غد الخميس الى الفاتيكان لاطلاع كبار المسؤولين على نتائج جولته برفقة البطاركة، على المسيحيين النازحين في العراق.

بلامبلي

من جهته اكد الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي، بعد خروجه من إجتماع البطاركة، أن "الامم المتحدة تدين اضطهاد المسيحيين والاقليات في الشرق وتقدر أهمية الوجود المسيحي في هذا الشرق"، واشار الى ان "اعضاء مجلس الامن يضغطون للسعي الى انهاء العنف في العراق، فضلا عن تكثيف المساعدات للنازحين".

وقال:"ان التعايش في العراق مهم بين جميع المكونات، وسنحمل ما قاله لنا البطريرك الراعي واصحاب الغبطة بأن التعايش مهم في الوحدة اللبنانية وانعكاسها على دول المنطقة. كما شددنا وتحدثنا بشكل خاص في الانتخابات الرئاسية في لبنان واهميتها بالنسبة للمنطقة ولبنان، ونشدد على ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ومنذ شهرين تكلمنا عن ذلك ونأمل ان يتحقق".

ساكو

بدوره اشار البطريرك ساكو الى ان" الأحداث التي عشناها في الأسابيع الماضية في العراق كانت رهيبة جدا، لا بل كانت أقرب إلى قصص الخيال منها إلى الواقع. نحن اليوم في القرن الحادي والعشرين، فكيف يمكن أن يهجر 120 ألف مسيحي خلال ساعة أو ساعتين؟ اضافة الى أقليات أخرى كالأيزيدية. يقتلون الرجال والأطفال ويسبون النساء. هناك حوالي ألف إمرأة مسبية. كيف يمكن لهذا المجتمع المتحضر أن يقبل بهكذا أمور". أضاف:" لقد استقبلنا في مدينة أربيل والمدن المحيطة بها نحو 120 ألف نازح، ولم نكن ككنيسة مهيئين. معظم هذه العائلات تعيش في العراء، قدمنا لهم الماء واللباس والدواء ولكن هذا لا يكفي هناك تحديات كبيرة جدا، فما هو مستقبل هذه العائلات وبلداتهم ومدارسهم، وقد اقترب موسم المدارس. ألنكبة تتمثل بنكبتين، الأولى وهي إخراجهم من بلداتهم اما الثانية فهي فقدانهم لمستقبلهم".

وتابع: "لقد طلبنا أن تتحرر هذه البلدات وسهل نينوى من الجهاديين وأن يكون هناك حماية دولية، لأن الجماعة فقدت الثقة والأمان في ارضها. وتمنينا ان تضغط المرجعيات الدينية الإسلامية لكي تصدر فتاوى بتحريم قتل أي إنسان والإعتداء على حرياته وممتلكاته، فكل إنسان جدير بالحياة، والحياة هي هبة من عند الله، وعلى المسلمين أن يتخذوا في هذا المجال موقفا قويا جدا، ونطلب من مسيحيي هذا الشرق أن يتحدوا في موقفهم وأن لا يتكلوا كثيرا على السياسة الغربية". وختم ساكو:" حملنا دول الغرب مسؤولية تاريخية وأخلاقية، فالديمقراطية والحرية تتحقق بتنشئة الناس ومن خلال برامج إعدادية. البيانات والإستنكارات لا تكفي لأن الناس بحاجة إلى أفعال مباشرة كي تعود الثقة إليها. والدفاع عن النفس شيء أساسي، وإذا لم ندافع عن أنفسنا من سيحرر هذه الأرض من الجهاديين، وداعش مسلحة بشكل جيد ومدربة ولها أسلحة متطورة. هناك ضمير عالمي يجب أن يتحرك، ولا يجب أن نفكر بحسب الطوائف، لأن الإنسان مهدد بوجوده".

الراعي

بعدها عقدت خلوة ضمت البطريرك الراعي وسفراء دول اميركا وروسيا وبلاملي شدد في خلالها الراعي على "ضرورة مساعدة السياسيين اللبنانيين لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية"، مؤكدا انه لم ولن يسمي احدا للرئاسة، وانه لا يدعم اويقصي اي مرشح"، معتبرا انه "يجب على النواب الدخول الى المجلس النيابي وانتخاب الرئيس الذي يرونه الأقوى، وذلك احتراما للديموقراطية وللمجلس النيابي".

أضاف: "ان ثمة من يقول ان على المسيحيين او الموارنة ان يتفقوا على مرشح. هذا القول غير مقبول، لأن رئيس الجمهورية ليس رئيسا للموارنة او المسيحيين بل لكل اللبنانيين، وبالتالي لا يحق لأي فريق مذهبي ان يتفق وحده على مرشح، بل هذا امر يخص بكل اللبنانيين. وبما انه لا يوجد في لبنان ترشيح لرئاسة الجمهورية، لا يحق لاحد قبول او اقصاء اي مرشح من اجل التوافق، فالمطلوب الإقتراع في المجلس النيابي مرة وثانية وثالثة، واذا لم يتم انتخاب احد من الذين نالوا اصواتا، عندئذ يصار الى التوافق على مرشح واحد او اثنين من قبل الكتل السياسية والنواب".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 27/8/2014

الأربعاء 27 آب 2014

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

المشهد في المنطقة نحو التغيير في ظل مستجدات متسارعة ابرزها:

- زيارة وزير الخارجية السعودي الدوحة.

- اجواء إيجابية للمحادثات السعودية - الايرانية في جدة.

- اعلان وزير الخارجية الايراني ان تشكيل الحكومة العراقية ينبغي ان يتم بعملية سياسية.

- ورود مساواة بين النظام السوري وداعش في تقرير للامم المتحدة عن الجرائم في سوريا.

- اعلان اردوغان ان الحكومة التركية الجديدة ستشكل بعد غد الجمعة.

- نجاح تطبيق إتفاق وقف اطلاق النار في غزة والذي اعتبر مدخلا لتفاوض سياسي.

- توقع في اروقة الامم المتحدة لتسوية في كل من ليبيا واليمن.

وفي لبنان كلام في المحافل السياسية على إمكان ان يكون ايلول طرفه مبلول بإنتخاب رئاسي على قاعدة تفاهم اقليمي وتوافق لبناني.

وفي الكلام نفسه ان الرئيس الحريري سيعود خلال اسبوع الى بيروت. وان مروحة اتصالات واسعة ستتم على خطوط عدة بإتجاه انجاز الاستحقاق الرئاسي.

ولقد شدد على هذا الاستحقاق الرئيسان بري وسلام في اجتماعهما اليوم كما شدد عليه اجتماع بطاركة الشرق الذي أكد ان من الواجب انتخاب رئيس للجمهورية قبل اتخاذ اي قرار بشأن الاستحقاق النيابي. وحمل بطاركة الشرق المجتمع الدولي مسؤولية تنامي داعش ودعوا الدول العربية والاسلامية الى فصل الدين عن الدولة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

قضيتا مخطوفي القوى الأمنية والاستحقاق الرئاسي المخطوف، تنافستا على طاولة اهتمامات القيادات علما أنهما تتكاملان، اذ تجسدان الاعتداء الأفظع على هيبة الدولة وعلى ديمومة المؤسسات. وقد شهدت عين التينة حركة لافتة تمحورت حول هاتين القضيتين. أهمها لرئيس الحكومة تمام سلام الذي دعا الى الابتعاد عما يعطل الدور الذي تلعبه المرجعيات المعنية على خط انهاء أزمة العسكريين المخطوفين ورد بأدب على بعض السياسيين واعلامهم الذين اتهموا سلام وقائد الجيش بدور منحاز في هذه القضية، وحض سلام المعنيين بالشأن الرئاسي متحدثا بأدبه المعهود أيضا عما وصفه بعجز القوى السياسية عن انجاز الاستحقاق متحاشيا الكلام على التعطيل المتعمد والمتمادي الذي تمارسه فئة محددة من هؤلاء السياسيين.

وفي عين التينة أيضا، سجل كلام جديد للرئيس بري فتح فيه نافذة أمل على خط القلق العام الذي يخيم على البلاد، إذ تحدث بتفاؤل مأمول من التقارب السعودي -الإيراني المستجد وما يمكن أن ينسحب منه من إيجابيات على خطي الاستحقاقات الدستورية وتسليح الجيش. وعشية سفر البطريرك الراعي الى الفاتيكان، عقد البطريرك اجتماعا لبطاركة الشرق بحضور غير مسبوق لسفراء الدول الكبرى وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي والسفير البابوي، وما يمكن قراءته بوضوح بين سطور البيانين الدولي والبطريركي بعيد اللقاء، أن حماية الوجود المسيحي في الشرق، لا تستقيم من دون الحفاظ على الدور المسيحي الفاعل في لبنان، وأعلى درجات الضمان تتجسد في انجاز انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت. وكان البطريرك الراعي أكد أنه لا يدعم أي مرشح ودعا النواب للنزول الى المجلس وانتخاب من يرونه الأقوى رئيسا.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

غزة في زمن الانتصارات مهرجانات واحتفالات ووفاء للتضحيات، وجميعها اكدت فلسطين ميدان عز الامة، استبشر المقاومون بالنصر، فكان وتحمل اهلهم قساوة العدوان، فعاد المعتدون خائبين بجبهة عسكرية مربكة وجبهة سياسية متناحرة، سرعان ما طغى خلافها الى العلن، اوقف العدوان فبدأت جردة الحساب، شن عدد من وزراء الحكومة الصهيونية هجوما حادا على الاتفاق ورأوا فيه انتصارا واضحا للفلسطينيين وهزيمة كبيرة للاسرائيليين، وزير السياحة عوزي لانداو قال ان الحرب اوجدت شعورا صعبا في ظل انعدام الانجازات الاسرائيلية على مدى خمسين يوما من القتال، والفلسطينيون حققوا انجازا سياسيا واستحقوا اعلان الانتصار كما قال. اما وسائل الاعلام فدعت نتنياهو ووزير حربه موشي يعالون الى دراسة الاخطاء، فيما تمنت عليه اخرى تقديم الاستقالة. من منبر الانتصار جدد المقاومون ثبات الموقف، اهدوا النصر لفلسطين كل فلسطين، وحذروا العدو من اي مناورة او اخلال بالاتفاق.

في لبنان اتفاق على ضرورة اختراق جمود الملفات دون احراز اي تقدم الى الان، رئيس الحكومة تمام سلام زار رئيس مجلس النواب نبيه بري المعول على التقارب السعودي الايراني واجواء عين التينة تتحدث ل"المنار" عن مساع حقيقية على خط حلحلة الازمة السياسية بدءا من الرئاسة وصولا الى الانتخابات النيابية المقبلة. اما جديد اخبار سوريا فقصف صهيوني على الجولان بالتزامن مع هجوم للمسلحين على القنيطرة.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

بات من المسلمات ان انجاز الاستحقاق الرئاسي هو الاساس لانتظام عمل المؤسسات غير ان السؤال المطروح كيف السبيل الى ذلك في ظل اصرار قوى الثامن من اذار على تعطيل الانتخابات على قاعدة ترك كرة الترشيح غير المعلن في مرمى النائب ميشال عون والذي يواجه بمنع اكتمال النصاب حتى التسليم به كرئيس للجمهورية.

فالعملية خرجت وفق مصادر سياسية عليمة من اطار توزيع الادوار الى التوظيف في اجندات مربوطة على ايقاع تحالفات خارجية.

وهذا المساء اضيف الى مسامع اصحاب الاجندات نداء اطلقه بطاركة الشرق بعد اجتماعهم في بكركي مطالبين بالحاح الكتل السياسية لفصل انتخاب الرئيس عن مسار الصراعات الاقليمية والدولية والاسراع في التفاهم على انتخاب رئيس جديد للجمهورية لتستقيم الحياة العامة.

وبانتظار اخراج الاستحقاق من الاسر فان ازمة الاستحقاق الرئاسي وتحصين الاجهزة الامنية في مواجهة الارهاب شكلا هاجس التحركات الداخلية والتي برز فيها اجتماع عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام وسط تاكيد مصادر مواكبة على اهمية مواجهة المخاطر الارهابية بمزيد من الوحدة والتضامن والحرص على العمل الصامت في مقاربة قضية العسكريين المختطفين لدى مسلحي داعش والنصرة للوصول الى النتائج المطلوبة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أن بي أن"

إنتصرت فلسطين على الإرهاب الإسرائيلي في غزة، فمتى ينتصر العرب على الإرهاب المتطرف؟ فلسطين إنتصرت لمقاومتها التي صدت الجرف فلم يصمد أمام دماء الشهداء. أطول حرب خاضتها إسرائيل سقطت عند أبواب غزة، رغم القتل والتدمير، الفلسطينيون عبروا عن فرحة الإنتصار، والإسرائيليون الخائبون سيغرقون في أزمة سياسية بدأت بإنقسام النكسة.

على مساحة المنطقة إنشغال بمواجهة الإرهاب المتنقل، الأجواء السورية تشهد علانية القوى الدولية محاربة "داعش" وأخواتها، لكن هل تكفي الضربات الجوية؟

الجيش السوري أكمل معاركه على مختلف الجبهات مدعوما بمعلومات وإحداثيات قيل أن طائرات أميركية رصدتها تحديدا في دير الزور. إذا صحت تلك التسريبات الإعلامية يعني أن التعاون السوري الأميركي بدأ عمليا، بينما يجري التنسيق لإشراك الروس في الحرب ضد "داعش".

سوريا شكلت حكومتها الجديدة التي حافظت على معظم الوزراء دون تعديلات في الحقائب الأساسية. وفي لبنان تركيز من قبل الرئيس نبيه بري على ضرورة توفير الدعم للجيش اللبناني.

من هنا كانت مطالبة رئيس المجلس سفراء الدول الخمس بإنشاء جسر جوي لدعم الجيش في مواجهة الإرهاب، آملا أن تتوافر المخاطر ومنها بوادر الحوار أو فتح باب التقارب السعودي الإيراني. وبالفعل كانت الرياض وطهران يعكسان أجواء إيجابية على اللقاء الذي انعقد على مستوى خارجتي البلدين.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

أبو بكر البغدادي ماض في خلط الأوراق في المنطقة. الخصوم يتحاورون من إيران إلى السعودية، ومن السعودية إلى قطر.

وهكذا، بعد ساعات على اللقاء بين وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ومساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في جدة، توجه الفيصل إلى قطر، يرافقه وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف ورئيس الاستخبارات العامة خالد بن بندر، في محاولة أخيرة لإعادة قطر إلى الصف الخليجي.

التقارب الغربي الإيراني سائر على قدم وساق هو الآخر. فقد بدأت إيران بتعديلات في قلب مفاعل "أراك"، في خطوة وضعها رئيس البرنامج النووي الايراني علي اكبر صالحي في إطار تبديد قلق بعض الدول الغربية.

يأتي ذلك بعد شن الولايات المتحدة غارات على مناطق نفوذ "الدولة الإسلامية" في العراق من دون أن يثير الأمر حفيظة أحد، لا من دول الجوار ولا من مناهضي الحرب حول العالم. أما الحكومة السورية، فكل ما طلبته هو التنسيق معها قبل قصف الأميركيين أراضيها.

أبو بكر البغدادي يخلط الأوراق في المنطقة، ولبنان يستعد للتمديد لنوابه. لكن هذه ليست الفضيحة اليتيمة. فإلى أمراض السياسة، بات التهاب الكبد من الأمراض اللبنانية المتكاثرة، والسبب مياهنا الملوثة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أو تي في"

حتى الآن لم يتضح لون الضوء الإقليمي المؤثر في الملف الرئاسي، هل إنتقل من الأحمر الى البرتقالي أو الى الأخضر؟ علما أن الرئيس نبيه بري يعول على اللقاء الإيراني السعودي ليكون فأل خير على المنطقة التي شهدت تحولا إضافيا تمثل بالوفد الخليجي الذي وضع قطر أمام تحديات المرحلة المقبلة، ومنها إنضواؤها تحت الإجماع الخليجي شرط تنفيذ لائحة من سبعة وثلاثين مطلبا يصعب تنفيذها ومنها وقف دعم الإخوان وإقفال قناة الجزيرة وطرد القرضاوي من الدوحة.

وبالاستناد الى كلام بري فإن المحاور الإقليمية ما زالت مؤثرة ومقررة بملفات لبنانية عدة بتسهيل من بعض الأفرقاء اللبنانيين وعلى رأس هذه الملفات الإستحقاق الرئاسي الذي يرى البعض نهايته السعيدة قريبا، فيما الحل كما قال صراحة السيد حسن نصرالله.

وإذا كان هذا البعض يعول على ملء الفراغ في رأس الدولة ليصار بعده الى تمرير التمديد للنواب، فإن ذلك يعني أن إنتخاب الرئيس يجب أن يحصل خلال شهرين قد يشهدان تطورات أمنية خطيرة في مناطق تعتبر بيئة حاضنة لداعش، على غرار ما حصل في عرسال، وذلك وفق مصادر عدة.

واللافت أن تنظيم داعش والنصرة باتا لاعبا داخليا مؤثرا إن من بوابة عرسال التي عاد المسلحون اليها، وإن من خلال إمساكهما بملف الأسرى العسكريين في ظل غياب أي خطة عسكرية أو حكومية لإستعادتهم.

هنا يكبر السؤال عن الأسباب التي أدت الى عدم توضيح حقيقة ما حصل في عرسال، ولماذا أعلن وقف النار مع إرهابيين شريعتهم العنف والدم؟ أين هي وسائل الرقابة النيابية والعسكرية لتحديد المسؤول ولوضع حد للأقاويل والتحليلات؟

وعلى خط وضع حد للممارسات داعش طالبت قمة البطاركة في بكركي الدول الإسلامية بإصدار فتوى تجرم الإعتداء على المسيحيين وكنائسهم، معتبرة أن الأسرة الدولية مسؤولة أيضا عن تنامي داعش والحركات التكفيرية، وأنه لا يمكن أن يستمر الصمت الدولي بوجه تمددها.

أما البطريرك الراعي فدعا النواب للاسراع في إنتخاب رئيس بدءا ممن يعتبرونه الأقوى.

حياتيا، إنشغل اللبنانيون بأنباء عن تلوث مياه بعض المناطق وإزدياد نسبة الملوحة في الأخرى، في وقت عمد فيه بعض المسؤولين الى عرقلة خطط زيادة السدود.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

على اللقاء الإيراني السعودي يبنى المقتضى. ونافذة الضوء التي فتحها ستشع على المنطقة بأسرها. هو لقاء إيجابي جدا باعتراف الطرفين. وأول طلائع إيجابياته وقف العدوان على غزة. وانسحاب الاحتلال من غلافها. وتحت ركامها دفن بنيامين نتنياهو مستقبله السياسي. اللغة الإيجابية ذاتها قد يعول عليها في خروج لبنان من عنق الفراغ. وليس بعيدا أن تكون عاملا في تسريع اللقاء بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري ولكن ليس في المدى المنظور. إذ إن الحريري في هذه الأيام يعوم في موناكو على مكرمة المليار دولار. وبالقراءة في طالع اللقاء قد نرى عودة الود بين الحكومة السورية المتجددة ونظيرتها اللبنانية بوساطة من رتبة لواء. وإلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. حبل الوئام انقطع بين الجاهلية والشام.. على الأقل على مستوى المكاتب الخدماتية. فبحسب بيان صدر عن الوزير السابق وئام وهاب أكد أن حزب التوحيد العربي لن يمارس أي نشاط في المحافظات السورية. متمنيا أن تخرج سوريا من المحنة التي تمر فيها. فأي أنواع من الخدمات كان يقدمها وهاب وجاء الوقت للاستغناء عنها؟ وهل يكمن سبب الانسحاب بعد انخراط حزبه أخيرا في القتال الدائر في محافظة السويداء؟ أم وراء الأكمة ما وراءها؟... وإلى الجولان المحتل.. حيث اشتعلت جبهته عند معبر القنيطرة بين الاحتلال الإسرائيلي والنصرة ومسلحين آخرين من جهة.. والجيش السوري من جهة أخرى. فيما الأمم المتحدة تقف موقف المراقب. ومن الجولان إلى دير الزور.. مراقبة من الجو تتولاها طائرات أميركية لجمع المعلومات عن تنظيم داعش بإعلان من وزارة الدفاع السورية. ما يؤكد أن التنسيق الأميركي السوري جار على قدم وساق.. وأن واشنطن ترتدي قفازا في اليد التي مدتها ولاقت بها اليد السورية. وعليها ينطبق قول الشاعر: "إذا جئت فامنح طرف عينيك غيرنا.. كي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر".

 

الاسد اصدر مرسوما بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الحلقي

الأربعاء 27 آب 2014

  وطنية - أصدر الرئيس السوري بشار الاسد اليوم مرسوما قضى بتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور وائل نادر الحلقي رئيسا لمجلس الوزراء.وتم تعيين العماد فهد جاسم الفريج وزيرا للدفاع - وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء/ وزيرا للخارجية والمغتربين - المهندس عمر ابراهيم غلاونجي نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات/وزيرا للادارة المحلية - الدكتور محمد عبد الستارالسيد وزيرا للاوقاف - منصور فضل الله عزام وزيرا لشؤون رئاسة الجمهورية - اللواء محمد ابراهيم الشعار وزيرا للداخلية - المهندس عماد محمد ديب خميس وزيرا للكهرباء - الدكتور هزوان الوز وزيرا للتربية - عمران عاهد الزعبى وزيرا للاعلام - نجم حمدالاحمد وزيرا للعدل - المهندس حسين عرنوس وزيرا للاشغال العامة - المهندس أحمد القادري وزيرا للزراعة والاصلاح الزراعي - المهندس سليمان العباس وزيرا للنفط والثروة المعدنية - الدكتور اسماعيل اسماعيل وزيرا للمالية - الدكتورة كندة الشماط وزيرا للشؤون الاجتماعية - كمال الدين طعمة وزيرا للصناعة - بشر رياض يازجى وزيرا للسياحة - الدكتور همام الجزائرى وزيرا للاقتصاد والتجارة الخارجية - الدكتور محمد عامر مارديني وزيرا للتعليم العالي - الدكتور محمد غازي الجلالي وزيرا للاتصالات والتقانة - الدكتور كمال الشيخة وزيرا للموارد المائية - الدكتور حسان النوري وزيرا للتنمية الادارية -المهندس محمد وليد غزال وزيرا للاسكان والتنمية العمرانية- الدكتور خلف سليمان العبدلله وزيرا للعمل - الدكتور غزوان خير بك وزيرا للنقل - الدكتور نزار وهبه يازجى وزيرا للصحة - حسان صفية وزيرا للتجارة الداخلية وحماية المستهلك - عصام خليل وزيرا للثقافة - الدكتور على حيدر وزير دولة لشؤون المصالحة الوطنية - الدكتورة نظيرة سركيس وزير دولة لشؤون البيئة - عبد الله خليل حسين وزير دولة - جمال شعبان شاهين وزير دولة - الدكتور حسيب الياس شماس وزير دولة - الدكتور محمد مطيع مؤيد وزير دولة.

 

هل ستتعاون أميركا مع بشار؟

محمد سلام، الأربعاء 27 آب 2014

نعم ولكن. نعم. ستتعاون أميركا مع بشار الأسد، ولكن فقط عندما ينسحب إلى دويلته العلوية، وستكون حجتها لتبرير هذا "التعاون" هي "حماية ألأقلية العلوية"، تماما كما تتعاون مع رئيس كردستان العراق مسعود بارزاني لحماية الأقلية الكردية.  وهناك من يتساءل: "هل سيكون التعاون الأميركي حينها عنوانه حماية الكيان العلوي، أم حماية بشار رئيساً للكيان العلوي؟" وهو سؤال كبير وعميق لا يجيب عنه إلا حجم المصالح التي يمكن للدويلة العلوية أن تقدمها للأميركيين، وهذا يتضح من مساحة الدويلة، والموارد التي ستكون تحت سيطرتها عندما تكتمل شكلاً.   أميركا لن تدعم بشار رئيساً لسوريا. هذه لا تستطيع تبريرها للأميركيين، على المستويين السياسي والشعبي. لأن التعاون من بشار رئيساً لسوريا يتطلب إلغاء مروحة قوانين أميركية صدرت على مدى عشر سنوات، بدءاً بقانون محاسبة سوريا وإستعادة سيادة لبنان ووصولاً إلى تحديث لوائح الإرهابيين السوريين من المسؤولين الحاكمين، كل المسؤولين الحكوميين والأمنيين والمستشارين المحيطين ببشار.

 أميركا ليست دولة عربية، ورئيسها أكان إسمه أوباما أم جورج بوش، ليس حاكما عربياً من العالم الثالث عشر تحت الصفر. لا يستطيع الرئيس الأميركي أن يلغي قوانين أقرّها مجلسا الشيوخ والنواب. لذلك يرجح ألا تؤيد أميركا بشار الأسد بصفته رئيساً لدولة سوريا.  النقاش الدائر في أميركا اليوم هو: هل نؤيد بشار رئيساً للإقليم العلوي، أم نؤيد حماية الإقليم العلوي، ونترك للعلويين أنفسهم إختيار رئيس إقليمهم، أو كانتونهم أو دويلتهم، بغض النظر عما سيكون إسمها.  الثابت الوحيد في كل السياسة الأميركية والخليجية هو أن لا تعاون ولا دعم لبشار الأسد بصفته السورية المركزية.

أميركا لا تعنيها التخريفات التي تقسّم الطغمة الحاكمة في سوريا إلى جناحين، جناح يرغب البعض بتسميته الجناح العربي ويضم بشار وعلي المملوك وماهر الأسد وسفيرهم لدى لبنان علي عبد الكريم علي. وجناح، يرغب البعض بتسميته الجناح الإيراني، يتزعمه العميد حافظ مخلوف ومن معه، وهو إبن خال بشار وشقيق "رجل الأعمال" رامي مخلوف.

الجناحان، من وجهة نظر أميركا والغرب، يعكسان حقيقة الصراع العلوي-العلوي على قيادة ... الدولة العلوية، لا أكثر ولا أقل.

المهم ألا يصدّق بعض العرب أن أحد الجناحين عربي والثاني إيراني. فتأييد أي من الجناحين العلويين، عملياً، لا يحقق لأميركا والغرب والعرب أيضاً الهدف الذي حدده أوباما في مقابلته مع الصحافي فريدمان وهو تقديم ترضية جدية "للسنة الغاضبين" في العراق وسوريا، مع التشديد على ضرورة إرضاء السنّة في حالتيهم، الأقلية الغاضبة في العراق والأكثرية الغاضبة في سوريا.

على هذه القاعدة تمت إطاحة نوري المالكي من هرمية السلطة المركزية في العراق، وعلى هذه القاعدة ستتم إطاحة بشار من مركزية السلطة في سوريا. ما يعني عمليا الإطاحة بالحكم المركزي في العراق وسوريا.

ويتردد في الكواليس الدولية أن أميركا "غضبت" من مصر لأنها روّجت لدى بعض الدول الخليجية نظرية جناح بشار العلوي العربي، لذلك كشفت أميركا دور سلاحي الجو المصري والإماراتي في قصف أهداف بليبيا. أميركا ليست حريصة على السنّة، فهذا ليس من أدبياتها ولا من إهتماماتها ولم يكن يوماً مدرجاً على سلّم أولوياتها ولم يكن السنّة يوماً قيمة في بنك الإهتمامات الأميركية.

أميركا قلقة جدياً من تنامي الغضب السني. دخل السنّة أفق الإهتمام الأميركي فقط من زاوية قلق العم سام من غضبهم. وهذا الغضب هو التعريف الأميركي الرسمي للحالة السنية في الشرق الأوسط. وأميركا تسعى لإحتواء هذا الغضب السني كي لا يكبر أكثر ... ويهدد أكثر. لذلك فإن أميركا ترى أن أي تسوية قادرة على الثبات والإستمرار يجب أن تكون لها "نكهة سنية" ترضي الغاضبين ... وتحمي الخائفين.

لذلك فإن أي تسوية علوية النكهة، وإن بإستعارة هوية عربية من القاموس القومي الذي دفن في صحارى التخلف والإستبداد، تزيد من غضب الغاضبين السنّة ولا تحمي الأقليات الخائفة، علوية كانت أم غير علوية. ولا بد من إشارة موضوعية في هذا الصدد إلى أن الرئيس المشير عبد الفتاح السيسي، مع كل إحترامنا وتقديرنا لشخصة وموقعة، ليس جمال عبد الناصر. ومصر ال 2014 ليست مصر تموز (يوليو) العام 1952. مصر ال 2014 إسترجعت شعار "تحيا مصر" الذي كان سائداً قبل حقبة الضباط الأحرار، ورمت في سلة المهملات شعار الثورة "فلتسقط الإمبريالية." مصر إستعادت مصريتها ولم تعد تذوب في "أمة عربية" تريد إسقاط الإمبريالية. مصر جزء من السوق العالمية. لذلك وجب إدراك خطورة أبعاد التأكيد الأميركي بأن طيران مصر الحربي قصف أهدافاً في ليبيا.

فهل تنزلق مصر في زمن "لا أمة عربية" إلى المستنقع الليبي كي تنهزم كما هُزمت في المستنقع اليمني يوم كانت تحظى بغطاء "الأمة العربية" التي تريد أن تسقط الإمبريالية؟؟؟

هل ما زالت مصر تغنّي "الأرض بتتكلم عربي" في زمن تعددت لغات الأرض فصارت تتكلم سني وشيعي وعلوي ومسيحي ومذهبي بالعربية والتركية والإنكليزية والفرنسية والإيطالية والبرتغالية والإسبانبة والروسية والأمازيغية  والفارسية وغيرها ؟ هل تعتقد مصر أن بإستطاعتها إلتقاط ثمرة سقطت على الأرض وإهترأت، فتعيدها إلى غصنها بعدما لفظتها شجرتها ... وتستعيد لها نضارتها؟

صحيح أن إعادة تظهير دور الأزهر خطوة مهمة بإعتباره الجامعة الإسلامية الوحيدة في العالم التي تعلّم طلابها كل المذاهب الإسلامية، ومن ضمنها "المذهب الجعفري". وصحيح أن للمصريين موقف عاطفي-ديني خاص من أهل البيت، ولكن الصحيح أيضاً أن للمصريين موقف سلبي جداً من حملة التشيع التي قادتها إيران، وإن تحت مسمّى أهل البيت، والصحيح أيضاً وأيضاً أن للأزهر موقف سلبي جداً من "الحركة النصيرية" لا يشفع لها عنده تحدثها اللغة ... العربية. صحيح أن مصر تواجه معارضة شعبية أو تمرداً شعبياً دينياً أو مؤامرة –سمّها ما شئت- من قبل الأخوان المسلمين، بغض النظر عن الموقف من "الأخوان" سلباً وإيجاباً. ولكن، ماذا يمكن أن يحدث إذا قرر"الأخوان" ربط ميدانهم المصري بالميدان الليبي بعدما ربط طيران السيسي أجواء مصر  بالأجواء الليبية؟

(صفحة كلام سلام)

 

وليد بك وداعش وحزب الله

٢٧ اب ٢٠١٤ /إيلي فواز/لبنان الآن

له الحرية وليد بك في التلاحم القسري أو الإرادي مع حزب الله، وله كل الحق في الدفاع عنه كما يراه مناسباً، وله أيضاً الحق في الايعاز بالتهدئة الداخلية ودعوة الجميع للابتعاد عن التشنج في الخطابة والتصريح (نعم، وليد جنبلاط يدعو للتروي في التصريح)، ويستطيع على هذا الاساس أن ينتقد تصريح الوزير ريفي بشأن تشبيهه حزب الله بداعش، أما أن ينسب الى هذا التصريح صفة الهرطقة ويتّهم صاحبه بالغباء فهذا تنكّر لتاريخ حزب الله الحافل بالارهاب والذي اختبره البيك في ثمانينات القرن الماضي أيام نشأة حزب الله، ومؤخراً في 7 أيار نصرالله "المجيد".

لا لزوم لتعداد الجرائم التي ارتكبها حزب الله في منتصف الثمانينات بحق المسيحيين المقيمين في بيروت الغربية، اي المناطق ذات الاكثرية المسلمة، بحجة التحضير لإنشاء الدولة الاسلامية، تماماً كما يفعل داعش اليوم في الموصل. ولا لزوم للتذكير بتصفية اليساريين لأنهم مخالفون للعقيدة تماماً كما يفعل داعش اليوم بحق الايزيدين. ولا لزوم للتوقف عند التفجيرين الانتحاريين لمقرات المارينز والقوات الفرنسية اللذين ذهب ضحيتهما اكثر من 300 جندي، أو التفجير الانتحاري الذي استهدف السفارة الاميركية في عين المريسة وأودى بحياة اكثر من 16 لبنانياً ذنبهم أنهم كانوا يتقدمون بتأشيرات دخول للولايات المتحدة الاميركية، او قل تأشيرات هروب من عبثية الحروب اللبنانية، تماماً كما يفعل داعش اليوم في كل من العراق وسورية. ولا لزوم للتذكير بخطف الاجانب من صحافيين وكتّاب وسياسيين وإعدامهم بدم بارد تماما كما داعش اليوم.

لا لزوم لذلك، فالبيك سيقول إن تلك الحقبة عفا عنها اتفاق الطائف. ولنتفق معه على هذا الامر. طيب، ماذا عن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟ ماذا عن مشاركة حزب الله في الحرب السورية؟

مشكلة النسيان، أو طي صفحات الماضي، كما يُطلب من اللبنانيين بعد كل حقبة دموية، تكمن في أنها لا تردع القاتل. عندما نعفو عن الماضي، نعفو عن القاتل وأفعاله وجرائمه، ونكون بذلك نستدعي تكرار فظاعاته. فمَنْ قتلَ حسين مروة ولم يحاسَب، ومن قتل ميشال سورا ولم يحاسَب، ومن قتل مصطفى جحا ولم يحاسَب، سيقتل سمير قصير وجبران التويني ورفيق الحريري لاحقاً، وسيتّكل ربما على وليد جنبلاط ليبتدع مصالحة جديدة لتطوي صفحة أخرى من تاريخ ملعون يبدو أنه يستلذّ في تعذيب اللبنانيين. أم تراهم هم اللبنانيون أصبحوا لا يهنأ لهم عيش إلا في العذاب؟

 المصدر : موقع NOW

 

 

"شيعة السفارة"

 حـازم الأميـن/لبنان الآن

السفارة الاميركية في بيروت

على "شيعة السفارة" أن يتحسّسوا رقابهم مجدداً، ذاك أن انشقاقهم عن طائفتهم وابتعادهم عن حزب اللهـ"ها"، لن يحميهم من الوجدان السنّي المستعر بالموجة الداعشية. عليهم وأثناء إدانتهم "داعش" أن يتفادوا التعميم، فهم شيعة في النهاية، واستيقاظ الضغينة في صدورهم أمر وارد. السنوات التي أمضوها في خصومة "حزب الله" لا تعني شيئاً، ويمكن للممانعين الجدد، الذين استرجعوا فلسطين من "حزب الله" على نحو ما استرجع المسلمون الكعبة من القرامطة، أن يرصدوا شطتهم.

و"شيعة السفارة" هم اليوم في موقع شديد الغرابة. فها هو وليد المعلم يدعو أميركا علناً للتنسيق مع بلاده في حال قررت غزوها. لا بأس بالإمبريالية إذا كانت وظيفتها حماية نظام مجرم. جرى ذلك في ظل صمت ضمير الأمة وسوسلوف الممانعة المقيم في فرجينيا. "شيعة السفارة" حائرون، وحالهم يقول: "أجو شيعة حزب الله لعنّا على السفارة". إذاً احتمال إدانتهم بشيعيّتهم صار ممكناً من قبل الوجدان السنّي هذه المرة، بعد أن دانهم سابقاً الوجدان الشيعي بانشقاقهم عنه! عليهم أن يتفادوا الكلام عن "داعش"، وأن يميزوا بينها وبين العشائر، وبينها وبين البعث، وبينها وبين كل شيء. من الأفضل لهم تجنب تناولها أصلاً. هناك إسرائيل. لماذا لا يحصرون اهتمامهم بجرائمها؟ وهناك بشار الأسد ونظامه... كم يبدو صعباً بالفعل الموقع الذي وجد "شيعة السفارة" أنفسهم فيه.

"حزب الله" بعد أن أنجز تحرير يبرود (نيو قدس) ودفع بأهل القلمون إلى عرسال، بدأ بالصراخ بأن "داعش" وصلت إلى لبنان مع اللاجئين. في هذا الوقت استعاد السنّة فلسطين، وها هم يُطلقون صواريخ الغراد إلى الجليل من نفس المنصات التي كان يُطلق منها حزب الله صواريخه. تبدلٌ هائلٌ بالأدوار والوظائف. كيف لجماعة هشّة كـ"شيعة السفارة" أن تستوعب هذا المتغير الهائل. أَسْعِفهم يا سوسلوف، فأنت من فرجينيا كنت قد منحتهم الاسم والصفة والوظيفة. ها هم اليوم متهمون برجس أصلي بعد أن تدعشن قومهم، والسفارة أقفلت أبوابها بوجههم. إتصِل بوليد المعلم، فربما يُنجدهم بغرفة في السفارة التي يطمح إلى إعادة افتتاحها في دمشق.

ليس هزالاً كل ما ورد أعلاه، والشخصيات الوارد ذكرها لا تمتّ إلى الخيال بعلاقة. لهذه القصة أشخاصها الحقيقيون، ووقائعها الفعلية. كاتب هذه السطور سبق أن ضمّه مناصرون لـ"حزب الله" إلى جماعة "شيعة السفارة" وكان من بين من أقدم على ضمه إلى هذه الجماعة المُتَخيلة، شيعة ملتحقون حديثاً بـ"حزب الله"، وزوار سابقون للسفارة ولواشنطن، علماً أنه لم يزر يوماً السفارة ولا زار واشنطن. اليوم، المطلوب منه أن يلتزم حدوده حيال "داعش" وأن يتجنب أوصافاً لها قد تسيء إلى الطائفة السنّية الكبرى. وإلا التهمة نفسها جاهزة، ولكن من سيُلصقها به هذه المرة هم زملاء من الطائفة السنيّة الكريمة.

وهذه بعض أحوال الأمة منذ قرون... فـ"وردة على بحر العرب".

 

مواقف حادّة للراعي في قمّة البطاركة... والسفراء «على الوعد»

جريدة الجمهورية/ألان سركيس

الخميس 28 آب 2014

إستضافت بكركي قمّة روحية لبطاركة الشرق من أجل البحث في ملفّ مسيحيّي العراق قبل سفر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الفاتيكان اليوم، لإطلاع الكرسي الرسولي على حقيقة ما تشهده المنطقة.

الاستحقاق الرئاسي

تؤدي بكركي دورها الصحيح في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ المسيحيّة المشرقيّة، إذ إنّها تحاول أن تكون رأس الحربة في المواجهة التي فُرِضَت على المسيحيين والتي تَستهدف وجودهم، خصوصاً أنّ التجارب أثبَتت أنّ مَن يُهاجر بلاد الشرق يبقى حيثما توافرت سُبل الحياة الأفضل.

لم تعكس الابتسامات التي كان يُوزّعها البطاركة والمطارنة والمسؤولون في بكركي الجوّ الحقيقي الذي طبعَ الاجتماعين اللذين ترأسهما البطريرك الراعي، حيث خُصِّص الاجتماع الاوّل للبطاركة الذين توافدوا الى بكركي منذ الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، أمّا الاجتماع الثاني فانضمّ إليه سفراء الدوَل الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وممثّل الأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي. وعلى رغم حجم الشخصيات الحاضرة ودورها، إلّا أنّ التدابير الأمنية كانت اكثر من عاديّة.

الراعي كان على عجلة من أمره، فافتتح عند الثالثة الاجتماع الأوّل الذي وضع البيان الختامي، ونَسّق الموقف بالنسبة الى الإجتماع مع السفراء. وقد علمت «الجمهورية» أنّ «الراعي توجّه بكلام حادّ الى السفراء، حيث قال لهم: «إنّكم تَعِدون بالمساعدة على انتخاب رئيس جمهورية ولا تَفون بوعودكم وكأنّ الموضوع لا يعنيكم، فنحن بأمسّ الحاجة الى انتخاب رئيس».

في وقت طُرحَت في الاجتماع فكرة الذهاب الى دول القرار الإقليمي التي لها نفوذ في لبنان، بدلاً من الدول الكبرى لأنّها لم تُقدِم على خطوة مُسهّلة، لأنّ الوضع المسيحي لم يعد يتحمّل التأجيل.

من جهته، طالبَ بطريرك الكلدان مار لويس روفائيل الأوّل ساكو بقوّات دولية تنتشر في المناطق المسيحيّة، لردّ التكفيريين، تساعدها عناصر مسيحية تتجَنّد فيها، من أجل عودة المسيحيين الى ديارهم، فيما اكتفى السفراء بالاستماع ولم يتكلّموا أو يسجّلوا أيّ موقف.

وفي هذا السياق يؤكد ساكو لـ»الجمهورية» أنّ «العالم ناسينا، فنحن نوجّه رسائل يومية إلى دول العالم ولا مَن يُجيب»، لافتاً الى أنّ «المسيحيين العراقيين خائفون، ووجودهم مهدّد، وهناك نحو 120 ألف مهجّر سيغادرون لاحقاً الى الدول الغربية».

ويتحدّث ساكو بغضب، فيعتبر أنّ «أميركا والغرب شركاء في التهجير، فمسيحيّو العراق أهل ثقافة وحضارة، ولهم لغتهم الخاصة، وكلّما تهجرت أفواج منّا ضَعفنا.

وبالتالي، على مسيحيّي لبنان في الدرجة الاولى، وسوريا وبقيّة المنطقة، التوحّد ودعمنا للمساعدة على بقاء نصف مليون كلداني في بلاد الرافدين»، مشدّداً على أنّ «لبنان هو محطة لهجرة الكلدان وليس بلداً يستطيعون البقاء فيه والاستغناء عن الغرب، إذ إنّ أوضاعه الاقتصادية مُزرية ويحتاج الى مساعدة».

ويصف ساكو ممارسات «داعش» بأنها «تُعيدنا الى عصر الجاهلية، والغريب أنّ العالم اهتَزّ لمقتل الصحافي الاميركي جيمس فولي، ولم يتحرّك عندما تعرّض المسيحيون للتهجير»، مشيراً في الوقت نفسه الى «غياب أيّ بقعة آمنة يستقرّ فيها الكلدان ريثما يعودون الى بلداتهم».

وعن عدم تسلّح المسيحيين دفاعاً عن وجودهم، يلفت ساكو الى أنّهم «أقليّة في العراق، وثقافتهم ليست ثقافة قتال، وطبيعة الأرض لا تساعدهم على القتال، إذ إنها أرض سهلة ولا يوجد فيها جبال ومغاور مثل لبنان»، نافياً أن «يكونوا قد طلبوا سلاحاً لتأليف ميليشيا مسيحيّة، لأنه سيُقضى عليها أمام الأعداد الهائلة لـ»داعش».

من جهة ثانية، يطالب ساكو المرجعيات الإسلامية بإصدار فتاوى تُحرِّم قتل المسيحيين، وليس فقط قتال الإسلام، ولا ينسى أن يشكر البطريركية المارونية وسائر البطريركيّات التي قدّمت مساعدات الى المسيحيّين العراقيّين من خلال زيارة كردستان.

أجواء السفراء الباردة، عبّرت عنها كلمة بلامبلي، الذي أكّد بعد الاجتماع أنّ «الامم المتحدة تدين اضطهاد المسيحيين والاقليات في الشرق، وتُقدّر أهمية الوجود المسيحي فيه»، مشيراً الى أنّ «أعضاء مجلس الامن يضغطون لإنهاء العنف في العراق، فضلاً عن تكثيف المساعدات للنازحين».

واعتبر أنّ «التعايش في العراق مهمّ بين مختلف المكوّنات». وقال: «تحدّثنا عن الانتخابات الرئاسية في لبنان وأهميّتها بالنسبة إلى المنطقة ولبنان، وأكّدنا ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية».

في المحصّلة، ركّز البطاركة على أهمية تأمين الحماية لمسيحيّي الشرق وعودتهم الى ديارهم، واستعجال تدخّل الدول لفَرض هذه الحماية، لأنّ المسيحيّين يحتاجون الى أفعال وليس إلى أقوال.

 

إطاحة «داعش» أولوية والتعاون مع نظام الأسد إشكالية

عبدالوهاب بدرخان/ الحياة

بدا مشهد وزير الدفاع ورئيس الاركان الاميركيين، في مؤتمر صحافي يوم الجمعة الماضي، كأنه نسخة من مشاهد في أفلام خيالية لمسؤولين كبار وهم يعلنون عن خطر شديد غير مسبوق دهم الأمة والعالم، لكنهم عازمون على التصدّي له وإنهائه. ويذكّر تشخيصهما بأوصاف وردت في أشرطة يكون فيها الخطر وحشاً ضخماً تكوّن في أعماق المغاور أو آلة هائلة جاءت من كوكب آخر لتبيد سكان الأرض. قال تشاك هاغل ان تنظيم «داعش» تخطّى «كل ما كنا نعرفه». وقال الجنرال مارتن ديمبسي ان الولايات المتحدة «لا يمكن أن تهزمه وحدها»، ثم أضاف لإكمال الصورة أن لدى «داعش» رؤية استراتيجية أقرب الى «نهاية العالم». انقضى أكثر من شهرين على «الفتوحات الداعشية» في العراق وسورية قبل أن يتلقّى التنظيم أولى الضربات الاميركية، وقد تُستهلك بضعة أسابيع أو شهور قبل أن تكتمل الاستعدادات للحملة عليه في البلدين. اذ ينبغي انتظار التشكيل السلحفاتي لحكومة حيدر العبادي في العراق و «الاتفاق» الإشكالي على صيغة تنسيق مع نظام بشار الأسد، وقبل ذلك على صيغة مع روسيا على رغم تغلغلها في اوكرانيا ضماناً لتعاونها في مجلس الأمن... وفي هذه الأثناء يواصل «داعش» الذبح والإعدام ومحق الأرواح وأنتج فيديوات الرعب الأسود، حريصاً على ألا تشرق الشمس يوماً إلا مسبوقة بأخبار القتل، ممعناً في تغيير الحقائق والمعالم، وفي كسر كرامة الناس الرازحين تحت حكم «خلافته» الشريرة.

كان قرار مجلس الأمن الرقم 2170 رسم أساساً قانونياً لحرب جديدة على الارهاب ظهرب بوادرها في الغارات الجوية الاميركية التي ساهمت في صدّ «الداعشيين» عن السيطرة على سدّ الموصل. ومن ثمَّ أعلنت واشنطن أن الإطاحة بهذا التنظيم «ممكنة» لكن شرط: 1) أن ترفضه الجماعات السنّية الواقعة تحت احتلاله، 2) أن تتحد القوى الاقليمية لمحاربته، و3) ألا تقتصر الحرب على العراق بل أن تمتد أيضاً الى سورية. لوهلة تبدو هذه الشروط صعبة لكنها غير تعجيزية، فالقبول السنّي لـ «داعش» كان اضطرارياً في العراق ويُسأل نظام نوري المالكي عنه، أما في سورية فقاتلت المعارضة هذا التنظيم لكنه فرض نفسه بالقوة ويُسأل نظام الأسد عن التنسيق معه، بل يُسأل خصوصاً عن المقايضات التي يستعد لإجرائها معه في حلب وحمص وتحديداً في حماة. وسواء كان القبول آنياً مصلحياً أو قسرياً، فإن الرفض العلني والعملي سيكون مكلفاً بشرياً، لذلك فمن الضروري أن يرى هؤلاء السنّة ضوءاً في آخر النفق، فهم مدّوا أيديهم الى الشيطان («داعش») في العراق بعدما سدّ المالكي الآفاق أمامهم، وهم لا يميّزون بين وحشَين (النظام و «داعش») في سورية. وإذا كان الجميع يعوّل الآن على حل سياسي من خلال المؤسسات في العراق، فإن ايران المستاءة جداً من التطوّرات المعاكسة لهيمنتها قد تعمد الى لعبة المماطلة قبل أن تسهّل مهمة العبادي. أما في سورية، فإن الجانب السياسي يتوقف على تنازلات لا يبدو النظام مستعدّاً لها، ولن يضغط عليه حليفاه الروسي والايراني بلا مقابل.

قد يُظَن أن أجواء التهويل السائدة ستسهّل تحالف القوى الاقليمية، فالكل يخشى استشراء «الداعشية» وتداعياته. غير أن تحالفاً كهذا لن يكون فقط من أجل محاربة كـ «عمل اخلاقي»، بل سيكون بالأحرى تكالباً على القطع العراقية والسورية المتناثرة، اذ يندر أن يوجد حالياً من يعتقد بإمكان منع تفكك البلدين. لذلك يغلب الشك والاستياء على العواصم العربية المعنية سواء حيال باراك اوباما وأهدافه أو حيال التفاهمات التي ستعقدها واشنطن مع الأطراف الاخرى ولا سيما تركيا وايران. وفيما تبدو اميركا كأنها حسمت أمرها لقيادة الحرب المقبلة، إلا أن حلفاءها الاوروبيين، المشككين بدورهم بأوباما وتقلّباته، لا يتكلمون على الموجة نفسها لأنهم يريدون أن يعرفوا ماذا بعد هذه الحرب. فهناك المتعجّلون للتعاون مع دمشق، أو طهران، أو العكس، وهناك أيضاً الرافضون. ففيما يعتبر وزير الدفاع البريطاني أن التعاون مع نظام الاسد ليس «عملياً ولا معقولاً ولا مجدياً»، يؤكد رئيس الاركان الاميركي حتمية خوض الحرب في سورية والعراق في آن. وفي أي حال لم يحل هذا الجدل دون أن يدخل وليد المعلم على الخط ليقول ان التنسيق يجب أن يتم مع دمشق. وهكذا، فإن أنظمة سورية وإيران والعراق، فضلاً عن سياستَي اميركا وروسيا، المسؤولة عن اجتذاب الارهاب وزرعه ترى أن لحظة الحصاد تقترب. ومع ذلك يستمر التساؤل، بحيرة كبيرة وكثير من البراءة وحتى السذاجة: ولكن من يأتي هذا الارهاب؟

عندما تتكدّس الجثث على النحو الذي نراه، عندما يُنحر أي انسان أياً يكن دينه واسمه وهويته على النحو المريع الذي تعرّض له الصحافي جيمس فولي، لا يمكن أن يكون القتلة من البشر، ناهيك عن أن يكونوا عرباً أو مسلمين، عراقيين أو سوريين، أعماهم الغضب وسلبتهم النقمة اليائسة ما تبقّى من وجدان. وفي غمرة الصدمة والألم وانخلاع القلوب يظل التساؤل ملحّاً: من أي أدغال أتوا بهذه الوحشية، وفي أي قاع تجرّعوا سموم الظلام؟ كأن التساؤل يقترح أنهم جاؤوا من فراغ، من كوكب ضالٍ، أو من «مؤامرة» اخرى.

لا، إنهم افرازات مجتمعاتهم، مجتمعاتنا، التي انتظرت خلاياها المتسرطنة طويلاً قبل أن تنفتح. لم يعد مجدياً إغفال الوقائع، فهذه مجتمعات أُخضعت طوال عقود لكل أنواع الضغوط، من الداخل والخارج، واذا كانت غالبيتها الساحقة جهدت لتحافظ على سويّتها واعتدالها، فلا عجب أن بعضاً منها أخفق وراح يمسخ قيم الدين والأخلاق والعدل لتناسب انحرافه. هذا ليس تبريراً للإرهاب، فلا شيء يقضي على هذه الظاهرة مثل معالجة أسبابها. فالسفير البابوي في دمشق قال قبل أيام ان الشبان لا يلتحقون بـ «داعش» بدافع «اقتناع ايديولوجي» وإنما بسبب انسداد الآفاق وضياع الحلول واشتداد الضغوط المعيشية. وخلال العقدين الأخيرين أنكبّ كثيرون على درس الظاهرة، فعزوها الى نقص التنمية وقصور التعليم والفقر وعدم تكافؤ الفرص وغياب العدالة الاجتماعية والاستغلال السياسي للدين، وكان كل ذلك يشير الى فشل أنظمة الحكم وسياساتها. وحين قصّر الاستبداد الداخلي في القسوة رفده الاستبداد الخارجي حتى شوّها كل شيء وبدّلا المقاييس، وكان على المجتمعات أن تكبت القهر وتتوارث أمراضه وسمومه.

لذلك فمن من شأن العرب والغربيين، الباحثين عمّا (وعمَّن) صنع «داعش» وما سبقها وما قد يليها، أن يطرحوا أيضاً تساؤلات زعزعت توازن العقول وحاولوا دائماً تجنبها. ومنها على سبيل المثال: أي قتل أكثر «شرعيةً»، بقنابل تزن أطناناً في بغداد وغزّة أم بالغازات السامة في غوطة دمشق وحلبجة، وهل هما أقل وحشيةً من القتل بسيارات مفخخة أو ببراميل متفجّرة أو بالرجم حتى الموت أو بالاعدامات الميدانية أو بالذبح بالسكين أو بجلسات التعذيب، وهل مجازر اسرائيل في فلسطين أقل انتهاكاً للإنسانية من مجازر تنظيم «داعش» ونظامَي صدّام والأسد، وهل تدمير الأبنية فوق سكانها في غزّة أقل اجراماً من تدمير حلب وحمص ودير الزور والفلوجة والرمادي، وهل تغطية اميركا لجرائم الحرب الاسرائيلية أقلّ تهوّراً من تغطية روسيا وإيران لجرائم نظامَي الاسد والمالكي، وأخيراً هل ان اشتراط اميركا وجود حلول سياسية لمواكبة الحرب على «داعش» أكثر حكمةً أم أن الرضوخ لـ «دواعش» الحكومة الاسرائيلية ورفضهم الحلول السلمية التفاوضية هما الأكثر حكمةً؟

هذه الحرب مطلوبة للقضاء على «داعش» وإرهابه، لكنها ستدمّر ما لم يتح لنظامي الاسد والمالكي تدميره، وسيقف «الحلفاء» فوق الركام لتقاسم الدويلات والنفوذ، وسيكافئ صانعو الارهاب بعضهم بعضاً. لكن، هل سيُقضى على الارهاب؟

 

لهذا وافقت حماس.

حسان حيدر/ الحياة

بانتظار ان تبدأ حركة «حماس» واسرائيل بعد شهر، مفاوضات غير مباشرة عبر مصر حول مطالب كل منهما من الآخر لتثبيت اتفاق وقف اطلاق النار الذي ابرم قبل يومين، ثمة اسئلة كثيرة عن الأسباب التي دفعت الطرفين الى القبول بالمبادرة المصرية رغم رفض احدهما او كليهما محاولات مماثلة خلال اسابيع القتال السبعة.

وبعيداً من استغلال «حماس» السياسي والاعلامي للتظاهرات التي انطلقت في غزة ليل اعلان الاتفاق، فإن معظم الغزيين انما خرجوا الى الشوارع لإبداء فرحتهم بانتهاء الحرب وتوقف التهديد بالموت، ولحاجتهم الى التنفس والتنفيس، من دون ان يلمسوا «المكاسب» التي تقول الحركة الاسلامية التي تحكمهم انها حققتها، و «الانتصار» الذي تؤكد انها انجزته.

واذا كانت اسرائيل بنت عقيدتها السياسية والعسكرية على مفهوم «الاقلية المهددة بالإبادة» التي تجهد في «الدفاع» عن نفسها، وارتكبت تحت هذا العنوان أبشع المجازر في حروبها مع الدول العربية مجتمعة ومنفردة، واستغلت الى اقصى حد شعور الغرب بالذنب ازاء اليهود بعد الحرب العالمية الثانية لتحول نفسها قلعة عسكرية حصينة، وتجعل من كل اسرائيلي «عملة نادرة» لا يمكن التفريط بها، فإنه ليس مفهوماً لماذا تستسهل «حماس» التضحية بمواطني القطاع وتعتبرهم ارقاماً في سجل «انجازاتها» تسعى الى تكبيرها ما امكن.

وبكلام آخر، كيف يتحول مقتل 64 جندياً وثلاثة مدنيين اسرائيليين وجرح بضع عشرات الى «هزيمة» بينما يتحول مقتل 2200 فلسطيني وجرح عشرة آلاف وتشريد نصف مليون الى «انتصار»؟ وما هو المعيار الذي تعتمده قيادة «حماس» لتبرر في كل مرة حرباً تدمر نصف غزة؟ هل دم الفلسطيني ارخص؟ وهل يستحق فتح المعابر وتوسيع رقعة الصيد البحري كل هذه التضحيات؟ ألم يكن ممكناً الوصول الى هذه النتيجة عبر مفاوضات سلمية تنطلق من مبدأ واقعي يعترف بأن هناك عدواً لا يمكن في الوقت الحاضر لأسباب عديدة التغلب عليه بالوسائل العسكرية ولا بد من مساومته؟

وإذا كانت «حماس» تمسكت كما تقول بخيار النضال المسلح وانتقدت سلوك السلطة الوطنية الفلسطينية طريق السلام، قبل ان تبعدها عن القطاع وتستهلك في ردحها كل ما يخطر في البال من حجج وشتائم، فلتقل لنا ماذا حققت من خيارها، ولماذا قررت قبول الهدنة اذاً؟ أليس قرار القتال نهائياً ولا حياد عنه؟ فإذا لم يكن كذلك، فلماذا بدأت الحركة الحرب أصلاً؟

عندما قرر الراحل ياسر عرفات في 1982 الخروج من بيروت التي يحاصرها الجيش الاسرائيلي، انما فعل ذلك بعدما ابلغته القوى السياسية اللبنانية الداعمة للمقاومة الفلسطينية في غرب بيروت آنذاك، اقتناعها بأن التمسك بإبقاء قوات منظمة التحرير فيها سينتهي لاحقاً الى النتيجة نفسها، أي الخروج، لكن بعدما يكون تسبب في تدمير ما تبقى من العاصمة اللبنانية، وانه لا بد من تجنيب بيروت هذا المصير بعدما بدأ الطيران الاسرائيلي تنفيذ خطة جهنمية تقوم على تقسيم المدينة الى مربعات وتدميرها واحداً تلو الآخر.

والارجح ان اسرائيل اعتمدت التكتيك نفسه في حرب غزة الاخيرة هذه، وان «حماس» فهمت الرسالة بعدما بدأ طيران العدو في استهداف الابراج السكنية في المدينة التي شن عليها نحو خمسة آلاف غارة اسفرت عن تدمير اكثر من 17 ألف مبنى سكني و216 مدرسة و170 مسجداً. وهي حصيلة هائلة اذا ما قورنت بمساحة القطاع وقدرته على استيعاب الذين باتوا بلا مأوى، وحصيلة خطيرة لناحية تهديدها نفوذ الحركة التي لم تستطع ان تعد اهل غزة بأي مخرج يقيهم المزيد من المعاناة. ورغم ذلك لا تزال «حماس» المثخنة تتحدث عن «الانتصار» الموهوم، في دفاع أخرق مملّ عن سياستها الفاشلة.

 

احتواء «داعش» لا يكون إلا بالحصار والقصف الجوي!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط

الدعوات للقضاء على «داعش» تأتي من كل الاتجاهات. تسريبات عن اتصالات على أعلى المستويات تجري للتنسيق عسكريا. حماسة فرنسية لدعوة إلى عقد مؤتمر دولي حول الإرهاب. البحث في إرسال قوات برية، أو تدريب قوات محلية.. لكن من سيضع الجرس حول عنق القط؟

تقول القصة إن جمعا من الفئران جلس وتشاور ليعالج مشكلته مع القط، وجاء بفكرة «جهنمية» وهي وضع جرس حول عنقه، بحيث كلما سار القط يرن الجرس فتهرب الفئران. فرح الجميع بهذه الاستراتيجية المثلى، لكن بقي السؤال: من الذي سيضع الجرس حول عنق القط؟

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة ستواصل القيام بما يتوجب عليها لحماية شعبها، لكنه لم يعلن عن أي خطط لتوسيع العمليات العسكرية ضد «داعش». وقال بن رودز مسؤول الأمن القومي الأميركي: إذا هاجمتم أميركيا سنهاجمكم أينما تكونوا.

ضباط عسكريون أميركيون اقترحوا توسيع العمليات، في حين أن الغارات الجوية ضد «داعش» حتى الآن كان هدفها منع ارتكاب مجازر ضد الأقليات، وحماية المصالح الأميركية. واقترح الجنرال المتقاعد بيتر منصور أن العملية ضد «داعش» تتطلب نشر ما بين 10 و15 ألف جندي أميركي. هذا الاقتراح لا يتماشى مع خيارات أوباما.

المشكلة حسب محدثي (خبير استراتيجي غربي)، أن «داعش» وجد بيئة حاضنة إنْ كان في جزء من العراق حيث غزا، أو في الرقة السورية حيث سيطر بالكامل. ويضيف: من أجل أن يتوقف دعم بعض السنة لـ«داعش» أو لأي حركة متطرفة أخرى، على أميركا أن تثبت أنها ليست ضد السنّة. المأساة التي لحقت بالعراق كانت بسبب نوري المالكي الذي دعمته واشنطن وطهران حتى النهاية.. نهاية العراق! هذا الدعم غير المشروط يجب أن يتوقف مع حيدر عبادي رئيس الوزراء الجديد، عندها لن يشعر هؤلاء السنة الذين يدعمون «داعش» بضرورة الاستمرار في احتضانه، «لأن أميركا إلى جانبنا».

يقول محدثي: يجب على أميركا أن تتخذ موقفا يدفع ببعض السنة إلى القول إنهم ليسوا بحاجة إلى «داعش» ولا إلى حمايته، هذا على المستوى العالي، أما على المستوى الاستراتيجي فالوضع معقد ومزرٍ. الأكراد يحتاجون إلى وقت طويل كي يصبح البيشمركة قوة عسكرية ذات فعالية.

ويضيف محدثي: الحل الوحيد الآن يكون باحتواء «داعش» ولا بد من أن يكون هناك دور للجيش المصري كما لفرق عسكرية من باكستان.

يجب منع «داعش» من تصدير النفط ويستطيع الأسطول الأميركي في الخليج القيام بهذا العمل. يبيع «داعش» النفط لتجار شرعيين، وهؤلاء يشحنون النفط بالناقلات فيصبح غير شرعي. لذلك على كل تاجر نفط غير قادر على إثبات من أين جاء بنفطه أن يتحمل مصادرة ناقلاته أو إغراقها. أما تجارة النفط البرية فتتوقف بقطع أنابيب النفط. يجب أن يتخذ قرار بعدم السماح لـ«داعش» بالاستفادة من أي قطرة نفط.

مع «داعش» يسرع العراق وسوريا في السير على طريق الدمار الشامل كما الحال مع ليبيا. قبل «داعش» كان الحديث عن تغيير حدود سايكس - بيكو. يجب الاعتراف الآن بأن الاتجاه هو إلى إزالة الدول، وبروز التجمعات المسلحة تحت أسماء مختلفة: دولة العراق زالت أو تكاد، ودولة سوريا زالت أو تكاد، ودولة ليبيا منقسمة إلى ثلاث مناطق مدمرة. قبل مئات السنين حصل هذا في أوروبا واستمرت الحروب سنوات طويلة، وهذا ما سوف يتكرر في المنطقة إذا ما استمر الوضع على حاله.

لكن، أي حل على المدى القصير؟ يجيب محدثي الخبير الاستراتيجي: حصار واحتواء وقصف متواصل بالطيران، كل دولة لديها سلاح جوي عليها أن تشارك.

أسأله: هناك دعوات أوروبية بالتحديد، للطلب من إيران المشاركة! يجيب: وما المانع، إنها مشكلتهم أيضا، ساهموا بجزء كبير منها عن طريق نوري المالكي وقاسم سليماني. لكن إذا كانت إيران تريد المشاركة للتخلص من المقاطعة الدولية، فهذا غير مقبول أبدا. «داعش» مشكلة على أبوابها، هي من يجب أن يطلب المشاركة ويسمح لها إذا أوقفت برنامجها النووي وليس العكس. «داعش» متجه نحوها، وأميركا تأتي على آخر قائمة خططه. يجب على الغرب ألا يشعر أنه بحاجة إلى إيران.

ويضيف محدثي: إيران لن تشارك، والسبب أنها لا تستطيع أن تخوض حربا مكشوفة ضد السنّة. إذا شاركت تعرف أن الأسوأ مما يحصل الآن، سيرتد عليها. إيران تقول للغرب إن من مصلحته أن تشارك في الحرب ضد «داعش» مقابل رفع الحصار عنها، وهذا لا يقبله أي منطق. الكل يعترف بوجود صراع سني - شيعي، لكن إيران ترد وتقول: أبدا.. إننا إخوة.. راقبي العمليات الانتحارية المتبادلة في العراق. لذلك على الغرب أن يُفهم إيران أن وقوفها ضد الإرهاب، من أي نوع كان، هو من مصلحتها وليس من مصلحة الغرب فقط.

يؤكد الخبير الاستراتيجي في حديثه أن الغرب لن يرسل قوات برية. أسأله: هناك من يقول إن «الصحوات» السنية في العراق عندما قاتلت «القاعدة» كان في العراق 150 ألف جندي أميركي! يعود ليؤكد أن الغرب لن يرسل إطلاقا قوات برية. سيكون هناك خبراء، ومدربون إنما ليس قوات للقتال، لذلك لا بد من الاحتواء والحصار. لكن من سيحتوي «داعش»؟ يقول: على حدود العراق والخليج يجب نشر قوات مصرية وباكستانية، ولأن الوضع في سوريا أكثر تعقيدا، والعلاقات بين الأردن وباكستان جيدة، يمكن نشر قوات أردنية تساعدها قوات باكستانية على الحدود الأردنية المتاخمة لسوريا والعراق.

ويقول: لا أحد يمكنه الآن اقتلاع «داعش»، فالأهم نشر قوات نظامية لمحاصرته، على أن تستمر الغارات الجوية بكثافة. الغارات الجوية السورية صارت صعبة، بعدما احتل «داعش» مطار «طبقة» في الرقة وفيه صواريخ «إس. إي - 6» الروسية، لكن الروس وحدهم قادرون على إبطال عمل هذه الصواريخ التي لن يستفيد منها «داعش».

أسأله: هناك أيضا حديث عن التعاون مع نظام بشار الأسد، ووزير خارجيته وليد المعلم فتح باب الشروط واسعا لذلك التعاون، يجيب: هذا ليس بالأمر المنطقي. لا أحد مستعد للتنسيق مع الأسد أو تعويمه. أحرق كل أوراقه، على العالم أن يدعم الأردن والخليج وسنّة العراق، فهم القادرون على شن هجمات ضد «داعش». إن «داعش» هو نتيجة لتجاهل السنة وإهمالهم في العراق، لكن كل هذا يحتاج إلى أشهر وأشهر من المواجهة الجادة. إن البداية تكون باتخاذ قرار حصار «داعش»، بانتظار أن يصبح البيشمركة جيشا كرديا قويا. والاعتماد على الجيشين القادرين على المساعدة: الجيش المصري والجيش الباكستاني، وتكثيف الغارات الجوية على «داعش» أينما وجدت تجمعاته. وهذه الجيوش لن تكون مهمتها المحاربة بل الحماية. الهجوم أمر مختلف طبعا، لا الأرض أرضهم، وهم لا يعرفون تضاريسها. يمكنهم الدفاع. لن يغامروا بحياتهم للهجوم على الآخرين، بل ستكون مهمتهم الدفاع عن أنفسهم وعن الآخرين. في هذه الأثناء، لو أن «حماس» تصغي إلى صوت العقل، وتتوقف عن الانصياع لإيران بتحويل القضية الفلسطينية إلى حصان طروادة إيراني. فبعدما فقدت حصانها السنّي في العراق، وكبا حصانها في سوريا، ترغب إيران في الحصان السنّي الفلسطيني فيما الوضع العربي كله ليس إلى جانب «حماس»!

 

 

مقاطعو جلسات انتخاب رئيس الجمهورية يتحمّلون مسؤولية التمديد الثاني للمجلس

اميل خوري /النهار

28 آب 2014

يدير الرئيس نبيه بري بحنكة وحكمة أزمة الانتخابات الرئاسية ومشكلة التمديد لمجلس النواب معطياً الوقت مزيداً من الوقت لمساعي إخراج لبنان من المأزق الذي وضعه فيه الأنانيون والمصلحيون والوصوليون والانتهازيون، ويرفض الخوض في الحديث عن التمديد ويسأل: "لماذا طرح التمديد لمجلس النواب ولا يزال أمامنا بعد الوقت الكافي لانجاز الاستحقاق الرئاسي؟"، مضيفاً انه "لا يزال امام انتهاء ولاية المجلس ثلاثة أشهر (20 تشرين الثاني المقبل) وهي مهلة كافية لانتخاب رئيس إذا حصل التوافق الداخلي على هذا الموضوع الملح، وأن كل يوم يمر يزيد الامور تعقيداً".

ويحاول الرئيس بري إعطاء فرصة كلما ضاعت فرصة توصلاً الى الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية لأن هذا الانتخاب هو مفتاح الحل لكل المشكلات التي تواجه البلاد، وهو يعول في التوصل الى ذلك على اتصالات النائب وليد جنبلاط وعلى مساعي البطريرك الكاردينال الراعي وعلى كل داخل او خارج يشارك حتى اللحظة الاخيرة في هذه المساعي، وظهور ملامح تقارب سعودي – ايراني يريح لبنان والمنطقة، فإذا تكللت بالنجاح يكون لبنان قد خرج من المأزق وأعاد بانتخاب رئيس الأمل إلى أبنائه والقدرة على تجاوز كل المخاطر التي تأتيه من دول المنطقة ولا سيما المجاورة له فينصرف عندئذ الى معالجة مشكلة اللاجئين السوريين إليه بوحدة موقف ورؤية مشتركة والتصدي لكل تنظيم ارهابي صفاً واحداً، وهو ما ظهر في عرسال وفي طرابلس وفي عكار حيث يعتقد هذا التنظيم انه يجد بيئة حاضنة له. وما انتصار الجيش وقوى الامن الداخلي في معاركهما ضد الاصوليين والمتطرفين الا بوحدة الداخل على اختلاف اتجاهاته ومشاربه ومذاهبه، وهي وحدة تمنع وجود مثل هذه البيئة، وما قول الشيخ نعيم قاسم نائب الامين العام لـ"حزب الله" ان الواقع اللبناني يتطلب حدا من التفاهمات التي يربح فيها الجميع والحل الوحيد هو تفاهم الاطراف المختلفة"، سوى تشجيع على ترجمة ذلك. اما اذا لم تنجح المساعي المبذولة في التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية، فإن من كانوا سبب ذلك يكونون هم المسؤولون عن التمديد لمجلس النواب، لأنه يصبح تمديداً لا بد منه وتفرضه الضرورة القصوى، وعلى من يعارض ذلك، لكسب سياسي وشعبي رخيص، ان يعطي الاولوية لانتخاب رئيس للجمهورية ولا يغيّر تسلسل الاستحقاقات ومواعيدها التي تبدأ بالرئاسة الأولى ثم بالرئاسة الثانية وتنتهي بالرئاسة الثالثة، وعلى هذا المثل تقف ركيزة الحكم والدولة ويستمر فيها الميثاق الوطني.

لذلك فليس من حق من يعرقل انتخاب رئيس للجمهورية ان يعارض او يعترض على التمديد لمجلس النواب، وهو وحده يتحمل مسؤولية اللجوء الى هذا التمديد وإن كان أبغض الحلال، وإلا فإنه يكون يخطط لإحداث فراغ شامل لا خروج منه الا بتعديل دستور الطائف وهو تعديل قد لا يمر بسلام وسط الاجواء المذهبية السائدة في المنطقة، وقد لا يتم التوصل اليه الا بعد فوضى عارمة لا يقوى وضع لبنان الهش على تحملها، فيكون شأن هؤلاء شأن من اختلفوا على اسم المولود قبل ان يولد، او يولد ميتاً... فعلى قوى 8 و14 آذار التفاهم على انتخاب رئيس للجمهورية قبل انتهاء مدة التمديد لمجلس النواب خصوصا ان الصورة باتت واضحة وهي ان لا اتفاق الا على رئيس مستقل يكون رئيس تسوية كما تم التوصل الى اتفاق على تشكيل حكومة تسوية وإلا تحمل المستمرون في عرقلة انتخاب الرئيس المسؤولية امام الله والوطن والتاريخ. والمعرقلون باتوا معروفين من كل الناس وهم نواب "حزب الله" ونواب "تكتل التغيير والاصلاح". فإذا كان هؤلاء يعرقلون انتخاب رئيس للبلاد ويرفضون تاليا التمديد لمجلس النواب ويدعون الى اجراء انتخابات نيابية على اساس قانون لا اتفاق عليه ولا الاجواء الامنية صالحة لاجرائها فإنهم يكونون يعملون على إسقاط الدولة وعلى تهديد كيان لبنان وصيغته الفريدة، في حين ان المنطق يقول بانتخاب رئيس للجمهورية تجنباً لتمديد ثانٍ لمجلس النواب وربما ثالث... وبتحويل الحكومة حكومة تصريف اعمال هذا اذا لم تنفجر من الداخل فتكتمل عندئذ حلقة الفراغ القاتل. ولا منطق أبداً في منع انتخاب رئيس للجمهورية وفي رفض التمديد لمجلس النواب وفي الابقاء على حكومة قد تنفجر من الداخل. فعلى من يرفض التمديد ان ينتخب رئيساً للجمهورية وإلا عليه القبول بتمديد تفرضه الضرورة القصوى لأن ثمة مشاريع حيوية وملحة تتطلب مصادقة المجلس عليها ومنها: قانون الاوروبوند الذي حذر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من عواقب التأخر في إقراره، وقانون الموازنة العامة. فليس إذا سوى انتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية ايلول المقبل او قبل منتصف تشرين الاول حداً أقصى ما يساعد على حل كل العقد والملفات الساخنة.

 

 

الخطر "الداعشي" يعزّز فرص التقارب السعودي - الإيراني والترجمة الأوّلية عودة التواصل بين "المستقبل" و"حزب الله"

سابين عويس/النهار

28 آب 2014

بقطع النظر عما اذا كان البيان الصادر عن تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق وسوريا - داعش" مفبركاً وغير جدي كما وصفه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، فان التهديدات التي أوردها في حق العسكريين الذين يحتجزهم، معرضاً حياتهم وسلامتهم للخطر، تستدعي عدم الاستخفاف بها والتعامل معها بالجدية والحسم المطلوبين، خصوصا أنها تشكل اعترافاً صريحاً للتنظيم بمسؤولياته وانخراطه المباشر في الحرب على عرسال وتمدده داخل الاراضي اللبنانية.

لا تتوقف مخاطر التهديد "الداعشي" عند هذا الحد، بل تتجاوزه لتطرح اسئلة جدية حول مستوى التعامل الرسمي مع هذا الخطر الذي لم يعد يقتصر على الساحة السورية بل أصبح في عمق الساحة اللبنانية التي تعيش حالاً من الفراغ القاتل لا تملأه الحركة السياسية الداخلية او المبادرات الهادفة الى خرق الجمود الحاصل.

وفي حين يقلل المسؤولون اللبنانيون من المخاطر المترتبة عن هذا التمدد في اتجاه لبنان، بدا أن تنامي النفوذ "الداعشي" في المنطقة قد دفع الى تعجيل التواصل بين المملكة العربية السعودية وايران حيث شكلت زيارة مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبد اللهيان الى جدة ولقاؤه وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل خطوة متقدمة نحو خرق القطيعة القائمة بين البلدين، بما يمهد لخطوات أكثر تقدماً خصوصا أن موضوع البحث الاساسي الذي أعلن عنه تمثل في مواجهة التطرف والارهاب، على خلفية التمدد "الداعشي"، باعتبار أن هذا الخطر وسّع الشرخ بين المملكة وايران، وقد جاءت خطوة اطاحة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي بقبول ايراني لتعيد العمل على تضييق الشرخ.

وفي رأي مصادر سياسية مراقبة أن طهران اوفدت عبد اللهيان في خطوة جس نبض تتوج بلقاء مرتقب بين الفيصل ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف طال انتظاره منذ اعلان الاخير عزمه على زيارة المملكة عقب انتخاب الرئيس حسن روحاني واعلانه سياسة انفتاحية على دول المنطقة.

وتولي المصادر السياسية أهمية لأي تقارب سعودي - ايراني لما سيكون له من انعكاسات على الساحة اللبنانية المتأثرة بشكل مباشر بالصراع القائم بين البلدين.

وتتوقع المصادر أن يترجم مثل هذا التقارب، اذا حصل قريباً، تحريكاً للملفات اللبنانية والاستحقاقات العالقة.

وتقول انه مثلما بادرت المملكة الى تقديم الدعم المالي الى الجيش وتكليف الرئيس سعد الحريري آلية صرفه مع المسؤولين اللبنانيين، ينتظر أن يكون لايران مبادرة في اتجاه حلفائها في لبنان.

وتؤكد المصادر أن من شأن أي مبادرة ايرانية اليوم أن تنسحب تقاربا على المستوى المحلي بين تيار "المستقبل" بقيادة الحريري وبين "حزب الله" بقيادة امينه العام السيد حسن نصر الله.

ويعزز هذا التوجه معلومات ترددت عن نتائج محادثات الحريري الاخيرة في بيروت والذي خرجت بعض القيادات السياسية منها بخلاصة أن الحريري قد وضع مسألة سلاح "حزب الله" جانبا تمهيداً لحوار ثنائي يجمع بينه وبين نصر الله.

وتقلل اوساط "مستقبلية" صحة هذا الكلام من دون أن تقلل من أهمية استعادة الحرارة بين الجانبين، كاشفة عن مبادرة يسعى اليها رئيس المجلس نبيه بري في هذا الاتجاه، خصوصا وأن الجانبين يعيان أهمية عودة التواصل في ما بينهما لتنفيس الاحتقان المذهبي وسحب البساط من تحت التمدد الاصولي الذي بلغ أوجه ويكاد يطيح كل أوجه الاعتدال في لبنان. كما ان هذا التوجه يصب في اطار التوجه الخارجي الرامي الى قيام تحالف اقليمي ودولي لمواجهة الحالة "الداعشية" ووأدها قبل تطورها أكثر.

وتضع المصادر الجهود المبذولة حالياً لتحريك الهبة السعودية ووضعها موضع التنفيذ ضمن هذا السياق وذلك من أجل توفير الحد الاقصى الممكن من الدعم للجيش في الظروف الراهنة وفي اطار احتواء أزمة العسكريين المختطفين والتي تهدد اذا طالت أكثر أو اذا نفذت المجموعات الداعشية في لبنان تهديداتها بقتل واحد من هؤلاء كل 3 أيام، بتفجير الوضع مجددا في عرسال، خصوصا أنه تسجل حاليا حالة ذعر لدى اهالي البلدة من عودة حركة المسلحين بما يؤشر الى تحرك النار تحت رماد التهدئة الهشة هناك.

 

 

المرونة الطارئة لـ"حزب الله" موضع جدل لماذا لا "تمتحنها" 14 آذار بملفّات حيوية؟

روزانا بومنصف/النهار

28 آب 2014

أطلق المسؤولون في "حزب الله" في الآونة الأخيرة مواقف سياسية خارجة عن السياق المعهود لخطاب الحزب تعتبر مرنة، وتتسم بالدعوة الى الحوار وبدت بالنسبة الى مراقبين منسجمة أكثر فأكثر مع المواقف التي تعبر عنها طهران منذ تخليها عن نوري المالكي في العراق أو على خطاها وتجد تبريراتها أو تفسيراتها في ما يحصل إقليمياً مع ايران في الدرجة الأولى ومن جانبها أيضا في اتجاه المملكة السعودية. اذ مما لا شك فيه أن ايران تضع مسؤولي "حزب الله" في اطار توجهاتها للمرحلة المقبلة بما يسمح للحزب بالتحرك من ضمن مبادرات استباقية يبرز فيها مقداماً على الساحة السياسية. وهناك آراء متناقضة في تقويم المواقف الايرانية الجديدة واستتتباعاً مواقف "حزب الله"، التي يرى البعض أنها تعكس تراجعاً على ضوء معلومات غير مؤكدة تتحدث عن استعدادات لدى الحزب لترك بعض المناطق التي سيطر عليها في سوريا، فيما يراها البعض الآخر تعزيزاً للمنطق الذي روّجه حول انخراطه في الحرب السورية مع التحالف الدولي الذي بدأ يتشكل في العراق من أجل مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية.

لكن هذه المواقف التي كان آخر من عبر عنها نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم من خلال تقديمه "النصح لجماعة 14 آذار لأن يقدموا رؤية سياسية للحوار مع الحزب"، لم تحظ بردّ علني من الأفرقاء السياسيين خصوصاً في قوى 14 آذار حتى الآن وإن كانت حظيت بانتباههم.

هل هذه الدعوات جدية؟

ثمّة قدر كبير من الحذر وعدم الثقة يطبع مواقف الأفرقاء السياسيين وغني عن القول أن هناك عدم ارتياح يثيره خطاب الحزب الاستعلائي ولو في معرض محاولة الايحاء بمد اليد للحوار أو مد يده للحوار فعلاً. لكن أياً تكن الأسباب الاقليمية أكانت تتصل بايران أو بما آل اليه الوضع في العراق، وأيضا في القلمون وعلى الحدود مع سوريا، فإن هذه المواقف يراها المراقبون ايجابية وينبغي أن تضعها قوى 14 آذار قيد الامتحان بحيث تتلقف هذه الدعوات المتكررة من أجل حشر الحزب في مواضيع مهمة وحيوية بدت ملحّة في الآونة الاخيرة، خصوصاً على الصعيد الأمني حيث الحجم الكبير من انعدام الثقة، خصوصاً في موضوع عودة قرية الطفيل الى الواجهة في الأسبوعين الأخيرين أو في إزالة الكثير مما هو عالق ومحتقن في موضوع عرسال ومحيطها، على سبيل المثال لا الحصر. فهذه مواضيع يهم قوى 14 آذار وتحديداً تيار المستقبل مناقشتها وتخفيف ما يحوطها من ملابسات، نظراً الى ما يمكن أن يترتب على ذلك من ايجابيات.

بعض المعلومات أفاد عن تحضيرات لدى البعض في فريق 14 آذار من أجل اقتراح رؤية تتصل بموضوع انتخابات رئاسة الجمهورية تحديداً، باعتباره الاشكالية الأكبر على الصعيد السياسي والذي يمكن أن يخفف من وطأة التوتر ويوحي بالاطمئنان. فهناك اقتراحات محتملة من نوع إبداء الاستعداد مثلاً للتخلي عن الترشيحات الحزبية والانفتاح على مرشح توافقي يلتقي بعض المراجع أو الأفرقاء السياسيين على مواصفاته العامة، والتي يمكن أن تختصر بمضمون أن يكون مرشحاً لا يستفّز أحداً. وهذا يعني أيضاً ألا يستفز "حزب الله". إلا أن المعلومات تحدثت عن عدم بحث الاستعدادات لهذه المقاربة في ما بين قوى 14 آذار حتى الآن، ولن يصار الى تقديم أي اقتراحات من دون أن يكون نقاش أساسي مع القوى المسيحية في هذا الفريق، ما يفيد بالنسبة الى المراقبين أن هناك استعداداً مبدئياً على الأقل بين الأفرقاء غير المسيحيين من ضفتي قوى 14 و8 من أجل محاولة التلاقي في موضوع انتخابات الرئاسة مع إدراك الجميع أن لا شيء ممكناً على هذا الصعيد من دون موافقة الأفرقاء المسيحيين. إلا أنه يتعين على المسيحيين في قوى 8 و14 آذار قراءة ما يجري من زاوية أن الانفتاح الاقليمي والتقارب المحتمل بين ايران والمملكة السعودية على ضوء التطورات التي أطلقتها تطورات العراق ودينامية مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية، سيحتم انعكاسات ايجابية على لبنان ما قد يجعل صعباً على كل من "حزب الله" وتيار المستقبل عدم ملاقاة التوجهات الجديدة كل من جانبه. ومن هذه الزاوية بالذات أهمية وضرورة استباق الخطوات المحتملة بالنسبة الى الافرقاء المسيحيين، ومواكبتها بما يناسب مصلحتهم ايضاً والتي يفترض أن يكونوا قد بدأوا بقراءاتها كما يقول المراقبون بعودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت، باعتبار أن هذه العودة تشكّل مؤشراً لا يجوز تجاهل ابعاده انسجاما مع الاسباب المباشرة التي قدّمت لعودته وبعيداً منها في الوقت نفسه.

كما يتعيّن على هؤلاء أن يكونوا شركاء في حوار انطلاقا من أن فريق 14 آذار لا يستطيع أن يترك كرة الحوار في ملعبه من دون إعادتها أو الردّ عليها بما يلزم، خصوصاً اذا كان هذا الردّ ينحصر في أولوية أساسية تتعلّق بعامل يهتم به المسيحيون قبل سواهم وأكثر من سواهم، أي ملء الشغور في موقع الرئاسة الاولى. فمع أن هناك عوامل عرقلة داخلية معروفة للانتخابات الرئاسية فقد كانت هناك دوما أسباب تخفيفية تتصل بالعوامل الاقليمية التي حين تختفي من الواجهة تصبح الكرة كلياً في ملعب الأفرقاء المسيحيين، بل في ملعب بعضهم دون سائر الآخرين. فهل يستطيع هؤلاء تحملها والاستمرار في العرقلة؟

 

مكافحة «إرهاب داعش» تكون عبر دول عربية لا إيران

المستقبل/ربى كبّارة

بعد صدور القرار الدولي أطلقت الولايات المتحدة عملية استدراج عروض لمكونات التحالف الإقليمي الدولي المزمع تشكيله لمواجهة التطرف السني الذي جسّده تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام« «داعش» وتنظيمات مشابهة له من «النصرة» ومثيلاتها. وتقدم هذا الاهتمام الى واجهة الحياة الأميركية دافعاً الاهتمام بالنووي الإيراني الى خلفية المشهد.

ويؤكد متابع لبناني لتفاصيل كواليس السياسة الأميركية التي تُرسم في واشنطن أن الحديث عن المفاوضات مع إيران، سواء في وسائل الإعلام أو في حلقات النقاش، تراجع كثيراً منذ أن اجتاح «داعش« بسرعة قياسية الموصل العراقية فهجّر المسيحيين ولاحقاً الازيدين، موضحاً أن بقاء هذا الملف على قيد الحياة يرتبط بنشاط اللوبي اليهودي الذي يحصر اهتمامه بإنجازه مهملاً سائر الصرعات في المنطقة. وكذلك سقطت المفاهيم التي نادى الرئيس الأميركي باراك أوباما بضرورة تحققها في سنواته الأولى من مثل المصالحة وسحب عسكره والتركيز على الإنماء وبات الأمر يقتصر لديه على عنوان وحيد يختصر بمكافحة «الإرهاب السني» متناسياً فعلياً إمكانية وجود «إرهاب شيعي» قد تمارسه إيران أو يمارسه بوضوح حليفها بشار الأسد بحق شعبه السوري.

ويلفت المصدر الى خلافات في الرؤية بين مراكز القرار الأميركي، مشدداً على أن الخيار الأخير يكون حصراً بيد الرئيس باراك أوباما الذي أطلق عملية استدراج عروض للدول المحتمل مشاركتها في التحالف، في حين أن أجواء وزارة الخارجية والبنتاغون تميل الى تبلور لوبي يضم كبرى الدول السنية في المنطقة مثل مصر والسعودية والإمارات أسوة بما مارسته الولايات المتحدة الأميركية عند مواجهتها تنظيم «القاعدة». ويلفت المصدر الى أن البنتاغون لم يعارض التفاوض مع إيران للقضاء على «داعش» في العراق بسبب الاستثمارات الأميركية الكبيرة هناك. لكن التعاون مع الجمهورية الإسلامية للقضاء على «داعش« في سوريا لم يصدر قرار بشأنه بعد وما زال الأمر في مرحلة جس النبض وإطلاق بالونات اختبار. ويخشى المصدر هذا الخيار، على قلة حظوظ نجاحه، لما سيكون له من انعكاسات سلبية على لبنان وسوريا.

فأوباما يفضل مكافحة الإرهاب عن طريق ضربات جوية محدودة إنما خصوصاً عن طريق شركاء في المنطقة. ويلفت المصدر الى أن الخطورة تكمن في اختيار الشركاء الذين قد تكون إيران من بينهم. فثمة معلومات يجري تداولها عن اتصالات مخابراتية بالأنظمة من مثل إحداثيات عن «داعش» أرسلها الأميركيون لبشار الأسد عبر بغداد أو موسكو وتجلت مثلاً في الضربات الجوية الكثيفة والناجحة التي نفذها الطيران السوري بعد إلغاء «داعش» الحدود بين سوريا والعراق في مناطق انتشارها. وكذلك الحديث عن إنشاء صناديق دعم آخرها صندوق بخمسة مليارات دولار لدعم الشركاء في محاربة الإرهاب من دون أن تُعرف بعد هوية هؤلاء الشركاء.

وبالاستناد الى إيران وروسيا سارع نظام بشار الأسد لتقديم أوراق اعتماده لتحالف لم يولد بعد. وأعرب بلسان وزير خارجيته وليد المعلم عن كامل استعداده لضرب «داعش« واخواته متناسياً أن للدول، وللولايات المتحدة خصوصاً، ذاكرة تحتوي تفاصيل الجهود التي بذلها من أجل توسّع «داعش« بهدف ابتزاز العالم، كما سبق له أن فعل، عندما اختصر الثورة السورية بـ»مؤامرة خارجية» وبمجرد «إرهابيين» انفتحت لهم الحدود بسبب تقاعس المجتمع الدولي عن نصرة ثوار أمضوا الشهور الأولى بالهتاف «سلمية، سلمية».

وفي إطار استدراج العروض يضع المصدر مثلاً خطاب العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز قبل أسابيع قليلة ومطالبته العلماء وقادة الرأي بـ«أن يقفوا في وجه من يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف والكراهية والإرهاب«، كما يدرج في الإطار نفسه الكلام عن ضربات جوية مصرية وإماراتية لمتشددي ليبيا، وإن نفتها نفياً خجولاً المصادر الرسمية.