المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 كانون الأول/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 27 - 28 كانون الأول/14

جنرال نفط وكولونيل غاز/الـيـاس الزغـبـي/28 كانون الأول/14

الأسلحة الفرنسية قد لا تصل لبنان إلا بعد خرابة مخاوف من تطورات دراماتيكية في جرود عرسال/حميد غريافي/28 كانون الأول/14

وسيط لبنان يبدأ جولته بطهران أولا قبل مباحاثاته في السعودية/الشرق الأوسط/28 كانون الأول/14

إيران وروسيا: دعم الأسد والمأزق الخاص/فايز سارة/28 كانون الأول/14

هل ننجو من أزمة النفط/عبد الرحمن الراشد/28 كانون الأول/14

2014 عام داعش والخلل الذي أصاب العالم/حازم الامين/28 كانون الأول/14

من إقليم البصرة… بدأ مشوار تقسيم العراق/داود البصري/28 كانون الأول/14

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر 27 - 28 كانون الأول/14

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 27 كانون الاول 2014

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 27/12/2014

سلام بعد زيارة بري: نأمل بمزيد من الحوار مطلع العام وبنتائج طيبة

ريفي طلب التحقيق في قضية الموكب في الأشرفية وقتل العريبي في زحلة

القوات بيروت: لتحديد المسؤولية في تعرض مرافقي موكب للمواطنين في الاشرفية

ريفي من اسواق طرابلس القديمة: لن نترك اهلنا في طرابلس وسنبذل كل ما نستطيع لانصافهم

السنيورة في الذكرى الأولى لاستشهاد شطح: حوارنا مع حزب الله هو لوقف التدهور الأمني والاقتصادي وتخفيف الاحتقان وتجاوز مأزق الشغور ال

ميقاتي في ذكرى شطح: رجل حوار وصاحب رؤية وطنية ثاقبة

8 آذار تتصرف بسذاجة سياسية وترشيح عون هدفه نسف الاستحقاق الرئاسي

حرب في ذكرى شطح: بداية إنقاذ لبنان في إطلاق الحوار بين أبنائه دون شروط أو إملاءات

الجسر: كل تواصل هو انفراج وتركيبة البلد تحتم ان نكون في حوار دائم

درباس: الرئيس القوي يستمد قوته من الصلاحيات في الرئاسة

مظلوم : وفد "حزب الله" أكد أن الهدف من الحوار تخفيف الاحتقان

الراعي لزوّاره: لبنان لا يستطيع أن ينتظر أكثر مما انتظر حتى الان من دون انتخاب رئيس

قاووق: قرار الحوار مع المستقبل يحصن لبنان ويعزز الوحدة

العيلاني: حوار حزب الله المستقبل خفف الإحتقان السني الشيعي

ابراهيم افتتح مركزا حدوديا للأمن العام في شبعا

يش يمشط الممرات غير الشرعية بين عرسال والقلمون

الجيش: العبور من وإلى جرد عرسال ممنوع إلا بتصريح من المخابرات

شمسطار شيعت حسن العريبي وعائلته تطالب بالعدالة

قتيل في جباع نتيجة سقوطه عن سطح منزله

مقتل شاب بآلة حادة في بلدة حولا الجنوبية

أحكام بالسجن على 10 اشخاص أدينوا بتجنيد مغاربة للقتال في سوريا والعراق

قتيل وجريح بحادث سير على اوتوستراد زغرتا إهدن

ارسلان: مطمر الناعمة وسوكلين أكبر صفقة سرقة بتاريخ لبنان الحديث

التقرير الاسبوعي لمفوضية الامم المتحدة: وجود عشرات الآلاف من عديمي الجنسية في لبنان

الراعي في وداع المطران الدويهي: عرفناه كاهنا وأسقفا ومعلما وكاتبا فكان في مختلف محطات حياته

يزبك زار عطا الله ورحال مهنئا بالميلاد: لصون الوحدة الداخلية واستمرار الحوار بين اللبنانيين

غريغوريوس الثالث: لاضاءة شمعة كل ليلة على نية السلام

النظام السوري: مستعدون للحوار مع المعارضة في موسكو

الأكراد يستعيدون 60% من كوباني... وداعش يلجأ للأنفاق

7000 مقاتل إيراني من قوات فيلق القدس في العراق

 

 

عناوين الأخبار

*الزوادة الإيمانية/ إنجيل القدّيس متّى23/01-39/كلام توبيخي ومؤنب للكتبة والفريسيين

*المهرطق ميشال حايك والكفر والمخابرات/الياس بجاني

*بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة في اتفاق الطائف، اتفاق الغالب والمغلوب الذي ألغى تميز وفرادة لبنان

*اتفاق الطائف كان بين مهزوم ومنتصر وقد حان الوقت لتعديله برضى الشرائح كافة

*بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة في اتفاق الطائف، اتفاق الغالب والمغلوب الذي ألغى تميز وفرادة لبنان/12 تشرين الثاني/12

*بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة في اتفاق الطائف، اتفاق الغالب والمغلوب الذي ألغى تميز وفرادة لبنان/27 كانون الأول/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*اتفاق الطائف فُرّض على المسيحيين بالقوة/الياس بجاني

*بالصور.. جنود إيرانيين قرب الحدود بجنوب لبنان

*عراضة “حزب الله” في الأشرفية… أخطاء إحترافية

*نائب من حزب الله متورّط في اغتيال الحريري؟

*علي عمار النائب عن حزب الله متّهم بقضية الحريري

*ريفي طلب التحقيق في قضية الموكب في الأشرفية وقتل العريبي في زحلة

*الراعي لزوّاره: لبنان لا يستطيع أن ينتظر أكثر مما انتظر حتى الان من دون انتخاب رئيس

*مظلوم : وفد "حزب الله" أكد أن الهدف من الحوار تخفيف الاحتقان

*حزب الله" يُفرغ الحوار من مضمونه ويعتبره جسراً لتنفيذ طلباته

*“8 آذار” تتصرف بسذاجة سياسية وترشيح عون هدفه نسف الاستحقاق الرئاسي

*"حزب الله" يُفرغ الحوار من مضمونه ويعتبره جسراً لتنفيذ طلباته

*مخاوف من تطورات دراماتيكية في جرود عرسال أوساط أوروبية

*الأسلحة الفرنسية قد لا تصل لبنان إلا بعد “خرابة” مخاوف من تطورات دراماتيكية في جرود عرسال/حميد غريافي/السياسة

*القوات بيروت: لتحديد المسؤولية في تعرض مرافقي موكب للمواطنين في الاشرفية

*سلام بعد زيارة بري: نأمل بمزيد من الحوار مطلع العام وبنتائج طيبة

*أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 27 كانون الاول 2014

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 27/12/2014

*الراعي لن يترأس غدا قداس الاحد في بكركي

*ابراهيم افتتح مركزا حدوديا للأمن العام في شبعا

*جعجع في ذكرى شطح: سيبقى مثالا في الاعتدال والانفتاح يحتذي به المناضلون في سبيل الحق والحرية

*ميقاتي في ذكرى شطح: رجل حوار وصاحب رؤية وطنية ثاقبة

*يزبك زار عطا الله ورحال مهنئا بالميلاد: لصون الوحدة الداخلية واستمرار الحوار بين اللبنانيين

*الراعي في وداع المطران الدويهي: عرفناه كاهنا وأسقفا ومعلما وكاتبا فكان في مختلف محطات حياته الراعي الصالح

*السنيورة في الذكرى الأولى لاستشهاد شطح: حوارنا مع حزب الله هو لوقف التدهور الأمني والاقتصادي وتخفيف الاحتقان وتجاوز مأزق الشغور الرئاسي

*الجسر في ذكرى شطح: كنت عراب الحوار الذي يدرك الجميع انه الخيار الوحيد للوصول بلبنان الى شاطئ الامان

*التقرير الاسبوعي لمفوضية الامم المتحدة: وجود عشرات الآلاف من عديمي الجنسية في لبنان

*قاووق: قرار الحوار مع المستقبل يحصن لبنان ويعزز الوحدة

*جنرال نفط وكولونيل غاز/ الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

*عن مصير لبنان البلد المحتل/منى فياض/النهار

*إيران وروسيا: دعم الأسد والمأزق الخاص/فايز سارة/الشرق الأوسط

*إيران وروسيا: دعم الأسد والمأزق الخاص/فايز سارة/الشرق الأوسط

*هل ننجو من أزمة النفط؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*2014 عام داعش والخلل الذي أصاب العالم/حازم الامين/الحياة

*من إقليم البصرة… بدأ مشوار تقسيم العراق/ داود البصري/السياسة

 

تفاصيل الأخبار

 

 

الزوادة الإيمانية/ إنجيل القدّيس متّى23/01-39/كلام توبيخي ومؤنب للكتبة والفريسيين

عِنْدَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ، وَقَالَ: «اعْتَلَى الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ كُرْسِيَّ مُوسَى: فَافْعَلُوا كُلَّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُمْ وَاعْمَلُوا بِهِ. وَلَكِنْ لاَ تَعْمَلُوا مِثْلَ مَا يَعْمَلُونَ: لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ، بَلْ يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَةً لاَ تُطَاقُ وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ، وَلَكِنَّهُمْ هُمْ لاَ يُرِيدُونَ أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِطَرَفِ الإِصْبَعِ. وَكُلُّ مَا يَعْمَلُونَهُ، فَإِنَّمَا يَعْمَلُونَهُ لِكَيْ يَلْفِتُوا نَظَرَ النَّاسِ إِلَيْهِمْ. فَهُمْ يُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُمْ وَيُطِيلُونَ أَطْرَافَ أَثْوَابِهِمْ؛ وَيُحِبُّونَ أَمَاكِنَ الصَّدَارَةِ فِي الْوَلاَئِمِ، وَصُدُورَ الْمَجَالِسِ فِي الْمَجَامِعِ، وَأَنْ تُلْقَى عَلَيْهِمِ التَّحِيَّاتُ فِي السَّاحَاتِ، وَأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ: يَامُعَلِّمُ، يَامُعَلِّمُ.

أَمَّا أَنْتُمْ، فَلاَ تَقْبَلُوا أَنْ يَدْعُوَكُمْ أَحَدٌ: يَامُعَلِّمُ! لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ، وَأَنْتُمْ جَمِيعاً إِخْوَةٌ. وَلاَ تَدْعُوا أَحَداً عَلَى الأَرْضِ أَباً لَكُمْ: لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، وَهُوَ الآبُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. وَلاَ تَقْبَلُوا أَنْ يَدْعُوَكُمْ أَحَدٌ رُؤَسَاءَ، لأَنَّ رَئِيسَكُمْ وَاحِدٌ، وَهُوَ الْمَسِيحُ. وَلْيَكُنْ أَكْبَرُكُمْ خَادِماً لَكُمْ. فَإِنَّ كُلَّ مَنْ يُرَفِّعُ نَفْسَهُ يُوْضَعُ، وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يُرَفَّعُ. لَكِنِ الْوَيْلُ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! فَإِنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ فِي وُجُوهِ النَّاسِ، فَلاَ أَنْتُمْ تَدْخُلُونَ، وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! الْوَيْلُ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! فَإِنَّكُمْ تَلْتَهِمُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ وَتَتَذَرَّعُونَ بِإِطَالَةِ صَلَوَاتِكُمْ. لِذَلِكَ سَتَنْزِلُ بِكُمْ دَيْنُونَةٌ أَقْسَى! الْوَيْلُ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! فَإِنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا مُتَهَوِّداً وَاحِداً؛ فَإِذَا تَهَوَّدَ جَعَلْتُمُوهُ أَهْلاً لِجَهَنَّمَ ضِعْفَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ! الْوَيْلُ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! تَقُولُونَ: مَنْ أَقْسَمَ بِالْهَيْكَلِ، فَقَسَمُهُ غَيْرُ مُلْزِمٍ؛ أَمَّا مَنْ أَقْسَمَ بِذَهَبِ الْهَيْكَلِ، فَقَسَمُهُ مُلْزِمٌ! أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ! أَيُّ الاِثْنَيْنِ أَعْظَمُ: الذَّهَبُ أَمِ الْهَيْكَلُ الَّذِي يَجْعَلُ الذَّهَبَ مُقَدَّساً؟ وَتَقُولُونَ: مَنْ أَقْسَمَ بِالْمَذْبَحِ، فَقَسَمُهُ غَيْرُ مُلْزِمٍ؛ أَمَّا مَنْ أَقْسَمَ بِالْقُرْبَانِ الَّذِي عَلَى الْمَذْبَحِ، فَقَسَمُهُ مُلْزِمٌ!

أَيُّهَا الْعُمْيَانُ! أَيُّ الاِثْنَيْنِ أَعْظَمُ: الْقُرْبَانِ أَمِ الْمَذْبَحُ الَّذِي يَجْعَلُ الْقُرْبَانَ مُقَدَّسَاً؟ فَإِنَّ مَنْ أَقْسَمَ بِالْمَذْبَحِ، فَقَدْ أَقْسَمَ بِهِ وَبِكُلِّ مَا عَلَيْهِ؛ وَمَنْ أَقْسَمَ بِالْهَيْكَلِ، فَقَدْ أَقْسَمَ بِهِ وَبِالسَّاكِنِ فِيهِ؛ وَمَنْ أَقْسَمَ بِالسَّمَاءِ، فَقَدْ أَقْسَمَ بِعَرْشِ اللهِ وَبِالْجَالِسِ عَلَيْهِ! الْوَيْلُ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! فَإِنَّكُمْ تُؤَدُّونَ حَتَّى عُشُورَ النَّعْنَعِ وَالشِّبِثِّ وَالْكَمُّونِ، وَقَدْ أَهْمَلْتُمْ أَهَمَّ مَا فِي الشَّرِيعَةِ: الْعَدْلَ وَالرَّحْمَةَ وَالأَمَانَةَ. كَانَ يَجِبُ أَنْ تَفْعَلُوا هَذِهِ وَلاَ تُغْفِلُوا تِلْكَ! أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! إِنَّكُمْ تُصَفُّونَ الْمَاءَ مِنَ الْبَعُوضَةِ، وَلَكِنَّكُمْ تَبْلَعُونَ الْجَمَلَ! الْوَيْلُ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! فَإِنَّكُمْ تُنَظِّفُونَ الْكَأْسَ وَالصَّحْفَةَ مِنَ الْخَارِجِ، وَلَكِنَّهُمَا مِنَ الدَّاخِلِ مُمْتَلِئَتَانِ بِمَا كَسَبْتُمْ بِالنَّهْبِ وَالطَّمَعِ! أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى، نَظِّفْ أَوَّلاً دَاخِلَ الْكَأْسِ لِيَصِيرَ خَارِجُهَا أَيْضاً نَظِيفاً! الْوَيْلُ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! فَإِنَّكُمْ كَالْقُبُورِ الْمَطْلِيَّةِ بِالْكِلْسِ: تَبْدُو جَمِيلَةً مِنَ الْخَارِجِ، وَلَكِنَّهَا مِنَ الدَّاخِلِ مُمْتَلِئَةٌ بِعِظَامِ الْمَوْتَى وَكُلِّ نَجَاسَةٍ! كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً، تَبْدُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَاراً، وَلَكِنَّكُمْ مِنَ الدَّاخِلِ مُمْتَلِئُونَ بِالرِّيَاءِ وَالْفِسْقِ! الْوَيْلُ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! فَإِنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الأَبْرَارِ، وَتَقُولُونَ: لَوْ عِشْنَا فِي زَمَنِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي سَفْكِ دَمِ الأَنْبِيَاءِ. فَبِهَذَا تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ بِأَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَاتِلِي الأَنْبِيَاءِ! فَأَكْمِلُوا مَا بَدَأَهُ آبَاؤُكُمْ لِيَطْفَحَ الْكَيْلُ! أَيُّهَا الْحَيَّاتُ، أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تُفْلِتُونَ مِنْ عِقَابِ جَهَنَّمَ؟ لِذَلِكَ: هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَمُعَلِّمِينَ، فَبَعْضَهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ، وَبَعْضَهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ، وَتُطَارِدُونَهُمْ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى أُخْرَى. وَبِهَذَا يَقَعُ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زَكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ: مِنْ دَمِ هَابِيلَ الْبَارِّ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ. الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ عِقَابَ ذلِكَ كُلِّهِ سَيَنْزِلُ بِهَذَا الْجِيلِ. يَاأُورُشَلِيمُ، يَاأُورُشَلِيمُ، يَاقَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا! كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، فَلَمْ تُرِيدُوا! هَا إِنَّ بَيْتَكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّكُمْ لَنْ تَرَوْنِي مِنَ الآنَ، حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! »

 

المهرطق ميشال حايك والكفر والمخابرات

الياس بجاني/27.12.14

معيب جداً أن يطل علينا المهرطق والمنافق ميشال حايك ليقول لنا ما لا يعلمه إلا الله ويخبرنا عن المستقبل وهو بشري وترابي مثلنا. عيب وألف عيب على ادارة تلفزيون المر وهي إدارة مسيحية أن تشارك هذا المنافق الكبير والمهرطق وتسوّق له ولكفره ولخزعبلاته.

ويقال بأن الرجل مرتبط بأجهزة مخابرات محلية وإقليمية مثله مثل معظم المنجمين الكفرة وهو بالتالي ينقل حرفياً ما تحضره له الأجهزة المخابراتية وحتى العقارية حيث هو مرتبط بشركات لبيع وشراء الأراضي.

الأديان السماوية كافة اليهودية والمسيحية والإسلام وبكل مذاهبهم يعتبرون أن من هم من أمثال ميشال حايك من المنجمين والبصارين وغيرهم هم أبالسة صرف وكفرة ويجب معاقبتهم أشد عقاب.

إن كل من يصدق ما يقوله منافق ودجال من أمثال حايك هو خارج عن مفاهيم كل الأديان ويرتكب خطيئة مميتة لأن الله وحده هو من يعرف المستقبل وليس سواه حتى الأنبياء والرسول لم يعطيهم الله هذه النعمة.

وهل نستغرب بعد أن وطننا يمر بمحن وصعاب ومشقات؟ لا والله لأنه إذا كان هذا حالنا وقد أصبحنا في زمن لا يختلف عن زمن سادوم وعامورة فقليل حتى الآن ما نراه من غضب الله علينا.

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة في اتفاق الطائف، اتفاق الغالب والمغلوب الذي ألغى تميز وفرادة لبنان

اتفاق الطائف كان بين مهزوم ومنتصر وقد حان الوقت لتعديله برضى الشرائح كافة
بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة في اتفاق الطائف، اتفاق الغالب والمغلوب الذي ألغى تميز وفرادة لبنان/12 تشرين الثاني/12

الصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة في اتفاق الطائف، اتفاق الغالب والمغلوب الذي ألغى تميز وفرادة لبنان/27 كانون الأول/14
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

اتفاق الطائف فُرّض على المسيحيين بالقوة

الياس بجاني

27 كانون الأول/14

ونحن نتذكر اليوم اتفاق الطائف الاستسلامي بعد مرور 25 سنة على توقيعه، لا بد وأن نجاهر بالحقيقة ونقول إنه عار على أي سياسي ومسؤول ورجل دين ومواطن أن يتجابن عن الشهادة لقضية وطن الأرز المقدسة، ويغض الطرف عن أية معاناة كانت متحججاً بأعذار واهية. نعم اتفاق الطائف أصبح واقعاً ومن صلب الدستور اللبناني، لكنه كان بين منتصر ومهزوم ولا مجال للنفاق هنا أو للتجميل في أمر كياني كهذا. لا نطالب بإلغاء هذا الاتفاق المجحف، ولكنه قد حان الوقت للاعتراف بالحقائق كافة التي أحاطت به ومن ثم العمل بجد وجهد وصدق على إيجاد بديل عن هذا الطائف بتوافق ورضى الشرائح كافة تكون فيه مصانة كل قيم العدالة والحريات والمساواة وتاريخ واثنيه ومعتقد وحقوق كل الشرائح. يبقى أنه على من ارتضوا العبودية، ويخافون الشهادة للحقيقة، ويشعرون بالهزيمة في نفوسهم، أن يتعظوا من قول السيد المسيح: “إن ثبتّم في كلامي، كنتم حقاً تلاميذي تعرفون الحقّ والحق يحرركم (يوحنا 8/32)

يعلمنا التاريخ المعاصر والغابر أن ما من أمة من الأمم العظيمة قد تمكن منافسوها من هزيمتها عسكرياً. جميع تلك الأمم انهارت أولاً من الداخل، تزعزعت أسسها وتفككت مقوماتها قبل أن تُطلق عليها رصاصة الرحمة من قِبل أعدائها، ولنا في تفكك الدولة العثمانية والإمبراطورية الرومانية أفضل مثالين. ويُعلمنا الطب أن الجسم العليل الفاقد لمناعته يكون باستمرار عرضة للأمراض على مختلف أنواعها فيما يقوى الجسم المتعافي على الصمود. هذا الواقع التاريخي والطبي ينطبق على مواقف البعض من أهلنا في لبنان وبلاد الانتشار المتعاونين مع القوى الغريبة، والعاملين على خيانة قضايا الوطن، والمتاجرين بدم وعرق أهلنا، والبائعين لكرامتهم وشرفهم بثلاثين من فضة.

مواقف هؤلاء المخجلة هي قمة في الانهزامية الذاتية كونهم عن عمد أو جهل لا فرق، يتناسون تاريخ شعبهم العنيد المتجذر في تربة لبنان المقدسة منذ 7000 سنة. يبرر المنبطح انهزاميته بكلام حق يراد به باطل مفاده “الشطارة تكمن في التعامل مع الأمر الواقع، والإيد يلي ما فيك عليها بوسها ودعي عليها بالكسر” “ومن الضرورة أن لا نغيب عن أي موقع حتى ولو كان تحت هيمنة المحتل”. لقد غاب عن بال هذه القلة الكافرة أن الشعب اللبناني ما رضخ في يوم من الأيام لمشيئة محتل أو غازي وصخور نهر الكلب تشهد على هذا الواقع المشرّف.

 نُذكر من أصيب بحالة فقدان الذاكرة الطوعية أن سكان مدينة صيدا سنة 350 ق.م وبعد أن قاوموا ببسالة الغازي الفارسي ارتحششتا قاموا بحرق مدينتهم بمن فيها مفضلين الموت بكرامة على الاستسلام والإذلال. وصور قاومت الاسكندر المقدوني سبعة شهور سنة 332 ق.م ولم تستسلم ولم تركع مما حذا به بعد الاستيلاء عليها إلى صلب العديد من سكانها وبيع الفين منهم كعبيد. أما البطريرك الماروني جبرائيل حجولا فقد فضل الموت حرقاً سنة 1367 ميلادية في مدينة طرابلس أمام الجامع العمري رافضاً أن يترك أبناء قومه يعذبون ويهانون من قبل المماليك، ونفس المصير كان اختاره قبله البطريرك دانيال الحدشيتي في نفس المكان سنة 1282 ميلادية ولأسباب مشابهة.

في المبدأ يُعتبر الإنسان مهزوماً لو ربح العالم كله وكان من داخله متجابناً عن قول الحق والشهادة للحقيقية، فيما الشجاع حامل راية الكرامة والقيم يبقى منتصراً مرفوع الرأس حتى ولو وضع في غياهب السجون،كبلت يديه بالأصفاد وقيدت قدميه بالسلاسل. نذكر من يخاف اتخاذ المواقف، ويتلون، ويداهن ويتجنب المجاهرة بالحقيقة بأنه يرتكب جرماً بأفعاله هذه. عن هؤلاء المتخاذلين قال الإمام علي: “إن الراضي بفعل قومٍ كالداخل فيه معهم، وعلى كل داخلٍ في باطلٍ إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضا به”. قيل في الماضي إن الجبان هو أعمى بصيرة وضميره متخدر، وفي هذا السياق جاء في إنجيل القديس يوحنا 12/39: “أَعمى عيونهم وقسى قلوبهم، لئلا يبصروا بعيونهم ويفهموا بقلوبهم ويتوبوا فأشفيهم”.

أوحى البعض من القادة والأحزاب المتلطين خلف عباءة السياديين أنهم من الميامين الذين لا يرتدون بوجه الشدائد واشبعوا الناس بيانات، وعنتريات وتنظيرات، فيما هم ميدانياً وعند أول “قطوع”  يواجههم “بالهريبة كالغزلان” وأن خصورهم رخوة تميل مع ريح المصالح والمنفعة. يا أصحاب السلطة والنفوذ والمال، ويا رجال الدين والسياسة الذين عبدتهم تراب الأرض واستعملتهم وزناتكم في ما لا يرضي الله، استفيقوا من ثباتكم، كفاكم كفراً وهرطقات وتوبوا قبل فوات الأوان.

اشهدوا للحق، جاهروا بالحقيقة، وسموا الأشياء بأسمائها. لا تنساقوا وراء أطماعكم، ولا تتركوا بريق الكراسي ولعنة العباءات ونزعة عبادة المال تعمي عيونكم وتقسي قلوبكم.

*ملاحظة/سبق للكاتب وأن نشر هذا المقال أكثر من مرة

 

بالصور.. جنود إيرانيين قرب الحدود بجنوب لبنان

 نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية صورًا، نقلتها عن حساب على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قالت أنه محسوبٌ على "الحرس الثوري الإيراني"، تعود لجنود من الحرس الثوري بأوجه مغطاة وهم على الحدود مع إسرائيل. وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإنّ التغريدة التي أرفقت بالصور، والتي نشرت بتاريخ 25 كانون الأول، تؤكد أنّ "جنود الحرس الثوري باتوا على الحدود مع فلسطين المحتلة"، وفق ما جاء فيها حرفيًا. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنّ الصور نفسها كانت قد نشرت في السابع عشر من كانون الأول على مدوّنة محسوبة على الجيش الإيراني ولكن مع صور وجوه الجنود واضحة للعيان، وقد زعمت المدونة وقتها أنّ الصور أخِذت في جنوب لبنان ومنطقة البقاع وبعلبك. ولفتت إلى أنّ الصور مأخوذة بتاريخ 24 تشرين الأول كما يظهر بوضوح على الصور التي وُضِعت على المدونة.  الحدث نيوز

 

عراضة “حزب الله” في الأشرفية… أخطاء إحترافية

 فريق موقع القوات اللبنانية

يدلّ الموكب الذي تعرض لأحد المواطنين في الاشرفية والذي قيل انه موكب رئيس المجلس السياسي في “حزب الله” السيد ابراهيم امين السيد على التالي:

– موكب مؤلف من 8 سيارات بين سيارات عادية و سيارات دفع رباعي.

– هناك سيارتان للمقدمة.

سيارة الاستدلال.

– السيارة الرابعة للشخصية.

سيارة المتابعة.

– ثلاث سيارات للتدخل ونقل شخصيات مرافقة للشخصية الرئيسية في الموكب.

من الملاحظ عدم الاحتراف في معالجة الموضوع اذ ترجل عناصر المقدمة والاستدلال لمواجهة سائق اعزل وهو لم يشكل اي خطر أمني على الموكب. وتوقف كامل الموكب في بقعة معينة.

كما تم كشف تركيبة الموكب للمحترفين والاهم من ذلك كشف سيارة الشخصية وترتيبها 4 اذ أن سيارة المتابعة كان أحد عناصرها واقفاً وباب السيارة نصف مفتوح.

ويبقى ان الأهم من ذلك هو أن عرض عضلات في منطقة الاشرفية من موكب وتصرفات من “طراز” السبعينيات يعتبر بعيداً كلياً عن فن الاحتراف في المواكبة… والعلامة ان سيارات التدخل لم يترجل منها أحد!

 

نائب من حزب الله متورّط في اغتيال الحريري؟

صحف لبنانية/27.12.14/يبدو واضحاً أنّ المحكمة الخاصة بلبنان ستبقى حتى إشعار آخر عنصراً من عناصر التأزيم السياسي الداخلي. فقد علمت "السفير" أن قراراً اتهامياً معدلاً قد يصدره المدّعي العام نورمان فاريل ليضيف متهماً سادساً إلى المتهمين الخمسة السابقين، وذلك من ضمن لائحة تضم نحو 13 شخصاً تعرّف "الادّعاء" على هوياتهم، من دون أن يتمكن حتى الآن من تعزيز العناصر الكافية للاتهام. ومن المفاجآت التي قد يحملها العام الجديد، وجود توجّه لدى الادعاء لاستدعاء أحد النواب الحاليين في "كتلة الوفاء للمقاومة" كمشتبه به، أو للاستماع إلى إفادته، نظراً لوجود اتصال بين رقم هاتفه الخلوي، ورقم هاتف كان يستخدمه أحد المتهمين الذين صنفوا ضمن شبكات في مسرح الجريمة وخارجه. ومن المتوقع أن يضع المدّعي العام لدى المحكمة في الأسابيع الأولى من العام الجديد، لمساته الأخيرة على قرار اتهامي جديد في جرائم محاولة اغتيال النائب مروان حمادة، محاولة اغتيال الوزير السابق الياس المر واغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، وسط معلومات تُشيرُ إلى ان الأدلّة الأوّلية التي استند اليها "الادّعاء" ذات طبيعة سياسية ـــ ظرفية أيضاً، ما قد يفتح البلاد على مزيد من الاحتقان، في وقت تحاول الأطراف المعنية وفي مقدمها "حزب الله" و"تيار المستقبل"، الشروع في حوار وطني يسهم في تحصين البلاد سياسياً وأمنياً. وعُلم ان رقماً هاتفياً يعود لأحد النواب الحاليين في "كتلة الوفاء للمقاومة" قد أجرى اتصالاً بخط من الخطوط المستخدمة لدى المتهمين الـ13، ولم يُعرف ما إذا كان المدّعي العام قد قرر استدعاء النائب المذكور للإدلاء بشهادته أو لتضمين اسمه اللوائح الاتهامية الجديدة. يذكر ان المدعي العام، تمهّل في تقديم طلب الضم، بصورة نهائية إلى قاضي الإجراءات التمهيدية لدى المحكمة خوفاً من ردّه كما حصل في المرة الأولى. ومن الأسباب غير المعلنة للاستمهال ان رئيس المحكمة القاضي باراغوانث تمنى على المدّعي العام نورمان فاريل ألاّ يقدّم طلب الاتهام الجديد هذا العام (2014)، "لأن ذلك سيؤخر الإجراءات التي بدأت وسيعيق المسار العام المرسوم.

 

علي عمار النائب عن حزب الله متّهم بقضية الحريري

Alkalimaonline.comخاص

علم موقع الكلمة اونلاين من أوساط مقرّبة من المحكمة الدولية بأن النائب الذي سيتم استدعاؤه الى المحكمة بقضية استشهاد الرئيس رفيق الحريري هو النائب علي عمار. وكانت المعلومات قد ذكرت بحسب صحيفة «السفير» أن قراراً اتهامياً معدلاً قد يصدره المدّعي العام نورمان فاريل ليضيف متهماً سادساً إلى المتهمين الخمسة السابقين، وذلك من ضمن لائحة تضم نحو 13 شخصاً تعرّف «الادّعاء» على هوياتهم، من دون أن يتمكن حتى الآن من تعزيز العناصر الكافية للاتهام. ومن المفاجآت التي قد يحملها العام الجديد، وجود توجّه لدى الادعاء لاستدعاء أحد النواب الحاليين في «كتلة الوفاء للمقاومة» كمشتبه به، أو للاستماع إلى إفادته، نظراً لوجود اتصال بين رقم هاتفه الخلوي، ورقم هاتف كان يستخدمه أحد المتهمين الذين صنفوا ضمن شبكات في مسرح الجريمة وخارجه. ومن المتوقع أن يضع المدّعي العام لدى المحكمة في الأسابيع الأولى من العام الجديد، لمساته الأخيرة على قرار اتهامي جديد في جرائم محاولة اغتيال النائب مروان حمادة، محاولة اغتيال الوزير السابق الياس المر واغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، وسط معلومات تُشيرُ إلى ان الأدلّة الأوّلية التي استند اليها «الادّعاء» ذات طبيعة سياسية ـــ ظرفية أيضاً، ما قد يفتح البلاد على مزيد من الاحتقان، في وقت تحاول الأطراف المعنية وفي مقدمها «حزب الله» و «تيار المستقبل»، الشروع في حوار وطني يسهم في تحصين البلاد سياسياً وأمنياً. وعُلم في هذا المجال أن محققي الادّعاء يعملون على عددٍ من القضايا المنتقاة، في محاولة لإيجاد صلة ما بينها وبين قضية اغتيال الرئيس الحريري، ولكنهم لم يتمكنوا حتى الآن من تكوين أدلّة كافية للاتهام.

 

ريفي طلب التحقيق في قضية الموكب في الأشرفية وقتل العريبي في زحلة

السبت 27 كانون الأول 2014 /وطنية - أجرى وزير العدل اللواء أشرف ريفي، اتصالا بالنائب العام التمييزي القاضي سمير حمود، طالبا منه التحقيق في قضية الموكب الحزبي، الذي تعرض أمس لمواطنين في الأشرفية، واتخاذ الاجراءات القانونية، لملاحقة المعتدين أمام القضاء. من جهة ثانية، طلب ريفي من حمود إجراء التحقيقات اللازمة في جريمة قتل حسن العريبي في زحلة، لتحديد هوية الجناة، وسوقهم أمام القضاء المختص، وإنزال أشد العقوبات بهم.

 

الراعي لزوّاره: لبنان لا يستطيع أن ينتظر أكثر مما انتظر حتى الان من دون انتخاب رئيس

٢٧ كانون الاول ٢٠١٤ /افادت صحيفة 'النهار” ان 'اللقاء الذي جمع في الميلاد ببكركي، الرئيس أمين الجميّل والعماد ميشال عون لم يكن منسقا، إذ ان الاخير عقد خلوة مع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي قبل القداس بعدما حضر الى الصرح مع أعضاء 'تكتل التغيير والاصلاح” ونحو 150 كادرا من 'التيار الوطني الحر”. وارتأى البطريرك بعد القداس ان يجمع القطبين المارونيين ما داما وجدا معا”.

اضافت: 'وصادف ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وصل فجأة الى بكركي قبل نهاية القداس بنحو ربع ساعة، فكان أن انضم الى الجميل وعون فتحوّل اللقاء بروتوكوليا. وعلى هامش اللقاء، دار حديث مقتضب بين الجميل وعون تخلله تأكيد لضرورة تحريك الامور والالتقاء مجددا إذ لا يجوز ان تبقى الامور كما هي حاليا”. وأفادت 'النهار” ان 'البطريرك أبلغ كل من التقاهم في مناسبة الميلاد، وهم رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ووفد 'حزب الله” وممثل الرئيس سعد الحريري فضلاً عن الجميّل وعون، ان لبنان لا يستطيع أن ينتظر أكثر مما انتظر حتى الان من دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مشيرا الى ان المعلومات التي لديه تفيد ان حال الاستقرار الراهنة لن تستمر في حال استمرار الشغور في الرئاسة الاولى. وأكد، دحضا لكل ما يقال، أن لا مرشح لديه ولا فيتو منه على أي مرشح بإستثناء من هم غير اكفياء لتولي هذا المنصب، وهو سيكون مع أي مرشح يحمل الثوابت الوطنية ومبادئ بكركي التاريخية. واوضح البطريرك انه إذا اتفق الاقطاب الموارنة الاربعة على مرشح من بينهم فسيؤيده، وإذا ما اتفقوا على مرشح من خارجهم فسيؤيده أيضا. وأبدى استعداده للاستجابة لأية مبادرة من خارج الطائفة المارونية اذا أراد أصحابها أن تكون برعاية البطريرك لانتخاب رئيس للجمهورية”. وفي هذا الاطار أبلغ البطريرك عون وغيره من المرشحين أنه 'لا بد من تقويم مرحلة الترشح حتى الان واستخلاص العبر منها إذا لم تكن سالكة. وشدد على انه لا يدعو الى انسحاب أي مرشح من أجل الانسحاب”، متخوفاً من ان 'اطرافا يبلغون المرشحين كلاً على حدة أنهم معه من أجل تضييع الفرصة للوصول الى مرشح جدي ونهائي. وقد استرعى الانتباه ان وفد 'حزب الله” أبلغ البطريرك أن مرشح الحزب 'حتى الان” هو العماد عون. كما كانت مشاركة السفير الاميركي ديفيد هيل في قداس الميلاد لافتة. في المقابل، عبّر الراعي عن اقتناعه بـ 'دور مسهل” للحزب في الانتخابات”.

 

 مظلوم: وفد "حزب الله" أكد أن الهدف من الحوار تخفيف الاحتقان

٢٧ كانون الاول ٢٠١٤ /موقع 14 آذار/14/اوضحَ النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم أن وفد 'حزب الله” الذي زار بكركي 'وضعنا في أجواء الحوار الذي انطلقَ مع 'المستقبل”، وطمأنَ البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي الى أنّ الهدف منه هو تخفيف الاحتقان السنّي ـ الشيعي، وليس تخطّي المسيحيين”. وكشفَ في حديث لصحيفة 'الجمهورية” أنّ 'الملف الرئاسي استحوَذ على الحيّز الأكبر من النقاش، وجدّد البطريرك أمام الوفد دعوته النوّاب للتوجّه الى مجلس النواب وانتخاب رئيس، فكان ردّ الحزب بأنّه لن ينزل الى المجلس في معزل عن الجنرال ميشال عون، فالملف عنده، وإذا أراد النزول الى المجلس أو الإتفاق على أيّ رئيس نحن وراءَه”. واعتبرَ انّ 'موقف الحزب ليس بجديد، هو أبلغَنا به في السابق، فهو يتلطّى بموقف عون من الإستحقاق الرئاسي، ويرمي الكرة في ملعبه، ولن يقدِم على أيّ خطوة رئاسيّة من دون العودة إليه”.

 

حزب الله" يُفرغ الحوار من مضمونه ويعتبره جسراً لتنفيذ طلباته

“8 آذار” تتصرف بسذاجة سياسية وترشيح عون هدفه نسف الاستحقاق الرئاسي

 "حزب الله" يُفرغ الحوار من مضمونه ويعتبره جسراً لتنفيذ طلباته

 (الوكالة الوطنية) بيروت – “السياسة”: يثير الأداء السياسي ل¯”حزب الله”, استغراب البعض واستياء البعض الآخر في الأوساط المعنية, فلا يجد مراقب حيادي واحد تفسيراً منطقياً للتناقض الذي تثيره مواقف قادة الحزب, فمن جهة يتحدثون عن الحوار ويباشرون فيه بالفعل, ومن جهة ثانية يتمسك الحزب بمرشح واحد هو العماد ميشال عون. فكيف يمكن التعويل على نتائج إيجابية للحوار الذي يشارك فيه مع القوى السياسية في “14 آذار”? ويرى مراقبون كثر أن سلوك الحزب ليس من نوع رفع السقوف إعلامياً تمهيداً لخفضها على طاولة التفاوض, وإنما هو إعلان صريح بأن ما يريده الحزب من الحوار مع خصومه, هو قبولهم برغباته لا أكثر ولا أقل. فتصريح حسين الخليل, معاون السيد حسن نصر الله من الرابية قبل أسابيع قليلة, عن تمسك الحزب بعون مرشحاً وحيداً, يمكن أن يفهم على أنه رفع للسقف, وقبله إعلان نصر الله نفسه. ولكن أن يأتي الإعلان مجدداً من على منبر بكركي (اول من امس) وعلى لسان إبراهيم أمين السيد, فهو رسالة للمسيحيين وعبرهم لتيار “المستقبل”, وسائر قوى “14 آذار”, بأن اسم عون ليس مطروحاً للحرق, وإنما هو لنسف الاستحقاق الرئاسي, وهذا إن دل على شيء, فإنما يدل على نية “حزب الله” إجهاض الحوار مع “المستقبل” بعد يومين فقط من جلسته الأولى. وهذا ليس بالجديد عليه, إذ سبق أن نسف كل طاولات الحوار ومقرراتها, سواء تلك التي تمت في مجلس النواب ابتداء من العام 2006 أو التي رعاها الرئيس السابق ميشال سليمان وأنتجت “إعلان بعبدا” الشهير. والجديد هذه المرة هو أنه ينسفه باكراً جداً. ولفت مصدر سياسي متابع إلى أن ما يمارسه الحزب مع “المستقبل” يفعله تيار العماد عون مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع قبيل الاجتماع المترقب بينهما, فالإعلام العوني يروج لمقولة إنه بإمكان الجنرال أن يقنع جعجع بدعم ترشيحه للرئاسة. وهذه سذاجة سياسية غير معقولة, إذ يبدو أن فرقاء “8 آذار” لا يعرفون المعنى الحقيقي للحوار, ولا يريدون منه سوى تنفيذ مطالبهم. من هنا, ثمة اعتقاد راسخ في الوسط السياسي اللبناني, أن المحاولات الحوارية الجارية أو التي ستجري, لن تؤدي إلى أي نتيجة في ما خص الاستحقاق الرئاسي, وجل ما يمكن أن تحققه هو نوع من التهدئة السياسية والأمنية, فتتوقف الحملات الإعلامية, ويسهل “حزب الله” في مناطقه بشكل محدود عمل الأجهزة الأمنية في ملاحقة واعتقال المجرمين من لصوص وخاطفي فدية أو تجار مخدرات فقط وليس المطلوبين لقضايا أمنية- سياسية مثل المتهمين بالاغتيالات. وتجمع الأوساط السياسية على أن النتائج الإيجابية للحوارات مستبعدة حالياً, لأن التفاهم الإقليمي غير موجود, ويلزم وقت طويل للرهان على حدوث اختراق خارجي ينعكس إيجاباً على الداخل اللبناني. وما يعزز نزعة التشاؤم هذه, أن “حزب الله” وحلفاءه يدفعون الأزمة إلى الحد الأقصى, أملاً في استدراج الآخرين إلى صفقة شاملة على غرار اتفاق الدوحة ,2008 تحقق مصالحهم, فتؤمن انتخاب عون رئيساً وتنتج حكومة ملائمة وتقر قانوناً جديداً للانتخاب.

 

مخاوف من تطورات دراماتيكية في جرود عرسال أوساط أوروبية

الأسلحة الفرنسية قد لا تصل لبنان إلا بعد “خرابة” مخاوف من تطورات دراماتيكية في جرود عرسال

حميد غريافي/السياسة/28.12.14

 انحرف القطار الفرنسي الذي ينقل السلاح إلى الجيش اللبناني عن سكته لإنزال “أنواع ممنوع تسليمها الى لبنان حسب الاوامر الاسرائيلية”, بعدما بلغت فرحة بعض المسؤولين العسكريين والديبلوماسيين اللبنانيين حدود الكشف على تلك الأنواع الفتاكة قبل انطلاقها من المخازن الفرنسية, فيما تؤكد استخبارات وديبلوماسيون اوروبيون أن “حزب الله”, بواسطة جماعات الضغط الايرانية والسورية والروسية, قد يكون تمكن من مساعدة بنيامين نتانياهو, عن غير قصد, على “تشحيل” حمولات السفن الفرنسية بما يتناسب وترسانته العسكرية في حال وقوع المحتوم في نهاية المطاف, إذا جرى تنفيذ القرار الدولي 1559 الداعي الى تجريد الميليشيات المسلحة اللبنانية وغير اللبنانية من أسلحتها غير الشرعية. وقالت الأوساط الديبلوماسية الأوروبية ل¯”السياسة” ان الحكومة الفرنسية, إذا كانت رضخت أخيراً لضغوط الرياض وواشنطن من اجل البدء الفوري بتسليم اسلحة هبة الثلاثة مليارات دولار السعودية إلى الجيش اللبناني, إلا أنها ستباشر تسليم الاسلحة التقليدية قصيرة المدى والمتوسطة وذخائر الرشاشات والمضادات الارضية واطارات الآليات والمناظير الليليلة وقذائف المدفعية وبعض انواع صواريخ ارض – ارض قصيرة المدى والبزات العسكرية والاحذية وما شابهها, مما لا يقدم ولا يؤخر بالنسبة لترسانة “حزب الله” أو ترسانتي “داعش” و”جبهة النصرة”, وكأن لبنان لن يشعر بهذه الهبة السعودية إلا بعد سنوات من “خرابه”, وبعد “قيام دولتين لبنانيتين إحداهما برئاسة حسن نصر الله والأخرى بزعامة أبي بكر البغدادي”. ورغم الحديث عن أن الأسلحة ستصل قريباً إلى لبنان بحيث يكون الجيش مستعداً لتحرير جرود عرسال “بالقوة” نزولاً عند رغبة ومطالب حسن نصر الله والجماعات السورية الحليفة له في لبنان, إلا أن ما تناهى الى اسماع الدولة اللبنانية من باريس, أحبط بعض آمال نصر الله وجماعاته, حيث ستضطر الدولة في النهاية إلى مقايضة العسكريين المخطوفين لدى “داعش” و”النصرة” بسجناء في سجن رومية. وكشفت الأوساط الديبلوماسية عن أن “حزب الله” مارس وما زال يمارس ضغوطاً و”تمنيات” كبيرة على بشار الاسد لعدم القيام بمحاولات عسكرية ضد مواقع “الارهابيين” في مرتفعات عرسال والقاع ورأس بعلبك, القرى الثلاث “الممانعة في وجه حسن نصر الله”, وذلك لإطالة أمد الدوامة اللبنانية الداخلية التي تشق اللبنانيين وتعمق جذور الازمة بينهم, بعدما كان الحزب حاول سابقاً التنسيق مع الجيش السوري النظامي ل¯”اقتلاع” هؤلاء المسلحين من تلك الجبال المشرفة على البقاع من منطقة القلمون, لكنه فشل مع السوريين في ذلك بل خسر معظم القلمون. ونقلت الأوساط في لندن عن ديبلوماسي خليجي مخاوفه من أن تقع حوادث مفاجئة على الحدود اللبنانية – السورية شرق لبنان, “تؤدي إلى مصرع المخطوفين العسكريين, الأمر الذي من شأنه تفجير الاوضاع الامنية داخل البلاد, وإشعال حرائق مذهبية كبيرة في بقاعه وجنوبه وشماله, فيما الجيش اللبناني يقاتل طواحين الهواء بأسلحة متواضعة بانتظار سلحفاة التسليح الفرنسي التي مازالت في خطواتها الأولى نحو لبنان”.

 

القوات بيروت: لتحديد المسؤولية في تعرض مرافقي موكب للمواطنين في الاشرفية

السبت 27 كانون الأول 2014 /وطنية - استنكرت القوات اللبنانية - منطقة بيروت في بيان "همجية بعض المرافقين الذين واكبوا مرور أحد كادرات حزب الله في الاشرفية، وتعرضهم للمواطنين وارهابهم". ودعت "الاجهزة المعنية الى التأكد اولا ان الموكب هو لحزب الله لتحديد المسؤوليات، وتدعو ثانيا اصحاب الموكب الى اي جهة انتموا ان يتقدموا باعتذار علني من المواطنين وخصوصا من ابناء الاشرفية، كما تدعو القوات اللبنانية ثالثا، الاجهزة القضائية والامنية والوزراء المختصين الى اجراء المقتضى الفوري وملاحقة الفاعلين ووقف هذه الاباحية و"التسلبط" على حقوق المواطنين".

 

سلام بعد زيارة بري: نأمل بمزيد من الحوار مطلع العام وبنتائج طيبة

السبت 27 كانون الأول 2014/  وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم، رئيس الحكومة تمام سلام في عين التينة، وعرض معه للاوضاع والتطورات في البلاد والمنطقة. بعد اللقاء الذي استمر اكثر من ساعة قال سلام: "لقائي اليوم مع دولة الرئيس بري يأتي في اطار التواصل حول القضايا العامة التي تهتم بالبلد والناس، وتؤكد الحرص على تدعيم اجواء الحوار بما يؤمن الحد الادنى المطلوب من الاستقرار والهدوء. تداولنا هذا الامر، واطلعت على الجهود التي يبذلها الرئيس بري في هذا المجال، وهي والحمد لله واعدة، ونأمل ان يكون هناك مطلع العام المقبل مزيد من هذا الحوار ومن نتائج طيبة له".

سئل: في ما يتعلق بالمراسيم التطبيقية للنفط، القطار يسير في العالم ونحن توقف الزمن عندنا في هذا الموضوع، فماذا ستفعلون؟

أجاب: "موضوع النفط مثل مواضيع وملفات اخرى تعود بالخير على لبنان واللبنانيين، وهناك حاجة الى استكمال مستلزمات المواقف والاجراءات التي يجب ان يتوافق عليها الجميع في ظل هذا الوضع الصعب الذي نمر به. كما هو معلوم هناك ملفات تأخذ وقتا، وملفات كثيرة يجب ان نمضي بها. وانا حذرت من انه اذا استمر الوضع العام في البلاد في ظل شغور الرئاسة الاولى، فاننا في معاناة وهذه المعاناة لا تساعد كثيرا على العبور في هذه المرحلة الصعبة. من هنا ملف النفط كما ملفات أخرى، بالامس كان بين ايدينا ملف النفايات الذي هو ملف صعب وينذر بخطر على كل البلد اذا لم نتوصل قريبا جدا الى ايجاد حل نعتمده في هذا الامر. من هنا دعوتي اليوم لكل القوى السياسية أن تستفيد من اجواء الحوار والتهدئة، لنتمكن جميعا من العبور بهذه الملفات. علما انني اعود فاكرر وأشدد في كل مناسبة انه يبقى اهم ملف هو ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية لتستكمل هذه المؤسسة الديموقراطية الكبيرة في لبنان كل عناصرها، ونمضي سويا في التصدي لكل هذه المشكلات".

سئل عن ملف العسكريين المخطوفين فأجاب: "قلت في مناسبات عديدة واكرر القول اليوم ان هذا ملف دقيق وحساس جدا، لانه يتعلق بأرواح عسكريين ابطال، وبالتالي اخذت على نفسي ان اتكتم قدر ما هو مطلوب لنعبر بهذا الملف كما هو الحال عند كل الدول والشعوب التي تواجه ملفات من هذه الطبيعة، يتم حلها بالتكتم وبالسرية الكاملة لاعطائها فرصة النجاح، اما اذا كان البعض ما زال غارقا في الفولكلور السياسي والاعلامي الذي يتابع هذا الملف، فأقول بكل صراحة هذا لا يجدي احدا نفعا. نعم نحن في اجواء الاعياد، اليوم عندنا غصة كبيرة في ما يتعلق بعسكريينا الابطال، الذين هم في المجهول وفي اوضاع صعبة على كل لبنان ان يعيها او ان يستدركها ونتعاون جميعا بكثير من الجدية للخروج من هذا المأزق".

سئل: متى ستجتمع خلية الازمة بهذا الشأن؟

أجاب: "كل هذه من التفاصيل التي لا اجد فائدة في التدوال بها علنا، لان ما يتم بالاجتماعات واللقاءات والتواصل يتطلب الكثير من السرية والجدية لنتمكن من تحقيق التقدم".

وكان بري استقبل رئيسة "مؤسسة باسل فليحان" السيدة يسمى فليحان التي اطلعته على اعمال ونشاط المؤسسة. كما استقبل البروفسور فيليب سالم.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 27 كانون الاول 2014

السبت 27 كانون الأول 2014

النهار

رغم التمديد لمجلس النواب، لم يحدّد موعد بعد للانتخابات الفرعية في دائرة جزين.

يتخوّف متابعون من أن يكون لبنان بدأ يضيّع فرصته في استغلال نفطه في البحر.

قال أحدهم لمرشّح للانتخابات الرئاسية "لقد بدأ عصر حرف "السين" في مصر وتونس، فهل تنتقل العدوى إلى لبنان؟".

رغم تراجع بلدية زحلة عن سماحها بإنشاء معمل للإسمنت، تستمر المزايدة في المواقف حول تعطيل القرار.

قال وزير في الحكومة إن الربيع العربي بدأ في تونس، ولم يُزهر إلا في تونس.

السفير

تبلغ وزير معني صعوبة تعيين مجلس إدارة في مؤسسة تابعة له ما لم يحصل على مباركة تيار سياسي مسيحي فاعل في الحكومة للأسماء.

يجري الحديث عن فضيحة جديدة في مؤسسة غير مدنية.

يؤكد مسؤول في تنظيم اسلامي وسطي ان المشكلات التي واجهت هيئة علمائية فاعلة تتجه نحو الانحسار.

المستقبل

يقال

إن محاولات جدية تجري لتوحيد اللوائح العربية في قائمة واحدة خلال الانتخابات الاسرائيلية المقبلة بما يمكنها من الفوز بمقاعد اضافية يجعلها صوتاً مرجحاً في الكنيست.

اللواء

تجنّب مرجع سابق إبداء أي تعليق على نتائج الجولة الأولى من حوار الثلاثاء بانتظار الجولة الثانية؟!

عمّم رئيس تيّار على كوادره ضرورة التحرّك، ومضاعفة نشاطاتهم، وذلك بعد تقارير وصلته عن الحاجة إلى استنهاض جديد في هذه المرحلة.

حصلت عدّة مفاجآت في لقاء قيادي حزبي كبير مع موفد رئاسي "حليف" بشأن الأزمة السورية ومتفرعاتها.

الجمهورية

توقفت أوساط أمام حرص أطراف الحوار على وضع رئيس تكتل وسطي في صورة الجلسة الأولى وتفاصيلها.

رفض طرف سياسي تضمين أحد البيانات مصطلح "مكافة الإرهاب" إذا لم يربط حصراً بالدولة، كي لا يُفسّر بأنه تغطية لتكريس سلاح غير شرعي.

يتّجه مسؤول كبير الى إيلاء الشأنين المعيشي والإجتماعي مساحة واسعة من الإهتمام في مطلع السنة الجديدة في مواكبة للمناخات الإيجابية للحوار.

رأت جهة حزبية أن قطباً سياسياً ما زال يعتبر خطوة يقوم بها حزبان بارزان أنها تستهدف خيارات فريق من اللبنانيين في شأن إستحقاق حسّاس، على رغم ما حصل عليه من تطمينات من حلفائه.

البناء

توقفت أوساط سياسية عند المقولة التي يردّدها المسؤولون السعوديون في كلّ مناسبة يدلون فيها بتصريحات أو خطب، أو خلال استقبالهم شخصيات لبنانية، وهي أنهم يدعمون استقرار لبنان، ويدعمون كلّ ما يتفق عليه اللبنانيون في الاستحقاقات الداخلية. وتساءلت المصادر: هل صحيح أنّ قرار الفريق الذي يدور في فلك السعودية هو قرار مستقلّ؟ وهل يستطيع حقاً أن يتخذ قرارات بمعزل عن مراجعة القيادة السعودية وأخذ مشورتها؟

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 27/12/2014

السبت 27 كانون الأول 2014

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

فرحة الأعياد امتزجت بحزن ذكرى استشهاد الدكتور محمد شطح، الذي قال الرئيس سعد الحريري عنه إنه لو كان حيا لكان في مقدمة الصفوف في اللحظة الحاسمة.

وتبدو هذه اللحظة، فترة انتقالية بين سنة راحلة بكل أحداثها الخطرة، وبين عام مقبل يؤمل أن يحمل مرحلة جديدة على المستويات السياسية والأمنية والإقتصادية.

وفي آراء للناس عبر كاميرات "تلفزيون لبنان"، نقمة على الأوضاع وعلى السياسيين ودعوة جامعة للعمل من أجل الوطن والمواطن.

وسنكون مع هذه الآراء في سياق النشرة التي نشير فيها الى تشاور بين الرئيسين بري وسلام في الخطوات الآيلة إلى تفريج الأوضاع وانتخاب رئيس للجمهورية.

وفي ذكرى استشهاد الدكتور شطح أطلق اسمه على موقع الجريمة قرب الستاركو في وسط بيروت، وألقيت كلمات حول الشهادة والتزام الثوابت اللبنانية.

وسنعود الى إحياء هذه الذكرى بعد الإشارة الى مأساة أم وأولادها الثلاثة فقدوا منذ اثني عشر يوما في الشمال.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لبنان وضع على خط حواري يمتد نشاطه من نهاية العام الحالي إلى الأسبوع الأول من العام المقبل.

وعلى مقياس عين التينة، فإن الجلسة الأولى كانت أفضل من التوقعات، وسط مؤشرات تفاؤلية بوصول الحوار إلى نتائج ملموسة عملا بقاعدة: تفاءلوا بالخير تجدوه.

راعي الحوار الرئيس نبيه بري كشف عن كلام وحدوي ساد الجلسة الأولى، وتفاهم على كل الأمور بجدول أعمال أو من دونه، الأمر الذي جعله يقول ممازحا: المتفق عليه حتى الساعة هو ألا أكون حاضرا في هذه الجلسات.

الإرتدادات الحوارية ستترك آثارا إيجابية على المستوى الوطني، ومن هنا كانت دعوة رئيس الحكومة تمام سلام من مقر الرئاسة الثانية للقوى السياسية للاستفادة من أجواء الحوار للعبور بالملفات الكبرى.

الفالق الحواري مر بدمشق ووصل إلى موسكو التي كانت تلجم هبوط سعر الروبل، وترفع مؤشرات نجاح مبادرتها للحل السوري. دمشق أعلنت استعدادها للمشاركة في اللقاء التمهيدي التشاوري في روسيا، حرصا على تلبية تطلعات السوريين لإيجاد مخرج من الأزمة.

أزمات من نوع آخر كان ما يسمى ب"الإئتلاف" يبحث عن مخارج لها. وعملا بحكم عدم قهر اليتيم دوليا، كانت الجامعة العربية تقدم منبرا لما تبقى من هذا "الائتلاف" الذي لم ير وضوحا في المبادرة الروسية ودعا الجامعة إلى رعاية الحوار.

في العراق، كان الجيش مدعوما بحشد شعبي يعلن عن موسم العودة إلى يثرب وطرد الكفار والتكفيريين الذين خسروا أيضا مطار الضلوعية. كأحجار الدومينو تساقطت مدن وبلدات محافظة صلاح الدين وعادت إلى حضن الدولة العراقية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

اليوم العراقي كان استثنائيا بكل ما للكلمة من معنى، فالسباق مع أواخر روزنامة العام، يسقط القوة المصطنعة، ويتلف أوراقا بمسمى "داعش"، وتستخدم لمآرب أخرى.

كالسبحة تحررت قرى وبلدات في بلد ضمن محافظة صلاح الدين، فكت عقدة يثرب فانفرط عقد الارهابيين، وانهارت دفاعات المسلحين، من الحضيرة الشرقية وأبو سيوف، إلى تل الدهب، فالقادسية، فمطار الضلوعية، والحبل على الجرار.

للمفارقة ان هذه الانجازات تمت بيد الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي، ومن دون تدخل التحالف الدولي، الذي وللمفارقة أيضا ألقت طائراته الحربية أسلحة لارهابيي "داعش" المحاصرين في يثرب قبل ساعات من تحريرها.

المسار السوري يشهد منعطفا جديدا، فالكويت تستعد لفتح السفارة السورية، ومصر تحاول ترتيب التواصل مع دمشق داخليا وعربيا، والحكومة السورية، كما المعارضة يتجهزان للجلوس حول طاولة القيصر الروسي، مع تسليفة من بعض أركان المعارضة الخارجية بالهجوم على قطر وتركيا وتحميلهما مسؤولية دمار سوريا وكلفة إعادة اعمارها.

الحوار اللبناني- اللبناني تخطى حال الاحتقان، وتجاوز عتبة الارتياح، وعبر الطوائف، رغم ان بعض المتضررين يغلفون انزعاجهم بعبارات مديح تخرج من أفواههم وتنفر منها قلوبهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

ألف سلام إلى روح محمد شطح، في الذكرى الأولى لغيابه وفي كل يوم. أما الجواب عن السؤال الذي تكرر اليوم: لماذا اغتيل محمد شطح؟ فسهل، إن تأمين مستلزمات الانقلاب على الدولة وتعطيل مؤسساتها وسوق البلاد نحو التطرف، كانت تتطلب أن يغتال رجل حوار أنموذجي وأن يرهب المنادون بالحوار، فوقع الخيار على محمد شطح. وكان للمجرمين ما أرادوا، لقد وصل التوتر السني- الشيعي إلى الذروة، ودخل بعضنا في سوريا حتى العظم فإذ بسوريا ودمائها ونازحيها يدخلون لبنان، لقد تم تعطيل مؤسسة رئاسة الجمهورية وأبقي على مجلس نيابي دمية ممدد له لتأمين إدارة التفليسة.

ولسخرية القدر، وبعدما وقع ما حذر منه محمد شطح، أي الفوضى غير البناءة، ها هم يدعون إلى الحوار، لكن ليس الحوار بمعايير الشهيد، فالحوار الذي انطلق، استيعابي وممنوع من ان يقارب الممنوعات، وقد وافق عليه تيار "المستقبل" بحسب ما أجمعت عليه الخطب اليوم، آملا في شد "حزب الله" إلى مفهوم الدولة وإحداث اختراق يوصل إلى انتخاب رئيس، ومن أجل تخفيف الاحتقان المذهبي.

في المقابل، الحوار الآخر من أجل تحريرِ العسكريين المخطوفين لا يزال متوقفا في محطته الأولى، في انتظار أن تكلف الحكومة رسميا الوسيط الأكثر مقبولية، أحمد الفليطي، أو أي وسيط.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

أرخت الأعياد بعطلتها على الساحة اللبنانية، فعطل اللبنانيون على حوار، بعدما تعطلت لغته لأعوام طويلة! غير ان السؤال: ماذا بعد العيد، والعطلة والتحاور؟ وما قد ينتج عن متحاورين تختلف رؤيتهم الاستراتيجية، بل تتعاكس؟

وفي الانتظار، بقيت الايجابية محور الخطابات، وتحولت ذكرى اغتيال محمد شطح منبرا، يبرر "المستقبل" فيه خطوته، بعدما كانت المنابر في المناسبات المشابهة فرصة للتصعيد والتخوين والاتهام. أما اليوم، وانطلاقا من نظرية ان المخاطر باتت تقتضي تغييرا حقيقيا، انطلقت السهام السنيورية لتصوب البوصلة، فاقرن رئيس كتلة "المستقبل" اتهاماته المعهودة ل"حزب الله"، بأمله في ان ينجح الحوار في تغييرها.

وفي غمرة الحوار والتلاقي، تطل المحكمة الدولية برأسها من جديد، في توقيت يحمل علامات استفهام عدة، وسط كلام على امكان استدعائها نائبا من كتلة "الوفاء للمقاومة" كشاهد أو متهم. ليحمل الغموض عن ماهية هذه الخطوة علامات استفهام عدة عن خلفياتها، وانعكاسها على الداخل اللبناني.

وفي الانتظار، عدوى الحوار اللبناني قد تصيب الجارة السورية، فموسكو تعد العدة لانجاح خطوتها من أجل الوصول إلى حل سياسي، ودمشق لاقت الحليف الروسي بتأكيد مشاركتها في اللقاء التمهيدي التشاوري، لتصبح الكرة في ملعب المعارضات، لتتحاور في ما بينها أولا، وتتفق قبل ان تحاور النظام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

تحولت الذكرى الأولى لاغتيال الوزير محمد شطح، إلى مناسبة لتبرير انخراط تيار "المستقبل" بالحوار مع "حزب الله"، بعد كل الاتهامات التي تراشق بها الطرفان.

وقد استعان الرئيس فؤاد السنيورة بآية قرآنية من سورة "يوسف" لتبرير تكرار تجارب الحوار الفاشلة، مرددا: "إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون".

وفي مقابل الأجواء الحوارية، كشفت صحيفة "السفير" اليوم عن "وجود توجه لدى الادعاء في المحكمة الدولية لاستدعاء أحد النواب الحاليين في كتلة "الوفاء للمقاومة" كمشتبه فيه، أو للاستماع إلى إفادته، نظرا لوجود اتصال بين رقم هاتفه الخليوي، ورقم هاتف كان يستخدمه أحد المتهمين الذين صنفوا ضمن شبكات في مسرح الجريمة وخارجه.

وإذ لم يصدر أي تعليق عن "حزب الله" أو كتلة "الوفاء للمقاومة" في هذا الشأن، أجمعت الترجيحات على أن النائب علي عمار هو المقصود.

لا تزال أسعار النفط في انخفاض، ومعها أسعار المازوت. لكن ربطة الخبز التي خسرت رغيفا في السابق من جراء ارتفاع أسعار المازوت، لا تزال على حالها. فهل من يعيد الرغيف الناقص؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هو يوم محمد شطح بامتياز، وما أحوج لبنان له في مثل هذه الأيام العصيبة، هو يوم انتصار الاعتدال على التطرف، والحكمة على الجنون.

هو يوم انتصارالضحية على الجلاد والدولة على الدويلة.

محمد شطح غائب عن لحظة سياسية، كان يفترض ان يتقدم فيها الصفوف وان يكون في طليعة الذين يعبرون عن قرار "تيار المستقبل" بجعل حماية لبنان من المخاطر الداهمة، أولوية لا تتقدم عليها أي مسألة أخرى، وواجبا وطنيا يعلو على أي واجب مذهبي أو طائفي أو إقليمي، وفقا لما قاله الرئيس سعد الحريري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

كانت صلواتهم في هذه الليلة لمحمد. كتب البكالويا تدارت ليحمل طلاب الثانوية العامة الإنجيل والقرآن في بهو مستشفى الجامعة الأميركية، ويستخرجون من الآيات المقدسة عبارات لشفاء زميلهم محمد الشعار.

كان المحمدان قد التقيا على طريق الموت في ستاركو، حيث الطالب يلقى مصير المستشار. وإبن ثانوية رفيق الحريري يرحل مع عقل رفيق الحريري، محمد شطح. الطالب نال الشهادة قبل الشهادة والمستشار وضع على لائحة المحتفى بذكراهم من الشهداء كل عام، من دون أن تدنو حقيقة اغتياله من أي معلومة ما خلا الشائعات التي لم تقرن بالدلائل.

في ذكراه الأولى ولد الحوار بين "المستقبل" و"حزب الله"، وأسس لجلسة ثانية في الخامس من الشهر المقبل. لكن رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة غص بالفكرة، ورسم حولها تساؤلات من آخرين عن جدوى الحوار. على أن من سأل السنيورة بلسانهم ليسوا إلا فؤاد السنيورة نفسه، إذ لم تبد أي جهة في تيار "المستقبل" اعتراضا على الحوار، ولم نسمع بتلك التساؤلات إلا عبره.

اليوم، وأبعد من التساؤل، وضع السنيورة ألغاما غير مرئية على طريق الحوار، ورسم جدول أعمال جديدا غير متفق عليه بين الطرفين. فهو يتطلع من خلاله إلى الرئاسة، فيما "حزب الله" أحال "المستقبل" في هذا الملف على التفاهم مع ميشال عون. وهو أيضا خرج عن النص المتفق عليه في الحوار، عندما وضع على الجدول مشاركة "حزب الله" في القتال داخل سوريا. وتحدث بلغة سعود الفيصل موديل 2006، منتقدا المغامرات غير المحسوبة، علما أن قضية القتال في سوريا مسحوبة من النقاش.

قدم السنيورة تيار "المستقبل" على صيغة المتمسك بلبنان، على اعتبار أن "حزب الله" لا يمتلك هذه البدعة. والأهم أمل السنيورة أن ينتهي الحوار على نتائج ليس أقلها أن يسلم "حزب الله" نفسه طوعا إلى المحكمة الدولية من خلال كلامه عن بسط سلطة الدولة داخل حدودها وعلى كل الأراضي اللبنانية، بحيث لا يبقى أي طرف داخلي أو خارجي يحول دون تطبيق العدالة. ولو رسمت حدود الحوار على هذه النصوص لما انعقدت الجلسة، فمن يضع العصي في الدواليب؟

حوار لبنان يبقى على الرغم من ضجيج السنيورة، أكثر هدوءا من حوار سوريا والمعارضة في موسكو، ضمن موعد يشارف على نهاية كانون الثاني المقبل، وحياله تلملم المعارضة أشلاءها بعدما سحبت الأرض من تحتها عسكريا لصالح "داعش" و"النصرة" ولفيف من التنظيمات الإسلامية المتطرفة. سوريا الدولة وافقت على الاجتماعات التمهيدية في موسكو، فيما تتوزع المعارضة على اجتماعات متفرقة بين كل من القاهرة ودبي وأوسلو. "الائتلاف" في هذه المعادلة مشتت، "هيئة التنسيق" غير معترف بها من "الائتلاف"، وآخرون احتموا تحت صفة المستقلين وتداروا للاجتماع في دبي. وما يفاقم التباعد بين الأفرقاء المعارضين، أن السفير الأميركي روبرت فورد انسحب من الميدان، بعدما كان يلم شملهم وينتخب عنهم أعضاءهم إذا اختلفوا، ويعين رئيسا لهم، ويكمل معروفه ليحدد لهم أهدافهم.

 

الراعي لن يترأس غدا قداس الاحد في بكركي

السبت 27 كانون الأول 2014 /وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في بكركي ايلي منصور ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لن يترأس يوم غد قداس الاحد في الصرح البطريركي في بكركي.

 

ابراهيم افتتح مركزا حدوديا للأمن العام في شبعا

السبت 27 كانون الأول 2014 /وطنية - أعلن مكتب شؤون الإعلام في المديرية العامة للأمن العام، في بيان أن "المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، قام صباح اليوم، بزيارة خاصة لبلدة شبعا، حيث افتتح خلالها مركزا حدوديا جديدا للأمن العام".

 

جعجع في ذكرى شطح: سيبقى مثالا في الاعتدال والانفتاح يحتذي به المناضلون في سبيل الحق والحرية

السبت 27 كانون الأول 2014 /وطنية - وجه رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع كلمة في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الوزير الشهيد محمد شطح، قال فيها: "في مثل هذا اليوم من العام الماضي، أبت يد الإجرام إلا أن تنغص على اللبنانيين فرحتهم بالأعياد، فامتدت بالاغتيال لتطاول رمزا من رموز الاعتدال والحوار الحقيقي في هذا الوطن". أضاف: "محمد شطح، يعز علينا في الذكرى السنوية الأولى لاستشهادك، ان نفتقد حكمتك، ووطنيتك واعتدالك في زمن نحن بأمس الحاجة فيه الى هذه الفضائل، وسط تنامي الأصوليات والتكفيريات على انواعها. محمد شطح، صحيح انك تركتنا مرغما في منتصف الطريق الشاق نكافح ونناضل لانتشال لبنان من حاله الصعبة، لكن عيونك ستبقى ساهرة على هذه الأرض من حيث انت، وستبقى مثالا في الوطنية والاعتدال والانفتاح، يحتذي به كل المناضلين في سبيل الحق والحرية والإنسان. محمد شطح، إن دماءك التي سالت في وسط بيروت، في مثل هذا اليوم بالذات، قد روت شجرة الوحدة الوطنية بسخاء، فأثمرت تلاقيا وحوارا يستعد له اللبنانيون. كيف لا، ومنطق الحوار يجري في عروقك، بصرف النظر عن مآله او حظوظه او دوافعه".

وتابع: "ان ذكرى استشهاد شطح لن تكون صفحة وطويت في دفاتر النسيان نستعيدها مرة كل عام، وإنما هي فعل إيمان بلبنان السيد الحر المستقل، نجدده على مدار الساعة وحتى قيام الساعة، وان هذه الذكرى الأليمة يزيد من آلامها أكثر وأكثر واقع الشلل والتعطيل والفساد والوضع الاقتصادي المزري والفراغ الذي ينهش لبنان الدولة والشعب يوما بعد يوم، فالوطن الذي حلم به محمد شطح لا يشبه ما نشهده اليوم بشيء، ولكن مع ذلك فإننا لن نيأس، لن نرتاح، لن نستكين حتى تحقيق كل الأهداف التي سقط محمد شطح وكل شهداء ثورة الأرز من اجلها". وختم جعجع: "محمد شطح، لقد اديت قسطك للعلى بأغلى ثمن ممكن، فالتضحية التي بذلتها فداء عن وطنك، لا ترقى اليها تضحية، وإننا نعاهدك اليوم، وفي كل يوم، بأن دماءك لن تذهب هدرا، وبأن ثورة الأرز التي كنت ركنا من اركانها لن تخمد شعلتها ولن تبرد حرارتها مهما ازدادت الصعوبات وغلت التضحيات، نم قرير العين، فالأرض التي انجبتك واحتضنت في احشائها رفاتك، لن تبخل بالمقاومين والمناضلين لمتابعة الدرب حتى انبلاج فجر جديد، وقيام لبنان السيادة والحرية والإستقلال".

 

ميقاتي في ذكرى شطح: رجل حوار وصاحب رؤية وطنية ثاقبة

السبت 27 كانون الأول 2014 /وطنية - استذكر الرئيس نجيب ميقاتي، الوزير السابق الشهيد محمد شطح، في الذكرى السنوية الأولى لاغتياله في تفجير استهدفه في ستاركو، ووصفه بأنه "رجل حوار، وصاحب رؤية وطنية ثاقبة، آمن على الدوام بالتلاقي وبحق الاختلاف السياسي. رحمه الله". كما استذكر في هذه المناسبة "الشاب الشهيد محمد الشعار الذي قضى موقع التفجير ذاته، ونتقدم من ذويه بأحر التعازي".

 

يزبك زار عطا الله ورحال مهنئا بالميلاد: لصون الوحدة الداخلية واستمرار الحوار بين اللبنانيين

السبت 27 كانون الأول 2014 / وطنية - زار رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك، راعي أبرشية دير الاحمر والبقاع الشمالي المارونية المطران سمعان عطا الله، وراعي ابرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران إلياس رحال مهنئا بعيد الميلاد المجيد.

وكانت الزيارة مناسبة للتشديد على "صون الوحدةالداخلية واستمرار الحوار بين اللبنانيين، والالتفاف حول الجيش اللبناني". وتمنى يزبك ان يكون "العام الجديد عام خير على كل لبنان، وان يتم إحياء المؤسسات، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية، وان يطلق سراح العسكريين الأسرى. والعمل على استكمال الحوار بين مختلف الأفرقاء اللبنانيين، لتحصين لبنان بوجه القادمين من خلف حدود الوطن". بدوره، أمل عطا الله "نجاح الحوار الذي بدأ اخيرا بين تيار المستقبل وحزب الله، من أجل بناء وحدة وطنية حقيقية تضم الجميع"، وقال: "في معركتنا مع الارهاب، نسلم أمرنا الى الله، ونقف الى جانب الجيش اللبناني حامي الوحدة الوطنية والسلم الاهلي". وشدد يزبك خلال زيارته رحال على "دور الانسان في تجسيد القيم الالهية والحفاظ على المنطقة ولبنان، لا سيما ان بعضنا يكمل البعض الآخر"، مؤكدا "ضرورة فك أسرى العسكريين المخطوفين". من جهته، أكد رحال "أهمية الاعياد التي تجمعنا في ان نعيش بمحبة متكاتفين متضامنين، وان نعيش بسلام، وان نترك السياسة للسياسيين من أجل حل أمور البلد".

 

الراعي في وداع المطران الدويهي: عرفناه كاهنا وأسقفا ومعلما وكاتبا فكان في مختلف محطات حياته الراعي الصالح

السبت 27 كانون الأول 2014 /وطنية - زغرتا - ترأس البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الصلاة الجنائزية للمثلث الرحمة المطران اسطفان هكتور الدويهي، في كاتدرائية مار يوحنا المعمدان في زغرتا، في حضور حشد من المطارنة والكهنة.

كما حضر الجناز وزير الثقافة ريمون عريجي ممثلا الرئيس تمام سلام، الوزيرة السابقة نايلة معوض، الوزير السابق يوسف سعادة، النائب اميل رحمة، ممثل النائب اسطفان الدويهي نجله انطوان، النائب السابق قيصر معوض، رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني خير، رئيس بلدية زغرتا- اهدن شهوان الغزال معوض، طوني سليمان فرنجية، أسعد كرم، رئيسة مؤسسة يوسف بك كرم ريتا سليم كرم، عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار يوسف الدويهي، منسق "القوات اللبنانية" في زغرتا سركيس بهاء الدويهي، رئيس "حركة الأرض" طلال الدويهي، المحامي توفيق معوض، المهندس زياد المكاري وعائلة الراحل ورهبان وراهبات وممثلون عن هيئات وفاعليات تربوية وثقافية واجتماعية واقتصادية وحشد كبير من أبناء زغرتا الزاوية.

وبعد الانجيل، ألقى الراعي عظة جاء فيها: "بالأسى الشديد وبرجاء الميلاد نودع المثلث الرحمة المطران أسطفان- هيكتور الدويهي، الذي أسلم الروح صباح السابع عشر من هذا الشهر في بروكلين- نيويورك عن سبع وثمانين سنة، قضاها في إيمان مخلص بالمسيح والكنيسة. وقد دعاه، الراعي الصالح، يسوع المسيح، وأشركه في رعاية شعبه كاهنا وأسقفا ومعلما وكاتبا. فكان في مختلف محطات حياته الكهنوتية والأسقفية هذا "الراعي الصالح الذي يسير قدام خرافه ويخرجها إلى المراعي الخصبة" (يو10: 2و4).

وقال: "إنه إبن إهدن- زغرتا، هذه المدينة المارونية الشمالية الغنية بتراثها الكنسي والوطني والثقافي. مدينة البطاركة والأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات. أعطت رئيسي جمهورية ووزراء ونوابا ورجال دولة وسياسة وفكر وثقافة وعلم. ينتمي المطران اسطفان- هيكتور إلى أسرة الدويهي التي أعطت البطريرك الكبير المكرم اسطفان، الذي نواكب دعوى تقديسه بالصلاة لكي يظهر الله قداسته، وترفعه الكنيسة على مذابحها. ولد هيكتور في بيت يوسف وحسيبه زخيا الدويهي، إلى جانب ثلاثة أشقاء وشقيقة سبقته مع كبيرهم المرحوم الأستاذ بدوي إلى بيت الآب. وفي هذا البيت المؤمن سمع صوت المسيح يدعوه للحياة الكهنوتية. فلبى النداء بفرح وأمانة والتزام. وقد لازمته هذه الثلاثة طيلة حياته. وبعد العلوم التأسيسية في مدرسة مار يوسف- زغرتا، تلقى تنشئته الكهنوتية على التوالي في إكليريكية مار مارون غزير، وجامعة القديس يوسف في بيروت، وجامعتي نشر الإيمان والغريغورية في روما، متوجا إياها بشهادة دكتوراه في علم اللاهوت والليتورجيا. سيم كاهنا بوضع يد المثلث الرحمة البطريرك بولس بطرس المعوشي في 14 آب 1955، في بداية ارتقائه السدة البطريركية، وقد محضه ثقته الكاملة".

أضاف: "انطلق الخوري هيكتور راعيا غيورا في الخدمة الكهنوتية في رعية زغرتا على مدى عشر سنوات من سنة 1959 حتى 1969، أخصبها بعطاءاته متفانيا ومتعاونا مع كهنتها، وعلى رأسهم الخوري إميل سعادة الذي أصبح فيما بعد المطران بولس إميل نائبا بطريركا عاما على نيابة البترون في الأبرشية البطريركية وفي رعية إهدن- زغرتا، ثم مطرانا أصيلا لأبرشية البترون، بعد جعلها أبرشية مستقلة. هناك عرفنا الخوري هيكتور، الطالع نجمه كنجم الميلاد، وقد أصبح قبلة الأنظار. عرفناه كاهنا غيورا كرس جهده لإعادة الإلفة والوحدة بين أبناء زغرتا بعد أن فرقتها أحداث 1958 المرة، وجمع الأسرة الكهنوتية الزغرتاوية في بيت الكهنة، والشباب الزغرتاوي في حركة ملتزمة ومنشأة في بيت الكهنة الذي جعل منه مركزا للقاءات الروحية والثقافية والإجتماعية، إلى جانب الفرقة الفولكلورية ومهرجانات إهدن الزاوية، والمستوصف الصحي الذي أصبح في ما بعد مستشفى السيدة الذي أصبح من كبريات المستشفيات في الشمال. وكانت له على صعيد الكنيسة المارونية مبادرات سباقة استلهمها، مع كهنة غيورين أمثاله، من تعليم المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني (1962-1965)، الذي سماه القديس البابا يوحنا بولس الثاني "ربيع الكنيسة". فدعا إلى الحركة التجددية في كنيستنا بروح هذا المجمع إنطلاقا من مقالات بعنوان "كنيستنا تحت مجهر المساءلة"، وفعل في هذا الإطار نشاط الرابطة الكهنوتية وتجمع كهنة الشمال وحركة "كنيسة من أجل عالمنا". وكان في الوقت عينه يمارس التعليم اللاهوتي في معهد مار أنطونيوس البادواني كرمسدة، وجامعة القديس يوسف بيروت، وجامعة الروح القدس الكسليك، وفي إكليريكية سيدة لبنان واشنطن. وقد أطلق فيها كلها أفكاره التجددية وتطلعاته. وتركها لنا إرثا في مؤلفاته باللغة العربية نخص منها: كنيستنا على المحك، وكنيسة البشر وكنيسة الحجر، وشربل والمجمع الفاتيكاني الثاني".

وتابع: "بهذا الدفع الرسولي، أرسله البطريرك الكردينال مار بولس بطرس المعوشي سنة 1969 لخدمة رسالتنا في المكسيك وتحديدا في مدينة Puebla حيث قضى ثلاث سنوات، انتقل من بعدها في سنة 1972 إلى خدمة أبرشيتنا المارونية في الولايات المتحدة الأميركية، وقد دعاه إليها مطرانها آنذاك المثلث الرحمة فرنسيس الزايك. وفيها أفرغ كل طاقاته وذاته وإرثه الروحي والعلمي وثقافته واللغات السبع التي أتقنها: العربية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والإنكليزية والسريانية واللاتينية. وتقلب بين إدارة إكليريكية سيدة لبنان واشنطن، وخدمة رعايا كل من مار شربل في Poeria وسيدة لبنان واشنطن، ومار جرجس في Wilkes- Barre (Pennsilvania)، ومار جرجس في سان انطونيو (تكساس)، وكاتدرائية سيدة لبنان في بروكلين - نيويورك. وفي كل ذلك، كان راعيا صالحا، قاد النفوس الموكولة إليه إلى ينابيع الخلاص، كلمة الإنجيل وتعليم الكنيسة ونعمة الأسرار. فأحبه الجميع وقدروه. واكتسب ثقة مطران الأبرشية الذي رقاه إلى رتبة برديوط، وثقة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس فمنحه رتبة خوراسقف. ولقي لدى الكهنة المحبة والتقدير، فأسندت إليه مهام على مستوى الأبرشية والكنيسة المارونية كمدير للمكتب الأبرشي للشؤون الليتورجية، وللمكتب الأبرشي للعلاقات بشأن سينودس جمعية الأساقفة الروماني الخاصة بلبنان، وكعضو في اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية، وعضو في المجلس الكهنوتي ومجلس المستشارين الأبرشيين".

وقال: "أما أعز وأجل مهمة قام بها الخوراسقف هيكتور بكثير من الجهد والإهتمام فكانت ترجمة الكتب الطقسية إلى اللغة الإنكليزية بعد الإصلاح الليتورجي الأخير، ومسؤولية النظر في نصوصها الإنكليزية الخاصة بالليتورجيا الإلهية والأسرار، التي نشرتها أبرشية مار مارون بروكلين. وترك لنا مؤلفات عديدة بالإنكليزية في الليتورجيا وبخاصة حول السنة الطقسية، وسر الزواج، وأسرار النشأة المسيحية: المعمودية والميرون والقربان، وكتاب الجنازات، والتبريكات والصلوات، وكتاب القداس، وكتاب الرسامات. لقد رأى في الليتورجيا "الجامع الأصيل بين موارنة الأرض كلها" واعتبرها "الوطن الثاني للموارنة"، وقال ان "لبنان كوطن وكأرض لم يعد يجمع الموارنة المنتشرين في العالم، ولم يعد يتسع لهم. أما الليتورجيا فإنها تجمع الكل وتتسع لهم جميعا، وتغتني بخصوصياتهم". وعندما قدم المثلث الرحمة المطران فرنسيس الزايك استقالته من إدارة أبرشية مار مارون بروكلين- نيويورك، انتخب سينودس أساقفة كنيستنا المارونية الخوراسقف هيكتور الدويهي خلفا له فعينه القديس البابا يوحنا بولس الثاني مطرانا لهذه الأبرشية في 23 تشرين الثاني 1996، واتخذ اسم اسطفان- هيكتور. فنهض بالأبرشية بكل ما توفر عنده من استعدادت وجهوزية وتطلعات. تزامنت خدمته الأسقفية مع التحضيرات المباشرة للمجمع البطريركي الماروني وانعقاده (2003-2006). فكانت له فيه مساهمات جلى، ولا سيما بالنسبة إلى عالم الانتشار، وهو خبير كبير فيه. فاعتبر لبنان "الوطن الروحي" للموارنة، أية تكن جنسيتهم، فبه وبشخص البطريرك والكرسي البطريركي يرتبطون. وقال: "نحن الموارنة ليس لنا حياة في بلاد العالم، إلا إذا ارتبطنا بلبنان الأرض، بما يمثل من إرث روحي، فهو مهد إيماننا، وأرض مقدساتنا، ومرقد قديسينا، وارتبطنا بشخص البطريرك والمؤسسة البطريركية في بكركي والديمان".

أضاف: "كان شديد الحرص على ربط الكنيسة في الانتشار بالكنيسة في لبنان، فسمى هذه الأخيرة الكنيسة الأم، والأولى الكنيسة الابنة التي تغتذي من حليب الكنيسة الأم، وتنمو وتكبر في محيطها الحضاري الذي تعيش فيه، حسب معطياته الخاصة. فلا تكون الكنيسة المارونية في الانتشار صورة طبق الأصل عن الكنيسة المارونية في لبنان. بل تكون كنيسة مارونية بكل معنى الكلمة، تحافظ على الأصالة والأمانة، وتبقى مرتبطة بلبنان "الوطن الروحي" برباط الروح والطقس واللاهوت والروحانية والجذور، تحت ولاية البطريرك الشاملة".

وأوضح أن "الكنيسة المارونية في الانتشار تعيش صفة "الكثلكة" في الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية، على حسب النكهة الإنجيلية الخاصة ببيت مارون والكرسي البطريركي الماروني الانطاكي. وبهذه الصفة تكرز بالإنجيل لكل إنسان وشعب، في كل مكان ووطن وأرض. فهي أصلا من الشرق، ومن لبنان بنوع خاص. ولكنها ككنيسة مارونية أبعد من لبنان وتاريخه ولغته. وليست كنيسة وطنية في خدمة الموارنة المهاجرين من لبنان وسواه فقط. في ضوء هذه الرؤية، كان يدعو المطران اسطفان- هيكتور إلى حسن التعامل مع الانتشار الماروني، وكيفية فهمه بحقائقه ومواقفه وتطلعاته، من أجل إبقائه داخل الكنيسة المارونية، فتكون كنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية مسكونية".

وتابع: "لما بلغ السن القانونية قدم استقالته عن إدارة الأبرشية، وتسلم الوديعة منه في بداية سنة 2004 سيادة أخينا المطران غريغوري منصور الحاضر معنا، الذي كان يحيطه بكل عناية، ويستشيره في شؤون الأبرشية ولا سيما الطقوس، ويشركه في مختلف مناسباتها. وقد تولت خدمته المباشرة مشكورة السيدة ميشال في مكان إقامته في مبنى دائرة الأبرشية الملاصق لكاتدرائية سيدة لبنان في بروكلين. ومن بعد أن أجرى له سيادة المطران غريغوري المراسيم الروحية مع المطارنة المحليين وكهنة الأبرشية وشعبها، رافق جثمانه الطاهر إلى لبنان، حيث رغب المثلث الرحمة أن تكون رقدته الأخيرة في ظل كنيسة القديسين بطرس وبولس في إهدن العزيزة".

وختم الراعي: "إنا نعرب عن تعازينا الحارة لسينودس كنيستنا المقدس وأبرشية مار مارون بروكلين، ونيابة إهدن- زغرتا البطريركية، واتحاد الإكليروس الإهدني، وشقيقي المثلث الرحمة وعائلتيهما، وأسرتي المرحومين شقيقه وشقيقته، وعائلات المرحومين أعمامه وعماته وخاله وخالاته، وسائر أنسبائه وأبناء إهدن- زغرتا الأحباء. صلاتنا إلى المسيح الرب، الراعي الصالح و"راعي الرعاة العظيم" (1 بطرس 5: 4)، أن يجزل ثواب المشاهدة السعيدة في السماء للمثلث الرحمة المطران اسطفان- هيكتور، الذي عرف أن يكون على مثاله راعيا صالحا وفر للنفوس الموكولة إليه ينابيع الخلاص والحياة الإلهية. ونسأل الله أن يعوض على الكنيسة "برعاة صالحين مثل قلبه" (إرميا 3: 15). للثالوث المجيد، الآب والابن والروح القدس، كل مجد وتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".

وبعد الجنازة نقل جثمان الراحل الى كنيسة مار بطرس وبولس في اهدن حيث دفن في تربتها بناء على وصيته.

وكانت انتشرت في شوارع زغرتا يافطات مثنية على مواقفه من الوطن والكنيسة والموارنة، مزيلة بتوقيع رعية زغرتا اهدن وبلدية زغرتا.

ويحتفل بالذبيحة الالهية لراحة نفسه الاحد في 28 الحالي في تمام الساعة الحادية عشرة قبل الظهر في كنيسة مار يوحنا المعمدان زغرتا.

 

السنيورة في الذكرى الأولى لاستشهاد شطح: حوارنا مع حزب الله هو لوقف التدهور الأمني والاقتصادي وتخفيف الاحتقان وتجاوز مأزق الشغور الرئاسي

السبت 27 كانون الأول 2014 / وطنية - أحيا "تيار المستقبل" والمجلس البلدي لبلدية بيروت، بعد ظهر اليوم، الذكرى الأولى لاستشهاد الدكتور محمد شطح، باحتفال أقيم في شارع عدنان الحكيم في محلة ميناء الحصن في بيروت، حيث تم إطلاق اسم الشهيد على الساحة التي وقع فيها حادث الاغتيال، وأزيح الستار عن لوحة تذكارية تحمل اسمه. وحضر الحفل ممثل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وزير الاعلام رمزي جريج، الرئيس أمين الجميل، الرئيس فؤاد السنيورة، ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، ممثل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو بو كسم، السفير الأميركي دايفيد هيل، ممثلة الاتحاد الأوروبي انجلينا ايخهورست، والممثل المقيم للأمم المتحدة روبرت واتكنز.

كما حضر وزراء: الاتصالات بطرس حرب، الدولة للشؤون الإدارية نبيل دو فريح، العمل سجعان قزي، ممثل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، ممثل وزير العدل اللواء أشرف ريفي الزميل أسعد بشارة، النواب: جان أوغاسبيان، محمد الحجار، نديم الجميل، خضر حبيب، سيرج طورسركسيان، عمار حوري، بدر ونوس، غازي العريضي، زياد القادري، أنطوان سعد، أمين وهبي، دوري شمعون، قاسم عبد العزيز، عاطف مجدلاني، ومحمد قباني.

وحضر أيضا الوزراء السابقون: خالد قباني، حسن منيمنة، جهاد أزعور، ريا الحسن، سليم الصايغ، سليم وردة، حسن السبع، محمد يوسف بيضون، زيارد بارود، ابراهيم شمس الدين وطارق متري، طوني كرم ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، النواب السابقون: صولانج الجميل، جواد بولس، كميل زيادة، غطاس خوري وسمير فرنجية، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، رئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت المهندس بلال حمد وأعضاء المجلس البلدي.

كذلك حضر: منسق الأمانة العامة ل"قوى 14آذار" النائب السابق فارس سعيد وعدد من أعضاء الأمانة العامة، الأمين العام ل"تيار المستقبل" أحمد الحريري، ممثل مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، وعدد من مستشاري الحريري، ممثلو الأحزاب في "قوى 14 آذار"، أعضاء المكتبين السياسي والتنفيذي في "تيار المستقبل"، عائلة الشهيد محمد شطح وحشد من محبيه.

حمد

بعد تقديم من الزميلة رشا الخطيب، ألقى حمد كلمة، جاء فيها: "كم هو صعب الاجتماع بمناسبة الذكرى الأولى لاستشهاد الدكتور محمد شطح، وكم هو مؤلم ومحزن أن يفقد الوطن رجلا بقامة الدكتور الشهيد. عمل من أجل لبنان بصمت و محبة وعبد طريق التواصل، قناعة منه رحمه الله، أن الوصول إلى شاطئ الأمان لا يكون إلا عبر الحوار، وبناء جسور الثقة، التي تخلق الطمأنينة، وتؤسس لمستقبل يعم فيه الاستقرار".

واعتبر أن "يد الغدر الغاشمة أرادت من خلال اغتيال الشهيد الدكتور محمد شطح إدخال لبنان في أتون من الحرب والدمار، وأرادت النيل من تيار المستقبل، تيار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتيار دولة الرئيس سعد الحريري تيار الإعتدال الساعي دوما إلى تغليب المصلحة الوطنية، متحررا من الخطاب الشعبوي. غايته أولا وأخيرا أن يعود الوطن لبنان واحة يقصدها الجميع، بهدف تحقيق العيش الواحد، الذي لا يميز بين دين ودين، وبين مذهب وآخر، رايته الانتماء إلى الوطن وجيشه، جيش الوطن".

ورأى أن "اغتيال الدكتور شطح، شكل صدمة كبرى وفاجعة، لا يعبر عنها حزن أو ألم. خصوصا بالنسبة لدولة الرئيس سعد الحريري، الذي دق جرس الإنذار، وأعطى التعليمات بأن تكون بيروت مغطاة بشبكة من كاميرات المراقبة المتطورة، وغرف التحكم والبيانات، ترصد كل صغيرة وكبيرة، لكي تبقى العاصمة عصية على كل إرهاب يحاول أن ينال من أمنها واستقرارها، وكان المجلس البلدي للمدينة على الوعد. وها نحن بدأنا تنفيذ تلك الشبكة للحفاظ على أمن العاصمة وسكانها وقاطنيها".

وقال: "رحم الله الشهيد الدكتور محمد شطح ومرافقه طارق بدر، ورحم الله الشهداء الذين ذهبوا ضحية هذه الجريمة النكراء. أذكر منهم الشهيد الشاب محمد الشعار، الذي بكته بيروت وبكاه لبنان. إنهم شهداء لبنان من أجل حريته وسيادته واستقلاله".

وأكد أن "الشهيد الدكتور محمد شطح كان نقطة مضيئة على طريق الحرية، وعلى طريق تخليص لبنان من آلامه ومعاناته. وأقل الواجب كان، أن يتخذ المجلس البلدي قراره بإطلاق اسم الشهيد شطح على هذه الساحة، تقديرا لإخلاص هذا الرجل الكبير من لبنان، وتكريسا لمنطق الاعتدال والقناعة بأن الأوطان لا تبنى بالقهر والهيمنة".

وختم "نكرمك يا بيروت بإطلاق اسم محمد شطح على ساحة جميلة من ساحاتك يا ست الدنيا".

حرب

وألقى حرب كلمة "قوى 14 آذار"، فاستغرب "أمر هذا القدر الظالم الذي يطفئ نور حياة أطيب الناس، وأحبهم الى قلوبنا"، مخاطبا الفقيد "فيا صديقي وأخي محمد، لقد غدرك الاجرام الوحشي الجبان، فأرداك شهيدا على مذبح لبنان، الذي تشاركنا الحلم به. فيا أيها الصديق العزيز الغائب الحاضر دائما...منذ سنة وأنا اسأل نفسي لماذا قتلوك؟ ولماذا يتم اغتيال شخصية لبنانية ملتزمة بالوطن، منفتحة على الآخرين تؤمن بالحوار، تعتمد العقل والمنطق في مواقفها، ترفض العنف وتدين التطرف؟".

وقال: "الجواب الوحيد الذي توصلت إليه، أنك لم تفجَّر بقرار حاقد أعمى، أو بنزوة أو ثورة غضب، بل قضيت بقرار اتخذ ببرودة وبهدوء، لتصفية أصحاب العقول المبدعين، الساعين إلى إيجاد الحلول ليعود لبنان دولة قانون، ويستعيد اللبنانيون صفاءهم وقدرتهم على الحياة المشتركة".

أضاف "فجروك لأنهم يريدون القضاء على كل من يعمل لوصل ما انقطع من تواصل اللبنانيين، والتقائهم على الجوامع المشتركة، وليقتلوا كل أمل بالتسوية، ولكي يستمر الصدام والخراب. لقد قتلوا باغتيالك الهدوء، الذي كنت تتميز به، والرصانة التي كانت تطبع مواقفك، وقوة الحجة التي كنت تواجه بها الآخرين، والمنطق الوطني السليم الذي لم تفقده في أحلك الظروف وأصعب الأيام. لقد قتلوك لأنك حملت أخطر سلاح في وجه أعداء لبنان، سلاح المحبة والانفتاح والايمان، لقد كنت من القلائل الذين يستطيعون، إذا جالستهم وناقشتهم، أن يخرجوك من أسرك الطائفي والحزبي، ويدفعونك إلى رحاب الوطن الموحد العلماني المرتكز على القيم الإنسانية والوطنية، ولأنك كنت حرا بين سجناء المصالح والتعصب والحقد والمحدودية، وكنت مؤمنا صامدا لا تساوم على المبادئ السامية التي آمنت بها".

وتابع "لقد عرفتك يا محمد عن كثب. وتوطدت صداقتنا في مسيرة النضال المشترك لتحقيق الاستقلال الثاني والحرية والسيادة وحق تقرير المصير، وتحولت صداقتنا أخوة عميقة بعد محاولة الاغتيال، التي تعرضت شخصيا لها. كنت تزورني وتمنعني من التنقل لزيارتك، حرصا منك على سلامتي، ولم نكن ندري أنك كنت أنت على لائحة المستهدفين أيضا، لأنك مثلي، سياسي لم يؤمن يوما بالعنف ولم يمارسه. لقد اغتالوك لأنك كنت تفصل بين لبنانيتك ومواطنيتك من جهة، وبين انتمائك الديني من جهة أخرى.، فوالله لم أشعر يوما، يا أخي محمد، أنك كنت تتعاطى في قضايا الوطن كمسلم أو من منطلق ديني، بل كنت لبنانيا قبل كل شيء وبعد كل شيء. ففي أدائك، كنت تشعرني دائما أنك أقرب إلي، من كثير من المسيحيين، الذين يختلط عندهم أحيانا تضارب هوياتهم الوطنية والدينية، ومن كثيرٍ من اللبنانيين المسلمي،ن الذين غلب لديهم الانتماء الديني أو المذهبي، على انتمائهم الوطني".

وأكد أن "المبادئ الوطنية هي التي صنعت 14 آذار. وإصرارها على الدفاع عن هذه المبادئ، بالحوار والتواصل والتمسك بالشرعية، هو ما وضع رموزها في موقع الخطر والاغتيال. فعودة اللبنانيين الى كنف الدولة وحماية صيغة الحياة المشتركة والنظام الديمقراطي، سمحت لهم أن يكونوا أحد الشعوب النادرة في العالم، التي وجدت صيغة ناجحة للحياة الحرة المشتركة، رغم تنوع الانتماءات السياسية والعقائدية والفكرية".

ولفت إلى أننا "نجتمع في ذكرى استشهاد محمد شطح، والحزن يعتمر قلوبنا، وما يزيد من ألمنا أن المسيرة النضالية لاستعادة الوطن وبناء الدولة لا تزال متعثرة، وأن المخاوف على المصير في تزايد. وكلنا نسأل أين الدولة الواحدة؟ وأين الدستور وأحكامه؟ وأين المؤسسات التي تدير مصالح البلاد والعباد؟ فالدولة اللبنانية أصبحت دويلات تديرها المذاهب والأحزاب، يسعى معظمها إلى تأمين مصالحه، ومصالح طائفته ومذهبه وحزبه وعائلته على حساب مصلحة اللبنانيين العامة".

ورأى أننا "نحن دولة موقع رئاسة الجمهورية فيها شاغر ولا ندري لأي سبب، ولمصلحة من هذا الشغور؟ ونحن دولة عجزت عن إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، واضطرت لمخالفة القواعد الديمقراطية، فمددت ولاية مجلس النواب دون الرجوع إلى الشعب صاحب حق اختيار ممثليه. ونحن دولة تحولت مدنها وبلداتها وقراها إلى ساحة صراع، نتيجة عجز الحكومة السابقة عن ضبط تدفق النازحين السوريين، مما حول هذا النزوح قنبلة موقوتة في وجه اللبنانيين. ونحن دولة انخرط حزب فيها في الصراع السوري السوري دون استئذان أو موافقة السلطات الرسمية فيها، مما جلب هذا الصراع إلى أرضنا وشعبنا. ونحن دولة تحولت إلى ضحية للابتزاز من قبل عصابات مجرمة خطفت عسكرييها وتهدد بذبحهم. ومن حقنا أن نسأل: هل يجوز أن يبقى لبنان في عين العاصفة معرضا للانهيار، لأن زعيما أو فريقا سياسيا قدم مصلحته الخاصة على المصلحة الوطنية العليا؟".

وسأل "كيف يمكن السكوت عما يجري، بحيث يبقى لبنان في عين العاصفة، مهددا بالانهيار؟ وهل يجوز أن يعطل تسابقنا الأعمى على السلطة، قدرتنا على انتخاب رئيس لدولتنا، وننتظر من الآخرين اختيار رئيس لدولتنا؟ في وقت نتباهى بشعارات السيادة والاستقلال"، معتبرا أننا ب"ما نحن عليه، ربطنا مصير لبنان بحل المشكلة النووية في إيران، وبانتهاء الصراع في سوريا، وبالتوافق الدولي على إسقاط مجموعات إرهابية، تسعى إلى إقامة دولة، بحدِّ السيف والذبح والإرهاب باسم إسلام التسامح والقيم، الذي دانها وتبرأ منها".

وقال: "أنا على يقين، أن محمد شطح وشهداءنا الأبرار، يتقلبون في قبورهم رفضا للحال التي نحن عليها اليوم. لقد حلموا بلبنان مختلف، وبدولة حق وقانون، وناضلوا وبذلوا دماءهم لمواجهة هذه الحال. وتكريمهم، كما نحاول أن نفعل اليوم، لا ينبغي أن يكون بالدموع والحسرة على خسارتهم، بل يفرض علينا أن نحول ذكراهم إلى جردة حساب، والاعتذار منهم عن فشلنا في تحقيق أحلامهم. إنه من الواجب علينا أن نتعاطى مع ذكراهم على أنها مناسبة لإعادة تجديد التزامنا بتقويم الاعوجاج، وتحقيق المبادئ التي ناضلوا من أجلها، وحبذا لو تتحول الدمعة إلى ثورة، ثورة على الواقع وعلى الذات، ثورة لإعادة بناء مجتمع القيم والأخلاق، لإخراج لبنان من الجحيم الذي يتخبط فيه".

وشدد على "أننا اليوم، وبعد مرور عام على اغتيال محمد شطح، وبعد مرور عشر سنوات على بدء مسلسل الاغتيالات، ومحاولات الاغتيال، التي استهدفت نخبة من رموز الوطن، نجد أنفسنا، أكثر من أي وقت مضى، متمسكين بالعقد الوطني وبصيغة لبنان. ومن وحي ما ناضل من أجله محمد شطح، وكل شهدائنا الأبرار، نرى أن لا حياة للبنان، إلا إذا عدنا إلى ضمائرنا وقيمنا، لنتصالح مع أنفسنا أولا، ومع بعضنا البعض ثانيا، حول وجوب إعادة تعزيز إيماننا بالدولة السيدة العادلة المستقلة. ومن هذا المنطلق، كنا ولا نزال، نعتبر أن بداية إنقاذ لبنان تكمن في إطلاق الحوار بين أبنائه، دون فرض شروط ودون إملاءات فوقية من فريق مستقو على الآخرين. ومن هنا ترحيبنا بالنوايا المعلنة من أجل حوارات منتجة بين جميع الاطراف".

واستطرد "إلا أننا نعرف تماما أنه من دون الحوار البناء والنوايا الحسنة، لا يمكن للأمور أن تتقدم ولا للتغيير أن يحصل، ومن هنا تمنياتي أن يكون مشروع الحوار المطروح حقيقيا جديا، يؤكد الثوابت الوطنية، وألا يكون حوارا شكليا للمجاملة، تنحصر أهدافه في تخفيف الاحتقان المذهبي، أو أن يكون على حساب هذه الثوابت"، جازما أن "محمد شطح ومعه رفاقه الشهداء، الأحياء منهم، والذين عند ربهم يرزقون، يتطلعون إلينا اليوم، يدعمون خطواتنا، لكنهم بالتأكيد يسألون وينتظرون. ينتظرون تحقيق الآمال، التي عاشوا وقضوا من أجلها. ينتظرون استعادة الوطن، بدءا من العودة إلى الدستور، وإلى روحية الميثاق الوطني، وتفعيل المؤسسات. وكلنا نعلم أن المسار يجب أن يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية وفق الأُصول الديمقراطية البرلمانية، وبإجراء انتخابات نيابية".

وأكد "نحن نريد رئيسا مؤمنا بالدولة، نعم مؤمن بالدولة، وبحق اللبنانيين بالحياة الحرة الكريمة المستقرة، رئيسا قادرا على إعادة بناء الجمهورية، لا رئيسا يكتفي بالتربع سيدا على عرش وهمي للرئاسة لإدارة الازمة مستسلما عاجزا عن منع انهيار ما تبقى من الدولة".

وقال: "إنني أسمع محمد شطح ورفاقه الشهداء، بدءا بالرئيس الحريري وباسل مرورا بسمير وجبران وجورج وبيار وانطوان ووليد وجميع الشهداء المواطنين الذين قضوا معهم، يقولون لنا: أسقطوا دولكم الطائفية والمذهبية، وتخلوا عن غيتواتكم الدينية والاجتماعية وعن منظماتكم المسلحة، ووحدوا طاقاتكم في خدمة دولتكم ومؤسساتها. تنازلوا عن أنانياتكم الشخصية، آمنوا بالدولة وبصيغتها الحضارية، ولا تخشوا العودة إلى الأصول الدستورية والقانونية، بل تمسكوا بها. لا تربطوا مصير بلدكم بالمشاريع الإقليمية وبالمصالح الدولية المتناقضة، ولا تجعلوه مسرحا للإرهاب، لا استيرادا ولا تصديرا. إذهبوا إلى الحوار، فهو سر حياة لبنان الآمن لكم جميعا. بذلك فقط، تعوضون خسارتنا وتحيون آمالنا وطموحاتنا كشهداء لمسيرة ثورة الارز".

وختم، متوجها إلى عائلة الشهيد الصغيرة "لا تحزنوا بل افتخروا، واعتزوا بفقيد ترك بصمات كبيرة في مسيرة العزة والكرامة الوطنية".

السنيورة

بدوره، ألقى السنيورة كلمة "تيار المستقبل"، فقال: "ما كنت أحسبني أحيا إلى زمن أقف فيه هذا الموقف لأرثيك يا محمد وأستذكرك. في هذا اليوم، كما في كل يوم، نفتقد الأخ والصديق ورجل الانفتاح والاعتدال، رجل الحوار والتواصل، معالي الوزير الشهيد الدكتور محمد شطح".

أضاف "لقد كان الشهيد الدكتور محمد شطح صديقا عزيزا ومقربا منذ مطالع التسعينات من القرن الماضي، وذكريات المودة هذه ينقضي العمر ولا تنقضي، لمعناها الإنساني العالي، الذي يفطر القلب، ويعذب العقل. لكنه كان أيضا وما يزال عندنا وعند آخرين كثيرين رائدا ومميزا في العمل الوطني والدبلوماسي، مدركا لأهمية ما تعنيه صيغة العيش المشترك الواحد في لبنان، ومدلولات احترام الآخر المختلف والاعتدال في الفكر والأسلوب. وهو كان صاحب مدرسة في طرائق الحوار والتوافق، وفي مجال إعادة بناء الحياة الوطنية والسياسية على أسس المشاركة والتلاؤم وصنع الجديد والمتقدم وغير المطروق في شتى الحقول والمناسبات".

وتابع "لهذه الأسباب كلها فإن إحساسنا بفقدانه يزداد عمقا واتساعا وتفاقما يوما بعد يوم. في كل مشكلة تظهر، يسأل كل منا نفسه وزملاءه: ماذا كان الدكتور شطح ليفعل لو كان حاضرا، أو لنفترض نفسنا في مكانه، فكيف نتصرف؟ إلى هذا الحد صار الشهيد محمد شطح حاضرا في حياتنا الوطنية والانسانية، بشخصيته الودودة والمتفائلة والمعتدلة من جهة، وبعزيمته وإقدامه ومبادراته وأفكاره المبدعة القادرة على استنباط الحلول من رحم المشكلات من جهة ثانية. وهذا الانطباع الذي أعبر عنه هنا بهذه الصيغة، هو ما عرفته وخبرته فيه على مدى أكثر من عشرين عاما، ربما أكثر من أي شخص آخر حيث كان دائما متمسكا بقناعاته ومدافعا عنها، وحيث كان رهانه الدائم والثابت على الإنسان وعلى الوطن وعلى المصائر، وهو مما لا يسمح للشك أو التقاعس ان يتسلل إلى قلبه. ولم يكن رأيي فيه مقتصرا علي، بل هو أيضا ما سمعته من كل من عمل معنا من شخصيات لبنانية وعربية ودولية، تأكيدا على دوره الدبلوماسي والحكومي المميز".

وأردف "في الذكرى الأولى لاغتيال الصديق الدكتور محمد شطح، ما يزال حاضرا بيننا بقوة في كل يوم، وفي كل قضية، وفي كل ملف شائك. ولذا يشتد افتقادنا له مثل افتقاد أسرته القريبة، ويشتد في الوقت ذاته اقتناعنا بالنهج الإيجابي والبناء الذي كان عماد نجاحه، سواء في تجربته الخاصة أو العامة. في التجربة الخاصة كانت لديه العزيمة التي لا تتزحزح، والرصانة الفكرية، والاستقامة التي لا تتردَّد، والنزاهة في التعامل مع القريب والبعيد. وفي العمل العام كان لديه إيمانه بوطنه وأمته، وعمله الذي لا يفتر في اجتراح المبادرات، ونحت الصخر للنفاذ من الأزمات، ولصنع البدائل، والتماس الضوء في قلب الظلام الدامس".

ولفت "نحن هنا اليوم، ليس فقط من أجل إقامة لوحة تذكارية في هذه الساحة لشهيدنا الكبير، الذي انضم إلى قافلة شهداء انتفاضة الاستقلال والحرية، وانضم معه شهداء أبرياء آخرون إلى هذه القافلة، بل من أجل أن نقول إن دم محمد شطح لن يذهب هدرا، بل سيكون فاعلا ومؤثرا تماما كما كانت دماء شهداء الاستقلال الاول. لقد اغتيل الشهيد محمد شطح على بعد خطوات من مكان إعدام أولئك الشهداء، ونحن هنا اليوم لنؤكد أن المجرمين ستطالهم يد العدالة، مهما طال الزمن وبغض النظر عن مدى قوتهم وقوة إجرامهم واحترافهم في هذا الاجرام".

وإذ أكد أننا "نحتفي اليوم بذكرى الشهيد الدكتور محمد شطح الصديق العزيز، ورجل العمل الوطني والإنساني"، سأل "هل يجوز لنا أن نسأل أنفسنا وسائر عارفيه أصدقاء وخصوما: لماذا قتل الدكتور محمد شطح، إذا كانت هذه صفاته وهذا نهجه؟، معتبرا أن "هذا التساؤل يفتح من جديد على الملف الوطني الكبير، الذي ما نزال نتخبط بمسائله وقضاياه. وهو ملف كانت ذروة محنه باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقد لا تنتهي باغتيال وسام الحسن ومحمد شطح. ففي مسائل الحياة والموت لا تعود القضية قضية اختلاف في الرأي أو تقليب للخيارات. بل يتعدى الأمر ذلك إلى مدى الإيمان بإنسانية الإنسان وحرياته وإحساسه بالكرامة وقدرته على احترام ذاته والعمل بمقتضى هذا الاحترام. نعم إن قضيتنا بلبنان والعالم العربي، والتي تحمل الدكتور شطح بعضا من أعبائها مثل عديدين منا، تصل إلى هذه الآفاق: آفاق الحياة الوطنية والإنسانية الحرة والكريمة".

وقال: "في هذه المرحلة الدقيقة، التي يمر بها وطننا وفي هذه الذكرى الأليمة، التي نلتقي بها لنستذكر رجل الانفتاح والحوار، يلح السؤال علينا جميعا حول قول ماذا نتوقع من الحوار، الذي نخوضه اليوم مع حزب الله. وبالرغم من تجارب الحوار السابقة التي لم تكن مشجعة. الجواب هو أن اللبنانيين بحاجة الى تحقيق اختراق على صعيد التوصل إلى انتخاب رئيس توافقي، قوي بما يجب أن يتمتع به من صفات قيادية ورؤية ثاقبة وانفتاح وحكمة وتبصر، وأن يكون قادرا على أن يمثل رمز وحدة البلاد وان يستقطب اللبنانيين على اختلاف أطيافهم وانتماءاتهم إلى مساحات مشتركة. من جهة أخرى، فإن اللبنانيين بحاجة إلى فسحة من الأمل تتعزز بممارسات حقيقية وجديدة على الأرض، توحي بالثقة وتسهم بتخفيف الاحتقان وتسمح بالتقاط الأنفاس، وتمكن اللبنانيين من النظر الى الامام ومن التلاؤم مع متطلبات المستقبل ومواجهة تحدياته".

أضاف "ان المخاطر التي تكتنف الاوضاع الراهنة، وعلى مختلف المستويات، باتت تقتضي تغييرا حقيقيا في النهج وفي الممارسات، بحيث يتنازل فيها الجميع لصالح الدولة ويعيدوا إليها دورها ومرجعيتها وهيبتها. الحقيقة أن المقاربات المعتمدة من قبل البعض لم تعد مقنعة أو قادرة على الاستمرار، لأنها لم تعد تتلاءم مع طبيعة المرحلة، ولا مع التحديات والمخاطر التي تكتنفها، كما لم تعد تلبي طموحات وتوق اللبنانيين في الانتماء إلى وطن يحترمهم ويحترمونه".

وتابع "من هنا، فإن توجهنا الى الحوار مع حزب الله، هو من أجل إفساح المجال لإعادة إحياء فكرة التمسك بلبنان الوطن وبحريته وسيادته واستقلاله، وبدولته القادرة والعادلة صاحبة السيادة الحصرية على أرضه، ومن أجل إعادة تفعيل وتعزيز وحماية مؤسساته الدستورية. كذلك من أجل إفساح المجال لتوسيع وتعزيز نطاق هذه السيادة لكي تبسط الدولة سلطتها العادلة في كل الاتجاهات وداخل حدودها، وعلى كل الأراضي اللبنانية، بحيث لا يكون هناك أي طرف داخلي أو خارجي يحول دون تطبيق العدالة، ولا يبقى أي طرف داخلي خارجها. كذلك فإنه لم يعد مقبولا أن يقوم أحد الاطراف منفردا، أو أن يستمر بالمغامرة بالسلم الأهلي في البلاد فيورط فريقه وغيره والبلاد بأسرها في مغامرات داخلية أو خارجية، غير محسوبة ترتد سلبا على جميع اللبنانيين، وعلى قضاياهم المحقة وعلى وحدتهم الداخلية. والحوار هو أيضا من اجل وقف التدهور المستمر أمنيا واقتصاديا ومعيشيا، الذي يطال كل لبنان وليس منطقة بعينها وكل اللبنانيين وليس فريقا منهم. والحوار يأتي من أجل الإسهام في تخفيف الاحتقان والتشنج والتطلع إلى الأمام، بحثا عن توافق من أجل تجاوز مأزق الشغور الرئاسي الذي يجب العمل بجدية وبمثابرة للخلاص منه، لأن استمراره يفتح الباب على تفاقم السلبيات وتعاظم المخاطر والشرور".

وأردف "البعض قد يقول إن الحوار مع حزب الله وبسبب التجارب السابقة المخيبة للآمال، لن يصل إلى نتائج عملية. وبالتالي لماذا تعب القلب وتجريب المجرب؟ إنه ومع تقديرنا لذلك، فإن الأمر لا يبرر الامتناع عن المحاولة والسعي الحثيث والصادق والمثابر من أجل التقدم على مسار الحوار، بهدف تحقيق مكتسبات وطنية يستفيد منها جميع اللبنانيين. كما أن الاحتمال الآخر المفزع هو تكريس الفشل والجمود ودون شرف المحاولة. إننا نردد في ظروف كهذه قوله تعالى: "إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون".

وأشار "إننا نعتقد انه ليس هناك من طريق سالكة ومفيدة في لبنان بين مختلف الاطراف، إلا طريق الحوار ومحاولة البحث عن المشتركات التي تجمعنا، والتي هي أكبر بكثير من المسائل التي تفرقنا. وعندما نرفض الحوار نكون كمن يعلن الاستقالة واليأس من لبنان وصيغته، واليأس من امكانية استمراره، وهو ما نرفضه ويرفضه جميع اللبنانيين. ولذا فلا طريق لنا إلا طريق الحوار والبحث المشترك عما يعزز وحدتنا وسلمنا الأهلي رغم كل الصعوبات والتعقيدات، هذا ما تريده العائلات اللبنانية ويريده المواطنون اللبنانيون".

وأمل أن "تكون التجربة المقبلة صادقة وملتزمة، مشجعة وناجحة، على العكس مما يحاول أن يروجه البعض. ونحن لهذا، ومع تمسكنا الحاسم بالقيم والمبادئ التي تستند إليها وحدانية سلطة الدولة، حيث إننا مع الدولة السيدة الحرة القادرة والعادلة، التي لا ينافسها أحد على هذه المهام، فإننا نبسط أيدينا للشريك الآخر على هذه القواعد وعليها فقط".

وختم "في ذكرى الشهيد الدكتور محمد شطح، نطمح للبقاء مثله، ومعه في هذا الأفق الرحب والصعب في الوقت ذاته. رحم الله الدكتور محمد شطح، ورحم سائر شهدائنا. وسنبقى مع أسرته العزيزة، لقاء مع أنفسنا ومع إنسانيتنا ومع شهادته وشهادتنا لكي تكون لنا حياة، وتكون حياة أفضل".

عائلة شطح

وألقى شقيق الشهيد حسن شطح كلمة العائلة، فقال: "في مثل هذا اليوم اغتيل محمد شطح ولكن لماذا؟ لماذا اغتيل محمد شطح؟ من المفجع والمحزن والمأساوي ان اغتياله كان لأجل أفكاره ومبادئه المعتدلة، تجاه جميع أطياف الشعب اللبناني".

وأكد أن "محمد اغتيل لأجل كفاحه الدؤوب للنهوض بلبنان، إلى مصاف دول العالم الأول ليس الثاني أو الثالث بل العالم الأول. لبنان في مصافي العالم الأول. منذ الصغر كان محمد يحلم بلبنان النجم الساطع في هذه المنطقة. لبنان المثل الأعلى للحرية والديمقراطية في الوطن العربي".

وذكر بأن "محمد كان يؤمن باستثنائية لبنان، لبنان الذي يحتل مكان الصدارة في المحافل الدولية، لبنان الذي يعطي العالم النموذج المثالي للتعايش المتكافئ في الدول ذات الأديان المتعددة".

وأشار إلى أن "محمد أراد للبنان أن يعطي الصورة المثلى للتعايش المتوازن والمتعادل في الدول ذات التعددية المشابهة للبنان، وأراد للبنان أن يكون مجتمعا منفتحا على جميع الحضارات والأديان، ذا اقتصاد قوي يعتمد على جميع افراد الشعب اللبناني، اقتصاد حر مبني على كفاءة جميع اللبنانيين، الذين اجتاحوا مشرق العالم ومغربه، والذين أفرزوا قياديين في الميادين الاجتماعية والأدبية والاقتصادية والسياسية. قياديون اعترف لهم التاريخ بتفاعلهم الايجابي في المجتمعات، التي عاشوا بينها وكان لآثارهم صدى عالمي في جميع أقصاع الأرض".

ولفت إلى أن "محمد عاش سنوات الغربة وهو يحلم بمستقبل يليق بلبنان، وكان قلبه دائما ينبض هنا في هذا الوطن، الذي آمن به وطنا لكل اللبنانيين. هذا الإيمان أعاد محمد إلى ربوع لبنان، ليناضل من أجله وطنا للجميع، يحترم فيه الإنسان والقيم والمعايير والمحبة والسماحة والسلام. أحب محمد شطح لبنان على امتداد مساحته وبكل أبنائه، وعمل لخير جميع اللبنانيين من أية فئة انتموا إليها. مسيحيين ومسلمين، وأحب لبنان بصليبه وهلاله. هذا كان حال محمد. وهكذا يجب أن يكون لبنان دائما وأبدا".

وختم "اليوم يحتضن تراب لبنان جسد محمد شطح، ويبقى فكره وروحه ونهجه وحبه للوطن نورا مضيئا في مسيرة لبنان"، شاكرا باسم العائلة "سعادة الدكتور رئيس بلدية بيروت بلال حمد على هذا التكريم، وتيار المستقبل، وكذلك قوى 14 آذار. أدامكم الله لجميع اللبنانيين في لبنان الحالي ولبنان الغد".

بعد ذلك، توجه الحضور إلى الساحة الخارجية، ورفعوا العلم اللبناني، وأزاحوا الستار عن لوحة تحمل اسم الشهيد محمد شطح، في الساحة التي استشهد فيها.

 

الجسر في ذكرى شطح: كنت عراب الحوار الذي يدرك الجميع انه الخيار الوحيد للوصول بلبنان الى شاطئ الامان

السبت 27 كانون الأول /14/ وطنية - رأى النائب سمير الجسر، في بيان بمناسة الذكرى السنوية لاستشهاد الوزير محمد شطح، انه "في الوقت الذي كان يعمل فيه الصديق الشهيد محمد شطح، على تقريب وجهات النظر بين المكونات اللبنانية، ويتحرك بحيوية نادرة في كل الاتجاهات، سعيا منه للوصول الى حلول وطنية لازماتنا الكثيرة، امتدت يد الارهاب لاغتياله في وضح النهار في العاصمة بيروت، موجهة صفعة شديدة التأثير على مسار الحوار الذي كان يعمل على انتاجه، والذي آمن بأنه الطريق الوحيد لوضع لبنان على طريق الاستقرار".

أضاف: "الشهيد محمد شطح صاحب الاخلاق الرفيعة، واللاعب دوما دور مخترع الحلول، والعقل المفكر ببراغماتية تساعد على اختراق الجدار المسدود وتساهم بانتاج خيارات غير متوقعة تصب في ايجاد استقرار سياسي يساعد على تحريك العجلة الاقتصادية لاستيعاب هموم الناس". وقال: "نتذكرك اليوم ونحن ماضون على نهجك واعتدالك، ولبنان يدخل مرحلة جديدة من الحوار بين مكوناته السياسية في ظل معاناة جدية وتحديات مصيرية تهدد مستقبله. نتذكرك لانك كنت عراب الحوار الذي يدرك الجميع انه الخيار الوحيد في المسار الطويل للوصول بلبنان الى شاطئ الامان". وعاهده وكل الشهداء " وفي مقدمهم سيد الشهداء الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ان نبقى على درب الاعتدال، سائلين الله عز وجل ان يتغمدكم جميعا بواسع رحمته وان يحمي وطننا الحبيب من الشرور التي تتربص به".

 

التقرير الاسبوعي لمفوضية الامم المتحدة: وجود عشرات الآلاف من عديمي الجنسية في لبنان

السبت 27 كانون الأول 2014 /وطنية - حمل التقرير الاسبوعي الاخير لمفوضية الامم المتحدة عنوان "آخر المستجدات المشتركة بين الوكالات بشأن انعدام الجنسية للأشخاص عديمي الجنسية" في لبنان. وجاء فيه: "إن انعدام الجنسية هو حالة من الفراغ القانوني المدمر يعاني منها ملايين الأشخاص حول العالم، لا يحملون أي جنسية ويفتقرون إلى الحماية الحقوقية التي تترافق عادة مع حيازة الجنسية. على الرغم من صعوبة تحديد العدد الدقيق للحالات، إلا أن ثمة اعتقاد بوجود عشرات الآلاف من عديمي الجنسية في لبنان.

هناك سببان رئيسيان لذلك: عدم إجراء أي إحصاء سكاني رسمي في لبنان منذ العام 1932، كما أن العديد من الأشخاص عديمي الجنسية لا يملكون أي سجلات لدى السلطات. ويعتبر بعض السكان عديمي الجنسية أنهم في بلادهم الطبيعية.

فهناك أولا: الأشخاص غير المسجلين، أو الذين يعرفون بمكتومي القيد، وهم غير مسجلين لدى السلطات اللبنانية ولا يمتلكون سوى إمكانية محدودة جدا للوصول إلى أي شكل من أشكال وثائق الهوية الرسمية. وتشمل هذه الفئة: الأشخاص المولودين من أب لبناني أو من أجداد لبنانيين غير مسجلين - والأشخاص المولودين من والدين يمتلكان جنسية أجنبية إلا أنهما لم يتمكنا من منحها إلى أطفالهما.

وثانيا: هناك الأشخاص الذين هم قيد الدرس. وتشمل هذه الفئة الأشخاص الذين يعتبرون من أصل أجنبي من قبل السلطات اللبنانية إلا أن جنسيتهم الفعلية لا تزال غير محددة. يتم تسجيل هؤلاء الأشخاص لدى السلطات اللبنانية وهم يتمتعون بوضع قانوني خاص من حيث الإقامة والحقوق.

وعلى صعيد المهاجرين واللاجئين والنازحين عديمي الجنسية يقول التقرير:

يستضيف لبنان أيضا مهاجرين ولاجئين ونازحين عديمي الجنسية. قد يكون سبب انعدام الجنسية لدى بعض النازحين السوريين صدور مرسوم عن السلطات السورية في العام 1962 يجرد حوالى 120,000 شخص كردي من الجنسية السورية. هناك أيضا أشخاص سوريون عديمو الجنسية من غير الأكراد، وذلك لأسباب مختلفة، بما في ذلك التمييز بين الجنسين في قوانين الجنسية السورية أو تعذر الوصول إلى إجراءات تسجيل الأحوال الشخصية.

الأشخاص المعرضون لخطر انعدام الجنسية

قد يجد أفراد العديد من المجموعات المختلفة أنفسهم عرضة لخطر انعدام الجنسية في لبنان. فمع مرور الوقت، على سبيل المثال، قد يفقد المهاجرون واللاجئون والنازحون روابطهم مع البلد الذي يحملون جنسيته. بالإضافة إلى ذلك، فعدم تسجيل المواليد قد يؤدي إلى زيادة خطر انعدام الجنسية لدى الأطفال المولودين في لبنان من أبوين أجنبيين.

هناك حاليا أكثر من 41,000 طفل سوري مولود في لبنان. تشير عملية مسح قامت بها المفوضية إلى أن 30 في المائة فقط من هؤلاء الأطفال يمتلكون وثيقة ولادة رسمية.

واعتبر التقرير ان حملة "أنا أنتمي" هي خطوة إلى الأمام لوضع حد لانعدام الجنسية في العالم بحلول العام 2024.

أطلقت المفوضية حملة عالمية بعنوان "أنا أنتمي" في مطلع شهر تشرين الثاني، وذلك بهدف وضع حد لمشكلة انعدام الجنسية في غضون عشر سنوات. يبدو الهدف الطموح المتمثل بالقضاء على انعدام الجنسية ممكنا أكثر فأكثر نظرا إلى الارتفاع الكبير في عدد الدول التي انضمت مؤخرا إلى معاهدتين رئيسيتين للأمم المتحدة متعلقتين بحقوق الإنسان. يبدو واضحا منذ الآن أن الحملة تنطوي على إمكانية حقيقية لتعبئة الحكومات والمجتمع المدني للعمل. خلال اجتماع وزاري عقد مؤخرا في البرازيل، اعتمدت 28 دولة من أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي إعلان وخطة عمل البرازيل اللذين تعهدت بموجبهما القضاء على انعدام الجنسية بحلول العام 2024، لتصبح بذلك أول منطقة للاستجابة للدعوة العالمية التي أطلقتها المفوضية. كما نظمت المكاتب الميدانية فعاليات في مجموعة واسعة من البلدان، بما في ذلك بنغلاديش وبيلاروس وبنين وكرواتيا وفنلندا وغامبيا والهند وكازاخستان وكينيا وقيرغيزستان ومالي والجبل الأسود والسنغال وسلوفينيا وطاجيكستان والولايات المتحدة الأميركية وفييتنام وزيمبابوي.

وقد أشارت العديد من الحكومات إلى حملة المفوضية في معرض مناقشة قضايا انعدام الجنسية في بلدانها، الأمر الذي يؤكد أن الرسالة قد وصلت إلى أصحاب القرار الرئيسيين.

وفي الإطار القانوني لهذا الواقع يقول التقرير:

لم ينضم لبنان إلى أي من اتفاقية العام 1954 بشأن وضع الأشخاص عديمي الجنسية أو اتفاقية العام 1961 بشأن خفض حالات انعدام الجنسية. كما ينطوي قانون الجنسية اللبناني (المرسوم 15 الصادر في العام 1925) على أحكام تمييزية بين الجنسين لا تسمح للمرأة اللبنانية بمنح جنسيتها لأطفالها سوى في ظروف استثنائية، وذلك على الرغم من أن الدستور ينص على "المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز أو تفضيل".

من حيث المبدأ، يمكن تجنيس شخص أجنبي بعد فترة من إقامته داخل البلد أو الزواج من امرأة لبنانية أو من خلال تقديم خدمات إلى البلد. إلا أن التجنيس يتم وفقا لتقدير واجتهاد الدولة اللبنانية. من الممكن أيضا لامرأة أجنبية متزوجة من مواطن لبناني اكتساب الجنسية اللبنانية بناء على طلبها بعد سنة واحدة من تسجيل الزواج.

ينطوي قانون الجنسية اللبناني على ضمانات معينة تحمي من انعدام الجنسية عند الولادة. يمكن العثور على هذه الضمانات في المادة (1)، (2) و(3) التي تنص على اعتبار لبنانيا كل شخص مولود في الأراضي اللبنانية ولم يثبت أنه اكتسب بالبنوة عند الولادة تابعية أجنبية أو من والدين مجهولين أو والدين مجهولي التابعية. أما في الممارسة العملية، فيتم تفسير هذه الأحكام بصورة ضيقة جدا من قبل القضاء.

اما في الإطار الإداري: لا يتبع لبنان مبدأ التسجيل العالمي للمواليد، وذلك على الرغم من أن لبنان هو من بين الدول الموقعة على اتفاقية العام 1989 بشأن حقوق الطفل والعهد الدولي للعام 1966 الخاص بالحقوق المدنية والسياسية اللذين يوجبان تسجيل ولادة كل طفل. في لبنان، يتم تسجيل الأحوال الشخصية بموجب قانون الأحوال الشخصية الصادر في العام 1951.

لا يحق للأطفال المولودين من والدين مكتومي القيد تسجيل ولادتهم لدى السلطات اللبنانية، وبالتالي فلا يمكنهم الاستحصال على وثيقة ولادة رسمية تثبت هويتهم القانونية.

يمكن للأبوين اللبنانيين أو اللذين يكونان قيد الدرس تسجيل مواليدهما لدى السلطات اللبنانية. ولكن في حال عدم إتمام التسجيل خلال سنة واحدة، يعتبر الطفل مكتوم القيد، ولا يمكن معالجة ذلك إلا عن طريق إجراء قضائي للتسجيل المتأخر.

في حالة الوالدين من تابعية أجنبية (بما في ذلك اللاجئون والنازحون)، قد يؤدي عدم تسجيل ولادة الطفل إلى خطر انعدام الجنسية إذ لا يكون للطفل أي دليل رسمي على نسبه. لا يمتلك العديد من النازحين الذين يصلون إلى لبنان كامل وثائقهم الرسمية، مما يمنعهم في غالبية الأحيان من الوصول إلى إجراءات تسجيل المواليد التي تتطلب إقامة سارية المفعول ووثائق أحوال شخصية وهوية فردية. وفي خطوة إيجابية، أعلنت الحكومة اللبنانية مؤخرا عن سياسة لتسوية أوضاع السوريين من شأنها السماح بتسجيل أكثر من 5,000 مولد سوري.

هناك أيضا عوائق تحول دون الوصول إلى تسجيل الزواج، الأمر الذي قد يؤثر بدوره على تسجيل المواليد. فمن دون وثيقة زواج رسمية، لا يمكن للأزواج تسجيل أطفالهم عند الولادة. على وجه الخصوص، يجب على الرجال اللبنانيين المتزوجين من نساء عديمات الجنسية الحصول على أمر من المحكمة لتسجيل الزواج.

ولفت التقرير الى ان حالات انعدام الجنسية تصعب معالجتها في أي مكان في العالم. لقد ركزت الإجراءات المتخذة في لبنان على معالجة الأسباب الإدارية لانعدام الجنسية، مع إيلاء الاعتبار الخاص لتسجيل المواليد. وبسبب تدفق النازحين السوريين، سعت الأنشطة إلى تحديد الحواجز التي تحول دون تسجيل المواليد والدعوة إلى تحسين إمكانية الوصول إلى الإجراءات وزيادة الوعي حول أهمية تسجيل المواليد.

وقد وفرت عملية مسح أجرتها المفوضية حول مسألة تسجيل المواليد، شملت أكثر من 7700 طفل سوري مولود في لبنان، بيانات عن مستويات تسجيل المواليد والحواجز التي تحول دون ذلك. على سبيل المثال، 40 في المائة من الوالدين لا يمتلكون المستندات المطلوبة لتسجيل أطفالهم، بما في ذلك وثائق الإقامة القانونية. شكلت نتائج هذا المسح أداة مهمة لأنشطة الدعوة وحشد الدعم، فضلا عن تحديد أولويات الأنشطة.

واضاف: نتيجة لجهود الدعوة المتواصلة، صدرت مذكرة في العام 2013 عن المديرية العامة للأحوال الشخصية أبلغت فيها أقلام النفوس بإمكانية القبول بالدفتر العائلي كدليل على هوية الوالدين وعلى الزواج لغرض تسجيل المواليد. بالإضافة إلى ذلك، قد تجيز السياسة الحكومية الحالية لتسوية الأوضاع القانونية تسجيل أكثر من 5,000 ولادة إذ لا بد للوالدين من إقامة قانونية لسائر معاملات تسجيل الأحوال الشخصية.

هذا وقد شملت أنشطة التوعية توزيع أكثر من 200,000 منشور وملصق إعلامي حول مسألة انعدام الجنسية وتسجيل المواليد، فضلا عن شريط رسوم متحركة يتم عرضه في مراكز التسجيل والخدمات المجتمعية التابعة للمفوضية. كما تمت التوعية على مسألة تسجيل المواليد عن طريق البرامج الإذاعية والرسائل النصية القصيرة. منذ بداية العام 2014، تلقى أكثر من 40,000 شخص المشورة حول أهمية تسجيل المواليد، كما وفرت المفوضية التدريب لأكثر من 500 عامل في المجال الإنساني، فضلا عن إنتاج دليل لتسجيل الولادات والزواج لاستخدامه أثناء تقديم المشورة.

كما اتفقت اليونيسيف ووزارة الشؤون الاجتماعية، من خلال توقيع الخطة الوطنية لحماية الأطفال والنساء (تشرين الأول 2014)، على تعزيز قدرات مراكز الخدمات الإنمائية في 57 محلة ومراكز الرعاية الصحية الأولية من أجل تقديم مجموعة من المعلومات والإرشادات بشأن تسجيل المواليد.

كما سعت الأنشطة إلى منع حالات انعدام الجنسية وحماية الأطفال المولودين في لبنان، سواء من مواطنين لبنانيين أو رعايا أجانب أو أشخاص عديمي الجنسية.

وتعمل المفوضية بالشراكة مع جمعية رواد فرونتيرز واليونيسيف والمفوضية العليا لحقوق الإنسان على حملة وطنية لتسجيل المواليد. تم عقد ورش عمل لبناء القدرات خلال شهري آب وأيلول الماضيين مع كل من وزارت الداخلية (المديريات العامة للأحوال الشخصية والأمن العام) والصحة العامة والشؤون الاجتماعية والعدل والتربية والتعليم العالي. وقد ناقش المشاركون توصيات لتعزيز تسجيل الأحوال الشخصية في لبنان.

هدفت ورش العمل هذه إلى إنشاء شراكة مع السلطات المعنية لتنفيذ حملة توعية وطنية بشأن تسجيل المواليد سيتم إطلاقها خلال العام 2015. تستهدف هذه الحملة سائر الولادات في الأراضي اللبنانية (من مواطنين لبنانيين ورعايا أجانب وأشخاص عديمي الجنسية).

من جهة مساعدة الأشخاص عديمي الجنسية، قدمت المفوضية وجمعية "رواد فرونتيرز" في العام 2014 المساعدة القانونية إلى الأشخاص عديمي الجنسية من أصل لبناني لإثبات جنسيتهم. كما تعمل المفوضية على رفع مستوى الوعي العام حول انعدام الجنسية في لبنان من خلال إعلانات تلفزيونية ومعرض للصور الفوتوغرافية وكتيبات".

 

قاووق: قرار الحوار مع المستقبل يحصن لبنان ويعزز الوحدة

السبت 27 كانون الأول 2014 /وطنية - أقام اتحاد بلديات جبل عامل احتفالا تكريميا لخريجي دورات عام 2014 في مجمع شهداء بلدة الطيبة الجنوبية، برعاية نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق وحضور رئيس الاتحاد علي الزين إلى جانب عدد من العلماء والفاعليات والخريجين وذويهم. واعتبر قاووق في كلمة أن "قرار الحزب السير في الحوار مع "تيار المستقبل" يحصن لبنان أمام التهديدات الإسرائيلية والتكفيرية ويعزز الوحدة الوطنية ويجعل لبنان كله رابحا لأن في الحوار ليس هناك من خاسر إلا أعداء لبنان ألا وهما العدوان الإسرائيلي والتكفيري". ورأى أن "مسار الحوار أوجد تحولا في المناخات السياسية وقطع الطريق على المراهنين والمحرضين على الفتنة واستطاع أن يشكل فرصة للأمل والتواصل بين كل اللبنانيين الذين يشعرون بالربح من هذا الحوار، وحزب الله دعا إلى الحوار لأن ليس لديه عداوة مع أحد في الداخل اللبناني فعدوه هو العدو الخارجي المتمثل بالإسرائيلي والإرهاب التكفيري الآتي من الرقة والموصل". وقال: "بالحوار لا نسعى إلى الغلبة أو الاستقواء على أحد ولا حتى تغيير المعادلات الداخلية، إنما نريد بذلك أن نحصن لبنان في مواجهة التحديات المحدقة ونعزز الوحدة الوطنية بين اللبنانيين، ونريد أن يكون لبنان قويا أمام الإرهاب التكفيري من خلال إقرار استراتيجية يجتمع اللبنانيون عليها لمواجهة الإرهاب التكفيري". ونوه "بالتضحيات التي قدمها الجيش لحماية الكرامة والسيادة واللبنانيين باختلاف مناطقهم ومذاهبهم وطوائفهم، وبعطاءات المقاومة التي حصنت الوطن وأبعدت الخطر الإرهابي التكفيري عنه"، مشيرا إلى أن "خيبة إسرائيل اليوم هي بحجم الرهانات التي راهنتها على الإرهاب التكفيري لإضعاف المقاومة ومحاصرتها واستنزافها، وأكثر ما تخشاه إسرائيل اليوم هو مواجهة ما أسمته الجيش الخامس المتمثل بحزب الله الذي نشأ في المنطقة بعد الجيوش اللبنانية والسورية والأردنية والمصرية، بحيث أنه يشكل أشد خطورة على وجودها". وأكد أن "لبنان قوي أمام التهديدات الإسرائيلية والإمارات التكفيرية بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، وإسرائيل التي كانت تراهن على ضعف المقاومة من خلال الإرهاب التكفيري تشهد اليوم أن المقاومة نجحت في أن تعظم قدراتها العسكرية في سنة 2014، واستطاعت أن تثبت أنها أقوى بكثير مما كانت عليه في تموز عام 2006، وهذا الإنجاز هو لكل الوطن ولكل العرب في مواجهة التهديدات والأطماع والمخاطر الإسرائيلية".

الزين

أما، الزين فشدد في كلمته على "ضرورة تحصين أنفسنا على كل المستويات أي التنمية والاكتفاء الذاتي والاستعداد لحالات الطوارىء، ولذلك عمد الاتحاد إلى تشكيل منظومة اجتماعية متكاملة للتصدي لأي طارىء ومن ضمنها مشروع التدريب المهني الذي أنجزنا منه خلال هذا العام 53 دورة شارك فيها أكثر من ألف شخص". وفي الختام، وزعت الشهادات التكريمية على الخريجين.

 

جنرال نفط وكولونيل غاز

 الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

موسكو وطهران 

ينتهي العام على أهمّ قائدَي حروب هما ركنا الطاقة: النفط والغاز. فمنذ تحوّلهما قبل عقود إلى محرِّكٍ أوّل للاقتصاد والسياسات والاستراتيجيّات الدوليّة، كانا ساحة صراع أو تفاهم بين أقطاب العالم، ولا يزالان، برغم صعود الطاقة النوويّة، واكتشاف طاقات بديلة في طور البلورة.

وقد شهد الفصل الأخير من السنة العابرة استخداماً متقدّماً لهذين السلاحين في الضغط على مواقف دول وتبديل سياسات وخلط مَحاور. ولعلّ ارتفاع صراخ إيران وروسيّا اللتين تنوءان تحت ثقل العقوبات وتراجع الأسعار، خير دليل على فاعليّة السلعتين ونجاحهما في الترويض والتبديل. فلا التهويل بالحرب على إيران وروسيّا في قضيّتي أوكرانيا وسوريّا، ولا المحادثات الصعبة والضغط في الملف النووي، ولا التضييق الاقتصادي والمالي الكلاسيكي، أثّرت كثيراً على الدولتين وأثنتهما عن مشاريعهما وأطماعهما من البحر الأسود إلى البحر المتوسّط، وعن طموحات القيصر الروسي والوليّ - الامبراطور الإيراني. الآن، بدأ المشهد يتغيّر، من مستواه الأعلى في قضايا أوكرانيا والعراق وسوريّا واليمن وسواها، إلى مستواه الأدنى في مشهد الحوار في لبنان الذي أذعن له "حزب الله" بعد طول تمنّع.

على المستوى الدولي الإقليمي الأعلى، لم يعد خافياً مقدار وجع موسكو وطهران اللتين تعتبران هبوط أسعار النفط "مؤامرة قذرة" تتواطأ فيها واشنطن مع الرياض ودول الخليج وأوروبا.

وبات واضحاً أن قدرتهما على تمويل حروبهما تتقلّص، وبدأتا إعادة النظر في مقاربة أزماتهما، وسبل فتح أبواب التفاهمات مع الغرب والعرب. وقد كانت كوبا سبّاقة مع استشعارها هبوط الدعم النفطي من فنزويلا. وتسعى طهران وموسكو إلى تجريب أوراق جانبيّة على تماسٍ مباشر مع خصومهما، مثل تقوية العلاقات مع تركيّا ومصر، لعلّ هذا الانفتاح يخفّف شيئاً من العبء. كما يحاولان خفض جناحيهما وحدّة صلفيهما القيصري والامبراطوري، بحثاً عن مخارج من المأزق. أمّا على المستوى الأدنى، فيحاول المأزومان تحريك أوراق داخليّة محليّة في كل دولة لهما فيها نفوذ أو سلطة. سواء داخل أوكرانيا بين الحكم والمعارضة، أو داخل اليمن والعراق وسوريا ولبنان. ولم يكن التحرّك الأخير لموفدَيهما بوغدانوف ولاريجاني بين دمشق وبيروت، سوى مؤشّر إلى التغيير البادئ تحت ضغط الأزمة الاقتصاديّة الماليّة الناتجة عن هبوط النفط والعقوبات القاسية معاً. بوغدانوف سعى إلى التخفّف من العبء السوري بمحاولة فتح حوار بين النظام والمعارضة، ومحاولة استرضاء السعوديّة والغرب بتأييده اللافت لـ"إعلان بعبدا"، مع ما يعنيه ذلك من تمايز عن الحليفين الإيراني والسوري وذراعهما في لبنان.

ولاريجاني بارك حوار "المستقبل" - "حزب الله"، برغم سقطته الدبلوماسيّة الخطيرة بفعل انتمائه المزمن إلى الجناح المتشدّد، حين وضع "حزب الله" فوق الدولة، واعتبره "أفعل من بعض الدول"!

كلّ هذا يعني أنّ رضوخ "حزب الله" لمنطق الحوار بعد اعتماده طويلا منطق الانقلاب، كان بإشارة إيرانيّة واضحة تمّ تظهيرها عبر مايسترو التوليف نبيه برّي. فطهران تُعيد ترتيب أوراقها الماليّة والسياسيّة والعسكرية، بما يتلاءم مع انخفاض قدراتها، وبات تمويل مشروع القوس أو الهلال، ونجمته اليمن، أشدّ صعوبة. وما سيُثير الانتباه في السنة الطالعة، أنّ هذا الحوار الذي انطلق تحت شعار المحظورَيْن، البحث في السلاح والحرب السوريّة، سيشهد تحوّلاً ذاتيّاً نحو كسر هذا التابو، وسيتبيّن أنّ موضوع التهدئة المذهبيّة المطروح كأولويّة، لا يمكن فكّه عن مسألة السلاح والتورّط في سوريّا. كما لا يمكن الفصل بين السلاح ومسائل الرئاسة والانتخابات وتفعيل المؤسّسات. وقد وجد المتحاورون أنفسهم، منذ لقائهم الأوّل، أمام حتميّة البحث في "الممنوعات"، فعرضوا للوضع السوري ولو بشكل عابر.

موسكو وطهران تدخلان، مع العام الجديد، الرمال المتحرّكة، تحت تحريك النفط والعقوبات. وفي لبنان يدخل "حزب الله" في رمال الحوار المتحرّكة. يضع "المحرّمات" ثمّ يقاربها في مجريات النقاش من حيث يدري أو لا يدري. والمؤشّر الأخير لكسر واحدة من هذه "المحرّمات" إعلانه من بكركي أنّ عون "من" الشخصيّات القادرة على تولّي الرئاسة، ما معناه أنّه ليس "الأوحد"! فالنفط والغاز يفعلان الآن ما لم تفعله أيّ قوة أُخرى.

تحيّة للجنرال نفط والكولونيل غاز!

 

عن مصير لبنان البلد المحتل

منى فياض/النهار

27 كانون الأول 2014

من الآخر كما يقولون: في هذه الاوقات الحرجة التي نرقص فيها على "حافة الهاوية" لا خلاص للبنان، ولا مستقبل، إلا في حب هذا الوطن والولاء التام له تحديداً: لبنان الدولة. لا يمكن أي مرجعية ولا أي دولة ولا أي سلطة أن تسبق أولوية هذا الولاء المطلق، أو حتى أن تشترك فيه. إن أي ولاء آخر يتشارك مع الولاء للوطن هو من أفعال "الخيانة العظمى".

25 عاماً مرّت على توقيع اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية رسميا. مع ذلك، لم نعرف السلم، ولا نزال نعاني أنواعاً أخرى من النزاعات والصراعات والحروب الباردة والساخنة، الأهلية منها وتلك التي تتخطى الحدود. فما هي مشكلتنا إذاً؟

اعتاد المرجع القانوني والنائب السابق حسن الرفاعي أن يردّ على مَن يقول له أنت لا تريد وقف الحرب في لبنان، لمعارضته وثيقة اتفاق الطائف، بالسؤال: وهل صيغة الدستور اللبناني هي سبب الحرب في لبنان؟

بمعزل عن الجدال الذي قد يطول حول وثيقة الطائف وطريقة اتمامها وتوقيعها، أو حول التعديلات التي يجب أن تطالها أو تطال القوانين والدستور، يمكن الاشارة بسرعة إلى أن اتفاق الطائف يحوي جملاً وإشارات وعدداً من الأحكام الغريبة والأمور الملتبسة التي تحمل بذور التعطيل في داخلها، بحيث أدّت ممارستها الى شرعنة التغيب والمقاطعة والتعطيل لمجلس الوزراء. فالسعي الضمني كان يهدف الى تكبيل عمل السلطات وشلّها من الداخل عبر آليات تجعل سلطة الوصاية الجهة الوحيدة القادرة على الحسم. ذلك ما أدّى الى تسميم عمل المؤسسات وعدم انتظامها، بل وتعطيلها.

سأكتفي بمثال واحد لإظهار بعض تناقضات اتفاق الطائف؛ ففي المادة 69 يتم اللجوء، بحسب قراءة الرفاعي، الى تدبير عجيب بحيث تُربَط إقالة وزير بموافقة زملائه بنسبة الثلثين، في حين أن استقالة ثلث الوزراء زائداً واحداً تطيح كامل الحكومة. لكن ثلثي الوزراء ناقصاً واحداً، لا يكفي لإقالة وزير واحد!

هذا التدبير الذي أدّى الى ما سُمّي بالثلث المعطّل، والبعض سمّاه الضامن، لم يكن مطلبا لأيّ فئة، لا من المسلمين ولا من غيرهم، في أيّ يوم من الأيام. بل أُدخل بقدرة قادر على ما يبدو. وهذا ما يسمح بالاستدلال أن ما حصل في الطائف ليس توافقاً على الاصلاحات التي تمت، بقدر ما هو توافق دولي لإرغام المجتمعين على القبول بالوثيقة على عللها لتغطية جعل لبنان تحت الوصاية السورية بقبول وتواطؤ دوليين. على كل حال، عجز اللبنانيون عن تنفيذ الاتفاق كاملاً بسبب العرقلة السورية. وظل السلاح فالتاً خارج سلطة الدولة؛ فلم تُفد الاصلاحات في تأمين السيادة. ففي زمن الخضوع للهيمنة السورية كان القصد المحافظة على هشاشة التوازن الداخلي وغياب هذا التوازن في الكثير من الأحيان من أجل اللجوء إلى سوريا لحسم الخلافات في التفسير والتطبيق وخلافهما.

وبما أن المشكلة في الأصل لم تكن دستورية أو قانونية بل سياسية، وصراعاً على السلطة، فلن يمكن الخروج من هذا المأزق الا عندما ينال لبنان حريته واستقلاله بحيث يستعيد سيادته الحقيقية على جميع أراضيه من دون هيمنة فئة وطغيانها، حيث تقيم دويلة داخل الدولة وحيث يأتمر "جيشها" بأوامر دولة أجنبية، وتخضع في جميع أمورها الى إملاءات الخارج الالزامية التي يتم التعامل معها كفتاوى شرعية.

في السنوات التي تلت اغتيال الرئيس الشهيد الحريري وخصوصاً منذ ما بعد اندلاع الثورة في سوريا، لاحظنا انتقال الهيمنة والوصاية من النظام السوري الى النظام الايراني، وهما تتمّان بواسطة مكوّن محلي بدأ بتحويل سلاحه من مواجهة اسرائيل، العدو الاساسي المفترض، الى الداخل، فاحتل وسط بيروت لمدة عام ونصف العام، لإسقاط الحكومة، ونفّذ في أيار من العام 2008 ما عُرف بغزوة بيروت حيث تم الاعتداء على سكانها مما تسبب باستشهاد نحو 100 ضحية، مستكملاً ذلك بالاعتداء على "تلفزيون المستقبل" وصحافييه.

بعد هذه التمارين، كان يكفي لإسقاط حكومة الحريري في مطلع العام 2011 أن يسري خبر انتشار رجال بقمصان سود في عتمة الفجر على مفترقات الطرق في قلب بيروت لوقت لا يتعدّى 40 دقيقة، لكي ينتشر الرعب في المدينة، وخصوصاً أن الصحافيين فشلوا في التقاط أيّ صورة لأشباح بقمصان سود. سقطت قلوب اللبنانيين ومعها حكومتهم خوفاً ورعباً متخيلاً يفوق في قوته رعب الصورة الواقعية. فالخيال دائماً أقوى من الواقع وأعنف. وتربّع الرئيس ميقاتي على حكومة أتى بها أصحاب القمصان السود. بعد عامين تقريباً، كانت تكفي قراءة خبر انتشارهم أسفل الشاشة في شريط الأخبار كي يشعر زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي بالخوف ويغيّر وليد جنبلاط انتماءه من فريق 14 آذار الى فريق 8 آذار جاعلاً من هذا الفريق أكثرية نيابية! وتسقط بتداعيات ذلك، حكومة القمصان السود نفسها، التي فشلت في تحقيق أيٍّ من ادعاءات أصحابها ومزايداتهم.

فليعرّفنا أحد إلى معنى الارهاب!

خطف "حزب الله" الجنديين الاسرائيليين عبر الخط الأزرق، الساكن الراكد منذ الانسحاب الإسرائيلي في العام 2000، وقتل عدداً من الجنود، مُدخِلاً لبنان في حرب مدمرة لا يزال يدفع أثمانها حتى الآن انقساماً وتشرذماً وتدهوراً على جميع الصعد، بعدما كان أمينه العام قد وعد بعدم القيام بأي خطوة تجاه اسرائيل منفرداً. خرج من الحرب ساخطاً ومخوّناً الجميع ومحوّلاً سلاحه، الذي تباهى بتحرير الجنوب بواسطته، الى الداخل "المُحرّر".

بعد إسقاط حكومة الحريري والإتيان بحكومة موالية عند "تغيير" نتيجة الانتخابات وتحويل الأقلية الى أكثرية، دخل "حزب الله"، ربما مرغماً، وبأوامر عليا من المرشد الأعلى، الى جانب بشار الاسد، لقتال السوريين المطالبين بإصلاحات داخلية. فبدأت مرحلة جديدة من الرعب والتورط الدموي.

أما الآن، فيعيش لبنان في دوامة من الأزمات المتلاحقة عبر محاولات جرّه الى التورط في حرب إيران و"حزب الله" في سوريا. ترك الحزب جبهة الجنوب وتوجّه شرقاً، عابراً حدود سوريا في طريقه الى فلسطين! كان سبق لأبي أياد أن أعلن أن طريق القدس تمرّ في جونية، تماماً كما يحاول السيد نصرالله في خطبه إقناعنا بأن طريق القدس تمر في قتال السوريين دفاعاً عن نظام الأسد المقاوم الأول لإسرائيل،... عبر حفظه السلام والأمن، هو ووالده، على جبهة الجولان، لأكثر من أربعين عاماً!

تبدو الطريق الى القدس نزهة طويلة متعرجة عبر متاهات متعددة تقطعها طهران، التي تجرّ "حزب الله" في أذيالها، من عاصمة عربية الى أخرى (أربع عواصم حتى الآن). فما أبعد القدس!

وإلى أن يحدث أمر جلل ينبّه طهران الى خطل مسيرتها وزيف اعتقادها ان حدودها "أبعد بكثير من الحدود على الارض"، على حد زعم قائد عسكري ايراني في 29 أيلول الماضي، ويجبرها على الانسحاب الى داخل حدودها، أو أن تنوجد ظروف ترى فيها أن مصلحتها تقتضي انتخاب رئيس، سيظل لبنان مخطوفاً كرهينة وفاقداً حريته وسيادته ومحتلاً من طهران عبر أزلامها الذين لا يدينون بولائهم للدولة اللبنانية بل للدولة الإيرانية التي تشهر سيف مصالحها عدواناً مستمراً على العالم العربي. سيظل لبنان على حاله من دون رئيس للجمهورية ولا انتخابات، بلداً موقوفاً رهن الاستعمال لمصلحة إيران ولمصلحة حليف ممانعتها المتخاذل، قاتل شعبه.

كيف يمكن أن نوصّف ذلك؟ "حزب الله" لا يمثّل الطائفة الشيعية. "حزب الله" استولى على الطائفة الشيعية بفضل المال والسلاح والعصبية المذهبية التي عمل على تغذيتها بتأمين المصالح للبعض وبالبروباغندا وغيرها. "حزب الله" لديه جيش يفوق قدرة الكثير من جيوش المنطقة والعالم. "حزب الله" خارج الدولة، ويتصرف بمعزل عنها. جيش "حزب الله" يأتمر، متفاخراً، بأوامر رجل الدين الإيراني ومرشد ثورتها ودولتها خامنئي، مخضعاً لبنان واللبنانيين، شاؤوا أم أبوا، لإرادة بلد أجنبي.

مرّةً أخرى كيف نوصّف ذلك؟ وماذا ينتج من هذا التوصيف؟ وهل نحن بلد حرّ أم بلدٌ تحرّر حقاً؟

في كتابه، "الديموقراطية في أميركا"، لفت توكفيل، وأثار إعجابه، الشعور بحبّ الوطن لدى الأميركيين؛ ففي الولايات المتحدة، الوطن حاضر في المشاعر والأذهان أينما حللت. إنه موضوع اهتمام الناس، بدءا بالبلدة وانتهاء بالاتحاد كلّه. يتشبث المواطن بمصالح بلده، كما يتشبث بمصالحه الخاصة، وينهل من مجد وطنه مجداً ويفاخر بكل فوز له، لشعوره بأن فوزه صنيع يديه فيزداد زهواً. يغتبط للرخاء العميم الذي يحظى منه بنصيب. شعوره تجاه وطنه مماثل لما يشعره تجاه أسرته. حتى تطلّعه الى الذود عن مصالح بلده واندفاعه في هذا السبيل، إنما ينطوي على شكل من أشكال الأنانية، والتورط الشخصي.

حبّ الوطن، يبادر به الشعراء والروائيون والكتّاب الذين يساهمون في خلق أساطير مؤسسة. حبّ الوطن تتم تنميته بواسطة التربية والمناهج المدرسية المسؤولة عنها الدولة وحدها وليس الطوائف ولا الأديان.

"ما هو الوطن؟"، عنوان كتيب لأرنست رينان (1882)، يكتب فيه، أن الأوطان شيء جديد في التاريخ. عرف في القديم ما نسميه الآن ربما دولاً أو حضارات أو كيانات: مصر، الصين، أو الأمبراطورية الكلدانية. وهي لم تكن أوطانا. كان سكانها قطعاناً مسوقين من ابن الشمس أو الأمبراطور. لم يكن هناك مواطنون مصريون ولا صينيون. الأمبراطورية الرومانية كانت أقرب الى الوطن، لكن اتساعها الهائل منع جعلها وطناً.

توصلت كل من فرنسا، المانيا، انكلترا، وإيطاليا، بطرق ملتوية وعبر مغامرات عدة لكل منها، لأن تصبح وطناً حقيقيا كما نعرفها. فما الذي يميزها في الواقع ليجعل منها أوطاناً؟

إنه اندماج السكان الذين يشكلونها. في البلدان التي ذُكرت، لا شيء فيها يشبه ما وجد في السلطنة العثمانية، حيث الأتراك واليونان والأرمن والعرب والأكراد يتميزون اليوم مثلما كانوا إبان وجودها.

الانسان ليس أسير عرقه ولا لغته ولا دينه ولا مجرى نهر أو اتجاه سلسلة جبال. الوطن تجمّع كبير من البشر، سليمو الفكر ودافئو القلب، يخلقون وعياً أخلاقياً يسمّى وطناً. وطالما أن الوعي الأخلاقي يثبت قوته عبر التضحيات التي يتطلبها تنازل الفرد لمصلحة الجماعة، فهو شرعي. وله حق الوجود. واذا ما حصل نزاع حول الحدود، تُسأل الشعوب المتنازعة.

الوطن هو روح ومبدأ فكري. شيئان يؤلفان شيئاً واحداً في الواقع هو روح هذا المبدأ الفكري. أحدهما في الماضي والآخر في الحاضر. أحدهما هو امتلاك تراث مشترك وغني من الذكريات؛ والآخر هو التوافق الراهن والرغبة في العيش المشترك، وإرادة الاستمرار في اعتبار هذا التراث الموروث غير قابل للاقتسام. الانسان لا يصنع نفسه. الوطن كالفرد، هو نتاج ماضٍ طويل وجهود وتضحيات وتفانٍ. الإخلاص للأجداد شرعي تماماً؛ فالأجداد هم الذين جعلونا ما نحن عليه. إن الماضي البطولي للرجال الكبار، والمجد، هما الرأسمال الاجتماعي الذي ترتكز عليه الفكرة الوطنية.

امتلاك أمجاد مشتركة في الماضي وإرادة مشتركة في الحاضر؛ انجاز أعمال كبيرة معاً، والرغبة بإنجاز غيرها أيضاً؛ هذه هي الشروط الأساسية لكي نكون شعباً.

نحن في لبنان شعب منقسم. من هنا، تتعلق الأسئلة التي علينا مواجهتها، بالأخطار التي يمكن أن توصلنا اليها الممارسات الراهنة:

- اذا كانت الهوية الوطنية هي الشعور بالانتماء الكلي لكيان جامع يقوم على التماسك الاجتماعي، يصبح ممكناً اعتبار الوضعية الحالية مهدِّدة (بكسر الهاء) للوطن ووجوده.

- إن استمرار مظاهر الانقسام وعوامل استجلاب الثقافات المستوردة والطارئة التي تريد فصل بعض الفئات عن المجموع الوطني، تصبح مهدِّدة (بكسر الهاء) هي أيضاً.

- لم يكن غيدنز في تعريفه يتصور وجود وطن خارج إطار الدولة. إن وضع سيادة الدولة موضع تساؤل يهدد الهوية الوطنية القائمة في الأصل على المواطنية.

لحماية لبنان والمحافظة عليه، لا تكفي أي اصلاحات دستورية ولا التطبيق الأفضل لاتفاق الطائف. المحافظة على لبنان تكون باستعادة السيادة والاستقلال التامين وباحتكار الدولة وحدها لاستخدام العنف. أي لا سلاح غير سلاح الدولة الشرعي. وإلا فلا أمل في وقف الانهيار.

 

وسيط لبنان يبدأ جولته بطهران أولا قبل مباحاثاته في السعودية

مصادر رسمية فرنسية لـ «الشرق الأوسط»: مشكلة إيران تكمن في كيفية طي صفحة ترشيح عون

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/28.12.14

يمر النشاط الدبلوماسي الفرنسي بفترة ارتخاء بسبب الأعياد ستستمر حتى 5 الشهر القادم، حيث ستعاود باريس تحركها خصوصا بالنسبة لملفين أساسيين، هما الملف اللبناني عبر مجموعة تحركات واتصالات بقنوات مختلفة، والملف الفلسطيني في مجلس الأمن الدولي. وبعد نشاط دبلوماسي محموم رافق تقديم مشروع قرار فلسطيني عربي إلى مجلس الأمن الدولي قبل أيام دخل هذه الملف في شبه سبات بانتظار تغيير تركيبة ورئاسة مجلس الأمن بداية شهر يناير (كانون الثاني) والتعرف على نتيجة الاتصالات التي تقوم بها باريس بشأن تقديم مشروع قرار فرنسي أوروبي يمكن تمريره من غير فيتو أميركي.

أما الملف اللبناني الذي يركز النشاط الفرنسي بشأنه في موضوع وضع حد للفراغ المؤسساتي على رأس الدولة اللبنانية فإنه ينتظر مباشرة جان فرنسوا جيرو، مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية، جولته الثانية على الأطراف الإقليمية الفاعلة بدعم أميركي أوروبي ومباركة فاتيكانية ووسط شعور فرنسي بالحاجة إلى الخروج من الطريق المسدود الذي تراوح فيه الأزمة الرئاسية اللبنانية.

تقول مصادر فرنسية واسعة الاطلاع تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، إن «الجولة الجديدة للوسيط الفرنسي ستبدأ من طهران فيما محطته الثانية ستكون الرياض. بيد أن الموعد المرتقب سابقا لانطلاقتها سيتأخر قليلا بسبب ارتباطات سابقة لمحاور جيرو في وزارة الخارجية الإيرانية وهو أمير حسين اللهيان، مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية. أما سبب البدء بإيران، فمرده لكون المبعوث الفرنسي يريد أن يضمن في جعبته شيئا يحمله إلى العاصمة السعودية».

يبدو بوضوح، من خلال ما تقوله المصادر الفرنسية، أن باريس «تراهن» على الورقة الإيرانية لإحداث اختراق فعلي في الأزمة اللبنانية وتؤكد أن المبعوث الفرنسي شعر بـ«إيجابية» المسؤولين الإيرانيين خلال زيارته الأولى لطهران. وتؤكد المصادر الفرنسية أنها «واثقة» من رؤيتها أن إيران اليوم «بحاجة إلى توفير الاستقرار في لبنان» الذي ترى فيه «مصلحة وطنية وخصوصا حاجة لـ(حزب الله)». وبحسب مصادر دبلوماسية فرنسية أخرى، فإن «حزب الله» هو «الورقة الرابحة الوحيدة» لطهران في المنطقة بينما رهاناتها الأخرى على النظامين السوري والعراقي «تحولا إلى عبء ثقيل عليها يكلفها الكثير» ماليا وسياسيا وعسكريا. من هذا المنطلق، تعتبر باريس أن طهران ترى في توفير الاستقرار للبنان «حماية» لحليفها الأول ولدوره، فيما الأخطار تهدد مناطق نفوذ «حزب الله» جنوبا وبقاعا وتتزايد «التهديدات الداخلية» فيما جانب مهم من قوات الحزب «غارقة» في المستنقع السوري. وباختصار، فإن إيران «لأسباب سياسية آنية واستراتيجية بحاجة إلى استقرار لبنان» الأمر الذي يمر حكما بوضع حد للفراغ الرئاسي وتسهيل وصول رئيس جديد إلى قصر بعبدا.

انطلاقا من هذا الواقع، تبدو «كلمة السر» موجودة بحوزة القادة الإيرانيين المتمكنين وحدهم اليوم من التأثير على «حزب الله» وعلى مواقفه الداخلية من المرشحين للرئاسة. وبحسب المصادر الفرنسية، فإن مشكلة طهران اليوم هي في «كيفية طي صفحة المرشح العماد ميشال عون من غير المخاطرة بخسارة الانتخابات النيابية القادمة» التي من شأنها، في حال خرجت كتلة نواب عون من صف «8 آذار» ، منح الأكثرية لتجمع «14 آذار» مما يعني أن يحكم لبنان على هواه، وهو ما لا تريده طهران.

لكن المسألة المستعصية اليوم، في ظل المواقف المعلنة، تكمن في قضية الالتفاف على «عقدة» عون. ونقلت المصادر الفرنسية أن أجواءه توحي بعدم استعداده لتكرار تجربة 2008 عندما قبل بإفساح المجال لانتخاب الرئيس ميشال سليمان شرط أن يحين دوره في 2014. ويؤكد عون أنه «غير مستعد لتقديم هدية الرئاسة مرتين». ولذا، فإن السؤال المطروح اليوم على الوساطة الفرنسية وعلى إيران تكمن في كيفية التعاطي مع هذه المشكلة، إما بإقناع إيران وعبرها «حزب الله» بالتخلي عن عون مقابل أشياء ما غير محددة في الوقت الحاضر، وإما السعي لإقناع «14 آذار» بقبول ترشيح عون ولكن مقابل ضمانات ليست محددة وواضحة هي الأخرى. والواضح في هذا الوضع أن انسداد اللعبة دام وقتا طويلا وأنه حان الوقت لرؤية شيء آخر.

ما الذي سيعود به جيرو من محطته الإيرانية أوائل الشهر القادم؟ تقول باريس إن حصول اجتماع حواري أول بين تيار المستقبل و«حزب الله» مؤشر لرغبة طهران في توجيه رسائل إيجابية للداخل اللبناني وللأسرة الدولية في الوقت الذي تسعى فرنسا لإخراج لبنان من «سلة المشكلات الشرق أوسطية». كما أن موقفها المسهل لـ«المبادرة الروسية» هو مؤشر إيجابي آخر لا يمكن استبعاد تمدداته نحو المفاوضات الصعبة التي تخوضها مع مجموعة الـ6 «الدول الـ5 دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا» بشأن برنامجها النووي. فضلا عن ذلك، تشير المصادر الفرنسية إلى «الفاتورة» المرتفعة التي تدفعها إيران في لبنان وسوريا والعراق، فيما تراجع أسعار النفط يضع ماليتها في أوضاع صعبة للغاية. ولذا، فإن كل هذه العوامل تدفع طهران باتجاه «ليونة» في لبنان لا تفرط لا بمصالحها ولا بمصالح حلفائها وتسمح للبنانيين بملء الفراغ في أعلى منصب في الجمهورية. لكن كل ذلك مرتبط بقدرة الدبلوماسيين والسياسيين وعلى رأسهم المبعوث الفرنسي، على العثور على مخارج وتوازنات تحل العقد المستعصية.

 

إيران وروسيا: دعم الأسد والمأزق الخاص

فايز سارة/الشرق الأوسط/28.12.14

أيام قليلة ويغلق عام 2014 أبوابه، مفسحا المجال لبداية عام جديد في محتوياته وملامحه وتطوراته، وتمثل القضية السورية واحدة من أبرز القضايا في العام الجديد على نحو ما كانته في الأعوام الأربعة الماضية، وما تركته فيها من هزات وتطورات سياسية وأمنية، واقتصادية واجتماعية، وثقافية وإنسانية، أصابت بلدانا كثيرة بينها روسيا وإيران، وقد كانتا طوال الأربع سنوات حاضرتين في القضية السورية عبر وقوفهما الحاسم إلى جانب نظام الأسد في حربه الشاملة ضد السوريين وكل من وقف معهم، أو آزر قضيتهم بأي مجال أو مستوى كان.

لقد تكفلت إيران وروسيا دعم نظام الأسد ومناصرته، بتقديم كل الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني والبشري، وتعاونتا معه في المستويين الداخلي والخارجي، طوال نحو 4 سنوات. فقدمت إيران دعما سياسيا واقتصاديا غير محدود، وكذلك فعلت في المجال العسكري فدفعت وحدات من الحرس الثوري الإيراني للقتال إلى جانب النظام، وأرسلت له الخبراء الأمنيين والعسكريين والتقنيين، ثم وجهت ودفعت ميليشيات حليفة لها من لبنان والعراق للقتال إلى جانب قواته، وجندت استخباراتها مجموعات من أماكن متعددة وأرسلتها إلى سوريا، فيما كانت تعزز مساعي التشيع في أوساط السوريين لتعزيز قاعدة اجتماعية للنظام ولها في آن معا.

ولم يكن مسار روسيا في الموقف من نظام الأسد مختلفا في جوهره عن الموقف الإيراني من حيث الدعم والمساندة، وإن كانت هناك بعض الفروق، فلم تتعد الجوهر، فاختلفت في بعض التفاصيل الناجمة عن خصوصيات ودور كل منهما، كما في الدور الروسي على صعيد السياسة الدولية، حيث منَعت روسيا عبر الفيتو المجتمع الدولي من اتخاذ قرارات تدين نظام الأسد، وأعاقت كل ما يمكن من إجراءات عقابية تصيبه بسبب ما ارتكبه من جرائم، بل عملت كل الوقت على إعادة تسويقه دوليا وإعادته إلى حظيرة السياسة الدولية بما في ذلك تسويقه في قضية عالمية مثل مكافحة الإرهاب، وقدمت روسيا الأسلحة والخبراء للنظام، وسهلت استخباراتها ذهاب متطرفين من دول الاتحاد الروسي إلى سوريا للقتال في صفوف أبناء وأخوات تنظيم القاعدة.

الدور الإيراني - الروسي واصطفافاته في القضية السورية ومع نهاية عام 2014، صار في محل الامتحان، أمام الاستمرار أو التغيير، ليس لانقلاب في استراتيجية البلدين، وهو أمر غير وارد في حسابات قيادتهما، كما ثبت في السنوات الماضية، إنما بسبب متغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية، تضع قيادة البلدين أمام ضرورات التغيير العميق في الموقف من قضية باتت مؤشرات خسارتهما فيها أكثر وضوحا من أي وقت مضى، إذ من الصعب على أي منهما، المضي على المسار ذاته في دعم ومساندة نظام الأسد على نحو ما كان في الماضي.

وإذا كانت إيران تواجه وضعا سياسيا إقليميا ودوليا صعبا، سواء لجهة ملفها النووي أو سياستها الإقليمية وخصوصا في الخليج والعراق وسوريا ولبنان، فإن روسيا هي الأخرى، تواجه أوضاعا صعبة هي الأخرى وخاصة في سوريا وأوكرانيا، وقد استدعى الموقف الروسي في الأخيرة عقوبات دولية، ينتظر أن تتواصل، على نحو ما كانت عليه العقوبات الدولية ضد إيران بسبب ملفها النووي.

والوضع الاقتصادي في البلدين، ليس أحسن حالا من وضعهما في السياسة الخارجية، وسوء الوضع الاقتصادي، لا يتصل فقط بسبب انخفاض سعر النفط وكلاهما من أكبر منتجي النفط في العالم، مما أدى إلى انخفاض هائل في حجم مواردهما المالية، نتيجة مساهمة النفط بأكثر من 50 في المائة من ميزانية البلدين، إنما أيضا بسبب انخفاض قيمة العملة في البلدين، إذ أصيب الروبل الروسي والريال الإيراني بانخفاضات كبيرة ولا سيما أخيرا، وكله مقرون بمصاعب اقتصادية تتعلق ببنية الاقتصاد فيهما، وعجزها عن الخروج من مأزق سياسات، تم اللجوء إليها على مدار العقدين الأخيرين، وتركت آثارا اجتماعية، صار من الصعب مواجهتها بالأساليب ذاتها التي كانت متبعة.

خلاصة الأمر، أن التدهور المشترك في السياسات الخارجية والداخلية لطهران وموسكو، مع تراجع أسعار النفط، وتأثيره المرتقب في انخفاض ميزانية البلدين، وتدهور قيمة عملتها، وما يخلفه ذلك على الوقع الاجتماعي في البلدين - سيترك ظلاله على واحد من أهم ملفات سياستهما الخارجية، وهو القضية السورية، التي شكلت ومتعلقاتها في السنوات الأربع الماضية، إحدى بؤر الاستنزاف السياسي والاقتصادي للبلدين ولو بفوارق بين الحالتين. الأسئلة التي يطرحها الواقع الإيراني أولا والروسي ثانيا كثيرة، لعل الأهم فيها يكمن في القول، إلى أي مدى سيكون أثر العصف الذي يضربهما على موقفهما من نظام الأسد؟ هل تستمر طهران وموسكو في موقفهما الداعم له وحمايته من السقوط، ومناوراتهما من أجل إعادته إلى المجتمع الدولي بعد كل ما قام به من جرائم وارتكابات؟ أم يفهم من تصريحات إيرانية وروسية أخيرة، أنهما غير متمسكتين بالأسد، أنها تشكل بداية تغيير لموقف البلدين من الأسد ومستقبل سوريا؟ وهل ذلك ما يمكن أن نشهده في خلال عام 2015 أو في الأشهر القليلة المقبلة منه؟

 

هل ننجو من أزمة النفط؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/28.12.14

خسرت الحكومة السعودية، مثل بقية الدول المصدرة للنفط، 50 في المائة من مداخيلها اليومية، منذ أن هبط سعر البرميل تحت 60 دولارا. الصدمة الحالية مؤقتة ومحدودة. ولأن الحكومة غنية، فقد عوضت العجز، وضغطت بعض النفقات، وقد نزفت سوق الأسهم قليلا، وانتهت المشكلة! لا لم تنتهِ، بل لم تبدأ بعد، وهي ستحدث في يوم ما. وهذه ليست نبوءة بل قراءة واقعية جدا. فكروا جيدا، هل سنستطيع أن نعيش لو انحدر سعر البرميل إلى 30 دولارا، فأقل، ودام الوضع هكذا 10 سنوات وأكثر؟ حينها، لن تفي مداخيل الحكومة بمرتبات موظفيها، وتدعم سعر الرز، والخبز، والماء، والكهرباء، وتمول الجامعات، والمستشفيات، والصناعات، والقطارات. وبالطبع ستستنفد مخزونها المالي الذي وفرته، وستزيد ديونها من صناديقها المحلية، وستفر الأموال المكدسة في البنوك المحلية إلى الخارج.

فهل بوسعنا أن ننتظر لإصلاح الوضع فقط حين نبلغ حافة الهاوية؟ أم أن اليوم المشمس هو الأفضل، طالما أن الحكومة ليست مدينة لأحد، وفي جيوبها ادخرت نحو تريليون دولار، والوضع السياسي مستقر؟

خطوتها الحالية حل مؤقت مقبول، لكنها مبنية على استراتيجية انتظار تعافي سوق النفط، ومائة دولار للبرميل. لكن ليس مستبعدا أن يدوم الحال لسنين، خاصة مع تطور صناعة النفط الصخري، أو غيره، حينها هل سيمكن للبلاد التي تعيش اليوم على ميزانية مضغوطة إلى 230 مليار دولار.. أن تعيش غدا على ميزانية سنوية من مائة مليار دولار، أو أقل؟

في نظري، إدارتها بهذا المبلغ مستحيلة، دون تصويب جذري للمفاهيم والاقتصاد.

وليس من باب السخرية أن أقول إن أفضل خبر هو هبوط مداخيل النفط، لأنه سيقودنا إلى فهم الكارثة المُحتملة ويجبرنا على التفكير والعمل بالطريقة السليمة، وفي الوقت الحاضر الأقل ألما، من مستقبل الأيام المجهول.

لقد أفسدتنا المداخيل النفطية الهائلة عن قدرة التخطيط لبناء حاضر ومستقبل حر من موارد البترول. وصارت المداخيل السهلة خير وسيلة لإرضاء الناس على حساب كل شيء آخر، الماء أرخص من البنزين، عشرات الجامعات ومئات آلاف الطلاب لكن دون وظائف منتجة حقيقية. ما قيمة المال إن لم ينفق من أجل بناء مجتمع قادر على الوقوف على قدميه غدا دون بترول أو بالقليل من مداخيله؟ هل يستطيع أن يطرح أحد منا تصورا عمليا لكيفية تمويل الحياة اليومية عندما تنتهي الودائع المالية ويستمر البترول رخيصا؟ عندما نرى خطة واحدة تبين لنا كيف، حينها سنقتنع بأننا على الطريق السليم مهما دارت الأيام وتقلبت الأحوال.

ستحتاج الدولة أن تغير فلسفتها، وأسلوب إدارتها، وتعطي مسؤوليات أكبر لأجهزتها ومسؤوليها، ثم تحاسبهم بقسوة إن فشلوا.

معظم الدول الغنية الناجحة ليست بترولية، مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا وفنلندا. ومعظم مجتمعات النفط العربية عاجزة لأنها مدمنة على مواردها المجانية السهلة. الفارق في الإنسان، ونوعيته. مبنى جامعة نورة في الرياض أفخم من جامعة كامبردج البريطانية لكن طالباتها بعد التخرج غالبا مدرسات، من قبيل المساعدة الحكومية لهن، والبقية سيذهبن لبيوتهن.

لهذا فإن هبوط المداخيل فرصة إيجابية لإعادة النظر في كل شيء لأن بحبوحة النفط لن تدوم، وإذا بقيت أسعار النفط هكذا لما وراء العشر سنوات فإننا سنصل لنفس النقطة الصعبة عندما لا تستطيع الدولة تمويل حاجات معظم الناس، وحينها عدد السكان ازداد، وطلاب الوظائف تضاعف، وكذلك محتاجو التعليم والعلاج. بدلا من تمرين موازنة الميزانية كل عام بعامه، هل يمكن اختبار قدرات الدولة بإدارتها بأقل من مائة مليار دولار؟

 

2014 عام «داعش» و... الخلل الذي أصاب العالم

حازم الامين/الحياة/28.12.14

سنختتم عامنا، 2014، من دون أن نُقدم لأنفسنا تفسيراً لذلك الطوفان الذي سميناه رغماً عنه «داعش»، والذي أطلق هو على نفسه اسم «دولة الخلافة».

نعم كان 2014 عام الطوفان الذي أطاح السدود والحدود الرخوة بين الدول والكيانات. عام اهتزاز سايكس بيكو، تلك المعاهدة التي لطالما لاحت لنا بصفتها ذروة المؤامرة على عروبتنا وعلى إسلامنا، لكن أحداً منا لم يجرؤ على المس بها، فجاء «داعش» وأطاحها، لنعود ونكتشف أن ذلك الوعي الشقي بحاضرنا إنما يمكن أن ينبعث ويتحول وحشاً يأكلنا، وأن يكشف لنا أن غير الداعشيين منا هم فقط أولئك الذين قبلوا بسايكس بيكو.

صحيح أن «داعش» ليس ابننا وحدنا، لكن، والحق يُقال، أن لنا فيه أكثر مما لغيرنا، فمثلما لا يُمكن لعروبي أن يتنصل من إغراء إلغاء حدود الكيانات المصطنعة، وهي مصطنعة فعلاً، لا يمكن لإسلامي أن يواجه «الخلافة»، أي خلافة كانت. فـ«داعش» في النهاية يُمسك بالمانيفستو نفسه، ذاك الذي أفضى بالإخوان المسلمين إلى التوجه إلى باكستان لتحرير فلسطين، وقبلهم دفع عبد الناصر لإرسال جيشه إلى اليمن، وبعدهم حزب الله الذي توجه إلى سورية مُلغياً الحدود اللبنانية السورية. وكم يبدو غير مذهل أن يُراكم خطاب «رفض الكيانات المصطنعة» الذي اشتغل لعقود وعقود نتيجة تشبه «داعش»، ففي داخل كل واحد منا ميل لاحتقار «وطنه» الجديد، ورغبة في تجاوزه، وهو شرط نفسي تلبيه دولة الخلافة على نحو لم يلبه أحد.

لقد أذهلنا تدفق «داعش» على المدن العراقية والسورية، وهو ذهول منافق، ذاك أن «داعش» كان يقيم في هذه المدن منذ سنوات، ويُشارك في إدارتها، وكل ما فعله في 2014 هو أنه أعلن نفسه سيداً عليها. العالم كله منافق، والعالم كله كان شاهداً على تلك الولادة. وكل ما فعله أيضاً أنه واجه العالم بحقيقته، فقال للأميركيين: هذا ما تُخبئه دولتكم وحكومتكم عنكم، وقال للعرب والمسلمين: ها أنذا أشبهكم على نحو ما تُشبهون أنفسكم، وقال للأوروبيين إن من بينكم من أغريه أكثر مما تُغرونه. أنا ابن العالم وابن مآلاته الكثيرة، وابن حداثته وتقدمه.

نعم «داعش» وُلد عـــراقياً، لكنه الآن مخلــوق عالمي. وُلد في سجــن بوقـــا العـــراقي الذي كان يُديره الأميركيون. هناك تحول أبو بكـــر البغـــدادي مـــن مُجوّد عـــادي إلى قائد للتنــظيم. ومـــن هناك انتقل الرجل بصحبة ضباط البعث المفرج عنهـم إلى صحراء الأنبار حيث أقام في ضيافة العشائر التي اضطهدها نوري المالكي وانتقل منها إلى الموصل وديالى.

لكن «داعش» اليوم لم يعد عراقياً. هو كل شيء. هو تونسي مثلما هو بريطاني وشيشاني، وهذه الهويات غير المُطلقة تُشبه، وان على نحو سلبي ومأسوي، الهوية المتقلبة للمواطن العالمي. فذباح «داعش» اللبناني خالد شروف قدم إلى العراق من استراليا، ونجم التنظيم البريطاني جون كان مغني راب، ومثل هؤلاء آلاف هم نواة التنظيم ونجومه، فيما فيالقه العشائرية تبقى ضعيفة الالتحام ببنيته وقابلة للانفصال عنه ما إن تحين ساعتـــه. أما الضباط البعثيون، فلهم حساباتهم المختلفة وضغائنهم الناجمة عن مسارات أخرى.

قد يبــــدو مستحيلاً تفسير ما جـــرى. هو مستحيل على قدر ما هو بديهي. فيقول الطبيب النفسي عن ذلك البريطاني «جهادي جون» الذي أقـــدم على ذبح الرهينة الأميـــركي جيمس فولي، إنه لا يشك بأن جون يعاني من مرض معروف من أعراضه الانفصال عن آلام الآخرين، وانعـــــدام القدرة على معرفة أن للآخرين مشــاعـر، وأنهم يتألمون مثلما هو يتألــم. لكن المريض الإنكليزي «جهادي جون» هز العالم بفعلته، وهو نفسه من أقــدم علـــى ذبح 22 ضابطاً سورياً أسرهم «داعش» في الرقة. فهل يصــــح أن نقول إن العـــالم كــله ترنح تحت تأثير أعراض مرض رجــــل واحد؟ هنا تكمن قوة «داعش»، أي في قدرتها علــــى توظيف مرض، قد يكون تافهاً، في صورة يمكن لها أن تهـــز العالم. وقد تبدو مقاومة «داعش» في أن يتصدى العالم لهـــذا المرض، وهذا أمر مستحيل. وبهذا المعنى يمكن أن تشغــل «داعش» العالم بما لا وقت لديه له، وأن تدفعه إلى مــراجعـــة بديهيات كان تجاوزها في سياق تقدمه. فها هي دول أوروبية عدة تعيد مراجعة قوانينها بما يضمن لها التحصن من «داعش». مئتا هولندي عادوا من القتال مع «داعش» لا يطاولهم القانون الهولندي الراهن، فيما تدرس بريطانيا قانوناً لسحب الجنسية من مواطنين التحقوا بالتنظيم، وهذا مخالف جوهرياً لمعنى المواطنة وتراجع عن قيم التقدم.

«داعش» بهذا المعنى أشعر العالم أنه بالغ في الانقياد وراء التقدم، وأن التنظيم سبقه للاستثمار الدموي في هذا التقدم. يجب العودة إلى الوراء قليلاً، هذا ما يتهيأ العالم للإتيان به. وربما امتد ذلك ليتجاوز القوانين الحديثة، فإجادة التنظيم الاستثمار في وسائل التقدم التكنولوجي مستفيداً من «ديموقراطية» تدفق المعلومات ربما دفع العالم لإعادة النظر بسهولة إتاحتها.

لكن الغريب فعلاً أن العالم لا يبدو أنه بصدد إلحاق هزيمة بالتنظيم المتوحش. لا بل ثمة مؤشرات للقبول بشيء ما حدده «داعش». ويبدو أن الأخير هو من يقاوم رغبة العالم بقبوله، إذ أن التنظيم شعر أن هناك مساحة حقيقية لهذا الجنون ولهذا الموت، وهو لم يتمدد بعد عليها كلها. ويشعر أيضاً أن وراء القصور في الحرب عليه عجزاً حقيقياً يجب أن يستثمره. الصعوبات الهائلة التي تواجه العملية السياسية في العراق وراءها قبول باحتمال أن يكون «داعش» بديلاً حقيقياً، والتحالف الدولي الباهت والركيك أيضاً، وقبول العالم ببشار الأسد وبنظامه ضرب من القبول بـ«داعش».

لكـــن يبقــــى أن همّ العالم منصب اليوم على مرضاه الأفراد، أولئك الذيــــن يكشفون عن أن «داعش» حكــــايات كثيرة وليس حكاية واحدة. وبما أننا لا نملك ناصـــــية هذه الحكايات الكثيرة فسنبقى غير قادرين على تفسير هذا الخلل غير المنطقي الذي أصاب العالم.

من إقليم البصرة… بدأ مشوار تقسيم العراق

 داود البصري/السياسة/28.12.14

منذ فترة ليست قليلة خرجت على الملأ مشاريع سياسية عراقية تتسم بالغرابة ولا تتناسب على الإطلاق مع الأوضاع الشاذة السائدة في العراق, والتي اتخذت للأسف خلال الاشهر الأخيرة منحى واضحاً يتجه نحو نهايات حرب طائفية مروعة تأكل الأخضر واليابس, وتكرس إفلاس وفشل العملية السياسية التي ظلت كسيحة ومتعثرة رغم مرور عقد كامل على انطلاقتها, وتبلورها, ودخول العراق بعدها في مختبر الأزمات, والانقسامات المؤدية إلى التشظي والتقسيم وتدمير كل أواصر الوحدة الوطنية. لقد كان مخطط تقسيم العراق لكانتونات طائفية وعرقية ضعيفة ومتصارعة مطروحا على موائد السياسة الدولية منذ أواخر سبعينات القرن الماضي , وبعد مرحلة حرب السادس من أكتوبر 1973 التي أريد لها أن تكون آخر الحروب العربية- الإسرائيلية والتي شهدت تضامنا عربيا غير مسبوق غير كل معالم وشكل الصراع الدولي والإقليمي وأطلق سلاح البترول العربي كسلاح ضغط رهيب في المعركة القومية , فكان القرار الدولي بعدم تكرار ذلك الوضع, وتم اللجوء لمقاربات وسيناريوهات ومخططات تشمل تفعيل الصراعات الداخلية في دول الإقليم والعمل على محور بناء وتعزيز تقسيمات عرقية وطائفية , وكان العراق بتنوعه الديموغرافي والعرقي البلد النموذج لذلك التقسيم والمخطط, وهوالأمر الذي أعلنه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بنفسه عام 1980 حينما كشف علنا وتحدث صراحة عن وجود مخطط دولي لتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق متنازعة حددها بالدولة الكردية والدولة الشيعية والدولة السنية كبديل عن الدولة الوطنية الجامعة المانعة!

لكن للأسف رغم وضوح الرؤية فإن القيادة العراقية السابقة كانت قد وقعت في الفخ وهيأت كل مستلزمات وشروط تنفيذ ذلك المخطط بسياستها غير المسؤولة ولا الواقعية والتي بلغت القمة في قراءة الوقائع والجهل مع عملية غزو واحتلال دولة الكويت عام 1990 التي رسمت سيناريوهات متغيرات كبيرة على الرمال العربية!. المهم إن العراق وهو يعيش اليوم نتائج مابعد الإحتلال الأميركي عام 2003 ونشوء ديمقراطية متهالكة على أسس طائفية هشة تأسست فيه مراكز قوى طائفية تحاول تسويق لعبة إقامة دويلات منفصلة تحت شعارات حق أريد بها باطل! مثل القول بالإستفادة من إمكانيات وثروات الأقاليم والمناطق العراقية المختلفة عبر تأسيس دويلات أو أقاليم تكون مواردها في خدمة شعب الإقليم. الكلام نظريا قد يبدو ذهبيا وزاهيا وطافحا بالأمل والشعارات والوعود الوردية ولكنه في حقيقة الأمر وصفة خبيثة وسامة لتكريس إنقسام وطني حاد يكرس الطائفية والإنعزالية بكل أبعادها البدائية المتخلفة ويجهز بالكامل على أطروحة الدولة الوطنية القوية الجامعة المانعة , ففي محافظة البصرة العراقية الجنوبية الغنية بالنفط ينشط اليوم تيار سياسي بشخوص مشبوهة مرتبطة بقيادات تيار رئيس الحكومة العراقية السابق, نائب الرئيس العراقي الحالي نوري المالكي في دولة القانون أي بعض من أتباع حزب “الدعوة” الطائفي, للعمل من أجل إعلان البصرة إقليماً مستقلاً بموارد مستقلة وحكومة مستقلة على غرار الوضع في كردستان العراق! بل إنهم رسموا علما خاصا للإقليم هو في حقيقته مسروق من علم مملكة ليسوتو الإفريقية مع بعض التعديلات البسيطة!.

هذا التيار يدعو حاليا لجمع تواقيع شعبية والمضي بعيدا في ذلك الإتجاه التقسيمي, الذي يقوده أيضا أشخاص تثار حولهم شبهات عديدة , فإقليم البصرة الموعود لن يحل أبدا مسألة التخلف الإداري والحضاري الذي تغرق في أوحاله المحافظة لكون الأحزاب الطائفية المهيمنة هي نفسها من ستتولى تسيير الأمور, بل أن هذا الإقليم سيكون حلقة ضعيفة أمنيا في رأس الخليج العربي, وسيخضع لهيمنة إيرانية صرفة ومطلقة, وهو بيت القصيد. والطريف إن بعض الأطراف المتورطة في تلك الدعوى المشبوهة حاولوا اللعب طائفيا بالإعلان عن كون المرجع الشيعي السيستاني من أنصار ذلك التوجه, إلا أن مكتب السيستاني أصدر بيانا نفى فيه جملة وتفصيلا أي موقف مساند لذلك الإقليم المسخ. هناك محاولات حقيقية اليوم لتفعيل ميداني لملف تقسيم العراق وإنهائه , ومن البصرة بالذات تتحرك الزعانف للتنفيذ! لكن هل سيكتب لذلك المشروع النجاح? كل الدلائل الميدانية تؤكد فشل ذلك المشروع لكونه مخالفاً بالكامل لمصلحة الشعب العراقي في الشمال أوالجنوب والذي يكافح من أجل عراق حر موحد متصالح مع نفسه ومع الجوار القريب , وهي المهمة الأصعب والتحدي الكبير. لا مجال أبدا لأي مشاريع وهمية تدس السم في العسل! كاتب عراقي -