المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 17 كانون الثاني/2014

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/انجيل القديس متى 18/07-11/العثرات ومسببيها

*بالصوت/قاضي السماء لن يرحم القتلة وإن تفلتوا من قضاة الأرض/الياس بجاني/16 كانون الثاني/14

*النص/قاضي السماء لن يرحم القتلة وإن تفلتوا من قضاة الأرض/الياس بجاني/16 كانون الثاني/14

*نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/16 كانون الثاني/14

*نشرة الأخبار بالإنكليزية

*قاضي السماء لن يرحم القتلة وإن تفلتوا من قضاة الأرض/بقلم/الياس بجاني

*أبرز المحطات منذ اغتيال رفيق الحريري

*قتلى وجرحى جراء انفجار "كيا" مسروقة في الهرمل

*مواصفات السيارة المفخخة التي انفجرت في الهرمل

*الصليب الاحمر: سقوط 5 شهداء مع وجود أشلاء وأكثر من 40 جريحا في انفجار الهرمل

*الناطق باسم المحكمة الخاصة بلبنان مارتن يوسف مارتن يوسف: يوم تاريخي للحقيقة في لبنان

*الحريري من لاهاي: انه زمن العدالة

*الادعاء "يكشف" العلاقة بين "ابو عدس" والمتهم حسين العنيسي

*كتلة المستقبل استنكرت تفجير الهرمل : انطلاق المحكمة يثبت ان المجرم لن يفلت من العقاب

*الادعاء "يكشف" العلاقة بين "ابو عدس" والمتهم حسين العنيسي

*ماكينة حزب الله الدعائية للمتهمين: سلمت أيديكم!

*اللواء جميل السيدالسيد من لاهاي: المحكمة فاقدة للصدقية

*وقائع الجلسة الافتتاحية للمحكمة الدولية... فاريل: المتهمان بدر الدين وعياش أعدّا ونفّذا إعتداء 14 شباط... مين: التفجير تم يدويا

*الشعار: التعامل مع احكام المحكمة برباطة جأش من دون ردّات فعــل او مشـاعر ثأر او انتقام

*الدكتور أنطوان صفير :"القرار الاتهامي بات اليوم موسّعا" والادعاء طرح أمورا جديدة في الحيثيات والوقائع

*طيران من دون طيّار فوق معراب والاجهزة الامنية تُتابع

*شمعون: لتأليف حكومة حيادية لادارة الازمة

*جعجع عرض مع بلامبلي التطورات في لبنان والمنطقة

*سامي الجميل: إنها الفرصة الأخيرة لمعرفة من اغتال السياسيين منذ ال2005 الى اليوم

*جنبلاط عرض التطورات مع عبيد ومطر

*الراعي لسليمان: تعملون بكل جهد ليتمكن الرئيس المكلف من تأليف الحكومة وتسليم وديعة الرئاسة في موعدها

*الجيش: انفجار الهرمل ناجم عن 30 كلغ من المتفجرات في سيارة كيا لوحتها مزورة

*الجيش: مقتل عريف في اشكال عائلي في بلدة مشمش العكارية

*أمانة 14 آذار: ضبط الحدود السبيل الوحيد لوضع حد للتفجيرات

*الجميل عرض وطلال المرعبي المستجدات السياسية

*روبير الابيض استنكر مقتل كاهن طعنا في دمشق

*سليمان: تحصين الساحة في وجه الارهاب يفرض قيام حكومة جامعة سريعا

*لِمَ سرّبت «القوات» خبر طائرة الإستطلاع/جريدة الجمهورية/رينا ضومط

*النائب بطرس حرب مع وفد من المستقلين في 14 آذار اجتمع مع جعجع في معراب

*النائب عاصم قانصوه: الحكومة ستؤلف بعد وعد حزب الله بالخروج من سوريا

*الوزير عدنان منصور الفريق القضائي الايراني: مستعدون للمساعدة التقنية في تفجيري السفارة الايرانية

*الإدعاء: 5 شبكات إتصال لتحضير الإغتيال و«أبـو عـدس» وهمي والمتهمون جزء من مجموعة أكبر/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*جمال دفتردار يضاهي ماجد الماجد من حيث الاهمية

*السفير السوري: صراعنا مفتوح مع أعداء لن يستسلموا وإن هزموا

*عيد القديس انطونيوس الكبير

*"رابطـة قنـوبين" و"مؤسسـة الارض البيضاء" أطلقتـا" جمع وثائق علاقات الكنيسة المارونية بالكرسي الرسولي"

*سليمان وسلام يضغطان لإعلان الحكومة غداً

*بري التقى قرطباوي وفهد علي:المحكمة الدولية يجب أن تبحث عن العدالة الحقيقية لا أن تتاجر بها

*الراعي عرض مع سفراءالدول الكبرى تداعيات الازمة في المنطقة والتقى وفدا فلسطينيا ومجالس بلدية

*قرطباوي إستقبل الوفد الإيراني ودان الإرهاب بكل أشكاله ميركوهي: مستعدون للتعاون في كشف ملابسات استهداف السفارة

*قاووق: لحكومة تتبنى استراتيجية وطنية لمواجهة الإرهاب التكفيري والإسرائيلي قبل الإستراتيجية الدفاعية لمواجهة العدو

*النائب عاطف مجدلاني لـ"السياسة": زمن الحقيقة والعدالة بدأ ولا يهم إن طالت مدة التحقيق ودعا "حزب الله" إلى العودة للبنانيته

*نتنياهو بحث والعاهل الاردني في عمان عملية السلام

*معارك بين "داعش" والمعارضة في سورياأكثر من ألف قتيل في المعارك بين "داعش" والمعارضة في سوريا

*عباءة سعودية - إيرانية طربوشها أميركي/جريدة الجمهورية/جورج شاهين

*محكمة.../علي حماده/النهار

*لماذا تستعجل 8 آذار الحكومة وماذا وراء تنازلاتها؟ فشل التوافق قبل الاثنين يعني التشكيلة الحيادية او الفراغ/سابين عويس/النهار

*هل وصل نهج روحاني إلى ملفات المنطقة؟ تسهيل الحكومة وسط شد الحبال حول جنيف 2/روزانا بومنصف/النهار

*هل تنازل حزب الله حكومياً ولماذا؟/سركيس نعوم/النهار

*المحاكمة بدأت فمتى تصدر الأحكام وهل الوقت يعمل لمصلحة العدالة أم السياسة؟/اميل خوري/النهار

*لاهاي تضع اليوم "نقطة على سطر".. التفلّت من العقاب/ربى كبّارة/النهار

*شبقلو: المحكمة مكسب للبنان والعالم

*الجريمة عندما تكون من أجل العقيدة/د.مصطفى علوش/المستقبل

*محكمة ... كي لا نسامح ولا نشارك/محمد سلام

*فارس خشّان: رافضو المحكمة هم "داعش لبنان" ولولا "طبيعة الجريمة" لكان نصرالله متهما

*روحاني بيتكلم عربي.. يا حلاوة/داود البصري/السياسة

*روحاني يهاجم مجموعة سياسية إيرانية تعارض رفع العقوبات

*ماجد الماجد.. «أبو عدس» جديد؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*المحكمة والممانعة/حسام عيتاني/الحياة

*اليوم التاريخي والمجرم الغبي/وليد شقير/الحياة

*ما دام "إعلان بعبدا" يحظى بتأييد عربي ودولي لماذا لا يكون وحده برنامج الحكومة الجامعة؟/اميل خوري/النهار

*شارل رزق لـ «الراي»: المحكمة «ماشية» ولن يستطيع أحد وقفهاالتسويات أسوأ ما في السياسة/جريدة الجمهورية/شارل جبور

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/انجيل القديس متى 18/07-11/العثرات ومسببيها

ومن أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر ويل للعالم من العثرات فلا بد أن تأتي العثرات، ولكن ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة فإن أعثرتك يدك أو رجلك فاقطعها وألقها عنك. خير لك أن تدخل الحياة أعرج أو أقطع من أن تلقى في النار الأبدية ولك يدان أو رجلان وإن أعثرتك عينك فاقلعها وألقها عنك. خير لك أن تدخل الحياة أعور من أن تلقى في جهنم النار ولك عينان

انظروا، لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار، لأني أقول لكم: إن ملائكتهم في السماوات كل حين ينظرون وجه أبي الذي في السماوات لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك"

 

بالصوت/قاضي السماء لن يرحم القتلة وإن تفلتوا من قضاة الأرض/الياس بجاني/16 كانون الثاني/14
النص/قاضي السماء لن يرحم القتلة وإن تفلتوا من قضاة الأرض/الياس بجاني/16 كانون الثاني/14

 نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/16 كانون الثاني/14
نشرة الأخبار بالإنكليزية

 

قاضي السماء لن يرحم القتلة وإن تفلتوا من قضاة الأرض

بقلم/الياس بجاني

الصحيح والمؤكد هو أن الله سبحانه وتعالى يمهل، لكنه لا يهمل، ومَن مِن المجرمين والقتلة يتفلت من العقاب على الأرض ولا ينال القصاص العادل من قضاتها وقضائها لأي سبب كان، فإنه بالتأكيد لن يتمكن من التفلت من عقاب قاضي السماء يوم الحساب الأخير حيث نار جهنم التي لا تنطفئ ودودها الذي لا يهدأ وعذابها الأبدي هو بانتظاره، وحيث هناك يكون البكاء وصريف الأسنان. ونعم لا صوت يعلو فوق صوت العدالة مهما توهم المجرم أنه قوي ومقتدر وفوق الحساب. في هذا السياق بدأت اليوم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في مسار إحقاق الحق بعد تسع سنوات على تشكيلها وأربعين سنة تقريبا من جرائم الاغتيال السياسي الممنهج السوري-الإيراني التي طالت قيادات لبنانية رسمية ودينية وأكاديمية وإعلامية وسياسية وعسكرية وذهبت أيضاً بأرواح المئات من المواطنين الأبرياء. اليوم انطلق زمن العدالة فعلياً مع مطرقة رئيس المحكمة الدولية الخاصة في لبنان إيذاناً ببدء مرحلة جديدة لن يعود فيها القاتل المجهول – المعلوم الذي هو محور الشر الإيراني-السوري بكل أدواته العسكرية والإرهابية وفي مقدمهم حزب الله، لن يعود حراً طليق اليد. هذا المحور الهمجي والبربري والشيطاني الذي يحتل لبنان ويغيث به وبأهله وأمنه فساداً وإجراماً وفوضى لا يحترم قيمة الإنسان لا في أوطانه ولا في أي بلد آخر وقد سفك الدماء وأراقها في العشرات من الدول وهو مستمر في ارتكاباته بفجور وعهر غير مسبوقين.

في لبناننا الحبيب المحتل اغتال هذا المحور كوكبة كبيرة من أحرارنا وقادتنا ورجال أدياننا ومفكرينا وهو متوهم أنه باق بغيه وأوهامه وأحلامه دون حساب أو عقاب، غير أن زمن فرض العدالة عليه قد بدأ ولن يتوقف.

من المهم بمكان أن لا يغيب عن بالنا ولو للحظة أنه ما كان بإمكان هذا المحور الشيطاني المجرد من كل ما هو أحاسيس انسانية والذي لا يخاف الله، ما كان بإمكانه ممارسة ارتكاباته واغتيالاته وإرهابه لولا عمالة وخساسة وترابية زعماء وسياسيين ورجال أديان من أهلنا هم عملياً وواقعياً تجار هيكل يتاجرون بدماء ولقمة عيش وأمن المواطن اللبناني. هؤلاء المرتزقة والطرواديين من قادتنا والسياسيين ورجال الأديان والرسميين يتحملون مسؤولية كل ارتكابات محور الشر ويجب اعتقالهم ومحاكمتهم تماماً كما يحاكم قتلة الرئيس الحريري في لاهي، وهم بالتأكيد سيحاكمون ويدانون إن لم يكن على هذه الأرض الفانية ففي يوم الحساب الأخير حيث يقول لهم قاضي السماء اغربوا عن وجهي ويقذف بهم إلى جهنم ونارها. من هنا، إحقاقاً للحق، ورحمة بلبنان وباللبنانيين، وكرمى لدماء الشهداء، فإن من يشارك في لبنان من السياسيين وقادة الأحزاب والناشطين ورجال الأديان هؤلاء القتلة والإرهابيين في حكومة واحدة ويغطي إجرامهم ويشرعنها مقابل جنون السلطة وعبادة تراب الأرض هو مجرم وقاتل أيضاً ومعاد لوطن الأرز ولكرامة وعزة اللبنانيين، كل اللبنانيين.

إنه من واجب كل لبناني لأي مذهب انتمى ويخاف الله ويوم الحساب ولا يخاف من الشهادة للحق ويرفض الذل والهوان والعبودية أن يرذل ويتخلى عن كل سياسي لبناني يؤيد رموز محور الشر الإيراني-السوري وأحزابه وميليشياته ومرتزقته وأبواقه وصنوجه ويتحالف معهم ويستقوى بهم مقابل ثلاثين من الفضة. إن مركبات الخوف وقبول الذل وعدم الشهادة للحق هم اقصر الطرق إلى العبودية، وقد جاء في الكتاب المقدس:

 "لا تخافوهم. فما من مستور إلا سينكشف، ولا من خفي إلا سيظهر" (متى10/26).

"أما الآن، فمن عنده مال فليأخذه، أو كيس فليحمله. ومن لا سيف عنده، فليبع ثوبه ويشتري واحداًً". (لوقا22/36)

ومع النبي اشعيا (33/01 ) نرفع الصوت هاتفين: " ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك".

 

أبرز المحطات منذ اغتيال رفيق الحريري

بيروت: «الشرق الأوسط»

في ما يلي أبرز المحطات منذ اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري حتى اليوم، موعد بدء المحاكمات في قضيته في لاهاي بهولندا:

2005: 14 فبراير (شباط) : اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في تفجير شاحنة مفخخة في بيروت ما أوقع أيضا 22 قتيلا.

7 أبريل (نيسان) : الأمم المتحدة تشكل لجنة تحقيق وجهت أول تقاريرها أصابع الاتهام إلى أجهزة استخبارات سورية ولبنانية. نفت سوريا أي ضلوع لها في ذلك، وفي مواجهة غضب الشارع اللبناني والضغوط الدولية سحبت آخر جنودها من لبنان في 26 أبريل بعد 29 عاما من الانتشار هناك.

30 أغسطس (آب) : توجيه التهم إلى أربعة ضباط كبار لبنانيين في هذه القضية، ثم أفرج عنهم بعد أربعة أعوام بسبب عدم وجود أدلة.

12 ديسمبر (كانون الأول) : الحكومة اللبنانية ورغم غضب الوزراء الشيعة المؤيدين لسوريا، تطلب من الأمم المتحدة إنشاء المحكمة الدولية لكن المأزق السياسي يحول دون المصادقة على اتفاق.

2007: 30 مايو (أيار) : الأمم المتحدة تصوت على قرار جديد يحمل الرقم 1757 وكان ملزما هذه المرة وينص على إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في 10 يونيو (حزيران) .

2008: 8 أبريل: «اختفاء» الشاهد محمد زهير الصديق عنصر الأمن السوري سابقا الذي كان يقيم في فرنسا آنذاك. وكان شاهد آخر تراجع عن أقواله قبل ثلاث سنوات.

2009: 1 مارس (آذار) : بدء عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي، وبدءا من 29 أبريل أمرت بالإفراج عن الضباط اللبنانيين الأربعة.

2010: 22 يوليو (تموز) : الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يعلن أن عناصر في حزبه ستوجه إليهم التهم بشكل «ظالم». ويتهم الحزب الشيعي من جهته إسرائيل، ويعرقل تمويل المحكمة من قبل لبنان.

19 أكتوبر (تشرين الأول) : إعادة تمثيل وقائع الاعتداء في فرنسا.

2011: 17 يناير (كانون الثاني) : مدعي المحكمة الخاصة بلبنان يسلم نص اتهام سريا (نشر بعد ثمانية أشهر) يشمل ثلاثة اعتداءات أخرى ضمت إلى الملف ووقعت بين 2004 و2005 وسلم لبيروت مختوما في 30 يونيو مع أربع مذكرات توقيف صدرت في 28 يونيو.

29 يوليو: المحكمة تؤكد أسماء المشتبه بهم الأربعة من حزب الله، وهم سليم عياش ومصطفى بدر الدين وحسين عنيسي وأسد صبرا، مع التهم الموجهة ضدهم.

2012: 1 فبراير: المحكمة تقرر محاكمة المتهمين الأربعة غيابيا بينما أعلن حزب الله أنه لن يوقفهم.

1 مارس: تمديد فترة عمل المحكمة الدولية ثلاث سنوات.

2013: 21 فبراير: الدفاع يحصل على إرجاء للمحاكمة لمدة شهر قبل بدئها.

10 أكتوبر: المحكمة توجه التهم إلى مشتبه به خامس هو حسن مرعي وسيحاكم أيضا غيابيا.

10 ديسمبر: بعد إرجاء جديد، أعلن عن بدء المحاكمات في 16 يناير 2014.

 

قتلى وجرحى جراء انفجار "كيا" مسروقة في الهرمل

مع انطلاق قطار العدالة في لاهاي مع بدء جلسات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، تحولت الانظار في لبنان، الى الهرمل حيث انفجرت سيارة مفخخة وسط المدينة بالقرب من السرايا وعلى بعد أمتار من بنك 'SGBL”، موقعاً أربع ضحايا عرف منهم حسين عمر، وعشرات الجرحى، نقلوا بواسطة الصليب الاحمر والدفاع المدني والهيئة الصحية الاسلامية الى مستشفيات الهرمل، اضافة الى عشرات السيارات المحترقة واضرار مادية في المؤسسات التجارية وفي السراي الحكومي. وأفادت 'الوكالة الوطنية” أن السيارة التي انفجرت قرب سرايا الهرمل هي من نوع كيا سبور سوداء اللون تحمل لوحة تحمل رقمها 55597/ب مسروقة من انطلياس وتعود لشخص يدعى نظرت شاهنيان. وعلى الفور حضرت الادلة الجنائية والسلطات القضائية الى المكان وبدأت تحقيقاتها ومعاينة مكان الانفجار، كما سيصار الى الاطلاع على تسجيلات اكثر من كاميرا موضوعة في المكان تعود لمصرف السوسيتي الجنرال. وقد كلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكري القاضي صقر صقر مفوض الحكومة المعاون القاضي كمال نصار الانتقال الى منطقة الهرمل لاجراء معاينة ميدانية في موقع التفجير، على ان تستمر التحقيقات باشرافه.

وعرف من الجرحى: محمد علي الحاج حسن، محمد طه، حسن الحاج حسن، الصيدلي علي شاهين، حسن شمص، كليم علاو، يعقوب علو، السوري حسن محمد العلي، الدكتور علي شاهين، الدكتور الياس الزين، المؤهل علي حسان ناصر الدين، المؤهل علي الغرباوي، الرقيب لميس ناصرالدين، حسين علام، علي حسان صفوان، فداء نعمة جعفر، حسين عباس شمص، بشار عبدالله علاو، علا جورج مهنا، كليم علي علاو، تامر حماده، علاء حنظل ناصر الدين، موسى صقر، حسين مرتضى، امل مخ، علي خليل طه، عبد المطلب عبدين، قاسم ناصر الدين، امل نايف مرتضى (حالتها حرجة) ، نديم مهدي جعفر، محمد عيسى الهق، نجدات حماده، الطفلان السوريان محمد وحسين النايف. وبحسب بيان للجيش اللبناني فإنه حوالي الساعة 8,55 من صباح اليوم، انفجرت سيارة مفخخة بكمية من المتفجرات أمام مبنى سرايا مدينة الهرمل، ما أدّى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة، بالإضافة إلى حصول أضرار مادية جسيمة. وعلى الأثر تدخّلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة وفرضت طوقاً أمنياً حول البقعة المستهدفة، فيما حضرت وحدة من الشرطة العسكرية وعدد من الخبراء المختصين الذين باشروا الكشف على موقع الانفجار والأشلاء البشرية التي وجدت بالقرب من السيارة المستخدمة، وذلك تمهيداً لتحديد طبيعة الانفجار وظروف حصوله”. ودعت قيادة الجيش 'المواطنين إلى عدم التجمهر في المنطقة المستهدفة، وذلك تفادياً لحصول أي انفجار آخر، وتسهيلاً لمهمّة قوى الجيش والأجهزة المختصة العاملة على إنقاذ الجرحى وإخلائهم إلى المستشفيات للمعالجة”. موقع القوات اللبنانية

 

مواصفات السيارة المفخخة التي انفجرت في الهرمل

كشفت معلومات اضافية حول السيارة المفخخة التي انفجرت قرب سرايا الهرمل، اذ تبين انها من نوع كيا سبورتاج سوداء اللون تحمل لوحة تحمل رقمها 55597/ب مسروقة من انطلياس وتعود لنظرت شاهنيان، اسم الوالدة سارة. وبحسب لوحة المواصفات الخاصة بالسيارة التي حصلت عليها "الجديد" فانها من صنع عام 2010  تملكها نظرت شاهنيان منذ 28-1-2010. وتشير البيانات الصادرة عن السيارة  رقم المحرك GAGC9H666975، اما رقم الهيكل  فهو KNAKG812DA7711592، وجهة استعمالها "سياحة خصوصي" وكان انفجار ضخم هز مدينة الهرمل صباح اليوم تبين انه ناجم عن سيارة مفخخة، وقد اوقع اربعة شهداء واكثر من ثلاثين جريحاً، كما الحق اضراراً هائلة في الممكتلكات لا سيما في السيارات التي كانت مركونة في المكان حيث شبت النيران في العديد منها وفي المؤسسات التجارية وفي السراي الحكومي .  وقد حضرت الادلة الجنائية وعملت على جمع الاشلاء والمعلومات لاجراء التحقيقات اللازمة.

 

الصليب الاحمر: سقوط 5 شهداء مع وجود أشلاء وأكثر من 40 جريحا في انفجار الهرمل

صدر عن الصليب الاحمر اللبناني البيان الاتي: "على إثر الانفجار الذي وقع في الهرمل في ساحة السراي - وسط المدينة عند الساعة 8,45 من صباح اليوم الخميس 16 كانون الثاني 2014، وتحركت على الفور فرق الإسعاف والطوارىء التابعة للصليب الأحمر اللبناني تباعا حتى صار قوامها 50 مسعفا و11 سيارة إسعاف، وبعد أن قام المسعفون بمسح شامل للمكان بالتنسيق والتعاون مع الأجهزة المعينة، بوشرت عمليات الإغاثة ونقل الضحايا وقد أدى الإنفجار إلى سقوط 5 شهداء مع وجود أشلاء وأكثر من 40 جريحا نقل الصليب الأحمر اللبناني معظمهم وأما باقي الضحايا فقد تم نقلهم بواسطة هيئات إغاثية ومدنية، وقد توزع الضحايا في مستشفيات الهرمل الحكومي والعاصي والبتول، كما أن هناك بعض الحالات الحرجة تم نقلها إلى مستشفيات بعلبك. إضافة إلى ذلك عملت فرق الإسعاف والطوارىء على تقديم الإسعافات الأولية لعدد من الجرحى لم تستدع حالتهم نقلهم إلى المستشفيات. كما واستنفرت مراكز نقل الدم لتلبية الطلب على وحدات الدم من كل الفئات إلى المستشفيات التي استقبلت المصابين واستقبال المتبرعين بالدم عند الحاجة. ولا تزال حتى الساعة طواقم فرق الإسعاف والطوارىء في المكان الذي وقع فيه الانفجار لحين الإنتهاء عمليات المسح والإغاثة".

 

الناطق باسم المحكمة الخاصة بلبنان مارتن يوسف مارتن يوسف: يوم تاريخي للحقيقة في لبنان

أكد الناطق الرسمي باسم المحكمة الخاصة بلبنان مارتن يوسف أن "صفحة جديدة في العدالة فتحت اليوم، وأصبحنا في مرحلة نثبت فيها للشعب اللبناني طريقة عمل المحكمة الجدية في الوصول الى الحقيقة عبر تقديم كل الادلة والاثباتات الدامغة التي توصل الى الحقيقة، مع وجود كل الامكانات أمام المتهمين للدفاع عن أنفسهم ومجموعة من المحامين للدفاع عن كل متهم، الذي يعتبر بريئا حتى تثبت ادانته". وقال يوسف في حديث لـ"الوكالة الوطنية للاعلام": "اليوم هو يوم تاريخي للحقيقة في لبنان، حيث بدأنا نسمع من الادعاء كل ألأدلة التي يمتلكونها، وأول مرة في المحكمة الدولية يحضر المتضررون الى داخل المحكمة، وهذا أمر مهم للحقيقة وللعدالة من أجل وقف الاغتيال السياسي وكل الاجرام". وأسف "لأننا في المحكمة، لم نستطع طيلة السنوات السابقة أن نقدم للشعب اللبناني أي شيء عن المحكمة لأنها كانت تعمل بسرية من أجل جمع الادلة الموصلة الى الحقيقة، فلم يكن اللبنانيون يعرفون ما يجري داخل المحكمة مع سماعهم بالعديد من التسريبات من أجل التشويه، أما اليوم فستكون الصورة مغايرة لأنها واضحة وجدية". وعن إمكان ضم قضية المتهم حسن حبيب مرعي الى قضية بدرالدين، أوضح يوسف أنه "لم يحن الوقت كي يأخذ القضاء قراره في هذا الموضوع، والوقت أمام مرعي حيث يحقق محاموه في القضية بعدما تسلموا الملف من فريق الادعاء". وأشار الى أن "حضور الصحافيين ووسائل الاعلام بهذا العدد الضخم يؤكد لنا أهمية عمل هذه المحكمة والآمال المعقودة عليها".

 

الحريري من لاهاي: انه زمن العدالة

بعد إنتهاء الجلستين الأولتين للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي إنطلقت أعمالها اليوم في مدينة لاهاي الهولندية، أدلى الرئيس سعد الحريري بتصريح اعتبر فيه أن "المحكمة الدولية لأجل لبنان انطلقت، ومسار العدالة لن يتوقف. ولا جدوى بعد اليوم من أي محاولة لتعطيل هذا المسار"، مشدداً على أن "حماية المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه والإصرار على عدم تسليمهم الى العدالة، هو جريمة مضافة إلى الجريمة الأساسية الكبرى".

وقال الحريري من لاهاي: "لقد هالنا بالتأكيد أن تكون هناك مجموعة لبنانية موضع اتهام الحريري من لاهاي مسند إلى أدلة وتحقيقات واسعة، وما كنا نتصور أن في صفوف اللبنانيين من يمكن أن يبيع نفسه للشيطان وان يتطوع لقتل رفيق الحريري وتنفيذ أبشع عملية إرهابية بتلك الكمية الهائلة من المتفجرات. هذه الحقيقة جارحة وموجعة، ولكنها باتت حقيقة لا تنفع معها محاولات التهرب من العدالة، والمكابرة وإيواء المتهمين وحمايتهم".

وأكد الحريري أن "جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وجرائم الاغتيال السياسي التي شهدها لبنان، أسهمت في تخريب الحياة الوطنية في بلادنا، وبقيت لسنوات طويلة مجهولة الفاعلين والمخططين والمنفذين، إلى أن أدت إرادة اللبنانيين إلى اتخاذ المجتمع الدولي قرارا تاريخيا بوضع اليد على التحقيق فيها وسوق المتهمين إلى العدالة الدولية". وقال "نحن هنا اليوم بفضل الشعب اللبناني وبإرادته. بفضل صبره وثباته، وبفضل التضحيات الغالية التي قدمناها جميعاً. وبإرادة اللبنانيين واللبنانيات الذين لم يتوقفوا يوماً عن المطالبة بالحقيقة والعدالة والمحكمة الدولية. وجودنا هنا اليوم هو بحد ذاته دليل على أن موقفنا منذ اللحظة الأولى وفي كل لحظة كان وسيبقى طلب العدالة، لا الثأر، وطلب القصاص، لا الانتقام. في قاموسنا، الرد على العنف لا يمكن أن يكون بالعنف، بل بمزيد من التمسك بإنسانية الإنسان، بالقانون وبالعدالة، وقبل كل شيء، بالإيمان بالله عز وجل".

ورأى الحريري أن "اليوم هو يوم تاريخي بامتياز، والرئيس رفيق الحريري كان حاضراً بقوة ومعه كل الشهداء الذين قضوا معه، وكل الشهداء الذين سقطوا من بعده، وصولاً إلى آخر الأحبة في قافلة الشهداء محمد شطح ومرافقه ومئات الضحايا الذين حصدتهم جرائم التفجير والاغتيال السياسي". وأشار إلى أن  "أبصار اللبنانيين وعواطفهم مشدودة منذ اليوم إلى أعمال هذه المحكمة التي فتحت أولى صفحات العدالة الحقيقية، ووضعت حجر الأساس المطلوب لمكافحة الاغتيال السياسي والجريمة المنظمة في لبنان والعالم العربي". وشدد الحريري "على دور السلطات اللبنانية المختصة في التعاون الجدي مع المحكمة الدولية، وعبر عن شكره "إلى القضاء اللبناني وقوى الأمن الداخلي وجميع الأجهزة الرسمية على ما بذلته من جهود حتى الآن في مؤازرة التحقيق". وتابع "لا يسعني إلا أن أستذكر التضحيات الكبرى في هذا المجال، وبخاصة الشهيدين وسام الحسن ووسام عيد، والشهيد الحي سمير شحادة. كما أتوجه بعميق الشكر الى الأمانة العامة للأمم المتحدة والى كل الدول التي ساهمت في تمويل المحكمة والهيئات والشخصيات التي تعاونت على الوصول إلى هذه اللحظة التاريخية، وأخص بالشكر فريق التحقيق الدولي والمدعين العامين الذين تعاقبوا على مواكبة التحقيقات، والجهاز القضائي الذي يقدم إلى اللبنانيين وكل العالم نموذجا ناصعا من العدالة الشفافة والنزيهة. انه زمن العدالة لأجل لبنان. عاش لبنان".

 

كتلة المستقبل استنكرت تفجير الهرمل : انطلاق المحكمة يثبت ان المجرم لن يفلت من العقاب

وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة واستعرضت الاوضاع في لبنان والمنطقة.

وفي نهاية الاجتماع، أصدرت الكتلة بيانا تلاه النائب جمال الجراح، استنكر "اشد الاستنكار جريمة التفجير الارهابية التي استهدفت اهلنا في مدينة الهرمل، وتعتبر ان هذا العمل يخدم أعداء لبنان وأعداء الاستقرار والعيش المشترك وعلى الاجهزة الامنية والسلطة القضائية العمل بشكل مكثف لكشف المجرمين الارهابيين باسرع ما يمكن لاعتقالهم وانزال العقوبات بهم". واعتبر "ان شهداء مدينة الهرمل الأبية هم شهداء كل لبنان الذي يجب ان تتضافر كل الجهود لابقائه مصانا بعيدا عن الأهوال التي تجري من حوله وبعيدا عن مشكلات لا دخل له بها". وأكد "ان العمل السياسي الوطني الحقيقي يكون بمقاومة الانزلاق الى المشكلات المحيطة بنا لكي لا تفتح ابواب لبنان على الشرور والاخطار التي يدفع ثمنها لبنان والشعب اللبناني". اضاف: "مع انطلاق اعمال المحكمة الخاصة بلبنان تتوجه الكتلة بتحية الاكبار والاجلال لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الابرار والى ارواح قافلة شهداء انتفاضة الاستقلال، شهداء 14 آذار والذي كان آخر من انضم إليها الشهيد الدكتور محمد شطح". ورأى ان "انطلاق اعمال المحكمة الخاصة بلبنان ايذان بأن حق الشهداء لن يموت وان المجرم لن يفلت من العقاب وأن امره سيفتضح أمام الرأي العام اللبناني والعربي والدولي وأنه سيحاسب على جريمته وسينال عقابه العادل، وهو ما يسهم في حماية مستقبل وسلامة الحياة السياسية في لبنان".

وأعلن "ان كتلة المستقبل التي انتظرت طويلا مع أهالي الضحايا ومع الشعب اللبناني هذا اليوم الفاصل الذي تنتهي فيه مرحلة الإفلات من العقاب، تتقدم بالشكر والعرفان لكل من عمل على إنجاح مسيرة انطلاق العدالة الدولية لكي يعود حق المظلومين لأصحابه، على أساس العدل والإنصاف، وشرف المواطنة وكرامة الحياة الانسانية"، مؤكدة ان "المطلوب من قبل أهالي الضحايا والمتمسكين بالعدالة هو محاكمة ومحاسبة المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجرائم الكبرى بحق لبنان واللبنانيين، فإذا كان للباطل جولة ساد فيها الغدر والاغتيال، فللحق جولات وها قد دقت ساعته".

وأشار بيان الكتلة الى "ان الرئيس السنيورة أطلع اعضاء الكتلة على مضمون ونتائج الاجتماعات التي عقدها مع الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري والرئيس المكلف تمام سلام وقيادات 14 آذار وباقي الأطراف المعنية، للتباحث في موضوع تشكيل الحكومة الجديدة. "والكتلة التي كان همها وشغلها الشاغل والمستمر العمل الدؤوب على تمكين الدولة من استعادة دورها وهيبتها وسلطتها وسيادتها الكاملة غير المنقوصة على كامل الأراضي اللبنانية تنظر بعين الإيجابية للمساعي المبذولة من أجل تشكيل حكومة ترضي اللبنانيين وتلبي الحد الأدنى من طموحاتهم وتلائم تطلعات مكونات تحالف قوى الرابع عشر من آذار. وهي على ذلك ستتابع العمل الجاد في الأيام المقبلة للوصول الى تفاهم يطمئن اللبنانيين ويكون مستندا على الدستور والميثاق الوطني واتفاق الطائف وإعلان بعبدا".

وتوقفت البيان "امام الزيارة التي قام بها وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الى لبنان والمظاهر والدلالات التي رافقتها. وفي هذا الإطار لاحظت الكتلة تعمد ايران الإشارة إلى أنها تدخل الى لبنان من بوابة الدولة اللبنانية، لكن ومع الأسف بعد ان طوعت بعض أدوات الدولة وحولتها نسخة على صورتها، وهذا ما دلت عليه تصرفات وتصريحات ومواقف وزير الخارجية عدنان منصور الذي ظهر وكأنه ظل الوزير الايراني أو نسخة مشوهة عنه، لا وزيرا يمثل لبنان وإرادة اللبنانيين".

واكد البيان "ان الكتلة تتطلع الى قيام علاقة بين الدولتين الإيرانية واللبنانية قائمة على الندية والاحترام المتبادل لما فيه خير الشعبين الصديقين، وهو امر لم يحصل حتى الآن".

وشدد على "ان دعم ايران للبنان وصيغته، لا يكون بالكلام الاعلامي والدبلوماسي المنمق بل بالتوقف عن استعمال "حزب الله" ودفعه إلى التورط في القتال الدائر في سوريا بين النظام والشعب السوري خدمة لمصالحها واستراتيجيتها في المنطقة العربية، وذلك من خارج إجماع اللبنانيين وبما يناقض الميثاق الوطني والعيش المشترك، وهو ما يعرض لبنان وصيغته ونسيجه الاجتماعي والسياسي الدقيق والحساس للمخاطر".

وندد ب "الحصار المجرم والجائر الذي تفرضه عصابات النظام السوري على المدن والبلدات والقرى السورية عموما وعلى مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق منذ نحو ستة اشهر، ما اسفر عن استشهاد اكثر من 50 مواطنا فلسطينيا جراء الجوع والحرمان"، واعتبرت "إن النظام الذي يقتل شعبه ويدمر بلده امام أعين العالم بطريقة جائرة ومفجعة لن يتورع عن قتل الشعب الفلسطيني جوعا، وهو ما حصل وما يزال مستمرا.

إن ما يجري في مخيم اليرموك هو وصمة عار على جبين الانسانية والمجتمع الدولي الذي يجب أن يبادر فورا إلى وضع حد لهذه المجزرة المستمرة في حق الشعب العربي في سوريا وفلسطين ولبنان، حيث لم يعد يجوز السكوت عما يحصل ويجب أن تتوقف هذه الجريمة المتمادية فورا وأن ينال المجرمون عقابهم".

 

الادعاء "يكشف" العلاقة بين "ابو عدس" والمتهم حسين العنيسي

النهار/كشف فريق الادعاء في المحكمة الخاصة بلبنان عن علاقة بين "ابو عدس" والمتهم في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، حسين العنيسي. وفق مداخلة القاضي كاميرون الافتتاحية، فان الفلسطيني "ابو عدس" الذي كان يعيش في السعودية قبل ان ينتقل للسكن مع عائلته في منطقة طريق الجديدة، التقى شخصاً يدعى محمد ويعمل في معرض للسيارات في مسجد الجامعة العربية الذي كان يرتاده بشكل دائم.  وافاد كاميرون ان معلومات الادعاء تشير الى ان محمد هو نفسه حسين عنيسي، وقد زعم انه تربى على الدين المسيحي ويريد ان يهتدي ويعود الى الدين الاسلامي. وتحدث كاميرون عن رصد اتصالات للعنيسي في محيط الجامعة العربية.

 

ماكينة حزب الله الدعائية للمتهمين: سلمت أيديكم!

تزامنا مع انطلاق أعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي, عملت الماكينة الدعائية لـ"حزب الله" وبوقاحة فاضحة الى نشر صور تضم المتهمين الخمسة باغتيال الرئيس رفيق الحريري وهم: أسد صبرا وحسين عنيسي ومصطفى بدر الدين وسليم العياش وحسن مرعي, مرفقة بعبارة "أشرف الناس", كما أطلقت وفق موقع "يقال نت", هاشتاغ سلمت - أيديكم!! على موقع "تويتر".

 

اللواء جميل السيدالسيد من لاهاي: المحكمة فاقدة للصدقية

شدد اللواء جميل السيد على أنه "منذ عام 2005 أجمع الشعب اللبناني على ضرورة معرفة الحقيقة والتوصل للعدالة في قضية إغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولكن تبين خلال التحقيق أن هناك مؤامرة إستهدفت العدالة فأوقفت أربعة ضباط زوراً". وقال السيد في تصريح من لاهاي إن "المحكمة الدولية تفتقد بنظر الكثيرين إلى الصدقية، لعدم فتحها ملف المرحلة السابقة والحل الوحيد لكي تستعيد صدقيتها أن تحسم مسألة شهود الزور"، واصفاً ملف شهود الزور بـ"المؤامرة".وأضاف "علينا البحث عن العدالة وليس الانتقام ولا يجوز للحريري أن يبحث عن ضحايا". ورأى السيد أن "لا جديد قدم اليوم في المحكمة، ولا يجب أن نخدع برواية السيناريو عن الجريمة"، مذكراً بديتليف ميليس الذي أخرج ما يشبه بالقرار الاتهامي وصدق واعتمد لسنوات واكتشفوا بعد ذلك انها خديعة".وأشار إلى أن "فريقنا السياسي ومن ضمنه حزب الله سمح بتسليم الضباط الاربعة على أساس أن العدالة ستأخذ مجراها دولياً، وتمنى إدخاله إلى ملف المحكمة مجدداً بدلاً من أن يكون في الخارج. وقال: "أي عدالة هذه التي تخفي أدلة ولا تحيلها الى الجهات المختصة لتحقق فيها".

 

وقائع الجلسة الافتتاحية للمحكمة الدولية... فاريل: المتهمان بدر الدين وعياش أعدّا ونفّذا إعتداء 14 شباط... مين: التفجير تم يدويا

انطلقت أعمال الجلسة العلنية في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في ما يعرف بقضية "عياش واخرين". افتتح رئيس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي دايفيد باراغوانت الجلسة عارضا المراحل التي ستتخللها جلسات المحاكمة، وألقى كلمة أكد خلالها ان المحكمة ستطبق حقوق المتهمين بالحصول على محاكمة عادلة، وأن الشهود بإمكانهم عرض الأدلة أمام المحكمة. واشارت قاضية في الادعاء في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ان سليم عياش ومصطفى بدر الدين يعتبران شاركا في المؤامرة التي ادت الى الانفجار في 2005 اي ان بدر الدين وعياش متهمان بارتكاب هذه الجريمة وصبرا وعنيسي يعتبران متواطئان. ووجهت تهم انهيار جزء من فندق سان جورج والقتل المتعمد لرفيق الحريري والقتل المتعمد لواحد وعشرين شخصا عبر تخطيط مسبق عبر استخدام مواد متفجرة وهذا ادى الى اصابات متأخرة، بالاضافة الى محاولة القتل المتعمد لمئتي وستة اشخاص في العام 2005. واعلن رئيس غرفة الدرجة الاولى في المحكمة الدولية القاضي الاوسترالي دايفد ري عن "بدء الاستماع الى الشهود في قضية اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري الاربعاء المقبل"، واوضح ان "الإدعاء ينوي استدعاء مئات الشهود". وأشار المدعي العام للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان نورمان فاريل إلى انه "ما من أحد لم يتأثر بشكل مباشر أو غير مباشر بالانفجار الذي استهدف رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري"، لافتا إلى ان "هذا الاعتجاء استحوذ على اهتمام العالم بكامله".

وشدد في كلمة له خلال انطلاق أعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، على انه "من حق الشعب اللبناني معرفة الحقيقة ومعرفة هوية المجرمين اذلي نفذوا هذه الجريمة".

ولفت فاريل إلى انه "رغم جهود المرتكبين لإخفاء تورطهم في هذه الجريمة إلا ان الحقيقة لا تحتجب"، موضحا ان "المتهمان سليم عياش ومصطفى بدر الدين مع آخرين أعدوا ونفذوا هذا التفجير"، مشيرا إلى ان "هناك جهات داخلية وخارجية خططت لاغتيال الحريري". وأوضح فاريل ان "الحريري وضع تحت مراقبة المجرمين قبل اغتياله بـ 3 أشهر".

كما عرض القاضي مين الأحداث التي شهدها يوم 14 شباط ، معددا الأشخاص التي تحدث معها الرئيس الشهيد الحريري في مجلس النواب وبعد مغادرته.

وقال:”بينما وصل الرئيس الحريري إلى المقهى نعرف أن فانا أبيض مر عبر نفق سليمان فرنجية ثم قرب فندق سان جورج”، معددا الأماكن التي سلكها الفان، وأضاف:”عند خروجه من النفق توقف إلى اليمين بعيدا عن الأنظار، إلى أن توارى عن الانظار. قد تم تحديد وقت وجود الرئيس الحريري وخروجه بالاستعانة الى الساعة التي تظهر بيد أحد النواب”.

أضاف:”سيبين الادعاء أن تغيير وجهة سير الحريري أدى إلى تجميد الاغتيال لفترة ريثما يواصل الحريري طريقه. وعندما قرر الحريري مغادرة البرلمان قاد سيارته ومعه باسل فليحان ونعرض صورة هي الأخيرة التي التقطت له في حياته”. وتحدث القاضي مين عن موكب الحريري وما يتضمنه من سيارات وكل سيارة ما هو دورها. وقال:” تبين صورة جوية لبيروت أن الموكب انطلق باتجاه البحر وصولا إلى المارينا والالتفاف عليها. ومخرج النفق يظهر في الصورة نفسها. وبينما كان الموكب يسلك ذلك الاتجاه تبين لنا أن سيارة فان بيضاء انتقلت إلى قرب السان جورج يعتقد أنه الفان نفسه الذي شوهد في النفق. وأظهر شريط لاحق آثار الانفجار، وتبين أن الساعة على الكاميرا كانت تسبق الوقت الفعلي”. وأضاف:”ختاما يظهر الفان نفسه في الصور التي التقطتها كاميرات إحدى المصارف تغطي حركة السير الغربية في شارع ميناء الحصن”. ثم عرض مجسم لمكان تنفيذ الاعتداء قرب فندق سان جورج. ثم عرضت صور بينت الطريق التي سلكها الفان المستخدم في الاعتداء حتى لحظة خروج سائقه منه وتفجيره. وأضاف القاضي:”في الوقت الذي اختفى الفان عن عدسة الكاميرا يبدو أنه توجه إلى نقطة الانفجار. ثم نرى شاحنة صفراء اللون تمر ويليها بعد لحظات موكب الشهيد الحريري”. وقال:”يتبين لنا أن الفان مر عبر المساحة التي تغطيها عدسة الكاميرا التي صورت تحركاته من اليمين إلى اليسار وكان يسير ببطء شديد حتى حصل الانفجار الساعة 12,55. وكان الموكب على وشك تجاوز الفان لحظة وقوع الانفجار. وتحدث عن الوزير السابق فارس بويز وكيف حصل الانفجار عندما كان يتكلم في مجلس النواب حيث ارتج مبنى البرلمان وهزت الستارة وراء بويز. وتابع:”يمكن تقدير الوقت المحدد للانفجار بين 3 و5 ثواني. والسائق كان انتحاريا. والعبوة فجرت يدويا، وما من أدلة عن تفجيرها عن بعد، لاسيما وأن سيارات الحريري كانت مزودة بجهاز تشويش للتفجير عن بعد وكانت شغالة. ووجدت آثار حمض نووي تعود إلى جثة مجهولة تحولت إلى أشلاء تشبه أشلاء السيارة الأخيرة التابعة لموكب الحريري، ويمكن أن تكون جثة رجل انتحاري”. وأكد أن 'قوة الانفجار الذي أحدث اهتزازا سجله مرصد بحنس، دفعت الحريري خارج السيارة ما يؤكد وفاته بسرعة، واصفا اللحظات الأولى لمشهد اغتيال الحريري ب”جحيم من صنع الانسان”، معتبرا أن 'الشعب اللبناني كله كان ضحية هذا الاعتداء”. وعرض شريط فيديو لمصور بعد لحظات من وقوع الانفجار. وأكد أنه تم التعرف إلى الرئيس الشهيد الحريري من خلال أغراضه وسجلات أسنانه. وعرض أسماء الشهداء وكيف تم التعرف عليهم. ثم رفعت الجلسة لنصف ساعة بهدف الاستراحة.

 

الشعار: التعامل مع احكام المحكمة برباطة جأش من دون ردّات فعــل او مشـاعر ثأر او انتقام

المركزية- مع انطلاق قطار العدالة في لاهاي ايذاناً بوضع حدّ لآلة القتل التي ارهبت اللبنانيين في 14 شباط 2005 وحصدت عشرات الشهداء في مقدمهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، اعتبر مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار ان "العدالة هي مطلب الجميع فضلاً عن انها مطلب انساني لدى البشر لان العدل اساس الملك واساس الامن والاستقرار ولان العدل صمّام امان الحياة في كل مناطق العالم، خصوصاً في بلد كثر فيه سفك الدماء وهدرها والسيارات المفخخة". وقال لـ "المركزية" "بدء المحكمة لأعمالها قد طال انتظاره لدى اللبنانيين جميعاً، خصوصاً اولئك الذين ينشدون الامن والاستقرار، لذلك فإن اعين اللبنانيين جميعاً تتطلّع الى محكمة لاهاي تنتظر كلمة العدل من محكمة توافق عليها اللبنانيون جميعاً من دون استثناء"، املاً ان "يتعامل اللبنانيون مع المحكمة وقراراتها الظنية ومن ثم احكامها برباطة جأش وروية ودون ردّات فعل او مشاعر ثأر او انتقام، لاننا ننشد بناء وطن والوصول الى مناخ الامن والاستقرار وهذا كلّه لا يتأتى الا بتوافق كل اللبنانيين على ان العدل هو اساس ذلك". وتمنّى المفتي الشعار رداً على سؤال ان "يتعامل "حزب الله" مع المحكمة التي توافق عليها مع باقي الافرقاء السياسيين في جلسات الحوار الاولى". من جهة اخرى، امل مفتي طرابلس والشمال ان "يكتمل التفاؤل وان تُبصر الحكومة الجديدة النور في اقرب وقت ممكن"، مشدداً على اهمية ان "تحزم الدولة امرها وان تفرض هيبتها والا تتساهل بأي خطوة على الصعيد الامني لان ما حدث في الهرمل اليوم مُخيف ومُستنكر ولا يسعى اللبنانيون الا ان يكونوا مع دولتهم ومع جيشهم"، مؤكداً ان "اوضاع مدينة طرابلس افضل من السابق".

 

الدكتور أنطوان صفير :"القرار الاتهامي بات اليوم موسّعا" والادعاء طرح أمورا جديدة في الحيثيات والوقائع

المركزية- في أولى جلسات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان اليوم، قدم فريق الادعاء قراره الاتهامي، فيما استمع فريق الدفاع عن المتهمين الاربعة الغائبين، والطاقم القضائي وذوو الضحايا والمتضررين الى الادلة والوثائق المقدمة بتفصيل ومهنية واسهاب. كيف قوّم القضاء اللبناني الجلسة الاولى للمحكمة؟ "المركزية" سألت الاستاذ المحاضر في القانون الدولي، الدكتور أنطوان صفير رأيه، فأجاب "بدأنا اليوم مرحلة المحاكمات العلنية، وهذا لا يعني انها ستبقى كذلك، فبامكان الغرفة الاولى ان تقرر ان تكون بعض الجلسات غير علنية للمحافظة على بعض الادلة والقرائن او الشهود، او لنوعية المعلومات التي سيدلى بها".

وأضاف "اليوم، بات القرار الاتهامي الذي صدر سابقا، موسعا، باعتبار ان حسب نظام المحكمة وقواعد الاجراءات والاثبات، فان للمدعي العام ان يُظهر، بعض الفقرات التي لم يدل بها للعلن في السابق، وذلك لضرورات يحددها هو، وفق سلطته الاستنسابية. وهو طرح اليوم امورا جديدة عدة، جديدة من ناحية التفصيل وليس من ناحية الاطار العام، باعتبار انه دخل في بعض الحيثيات والوقائع والقرائن الجديدة، وهذا لا يعني ان كل القرار الاتهامي قد صدر، فحتى الساعة يمكن ان يكون جزء من القرار الاتهامي لم يصدر بعد". واعتبر صفير ان "المحاكمات ستأخذ وقتا، وبعد ان يصدر الادعاء العام ما لديه، سيبدأ الدفاع بالمناقشة، ثم ممثلو المتضررين اي الادعاء الخاص في القانون المحلي، وستأخذ المحاكمات وقتا غير قصير، لان هناك مئات الشهود والوثائق والقرائن وقضايا واقعية وحيثيات واتصالات". الى اي مدى سيكون فريق الدفاع فعالا في ظل غياب المتهمين؟ أجاب "اعتقد ان فريق الدفاع سيقوم بدوره كممثل للمتهمين. كان من الافضل ان تكون المحاكمة حضورية لا غيابية. لكن المحكمة لا يمكن ان تتوقف، فطبقّت الاصول الغيابية وعينت محامين للدفاع عن المتهمين. واذا عاد المتهم ومثل امام المحكمة او سلّم نفسه او تم توقيفه، يستطيع طالما ان المحاكمات مستمرة ، ان يطلب الشروع في اجراءات جديدة. اما اذا صدر القرار، فالموضوع يختلف ويمكن ان يناقش في العقوبة وفق اصول محددة، لكن ليس من السهل ان يعيد الاجراءات، الا ان لديه كل الحقوق حتى لو ظهر بعد القرار".

 

طيران من دون طيّار فوق معراب والاجهزة الامنية تُتابع

المركزية- تحليق طيران من دون طيّار لم يكن هذه المرّة فوق مناطق الجنوب او البقاع كما العادة مع طيران العدو الاسرائيلي الذي يخرق الاجواء، وإنما كانت المحطة اليوم فوق معراب وتحديداً فوق المقرّ الرئيسي لحزب "القوات اللبنانية" ورئيسها سمير جعجع مع فارق ان الطيران مجهول الهوية والمصدر، ويُحلّق منذ اسبوعين فوق المنطقة المذكورة كما افادت المعلومات. وعلم ان هديرها يؤشر الى انها من دون طيّار، وتعمل الاجهزة الامنية على رصدها بالاخص ان تحليقها استمرّ في الايام الاخيرة لاكثر من 70 دقيقة، علماً ان هذه الاجهزة لم تستطع تحديد هويتها حتى الآن. وافاد مصدر في تصريح ان "الأجهزة الأمنية تتابع القضية".

وعلمت "المركزية" من مصادر عليمة ان الموضوع جدي والتحقيقات مستمرة وان عملية الرصد الارضية اثبتت ان الطائرة من دون طيار، وهو امر توليه الاجهزة الامنية المختصة بأعلى مستوياتها أهمية خاصة، وتتركز المتابعات الامنية على هوية الطائرة ومصدرها وترصد ما اذا كانت ستحلق مجددا في المكان ام لا.

 

شمعون: لتأليف حكومة حيادية لادارة الازمة

وطنية - استبعد رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون، في حديث اليوم، ان "يؤدي ما يحصل حاليا سيؤدي الى تأليف الحكومة وفق صيغة 8-8-8"، متوقعا ان "تعود الأمور الى الحكومة الحيادية" التي كان قد تحدث عنها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والمؤلفة من شخصيات غير سياسية. واعتبر انه "مع انطلاق أعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لم يعد أحد مستعجلا على الحكومة باستثناء "حزب الله" الذي يسعى الى الإحتماء في ظلال هذه الحكومة المنتظرة للاشارة انهم "مجموعة جيدة" ومشاركة في الحكومة، ولكن هذا ما لن ينجح "حزب الله" في إتمامه". وردا على سؤال عن المواقف المختلفة ضمن 14 آذار في شأن انسحاب "حزب الله" من سوريا، أكد ان "لا اختلاف حول هذا الموضوع بين أطراف 14 آذار، "فهنا كلنا في الخط نفسه"، قائلا: "ما يؤكد أهمية هذا المطلب هو الإنفجار الذي وقع صباح اليوم في الهرمل". وقيل له: إذا كانت 14 آذار مصرة على هذا المطلب، فمعنى ذلك إلا حكومة، أجاب: "سيتم تأليف حكومة حيادية لتدير الأزمة في الوقت الحاضر". الى ذلك، توقف شمعون عند انطلاق أعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قائلا: "الأساسي في الأمر ان المحكمة حدّدت اسماء خمسة أشخاص ينتمون الى "حزب الله"، هم المتورطون في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهم بالتالي المجرمون. غير ان هؤلاء استطاعوا الإختفاء لأن المسؤول عنهم ساعدهم في ذلك. وجدد التأكيد ان الانفجار المستنكر الذي وقع في الهرمل هو "نتيجة التدخل في سوريا"، داعيا "حزب الله" الى "إدراك خطورة ما يقوم به"، داعيا كوادره الذين "عاشوا في الخارج ويعلمون جيدا طريقة احترام القوانين والسياسة التي تضعها الحكومات".

 

جعجع عرض مع بلامبلي التطورات في لبنان والمنطقة

وطنية - عرض رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مع المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية في القوات بيار بو عاصي.

 

سامي الجميل: إنها الفرصة الأخيرة لمعرفة من اغتال السياسيين منذ ال2005 الى اليوم

وطنية - اعتبر النائب سامي الجميل من لاهاي، معلقا على بدء جلسات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في هولندا، أن هذه هي "الفرصة الاخيرة لمعرفة ما حصل في لبنان في السنوات التسعة الاخيرة وهو مدخل لمعرفة من اغتال كل السياسيين الذين سقطوا منذ العام 2005 الى اليوم ومن ضمنهم بيار الجميل الى انطوان غانم". وقال في حديث الى محطة "العربية": "خلال المحاكمة قد تتبين معلومات جديدة تسمح بضم الملفات الاخرى الى ملفات المحكمة الدولية. وبدأت تظهر معلومات واضحة عما جرى وبدأنا نفهم ما حصل وماذا كان دور الاجهزة الامنية التي اتهمها المجتمع الدولي، ورأينا كيف يتم التحضير لهكذا عمليات كبيرة وبالامكان ان نحمي نفسنا مما قد يحصل في المستقبل". أضاف: "الرئيس الحريري معني مباشرة بالاغتيال وهو رئيس تيار المستقبل، ونحن ايضا معنيون بهذا الاغتيال ومن حق كل شخصية ان يكون لها وجهة نظرها في الموضوع".

وقال ردا على سؤال: "المتهمون الخمسة ينتمون الى حزب سياسي معروف بانضباطه ومدى التزام عناصره به، واذا ثبت ان هؤلاء الخمسة فعلا متورطون سيصعب على "حزب الله" التبرؤ مما حصل، ونحن قلنا لحزب الله منذ البداية انه اذا لم يكن معنيا لماذا يغطي المجرمين ويدافع عنهم؟". أضاف: "ليتنا نعرف من اغتال بيار الجميل، واذا كان لدينا امل فهو بمواصلة عمل المحكمة لمحاولة ربط بعض المعلومات التي قد نحصل عليها خلال المحاكمة بملف بيار". وتابع: "لا يمر عام من دون اغتيال شخصية من "14 آذار" وآخرها اغتيال الصديق محمد شطح الذي كان أخا وصديقا عزيزا بالتالي لا يوجد ما يبشر بالخير. وبالتأكيد هناك خوف على كل شخصيات "14 آذار" التي تلعب دورا في هذه المرحلة".

 

جنبلاط عرض التطورات مع عبيد ومطر

وطنية - استقبل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو مساء اليوم، الوزير السابق جان عبيد وعرض معه التطورات السياسية الراهنة. ثم استقبل راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر وبحث معه في آخر المستجدات.

 

الراعي لسليمان: تعملون بكل جهد ليتمكن الرئيس المكلف من تأليف الحكومة وتسليم وديعة الرئاسة في موعدها

وطنية - شارك رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القداس الاحتفالي بمناسبة عيد مار انطونيوس في المعهد الانطوني في بعبدا، الذي ترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وعاونه فيه الرئيس العام للرهبانية الانطونية الاب داوود رعيدي، رئيس الدير الجديد الاب جورج صدقة، مدير المعهد الانطوني الاب وسام حرب والاب اسكندر شلهوب. وحضر القداس الوزراء مروان شربل، شكيب قرطباوي وناظم الخوري، النواب: ناجي غاريوس، آلان عون، شانت جنجنيان وفادي الهبر، قائد الجيش العماد جان قهوجي، الوزيران السابقان سليم وردة وخليل الهراوي، المدير العام في القصر الجمهوري انطوان شقير، مستشار سليمان الدكتور ايلي عساف، مدير مكتب سليمان بسام بطرس، قائد لواء الحرس الجهوري العميد وديع الغفري، رئيس مكتب الاعلام في القصر الجمهوري اديب ابي عقل، مدير المراسم لحود لحود، قائد منطقة جبل لبنان في قوى الامن الداخلي والامن العام العقيد جهاد حويك، محافظ جبل لبنان بالوكالة انطوان سليمان، رئيس بلدية الحدث جورج عون وعدد من المطارنة والاباء وشخصيات ورؤساء بلديات ومخاتير.

الراعي

والقى الراعي عظة توجه في مستهلها الى الرئيس سليمان قائلا: "نشكر الله على كل ما حققتم لخير لبنان وشعبه، ونسأل الله ان يكلل مساعيكم بنجاح، وانتم تعملون بكل جهد لكي يتمكن الرئيس المكلف من تأليف الحكومة وتسليم وديعة رئاسة الجمهورية الى الرئيس الجديد الذي سينتخب في الموعد الدستوري". ثم تناول الراعي في عظته حياة وفضائل القديس انطونيوس الكبير.

 

الجيش: انفجار الهرمل ناجم عن 30 كلغ من المتفجرات في سيارة كيا لوحتها مزورة

وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي:"الحاقا لبيانها وبنتيجة الكشف الاولي للخبراء العسكريين المختصين على موقع الانفجار الذي حصل صباح اليوم امام سرايا مدينة الهرمل، تبين ان الانفجار ناجم عن كمية من المتفجرات زنتها حوالى 30 كلغ، موزعة داخل سيارة نوع كيا سبورتيج رباعية الدفع طراز 2010 تحمل لوحة مزورة رقمها 266271/م".

 

الجيش: مقتل عريف في اشكال عائلي في بلدة مشمش العكارية

وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي:"بعد ظهر اليوم حصل اشكال في بلدة مشمش - عكار بين مواطنين لاسباب عائلية، تطور الى تبادل لاطلاق النار بالاسلحة الحربية الخفيفة، ما ادى مقتل العريف وفيق عائشة واصابة آخرين بجروح. على الاثر توجهت قوة من الجيش الى مكان الاشتباك واعادت الوضع الى طبيعته. وقد تولت الشرطة التحقيق في الحادث، فيما تستمر قوى الجيش في تعقب مطلقي النار لتوقيفهم وتسليمهم الى القضاء المختص".

 

أمانة 14 آذار: ضبط الحدود السبيل الوحيد لوضع حد للتفجيرات

وطنية - استنكرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار "بأشد العبارات التفجير الإرهابي الذي طال مدينة الهرمل وأدى إلى إستشهاد وجرح مواطنين لبنانيين أبرياء". ورأت أن "هذا الحادث الجبان يضاف إلى سلسلة أحداث مماثلة متنقلة من منطقة إلى أخرى". وأكدت أن "ضبط الحدود من قبل الجيش اللبناني بمؤازرة القوات الدولية بحسب ما يسمح القرار 1701، هو السبيل الوحيد لوضع حد لهكذا أحداث".

 

الجميل عرض وطلال المرعبي المستجدات السياسية

وطنية - استقبل رئيس حزب الكتائب أمين الجميل النائب السابق طلال المرعبي وعرض معه الاوضاع الراهنة، واعتبر المرعبي بعد اللقاء ان "الاوضاع السياسية والامنية بالغة الصعوبة مما يقتضي التصرف بمسؤولية عالية إزاء الاستحقاقات، وفي مقدمها تأليف الحكومة وانتخابات رئاسة الجمهورية". وقال: "ان مواقف الرئيس الجميل الوطنية وخبرته السياسية تجعلان التشاور معه مهما"، ودعا الى "الانخراط في ورشة وطنية تبعد لبنان عن المخاطر الاقليمية، وتعيد الاستقرار السياسي الى المؤسسات والوطني الى كافة ارجاء البلاد".

 

روبير الابيض استنكر مقتل كاهن طعنا في دمشق

وطنية - استنكر رئيس المجلس الارثوذكسي اللبناني روبير الابيض في بيان اليوم، "مقتل الاب الياس سعادة طعنا بسكاكين في حي الجرمانة في دمشق، "وهو من طائفة الروم الكاثوليك، وراعي كنيسة النيى ايليا في كفربهم – حماه". وسأل: "الى متى هذا المسلسل الارهابي والاجرامي، وقتل المسيحين واستهداف الآباء والكنائس؟".

 

سليمان: تحصين الساحة في وجه الارهاب يفرض قيام حكومة جامعة سريعا

رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في التفجير الارهابي الذي استهدف بلدة الهرمل اليوم، وأدى الى استشهاد مواطنين وجرح آخرين، حلقة جديدة في مسلسل الاجرام الذي يستمر المتضررون من الاستقرار على الساحة اللبنانية في تنفيذه، لافتا الى أن تحصين الساحة في وجه هذه المجموعات الارهابية يستوجب التضامن القيادي والشعبي ويفرض قيام حكومة جامعة سريعا لمجابهة هذه التحديات ومواجهة هذه المخاطر. ونوه بجهود الجيش والقوى الامنية، طالبا منها تكثيف نشاطها للوصول الى المحرضين والمرتكبين وسوقهم الى العدالة التي لا بد من ان تأخذ مجراها كما هو حاصل اليوم في لاهاي. وفي نشاطه، بحث الرئيس سليمان مع وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور في مضمون تقرير الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون في شأن التعويضات للبنان عن الاضرار حول البقعة النفطية التي خلفها القصف الاسرائيلي في حرب تموز العام 2006 وتصويت 169 دولة في الجمعية العمومية لمصلحة القرار بالتعويض، وأهمية متابعة هذا الموضوع. وبحث معه كذلك في اجتماع لجنة القدس في المغرب.

وتناول رئيس الجمهورية مع وزير الدولة في حكومة تصريف الاعمال علي قانصو التطورات السياسية والحكومية الراهنة. ومع النائب أمين وهبي شؤون مطروحة راهنا على بساط البحث والنقاش. ومن زوار بعبدا الوزير السابق دميانوس قطار حيث بحث معه رئيس الجمهورية في الاوضاع العامة. واستقبل الرئيس سليمان النائب الرسولي للاتين في لبنان المطران بولس دحدح ومطران حلب الجديد لطائفة اللاتين جورج ابو خازن حيث تم عرض لوضع الطائفة في لبنان وسوريا. وتسلم رئيس الجمهورية من راعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر ورئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن دعوة الى حضور القداس السنوي الذي يقام في 9 شباط المقبل لمناسبة عيد القديس مارون.

 

لِمَ سرّبت «القوات» خبر طائرة الإستطلاع؟

جريدة الجمهورية/رينا ضومط

أعادت المعلومات عن تحليق طيران ليلي مجهول بلا طيار منذ أسبوعين فوق معراب، محاولة اغتيال رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع الى الأذهان.

بعد محاولة اغتيال جعجع في نيسان 2012 تصاعدت المخاوف من استهدافه بواسطة طيّارة من دون طيّار، كون الجهة التي تريد "شَطبه" من المشهد السياسي تدرك جيداً صعوبة اختراقه وحاجتها للجوء إلى أساليب استثنائية ومتطورة. الى ذلك، قال مصدر في "القوات اللبنانية" لـ"الجمهورية" إن "الحزب أخذ المعلومات عن تحليق طائرة بلا طيار فوق معراب على محمل الجد، وانّ التحقيقات مستمرة وقد توَلّتها الاجهزة الامنية المختصة، علماً أنّ الاستقصاءات لم تصِل حتى الساعة الى نتيجة في شأن هويّة الطائرة". وفي هذا الاطار، يَعزو مصدر في 14 "آذار" جملة أسباب تجعل استهداف جعجع صعباً، منها ملازمته معراب، وأمنه المحكم واستحالة اختراقه. وأضاف في حديثه لـ"الجمهورية": "بعد محاولة الاغتيال الاخيرة، لم يعد من وسيلة إلّا استخدام الصواريخ أو الطيران، ولا شك في أنّ استخدام هذه الوسائل يتطلب معرفة الجهة المنفذة أماكن وجود جعجع لأنه يصعب تدمير مقرّه في معراب بالكامل، فضلاً عن انّ هذه المحاولة يجب الّا تخطئ هدفها كما حصل في المرة الأولى. ويبدو انّ الهدف من هذا التحليق، محاولة رصد مكان جعجع بدقة، أو المكان الأنسب عسكرياً وأمنياً لاستهدافه".

وتابع: "من المعلوم انّ هذا النوع من الطائرات الاستطلاعية يملكها "حزب الله" وإيران وإسرائيل. كذلك، من الواضح أنّ تسريب الأنباء عن تحليق استطلاعي فوق معراب هدفه وَضع الدولة اللبنانية أمام مسؤولياتها والتحرّك لردع أيّ محاولة من هذا النوع وإبلاغ المنفذين أنّ الرسالة وصلت، وأنّ معراب على دراية بالمخططات الأمنية التي تستهدفها".

وقال المصدر: "أمّا سياسياً، فمن الثابت انّ الجهة التي تريد اغتيال جعجع ما زالت مصمّمة على هدفها لإفراغ الساحة السياسية المعارضة ليستتِبّ لها الوضع الداخلي، في ظلّ وجود رئيس الحكومة السابق الرئيس سعد الحريري في الخارج، فضلاً عن أنّ اغتيال جعجع يشكّل ضربة فعلية ومعنوية لمسيحيي 14 آذار ولجسم هذه القوى، وعملية ترهيبية تدفع الآخرين الى إعادة حساباتهم خوفاً من الآتي، على قاعدة "إذا تمكّنوا من اغتيال جعجع مَن نحن لنقِف أمامهم"؟ وإن دَلّ اغتيال الشهيد الوزير محمد شطح على شيء، فعلى انّ الاغتيال السياسي يهدف إلى التخلّص من الطرف القادر على فَرض ميزان قوى داخلي يحول دون استتباب الوضع للجهة التي تقوم بالاغتيالات، بُغية إدامة سيطرتها على الدولة ومؤسساتها وإبقاء لبنان ساحة نفوذ لها وللدولة الراعية لسياستها". ولا شك في انّ الادوار التي أدّاها جعجع في ظل وجود الحريري خارج البلاد، وتمَكّنه من إبقاء 14 آذار متماسكة، ونجاحه في قيادة المواجهة السياسية والوطنية، ورفضه التنازل، كلّها عوامل زادت عزيمة الجهات التي تريد التخلّص منه، تسهيلاً لوَضع يدها على لبنان. ويدرك جعجع جيداً المخاطر التي تواجهه، وعلى رغم انّ هذا النوع من الارهاب يصعب مواجهته الّا بمغادرة البلاد، يتمسّك بالبقاء في معراب وقيادة المواجهة الوطنية، وآخرها الحكومية، برفض "المساكنة" مع "حزب الله" الّا بشروط الدولة اللبنانية. وتشكل المعلومات المسرّبة تحدياً حقيقياً أمام الدولة اللبنانية، للتحرّك سريعاً وكَشف الجهة التي تُنفِّذ هذه الطلعات وطمأنة شارع 14 آذار، والّا فإنّ تداعيات مسألة من هذا النوع ستكون خطيرة جداً وستؤثر سلباً في ما تبقى من هيَبة للدولة، حيث انّ اختراق الاجواء اللبنانية لا يجوز السكوت أو التغاضي عنه، خصوصاً انه يمهّد لاغتيال سياسي جديد. ولعلّ المصادفة أيضاً أن تتزامن هذه "القضية - الفضيحة" مع بدء جلسات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وكأنّ هذا الطرف غير عابئ بالقانون الدولي ولا بالمحكمة الدولية، ومُصرّ على إكمال مسلسل الاغتيالات من أجل هدف واحد أوحَد، وهو إلغاء كلّ مَن يعارض سياسته ويدافع عن لبنان وسيادته وإبقاء لبنان مخطوفاً.

 

النائب بطرس حرب مع وفد من المستقلين في 14 آذار اجتمع مع جعجع في معراب

لبنان الحر/استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع مساء أمس في معراب وفداً من المستقلين في قوى 14 آذار ضمّ: النائب بطرس حرب، رئيس حركة التجدد الديمقراطي كميل زيادة، أمين سر حركة التجدد الديمقراطي د. أنطوان حداد، رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، والنائب السابق جواد بولس في حضور النائب انطوان زهرا وممثل القوات في الامانة العامة لقوى 14 آذار إدي ابي اللمع.

عقب اللقاء الذي دام لساعتين، تحدث النائب بطرس حرب باسم الوفد واضعًا الزيارة في إطار التشاور القائم بين القوى السياسية السيادية في البلد التي تؤمن بالنظام الديمقراطي.

وأعلن حرب عن وجود اتفاق شبه كامل لجهة المبادئ الأساسية المرتبطة بقيام الدولة والنظام الديمقراطي مع القوات اللبنانية، مشيراً الى أن لا شيء يُفرقنا على هذا الصعيد. وأضاف: انطلاقاً من هنا موقفنا من عملية التشكيل يستند الى مبادئ تقوم عليها الحكومة ونتمسك بها ولاسيما اعلان بعبدا وإسقاط ثلاثية شعب، جيش ومقاومة فضلاً عن أمور أخرى لا تقُل أهمية عنها . وأكّد حرب أنه لا يمكن التنازل عن هذه المبادئ أو اجراء صفقة تُدعى صفقة الدخول الى الحكومة بأي ثمن، باعتبار اننا نريد حكومة لبنانية، تؤمّن للشعب اللبناني المبادئ التي يؤمن بها وتصون النظام الديمقراطي وتُعيد للدولة سيادتها.

حرب اشار الى أن الاجتماع هو بداية بحث متجدد مع د. جعجع والقوات اللبنانية وسوف نتابع المباحثات في ما بيننا على خلفية أن عملنا وأهدافنا مشتركة.وعمّا اذا كان تيار المستقبل سيلتزم بقرار عدم المشاركة، قال حرب: هذا السؤال يُوجّه الى تيار المستقبل الذي يُعبّر عن نفسه، مع العلم أننا نسعى الى بقاء قوى 14 آذار موحّدة وخصوصاً في هذه المناسبة لا يُمكن أن تتفرق هذه القوى. وعن البديل من عدم تشكيل حكومة سياسية جامعة، لفت حرب الى أن هذا الأمر هو من صلاحيات رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف تمام سلام وسنتخذ موقفنا على ضوء قرارهما. وعن إمكان تشكيل فريق 8 آذار حكومة من دون مشاركة قوى 14 آذار في ظل ما يُشيعه من أجواء ايجابية، ردّ : ” نحن أيضاً نعمم أجواءً إيجابية اذا ما تضمنت الطروحات والمبادئ الوطنية المذكورة”.

 

النائب عاصم قانصوه: الحكومة ستؤلف بعد وعد حزب الله بالخروج من سوريا

رأى النائب عاصم قانصوه  ان مؤتمر "جنيف 2" أصبح حاجة دولية ومع تطور الأحداث في سورية بات يشكل مخرجاً للأميركيين من أزمتهم خاصة بعدما سلمت سوريا السلاح الكيميائي، بناء على طلب الروس وتحول مؤتمر جنيف من مؤتمر لمحاكمة سوريا الى مؤتمر لمواجهة الإرهاب في سوريا. وأضاف قانصوه لصحيفة "الأنباء" الكويتية  أن رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام  سمعا من السفير الأميركي لدى لبنان ديفيد هيل الطلب بأن يتراجعا عن حكومة الأمر الواقع لكي لا تخسر قوى 14 آذار وان الحكومة اللبنانية الجديدة ستتالف بعد أن تحصل هذه القوى على وعد من "حزب الله" بالانسحاب من سوريا. ولفت قانصوه الى ان اذا "حصل وتألفت حكومة الأمر الواقع فسيطير البلد، لذلك تراجع رئيس الجمهورية عن هذا الطرح مع تمام سلام بعدما دعاهما السفير الأميركي في بيروت للخروج من هذا الموضوع". واستبعد قانصوه تاليف الحكومة قبل مؤتمر "جنيف 2"، موضحاً ان ما سيحصل هو حل وسطي على طريقة وعد بالبيع كما هو المتبع في العمليات العقارية، أي أن يأخذوا وعدا بخروج "حزب الله" من سوريا وهنا من الممكن أن تقبل به قوى 14 آذار حفاظا على ماء الوجه ويتم القبول بحكومة الـ "8 ـ 8 ـ 8".

 

الوزير عدنان منصور الفريق القضائي الايراني: مستعدون للمساعدة التقنية في تفجيري السفارة الايرانية

التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور، الفريق القضائي الايراني برئاسة مساعد وزير العدل عبد العلي ميركوهي، في حضور السفير الايراني غضنفر ركن آبادي. وأوضح ميركوهي بعد اللقاء انه "اتينا بطلب من حكومتنا الى الحكومة اللبنانية لمتابعة تفاصيل وملابسات التفجيرين اللذين استهدفا السفارة الايرانية ونتدارس مع السلطات اللبنانية في القضية"، معرباً عن استعداد بلاده "للمساعدة التقنية في هذا الملف".

واستنكر تفجير الهرمل مشدداً على انه يجب "مواجهة الإرهاب بالتعاون الاقليمي والدولي"، مشيراً الى انه "سنلتقي المسؤولين ومنهم وزير الداخلية والعدل والمدعي العام التمييزي بعدما التقينا العماد جان قهوجي صباحا

 

الإدعاء: 5 شبكات إتصال لتحضير الإغتيال و«أبـو عـدس» وهمي والمتهمون جزء من مجموعة أكبر

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

ما كاد نور الشمس يخترق الضباب والأمطار في لاهاي، حتّى أعلنت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بدء جلسات المحاكمة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. الليل الطويل في لاهاي انبلج فجره، وصباح العدالة أشرق على أهل الشهداء والضحايا بانطلاق المحاكمة، وبدء الإدّعاء العام بسرد الوقائع التفصيلية لحصيلة ثماني سنوات من التحقيق. لكنّ هذا الفجر استعاد لحظة التفجير الرهيبة وما خلَّفته من ألم وموت ونار ودخان، فاستعاد أهالي الشهداء لحظة الرعب والفراق، وعمّ جوّ من الحزن في القاعة المهيبة، وأمسكوا أيدي بعضهم البعض، في مشهد يختصر مسيرة المحاكمة ومغزاها العميق، الذي سيصل حكماً إلى تكريس منطق عدم الإفلات من العقاب.

منذ الصباح كان الجميع على استعداد للحظة البداية. الدخول الى مبنى المحكمة تحت الامطار وسط إجراءات أمنية مشدّدة وتفتيش دقيق، والتزام حرفيّ بالجداول الموضوعة للأسماء، واستعداد أهالي الضحايا والإعلاميّين كلٌّ للجلوس في مكانه، تمهيداً للاستماع الى مضمون الإدّعاء والتفاصيل والأدلّة.

في بداية السرد بالصور والسياقات العامة لطريقة حصول الجريمة، بدا واضحاً أنَّ التحقيق الدولي قد زوَّد الادّعاء بأكثر التحقيقات حرفيةً، ذلك أنّ منهجية ما عُرض تقود حكماً، كما تابع الكثير من القانونيّين على هامش الجلسة، الى استنتاج أنَّ لجنة التحقيق الدولية أنجزت عملها باحتراف لافت، في كلّ مراحل التحقيق، والمتعلقة بمراقبة الحريري، وتفخيخ سيارة "الميتسوبيتشي"، وشريط "أبو عدس"، والمتابعة العملانية لتنفيذ الاغتيال.

ولعلَّ الأبرز في منهجية مضمون الإدّعاء، تقسيم محاور تنفيذ الاغتيال، الى خمس فئات: توقيت قرار الاغتيال المرتبط مباشرة باستقالة الحريري، التحرّكات المادية للحريري في بيروت خصوصاً يوم مقتله، استدراج "أبو عدس" بعيداً عن عائلته لتصوير الفيلم المزوّر وتحويله كبش محرقة، شراء فان "الميتسوبيتشي كاونتر" في 25 كانون الثاني، والأفعال التي ارتكبت في الساعات التي تلت الاغتيال.

في هذه الفئات الخمس استفاض الادّعاء العام في شرح ما توصّل اليه التحقيق في تحليل داتا الاتصالات. بدءاً من المجموعة الخضراء الثلاثية التي استعملها مصطفى بدرالدين وسليم عياش وحسن مرعي، والأخيران لم يكونا على تواصل هاتفي بينهما بل مع بدر الدين، مروراً باللوائح الزرقاء والحمراء والصفراء التي أسهب القرار الاتّهامي في شرح نشوئها ومصدرها ومستعمليها، مع كتمان بعضهم وتسمية آخرين، والأماكن التي تمّ شراء الخطوط منها، أو التي شُحنت فيها، ودائماً بهويّات مزوّرة، كما في طرابلس وفرن الشبّاك، ومع تفصيلات حول شبكة الهواتف التراكمية التي فصلت كلّ الأرقام التي استعملها بدرالدين (استعمل 13 رقماً هاتفيّاً منذ أواخر التسعينات).

الإسهاب في شرح طريقة عمل المنفّذين في شراء الهواتف واستعمالها لا يترك شكّاً في طريقة عمل الجهاز الأمني المحترف، فهذه الخطوط الهاتفية يتمّ شراؤها بعد تجهيل شخصية الشاري، ثمّ تُستعمل كشبكة مقفلة لتنفيذ العمل الأمني، ثم تزداد (كاللائحة الزرقاء) التي ارتفع عددها ومشغّليها فور استقالة الحريري نظراً لحاجة فريق المراقبة الى زيادة العدد، حيث وُضع الحريري تحت المراقبة اليومية من قريطم إلى فقرا إلى المطار إلى مجلس النواب، منذ كانون الأوّل وحتى اغتياله. يمكن وصف اليوم الأوّل للادّعاء بأنّه يوم تحليل الاتصالات، وتقديم الخلاصات في كلّ المحاور الخمسة لعملية الاغتيال التي استمرّ التحضير لها أربعة أشهر ونصف الشهر. تحليل الاتصالات قاد من خلال التزامن المكاني الى تحديد وجود سليم عياش في مكان الاغتيال، وتحديد المجموعة وتحليل الاتصالات والشبكات المتداخلة، أعطى الأدلّة على ضلوع المتّهمين صبرا وعنيسي باختطاف أحمد "أبوعدس" من جامع الحوري، وتصوير الفيلم بإسم منظّمة جهادية وهمية، ويُنتظر أن يظهر الادّعاء مزيداً من الأدلّة وإفادات الشهود، ومنها إفادة شاهد عيان على هوية من اختطف أبو عدس، بالإضافة الى طريقة شراء بطاقة هاتف للاتصال بقناة "الجزيرة" لتعرض الفيلم بعد ساعات من الاغتيال.

أسئلة كثيرة يطرحها سياق الادّعاء على المتهمين، الذين ما زالوا يملكون قرينة البراءة حتى إثبات العكس. فما ورد في كلام الادّعاء عن أنّ المجموعة ليست إلّا جزءاً من مجموعة أكبر، يطرح تساؤلاً حول بقيّة المتهمين، خصوصاً الذين أشيرَ الى هويّاتهم بالرموز، وأحدهم كان على تواصل مع بدر الدين.

الأسئلة تمتد إلى ما هو أكثر من ذلك... فالاتّهام المثبت بالأدلّة يطاول أفراداً من الجهاز الأمني لـ"حزب الله"، والادّعاء يسير في سياق محاكمة مجموعة أفراد حضَّروا عملية اغتيال تتطلّب إمكانات جهاز كامل، وهذا ما سيقود مستقبلاً لفتح ملفّ من أعطى الأمر باغتيال رفيق الحريري.

لقطات على هامش الجلسة

• نُفّذت إجراءات أمنية صارمة خارج مبنى المحكمة وداخل القاعات.

• لوحظ وجود حشد إعلاميّ كبير ولم يُسمح بالنقل المباشر للفضائيات إلّا من خيم نُصبت خارج مبنى المحكمة في ظلّ طقس ماطر وشديد البرودة.

• حضر اللواء جميل السيّد في قاعة المحكمة وخارجها، ولم يحصل أيّ سلام أو كلام بينه وبين سياسيّي "14 آذار".

• حظيَ الرئيس سعد الحريري باستقبال حارّ من أهالي الشهداء والإعلاميين قبل إدلائه بتصريح إثر جلسة الاستراحة الأولى وبعدها.

• لاحظ كثيرون أنّ الوقت مرّ بسرعة غير معتادة حين عُرضت الأدلّة والصوَر، وشبَّه البعض صوَر الاغتيال بفيلم دراميّ مؤثّر.

• تمالكَ الرئيس سعد الحريري نفسه مرّات لكي لا يبدي تأثّراً خلال عرض مشاهد الاغتيال.

• لم تُقدِّم كافيتيريا المحكمة إلّا نوعاً واحداً من السندويش: البيض.

• شعر ممثّلو إعلام "8 آذار" بأنّهم في عزلة، نظراً لوجود حشد من قوى "14 آذار" وإعلاميّيها.

• روى والد الشهيد وسام عيد كيف عثر بعد اغتياله على مفكّرة بخطّ يده كتب فيها كلّ نتائج ما توصّل إليه في التحقيق بخصوص داتا الاتصالات والأسماء المتّهمة، وقد سلّمها إلى المحقق دانيال بلمار الذي أثنى على الجهد الذي بذله عيد.

 

جمال دفتردار يضاهي ماجد الماجد من حيث الاهمية

ويعتبر جمال دفتردار الذي أوقف فجر اليوم من قبل استخبارات الجيش خليفة ماجد الماجد، وبالتالي فإن الأسرار التي أخفاها موت الماجد قد تكون في جعبته. هو المطلوب رقم 23 من أصل  56 شخصا من جنسيات مختلفة لبنانية، فلسطينية، اردنية، سعودية صادرة في حقهم قرارات اتهامية بالانتماء الى جماعات مختلفة مثل تنظيم "القاعدة"، "فتح الاسلام"،  و"عصبة الانصار". يحمل دفتردار اسماً مركباً هو جمال محمد مسلم المدني دفتردار من مواليد 1970، برج البراجنة، مطلوب منذ العام 2006 واصدرت مذكرة توقيف بحقه غيايبا في 11 تشرين الاول 2007. يعتبر بنكاً من المعلومات ويضاهي ماجد الماجد من حيث الاهمية. درس في معهد البخاري في شمال لبنان وتتلمذ على يد أبو بكر حمود الذي يعتبر الملهم الروحي لكتائب عبدالله عزام، وغادر الى السعودية حيث كانت محل اقامته. جمعه  لقاء مع عدنان محمد في  السعودية آواخر عام 2006 وعدنان هو إمام مسجد الحمزة في القبة - طرابلس وكان لديه مجموعة مسلحة. وتم الاتفاق بعد الاجتماع على عودة دفتردار الى لبنان لمتابعة دورة تدريب حربية في مخيم نهر البارد، وعاد الى لبنان وكانت اول لقاءاته مع شاكر العبسي و"ابو هريرة".

ثم انتقل الى مخيم عين الحلوة حيث التقى بمسؤول عصبة الانصار هيثم السعدي الملقب بأبو طارق وبعض الشخصيات. استطاع جمال دفتردار  ان يتبوأ مناصب المسؤولية في فتح الاسلام اولا، وبعد فشل هذا التنظيم انخرط كقيادي مع كتائب عبدالله عزام، وكانت آخر نشاطاته القتال في سوريا عبر إدارة مجموعة مقاتلين تابعين لكتائب عبدالله عزام. القي  القبض عليه مع زوجته من قبل مخابرات الجيش في كامد اللوز في البقاع الغربي، ويخضع للتحقيق في وزارة الدفاع. وقد يكون ما اخفاه موت ماجد الماجد في جعبة القيادي في الكتائب نفسها جمال دفتردار، ويكون هو المفتاح لاسرار عمليات ارهابية عدة.

 

السفير السوري: صراعنا مفتوح مع أعداء لن يستسلموا وإن هزموا

وطنية - استضاف "التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة"، السفير السوري علي عبد الكريم علي، في لقاء عن "التداعيات المستقبلية للمستجدات السياسية والأمنية في المنطقة"، في حضور شخصيات وفاعليات لبنانية وعربية. بداية كلمة للأمين العام للتجمع يحيى غدار الذي توقف عند المحكمة الخاصة بلبنان، "والتي تعقد على وقع العملية الانتحارية في الهرمل والتفجيرات التكفيرية المتنقلة على مساحة الأمة بحيث تحصد الابرياء، مما يجعل المحكمة في واد، ومصير الشعوب العربية والاسلامية المتآكلة بالفتنة صنيعة الظلم الدولي وزبانيته وتفريخاته الاجرامية، في واد آخر". وانطلق السفير السوري من "العناوين الواضحة للوعي الفكري الاستراتيجي العربي والاسلامي بدعم سوريا "واسطة العقد"، وصمودها الذي شكل انتصارا ونهجا ممانعا ومقاوما للأمة جمعاء بمواجهة أعداء الأمة ومطامعهم التي تلتقي مع الجشع العنصري الصهيوني والرجعية العربية بغية تفتيت الأقطار والقضاء على كل ما هو وطني وقومي واسلامي وحضاري ووحدوي، إنهاء لفلسطين". وأضاف: "واجبنا في خضم قسوة المشهد وتداعياته معالجة الأسباب والنتائج بوعي وادراك، وألا نغفل مقاضاة عادلة وحكيمة للداعمين خارجيا ومحليا للتسلل الفتنوي والتكفيري بما فيهم الأقلام والقوى السياسية والدينية والاقتصادية التي شكلت غطاء للتدمير والاجرام والارهاب".وختم: "أنا منحاز الى التفاؤل بالمستقبل، إلا أن ما نشهده في سوريا والأمة هو صراع مفتوح ومستمر مع أعدائنا الذين وإن هزموا فلن يستسلموا، وهذا يستدعي العمل الدؤوب لمهمة "صراع العقول" في الحفاظ على الانجازات التي كلفتنا وستكلفنا الكثير في حرب الوجود، وبخاصة في معركة التسعير الطائفي والمذهبي وما شاكله على أجندة عبقرية الشر، وهذا رهن بتحديد نقاط القوة والضعف تعزيزا للثوابت ودعما لخيار المقاومة الذي لا سبيل غيره لعودة فلسطين وحماية مستقبل الأمة".

 

عيد القديس انطونيوس الكبير

المركزية- في مناسبة عيد القديس انطونيوس الكبير، يحتفل متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران كيرلس سليم بسترس بالذبيحة الالهية في كنيسة القديس انطونيوس في صليما في الخامسة مساء غد.

 

"رابطـة قنـوبين" و"مؤسسـة الارض البيضاء" أطلقتـا" جمع وثائق علاقات الكنيسة المارونية بالكرسي الرسولي"

المركزية- ترجمة لميثاق الشراكة والتعاون بينهما أطلقت رابطة قنوبين للرسالة والتراث ومؤسسة الارض البيضاء مشروع جمع وثائق علاقات الكنيسة المارونية بالكرسي الرسولي، وفهرسة وتبويب ما صدر تاريخياً عن الموارنة بمختلف اللغات، فعقدتا ظهر اليوم في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية للإعلام بشخص رئيسها المطران بولس مطر، ندوة صحفية بعنوان: "وثائق علاقات الكنيسة المارونية بالكرسي الرسولي"، شارك فيها: النائب البطريركي على الجبة، المشرف على رابطة قنوبين للرسالة والتراث المطران مارون العمار، النائب البطريركي للشؤون القانونية المطران حنا علوان، الأب سركيس الطبر الأنطوني، و رئيس مؤسسة الارض البيضاء، أمل أبو زيد، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام، الخوري عبده أبو كسم، أمين عام رابطة قنوبين للرسالة والتراث المحامي جوزف فرح، أمين الشؤون التاريخية الأب انطوان ضو، المدير التنفيذي لمشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدّس الزميل جورج عرب، وعدد من الإعلاميين والمهتمين. مطر: رحب المطران مطر بالحضور وجاء في كلمته: "في هذا الوادي صقلت الهوية المارونية على مدى مئات من السنوات، في هذا الوادي صلى الآباء والأجداد وتعرفوا على حياتهم، في هذا الوادي تعشقوا الحرية والكرامة والسيادة الوطنية التي كان لهم فيها دور كبير مع سائر الأخوة اللبنانيين. العمل الذي يقام في الديمان لجهة إنشاء هذه المكتبة عملٌ مبارك، لن أتكلم عنه الكثير لأننا نستمع إلى يقومون به إلى من يسعون إلى تحديثه وإلى إنجازه بما يليق بالكنيسة المارونية وبتراثها الكنيسي الأصيل".

العمار: ثم تحدث المطران العمّار وقال: ان مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس هو مشروع غير مسبوق، وهو الأوسع والأكثر شمولية في تاريخ الكنيسة المشرقية، كما وصفه المطران مارون ناصر الجميّل، من موقعه كأبرز المؤرخين المعاصرين. هذا المشروع أطلقه رسمياً رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والبطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي في 18 آب 2012. وتتابع رابطة قنوبين تحقيقه باشرافنا كنائب بطريركي على منطقة الوادي المقدس. ومكتبة الوادي المقدس هي أحد أبرز برامج المشروع . ويتبناها مشكوراً عضو الهيئة الفخرية في رابطة قنوبين المهندس انطوان أزعور. وقد افتتحت في 18 آب 2012 في الكرسي البطريركي في الديمان. وبعد افتتاحها وعرض ما فيها من كتب ووثائق ومخطوطات وسواها تلقينا في رابطة قنوبين كتاب المطران حنا علوان، مرفقا بمباركة غبطة ابينا البطريرك الكردينال الراعي، اللذين تعرفا على ما في المكتبة خلال جولاتهما الصباحية في كرسي الديمان وجواره . يقترح سيادة المطران علوان في كتابه برنامجاً من بندين :

أولاً : جمع وتحقيق وثائق علاقات الكنيسة المارونية بالكرسي الرسولي .

ثانياً : جمع وتحقيق فهرس كامل بكل ما كتب عن الموارنة بمختلف اللغات وفي مختلف الامكنة والأزمنة .

علوان: كما كانت مداخلة للمطران حنا علوان تناول فيها انطلاق الفكرة بتوجيه من البطريرك الكردينال الراعي اثر اطلاعه على محتويات ووثائق مكتبة الوادي المقدس التي أطلقتها رابطة قنوبين للرسالة والتراث ضمن مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس.

الاب الطبر: ثم شرح الاب سركيس الطبر المخطط التنفيذي العلمي للمشروع، مشيراً الى سلسلة الكتب التي ستصدر حاملة الوثائق المذكورة. وقال: لا يمكننا الحديث عن علاقات مباشرة بين الكنيسة المارونية وروما الا منذ القرن الثاني عشر مع قدوم الافرنجة الذين اقاموا اولى قنوات تواصل بين الشرق والغرب ووجدوا عند الموارنة، دون غيرهم، قبولاً سهلاً للايمان الكاثوليكي وتعلقاً موروثاً بالكرسي الروماني. ومن انكب من الباحثين على دراسة تاريخ بدايات الموارنة او حياة القديس مار مارون او الاماكن الاولى التي استوطنها الموارنة او حياة مار يوحنا مارون، اول بطاركتهم، يجد نفسه عاجزاً عن تحقيق اي انجاز بحثي جديد لمراحل البدايات المارونية، ذلك بسبب فقدان المصادر وضياع الوثائق، وهنا يصدق ما قاله المؤرخ اللبناني الكبير اسد رستم " اذا ضاعت الوثائق ضاع التاريخ".

وتابع: تكونت في المقر البطريركي الماروني في بكركي مجموعات فريدة تعكس عمق العلاقات مع الكرسي الرسولي وجودتها، على المستوى الايماني والعقائدي والاداري والتاريخي، منذ سنة 1315، في عهد البابا اينوشنسيوس الثالث. وتحتفظ ارشيفات بعض الدول الاوروبية، وبخاصة فرنسا، بقسط كبير من الوثائق، نظراً للنفوذ الكبير وللعلاقات المميّزة التي تمتعت بها هذه الدول، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، سياسياً وتجارياً ودينياً، بسبب ضعف الدولة العثمانية (الرجل المريض).

أبو زيد: وتحدث أبو زيد فقال: "ان اهتمامنا بنشر وثائق علاقة كنيستنا بالكرسي الرسولي هو أحد أوجه الاهتمام بواقع مسيحيي لبنان والمنطقة، هؤلاء المسيحيين المدعوين الى عيش شهادتهم في مجتمع ليس كلّه مسيحياً، ولاغناء لبنان وسائردول المنطقة بعيشهم المشترك مع أخوة لهم في المواطنية وشركاء في الايمان بالله الواحد. بهذه الدعوة يرتبط وجود المسيحيين، ولا وجود ولا حضور ولا دور لهم خارج هذا المفهوم. انهم رسل سلام أينما وجدوا، ومتى اشتدّت صراعات الحروب ولغة الموت باتت الحاجة أكبر الى أصوات المسيحيين رسل السلام والوئام. بهذا يظلّون علامة سلام وتلاق وتواصل وتكامل في كل الازمنة والامكنة.

أبو كسم: في ختام الندوة وجه الأب أبو كسم: " نداء إلى الكهنة والأديار الذين يملكون الوثائق للتعاون مع هذا المشروع".

 

سليمان وسلام يضغطان لإعلان الحكومة غداً

بيروت - «الراي/غرق مصير الجهود الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة في كثير من الغموض وسط تناقض واسع في التوقعات والتقديرات والمعطيات التي تسود هذا الملف. وقد غلب على المعطيات المتصلة بهذه الجهود تراجع التفاؤل بتشكيل وشيك للحكومة على ما اشاعت بعض الدوائر المعنية بالاتصالات الجارية ولكن من دون قطع الطريق على المحاولات المتواصلة لتحقيق خرق يسمح بانجاز التفاهمات النهائية لتشكيل الحكومة.

وكشفت مصادر قريبة من المشاورات الجارية لـ «الراي» ان «الساعات الاخيرة افضت الى مراوحة الجهود عند نقطة جوهرية اساسية وان لم تكن وحدها النقطة التي علقت عندها الوساطات وهي عدم حصول قوى 14 آذار من خلال الرئيس فؤاد السنيورة على تعهد واضح وحاسم بموافقة قوى 8 آذار على اعتماد اعلان بعبدا والتخلي عن ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة ضمن البيان الوزاري للحكومة الجديدة».

ولفتت المصادر في هذا السياق الى ان فريق «14 آذار» نظر بريبة الى تصريح رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل يومين الذي قال فيه «انه شخصياً لن يقبل بشطب معادلة الجيش والشعب والمقاومة حتى لو قبل بها حزب الله»، واعتبر ذلك بمثابة رفض مقنع لشرط «14 آذار» التي تريد بت هذه النقطة الاساسية قبل الولوج الى توزيع الحقائب الوزارية واسقاط الاسماء عليها في حين يرفض فريق 8 آذار ومعه النائب وليد جنبلاط ما يعتبرونه حرقاً للمراحل في استباق خطوات تأليف الحكومة ويشددون على التوافق اولاً على تأليف الحكومة ومن ثم يترك البيان الوزاري للجنة الوزارية التي تشكلها الحكومة في اول جلسة تعقدها».

وتضيف المصادر ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام بدوا مصرين على حسم وشيك لعملية تشكيل الحكومة بعد يومين لا أكثر من انطلاق جلسات المحاكمة الامر الذي يفسر الكلام عن احتمال ان يكون يوم السبت المقبل موعدا محتملا للاتفاق النهائي وحتى لاصدار التشكيلة الحكومية. لكن هذه التقديرات بدت متعجلة وغير ثابتة في ظل عدم بت مسائل عدة بعد حتى يوم امس تحديداً. ولم تعكس الاجواء السائدة لدى الوسطاء او لدى فريقي 8 و 14 آذار امكان تحقيق خرق في الساعات المقبلة بمستوى اصدار مراسيم التاليف في عطلة نهاية الاسبوع. ونقلت عن احد المراجع انه ابلغ قوى «14 آذار» نصيحة بالتخلي عن شرطها بوجوب الاتفاق مسبقاً على عناوين البيان الوزاري قبل التأليف ولتتخذ الموقف اللازم بعد التأليف ضمن اللجنة الوزارية الخاصة بالبيان اياً تكن النتائج لانها ستملك ورقة تأثير حاسمة عند ذاك وستتوافر لها على الارجح اكثرية وزارية مع اطراف آخرين من بينهم فريق رئيسي الجمهورية والرئيس سلام. واشارت المصادر الى ان المداولات لم تتوقف امس رغم الانشغالات التي فرضها تفجير الهرمل ومتابعة جلسات المحاكمة في لاهاي. وشككت في امكان التوصل بسرعة الى توافق وشيك الا في حال حصول دفع استثنائي لايجاد صيغة مرنة لمشكلة البيان الوزاري فضلا عن استكمال دائرة التفاهمات في اتجاه العماد ميشال عون الذي لا يزال غائبا عن صورة العملية الجارية بما يفرض التريث للتوصل الى اتفاق معه لا يمكن ولادة الحكومة من دونه. وتتوقع المصادر ان يحمل يوم غد معطيات مهمة على صعيد توضيح خريطة الطريق الحكومية، علماً ان الجانب الايجابي في المشهد يبرز في عدم تخلي أي طرف عن المضي في التفاوض والتشديد على اتمام هذا الاستحقاق بصرف النظر عن التكهن بالمواعيد النهائية لاصدار التشكيلة الحكومية.

تعليق على المقال

 

بري التقى قرطباوي وفهد علي:المحكمة الدولية يجب أن تبحث عن العدالة الحقيقية لا أن تتاجر بها

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، السفير السوري علي عبد الكريم علي وعرض معه التطورات.

وقال علي بعد اللقاء:"حاولت خلال اللقاء مع دولة الرئيس الاطمئنان منه الى الاوضاع في لبنان حول هذا الارهاب المتنقل، وكان رأي دولته ان التوافق الدولي والاقليمي، وقبل ذلك التوافق الوطني على توحيد كل الجهود في مواجهة الارهاب هو الطريق الذي يجب ان يسلكه الجميع. إن تجهيل الفاعل لا يخدم عملية مكافحة الارهاب، وهذا هو المحور الذي طالبت به سوريا والقوى الغيورة على السلام الحقيقي في المنطقة وفي العالم، من أجل توازن يحفظ الدماء والامن في هذه المنطقة والعالم في جنيف، وفي كل المحاور التي يجري العمل عليها. كان هذا المحور العام في لقائي مع دولة الرئيس، وأصغيت الى كثير من القراءة المعمقة للاحداث في سوريا وفي العراق والمنطقة".

سئل: بدأت اليوم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جلساتها، ماذا تقولون في هذا الشأن؟

أجاب:"أظن أن المحكمة الدولية وكل الجهد الذي يجب أن يتجه في معالجة الاوضاع المتفجرة في لبنان والمنطقة ككل، يجب أن يكون في البحث عن العدالة الحقيقية وليس اللعب بالعدالة والمتاجرة بها. يكفي هذه المنطقة عبثا بأمنها، ان الاسرائيلي وخلفه الاطماع الغربية هي التي كانت وراء هذه التفجيرات المنتقلة والتي ذهب ضحيتها الشهيد الحريري وبعده وقبله الكثيرون، لذلك يجب ان تقرأ الامور قراءة منطقية عميقة مستندة الى حقائق والى مصالح من يفجر ومن يستثمر هذه التفجيرات ويفيد منها، ومن يخطط لما بعدها.

هذا ما يجب ان يفكر فيه، ونحن منحازون الى التفاؤل بأن هذه الشعوب، وحتى القوى العالمية التي أدارت هذه الاعمال واستثمرتها في وقت ما هي الآن مضطرة الى التفكير لأن هذا الارهاب بدأ يهددها وتستشعر وصول خطره اليها في اميركا واوروبا وفي تركيا والخليج وفي كل مكان، لذلك هذه المخاوف هي التي تجعلنا نتفائل أكثر بأن تكون الجدوى في الاتحاد لمكافحة ومحاربة الإرهاب هي القاسم المشترك الذي يجمع الشرفاء والاحرار والحرصاء على الشرعية والسيادة أو الخائفين من ارتداداتها عليهم، فيقتربوا أكثر من اصحاب الموقف الآخر".

قرطباوي وفهد

واستقبل الرئيس بري بعد ظهر اليوم وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال شكيب قرطباوي ورئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، حيث تم عرض للوضع العام ولشؤون قضائية وعدلية.

 

الراعي عرض مع سفراءالدول الكبرى تداعيات الازمة في المنطقة والتقى وفدا فلسطينيا ومجالس بلدية

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا من الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين برئاسة علي فيصل وعضوية محمد خليل وسليمان شمالي. وكان عرض لوضع الشعب الفلسطيني في لبنان وفي مخيم اليرموك في سوريا وفي الضفة وغزة، وللتطورات على الساحة المحلية.

وأوضح فيصل ان "إبعاد المخيمات عن تداعيات الأزمتين المحلية والإقليمية هو مسؤولية مشتركة لبنانية وفلسطينية"، داعيا جميع "الأطراف الى بذل المزيد من الجهود للحفاظ على حالة الإستقرار التي تعيشها المخيمات والى ضرورة التعاطي الموضوعي والإنساني معها وتوفير مقومات الحياة الكريمة لأبنائها"، مؤكدا "ان الشعب الفلسطيني ملتزم بأحكام القانون ويطمح الى بناء علاقات سليمة وصحيحة مع جميع مكونات المجتمع اللبناني"، آملا ان "يتوحد اللبنانيون وان يدعموا قرار حق العودة".

بلديات جزين

والتقى الراعي وفد اتحاد بلديات جزين برئاسة رئيس الإتحاد خليل حرفوش يرافقه نائب رئيس بلدية صيدون عماد الخوند ونائب رئيس بلدية جزين اندريه وزير، في زيارة أطلع فيها الوفد البطريرك على عدد من المشاريع الإنمائية المنوي تنفيذها في قضاء جزين بهدف تثبيت المسيحيين في أرضهم. وأعرب حرفوش عن "التقدير والمحبة التي يكنها ابناء جزين لصاحب الغبطة، فهم يستمدون منه دائما العزيمة والأمل بمستقبل واعد لهم ولأبنائهم في المنطقة." وأشار الى ان "الخطة الإستراتيجية الإنمائية تهدف الى ايجاد فرص عمل للشباب في مختلف القطاعات الزراعية الصناعية التربوية والسياحية وغيرها". وقال: "لقد لمسنا من غبطته الدعم الكامل لهذه المشاريع التي تحفز على البقاء في الأرض وعدم التخلي عنها بسهولة". وتابع حرفوش: "كذلك وجهنا دعوة الى صاحب الغبطة ليترأس القداس الإحتفالي في ساحة جزين في الربيع المقبل، ويبارك تمثال البطريرك المعوشي. وأعربنا له عن مدى أهمية مثل هذه الزيارة الى المنطقة لأنها بمثابة دعم معنوي مطلق لأبنائها من بطريرك الشركة والمحبة. والتمسنا بركة غبطته كي نتمكن سويا مع الكنيسة وجميع الفاعليات السياسية والإجتماعية من العمل بهدف البقاء في ارضنا وعدم النزوح، ولعل أبرز المشاريع التي عرضناها هو مشروع افتتاح فرع جامعي للطلاب في جزين كي لا يضطروا الى ترك بلداتهم".

بلدية الناعمة

ومن زوار الصرح رئيس واعضاء المجلس البلدي في الناعمة في زيارة تم فيها البحث في عدد من المواضيع العامة.

سفراء الدول الكبرى

وكان البطريرك الراعي التقى مساء امس الأربعاء في الصرح البطريركي في بكركي، سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في الأمم المتحدة: الأميركي ديفيد هيل، الروسي الكسندر زاسبيكين، الفرنسي باتريس باولي، المستشار السياسي في سفارة الصين الشعبية هان جينغ والقائمة بالأعمال لدى السفارة البريطانية عبدة شريف، في حضور السفير البابوي غابرييل كاتشا، المنسق العام للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، وراعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر، النائب البطريركي المطران بولس الصياح، وكان عرض للأوضاع العامة في المنطقة وللوضع الداخلي وتداعيات الازمة في المنطقة.

 

قرطباوي إستقبل الوفد الإيراني ودان الإرهاب بكل أشكاله ميركوهي: مستعدون للتعاون في كشف ملابسات استهداف السفارة

وطنية - إستقبل وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال شكيب قرطباوي في مكتبه في وزارة العدل، الوفد الإيراني الذي يزور لبنان برئاسة مساعد وزير العدل في الجمهورية الإسلامية السيد عبد العلي ميركوهي وعضوية نائب المدعي العام السيد جهاني، بحضور السفير الإيراني الدكتور غضنفر ركن أبادي. إثر اللقاء، رحب قرطباوي بالوفد الإيراني في وزارة العدل ولبنان، مشيرا إلى أن الزيارة كانت مناسبة جدد فيها التعازي بوفاة المستشار الثقافي في سفارة إيران والشهداء جميعا. وأبدى وزير العدل الاستعداد الكامل في الدولة اللبنانية للتعاون وفق القوانين في كل ما يساعد على كشف الجريمة النكراء، مدينا الإرهاب الذي يتناولنا جميعا في لبنان ودول أخرى من دون تفرقة بين طوائف أو مذاهب أو أديان أو جنسيات. ولفت إلى أن البحث تناول أيضا اتفاقيات ثنائية قيد الدرس للتعاون القضائي، موضحا أن وزارة العدل ستتابع هذا الموضوع مع وزارة الخارجية وفقا للقوانين اللبنانية. من جهته، قال ميركوهي: "إن الهدف الأساسي من زيارته للبنان هو نقل تقدير الحكومة الإيرانية للمرجعيات السياسية والمسؤولين اللبنانيين على كل الجهود الدؤوبة والمخلصة التي تم بذلها في مجال متابعة الملف المتعلق باستهداف سفارة إيران مما أدى إلى الكشف عن الكثير من ملابسات الجريمة والقبض على المتهم الأساسي الذي أعلن مسؤوليته عن هذه الجريمة النكراء". أضاف: "إن الزيارة أتاحت الوقوف على آخر ما آلت إليه التحقيقات في الجانب اللبناني. والفرصة كانت متاحة للقاء بالعديد من الشخصيات اللبنانية المحترمة". وأعلن أنه تشرف بلقاء وزير العدل بعدما التقى صباحا قائد الجيش ووزير الخارجية على أن تستكمل الجولة بلقاء وزير الداخلية ومدعي عام التمييز بالوكالة من أجل متابعة الملف المذكور ووضع اللمسات النهائية على التعاون الثنائي بين البلدين. وقال: "لقد أعربنا لوزير العدل أن لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية أتم الإستعداد للتعاون مع السلطات اللبنانية في هذا المجال".

 

قاووق: لحكومة تتبنى استراتيجية وطنية لمواجهة الإرهاب التكفيري والإسرائيلي قبل الإستراتيجية الدفاعية لمواجهة العدو

وطنية - أطلقت مؤسسة "جهاد البناء" وجمعيتا "الأرض الخضراء" و"أخضر بلا حدود" حملة غرس الأشجار للعام 2014 تحت شعار "خلي بصمتك خضرا"، لمناسبة عيد المولج النبوي، برعاية نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق في احتفال اقيم في في معتقل الخيام في حضور مدير عام مؤسسة جهاد البناء في لبنان محمد الحاج، رئيس جمعية أخضر بلا حدود زهير نحلة اضافة الى عدد من علماء الدين والشخصيات والفاعليات البلدية والاختيارية والنقابية والأهلية وحشد من الأهالي.

قاووق

وألقى الشيخ قاووق كلمة رأى فيها أن "الواجب الوطني يفرض علينا جميعا أن نعزز المناخات الإيجابية بالإسراع في تشكيل الحكومة الجامعة لتحصين الإستقرار وإنقاذ البلد من الإنحدار ومن طريق الإنفجار، فلا مصلحة لأحد بتسميم الأجواء أو بتبديدها"، مشيرا إلى أنه "من أولى واجبات هذه الحكومة التي تضم كل الأطراف ولا سيما فريقي 8 و14 آذار هي أن تتبنى استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة الإرهاب التكفيري والإسرائيلي قبل أن نناقش الإستراتيجية الدفاعية لمواجهة العدو الاسرائيلي، لأنه لا يوجد هناك تكفيري معتدل، فكلهم "داعش" وكلهم "نصرة"، وكلهم خطر داهم على لبنان الذي لا يستثني أحدا".

وأكد أننا "نحرص على تنقية الأجواء السياسية، وأن الحكومة الجامعة تعبر عن رغبة ومطلب "حزب الله" والأكثرية النيابية والسياسية والشعبية على الدوام"، مشيرا إلى أن "الأجواء الإيجابية التي تظلل لبنان هي مكسب وطني لكل اللبنانيين، وهي التي تقوي الموقف الوطني أمام الإرهاب التكفيري والإعتداءات الإسرائيلية"، مشددا على أن "حزب الله" أكبر من أن يعزله أحد، وأسمى من أن ينال من إرادته المقاومة أحد، وهو أقوى من أن يهدده أحد لا في الداخل ولا في الخارج".

وقال قاووق: "أننا اليوم نزرع شجرة الأرز في أرض الجنوب لنؤكد إرادة المقاومة والصمود وصلابة هذه الأرض وشعبها، وأن المقاومة التي تحمي الأرض تحمي الأرز وبلاده"، لافتا إلى أن "إسرائيل تقلق من قدرات "حزب الله" وليس العكس، فكيف بمن هم أضعف وأضعف وأضعف من اسرائيل، "حزب الله" اليوم كما قبله وبعده سياسته وقلبه وقبلته وعقله وروحه وفكره مقاومة ولن يبدل تبديلا".

الحاج

كما ألقى الحاج كلمة قال فيها: "إننا كما كل عام نجتمع اليوم لنطلق حملة التشجير للعام 2014، وهذه الحملة مستمرة حيث تم فيها زرع حوالي 8800000 غرسة خلال 23 عاما، وهذا العام نطلق الحملة بشراكة جديدة متجسدة بجمعيات حملت لواء حماية المنظومة البيئية كشعار ومبدأ، فشراكتنا مع جمعية "أخضر بلا حدود" وجمعية "الأرض الخضراء" تؤكد أن المجتمع المدني بالتعاون والتشارك مع المجتمع المحلي سيكون بذاته صيرورة عمل متكاملة غايته صون الموارد وضمان استدامتها".

نحلة

بدوره أكد نحلة "أننا سنواصل العمل بحزم وإصرار من خلال مساهمتنا في هذه الحملة لتبقى أرضنا خضراء وزاهية، وأننا متعاونون مع وزارة الزراعة ومديرية العمل البلدي واتحادات البلديات والبلديات لنكون في خدمتهم لانجاح هذا المشروع الذي يحفظ لنا ثروتنا الحرجية ويأمن لنا بيئة لعيش أخضر ومقاومة محمية متوارية عن أعين العدو وآمنة من غدر الزمان"، لافتا إلى أنه "علينا أن لا ننسى أيادي المجاهدين التي لها الدور الاساسي والفاعل في غرس نتاجنا، وسقاية ورعاية غراسنا، ومساهمة ورعاية نمو أحراجنا والسهر عليها".

وفي الختام، زرع الشيخ قاووق شجرة الأرز في أرض المعتقل إيذانا لإطلاق فعاليات الحملة، حيث وضع عليها قلادة على شكل قطرة دم تحمل اسم شهيد من شهداء المقاومة الإسلامية، كما وضع بصمته باللون الأخضر على لوحة ترمز لشجرة وضعت في باحة المعتقل.

 

النائب عاطف مجدلاني لـ"السياسة": زمن الحقيقة والعدالة بدأ ولا يهم إن طالت مدة التحقيق ودعا "حزب الله" إلى العودة للبنانيته

بيروت - "السياسة": أشاد عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني بالجهد المشكور الذي تبذله دولة الكويت, بعد استضافتها لمؤتمر الدول المانحة والداعمة لسورية وإيلاء مسألة اللاجئين السوريين الاهتمام الأكبر.

واعتبر مجدلاني في تصريح لـ"السياسة" أن الكويت هي من الدول العربية الأولى التي تهتم بدعم أشقائها العرب, وأن لبنان نال في السنوات الماضية قسطاً وافراً من هذا الدعم, منذ بدء الحرب الأهلية في العام 1975 حتى اليوم.

وفي سياق ما يجري على صعيد المحكمة الخاصة بلبنان, توقع مجدلاني الوصول إلى الحقيقة والعدالة وإلى معاقبة المجرمين. وأضاف أن زمن الحقيقة والعدالة وعدم الإفلات من العقاب بدأ, ولا يهم إن طالت مدة التحقيق أو قصرت, فهذه المحكمة تعد من المحاكم السريعة بالنسبة إلى غيرها. ورأى أن ليس المهم متى تصدر أحكامها النهائية, لأن الأهم هو الوصول إلى الحقيقة ومحاكمة المتهمين بعد تجاوز كل العراقيل وكل محاولات تعطيلها, أو توقيف مسارها, مستبعداً تغيير سلوك "حزب الله" لجهة لبننة قراره, لأن كل تصرفاته لم تكن نابعة من قرار لبناني, بعدما أصبح هذا الحزب بكامل هرميته فصيلاً من "الحرس الثوري الإيراني" ويتبع قرارات الولي الفقيه.

وسأل مجدلاني "هل سيستمر حزب الله بالدفاع عن المتهمين الخمسة, بعد صدور الأحكام بحقهم ويضع نفسه في موقع المتهم, أم سيقر بمسار العدالة ويعود إلى لبنانيته, ويتخلص نهائياً من سياسة العنف وسياسة الاغتيالات?".

وفي الشأن الحكومي وإمكانية تشكيل حكومة جديدة نهاية هذا الأسبوع, أو مطلع الأسبوع المقبل, رأى مجدلاني أن الحكومة والمحكمة تسيران على مسارين مختلفين ولا علاقة مباشرة بينهما. وأضاف "من الممكن جداً أن تتشكل الحكومة إذا ما التزم حزب الله بمقررات الحوار الوطني وآخرها إعلان بعبدا, شرط أن يتعهد بعدم التراجع عنه". ولفت إلى أن الأمور تميل نحو تشكيل حكومة, لكنه تمنع عن تحديد تاريخ معين, لأن الأمور مازالت غير واضحة,. ولغاية الآن لم نحصل على أجوبة صريحة للأسئلة التي تقدمنا بها إلى الفريق الآخر, فنحن ننتظر الموافقة على التزام إعلان بعبدا واحترام سياسة النأي بالنفس وإبعاد لبنان عن سياسة المحاور وانسحاب "حزب الله" من سورية, وهذا ما يحصِّن لبنان ويحمي اللبنانيين.

 

نتنياهو بحث والعاهل الاردني في عمان عملية السلام

التقى الملك عبد الله الثاني اليوم في عمان رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وبحث معه عملية السلام، حسب ما أعلن الديوان الملكي الأردني. وأوضح الديوان في بيان ان العاهل الاردني "بحث مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في عمان اليوم تطورات عملية السلام في ضوء المفاوضات الجارية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية أميركية"، مشيراً الى ان "لقاء ملك الاردن مع نتانياهو يأتي بعد لقائه مؤخرا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقبله وزير الخارجية الاميركي جون كيري في اطار التشاور والتنسيق المستمر بين جلالته والأطراف المعنية بعملية السلام"، معتبراً ان ذلك يأتي "حرصا من الملك على تحقيق تقدم ملموس يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني، ويحمي في نفس الوقت المصالح الأردنية العليا، خصوصا في مفاوضات قضايا الوضع النهائي لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي يتم فيها بلورة الاطار التفاوضي".

 

معارك بين "داعش" والمعارضة في سورياأكثر من ألف قتيل في المعارك بين "داعش" والمعارضة في سوريا

قتل أكثر من ألف شخص في المعارك الدائرة منذ نحو اسبوعين في سوريا بين عناصر "الدولة الاسلامية في العراق والشام" وتشكيلات أخرى من المعارضة المسلحة، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الخميس. وقال المرصد في بريد الكتروني "ارتفع إلى 1069عدد الذين قضوا منذ فجر يوم الجمعة الثالث من الشهر الجاري وحتى منتصف يوم أمس الأربعاء في الاشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام من طرف، ومقاتلي كتائب مقاتلة من طرف آخر في محافظات حلب وادلب والرقة وحماه ودير الزور وحمص". وأوضح أن 608 مقاتلين معارضين قضوا "خلال اشتباكات واستهداف سيارات للكتائب وتفجير سيارات مفخخة"، مشيرا الى ان 113 عنصرا من هؤلاء "اعدمتهم" الدولة الاسلامية في مناطق مختلفة. وقتل 312 مقاتلا من "الدولة الاسلامية" وموالين لها خلال هذه المعارك، بينهم 56 عنصرا على الاقل "جرى اعدامهم بعد اسرهم من قبل كتائب مقاتلة ومسلحين في ريف ادلب شمالي غرب البلاد". وادت المعارك الى مقتل 130 مدنيا، بينهم 21 على الأقل "اعدموا على يد مقاتلي الدولة الاسلامية" في حلب، والآخرون "جراء اصابتهم بطلقات نارية خلال اشتباكات بين الطرفين وتفجير سيارات مفخخة".

 

عباءة سعودية - إيرانية طربوشها أميركي

جريدة الجمهورية/جورج شاهين

بعد أيام قليلة ستولد حكومة الرئيس تمام سلام. سيَنسى البعض ما جرى في 9 أشهر و10 أيام مرَّت على تكليفه. لكن لن يكون سهلاً أن ينسى البعض الآخر كيف انتهت لعبة الشروط والشروط المضادة التي أتقَنها اللبنانيون قبل أن يتراجعوا عنها بين ليلة وضحاها بإشارة حاسمة أميركية، أنتجت ضوءاً أخضر سعودياً - إيرانياً. وعليه، كيف ولدت هذه المعادلة؟ ليس هناك أهمّ من أن ينظر اللبنانيّون بالعينين الى كل ما يجري أمامهم ومن خلفهم وعلى الجانبين، ليستوعبوا ما شهدته الأيام القليلة الماضية من مساع عكست إسراعاً الى حدود التسرّع ليؤلّف الرئيس المكلّف تمام سلام حكومته العتيدة في مهلة ايام قليلة تفصلنا عن صدور ثلاثية المراسيم الرئاسية: قبول استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وتكليف سلام مهمة تأليف الحكومة، وتوزيع الحقائب وإنزال الأسماء عليها في توزيعة متوازية على قاعدة "8+8+8"، على أن تتمثّل فيها قوى "8 و14 آذار" والوسطيين بالتساوي.

وثمّة من يقول إنّ المرحلة الأولى الضرورية لإطلاق ورشة التأليف قد أنجزَت، وتمّ تبادل التنازلات والضمانات والتطمينات بين مختلف أطراف الصفقة نيابة عن الرعاة الإقليميين الذين التقوا في لحظة تاريخية لضمان استقرار لبنان.  ولا يمكن أن يتجاهل اللبنانيون أهمية استغلالها للنفاد بحكومتهم على أبواب استحقاقات سياسية مهمة على مستوى البلاد والمنطقة على حدّ سواء، لعلّ أهمها مؤتمر "جنيف 2" ومن بعده الاستحقاق الرئاسي في لبنان الذي يصادِف حدوثه على أبواب الإستحقاق الرئاسي السوري. وعلى هذا الأساس، يبدو أنّ قادة الفريقين انصرفوا في الساعات الماضية الى ترتيب البيوت الداخلية، كلّ على طريقته، تمهيداً لولوج اعداد المراسيم وإنزال الأسماء على الحقائب في مرحلة لاحقة يعتقد انها ستكون مضنية ولكن ليست مستحيلة، لأنّ كلّ طرف أنجز تسمية وزرائه وباتت بعض الحقائب الأساسية محددة لأصحابها ومعها عناوين البيان الوزاري.

وتزامنت هذه الخطوات مع بروز كلمة سر إقليمية - دولية بلغت آذان كبار المسؤولين اللبنانيين، توحي بأنّ مرحلة تأليف الحكومة قد اقتربت، وأنّ تحييد لبنان عن أحداث سوريا والمنطقة لا بد ان تتوافر له المقوّمات الأساسية التي ستسمح له بمقاربة الملفات الإقليمية، ولا سيما الملف السوري، بلغة أخرى تنتهي معها الإزدواجية القائمة في حكومة تصريف الأعمال بين نصف وزاري زائداً واحداً لا يتردد في السخرية يومياً من قرار النأي بالنفس عنها، ونصف وزاري ناقصاً واحداً يعجز عن فرض قرار حكومي بهذا المعنى كرّسه "إعلان بعبدا".

تلقّف رئيس الجمهورية "النصف الأول" من كلمة السر التي وصلته مشفّرة من قمّة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، وهَدّد بحكومة حيادية سيعلن عنها قبل ان تتجاوز المهَل الدستورية لنَيل الثقة، قبل تحوّل المجلس النيابي في 25 آذار المقبل الى هيئة ناخبة، ولا بد من أن يعطي الوقت الكافي لتسمية رئيس جديد للحكومة إذا لم تنل هذه الحكومة الثقة.

وما إن وصلَ "النصف الثاني" من كلمة السر، عقب زيارة وزير الخارجية الأميركية جون كيري السعودية، حتى اكتملت صورة المشهد الإقليمي، فلاقاه في المهمة كلّ من رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط الذي تعهّد أن يستغِلّ "عصا الأكثرية النيابية" التي يمسكها من وسطها بين "8 و14 آذار" في الملف الحكومي. فكانت صيغة "8+8+8" المتوازنة، التي وإن تجاهلت الثلث المعطّل بوزير ملك، فإنّ جنبلاط هو مَن عَوّضها بـ"وزيرَين مَلكين"، فتراجعت لعبة الشروط والشروط المضادة وانكفأ الطرفان، كلّ من موقعه، الى دائرة الوسطيين تزامناً مع رسائل أبلغت صراحة من الرياض وطهران الى كلا الفريقين بضرورة التفاهم على التشكيلة الجديدة. فالعالم مشغول بالملفات الكبرى، وحصة لبنان من هذا "الشُغل كله" تشكيلة حكومية في المدى المنظور على الأقل، إذا لم تكن قد شملت مخرجاً توافقياً للاستحقاق الرئاسي تمديداً للرئيس سليمان او انتخاباً لرئيس جديد لا فرق، فالمهمّ توافق الجميع على مخرج يحفظ الحد الأدنى من التوازن المطلوب في السلطة والاستقرار المنشود، ومَنع انهيار المؤسسات حتى ترتيب أوضاع المنطقة. الروايات والسيناريوهات تحكي الكثير من التفاصيل، وأبرزها ما رافق التنازلات المؤلمة. وعلى رغم ما نتج عنها من أزمات داخلية داخل "8 و14 آذار" على السواء، فقد بدأت خطوات تطويقها بأقلّ كلفة ممكنة على قاعدة الاعتراف المتبادل بأنّ الطرفين لم يبلغا بعد سن الرشد ولا بدّ من عباءة سعودية - إيرانية يَعتليها طربوش أميركي لإمرار المرحلة بأقلّ الخسائر الممكنة، ومَن لا يريد أن يفهم فما عليه إلّا أن "يحمل ذَنبو على جَنبو".

 

محكمة...

علي حماده/النهار

اليوم تبدأ جلسات المحكمة الخاصة بلبنان الناظرة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. واليوم بعد معارك مديدة مع القتلة أدت الى اغتيال آخرين على درب العدالة، تنطلق أعمال المحكمة الخاصة بلبنان التي اعتبرت فاتحة للمحاسبة على الجريمة السياسية في العالم العربي. ومع أن العالم العربي يحتاج الى ما هو أكبر وأوسع من المحكمة التي انتقلنا الى لاهاي لحضور افتتاح أعمالها، نظراً الى حجم الإجرام في المنطقة والغلو فيه، ولا سيما في سوريا حيث تسبب النظام في قتل عشرات الآلاف من أبناء الشعب ويستمر القتل بلا حسيب أو رقيب. يحتاج العالم العربي الى عشرات المحاكم لاستيعاب قضايا الاغتيال السياسي ليس لشخص بل لشعوب بأسرها. وفي مطلق الأحوال يمكننا القول إن درب المحكمة التي تبدأ فيها المحاكمات قد فرشت بأجساد شهداء قاتلوا من أجل إحقاق العدالة ومحاسبة القتلة. اليوم هو يوم الشهداء، ويوم عائلات الشهداء، ويوم العدالة. هذا ليس يوم القتلة رغم شعورهم بأنهم أقوياء الى حد لا يسلمون فيه المتهمين، بل يقدسونهم، والى حد يعتبرون أن أعمال المحكمة ستبقى حبراً على ورق. إن العدالة بطيئة جداً، ولكنها أشبه بـ"محدلة" ما أن تنطلق حتى تطحن كل ما يقف في طريقها. يستطيع القتلة أن يهزأوا، ويستطيعون تجاهل ما يحصل، لكنهم أعجز من أن يوقفوا "محدلة" لاهاي التي تنطلق اليوم بتلاوة القرار الاتهامي الذي سيبين للرأي العام كيف اغتيل رفيق الحريري ورفاقه. وتلاوة القرار الاتهامي أمر مهم جداً لأنه سيكون بمثابة شريط للأحداث التي حصلت في ذلك اليوم، 14 شباط. واليوم بعد مرور ما يقارب تسع سنوات، وقبل شهر واحد من ذكرى اغتيال رفيق الحريري سيكون قفص المتهمين خاوياً من "القديسين". الأهم أن المحاكمات ستجري غيابياً، وان المتهمين قد أوكلوا محامين للدفاع عنهم، وأن الفريق يديره وزير كوفئ بمنصب وزاري بسبب دوره في المحكمة الخاصة بلبنان. والأهم الأهم بالنسبة الى كثيرين أن خلو قفص المتهمين، لن يقلل قوة المحكمة والمحاكمة من الناحية المعنوية، بل أنه سيحول التركيز من خمسة متهمين الى تنظيم مسلح بأسره، رغم إصرار المحكمة على التأكيد ان المحاكمات شخصية ولا تمس بحزب أو تنظيم. ولكن الحقيقة يعرفها القاصي والداني، ومفادها أنه يستحيل على ا لمتهمين الخمسة إذا ما دينوا أن يكونوا قرروا اغتيال رفيق الحريري هكذا من دون مقدمات، وبدوافع شخصية. لقد اغتيل الحريري بدوافع سياسية، وحوربت لجنة التحقيق الدولية، ثم المحكمة بدوافع سياسية. واغتيل آخرون في السياسة أيضاً. والمؤكد أن كثيرين سيرون في قفص الاتهام "حزب الله" والنظام في سوريا. هكذا كان الحدس وهذا ما يتبيّن يوماً بعد يوم.

 

لماذا تستعجل 8 آذار الحكومة وماذا وراء تنازلاتها؟ فشل التوافق قبل الاثنين يعني التشكيلة الحيادية او الفراغ

سابين عويس/النهار

بالتوازي مع العمل على تذليل عقدة البيان الوزاري التي لا تزال تعترض ولادة الحكومة في ظل تمسك قوى 14 آذار بالتزام "إعلان بعبدا" بديلاً من ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" قبل التأليف وليس بعده، وفي انتظار تبلغ رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة المكلف تمام سلام الجواب النهائي لهذه القوى من رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة في هذا الشأن، انتقل العمل الجدي على إسقاط الاسماء على الحقائب بعدما خلصت التفاهمات على إقرار صيغة الحكومة الموزعة على ثلاث ثمانيات والمداورة في الحقائب التي تعني أنه بات يمكن البحث في اسماء الوزراء ولا سيما بالنسبة الى الحقائب السيادية. وكانت مسألة المداورة أخذت حيزا كبيرا من المفاوضات، وخصوصاً أن "تيار المستقبل" يبدي تمسكه بأن تكون شاملة ودائمة بين الطوائف والقوى السياسية. وكان من بين الاهداف الاساسية لهذا الالتزام ألا يتحول التنازل عن وزارة المال في الحكومة الجديدة لمصلحة الرئيس نبيه بري (الذي سيتمثل فيها بالوزير علي حسن خليل كما يتردد) إلى عرف في الحكومات المقبلة.

لم تهدأ أمس وأول من أمس حركة الوسطاء. فبعد زيارة ليلاً لخليل أول من أمس لقصر بعبدا ولقائه الرئيس ميشال سليمان، وزيارة مماثلة للوزير وائل ابو فاعور للرئيس السنيورة، تركزت اللقاءات أمس بين عين التين التي زارها الوزيران خليل وابو فاعور قبل أن ينتقل كل منهما على حدة إلى المصيطبة للقاء الرئيس المكلف. وكان سلام زار قصر بعبدا ظهرا وتشاور مع سليمان في التأليف.

حتى المساء كانت عقدة التأليف على حالها في ظل عدم حصول أي تقدم. وبحسب مصادر سياسية مطلعة أن هذه العقدة مرشحة لأن تطول بعد، مهددة بإطاحة الاجواء التفاؤلية بقرب التأليف، وبإحتمال العودة إلى الصيغة الحيادية للحكومة إذا لم تصل المشاورات إلى نتيجة.

ففريق 14 آذار غير مقتنع حتى الآن بصوابية التسليم بترك الاتفاق على مضمون البيان الوزاري إلى ما بعد التأليف، انطلاقاً من تجارب سابقة مع الفريق الآخر أوجدت مساحة كبيرة من انعدام الثقة بينهما، لا تكفي مفاوضات ربع الساعة الأخير لتذليلها.

كما أن هذا الفريق يتوجس من الاندفاعة الكبيرة لـ"حزب الله" في اتجاه السير بالحكومة والتنازلات التي قدمها لهذه الغاية. ويرى أن الحزب يسعى إلى فرض الحكومة وفقا لتوقيته.

فالحزب الذي عارض بشدة قيام الحكومة إلا وفق شروطه، طوال الاشهر التسعة الماضية، وصل إلى حد التنازل عن كل تلك الشروط عشية بدء جلسات المحاكمة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وعليه، أصبح الخيار بالنسبة اليه السير بالحكومة بما يشكل إحراجا للفريق الآخر من جراء قبوله بالشراكة مع فريق يتهم خمسة من عناصره بجريمة الاغتيال.

ويبدو من المشهد السياسي أمس، أن الاجواء التفاؤلية بقرب التأليف باتت محكومة بمجموعة من العناصر والعقد تحتاج إلى معالجة وتذليل:

إن "تيار المستقبل" يحتاج الى مزيد من الوقت قبل إعطاء جوابه في شأن الحكومة. فهو ينتظر انطلاق أعمال المحكمة بحيث تصبح شروط المشاركة بعد المحاكمة غير ما هي قبلها. كما يحتاج الى مزيد من الوقت والتنسيق مع حليفه المسيحي الذي لا يزال يتمسك بموقفه الرافض للمشاركة.

عليه، ينتظر ان تشكل إطلالة الرئيس سعد الحريري محطة مفصلية في تحديد موقف "المستقبل" وحلفائه من مجمل الملفات المطروحة.

لن تتنازل قوى 14 آذار عن تمسكها بـ"إعلان بعبدا" في البيان الوزاري، كما لن يتراجع "حزب الله" عن تمسكه بثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة". واجتراح المخارج اللغوية التي يعمل عليها الوسطاء لا توازي بأهميتها الاتفاق على تلازم الحكومة مع بيانها الوزاري.

لن يتراجع رئيس الجمهورية عن المهلة التي أعلنها لإصدار مراسيم التأليف في 20 من الشهر الجاري لما سيشكل هذا الأمر من إحراج له ومسّ بصدقيته وجدية إلتزامه التوقيع على حكومة جديدة قبل انتهاء ولايته الرئاسية.

إن حل عقدة البيان الوزاري لا تنهي العقد الباقية التي لا تزال تحتاج إلى تفكيك على مستوى الحلفاء المسيحيين، على ضفتي 8 و14 على السواء، وخصوصاً أن حزب الله المولج التفاوض مع العماد ميشال عون لم يخلص بعد إلى أي نتائج في انتظار إنضاج عقدة البيان الوزاري أولا.

لذا، فإن المصادر السياسية المطلعة لا تخفي توجسها في حال فشلت الحركة الكثيفة الراهنة في إنضاج تشكيلة قبل تاريخ 20 من الشهر الجاري، من أن تكون البلاد أمام واحد من خيارين:

إما العودة الى الفراغ بفعل بقاء الوضع على ما هو. وإما العودة الى خيار الحكومة الحيادية الجاهزة لدى الرئيسين سليمان وسلام.

 

هل وصل نهج روحاني إلى ملفات المنطقة؟ تسهيل الحكومة وسط شد الحبال حول جنيف 2

روزانا بومنصف/النهار

تتطلع مصادر ديبلوماسية الى نتائج زيارة وزير الخارجية الايراني جواد ظريف الى بيروت ومن ثم الى دمشق قبل اسبوع من انعقاد مؤتمر جنيف 2 في مونترو في سويسرا من زاوية ما ستبذله ايران للمساعدة في موضوع الازمة السورية وفق ما ابلغت بعض الدول الغربية التي كانت وجهت اليها الدعوة الى المشاركة في مؤتمر جنيف 2 انما بشروط هي قبول نص الدعوة التى وجهت الى المؤتمر وتضمنت اهدافه. لكن ايران رفضت المشاركة حتى الان بذرائع ليست واضحة ومن بينها رفضها الشروط المسبقة . وتقول هذه المصادر ان الدول الغربية بدلت موقفها من ايران بعد الاتفاق المبدئي حول ملفها النووي وهي تدرك جيدا ضرورة ان تكون ايران حاضرة على طاولة جنيف 2 كونها جزءا لا يتجزأ من الازمة ان مباشرة عبر الدعم المباشر للرئيس السوري او غير مباشرة عبر مشاركة " حزب الله" في هذه الحرب دعما للنظام. ولا ترى هذه المصادر في سبب رفض ايران ما اعتبرته شروطا للمشاركة في المؤتمر من خلال نص الدعوة التي وجهها الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون اي "التنفيذ الكامل لبيان جنيف واحد" الذي ينص على اقامة سلطة انتقالية مع صلاحيات تنفيذية كاملة مبنية على توافق متبادل ويكون الجيش والامن تحت سيطرة الهيئة الانتقالية ". وذلك في الوقت الذي اعلن النظام السوري مشاركته في المؤتمر واعلنت موسكو بالنيابة عنه قبل اشهر انه سمى مندوبيه الى المؤتمر. ومشاركة النظام في المؤتمر تعني عمليا موافقته على نص الدعوة التي وجهها بان كي - مون باعتبار انه ارفقها ببند يؤكد فيه ان تأكيد المشاركة في المؤتمر من جانب الدول التي وجهت اليها الدعوات سيعتبر التزاما لاهداف المؤتمر وفق ما هو معلن". وهو امر يناقض ما دأب النظام ومعاونوه على تأكيده في الآونة الاخيرة من انه لن يذهب الى جنيف من اجل ان يسلم السلطة الى المعارضة او الى اي سلطة انتقالية فيما هو يشارك على الاسس التي حددها الامين العام للامم المتحدة ويفترض ان يكون شريكا في السلطة الانتقالية على رغم انه قد يكون يراهن على الارجح على انقسام المعارضة وهشاشتها من اجل اعادة فرض نفسه القوة الاساسية في معادلة السلطة الانتقالية.

وعدم مشاركة ايران في المؤتمر يمكن ان يكون سببا مباشرا في استمرار الازمة في المرحلة المقبلة كما تقول المصادر الديبلوماسية نظرا الى ان الازمة السورية لم تعد ازمة داخلية بين نظام وثورة ضده فحسب بل باتت محور صراع اقليمي سيكون مفيدا ان يشارك الافرقاء المعنيون به جميعهم في البحث عن حل له. ولذلك تأمل هذه المصادر ان يكون المجال لا يزال متاحا لمشاركة ايران الذي كرر بان كي - مون من خلال اعلانه من الكويت مع انعقاد مؤتمر الدول المانحة للاجئين السوريين دعوته الى المشاركة وتشديده على ان "لايران دورا اساسيا في حل الازمة السورية وندعم مشاركتها في جنيف 2 بشدة" كما قال، وهو تعبير ديبلوماسي قوي يراد له ان يعبر عن رغبة في انخراط ايران دوليا في حل الازمة السورية وان تدفع في هذا الاتجاه لئلا تبقى الازمة السورية عالقة الى مؤتمرات جنيف اخرى. ذلك علما ان هذه المؤتمرات يرجح كثر حصولها نظرا الى عدم وجود اوهام كبيرة حول نتائج تنفيذية من مؤتمر جنيف 2 في ظل مواقف مبدئية مختلفة بين الدول الغربية وروسيا من جهة واصرار هذه الاخيرة على اولوية محاربة الارهاب اي دعم النظام والمنطق الذي يقول به وانقسام المعارضة السورية من جهة اخرى حول المشاركة في المؤتمر واحتمال الا تكون على قدر مستوى التفاوض مع مندوبي النظام المخضرمين.

في اي حال ثمة اشارة تمت قراءتها ايجابا من ايران ( كما من سواها) من خلال الدفع الذي بدأ يشهده موضوع تأليف الحكومة في لبنان في الايام العشرة الاخيرة في ظل تنازلات مؤلمة من الطرفين الاساسيين اي فريقي 14 و8 آذار، الامر الذي يعني وعي المخاطر التي يهدد انزلاق الوضع اللبناني اليها بعد التطورات الخطيرة التي شهدتها في فترة نهاية السنة المنصرمة وبداية السنة الجديدة من المزيد من انتقال النار السورية او الى التماثل مع العراق مما يجعل الدول التي لايران نفوذا متناميا فيها اي العراق وسوريا ولبنان بمثابة كرة واحدة ملتهبة على وقع فتنة مذهبية سنية شيعية باتت مؤشراتها خطيرة وتداعياتها واضحة ولا تحتمل اي لبس او غموض. الا ان الامر بالنسبة الى ايران تحديدا يتصل بما اذا كان الاعتدال الذي تعبر عنه ادارة الرئيس حسن روحاني وديبلوماسية الوزير ظريف قد وصلت الى الملفات الحساسة في المنطقة ولم تعد مقتصرة على الملف النووي وحده الذي تم الاتفاق حوله مع الدول الغربية. والتعاون الايراني في الموضوع السوري تعتبره المصادر الديبلوماسية اساسيا في هذا الاطار جنبا الى جنب مع الانفتاح على الدول العربية والتوافق مع المملكة العربية السعودية في الدرجة الاولى.

 

هل تنازل حزب الله حكومياً ولماذا؟

سركيس نعوم/النهار

اتصل بي هاتفياً قبل يومين صديق شخصي لا يعمل في السياسة لكنه بحكم عمله يعرف سياسيين كثيرين، ويعرف منهم الكثير من المعطيات والأخبار. كما تشمل معرفته أوضاعاً خارجية يخضع لبنان إلى انعكاساتها. قال لي وبشيء من الفرح: "أريد أن أسألك لماذا يبدو "حزب الله" مستعجلاً تأليف الحكومة التي يتداول أخبارها الجميع الآن؟ بل لماذا تنازل من أجل تسهيل تأليفها؟ وما هي التنازلات التي قدّم؟ هل تريد أن تعرفها؟". أجبت: "نعم"، فتابع: "قَبِل المداورة في الحقائب الوزارية وكان يرفضها. وقَبِل "إعلان بعبدا" بعدما كان أنكر قبل أسابيع أنه وافق عليه في جلسة "الحوار الوطني". وتخلى عن "ثلاثيته الذهبية" الشعب والجيش والمقاومة". أضاف: "شكلاً ستكون الحكومة من ثلاث ثمانات (8 + 8 + 8) أي ثمانية وزراء لـ8 آذار، وثمانية أخرون لـ14 آذار، وثمانية لـ"الوسطيين"، أي لرئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة تمام سلام والزعيم الدرزي الأبرز وليد جنبلاط. لكن عملياً سيكون لـ8 آذار وزير تاسع سيسميه سليمان معتبراً إياه من حصته هو مستشاره الشيعي العميد المتقاعد عبد المطلب الحنّاوي. وهذا أمر لا يجهله سيد قصر بعبدا لكن ربما يتجاهله لأن الحكومة لن تعمّر رسمياً أكثر من بضعة أشهر. إذ تستقيل بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل أواخر شهر أيار المقبل، أو تصبح حكومة تصريف أعمال في صورة عامة، وتصريف الاعمال الضرورية للرئاسة الاولى في حال خيَّم الفراغ عليها. وفي الوضعين لا يعود الانتماء السياسي الفعلي للحنّاوي مهماً. طبعاً لا يجهل "حزب الله" والرئيس نبيه بري الأمر نفسه ايضاً وآخرون. لكن رغم ذلك"، تابع الصديق الشخصي "ستكون الغالبية في الحكومة، وهي مكوّنة من 13 وزيراً لفريق 14". وعندما سألته: "كيف"؟ أجاب: "إجمع وزراء 14 وعددهم ثمانية مع وزراء الرئيس سليمان وهم ثلاثة ووزراء الزعيم وليد جنبلاط وهم ثلاثة ووزراء الرئيس سلام وهم إثنان يصبح عندك غالبية واسعة جداً. وفي أصعب الأحوال ستبقى هذه الغالبية وأن نقُص عدد أعضائها. ذلك أن التكتل داخل مجالس الوزراء ستفرضه الموضوعات التي ستطرح للبحث".

لم يكتفِ الصديق الشخصي بذلك، بل سأل: "هل تريد أن تعرف لماذا تنازل "حزب الله" الأمر الذي سهَّل أو سيُسهِّل تأليف الحكومة؟" أجبت: "نعم". قال: "أولاً لقد تمت عملياً الصفقة اي الـ(Deal) بين أميركا وإيران. وهذا يعني في شكل أو في آخر إبعاد لبنان عن المشكلات أو حصرها. ثانياً صار وجود "الحزب" في سوريا عبئاً عليه، وهو يريد تلافي وضع صدامي خطير داخل لبنان يُصعِّب أوضاعه أكثر، وخصوصاً داخل بيئته وجمهوره. ثالثاً نجاح الجيش اللبناني ومنذ اندلاع الحرب في سوريا في القيام بكل مهماته وإن على نحو غير تام أحياناً رغم نقص عديده وسلاحه. وواجه صعوبات عدة أهمها تنقُّل المشكلات والأزمات بين المناطق واضطراره إلى اللحاق بها. وهذا يعني في رأيي ان تلويح "حزب الله" بتنفيذ "7 أيار" ثانٍ ضد أخصامه أو بالأحرى أعدائه في لبنان لن يكون ممكناً، إذ إن الجيش هو الذي سيمنع ذلك أو يتصدى له في حال بدأ".

هل هذا التقويم المفصَّل للصديق الشخصي واقعي أم فيه تمنيات وأوهام؟

مجرد معرفة الصديق بقصة الوزير عبد المطلب الحنّاوي، وبحقيقة موقعه وبحقيقة موقف من يجعله من حصته الحكومية، يدل على أنه شخص مطَّلع و"متداخل" و"ليس حبتين" كما يقال. وهو فعلاً ليس كذلك لأن "تجربتي" معه تكرِّس هذا الانطباع. لكن ذلك لا يكفي للقول أن تقويمه صحيح مئة في المئة وإن من دون الدخول في تصنيفه، أي هل يدخل في باب الأوهام أو باب التمنيات. فالغالبية الحكومية ليست مضمونة على النحو الذي يعتقده، رغم اقتناع 8 آذار باقتراب الرئيس سليمان من 14 آذار والمملكة العربية السعودية، وبعضوية رئيس الحكومة فيه. فالزعيم الدرزي الأبرز جنبلاط لن يبادر "حزب الله" بالعداء، ووزراؤه الثلاثة (درزيان وكاثوليكي) مع الحنّاوي ووزراء 8 آذار يشكلان نصف عدد أعضاء مجلس الوزراء. ولا يعرف أحد إذا كانت هناك خروقات أخرى أو وسطيون فعليون آخرون. فضلاً عن أنه يكفي 8 آذار لاسقاط الحكومة أن يستقيل وزراؤه المضمونون مع وزير رئيس الجمهورية وعددهم تسعة. ماذا عن التنازلات الأخرى وماذا عن أسبابها؟ وما هي القصة الفعلية للتطورات التي فتحت باب حل الأزمة الحكومية وإن مواربة حتى الآن؟

 

المحاكمة بدأت فمتى تصدر الأحكام وهل الوقت يعمل لمصلحة العدالة أم السياسة؟

اميل خوري/النهار

تبدأ اليوم محاكمة المتهمين بارتكاب جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، ولا شك في انها بداية مهمة ولكن الأهم هو كيف ستنتهي ومتى؟ فإذا كان انشاء هذه المحكمة تطلب سنوات، فكم يتطلب من الوقت صدور الاحكام النهائية عنها؟ لقد مرّ انشاء المحكمة بمراحل صعبة وتجاذبات سياسية حادة بلغت حد استقالة الوزراء الشيعة من الحكومة احتجاجاً على إقرار النظام الاساسي للمحكمة قبل الأخذ بملاحظاتهم، فاعتبرت الحكومة غير ميثاقية بعد هذه الاستقالة وبعد تعذر تعيين وزراء بدائل، وأقفل مجلس النواب أبوابه في وجهها ورفض تسلم أي مشروع يحال منها إليه. وعندما صدر قرار مجلس الامن بإنشاء المحكمة عام 2007 رغم كل مراحل التجاذب والانقسام الداخلي التي مرّ بها، كتبت وزيرة الخارجية الاميركية يومذاك كوندوليزا رايس مقالا في “النهار” تحت عنوان: “محكمة من أجل لبنان”، جاء فيه: “إن إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء رفيق الحريري وأكثر من 20 آخرين في شباط 2005 تتولى مساءلة أولئك الذين استخدموا الارهاب في محاولة لتخويف الشعب اللبناني، سوف تحمي اولئك الذين يسعون الى الحرية والديموقراطية، وتؤكد بما لا يقبل الجدل استقلال لبنان وسيادته في وجه اي تدخل من الجيران. فالولايات المتحدة الاميركية واصدقاء لبنان الآخرون يؤمنون بأن إقرار المحكمة من خلال المسار اللبناني هو الخيار الأفضل، وكان هذا هو الهدف الواضح لمجلس الامن عندما طلب بالاجماع من الامين العام للامم المتحدة التفاوض مع اللبنانيين على إقرار محكمة خاصة بلبنان، ليس بهدف كشف الحقيقة فحسب، وإنما ايضاً تعزيز الاستقرار والامن في لبنان. اما اولئك الذين يخشون “تسييس” المحكمة، فهم أنفسهم الذين سيّسوها من خلال ربط ولادة هذه المحكمة بمطالبتهم بحكومة جديدة”. وختمت بالقول: “إن المجتمع الدولي تماشياً مع تعهده مساعدة الشعب اللبناني في تحقيق رؤيته للديموقراطية، سوف يستخدم كل الوسائل لتحقيق مزيد من العدالة ووضع نهاية لحملة الاغتيالات الحالية”. هذا ما قالته وزيرة الخارجية الاميركية في حينه، لكن انشاء المحكمة لم يوقف مسلسل القتل والاغتيال في لبنان، فهل توقفه أحكامها بحق من ارتكبوا هذه الجرائم، وحان الوقت لوضع حد لحصانة الجرائم؟ وماذا عن الذين دبّروا وخططوا لها. والسؤال الذي يشغل بال اللبنانيين، ولا سيما بال ذوي الضحايا والشهداء هو: إذا كان انشاء المحكمة الخاصة بلبنان استغرق اتخاذ قرار به سبع سنوات، فكم سيستغرق من الوقت صدور احكام نهائية ومبرمة بحق من تثبت عليهم تهمة ارتكاب جرائم الاغتيال في لبنان، وهل يعمل الوقت لمصلحة القتلة ام لمصلحة المقتولين، ولمصلحة العدالة ام لمصلحة السياسة؟

لقد بدأت اليوم محاكمة المتهمين بارتكاب جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه، فمتى تصدر الاحكام ويعرف اهل الشهداء قبل ان يفارقوا الحياة اسماء القتلة ومن خلالهم يعرفون من كان وراءهم وإن بقي حسابهم عند الله؟

الواقع ان اسئلة كثيرة تطرح ولا اجوبة قاطعة عنها الآن، ما يجعل صدور الاحكام النهائية المبرمة يحتاج الى سنوات كتلك التي تطلبها انشاء المحكمة... ولا احد يعلم ما يخلقه الله خلال هذه السنوات ويغير مسار المحكمة، او يدخلها في الزواريب السياسية والمساومات والمصالحات والمسامحات لينتهي كل شيء بعفو عام كما انتهت جرائم حروب كثيرة بعبارة “مضى ما مضى”.

فإذا كانت ثمة أسباب بررت تأخير صدور القرار بإنشاء المحكمة الخاصة بلبنان، فما هي الاسباب التي تبرر تأخر صدور الاحكام خصوصا ان الادلة والقرائن كما يقول قضاة في المحكمة واضحة وتدين المتهمين، ولماذا تكون المحاكمة عملية قضائية طويلة ومعقدة، او تطول جلساتها، بحيث تنتهي ولاية المحكمة في شباط 2015 وتواجه في مجلس الامن الدولي وفي لبنان مسألة التمديد لها كي تنجز مهمتها، وهو تمديد قد يواجه تعقيدات في مجلس الامن اذا دخلت عليه اعتبارات سياسية وتجاذبات بين الدول الخمس الكبرى بدافع المصالح، او قد يواجه تعقيدات سياسية في لبنان بفعل التطورات والمتغيرات، فترفض حكومة من الحكومات مواصلة دفع ما يتوجب على لبنان للمحكمة لأسباب شتى والادعاء ان لبنان دفع الكثير ولم يصل الى نتيجة وهو لا يعرف متى يصل اليها.. لذلك، فإن النسيان قد يأتي به طول الوقت ويساعد على معرفة القتلة باحكام تصدر عن المحكمة لكنها تبقى ربما غير قابلة للتنفيذ اذا لم يتم تسليمهم وطلب اعادة محاكمتهم وجاهياً، او يتم التوصل الى تسوية ومصالحة تنتهي بالعفو العام كما حصل في جرائم حرب الـ75 وكما حصل بعد احداث 1860 التي طويت صفحتها بعبارة “مضى ما مضى”... لتبدأ الحياة الطبيعية من جديد رغبة في التسامح والغفران أو بفعل المقايضات السياسية.

 

لاهاي تضع اليوم "نقطة على سطر".. التفلّت من العقاب

ربى كبّارة/النهار

يضع قضاة دوليون من المشهود بنزاهتهم اليوم في ضاحية لاينسدام في عاصمة العدالة الدولية لاهاي، نقطة على سطر زمن التفلت من العقاب في اطار الاغتيال السياسي الذي ضرب لبنان منذ عقود، وتصاعد بقوة منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ليحصد 11 شخصية من رموزه السيادية وجميعها مناهض لتبعية "حزب الله" المطلقة لايران ولهيمنة سوريا على اراضي بلاده.

هو حدث لبناني اقليمي دولي، ويوم تاريخي غير مسبوق قد تحقق للبنان وللعالم العربي بمجمله. فرغم طول المدة التي ناهزت تسع سنوات من يوم 14 شباط 2005 الذي غير صورة لبنان بما اجبر القوات السورية على الانسحاب بعد نحو شهرين الى 16 كانون الثاني 2014 ، ورغم كل محاولات تشويه صورة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي قام بها "حزب الله" ووسائل اعلام لصيقة به عبر تسريبات تضر بسمعتها، ورغم اعلان الحزب من دون مواربة انها مجرد مؤامرة اميركية- اسرائيلية ضده ورفعه المتهمين الاربعة من قيادييه الى مصاف القديسين وامتناعه عن تسليمهم، فقد اضيف اليهم مؤخرا متهم خامس من الحزب نفسه. وكذلك رغم "مؤامرة شهود الزور" التي ابتدعها ليسقط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الرئيس سعد الحريري ثم تناسيه، مع الحكومة التي شكلها برئاسة نجيب ميقاتي، هذا الملف، الا انه لم ينجح في منع التزام لبنان دفع حصته من تمويل المحكمة.

صحيح ان المرحلة الاولى تتعلق بحادثة اغتيال الحريري وتشمل محاولة اغتيال سبقت وطاولت النائب والوزير السابق مروان حمادة اضافة الى محاولة لاحقة استهدفت الوزير السابق الياس المر ومن ثم اغتيال جورج حاوي، لكنها بالتأكيد تفتح الافق على كل مشاهد الاغتيال السياسي وصولا الى آخرها قبل اسابيع قليلة والتي استهدفت مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح على بعد امتار قليلة من بيت الوسط.

ولقد اكد الناطق باسم المحكمة مارتن يوسف ان القرار الاتهامي بحق عناصر "حزب الله" الاربعة لم يكشف حين صدوره في آب 2011 عن كل ادلة الادعاء، لان قرار المحكمة رفع السرية عنه طاول اجزاء محددة.

فهل تتضمن المفاجآت، التي لوّح بها قبل ايام قليلة المدعي العام نورمان فاريل، مثلا ادلة تعيد الضباط الاربعة، مسؤولي اجهزة امنية لبنانية حينها، الى الواجهة، وهم الضباط الذين اخلت المحكمة سبيلهم فور قيامها تطبيقا لنظامها، او تستعيد اسماء خمسة مسؤولين سوريين وردت في نسخة تقرير رفعها في البداية القاضي ديتليف ميليس ثم اختفت بقدرة قادر فلم يظهر لها اثر في القرار الاتهامي؟

وتحظى هذه المحكمة بتأييد دولي جامع، شمل قبل ايام قليلة روسيا، وقد اعرب عنه وزير خارجيتها سيرغي لافروف خلال لقائه الرئيس سعد الحريري.

تنطلق المحاكمات وسط مشهدية حاشدة يتصدرها سعد الحريري ولفيف من اهالي الضحايا والمتضررين، اضافة الى حضور ديبلوماسي لافت، فيما تنتظر البلاد ولادة صعبة لحكومة ترتبط ضرورتها باقتراب الاستحقاق الرئاسي وسط غموض يلف مصيره. ويتساءل سياسي لبناني مخضرم عن احتمالات انعكاسات مستجدات لاهاي على الوضع السياسي الداخلي مع تهافت "حزب الله" على قيام حكومة لن يتعدى عمرها الاشهر القليلة، خصوصا انها وإن سمّيت حكومة جامعة، فهي لا تستند الى توافق سياسي بين مكوناتها، والذي يبقى مستحيلا طالما ان "حزب الله" منغمس في الحرب السورية الى جانب النظام الاسدي. كما يتساءل عن تأثير حجم الادلة الجديدة على "مؤتمر جنيف 2" الذي ينعقد بعد اقل من اسبوع للبحث في قيام سلطة انتقالية في سوريا.

 

شبقلو: المحكمة مكسب للبنان والعالم

المستقبل/رأى المحامي فؤاد شبقلو أن "اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري جريمة علنية، جرت في لبنان على مرأى ومسمع من الشعب اللبناني والعربي وهي في منطقها الجنائي معروفة المصدر والتآمر والتنفيذ". وأشار الى أن "انعقاد المحكمة وبدء أعمالها يريح اللبنانيين والعرب ويظهر ان الافلات من العقاب قد انتهى"، مؤكداً أن "من ينفذ التفجيرات على الساحة اللبنانية لديه "بصمة" معروفة، فالمحرض والممول معروف لكن الادوات تتغير". وشدد على أن "المحكمة مكسب كبير للبنان وللعالم لأنها تخفف من وطأة وتأثير الجريمة السياسية". وأوضح شبقلو في حديث إلى "قناة المستقبل" أمس، أن "مهمة المحكمة اليوم هي التثبّت من الوقائع التي يتداولها الوسط اللبناني عن الاغتيال والتمويل والتخطيط والتحريض"، لافتا الى أن "القاتل والجهة المسؤولة عن هذا الاغتيال لا تزال منذ خمس سنوات تمارس الدور عينه، وعلى الرغم من أنه تم استخدام كل الموبقات للطعن بالمحكمة، لكننا خضنا معركة عنيفة خلال هذه الفترة للدفاع عن فكرة المحكمة واستقلاليتها والقيام بمهامها ، كما كانت لدينا صعوبات جمة".

وقال: "المحكمة ستثبت من اشترك وخطط ومول وحرّض". وأوضح أنه "مع انعقاد المحكمة فإن الخصم خائف ومرتعش والجناة هاربون من العدالة وملاحقون"، معتبرا أن "انعقاد المحكمة وبدء اعمالها يريح اللبنانيين والعرب ويظهر ان الافلات من العقاب قد انتهى"، مشيراً إلى أن "من ينفذ التفجيرات على الساحة اللبنانية لديه "بصمة" معروفة، فالمحرض والممول معروف لكن الادوات تتغير".

وعن طلب ضم قضية حسن مرعي الى ملف قضية عياش وآخرين في المحكمة، قال: "هذا الطلب عادي، لكنهم يعطونه اهمية ويريدون فلسفته، فالجلسات تبقى سائرة ولا تتوقف، وبرأيي كان هناك بطء في العمل الاداري للمحكمة، ولاحقا سيظهر عدد من المتهمين كالشخص الخامس ودفعات ممنهجة وسيكتشف التحقيق ان عددا اخر تدخّل في هذه الجريمة وسيجري ادخاله ويوكّل له محام ويستمهل للاطلاع على الملف، هذه المماطلة علينا ان نستوعبها جميعا، كما علينا ان لا نعقد القضايا الادارية التي تطرأ على اعمال كل محكمة جنايات او جزائية بهذه القضية، احيانا اطالة امد الدعوى يكون فيها حكمة وليست كلها بطئا وفسادا ولا مبالاة". وشدد شبقلو على أن "ما نريد معرفته هو من اجتمع في مكان ما في لبنان وخارجه وقرر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما هي الاسباب التي ادت الى ذلك".

ورأى أن "اغتيال الرئيس الشهيد يظهر كأنه خصومة شخصية وسياسية، لذا حاولوا الاساءة الى السعودية، والمسلمين واللبنانيين فقتلوا رفيق الحريري، ليقولوا إنه مهما علت قدمكم فستبقوا تحت جزمة الجندي السوري". واعتبر ان "الاغتيال تم ضمن الادارة السورية للبنان، لكن تمكن بعدها الشعب اللبناني من اخراج السوري". وأكد شبقلو أن "هذا الإغتيال محكم، وتمت دراسته لأشهر، وأصابوا الرئيس الشهيد على الرغم من تحصين السيارات والامن، وهذا يعني ان هذه اداة احتراف اي انهم نفذوا حوالي 50 عملية قتل سابقا ببشر حقيقيين حتى نجحوا باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وشدد على أن "كشف الحقيقة سيترك آثارا ايجابية في لبنان ولدى اللبنانيين". ولفت الى انه "لا علاقة لـ"حزب الله" إن ثبتت التهمة على المشتبه بهم، فهذه المحكمة ليست من ضمن اختصاصها ان تحاكم جمعيات سياسية او مؤسسات او دولا". وختم شبقلو: "إن المحكمة مكسب كبير للبنان واللبنانيين وللعالم الثالث لأنها تخفف من وطأة وتأثير الجريمة السياسية، وقد تحول دون انعقادها مستقبلاً، وكلما تقدّم البحث القضائي في هذه المحكمة، نجح لبنان في هذا المعيار ، وعلى الرغم من "أن البعض اتهم هذه المحكمة بالفساد الاخلاقي والسياسي، وبأنها اسرائيلية الا انها تتمتع بثقة المجتمع الدولي والعربي واللبناني، وستكمل طريقها شاء المترددون أم أبوا".

 

 

الجريمة عندما تكون من أجل العقيدة

د.مصطفى علوش/المستقبل

"إن أعظم الشرور في التاريخ لم يرتكبها وحوش، بل بشر عاديون يخضعون لأوامر من مرجعيتهم، وبالتالي فهم كانوا ينفذون الأوامر من دون ندم على أساس أنه الخيار العادي". (هانّا أرندت)

"عن محاكمة أدولف إيخمان"

في أيام المراهقة السياسية كنا نسمي من يغتال شخصاً خدمة لعقيدته الثورية مناضلاً، ولم نكن نأبه لعدد الضحايا الأبرياء الذين يسقطون معه عن طريق الصدفة، أو إن كانت التهمة صحيحة، المهم كان أن قائداً عقائدياً ما أصدر حكم الإعدام، وأن عميلاً أو خائناً أو رأسمالياً أو رجعياً ما قد نال قصاصه العادل. لا يهم أيضاً إن كان هذا العميل رب عائلة حنوناً أو مهنياً ناجحاً أو عالماً متفوقاً أو محسناً كريماً أو مفكراً عظيماً، فالقرار الصادر من قائد حزبي أو فيلسوف عقائدي أهم من تلك التفاصيل المملة كلها. أما التنفيذ فعلى همة مجموعة من "المناضلين"، اجتمعت في قبو معتم ورطب ورسمت مخطط الجريمة. اغتيال رفيق الحريري كان من هذا النوع، اغتيال عقائدي مبني على رؤيا عقائدية تتعلّق بدور رفيق الحريري السياسي والاجتماعي وتأثيره على أهداف مشروع ولاية الفقيه، يعني أن الاغتيال كان سياسياً بامتياز وقد جرى البحث بمسوغاته وتداعياته ملياً في مركز القرار العقائدي السياسي، وصدرت به فتوى واضحة قبل التنفيذ. كثير من الترّهات الإعلامية كان قد رماها "حزب الله" وإعلامه وقياداته حول قصص الود بين حسن نصر الله ورفيق الحريري، وعن التزام الحريري بالمقاومة، ولم يتورع حسن نصر الله عن الذهاب للتعزية، ولولا الحذر الأمني لكان مشى بالجنازة! لكن ذلك كله لم يَعْدُ كونه امتداداً لشريط أبو عدس. على عكس ما يظن معظم الناس، فلم يكن "حزب الله" منزعجاً أو حتى مهموماً من رد الفعل المنطقي باتهام النظام السوري بعملية الاغتيال. فقد كانت هذه النقطة درست بعناية قبل التنفيذ، وقد أقول بأن اتهام النظام السوري كان من الفوائد الجانبية لـ"حزب الله" ولإيران من عملية الاغتيال. فقد بشار الأسد بعد العملية موقع الشريك المضارب مع إيران وأتباعها، وهو الذي كان يملك قبلها أكثر من نصف الأسهم في لبنان، ليتحوّل إلى مجرد مساهم ثانوي بعد خروج قواته، وبعد ازدياد عزلته الدولية.

على الرغم من الشكوك التي ترددت أحاديثها عن استحالة قيام النظام السوري بعملية بحجم اغتيال رفيق الحريري من دون معرفة مخابرات "حزب الله"، لكن قوى آذار تجاوزت تلك الشكوك سعياً وراء الاستقرار من خلال تحييد الشريك الوطني الإلزامي وتشجيعه على المضي في منطق التعاون مع الشركاء، وبالتالي دفعه إلى التخلي عن شريكه المتهم.

لست أدري اليوم إن كان ذلك غباءً أو تقية من قبل قوى آذار التي كان يقودها وليد جنبلاط، العالم بخبايا الأمور، وهو الذي قال يوماً إن متفجرة مروان حمادة كان قد تم تحضيرها في مكان ما في الضاحية الجنوبية، وسمّى "حزب الله" بحزب الغدر. لكن المؤكد هو أن سعد الحريري كان يرفض حتى فكرة اتهام "حزب الله" لأنه كان مقتنعاً بمناقبية حسن نصر الله وبأن أخلاقه لم تكن لتسمح له بأن "يغدر" برفيق الحريري.

كانت أيام طفولة سياسية، فلم يكن وقتها بعضنا يفهم معنى العقيدة وتأثيرها على عقل بعض البشر، وكيف أن القاتل العقائدي له أسباب أخلاقية لا علاقة لها بالمعايير الإنسانية العادية.

لقد شكل رفيق الحريري عائقاً حقيقياً في وجه مشروع ولاية الفقيه وهوالأممي الطابع العابر للحدود والذي يهدف إلى إحداث تغيير جذري في السلوكيات الاجتماعية والسياسية في المنطقة. فمن ناحية لبنان فقد كان مشروع تثبيت أركان الدولة وإعادة رسم ملامحها السيادية والاقتصادية والديبلوماسية، عائقاً خطيراً في وجه ضم البلد إلى مشروع اسطوري، لا يملك شيئاً من معالم الدولة والاقتصاد غير عنوان غامض اسمه "المقاومة". ولهذا السبب بالذات فقد كان الود معدوماً ما بين "حزب الله" ورفيق الحريري خلال كل سنوات وجوده في الحكم. حتى مبدأ تشريع المقاومة سنة نسبه الحزب إلى وزيرَي خارجية إيران وسوريا، وتم تجاهل دور الحريري بالكامل في أدبيات المحازبين (راجع كتاب نعيم قاسم عن "حزب الله"). أما من الناحية الأممية فإن مشروع ولاية الفقيه قائم على أساس الصراع بين الخير والشر وبين الثقافات وعلى أساس اعتبار أميركا الشيطان الأكبر، وعلى أساس أن حرسه الثوري هو جزء من صراع أممي. أما نهج رفيق الحريري فهو ببساطة يرتكز على التفاهم والحوار والاستقرار، وأن لا شيطان أكبر ولا ملاك أكبر، لأن كل شيء هو نسبي. في شهر شباط ، اجتمعنا كوفد من كتلة نواب "المستقبل" مع الأمين العام لـ"حزب الله" في مقره في حارة حريك. استغرق نصر الله يومها بحفلة من الاستهزاء بالمخابرات السورية معتبراً أنها "ليست بالكفاءة اللازمة للتخطيط والتنفيذ في عملية بحجم اغتيال رفيق الحريري"، واستشهد أيضاً بنكتة كان قد أطلقها النائب باسم الشاب حول المخابرات السورية، بما أنه كان حاضراً في ذلك الاجتماع. في الوقت نفسه أكد لنا نصر الله أنه موافق من دون تحفظ على المحكمة الدولية، ونصحنا بعدم اتهام سوريا لأن هناك احتمال خمسة في المئة بأن لا تكون هي التي ارتكبت الجريمة. مع ذلك فقد كانت أجهزة الحزب النيابية والوزارية والاستخباراتية، تضع كل العراقيل في وجه إنشاء المحكمة وفي وجه لجنة التحقيق، على أمل أن تبقى الاتهامات محصورة بالظن بالنظام السوري، من دون أن تصل إلى قرائن كافية للوصول إلى المحاكمة. الحد الفاصل بين الشك واليقين بالنسبة الى "حزب الله"، كان في المعطيات التي وفرها الشهيد وسام عيد للتحقيق، وفيها القرائن التي وجهت لأول مرة أصابع الاتهام إلى عناصر من "حزب الله" بارتكاب الجريمة. يومها تبدد شك جهاز القتل في الحزب بإمكانية كشف الجريمة بيقين أن المحكمة ستعلن قريباً أسماء المتهمين بتنفيذها، وقد كانت النتيجة أن اغتيل وسام عيد عقاباً له على تجرُّئه على كشف القرائن، وسعياً الى تحذير الشهود من أن مصيراً مماثلاً ينتظرهم إن هم ساهموا في كشف الجريمة. في الوقت نفسه بدأ التهديد بالفتنة المذهبية من قبل "حزب الله" بالذات، إن استكمل مسار المحكمة. وبدأ الحديث عن مخطط إسرائيلي يسيّر القضاة ولجنة التحقيق. لم يكن أحد ينتظر من حسن نصر الله أن يسلّم المتهمين إلى العدالة، ويمكنني القول إن هذا الحزب تخطى اليوم مسألة المحكمة بأشواط من خلال الدخول إلى سوريا وخوضه هناك معركة مصيرية تعني حياة أو موت مشروعه العقائدي، الذي من أجله جرى اغتيال رفيق الحريري وكل رفاقه الذين لحقوه. هذا لا يعني أن المحكمة أصبحت مسألة ثانوية، فالواقع هو أنه من الضرورة أن يتم عرض الوقائع التي تثبت إدانة المتهمين وفضح المتورطين والتشهير بالمخططين وبالذين أصدروا الأوامر، لتنهي معها مهزلة عشناها على مدى عقود من حياتنا يتسابق فيها القتلة والمجرمون في الحديث عن مكارم الأخلاق والعدل وسلطة القانون.

الواقع كما أراه اليوم هو أن مشروع ولاية الفقيه رأى في رفيق الحريري عقبة مستحيلة أمام مشروع التسلل المتدرج إلى لبنان من خلال أحبولة المقاومة. انتظر حتى أتى الوقت المناسب، فاستدرج أحمق اسمه بشار الاسد إلى ساحة الجريمة وجعله شريكاً فيها، وكان اتهام النظام السوري فوائد كبرى لـ"حزب الله" ولإيران، خصوصاً بعد خروج القوات السورية وبالتالي خلو الساحة الأمنية ليتفرد الحزب في حكم لبنان أمنياً من دون شراكة أو منافسة. لقد دخل الشك على عقل بشار الاسد متأخراً بخصوص هذا الفخ، وأظن أن تسريبات ميشال سماحة لمجلة "دير شبيغل" حول تورط "حزب الله" بالجريمة كانت نوعاً من الانتقام أو التحذير من قبل النظام السوري ضد "حزب الله". كما أن العارفين بتفاصيل الاتفاقات السعودية - السورية الفاشلة يؤكدون أن بشار الأسد كان يسعى من خلال الاتفاق ليتخلص من الهيمنة الإيرانية، وربما إلى رد الطعنة لـ"حزب الله".

لكن شيئاً ما حدث دفع بشار الأسد إلى التراجع عما اتفق عليه مع الملك عبد الله، فلا أظن أن ولاية الفقيه كانت ستأخذه شريكاً إلا إذا كان رهينة في يدها. اليوم أصبح بشار الأسد بعد الثورة في سوريا جثةً سياسية، و"حزب الله" يتساقط قتلى عقيدته هناك لمجرد تحسين شروط التسوية الآتية لإيران، لكن المحكمة ستفضح سقوطه الأخلاقي وتنهي هالة القداسة عنه ليصبح مجرد عصابة للجريمة العقائدية.

() عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل"

 

محكمة ... كي لا نسامح ولا نشارك

محمد سلام

حدود الدور القضائي للمحكمة الخاصة بلبنان تقتصر على إصدار أحكام غيابية، يوماً ما، بحق مجرمين متوارين لن تستطيع أي سلطة في الكون العثور عليهم ولا بعد 300 سنة، وفق تعهد السيد حسن نصر الله، ربما لأن مشغلهم قتلهم وبعثر جثثهم. عدالة المحكمة لن تطبّق على الجناة. قصاص أسيادهم هو الذي سيقتلهم لأنهم "حمير" وجب قتلهم، منعاً لمثولهم أمام أي تحقيق أو قضاء، كي لا يكشفوا "أينشتاين" الذي أمر بالقتل، وخطط له، وموّله، وغطاه.

اللواء جميل السيد كان قد قال في مقابلة صحافية نادرة أن الذي اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو "اينشتاين أو حمار."

إستنتاجنا، تحليلاً، هو أن "أينشتاين" سيقتل "الحمار" –وقد يكون قتله- كي لا يكشفه.

ذكرت مجلة دير شبيغل الألمانية أن إثنين من المتهمين الأربعة قد قتلا، وأن إثنين منهما موجودان في إيران. فهل تمت عملية تصفية إستباقية لإثنين من "الحمير؟"

يوم أعلن السيد حسن نصر الله أن أحداً لن يتمكن من إعتقال "الأخوة" الأربعة حتى بعد 300 سنة صفق له شعبه، واعتبروا أنه نموذج للقائد الذي يحمي أنصاره.

هل صفق له المتهمون الأربعة أيضاً، أم ترى أنهم فهموا مضمون التعهد؟

أتذكرون قصة "الحمار" الصربي سلوبودان ميلوسوفيتش؟ حصل "خطأ" في مسيرته. سقط نظامه قبل أن يقتل، فتم تسليمه إلى المحكمة الدولية الخاصة بجرائم يوغوسلافيا السابقة، لكنه "مات" في سجنها أثناء المحاكمة نتيجة تناوله عقاراً طبياً لم يعرف أحد، حتى الآن، من وصفه له، وكيف أدخل إلى سجن العدالة الدولية.

وماذا عن طاغية ليبيا "الحمار" معمّر القذافي؟ ألم تصدر المحكمة الجنائية الدولية والإنتربول (الشرطة الدولية) مذكرات توقيف بحقه في 27 حزيران العام 2011 فقتل بعد ذلك التاريخ بأربعة أشهر، وتحديداً في 20 تشرين الأول على أيدي "الثوار" الليبيين بعدما "أغارت" طائرات حلف شمال الأطلسي على موكبه في منطقة سرت؟

الرئيس السوداني عمر البشير حالة خاصة. أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 14 تموز العام 2008 مذكرة توقيف بحقه لاتهامه بإرتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور، في أول إتهام من نوعه بحق رئيس ممارس للسلطة. فماذا حصل؟ لا شيء. ما زال البشير حراً طليقاً رئيساً ممارساً بانتظار أن ... يموت رئيساً أو أن يقتل إذا اهتز نظامه. لكنه ... لن يخضع للمحاكمة ولن تلغى مذكرة توقيفه.

المحكمة الخاصة بلبنان ستحكم بالعدل. لا شك في ذلك. ولكن وقف القتل والإفلات من العقاب لن يتحقق إلا إذا سقط نظاما "أينشتاين"  -العلماني في دمشق والآلهي في طهران- والدليل على ذلك هو أن القتلة ما زالوا يقتلون، وقد قتلوا الدكتور محمد شطح قبل أيام من بدء عمل المحكمة الخاصة بلبنان ... وأفلتوا من العقاب ويريدون من ضحاياهم أن يشاركوهم في ... "حكومة جامعة."

فضيلة المحكمة الخاصة بلبنان أكبر من دورها القضائي، لأنها تذكرنا بآفاق دورنا السياسي-الوطني-الأخلاقي التي تتلخص بأربع لاءات: لا ننسى، لا نسامح، لا نصالح، لا ... نشارك.

أفضل ما في مسار المحكمة الخاصة هو أن جلساتها بدأت قبل "تأليف" حكومة لبنان.

       

فارس خشّان: رافضو المحكمة هم "داعش لبنان" ولولا "طبيعة الجريمة" لكان نصرالله متهما

قال مستشار التحرير في يقال.نت الزميل فارس خشان، في مقابلة مع بولا يعقوبيان على تلفزيون " المستقبل" في إطلالة من لاهاي، إنه "من خلال المشهد في لاهاي نكتشف لسوء الحظ أن الثقة العامة بلبنان غير متوافرة سواء الثقة بالاجهزة القضائية او بالاجهزة الامنية وبالسلطات." ولفت الى أن مديرية المخابرات "تخبرنا يوميا بأنها القت القبض على ارهابيين لكن الإشكالية تكمن في أن هؤلاء الذين يُلقى القبض عليهم لم يصدر بحقهم اي قرار اتهامي او ظني بل تحوم حولهم شبهات عامة وعليهم ملفات امنية، لكن في المقابل، ونظرا للمعايير نفسها التي تُعلن عنها مجيرية المخابرات ودعايات 8 آذار، الا يمكننا اعتبار مصطفى بدر الدين وسليم عياش، مثلا، بأنهما؟

وتابع: اذا كان يتم اعتبار من لم تصدر بحقهم اي مذكرة توقيف، ارهابيين فماذا عن الذين صدر في حقهم اتهام موثق يشمل اثني عشر ألف دليل ؟ الا تنطبق على هؤلاء صفة الارهابيين بشكل رسمي ؟ كيف تجرؤ هذه الاجهزة على الحديث عن انجازات بينما هي تركت الأمور تذهب الى لاهاي وتركت إرهابيين موثقة اتهاماتهم بأدلة "أحرارا"؟ وقال: لسوء حظنا، الأجهزة الأمنية حولت دمنا الى مياه . من يريد ان يعمل من نفسه بطلا عليه ان يكون بطلا من خلال العدالة والسوية في التعامل مع جميع الناس . لا سعد الحريري ولا اهالي الضحايا مضطرين أن يكونوا في لاهاي طلبا للعدالة ، الجميع كان يجب ان نكون في بيروت مع القضاء اللبناني وتحت حماية اجهزة الدولة اللبنانية وليس البوليس الهولندي او الدولي وان يحاكمنا القاضي الأجنبي . "أضاف: "يتمرجلون علينا ليلا نهار . لا يجب ان يتهمنا احد بأننا لجأنا الى الأجانب او اننا تركنا لبنان بل نحن نبحث عن مكان لا تكون فيه دماؤنا مياها . المحكمة بدأت عملها في آذار 2009، وضمت الى ملف الحريري 3 ملفات فقط، فلماذا لم تفلح الأجهزة الأمنية والقضاء في وضع يده على ملف واحد من كل هذه الملفات، حتى يطمئن قلبنا اليها؟"

وردا على سؤال قال:" القرار الاتهامي نعرف شيئا منه وغابت عنا اشياء وما غاب عنا سنكتشفه . نحن لا نبحث عن الاثارة ولا عن شيء آخر بل نبحث عما يؤمن الحماية لنا ولاولادنا ولبلدنا ولقياداتنا . نحن نبحث عمّا يعيد السياسة الى الطريق السليم ، الى طريق الصراع السياسي وليس القتل على الطريق حتى يلووا ذراعنا . نحن لسنا ارقاما وصور شهداء . نبحث عن ايقاف هذا المشهد ."

وردا على سؤال آخر، قال:" الاقتصاص من القاتل والعقاب لا يوقف القتل في لبنان ولكن يضع حدا لثقة القاتل بأنه يستطيعون الافلات من العقاب . " وعن إمكان توقف المحكمة عن العمل مع تلاوة القرار الإتهامي، بحيث تختصر المسألة عند حدود القرار بلا حكم، قال:" كل هذا الوقت كان لديهم حلم ان لا تصل المحكمة الى الوجود ومن ثم الى قرار ومن ثم الى تمديد والآن الى حكم. عقلية الترويج لطبخة البحض لازالت تتحكم بهم، على الرغم أنها عقلية ثبت سقوطها المدوي." وتابع: هذا الجيل من القتلة ان لم يُسلّم الى العدالة سيقتل بيد المجموعة التي ينتمي اليها . ميلوزوفيتش تمرجل كثيرا لكنه في النهاية انتحر في زنزانتة في السجن وهو كان بحماية روسيا وغير روسيا وانتهى به الأمر الى الانتحار ." وقال خشان إنه لا يتوقع في المحاكمات مفاجآت، لأن المدعي العام منضبط بحدود الإتهامات التي وجهها، ولكن ، ومن دون وعد الناس بأي شيء، فإن التحقيقات المستمرة يمكن أن تصل الى نتائج أخرى." ولفت الى أن هذه المحكمة هي محكمة غير مسيّسة مطلقا، لا بل البعض هنا في لاهاي يعتبر أنها المحكمة المعادية للسياسة، بدليل أنها اعتبرت أشخاصا مثل مصطفى بدر الدين المسؤول الأمني الكبير في "حزب الله" بأنه مجرد مناصر لحزب الله. وقال خشان إن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان قد اتهم بدور أساسي له في اغتيال الرئيس الحريري، بعد كلامه عن إصراره على حماية المتهمين، لو أن الجريمة كانت جريمة ضد الإنسانية، ولكن تغيير طبيعة الجريمة سابقا، ألغت هذه الإمكانية، لانه بالجرائم الإرهابية المسؤولية فردية ولا يوجد هناك مسؤولية للرئيس عن أعمال مرؤوسيه.

أضاف:" ليس بالصدفة أن معركة كبرى جرت في وقت سابق لإضفاء وصف الجريمة الإرهابية على اغتيال الحريري وحذف كل إشارة الى أنها جريمة ضد الإنسانية."

وردا على سؤال قال: إن أهل العدالة في لبنان سلموا أمرهم للمحكمة الدولية وأعلنوا خضوعهم لما يصدر عنها من قرارات حتى لو كانت تناقض اعتقاداتهم وقناعاتهم ووجهات نظرهم، ولكن أهل المتهمين رفضوا المحكمة، وقرروا أن يكونوا هم المشرع والمحقق والقاضي والبوليس والجيش ومنفذ الأحكام. وأهل الإتهام، بهذا المعنى، عم "داعش لبنان" لأن التكفيريين هم أولئك الذين يرفضون التسليم لأي كان بما له من حقوق وبما له من وظائف، ويعمدون على إلغائهم. وعما نشرته دير سبيغل عن أن متهمين قتلا ومتهمين هربا الى إيران، قال: بطبيعتي أصدق دير شبيغل، لأنني أعرف من يزودها بالأخبار، ولكن في هذا الخبر، هناك محاولة من الطرف نفسه لجر طلب صفقة ، لن تحصل لإنهاء المحكمة وولايتها."

 

روحاني بيتكلم عربي.. يا حلاوة

داود البصري/السياسة

لابد من الاعتراف الصريح, والقول الفصيح, أن ساسة النظام الإيراني بخبرتهم الحوزوية, وبخبثهم التاريخي الموروث, وبطبيعتهم الباردة, بل المتجمدة, يعرفون تماما من أين تؤكل الكتف؟ وهم خبراء دوليون في موضوع "التقية" وإخفاء المشاعر الحقيقية, والتلون بألف لون ولون وفق الظروف والأمزجة, والأماكن, والمناسبات! إنهم يذيقونك من طرف اللسان حلاوة, ولكنهم يزوغون عنك ويلتفون عليك كالثعلب تماما! تلك هي السمة الشاخصة للعقلية الفارسية المعروفة والمكشوفة لنا بحكم المعايشة, والخبرة الميدانية! إنهم خبراء في الذبح بغير سكين! ففي زيارته الأخيرة لإقليم الأحواز العربي المحتل, والمنتهك, والواقع تحت براثن سياسة عنصرية سوداء, هي الأشد والأعنف في تاريخ العالم, المعاصر حرص الرئيس الإيراني الأغا روحاني على مضغ بضع كلمات باللغة العربية التي يعرفها من دون شك بحكم دراسته الحوزوية الفقهية, ومن ضمن ما ردده من كلمات أبيات لشاعر العرب أبوالطيب المتنبي "الخيل والليل والبيداء تعرفني السيف والرمح والقرطاس والقلم"! في بادرة جديدة, وغير مسبوقة في عوالم السلطة الإيرانية التي لا تعرف من التعامل مع عرب الأحواز المحتل غير لغة القوة, والمشانق, والتعسف, والإلغاء, وطبعا كان الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد حينما يزور الإقليم العربي المحتل يلبس الغترة ويعتمر الدشداشة بطريقة هزلية مضحكة تقربا للعرب! ما فعله روحاني من خطوات ديبلوماسية هوتعبير حقيقي, وميداني, عن وصول الإحتقان والحالة الثورية للشباب العربي الأحوازي إلى أقصى مدياتها بعد أن ركز النظام الإيراني, وأجهزته القمعية, في الحرس الإرهابي الثوري على سياسة المشانق الشمولية ضد الشباب العربي الأحوازي الثائر, وبما أن روحاني وفريقه مهمتهم الأساسية ترقيع الخروق في ثوب النظام الإيراني الممزق المهلهل قبل هبوب عواصف التغيير المقبلة, فإن التودد إلى الشعب العربي في إيران لايكون بمجرد الشعارات العاطفية, وإلقاء الشعر, وبذل الوعود الكاذبة حول تنظيف نهر "أروند"!! ونزع الإسم التاريخي له وهو "شط العرب"! الذي يصب في خليج العرب! بل إن التعامل الرسمي مع عرب الأحواز ينبغي أن يكون بشكل صريح وكامل, وشفاف, وعن طريق الاعتراف بهوية الإقليم العربية, وبتعزيز الثقافة واللغة العربية هناك, ومحاربة الجهل, والأمية, وإلغاء القوانين, والأسماء والمسميات العنصرية, والاعتراف الرسمي, والمعلن بخطأ السياسات القمعية الإيرانية ورد الأمور إلى نصابها الصحيح, لايكفي أبدا التغني بأمجاد الماضي ومخاطبة العواطف العربية فقط, فالمتنبي الذي كان رمزا شعريا عربيا, وقامة عربية أصيلة, كان يصف فارس بصفات جميلة لكنه لم يتنكر لأصله العربي الكريم في قصيدته المعروفة : "مغاني الشعب طيبا في المغاني

بمنزلة الربيع من الزمان

ولكن الفتى العربي فيها

غريب الوجه واليد واللسان"

التقرب لعرب الأحواز لايكون ببذل الوعود الجزافية التي لا تجد من ينفذها في طهران, لقد تحدث الرئيس خاتمي قبله طويلا, وكانت النتيجة فضح خطة لتهجير عرب الأحواز ضمن حالة التغيير الديموغرافي التي لم تنجح الحكومات الإيرانية أبدا في فصل الأحوازي عن أرضه, وإقليمه, وثقافته العربية, فهل تتوقف سياسة "التطفيش" الإيرانية التي تجعل العربي الاحوازي الذي ينام على ثروة بترولية وغازية هائلة يهاجر إلى دول الخليج العربي بحثا عن لقمة العيش بينما تنهب حكومة الملالي ثرواته لتنفقها في مغامراتها النووية, ودعم الجماعات الإرهابية ك¯ "حزب الله" والنظام السوري, وشبكات التجسس والتخريب في العالم العربي والعصابات الطائفية العراقية ؟

ما يفعله الرئيس روحاني مجرد تمثيل بارع في الزمن الصعب, وفي حركات ممنهجة ومقروءه سلفا, ومعدة بإتقان, وهي لذر الرماد في العيون, فالشباب العربي الأحوازي الناهض يعرف طريقه جيدا, ويقرأ تاريخه بفخر وإمعان, وهو ليس بحاجة إلى شخصية توضح له معالم الطريق. لقد صور الرئيس روحاني تنازل النظام الإيراني للغرب بمثابة هزيمة للدول الغربية! في تزوير فاضح للحقائق, فهل بمثل هذا الأسلوب السقيم, والسطحي, يتم التعامل مع القضايا العربية الملحة في إقليم الأحواز؟ لابديل لعرب الأحواز عن خيار تصحيح التاريخ, والجغرافيا, وعودة الروح للدولة العربية الأحوازية بحدودها التاريخية, والجغرافية المعروفة من الخليج العربي وحتى جبال البختيارية, وكل ترقيع ليس سوى عبث في الوقت الضائع. روحاني وأركان نظامه يعرفون هذه الحقيقة العارية, وذلك ما دعاهم إلى القاء الشعر بالعربية... في الأحواز الأرض بتتكلم عربي... فهل سمعت ياروحاني؟

 

روحاني يهاجم مجموعة سياسية إيرانية تعارض رفع العقوبات

بوتين طالب بتنفيذ الاتفاق النووي بين طهران و "5+1"

طهران, موسكو - أ ف ب, أ ش أ: هاجم الرئيس الإيراني حسن روحاني, أمس, مجموعة سياسية إيرانية تعارض رفع العقوبات على بلاده, بعد اتفاق تاريخي بشأن برنامج طهران النووي الذي انتقده المحافظون.

ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن روحاني قوله في كلمة بمحافظة خوزستان غرب إيران إن "هناك مجموعة لا ترغب في رفع العقوبات", مضيفاً إن "هذه المجموعة ضد تطبيع العلاقات مع العالم من أجل مصالح فردية وجماعية وعلينا أن نفكر في الشعب وأن نضحي (بمصالحنا) أمام مصالح الأمة". وأشار إلى أن التوصل إلى اتفاق شامل سيشكل "مهمة صعبة", مضيفاً "صحيح أن بنية العقوبات ما زالت على حالها لكننا أسقطنا عموداً أو اثنين".

ونص الاتفاق المبرم في جنيف في نوفمبر من العام الماضي مع مجموعة "5+1" التي تضم الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا على الحد طوال ستة أشهر من الأنشطة النووية الحساسة لإيران, مقابل رفع جزئي للعقوبات الغربية التي تخنق الاقتصاد الإيراني, حيث سيبدأ تطبيق الاتفاق الاثنين المقبل. ويفترض بدء مفاوضات بشأن اتفاق شامل في هذه الفترة. وانتقد عدد من المحافظين الإيرانيين الاتفاق, فيما طالب نواب بضمهم إلى المفاوضات النووية. ويسعى روحاني الذي انتخب في يونيو 2013 لإقامة "علاقات بناءة" مع الدول الغربية بعد ولايتين لسلفه محمود أحمدي نجاد, طغت عليهما المواجهة بشأن ملف البرنامج النووي الإيراني.

في سياق متصل, أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, أمس, ضرورة تنفيذ بنود الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة "5+1". ونقلت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية عن بوتين قوله خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في موسكو إن "الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني لاينبغي أن يبقى حبراً على ورق ويجب التحرك قدماً في اتجاه تنفيذ بنوده". من جهته, أكد ظريف أن إيران تضع نصب عينيها مواصلة التعاون وتنسيق جهودها مع روسيا مستقبلاً بشأن المسألة النووية الإيرانية, معتبراً أن النجاح الذي تم تحقيقه في جنيف بشأن البرنامج النووي الإيراني تم "بفضل الجهود الفعالة لروسيا".تزامنا مع انطلاق أعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي, عملت الماكينة الدعائية لـ"حزب الله" وبوقاحة فاضحة الى نشر صور تضم المتهمين الخمسة باغتيال الرئيس رفيق الحريري وهم: أسد صبرا وحسين عنيسي ومصطفى بدر الدين وسليم العياش وحسن مرعي, مرفقة بعبارة "أشرف الناس", كما أطلقت وفق موقع "يقال نت", هاشتاغ سلمت - أيديكم!! على موقع "تويتر".

 

ماجد الماجد.. «أبو عدس» جديد؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

على أثر اعتقال قائد «كتائب عبد الله عزام» في لبنان ماجد الماجد، وبعد ذلك الإعلان عن وفاته، انطلقت ماكينة إيرانية دعائية، وعلى كافة المستويات، تحاول القول بأن الماجد المتهم بتفجيرات السفارة الإيرانية في بيروت «عميل» للسعودية، فهل نحن أمام حالة «أبو عدس» جديدة؟ رد الفعل الإيراني على اعتقال الماجد ووفاته كان ينصب على ربطه بالرياض كونه مواطنا سعوديا، وسخر لذلك ماكينة ضخمة بإيران والمنطقة، حتى أن خطيب طهران شارك في ذلك، كما عملت تلك الماكينة على الترويج في الغرب بأن إيران تحارب الإرهاب السني، ومثلها الحكومة العراقية، وانتشرت قصص مكررة، مع اختلاف المصادر، تحاول توصيف مشاركات الماجد الإرهابية وتحركاته، دون أن ترد في أي من تلك القصص أهم الحقائق عنه، وهي أن الماجد كان من أعضاء «القاعدة» الذين غادروا السعودية إلى إيران نفسها عن طريق بلد ثالث! نعم كان الماجد في إيران، وهذا ما أكده لي مسؤول عربي رفيع المستوى، ومصدر أمني آخر مطلع عن كثب على ملف «القاعدة»، حيث يقول المصدر الأمني إن «الماجد كان يتنقل في إيران بين زاهدان ومشهد، وبنفس الفترة التي كان فيها ابنة وأبناء أسامة بن لادن بإيران نفسها»، وهو ما كانت تنكره طهران إلى أن اتضح العكس حين هربت وقتها ابنة بن لادن ولجأت للسفارة السعودية في طهران، وبعد ذلك، ورغم الإنكار الإيراني المعتاد، اتضح أيضا أن المتحدث باسم «القاعدة» سليمان بوغيث كان في إيران أيضا، وهو القابع بالسجون الأميركية حاليا، فيما يبدو، الآن، أن تسليم بوغيث ربما كان من ضمن بنود صفقة «حسن النوايا» بين طهران وواشنطن!

وبالطبع فإن علاقة الماجد بإيران لا تقف عند هذا الحد، بل إن من يعرف بزعيم «كتائب عبد الله عزام»، أي الماجد، أنه قام، بعد تواصله أو التنسيق بينه وبين جهات بإيران مثل شخصين معروفين لجل الأجهزة المعنية بمكافحة الإرهاب، عربيا وغربيا، واسمهما الأول هو «جعفر» والآخر «داود»، بعد وصوله إلى إيران بالسفر إلى سوريا وذلك حين كان نظام بشار الأسد يتاجر بمقاتلي «القاعدة» لمحاربة الأميركيين في العراق، وهو ما يعرفه الأميركيون جيدا. وعليه فكيف يقال اليوم، وبعد كل هذا، إن الماجد كان يعمل لمصلحة السعودية التي كانت تطالب به، وتبحث عنه؟ هذا أمر لا يستقيم!

المؤكد اليوم أننا أمام لعبة «أبو عدس» جديدة لاستهداف السعودية، فمثلما أخرج نظام الأسد وحزب الله «أبو عدس» وهميا بعد اغتيال رفيق الحريري لتضليل المحققين الدوليين الذين اكتشفوا زيف ذلك، فإننا اليوم أمام «أبو عدس» آخر في محاولة مفضوحة للنيل من السعودية وصرف الأنظار عن السؤال الأهم وهو: ما الذي كان يفعله ماجد الماجد في إيران نفسها؟

 

المحكمة والممانعة

حسام عيتاني/الحياة

لبدء جلسات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فائدة تربوية. هي المرة الأولى التي يسمع فيها اللبنانيون والعرب من مصدر قضائي يتمتع بحد أدنى من الكفاءة والموضوعية، تفاصيل عملية اغتيال سياسية على مستوى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. يسمع اللبنانيون ويرون تاريخهم الحقيقي يُتلى أمام أبصارهم بألسنة مدعين عامين ومحامين وقضاة كلفهم المجتمع الدولي التحقيق في جريمة كبرى. لا تزويق. لا تلفيق واستعارات. لا تورية. اتهام صريح لخمسة أشخاص يشتركون بالانتماء إلى حزب واحد ما زال في أوج قوته (على عكس محاكمة زعيم «القوات اللبنانية» بعد حلّها في 1994)، خططوا ونفذوا اغتيالاً سياسياً أدخل لبنان في أزمة وطنية كبرى. ما ستسفر عنه المحاكمة، بتبرئة المتهمين أو إدانتهم لا يخرج عن سياق العملية التربوية التي يخضع لها اللبنانيون اليوم. وهذه مناسبة لتقارع الحجة بالحجة وليس بالتهديد، والدليل بنظيره وليس بالشتيمة، والادعاء بالدفاع وليس برفع إصبع التهويل. الحملات على المحكمة وصدقيتها ومهنيتها، تجاوزها الزمن والواقع. لقد انطلقت عملية قضائية دولية وعلى من يشكك فيها أن يثبت، من داخلها أو خارجها، فسادها وبطلانها بالدليل العلمي والقانوني وليس بالصعود إلى السطوح لإطلاق الألفاظ المقذعة والصفات المستلة من القاموس المعروف. جانب مهم آخر لانطلاق المحكمة الدولية: إنها مساهمة ضرورية في تفكيك كذبة الممانعة وردها إلى حقيقتها الأولى. إلى سعي تشكيلات تعتمد العنف وسيلة وحيدة، لإخضاع المجتمعات العربية والقضاء على كل شكل من أشكال التعددية السياسية والتنوع بذرائع بهتت ألوانها وتهتّك نسيجها.

تقول المحكمة الدولية إن العقل الذي دبر اغتيال الحريري هو هو العقل الانقلابي الذي استولى على السلطة في بلدان المشرق العربي وألحق لبنان بحديقته الخلفية ودمر قدرات هذه المجتمعات على جني الفائدة من تراكم المعرفة والتجربة. وهو ذاته من صاغ القوانين لضمان غلبته ولم يبال في تجاوزها إذا اقتضت مصلحته ذلك. من ناحية ثانية، لم يعد في الوسع بعد انطلاق أعمال المحكمة وما تشكله من إخراج حقيقة ما يجري في دهاليز السياسات الممانعة إلى النور، وبعد ثلاثة أعوام على سقوط أول حكم استبدادي عربي بفضل ضغط الشارع، قبول الابتزاز الذي يربط بقاء الأنظمة الطائفية- المافيوية بالقضية الفلسطينية وبالصراع مع إسرائيل.

تُسقط المحكمة قطعة إضافية من قناع الممانعة وتقدم رؤية من الداخل إلى المواطن العربي الذي صدق يوماً أن رؤساء من طينة صدام حسين وحافظ الأسد ومعمر القذافي يريدون فعلاً «الحل العادل» للشعب الفلسطيني عن طريق استعباد شعوبهم واستتباع شعوب أخرى. وتقول المحكمة أيضاً أن من يريد الانضمام إلى العالم، سواء عبر تسليم أسلحته الكيماوية أو تفكيك مشروعه النووي، يتعين عليه في المقام الأول أن يتخلى عن ثقافة التآمر والاغتيال ونشر الموت في الشوارع وتحويل الآمنين إلى أشلاء مشوهة. ينطبق هذا على أصحاب المشاريع الامبراطورية وعلى من يعادلهم ويقابلهم من «جهاديين» و «تكفيريين» ومن لفّ لفهم.

والحال أن المحكمة الدولية، باعتبارها عملية تربوية للبنانيين أولاً ومن ثم للعرب، تعيد التذكير بالفرق بين المجتمع وبين الأدغال. بين القانون وبين فكرة التغلب والشوكة. بين احترام الحق في الحياة وبين احتقاره واعتباره هبة من القابض على زر التفجير.رغم النواقص والثغرات والعلل، كان لا بد من هذا الدرس بعدما أوغل البعض في ضلاله.

 

اليوم التاريخي والمجرم الغبي

وليد شقير/الحياة

ليست المرة الأولى التي تتطرق «العدالة الدولية» الى جريمة أو جرائم إرهابية، في بلد ما، وتخضع فيه المحكمة أو المحاكم المولجة النظر فيها، لانقسام داخلي. سبق أن حصل هذا الانقسام السياسي الداخلي في يوغوسلافيا إزاء المحكمة الخاصة بها، وفي رواندا وغيرها، لكن مجريات المحاكمات استمرت ونتجت منها أحكام دوّت في العالم وانعكست على مجريات الأمور في كل بلد من البلدان، التي خضعت الجرائم فيها لهذا النمط من القضاء الدولي.

كُثُر ممن عارضوا محاكم أنشئت من أجل محاكمة متهمين بالإجرام السياسي، عادوا فغيّروا رأيهم بعد أن شهدوا جدية تلك المحاكم في عرضها الأدلة وفي اتخاذها الأحكام وفي تبرئتها متهمين أو وقف محاكمتهم لعدم كفاية القرائن والأدلة. لكن من ينتمون الى الفريق السياسي الذي ارتكب أنواع الجرائم هذه بقوا، إما صراحة أو ضمناً، معارضين للعدالة الدولية وغالباً ما استخدم هؤلاء حججاً واهية، من نوع أن العدالة الدولية مسيّسة، متناسين أن الجرائم نفسها هي سياسية، ويسهل نتيجة لذلك وصم أدوات العدالة بأنها مسيّسة، أو بأن هذه الأجهزة تحاكم جرائم وتمتنع عن محاكمة أخرى لأسباب سياسية. وهذه الحجة تشكل اعترافاً بمسؤولية فريق أو مجموعة بعينها عن جريمة ما لكنها ترفض الانتقائية فتبرر الجريمة الواقعة وارتكابها ممن هم متهمون بها، بعدم إخضاع مثيلاتها أو ما يشبهها للمحاكمة أيضاً. وقد يستطيع معارضو محكمة لبنان سوق الحجة القائلة إن من أنشأوا هذه المحكمة هم أنفسهم، كمسؤولي دول وقادة، ارتكبوا جرائم يمكن وصفها بالإرهابية أو ضد الإنسانية، فلماذا لا يحاكمون؟ خلاصة هذه الحجة هي أنه إذا أفلت أقوياء من العقاب، لماذا الإصرار على معاقبة آخرين؟ ولماذا لا تجري المساواة في الإفلات من العقاب مثلما يسهّل المجتمع الدولي إفلات إسرائيل من العقاب على جرائمها، ومثل آرييل شارون الذي مات بطلاً في نظر بعض شعبه وبعض قادة العالم، فيما هو سفاح ومجرم؟ لكن هؤلاء يتناسون عن سابق تصور وتصميم أنهم يبررون لأمثال شارون القيام بما قام وقاموا به، كي يبرروا لأنفسهم، أو لمن يوالونهم جرائم مماثلة للتي ارتكبها أشباه شارون. إنهم بهذا يتحولون هم أنفسهم الى نسخة أخرى عن الشارونية.

قد يهزأ بعض هؤلاء المعارضين للعدالة الدولية في ما يخص جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، من اعتبار افتتاح جلسات المحاكمات أمس في لاهاي بأنه «يوم تاريخي»، لشدة عدم اكتراثهم بالأحكام التي يمكن أن تصدر عنها مهما طالت تلك الجلسات. لكن من المؤكد أنهم وهم يهزأون بهذا الوصف يدركون في أعماقهم أن التاريخ سيذكرهم، والأجيال ستحفظ أسماءهم وانتماءهم السياسي ومن يقف وراءهم من الدول والزعامات والمسؤولين، فتجربة المحكمة الخاصة بلبنان ستتحول الى حالة قائمة بذاتها، نظراً الى فرادتها، وإلى موضوع دراسة في الاختصاصات القانونية والقضائية والتقنية.

من يستهزئون بتاريخية افتتاح الجلسات لا بد من أن يصيبهم اصفرار الوجه أو الانهيار العصبي، ولو للحظات، جراء الخوف من انكشاف الكثير من الحقائق، حتى لو كانوا يعوّلون على بعض الألاعيب التي سعوا إليها من أجل تهشيم عمل المحكمة والتحقيق الدولي لتسخيف الأدلة. وليس مستبعداً أن يكونوا قد أرسلوا الى لاهاي أحد المشاركين في التخطيط لجريمة اغتيال الحريري، أو الذين ساهموا في تنفيذها، أو الذين لعبوا دوراً في التمويه على وقائعها، لعلّه يتمكن من ابتداع بعض السيناريوات المعاكسة لمدّ بعض محامي الدفاع بها. فالعقل المجرم يعتقد أنه قادر على ابتداع وسائل التغطية ويتوهم أنه فائق الذكاء ولا يؤمن بأن ما من جريمة، أي جريمة، على وجه الأرض كاملة لا تحتمل الخطأ، بل أن في كل جريمة ثغرة. الثغرة الأساس في أي جريمة سياسية مثل اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه ثم الاغتيالات التي تبعتها، تكمن في أن من يسعى الى تغيير واقع سياسي أو الى منع حصول تغيير سياسي عبر أسلوب القتل، يكون يتمتع بشعور زائف بالقوة المطلقة وبالسلطة التي يستحيل أن ينازعه أحد عليها الى درجة أنه لا يتورّع عن المجاهرة بما يفعل لإرهاب خصومه فيصبح مدمناً نشوة التفوّق الإجرامي، الى درجة تجعله لا يكترث بثغرة هنا أو ثغرة هناك، فهو يتقن المواجهة بابتداع وسائل العنف والتحايل المدعوم بمظلة الاستقواء والتمويه بالشعارات السياسية الكبرى واختراع شعارات المعارك الكبرى البراقة. لكنه يفاجأ بضعفه أمام المواجهة بالوسائل القانونية والقضائية فيبدو شديد الغباء بعد انكشافه.

 

ما دام "إعلان بعبدا" يحظى بتأييد عربي ودولي لماذا لا يكون وحده برنامج الحكومة الجامعة؟

اميل خوري/النهار

لماذا صار تشكيل الحكومات في لبنان مشكلة يستعصي حلها الا بتدخل خارج نافذ؟ يقول نائب سابق عتيق ان الحكومات في الماضي كانت تشكلها الاكثرية النيابية المنبثقة من الانتخابات والاقلية تعارض في انتظار ان تصبح اكثرية فتؤلف هي الحكومة، وهذا كان يتم تطبيقا للنظام الديموقراطي تطبيقا صحيحا ولم تكن الطوائف او الطائفة المقيمة في النفوس تحول دون ذلك لأن التعددية كانت قائمة داخل كل طائفة، وفي استطاعة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اختيار وزراء من كل الاوزان في كل مذهب ولا اعتراض على ذلك. فاذا كانت الحكومة حكومة اقطاب جاء بأقطاب، واذا كانت حكومة ممثلين عنهم او ممثلين لطوائفهم جاء بوزراء من اوزان متساوية.

اما عندما يكون الرئيس المكلف مضطرا الى تشكيل حكومة ائتلافية او وحدة وطنية وجامعة كما تسمى اليوم من القوى السياسية الاساسية التي تشكل اكثرية نيابية، فالخلاف لم يكن يدور لتشكيلها حول الاسماء والحقائب انما حول برنامج الحكومة حتى اذا ما صار اتفاق عليه تشكلت الحكومة من الاحزاب والكتل الموافقة عليه، وعندها يتم اختيار الوزراء وفق الحقائب التي ستسند الى كل وزير، وهذا ما كان يحصل في الازمات السياسية وعند الخلاف على البرنامج قبل الدخول في تشكيل الحكومة.ةومن هذه الازمات تلك التي حصلت اثر توقيع اتفاق القاهرة، اذ استمرت الازمة الوزارية يومذاك سبعة اشهر من دون التوصل الى حل لها الى ان حددت الاحزاب والكتل موقفها من هذا الاتفاق، فمن وافق عليه شارك في الحكومة ومن لم يوافق عليه ظل خارجها وحجب الثقة عنها. والأزمة الاخرى التي واجهت تشكيل الحكومة هي ازمة الخلاف على اتفاق الطائف، فمن وافق عليه شارك في الحكومة ومن لم يوافق ظل خارجها. هكذا كانت تشكل الحكومات في الماضي يوم كان النظام الديموقراطي مطبقا بحيث يجعل الاكثرية النيابية هي التي تحكم كل السلطات (رئاسة الجمهورية، رئاسة مجلس النواب، رئاسة الحكومة) والاقلية تعارض. ولكن عندما تعطل تطبيقه ولم يعد في استطاعة الاكثرية النيابية ان تحكم وحدها لأسباب سياسية ومذهبية ولم تعد التعددية قائمة داخل كل المذاهب والطوائف لا سيما داخل الطائفة الشيعية وقام المتحالف الثنائي المؤلف من "حزب الله" وحركة "امل" الذي يحتكر قرار الطائفة، وهو الذي يسمي وزراءها ويقرر المشاركة في الحكومة وبشروطه، لتصبح ميثاقية والا فانها لا تكون كذلك اذا قرر عدم المشاركة فيها، واذا تجرأت شخصية شيعية ووافقت على المشاركة بدون موافقة هذا التحالف اعتبرت غير ممثلة للطائفة ومورست عليها الضغوط للاستقالة.

هذا الوضع الشاذ الذي استجد على النظام الديموقراطي في لبنان باختراع بدعة "النظام التوافقي" جعل نتائج الانتخابات النيابية بلا قيمة وبلا معنى، اذ انها تساوي بين الخاسر والرابح، فالرابح لا يستطيع ان يحكم وحده الا مع الخاسر وبشروطه والا وقعت الازمة الوزارية الحادة التي لا حل لها الا باستمرارها الى اجل غير معروف او مواجهة خطر الفراغ الدائم الى ان يقتنع الطرفان السياسيان المتناحران بتبادل التنازلات وصولا الى حل لا يكون فيه غالب ومغلوب. هذا هو الوضع الشاذ الذي واجه ويواجهه تشكيل الحكومة برئاسة تمام سلام منذ اكثر من تسعة اشهر كما واجه سواه لأن 8 آذار ترفض تشكيل اي حكومة ان لم تكن جامعة وممثلة فيها تمثيلا صحيحا يعبر عن وزنها وحجمها، وقوى 14 آذار ترفض ان تكون في الحكومة مع 8 آذار لان الخلاف بينهما عميق حول امور كثيرة ولا سيما حول "اعلان بعبدا" وسلاح "حزب الله"، فكيف يمكن جمع نقيضين في حكومة واحدة ولا تكون مهددة اما بالشلل واما بالانفجار من الداخل؟ فهــل تتفق 8 و14 آذار على ان يكون "اعلان بعبدا" والاستراتيجية الدفاعية وفق ما اقترحهما الرئيس ميشال سليمان هما السبيل لحل مشكلة السلاح خارج الدولة، كما كان اتفاق القاهرة واتفاق الطائف هما سبيل الخروج من الازمة وذلك بتشكيل حكومة من الاحزاب والكتل التي وافقت عليهما؟ عندها لا يعود الخلاف بين 8 و14 آذار على المحاصصة وعلى الحقائب انما على المبادئ وهذا شيء طبيعي، فإما ان يتفقا عليها فتشكل حكومة منهما، واما لا يتفقان فتشكل حكومة من شخصيات مستقلة تعمل لمصلحة لبنان وليس لمصلحة احزاب ومذاهب، وهذا هو المطلوب في الظرف الدقيق الراهن اذا ظل الخلاف قائما بين 8 و14 آذار على ان يكون الاتفاق على البيان الوزاري قبل تشكيل الحكومة او بعد تشكيلها.

 

وزير العدل اللبناني السابق الذي خاض «معركة» إنشائها بين 2005 و2008 يعتبر أنها أصبحت ملتقى يجمع المعارضين والمؤيدين لها

شارل رزق لـ «الراي»: المحكمة «ماشية» ولن يستطيع أحد وقفها

بيروت - من آمنة منصور/الراي

يستحقّ وزير العدل اللبناني السابق شارل رزق لقب «وزير المحكمة الدولية». فهو خاض بين 2005 و2008 معركة انشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان للنظر في جريمة رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، الذي كان اغتيل في 14 فبراير من العام 2005. لن يذهب شارل رزق الى لاهاي احتفاءً بثمرة جهوده مع بدء المحاكمات في اغتيال الحريري، سيبقى في بيروت يراقب عن بُعد هذا المسار الذي كان له الفضل في ارساء قواعده كوزير للعدل، يوم كانت معركة انشاء المحكمة الدولية تختصر كل اليوميات اللبنانية، السياسية والامنية وسواهما، نتيجة الانقسام اللبناني.

لم تأسره العلاقات الشخصية او الاعتبارات السياسية ودافع عن قيام المحكمة حتى النهاية بوجه رئيس الجمهورية آنذاك اميل لحود الذي كان دخل الى الحكومة ضمن فريقه لـ «يفترقا» على خلفيتها. ورزق، الذي كان أصغر مدير عام في الجمهورية اللبنانية العام 1960، توّج حياته في الشأن العام بانجاز كبير تمثل في الدور الذي لعبه لضمان ولادة المحكمة الدولية في اغتيال الحريري.

رزق يرى ان المحاولات (لعرقلة المحكمة) تبيّن أنها عجزت عن تحقيق هدفها، فالمحاكمة آتية والمحكمة «ماشية»، ولن يستطيع أحد مهما حصل وقفها.

مع بدء المحاكمات الغيابية في لاهاي التقت «الراي» الحقوقي والسياسي المخضرم الوزير السابق شارل رزق وأجرت معه الحوار الآتي:

• جلساتي مع نصر الله كانت مثمرة جداً وممتعة إلى أقصى حد

• لم تكن المحكمة لتبصر النور لو لم يوافق عليها الروس في مجلس الأمن

• «حزب الله» اعترف بشرعية المحكمة وقانونيتها بعدما مُوّلت مرّتين من حكومة يسيطر عليها

• المتحمّسون للمحكمة أخطأوا عندما اعتبروها سلاحاً للقضاء على خصومهم أحزاباً أو أنظمة

• المحكمة كان لا بد منها نظراً إلى الغياب الكلي للقضاء اللبناني

• ليسوا أذكياء مَن أقفلوا البرلمان بوجه المحكمة إذ عجّلوا باللجوء إلى مجلس الأمن

• يصحّ فيك الوصف بـ «وزير المحكمة الدولية»، ليس لأنك واكبتَ كوزير للعدل انشاءها، بل لأنك، ومن أجلها، تجاوزتَ علاقاتك الشخصية والسياسية وخضتَ معركة انشائها في ظل صراع صاخب في لبنان.. ماذا يقول شارل رزق عشية اليوم التاريخي لبدء المحاكمات في جريمة اغتيال رفيق الحريري؟

- ما أقوله ان الحديث عن المحكمة اليوم يختلف عما كان عليه منذ أشهر. المحكمة عندما أنشئت كانت حقيقةً موضوع خلاف كبير بين اللبنانيين وعلى الصعيد العربي؛ حيث كان محبذو المحكمة يعتبرونها سلاحا للقضاء على خصومهم المحليين والاقليميين، وهؤلاء الخصوم كانوا يعتبرون المحكمة أداة صهيونية أو أميركية لمساعدة فريق ضد فريق آخر. وأظن أن الطرفين اليوم أدركا أن هذا الكلام خطأ، وأنا قلت منذ البدايات، باعتبار أنني كنتُ حاضراً عند ولادة المحكمة، أن الاثنين على خطأ.

ولنبدأ باللذين كانوا ضد المحكمة أي «حزب الله» وسورية والخ. فالذين كانوا يتّهمون المحكمة بأنها أداة أميركية ضدّهم يبدو أنهم لم يعوا أن هذه المحكمة أنشئت بقرار من مجلس الأمن الدولي الذي يضمّ روسيا التي تُعتبر حليفهم الأول وعضو دائم في المجلس وتتمتع بحق الفيتو، وانه لم تكن المحكمة لتبصر النور لو لم يوافق عليها الروس. اذاً لو كانت المحكمة تُعتبر أميركية فهي تُعتبر أيضاً روسية بالقدر نفسه أو صينية أو ما شئتِ من التسميات.

واليوم بعد مرور هذه الفترة أرى أن الذين كانوا ضدّ المحكمة، ولا سيما «حزب الله» غيّروا موقفهم كثيراً، فهم أعضاء فاعلون جداً، لا بل مسيطرون على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي موّلت المحكمة مرتين برضى وبوجود وبحضور وزراء «حزب الله»؛ فهل يعقل أن يموّل الحزب محكمة لا يعترف بها أو يعتبرها اسرائيلية؟ من هنا أعتبر أن مشاركة «حزب الله» بحكومة ميقاتي التي موّلت المحكمة مرتين هو اعتراف بقانونية وشرعية هذه المحكمة.

أما من جهة المتحمسين للمحكمة، فأظن أنهم وقعوا في خطأ عندما اعتبروها سلاحاً للقضاء على خصومهم السياسيين أحزاباً أو دولاً أو أنظمة. وقد تبيّن لهم اليوم أن المحكمة ليست كذلك أبداً، وهي فقط لمحاكمة ومعاقبة الفاعلين الذين من المفترض أن يمثلوا أمامها والذين هم لسوء الحظ غائبون ولذلك ستصدر الأحكام بحقّهم حتى الآن غيابياً. وتالياً ما أود أن أقوله ان المحكمة الدولية أصبحت اليوم ملتقى للفريقين ولم تعد كما كانت في البداية أداة لتسعير الخصام بينهما.

• كيف تقرأون اذاً هذه الازدواجية في مواقف «حزب الله» فهو من جهة يشنّ حرباً على المحكمة ويرفض تسليم المتهَمين ومن جهة ثانياً يمرر تمويلها؟

- كما قلتُ الحزب غيّر موقفه بصورة كبيرة، وهو طوّر وليّن ولطّف موقفه (من المحكمة) الذي كان في البدايات صارماً جداً. ونرى أن «حزب الله» خفف كثيراً من انتقاداته للمحكمة.

• من خلال متابعتكم لملف المحكمة وانطلاقاً من ثقافتكم القانونية والسياسية، هل تعتقدون أننا سنعرف في يوم ما مَن قتل رفيق الحريري، أي هل سنكون أمام قرار ادانة وفي أي مدى زمني يمكن أن يحدث ذلك؟

- هذا أمر يعود الى المحكمة، وأنا لا أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال. أنا لم أقل يوماً ان هذه المحكمة هي محكمة عجائبية مثالية اطلاقاً. فأنا أعي عيوب هذه المحكمة ولا سيما التأخير والتسويف اللذين وقعت فيهما منذ انشائها، لكنني أقول فقط ان هذه المحكمة كان لا بد منها نظراً الى الغياب الكلي للقضاء اللبناني الذي هو اليوم بكل أسف في حالة غيبوبة كاملة. هو حاضر طبعاً للنظر في القضايا البسيطة بين المواطنين من خلافات الايجارات وما شابه، انما على صعيد القضايا الكبرى كالاغتيالات الفظيعة التي حصلت في لبنان نرى أن القضاء اللبناني لا وجود له. وبالتالي بين العدم وبين الحل غير المثالي طبعا فضّلت الحلّ غير المثالي.

• ماذا لو عُهدت الى القضاء اللبناني قضية اغتيال الحريري، أي مرحلة كنا سنبلغ اليوم؟

- كما قلت نسلمه لمَن في القضاء اللبناني؟ مَن الذي حاكم قتلة القضاء الأربعة الذين اغتيلوا في قصر العدل في صيدا العام 1999؟ ماذا فعل القضاء في قضية اغتيال صديقي رحمه الله الضابط الكبير في الجيش فرنسوا حاج على مقربة من وزارة الدفاع؟ مَن ومَن ومَن؟ القضاء اللبناني لا يستطيع أن يفعل شيئاً، ومنذ فترة استدعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الرجل السياسي الطرابلسي علي عيد فشاهدنا حينها، وأظن أن وزير العدل أيضاً شاهد ذلك، علي عيد يقول «رب رب صقر لن يستطيع اجباري على المثول أمامه». فأمام هذا الكلام، ما رأي المتحمّسين للقضاء اللبناني في قضية الرئيس الحريري؟. اما أنهم يمزحون، وهذه مزحة سمجة جداً لأن الموضوع لا يحتمل المزاح، واما أنهم يضحكون على الشعب اللبناني ويستغبونه وهذا الأخير ليس غبياً.

• هل من سيناريو متوقع للمحاكمات وهل تأجيل المحاكمة بطلب من جهة الدفاع عن المتهم حسن حبيب مرعي، سيدخل المحكمة مجدداً في نفق التباطؤ الأمر الذي سيوصلنا الى شهر فبراير من العام 2015 (تاريخ نهاية عمل المحكمة).. وهل في حينها سيتمّ التجديد لها وماذا لو رفضت الدول المموّلة الاستمرار في التمويل؟

- مّن يدري؟ طبعاً سيسعون الى ذلك. لكن أظن أنه بعد أن انطلق قطار المحكمة من الصعب لأي كان وقفه.

• ثلاثة عوامل على الأقل حاولت محاصرة المحكمة الدولية وعملت على عرقلتها: المعركة المبكرة التي خيضت ضدها في لبنان كاقفال البرلمان في وجهها، الحملة الدعائية لتهشيم صورتها، والمحاولات التي جرت وتجري لتبطئ عملها... هل يشكل بدء المحاكمات تطوراً يشي بأن ما بعده لن يكون كما قبله؟

- في البدء لا بد من الاشارة الى أن اقفال البرلمان ساعد وسرّع بانشاء المحكمة (يضحك). وخلافاً لما كان يتوخى الذين أقفلوا البرلمان فهم عجلوا واستعجلوا اللجوء الى مجلس الأمن (لاقرارها تحت الفصل السابع)، ولذلك كان من السهل أن يلتفّ الذين كانوا يريدون المحكمة على أعدائها ويتسلحوا بحجة عدم امكان اللجوء الى البرلمان لاتخاذ قرار لبناني فكان أسهل لهم اللجوء الى مجلس الأمن. والذين أقفلوا البرلمان أظن أنهم أخطأوا خطأ جسيماً. ظنوا أنهم أذكياء وتبين أنهم ليسوا كذلك أبداً.

طبعاً المحاولات (لعرقلة المحكمة) تبيّن أنها عجزت عن تحقيق هدفها، فالمحاكمة آتية والمحكمة «ماشية». وحقيقة هناك كثير من السذاجة عند الذين حاولوا عرقلة أمور المحكمة. هذه المحكمة انطلقت الآن ولن يستطيع أحد مهما حصل ضمن المهل التي ذكرتِها وقفها.

أما النتيجة العملية للقرار والحكم الذي ستصدره، أي تنفيذ العقوبات التي سيتضمنها القرار فهذا أمر يعود الى الدولة اللبنانية. فكون المتهَمين ما زالوا غائبين فهذه مسؤولية الدولة وهذا دليل عجز الدولة اللبنانية عن القبض عليهم. وبالتالي اذا فكرت الدولة اللبنانية أنها تتسلح خلف تغييبهم أو غيابهم فهي مخطئة، فعندما يستمر الغياب كما هي الحال اليوم فهذه ادانة للدولة اللبنانية وهذا برهان على أنها دولة ساقطة لا تستطيع لا المقاضاة ولا القاء القبض على الفارين.

• ما الذي يبرهن النظرية الأولى التي تقول ان القضاء اللبناني وأجهزة الدولة عاجزة عن الاضطلاع بهذه القضية؟

- كنت منذ فترة في مناسبة اجتماعية وكان جالساً أمامي أحد الوزراء فأخذ يهاجم المحكمة بشكل ساذج ومزر متحدثاً عن مبدأ فصل السلطات، فذكّرته بأن مبدأ فصل السلطات الذي يعني فصل القضاء عن الحكومة والبرلمان، لا يعني فصل المحكمة أو القضاء عن الدولة. فالسلطة القضائية الى جانب السلطتين التنفيذية والتشريعية ركن أساس من أركان الدولة، واذا كانت الدولة غائبة فإذاً السلطات الثلاث ولا سيما السلطة القضائية تكون غائبة وهذا ما نشهده اليوم لسوء الحظ في لبنان.

• هل تعتقدون من خلال معلوماتكم أو من خلال استشرافكم، أن المحاكمات تنطلق من قاعدة صلبة؟

- هذا يعود الى الأمور الاجرائية في المحكمة. وأنا كوزير سابق الوزير الذي وضع نظام المحكمة بالتعاون مع الأمانة العامة للأمم المتحدة لا أستطيع أن أدخل في مجريات الأمور على الصعيد القضائي. مهمتي كانت تأمين الأجواء العامة والسياسية من أجل المحكمة وهذا ما حصل. أما الدخول في الاجابة عن سؤالك فيتجاوز حقيقة صلاحياتي وحقوقي.

• ما رأيكم بالكلام الذي يتوقع حقائق مذهلة ومزلزلة.. هل يمكن أن يحدث ذلك؟

- سنرى.

• ثمة مَن يعتقد أن «حزب الله» عمل ما في وسعه لتهشيم صورة المحكمة، (اعاقة اقرارها، تهشيم صورتها، القرائن الاسرائيلية، عدم تسليم المتهمين، عرقلة عمل المحققين..)، وتالياً نجح هجومه الاستباقي في تهميش ما قد يصدر عنها، أقله أمام جمهوره.. هل توافقون على هذا الاستنتاج؟

- لا أوافق على ذلك، بل على العكس. كما قلتُ في البداية لاحظتُ تطوراً كبيراً وتلييناً في موقف «حزب الله» من المحكمة. وحقيقة هذا أمر مهم ويجب أن يُنظر اليه بكثير من الايجابية. وكما قلتُ هو ساهم في تمويلها ما دام موجوداً في الحكومة التي موّلتها. وقد يكون ذلك امتداداً محلياً للتقاربات التي تحصل على صعيد المنطقة بين ايران من جهة والغرب من جهة ثانية. وقد يكون انعكس ذلك ليس فقط على موقف الحزب من المحكمة ولكن أيضاً على موقفه من تأليف الحكومة. فاليوم هناك تلاق بين موقف «حزب الله» من المحكمة وموقفه أيضاً من قيام حكومة جديدة، وأعتبر انه بقيام حكومة 8-8-8 تم اعطاء الحزب عملياً حق النقض. فالحزب كان يريد حكومة 9-9-6 وتم اعطاؤه ثمانية، ومن المعلوم أن من بين الوزراء الثمانية الثالثة (حصة رئيس الجمهورية في الكتلة الوسطية) سيكون هناك وزير يميل الى «حزب الله» كما سيكون هناك مَن يميل الى 14 آذار. من هنا أرى أن 8-8-8 ليست سوى 9-9-6 ولكن مغلفة بغلاف جديد. وأعتبر أن تأليف الحكومة وفق صيغة ثلاث ثمانيات هو انتصار لـ «حزب الله».

• لكن تيار «المستقبل» يؤكد أن سير الحزب بهذه الصيغة هو انتصار له، مفنّداً العكس بعدد من الشروط التي سيفرضها في هذه الحكومة مثل تطبيق اعلان بعبدا المداولة في الحقائب الوزارية..

- لنر، لم يحدث شيء بعد. نحن نتحدث فقط بعدد الوزراء. تقولين لي انهم يعتبرون أنهم انتصروا. وفي رأيي يكون الانتصار بأن توحي لخصمك أنه انتصر بينما تكون أنت انتصرتَ. و14 آذار راحوا منذ شهر يؤكدون رفضهم الجلوس مع «حزب الله»، فيما هم اليوم لا يريدون الجلوس فقط معه بل اعطاءه حصة توازي حصتهم، علماً أنه يسيطر على الأرض أكثر منهم بكثير.

• عقدتم أكثر من لقاء مع الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في مرحلة الاعداد للمحكمة الدولية واستمعتم لنصائحه؟

- كنت أجلس مع الجميع، وفي كل المراحل كنت أجلس مع السيد نصرالله وسواه. كنت منفتحاً على جميع الأطراف الأمر الذي كان يشرّفني.

• خلال جلساتكم مع السيد نصرالله هل لمستم توجساً لديه من امكان قيام المحكمة، ولماذا انقلب موقف الحزب في تقديركم من الموافقة على المحكمة الى الحرب عليها؟

- لا أستطيع الاجابة عن هذا السؤال، عليك أن تسألي السيد نصر الله، ولكن ما أستطيع قوله ان الجلسات التي قمت بها معه كانت مثمرة جداً وممتعة الى أقصى حد وكنت دائماً عندما أجلس معه أعي أنني أجلس مع شخصية فذة وكثيراً ما كنت أستفيد من نصائحه ورأيه.

• هل كنتم تفاجأون من مواقف الحزب المنقلبة على المحكمة من وقت الى آخر؟

- هم لم ينقلبوا على المحكمة، بل كان لديهم منذ البداية تحفظات الى أن اتُخذ القرار نهائياً وحدث ما حدث.

• ما السيناريو الافتراضي الذي يمكن أن يحدث مع الجولة الأولى من المحاكمات الغيابية في لاهاي، وهل ستكون حاضراً لرؤية ثمرة جهودك؟

- لا. فثمرة جهودي أعلمها ولا أحتاج الى الجلوس مع هولاندا. أنا قمت بعملي تلبية لضميري وأيضاً بعد مشاهدة الساحة اللبنانية كما هي، اي غياب الدولة الكلي وبالتالي غياب القضاء والحكم وقوى الأمن، وبالتالي كان لا بد لي منطقياً من أن أتخذ الموقف الذي اتخذته وأن أرفض أن أكون شريكاً في هرطقة الذين كانوا يقولون ان القضاء اللبناني غير الموجود قادر على مقاضاة قتلة الحريري.

• حصل تبديل في مسار التحقيق الدولي من فرضية النظام الأمني اللبناني السوري المشترك الى عناصر من «حزب الله»، في أي مرحلة لمستم هذا التبدل واشاراته؟

- من قال ذلك؟ أنا أتمسك بمبدأ سرية التحقيق وأنا أستغرب كلامك ولم أكن مطلعاً على ذلك. قد يكون ذلك عائداً الى فشلي في ممارسة مهامي كوزير العدل (يضحك ممازحاً) لكن لا أظن، الوزير لا يتدخل بهذه الأمور. هذا محظور عليه والا كان مسؤولاً ووجبت محاكمته هو. أبداً.

• تسعى جهة الادعاء لتأكيد أن ادانة عناصر من «حزب الله» لا تعني أبداً اتهام التنظيم الذي ينتمون اليه؟

- هذا ما قلته في البداية، و14 آذار أدركوا حقيقة وظيفة المحكمة وأنا لا فضل لي في معرفتي، فأنا كنت من واضعي نظام المحكمة. المحكمة تحاكم الأشخاص ولا تحاكم الأنظمة ولا الأحزاب. هي ليست أداة سياسية بل أداة قضائية.

• على الصعيد المحلي، في حال تمت ادانة عناصر منضوين تحت لواء «حزب الله» بجريمة اغتيال الحريري هل سيكون واقع «حزب الله» بعد قرار المحكمة كما قبله؟

- هنا انتقلنا من الوضع القضائي الى الوضع السياسي. هذا الأمر في يد الله مَن يعلم؟ مَن قال ان المحكمة ستدين هؤلاء؟ قد تبرئهم.

• حذرتم من أن المحكمة يجب ألا تكون «قميص عثمان» أي يجب ألا تكون مدعاة اثارة اللبنانيين ضد بعضهم البعض، هل تخشون ارتداداتها على الساحة اللبنانية؟

- بالطبع يجب ألا تكون كذلك. وقلت ان المحكمة مهمتها محصورة بالمتهَمين وليس لها مهمة سياسية أو غير ذلك على الاطلاق أبداً. وهناك أمور أوسع من كل ذلك. أظن أن هناك جو التوافق الذي يسود المنطقة منذ انتخاب الرئيس روحاني (في ايران) ومنذ التغيير الذي حصل في السياسة الايرانية ونرجو جميعاً أن يكون ذلك توجهاً جديداً نحو الوفاق على صعيد المنطقة. وهذا يخلق كل شيء.

 

التسويات أسوأ ما في السياسة

جريدة الجمهورية/شارل جبور

الكلام في لبنان عن تسويات لا عن حلول، أي «ترقيع» الأمور بالتي هي أحسن، يُبقي الأزمة تحت الرماد بانتظار تطوّرٍ ما أو تغيُّرٍ ما ينقل البلاد مجدّداً من التبريد إلى التسخين. مناسبة هذا الكلام تأليف الحكومة الذي قطع شوطاً كبيراً يؤشّر إلى وجود قوّة خارجية «خفيّة» تدفع في هذا الاتّجاه، أو إرادة مشتركة بتأليفها، على أثر شعور «حزب الله» بجدّية الحكومة الحيادية، وخشية «المستقبل» من الفراغ الرئاسي واستلام الحكومة المستقيلة صلاحيات الرئاسة الأولى. هذا المنطق، أي وجود قوّة خارجية أو تقاطع إرادات مشتركة، يستتبع تنازلات وهمية وأخرى فعلية لقيام حكومة كان متعذّراً تأليفها قبل أسبوع فقط. والمنطق نفسه يقول إنّ الأسباب الموجبة التي حرّكت هذا الملف ستدفع الفريقين إلى تجاوز بعض الأمور التي كانت من المحرّمات من قبيل تمسّك "حزب الله" بالثلث المعطّل وثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" ورفضه "إعلان بعبدا"، واشتراط 14 آذار انسحاب الحزب من سوريا قبل الكلام عن أيّ مساكنة حكومية. ولكنّ الفارق بين 8 و14 آذار أنّ الفريق الأوّل أقدم على تنازلات شكلية، حيث أن لا الإقرار بـ"إعلان بعبدا" سيدفعه إلى الانسحاب من سوريا، ولا تجاوز الثلاثية يعني جدولة تسليم سلاحه إلى الدولة، فيما الفريق الثاني لم يحصِّل سوى مبادئ عامّة لا تبدّل شيئاً في الوقائع على الأرض. ويبدو أنّ تيار "المستقبل" المُحرج في الذهاب إلى التسوية من دون شريكه المسيحي في 14 آذار، نجح في إقناع هذا الفريق بالمشاركة في حال انتزاع تضمين البيان الوزاري "إعلان بعبدا" وعدم الإتيان على ذِكر المقاومة لا من قريب ولا من بعيد إسقاطاً لمقولة أنّ اللغة العربية غنيّة بالتعابير والمصطلحات.

ولهذه الغاية تسارعت الاجتمعات بين مكوّنات 14 آذار، ولا سيّما المسيحية منها، حيث أزالَ التقاطع السياسي في مسألة التأليف ذيولَ ما تبقّى من آثار القانون الأرثوذكسي التي وصلت إلى حدّ القطيعة السياسية، فاستعادت العلاقة حرارتها بين القوات اللبنانية والمستقلّين الذين عقدوا اجتماعاً تنسيقياً في معراب خلصوا بنتيجته إلى اعتبار التسوية الحكومية، إن حصلت وفق الشروط التي رفعتها، تهدف إلى تحسين شروط المواجهة السياسية.

فالمواجهة المفتوحة مع "حزب الله" وسلاحه لن تتوقف بمجرد قيام حكومة، إنّما طبيعة المرحلة وغياب الاهتمام الدولي-الإقليمي بالقضية اللبنانية واستحالة اجتراح حلول جذرية، تفترض البحث عن المعطيات التي تحسّن شروط المواجهة غير المتوافرة إلّا بواسطة الشرعية وأدواتها، طالما إنّ 14 آذار متمسكة بخياراتها السلمية، خصوصاً أنّ هذه المواجهة نجحت في ربط نزاع مع الحزب منذ العام 2005، فضلاً عن أنّ الاغتيالات المتتالية لقياداتها دليل على نجاح هذه الاستراتيجية. وتقول مصادر مشاركة في هذه اللقاءات إنّ "حزب الله" متفوّق اليوم على 14 آذار على مستويين: بحكم الأمر الواقع وإمساكه بالسلطة التنفيذية، الأمر الذي لم يكن قائماً قبل إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، فيما كان التوازن بين الشرعية واللاشرعية في صلب استراتيجية المواجهة المعتمدة من قبل الحركة الاستقلالية، وبالتالي المطروح هو العودة إلى هذه الاستراتيجية مع تحسين شروط المواجهة عبر إسقاط البند المتصل بالثلث المعطل الذي حصل عليه الحزب في الدوحة، كما إسقاط كلّ ما يتصل بالمقاومة في البيان الوزاري، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ العام 2005.

وتعتبر المصادر أنّ المساكنة مع "حزب الله" في حكومة واحدة لا تعني تغطية قتاله في سوريا، ووجودها حول طاولة مجلس الوزراء هو لتحصين الموقف الرسمي الذي سيتعزّز ويشكّل دعامة أساسية لموقف رئيس الجمهورية، فضلاً عن أنّ أيّ عمل إرهابي يستهدف لبنان سيتمّ تحميل الحزب مسؤوليته نتيجة نقلِه الأزمة السورية إلى لبنان.

وترى المصادر أنّ المجتمعَين الدولي والعربي كما المعارضة السورية يعرفون جيّداً الواقع الانقسامي في لبنان، وأنّ قيام حكومة جامعة لا يعني الموافقة على سياسات "حزب الله" بقدر ربط نزاع داخليّ معه والاستفادة من التنازلات التي أقدم عليها والتي رفعت كلّ الغطاء الرسميّ عنه. وقد يكون ما تقدّم صحيحاً في ظلّ غياب البدائل، إلّا أنّ المشكلة مرَدُّها إلى سببين: التسوية الجزئية تمكّن "حزب الله" من الانقلاب عليها في اللحظة التي يشعر فيها أنّ ميزان القوى عاد وانقلب لمصلحته. والسبب الآخر يتّصل بأنّ مزاج الناس بات وبنتيجة حدّة الصراع والتراكمات يرفض الحلول الترقيعية، والأهمّ يرفض تصوّر 8 و14 آذار حول طاولة واحدة، ويطمح لحلول جذرية لا يمكن الحصول عليها إلّا بعد خراب البصرة... وإلّا "تيتي تيتي..."