المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 آب/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 29 و30 أب/14

مبادرة 14 آذار في مواجهة عون أو لا أحد/أسعد بشارة/30 آب/14

المسيحيون والإرهاب في لقاء سيدة الجبل/باسكال بطرس/30 آب/14

حزب الله يفشل في جر الجيش اللبناني إلى مذبحة في عرسال/حميد غريافي/30 آب/14

الأسد ومعركته الأخيرة في لبنان/محمد سلام/30 آب/14

مع الثورة في سوريا ومع الجيش في لبنان/علي حماده/30 آب/14

حماس وفنّ الاحتفال بالهزيمة/خيرالله خيرالله/30 آب/14

هل تعلم قطر أن وحش الإرهاب يأكل أولاً من يرعاه/السياسة/30 آب/14

عربة أوباما وحصان داعش/الياس حرفوش/30 آب/14

البغدادي وإمبراطورية الوهم/أسامة مصالحة/30 آب/14

هولاند: لا خيار بين البربريتين/أسعد حيدر/30 آب/14

عندما لا يستوعب حزب الله جدّ التسلّح/كارلا خطار/30 آب/14

أوباما.. وأيزنهاور/علي نون/30 آب/14

تقرير خطير عن سليماني: اللواء الإيراني الذي يحكم العراق سرا/صحيفة ينبع نيوز/30 آب/14

حزب سليماني يُحاكٍمُ الجيشَ اللبناني/بول شاوول/30 آب/13

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانيةرسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس/الفصل 03/01-09/الأيام الأخيرة

*فمن يعرف أن يعمل الخير ولا يعمله يخطئ

*بالصوت/فورماتMP3/قراءة إيمانية للياس بجاني في قول القديس يعقوب: فمن يعرف أن يعمل الخير ولا يعمله يخطئ/29 آب/14

*بالصوت/فورماتWMA/قراءة إيمانية للياس بجاني في قول القديس يعقوب: فمن يعرف أن يعمل الخير ولا يعمله يخطئ/29 آب/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*فمن يعرف أن يعمل الخير ولا يعمله يخطئ/الياس بجاني

*مانشيت جريدة الجمهورية: مخاوف جدّية من خطورة الوضع ومصير المخطوفين إلى الواجهة

*المسيحيون والإرهاب في لقاء سيدة الجبل

*باسكال بطرس/جريدة الجمهوريةLمبادرة 14 آذار في مواجهة عون أو لا أحدLأسعد بشارة/جريدة الجمهورية/

*مع الثورة في سوريا ومع الجيش في لبنانLعلي حماده/النهار

*قتيلان لحزب الله في سوريا

*المشنوق في تصريح خطير : عرسال بلدة محتلة !

*هذا ما كشفته زوجة العريف الاسير بيار جعجع عن دور مخابرات الجيش في منع التواصل بين الأسرى وأهلهم

*الجيش اللبناني يتسلم أسلحة وذخائر من الولايات المتحدة

*حتى لا يكون المسؤولون عندنا الوجه الآخر لداعش: أيتها الحكومة إنقذي جنودنا ولا تخافي من لوم من يفاوض إسرائيل لانقاذ معتقليه

*سلام عرض مع سفير قطر التطورات في لبنان والمنطقة والتقى رئيس نقابة القصابين

*سلام عرض التطورات مع مفتي الجمهورية المنتخب ولحام ويرعى المؤتمر السنوي لاتحاد المصارف العربية المقرر في بيروت

*أطراف مسيحية في “8 و14 آذار” تتسلح خوفاً من “داعش”

*لقاء سيدة الجبل في Le Gabriel الاحد

*بالفيديو.. تأكيد نبأ إعدام الجندي اللبناني على يد "داعش"

*إليكم الشخصية التي يدعمها جنبلاط للوصول الى الرئاسة.. بعيداً عن مرشحه حلو

*سليمان: كيف لسوريا أن تساعدنا في حين هي بحاجة إلى 'حزب الله” اللبناني لمساعدتها؟

*الاحرار: للوقوف في وجه المجموعات المنتهكة للسيادة والخارقة للقوانين

*زهرا: انتخاب الرئيس واجب وضبط الحدود مسؤولية القوى الأمنية اللبنانية

*أحمد فتفت لـ”السياسة”: ننتظر تغييراً في ستراتيجية “حزب الله” للتفاهم معه

*ابرز مقررات جلسة مجلس الوزراء:الموافقة على مشروع مرسوم تثبيت الافادات المدرسية ونقل اعتمادات الى بعض الإدارات العامة

*النابلسي : لولا المقاومة لكنا اليوم وسط طوفان من الدم

*فضل الله: للوقوف صفا واحدا في وجه خطر يستهدف الجميع

*علماء صور: ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة تحمي الحدود وتمنع الفتنة

*وسيلة تعذيب تعتمدها "داعش"

*عدد اللاجئين السوريين يصل إلى ثلاثة ملايين شخص

*بان ندد بمجازر داعش بحق المدنين شمال العراق

*عقوبات أميركية جديدة على إيران

*الأسد ومعركته الأخيرة ... في لبنانLمحمد سلام

*طران جورج بو جوده: الخطيئة الكبرى في إهمالنا لمسؤولياتنا وعدم جرأتنا بقول الحقيقة

*الهجوم الاسرائيلي على غزة بالارقام

*حماس وفنّ الاحتفال بالهزيمةLخيرالله خيرالله/ميدل ايست أونلاين

*هل تعلم قطر أن وحش الإرهاب يأكل أولاً من يرعاه؟

*“حزب الله” يفشل في جر الجيش اللبناني إلى مذبحة في عرسالLحميد غريافي/السياسة

*عربة أوباما وحصان داعشLالياس حرفوش/الحياة

*البغدادي وإمبراطورية الوهمLأسامة مصالحة/الحياة

*هولاند: لا خيار بين البربريتينLأسعد حيدر/المستقبل

*عندما لا يستوعب حزب الله «جدّ» التسلّح/كارلا خطار/المستقبل

*أوباما.. وأيزنهاور/علي نون/المستقبل

*حزب سليماني «يُحاكٍمُ» الجيشَ اللبناني/بول شاوول/المستقبل

*تقرير خطير عن سليماني: اللواء الإيراني الذي يحكم العراق سرا/الغارديان

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانيةرسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس/الفصل 03/01-09/الأيام الأخيرة

واعلم أن أزمنة صعبة ستجيء في الأيام الأخيرة، يكون الناس فيها أنانيين جشعين متعجرفين متكبرين شتامين، لا يطيعون والديهم، ناكري الجميل فاسقين، لا رأفة لهم ولا عهد، نمامين متهورين شرسين أعداء الخير، خائنين وقحين، أعمتهم الكبرياء، يفضلون الملذات على الله، متمسكين بقشور التقوى رافضين جوهرها. فابتعد عن هؤلاء الناس . ومنهم من يتسللون إلى البيوت ويغوون نساء ضعيفات مثقلات بالخطايا، منقادات لكل أنواع الشهوات،يتعلمن دائما ولا يمكنهن معرفة الحق أبدا. وكما أن ينيس ويمبريس قاوما موسى، كذلك هؤلاء أيضا يقاومون الحق. هم أناس عقولهم فاسدة لا يصلحون للإيمان، ولكنهم لن يتوصلوا إلى شيء لأن حماقتهم ستنكشف لجميع الناس كما انكشفت حماقة ينيس ويمبريس.

 

فمن يعرف أن يعمل الخير ولا يعمله يخطئ

بالصوت/فورماتMP3/قراءة إيمانية للياس بجاني في قول القديس يعقوب: فمن يعرف أن يعمل الخير ولا يعمله يخطئ/29 آب/14

بالصوت/فورماتWMA/قراءة إيمانية للياس بجاني في قول القديس يعقوب: فمن يعرف أن يعمل الخير ولا يعمله يخطئ/29 آب/14

نشرة الاخبار باللغة العربية

نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

 

فمن يعرف أن يعمل الخير ولا يعمله يخطئ

الياس بجاني

29 آب/14

إن القيام بمساعدة الغير الذي هو بحاجة إلى مساعدة عمل انساني وإيماني وأخلاقي من واجب كل انسان يخاف الله وقادر أن يقوم به بفرح وسعادة واندفاع دون تردد أو حسابات انانية، والأهم دون الغرق في عبادة ثروات الأرض من مال ونفوذ وممتلكات التي هي كلها ترابية ولن يأخذ منها أي شيء معه إلى العالم الآخر يوم يستعيد الرب أبيه منه وديعته التي هي الحياة، أي الروح.

إن المساعدة أي مد يد العون للمحتاج عمل يبين مدى فهمنا لواجباتنا الربانية، ومدى شعورنا بأخوة كل محتاج، ومدى قدرتنا على ربط الإيمان بالأفعال، لأن الإيمان دون اعمال هو إيمان ميت تماماً كالجسد بلا روح. يعلمنا الكتاب المقدس أن من بمقدوره أن يساعد ولا يفعل هو تماماً كصاحب تلك الوزنة الذي لم يستثمرها فغضب منه سيده وأمر برميه في نار جهنم حيث الكاء وصريف الأسنان كما جاء في مثل الوزنات. (متى25/14حتى30)

إن المساعدة واجب وهي من المفترض أن تأتي من كل قادر على القيام بها، ومن بمقدوره أن يساعد ولا يفعل يرتكب الخطيئة لأنه امتنع عن استثمار وزناته التي هي نّعم من الله وليست ملكه.

ليس من فضل لمن يساعد غيره المحتاج لأن كل ما يملكه الانسان هو عطاءات ونعم ومواهب من الله وقد جاء في الكتاب المقدس على لسان السيد المسيح وهو يرسل تلاميذه لعمل البشارة (متى10/08): "مجانا أخذتم، مجانا أعطوا".

القديس يعقوب في رسالته يشدد على ضرورة عمل الخير، أي مساعدة المحتاج ويحذر بشدة كل من بمقدوره أن يساعد ولا يفقل.

(يعقوب/04/13حتى17/: "ويا أيها الذين يقولون: سنذهب اليوم أو غدا إلى هذه المدينة أو تلك، فنقيم سنة نتاجر ونربح، أنتم لا تعرفون شيئا عن الغد. فما هي حياتكم؟ أنتم بخار يظهر قليلا ثم يختفي. لذلك يجب أن تقولوا: إن شاء الله، نعيش ونعمل هذا أو ذاك! ولكنكم الآن تباهون بتكبركم، ومثل هذه المباهاة شر كلها. فمن يعرف أن يعمل الخير ولا يعمله يخطئ".

في المفهوم الإنجيلي إن كل مريض ومنبوذ وجائع ومعذب ومشرد وسجين ومظلوم ومضطهد ومعاق هو يسوع المسيح نفسه، ومن بمقدوره أن يمد يد العون لأي من هؤلاء ويمتنع، إنما يمتنع عن مساعدة المسيح نفسه وهو سوف يحاسب على افعاله هذه يوم الحساب الأخير.

على كل انسان يمتنع عن مساعدة المحتاج وهو بمقدوره أن يساعد أن يتذكر دائماً أن الله لم يبخل على الانسان بشيء ولم يتركه أو يتخلى عنه، بل تجسد وتأنس وتعذب ومات على الصليب وقام من بين الأموات ليعتقه من نير عبودية الخطيئة الأصلية وليرفعه من مرتبة الإنسان العتيق إلى مرتبة الإنسان الجديد المعمد بالماء والروح القدس.

فلنصلي من أجل أن نكون دائماً أصحاب همم ونمد يد العون لمن هو بحاجة لمساعدتنا.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

29 آب/14

 

مانشيت جريدة الجمهورية: مخاوف جدّية من خطورة الوضع ومصير المخطوفين إلى الواجهة

جريدة الجمهورية السبت 30 آب/14

فيما التصدّي للإرهاب لا يزال عنوان الحركة الخارجية، رسمَ رئيس الحكومة تمّام سلام صورةً قاتمة للوضع من خلال كشفِه لـ»الجمهورية» أنّ «المعطيات المتوافرة لدى المراجع العسكرية ليست مريحة، لا بل مقلِقة». وقد تماهى موقفه مع ما كان أعلنَه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من أنّ «الوضع في عرسال قنبلة موقوتة جاهزة دائماً للانفجار». هذا في المواقف، أمّا ميدانياً فالتوتّر عاد إلى البلدة، ولكن هذه المرّة في أعالي جرودها لا داخلها، حيث يقف أهلها صفّاً واحداً خلف الجيش اللبناني، ويرفضون أيّ وجود مسلّح خارج إطار الشرعية اللبنانية. ومساءً نشرَ لواء «فجر الإسلام» مقطعَ فيديو للعسكريين المحتجَزين لديه يناشِدون أهلهم الضغط على الدولة للتفاوض»، فيما استمرّ مصير الرقيب علي السيّد مجهولاً، فلا تأكيدَ ولا نفيَ لمقتله. وفي السياق الأمني نفسه، وبعد الهبة السعودية دخلت الولايات المتحدة عملياً على خط تسليح الجيش، وكان لافتاً موقف السفير الأميركي ديفيد هيل الذي تحدّى فيه «الذين يقولون إنّ المساعدات الأميركية للجيش ليست متطوّرة بما فيه الكفاية»، بالقول «الجيش يحتاج بالضبط إلى ما نحن نقدّمه اليوم وما سوف نقدّمه خلال الأسابيع المقبلة». والبارز في هذا السياق إعلان «حزب الله» عن استعداد إیران لتعزیز قدرات الجیش اللبناني وتسلیحه خلال أیام فقط إذا طلبت الدولة اللبنانیة منها ذلك. وفي موازاة الملفّات الأمنية تتوجّه الأنظار إلى جلسة الثلثاء المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية والتي لا شيء يوحي بأنّها ستختلف عمّا سبقها، باستثناء إذا أبصرَت مبادرة قوى 14 آذار النور قبل هذه الجلسة.

فيما تغرق المنطقة في الفوضى، ويرتفع منسوب المخاطر الأمنية في الخارج والداخل، بسبب تزايد وتيرة نشاط الحركات الإرهابية والتكفيرية، تحدّثت باريس عن السعي إلى عقد مؤتمر دولي لبحث سُبل مواجهة خطر تنظيم «داعش»، فيما أوضح البيت الابيض أنّ واشنطن لا تعتزم رفعَ مستوى التأهّب خشية عمليات إرهابية، بينما رفعَت بريطانيا التأهّب الى درجة الخطر الشديد، تحسُّباً لوقوع اعتداءات ارهابية فيها، وعبَّر رئيس وزرائها دايفيد كاميرون عن قلقه من نيّة تنظيم «داعش» التمدّد إلى لبنان والأردن.

سلام

وفي هذه الأجواء، تحدّث سلام في دردشة مع «الجمهورية» ليل امس عن مختلف التطورات في لبنان والمنطقة، فقال ردّاً على سؤال عن مدى خطورة التطورات الأمنية ووجود مخاوف جدّية تهدّد أمن البلاد: «أكيد أنّ المعطيات المتوافرة لدى المراجع العسكرية ليست مريحة، لا بل أستطيع القول إنّها مقلقة».

لكنّه أضاف: «على رغم كلّ هذه المخاوف، فإنّ كلّ شيء يهون امام تماسكِنا الوطني، هذا التماسك هو خطّ الدفاع الأوّل عن لبنان واللبنانيين. وليس صحيحاً القول إنّ المعارك العسكرية هي التي ترسم خط الدفاع الأوّل، بل إنّ تماسكنا وتضامنَنا صفّاً واحداً وراء القوى الأمنية والعسكرية اللبنانية هو ما يضمن عدمَ تفاعلها وحصرَ نتائجها السلبية وتقليصها إلى الحدود الدنيا».

العجز السياسي

وقال سلام: «يا للأسف، الخلافات القائمة بين اللبنانيين، والعجز السياسي المتمثّل بعدم قدرتنا على مَلء الشغور الرئاسي ومعالجة قضايا أخرى مثل أزمة الكهرباء والنفايات وغيرها من القضايا المطروحة، كلّ ذلك يهدّد مناعة الجبهة الداخلية ووحدة البلاد. ولذلك، علينا القيام بكلّ ما يلزم من أجل لملمتها وتسويتها وتوحيد قوى اللبنانيين جميعها وراء ما يجب أن نقوم به من أجل قوّة لبنان وحمايته ممّا يتهدّده من أحداث الخارج».

وردّاً على سؤال عن الحراك الدولي والإقليمي الساعي الى إقامة تحالف لمواجهة إرهاب «الدولة الإسلامية» ومدى انعكاس ذلك على وضع لبنان، قال رئيس الحكومة: للجوّ الدولي حساباته ومعطياته التي تختلف عن حساباتنا الداخلية اللبنانية. ففي حساباتهم وأجوائهم يأخذون اعتبارات أخرى تتّصل بمعظمها بمصالحهم وبتقاسُم النفوذ وتوزيع الأدوار، ولذلك لهم حساباتهم ودوافعهم في كلّ قرار يأخذونه».

النازحون السوريّون

وأضاف: «لكن ما يعنينا من كلّ هذا الجوّ الدولي هو ما يوفّر مزيداً من الحماية للبنان ومصالحنا الحيوية في الأمن والاستقرار، وكلّ ما يؤدي الى الحفاظ على بلدنا وتوفير ما نحتاجه لمواجهة الاستحقاقات الداهمة على لبنان وأهمّها وأخطرها وأثقلها موضوع النازحين السوريين الذي يُلقي تبعاتٍ على لبنان واللبنانيين ليس من السهل تحمّلها على المدى البعيد.

إنّه بلا شكّ عبء عظيم، وما نحتاجه من كلّ هذا الحراك هو في تأمين دعم المجتمع الدولي الإضافي لنا، هذا الدعم الهادف الى تعزيز المجتمع اللبناني، وإلى مساعدتنا لتجاوز تداعيات هذا الواقع».

وعن المساعدات العسكرية الأميركية إلى لبنان ووصول دفعة جديدة منها، أجاب سلام: «طبعاً للأميركيين دورٌ مهم وكبير في توفير الدعم السريع والفوري والنوعي الذي تحتاجه قواتنا المسلحة، والجيش اللبناني تحديداً».

وأضاف: «لا شكّ في أنّ ما شهدناه بوصول الدفعة الأولى من الهبات الأميركية، وكما قال السفير الأميركي إنّها هبة من الشعب الأميركي، هي بالفعل بنظرنا تترجم حجمَ الدعم الأميركي للبنان، والموقف الواضح مما يجري عندنا، ولمساعدتنا على مواجهة الإرهاب ووقف كلّ ما يهدّد لبنان وأمنه ووحدته».

... إلى قطر

وكان سلام التقى أمس سفير قطر في لبنان علي بن محمد المري وبحث معه في الأوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة. وقالت مصادر معنية لـ«الجمهورية» إنّ البحث تناول التحضيرات الجارية لاحتمال ان يقوم سلام بزيارة الى قطر في وقتٍ قريب في إطار جولة خليجية.

المساعدات العسكرية

وكانت الدفعة الثانية من المساعدات العسكرية الاميركية للجيش وصلت امس، على أن يصله مزيد منها، كما أعلن هيل، متوجّهاً إلى «الذين يقولون إنّ المساعدات الأميركية للجيش ليست متطوّرة بما فيه الكفاية»، بالقول: «إذهبوا واسألوا جندياً في عرسال، أو في رياق، أو في المقرّ الرئيسي في اليرزة، أو في الأمكنة الأخرى التي لا تحصَى، حيث يعمل الجيش للحفاظ على أمن وأمان جميع اللبنانيين. والجواب الذي ستحصلون عليه من ذلك الجندي هو أنّه يحتاج بالضبط لما نحن نقدّمه اليوم وما سوف نقدّمه خلال الأسابيع المقبلة».

إلى ذلك، طلبَ وزير الخارجية جبران باسيل من السفير الأميركي «تقديم بلاده المساعدة في موضوع مكافحة الإرهاب والإرهابيين، وإعطاء المعلومات المتوافرة عنهم قضائياً ودولياً لملاحقتهم تطبيقاً للقرار 2710، ولمساعدة المدّعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لتكوين ملفات لهؤلاء الإرهابيين تمهيداً لملاحقتهم أمام العدالة الدولية».

إستعداد إيراني

في الموازاة، أعلنَ عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسین الموسوي أنّ إیران مستعدّة لتعزیز قدرات الجیش اللبناني وتسلیحه خلال أیام فقط، إذا طلبَت الدولة اللبنانیة منها ذلك. واعتبر أنّ الوعود التي يتلقّاها الجيش بتسلیحه «ما هي إلّا مزحة من بعض الدول، لأننا لم نرَ ترجمة لها علی أرض الواقع».

«حزب الله»

من جهته، اعتبر رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أنّ من حقّ الجيش «وهو يخوض معركته التاريخية والوطنية أن يحظى بأقصى دعم شعبيّ وسياسي وإعلامي ومعنوي، ومن حقّه أن يشعر بوجود كامل الغطاء لكامل المعركة، وأن يتسلح بالموقف الرسمي اللبناني قبل أن يتسلّح بأعتدة وأسلحة حربية. ومن حقّه أن يلجأ إلى كلّ شيء لتحرير المخطوفين العسكريين من أيدي العصابات التكفيرية الإجرامية». وأكّد أنّ الحزب سيبقى «حيث يجب أن يكون لحماية الوطن والأهل، وكلّ الترهيب والضغوطات الداخلية والخارجية لن تجعلنا نتخلّى عن واجباتنا تجاه حماية أهلنا والوطن، وإنّ من فخرِ المقاومة أنّ الدواعش أكثر ما يخافون في المواجهة على امتداد ساحة المواجهة هي تلك التي يخوضونها مع أبطال «حزب الله» لأنّهم جرّبوا في كلّ الساحات بأنّنا نحن أهل الحرب ونحن صنّاع الانتصارات بإذن الله».

الجيش على جهوزيته

في هذه الأثناء، حافظَ الجيش على جهوزيته لمواجهة أيّ مخطط إرهابيّ تكفيري، وكذلك على صمته حيال تأكيد أو نفي فيديو إعدام أحد عسكرييه المخطوفين. وهو اشتبكَ أمس مع مجموعة مسلّحة في وادي حميد وتمكّن من توقيف اثنين من المسلحين، هما اللبنانيان خالد أحمد أمون ومحمد رياض عزالدين، فيما فرّ المسلح الثالث، حسبما ذكر بيان قيادة الجيش. وعُلم لاحقاً أنّ امون هو المطلوب الخطير بتفخيخ سيارات والمسؤول عن تفخيخ السيارة التي انفجرَت في محطة الأيتام في الهرمل.

ملفّ المخطوفين

وفي ملف العسكريين المخطوفين، شدّد وزير الداخلية «على أنّ هذه القضية أمانة في أعناقنا»، بينما سادت حالة هلع في صفوف ذويهم، خصوصاً بعد تناقُل صوَر تُظهر ذبحَ الرقيب المخطوف علي أحمد السيّد، وأوضحَ عمُّه «أنّ هيئة علماء المسلمين» أكّدت لعائلته خبرَ استشهاده على يد المسلحين، لكنّ الهيئة أعلنَت أنها لا تستطيع أن تؤكّد أو تنفي حقيقة الصوَر المنتشرة لذبحِ الجندي، وأشارت الى أنّ موقفها يعود لتوقف المفاوضات وعدم وجود اتصال مباشر مع الجهات التي تحتجزهم. ونَشر مساء أمس لواء فجر الإسلام مقطعَ فيديو لعناصر الجيش اللبناني المحتجَزين لديه يناشدون أهلهم التحرّك والنزول الى الشارع وقطع الطرقات للضغط على الدولة للتفاوض والإفراج عنهم، وإلّا سيكون مصيرهم الذبح، وقالوا إنّ المهلة ثلاثة أيام، وناشَدوا الدولة تلبيةَ مطلب داعش بمبادلتهم بموقوفين في سجن رومية.

وكان أهالي المخطوفين قطعوا الطرقات في عكّار تضامُناً مع أبنائهم للمطالبة بالإفراج عنهم، كذلك نفّذوا اعتصامات عدّة طيلة نهار أمس، وطالبَت الكلماتُ التي ألقِيت الدولةََ بالإسراع في تحرير المخطوفين.

في الموازاة، عمَّ الغضب بلدة فنيدق العكارية مسقط رأس الرقيب الذي تردّد أنّه تمّ ذبحُه، وطلبَت الفاعليات فيها من الحكومة ومن قيادة الجيش العملَ الجدّي على تأكيد أو نفي صحّة الصوَر. وحمّلت الحكومة «كامل المسؤولية بالتقصير الحاصل بحقّ الأسرى وعدم احترام كرامة أهاليهم».

الاتّحاد الأوروبي

وفي المواقف الدولية، دانَ الاتحاد الأوروبي بشدّة الهجمات الإرهابية على الجيش، مشدّداً على وجوب الإفراج عن المخطوفين فوراً. وأكّد دعمَه جهودَ لبنان، ونوَّه بتصميم السياسيين اللبنانيين على وضع حدّ للتطرف الإرهابي والعنيف، مثنياً على جهود الأجهزة الأمنية اللبنانية المشتركة في الردّ، وفي الخطوط الأمامية، على التهديدات الأمنية العديدة وعلى التحدّيات.

 

المسيحيون والإرهاب في لقاء سيدة الجبل

باسكال بطرس/جريدة الجمهورية

 السبت 30 آب 2014

غداًفي ظلّ ما يشهده لبنان والمنطقة من أحداث إرهابيّة على وقع الطبول «الداعشية»، وانطلاقاً ممّا يتعرّض له المسيحيون من اضطهاد ممنهَج، أكان في سوريا أو في العراق، تُعقَد غداً الخلوة العاشرة لـ»لقاء سيّدة الجبل» في بيروت، تمهيداً للخروج بمبادرات عمليّة للتوحّد على المستوى الوطني في مواجهة كلّ ما يُهدّد الكيان اللبناني.

اللقاء العاشر سيُعقد تحت عنوان «السلام في لبنان مسؤولية وطنية مشتركة»

تحت عنوان «السلام في لبنان مسؤولية وطنية مشتركة»، وفي خطوة لافتة هذه السنة، تُشارك قوى وشخصيات سياسية، مسيحيّة وإسلامية، في لقاء «سيدة الجبل» السنوي العاشر، لمناقشة أهمية تعزيز منطق الاعتدال في مواجهة كلّ أشكال الإرهاب وضرورة التوحّد، مسيحيّين ومسلمين، بما يُؤمّن حماية بعضنا للبعض الآخر.

«حمايتنا هي مِنّا وفينا»، يقول عضو الأمانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق سمير فرنجية لـ»الجمهورية»: «ولا يمكن تأمينها سوى من خلال التواصل مع مَن يشبّهوننا من كل الطوائف، وتحديداً المسلمين، فنحن مسؤولون في لبنان بعضنا عن بعض، ولا نحتاج الى أيّ حماية خارجية، كما يُروّج البعض انطلاقاً من نظرية اننا أقليّات وانّ المجتمع الدولي وحده يحمينا»، مؤكّداً أنّ «الأوان حان لكي نرفع الصوت في وجه كلّ من يعمل على تضخيم الواقع وتعزيز مخاوف المسيحيين بغية استغلالها لأسباب سياسية بحتة».

ويرى فرنجية أنّ «المسيحيين ليسوا وحدهم من يدفع ثمن ما يحدث في العراق أو سوريا، بل كل مواطن، مهما كان دينه وطائفته، هو ضحية هذه الحروب المدمّرة». ويضيف: «لن يحلّ السلام في لبنان إلّا عندما نتخطّى الترسيمات الطائفية التي تعود بنا أعواماً الى الوراء»، مشدداً على أن «لا بديل عن العيش المشترك، لذلك لا مفرّ من طرح شعار «الدولة المدنية»، وتأكيد أهمية هذا الشعار نتيجة لعبة السلطة والصراع عليها».

إذاً، يطمح معدّو اللقاء أن يشكّل قراءة مسيحية علمية وواقعية للمرحلة والظروف التي يمر بها لبنان والمنطقة، ولكن هذه المرة بخلفية استراتيجية تأخذ في الاعتبار كيف يمكن للمسيحيّين أن يكونوا أصحاب مشروع يساهم في الخروج من المأزق الذي يعيشه أبناء هذه المنطقة بلا استثناء أو يؤدي إليه، وليس فقط كيف يدافع المسيحي عن نفسه ووجوده.

وفي هذا الاطار، يلفت الكاتب محمد شمس الدين لـ»الجمهورية»، وهو من أبرز المشاركين في هذا اللقاء، الى «أهمية انعقاده في ظلّ كل ما يُثار، بإجماع «البروباغندا» الإعلامية، عن استهداف إرهابي إسلامي سنيّ مُركّز على الأقليات المسيحية، وهي الأطروحة البارزة التي تسعى مرجعيات محدّدة الى ترويجها اليوم بهدف إثارة التعبئة العامة».

ويعتبر أنّ «الوظيفة الأولى للقاء تكمن في دحض هذه الصورة المضخّمة وغير الواقعية ورفع الصوت عالياً لتصحيحها. أمّا الوظيفة الثانية فهي إيصال هذا الصوت إعلامياً، على أن يكون للقاء وظيفة ثالثة أساسية وهي ترجمة هذا الصوت بمبادرات عملية»، مذكّراً بـ»المؤتمرات البطريركية الثلاثة التي عقدت في البلمند، ومن ثم أربيل، وأخيراً في بكركي، وتمحورت كلّها على «سُبل حماية المسيحيين».

ويتوقف شمس الدين عند المؤتمر الذي تستضيفه نيويورك في التاسع من أيلول المقبل، في هذا السياق، ما يعني أنّ هذه الأطروحة تبلوَرت عبر 4 مؤتمرات على المستويين الاقليمي والدولي، في وقت لم يُحرّك أحد ساكناً لتفعيل مبادرة على المستوى المحلي والعربي والاغترابي والدولي، للتأكيد أنّ «الإرهاب في المنطقة لا يستهدف فريقاً معيّناً بل هدفه الجميع بلا استثناء، بصَرف النظر عن دينه وطائفته».

وإذ ينتقد شمس الدين التأخير في طرح هذا النوع من المبادرات التي اقتصرت أخيراً على افتتاح شيخ الأزهر حملته الاعلامية رسمياً ضد «داعش»، يدعو المسيحيين إلى «المبادرة في هذا الاطار، على قاعدة انّنا في لبنان، مسيحيّين ومسلمين، معنيّون في مواجهة ظاهرة الارهاب معاً، يداً بيد»، مؤكّداً أنّ «إعطاء هذه المشكلة عنواناً مسيحياً بَحتاً، لن يساهم في حلّها، إذ لا حلّ مسيحياً لمشكلة مسيحية في لبنان، بل هناك حل وطني لأيّ مشكلة، والأمر سيّان بالنسبة الى أيّ مشكلة تواجه السنّة أو الشيعة في لبنان، فهذه قاعدة عَيشنا في لبنان».

ويختم شمس الدين: «نحن اليوم في سباق بين أطروحتين، وهذا السباق يُهدّد صيغتنا اللبنانية. وبالتالي، علينا دعم صيغة «العيش المشترك» التي لطالما تغنّينا بها، ونَنفخ فيها الروح، فلا تكون مجرّد حَلّ لمشكلتنا، لأنها خيارنا الأساس، بل تؤهّلنا لأن نكون نموذجاً يُحتذى به في المنطقة كلها»، معتبراً أنّ «رسالتنا الأساس تكمن في إخراج الانسان من الارهاب الآخر المتمثّل بسياسة التهويل والتخويف، لنَبعثَ فيه أملاً حقيقياً وليس وهمياً»

 

مبادرة 14 آذار في مواجهة عون أو لا أحد

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 30 آب 2014

إعتقدَ رأس الكنيسة أنّ جَمع القادة الأربعة في بكركي، يَكفي لتأمين النصاب وانتخاب رئيس للجمهورية. لم يكن طموحه على مقدار توقّع انتخاب أحدهم، لكن كان يكفيه تأمين النصاب.

خيبة الأمل من عون ليست ناتجة من أنّه «كذب» على الكنيسة عندما تعهَّد بالنزول الى المجلس النيابي، ربّما هي خيبة أمل شخصيّة لدى البطريرك الراعي الذي اعتَقد أنّ ما كان يقوم به سَلفه البطريرك مار نصرالله بطرس صفير لم يكن كافياً، تماماً كما اعتقد أنّ حضوره الشخصي في سدّة بكركي، كفيل بفرض أمر واقع على السياسيّين، لإجبارهم على تغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة، فكان أن واجه المشكلة نفسَها التي واجهها البطريرك صفير مع عون.

تابعَت معادلة «أنا أو لا أحد» رحلتها، فوَصلت إلى الكنيسة التي وجدَت في طموح عون التعطيلي خطراً يُهدّد موقع الرئاسة، وللمرّة الأولى منذ انتخابه بطريركاً يَجد الراعي نفسَه في مواجهة مع الجنرال. عدّةُ هذه المواجهة قد تسلك في الفترة المقبلة طرقاً مختلفة. الإكليروس غير راضٍ عن التعطيل.

مؤسّسات الكنيسة الإعلامية والرعوية والتربوية ستكون منابرَ للحضّ على نزول النواب المسيحيين الى المجلس النيابي، وتحميل مسؤولية الفراغ إلى مَن يقاطع الجلسات. في المشهد الكامل للفراغ، لم تعُد معادلة «أنا أو لا أحد» في مواجهة الكنيسة والقوى السياسية، فقد باتت في مواجهة مسعى دولي وعربي يتلمَّس طريقه، في اتّجاه إجراء الانتخابات النيابية.

المسعى الذي يقوده سفراء عرب وأوروبّيون بدأ مرحلة استمزاج الأسماء. ولَيست حركة الرئيس نبيه برّي ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط إلّا محاولة التقاط إشارة على هذا الطريق. معادلة «أنا أو لا أحد» ستكون عاجلاً أم أجلاً في مأزق، و»حزب الله» لن يستطيع تحمّل أكلاف تعطيل الانتخابات الرئاسية، إلى ما شاء الله، آمِلاً تفادي إغضاب عون.

في انتظار التسوية، تُحضِّر «14 آذار» مبادرة جادّة، يمكن أن تبصر النور قريباً متى تمَّ تذليل بعض العقد الداخلية. في «14 آذار» قراءة واحدة لهذه المبادرة. المطلوب في هذه اللحظة التي تُستنفَر فيها الجهود الدولية والعربية، وفي اللحظة التي ارتفع فيها منسوب التواصل السعودي - الإيراني، أن تتقدّم «14 آذار» خطوةً إلى الأمام، من دون أن تُفرّط بمكسب ترشيح الدكتور سمير جعجع إلى الرئاسة.

إستعداد للتفاوض على اسم تسوية، ومنح فترة محدّدة لهذا التفاوض، والتمسّك بمرشح «14 آذار» في حال أفشل «حزب الله» التفاوض... عناصر ثلاثة تشكّل تعبيراً عن مبادرة في التوقيت السليم، وعن اختبار لـ»حزب الله» وحلفائه، مع العلم المسبق أنّ الحزب سيرمي المشكلة في الرابية، وسيتنصَّل من مسؤوليته عن الفراغ، واضعاً الطابة في ملعب الجنرال، الذي إذا ما تُرك على هواه فإنّ الفراغ سيمتدّ أشهراً وأعواماً.

لكنّ هذه المبادرة ستكون خطوة جديدة من «14 آذار» في اتّجاه إحراج «حزب الله»، ووضع الإصبع على الجرح، خصوصاً في ظلّ التواصل السعودي - الإيراني، الذي يُعطي الأولوية للملفّين العراقي والسوري، وفي ظلّ المطالبة الدولية للأطراف في لبنان، بتقديم تنازلات معقولة للشروع في إنتاج مبادرات تؤدّي إلى انتخاب رئيس.

كان سبقَ لجعجع أن أعلن استعداده لسحبِ ترشيحه في حال الوصول الى تسوية على اسم مقبول للرئاسة، واستكمالاً لِما قام به، تستعدّ «14 آذار» مجتمعةً لتقديم المبادرة الجديدة، التي لا يُفترَض أن تتأخّر ولادتها المنتظرة بعد تذليل بعض العقد الداخلية.

 

مع الثورة في سوريا ومع الجيش في لبنان

علي حماده/النهار

30 آب 2014

لا يقل التضخيم الإعلامي حول عرسال خطراً عن احتشاد مسلحين سوريين في محيط البلدة، واحتمال اشتعال معركة جديدة مع الجيش اللبناني. كما لا يقل الضغط على الجيش والمؤسسات الامنية من اجل التنسيق المعلن مع النظام في سوريا على الحدود المشتركة خطرا عن معركة جديدة في عرسال. فالتضخيم الاعلامي - السياسي المبرمج، والضغط الكبير لاستدراج لبنان بمؤسساته العسكرية - الامنية الى معركة مفتوحة دعما للنظام في سوريا بحجة مواجهة "الارهابيين" قائمان على قدم وساق، و"حزب الله" يحتاج الى توريط المؤسسات اللبنانية وأولها الجيش في معركة معلنة ومفتوحة من اجل تبرير تورطه في سوريا، كما ان مظلة لبنانية رسمية متورطة الى جانبه في معركة القلمون من الجهة اللبنانية تعينه في معركة شديدة الصعوبة كلفته مئات المسلحين من مليشياه حتى بعد احتلاله يبرود والقرى المحيطة بها في الربع الاول من السنة الحالية. والمؤسف ان في المقلب السوري وتحديداً بين المجموعات المسلحة التي كان يفترض فيها ان تحيّد لبنان الرسمي عن معركتها مهما كلف الامر، جهات تدفع في اتجاه يلتقي مع اهداف "حزب الله" والنظام في سوريا، مما سيجعل هذه المجموعات عاجلا ام آجلا واقعة بين فكي كماشة النظام و"حزب الله" من سوريا، والجيش اللبناني المجبر على الدفاع عن نفسه من جهة لبنان. والاهم من ذلك كله ان سوء تصرف المجموعات المسلحة المفترض فيها ان تقاتل النظام في سوريا و"حزب الله" سيجردها من كل دعم وان معنوي في لبنان. من هنا كان احتجاز الجنود اللبنانيين خطأ كبيرا يأكل من تعاطف ملايين اللبنانيين على اختلافهم مع الثورة ضد نظام بشار الأسد، وبالتأكيد سيشكل أي مساس بحياتهم ضربة قاضية تنهي كل تعاطف مع الثورة في لبنان.

الضغوط كبيرة على الحكومة اللبنانية ومعها على الجيش اللبناني للتورط في معركة كبيرة من بوابة عرسال هدفها الاطباق على المجموعات المقاتلة في منطقة القلمون التي حولت ايام "حزب الله" في الاشهر الاخيرة جحيماً، وتسببت بسقوط اعداد كبيرة من مسلحيه بكمائن محكمة. وعندما نتحدث عن المجموعات المسلحة في القلمون، نميّز بين تلك التي تورطت في معركة عرسال الاخيرة واختطفت الجنود اللبنانيين وتهدد اليوم بقتلهم، وبين تلك التي كانت ولا تزال تقاتل قوات الأسد و"حزب الله" ببسالة كبيرة، وتمنعهما من بسط سيطرتهما على منطقة القلمون الاستراتيجية. وكان من واجب فصائل الثورة السورية غير المتورطة ان تعمل بجدية على منع الفصائل التي تؤدي اعمالها الى تحقيق اهداف "حزب الله" والنظام في سوريا من ارتكاب المزيد من الحماقات، أياً تكن الظلامات التي تقدم تبريراً لتلك الحماقات.

لقد أيدنا الثورة ضدة نظام الأسد وما زلنا، وأيدنا الثورة في قتالها "حزب الله" المتورط بقتل السوريين على ارضهم ولا نزال، ولكننا لن نكون إلا مع الجيش اللبناني أظالماً كان أم مظلوماً على ارض لبنان .

 

قتيلان لحزب الله في سوريا

وكالات/نعى حزب الله اليوم الجمعة كل من العنصر محمد حسين ديب العنان من برج البراجنة والعنصر مهدي منيف عطوي من بلدة شقرا الجنوبية قضيا في سوريا

 

المشنوق في تصريح خطير : عرسال بلدة محتلة !

يقال نت/أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، أنه "لن نترك وسيطا أو بابا إلا وسوف نطرقه لإطلاق سراح العسكريين المخطوفين، ولن ننام ولن ندع احدا ينام قبل اطلاق سراحهم"، مقدما إعتذاره عن "أي تقصير قامت به الحكومة"، لافتا الى أن "ثمة تكتما في العمل في ملف المخطوفين". ولفت في حديث تلفزيوني، الى أن "التكتم والسرية هما قرار من الحكومة والتعاطي مع هذا الموضوع علنيا لا يأتي بأي نتيجة". وحيا الشيخ مصطفى الحجيري على "دوره ووطنيته على كل ما قام به وما يقوم به لإطلاق سراح المخطوفين"، متابعا "أعرف تماما كل الجهد والتعب الذي قام بهما كما الكثير من اهالي عرسال، ومن لم يقل بعد ان عرسال ليست محتلة لا يعلم ماذا جرى في البلدة، غير أن أهالي عرسال الشرفاء ما زالوا يعملون ليلا ونهارا في هذا الملف، ولن أقول اننا سننجح بالتأكيد ولكننا لن نترك اي وساطة أو وسيط الا وسنعمل معها للوصول الى نتيجة ايجابية". وأوضح أن "مسألة الجندي علي السيد ما زالت قيد البحث والتدقيق."

وفي ما يأتي ما قاله المشنوق حرفيا:

انا اعتذر اليوم من اهالي الأسرى عن اي تقصير قامت به الحكومة على الأقل بالشكل العلني لأن هناك قرار بأننا لن نترك باب الا وسنطرقه ولن نترك شخصا الا وسنطلب منه المساعدة ولن ندع اي شيء الا وسنوقوم به لاطلاق سراح المخطوفين ولكن لن نعلن عن مضمون اي حركة في هذا المعنى وهناك بعض الحاضرين سمعوا مني هذا الكلام في وزارة الداخلية .

لن ادع احدا ينام لا لبناني ولا سوري قبل ان نطلق سراح الاسرى تحت اي ظرف من الظروف .

الاسرى ليسوا فقط ابناءنا بل هم ابناء الدولة والدولة هي مسؤولة عنهم ومؤسساتهم مسؤولة عنهم ولن تتركهم لكننا للن نصدر بيانا يوميا او تصريح في الصحف يقول ان فلان جرب وفلان اتصل وفلان قام بعمل . افهم وجع كل الاهل ولكن هناك تكتم وسرية بقرار من الحكومة بالتعامل مع هذا الموضوع لأن العلنية لن تأتي باي نتيجة مع احترامي وتقديري واحساسي بوجع الاهل وهم اهلي .

اريد ان اتوجه بالتحية الى الشيخ مصطفى الحجيري على دوره وعلى وطنيته وعلى كل ما قام به وما يحاول ان يقوم به ومن يتناوله وكأنه يتناول جهد صادق وخير لاطلاق المخطوفين .

انا اعني كل كلمة قلتها في حق الشيخ مصطفى مع انني لا اعرفه ولم التق به لكنني اعلم تماما الجهد الذي يبذله والتعب وليس وحده بل هناك الكثيرين من اهل عرسال حاولوا وما زالوا يحاولون وكثر من هيئة العلماء ايضا يحاولون وكذلك الحكومة لكن قلة الكلام في هذه القضية تفيد اكثر من كثرته لأن الذي لم يقل ان عرسال محتلة لا يعرف تماما ماذا يحصل هناك . الذين يحاولون هم احرار عرسال وكل اهلها . عرسال مدينة محتلة قرارها السياسي محتل ومن يحاول منهم يكون يخاطر بحياته وبأمنه والكثير من الأمور اولهم الشيخ مصطفى والكثيرين مثله في عرسال وفي لبنان لن يوقفوا مساعيهم ليلا نهارا في هذا الموضوع . انا لا اقول كلاما من فراغ والذين يعرفونني يعلمون انني لا اقول كلاما من فراغ وانا لا اقول اننا سننجح لكنني ساقول انني لن ادع لا رئيس الحكومة ولا انا ولا قائد الجيش ولا اي شخص مسؤول ولا اللواء بصبوص ينام قبل انتهاء هذا الموضوع بالشكل اللازم .

الجانب الانساني يسكنني في داخلي وخارجي . الاسرى هم اخوتي واخوة كل وزير في الحكومة وغدا سيظهر ما يمكن ان نفعله ولن ندع بابا عربيا او لبنانيا الا وسنطرقه .

مكتبي مفتوح لأهالي الاسرى ولكن انا لن اقول اي كلمة الا عندما تنتهي هذه المهمة بنجاح .

ما بدأناه بجهد بسيط يقوى كل يوم . رئيس الحكومة وقائد الجيش وكل الحكومة معنية بهذه القضية ولن نتركها ولن ننام او نترك هذا الموضوع الا بوصوله الى خواتيمه .

لا شيء يحصل تحت الطاولة فهذه مسؤولية ناس وبشر فما فائدة الكلام عبر وسائل الاعلام من قبل وزير او مدير عام او قائد جيش ؟ الشيخ مصطفى اطمأن على عدد من الاسرى وهو نقل اطمئنانه على شاشة التلفزيون وانا عندي ثقة بكلامه .

انا شخصيا قلت للاعلام اليوم انه لدي شكوك بصورة الجندي علي السيد ولكن انا انتظر ان يصدر الجيش بيانا في هذا الموضوع . قد اكون انا مخطيء او غيري مخطيء . موضوع الجندي علي السيد لا يزال في البحث والتدقيق وهناك خبراء يدققون بمسألة الصورة للتأكد وانا لا استطيع ان ابني آراء في مسألة حياة جندي يدافع عن لبنان الا اذا كانت لدي معلومات دقيقة .

وردا على سؤال حول ماذا نقل الى ميشال عون مسألة توافق السياسيين على اطلاق سجناء من رومية قال : انا لم ابحث مع العماد عون الا بمسألة اطلاق سراح عرسال فقط لا غير .

 

هذا ما كشفته زوجة العريف الاسير بيار جعجع عن دور مخابرات الجيش في منع التواصل بين الأسرى وأهلهم

يقال نت/نزها زوجة العريف في قوى الأمن الداخلي المخطوف بيار جعجع، روت في اتصال مع تلفزيون ال. بي. سي الآتي : اتصل بي بيار في المرة الأولى مباشرة بعد خطف العسكريين وظل يتكلم معي طوال النهار حتى الساعة السابعة مساء حين قال لي ان الشباب يريدون ان يأخذوا العاتف مني . وفي اليوم التالي اتصل بي من الرقم 03 وقال لي انهم في منزل الشيخ مصطفى الحجيري وهم يكرمون ولم يوجه اليهم احد اي اهانة لكنه لم يكن يعرف متى سيفرج عنهم . وقال لي ان الحجيري يعتبرهم ضيوفا وقدم لهم الشوكولا والكاتو . في اليوم التالي اصبحنا نسمع الكثير من الخبريات عن العسكريين اما هم في الجبال او في اماكن اخرى ولم نعد نعرف عنهم شيئا الى الأول من أمس عند الساعة التاسعة الا ربعا مساء حين رن الهاتف وظهر خط خاص ، اعتقدت انه اخي الموجود في اميركا لكنه كان بيار . طلب مني بيار ان اتصل بمحطات التلفزيون وعلى الاذاعات والواتس اب كي يسجلوا صوتي قبل ان تعمد مخابرات الجيش الى قطع الاتصال . مخابرات الجيش تقوم بقطع كل اتصالات الأسرى بأهاليهم في حال كان للاسرى اي طلب يريدون طلبه من اهاليهم . طلب مني بيار ان نقوم بتظاهرات في دير الأحمروبشري ضد حزب الله حتى ينسحب من سوريا . هم طلبوا من بيار ذلك لأنه من دير الأحمر ومن عائلة جعجع في بشري اي انه يمثل المسيحيين بشكل عام . انا عممت الخبر وما طلبه زوجي مني على وسائل الاعلام وجاءت محطة ام تي في والمراسلة دينيز رحمة واجرت مقابلة معي . قمنا بتظاهرة سلمية لمطالبة حزب الله للخروج من سوريا وقلنا أن الدولة هي المسؤولة عن مطالبة الحزب بالخروج من سوريا وليس نحن بالاضافة الى البطريرك وقائد المنطقة الدكتور سمير جعجع ولدينا مرجعيتنا التي تطالب بهذا الأمر وليس نحن . زوجي هو ابن الدولة وهي المسؤولة عن الأمر . زوجي اكد لي على الهاتف انهم لم يتعرضوا لصفعة واحدة او لأي اهانة والمسلحون يطعمونهم ويسقونهم قبل ان يأكلوا او يشربوا وأنا احسست بالارتياح بعد كلام زوجي لأن المسلحين هم ابناء بيت وهم لو لم يتعرضوا للاجرام والظلم في سوريا لما اضطروا الى خطف ابنائنا . هم يطالبون حزب الله الذي يقتلهم ويقتل ابناءهم بالخروج من سوريا.

 

الجيش اللبناني يتسلم أسلحة وذخائر من الولايات المتحدة

بيروت – “السياسة”: فيما تقع على كاهل المؤسسة العسكرية مسؤولية محاربة الارهاب الذي يحاول التمدد الى لبنان من بوابة التطورات الاقليمية, وكانت آخر تجلياته في عرسال, وفيما يرفع الجيش التحدي بما توافر لديه من أسلحة, تسلم أمس كمية من الاعتدة والذخائر “هدية من الشعب الاميركي”, ضمت صواريخ هاون ذات أعيرة مختلفة, وقذائف كتف ورشاشات حديثة. وإذ أعلن السفير الاميركي ديفيد هيل ان “لبنان يطلب والولايات المتحدة تلبي”, أكد أن ذخيرة وأسلحة ثقيلة اضافية ستصل الى الجيش اللبناني من الولايات المتحدة في الاسابيع المقبلة, مضيفا ان “التسليم سيبقى على ثباته, تماما كما كانت شراكتنا مع لبنان ثابتة على مر السنين”. من جهته, قال ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي “إننا نرى في الدعم الأميركي المتواصل للجيش اللبناني, التزاماً واضحاً بتعزيز قدرات الجيش بما يمكنه من تنفيذ مهماته الوطنية بجدارة عالية”, مضيفا “جهود الجيش والتضحيات الجسام التي قدمها من شهداء وجرحى ومخطوفين, ووقوف اللبنانيين صفاً واحداً الى جانبه, أحبطت مخطط الإرهابيين في عرسال, وأكدت ان الجيش جدير بالحفاظ على الوطن ورسالة العيش المشترك بين جميع مكوناته”. وكان الجيش تسلم ظهر أمس في القاعدة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي, كمية من الأعتدة والذخائر المقدمة من السلطات الأميركية الى المؤسسة العسكرية, في اشراف السفير الأميركي وحضور العميد الركن مانويل كرجيان ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي وعدد من كبار ضباط القيادة في الجيش اللبناني.

وكانت جولة للسفير الاميركي والوفد المرافق وممثل قائد الجيش وضباط القيادة على الاسلحة والذخائر المقدمة من السلطات الاميركية, التي عرضت عينات منها, واستمعوا الى شروحات عن هذه الاسلحة من قبل ضباط في الجيش الاميركي.

 

حتى لا يكون المسؤولون عندنا الوجه الآخر لداعش: أيتها الحكومة إنقذي جنودنا ولا تخافي من لوم من يفاوض إسرائيل لانقاذ معتقليه

يقال نت/لنهمل تحالف الموساد والحرس الثوري الايراني في أربيل عاصمة كردستان العراقية لمواجهة "داعش"، ولنهمل ايضا سائر المقولات التي تحدثت عن ان استقدم التطرف الى سوريا من معتقلات نوري المالكي كانت فكرة حسن نصرالله بالذات( راجع ما كتبه انور مالك ونشرناه في يقال.نت في زاوية تحت الضوء). لنهمل كل ذلك، ونعتمد حصريا نظرية حزب الله التجييشية لمصلحة حربه المفتوحة في سوريا. هذه النظرية التي تربط داعش باسرائيل وتعتبر هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية هزيمة لاسرائيل. لنعتمدها، في موضوع انقاذ اسرى الجيش اللبناني من حد السكين الذي بدأ بنحر الشهيد علي السيد، وهو أسر مظلوما بادعاء انشقاقه واستشهد مظلوما أكثر. لنعتمدها، ونسمح للدولة اللبنانية ان تتصرف كما يتصرف حزب الله مع اسرائيل، في موضوع الاسرى. حزب الله يسمح لنفسه بأن يفاوض اسرائيل عبر طرف ثالث، ويسمح لنفسه بأن يحتكر المعلومات، ويسمح لنفسه ان يسرب منها ما يشاء وان يقبض على سر ما يشاء. يسمح لنفسه ان يحرر اسرائيليا من دون ان يكون للقضاء اللبناني كلمة ومن دون ان يكون للحكومة كلمة.

هو يفاوض عدوا ويعقد اتفاقا مع عدو، وبالمحصلة يقيم احتفالات الانتصار بالتبادل.

على الاقل، لتسمح الدولة اللبنانية لنفسها ان تقتدي بما تفعله الدويلة التي فيها، من أجل جنودها... جنودنا. هذه ليست دولة التي تترك جنودها يذبحون فيما تملك امكانية انقاذهم. انقاذ العسكريين الاسرى من الذبح ومن القتل، هو اسمى عمل سيادي، كما انه اسمى عمل عسكري، لأن الجندي الذي يثق بأن دولته لن تهمله هو جندي يطمئن الى تنفيذ أوامر رؤسائه. ايران فاوضت النصرة وداعش في سوريا، حزب الله أتاح المجال لمفاوضات من أجل مخطوفي اعزاز ومن أجل راهبات معلولا. لا يمكن ان تمتنع الدولة اللبنانية عن فعل المستحيل لانقاذ جنودها، وليغضب من يغضب وليتهم من يتهم. داعش ليس اسما لتنظيم يذبح فقط بل هو ايضا اسم لمجموعة أوهن من ان تتخذ كل ما يلزم لتحرير جنودها!

 

سلام عرض مع سفير قطر التطورات في لبنان والمنطقة والتقى رئيس نقابة القصابين

الجمعة 29 آب 2014 / وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام سفير قطر في لبنان علي بن محمد المري، وتم البحث في الاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة. ثم التقى سلام الرئيس التنفيذي لنقابة القصابين وتجار المواشي معروف بكداش.

 

سلام عرض التطورات مع مفتي الجمهورية المنتخب ولحام ويرعى المؤتمر السنوي لاتحاد المصارف العربية المقرر في بيروت

الجمعة 29 آب 2014 /طنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، في مكتبه في السراي، مفتي الجمهورية اللبنانية المنتخب الشيخ عبد اللطيف دريان في زيارة شكر لرئيس الحكومة على جهوده التي بذلها من اجل انهاء ازمة دار الفتوى، وكانت مناسبة "للتشاور في القضايا الداخلية لدار الفتوى من اجل اعادة ترتيب اللازم من اجل ان تقوم هذه الدار بمهماتها الدينية والوطنية".

وتناول اللقاء المستجدات اللبنانية بما يضمن سلامة الوطن واستقراره وسرعة انجاز الاستحقاق الرئاسي.

بطريرك الكاثوليك

واستقبل الرئيس سلام بطريرك انطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك البطريرك غريغوريوس الثالث لحام يرافقه المستشار البطريركي للشؤون العامة المونسنيور شربل الحكيم ومنسق لجان العائلة في الشرق الأوسط النائب البطريركي للموارنة المطران أنطوان نبيل العنداري. وقد أطلع البطريرك لحام الرئيس سلام على تحضيرات المؤتمر الذي سيعقد في السابع والثامن من تشرين الثاني المقبل بعنوان "العائلة وتحديات العصر" بمشاركة وفد من الفاتيكان، ووفود من الدول العربية، ورؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية، في المركز البطريركي العالمي لحوار الحضارات في الربوة.

ولفت البطريرك لحام إلى أن "هذا المؤتمر هو باكورة النشاطات التي تلي السينودس الذي يعقده قداسة البابا فرنسيس في تشرين ألأول المقبل بحيث يشكل حاجة في ظل الأوضاع العصيبة في المنطقة وتخبط الشرق الأوسط بصراعات دامية". ونوه ب"صبر الرئيس سلام وتحمله المسؤولية الوطنية الكبرى، وبمواقفه الحكيمة المعتدلة في ظل الظروف الحرجة التي تمر فيها البلاد وخصوصا مع إستمرار الشغور في موقع الرئاسة الأولى. ونقل البطريرك لحام عن الرئيس سلام "ثناءه على اللقاءات والمؤتمرات التي تعقد في مركز "لقاء" الذي يشكل مدماكا أساسيا لحوار الحضارات"، متمنيا "التوفيق للبطريرك لحام في مسعاه الدؤوب للدعوة إلى سلام الأديان ووحدة الشعوب العربية". إلى ذلك، شرح المطران العنداري لسلام "آلية التنسيق مع حاضرة الفاتيكان والمجامع البابوية بالنسبة الى مؤتمر تشرين الأول".

اتحاد المصارف

واستقبل الرئيس سلام رئيس اتحاد المصارف العربية الدكتور جوزف طربيه والامين العام للاتحاد وسام فتوح والمستشار الاول للاتحاد محي الدين بو بكر. وبعد اللقاء قال طربيه: ابلغنا الرئيس سلام ان الاتحاد اتخذ قرارا باقامة مؤتمره السنوي في بيروت في 20 تشرين الثاني المقبل وتمنينا عليه رعاية هذا المؤتمر وافتتاحه فقبل الدعوة شاكرا، وانعقاد المؤتمر في بيروت في هذه الظروف بالذات هو تكريم للقطاع المصرفي اللبناني الذي تميز بالرغم من كل الظروف في نجاحاته المستمرة، واستمرار اكتسابه ليس فقط بثقة المودعين والمتعاملين معه، انما ايضا بثقة المجتمع العربي المصرفي. وانعقاد هذا المؤتمر في بيروت بمشاركة عربية ودولية مهمة سيلقي الضوء على لبنان بأنه لا يزال بلدا تنعم به الاستثمارات ولا سيما المصرفية بكل امان وازدهار".

 

أطراف مسيحية في “8 و14 آذار” تتسلح خوفاً من “داعش”

بيروت – “السياسة”:  بعد التطورات العسكرية التي شهدتها جبهة عرسال وما أثارته من مخاوف لدى الأهالي في منطقة البقاع الشمالي, وسط تزايد الخشية من إمكانية اتساع رقعة هذه التطورات وبما يهدد قرى وبلدات في هذه المنطقة, كشفت معلومات لـ”السياسة”, أن هناك حالات تسلح تحصل في بعض هذه القرى والبلدات وخاصة لدى مسيحيي “8 و14 آذار” على حدٍّ سواء, في إطار خطوات دفاعية يجري اتخاذها من مغبة حصول تصعيد أكبر على صعيد الجبهة الشرقية والشمالية, بما يشبه الأمن الذاتي, بالرغم من تعالي أصوات معارضة لذلك, بالنظر إلى انعكاساتها السلبية على الأوضاع في المنطقة وما يمكن أن تتركه على طبيعة العلاقات القائمة بين القرى البقاعية. ولفتت أوساط متابعة لما يجري في البقاع, إلى أن هناك مخاوف لدى المسيحيين في هذه المنطقة من تصاعد الوضع العسكري المفتوح على كل الاحتمالات, خاصة بعد التهديدات التي وجهت إليهم, في البقاع من جانب “داعش” و”النصرة”.

 

لقاء سيدة الجبل في Le Gabriel الاحد

الجمعة 29 آب 2014 /وطنية - يعقد "لقاء سيدة الجبل" خلوته السنوية العاشرة، العاشرة من قبل ظهر بعد غد الاحد، في أوتيل "Le Gabriel"، الأشرفية – بيروت.

 

بالفيديو.. تأكيد نبأ إعدام الجندي اللبناني على يد "داعش"

2014-29- الجمعة

 أكد عمّ العسكري علي السيد ان هيئة علماء المسلمين أكدت لعائلته خبر استشهاده على يد المسلحين، مشيرا الى انه تأكد من الصور المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتبين أنه ابنهم.

وقال "منذ شهر ونحن نناشد المعنيين لحل قضية الأسرى العسكريين، على الرغم من أن الخاطفين أرسلوا شريط فيديو للحكومة للتفاوض ويظهر فيه الأسير علي السيد لكن شيئا لم يحدث، مستغربا عدم تفاوض الدولة مع الخاطفين"، وقال "كل دول العالم التي تحترم نفسها تتفاوض من أجل تحرير أسراها".

 

إليكم الشخصية التي يدعمها جنبلاط للوصول الى الرئاسة.. بعيداً عن مرشحه حلو

لفتت صحيفة "الأخبار" الى أن رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط طرح أخيرًا أمام عدد من المعنيين بالملف الرئاسي في لبنان والخارج تأييده لإختيار النائب السابق جان عبيد رئيسًا للجمهورية. وقال جنبلاط أمام هؤلاء إنه لا يزال يدعم النائب هنري حلو كمرشح اختاره، لكنه يعرف أنه في نهاية المطاف سيتعين على الجميع اختيار مرشح توافقي، بعد سحب اسمي النائب ميشال عون ورئيس حزب "القوات" سمير جعجع. لذا، فجنبلاط يؤيد عبيد، انطلاقًا من أن الأخير يمكن أن يلاقي إجماعًا حوله".واشارت إلى أن "بكركي حين فوتحت أخيرًا بإسم عبيد لم تمانع ولم تضع أي فيتو عليه، لا بل إنها رحّبت بإختياره كإسم توافقي انطلاقًا من تمسكها بضرورة إجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن. اسم عبيد يلاقي قبولاً لدى عائلة الحريري. وفي الوقت الذي يُعرف فيه موقف جعجع، الرافض كلياً لمجيء عبيد رئيسًا للجمهورية، لا يزال موقف عون على حاله من الانتخابات الرئاسية، ومن اختيار أي مرشح آخر".

 

سليمان: كيف لسوريا أن تساعدنا في حين هي بحاجة إلى 'حزب الله” اللبناني لمساعدتها؟

أوضح المكتب الإعلامي للرئيس العماد ميشال سليمان الإلتباس الوارد في جزء من المقال الذي نشرته جريدة اللواء بتاريخ الجمعة 29 آب، والمتعلق بالكلام عن سوريا والسفير علي عبد الكريم علي والعماد ميشال عون، ما يجعل هذه الفقرة غير دقيقة. وأشار المكتب الى أن سليمان أجاب تعليقا على سؤال حول إمكان مساعدة الدولة السورية للبنان في حربه ضد الإرهاب بالسؤال: 'كيف لسوريا أن تساعدنا في حين هي بحاجة إلى 'حزب الله” اللبناني لمساعدتها”؟  وأكد المكتب الإعلامي أن الرئيس سليمان لم يعلق على ممارسات النظام السوري لا سلبا ولا إيجابا، انسجاما مع مواقفه السابقة وتطبيقا لإعلان بعبدا ومبدأ النأي بالنفس.

 

الاحرار: للوقوف في وجه المجموعات المنتهكة للسيادة والخارقة للقوانين

الجمعة 29 آب 2014/وطنية - دان المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء، "إطلاق الصواريخ من الجنوب على اسرائيل كونها تعرض أمن لبنان واللبنانيين ولا تلحق الأذى بالدولة العبرية"، معتبرا ان "القائمين بها يهدفون الى توتير الاجواء المستقرة في ظل القرار 1701 وإلهاء الجيش اللبناني وإرهاقه"، ومطالبا "كل القوى السياسية اللبنانية بالإلتفاف حول الجيش ليتمكن من القيام بالمهام الموكلة اليه في ظل الأوضاع الراهنة". ودعا البيان "للوقوف في وجه المجموعات التي تنتهك السيادة اللبنانية وتخرق القوانين المعمول بها"، آملا "عدم تكرار هذه العمليات المشبوهة وإلا وجب التصدي لمنفذيها وسوقهم الى العدالة". ورفض رفضا قاطعا "الدعوات الى التسلح" مؤكدا على "مرجعية الدولة في حفظ الامن والاستقرار لكل المواطنين من دون تمييز او تفرقة". واهاب ب"الشباب اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا الإنخراط في الجيش اللبناني وفي قوى الأمن الداخلي والدفاع من خلالهما عن لبنان واللبنانيين". مذكرا "بالويلات التي يجرها على لبنان السلاح خارج إطار المؤسسات الرسمية من عسكرية وأمنية، وهذا ما أثبته لجوء حزب الله الى استعماله في الداخل وتورطه في الحرب السورية غير عابىء بتداعياته الوطنية".

واكد على "الطابع الإلهائي لإقتراح قانون تعديل الدستور الذي تقدمت به كتلة الإصلاح والتغيير، ومن الواضح انها تدرجت في مواقفها بعد ان فشلت في تأمين انتخاب العماد ميشال عون وفي فرض إجراء الانتخابات النيابية قبل إتمام الاستحقاق الرئاسي، وهذا ما يؤكد الدافع الشخصي لكل الاقتراحات الصادرة عنها في هذا الصدد"، وطالبها ب"المشاركة في جلسة الثاني من ايلول وتأمين النصاب، إنفاذا لما كان العماد ميشال عون قد التزم به في اجتماعات بكركي، والاستمرار في الدورات الانتخابية حتى انتخاب رئيس جديد يحظى بالأكثرية المطلقة. أما ادعاء العمل من أجل المناصفة من خلال هذا الاقتراح فهو زائف إذ ان ما يضمن المناصفة هو قانون انتخاب يسمح بصحة التمثيل، وهذا ما يجب ان يكون مطروحا اليوم عوض التلهي باقتراح يلزمه تعديل دستوري، ويعلم الجميع باستحالة جمع ثلثي مجلس النواب من اجل انجازه". وكرر التعبير عن "الاسف لاعتماد وزير التربية الإفادات بديلا من نتائج الامتحانات لترفيع الطلاب والسماح لهم بالتسجيل في الجامعات"، داعيا "الجامعات الى العمل من اجل الحد من سلبيات هذا القرار وذلك من خلال اعتماد امتحان الدخول كتدبير وقائي للمحافظة على مستوى الإجازة الجامعية من جهة، وعلى مصالح الطلاب ومستقبلهم من جهة أخرى"، وآملا في "انطلاقة طبيعية للعام الدراسي"، كما دعا الى "حوار بناء بين الحكومة وهيئة التنسيق النقابية على اساس الموضوعية وفي ضوء حقوق المعلمين والموظفين مع الأخذ بالاعتبار مالية الدولة وموازنتها".

 

زهرا: انتخاب الرئيس واجب وضبط الحدود مسؤولية القوى الأمنية اللبنانية

الجمعة 29 آب 2014 /وطنية - شدد النائب انطوان زهرا في حديث الى اذاعة "لبنان الحر"، على "وجوب العودة إلى الدستور والمبادرة، فورا من دون أي تذاك/ إلى إنتخاب رئيس للجمهورية"، مشيرا إلى "أن انتخاب الرئيس واجب قانوني ودستوري ووطني". ولفت إلى "أن تعميم ثقافة السلام تبدأ بالتربية على قبول الآخر، لا على الفكر الإلغائي، وبالتالي معالجة العنف الذي يعانيه لبنان ومعالجته تكون باتباع سياسة النأي بالنفس وإعلان بعبدا". وقال: "ان حزب القوات اللبنانية يدرس اعادة تفعيل المبادرة التي أطلقها الدكتور سمير جعجع سابقا، لان هذه المبادرة تتضمن كل المخارج الممكنة للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية، والعنوان الذي يفرض نفسه على الجميع هو استرداد الجمهورية بالاحتكام الى الدستور، خصوصا في ظروفنا الراهنة، وقد فاجأتني اليوم دراسة تقول ان 38% من سكان لبنان هم نازحون سوريون".

وذكر ان "سمير جعجع ترشح على اساس برنامج سياسي يعبر عن مشروع 14 اذار، ومنذ لحظة ترشحه قال انه عندما تبرز شخصية من هذه القوى قادرة على تأمين الاصوات اللازمة للفوز فهو لن يكون عائقا في طريقها، ولاحقا طور هذا الكلام وبادر بأتجاه العماد عون (كمرشح مضمر -معلن) وعائق امام اكتمال النصاب، في دعوته له للاحتكام الى المجلس النيابي بأسرع وقت لاننا ننزلق الى سلسلة مآزق دستورية نتيجة غياب رأس الدولة في لبنان، ورئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد عون يتبع الفكر الإلغائي وهو يعقد الأمور ولا يحلها في ظل إصراره على أن يكون رئيس جمهورية لبنان".

اضاف: "دعونا عون إلى الحضور إلى المجلس النيابي أو أن يسمي أحدا من قبله وبالتالي "14 آذار" تسمي اسما جديدا لكن أيضا لم يقبل، وموقفنا من الإنتخابات الرئاسية واضح، وخيارنا رقم واحد هو جعجع. ان موقفنا من اية شخصية تطرح للرئاسة يعلن بالامتحان عند الوصول الجدي الى جلسة الانتخاب واحترامنا للجميع متوفر ومعلن واذا وصلنا الى التسويات فعندها يبنى على الشيء مقتضاه، وقوى 14 اذار لها رؤية واحدة ومشروع واحد على جميع المستويات". وعن دعوة نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم للحوار، رأى زهرا "اننا اطلقنا اكثر من دعوة للحوار مع الحزب الذي كان يأنف من التعاطي معنا ودعوته اليوم مضمونها تحالف الاقليات والتسلح بإشراف الحزب بحجة مواجهة التكفيريين، وهي دعوة غير صادقة ولا تأتي في مصلحة لبنان الذي في مصلحته ان ينسحب حزب الله من الورطة السورية اولا".

واعتبر ان "الاعتدال السني رد بشكل واضح على دعوات حزب الله من خلال دعم الجيش اللبناني ومبادرة المملكة السعودية لدعم الجيش وتظهير الموقف السياسي الواضح".

وعن كلام السفير السوري علي عبد الكريم علي، أكد زهرا انه "سفير نظام مغتصب للسلطة، ولبنان لديه اتفاقات مع الدولة السورية عندما تكون هذه الاخيرة شرعية ومستقرة ولا تقتل شعبها، وضبط الحدود هو مسؤولية القوى العسكرية والامنية اللبنانية التي اذا عجزت فيمكنها الاستعانة بالقوات الدولية بموجب القرار 1701".

وتعليقا على كلام الرئيس ميشال سليمان عن جبهة اعلان بعبدا، اعتبر زهرا انها "خطوة جيدة جدا، وهي جبهة ستكون اوسع من اي لقاء سياسي حالي وتعيش حتى تطبيق الاعلان المذكور وتحييد لبنان عن ازمات المنطقة"، لافتا الى انه "ما كان مستحيلا منذ شهور قد يصبح ممكنا بعد فترة وجيزة، نتيجة الوحول التي غرق فيها حزب الله وما يتكبده من خلال تورطه في النزاع السوري، وقد يأتي وقت يستطيع فيه اقناع القيادة في ايران بتخفيف تورطه والتمهيد لانسحابه من هناك".

معلولي: لماذا لا يقوم البطاركة بتحرك للقضاء على التكفيريين؟

الجمعة 29 آب 2014

وطنية - أكد النائب السابق لرئيس مجلس النواب ميشال معلولي في بيان أنه "منذ اجتماع بطاركة الشرق في البلمند في 26 حزيران الفائت والمسيحيون في سوريا والعراق ومصر وفلسطين يتعرضون لحملات الإبادة والتهجير، والكنائس والأديرة للنهب والتدمير. وبالأمس اجتمع البطاركة في بكركي مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وممثل الأمم المتحدة في لبنان، وأصدروا بيانا مطالبين الأمم المتحدة وهذه الدول بحماية المسيحيين وتأمين عودتهم الى منازلهم. إن هذاالبيان لا يختلف في المضمون عن البيانات السابقة والحصيلة ستكون مزيدا من التدمير والتهجير".

وقال :"قبل كارثة معلولا وبعدها، ناشدنا اصحاب الغبطة القيام بزيارة الرؤساء الروحيين في الازهر والنجف وحثهم على إعلاء صوتهم بتكفير المنظمات الإرهابية. واقترحنا على البطاركة القيام بزيارة رسمية الى مجلس الأمن والطلب من المجلس اتخاذ التدابير والإجراءات التي تضع حدا للمجازر التي ترتكب ضد الإنسانية وشرعة حقوق الإنسان وخصوصا ميثاق الأمم المتحدة. كما حثينا رؤساء الطوائف المسيحية في الشرق الإجتماع برؤساء الدول الكبرى الخمس والطلب اليهم تحريك جيوشهم في وجه الإرهاب العالمي الذي سيصل، إذا ما استمر في تمدده الى بلدانهم كما يقول هؤلاء الرؤساء".

وختم: "لقد ثبت أن البيانات لا تكفي كما الصلاة والدعاء، فلماذا لا يقوم البطاركة وهم القيمون على أرواح المسيحيين وتراثهم بالتحرك للقضاء على التكفيريين".

 

أحمد فتفت لـ”السياسة”: ننتظر تغييراً في ستراتيجية “حزب الله” للتفاهم معه

بيروت – “السياسة”: مع تصاعد الأحداث الدامية في سورية واقتراب شظاياها من لبنان عبر بوابة عرسال, أملت أوساط قيادية لبنانية متابعة أن ينعكس التقارب السعودي – الإيراني حلحلة في مسار الأزمة اللبنانية عن طريق إخراج الاستحقاق الرئاسي من قبضة معطليه, وانتخاب رئيس للجمهورية في غضون الشهرين المقبلين على أبعد تقدير. وفي هذا السياق, أكد عضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت لـ”السياسة” أن أي تقارب على مستوى رؤساء الدول في المنطقة سيكون انعكاسه إيجابياً على مسار الأمور السياسية والأمنية, لكنه لفت إلى أن لبنان لم يعد أولوية بالنسبة للتطورات الجارية في المنطقة. وقال: “تنقصنا الكثير من المعلومات عن أجواء التقارب السعودي-الإيراني وعلينا أن ننتظر تثبيت أولويات “حزب الله” بعد هذا التقارب, لأن أولوياته ليست لبنانية بل قائمة على ما تقتضيه المصلحة الستراتيجية الإيرانية في المنطقة”, لافتاً إلى أنه إذا كانت هناك إيحاءات إيرانية لحلحلة الوضع الداخلي, فهذا يمكن تلمسه بالمواقف التي قد تصدر عن الحزب في الأيام المقبلة, وإلا سيبقى من دون أي مضمون, “طالما لم نلمس تغييراً في ستراتيجيته والعودة إلى مشروع الدولة ودعم الجيش للوصول إلى مكان للتفاهم, فعندها سيجد “حزب الله” بأن كل الأطراف جاهزة للتفاهم على كل القضايا الخلافية, وهذا يتطلب إعادة الثقة والعودة إلى تطبيق مقررات مؤتمر الحوار الوطني”. وعن الوضع في عرسال, كشف فتفت أن “لديه معلومات دقيقة عن كيفية تسهيل مرور مقاتلي “داعش” من الرقة والقلمون إلى عرسال برعاية ومساعدة الجيش السوري النظامي, وكأن هناك سياسة لدى نظام بشار الأسد بدفع “داعش” وكل المقاتلين الذين يدورون في فلكها إلى منطقة الحدود اللبنانية-السورية, وهذا يشكل خطراً كبيراً على البلد بأسره”, داعياً كل القوى إلى الانتباه واليقظة.

 

ابرز مقررات جلسة مجلس الوزراء:الموافقة على مشروع مرسوم تثبيت الافادات المدرسية ونقل اعتمادات الى بعض الإدارات العامة

الجمعة 29 آب 2014

وطنية - وزعت الامانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء مقررات جلسة مجلس الوزراء التي عقدت أمس في السراي، وهي:

"- الموافقة على مشروع مرسوم تعديل تعويضات اللجان الفاحصة وأجهزة المراقبة في المباريات والامتحانات التي يجريها مجلس الخدمة المدنية.

- الطلب إلى وزراء الوصاية الإيعاز إلى جميع المؤسسات العامة الخاضعة لوصايتهم إيداع حساباتها الختامية لدى وزارة المال قبل تاريخ 31/12/2014 على الأكثر، وعند الاقتضاء عرض ما قد يعترض إنجاز هذا الأمر على مجلس الوزراء.

- الموافقة على طلب وزارة الداخلية والبلديات سداد المستحقات المترتبة على تمديد تلزيم اعمال جمع النفايات ونقلها ضمن نطاق اتحاد بلديات منطقة جزين مع شركة " ادارة الخدمات والنفايات " (W.M.S) من الصندوق البلدي المستقل.

- الموافقة على طلب جمعية راهبات الصليب إصدار قرار لإعفائها من الرسم على القيمة الـتأجيرية

- الموافقة على مشروع مرسوم تنظيم الصندوق التعاوني للمختارين في لبنان وتحديد ملاكه وسلسلة رتب ورواتب وظائف الملاك المذكور وشروط الاستخدام فيها .

- الموافقة على مشروع مرسوم تعيين السيد احمد الحلبي، عضو المجلس الأعلى للجمارك، عضوا احتياطيا ثانيا غير متفرغ لدى الهيئة العليا للتأديب إضافة إلى وظيفته الأصلية.

- الموافقة على التعاقد وعلى استخدام أجراء في بعض الادارات العامة .

جلس الانماء والاعمار في موضوع تصنيف مشروعين مقدمين للافادة من مشاريع التنمية الحضرية المستدامة لدى الاتحاد من أجل المتوسط (UPM).

- الموافقة على مشروع مرسوم ابرام مذكرة تفاهم للتعاون لحماية البيئة بين الجمهورية اللبنانية وجمهورية السنغال.

- الموافقة على مشروع مرسوم إبرام مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الاذاعي والتلفزيوني مع دولة قطر (موقعة في بيروت بتاريخ 28/4/2010).

- الموافقة على مشروع مرسوم إبرام مذكرة تفاهم من أجل تشكيل آلية التحاور الاستراتيجي مع جمهورية نيجيريا الفيديرالية.

- الموافقة على مشروع قانون تعديل المرسوم الاشتراعي رقم 102 تاريخ 16/9/1983 وتعديلاته (قانون الدفاع الوطني).

- الموافقة على مشروع قانون يرمي تعديل المادة 34 من مشروع القانون المنفذ بالمرسوم رقم 10434 تاريخ 14/6/1975 ( نظام مجلس شورى الدولة )المعدل بالقانون رقم 227 تاريخ 31/5/2000.

- تشكيل لجنة وزارية برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء - وزير الدفاع الوطني وعضوية كل من: وزير الإتصالات، وزير المال، وزير الداخلية والبلديات، وزير العدل والمدير العام لادارة الأبحاث والتوجيه للبحث في طلب وزارة المال إعادة النظر في قرارات مجلس الوزراء المتعلقة بتخصيص خطوط خليوية لأي كان في الدولة اللبنانية.

- الموافقة على طلب مجلس الإنماء والاعمار تعديل قرار مجلس الوزراء رقم 19 تاريخ 21/9/2011 لجهة تكليفه بدلا من وزارة الأشغال العامة والنقل, تنفيذ أشغال تأهيل ساحة الطائرات عند حظيرة طائرات شركة (TMA) في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت.

- الموافقة المبدئية على حاجة وزارة العمل الى استئجار مكاتب للوزير.

- الموافقة على طلب وزارة الداخلية والبلديات تخصيص قسم من عقار متروك مرفق مسجل باسم بلدية عيناتا / قضاء بعلبك لانشاء براد لتبريد المنتجات الزراعية وتوضيبها.

- الموافقة على عرض وزارة الداخلية والبلديات موضوع امكان السماح لبلدية مجدلبعنا بعقد اتفاق بينها وبين شركة (موبايل انتريم كومباني رقم 2 ش.م.ل.) لاستثمار العقار رقم 3439/منطقة مجدلبعنا العقارية

الموافقة على مشروع ادارة الصندوق الائتماني المتعدد للمانحين المنشأ لدى البنك الدولي وتحديد آلية عمله .

- الموافقة على مشاريع مراسيم نقل اعتمادات من احتياط الموازنة العامة الى موازنة بعض الإدارات العامة لعام 2014 على اساس القاعدة الاثني عشرية.

- الموافقة على طلب وزارة الداخلية والبلديات إعفاء الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة التابعة لجامعة البلمند من الرسوم البلدية.

- الموافقة على مشروع مرسوم إلغاء المرسوم رقم 10204 تاريخ 22/3/2013 المتعلق بحفظ وظيفة المدير العام للمؤسسة العامة للمنشآت الرياضية والكشفية والشبابية لقدماء رجال الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة.

الموافقة على طلب وزارة الخارجية والمغتربين إستبقاء رئيس بعثة لبنان بلقب سفير في طرابلس الغرب في الإدارة المركزية .

الموافقة على طلب المجلس الوطني للبحوث العلمية التعاقد مع باحثين علميين لملء الشواغر في برامج المجلس ومراكزه البحثية

الموافقة على طلب وزارة الاتصالات إصدار طابع بريدي تذكاري بمناسبة ذكرى مرور 125 عاما على ولادة الأديب مخائيل نعيمة.

- الموافقة على طلب مجلس الإنماء والأعمار في شأن إتفاق هبة بين مفوضية المجموعة الأوروبية والحكومة اللبنانية خاصة بتمويل مشروع "تحديث القدرات في مجال إدارة النفايات الصلبة في منطقتي البقاع وعكار في لبنان- SWAM (ENPI/2013/024-977) وتفويض كل من وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية ورئيس مجلس الإنماء والإعمار توقيعه.

- الموافقة على طلب مجلس الانماء والاعمار في شأن اتفاق هبة بقيمة 10 ملايين د.أ. مقدمة من البنك الدولي لمشروع الخدمات الطارئة للبلديات وتفويض وزير المال توقيعه وتفويض رئيس مجلس الانماء والاعمار توقيع اتفاق المشروع المذكور.

- الموافقة على طلب وزارة الثقافة قبول هبة عينية مقدمة من وزارة الثقافة الايطالية لصالح وزارة الثقافة- المديرية العامة للآثار تخص مشروع ARCHEOMEDSITES المتعلق بادارة موقع التراث العالمي في مدينة صور وعلى توقيع عقد اتفاق بالتراضي بين الوزارة والمنظمة غير الحكومية الايطالية ذات الصفة العالمية Ricerca e Cooperazione لهذه الغاية.

- الموافقة على قبول هبات واردة الى بعض الإدارات العامة.

- الموافقة على المشاركة في اجتماعات تعقد في الخارج.

- الموافقة على مشروع مرسوم يتعلق بأحكام استثنائية خاصة بامتحانات العام 2014 للشهادات الرسمية التي تصدرها وزارة التربية والتعليم العالي (المديرية العامة للتربية والمديرية العامة للتعليم المهني والتقني) وبمتابعة المرشحين لها لدراساتهم العليا".

 

النائب حسين الموسوي: الوعود بتسليح الجيش مزحة من قبل بعض الدول

الجمعة 29 آب 2014 / وطنية - دعا النائب حسين الموسوي في حديث الى اذاعة "صوت لبنان - 93,3"، "اللبنانيين الى الوقوف صفا واحدا في وجه الارهاب الذي يضرب لبنان والمنطقة باعتباره الخطر الاكبر علينا"، لافتا الى "ان الوعود التي نتلقاها بتسليح الجيش ما هي الا مزحة من قبل بعض الدول، لاننا لم نر ترجمة لتلك الوعود على ارض الواقع"، ومشيرا في المقابل الى ان "ايران مستعدة لنقل السلاح الى الجيش اللبناني خلال ايام اذا طلبت الدولة ذلك". واذ اكد ان "الخطر لا يزال موجودا من قبل التكفيريين"، لفت الى ان "الجميع مستنفر وعلى جهوزيته لمنع اي اعتداء"، موضحا ان "عرسال بحاجة الى دعم من قبل السياسيين الذين عليهم ان يقفوا الى جانب اهلها والجيش الذي يخوض معارك مع الارهابيين".

 

النابلسي : لولا المقاومة لكنا اليوم وسط طوفان من الدم

الجمعة 29 آب 2014 /وطنية - رأى الشيخ عفيف النابلسي في تصريح انه "يحق لكل لبناني أن يسأل عن كل ما يفترض أن يسأل عنه: عن الأمن المفقود. عن داعش، عن المليارات التي وعد بها الجيش ولم يصل منها شيء، عن الأسرى الذين أخذوا على حين غرة، عن الماء والكهرباء ورئاسة الجمهورية والانتخابات النيابية وسلسلة الرتب والشهادات وغيرها من المسائل التي تزلزل حاضر ومستقبل الوطن".

اضاف :"من المسؤول الحقيقي عما يحصل في البلد؟ من المسؤول عن هذا التردي الذي ضرب القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية؟. أليست الطبقة السياسية التي تعاقبت على الحكم منذ الطائف بسياسات أمنية فاشلة أسقطت الجيش ببطء في مستنقع الرمال المتحركة للزبائنية اللبنانية، التي لم تقدم له سوى الكلام المعسول فيما اللبنانيون يواجهون عاصفة إثر عاصفة تلتهم أحلامهم وتطلعاتهم بالسلام والاستقرار؟". وتابع :"من أراد الجيش ضعيفا أمام العدو الإسرائيلي، كان يصر على إظهار عجز الدولة وفشلها في تحمل مسؤولياتها في الحفاظ على سيادة لبنان وحماية الشعب. ومن أراد عدم تجهيز الجيش وتركه في العراء أمام الدواعش كان يراهن على تحولات لضرب المقاومة، فماذا أعددنا لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية. لا شيء سوى استدرار العطف والمعونة من الخارج".

وختم النابلسي أنه "لولا المقاومة، لكنا اليوم وسط طوفان من الدم وجحيم من النار، إن الشعب اللبناني يدفع ضريبة الطبقة السياسية التي لاحد لاستهتارها وطائفيتها وحزبيتها وتبعيتها للخارج".

 

فضل الله: للوقوف صفا واحدا في وجه خطر يستهدف الجميع

 29 آب 2014 / وطنية - ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:

"عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله، فهي خير الزاد في الدنيا والآخرة. ولبلوغ التقوى، لا بد من أن نستهدي بهذه الكلمات: وإني لأعجب من هذا الإنسان الذي يأبى الخضوع لخالقه ورازقه والمنعم عليه بكل شيء، ثم يخضع لأي سلطة ظالمة، أو شهوة عارمة، أو إنسان شقي، أو شيطان غوي، ويأبى الانحناء بعز أمام عظمة الخالق القادر، لكنه ينحني بذل أمام مخلوق ضعيف، لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا. لقد أراد الله لنا أن نكون أعزاء، فدعانا إلى أن نكون عبيدا له وحده، وأحرارا أمام العالم، فلا نقلب الصورة، لنكون عبيدا للناس والشهوات والأطماع، وأحرارا أمام الله الخالق والرازق والمدبر، فنفقد أغلى شيء في حياتنا، وهو أن يكون الله معنا، فعندها، سنفقد السند والمعين الذي لا سند فوقه، ولا معين غيره، ونحن لا نستطيع أن نواجه التحديات إلا بسنده وتأييده، كما حصل في غزة، التي استطاعت، وبعد خمسين يوما من الحرب عليها، أن تصد العدوان، وأن تمنع العدو من تحقيق أهدافه، بثبات مجاهديها، وصبر أهلها وتضحياتهم؛ هؤلاء الذين رفعوا شعار "حسبنا الله ونعم الوكيل" طوال المعركة".

اضاف: "ونحن هنا لا نريد، كما يفعل البعض، أن نقلل من حجم الضحايا والدمار، فثمن النصر كان كبيرا وباهظا، وهذا ليس جديدا مع عدو بنى سياسته على القتل والتدمير وإثارة الرعب في النفوس، ليسلب الأرض، وتنحني له الهامات، وتقدم له التنازلات. ولكن درس غزة، كما هو درس لبنان، أثبت أن كل هذا الدمار، وكل هذه الآلام التي صنعها العدو، لم تعد قادرة على كسر إرادة شعب مقاوم، لا في الميدان ولا المفاوضات".

وبارك ل"المجاهدين نصرهم، ونحن على ثقة بأن الذين صنعوا الانتصار، سيكونون حريصين على حفظه، واستكمال النصر بالوحدة، وعدم السماح لشياطين الفتنة بالتسلل بينهم، وعدم الإصغاء إلى كلام أولئك المحبطين والمهزومين، الذين يقولون: ماذا أنتجت المقاومة سوى الآلام والدمار؟! قولوا لكل أولئك: لقد انتصرنا على ضعفنا، ولن نعود أسرى الذل والعبودية والخيبة، ولن نتسكع على أبواب العالم، ليمن علينا بفتات من حقوقنا المشروعة".

وقال: "إننا نعتقد أن المطالب المشروعة بفتح المعابر، وحرية التنقل، والإعمار، ستتحقق بالوحدة الراسخة بين أبناء الشعب الفلسطيني، وبالصبر والثبات. وتبقى الحاجة إلى الحذر من هذا العدو، الذي لن يكل ولن يمل حتى يثأر من المجاهدين والمقاومين، ومن هذا الشعب، وهو من عرف بغدره وبعدم التزامه بالمواثيق والعهود، عندما تكون مصلحته في ذلك".

ودعا "الدول والشعوب العربية والإسلامية، إلى تحمل مسؤوليتها في الوقوف مع هذا الشعب، وعدم تركه ليقلع أشواكه بأظافره في المفاوضات والإعمار، كما ترك وحيدا في الميدان، سوى من قلة قدمت وأعطت ولا تزال، وإن خلف الستار، وليس في الواجهة، رغم تنكر البعض لها".

واضاف: "نصل إلى العراق، الذي تستمر معاناته بفعل التفجيرات الوحشية التي طاولت الأسواق والشوارع، وحتى المساجد، والتي تهدف إلى زيادة الشرخ والانقسام بين أبناء البلد الواحد، وتعميق الفتنة مذهبيا وطائفيا وعرقيا".

وقال: "إننا في الوقت الذي نثني على كل الأصوات الواعية التي منعت أعداء العراق من تحقيق أهدافهم بإشعال الفتنة، وإيقاف العملية السياسية بعد التفجيرات الأخيرة، ندعو إلى الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية يلتقي فيها الجميع، وتساهم في علاج أزمات هذا البلد، وتخرجه من حالة الانقسام أو الفدرالية التي دعا إليها نائب الرئيس الأميركي، والتي لا نرى فيها إلا مشروع حرب دائمة بين الطوائف والمذاهب والعرقيات".

وتابع: "أما على صعيد العالم العربي والإسلامي، الذي بات بحاجة إلى جرعات كبيرة من الوحدة، في ظل الفتن التي تعبث بأكثر من بلد فيه، فإننا ننظر بإيجابية إلى اللقاء الذي حصل بين مساعد وزير خارجية إيران ووزير خارجية السعودية، والذي نأمل أن يساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين، لما لها من أثر إيجابي في وحدة الساحة العربية والإسلامية، وفي كثير من ملفات المنطقة، وندعو إلى أن تستكمل هذه الخطوات بخطوات أخرى، تعيد إلى منطق الوحدة حضوره، رغم الاختلاف وتنوع وجهات النظر".

واضاف: "نصل إلى لبنان، الذي يستمر فيه التعطيل في موقع رئيس الجمهورية والمجلس النيابي، في الوقت الذي تستمر الأزمات الاجتماعية المتعلقة بالماء والكهرباء وقضية المياومين، وتزداد المخاطر على حدود لبنان الشرقية، في ظل وجود الآلاف من المسلحين، كما تحدث وزير الداخلية، الذين يشكلون تهديدا للجيش اللبناني وعرسال والقرى المجاورة. وما حصل بالأمس من عدوان على الجيش، هو دليل على رغبة المسلحين في فتح هذه الجبهة على مصراعيها، في ظل إصرارهم على عدم إطلاق مخطوفي الجيش اللبناني والقوى الأمنية، الذين بتنا نخشى على مصيرهم، وسط المعلومات التي نأمل أن لا تكون صحيحة". ومن هنا، ندعو إلى التحرك السريع والجدي، نظرا إلى خطورة هذا الأمر".

ورأى ان "كل هذا الواقع الذي يعانيه هذا البلد، لا يمكن أن يواجه بحالة الانقسام والترهل التي تعيشها الساحة السياسية، وحتى الشعبية. ولذلك، ندعو إلى مزيد من الوحدة وتراص الصفوف، لمنع هذا الخطر الداهم من بلوغ أهدافه في تأجيج فتنة مذهبية طائفية، واستباحة هذا البلد، كما حصل في العراق وغيره".

وأمل أن "تلاقي الأصوات التي دعت إلى التفاهم اللبناني - اللبناني، تجاوبا من الأطراف الأخرى، بعيدا عن الشروط والشروط المضادة، فالوقت ليس وقت تصفية حسابات، أو معالجة أخطاء سابقة ارتكبت. إن الوقت هو وقت الوقوف صفا واحدا في وجه خطر يستهدف الجميع، وبعد ذلك يأتي العتاب، ومعالجة ما يعتبر من الأخطاء".

وختم: "أخيرا، لا بد من أن نتوقف عند الذكرى السادسة والثلاثين لاختطاف الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه. إننا نعتبر هذه القضية جريمة العصر، نظرا إلى الدور الكبير للامام في الساحة الإسلامية والوطنية، وهو الذي حمل قضايا الأمة الكبرى، ومعاناة المحرومين والمستضعفين، فكان معلما من معالم الوحدة الإسلامية والوطنية والمقاومة ومواجهة الظلم الداخلي، وإذا كان خاطفوه قد أرادوا من تغييبه إخماد صوت الحق الذي أطلقه، فإن هذا الصوت تجذر في العقول والقلوب، وفي الساحات المختلفة التي عمل فيها. ويبقى منا الدعاء لأن تفضي الجهود التي تبذل إلى كشف ملابسات هذه القضية وأسرارها سريعا، إنه سميع مجيب الدعاء".

 

علماء صور: ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة تحمي الحدود وتمنع الفتنة

الجمعة 29 آب 2014 /  وطنية - اكد رئيس لقاء علماء صور الشيخ علي ياسين في بيان لمناسبة الذكرى ال 36 لاخفاء الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه ان "الامام الصدر عمل على حماية الثورة الفلسطينية، وعلى التعاون بين المحرومين في ارضهم والمحرومين من ارضهم، وطالب بالعمل لحماية الجنوب من الاطماع الصهيونية". ونوه ياسين "بانتصار اهلنا في غزة"، مشيدا "بالدعم السوري - الايراني للشعب الفلسطيني"، ومؤكدا "ان ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة ستبقى هي الثابتة والمستمرة والحامية للبنان وحدوده والمانعة للفتنة".

 

وسيلة تعذيب تعتمدها "داعش"

نقلت صحيفة "واشنطن بوست" أن أربع رهائن على الأقل لدى تنظيم "الدولة الإسلامية"، بينهم الصحافي الأميركي جيمس فولي، الذي قتله التنظيم، تعرضوا للإيهام بالغرق في إطار تعذيبهم. وأكد قريب من فولي، لم يشأ كشف هويته للصحيفة، أن "الصحافي الذي خطف في تشرين الثاني 2012 في سوريا اخضع مراراً لوسيلة التعذيب هذه". وأضاف المصدر نفسه: "كانوا يعلمون بالضبط ماذا يفعلون"، موضحاً أن "الرهائن وبينهم فولي كانوا محتجزين آنذاك في محافظة الرقة بشمال سوريا". وأكدت مصادر عملت على الإفراج عن الرهائن أن رهينة واحدة على الأقل تعرضت للإيهام بالغرق. وهذه التقنية استخدمتها وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية (CIA) خلال استجوابها مشتبهاً بهم بعد اعتداءات 11 ايلول. وأعتقلت الوكالة عشرات الأشخاص، الذين يشتبه بصلتهم بتنظيم "القاعدة"، واستخدمت وسائل مثل الحرمان من النوم وتجريد المعتقل من ملابسه والايهام بالغرق.

 

عدد اللاجئين السوريين يصل إلى ثلاثة ملايين شخص

وكالات/مع اشتداد الأزمة السورية، سوف يتجاوز اليوم عدد اللاجئين السوريين حاجز الثلاثة ملايين شخص، وسط تقارير تفيد عن ظروف مروعة على نحو متزايد داخل البلاد – حيث يتعرض السكان في بعض المدن للحصار والجوع فيما يجري استهداف المدنيين أو قتلهم دون تمييز. وقد اضطر حتى الآن ما يقرب من نصف السوريين لمغادرة ديارهم والفرار للنجاة بحياتهم. فقد فر واحد من بين ثمانية سوريين عبر الحدود، وهو ما يساوي تماماً مليون شخص منذ أكثر من عام، إضافة إلى وجود 6.5 مليون نازح داخل سوريا. أكثر من نصف أولئك اللاجئين والنازحين هم من الأطفال.

وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ووكالات الإغاثة الأخرى إن أعداداً متزايدة من الأسر يصلون وقد بدت عليهم الصدمة، مرهقون وخائفون ونضبت مدخراتهم. معظم هؤلاء ظلوا هاربين لمدة تتراوح بين عام أو أكثر، يفرون من قرية إلى أخرى قبل اتخاذ القرار النهائي بمغادرة البلاد. كما أن هناك علامات تدعو للقلق وهي أن رحلة الخروج من سوريا باتت أكثر مشقة، حيث يجبر الكثير من الناس على دفع رشاوى عند نقاط التفتيش المسلحة والمنتشرة على طول الحدود. ويجبر اللاجئون الذين يعبرون الصحراء إلى شرق الأردن على دفع مبالغ ضخمة للمهربين (حوالي 100 دولار للشخص الواحد أو أكثر) لنقلهم إلى بر الأمان.

لا تزال الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين تتمركز في البلدان المجاورة لسوريا، حيث يحتل لبنان الكثافة الأعلى بينهم (1.14 مليون) فالأردن (608,000) ثم تركيا (815,000). وقد أدى كل ذلك إلى إثقال كاهل اقتصاديات هذه البلدان ومواردها وبنيتها التحتية. ويصارع أكثر من أربعة من بين خمسة لاجئين لكسب العيش في البلدات والمدن خارج المخيمات، فيما يعيش 38 في المائة في مآوٍ دون المستوى، وذلك وفقاً لدراسة حديثة.

ويشكل السوريون الآن أكبر عدد من اللاجئين في العالم ممن ترعاهم المفوضية، ويأتون في المركز الثاني من حيث العدد بعد الأزمة الفلسطينية المستمرة منذ عقود طويلة. وتعتبر عمليات المفوضية الخاصة بسوريا الأضخم حتى الآن في تاريخ المفوضية منذ نشأتها قبل 64 عاماً.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس: "لقد أصبحت الأزمة السورية أكبر حالة طوارئ إنسانية في عصرنا الراهن، ورغم ذلك، فإن العالم يخفق في تلبية احتياجات اللاجئين والدول المضيفة لهم". وأضاف: "لقد اتسمت الاستجابة للأزمة السورية بالسخاء، ولكن الحقيقة المرة هي أن هذه الاستجابة أقل بكثير مما هو مطلوب".

ويبدو أن تصاعد حدة القتال مؤخراً يفاقم تدهور الوضع اليائس أصلاً. فمع تغير جبهات القتال، تفرغ مناطق جديدة من سكانها. فعلى سبيل المثال، يفر الأشخاص القادمون إلى الأردن مؤخراً بفعل زحف الجماعات المتطرفة في كل من الرقة وضواحي حلب.

كما تبدي المفوضية قلقها العميق حيال وضع عدة مئات من السوريين المحاصرين داخل مخيم العبيدي للاجئين في مدينة القائم في العراق، بعد أن أجبرت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية على مغادرة مكاتبهم ومخازنهم. وتقول المفوضية إن الشركاء الوطنيين يواصلون توفير الإمدادات والصيانة، لكن الوضع متقلب حتى الآن.

ويقول كثير من اللاجئين القادمين حديثاً إنهم غادروا سوريا كخيار أخير. وقد اضطر عدد متزايد من اللاجئين، بما في ذلك أكثر من نصف القادمين إلى لبنان، للتحرك مرة واحدة على الأقل قبل الفرار، فيما تحرك واحد من بين عشرة لاجئين أكثر من ثلاث مرات. وقالت إحدى اللاجئات للمفوضية إنها انتقلت من مكان إلى آخر ما لا يقل عن 20 مرة قبل عبورها أخيراً إلى لبنان.

بالإضافة إلى تدهور الوضع الأمني، يفيد اللاجئون مؤخراً عن تزايد صعوبة العثور على عمل، وبارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية والسلع وانهيار الخدمات، حيث تضاعف سعر ربطة الخبز في إحدى القرى القريبة من مدينة إدلب إلى عشرة أضعاف ما كانت عليه في العام الماضي، وذلك وفقاً لأحد القادمين الجدد إلى الأردن .

وتعاني شريحة متزايدة من القادمين مؤخراً - ما يصل إلى 15% في الأردن، على سبيل المثال - من ظروف صحية مزمنة كالسكري وأمراض القلب والسرطان، وهو ما اضطرها للمغادرة لعدم قدرتها على الحصول على الرعاية الكافية.

وتعمل المفوضية مع 150 وكالة ومجموعة مختلفة أخرى، وكذلك مع الحكومات المحلية، لمساعدة اللاجئين على سداد الإيجار، والحصول على الغذاء والتعليم والرعاية الطبية، فضلاً عن توفير السلع الاساسية مثل الخيام والفرش والأغطية البلاستيكية.

في العام الماضي وحده، قدمت المفوضية وشركاؤها مساعدات غذائية إلى 1.7 مليون لاجئ، وساعدت 350,000 طفل على التسجيل في المدارس، ووفرت المأوى في المخيمات لأكثر من 400,000 لاجئ. ومنذ بداية الأزمة في عام 2011، قامت المفوضية بتسجيل اللاجئين على نحو أسرع من أي وقت مضى في تاريخها.

وقد ساهمت الجهات المانحة إلى الآن بتقديم أكثر من 4.1 مليار دولار لخطط الاستجابة الإقليمية المتعاقبة منذ عام 2012. مع ذلك، ينبغي توفير أكثر من 2 مليار دولار قبل نهاية هذا العام وحده لتلبية الاحتياجات الملحة للاجئين. كما يتوقع أن يكون أكثر من 2.4 مليون شخص بحاجة إلى دعم عاجل في الأسابيع المقبلة استعداداً لفصل الشتاء المقبل. 

 

بان ندد بمجازر داعش بحق المدنين شمال العراق

الجمعة 29 آب 2014 /وطنية - ندد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اليوم ب"المجازر بحق المدنيين" التي يرتكبها مقاتلو داعش شمال العراق. وقال خلال المؤتمر السادس لتحالف الحضارات الذي تنظمه الامم المتحدة في جزيرة بالي الاندونيسية :"ان كل الديانات الكبرى تدعو الى السلام والتسامح". وتابع :"لذلك استنكر بصورة خاصة المعلومات الصادرة من العراق والتي تفيد عن مجازر بحق المدنيين يرتكبها التنظيم ". اضاف :"ان مجموعات كاملة كانت تقيم منذ اجيال في شمال العراق ترغم على الفرار او تواجه القتل لمجرد معتقداتها الدينية". وشدد على ان "المجموعات يجب الا تكون مهددة لمجرد "ما هي وما تؤمن به". وكانت رئيسة مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي اتهمت الاثنين التنظيم بشن حملة "تطهير عرقي وديني" في العراق، مؤكدة ان "مثل هذا الاضطهاد يعادل ارتكاب جرائم ضد الانسانية". واكدت ادانتها "لتلك الانتهاكات المعممة والممنهجة لحقوق الانسان".

       

عقوبات أميركية جديدة على إيران

واشنطن, موسكو – ا ف ب, رويترز: فرضت واشنطن, أمس, عقوبات جديدة على إيران تستهدف أفراداً وشركات ومؤسسات على صلة ببرنامجها النووي وبدعم “الارهاب”. وفي بيانات صدرت في الوقت نفسه عن البيت الابيض ووزارة الخارجية ووزارة الخزانة الاميركية, أكدت واشنطن انها ستواصل البحث عن حل ديبلوماسي للملف النووي الايراني عبر المفاوضات بين الدول الكبرى وايران. وأوضحت وزارة الخزانة أن العقوبات تستهدف أفراداً وكيانات تعمل تحت إشراف السلطات الايرانية المشاركة في البرنامج النووي والبرنامج الصاروخي, وهدفها إعاقة التهرب من العقوبات الدولية و”دعم الارهاب”. من جهتها, قالت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي كايتلين هايدن “اتخذنا تدابير اضافية في إطار جهودنا لابقاء الضغوط على الحكومة الايرانية”, مضيفة ان “وزارة الخزانة ووزارة الخارجية فرضتا عقوبات على شركات وأفراد ضالعين في أنشطة مثل مساعدة البرنامج النووي الايراني ومساندة الارهاب ومساعدة ايران للتهرب من العقوبات الدولية”. واعتبرت ان هذه العقوبات لا تؤثر بأي حال على “التزام الولايات المتحدة العمل مع شركائها في مجموعة “5+1 للتوصل الى حل طويل الامد ونهائي يضمن الطبيعة السلمية حصراً للبرنامج النووي الايراني”. وفي موسكو, انتقد وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف وايران محمد جواد ظريف, اللذان تستهدف بلديهما عقوبات اقتصادية اميركية واوروبية, أمس, الدول الغربية, وتعهدا تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف قوله خلال مؤتمر صحافي ان “العقوبات هي وسائل غير قانونية للوصول الى غايات. انها مخالفة للقانون الدولي”, و”لا تسمح بتحقيق الأهداف المحددة كما تعاني منها الشعوب. إنها لا توقف على سبيل المثال وضع اجهزة الطرد المركزي في الخدمة ضمن اطار البرنامح النووي المدني الايراني”. من جهته, قال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ان البلدين سيعززان “الشراكة الاقتصادية في جميع المجالات وضمنها الطاقة”, مضيفاً “سنستعيد بعد وقت قليل المستوى الذي كان عليه التعاون الاقتصادي بين بلدينا قبل العقوبات(الغربية ضد ايران) ولكن أيضا سنسعى لتجاوزه بشكل كبير”. وانتقد لافروف سياسة الغربيين حيال اوكرانيا وفي جميع النزاعات بالعالم, خاصة في” افريقيا والشرق الاوسط”. واضاف ان “الدول الغربية تطالب بوقف لإطلاق النار ومحادثات لكنها تعمل لقلب الحكومات”, في اشارة الى تظاهرات في كييف أدت الى سقوط الحكومة الموالية لروسيا بتشجيع من الغرب. وأعرب الوزيران عن أملهما في التوصل إلى نتيجة ايجابية, في المحادثات النووية بين إيران والدول الست الكبرى بشأن برنامج طهران النووي, قبل انتهاء مهلة شهر نوفمبر المقبل.

       

الأسد ومعركته الأخيرة ... في لبنان

محمد سلام

الجمعة 29 آب 2014

بشار الأسد فقد، أو هو في صدد فقدان، السيطرة على كل المحافظات السورية التي لها حدود مع الأردن والعراق وتركيا ... وإسرائيل. لم يبق له سوى الأراضي السورية المحاذية للبنان حيث سيخوض معركة تراجعه إلى القرداحة.  معركة الأسد الأخيرة، ومعه حزب الإرهاب الفارسي المسمى حزب "الله" ستدور في جزء كبير منها على الأراضي اللبنانية. لذلك يسعى الحزب الإرهابي إلى توريط الجيش اللبناني فيها كي يكون معيناً له، ولذلك يسعى الحزب الإرهابي إلى تكوين تحالف يسميه وطنياً يهدف إلى زج كل القوى والشرائح اللبنانية في معركة الدفاع عن إيران والأسد في لبنان، وهو ما أدركه أهل بلدة دير الأحمر المسيحية ورفضوه في بيان علني.

 وما يجري في جرود عرسال ما هو إلا نموذج صغير لما يعدّه الحزب الإرهابي والأسد لبقية المناطق اللبنانية، بقاعاً وشمالاً، ويبدو وفق ما تؤشر إليه المعطيات الميدانية أن بلدة الصويري البقاعية ستكون بؤرة التفجّر الثانية بعد عرسال في محاولة من الحزب الإرهابي وأدوات الأسد للحفاظ على خط مفتوح من البلدة اللبنانية السنية إلى معبر جديدة يابوس السوري المواجه لها، علماً أن معبر المصنع اللبناني يقع عقارياً ضمن خراج بلدة الصويري.  والصويري، كما عرسال وغيرها من البلدات السنية البقاعية والعكارية والريفيّة، هي "أم الجيش" لها في المؤسسة العسكرية قرابة 3 آلاف من أبنائها، هي مع الجيش بصفته ... جيش الدولة اللبنانية.  ولكن، الصويري كما عرسال وغيرها من البلدات السنية هي ضد الحزب الإرهابي وأجندته الفارسية-الأسدية، ولم يستطع النائب السابق عبد الرحيم مراد الذي حاول إغراقها بالخدمات التوظيفية والمساعدات الدراسية أن يكوّن فيها قاعدة تأييد للأسد أو للحزب الإرهابي.

 من هنا تتجلى خطورة ما تحيكه الغرف المظلمة للصويري ولقطاع البلدات السنية والدرزية والمسيحية على الخط الممتد من المصنع إلى عين عطا في جبل الشيخ مروراً براشيا.

الحزب الإرهابي يريد الإمساك بالصويري بإعتبارها المعبر البري ألأساسي إلى الأراض السورية، لذلك يحاول تحريك أنصاره من إحدى العائلات التي كانت قد تورطت سابقاً في صراع مع أهالي البلدة.

وأنصار الأسد، كما الحزب، يريدون الإمساك بما يعرف بجبل عربي، وهوعملياً جبل أجرد يفصل المنطقة عن الأراضي السورية، كي يؤمّنوا طريق إمدادهم، والأهم، طريق إنسحابهم وهروبهم من الأراضي السورية، علماً بأن "طريق الهروب" هي دائماً جزء أساسي من أي خطة عسكرية.

ونشّط حزب الله أيضاً القلّة المؤيدة له في بلدتي خربة روحا ومدوخا على الخط بين الصويري وعين عطا لتأمين الوصل بإنتظار ساعة الصفر، مستفيداً من "نكد" شريحة صغيرة ممن أوقف تنظيم سياسي مخصصاتهم، فلجأوا إلى الحزب الإرهابي على قاعدة ولاء ماريكا "أي الولاء بالبدل." ولكن خبراء في المنطقة يشددون على أن لا قيمة حقيقية لهؤلاء في ساعة الحقيقة عندما "تلحق كل عنزة بقطيعها."

إدارة خصوصية وضع راشيا-عين عطا-دير العشائر هي رهن التفاهم الذي أنجزه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في جولاته على المناطق الدرزية وآخر محطاتها اللقاء الدرزي الجامع في بلدة بيصور بحضور ومباركة الأمير طلال أرسلان وبمشاركة حيثيات "درزية-قومية" على قاعدة متلازمة: "لا نعادي أي جار، ولا نقبل إعتداء من أي جار، ولا نتحالف مع أي جار ضد أي جار."

فعلى الجيران أن يحترموا "جوهر" قاعدة "الجوار" الدرزي لأنها تصب في مصلحة الجميع، وليس في مصلحة الدروز فقط، بإستثناء من يريد توريط الجميع من دروز وغير دروز في ما لا يريدونه وما لا مصلحة لهم فيه، وهذه خرج منها ... حتى وئام وهاب بإقفال مراكز ومكاتب حزبه في سوريا.

وخصوصية قاعدة الجوار هذه يفهمها من لملم "حادثة" عين عطا بعد وقوعها بإعتبارها "مجرد عملية تهريب" من الطراز الرائج في كل البلدات الحدودية، بغض النظر عما إذا كانت "البضاعة المهربة" مازوت أو سلاح أو ... بشر، وتم توقيف البشر تماماً كما يتم ضبط البضائع المهرّبة، وتم توقيف المهربين كما يتم توقيف كل المهربين.

الخلاصة هي أن معركة الأسد الأخيرة سيكون لبنان ميدانها، أو جزءاً أساسياً من ميدانها. والمعركة آتية. العنصر الوحيد الأساسي الذي يحدد نتيجتها ومصير البلد معها هو ... أداء الجيش اللبناني فيها.

وأداء الجيش اللبناي يحتاج إلى قرار حكومي واضح وصريح بإقفال كل الحدود البرية مع سوريا، وضبط المعابر الحدودية الشرعية بفعالية وحزم بحيث لا يعبرها في الإتجاهين من لا يعترف الدستور بوجوده أساساً ولا يسمح القانون بعبوره تالياً، بغض النظر عن التفاهات اللغوية التي تُحقَن في أي بيان وزاري.

خلاصة الخلاصة هي أن اللبنانيين لن يقاتلوا دفاعاً عن حزب الإرهاب الفارسي تحت أي علم أو راية. فليدافع الحزب وشعبه عن حروبهم التي خاضوها ويخوضونها في لبنان وخارجه، فهذه خياراتهم، ولا شأن لبقية اللبنانيين بها. هذا شوكهم، فليقتلعوه ... هم، وحدهم. (صفحة كلام سلام)

 

المطران جورج بو جوده: الخطيئة الكبرى في إهمالنا لمسؤولياتنا وعدم جرأتنا بقول الحقيقة

الجمعة 29 آب 2014   وطنية - احتفلت رعية عيمار في قضاء الضنية، بعيد قطع رأس القديس يوحنا المعمدان، خلال قداس احتفالي ترأسه راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، في كنيسة مار يوحنا المعمدان في البلدة، عاونه المونسنيور نبيه معوض، خادم الرعية الخوري ريمون الباشا، والاب بدوي حنا، بمشاركة لفيف من الكهنة، وحضور حشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى المطران بو جوده عظة قال فيها :"لن يكون في مواليد النساء أعظم من يوحنا، كما سيقول عنه المسيح، لكن الأصغر في ملكوت السماوات سيكون أعظم منه، لأنه سيكون صلة الوصل بين العهدين القديم والجديد. إنه النبي بالمعنى الحقيقي للكلمة، حامل كلمة الله وشاهد لها حتى الموت، فهو لم يكتف كغيره من الأنبياء أن يتكلم عن المسيح المزمع أن يأتي، بل هو الذي سوف يعلن مجيئه ويدل عليه ويقول: هذا هو حمل الله، هذا هو الحامل خطيئة العالم. النبي، بالمفهوم الكتابي للكلمة، هو ذلك الذي وضع الله كلامه على لسانه، لكي يذهب إلى من يرسلهم إليه الله، فيهدم ويقلع، كي يغرس ويبني. وهو الذي مطلوب منه أن يكون شاهدا للحقيقة ولو أضطر أن يكون شهيدا في سبيلها. وعلى النبي أن يتميز بالجرأة والشجاعة وألا يخاف من الكبار والعظماء إذا ما أخطأوا، بل عليه أن يلفت إنتباههم إلى أخطائهم، ويؤنبهم ويوبخهم عليها، علهم يعودون عنها". اضاف بو جوده: "هكذا كان النبي ناتان عندما أخطأ الملك داود وأرسل أحد قواد جيشه إلى الصفوف الأولى في جبهة القتال كي يقتل ويتزوج هو إمرأته. فأعطاه مثلا عن رجل غني أراد أن يكرم ضيفه فأخذ نعجته الوحيدة وذبحها من أجل ذلك، بينما كان هو يمتلك قطعانا من النعاج. وعندما إحتج الملك على مثل هذا التصرف، لم يخف ناتان بأن يقول له: إن هذا الرجل هو أنت. فإنك خالفت شريعة الرب. وهكذا كان النبي إيليا عندما إنتقد باستمرار تصرفات الملك آحاز وزوجته إيزابيل لأنهما قادا الشعب نحو عبادة الأوثان والإبتعاد عن عبادة الإله الحقيقي، وخصوصا عندما إتهمت زوجته نابوت زورا بأنه كفر بالله وحكمت عليه بالموت كي يستولي زوجها على كرم نابوت. فقال إيليا أن الكلاب التي لحست دماء نابوت سوف تلحس دماءك، أنت وزوجتك. وهكذا كان يوحنا المعمدان مع هيرودس الملك الذي تزوج إمرأة أخيه، فوبخه على ذلك، وإستحق أن يوضع في السجن، ثم أن يقطع رأسه تنفيذا للقسم الذي قطعه لإبنة هيروديا التي أغرته برقصها وطلبت منه رأس يوحنا المعمدان على طبق". وتابع: "النبي هو الذي يختاره الرب، حتى قبل أن يتكون في الحشا، كما قال عندما إختار النبي إرميا. ويوحنا المعمدان هو النبي الذي جاءت ولادته تتميما لوعد الله لأبيه زكريا. وهو الذي سوف يقبل بأن تسفك دماؤه كي يبقى أمينا للشهادة التي إئتمن عليها، دون أن يقبل أن يخالفها كي يخلص نفسه. إن تاريخ البشرية والكنيسة مليء بأخبار أشخاص فضلوا الموت على الكفران بالمسيح. فمنذ فجر المسيحية كانت القرون الأولى، على ما قال عنها أحد المؤرخين، كنيسة الرسل والشهداء، الذين تعرضوا لشتى أنواع المضايقات والإضطهادات لأنهم آمنوا بالمسيح، ورفضوا أن يتخلوا عنه. قطعت أوصالهم وسملت عيونهم وأحرقوا بالنار وطرحوا أمام الحيوانات المفترسة، ولم يقبلوا أن يتخلوا عن إيمانهم. وأيامنا المعاصرة مليئة بأخبار الشهداء، إذ إننا كل يوم نسمع أخبار مسيحيين يقتلون لأنهم آمنوا بالمسيح، كما هو حاصل بالقرب منا في العراق، في سهل نينوى وقراقوش والموصل وفي الهند والباكستان وعدد من بلدان آسيا منذ سنوات، وما يحصل حتى في بلدان مسيحية كبلدان أميركا الجنوبية لأناس يدافعون عن الفقراء والمساكين على يد أبناء شعبهم ودينهم لأنهم يزعجونهم ويعرقلون سيطرتهم على مقدرات البلدان دون وجه شرعي".

وختم المطران بو جوده: "خطيئة العالم اليوم، وخطيئتنا الكبرى غالبا هي في إهمالنا لمسؤولياتنا وعدم جرأتنا على قول الحقيقة خوفا من إتهامنا بالرجعية والعقلية المتأخرة، فنقبل بكل ما يحصل حولنا من أمور تتنافى مع الآداب والأخلاق. فلنسمع اليوم كلام يوحنا المعمدان الموجه إلى الذين جاؤوا ليعتمدوا على يده وليكن عندنا الشجاعة كي نكون مثله صوتا صارخا في البرية: أعدوا طريق الرب، وإجعلوا سبله قويمة. كل واد فليمتلئ وكل جبل أو تل فلينخفض، والسبل الملتوية فلتصر قويمة ومتوعر الطرق فليصر سهلا، فيعاين كل إنسان خلاص الله".

 

الهجوم الاسرائيلي على غزة بالارقام

يقال نت/اسفرت الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة التي بدأت في الثامن من تموز/يوليو، عن مقتل اكثر من 2100 فلسطيني معظمهم من المدنيين وتدمير مئات المنازل لتلحق مزيدا من الدمار باقتصاد منهار اصلا.

وسقط من الجانب الاسرائيلي 74 قتيلا بينهم 65 عسكريا.

-- القتلى والجرحى

اعلنت وزارة الصحة في القطاع الاثنين ان 2143 فلسطينيا قتلوا في العملية العسكرية، سبعون بالمئة منهم مدنيون.

ووفق مكتب تنسيق العمليات الانسانية التابع للامم المتحدة (اوشا) قتل 2104 فلسطينيين بينهم 1462 مدنيا و265 ناشطا في مجموعات مسلحة. وبين القتلى ايضا 495 طفلا و253 سيدة ونحو مئتي مسن.

واعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي مقتل 121 من ناشطيها بينما قالت اسرائيل انها تمكنت من قتل 900 ناشط في المعارك.

واعدم مسلحون 25 شخصا اتهموا بانهم "عملاء" لاسرائيل.

من الجهة الاسرائيلية قتل 65 جنديا في اكبر خسارة تتكبدها اسرائيل منذ حرب تموز/يوليو 2006 في لبنان، جميعهم بعد بدء الهجوم البري في 17 تموز/يوليو. وبين هؤلاء سقط خمسة "بنيران صديقة".

كما قتل ستة مدنيين في اسرائيل بينهم عامل تايلاندي وطفل في الرابعة من العمر.

وجرح عشرة آلاف و224 فلسطينيا بينهم 3106 اطفال، حسب صندوق الامم المتحدة للطفولة.

وقال مكتب تنسيق العمليات الانسانية التابع للامم المتحدة ان عددا قد يصل الى الف منهم اصيبوا باعاقة دائمة.

-- النازحون

وفق مكتب تنسيق العمليات الانسانية التابع للامم المتحدة، فان حوالى 500 الف فلسطيني فروا من منازلهم اي حوالى 28 بالمئة من سكان القطاع البالغ عددهم 1,8 مليون نسمة.

ولجأ اكثر من 300 الف منهم الى مراكز تابعة لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا). وسيبقى 108 آلاف من هؤلاء على الاقل مهجرين بسبب الاضرار التي لحقت بمنازلهم بسبب الغارات الاسرائيلية.

وفي التفاصيل، لجأ  218367 من اهالي غزة خلال الحرب الى 87 مدرسة تديرها الامم المتحدة، وهو رقم بدأ بالتراجع مع عودة العائلات الى منازلهم.

ولجأ الباقون الى اصدقائهم او اقاربهم او الى المدارس الحكومية.

وفي اسرائيل غادر 28 الفا من المقيمين في مناطق قريبة من قطاع غزة منازلهم خوفا من الصواريخ.

-- الصواريخ الفلسطينية والغارات الاسرائيلية

اعلن الجيش الاسرائيلي ان 4591 صاروخا اطلقت من قطاع غزة سقط 3659  منها في اسرائيل بدون ان تسبب اضرارا تذكر او اصابات فيما اعترض نظام القبة الحديدة 735 صاروخا.

ووصلت الصواريخ الى تل ابيب والقدس والخضيرة في الشمال.

قال الجيش الاسرائيلي انه ضرب 5226 هدفا في قطاع غزة جوا او بالقصف المدفعي.

وتابع انه دمر اكثر من ثلاثة آلاف صاروخ و32 نفقا على الحدود على الاقل.

-- الدمار

دمر او تضرر بشكل كبير حوالى 18 الف منزل في غزة.

اصيبت 244 مدرسة على الاقل باضرار بما فيها 75 مدرسة للاونروا و140 تديرها حكومة غزة. بين كل هذه المدارس دمرت 25 بالكامل او اصيبت باضرار جسيمة.

قالت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ان مدرستين اسرائيليتين اصيبتا باضرار بسبب صاروخ فلسطيني.

ذكرت منظمة الصحة العالمية ان 51 بالمئة من مستشفيات غزة وعياداتها تضررت و27 بالمئة يجب ان تغلق بسبب تضررها او لاسباب تتعلق بالسلامة.

-- المساعدات والوقود

وصل حوالى 5562 شاحنة تحمل مساعدة انسانية الى غزة خلال الحرب حسب وزارة الدفاع الاسرائيلية بما في ذلك اكثر من اربعة ملايين لتر (880 الف غالون) من الوقود لمحطة الكهرباء الوحيدة في القطاع التي قصفت.

ونقل 4757 طنا من الغاز للاستخدام المنزلي.

 

حماس وفنّ الاحتفال بالهزيمة

خيرالله خيرالله/ميدل ايست أونلاين

29 آب/14

خسرت حماس كل رهاناتها، وكعادتها لم تجد من تنتصر عليه سوى أهل غزّة، ولا من تخدمه سوى اسرائيل.

لا تستحي "حماس" في تصوير وقف اطلاق النار الذي تمّ التوصل اليه في غزّة بأنّه "انتصار". إذا كان وقف النار الطويل المدى، الذي أمكن التوصّل اليه بوساطة مصرية انتصارا، فكيف تكون الهزيمة؟ قد تكون "حماس" انتصرت. انتصرت مجدّدا على أهل غزّة الذين تعرضوا بفضل صواريخها وأنفاقها لعدوان اسرائيلي جديد كلّف ما يزيد على الفي قتيل معظمهم من المدنيين. كم سيدوم هذا الانتصار على الشعب الفلسطيني؟

فوق ذلك كلّه، هناك دمار واسع تعمّدت اسرائيل الحاقه بالقطاع. من سيعوّض أهل غزّة خسائرهم؟ هل يكفي الإتيان بامرأة من هنا وشاب من هناك يتحدّثان عن "انتصار المقاومة" كي يصدّق الفلسطينيون أنّ انتصارا ما تحقّق على اسرائيل؟

المهمّ الآن، ماذا بعد وقف النار؟ في حال كان هناك انتصار حقيقي، يفترض في "حماس" الإعتراف قبل كلّ شيء بالهزيمة نظرا إلى أنّ الحرب التي تسببت بها لم تحقّق أي هدف من أهدافها. لم تحرج الحرب مصر والعرب والفلسطينيين الآخرين ولم تخرج الحركة الإسلامية التي هي جزء لا يتجزّأ من الإخوان المسلمين من أزمتها العميقة.

ربّما كان الهدف الوحيد الذي حقّقته الحرب بقاء "حماس" ممسكة بالقطاع وهو امر غير مضمون، كما أنّه غير مقبول في المدى الطويل إلّا في حال واحدة. تتمثّل هذه الحال في ضمانات واضحة بأنّه لن تطلق بعد الآن صواريخ من غزّة. فوق ذلك كلّه، سيترتب على "حماس" توفير ضمانات لمصر في شأن منع غزّة من أن تكون مصدرا للإرهاب والإرهابيين ومأوى لمن يسعون إلى التآمر عليها وعلى الشعب المصري.

استغلّت اسرائيل حرب غزّة الأخيرة إلى أبعد حدود. استغلّت الصواريخ التي تطلق في اتجاه مدن وبلدات لتفادي البحث عن مخرج سياسي من أيّ نوع كان. أكثر من ذلك، استغلّت حكومة بنيامين نتانياهو، وهي أكثر الحكومات تطرفا في تاريخ اسرائيل، كلّ ما تفعله "حماس" للمضي في سياسة تسدّ كلّ الأفاق أمام حل سياسي يساعد في توفير حدّ أدنى من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

الثابت بعد حرب غزّة الأخيرة، فشل "حماس" مصريا وفلسطينيا وعربيا. تبيّن أن ليس لديها مكان آخر تذهب إليه غير مصر. أمّا الضفة الغربية، فقد أكّدت مرّة أخرى أنها مستعدة لأن تتعلّم من أخطاء الماضي عن طريق منع تكرارها، بما في ذلك خطأ "عسكرة الانتفاضة" الذي عاد عليها بالويلات في السنة 2000، أي في تاريخ لم يمرّ عليه الزمن بعد.

المهمّ الآن أن تدرك "حماس" أنّها خسرت كل رهاناتها. لم تحرج مصر. لم تحرج الفلسطينيين الآخرين. لم تحرج العرب. كلّ ما فعلته أنّها خدمت اسرائيل. لم يصفّق لها سوى الذين صفقوا قبل ذلك لصواريخ صدّام حسين و"حزب الله". ماذا كانت النتيجة؟

حسنا، انتهى صدّام بالطريقة التي انتهى بها، فيما وجد "حزب الله" من ينتصر عليه. انتصر على لبنان واللبنانيين. وها هو الآن يسعى إلى الانتصار على سوريا والسوريين. لم تجد "حماس" من تنتصر عليه سوى أهل غزّة. ولأنّها ليست اكيدة من قدرتها على تحقيق هذا الانتصار، لم تعثر أمامها، قبل أيّام من وقف النار، سوى على ثمانية عشر فلسطينيا أعدمتهم من أجل بث الرعب في القطاع.

ما الذي ينتظر غزّة غداً؟ من يبني البيوت؟ من يعوّض الخسائر التي ابتلي بها الناس العاديون والفقراء؟ لماذا التصعيد مع دولة تمارس الإرهاب وتمتلك من الأسلحة ما يكفي لتدمير كلّ بيت في القطاع؟ أين البطولة في ما فعلته "حماس"؟

قد يكون العمل البطولي الأخير الذي يمكن أن تلجأ إليه "حماس" في وقف الكلام عن شروط تضعها من أجل التزام وقف النار. لم تفعل ذلك، أقلّه إلى الآن. ما زالت تتحدّث عن شروط. ربّما هي في حاجة إلى مثل هذا الكلام من أجا انقاذ ماء الوجه لا أكثر.

في الواقع، إنّ موازين القوى لا تسمح بوضع شروط. كلّ ما تستطيع الحركة عمله يتمثّل في تسليم الأمور لمصر والإقتناع بأنّ الانتصار على اسرائيل ممكن ولكن ليس عن طريق الصواريخ والأنفاق. الانتصار على اسرائيل يكون بإقامة نواة لدولة فلسطينية مسالمة في غزّة بهدف واضح كلّ الوضوح. هذا الهدف هو نزع الذرائع التي تتسلّح بها اسرائيل للهرب من المفاوضات الجدّية في يوم من الأيّام، نظرا إلى أنّ مثل هذه المفاوضات غير واردة في المدى المنظور.

بعد الذي حصل في غزّة سيدّعي نتانياهو أنّه لا يستطيع القبول بدولة فلسطينية مستقلّة بأي شكل، خصوصا بعدما هددت الصواريخ التي أطلقت من غزّة مطار بن غوريون في تل ابيب.سيتحجج بالأمن من أجل افشال أيّ مفوضات جدّية. هل من خدمة أكبر من هذه الخدمة كان يمكن أن تقدّمها "حماس" لإسرائيل؟

في حال لم تع "حماس" هذه البديهيات، ستظلّ تحتفل بانتصارات وهمية من نوع الانتصار الأخير في غزّة. يبدو أنّ هناك فنّا جديدا بحد ذاته اسمه فنّ الاحتفال بالهزيمة من منطلق أنّها انتصار بدل الإقتناع بأنّ ليس في الإمكان إصلاح خطأ عن طريق ارتكاب خطأ أكبر منه. فالخطأ اسمه خطأ. والهزيمة اسمها هزيمة وليس أيّ شيء آخر. لا يمكن لإنسان أن ينتصر يوما إذا لم يعترف بهزيمته وينصرف بعدها إلى الإستفادة من تجارب الماضي. ما تطالب به "حماس" حاليا لغزّة كان متوافرا في العام 1998 عندما كان المطار، مطار ياسر عرفات، رحمه الله، يعمل. كذلك، كان الميناء يعمل، كما لم يكن هناك حصار...

بصراحة ليس بعدها صراحة، عملت "حماس" بمساعدة اسرائيل وتفاهم ضمني معها على تحويل غزّة إلى سجن كبير، لا لشيء سوى لأنّ هدفها لا يختزل باقامة دولة فلسطينية مستقلّة، بل بتغيير طبيعة المجتمع الفلسطيني وجرّه إلى مزيد من التخلّف والبؤس كي تسهل السيطرة عليه. هذا ما يفترض أن تعترف به "حماس" انطلاقا من أنّ العودة عن الخطأ فضيلة.هل تمتلك الحركة الجرأة الكافية للتراجع، أقلّه من أجل المحافظة على ما بقي من غزّة؟ هذا إذا بقي منها شيء!

 

هل تعلم قطر أن وحش الإرهاب يأكل أولاً من يرعاه؟

السياسة 30 آب/14

إلى أين تريد قطر الوصول بسياساتها، وهل تعتقد أنها يمكن أن تصبح قوة عظمى تجوب أساطيلها وحاملات طائراتها المحيطات؟ ألا تدرك أن أدوار الدول تحكمها قواعد عدة معروفة وأن في الاتحاد قوة، والمجموعة المتحدة هي التي تحمي أعضاءها الضعفاء، فإذا خرجت هي من جلدها الطبيعي فكيف تحمي نفسها؟

هذه التساؤلات وغيرها الكثير يطرحها المواطن الخليجي منذ سلكت الدوحة طريقاً مغايراً للعواصم الخليجية، ويضيف إليها السؤال: هل الوقت للأحلام والأوهام، أم لمواجهة الحقائق المؤلمة التي تسبب بها الأشقاء في قطر لـ”مجلس التعاون”، والذين نتمنى أن يكونوا أدركوا المخاطر التي يأخذونه اليها؟

نتمنى أن تكون الديبلوماسية السعودية التي نشطت في الأيام الماضية قد ساعدت على حلحلة بعض العقد في العلاقة الملتبسة بين قطر وبعض دول “مجلس التعاون” لكن يبقى الرهان على الدوحة فلا تغلق الأبواب بين الأشقاء، ولا تدفع بسياستها الكيدية إلى تضييق الخيارات وحصرها بالإجراءات العقابية المريرة، وهو ما كانت تتأباه دول المجلس طوال الاشهر الماضية.

للأسف، الإخوة في قطر استمروا على موقفهم، بل ازدادوا تعنتاً في الآونة الاخيرة، متوهمين أن خلط الأوراق الذي تسبب به “داعش” وبعض الجماعات الإرهابية منحهم قوة الموقف، غير مدركين أن هذه الجماعات وفي مقدمها “الإخوان” هي الوحش الذي يأكل أول ما يأكل من رباه ورعاه.

هذه المخاطر الكبيرة التي تهدد قطر قبل غيرها من دول المجلس هي ما أدركته الديبلوماسية الخليجية الرشيدة ولذلك لم تهدأ يوماً في سعيها لإعادة الأمور الى طبيعتها، حرصاً على حماية قطر من خطر المراهقة السياسية التي تمارسها، لإبقائها ضمن البيت الخليجي الذي هو الملاذ الآمن لكل دول المجلس، لا سيما أن التجارب العديدة أثبتت أن هذه الدول محكومة بوحدة المصير ولا فكاك منها، وهو ما يجب على الدوحة أن تدركه، وتتخلى عن أوهامها. فهي من دون “مجلس التعاون” ستكون كالعريان في صحراء المصالح الكبرى تستخدمه أطرافها ساعة تشاء لتحقيق أهدافها ثم تتخلى عنه، وفي هذه المرحلة التي يكثر فيها المتربصون بالخليج ودوله وشعوبه، لا ينفع العناد والرهان على الأوهام أو على جماعات إرهابية منبوذة عربياً وإسلامياً وعالمياً، وقبل كل هذا وذاك مكروهة خليجياً.

فهل أصيبت القيادة القطرية بحَوَل في الرؤية حتى تعتقد أن السعودية القوية ليست مصدر قوة لها، تماماً كما أن قطر المستقرة المزدهرة هي مصدر استقرار وازدهار للسعودية، والكويت والإمارات والبحرين وعمان؟

وهل يمكن لجماعة، مثل “الإخوان”، عاثت في الأرض إرهاباً وإفساداً، ورأينا ماذا فعلت في مصر المحروسة خلال عام من الحكم، أن تكون مصدر قوة لقطر، أليست في هذا التحالف المخالف للمنطق تسعى بإرادتها إلى الانتحار السياسي والاقتصادي، ألم يؤد بها موقفها الداعم لـ”الإخوان” و”داعش” إلى توجيه أصابع الاتهام إليها بتغذية الإرهاب؟

في كل هذه المعمعة ماذا كانت حسابات الدوحة، وإلى أين تريد أن تصل بـ”مجلس التعاون” الذي تطوقه الحرائق من كل صوب، أكان في اليمن أو العراق أو على المقلب الثاني من الخليج حيث نظام طهران يتحين فرصة الانقضاض على دول المجلس واحدة تلو الأخرى بعدما تتهيأ له الظروف وأفضلها بالنسبة إليه انفراط عقد المجلس؟ وقد بدأت لغة التهديد والوعيد المبطنة وأحيانا العلنية تعلو نبرتها إيرانيا.

الأجوبة عن كل هذه التساؤلات وإثبات حسن النوايا والرشد السياسي ينتظر الخليجيون كافة أن تأتي من جدة التي تتجه الأنظار اليها اليوم حيث يمكن للدوحة أن تضع حداً للعبة الابن الضال المشاغب وتعود إلى كنف المجلس الذي لا ملجأ لها غيره، لأن العلاج بالكي يقضي على المرض، لكنه يصبح مصدر ألم دائم، ويترك آثاره على الجسد الى الأبد.

 

وزير الداخلية وصف الوضع في البلدة بـ "القنبلة الموقوتة" ويسعى لمنع انفجارها

“حزب الله” يفشل في جر الجيش اللبناني إلى مذبحة في عرسال

حميد غريافي/بيروت – “السياسة”

وسط تنامي المخاوف الأمنية المشرعة رسمياً بتصريحات الوزراء المعنيين والحكومة السلامية, يستمر الوضع اللبناني الداخلي في حلقة دورانه في الفراغ, في ظل انكفاء المبادرات الدولية وعجز القوى السياسية الداخلية عن إنتاج تسويات خارج نطاق الحسابات الاقليمية المتحكمة بالأزمات اللبنانية, وفي مقدمها انتخابات رئاسة الجمهورية التي دفعت عنوة الى اسفل سلم الاهتمامات بعدما تقدم الوضع الامني واجهة المتابعات.

حتى ملف العسكريين المخطوفين الذي دخل مرحلة الخطر, إذا ما صحت المعلومات الواردة في شأن ذبح الرقيب علي السيد وفق ما ظهر في الصور التي نشرها تنظيم “داعش”, بات يحتاج الى توافق سياسي غير متوافر حتى اللحظة, بما يعكس عمق الهوة بين المسؤولين الذين يتوزعون في بلدان العالم لقضاء إجازاتهم.

ولا ينفصل ملف المخطوفين العسكريين عن الوضع في بلدة عرسال, الذي وصفه وزير الداخلية نهاد المشنوق بـ”القنبلة الموقوتة”, إذ بات يحتاج وفق التوصيف الوزاري الى اجماع سياسي, قاده أمس الى الرابية حيث اجتمع مع رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون, واعلن على الاثر ان قنبلة عرسال جاهزة دائماً للانفجار, متمنيا بمساعي القوى السياسية كلها “ان تستطيع تحقيق تقدم في ملفي عرسال والعسكريين المخطوفين للحد من الآثار السلبية”.

وأوضحت مصادر قريبة من المشنوق أن اللقاء حتمته تطورات عرسال, فهذه القضية تحتاج إجماعاً وطنياً وتوحيداً للرؤية الى ما يحصل وسبل معالجته.

وإذ أشارت إلى أن المشنوق قد يوسع مروحة اتصالاته, أكدت المصادر أن كل الخيارات لحماية لبنان خاضعة راهناً للنقاش وخيار إقفال الحدود واحد منها, إلا أن وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أوضح لـ “وكالة الأنباء المركزية” ان اللجوء الى اقفال الحدود في وجه النازحين السوريين سيعتمد فقط لدواع امنية غير متوافرة حتى اللحظة, معتبرا ان الوسيلة الفضلى لمواجهة هذا الواقع هي في توحيد الموقف السياسي والشعبي للتضامن مع الجيش اللبناني ومؤازرته.

وكانت المناطق الجردية في عرسال استعادت هدوءاً نسبياً, أمس, بعد اشتباكات بين الجيش والمسلحين ليلاً حيث افيد عن مقتل عشرات الارهابيين واستقدم الجيش تعزيزات من المجوقل واللواء الثامن واستنفر في النقاط المواجهة للجرود وبقيت نقطة وادي الحصن فارغة لاعتبارات عسكرية.

وترددت معلومات عن تجمع لحشود من المسلحين في الجرود, عزاها البعض إلى التطورات في القلمون أو المفاوضات المتعلقة بالعسكريين المخطوفين.

وتمكن حاجز للجيش ليل اول من امس من توقيف سوريين شاركا في معارك عرسال, واشارت المعلومات الى انهما من مرافقي الموقوف عماد جمعة, كما اوقف سائق السيارة الذي كان يقلهما وفي حوزته مسدس حربي وذخائر.

أما في شأن شريط ذبح العسكري علي السيد من فنيدق, ففي حين أعلن والده أن “هيئة العلماء المسلمين” أكدت خبر استشهاده, اشارت مصادر معنية الى ان قيادة الجيش ستصدر بياناً خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة يوضح القضية, فيما قطع أهالي عدد من القرى في عكار, أمس, بعض الطرقات في خطوة تضامنية مع العسكريين المخطوفين, مناشدين المسؤولين العمل بسرعة لإنقاذ ابنائهم.

وليس بعيداً, اعتبر مصدر رفيع في قوى “14 آذار” أن نظرية “حزب الله” بأن تدخله عسكرياً في سورية يحول دون تمدد الارهابيين في اتجاه لبنان سقطت, وهو فشل ليس في منع هؤلاء من دخول لبنان فحسب, إنما استجلبهم الى العمق, حسبما تبين من موجة التفجيرات التي استهدفت الضاحية الجنوبية وأماكن أخرى في بيروت.

من جهتها, قالت أوساط روحية مسيحية لبنانية في لندن لـ”السياسة” امس ان “حزب الله يضغط بكل ما أوتي من وقاحة على الحكومة والجيش من أجل دفعهما الى الاستعانة بجيش النظام السوري, لعبور الحدود اللبنانية والتصدي للمقاتلين “التكفيريين” المرابطين فوق الجبال والجرود المحيطة بعرسال, كبديل عن انخراط الحزب” في المعارك.

وأكدت الأوساط أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله غير راض عن مواقف الجيش الأخيرة في عرسال, “حيث خاب أمله من عدم إقدام العماد جان قهوجي على المغامرة بكل أرصدته الاخلاقية والسياسية والعسكرية والانسانية, وشن هجوم شامل على تجمعات المقاتلين في جرود عرسال”, مشيرة إلى أن الخسارة حتمية في معركة كهذه “لأن الجيش غير قادر على حشد أكثر من ثلاثة آلاف جندي وضابط في وجه العدد المماثل للمسلحين, وبالتالي ستنزل بالألوية ذات التسليح المتواضع كارثة حقيقية”.

وأكدت الأوساط أن قيادات سياسية واقعة بين مطرقة “حزب الله” وسندان “داعش” و”النصرة”, “تدريس بإمعان حسابات الربح والخسارة من جراء شن هجوم عسكري على مرتفعات عرسال “للقضاء” على المسلحين, وإنقاذ الرهائن من الجيش الواقعين بين أيديهم, قبل تنفيذ وعيد الدواعش بإعدامهم إذا لم ترضخ الحكومة لشروطهم, وما إذا كانت هذه المغامرة غير المضمونة بأي وجه من الوجوه, ستدفع مرشحاً معيناً لرئاسة الجمهورية الى الكرسي الأول, أم أنها ستقضي نهائياً على مستقبله السياسي والعسكري”.

وكشفت الأوساط لـ”السياسة” عن أن “قيادات مسيحية وسنية في الجيش وقوى الامن الداخلي تعارض قتال التكفيريين بدلاً عن “حزب الله” المنخرط في أوحال الحرب السورية, وتفضل عدم مشاركة العنصرين السني والمسيحي في هذه المعارك المقبلة, تاركة العنصر الشيعي في الجيش للذود عن ابناء جلدته في حزب الله والاستشهاد في سبيل بشار الاسد ومغامرات نصر الله وجماعته”.

 

عربة أوباما وحصان داعش

الياس حرفوش/الحياة

إذا كان الأوكرانيون ينتظرون المساعدة من باراك أوباما ليمنع فلاديمير بوتين من توغل قواته داخل بلادهم، فالأرجح أنهم سينتظرون طويلاً، مثلما انتظر السوريون أن يهبّ أوباما لنجدتهم بعد أن وعدهم بأن لا مكان في هذا العصر لحاكم يقتل شعبه كما يفعل بشار الأسد.

أوباما يفضل أن لا يضع العربة قبل الحصان، كما قال في آخر «حكمة» أطلقها في مؤتمره الصحافي الأخير. أي أنه يفضل التريث على التسرع عند اتخاذ القرار. لكن المشكلة أنه بانتظار القرار الذي لا يأتي تتقدم كل الأحصنة وتسبق عربة الرئيس، من الحصان الروسي إلى الحصان «الداعشي». وإذا استمرت الأمور على هذه الحال بانتظار نهاية ولاية أوباما بعد سنتين فمن الصعب تقدير مدى الضرر الذي سيلحق بالتوازن في العلاقات الدولية، ولا بالخراب الذي سيحل بالمنطقة العربية مع تقدم قوى التطرف على حساب استقرار الأنظمة وأمن الشعوب.

لعلّي أسمع من يقول: ولماذا يجب أن تكون الولايات المتحدة مسؤولة عن حل مشكلات العالم وعن تسوية أزماته؟ وهو اعتراض نسمعه تكراراً من مسؤولين ودبلوماسيين أميركيين يقولون: لا تتوقف شعوبكم عن انتقاد سياسات أميركا والاحتجاج على دورها كشرطي للعالم، ثم نجدكم تبحثون عن نجدة أميركا عند أول أزمة تواجهها بلدانكم!

صحيح أنه ليس مطلوباً من الولايات المتحدة أن تحل مشكلات العالم، كما أن تسوية الأزمتين السورية والعراقية، والأزمة الأوكرانية، هي من مسؤولية هذه الدول، وبالتالي فان عليها البحث عن حلول لمشاكلها الداخلية. لكن الضروري أيضاً، وقبل ذلك، أن تنطبق هذه المعادلة على كل تدخل خارجي في أية أزمة دولية، وليس على التدخل الأميركي وحده. ذلك أن مسؤولية الولايات المتحدة تصبح مضاعفة عندما يكون التدخل الروسي مثلاً هو الذي يلعب الدور الحاسم في الأزمة الأوكرانية، كما أن هذا التدخل، مضافاً إليه تدخل إيران، هما اللذان لعبا وما زالا، دوراً حاسماً في إطالة أمد الأزمة السورية وفي إغراق العراق في الحرب الطائفية. وفي الحالتين انتهى الأمر بهزيمة أصوات الاعتدال بين كل الطوائف وارتفاع حدة الصراع المذهبي، وصولاً إلى الحالة الإرهابية التي يفرضها «داعش» اليوم في مناطق نفوذه.

وعلى رغم تفاقم هذا الخطر الإرهابي، الذي بات مقلقاً للدول الغربية نفسها، كما ظهر من خلال رفع مستوى التأهب الأمني في بريطانيا بالأمس، فلا شيء يشير إلى أن هناك خطة بديلة لدى إدارة أوباما للتعامل مع هذا الوضع. صحيح أنه أمر بغارات جوية على مواقع «داعش» في العراق، وبعملية واحدة، على الأقل ضد التنظيم في سورية، سجلها نظام الأسد في خانة مصلحته، لكن أوباما اعترف أنه لا توجد لديه استراتيجية حتى الآن لمواجهة «داعش»، وأنه طلب من وزير الدفاع تشاك هاغل إعداد خيارات عسكرية لبحثها واتخاذ قرار في شأنها.

في سورية، كما في العراق وأوكرانيا، لا يساهم الفراغ الناشئ عن تردد أوباما وعجزه، سوى في تفاقم الوضع. وهو ما يدفع حلفاء الولايات المتحدة إلى التردد في التعامل معها. في أوروبا، لا توجد ثقة كبيرة في قدرة الإدارة الأميركية على مواجهة الروس في الأزمة الأوكرانية. وبينما يرى مسؤولون في هذه الإدارة الخطر الناجم عن المغامرة الأخيرة للقوات الروسية داخل أوكرانيا، يعتبر أوباما أن «ما شاهدناه هذا الأسبوع لا يختلف عما حصل خلال الأشهر الماضية». ولكن السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامانثا باور، وعلى عكس رئيسها، اتهمت موسكو بالكذب عندما نفت تقدم قواتها في أوكرانيا، وقالت إن تصرف روسيا «يشكل تهديداً لنا جميعاً في سلامنا وأمننا».

أما في الشرق الأوسط، وعلى رغم قرار أوباما إرسال وزير الخارجية جون كيري إلى المنطقة لتنسيق المواقف مع الحلفاء الراغبين في مواجهة «داعش»، فليس هناك ما يشير إلى أن هناك ثقة كبيرة لدى هذه الدول في أي سياسة أميركية حكيمة وفاعلة تسمح بدفع خطر هذا التنظيم الإرهابي، وذلك بناء على الخيبات من سياسات أوباما الفاشلة في سورية والعراق. على العكس تشعر هذه الدول أن التوعية السياسية والدينية لشعوبها والتعاون بين أجهزتها الأمنية سوف يكونان أكثر فاعلية في مواجهة المد «الداعشي» من الاعتماد على العربة الأميركية بقيادة أوباما، التي أثبتت أنها عربة معطلة، فيما الأحصنة تصل إلى نهاية السباق بلا حواجز.

 

البغدادي وإمبراطورية الوهم

أسامة مصالحة/الحياة

لا شيء يضاهي جهل البغدادي بالدين سوى جهله بالتاريخ، فالرجل الذي أعلن، بثقة كاملة، دولة إسلامية في العراق والشام، تخيل أن جمع هذين «المركزين» الإقليميين في سلة واحدة، سلة الخلافة، هو عمل ممكن. الحقيقة التي يجهلها البغدادي هي أنه، ومنذ ما قبل الإمبراطورية الآشورية وحتى «داعش»، لم يجر أي مشروع يهدف لبناء تشكيل سياسي، يتكون من العراق والشام، إلا وفقاً لنزعات إمبراطورية توسعية تعتمد الإلحاق والضم والهيمنة والإخضاع. فالحضارات القديمة التي كان العراق مركزها - السومرية والبابلية والآشورية- عانت طويلاً من تمرد الممالك الصغيرة المتمركزة في بلاد الشام. ولم تفلح الخلافة الإسلامية، بحقبتيها الأموية والعباسية، في تغيير هذه الحقيقة على أي مستوى كان. كما لم تنجح الدعوة القومية للبعثيين في خلق واقع مختلف. بل أن هناك من رأى أن الانشقاق الكبير في الأسلام، بين السنة والشيعة، حدث، في مستوى من مستوياته، نتيجة التنافس السياسي بين كل من هذين المركزين. وهناك من توصل، كـ «يوليوس فلهاوزن»، الى أن التشيع ذاته، كمذهب ديني، لا يعدو أن يكون تعبيراً عن شعور العداء لبني أمية من جانب ولاية العراق المغلوبة، وأن علياً بن أبي طالب رمز، حتى بعد غيابه، للسيادة المفقودة عند أهل العراق. وحتى الدولة الحمدانية، التي تأسست على قاعدة قبلية وعشائرية ومذهب شيعي في مناطق الفرات والجزيرة، انقسمت الى فرعي حلب والموصل. أما الإنشقاق الكبير بين البعثيين، في العصور الحديثة، فلقد اتخذ نفس المنحى الدرامي ولم يستطع الإفلات من منطق هذا التنافس التاريخي الدموي. فذهب العداء بين فرعي البعث العربي، العراقي والسوري، الى حد تحالف الفرع السوري مع الخصم التاريخي للعراق، ايران، ضد إخوتهم في الدم والايديولوجيا.

غير أن «الخليفة» ابو بكر الغدادي، لا يسعى الى بناء دولة في العراق والشام فقط، فالرجل يلوح بخريطة «إمبراطورية إسلامية» تضم، في ما تضم، اكثر من نصف مساحة أفريقيا وأكثر من ثلث مساحة أوروبا وما تيسر من مساحة آسيا. «دولة العراق والشام»، والحال هذه، ليست هي سوى ولاية صغيرة داخل امبراطورية كونية لم تخطر حتى على بال هارون الرشيد، الخليـفة الذي خاطب، يوماً، غيمة، من على شرفة قصره، قائلاً: «امطري حيث شئت، فخراجك لي».

 

هولاند: لا خيار بين البربريتين

أسعد حيدر/المستقبل

قد لا يكون فرنسوا هولاند الرئيس الذي كانت فرنسا والفرنسيون يريدونه ويحتاجونه. لم ينجح هولاند في حل مشكلة فرنسية داخلية. لا بل ان الازمة تعمقت وأصبحت ازمات، الاقتصاد تراجع، اليمين المتطرف تقدم وهو يشكل خطراً حقيقياً في الانتخابات المقبلة. فرنسا كلها في خطر. اذا كانت فرنسا في خطر، معنى ذلك ان جزءاً مهما من العالم في خطر، مهما بلغ حجم تراجع فرنسا، فإنها تبقى ضرورة في العالم، خصوصا في اوروبا، ما زال لديها الكثير لتقدمه. فرنسا تملك نظاماً ديموقراطياً، قادرا على التجدد والخروج من ازمة اساسها الفقر في القيادات. ليس مطلوباً ان يأتي رئيس بحجم ديغول حتى تعود فرنسا، المطلوب أن يأتي رئيس جمهورية لديه مشروع حقيقي، وقدرات ذاتية وموضوعية لتنفيذه.

انحدار شعبية فرنسوا هولاند الى ادنى درجة في تاريخ الجمهورية الخامسة، لا يعني ان الرجل لا شيء. فشل هولاند كثيراً لكنه نجح ايضاً في التعامل مع السياسة الخارجية. اثبت هولاند ان لديه تطلعات ورؤى كثيرة لكن «العين بصيرة واليد قصيرة». موقفه من سوريا والثورة من اليوم الأول للثورة، متميز يؤكد امتلاكه البصر والبصيرة، لم ينجح هولاند لأن قائد العربة الغربية، باراك اوباما رئيس يخاف من المواجهة والصدام فكيف بالحرب الى درجة انه مع الوقت اصبح رئيساً متردداً لا يملك رؤية ولا حتى استراتيجية. يقول ما يجب وينفذ عكس ما يقوله، انتهت الأوبامية وهي تتقلب فوق نار الشرق الاوسط، في مرحلة تقدمت فيه البوتينية وكان عصراً جديداً قد بدأ معها، ايران قامت باقتحام النار وكأنها ستربح كل شيء حتى ولو نزفت قواها وخسرت مصداقية كل خطاباتها الثورية.

المشكلة دائماً، ان الصغار يدفعون شعوبهم لدفع الثمن، خصوصاً اذا كان بينهم من يؤمن انه لاعب كبير قادر على تغيير الخرائط، في وقت ليس فيه الأسد اكثر من بيدق ينتهي متى استنفد دوره. خلق الأسد ومعه كل الأسديين وصنائعه من الممانعين، اسطورة بأنه قادر على البقاء الى الابد، لأنه نجح في جعل نفسه حاجة دائمة. حالياً يصدق الأسديون على مختلف اشكالهم والوانهم، ان الحرب ضد ارهاب «داعش» والنصرة لها شريك واحد هو بشار الأسد، العالم وليس فقط الولايات المتحدة الاميركية بحاجة له، لذا يمكنه فرض شروطه، وما على الآخرين سوى تقديم ما يطلبه مع الشكر لأنه يقبل التعاون معهم.

«الأسديون» و«الممانعون» احرار في ان يعتقدوا ما يريدون. لكن توجد دائماً ثوابت لا يمكن لاحد نفي وجودها، حتى ولو جرى طيها احياناً. من هذه الثوابت، لا يمكن الغاء الاكثرية، لمصلحة الاقلية مهما كانت قوية وطموحة ومقاتلة. هذه الحقيقة وصلت اخيراً الى البيت الابيض، اوباما لم يعد يمكنه تجاهلها مهما كان ضعيفاً غير قادر على الفعل. الشراكة هي الحل.

«داعش» أيقظ بالخوف العجز الأوبامي ودعم موقف هولاند القديم المتجدد. الآن توجد نقاط ثابتة في رؤى استراتيجية صالحة للسنوات القادمة. اوباما قال جزءاً منها وهولاند اكد ثوابتها التي كان قد تبناها قبل اكثر من سنة امام سفرائه:

[ «لقد فقد الأسد شرعيته بالقاء البراميل المتفجرة على العائلات البريئة».

[ «يجب ان نعطي الناس خياراً بديلا من «داعش» والأسد».

[ «لا ارى سيناريو يمكن للاسد ان يكون قادراً فيه على تحقيق السلام والاستقرار في منطقة ذات غالبية سنية».

هذا ما قاله الرئيس اوباما. طبعاً لا يعني ذلك ان القوات الاميركية تستعد لكسر الحدود السورية، لكن من المؤكد ان تحولاً قد حصل. الرئيس فرنسوا هولاند صاغ هذه الاستراتيجية امام سفراء فرنسا في العالم فقال:

[ «قلت امامكم العام الماضي ان عدم التحرك يفيد المتطرفين وقد ثبت كلامي... اليوم ازداد الخطر لا بل اصبح هائلاً».

[ «لتكن الأمور واضحة بشار الأسد لا يمكن ان يكون شريكاً في مكافحة الارهاب فهو الحليف الموضوعي للجهاديين».

[ «لا خيار ممكناً بين بربريتين» («داعش» والأسد).

[ «على المجتمع الدولي ان يسلح قوات المعارضة التي تحارب».

انتهى زمن «الافراط في العزلة»، العالم ايقن انه لا يمكن الطلب من «الضفدعة نقل العقرب على ظهرها». لذلك الحل لا «داعش». لا الأسد.

 

عندما لا يستوعب حزب الله «جدّ» التسلّح

كارلا خطار/المستقبل

«افتح يا سمسم».. ما على الدولة اللبنانية سوى التأشير بإصبعها لإيران لتشرّع أبواب مخازنها على مصراعيها وتقدّم لها ما شاءت من السلاح والصواريخ لمحاربة الإرهاب.. هذا ما كان ينقص لتُحقق إيران حلمها في المنطقة، ربّما لفقدان أملها باسترجاع نفوذها في سوريا، فهمست في أذن عضو كتلة «المقاومة والتحرير» النائب حسين الموسوي لحثّ لبنان على طلب المساعدة من إيران!

ماذا حدث؟ هل انتهى دور أصحاب الأيادي البيضاء؟ فمهمّة تسليح لبنان لم تبدأ أساساً لتنتهي، وكأن الموسوي استبق الأحداث إنما على عكس تواترها. فمنذ الصباح الباكر، وفي حديث إذاعي، عرض الموسوي على الدولة اللبنانية «صفقة العمر» في عزّ احتياج الجيش اللبناني للسلاح لا للنصائح والنعي والكلام الذي لا منفعة منه.

لقد اعتاد «حزب الله» على التسلّح في الظلام.. تماماً كما يتم إيقاف تشغيل كاميرات أوتوستراد الجنوب انطلاقاً من بلدة الرميلة لتمرير شاحنات السلاح منذ ما قبل حرب تمّوز 2006 وتحضيراً لها، وكان الأمين العام لـ«حزب الله» قد اعترف في 23 أيار من السنة نفسها بامتلاك الحزب نحو 12 ألف صاروخ. وإن كان الحزب يرفض رفضاً قاطعاً تسليم سلاحه للدولة، أي للجيش، فكيف له أن يرتضي بتسليح إيران للجيش من دون مقابل؟

في كل الأحوال إن إيران لم تعرض يوماً المساعدة على الجيش اللبناني، فمن يموّل الأحزاب الإرهابية البعثية في سوريا و«الإلهية» في لبنان، لن يسعى يوماً الى دعم الدولة والشرعية. وقد ذكر الرئيس السابق العماد ميشال سليمان بأن «إيران لم تعرض على الجيش أي هبة تسليح طيلة فترة ولايتي كقائد للجيش ولا خلال ولايتي الرئاسية».. فما هو ثمن هذه الصفقة التي يعرضها الموسوي اليوم مستفيداً من الشغور في موقع الرئاسة الأولى؟

قبل كل شيء، دعا الموسوي «اللبنانيين الى الوقوف صفاً واحداً في وجه الإرهاب الذي يضرب لبنان والمنطقة باعتباره الخطر الأكبر علينا»، تصريح ملغّم بالأفخاخ والثغرات: فكيف يقف اللبنانيون صفّاً واحداً وقسم منهم يقاتل في سوريا؟ وكيف يتوحّد اللبنانيون وقسم منهم هو السبب في استشهاد عناصر جيشهم بطريقة لا رحمة فيها؟ وكيف يكونون صفّاً واحداً وجزء منهم هو الذي دفع بالإرهاب الى حدوده؟

وفوق هذا كله، يعتبر الموسوي أن «الوعود التي نتلقاها بتسليح الجيش ما هي إلا مزحة من قبل بعض الدول، لأننا لم نرَ ترجمة لتلك الوعود على أرض الواقع»، من سوء حظّ الموسوي أن المساعدات وصلت الى لبنان بعد تصريحه بساعات قليلة، ومن حسن حظّ اللبنانيين أنه تمّ كشف نيات إيران التي لن تمانع طبعاً إذا ما طلبت الدولة اللبنانية تسليحها، إنما بثمن.. وما هذه الدعوة المبطّنة سوى إشارة الى أن إيران لم تعدْ ترى أنه من الممكن إنقاذ النظام السوري.. إلا أنها لا تعلم أن لا خبز لها في لبنان.

ما اعتبره الموسوي مزاحاً تبيّن أنه أكثر من جديّ.. إنه جدّ الجدّ وسيخيب أمل إيران في محاولة للسيطرة على لبنان، ولا شكّ بأنها ستكرر محاولاتها للسيطرة على لبنان بأي ثمن.. لكن الواضح أن إيران تتحدّى بهذه الطريقة أيضاً المجتمع الدولي الرافض لأي اختلال للأمن في لبنان.

«ايران مستعدة لنقل السلاح الى الجيش اللبناني خلال أيام إذا طلبت الدولة ذلك» يقول الموسوي. وماذا يطلب الموسوي لمثل هذا الإجراء؟ قطع الكهرباء عن كل لبنان لأيام طويلة حتى يتم التسليم؟ أليس تسليم سلاح «حزب الله» أسهل؟ طبعاً إن الحزب يفضّل أن تمدّ إيران لبنان بالسلاح فحينها يصبح «حزب الله» الوصي على السلاح وعلى لبنان وشعبه، حينها تكتمل مهمّته فيضع الدولة في مواجهة الجيش.. يريد «حزب الله» أولاً وأخيراً أن يشوش على دور الرئيس سعد الحريري المؤتمن على مال تسليح الجيش اللبناني بالهبة السعودية التي بلغت أربعة مليارات دولار، وقد عاد لإطلاق مسيرة تسليح الجيش جدياً لحماية الدولة لا الدويلة.. فهل هناك من داعٍ ليستكمل «حزب الله» محاولاته استمالة الدولة؟

 

أوباما.. وأيزنهاور!

علي نون/المستقبل

إذن، لا يزال الرئيس الأميركي باراك أوباما «يدرس» كيفيّة مواجهة «داعش» في سوريا، ولم يصل بعد إلى القرار المناسب مثلما فعل في العراق!

أي أنّ سياسته الأولى الخاصة بالوضع السوري لم تتغيّر، بل إنّ ما قاله بالأمس يكاد أن يكون تكراراً حرفياً لما سبق وقاله منذ اندلاع الثورة في منتصف آذار 2011، والذي لم تغيّر فيه وفي فحواه ومبتغاه كل الكوارث اللاحقة بالشعب السوري، وكل التأثيرات اللاحقة بدول الجوار السوري، وكل الانتهاكات الشنيعة لـ«حقوق الإنسان» التي ارتكبتها سلطة بشّار الأسد.. ثمّ كل النتائج السلبية التي أنتجتها تلك الميوعة المقصودة!

تكفي القراءة مجدّداً في ما قاله الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمام المؤتمر السنوي لسفراء بلاده لتبيان مدى فداحة الخطايا التي ارتكبها «المجتمع الدولي»، أي الإدارة الأوبامية أوّلاً وأساساً إزاء الوضع السوري.. ممّا قاله هولاند (...) «واليوم بوسعي أن أقول لكم إنّ عدم التحرّك حينها، لمعاقبة الأسد على استخدام الأسلحة الكيماوية، لعب دوره في إيصال الإرهابيين إلى ما هم عليه الآن (...) ما زلنا نرى تداعيات عدم تحرّكنا حتى اليوم حيث يستمر نظام الأسد في سياسته القمعية ويزداد عدد اللاجئين يوماً بعد يوم فيما المجموعات الإرهابية تزداد نفوذاً. هذه هي نتيجة عدم تحرّكنا في الوقت المناسب».

والواضح أنّ هولاند لا يخاطب أحداً إلاّ الإدارة الأميركية ورئيسها. ولا يقرّع بصوت عالٍ بما فيه الكفاية، إلاّ تلك الإدارة ورئيسها. ولا يحمّل المسؤولية الأولى إلاّ لتلك الإدارة ورئيسها.. والواضح أكثر هو أنّ أوباما الذي تحدّث بعد ساعات من جواهر هولاند، أدار الأذن الطرشاء لذلك التقريع واستعار عادة النعامة.. وذهب لينام!

ما يراه هولاند، يرى مثله أوباما وأكثر.. ومع ذلك يصرّ على نهجه. وفي ذلك ما يدفع إلى الافتراض أنّ سياسة الانكفاء التي يعتمدها تكاد أن تنجح تماماً في إعادة إحياء الحرب الباردة بعد عقدين من انطفائها. ومن أوكرانيا إلى الشرق الأوسط! وذلك لا يمكن أن يكون تلقائياً وعفوياً بل مدروساً ومقصوداً (؟) وكأنّ آليات توليد وصنع القرار الأميركي موجودة شكلاً في البيت الأبيض والإدارات التابعة والمعنية، وفي الكونغرس بمجلسَيه، لكنها في المضمون موجودة في أماكن أخرى! في الأمكنة التي دفعت في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، رئيساً تاريخياً من وزن دوايت أيزنهاور إلى الصراخ في وجه أصحابها علناً «إنّ كل بندقية تُصنع، وكل سفينة حربية تُدشَّن، وكل صاروخ يُطلق، هو في الحسابات الأخيرة عملية سرقة للقمة العيش من فم الجياع ومن أجساد الذين يرتجفون من شدّة البرد ويحتاجون إلى الكساء».

.. في المحصّلة الواضحة حتى الآن، أنّ الانكفائية الأوبامية لم تؤدِّ سوى إلى إعادة الاعتبار لمنطق المواجهات والحروب.. ومصانعها!

 

حزب سليماني «يُحاكٍمُ» الجيشَ اللبناني!

بول شاوول/المستقبل

جاؤوا من سوريا إلى لبنان، كما ذهب حزب الله من لبنان إلى سوريا. ربما بالطرق نفسها. والعقول نفسها والهواجس نفسها. فلو لم يذهب حزب «محتشمي» تحت يافطة مذهبية للدفاع عن النظام المذهبي، لما جاء من جاء من «تكفيريين» و»داعشيين» إلى عرسال، وخطفوا أفراداً من قوى الأمن والجيش اللبناني.

هذه هي النقطة التي يحاول «مياومو» الحزب ومرتزقته أن يطمسوها، وليقنعوا اللبنانيين بأنهم ذهبوا للقتال (أقصد لقتل الشعب السوري) ليمنعوا هؤلاء من اختراق لبنان. والواقع إنّ من جاء إلى عرسال (وقبلها بتفجيراته إلى الضاحية) انما جاء أثناء انخراطهم المسلح والدموي في الحرب القائمة بين النظام البعثي والشعب العربي السوري.

منطق «سفسطائي» لكن صبياني، لكي نقول إنه من فرط غبائه، يستغبي اللبنانيين والبيئة المحضونة قسراً من الحزب. منطق الصبية يقبله الصبية! وقد حذر كثيرون حزب «محتشمي» العدول عن «نزهته» المذهبية بزاده وعتاده الإيراني، إلى أرض عربية، ونبهّوه إلى أنه سيستجلب الأزمة السورية وصراعاتها إلى لبنان، وتالياً سيفتح الحدود التي سلكها بسلاحه إلى القصير، والقلمون ليدخل سواه منها إلى عرسال وغير عرسال. فالطرق سالكة في اتجاهين وثلاثة ومئة.. هذا كان يعرفه الحزب (ولو كنا قد نسمع مستقبلاً من يصرح بـ»لو كنت أدري»! أما كيف ذهب الحزب إلى سوريا ولم يعد حتى الآن وعادت بدلاً منه جثث الشبان الشيعة في نعوش، فهذا أمرٌ معروف. تماماً كما غزا بيروت والجبل من دون «استئذان» أحد، اللّهم النظام السوري، وولاية الفقيه. ولم يحاسب أحدٌ هذا الحزب. لا عن جرائمه التي ارتكبها في 7 أيار ولا عن احراقه وسائل اعلام منها جريدة «المستقبل» وتلفزيون «المستقبل».. ولا عن انتهاكه الحرمات. السبيل الاستباحي مسموح له ولا أحد حاسبه عن نتائج حرب تموز وويلاتها على لبنان.       لم يسأله أحد كيف يكون قد انتصر على اسرائيل بتكبيدها 78 قتيلاً في الوقت الذي سقط من اللبنانيين قرابة 3430 بين قتيل وجريح في حرب تموز . حزب لا يسأل أحداً ولا يريد ان يسأله أحدٌ. هو مرشد نفسه. ومرشد الآخرين. بالسلاح طبعاً. والغريب انه لم يُساءَل مثلاً كيف يزعم ان «سلاحه» الإيراني ما زال جاهزاً لمحاربة العدو بينما كان الجولان المحتل على بعد خطوات منه: «اسرائيل ليست أولوية الآن» وكأن مقاومة اسرائيل هي «موسمية» كموسم السياحة في لبنان، أو كعيد النيروز في ايران.

والأغرب أن حزب «المقاومة» الذي يحتل جزءاً من الأراضي السورية، وينكل بشعبها، لم يتدخل ولو برصاصة واحدة ضد العدو الاسرائيلي الذي كان وعلى امتداد أسابيع، يدمر غزة، ويُهجّر أهلها ويثكل أطفالها ونساءها (2200) قتيل، باعتبار أنه لا يريد أن يُحرج «الفلسطينيين» بتدخله. صارت محاربة العدو في فلسطين المحتلة وغزة «احراجاً». واكتفى بالتصفيق والزمير والاغتباط (الظاهري) بما سمي انتصاراً في غزة. شيء مريب حقاً، أترى طمأن حزب الله اسرائيل بعدم «إحراجها» في حربها على غزة ، كما طمأنته بعدم احراجه عندما ذهب للدفاع عن النظام السوري؟ طمأنة متبادلة. طمأنة «الأعدقاء» (على قولة إميل حبيبي، أو «شيلني أشيلك» على قولة المصريين والفيلم المشهور بهذا العنوان. لم يسأل «العروبيون» و»القومجيون» وعبيد الطغاة (باسم القومية العربية من صحافيين واعلاميين وسياسيين) أين انت يا «حزباه»! على وقع «وامعتصماه». أنجدْ أخاك الفلسطيني ظالماً أو مظلوماً (على قولة القبائل العربية) أو دافع عن المقامات المقدسة في فلسطين، التي يستبيحها العدو. المقامات المذهبية (الدينية) تستحق خوض حرب لحمايتها في سوريا، وحمايتها ممن؟ من السّنة الذين بنوها وحموها أكثر من ألف عام! تُركت غزة وحدها تواجه الطغيان الصهيوني والطنين الإعلامي للحزب ورنينه وأجراسه تدق وتعزف ألحان التضامن مع أهل غزة! وأفلت الحزبُ مرتزقتَه على وسائل الاعلام، ليبشروا بانتصار حماس في غزة، في حدود الشاشات التلفزيونية والاذاعية والصحافية والخطابات. والله خُطبكم هي التي حققت النصر على العدو الاسرائيلي! فما أجمل بلاغتكم وما أفصح لسانكم، وما أنبل مشاعركم. وكأنكم تقولون إذا كنا نحن المقاومين لم نقترب من الجولان ونحن في جواره، أتريدون أن نقترب ونحارب اسرائيل في فلسطين. في سوريا «الأولوية» للدفاع عن النظام. وفي غزة الأولوية لمن؟ كأن تقول ألسنة أحوالهم وبلبالهم أتريدوننا أن نترك حزب البعث المبارك في سوريا (والملعون في العراق) يسقط وهو المجد للممانعة و»دول الطوق» حليفة المقاومة: أنترك نصفنا الممانع نحن المقاومة لنحارب في الجولان أو في غزة، على حساب نصفنا المقاوم: لا! إذاً، فلنحتفل بانتصار «حماس« علناً ونلعنها سراً. فبعض الصحف الممانعة صرخت هتف هاتفها «تعلموا المقاومة!» طبعاً لا يقصدوننا. يقول الحزب في سريرته. فنحن علمناهم المواجهة بصمتنا وحيادنا. كيف تكون المقاومة السلبية في غزة ايجابية، وكيف تكون المقاومة الإيجابية (مع النظام) فعالة. رائع! لكن كل هذه المساءلات المحرجة، يمكن أن تعلل وتفهم من خلال «التفاهمات» الخلفية، و»السريرية» بين أميركا واسرائيل وايران. «اسرائيل مش وقتها هلق»! خصوصاً بعدما اطلت داعش واجتاحت ما اجتاحت من العراق وسوريا.... غزة عندها مقاتلوها! فما لقيصر لقيصر وما لله لله!

لاسرائيل غزة، وغزة لمحاربتها، لكن إيران اليوم في أشد الحاجة إلى من يرفع «سقوطها» المُدوي في العراق (وقريباً في سوريا). إذاً «واوباماه!» . أنجدنا! نتوسل إليك بدموعنا تدخّل لدعمنا! فداعش إرهابية. (ونحن معتدلون بسلاحنا المشهور في سوريا ولبنان)، داعش تكفيرية (ونحن المتسامحون في كل مكان). أنجدنا يا أوباما: فلننسّقْ معاً في سوريا والعراق (ليس في لبنان طبعاً) كما فعلنا في الأيام الخوالي عندما اسقطنا معاً وبتناكب الجهود الأخوية النظام السني في العراق. ونتذكر هنا كيف كانت تهطل على اللبنانيين نصائح الحزب بعدم «الرهان على الشر الأكبر أي اميركا» وبعدم الرهان على التدخل الأوروبي والأميركي في سوريا، لأن ذلك من شأنه ان يمس «السيادة السورية» (وجودكم يا حزب الله هو طعن لسيادة الشعب السوري). وعندما طالب معظم اللبنانيين بانتشار الجيش اللبناني واليونيفيل على الحدود الشمالية الشرقية، هب الحزب وانتفض وانفرقعت نبراته «هذا ضد سيادة لبنان» اتركوا الحدود لنا: ندخل منها ويدخل منها من يشاء لنقل الصراع إلى قلب الجمهورية! وها هو النظام السوري وهو أصل البلاء يعرض تنسيقاً مع القوات الأميركية لمحاربة داعش على أرضه. لكن بشرط رائع «عدم مس السيادة السورية» أي تنسيق جوي (وربما بعدها بري وبحري) لكي لا نخطئ ونصيب لا سمح الله طائرة أميركية تقصف وتساعد النظام على انقاذ نفسه. التدخل الأميركي ووراءه اسرائيل، ممنوع في بداية الثورة السلمية وبعد القصف بالكيماوي والآن مطلوب! وبإلحاح وبإصرار وبتفجع وتأوهات ونتف شعور أرجل ومناخير. وها هو الحزب الذي يرفض أن تكون الدولة اللبنانية مرجعية لسلاحه، يقبل بأن تحوم فوقه في «قلب العروبة النابض« الطائرات الأميركية بحيث يؤدي التنسيق بينهما إلى الخضوع للمرجعية الأميركية ممزوجة بالخضوع للمرجعية الإيرانية شيء أغرب من الخيال؟ لا! بل أدنى من الواقع. ولتغطية نداءات استغاثة إيران والنظام السوري (ووراءهما الحزب المنيف الحنيف العفيف) يريدون أن يحولوا الأنظار بطريقة مضحكة، ثلاثية الشعب، الجيش، المقاومة، «ما زالت قائمة». ومتمسكون بها (قالها السيد حسن نصرالله). لكن ماذا فعل الجيش هذه المرة بالثلاثية وقبله ماذا فعلت أكثرية الشعب اللبناني: لا ثلاثية، لا ثنائية، بل وحدانية! وحدانية الجيش في حمل السلاح وليوجهوا الانظار والأسماع والشميم عن مسؤوليتهم في استدراج داعش والنصرة و»التكفيريين» والارهابيين إلى لبنان، وما نتج عن ذلك أخيراً في عرسال من أسر عدد من أفراد الجيش وقوى الأمن، فقد علقوا «إبرتهم» هذه المرة وتساؤلاتهم بل ومطالبتهم (عبر ألسنتهم الاعلامية). بإجراء تحقيق حول ما جرى في عرسال وكأنهم يحملون الجيش المسؤولية! رائع! فمن «الجيش خط أحمر» كانوا يكررونها كالصدى، وممنوع انتقاد الجيش. وكل من ينتقد الجيش يخدم اسرائيل... من كل هذه المعزوفة الكذوب اصلاً، التي تختزل نواياهم السود، ضد الجيش واحتمال تقويته، ها هم يفلتون صبيانهم الاعلاميين، وحتى «مشايخ» الصحافة العروبيين سابقاً للتصويب على الجيش. «الجيش مُقصّر!» من «هَرَّب المسلحين» نريد تحقيقاً ومن حتى تواطأ من الجيش معهم لأخذ الأسرى! وبما انهم يؤمنون بالدولة (هم ومرتزقتهم) فها هو يطالبون بمحاكمة الجيش اللبناني! اسقطوا كل الأقنعة عن وجوههم. وأزالوا المساحيق، وانتفضوا سافري الوجوه والجلود والبراثن (هاجموا سابقاً من وجه بعض الانتقادات للجيش بممارساته في عبرا، صارخين بانيابهم: أن يكون هذا الجيش وراءنا أو لا يكون! انها معادلة هملت «نكون أو لا نكون» فصارت «يكون الجيش وراءنا أو لا يكون، لكي نكون» ولا يكون أمامنا لكي لا نكون! لعبة لغوية بسيطة تفصح عن واقع معقد! يريدون فتح تحقيق مع الجيش لتشويه سمعته وممارسه ارهابهم الاعلامي عليه وتصوير أنفسهم البدلاء «الموضوعين». قائد الجيش تحت المحاسبة. وسليماني لبنان فوقها! رئيس الجمهورية تحت المحاسبة. والسيد حسن نصرالله فوقها! رئيس الحكومة فوق المحاسبة. وقتلة الحريري فوقها «كقديسين»! فكل ما يتصل بحزب «محتشمي» فوق القانون والقضاء ومجلس النواب والوزارة والجمهورية والشعب وكل ما هو سواه دونه. والغريب المضحك ان بعض صحافيي «الممانعة» من الشيوخ العروبيين واليسار يتحفوننا باستمرار بعناوينهم الفاقعة «اين الدولة» «الدولة المنهارة»، «الدولة الفاجرة»، «الدولة تتفرج»، عال. لكن لا ينسبون ببنت أو بعاهرة شفة عن دويلة حزب الله التي تعمل كل شيء لتدمير بنية «الدولة» ووجود الجمهورية وارث الكيان. يقاضون «الدولة» اللبنانية ويصفقون لدويلة الحزب ولكانتونه المذهبي واستقلالية قراراته! شككوا بهبة السعودية للجيش وصرخوا لم تصل إلى لبنان بالطرق الشرعية. أي عن طريق القنوات المؤسساتية. لكن لم يخبرنا عباقرة العروبة «السابقين» (انضموا إلى مذهبيتهم بسلاسة مرنة!) كيف تأتي الأموال من ايران إلى حزب الله! أمن الطرق الشرعية؟ ونتذكر انه بعد حرب تموز التافهة، قدمت السعودية والامارات وقطر والكويت مساعدات وساهمت في بناء عشرات القرى المهدمة عن طريق الدولة اللبنانية بينما إيران التي تقيم علاقات متماهية بدويلتها في لبنان، ارسلت المساعدات مباشرة إلى الحزب، ليتصرف بها كما يشاء، ولا من يسائله. بل ولا من ساءله على امتداد ربع قرن، كيف صرفت عشرات المليارات التي قدمتها إلى حزب «خامنئي» (دام ظله الشريف!).

إذاً، فهؤلاء الذين يرتبطون بالحزب (وبالممانعة) وبالمال والمذهبية، يُستنفرون لتدمير الدولة من جهة، ومؤسساتها البرلمانية والفضائية والسياسية والمجتمعية ويبّررون تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، ثم يشحذون اقلامهم (المشحوذة أصلاَ بالارتزاق المذهبي: هناك مصطلح يتنامى منذ الستينات: الارتزاق المذهبي!) ويهاجمون الجيش. فالجيش بدأ يتعافى إلى حد كبير. واكتسب اجماعاً عربياً وعالمياً لضرورة تسليحه لحماية الدولة، ومواجهة الارهاب (كل ارهاب يا حزب الله بما فيه انتم!) لكنه خرج عن «طوعنا» القسري، إذاً «عليه يا اخوان« في هذه الجريدة الصفراء أو ذلك التلفزيون الأسود أو بتلك الألسنة المطاطية! عليه اذاً . انه قصّر في عرسال (هل قصّر يا محمد رعد في عبرا وفي 7 أيار وفي غزوتكم الجبلية المهينة)؟ لا! وكان مباركاً آنئذ. وحتى سلوكه في طرابلس كان مباركاً. قام بكل واجباته وصفق له السيد حسن نصرالله وجوقة الممانعة! أما اليوم فها هو ينتصر على الارهابيين وحده في عرسال (لم ينتصر هذه المرة على جهة من اللبنانيين!) بل على الارهابيين. ولقي شبه إجماع من الشعب اللبناني بحيث غير معادلة «الشعب، الجيش، المقاومة» إلى معادلة «الشعب، الجيش، الدولة). فعل كل ذلك ولم يدمر عرسال (وسنتها) ولم يهجر اهلها! و(حزب الله حزب التهجير والتنزيح) . أف! أيكون انتصار على «الارهابيين» من دون قتل أهالي عرسال. أو تدمير منازلهم. أو تهجيرهم؟ هذا أمر يتجاوز فيه كل الخطوط الحمر التي وضعناها للجيش لكي يكون جيشاٌ حقاً. اذاً، وبالطريقة التي «ابلسنا» فيها قوى الأمن (لأنها ليست تحت امرتنا) وهاجمنا الرئيس ميشال سليمان الذي تمسك بـ»اعلان بعبدا» وبالجيش وبالدولة، وكما نجحنا في التهويل والتهديد على الرئيس سعد الحريري ليغادر لبنان فعليكم وبالطرق نفسها، تهديد ميشال سليمان «طريق بيتك غير آمنة»! وكأننا نشعر بأن الحملة على الجيش اللبناني ستتفاقم من قبل حزب ايران (الذي لم يتكلم اطلاقاً عن تقصير الجيش السوري والنظام السوري عن حماية سوريا!) وستتصاعد. فكأنما تصح تنبؤات بعضهم بأن الجيش اللبناني في حال استمرار استقلاليته وتسليحه (وهذا ما كان يخشاه الحزب) سيكون في المستقبل... وحده في مواجهة الارهابيين الآتين من الخارج... ومدمري الدولة والكانتونيين في الداخل!

المعركة المقبلة هي بين «وحدانية» الحزب وحلفائه الخارجين وبين الثلاثية الشرعية «الشعب، الدولة» الجيش»!

 

تقرير خطير عن سليماني: اللواء الإيراني الذي يحكم العراق سرا

08-29-14 / صحيفة ينبع نيوز- - تقرير - الغارديان

 إنه اللواء قاسم سليماني- آمر فيلق أو جيش القدس- المقيم في ايران والحاكم 'السري' للعراق كما أسمته صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لمراسلها ببغداد مارتن كولوف نشرته الصحيفة اليوم. وهو اللواء الذي حضر اجتماع دمشق العام الماضي الذي حضره ممثلون عن تركيا وايران وهو الذي فرض اعادة تعيين المالكي رئيسا للوزراء بذلك الاجتماع، بل إن كافة مستشاري المالكي يتم تعيينهم من قبل سليماني وحتى السفير الإيراني ببغداد عضو بفيلق القدس -حسب رسالة وجهها سليماني لبترايوس- قائد قوات التحالف بالعراق العام 2008م. وحتى الرئيس العراقي جلال طالباني يقابله باستمرار للتشاور والاستئناس بآرائه-داخل إيران.

واللواء سليماني هو المسئول عن تصدير الثورة وعن إدارة ملفات العراق ولبنان وفلسطين وافغانستان وسوريا التي شارك لواؤه بقمع ثورتها -حسب مصادر سورية متعددة- مما جلعه ضمن قائمة المقاطعة الدولية التي ضمت قيادة النظام السوري ورئاسته. ويركز سليماني هذه الأيام على سوريا فسقوط نظامها الذي استثمرت إيران في حلفها معه كثيرا، يعد ضربة لاستراتيجية سليماني وإيران بشكل عام لتصدير ثورتها وتأثيرها.

وتعتمد سياسة إيران في إدارة العراق على التالي: عزل العراق من محيطها العربي وحليفها الأمريكي وإق=بقاء العراق غير مستقر بطريقة تمكنها من إدارة الشئون فيه والاعتماد الكلي على إيران.

وقاسمي ثوري بزغ نجمه مع بدايات الثورة عام 1979 وعسكري شارك في الحرب ضد العراق ومقرب جدا من المرشد الروحي للثورة السيد علي خامنئي، وهو شخصية هادئة ومتحدث لبق ولم يزر العراق سوى مرة واحدة عام 2006 في قمة الاقتتال الطائفي حيث زار المنطقة الخضراء ومشى بها دون حراسة وهو ما يندم عليه الامريكيون -حسب الصحيفة، فكيف تركوا عدوهم الاستخباراتي يفر منهم وهو المسئول عن قتل 1100 جندي أي ربع قتلى الجيش الامريكي في العراق.

وتشير الصحيفة إلى تدفق هائل للأسلحة من إيران عبر الحدود، وهي أسلحة استخدمت كثيرا في قصف المنطقة الخضراء حيث رئاسة الوزراء وحكمة المالكي الموالية لإيران، وبسؤاله عن سبب ذلك، ينكر قاسم سليماني معرفته بالأسلحة أو مصدرها أو مسئوليته عن قصف المنطقة الخضراء. تدفق الأسلحة من إيران إلى العراق، هو تحضير إيراني لعراق ما بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق، ومؤشر على مخطط دام ينتظر مصير العراق بعد رحيل الأمريكان.

ويشير التقرير إلى أن سليماني هو المسئول عن كافة المنظمات والتنظيمات الشيعية بما في ذلك 'كتائب حزب الله' المسئولة عن قتل جنديين أمريكيين الشهر الماضي والتي أطلقت تهديدا بقصف ميناء مبارك في حال استمرار الكويت في عملية بنائه.