المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 25 كانون الثاني/2014

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/انجيل القديس لوقا/17/من 07 حتى 10/التواضع في الخدمة

*نشرات أخبار موقعنا لليوم مع تعليق سياسي

*بالصوت/قراءة للياس بجاني في أهم أحداث اليوم لبنانياً/24 كانون الثاني/14

*نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/24 كانون الثاني/14

*نشرة الأخبار بالإنكليزية

*تيار المستقبل سوف يلحس المبرد ويتلذذ ليس فقط بملوحة دمه، بل بدماء شهداء ثورة الأرز إن دخل الحكومة/الياس بجاني/24 كانون الثاني/14

*تعليق الياس بجاني على مقابلة الآن عون مع جريدة النهار/الان عون ليس حراً كباقي النواب عند عون وعند غيره من رؤساء الكتل

*احمد كامل الأسعد رئيس حزب الإنتماء اللبناني رجل قولاً وفعلاً وسيادي لبناني بامتياز

*فيديو/من تلفزيون المر/مقابلة مع السيادي اللبناني أحمد كامل الأسعد/24 كانون الثاني/14

*بالصوت/من تلفزيون المر/مقابلة مع السيادي اللبناني أحمد كامل الأسعد/مقدمة للياس بجاني/24 كانون الثاني/14

*مقابلة مع الإعلامي السيادي نوفل ضو/فيديو/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع الإعلامي السيدي نوفل ضو/24 كانون الثاني/14

*آخر الأنظمة العربية غير المحترمة/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*الجيش والحدت ودعا العريف أول الشهيد فادي الجاموس ممثل غصن وقهوجي: سنقتص من المرتكبين أينما كانوا

*سليمان تابع وضعي طرابلس ومطمر الناعمة

*المحكمة الدولية رفعت جلساتها الى الإثنين لاستكمال الإستماع الى الشهود

*المحكمة الدولية في يوم الشـهود الثـالث شهادة سرية وراي يحذر الإعلام من كشفها

*في موقف إيراني مفاجئ... ظريف: لم نرسل أحدا إلى سوريا وحزب الله اتخذ قراره بنفسه 

*السنيورة عرض مع هيل الاوضاع في لبنان والمنطقة

*شخصيات شيعية ناشدت سليمان في كتاب "تحرير الميثاقية من استئثار قوى الأمر الواقع"

*واشنطن تُشجع على تأليف حكومة تُواجه الإستحقاقات وتحرُّك لافت للسفير الأميركي

*لبنان: المباحثات بشأن الحكومة الجديدة تراوح مكانها ولا بوادر لتشكيلها في اليومين المقبلين

*مصادر سلام تؤكد أنه من المبكر الحديث عن «وزارة أمر واقع»

*الأحرار : لا حكومة جامعة إلا بانسحاب حزب الله من سوريا وتكريس المداورة

*جعجع عرض الاوضاع مع وديع الخازن فرعون:الاستحقاق الحكومي بات مرتبطا بالرئاسي ومتخوفون من الفراغ

*سلام هدد بتشكيل حكومة من دون حزب الله...

*الرئيس الجميل الى مائدة فرنجية في بنشعي

*حوري: "المستقبل" ليس معنياً بمفاوضات الطرف الآخر

*إسرائيل تسمح لطاقم الـLBCI بزيارة قاعدتها الجوية ومقابلة قائد في الجيش 

*وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ينضم إلى صفوف قوى "14 آذار

*انتقادات لبنانية لـ«تفرد» وزير الخارجية في الدفاع عن حزب الله بجنيف

*مصادر الرئيس سليمان: نتوافق معه على العناوين العريضة.. لكنه يتجاوزها

*غيرة عون من جعجع جعلته يتمسك بصهره

*الشرطة الأميركية: عز الدين قتل ابنتيه وانتحر/العائلـة: رهـاد لا يعانـي مـن خلل نفسـي

*ما علاقة الأسرة التي قتلت في تكساس بالمحكمة الدولية؟

*وكيل الداخلية السابق بـ"الاشتراكي" عاد إلى لبنان منذ 3 أيام

*ماذا فعل "حزب الله" لينقذ الأسد؟

*جنبلاط عرض مع هيل الاوضاع والتقى رئيس حزب البداية المصري

*منصور عاد من جنيف: نعت حزب الله بالارهاب غير مقبول وإذا اراد أحد في لبنان ذلك فليقل صراحة ولكل حادث حديث

*قاسم: الحكومة الجامعة مصلحة للبنان ولا يمكن أن نعالج شؤوننا إلا إذا تكاتفنا

*عون التقى السفيرين الاميركي والبولوني

*العالم يدين الهجمات الإرهابية في مصر

*كيري أكد من دافوس التزام بلاده اكثر من اي وقت في البحث عن السلام والازدهار والاستقرار في العالم

*تايمز": الصراع في سـوريا لن ينتهي إلا بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط

*أربعة انفجارات تهز القاهرة وتسفر عن 6 قتلى

*عكاظ": قرار خارجي بعدم تشكيل الحكومة

*الرياض": حرب تمـوز مسـرحية قوة حزب الله سبب تقسيم اللبنانيين

*"الاشتراكي": لا أبعاد سياسية وراء جريمة قتل مروش

*تدابير أمنية وقائية في الجنوب وتوقيف 3 من انصار الأسير لمحاولة كشف موقعه

*التعثر الاقليمي يؤجل التشكيل ويعزز حظوظ حكومة امر واقع سياسية جامعة

*حزب الله يبلغ سلام التزام موقف عون ويبقي الوساطات مفتوحة

*8 آذار تتملص من تعهداتها: لم نوافق على "القواعد" بالجملة

*حسابات على حساب القضية/امجد اسكندر/الجمهورية

*لا مخرج لـ«حزب الله»/حسام عيتاني/الحياة

*فليحكموا وليحكم الشعب/ أنطوان مراد – رئيس تحرير إذاعة “لبنان الحرّ

*عيد العدالة فـي ذكرى وسـام: دمُه افتدَى الحقيقة/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*إتهام.. أم مؤكد؟/انطوان سعد/جريدة الجمهورية

*جعجع وحيداً يتحدّى النهر كما الزنزانة/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*صمت فرنجيّة... «عند التغيير إحفظ موقعك»/الآن سركيس/جريدة الجمهورية

*مؤتمر لإنقاذ سوريا.. أم لتدويل مصيرها؟/باسم الجسر/الشرق الأوسط

*ليس دفاعا عن الإرهاب/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/

*الكذابون الثلاثة والمطران كبوجي في "جنيف 2"/بدرالدين حسن قربي/السياسة

*تأييد الحريري لقيام حكومة جامعة أحرج «8 آذار» وأوقعها في إرباك/محمد شقير/الحياة

*حميد غريافي/سكان الضاحية يهربون من جحيمها وقادة "حزب الله" يتجنبون شوارعها

*لكن، هل يريد حزب الله حكومة؟: عون "يُبَرعِط" وتمايز بين المستقبل والقوات/وجدي ضاهر/الشفاف

*حوارات داخل 14 آذار حول المشاركة في الحكومة: الجلوس مع حزب الله لا يفي لكن اللبنانيين يلزمهم أمل/ايلي الحاج/النهار

*ما دام "حزب الله" لا يلتزم ما يوافق عليه لماذا الخلاف إذاً على مضمون البيان الوزاري؟/اميل خوري/النهار
*ألان عون لـ"النهار": ربط الحكومة بالاستحقاق الرئاسي يسهّل ولادتها التفاهم الرباعي على التأليف يؤشّر لتسوية تستثني المسيحيين

 

تفاصيل النشرة

الزوادة الإيمانية/انجيل القديس لوقا/17/من 07 حتى 10/التواضع في الخدمة
من منكم له أجير يفلح الأرض أو يرعى الغنم، إذا رجع من الحقل، يقول له: أسرع واجلس للطعام. ألا يقول له: هيـئ لي العشاء، وشمر عن ساعديك واخدمني حتى آكل وأشرب، ثم تأكل أنت وتشرب؟ فهل للأجير فضل إذا أطاع سيده؟ لا أظن. وهكذا أنتم، إذا فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: نحن خدم بسطاء، وما فعلنا إلا ما كان يجب علينا أن نفعل. وجاء في انجيل القديس متّى 20/20 حتى 28/: تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم، فلا يَكُنْ بَيْنَكُم هكَذَا. بَلْ مَنْ أَرادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُم عَظِيْمًا، فَلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَكُم، فَلْيَكُنْ لَكُم عَبْدًا، مِثْلَ ٱبْنِ الإِنْسَانِ الَّذي لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدَاءً عَنْ كَثِيرِين".

 

نشرات أخبار موقعنا لليوم مع تعليق سياسي
بالصوت/قراءة للياس بجاني في أهم أحداث اليوم لبنانياً/24 كانون الثاني/14
نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/24 كانون الثاني/14
نشرة الأخبار بالإنكليزية

تيار المستقبل سوف يلحس المبرد ويتلذذ ليس فقط بملوحة دمه، بل بدماء شهداء ثورة الأرز إن دخل الحكومة/الياس بجاني/24 كانون الثاني/14

 

تعليق الياس بجاني على مقابلة الآن عون مع جريدة النهار
الان عون ليس حراً كباقي النواب عند عون وعند غيره من رؤساء الكتل

http://newspaper.annahar.com/article/102648-ألان-عون-لالنهار-ربط-الحكومة-بالاستحقاق-الرئاسي-يسهل-ولادتها-التفاهم-الرباعي-على
الياس بجاني/24 كانون الثاني/14/محزن حال النواب في بلدنا الذي يحتله حزب الله ويصادر قراره ويهمش استقلاله ويعهر فيه كل شيء. النائب الآن عون لا مصداقية لأي كلمة قالها في المقابلة ولا ثقة به لأنه مقطور وليس قاطراً. بالتأكيد الشاب لطيف وهادئ ومهذب وقريب للقلب في كلامه ومقارباته إلا أنه كمعظم النواب في برلماننا التعيس ليس حراً ففد جاء إلى البرلمان عن طريق قاطرة حزب الله ولولا الحزب لما كان نائباًً وهو لم تنتخبه الأكثرية المارونية في قضاء بعبدا المفترض نظرياً أنه نائبها، بل انتخبت غيره، إلا أن أصوات حزب الله المشكوك حتى بأعدادها جاءت به نائباً. من هنا هو يعمل بمسمى نائباً مارونياً بأمرة حزب الله كحكمت ديب وغاريوس. في الواقع المعاش والملموس ليس لدى الآن عون هامش حرية في الأمور الكبيرة من مثل سلاح حزب الله وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة والتصويت في مجلس النواب والعلاقة مع سوريا ولا بالطبع حرب الحزب إلى جانب الأسد، كما أن هذا الواقع ينطبق على خاله العماد عون الذي تخلى عن القرار الحر والذاتي في كل هذه الأمور الأساسية وارتضى بحصص فقط بالمنافع وقوالب الجبنة. الآن عون هو ديكور ماروني كما هو حال غالبية النواب في كل التجمعات الموزعين على المستقبل وحزب الله والقوات والكتائب وفرنجية وعون وبري. فرنجية وعون وبري قرارهم في الأمور الإستراتجية عند حزب الله والأسد وهكذا النواب في كتلهم. ونواب المستقبل والقوات والكتائب قرارهم عند الحريري والجميل وجعجع لأنهم إلتزموا بهذه الطاعة قبل انتخابهم وهذا أمر معروف للقاصي والداني. ما أردنا قوله باختصار أن نوابنا لا ينوبون عنا بل هم يعملون بخدمة من يأتي بهم نواباً. في حين أن معظم النواب الأفاضل يشترون نيابتهم من رئيس التكتل والأمثلة المعروفة للجميع أكثر من أن تحصى. في الخلاصة لا يجب أن نعير ما يقوله الآن عون أو غيره من النواب طالما أننا ندرك أن قرارهم ليس بيدهم. على سبيل المثال لا الحصر فقد كان نواب المستقبل يقدون المراجل وقد وصل الأمر عند بعضهم بعد اغتيال الدكتور شطح إلى المطالبة بتشكيل حكومة صرف من 14 آذار وفجأة بلعوا ألسنتهم وتضبضبوا بعد تصريح الحريري الأخير بدخول الحكومة مع حزب الله وراحوا يدافعون عن موقفه. ونفس السيناريو في التبعية وفقدان القرار الحر ينطبق على النواب في كتلة جنبلاط. ومرحبا نواب وألف مرحبا مجلس نيابي، وسامحونا

 

أحمد كامل الأسعد رئيس حزب الإنتماء اللبناني رجل قولاً وفعلاً وسيادي لبناني بامتياز
فيديو/من تلفزيون المر/مقابلة مع السيادي اللبناني أحمد كامل الأسعد/24 كانون الثاني/14
بالصوت/من تلفزيون المر/مقابلة مع السيادي اللبناني أحمد كامل الأسعد/مقدمة للياس بجاني/24 كانون الثاني/14

الياس بجاني/24 كانون الثاني/14/قلة من السياسيين اليوم في لبنان هم من خامة أحمد كامل الأسعد كونه أولاً ابن بيت لبناني استقلالي وتعايشي عريق هو بيت الكبير المرحوم الرئيس أحمد الأسعد، وثانياً لأنه صادق مع نفسه ومع الشعب اللبناني في كل طروحاته ومواقفه رغم كل الظروف الصعبة والإرهابية التي يفرضها حزب الله على الطائفة الشيعية بالقوة والبلطجة والمال والمذهبية تحديداً، وعلى لبنان كله بشكل عام. أحمد الأسد يقف ضد سياسات وطروحات وممارسات وتبعية الثنائي الشيعي، أمل وحزب الله، ويقف ضد هيمنتهم وهيمنة إيران الكاملة على كل تفاصيل حياتهم. أحمد الأسعد رافض لمبدأ ولاية الفقيه ورافض لهيمنة الثنائي الشيعي، ورافض لعملية الخطف التي تفرضها إيران على الطائفة الشيعية وعلى لبنان. أحمد الأسد لم يرضخ للأمر الواقع المخيف الذي يفرضه بقوة السلاح حزب الله وهو يقف بقوة ضد الثنائية وترشح للانتخابات متحدياً في غياب الدولة الكامل التي لم تحميه ولم تحمي غيره من الرافضين لإرهاب حزب الله ولهيمنته. ومن لا يتذكر كيف أعدم حزب الله بدم بارد المسؤول في حزب الانتماء اللبناني الذي يرأسه أحمد الأسعد، الشهيد هاشم السلمان أمام السفارة الإيرانية وحزب الله يمنع حتى الآن الدولة من إجراء أي تحقيق قضائي. هنا نشير إلى أنه من أكبر أخطاء وخطايا تجمع 14 آذار المميتة هو عدم تعاونها مع القيادات الشيعية الحرة وعدم ضم مكون شيعي فاعلإً لصفوفها. مقابلة أحمد الأسعد هي حرة وجريئة ولبنانية وصوت صارخ مناد بسيادة وحرية واستقلال لبنان الذي يحتله حاضراً حزب الله. والمقابلة هي أيضاً صرخة للسياديين في 14 آذار للتوقف عن مسايرة بري وحزب الله على حساب لبنانو القيادات الشيعية الحرة. تحية لأحمد الأسعد هذا اللبناني الحر بامتياز. ترى هل تستفيق 14 آذار بعد كل الخيبات والتراجعات والجبن وتخرج من خطيئة مسايرة بري والرضوخ لحزب الله ومد اليد للسياسيين الشيعة الأحرار!! نتمنى ذلك رغم ثقتنا بأن 14 آذار في هذا الإطار فالج لا تعالج.

 

مقابلة مع الإعلامي السيادي نوفل ضو
فيديو/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع الإعلامي السيدي نوفل ضو/24 كانون الثاني/14

http://www.futuretvnetwork.com/node/71877
الياس بجاني/24 كانون الثاني/14/كعادته وبجرأته المعهودة وبخبرته الإعلامية وعلى خلفيته السيادية بامتياز تناول نوفل ضو بموضوعية ومعرفة وهدوء اضطراري حفاظاً على وحدة 14 آذار المواضيع التالية/مؤتمر جنيف2/التراخي الأميركي/مصير النظام السوري ولبنان/التكفيريين ومطبخهم السوري وضرورة أن يركز إعلام 14 آذار على هذه الحقيقة ويثقف الناس/هيكلية 14 آذار وضرورة تكوين المجلس الوطني داخلها/الفرق بين الأحزاب في 14 آذار الساعية للسلطة في المبدأ وبين الرأي العام ال 14 آذاري المبدئي بمواقفه/عون والتجارة وصهره والجبنة/الإختلاف بين د. جعجع والرئيس الحريري حول مشاركة حزب الله في الحكومة هو في الأسلوب وليس في الروحية والأهداف/أهمية الحفاظ على وحدة وكيانية 14 آذار/حزب الله والمطلوب منه لمصلحة الدولة/التركيز على سلاح 14 آذار كأولوية للذين قد يدخلون الحكومة من 14 آذار/عدم الاقتناع بالمبررات الإقتصادية للتنازل ودخول الحكومة مع حزب الله/عدم الإقتناع بمسمى حكومة ربط نزاع/المشكلة مع حزب الله وما دام يتصرف بفوقيته المعهودة سوف تعيد من يشارك من 14 آذار في الحكومة إلى المربع الأول/حكومة 3 ثمانيات تعني لا انتخابات رئاسية/تخلل المقابلة مداخلة من لاهي لشقيق الشهيد جورج حاوي ومداخلة للنائب ايلي ماروني

 

آخر الأنظمة العربية غير المحترمة

طارق الحميد/الشرق الأوسط

إذا كان من شيء قد أثبتته الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «جنيف 2» فهو أن منطقتنا الآن تشهد لحظة أفول آخر الأنظمة العربية غير المحترمة وهو نظام بشار الأسد الذي لم يتحدث وفده في جنيف بلغة دبلوماسية، ولم يقدم منطق دولة، بل عنجهية وشتائم وغرورا متناهيا، رغم كل هذا الدم السوري. ما سمعناه، وسمعه العالم، من وليد المعلم، وزير خارجية الأسد كان ردحا، وتجنيا، وليس لغة دبلوماسية، بل تزويرا للحقائق، واستمرارا للخطاب الفاسد الذي عرفته منطقتنا طوال العقود الأربعة الماضية، مثله مثل لغة نظام صدام حسين ورموزه، ومثله مثل نظام معمر القذافي ورجاله، وبالطبع فإن ما قدمه المعلم هو لسان حال رجال إيران بالمنطقة سواء حسن نصر الله، أو وزير خارجية لبنان الذي لا يختلف عن أي متحدث باسم حزب الله. ما سمعناه في «جنيف 2» لا يقول لنا إننا أمام حل سياسي، بل يقول لنا إننا أمام آخر الأنظمة العربية غير المحترمة؛ ففي ذلك المؤتمر زاد وليد المعلم من عزلة معلمه الأسد ونظامه، حيث أظهر للعالم بأن نظام الأسد ككل لا يرتقي لحكم دولة مثل سوريا، وإنما يجب أن يكونوا في قفص محكمة العدل الدولية، ولم يفعل ذلك وليد المعلم وحده، بل وكل الوفد الأسدي! في ذلك المؤتمر أدان المعلم الروس، وربما نفرهم من الظهور علنا كحلفاء للأسد لحظتها، كما أدان المعلم إيران، حيث رأى السوريون والعرب النظام الذي تدعمه إيران وتؤيده بالرجال والسلاح ضد العزل من السوريين! وبذلك المؤتمر الدولي عرفت المنطقة وأهلها أي مستوى من الأنظمة، ذاك الذي تدعمه طهران، التي ذهب رئيسها «المسالم» روحاني يوزع التهم ضد السعودية في دافوس مثله مثل المعلم الذي كان يمثل أحد آخر الأنظمة غير المحترمة في منطقتنا بجنيف، والذي حاول أن يظهر أنه ند للمجتمع الدولي رغم أن أركان هذا النظام الأسدي يغازلون أميركا سرا، وكما كشفت واشنطن مؤخرا، مثل ما أنهم، أي أعضاء وفد الأسد، يغازلون بعضا من الدول العربية بالسر، وخصوصا بعضا من دول الخليج العربي التي يهاجمونها الآن، وهو ما فعله سابقا أركان نظام صدام حسين، وأطولهم لسانا، ثم انتهوا لاجئين لدى بعض من الدول التي يتهمونها بالرجعية، تماما كما فعل المعلم في جنيف! ولذا فإن أهم ميزة لمؤتمر «جنيف 2» للآن هو أن المجتمع الدولي المتقاعس قد تأكد أنه يتعامل مع نظام دموي إجرامي لا يمكن الصبر عليه، خصوصا أنه يلعب بورقة الإرهاب الذي يموله ويرعاه أصلا، ولذا فقد تصدى وزراء العواصم الغربية لوفد الأسد، مثلما بات ملحوظا مؤخرا التغير في التغطية الإعلامية الغربية تجاه سوريا، حيث بات الإعلام الغربي الآن يسلط الضوء على علاقة «القاعدة» بالأسد. وعليه فإذا كان «جنيف 2» يفتقر للقرارات الحاسمة فإن أفضل ما فعله للآن أنه عرى نظام الأسد دوليا، وأثبت أنه آخر الأنظمة العربية غير المحترمة في منطقتنا.

 

الجيش والحدت ودعا العريف أول الشهيد فادي الجاموس ممثل غصن وقهوجي: سنقتص من المرتكبين أينما كانوا

وطنية - شيعت قيادة الجيش وأبناء محلة الحدت - بعبدا، العريف أول فادي الجاموس الذي استشهد يوم أمس، متأثرا بجروح خطرة أصيب بها أثناء تنفيذه مهمة حفظ أمن واستقرار في مدينة طرابلس، وبعد تقليده أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية، وإقامة الصلاة على روحه الطاهرة. وألقى العقيد الركن علي حسن ممثلا وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال فايز غصن وقائد الجيش العماد جان قهوجي كلمة بالمناسبة، نوه فيها بالمزايا العسكرية والاخلاقية للشهيد وإخلاصه لمؤسسته ووطنه"، وقال: "إن قيادة الجيش تؤكد مرة جديدة، أنها لن تسكت على أي اعتداء على العسكريين والمواطنين، وستقتص من المرتكبين أينما كانوا والى أي جهة انتموا ومهما طال الزمن". اضاف: "وما التضحيات الجسام وقوافل الشهداء التي يقدمها الجيش على مذبح الوطن، في هذا الموقع أو ذاك، إلا دليل واضح على تمسكه بثوابته الوطنية وإصراره على إنقاذ لبنان من نار الفتن المتنقلة، والحفاظ على وحدته وسيادته واستقلاله، كائنة ما كانت الأخطار والتحديات".

 

سليمان تابع وضعي طرابلس ومطمر الناعمة

المركزية- تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع المسؤولين المعنيين الاوضاع في طرابلس والاتصالات الجارية في شأن قضية مطمر الناعمة والحلول المقترحة. وعرض مع كل من الوزير السابق سليم ورده والنائب السابق انطوان اندراوس للأوضاع السياسية والحكومية الراهنة. وزار بعبدا مودعاً الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي في لبنان روبرت واتكنز لمناسبة انتهاء مهمته في بيروت. وتقديراً لجهوده التي قام بها حيال لبنان، منحه الرئيس سليمان وسام الارز الوطني من رتبة كومندور متمنياً له التوفيق في مهمته الجديدة. وتناول رئيس الجمهورية مع الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني- السوري نصري خوري الأوضاع في سوريا واجواء مؤتمر "جنيف 2" لحل الأزمة.

 

المحكمة الدولية رفعت جلساتها الى الإثنين لاستكمال الإستماع الى الشهود

وطنية - رفعت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جلساتها في لاهاي، الى الثالثة من بعد ظهر الإثنين المقبل، لإستكمال الإستماع الى الشهود.

 

"المحكمة الدولية في يوم الشـهود الثـالث شهادة سرية وراي يحذر الإعلام من كشفها

المركزية- تابعت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لليوم الثالث الإستماع الى افادات الشهود الثمانية، في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، بعدما ادلى 3 شهود هم اللبنانيان محمد سعد الدين درويش وممدوح محمد طراف والخبيرة الاسترالية روبن فرايزر وتمت تلاوة افادة حسين شري المسؤول عن غرفة التحكم في الشركة المشغلة لنفق الرئيس سليمان فرنجيه. افتتح رئيس غرفة الدرجة الاولى القاضي ديفيد راي، في الحادية عشرة من قبل الظهر بتوقيت بيروت، جلسة غير مفتوحة أمام الاعلام. وفي الثانية عشرة وخمس دقائق أصبحت علنية وبدأت بالاستماع عبر نظام (video conference) للشاهد الرابع، نزيه أبو رجيلي، شقيق زاهي أبو رجيلي الذي قتل أثناء وجوده في عمله في فندق السان جورج، فأكد ان شقيقه كان يعمل في الفندق، وهو متزوج وله ابنتان، وقال: عند حصول الإنفجار كنت في مركز عملي في بيت مري وعرفت بحصوله عبر وسائل الاعلام، فحاولت الاتصال بزوجة اخي لكن الاتصالات كانت مقطوعة "وبعد فترة عندما اتصلت بها من جديد لم يكن لديها أي معلومات عن الانفجار". وأعلن أن نحو الثامنة مساء ذهب للمرة الأولى الى موقع الانفجار بعدما كان قصد وزوجة اخيه مستشفيات عدة من دون العثور على اخيه زاهي، موضحا ان "جثة شقيقه لم تكن بين جثث الموتى في المستشفيات وكان انتهى مسح موقع الجريمة ولم يتم العثور عليها"، موضحا انه كان يتم الاتصال هاتفيا بشقيقه فكان هاتفه يرن، مؤكدا ان شقيقه "بقي تحت الردم لـ12 ساعة قبل ان يتوفى".ولفت الى انه "في اليوم التالي عاد الى موقع الانفجار حيث سمع صفارات الصليب الاحمر تتصاعد وعند السؤال عن السبب، علم انهم عثروا على جثة جديدة، وطلب منه التعرف على جثة اخيه الذي من يراها لا يلاحظ ان هذا الرجل ميت اذ انه لم يكن مجروحا حتى، ومن يراه لا يتخيل انه كان في موقع الانفجار". واسف ابو رجيلي لطريقة موت شقيقه، والعذاب الذي عاناه قبل انتقال روحه، وقال: "لا ننسى هذا العذاب. 12 ساعة كان يتعذب خلالها ولم يساعدنا احد".  إستراحة : وفي الأولى والنصف من بعد الظهر رفع القاضي راي الجلسة للاستراحة قبل الاستماع إلى الشاهد الثاني اليوم، الذي طلب من المحكمة تحوير صوته وان تكون هويته سرية واسمه مستعارا خلال الجلسة العلنية، وألا يتم الافصاح عن اسمه في الوثائق السرية، وعن هويته اذا تعرف عليه احد. ووافق القاضي راي على تدابير الحماية التي طالب بها الشاهد الثاني وأعلن انه في حال اطلعت وسائل الإعلام أو أي جهة على هوية الشاهد فهم ممنوعون من كشفها. ولم يتم تقديم اي اعتراض من قبل الدفاع. شهادة سرية: وفي الثانية إلا ربعا استأنفت المحكمة الدولية جلساتها بالاستماع الى الشاهد الخامس والسري ويحمل الرمز 352 PRH ثم رفعتها على ان تعاود افتتاحها في الرابعة إلا ربعا من بعد الظهر. مارتن يوسف: كان الناطق الرسمي باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مارتن يوسف أعلن أن "القضاة ناقشوا في الجلسة السرية موضوعا تقنيا أو موضوع معاونة الشهود، وعند الانتهاء سيفتتح القاضي راي الجلسة أمام الإعلام لاستكمال سماع افادات الشهود". وأوضح يوسف "انه عندما ينتهي الادعاء من طرح اسئلتهم وافساح المجال أمام الدفاع لطرح اسئلته أيضا، يتقرر ما سيلي جلسة الاستماع الى الشهود الثمانية"، لافتا الى أن "الاجراءات القضائية هي التي ستفصح عن نفسها، وافادات الشهود ووفقا للمعطيات التي سيقدمونها سيوجهون الجلسات". وقال: "أمس، رأينا الدفاع يطرح أسئلته واستفساراته على الخبيرة الاسترالية فرايزر بالنسبة الى الصور المأخوذة من الكاميرات الموجودة في محيط انفجار 14 شباط 2005، ووصلوا لنتيجة أن السيدة فرايزر لا تستطيع الاثبات أن شاحنة المتسوبيشي محملة بالمتفجرات، وهذا كما نعلم، يتطلب من الادعاء تقديم أدلة أخرى في ما يتعلق بهذا الموضوع".

 

في موقف إيراني مفاجئ... ظريف: لم نرسل أحدا إلى سوريا وحزب الله اتخذ قراره بنفسه 

طالب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف جميع القوات الأجنبية بالخروج من سوريا. وقال: لم نرسل أحدا إلى سوريا وحزب الله اتخذ قراره بنفسه. واذ أكد أن حزب الله بذل الكثير من الجهود لتثبيت الإستقرار في لبنان إلا أنه دعا الجميع الى الخروج من سوريا والسماح للشعب السوري بأن يحدد مصيره بنفسه. ورأى ظريف في ندوة في دافوس تحت عنوان "الملامح النهائية لحل أزمات الشرق الأوسط" أن الأمور ما تزال معقدة رغم ان الكل يجمع على ان الحل العسكري لن يجدي، ولكن الفريقين في سوريا ما زالا يراهنان على الحل العسكري وهي حرب بالوكالة في سوريا.

 

السنيورة عرض مع هيل الاوضاع في لبنان والمنطقة

وطنية - استقبل رئيس "كتلة المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة بعد ظهر اليوم، السفير الامريكي في لبنان ديفيد هيل وكان بحث في اوضاع لبنان والمنطقة

 

شخصيات شيعية ناشدت سليمان في كتاب "تحرير الميثاقية من استئثار قوى الأمر الواقع"

وطنية - وجهت شخصيات شيعية كتابا الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ناشدته فيه أن يحرص على "أن تعبر الحكومة الجديدة عن التعدد السياسي الذي تنبض به الطوائف اللبنانية كافة، وفي الطليعة منها الطائفة اللبنانية الشيعية". وطالبوه ب"تحرير مفهوم الميثاقية من استئثار قوى الأمر الواقع بالتمثيل الحصري لمكونات المجتمع اللبناني".

ومما جاء في الكتاب: "لما كنتم، دستورا، رئيس الدولة ورمز الوحدة الوطنية والساهر على احترام الدستور، ولما كان الدستور اللبناني قد نص في مقدمته على أنه لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك، ولما كانت مقاصد الدستور اللبناني، هي توسيع مشاركة اللبنانيين في صناعة الشأن العام لا تضييقها، أو حصرها بحزبيات تستأثر بتمثيل الطوائف، ولما كانت تطبيقات الميثاقية، قد أسهمت بتقييد التعدد اللبناني بإقصائها أكثريات أحيانا وأقليات أحيانا أخرى، وبتقييدها هذا التعدد، قد فاقمت من الاصطفافات الطائفية والمذهبية، فإننا ندعوكم، على مسافة أشهر من انقضاء ولايتكم الدستورية، وفي أجواء الحديث عن تشكيل حكومة جديدة، إلى تتويج عهدكم، بأن تضيفوا الى قاموس الحياة السياسية اللبنانية تعريفا عمليا مجددا لمفهوم الميثاقية، وذلك بأن تحرروها من استئثار قوى الأمر الواقع بالتمثيل الحصري لمكونات المجتمع اللبناني، وبأن توسعوها لترحب بجميع القوى الحية التي يعتمل بها هذا المجتمع". وأضاف الكتاب: "لقد دفع لبنان غاليا جدا ثمن اختزال الميثاقية بتوافق الحزبيات، وفي الطليعة من هذه الأثمان أن تحول التذرع بالميثاقية أداة تضييق على الحياة الوطنية ـ بل أداة تعطيل لها ـ مما أدى، في عداد ما أدى إليه، إلى استباحة الدولة، وإلى وضع مرافقها العامة في خدمة هذا الاستئثار". وتابع: "إن الموقعين على هذه المذكرة، يهيبون بكم، لمناسبة الحكومة الجاري تأليفها، توسيع مفهوم الميثاقية ـ أو بالأحرى العودة بها إلى دستوريتها الحقيقية، وذلك بأن تحرصوا، بعيدا من الضغوطات والمجاملات، على أن تعبر هذه الحكومة عن التعدد السياسي الذي تنبض به الطوائف اللبنانية كافة، وفي الطليعة منها الطائفة اللبنانية الشيعية". وختم: "يدعوكم الموقعون أدناه إلى ممارسةِ حقكم الرئاسي والدستوري، وإلى التأسيسِ، قبل انقضاء ولايتكم، لإعادة الاعتبار إلى التعدد السياسي بوصفه مكونا أصيلا لا تستقيم بدونه ميثاقية ولا يستتب عيش مشترك".

الموقعون

وهنا أسماء الموقعين بالترتيب الألفبائي لاسم العائلة: علي أبو الحسن، نضال أبو شاهين، محمد أبي رعد، رشا الأمير، رشا الأمين، على الأمين، غسان الأمين، ابراهيم بدرالدين، حبيب بزيع، محمد أحمد جمعة، راشد حمادة، حسين الخطيب، حازم الخليل، خليل الخليل، ندى الديراني، أحمد زين الدين، علي حسن سعد، محمد علي سعد، عبدالله السلمان، فاتن سلمان، لقمان سليم، حارث سليمان، اسماعيل شرف الدين، إبراهيم شمس الدين، يوسف شمص، حسين صليبي، أسعد ضاهر، زينة عساف، علي العطار، محمد العكاشة، حسان عنيسي، علي محمد عيد، أحمد فرج، منيف فرج، علي فقيه، موسى قشقوش، عماد قميحة، منيب كنج، أكرم محمود، مالك مروة، أحمد مطر، مجيد مطر، حسين ناصر، عباس هدلا، غالب ياغي، الشيخ عباس يزبك.

 

واشنطن تُشجع على تأليف حكومة تُواجه الإستحقاقات وتحرُّك لافت للسفير الأميركي

جريدة الجمهورية

إنشدّت الأنظار أمس إلى مصر التي أدمت تفجيراتٌ عدّة قلبَ عاصمتها القاهرة، عشيّة ذكرى ثورة يناير، وحصدت مزيداً من القتلى والجرحى، مروراً بمؤتمر «جنيف 2» بعد تهديد دمشق بالانسحاب منه قبل أن يعلن الوسيط الأممي الأخضر الإبراهيمي، بعد مفاوضات شاقّة قادها بين طرفي النزاع، أنّهما سيجتمعان في قاعة واحدة اليوم للمرّة الأولى، وصولاً إلى دافوس التي جدّد منها وزير الخارجية الأميركية جون كيري التأكيد على دعوة الرئيس بشّار الأسد إلى التنحّي عن الحكم لتحقيق السلام في سوريا، في حين قال وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إنّ بلاده «لم ترسِل أحداً إلى سوريا وإنّ «حزب الله» اتّخذ قراره بنفسه وقال إنّه يدافع عن نفسه وعن لبنان».

سلام مُستقبِلاً هيل أمس

التطوّر البارز والخطير الذي يؤشّر إلى منحى الأحداث الأمنية في المرحلة المقبلة تمثّلَ في بيان "جبهة النصرة" الذي حذّرت فيه "أهل السنّة" بضرورة الانتباه وعدم الاقتراب أو السكن في مناطق "حزب الله" أو قرب مقرّاته، وتجنّب تجمّعاته ونقاط تمركزه، بعدما بات الحزب هدفاً مشروعاً لها أينما وُجد. ودعا البيان أهل السنّة الى أن يكونوا "عونًا لأبنائكم المجاهدين في حربهم ضد حزب إيران وعملائه". وتزامنَ هذا التطوّر مع استكمال "حزب الله" إجراءاته الأمنية المشدّدة في مناطق تواجده، ولا سيّما في الضاحية الجنوبية، في ظلّ انتشار شائعات على نطاق واسع عن أعمال إرهابية ستستهدفها مجدّداً. ولوحظ أمس تنفيذ المواطنين وأصحاب المحلّات سلسلة تدابير وإجراءات احترازية أمام مبانيهم ومحلّاتهم التجارية، ورفع أكياس الرمل على واجهاتها. وفي السياق، أقرّ الحزب بالإجراءات الاستثنائية، وقال نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم: "نحن أيضاً نتحمّل مسؤولية حماية ساحتنا والقيام بالإجراءات اللازمة، وبكلّ صراحة نحن نبذل جهوداً مهمّة في هذا الأمر، وسنتابع لنقوم بأقصى ما يمكن، لأنّ هذا جزء من تكليفنا الشرعي والأخلاقي والسياسي مع أهلنا وأحبَّتنا، والكلّ يعلم أنّنا نعمل بإخلاص لتحقيق الأهداف التي تُسقط مشاريع الأعداء". ودعا قاسم فريق 14 آذار "إلى عدم توفير البيئة الآمنة سياسياً وأمنياً للتكفيريّين".

التأليف: مكانك راوِح

وفي خضمّ هذا المشهد، عادت مسألة تأليف الحكومة اللبنانية إلى المربّع الأوّل، في غياب أيّ مؤشّر إيجابي يُنبئ بفكفكة العقد من أمامها، والمتمثلة بتشدّد رئيس تكتّل التغيير والإصلاح "في رفضه مبدأ المداورة في الحقائب متمسّكاً بحقيبتي الطاقة والإتصالات، ولم تفلِح كلّ الجهود والمساعي في ثنيِه عن موقفه. ولعلّ المستغرب أنّه في الوقت الذي كانت فيه الأنظار مشدودة إلى 14 آذار والخشية من أن يؤدّي شدّ الحبال داخلها إلى تراجع أحد مكوّناتها الأساسية عن الانخراط في الحكومة الجامعة، انتقل التركيز فجأة إلى صفوف 8 آذار، وتحديدا "التيار الوطني الحر" الذي شكّل رفعُ سقف شروطه تهديداً جدّياً للآمال المعلّقة على قيام هذه الحكومة، فصحّ القول الشهير: "إنتظرناها من 14 آذار فجاءت من التيّار الوطني الحر"، في خطوة تتناقض مع البرودة الاستثنائية التي كان أظهرَها هذا التيار في المرحلة التي صِيغت فيها التسوية السياسية-الحكومية. وأمّا السؤال الذي يطرح نفسه: هل رفعُ السقف العوني يهدف إلى تحسين شروط التفاوض واستطراداً الحقائب والمكاسب، أم إلى قلب الطاولة على الجميع، في ردّ فعل بمفعول رجعي على تغييبه من "الطبخة" الحكومية، وشعوره بأنّ غريمه السياسي المسيحي المتمثّل بـ"القوات اللبنانية" بدأ يقطف ثمار موقفه الرافض للمشاركة في الحكومة؟ وهل يذهب الطرف العوني إلى النهاية في شروطه ومواقفه، غير عابئ بعلاقته مع "حزب الله" التي اهتزّت في الأشهر الأخيرة؟ وإذا كانت الأيام المقبلة ستقدّم جواباً شافياً عن هذه التساؤلات وغيرها، إلّا أنّ الأكيد أنّ التسوية الحكومية التي تنازلَ "حزب الله" من أجل الوصول إليها للجلوس جنباً إلى جنب مع "المستقبل" لن يفرّط بها بسهولة، وسيسعى جاهداً لتدوير الزوايا بغية إقناع حليفه بالعدول عن موقفه أو التعويض له من "كيسِه"، لأنّ "المستقبل" الذي تخلّى عن مبدأ السلّة ووافق على الدخول إلى الحكومة لمناقشة البيان الوزاري ليس بوارد التنازل عن المداورة.

مناخات حلحلة

وعلمت "الجمهورية" أنّ اجتماعاً بعيدا عن الإعلام عُقد بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" مساء أمس، بحث في عمق الاعتراضات العونية، حيث تمّ تذليل جزء كبير من هذه الاعتراضات، ما يؤشّر إلى حلحلة متوقّعة على هذا المستوى. ولكن في حال فشل المفاوضات مع عون سيكون التأليف أمام عقبة مهمّة لا تتّصل فقط بالخلاف داخل 8 آذار، إنّما تتعلق بالتمثيل المسيحي داخل الحكومة، حيث إنّ غياب "التيار" و"القوات" أمر لا تستسيغه بكركي التي تتمسّك بأفضل تمثيل مسيحي.

تهديد بالتأليف

ولعلّ أبلغ دلالة على المأزق الذي بلغته مفاوضات التأليف تمثّل في ما أوردته وكالة "رويترز" عصر أمس، نقلاً عن مصدر سياسي أنّ الرئيس المكلف تمّام سلام هدّد بتأليف حكومة جديدة من دون "حزب الله" قريباً، ما لم يوافق حلفاء الحزب على الحكومة المقترَحة. وأضاف المصدر: إنّ "سلام لا يمكنه انتظار الحزب أكثر من يومين أو ثلاثة أيام"، وهدّد أنّه سيشكّل بعد ذلك حكومة من دونهم." وأكّد هذا المصدر أنّ "حجر العثرة الرئيسي هو إصرار تكتّل "التغيير والإصلاح" على إبقاء وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في منصبه داخل الحكومة المقبلة". وفي سياق متصل زار وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور سلام لوضعه في صورة آخر الاتصالات والمساعي الجارية على خط "التيار الوطني الحر".

«حزب الله»

في هذا الوقت، دعا "حزب الله" إلى عدم استعجال الأمور في موضوع التأليف، وقال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "إنّ بقاء مكوّن أساسيّ خارج الحكومة في هذه المرحلة، خصوصاً إذا كان يحقّق تمثيلاً وازناً للمسيحيّين، فمعنى ذلك أنّ الحكومة قد يكون مشكوكاً في ميثاقيتها"، مشدّداً على وجوب أن "نعطي لأنفسنا فرصة من أجل بذل جهود مخلصة لاستيعاب الجميع وللتوافق مع الجميع"، وأكّد أنّ "الذي صبر تسعة أشهر على بعضِهم، يمكنه أن يصبر تسعة أيّام على بعضهم الآخر".

تحرّك هيل

وفي غمرة تعقيدات التأليف، لفت أمس حراك غير اعتيادي للسفير الأميركي دايفيد هيل الذي زار كلّاً من عون وسلام ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط ورئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة. وقالت مصادر ديبلوماسية مطّلعة لـ"الجمهورية" إنّ السفير الأميركي جال على هذه القيادات محرّضاً على ضرورة العمل من أجل تأليف حكومة جديدة تواجه الإستحقاقات المقبلة على لبنان والمنطقة، ومؤكّداً أنّ بلاده سترحّب بالحكومة الجديدة التي من خلالها يتمّ إحياء عمل المؤسّسات الدستورية. وبحسب المصادر فإنّ هيل دعا عون إلى ضرورة التجاوب مع المساعي الجارية لتأليف حكومة جامعة لا تستثني أحداً من الأطراف اللبنانية، أيّاً تكن الظروف، ملمّحاً إلى أهمّية تجاوز ما يعرقل مسيرة التأليف في أسرع وقت ممكن. وأضافت المصادر أنّ هيل شجّع جميع الأطراف على تقديم تنازلات متبادلة تؤدّي إلى التقارب بشأن الملف الحكومي، وهو ناقشَ مع من التقاهم، إضافة إلى التطوّرات الداخلية ومعوقات التأليف بعد الانفراجات التي تحقّقت أخيراً بعد عشرة أشهر على التكليف، الوضعَ في سوريا وانعكاسات مؤتمر "جنيف 2" وانطباعات اللبنانيين إزاء ما تحقّق فيه، مؤكّداً أنّ بلاده تدرك أنّ الطريق إلى الحلّ في سوريا صعب وشاقّ، لكن لا بدّ من بداية.

مصدر ديبلوماسي

من جهة أخرى، نُقل عن سفير دولة كبرى قوله إنّ التفاهم الدولي على دعم الجهود المبذولة لتأليف حكومة جديدة ما زال قائماً، وهو يوفّر فرصة قد لا تكون توفّرت للّبنانيين من قبل. وأكّد أنّ هناك إصراراً على تأليف الحكومة اللبنانية، وأنّ الجهود التي بُذلت إلى اليوم لا يمكن أن تتبخّر بمطالبَ وشروطٍ البلادُ في غنى عنها في الوقت الحاضر.

«14 آذار»

وعلمت "الجمهورية" أنّه بعد حسم كلّ القوى والشخصيات داخل 14 آذار موقفها من المشاركة أو عدمها، بدأت ورشة عمل جديدة هدفُها البحث عن الآلية الواجب اعتمادها لإدارة اللعبة داخل هذا الفريق بعيداً من أيّ خلافات حتَّمَها التموضع التقني لا السياسي بينها. وقالت مصادر قيادية تعمل على هذا الخط إنّ هناك إصراراً من كلّ القوى على التمييز بين الموقف من الحكومة ووحدة صفّ 14 آذار، ورأت أنّ هذا الواقع المستجد لن ينشأ عنه فريقان داخل الجسم الواحد: فريق معارض للحكومة وآخر موالٍ لها، لأنّ كليهما يتحرّك ضمن منظومة أهداف واحدة، خصوصاً أنّ الفريق المشارك يدخل السلطة التنفيذية من منطلق ربط نزاع مع "حزب الله" وتحسين شروط المواجهة السياسية، وليس الشراكة معه، وبالتالي سيلتقيان على مواجهة الحزب من داخل الحكومة وخارجها. وأكّدت المصادر أنّ التباينات التي ظهرت أخيراً تمّ تجاوزها بعد حسم كلّ الأطراف مواقفها. وكشفت أنّ العمل بدأ يتركّز على سبل تفعيل التعاون والتنسيق وتوحيد الجهود في مرحلة دقيقة تحمل معها تحوّلات مفصلية بدأت تظهر مؤشّراتها من الإتفاق النووي و"جنيف 2"، ورأت أنّه على 14 آذار أن تحقّق مكتسبات لمصلحة لبنان الدولة والميثاق في لحظة انهيار المشروع الإيراني في المنطقة.

حمص

وفي الملفّ السوري، أعلن عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض أحمد رمضان أمس، أنّ مفاوضات اليوم والغد بين وفدَي المعارضة والنظام في جنيف ستتناول مسألة الأحياء المحاصَرة في مدينة حمص وسط سوريا. وقال رمضان لوكالة فرانس برس: "اليوم وغداً، سنناقش حصراً مسألة حمص وفكّ الحصار عنها، وتأمين الممرّات الإنسانية للأحياء المحاصَرة فيها، ووقف عمليات القتل والقصف التي يقوم بها النظام". وتابع: "بعد ذلك سنتحرّك لمناقشة موضوع مؤتمر "جنيف -1" ومرجعية الوثيقة المُنبثقة عنه، ومسألة نقل صلاحيّات الرئيس بشّار الأسد إلى سلطة انتقالية".

لبنان: المباحثات بشأن الحكومة الجديدة تراوح مكانها ولا بوادر لتشكيلها في اليومين المقبلين

 

مصادر سلام تؤكد أنه من المبكر الحديث عن «وزارة أمر واقع»

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط

تراوح المباحثات الحكومية مكانها رغم الجهود التي تبذل على خط تذليل العقبات المتعلقة بتمسك النائب ميشال عون بـ«وزارة الطاقة والمياه»، رافضا بذلك مبدأ المداورة ( التداول)في الحقائب. هذا الواقع «المجمد» منذ يومين، والمواقف التي ترافقه تعكس تراجعا واضحا في أسهم ولادة الحكومة الجديدة . وفيما تردد أن رئيس الحكومة المكلف تمام سلام، هدد بحكومة «الأمر الواقع» أي من دون حزب الله ما لم يوافق حلفاؤه على الحكومة المقترحة، خلال يومين أو ثلاثة، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر متابع للمباحثات بين سلام وفريق 8 آذار، قالت مصادر الرئيس المكلف لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يتخذ قرارا بعد بهذا الشأن ولا يزال من المبكر الكلام عن هذه الصيغة، كما أنه لم يضع مهلة محددة لهذا الأمر. وأشارت المصادر إلى أن البحث بشأن مطالب النائب عون يجري عبر حزب الله، مشددة على رفض سلام التراجع عن مبدأ المداورة رفضا قاطعا.

وينشط كل من النائب وليد جنبلاط وحزب الله والرئيس نبيه بري لإيجاد حلول لهذه العقدة، من خلال «تدوير الزوايا» وتقديم اقتراحات بديلة علها تسهم في تخطي المشكلة وتأليف الحكومة الجامعة، لكن الأمور لا تزال على حالها، والمباحثات مستمرة على أكثر من خط، وفق ما أفادت مصادر الرئيس اللبناني ميشال سليمان لـ«الشرق الأوسط»، مؤكدة أنه لا بوادر لتأليف حكومة في اليومين المقبلين، لتنسف بذلك، آمال سليمان التي كان قد عبر عنها قبل ذلك، بأن تأليف الحكومة سيجري نهاية الأسبوع. وفي حين يرى مراقبون أن مسار تأليف الحكومة يمشي على وقع مسار جنيف 2، وأن عدم دعوة إيران انعكس سلبا على المباحثات، يسعى حزب الله لإرضاء حليفه المسيحي، من خلال البحث عن حلول من بينها، التنازل عن حقائب وزارية سيادية كان يفترض أن تكون من حصته. وفي هذا الإطار، يرفض النائب في كتلة «التغيير والإصلاح» تحميل مسؤولية تعطيل الحكومة للنائب عون، مكررا في الوقت ذاته تأكيده أنه «لا يمكن القبول بالمداورة على حساب من يمثل التيار الوطني الحر، الذي يمثل شريحة كبيرة من المجتمع اللبناني»، معدا أن التيار لا يمكن أن يقبل بما يتفاوض به الآخرون من دون مشاركته». مع العلم، أن رئيس مجلس النواب نب ومن خلفه حزب الله، كانا يتوليان المباحثات الحكومية من قبل فريق 8 آذار، وسبق للنائب عون، قبل أن يرفع الصوت رافضا «المداورة» أن أعلن أنه لم يجري استشارته في كل ما كان يحدث. وأوضح نقولا في تصريح له أن «التيار ليس ضد المداورة بالمطلق، لكن هذه الحكومة هي لفترة ثلاثة أشهر ،والمداورة فيها ستؤدي إلى تعطيل عمل وشؤون المواطنين»، مضيفا «من يرد المداورة يمكن أن يكون لديه نية بعدم إجراء انتخابات رئاسة وتعطيلها». من جهته، دعا نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم إلى تأليف حكومة جامعة مانعة وفعالة في آن معا، مضيفا «وصلنا إلى المراحل النهائية، لكن نأمل أن يكون الإخراج مناسبا وملائما مع هذه الأهداف الشريفة». وعد أن حكومة كالتي يجري العمل على تأليفها، هي حكومة تسوية، الجميع دفع فيها بشكل أو بآخر. في المقابل، اتهم النائب عن «حزب الكتائب» إيلي ماروني النائب عون بعرقلة الحكومة، معدا أنه «يجب تأليفها بأسرع وقت لأنه لا يمكن تسليم السلطة إلى حكومة تصريف أعمال وهي حكومة حزب الله في حال الفراغ الرئاسي، لأن هذه الحكومة ساهمت بتدمير لبنان». كذلك، أكد النائب في كتلة المستقبل، عمار حوري أن المستقبل «ليس معنيا بالحوار الدائر بالمقلب الآخر حول الحكومة وينتظر ما ستؤول إليه المفاوضات»، مشيرا إلى «إننا نفضل أن يجري إنجاز التشكيلة وفق الصيغة التي اتفق عليها وما تحدثنا عنه من مبدأ المداورة». وأشار إلى أن «الأفق فتح مجددا باتجاه تشكيل الحكومة بعدما جرى الاتفاق على ثلاث نقاط أساسية: الأولى، أن لا ثلث معطلا وثانيا إقرار مبدأ المداورة طائفيا وسياسيا، وثالثا، استعادة الرئيس سليمان والرئيس المكلف سلام صلاحيتهما بالتشكيل». ورأى أن النائب عون لم يكن معترضا على مبدأ المداورة، لكن يبدو أنه أعاد حساباته في ميزان الربح والخسارة في لحظة الحقيقة.

الأحرار : لا حكومة جامعة إلا بانسحاب حزب الله من سوريا وتكريس المداورة

وطنية - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون وفي حضور الأعضاء، وأصدر بيانا أكد فيه أنه "تستحيل المشاركة في حكومة جامعة إلا على قاعدة ثلاثية ذهبية هي: التزام حزب الله الانسحاب من سوريا بالتزامه إعلان بعبدا بما فيه الحوار للتوصل الى استراتيجية وطنية للدفاع، وتكريس مبدأ المداورة في تولي الحقائب الوزارية، وأخيرا عدم إدراج مقولة شعب وجيش ومقاومة في البيان الوزاري". واعتبر "ان قبول فريق 8 آذار بهذه القاعدة او رفضها يكشف نياته الحقيقية في العودة الى الدولة وفقا للدستور والثوابت الوطنية، أو على العكس مضيه في بناء دويلته على حساب الدولة. لذا نطالب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف بالتنبه للمكائد والفخاخ والمراوحة، ومن بينها تأمين ثلث معطل مقنع يكون بمثابة وزير وديعة كما سبق أن حصل سابقا. كما نهيب بهما الإبقاء على خيار تشكيل حكومة حيادية باتت الظروف، وخصوصا المهلة الفاصلة عن الاستحقاق الرئاسي، تفرضها بقوة كحكومة انتقالية تحصر جل اهتمامها بإنجاح هذا الاستحقاق". وجدد إدانته تفجير حارة حريك وإبداء أسفه "لسقوط الضحايا البريئة على يد التنظيمات الإرهابية التي تستهدف حياة اللبنانيين وأمنهم واستقرارهم. كما نجدد مناشدة الأجهزة الأمنية تعميق التعاون في ما بينها توخيا لمزيد من الفاعلية في مواجهة التحديات المتزايدة. وعلى صعيد آخر نعتبر ان تورط حزب الله في القتال الى جانب النظام السوري شكل سببا مباشرا استجلب الإرهاب ولا تنفع المكابرة في رفض هذا الواقع او التخفيف من تداعياته. لذا المطلوب اليوم من حزب الله حسم أمره واتخاذ القرار بالخروج من الرمال السورية المتحركة والتزام سقف الدولة ومؤسساتها وهي الوحيدة المؤهلة لمكافحة الإرهابيين ووضع حد لارتكاباتهم". وتناول انطلاق أعمال المحكمة الخاصة بلبنان فأبدى تفاؤلا "بإحقاق الحق بما يعزي أهالي الشهداء ويسهم في وضع حد للجريمة السياسية"، لافتا الى "الحرفية العالية التي ظهرت في الأيام الأولى لبدء المحاكمة والتي تبشر بتأمين حقوق الادعاء والدفاع على السواء بشفافية مطلقة. ولقد استعاد القرار الاتهامي مراحل تحضير الجريمة الإرهابية بكل التفاصيل وأدوار المتهمين، ومن المتوقع الإفراج عن المزيد منها في سياق المحاكمة، وكل ذلك يبرر قيام المحكمة الدولية ويؤكد مصلحة لبنان فيها. ونأمل في وصولها الى خواتيمها مما يكشف الخفايا ويضع حدا للإفلات من العقاب". وأسف "لتجدد الاشتباكات في عاصمة الشمال ولما تخلفه من خسائر في الأرواح والممتلكات"، ورأى ان "الحل يبقى في تسليم الجيش زمام الامور وضربه بيد من حديد كل من تسول له نفسه الإخلال بالأمن وتهديد السلامة العامة"، لافتا الى أنه "بات ملحا محاكمة المتهمين بتفجير المسجدين لأن من شأن ذلك تخفيف الاحتقان من جهة، ورفع منسوب الثقة بالدولة ومؤسساتها من جهة أخرى. ونعود لنؤكد أن الحل الجذري يبقى إعلان طرابلس مدينة منزوعة السلاح ومباشرة تطبيق القرار، علما أنه يحظى بشبه إجماع الطرابلسيين التواقين الى السلام والأمن والازدهار".

جعجع عرض الاوضاع مع وديع الخازن فرعون:الاستحقاق الحكومي بات مرتبطا بالرئاسي ومتخوفون من الفراغ

وطنية - التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب اليوم، النائب ميشال فرعون في حضور عضو قيادة الحزب عماد واكيم. عقب اللقاء، قال فرعون:"في ظل الوضع المتردي الذي وصلت إليه البلاد من تدهور سياسي، أمني واقتصادي وصولا الى أزمة النفايات التي نتجت جميعها عن انتهاك السيادة وسياسة الترغيب والترهيب ووضع السلاح الشاذ والتفكير في كيفية الاستمرار بالإمساك بمفاصل الدولة دون الاهتمام بمصالح المواطنين، بتنا بحاجة الى حكومة مع تمسكنا بمبادئ قوى 14 آذار أي التمسك باعلان بعبدا". ورأى أن "الحل الذي كان متوافرا في السابق هو حكومة حيادية ولكننا نشهد اليوم مخاضا لحكومة سياسية، ولدينا ملء الثقة برئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام اللذين سلكا هذا المسار بانتظار النتائج"، مذكرا أن "مسار الحكومة متلازم مع جملة استحقاقات بدءا بانتخابات الرئاسة وصولا الى معركة العدالة والمحكمة الدولية". وعن الانقسام الحاصل داخل قوى 14 آذار في المشاركة في الحكومة أو عدمها، أجاب فرعون: "ان الفريق الآخر يخوض معركته في سوريا، بينما نحن نخوض معركة مبادئ وعدالة ورسالة ودستور واستحقاق رئاسي لتلبية مصالح الناس، مع العلم ان هذه المعركة سنخوضها سواء داخل او خارج الحكومة".وردا على سؤال، اعتبر فرعون "ان الاستحقاق الحكومي بات مرتبطا بالاستحقاق الرئاسي، ونحن نتفهم هواجس جعجع التي عبر عنها في أكثر من مناسبة ولكن في الوقت عينه نحن متخوفون من حصول الفراغ"، مشيرا الى "ان الحكومة العتيدة في حال شكلت لن تعوض حصول الانتخابات الرئاسية". وعن امكان تشكيل حكومة في ظل الأجواء السائدة، قال فرعون: "نحن بانتظار تطور الأمور خلال هذين اليومين، وأنا لا أملك تفاصيل ولكن يبدو أن هناك تعثرا في مكان ما في مسار التأليف". من جهة أخرى، عرض جعجع مع رئيس المجلس العام الماروني الشيخ وديع الخازن الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة.

سلام هدد بتشكيل حكومة من دون حزب الله...

نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر سياسي وصفته بالـ" كبير" إن رئيس الوزراء المكلف تمام سلام هدد بتشكيل حكومة جديدة بدون "حزب الله" قريبا ما لم يوافق حلفاء الحزب على حكومته المقترحة. واشارت "رويترز" الى ان مسؤولاً رفيع المستوى يحضر المحادثات بين سلام وتكتل الثامن من اذار قال: " رئيس الوزراء سلام ابلغنا إنه لا يمكنه انتظارهم أكثر من هذا. يومان أو ثلاثة.. وقال إنه سيشكل بعد ذلك حكومة بدونهم." وأضاف المسؤول أن حجر العثرة الرئيسي هو إصرار "التيار الوطني الحر" على السماح لوزير الطاقة السابق جبران باسيل بالاحتفاظ بمنصبه في الحكومة القادمة. اوساط سلام نفت لـ "النهار" دقة الحديث المنسوب الى الرئيس المكلف، مضيفة ان الاتصالات لا تزال مستمرة لفكفكة العقد ولا يمكن حسم الموعد النهائي لاعلان تشكيل اي حكومة، قبل استنفاد الفرص كافة. وازاء هذا الواقع، قالت اوساط بارزة لـ"المركزية" ان العمل جار على صيغ عدة بديلة من بينها ما وصفته بحكومة "من حضر" او حكومة الامر الواقع السياسية الجامعة العادلة المرتكزة الى الاسس نفسها، اي انها جامعة من 24 وزيرا على قاعدة ثلاث ثمانات تعطي لكل فريق حقه بعدل من دون اجحاف ومن يخرج منها يستثني نفسه. وقالت ان الرئيسين سليمان وسلام استنفدا كل الوقت المتاح ولم يوفرا فرصة لتشكيل لحكومة الجامعة والعادلة، غير ان المكونات السياسية اللبنانية تبدو من محبذي الفرص الضائعة وهدر مساعي التقارب لانتشال البلاد من كبوتها خصوصا ان هذه الحكومة كان من شأنها فصل ازمة لبنان عن الوضع الاقليمي وعلى هذا الاساس كانت موافقة الرئيس سعد الحريري على المشاركة فيها وتجاوز بعض حلفائه مراهنا على امكان احداث نقلة نوعية في الواقع السياسي اللبناني مستندا الى نصح اوروبي بوجوب تشكيل الحكومة لهذه الغاية.

الرئيس الجميل الى مائدة فرنجية في بنشعي

بعيداً من الإعلام، حلّ رئيس حزب "الكتائب" الرئيس أمين الجميّل ضيفاً يوم الإثنين الماضي، على رئيس تيّار "المردة" النائب سليمان فرنجيّة الذي استبقاه الى مائدة العشاء في دارته في بنشعي. بعدما كان الجميّل قدم واجب العزاء بوفاة والد زوجة النائب والوزير الراحل بيار الجميّل، في إحدى بلدات قضاء زغرتا. وزير الدولة سليم كرم وضع في حديث لـ"المركزية"، اللقاء في خانة اللياقة الاجتماعية، فقال "كان الجميل في منطقة زغرتا يقدم واجب العزاء، ومن اللياقة ان يمرّ عقب ذلك على دارة الوزير فرنجية، لكنني لم أحضر اللقاء ولا أعرف الى ماذا تطرق، وأقدّر انهما عرضا التطورات". اما عضو كتلة "الكتائب" النائب فادي الهبر، فلفت لـ"المركزية"، الى ان "لا تفاصيل لدي عن اللقاء، الا اننا منفتحون على الجميع، وهناك صداقة شخصية تربط العائلتين منذ زمن بعيد هذه العلاقة العائلية التاريخية، استمرت بشكل طبيعي والتواصل قائم دائما. وتابع "هناك وعي كتائبي على المستوى الوطني يراعي موضوع التنوع والآراء المختلفة، مع الابقاء على العلاقة الشخصية والعائلية التاريخية التي كانت قائمة مع المرحوم طوني فرنجية وزوجته، وهما صديقان مقربان للرئيس الجميل وعقيلته، وهناك التزام أدبي مع آل فرنجية." وعن سؤاله حول اذا تم البحث في الملف الحكومي؟ اوضح الهبر "نحن على الوتر نفسه ونطالب بحكومة جامعة. لكن اولويتنا في "الكتائب"، الحفاظ على الكيان، في أبشع ظرف تمر فيه البلاد في ظل الازمة السورية التي وضعت البلاد على كف عفريت، ونرى الانفجارات بشكل شبه اسبوعي. الضمانة هي الحفاظ على المؤسسات. والمدخل الى ذلك، تأليف حكومة تمهد لانتخابات رئاسة الجمهورية وهي ابرز مؤسسة وطنيا ومسيحيا، وصولا الى الانتخابات النيابية، واملنا تقصير مدة التمديد للمجلس الحالي. نريد حكومة جامعة، من دون ان يسرق أحد قرار الدولة، ويجب على حزب الله ان يعود الى كنف الدولة، ويتم ضبط الحدود والكف عن الدخول في الحروب السورية الداعشية، أكان داعش السنة او داعش الشيعة، والا تنتقل حربهما في الساحة العربية الى لبنان."

حوري: "المستقبل" ليس معنياً بمفاوضات الطرف الآخر

المركزية- اكد عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري ان "تيار المستقبل" ليس معنياً بالحوار الدائر في المقلب الآخر حول الحكومة وينتظر ما ستؤول اليه المفاوضات"، مشيرا الى اننا "نفضّل ان يتم انجاز التشكيلة وفق صيغة 8-8-8 وما تحدثنا عنه من مبدأ المداورة". واعتبر في تصريح ان "الافق فتح مجدداً في اتجاه تشكيل الحكومة بعدما تم الاتفاق على 3 نقاط اساسية: الاولى ان لا ثلث معطلا وثانيا اقرار مبدأ المداورة طائفياً وسياسياً، وثالثا استعانة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام بالفيتو من دون شوائب". ولفت حوري الى ان "ما قاله رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الثلاثاء الماضي مفاده انه ليس ضد المداورة، لكنه يعترّض على قصر المهلة الزمنية للحكومة، الا ان عون اعاد حساباته في ميزان الربح والخسارة في لحظة الحقيقة".

إسرائيل تسمح لطاقم الـLBCI بزيارة قاعدتها الجوية ومقابلة قائد في الجيش 

في خبر لافت، افادت وكالة 'الانباء الألمانية” انه في حملة علاقات عامة اعلامية نادرة، سمح سلاح الجو الاسرائيلي للمؤسسة اللبنانية للارسال (ال بي سي) بتصوير فيلم داخل إحدى قواعده، واجراء مقابلة مع أحد قادة السلاح 'في رسالة تهديد واضحة ومباشرة لحزب الله”. وذكرت صحيفة 'يديعوت احرونوت” الاسرائيلية في موقعها الالكتروني انه تم السماح لمراسل الشبكة باجراء مقابلة مع قائد قاعدة رامات ديفيد الجوية، وأيضا افيخاي ادرعي رئيس قسم الاعلام العربي في وحدة المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي. وفي بداية التقرير، ركزت الشبكة اللبنانية على محاولة التوصل الى اتفاق فيما يتعلق بسوريا وقالت انه في الوقت الذي تحاول فيه القوى الدولية في مؤتمر جنيف 2 التوصل الى حل سلمي للازمة السورية، يبعث قائد قاعدة رامات ديفيد الجوية برسالة تهديد وحذر من أستمرار نقل الاسلحة الاستراتيجة من سوريا الى حزب الله، وقال إن الجيش سيعمل على منع نقل مثل هذه الاسلحة.

وقال قائد القاعدة، الذي لا يجب ذكر اسمه مثل طياري وقادة سلاح الجو الاسرائيلي، بحسب الصحيفة، في مقابلة نادرة 'نتابع عن كثب محاولة تهريب الاسلحة من سوريا إلى لبنان ونحاول منعها من الوصول إلى حزب الله”.

واضاف: ان 'حزب الله بدأ يحصل على نوع من الاسلحة اكثر تقدما من الاسلحة التي تمكلها دول مجاورة مستقلة ويجب ان نستعد لمثل هذا السيناريو”. وصرح إدرعي المتحدث باسم الجيش الذي يتحدث اللغة العربية للشبكة 'حزب الله” حول 200 قرية في جنوب لبنان الى مخازن للاسلحة ويستخدمها لتهديد الجبهة الداخلية الاسرائيلية… لايمكن للجيش أن يسمح لحزب الله بايذاء اسرائيل بسهولة”. وفي النهاية، فإن الرسالة التي يبعث بها الجيش كانت واضحة للغاية ومفادها الجيش يفهم أن وصول مثل هذه الاسلحة الاستراتيجية الى حزب الله في لبنان سيكون السبب وراء اندلاع الحرب المقبلة بحسب الصحيفة. يشار إلى أن المسؤولين الاسرائيليين أعلنوا مرارا أنهم لن يسمحوا بنقل اسلحة من سوريا إلى إسرائيل.

 

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ينضم إلى صفوف قوى "14 آذار

المستقبل اليوم"/إذا صحّ ما قاله الشيخ نعيم قاسم بالأمس، فإن ذلك يعني ضمّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى صفوف قوى "14 آذار"، إذ أن نائب الأمين العام لـ "حزب الله" وكل قيادة الحزب دأبت على بناء مطالعة طويلة عريضة اعتبرت بموجبها أن من يطالب الحزب بالانسحاب من سوريا، إنما هو تكفيري ويشكّل بيئة حاضنة للتكفيريين وإرهابهم. لكن الذي قاله ظريف من دافوس لم يكن بعيداً عن هذه الأنشودة. فهو طالب بانسحاب كل المقاتلين الأجانب من سوريا .. صحيح أنه عمّم دعوته لكنه بالتأكيد لم يستثن "حزب الله" منها وإن يكن لم يسمّه. ما يعني في الأخير أنه مثل "14 آذار" يدعو ذلك الحزب إلى الانسحاب، وأنه بالتالي مثل "14 آذار" يُفترض أن يوضع في خانة التكفيريين. هذا المنطق يعكس في واقع الأمر قراءة دقيقة لمعنى خطاب قيادة "حزب الله" إزاء الوضع في سوريا بالإجمال. فهو لم يكتف بالتورّط الدموي في ذلك النزاع الفظيع، وإنما كسر سيبة توافقية ميثاقية لبنانية بفعله ذاك، وهي التي أجمع عليها كل فرقاء طاولة الحوار، وقضت بالنأي عن ذلك الأتون ووُضعت تحت عنوان "إعلان بعبدا" .. دخل بقضّه وقضيضه في حرب لا هوادة فيها، وحمّل جمهوره واللبنانيين عموماً أوزاراً كبيرة وخطيرة، وستبقى قائمة طويلاً في التاريخ. الغريب أن ظريف، وزير خارجية دولة مثل إيران، ينفي تدخّل بلاده في سوريا، رغم الوقائع المعاكسة، على حين أن "حزب الله" يفعل العكس: ينفي نيته الانسحاب من هناك، بل هو لم يشبع بعد من تقديم مطوّلات التبرير وتدبيج الأسباب التي دفعته إلى ذلك .. ثم تكفير من يطالبونه بالعودة إلى رشده وإلى بلده. أمر غريب حقاً.

 

انتقادات لبنانية لـ«تفرد» وزير الخارجية في الدفاع عن حزب الله بجنيف

مصادر الرئيس سليمان: نتوافق معه على العناوين العريضة.. لكنه يتجاوزها

عدنان منصور/بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط

كان واضحا أن إعادة تذكير الرئيس اللبناني ميشال سليمان في اليوم الثاني لافتتاح مؤتمر «جنيف 2»، بأن «تحييد لبنان يتم عبر الامتناع والتوقف فورا عن التدخل في كل شؤون سوريا الداخلية، خصوصا، في القتال الدائر فيها مهما كانت المبررات»، كانت ردّا على كلمة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور التي دافع خلالها عن قتال حزب الله إلى جانب النظام في سوريا.

هذا الموقف الذي لم يكن جديدا بالنسبة إلى مواقف منصور السابقة، لا سيما في اجتماعات وزراء الخارجية العرب المتعلقة بالأزمة السورية، جعل البعض لا سيما من فريق 14 آذار، الذي يصف منصور بأنه «وزير خارجية سوريا في بيروت»، يعتبر أن كلمة منصور جاءت مكملة لكلمة وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ولم يكن أكثر من ممثل لحزب الله وليس للبنان.

وفي حين أن بعض المعلومات أشارت إلى أن الجزء المتعلق بحزب الله في كلمة منصور لم يكن أساسا ضمن الخطاب المعد سلفا في بيروت بين دوائر وزارة الخارجية وقصر بعبدا، والذي راجعه الرئيس سليمان شخصيا قبل ذهاب منصور إلى سويسرا. وهذا ما جعل سليمان يعيد ويذكر بالفقرة التي حذفها منصور مبدلا إياها بتلك المدافعة عن حزب الله، واكتفت مصادر الرئاسة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بالقول إن وزير الخارجية يبلّغ عادة من الرئيس اللبناني ورئيس الحكومة بالموقف الرسمي والخطوط العريضة التي يجب التقيد بها، من دون أن تنفي أن الأخير يعمد في أحيان كثيرة إلى تجاوزها، مؤكدة في الوقت عينه أنه عند التصويت عليه أن يلتزم الموقف الرسمي المتمثل بـ«النأي بالنفس».

ولقد أوضح سفير لبنان السابق في واشنطن، الدكتور عبد الله بوحبيب، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أنه من المتعارف عليه عند تمثيل وزير الخارجية أو أي وزير في الحكومة لبنان، أن يطّلع كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على المحاور الأساسية في الكلمة التي سيلقيها، مشيرا في الوقت عينه إلى أن موضوع سلاح حزب الله، هو بالتأكيد من المحاور الأساسية لا سيما أنه موضوع خلافي لبناني وإقليمي. وعن الخطوات التي يمكن اتخاذها لمحاسبة أي وزير إذا خرج عن سياسة بلده، قال بوحبيب إلى أن «إقالة وزير تتطلب موافقة ثلثي الحكومة، لكن الأمر لا يمكن تنفيذه في لبنان حيث تكون دائما الحكومة تحمل صفة الوفاق الوطني، واليوم هي أساسا حكومة مستقيلة»، لكنه يشير إلى أنه «عادة يعمد رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة إلى تصحيح هذا الخطأ والتأكيد على هذه السياسة»، إذا ما تجاوز الوزير سياسة لبنان، كما حصل مع منصور في جنيف.

وفي شبه تأكيد منه على هذا التجاوز، لمح منصور في رده على منتقديه، على قناة «المنار» التابعة لحزب الله، بأن الفقرة المتعلقة بحزب الله لم تكن واردة في النص بل كانت «رد فعل مرتجلا» قائلا «لا يمكن السكوت أو غض النظر عندما يتطرق العديد من المتحدثين (خاصة المعارضة السورية) التي تصف حزب الله بالحزب الإرهابي، وهو المقاومة التي شرفت لبنان والأمة كلها وشرفت شعب لبنان من خلال نضالها ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأن يوصف حزب الله بالإرهابي أو أنه يقوم بالمجازر فهذا شيء لا نقبله».

وشدد منصور على أنه كان يمثل لبنان ويدافع عن مصالحه وموقفه وعن البيان الوزاري للحكومة المستقيلة الحالية والذي تضمن معادلة «الشعب والجيش والمقاومة»، والتي تشرّع لحزب الله احتفاظه بسلاحه.

الاستياء من كلمة منصور لم يقتصر فقط على المواقف السياسية، بل تعداها إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطلق مؤيدون لفريق 14 آذار «هاشتاغ» يقول «عدنان منصور لا يمثلني»، ليلقى كذلك رد فعل من قبل مؤيدي فريق 8 آذار، بـ«هاشتاغ معارض»: «عدنان منصور يمثلني». مع العلم بأن مواقف مماثلة عدة مناقضة لسياسة «النأي بالنفس» اللبنانية كانت قد صدرت على لسان منصور، وأبرزها في مارس (آذار) الماضي، من خلال المطالبة بتعليق تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية، ووصف قرارات الجامعة تجاه سوريا بأنها «أسهمت في إغراق سوريا في بحر من الدماء»، وهو الأمر الذي أدى بمجلس التعاون الخليجي إلى تحذير لبنان من عدم التزامه سياسة «النأي بالنفس». وهذا الموقف استدعى آنذاك ردود فعل محلية وعربية، إذ حذر مجلس التعاون لدول الخليج العربية لبنان من عدم التزامه سياسته الرسمية المتمثلة في «النأي بالنفس» حيال أزمة سوريا، ليعود بعدها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ويؤكد أن «الحكومة اللبنانية لا تزال ملتزمة سياسة النأي بالنفس عن الوضع في سوريا». وقوله إن هذا القرار لا يزال ساري المفعول انطلاقا من «إعلان بعبدا» الذي تم التوافق عليه خلال «مؤتمر الحوار الوطني» برئاسة الرئيس سليمان.»..

 

غيرة عون من جعجع جعلته يتمسك بصهره

اعتبرت مصادر نيابية في قوى 14 اذار ل "المركزية" ان موقف رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ، من رفضه المداورة في الحقائب، وتمسكه بحقيبة الطاقة لمصلحة صهره الوزير جبران باسيل ينطلق من اعتبارات عدة ابرزها، ان موقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من الحكومة وفر له حيثية شعبية مسيحية مهمة لا يمكن لعون ان يحصّل مثلها الا اذا تمكن من اقناع الرأي العام المسيحي بانه أمن للمسيحيين مكاسب وزارية مهمة والا فان مشاركته في الحكومة لا تقدم له شيئا، خصوصا انه كان حاول في المرحلة الاخيرة التمايز عن حلفائه وفتح صفحات سياسية جديدة اهمها مع تيار المستقبل الا ان محاولاته لم يكتب لها النجاح. واشارت الى ان زعيم التيار الوطني الحر يسعى ايضا الى ربط استحقاقي تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية فيرفع سقف مطالبه الى أعلى مستوى.

 

الشرطة الأميركية: عز الدين قتل ابنتيه وانتحر/العائلـة: رهـاد لا يعانـي مـن خلل نفسـي
المركزية- تكشّف لغز مقتل اللبناني رهاد عز الدين (43 عاما) وابنتيه ليلى (9 سنوات) وزينب (4 سنوات) في منزلهم في تكساس ليل الاربعاء، حيث أعلنت الشرطة الاميركية صباح اليوم نتائج التحقيقات الاولية في القضية، مؤكدة أن "عز الدين هو من قتل ابنتيه في غرفة نومهما ثم انتحر بإطلاق النار على نفسه". وأوضحت الشرطة أن "الطفلتين سيتم دفنهما في البيرو - مسقط رأس والدتهما، الجندية في الجيش الاميركي، فيما سينقل عز الدين الى بلدته كفرا حيث يدفن فيها". من جهته، قال المسؤول في الشرطة انطوني ليراردي "هذه مأساة كبيرة لعائلة ووالدة الطفلتين ونحن نقوم بكل ما بوسعنا في هذه الاوقات". عائلة عز الدين: من ناحيتها، إستبعدت أسرة عز الدين ما ذكرته الشرطة الأميركية، وقالت شقيقة رهاد "إن كل ما يهم الأسرة حالياً هو وصول جثمان ابنها إلى لبنان"، مؤكدة ان شقيقها لا يعاني من أي خلل نفسي وأنه كان على علاقة طيبة بعائلته وابنتيه وقد أمضوا وقتاً طويلاً معاً قبل مقتلهم حيث اصطحبهما لمشاهدة السينما وتمضية الوقت خارجاً.

 

ما علاقة الأسرة التي قتلت في تكساس بالمحكمة الدولية؟

 في مصادفة غريبة، تبين أن رهاد عزالدين الذي قتل في ولاية تكساس الاميركية مع ابنتيه في ظروف غامضة هو شقيق م. عزالدين الذي اورد المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان رقم هاتفه من بين الارقام التي استخدمت في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. واكد م. عزالدين في حديث لـ"الجديد" انه يملك الرقم المنتهي بـ (967****) منذ عام 2002، ويندرج الرقم ضمن عدد من الارقام التي استندت اليها المحكمة على انها استخدمت في الاغتيال وتبين لاحقاً انها مملوكة من اشخاص لبنانيين وموضوعة في الخدمة منذ قبل الاغتيال بمدة (ستعرض قناة الجديد ضمن نشرة اخبار المسائية اليوم الخميس مقابلة معه). وكان عثر اول من امس على رهاد عز الدين البالغ من العمر 42 عاماً من بلدة كفرا الجنوبية وأبنتيه ليلى (9 سنوات) وزينب (5 سنوات) جثث هامدة بعد اصابتهم بطلقات نارية عدة في انحاء مختلفة من جسدهم داخل منزلهم. وبحسب المعلومات فإن عز الدين يعمل في الولايات المتحدة بمجال الالكترونيات وهو متأهل من امرأة اصولها من البيرو وتحمل الجنسية الاميركية، وتعمل مسعفة في الجيش الأميركي بأفغانستان.

وقد وصلت الزوجة في اليوم عينه لمقتل زوجها وابنتيها الى منزل العائلة الذي يقع في منطقة مخصصة للجنود الاميركيين بولاية تكساس حيث فوجئت بوجود زوجها جثة هامدة ممددة على الارض في مدخل المنزل، فيما وجدت ابنتيه مقتولتين داخل غرفة النوم.

 

وكيل الداخلية السابق بـ"الاشتراكي" عاد إلى لبنان منذ 3 أيام

 علمت صحيفة "الجمهورية" من التحقيقات الأولية في اغتيال وكيل الداخلية السابق في الحزب التقدمي الإشتراكي سامي مروش، أن "مروش عاد الى لبنان قبل ثلاثة أيام من الولايات المتحدة الأميركية، ولم يرصد أي من معارفه وجود أي مشكلات أمنية تعرض سلامته للخطر".

 

وكيل الداخلية السابق بـ"الاشتراكي" عاد إلى لبنان منذ 3 أيام

علمت صحيفة "الجمهورية" من التحقيقات الأولية في اغتيال وكيل الداخلية السابق في الحزب التقدمي الإشتراكي سامي مروش، أن "مروش عاد الى لبنان قبل ثلاثة أيام من الولايات المتحدة الأميركية، ولم يرصد أي من معارفه وجود أي مشكلات أمنية تعرض سلامته للخطر".

 

ماذا فعل "حزب الله" لينقذ الأسد؟

كشفت دراسة أعدها مركز أميركي أن مشاركة حزب الله إلى جانب القوات السورية في القتال ضد المعارضين حققت مكاسب متنوعة للنظام السوري وساعدته على الصمود غير أنها تسببت في خسائر على عدة مستويات للحزب. فقد أجاب "معهد واشنطن" عن سؤال مفاده: هل مشاركة حزب الله في سوريا هل كانت ناجحة ام خاسرة؟ بنشره دراسة أعدها الخبير في شؤون الاستخبارات الأميركية الدفاعية جيفري وايت.

فحزب الله وفق الدراسة هو أفضل قوة حاليا على الأرض السورية، وأصبح كفرقة الإطفاء بالنسبة للنظام يقاتل في الأماكن الحساسة ويساعد الأسد في استعادة قدراته الهجومية، كما درب نحو 50 ألفا من القوات السورية غير النظامية وجعلها حاسمة لبقاء النظام. وفي المقابل، فإن حزب الله يتكبد خسائر، حيث إن استمرار الحرب وتدخل الحزب أكثر في العمق السوري يفقدانه الكثير من قوته في مواجهة إسرائيل.

وبحسب الدراسة فإن قوات حزب الله في سوريا تقدر بأربعة آلاف من قوات النخبة والقوات الخاصة، ويقدر عدد القتلى بينهم ببضع مئات بينهم قياديون، أما الجرحى فيقدرون بالآلاف.

والأبرز هو أن حزب الله مُني بنكسات تكتيكية كونه يقاتل في بيئة معادية لم يعتد عليها، كما حدث في القصير وضواحي دمشق، حيث فوجئ بمقاومة شرسة. كما أنه استقطب بيئات معادية، إذ بات ينظر إلى الحزب في المناطق السنية على أنه محتل يواجه بمقاومة مسلحة، حتى أن المتطرفين بدأوا بالانتقام من خلال التفجيرات التي تضرب حاضنته الشعبية في لبنان. من جانبه، علق الكاتب الصحافي مشعل النامي على الدراسة الأميركية، خلال مداخلة مع قناة "العربية" من الكويت، بقوله إن حزب الله لا يملك إلا أن يقاتل قتال بقاء وصراع على البقاء. وأضاف: "حزب الله يعلم جيداً أن سقوط النظام السوري سيكشف ظهره تماماً وسيفقده قوتيه السياسية والعسكرية في لبنان"، مؤكداً أن حزب الله يستمد قوته من الميليشيا العسكرية التي يمتلكها، والتي كان يسوق لها بأنها مقاومة ضد إسرائيل. وقال إن الحزب يعلم جيداً أن سقوط النظام بالنسبة له هي مسألة حياة أو موت، لأن سقوط النظام السوري سيجعل ظهره مكشوفاً ويجعله محاصراً من الداخل والخارج، مما يجعل القضاء عليه سهلاً.وأوضح أن هذا يشكل خطورة مباشرة على دول الخليج، وبالأخص على الكويت والعراق، لأن الحزب يستطيع أن يتحرك بكامل قواته إلى الحدود السعودية العراقية والتي تمتد لأكثر من 1000 كيلومتر، وكذلك الحدود العراقية الكويتية والتي تزيد على 150 كيلومتراً. وشدد على أن دول الخليج يجب أن تعمل على محاصرة هذا الحزب بعيدا عن العواطف، حيث يجب أن تكون لدى دول الخليج حسابات طويلة المدى بهذا الشأن. وأشار النامي إلى أن حزب الله يقاتل في سوريا لكي يبقى قويا، حيث إنه صراع من أجل البقاء.

 

جنبلاط عرض مع هيل الاوضاع والتقى رئيس حزب البداية المصري

وطنية - استقبل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو مساء اليوم، السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل وعرض معه التطورات السياسية الراهنة في لبنان والمنطقة.

ثم استقبل جنبلاط رئيس حزب البداية المصري محمود حسام جلال، في حضور أمين السر العام ظافر ناصر، وتداول معه آخر المستجدات السياسية.

 

منصور عاد من جنيف: نعت حزب الله بالارهاب غير مقبول وإذا اراد أحد في لبنان ذلك فليقل صراحة ولكل حادث حديث

وطنية - عاد الى بيروت عند الخامسة من مساء اليوم وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور والوفد المرافق قادما من جنيف بعد ان القى كلمة لبنان خلال مؤتمر جنيف-2.

في المطار تحدث منصور فقال:"كان لا بد من هذا المؤتمر لمعالجة الأزمة السورية وهو مؤتمر جنيف-2 الذي كان يحضر له منذ عدة أشهر، وطبعا نحن ننظر باهتمام كبير ونتطلع الى هذا المؤتمر على أن يكون حلا سياسيا للأزمة في سوريا، هذه الأزمة التي تعصف بالمنطقة وتؤثر علينا بشكل مباشر وغير مباشر. والكلمة التي ألقيتها تناولت الوضع العام فيما يتعلق بلبنان وبالمنطقة من خلال موجات الارهاب وعدم الاستقرار وفقدان الأمن في المنطقة، وما يتعرض له لبنان من عمليات ارهابية من آن الى آخر".

أضاف: تناولنا في الكلمة أيضا تأثير الأزمة مباشرة من خلال النازحين السوريين الى لبنان والأعباء التي يتحملها على مختلف الصعد، لذلك، نبهنا أيضا من الارهاب وناشدنا المجتمع الدولي الوقوف من أجل القضاء على هذا الارهاب الذي يضرب شعوب المنطقة ويعمل على تفتيت نسيجها الوطني والقومي والاجتماعي والديني والطائفي من خلال جملة وحملة شعارات متطرفة غريبة عن عادات وتقاليد مجتمعاتنا".

سئل: يبدو ان صورة الحوار بين من يمثل النظام السوري ومن يمثل المعارضة في مؤتمر جنيف 2 لم تنطلق كما كان يجب وهناك من ينعي هذا المؤتمر قبل بدايته ما تعليقكم على ذلك؟

أجاب: "أولا لانجاح جنيف-2 لا بد من إيجاد أرضية مشتركة بين الفريقين السوريين ولكن، اليوم أن يذهب أحد الأفرقاء الى الساحة هناك ويضع شروطا مسبقة تعجيزية أتصور أن هذا لن يساعد أبدا على إيجاد الحل. واليوم، عندما يكون هناك حوار بين طرفين أو بين عدة أطراف لا بد من إيجاد صيغة يتقبلها الجميع للخروج بالحل المطلوب. ولكن عندما يطلب فريق مثلا بتنحي رئيس دولة أو نقل السلطة مباشرة الى مجلس انتقالي أو هيئة انتقالية فإن ذلك، لا أتصور، أنه يساعد على الحل لأنه علينا أن نأخذ بالاعتبار وجهة نظر الأفرقاء".

سئل: في الكلمة التي ألقيتموها شددت على أهمية التمسك بالنأي بالنفس، ولكن تحدثت أيضا عن ان دخول حزب الله الى القتال في سوريا هو لتجنيب لبنان مخاطر الارهابيين، أليس هناك تناقض في هذه الكلمة وكأن حزب الله شيء ولبنان شيء آخر؟

أجاب: من يقرأ الكلمة التي ألقيتها، وقد لاحظت بعد إلقاء الكلمة، أن هناك جوقة مغرضة تريد النيل من وزير الخارجية وأيضا من الكلمة التي ألقاها، اليوم، عندما تطرق البعض في المؤتمر الى وصف حزب الله بالارهاب وبالعمل الارهابي ووصفه أنه حزب إرهابي فهذا أمر غير مقبول مطلقا، لأن المقاومة التي شرفت بلدها وشرفت أمتها وشعبها والتي استطاعت أن تناضل ضد العدو الاسرائيلي وهي التي تحفظ أرض لبنان لا يمكن نعتها بهذه الصفة خاصة إذا أتى هذا النعت من خارج لبنان، أما إذا كان هناك في لبنان من يريد أن ينعت المقاومة بالارهاب فليقل ذلك صراحة، وبعد ذلك لكل حادث حديث".

أضاف: "أنا قلت في خطابي وشددت على عدم التدخل في الشأن السوري وقلنا ان التدخل فيه سيزيد الأزمة تعقيدا. ولكن أن يأتي من الخارج أفرقاء وينعتون المقاومة بالارهاب فهذا أمر غير مقبول مهما كانت الصور ومهما كانت الأسباب".

وردا على سؤال عن الانتقادات التي وجهت اليه قال منصور:"أنا مثلت لبنان والكلمة التي ألقيتها أطلعت فخامة رئيس الجمهورية على فحواها، أما العبارة التي وردت فيما يتعلق بحزب الله فقد أضفتها أثناء جلوسي على المقعد ردا على ما قيل بالنسبة للمقاومة، لا يمكن أن أقبل من أي جهة كانت أن تنعت مقاومة بالارهاب".

أضاف: "عندما استمعت الى الكلمات وكان هناك فعلا حملة مغرضة، وعندما يتوجهون الى مطلب إخراج المقاتلين من سوريا ولو تكلموا بوجه عام عن المقاتلين لغضضنا النظر، ولكن أن يطالبوا بإخراج المقاتلين من سوريا وبنوع خاص حزب الله فهذا أمر لن نقبل به. وأكرر وأقول إذا كان هناك من أحد في لبنان يريد أن يصنف حزب الله كحزب إرهابي فليقل ذلك صراحة".

سئل: "هل لاحظت أن هناك أطرافا تريد الحل السياسي في سوريا أم أن هناك أطرافا لا تزال تتمسك بالهجمة التي تمارسها على سوريا؟

أجاب: من خلال المتابعة ومن خلال ما وجدناه من الاتصالات مع الأطراف، يبدو أولا أن المعارضة ليست موحدة، وهناك أطراف كثيرة فيها لم تشارك، وهذا طبعا سيخلق شرخا لأن الحكومة السورية ممثلة بوفد كبير وهذا الوفد يعرف ما الذي يريده، ولكن على الجانب الآخر يجب أن يكون هناك من يمثل المعارضة كل المعارضة، ويبدو أن هناك فئات لا تزال ترفض جنيف وترفض فكرة الحوار مع النظام، ولذلك لا يمكن إذا كان هناك من أفرقاء ترفض الحوار أو لا تريد الحل أن يتم هذا الأمر وعلى كل حال الأيام القليلة القادمة ستوضح أمورا كثيرة وستنجلي أمور كثيرة".

سئل: على هامش المؤتمر هل التقيتم بأحد من وزراء الخارجية العرب، وهل تعتقد أن جنيف 3 ستشارك فيه إيران؟

أجاب: "بالطبع قبل المؤتمر عقدنا اجتماعا لوزراء الخارجية العرب وتبادلنا بالأمر حول مختلف جوانب الموضوع، أما فيما يتعلق بتمثيل إيران فهذا الأمر أستبعد على اعتبار ان الدعوة اليها سحبت بعدما كانت قدمت اليها وهذا لن يؤثر على تحرك إيران أو على وضعها قوة وتأثيرا. وقبل أن نتحدث عن جنيف 3 لننتظر جنيف 2.

 

قاسم: الحكومة الجامعة مصلحة للبنان ولا يمكن أن نعالج شؤوننا إلا إذا تكاتفنا

وطنية - رأى نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في حفل تكريم أقامته جمعية التعليم الديني الإسلامي لأساتذتها الذين مضى على عملهم عشرون عاما في قاعة الجنان- ثانوية البتول، "أننا نواجه اليوم حملة التكفيريين التي تنتقل عبر الأقطار والعالم لتخريب الواقع البشري بكل عناوينه وتلاوينه، ويخطئ من يعتقد أن التكفيريين يستهدفون فئة من الناس، هم لا يطيقون الناس على الأرض، لأنهم يعتقدون أنهم المختارون الذين يجب أن تبقى الأرض لهم وحدهم يعيثون فيها فسادا، ولذا التكفيريون مشروع عدائي للبشرية وليس لسوريا ولبنان والعراق فقط، ونحن نرى كيف تتنقل أعمالهم من مكان إلى مكان، وبصماتهم سرعان ما تنتقل وتقوم بعملها التخريبي. هناك من قال في لبنان مرات ومرات بأن تدخلنا في سوريا استجلب هؤلاء التكفيريين إلى لبنان، مع العلم أن الأزمة السورية هي التي استجلبت التكفيريين إلى سوريا ولبنان ومصر وباقي المناطق، وسنسمع يوما بعد يوم أنهم انتقلوا إلى مناطق أخرى". وقال: "الأزمة السورية هي التي جاءت بمشاكل كثيرة إلى لبنان والمنطقة، وبالتالي من أراد أن يرى الحقائق عليه أن ينظر جيدا، سأذكر أربع مشاكل كبيرة كانت من نتاج الأزمة السورية على لبنان لأن لبنان يتأثر دائما بالوضع السوري:

-المشكلة الأولى أن فريقا في لبنان راهن على متغيرات في سوريا فربط موقفه السياسي في كل القضايا بإمكان تغيير المعادلة العسكرية بين النظام والمعارضة المسلحة، وعطل المؤسسات الداخلية في لبنان وأخر تشكيل الحكومة تسعة أشهر، وساق خطابا تحريضيا فتنويا أثر في الساحة، وعطل عمل المجلس النيابي، ونرى اليوم أن المؤسسات بشكل عام معطلة في لبنان، وبالتالي الحياة بالإجمال معطلة في لبنان بسبب هذه المراهنة.

-المشكلة الثانية تفاقم الأزمة الاجتماعية بسبب كثرة عدد النازحين، وعدم تعاون الدول الكبرى والعربية مع نتائج هذه الأزمة، مما ولد حالات من الفقر والصعوبات المعيشية والأزمات الانسانية، وانعكس هذا الأمر على الاقتصاد اللبناني بسبب تكلفة هذا النزوح.

-المشكلة الثالثة ازدياد عدد الجرائم الأخلاقية والاجتماعية والسرقات والإشكالات التي تقع في بلدات وقرى عديدة، بل بدأنا نرى بيانات تصدر من هنا وهناك لها طابع عنصري في بعض الأحيان بسبب تلك الأزمات التي تولدت واحدة بعد الأخرى جراء الأزمة السورية.

-المشكلة الرابعة الخلل الأمني الذي ضرب الواقع اللبناني، بسبب انكشاف الحدود اللبنانية السورية، ووجود من يهرِب السلاح والمسلحين ويوفر الإمكانات الكافية للقيام بعمل تخريبي، سواء تمثل بسرقة السيارات أو الجرائم الفردية أو الجماعية أو السيارات المفخخة أو العمليات الانتحارية".

واشار الى ان "كل هذه المشاكل هي من نتائج الأزمة السورية التي انعكست على لبنان، من هنا علينا أن نصارح الناس بأن حل الأزمة السورية يساعد على حل تداعياتها في لبنان، وأن الذهاب إلى الحل السياسي هو الطريق الطبيعي للتخلص من هذه المجموعات العابرة للدول والقارات، والتي أتت لتنفيذ مشاريع لا علاقة لها بالشعب السوري ولا بمصالحه. وهنا أقول للجماعة التي تبرر دائما لهذه الأعمال، وتدعي ادعاءات فارغة من المحتوى، لا تبرروا للتكفير وللجريمة والعدوان كي لا تهيئوا البيئة السياسية الآمنة، وكي لا تهيئوا الظروف الموضوعية للمزيد من هذه الأعمال المستنكرة، وليكن معلوما إذا كان هناك أحد يظن أن التكفير له صديق وعدو فهو واهم، فالتكفير ليس له إلا أعداء، ومن ظنوا أنهم أصدقاء للتكفيريين سيتلوعون بنيرانهم يوما بعد يوم، لأن هؤلاء ليس لهم لا صديق ولا مشروع يمكن أن يتآلف معه أحد، ونحن نرى بعض المناطق التي تعاني من نتائج هذه الأزمة، بالله عليكم قولوا لي ما هي الأسباب الموضوعية بالدليل والبرهان للأزمة التي لا تنتهي في طرابلس؟ ومن يقاتل من؟ ومن يطلق النار على من؟ هناك عبث وفوضى".

أضاف: "نحن دعونا إلى حكومة جامعة منذ اليوم الأول لتسمية الرئيس تمام سلام، ورددنا دائما أن الحكومة الجامعة مصلحة للبنان لأنه لا يمكن أحدا أن يلغي أحدا، ولا يمكن أن نعالج شؤوننا في لبنان إلا إذا تكاتفنا على اختلافنا، لأن في التكاتف إمكانا للتفاهم على الحد الأدنى لمصلحة السياسة والأمن.

نحن ندعو الآن إلى حسن التأليف لتكون الحكومة جامعة مانعة وفعالة في آن معا، فقد وصلنا إلى المراحل النهائية، لكن نأمل أن يكون الإخراج مناسبا وملائما مع هذه الأهداف الشريفة.

هنا نلحظ أن خطاب جماعة 14 آذار طرأ عليه بعض التغير، وعادوا إلى الحكومة الجامعة بعد رفض طويل، وهذا جزء من الحل، ولا فائدة من توتيرهم للخطاب في بعض الأحيان بلا مبرر، فنحن لا نفهم كيف تقولون نعم تريدون الحكومة الجامعة، وتضعون تبريرات وتقولون بأنكم ربحتم، وبطبيعة الحال مثل هذه الحكومة هي تسوية، الجميع دفع فيها بشكل أو بآخر، ثم يكون هناك بعض التحريض على الآخر، وهذا أمر لا ينفع أحدا، ونحن سنجد العبرة في مواقفهم العملية التي يهدئون فيها جمهورهم وساحتهم لمصلحة تخفيف الخسائر على لبنان والاجتماع معا".

وتابع: "في الأيام الماضية قام انتحاري بتفجير نفسه في منطقة حارة حريك، وهذا التفجير يستهدف التخريب وإيجاد الهلع وتعديل المسار السياسي، وهذا التفجير هو جزء من سلسلة تفجيرات موجودة في الساحة اللبنانية كافة وعند كل الأطراف. هنا أؤكد أمورا عدة:

أولا: علينا أن نبقى ثابتين متماسكين، وأن نتكلم كما تكلم أهل الضحايا والشهداء باستعدادهم للوقوف أمام هذه الجرائم وعدم تغيير الشعار وحرف المسار، لأننا بذلك نكون قد أبطلنا أهدافعهم ومشروعهم، وأما إذا تماهينا مع بعض ما يريدون فهذا يعني أنهم سيحققون أهدافهم بشكل أو بآخر، والحمد لله واضح أن ساحتنا عصية على تحقيق أهدافهم، وأنهم سيكررون هذه المحاولات الآثمة، ولكن سنقف بالمرصاد وسنكون من أصحاب الاتجاه الذي لا يتغير في طاعة الله وتحقيق الأهداف الوطنية الشريفة.

ثانيا: الدولة تتحمل مسؤولية الأمن، ولا تستطيع أن تتنصل ولا أن تبرر، وعلى المسؤولين أن يفعلوا الحواجز وأن يمدوها بالإمكانات المناسبة وأن يتحلُوا بجدية إضافية، ونحن نشكرهم على مساعيهم، ولكن نحتاج إلى المزيد، فهذه مسؤوليتهم أولا وأخيرا، وعليهم أن يحلوا هذه المشكلة بالطريقة المناسبة.

ثالثا: يتحمل جماعة 14 آذار مسؤولية كشف هؤلاء، وعدم توفير البيئة الآمنة سياسيا أو مكانيا، وليكفوا عن التنظير الذي يطلقونه بين الحين والآخر، وليكونوا واقعيين وعمليين، فيعملوا كشركاء يجب أن ينبذوا هؤلاء الذي يتنقلون من منطقة إلى أخرى.

رابعا: نحن أيضا نتحمل مسؤولية حماية ساحتنا والقيام بالإجراءات اللازمة، وبكل صراحة نحن نبذل جهودا مهمة في هذا الأمر وسنتابع لنقوم بأقصى ما يمكن، لأن هذا جزء من تكليفنا الشرعي والأخلاقي والسياسي مع أهلنا وأحبتنا، والكل يعلم أننا نعمل بإخلاص لتحقيق الأهداف التي تسقط مشاريع الأعداء".

 

عون التقى السفيرين الاميركي والبولوني

وطنية - التقى النائب العماد ميشال عون، اليوم في دارته في الرابية، السفير البولوني Bozek Wojcieh في زيارة تعارف. ثم التقى العماد عون السفير الاميركي دايفيد هيل الذي لم يشأ الادلاء بأي تصريح. وقد حضر اللقاءين المسؤول عن العلاقات الديبلوماسية في التيار الوطني الحر ميشال دي شادارفيان.

 

دوليات

 

العالم يدين الهجمات الإرهابية في مصر

عشرات الضحايا عشية ذكرى ثورة 25 يناير * السعودية: محاولة يائسة من قبل جماعة مجرمة

القاهرة: محمد شعبان ومحمد عبده - الرياض: «الشرق الأوسط»/توالت الإدانات العربية والدولية ضد سلسلة الهجمات الإرهابية التي شهدتها القاهرة أمس وخلفت ستة قتلى على الأقل. وقال مصدر مسؤول في السعودية إن المملكة «تستنكر وتدين بشدة التفجيرات الإرهابية الجبانة التي شهدتها جمهورية مصر العربية، وأودت بحياة العديد من الأرواح البريئة»، مضيفا أن «هذه التفجيرات تستهدف أمن مصر واستقرارها، بل وتسعى في محاولة يائسة إلى تفتيت وحدتها الوطنية من قبل جماعة مجرمة لا هم لها سوى اختطاف إرادتها الشعبية والعبث بمقدراتها». وجدد المصدر «وقوف المملكة إلى جانب مصر الشقيقة، وثقتها التامة في قدرة الحكومة المصرية وشعبها على ضرب الإرهاب بيد من حديد، ووضع حد لهذه الأعمال الإجرامية». بدوره، أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي العمليات الإرهابية، وشدد على ضرورة توقيع أقصى عقوبة ضد جميع الضالعين فيها. كما أدانت دول عربية أخرى الاعتداءات. وأدان الأمين العام للأمم المتحدة التفجيرات, وطالب «بمحاسبة المسؤولين عن هذا العنف». من جانبه، أدان البيت الأبيض التفجيرات، ودعا إلى «إجراء تحقيق كامل» فيها و«تقديم مرتكبيها للعدالة». وسقط ستة قتلى وأصيب عشرات آخرون جراء ثلاثة تفجيرات استهدفت مديرية أمن القاهرة (بوسط العاصمة)، وسيارات للشرطة في حي الدقي (غرب القاهرة)، ودار سينما بحي الهرم السياحي، فيما لم يسفر انفجار رابع أمام قسم شرطة في شارع الهرم أيضا عن سقوط ضحايا، وذلك في سلسلة تفجيرات هي الأعنف منذ تفجير مديرية أمن الدقهلية بدلتا مصر نهاية الشهر الماضي. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن سيارة مفخخة استهدفت مديرية أمن القاهرة صباح أمس، وتسبب الانفجار الذي استخدمت فيه مواد متفجرة قدرت بنصف طن في تدمير الكثير من محتويات متحف الفن الإسلامي المواجه للمبنى الأمني، وأيضا مبنى دار الوثائق القومية القريب منه. وأعلن تنظيم جماعة أنصار بيت المقدس الإسلامي المتشدد مسؤوليته عن الحادث. وتأتي سلسلة التفجيرات بعد يوم واحد من استهداف كمين للشرطة في محافظة بني سويف شمال صعيد مصر، خلف خمسة قتلى برصاص مسلحين مجهولين. وقال شاهد عيان لـ«الشرق الأوسط» أمس إنه «في طريقي إلى مبنى مديرية الأمن شاهدت العديد من واجهات المحال التجارية وقد تضررت. كانت فوضى حقيقية ودماء أمام المبنى، وشاهدت جنودا يبكون زملاءهم، فيما كانت أشلاء جثة مشوهة غارقة في الدماء أمام المبنى

 

كيري أكد من دافوس التزام بلاده اكثر من اي وقت في البحث عن السلام والازدهار والاستقرار في العالم

وطنية - اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان "الولايات المتحدة تبقى ملتزمة اكثر من اي وقت مضى، بشؤون العالم". وأضاف كيري في كلمته امام المشاركين في منتدى دافوس في سويسرا "ان الولايات المتحدة ابعد ما تكون عن فك التزامها، وهي فخورة بكونها اكثر التزاما من اي وقت مضى، وهي تقوم بدور حاسم، كما كانت على الدوام، في عملية البحث عن السلام والازدهار والاستقرار في العالم". واشار الى ان "التواجد العسكري الاميركي في الشرق الاوسط للرد على التهديدات في المنطقة"، معتبرا انه "ما من دولة فاعلة في انخراطها بالشرق ولديها علاقات بقدر اميركا وفرنسا"، موضحا ان "وجودنا العسكري في الشرق الاوسط مهم لدعم الحلفاء". وقال: "اننا نعمل على تعزيز علاقتنا قدر الامكان وهذا تاريخ اميركا فهو حافل بالمسؤولية، والشراكة التي بنينها في الشرق الاوسط هدفها المصالح المشتركة وليس لدينا غايات اخرى، الا اننا لا نستطيع حل جميع المشكلات في الشرق الاوسط". واكد كيري "اننا لن نقبل بتطوير السلاح النووي، ولن نسمح لايران بامتلاكه، ولن نسمح لايران باتخاذ خطوات لتشغيل مفاعل اراك". في سياق اخر، لفت كيري الى "اننا ندعم تطلعات الشعب الاوكراني، ونساعد تونس ومصر في مرحلتيهما الانتقاليتين". وفي الموضوع السوري لفت كيري الى "اننا نواجه ازمة لا يمكن للعقل الانساني ان يتخيلها، ولا يمكن للرئيس السوري بشار الاسد ان يكون له دور في العملية الانتقالية، ويجب ان يتنحى عن الحكم لتحقيق السلام في سوريا". واعتبر ان "فشل المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية يشجع التطرف لان الاخفاق في ارساء السلام سينقل المنطقة الى مزيد من التطرف"، مشيرا الى ان "منافع السلام لاسرائيل ستكون كبيرة، وان عملية السلام ستعود بالخير على المنطقة بأكملها"، لافتا الى ان "ملف الامن يعرقل التوصل لاتفاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين"، مؤكدا ان "السلام سينهي الاحتلال لاراضي الفلسطينيين".

 

تايمز": الصراع في سـوريا لن ينتهي إلا بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط

المركزية- أشارت صحيفة "تايمز" البريطانية في مقال حول "الإرث الاستعماري الذي يعرقل التوصل إلى اتفاق سلام في شأن سوريا" الى أن "الصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من ثلاثة أعوام لن ينتهي إلا بإعادة رسم خريطة منطقة الشرق الأوسط التي حددت في إطار ما يعرف باتفاق سايكس بيكو قبل حوالي 100 عام"، لافتةً الى إنه "ربما لا يرغب أحد في الإقرار صراحة بأن تقسيم سوريا وفق أسس طائفية وفيدرالية قد يكون حلا محتملا ينهي الأزمة المستمرة". ولفتت الصحيفة إلى أن "الكثيرين يعربون سرا عن شكوك كبيرة في مدى استمرارية الخريطة التي حُددت معالمها قبل قرن من الزمان"، موضحةً أن "ثمة اختبارا لهوية الدول التي أفرزها اتفاق "سايكس بيكو" في الصراعين السوري والعراقي".

 

أربعة انفجارات تهز القاهرة وتسفر عن 6 قتلى

نهارنت/استهدف الانفجار الاول مديرية امن القاهرة حوالى الساعة 6,15 صباحا (04:15 ت غ) مما ادى الى مقتل اربعة اشخاص وجرح اكثر من 70 بحسب وزارة الصحة. وبعد ساعات انفجرت عبوة ناسفة قرب عربة للشرطة على مقربة من محطة مترو موقعة قتيلا بحسب وزارة الصحة. واعقب ذلك انفجار قنبلة امام مركز للشرطة على طريق مؤد الى اهرامات الجيزة. ومع أول حلول المساء استهدف انفجار رابع منطقة الهرم في القاهرة وتحديدا قرب دار "سينما" رادوبيس ما أدى إلى سقوط قتيل.  وجاءت الهجمات قبل يوم على انتشار للشرطة في العاصمة استعدادا للذكرى الثالثة لثورة 2011 التي اطاحت بمبارك حيث دعا الاسلاميون في مناسبتها الى تظاهرات حاشدة ضد النظام الجديد. وقال وزير الداخلية محمد ابراهيم ان المهاجمين "لا يريدون للناس ان يحتفلوا" بذكرى 25 كانون الثاني مضيفا انه يتوقع نزول حشود كبيرة الى الشارع الجمعة. وقال احد شهود العيان لتفجير مديرية امن القاهرة ان السيارة المفخخة توقفت عند السياج المعدني المحيط بالمبنى ثم انفجرت. وقال محمود مشرف الذي اصيب بجروح في رأسه "كنت على الطابق الثالث مع قائد الامن" واضاف "اصطدمت السيارة بالسياج ودوى الانفجار". وقال مراسل فرانس برس ان الانفجار احدث حفرة كبيرة وادى الى تصاعد سحابة من الدخان فوق العاصمة. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية هاني عبد اللطيف ان "عدد الضحايا قليل نسبيا مع الاخذ بعين الاعتبار قوة التفجير". وقال شاهد عيان يقيم في شقة تبعد نحو 200 متر عن مبنى الشرطة انه استيقظ على دوي الانفجار. وقال الشاهد يحيى عطية "اهتز المبنى الذي اسكن فيه". وبعد ساعات قليلة انفجرت عبوة ناسفة قوتها ضعيفة قرب محطة مترو وسط القاهرة اوقعت قتيلا بحسب وزارة الصحة. وقال وزير الداخلية ان العبوة استهدفت عربة كانت تنقل شرطيين الى قاعدتهم. والعبوة الثالثة الضعيفة القوة كانت مزروعة خلف لوحة اعلانات قرب مركز للشرطة على الطريق المؤدي الى اهرامات الجيزة، بحسب وزارة الداخلية التي اكدت انها لم توقع اصابات. والحق الانفجار الاول اضرارا كبيرة بواجهة مركز الشرطة وواجهة متحف اسلامي مجاور. وقامت شرطة مكافحة الشغب بابعاد مئات الاشخاص الذين اطلق بعضهم هتافات منددة بالاخوان المسلمين. وتصاعدت الهجمات التي تستهدف قوات الامن في مصر منذ ان عزل الجيش الرئيس الاسلامي محمد مرسي مطلع تموز/يوليو. وتنفي جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي تورطها في الهجمات، غير انها ادرجت على لائحة المنظمات الارهابية بعد مقتل 15 شخصا في تفجير انتحاري استهدف مركزا للشرطة شمال القاهرة في كانون الاول/ديسمبر الماضي.

واعلنت جماعة انصار بيت المقدس الجهادية مسؤوليتها عن الهجوم. ودعت جماعة الاخوان المسلمين الى تظاهرات حاشدة اعتبارا من اليوم الجمعة في الذكرى الثالثة لثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011 التي اطاحت بمبارك، متهمة الحكومة المدعومة من الجيش بمواصلة الحكم الاستبدادي. وتشهد مصر منذ الاطاحة بمرسي، انقساما عميقا بين انصاره الاسلاميين ومؤيدي الجيش الذي يتهم الاخوان المسلمين بالارهاب. وقال الشاهد يحيى عطية بينما كان يتفقد الدمار امام مقر الشرطة "يمكنني الان ان ادعو الاخوان المسلمين بالاخوان الارهابيين". واضاف "ينبغي اعدامهم جميعا". وقرب مكان الانفجار حمل البعض اعلاما مصرية وصورا لقائد الجيش الفريق اول عبد الفتاح السيسي. ودانت جماعة الاخوان المسلمين هجمات سابقة ضد الشرطة والجيش منذ الاطاحة بمرسي. وقتل العشرات من رجال الشرطة والجيش في شبه جزيرة سيناء المضطربة وبدأ المسلحون في المنطقة الصحراوية يوسعون عملياتهم الى مناطق سكنية مكتظة في انحاء البلاد. والخميس قتل مهاجمون ملثمون على دراجات نارية خمسة شرطيين على نقطة تفتيش جنوب القاهرة. ووقع عدد من التفجيرات في القاهرة بينها محاولة اغتيال استهدفت وزير الداخلية في ايلول/سبتمبر بعد اسابيع على مقتل مئات المتظاهرين الاسلاميين بيد الشرطة في اشتباكات في مخيم احتجاج. وقتل اكثر من الف شخص غالبيتهم من الاسلاميين، في اشتباكات منذ الاطاحة بمرسي. وسجن آلاف آخرون بينهم مرسي وقياديون آخرون في جماعة الاخوان المسلمين. مصدروكالة الصحافة الفرنسيةاسوشيتد برس.

 

عكاظ": قرار خارجي بعدم تشكيل الحكومة

المركزية- كشفت مصادر سياسية مطلعة في بيروت لصحيفة "عكاظ" السعودية أن "أجواء ضبابية باتت تلف مسألة تأليف حكومة جامعة، مع الشروط الجديدة التي بدأت قوى الثامن من آذار بطرحها عبر النائب ميشال عون". ولفتت المصادر إلى ان "ما التزم به حزب الله وحركة أمل تنكر له رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، معيدا الأمور إلى المربع الأول، وخصوصا الى جهة مداورة الحقائب الوزارية أو لجهة استبعاد الأسماء المستفزة". وأكدت المصادر ان "هناك قرارا خارجيا بعدم تشكيل الحكومة، وهو استكمال لتصعيد إقليمي كانت بدايته بخطاب وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر جنيف2".

 

الرياض": حرب تمـوز مسـرحية قوة حزب الله سبب تقسيم اللبنانيين

المركزية- أشارت صحيفة "الرياض" السعودية إلى ان "أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله صار بطلاً في نظر البعض بجلاء إسرائيل عن جنوب لبنان وقد قيل إنها صفقة بين الفريقين رغم مسرحية إطلاق النيران من الطائرات والدبابات، وقد ذهب نصر الله إلى أن يتوج نفسه بطلاً في محيط عربي يعشق هذه الصفات، ومد قدمه لأبعد من خطواته بتدخله في سوريا مدركاً أن مصيره معلق بوجود الرئيس السوري بشار الأسد وطائفته، فكانت الخطيئة والورطة التي جاءت أخطر من اللعبة مع إسرائيل، لأن الباب الذي فتحه أسس لعداوة مع شعب يفوق تعداد لبنان خمس مرات ومع طائفة سنّية بادر بإيقاظ شعورها الطائفي وتكريسه، ولعل تفجيرات الضاحية والتي أعتقد كل اللبنانيين أنها بمأمن من أي هجوم مباشر أو غير مباشر بدأت تشهد على أنها هدف يصعب تحصينه ومن الهشاشة للوصول إلى تخوم تحصيناتها". ورأت ان "التورط في سوريا وقبلها خدعة الذات بتضخيم قوة حزب الله، قسمّت اللبنانيين والذين لا يحتاجون لمثل هذا التقسيم، فذهب بعض المسيحيين في لبس عمامة الشيخ، وآخرون مرة يتحالفون مع مسلمين سنّة، وأخرى مع فريق رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، وفي هذه المسرحية بدأت تظهر معالم تسلح السنّة والاندفاع لأن تكون لهم قوتهم، وجاء الدعم من مصادر مختلفة لأن الجيش لم يعد يملك القدرة على تحييد تلك الفصائل أو حماية الدولة من تداعيات الأزمات المتلاحقة، ولذلك أصبحت الزعامات التقليدية خارج حسابات جيل جديد تربى على وقع الحرب الأهلية، وفرز نفسه بأنه مختلف بتفكيره ومظاهر الموضات لأن الأمر يتعلق بمصير وحياة أغلبية تريد أقليةٌ احتواءها بالقوة". واعتبرت الصحيفة ان "رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري أخطأ بخروجه من بلده، وحالياً يريد أن يقبل بمشاركة سياسية ولكن بخروج حزب الله من لبنان، وهو شرط يراه الفريق المقابل انتحاراً لأنه يعرف أن من يقرر ذلك آيات إيران، لا ساسة لبنان ومحور الأزمة متعلق بمستقبل سوريا والتي هي النبض للقلب اللبناني، لأننا لم نجدها محايدة منذ استقلال البلدين وحتى اليوم بما سمي بتلازم الأدوار والمصالح وعلى ذلك فلبنان يبقى مسرحاً لتفاعل المجريات المعقدة في سوريا والمنطقة كلها".

 

"الاشتراكي": لا أبعاد سياسية وراء جريمة قتل مروش

المركزية- استبعدت مصادر قيادية في الحزب التقدمي الاشتراكي عبر "المركزية" ان تكون خلفية جريمة قتل وكيل داخلية عاليه في الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا سامي مروش سياسية، معلنة ان الامور متروكة للقضاء ليأخذ مجراه في التحقيق بالحادثة، ولا بدّ ان نكون واقعيين وان ننتظر ما ستؤول اليه التحقيقات على هذا الصعيد. واشارت الى ان مروش الذي سيشيّع غدا في مسقط رأسه في مدينة عاليه في الثانية عشرة ظهرا، يعيش خارج لبنان مع عائلته وقد عاد قبل ايام قليلة من حصول الجريمة. وكانت شهدت مدينة عاليه منذ شيوع الخبر بعد ظهر امس اجواء وتوتر بين ابناء المدينة، اضافة الى انتشار عناصر تابعة للحزب على مختلف الطرقات.

 

تدابير أمنية وقائية في الجنوب وتوقيف 3 من انصار الأسير لمحاولة كشف موقعه

المركزية- كثفت القوى الامنية والعسكرية اللبنانية تدابيرها واجراءاتها الامنية الوقائية والاستباقية لمنع اي عمل ارهابي قد يستهدف المؤسسات الرسمية أو الاجتماعية والامنية في الجنوب. وفي هذا الاطار، علمت "المركزية" من مصدر امني في الجنوب ان مخابرات الجيش اوقفت في صيدا 3 من انصار الشيخ الفار أحمد الاسير، وهم الشيخ محمود مشعل وزياد البابا واحمد حلاق. وتم استدعاؤهم للتحقيق معهم فقط حسب المصدر، لاماطة اللثام عن خيط يؤدي الى معرفة مكان وجود الاسير، ونتيجة تقاطع المعلومات حول الشبكات التي اوقفها الجيش في اكثر من منطقة بقاعية وشمالية ولها علاقة بالاعمال الارهابية التي وقعت في لبنان. كما ذكرت المصادر ان بلدية النبطية بالتعاون مع القوى الامنية، رفعت المزيد من المكعبات الاسمنتية الى جوانب المؤسسات الرسمية والخاصة الكبرى لمنع توقيف اي سيارة مشبوهة بجانبها وكخطوة من الخطوات التي قد تحد من اي عمل ارهابي. واشارت المصادر الى ان العمل الارهابي الذي استهدف حارة حريك دفع نحو اتخاذ المزيد من الاجراءات الامنية أمام المساجد والحسينيات والمباني الرسمية والمراكز العسكرية في منطقة صيدا والجنوب، لافشال أي عمل ارهابي في وقت لم تغب فيه دوريات الجيش على مدار الساعة عن شوارع مدينة صيدا ومحيط مخيم عين الحلوة. في سياق متصل، أفادت مصادر أمنية في صيدا "المركزية" أن سلسلة لقاءات عقدت خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية بين مسؤولين امنيين لبنانيين وآخرين في مخيم عين الحلوة لتبادل المعلومات حول عناصر مشبوهة قد تكون متورطة في العمليات الارهابية التي استهدفت الساحة اللبنانية خلال الفترة الماضية. الى ذلك، علمت "المركزية" من مصدر فلسطيني ان توترا شهده مخيم عين الحلوة بين جماعات "جند الشام" وحركة "فتح"، وان الاتصالات التي اجريت اعادت الهدوء الى المخيم، مشيرا الى ان تلك الجماعات لا تريد الامن للمخيم وهي تتحين الفرص للعبث بأمنه، و"فتح" لن تسمح لها بجر المخيم الى اتون الفتنة والصراع خدمة لمآرب واجندات خارجية غير فلسطينية.

 

مقالات ومقابلات

 

التعثر الاقليمي يؤجل التشكيل ويعزز حظوظ حكومة امر واقع سياسية جامعة

حزب الله يبلغ سلام التزام موقف عون ويبقي الوساطات مفتوحة

8 آذار تتملص من تعهداتها: لم نوافق على "القواعد" بالجملة

المركزية- تطور مسار تأليف حكومة سياسية جامعة، مع انقضاء عشرة اشهر على "التكليف" في شكل دراماتيكي لينتقل واقع الايجابية المحيط بالمفاوضات الى حال تأزم وعودة الى الوراء بفعل عقدة المداورة التي فرملت عجلة التشكيل من الرابية، بعدما اصر رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون على التمسك بحقيبة الطاقة لمصلحة الوزير جبران باسيل. ولم تفلح كل الجهود التي بذلها النائب وليد جنبلاط عبر موفديه والصيغ البديلة التي حملوها باقناعه في العدول عن موقفه، ولا "مونة" حزب الله الذي وجد نفسه مضطرا لمساندة حليفه المسيحي وابلاغ الرئيس المكلف تمام سلام، وفق ما كشفت مصادر عاملة على خط التشكيل لـ"المركزية" التزام قرار عون وعدم المشاركة في حكومة لا يشارك فيها، علما ان عون وضع الحزب في خلال اللقاءات الاخيرة بين الجانبين في جو قراره وعدم استعداده للعودة عنه.

المناخ الدولي: وقالت المصادر ان قوى 8 اذار تتأثر مباشرة بتقلبات المناخ السياسي الاقليمي والدولي الذي شهد انتكاسة مهمة بعد مبادرة حسن النية الايرانية نتيجة اتفاقات بقيت بعيدة من الاضواء قضت وفق ما اكدت المصادر باعطاء ايران تسهيلات وضمانات في سوريا ولبنان لتسهيل تشكيل الحكومة وسحب المقاتلين من سوريا والموافقة على مقررات مؤتمر جنيف -2 وتمت على هذا الاساس توجيه الدعوة اليها للمشاركة في مؤتمر جنيف، غير ان اعتراض دول الغرب على عدم الالتزام بالشرط الاساسي القاضي باعلان الموافقة على مقررات جنيف -1 حمل امين عام الامم المتحدة على سحب الدعوة تحت وطأة تهديدات الائتلاف السوري بعدم المشاركة. واضافت ان هذه الانتكاسة شكلت السبب الرئيسي في العرقلة الحكومية، بحيث تحاول قوى 8 آذار وتحت ستار شروط عون التملص من تعهدات كانت قطعتها للرئيس المكلف تمام سلام بالتزام مكوناتها كافة حكومة الثلاث ثمانات ومبدأ المداورة والتخلي عن الثلث المعطل، ورمي الكرة في ملعب الرئيسين سلام وميشال سليمان واعتبار ان المفاوضات التي كان قادها في المرحلة الاولى الرئيس نبيه بري بتفويض من 8 اذار، كانت خاضعة للنقاش عند كل نقطة وليست تفويضا بالمطلق او بالجملة.

التعثر الاقليمي: وربطت المصادر بين ما يحصل في جنيف اليوم من تعثر، بعدما تعذر جمع وفدي المعارضة والموالاة وتلويح وزير خارجية سوريا وليد المعلم بالمغادرة غدا اذا لم تعقد محادثات جدية واقتصار لقاء وفد الحكومة مع المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي على ساعة من الوقت، بالانتكاسة الحكومية المفاجئة التي رفعت وتيرة الوساطات الى ذروتها ونشطت الاتصالات لا سيما على خط الرابية – الضاحية الا انها لم تصل الى نتيجة، حتى الساعة على رغم الحديث عن عرض تضمن تخلي الحزب عن الحقيبة السيادية لمصلحة عون، لم ترضِ الاخير، الذي اصر على رفض المداورة والاحتفاظ بحقائبه في مقابل رفض سلام التنازل عن هذا المبدأ.

الصيغ البديلة: وازاء هذا الواقع، قالت اوساط بارزة لـ"المركزية" ان العمل جار على صيغ عدة بديلة من بينها ما وصفته بحكومة "من حضر" او حكومة الامر الواقع السياسية الجامعة العادلة المرتكزة الى الاسس نفسها، اي انها جامعة من 24 وزيرا على قاعدة ثلاث ثمانات تعطي لكل فريق حقه بعدل من دون اجحاف ومن يخرج منها يستثني نفسه. وقالت ان الرئيسين سليمان وسلام استنفدا كل الوقت المتاح ولم يوفرا فرصة لتشكيل لحكومة الجامعة والعادلة، غير ان المكونات السياسية اللبنانية تبدو من محبذي الفرص الضائعة وهدر مساعي التقارب لانتشال البلاد من كبوتها خصوصا ان هذه الحكومة كان من شأنها فصل ازمة لبنان عن الوضع الاقليمي وعلى هذا الاساس كانت موافقة الرئيس سعد الحريري على المشاركة فيها وتجاوز بعض حلفائه مراهنا على امكان احداث نقلة نوعية في الواقع السياسي اللبناني مستندا الى نصح اوروبي بوجوب تشكيل الحكومة لهذه الغاية.

حظوظ الامر الواقع: واشارت الى ان حظوظ حكومة الامر الواقع السياسية العادلة وفق ما وصفها احد العاملين على خط التشكيل، لا تبدو ضئيلة خصوصا ان موقف عون يقتصر على التيار الوطني الحر ولا يشمل مكونات تكتل التغيير والاصلاح، اي حزب الطاشناق ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي اجتمع اخيرا مع الرئيس امين الجميل في دارته على حفل عشاء وشكل الملف الحكومي الطبق الرئيسي.

ابو فاعور والخليل: لكن اوساطا قريبة من المصيطبة اكدت لـ"المركزية" ان الامور لم تصل بعد الى حائط مسدود والاتصالات مستمرة وناشطة ان عبر حركة الوزير وائل ابو فاعور او المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل الذي زار مساء امس الرئيس تمام سلام ووضعه في اجواء اخر ما توصلت اليه المفاوضات مع العماد عون، فكان تأكيد من الرئيس سلام على عدم العودة عن مبدأ المداورة.

اعتبارات عون: في غضون ذلك، اعتبرت مصادر نيابية في قوى 14 اذار ان موقف عون ينطلق من اعتبارات عدة ابرزها ان موقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من الحكومة وفر له حيثية شعبية مسيحية مهمة لا يمكن لعون ان يحصّل مثلها الا اذا تمكن من اقناع الرأي العام المسيحي بانه أمن للمسيحيين مكاسب وزارية مهمة والا فان مشاركته في الحكومة لا تقدم له شيئا، خصوصا انه كان حاول في المرحلة الاخيرة التمايز عن حلفائه وفتح صفحات سياسية جديدة اهمها مع تيار المستقبل الا ان محاولاته لم يكتب لها النجاح. واشارت الى ان زعيم التيار الوطني الحر يسعى ايضا الى ربط استحقاقي تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية فيرفع سقف مطالبه الى أعلى مستوى.

المحكمة: على خط آخر، استمعت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان اليوم الى الشاهد الرابع وهو شقيق الضحية زاهي ابو رجيلي، عبر نظام conference video ثم الى شاهد خامس بقيت هويته سرية، بعدما ناقش القضاة في جلسة سرية ايضا موضوع معاونة الشهود.

مطمر الناعمة: الى ذلك سلكت قضية مطمر الناعمة طريقها نحو الحل الجزئي ورفع الاعتصام وفتحت الطريق امام شاحنات سوكلين لدخول المطمر بعد وعود تلقاها المعتصمون من المسؤولين على أعلى المستويات وتحدثت بعض المعلومات عن لقاء سيجمع وفدا من المعتصمين مع رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الاثنين المقبل بعد اتصال جرى بين الطرفين اعترض خلاله المعتصمون على ادخال الشاحنات النفايات كما هي لا العوادم فقط وفق ما هو منصوص عليه في العقد الموقع.

وكانت القضية تفاعلت صباحا ونفذ اعضاء حملة اقفال المطمر والاهالي والحركة البيئية اللبنانية اعتصاما حتى تحقيق المطالب، وعمدت قوة امنية الى ازالة الخيم التي نصبت في مكان الاعتصام فجرا واقتادت احد قادة "حملة اقفال المطمر" اجود العياش للتحقيق معه ثم اطلقته بعد الظهر. علما ان المعتصمين منعوا شاحنات شركة سوكلين التي تجمعت صباحا من افراغ النفايات في المطمر.

 

حسابات على حساب القضية

كتب امجد اسكندر في صحيفة “الجمهورية”: يا لها من مصادفة مؤلمة أن تكون صورة لبنان واعدة في لاهاي وجنيف، ومُحبِطة في بيروت. المعنى العميق لهاتين المدينتين الأوروبيتين، هو العدالة والسلام. لاهاي العدالة الدولية، اقتصّت من أكثر من مجرم في حق شعبه والإنسانية. وجنيف السلام أرسَت أكثر من اتفاق سلام وحق إنساني. وبدلًا من أن توجه كل قوى 14 آذار اندفاعاتها ومراكبها نحو الرياح المؤاتية من هناك، غرقت في “شبر حكومة .” وما هي الحكومة الآتية؟ هي حكومة فيها “عدنان منصور ما ” سيتكلم بمثل ما تكلم في جنيف وزيرنا الخارج عن دولة لبنان.

هي حكومة أرقام. حكومة عد عكسي، لمواجهة مؤجلة الى حين يكون الخصم فيها قد استجمع قوة أكبر، وأوراقاً أكثر! وبما أن الأرقام سادت لمدة طويلة في أثناء المفاوضات، فمن الطبيعي أن تكون “الحسابات ” شعار من دخل معترفاً بتنازله، ومن دخل كاتماً رضاه! العقلانية تفرض أن السياسة “حسابات . “ولكن ماذا يقول سياسي معروف في هذا الشأن؟ السياسي هو ونستون تشرشل. فهو معروف بأمور كثيرة، من بينها “الحسابات”، وتقدُّم المصالح على الأصدقاء والأعداء. قال منوقف وحيدا في لحظة الاكتساح النازي لأوروبا:If you have ten thousand regulations, you destroy all respect for the law.

بمعنى أن كثرة القواعد والإجراءات تدمّر كل هيبة أو احترام للقانون، مع أن القصد الفعلي لهذه القواعد هو تعزيز سلطة القانون والنظام. في حالنا الحاضرة كثرة “الحسابات ” ستكون حتما على حساب القضية. لأسباب عديدة منها أن الخصم، وفي سبيل خطته، لا يحسب حساب المخاطر فكيف بمصالح غيره؟ تباينت وجهات النظر في فريق 14 آذار في محطات عديدة. أخطرها هذا التباين في مسألة الحكومة. إن هذا الاستحقاق الحكومي، ليس بأهمية الاستحقاق الانتخابي وما رافقه. وليس بأهمية” إعلان بعبدا ” ولن يُضاهي بالطبع أهمية الاستحقاق الرئاسي المقبل. وعلى رغم ذلك فهو يهدد فريق “ثورة الأرز ” بخطر كبير. مكمن الخطر هو غموض المساحة الفاصلة بين “الحسابات “ والهدف المنشود. لو كان الأمر متعلقاً بتبدل اقتناعات لكان الأمر مفهوما… ولو كارثياً. ولكن بما أن المبادئ هي نفسها، والهدف هو نفسه، كان يجب أن تكون ”الحسابات ” مغايرة. وعندما تضع “القوات اللبنانية ” هذه المعادلة في هذا السياق، فلأنها تؤمن بما تقول وتفعل ما تؤمن به. وليس أمرا مستجدا أن تقف هذا الموقف من الحكومة. لم تكن تخفى على سمير جعجع “حسابات” عدم معارضة الوصاية السورية بوحشيتها، لكنه أسقط منطق “الحسابات ” مقدمًا منطق القضية لقد دفع ثمنا غالياً بسبب هذا الموقف، ولكن هل كان سمير جعجع ليكون حيث هو الآن في مشهد الوطن، لو مشى بركب من مشى؟

أحيانا كثيرة من الأفضل أن تخسر قليلًا بدل أن تربح قليلًا!

 

لا مخرج لـ«حزب الله»

حسام عيتاني/الحياة

قبل عام ونيف، حذّر زعيم «حزب الله» تنظيم «القاعدة» من خطر الوقوع في فخ يُنصب له في سورية، لاستدراج المقاتلين الإسلاميين إلى هناك والقضاء عليهم في معركة واحدة. بعد أشهر، أعلن الحزب انخراطه العلني في الحرب الأهلية السورية، ومنذ ذلك الحين لم تنته قوافل «شهداء الواجب المقدس» الذين يحولون دون ان «تُسبى زينب مرتين»، على ما تقول لافتات وشعارات عممتها آلة الحزب الدعوية. وبدأ السكان القاطنون في مناطق سيطرة «حزب الله» يدفعون من حياتهم وأرزاقهم ثمن سياسات الحزب وقرارات من أوحى إليه بزج الآلاف من مسلحيه في سورية. بيد أن هذا لم يقنع الحزب بأنه سقط في الفخ الذي حذر «القاعدة» منه. ولم يقنعه أنه وجمهوره ولبنان عموماً باتوا جزءاً من حرب استنزاف كبيرة تشمل إيران والخليج والعراق وسورية. أعقب السقوط في الفخ تسلل إرهابيي «القاعدة» وما يشبهها من تنظيمات إلى الضاحية الجنوبية والهرمل واستهدافهم المدنيين، الضحايا الأسهل في منظومة العمل الإرهابي. لم يلجم الاستهداف هذا إصرار المتحدثين باسم الحزب على رفض وجود علاقة سببية بين التورط في سورية وبين التفجيرات. ولم يخلُ الأمر من استفتاء وسائل الإعلام المقاومة أهالي الضحايا الذين أعلنوا -أمام الكاميرات على الأقل- فرحتهم بسقوط أبنائهم دفاعاً عن الكرامة والشرف وتسليمهم بحكمة «السيّد» وقادة الحزب. الغاية من الإرهاب التكفيري بديهية، تمتد من استكمال معركة كربلاء وصولاً إلى حرف المقاومة عن متابعة مهمتها في تحرير القدس. أي استفهام حول دقة أو تماسك هذه الأهداف يصب، من وجهة نظر الحزب، في الترويج للفكر الصهيو-جهادي- ليبرالي... مهما يكن من أمر، تنبغي ملاحظة أن «حزب الله» بلغ أقصى تمدده العسكري والسياسي غداة معركة القصير في حزيران (يونيو) الماضي، عندما تصور أنه قادر على فرض تغيير ميداني في سورية يوظفه في الداخل اللبناني، على غرار ما فعل بعد حرب تموز (يوليو) 2006، لكن الوقائع أسفرت عن شيء آخر. لقد أظهر عمق الثورة السورية وجذريتها الحدودَ التي يمكن أن يبلغها الحزب. لقد حشر «حزب الله» نفسه في زاوية لا خروج له منها. وتولى بنفسه فضح خطابه المزدوج الطائفي– المقاوم، وممارساته المتناقضة مع مصالح من يدعي الدفاع عنهم. وكل هذا بات قديماً ومعروفاً ولا يحتاج لبراهين أكثر من التي يقدمها الحزب وكتبته وإعلامه. الجديد في المسألة أن الحزب، الذي يقال إنه يحسن قراءة وضع جمهوره في معزل من الشعارات الرنانة، يحاول الالتفاف على مآزقه المتعددة بالعودة إلى السياسة اللبنانية المحلية. يتنازل لفظياً في مسألة تشكيل الحكومة من دون اتخاذ أي خطوة لامتصاص توتر يقترب من الانفجار ويتحمل الحزب مسؤولية القسم الأكبر منه. بدأ السقف العالي من الرعونة اللفظية المعهودة بالانخفاض جراء اصطدام الحزب بحقائق سورية وإقليمية لا مجال لإنكارها، منها نهاية الصيغة السابقة التي حكم بها نظام بشار الأسد ومباشرة إيران عملية تفاوضية ستطول وقد تؤثر على الحزب وتشمله. لا يريد الحزب أن يُظهر أي علامة من علامات الارتباك والضعف، لكنه في المقابل خسر قدرته على الإقناع والترهيب. ويرغب في الحفاظ على حق «الفيتو» على الساحة اللبنانية، من دون الاهتمام بمصالح وضرورات حلفائه قبل خصومه. بهذا المعنى، تبدو قليلة الأهمية أي تشكيلة حكومية مقبلة، فهذه ستعجز عن إنقاذ الحزب الذي دفع نفسه إلى مستنقع من الوحول المتحركة اعتقد في أوج نشوته أنه هو من يتحكم بها.

 

فليحكموا وليحكم الشعب

 أنطوان مراد – رئيس تحرير إذاعة “لبنان الحرّ”

إن حصر السياسة بحسابات الربح والخسارة، هو ربح للنفاق وخسارة للسياسة! نعم ما زال في السياسة اللبنانية مكان للأخلاق والمبادىء. نعم ما زال في السياسة اللبنانية رجال يثبتون على مواقفهم ولا يخاتلون ويداهنون. نعم ما زال في السياسة اللبنانية رموز وطنية مخضرمة خبرت لبنان الماضي وتأسف للبنان الحاضر. نعم، وهل أصبح الالتزام الصادق عيباً، الالتزام بلبنان الذي نحب ونعرف ونريد، وليس بالكليشيهات المستوردة على شاكلة بعض الأنظمة الإلغائية. كان يمكن للسيد المسيح أن ينقذ نفسه بكل بساطة من الصلب! وكان يمكن أن يهزم سلطة روما وتواطؤ بيلاطس ورياء الفريسيين برفة جفن. لكنه ارتضى الصليب ليقدم للبشرية مثالاً ورجاء بالقيامة بعد الموت كان يمكن لشهداء المقاومة اللبنانية الذين سقطوا في وجه التمدّد الفلسطيني والاحتلال السوري، أن يتخلوا بسهولة عن الدفاع عن لبنان ويغادروا إلى ديار الله الواسعة أو يتفرّجوا. لم يقاتل الروس جيش هتلر في ستالينغراد، لأنهم شيوعيون أو طامعون بمكاسب أو حباًّ بجوزف ستالين. لقد قاتلوا دفاعاً عن وطنهم وأرضهم وأهلهم، وأكاد أقول عن مقدساتهم. في السياسة، هناك دائماً هوامش للمناورة، ولكن ثمة سقوف ينبغي عدم تجاوزها بحجة تدوير الزوايا على طريقة نبيه بري. فليحكم من يرغب بالمشاركة، ولو على زغل ومن دون زعل، وليحكم الشعب بعدها في صناديق الاقتراع.  أقول هذا، ليس لأشيد بسمير جعجع كما يعتقد البعض، بل لأوضح أن خلافاً أو اختلافاً على مبادىء ولو أنه يعني خسارة حصة أو مقعد أو حقيبة، أفضل من اتفاق على حصص ومقاعد وحقائب على حساب المبادىء. وبحسب ما أعرف، هناك أشخاص كثيرون أحترمهم وقد رفضوا أو يرفضون المشاركة في الحكومة لمجرد المشاركة والحصول على لقب وزير. وأذكر ذات حكومة بائسة في عهد الوصاية ، كيف وزّع الرئيس إميل لحود الحقائب والمناصب الوزارية كهدايا على بعض خاصته وخاصة النظام الأمني المشترك بالجملة ، ليحصلوا على اللقب الغالي ولو كم شهر! فلتُشكّل حكومة أياً تكن الحكومة. لن يتغير شيء كثير كائنا كان المشاركون فيها هل سيخرج حزب الله من سوريا؟ هل سيسلم سلاحه للجيش اللبناني؟ ها ستتوقف مزاريب التهريب إلى الضاحية، وهل ستتوقف سرقة السيارات إلى حيث لا تجرؤ الدولة ؟ هل سيتوقف مسلسل التفجيرات؟ هل سيتوقف النزف الاقتصادي؟ هل سيعود السياح وهل سيتحرر القضاء؟ هل ستعم الكهرباء وهل سيختفي الفساد؟

أم ستتغير الواجهة فحسب، مع ابتسامات وياقات جديدة ؟ على فكرة مبروك للبنان تراجعه في مؤشر مدركات الفساد للعام 2014 إلى المرتبة 18 من أصل 30 ممكنة، ومبروك حصوله على المرتبة 127 بين 177 دولة، وكلّه بفضل حكومة تدّعي المقاومة والمانعة كما تدّعي الإصلاح والتغيير! ألف مبروك والسلام.

 

عيد العدالة فـي ذكرى وسـام: دمُه افتدَى الحقيقة

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

تختصر قصة وسام عيد الرائد الشهيد في قوى الأمن الداخلي، حكاية التحقيق الدولي ومسيرة الحقيقة التي لطالما انتظرها اللبنانيون بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

تعرف الى ريفي في معهد قوى الأمن حيث درّسه مادة حقوق الانسان

عيد العدالة الذي لم يحضره وسام، عند انطلاق المحكمة التي كان وسامها في لاهاي، بدا عيداً حزيناً. عندما بدأ الإدعاء العام يسرد تفاصيل القرار الاتهامي بحق المتهمين من "حزب الله"، كان الجميع يعود بالذاكرة الى وسام عيد، الى التحقيق الذي قام به في شبكة الاتصالات، الذي أدى الى كشف الخيوط الاولى لعملية الاغتيال، والذي كان المادة الاساسية للأدلة التي استند اليها محققو لجنة التحقيق الدولية، وأبرزهم دانيال بلمار.

من هو وسام عيد؟ كيف بدا عمله في قوى الأمن الداخلي؟ كيف ظهر تفوقه؟ مَن ساعده؟ مَن شجعه على إجراء هذا التحقيق الذي كلفه حياته؟ في الطائرة الى لاهاي كان محمود والد وسام ووالدته، من أبرز اهالي شهداء "ثورة الأرز". الوالد الهادئ الذي يعلم كل التفاصيل عن المرحلة التي عمل خلالها ابنه، يردد دائماً أنّ وسام هو الذي أنجز القسم الأكبر من تحقيق الاتصالات.الوالد متقاعد من سلك قوى الأمن الداخلي، عمل طويلاً في ملف التحقيق الجنائي، وهو يعرف عما يتكلم. أما الوالدة فهي "أم الشهيد" مثلما تريد أن تُنادى. صلابتها في تحمل استشهاد ابنها تهدّ الجبال. ليست مستسلمة للقدر، كلامها عن وسام يوحي بالفخر والثبات، وهي تنتظر محاكمة الجناة ولو بعد مئة سنة. من هذين الأبوين وُلد وسام عام 1976 وعاش وسط عائلة من اربع أشقاء: وئام، عزام، محمد، سيرين. طفولته كانت هادئة حسب ما تقول الوالدة، ينام كثيراً، يلعب، يراقب، ذكي جداً، متفوق في مدرسته منذ الصغر.

درس وسام في مدرسة "روضة الفيحاء" في طرابلس، ثم أكمل علومه الجامعية في البلمند، حيث تخصص في هندسة الكومبيوتر بمساعدة مؤسسة الحريري، وخرج بمنحة مادية بعد تفوقه مكنته من شراء أول سيارة في حياته بماله الخاص. شكّلت "خدمة العلم" تحولاً في حياته، فقد نفذ هذه الخدمة في قوى الأمن الداخلي وكان يومها مديرها العام اللواء عبد الكريم ابراهيم، الذي ما أن عرفه إبن من، حتى اتصل بوالده، لكي يقنعه بأن ينتسب الى السلك، ذلك بعد أن خدم فترةَ الخدمة الاجبارية في قوى الامن. يقول الوالد إنّ اللواء ابراهيم فتح دورة انتساب خاصة، كي يفتح المجال أمام وسام ليدخل الى قوى الأمن ويستفيد من خبرته في شعبة المعلوماتية.

تقدم وسام لهذه الدورة ونجح، لكنها جُمّدت لخلاف على التوازن الطائفي. فعرض عليه اللواء ابراهيم التعاقد مع قوى الامن كمهندس كي يستكمل عمله، لكنه فضّل الذهاب الى قطر بعد أن طلبته شركة معلوماتية هناك.

في وقت كان وسام في قطر يعمل سعيداً، صدر مرسوم دورة الضباط التي نجح فيها، ففضل البقاء هناك، لكنّ اللواء ابراهيم طلب رقم هاتفه من والده واتصل به وأقنعه بعد جهد بالعودة، وهكذا كان.

معرفته الاولى باللواء أشرف ريفي كانت في معهد قوى الأمن حيث درّسه مادة حقوق الانسان. من التعارف الاول وجد ريفي في وسام ضابطاً متفوقاً، ويُستفاد منه كثيراً لتطوير قدرات قوى الأمن الداخلي. يومها لم يكن ريفي قد تسلّم القيادة. كان يتولى رئاسة قسم المباحث الجنائية، وأراد ضم وسام الى هذا القسم. لكنّ اللواء مروان زين أراده في قسم المعلوماتية.

اغتيال الحريري

باغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 كان وسام عيد أحد أبرز الاشخاص الذين قُدّر لهم المشاركة في التحقيق. عُيّن ريفي مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي، فكان أول من فكّر بالتعاون معهم لتقوية فرع المعلومات العقيد سمير شحادة والعقيد وسام الحسن، والنقيب وسام عيد وغيرهم من ضباط يتولون حالياً إدارة فرع المعلومات. بدأت التحقيقات وسط ظروف صعبة. كانت قناة الاتصال مفتوحة بين فرع المعلومات و"حزب الله" عبر الحاج وفيق صفا. كان وسام يسير في تحليله لـ"داتا" الاتصالات، ويقترب من بلورة الصورة الأولى لحاملي الهواتف والشبكات، وفي هذه الأثناء تعرض لمحاولة اغتيال أولى في منزله في حي الاميركان في الحدث. حصل اجتماع أو أكثر بين الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وريفي والحسن، حيث وضعا الحزب في نتائج التحقيق الاولية وطلبا التعاون، وما لبث بعد هذا أن اغتيل وسام، الذي لم يكد يقدم تقريره كاملاً حول نتائج تحليل الاتصالات لتطاوله يد الاغتيال بعد أيام.

مشاهدات الوالدة

تقول والدة وسام إنّ المرة الأخيرة التي زار فيها منزل والديه كانت قبل ايام من الاغتيال. كان يحضر عرساً للأقارب. تلقى هاتفاً أزعجه كثيراً فانقلب وجهه وغابت ضحكته. لم يكن يتكلم كثيراً عن تفاصيل عمله. كان كتوماً. لكنّ أهله كانوا يعرفون منه بالتواتر أنه يتلقى تهديدات، وأنه متأكد من أنه سيُقتل. كان يحب فتاة وانفصلا، على الأرجح أنّ طبيعة عمله في آخر حياته لم تسمح له بالاستقرار. كان يقول: "كيف يمكن أن اتزوج وأبني عائلة وأنا مهدّد بالموت؟. حاول في أيامه الأخيرة ألّا يتنقل بـ"الجيب" العسكري، أوصى بشراء سيارة، واشتراها فعلاً، لكنه استشهد قبل أن يقودها. قال وسام الحسن لوالديه بعد استشهاده: "اغتيال وسام كسر ظهري، من الصعب أن يعوّض فرع المعلومات خسارته. اريد منكم أن تعتبروني كإبنكم، كوسام الذي ضحى بحياته لكي تُعرَف الحقيقة وتنطلق المحكمة". ومن المفارقات المحزنة أنّ وسام الحسن قدم التضحية نفسها بعد سنوات. وتحيي العائلة وقيادات سياسية غداً في دير عمار ذكرى استشهاد وسام، ويوجّه الوالدان اللذان عادا من لاهاي الشكر الى الرئيس سعد الحريري، الذي بقي الى جانبهم، كذلك يشكرون ريفي الذي اعتبر أنّ استشهاد وسام قضيته. تمرّ هذه الذكرى فيما المحكمة انطلقت، وطيف وسام عيد يتنقل في ارجائها معلناً بداية زمن العدالة.

 

إتهام.. أم مؤكد؟

انطوان سعد/جريدة الجمهورية

بعد انطلاق المحاكمات في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه يُطرح التساؤل عمّا إذا كان القرار الاتّهامي قد حمل أدلّة جديدة أم اكتفى بتأكيد أدلّة طُرحت في متن القرار الاتّهامي من دون تقديم أيّ جديد؟ كذلك يُطرح التساؤل عن مستقبل هذه المحاكمات لجهة مدّتها وإمكانية تنفيذ الحكم الصادر عن هذه المحكمة، ومدى تأثيره في النزاع السياسي الدائر في لبنان؟ وتبيّن أنّ القرار الاتّهامي قد أكّد هوية أصحاب الخطوط المستعارة التي تمّ شراؤها من طرابلس للتمويه، لأنّهم عندما استعملوها وهم يراقبون الحريري في كلّ تحرّكاته منذ أن قرّروا إغتياله كانوا أيضاً يستعملون هواتفهم الخاصة المسجّلة بأسمائهم في شركات الخلوي ALFA وMTC، حيث كان المتآمرون يتصلون بالهواتف المسجّلة بأسماء مستعارة وهواتفهم الخاصة المسجّلة بأسمائهم الصحيحة في الوقت عينه، لأنّهم ما كانوا يدركون أنّ حركة الإتصالات Traffic الصادرة من الموقع ذاته في اتّجاه مواقع معينة التي تمر عبر محطات هاتفية للبثّ الخلوي يمكن تعقّبها بعد أن امتلكت الدولة اللبنانية تقنيات خاصة في هذا الصدد. كذلك تمّ شراء الخطوط الهاتفية المستعارة وتسديد كلفتها نقداً وتسديد كلفة التخابر بالطريقة عينها.

وبالتالي تأكّد هذا الدليل الأساسي الذي يثبت هوية المتصلين الخمسة موضوع القرار الإتهامي مع ثغرة تمثّلت في عدم معرفة جميع أعضاء الخلية المتآمرة المؤلّفة من 13 شخصاً، خمسة منهم معروفون بالنسبة الى القرار الإتهامي (يترأّسهم مصطفى أمين بدر الدين القيادي الأمني في حزب الله) وثمانية بقوا مجهولين.

كذلك أكّد القرار أيضاً أنّ التفجير تمّ بواسطة إنتحاريّ كان موجوداً في داخل "الميتسوبيتشي" وليس من خلال احتمال قصف الموكب من الجوّ، مثلما صرّح البعض، إذ إنّ كلّ الصور التي استند إليها القرار الاتّهامي أظهرت وجود هذا "اﻠﭭان" يمرّ من داخل نفق الرئيس سليمان فرنجية وصولاً إلى مكان الجريمة، ثمّ اختفاؤه عن عدسات الكاميرات المنتشرة على الأبنية (بعد وقوع الإغتيال) في اتّجاه الروشة مع ثبوت تناثر أجزائه، وتمّ اكتشاف أرقام محرّكه ومعرفة مكان شرائه والجهة التي استوردته وطريقة تسديد ثمنه نقداً، وفي المقابل أبرز الدفاع صورة ﻠـ"ﭭان" مماثل بعد التفجير بتسع دقائق، لكن بدا في محيطه أنّ الحال طبيعية وكأنّه لم يحصل إنفجار!

وتمّ التأكيد أنّ "أبو عدس" ليس الإنتحاري، إذ أثبتت فحوص الحمض النووي للعيّنة العائدة لعائلة أبو عدس أنّها لا تتشابه مع العينات المستخرجة من بقايا جثة الإنتحاري الذي كان يقود "اﻠﭭان" الذي كان يحتوي نحو 2500 كلغ من مواد C .FOUR وRDX و TNT، كذلك تمّ التأكيد أيضاً أنّ حمَلة هذه الهواتف الخلوية المستعارة كانوا قرب غرف الإتصال العمومية التابعة لمؤسّسة OGERO، حيث اتصلوا بوكالة "رويترز" وقناة "الجزيرة" طالبين تسلّم الشريط الذي سجّلوا فيه "أبو عدس" يعلن مسؤوليته عن التفجير الإنتحاري وهو تابع لـ"جبهة النصرة" (وكانت المرّة الأولى التي نسمع فيها بإسم هذه الجبهة).

ويُذكر أنّهم كانوا قد استدرجوا "ابو عدس" من الجامع الذي يصلّي فيه، وبعد أن سجّلوا الشريط اتّصلوا من طرابلس بعائلته وأعلموها أنّه سيعود بعد إصلاح السيارة التي ستقلّه إلى بيروت، ثمّ قالوا إنّه مشغول في تصليح سجّادة ولاحقاً إنه قرّر الذهاب إلى العراق، ومنذ ذلك التاريخ لم يتمّ اقتفاء أيّ أثر لأبي عدس.

ثبوت تحرّكات المتآمرين بتعقّب الحريري في اتّجاه القصر الجمهوري أو مقرّ مجلس الوزراء أو مجلس النواب، أو ذهاباً للصلاة في الجامع أو للقيام بواجب العزاء، وتوقّف التعقّب يوم سافر إلى الخارج، وانتقال خطوطهم ليلاً إلى الضاحية الجنوبية لبيروت وأحياناً توقّف استعمال هذه الخطوط بعد وصولها إلى الحدود اللبنانية ـ السورية وإعادة فتحها من الحدود السورية ـ اللبنانية في اتّجاه بيروت في ضاحيتها الشمالية والجنوبية، كذلك ثبوت استعمال هذه الخطوط بوتيرة عالية في الليل الذي سبق التفجير ولمدّة نصف ساعة من وقوع الجريمة واستمرار إرتفاع هذه الوتيرة حتى الدقيقة الأخيرة قبل التفجير، إذ لا يمكنها أن تتّصل بـ"اﻠﭭان" في لحظة مرور موكب الحريري الذي يشوّش على الإتصالات ما يؤكّد أنّ الإنتحاري فجّر نفسه يدويّاً من داخل "اﻠﭭـان" وليس عبر Remote Control.

يبقى أن نشير إلى أنّ هذا القرار إستند إلى أدلّة يستند إليها القضاء اللبناني، مثلما فعل يوم اكتشف خاطفي الأستونيّين وخاطفي بعض اللبنانيين مقابل فدية، ومرتكبي عدد من الجرائم، ولا سيّما منهم المتعاملين مع إسرائيل ومرتكبي تفجيرَي طرابلس والسفارة الإيرانية، لكنّ هذا القرار يستند أيضاً إلى شهادة الشهود الذين بدأوا الإدلاء بشهاداتهم إبتداءً من 22/1/2014، كذلك سيستند إلى تقارير الفنّيين.

وإذا استمرّت وتيرة الجلسات على هذا النحو بعد حسم مسألة ضمّ ملف المتّهم الخامس، فإنّ من المتوقّع أن تنتهي هذه المحاكمات في خلال سنتين في مرحلتها الإبتدائية، وربّما لمدة مماثلة في مرحلة الإستئناف، وهذا تقريباً شبيه لمدة المحاكمات أمام القضاء اللبناني، لا بل أسرع منه أحياناً، سواءٌ أمام قضاء الحكم أو أمام قضاء التحقيق أو في دعاوى بسيطة قد يستمرّ التحقيق فيها لسنوات قبل أن تحال إلى قضاء الحكم. وما نموذج توقّف التحقيق في قضية الوزير السابق ميشال سماحة وسواها إلّا خير دليل على ذلك.

أمّا إذا قلنا إنّ هذا الحكم لن يؤثّر على وضع القتَلة المستمرّين في جرائمهم باغتيال فريق سياسي معيّن، فإنّ هذه العدالة، وإن كان لها بُعد عقابيّ، لكنّ الحكم المعنوي للرأي العام العالمي والعربي والإسلامي واللبناني الذي سينزل بالقتلة، سيكون أشدّ وطأةً على الجناة، فلا تغتالوا مفهوم العدالة الذي يحتاجه العالم العربي، لا بل هو اليوم بأَمسّ الحاجة إليه.

 

جعجع وحيداً يتحدّى النهر كما الزنزانة

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

ما تمرّ به «14 آذار» يطرح أسئلة عميقة: الرئيس سعد الحريري، يحيد عن ضفة النهر. إقتنع بأنّ حليفه السابق (الحالي؟)، النائب وليد جنبلاط، كان مُحقّاً عندما تخلّى عن «القلب»، في ملف والده، وفضّل عليه «العقل».

هل تتعب «القوات» بعد حين، أم تفضّل البقاء «حيث لا يجرؤ الآخرون»؟ هناك مَن يقول إن يوماً سيأتي لا يعود فيه أحد من أبطال الساحة المليونية في 14 آذار 2005 مستعداً للتضحية بنفسه إكراماً للقلب. والمسألة مسألة وقت فقط. ويسأل البعض: إذاً، هل كان لـ"ثورة الأرز" قلب لا عقل؟ وهل الشهداء ذهبوا ضحية القلب لا العقل؟ على الطريق، يغادر الآذاريون قطارهم تباعاً، أو يختار كل منهم واحدة من مَرْكَباته ويستقلُّ بها ويستقلُّها إلى مكان آخر.

- الأول كان النائب ميشال عون. سريعاً، شعر بأنّ مركب "الثورة" يتمايل، ولن يوصله إلى حيث يريد، وهو يريد الكثير. وأدرك أبعاد "الحلف الرباعي"، فقرَّر الذهاب مباشرة إلى الهدف، بدل إنتظار الآخرين ليأخذوه إليه.

في البداية قال: "نلتقي في نقاط مع "حزب الله". نحن متفاهمون فقط ولسنا متحالفين". لكنه مع الوقت، إنغمس مع "الحزب" حتى التلاحم.

ورمزية عون في "الثورة" أساسية: إنه صاحب "حرب التحرير"، ورافع راية الـ1559، وأبرز المنظّرين ضد سلاح "حزب الله". وفي المرحلة السورية، كان العونيون يستخدمون عبارة "الإحتلال السوري"، فيما آخرون إلتحقوا بـ"ثورة الأرز" سلّموا مفتاح بيروت للواء غازي كنعان. - الثاني هو جنبلاط. وأساساً هو حافظ على شعرة مع "الحزب". فللرجل وزعامته وطائفته خصوصيات أمنية، في جبل مفتوح ومخروق بين الضاحية وبعلبك - الهرمل. وهو بَكَّر في تسويق فلسفة "الحلف الرباعي". وقال للأميركيّين: سلاح "الحزب" مسألة داخلية. وسيتخلّى عنه عندما ينخرط في الدولة. ولكن حصل العكس. وبعد 7 أيار 2008 والقمصان السود... جنبلاط هو الذي إنقلب.

في البداية حاول طمأنة رفاقه بأنه باقٍ معهم، ثم بدأ التذبذب على ضفاف الوسطية. لكنّ حرب سوريا دفعته إلى أحضان "حزب الله" نهائياً. وحتى الوردة على ضريح كمال جنبلاط باتت غالية الثمن. والإنتظار على ضفة النهر بات مغامرة قاتلة. ورمزية جنبلاط أنه محرِّك "الثورة". إنه "رفيق الرفيق" وحامل أسراره ولُغز إغتياله. وهو الأعتق سياسياً والأكثر خبرة ودهاء. وإنتقاله يكفل إنتقال طائفة بكاملها، سياسياً، من محور إلى آخر.

- الثالث هو الحريري. وبالتأكيد لا مجال لتشبيه وضعيته بوضعية عون، ولا بوضعية جنبلاط... حتى الآن. فهو يكرِّر أنّ لا شيء يفرِّقه عن الرفاق في "14 آذار" سوى الموت... لكنّ ملف الحكومة، إذا شاء القدر أن تولد، يفرّقه عنهم. وفي العادة، يصبح التمايز إختلافاً ثم إفتراقاً إذا لم يتم إستيعابه. وفي أيّ حال، تخوض "14 آذار" تجربة حساسة. وربما يرفض الحريري، إذا إختلف مع بعض الرفاق، أن يتخلّى لهم عن "اليافطة" الآذارية، وقد  يقول لهم: أنا هو "14 آذار" الحقيقي... وأما رمزية الحريري فلا حدود لها. إنه وليّ الدم. وهو وريث رفيق الحريري بحجمه المحلي والإقليمي والدولي، والزعيم الأقوى للسنّة.

- يبقى الجناح المسيحي في "14 آذار": "القوات اللبنانية" و"الكتائب" والمستقلون.

"الكتائب" تتمايز أساساً عن الرفاق، سواء في النظرة إلى الواقع التنظيمي أو الملفات السياسية. وهي بقيت "متّهمة" بالمبالغة في الإنفتاح، إلى أن فاجأ الحريري جميع المعنيين بذهابه أشواطاً أبعد منها. وتقول "الكتائب": نحن أُمُّ الصبي، ونهجنا السيادي مدفوعٌ ثمنُه دماً. أما "القوات"، فترفع صوتها وحيدة، على رغم صوت "الطيران التجسُّسي الغامض" في سماء معراب، وقول الدكتور سمير جعجع "إنهم يهوِّلون" و"التحضير لإغتيالي مستمر".

وقيل لجعجع: أنتَ الأدرى بعواقب السير خلافاً للريح الدولية والإقليمية. أنتَ دفعتَ من عمرك 11 عاماً في الزنزانة من أجل ذلك. فهل تكرِّر التجربة؟ لكنّ رئيس "القوات" ما بدَّل تبديلاً... حتى اليوم. ربما لإدراكه أنّ لا مجال لزنزانة أخرى لأحد بعد اليوم، أو لإعتقاده أنّ لا حكومة في الأفق، فلماذا يخسر من رصيده مجاناً، كما خسر في "الأرثوذكسي" فيما المكتوب تعطيل الإنتخابات؟

في "14 آذار"، "القوات" وحدها بقيت عند ضفة النهر. فهل تتعب أيضاً بعد حين، أم تفضّل البقاء "حيث لا يجرؤ الآخرون"؟

 

صمت فرنجيّة... «عند التغيير إحفظ موقعك»

الآن سركيس/جريدة الجمهورية

بعد انطلاق قطار التسوية الحكوميّة، ودخول الجميع لعبة وضع الشروط وتسجيل المواقف الرافضة أو المُبارِكة، يلتزم رئيس تيار «المرَدة» النائب سليمان فرنجية الصمت غير المبرّر!

فرنجية ينتظر قرار عون دخول الحكومة أو عدمه

إعتاد جمهور "المرَدة" واللبنانيّون عموماً سماع مواقف صريحة وواضحة لفرنجية تكون عادةً عكس "هوى" الناس، على رغم بعض المواقف الشعبوية، لأنّه صاحب مقولة "الزعيم يقود شعبه، لا الشعب يقود الزعيم".

وقد قال في إطلالته الأخيرة منذ نحو شهر إنّه ورئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون مرشّحا "8 آذار" للرئاسة، بعدما كان الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله قد نفى وجود مرشّح لهذا الفريق حاليّاً. وفي تلك الفترة تساءل المراقبون ما إذا كان فرنجية يحشر حلفاءَه ليحسموا مرشّحهم الرئاسي.

يختلف موضوع تأليف الحكومة عن استحقاق رئاسة الجمهورية، لأنّه محطّة جسّ نبض و"بروفا" لطريقة تعامل فريقي "8 و14 آذار" مع الإستحقاقات المقبلة. ففي حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الأخيرة حصَّل فرنجية مكتسبات ثمينة من حصّة عون الوزاريّة، تمثَّلت بإسناد حقيبة وزارة الدفاع الوطني إلى فايز غصن، ونال النائب سليم كرم وزارة دولة.

وساط "المردة"، لكنّ حصّة فرنجية ستكون بالتأكيد من حصّة تكتّل "التغيير والإصلاح" إذا دخل الحكومة، على رغم التنافر بين الفريقين في المرحلة السابقة.

عند الاستفسار من مسؤولي "المرَدة" عمّا إذا كان عون يُنسّق مع فرنجية في مسألة التأليف، يردّون بسؤال: "هل يُنسّق صنّاع الطبخة الحكومية مع عون أوّلاً ليُنسِّق هو معنا؟". لا يخفي تيار "المرَدة" امتعاضه من طريقة التعاطي مع الأحزاب والقيادات المسيحية، ويؤكّد أنّ "ما حصل يُعتبر قضماً للدور المسيحي وعدم اعتراف بوجودنا"، موضحاً أنّه "يفصل بين الخطّ الإستراتيجي الداعم للمقاومة في مواجهة إسرائيل، وبين حقوق المسيحيّين ودورهم في صناعة القرار السياسي". بالنسبة إلى حقوق المسيحيين، ترى بنشعي "أنّه كان يجب على القيادات الإسلاميّة إحترام المكوّنات المسيحية وأخذ رأيها في مسألة أساسية كهذه، لأنّ إقصاء أيّ طائفة أو عزلها سينتج أزمات مضاعفة. فالحرب الأهلية عام 1975 كانت نتيجة شعور الطوائف الإسلاميّة بالغبن". كلّ هذه المخالفات، تدفع فرنجية إلى الصَّمت، دليلاً على عدم رضاه عن طريقة التعاطي معه في هذه المرحلة، سواءٌ من حليفه العوني أو من "حزب الله". فالتفاوض الأساسي قائم بين تيار "المستقبل" والحزب التقدّمي الإشتراكي و"حزب الله" وحركة "أمل"، فيما يستقي فرنجية أجواء التأليف من اتّصالات يجريها، وهو في الأساس غير راضٍ عن الرئيس المكلّف تمّام سلام، لأنّه يعتبره من صلب فريق "14 آذار". ويشير فرنجية إلى أنّ تخلّي "8 آذار" عن الثلث المعطّل "هو خطأ استراتيجي، لأنَّ هذه الحكومة ستشبه حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2005، وقد تستمرّ في إدارة شؤون البلد إذا ما وصلنا إلى فراغ في سدّة رئاسة الجمهورية". إلى ذلك، يرفض فرنجية التخلّي عن ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة"، لأنّ مجرَّد رفضها يُعتبر "هدية مجانية إلى فريق "14 آذار" وحلفائه الإقليميّين، في وقت لا يميل ميزان القوى لمصلحتهم".

وعليه، ينتظر فرنجية قرار عون، دخول الحكومة أو عدمه، ويعلم أنّ نوعية الحقائب لن تكون شبيهة بحقائب الحكومة السابقة. فعون لم يعجبه أيّ عرض، لكن هذه ليست المشكلة، بل إنّ فرنجية يتريَّث على ما يبدو ويرفض الإجابة عمّا إذا كان سيدخل الحكومة إذا قرَّر عون البقاء خارجها، لأنّ كلّ الاحتمالات مفتوحة، وبالتالي هو يفضّل عدم الكلام عن الموضوع، خصوصاً أنّ انتخابات رئاسة الجمهورية اقترَبت ولا يريد إزعاج أيّ فريق، بل يراقب من بعيد وعن كثب اتّجاهات الأمور، على رغم معرفته أنّ الصفقات الدولية هي التي تصنع التسويات الداخلية، وهو في هذا المجال قارئ جيّد للسياسة الخارجية، ولا يرفع شعارات كبيرة، بل يمارس الواقعية السياسية حفاظاً على موقعه

 

مؤتمر لإنقاذ سوريا.. أم لتدويل مصيرها؟

باسم الجسر/الشرق الأوسط

كم تبدو بعيدة تلك الأيام التي كانت فيها النخب العربية تحلم بـ«الوحدة العربية».. يوم ثارت بوجه السلطنة العثمانية، وبعد أن تحررت الشعوب العربية من تحكم الغرب بمصيرها، ويوم تطلعت، بعد نكبة فلسطين، إلى وحدة قومية عقائدية بقيادة حزب أو زعيم جماهيري يجدد دور صلاح الدين التاريخي!.. فمن يتأمل، اليوم، بما آلت إليه «الأمة العربية» من انقسام وتفكك وتمزق، لا يسعه سوى طرح سؤال كبير واحد، وهو: هل أضاعت الأمة أو الشعوب أو النخب العربية طريق نهضتها وأفق مصيرها؟! والإجابة المفجعة هي: نعم. فمن منا - أو غيرنا - يستطيع تبصر الأفق الذي تدفع أو تندفع إليه سوريا، أو مصر، أو ليبيا، أو اليمن، أو السودان، أو لبنان؟ هل الاستمرار في التمزق والتفكك والحروب الأهلية، أم قيام أنظمة حكم سلطوية جديدة ترضخ الشعوب لها تخلصا من الفوضى أو نجاة من الموت أو التشرد، أم الاستنجاد بالدول الكبرى (الاستعمارية سابقا) أو مجلس الأمن لوقف دوامة الانتحار البطيء الذي أوقعت نفسها فيه؟! أوليس مؤتمر «جنيف 2» ورحلات وزير الخارجية الأميركي المكوكية إلى تل أبيب ورام الله عناوين بليغة لحالة العجز السياسي العربي عن معالجة وحل القضايا المصيرية؟! أوليس هذا الانقسام المذهبي في سوريا والعراق ولبنان، وهذا الاقتتال بين أبناء وطن واحد ودين واحد وعائلة واحدة من أبلغ أمارات البلاء الذي حل بالعالمين العربي والإسلامي، إن لم نقل من علامات الساعة؟!

لقد حلت الدعوة الدينية، في السنوات الأخيرة، كديناميكية سياسية (أو حبل إنقاذ) محل الوطنية والقومية والاشتراكية وغيرها من الآيديولوجيات، في معظم الدول والمجتمعات العربية، بعد أن فشلت الأنظمة التي قفزت تحت شعاراتها إلى الحكم أو بررت تمسكها به. وما نراه، اليوم، من تمزقات ونزاعات في مصر وسوريا ولبنان واليمن، بين الجماعات أو الأحزاب أو التنظيمات السياسية الإسلاموية (من إخوان إلى سلفيين إلى «قاعدة» إلى حزب الله و«الدعوة» و«النصرة» و«داعش»... إلخ)، لا يبشر بأي استقرار أو أمن أو سلام أو نهضة تنموية أو أي وحدة أو اتحاد.. بل ينذر بعكس ذلك تماما، أي بحروب أهلية تدوم مائة سنة، وفي أحسن الأحوال، نشوء عشرات الدويلات العرقية والطائفية والمذهبية على أنقاض حلمي الخلافة الإسلامية والدولة العربية الموحدة، وأي شكل آخر من الاتحاد أو التكتل.

إن مؤتمر «جنيف 2» ومساعي وزير الخارجية الأميركي لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، قد تكون آخر محاولات واشنطن والدول الكبرى لتحقيق «نوع من السلام» والاستقرار في الشرق الأوسط. وما الانسحاب الأميركي من العراق وأفغانستان ونأي واشنطن عن التدخل المباشر في سوريا ومصر وليبيا (الذي يذكر بالانسحاب البريطاني من شرق السويس في الخمسينات من القرن الماضي)، إلا دليل على أن مرحلة تاريخية دولية جديدة قد افتتحت لا تقل انعكاساتها السلبية على مصائر الشعوب العربية والإسلامية عن انعكاسات حقبة الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن والحقبة التالية لسقوط حائط برلين، على العالم بأسره.

صحيح أننا أشهرنا عجزنا عن تقرير مصيرنا أو حل مشاكلنا الكبرى بأنفسنا، ولكن هل بات الحل الوحيد المتاح لنا هو تسليم أمرنا إلى الدول الكبرى ومجلس الأمن والمجتمع الدولي لتفتح أمامنا أبواب خلاصنا من محنتنا؟! وهل تستطيع الدول الكبرى والمجتمع الدولي ومجلس الأمن والمؤتمرات إنقاذ شعوب أضاعت بوصلة مصيرها؟! وتلك هي حال معظم الشعوب العربية والإسلامية، قبل وبعد ما سمي بـ«الربيع العربي»، فبينما يدخل العالم عصرا جديدا هو عصر التواصل السريع والمباشر والمكثف بين البشر، عصر الفضائيات والكومبيوتر وارتياد الفضاء وترابط مصالح الشعوب وتعاونها من أجل إنقاذ البيئة والحياة على الأرض.. نشهد تيارات سياسية رجعية وعنفية تشد بعقولنا ونفوسنا إلى الوراء، وتستخدم الدين سلاحا سياسيا للوصول إلى الحكم، مستعدية بل معلنة الحرب على كل الشعوب والدول التي لا تقول قولها، أي على ثلاثة أرباع البشرية، بما فيها تلك التي تشاركها في الدين وتختلف عنها في ممارسة دينها بالمودة والتسامح والرفق، وليس بالتشدد والقسوة والإرهاب والانتحار. بين بداية الانسحاب الأميركي من الشرق الأوسط ودخول موسكو وطهران بقوة على المسرح السياسي والقتالي السوري، يتضاءل كثيرا الأمل في نجاح بل جدوى مؤتمر «جنيف 2»، وتدخل سوريا و«الربيع العربي» معها شتاء جديدا وطويلا.

 

ليس دفاعا عن الإرهاب

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/

بت أعرف حين يرسل لي واحد من ولديّ، على «واتس أب» أو عبر رسالة تليفونية عبارة «ماما، ما تخافي أنا منيح» أو «منيحة»، أن ثمة أمرا جللا قد حدث. وفي هذه اللحظة تبدأ دوامة المحاولات التليفونية التي نادرا ما تفلح، بسبب كثافة الاتصالات، حتى يتم الاطمئنان. السيارات المفخخة هي الخوف الأحمر الذي يطارد اللبنانيين، ويباغتهم في أمنهم وسكينتهم. لكن، ما لم يكن بالحسبان، أن ما خفي أعظم. فقد تبين، وللمفاجأة، أن سياراتنا الشخصية التي يفترض أنها آمنة، تحصد من الموتى أكثر مما نجح إجرام الإرهابيين في إنجازه، حتى اللحظة. فخلال السنة الماضية فقط، قتلت حوادث السير 650 لبنانيا وأوقعت 4300 جريح. وهو أمر مفجع في بلد لا يزيد عدد سكانه على أربعة ملايين. والسبب الوجيه لهذه المجزرة الجماعية، ليس أن اللبنانيين لا يجيدون قيادة السيارات، لا سمح الله، ولكن لأن البلد فالت، ولا حسيب على جنون العباد ولا رقيب. فمن ينجو من الإرهابيين يقع في براثن فساد السياسيين، الذين لا يستطيعون ضبط مخالف صغير، طالما أنهم يغطون جرائم من وزن اختلاس المليارات، وتهريب الحشيش وقتل النفس. هناك فئة تغتال الأبرياء علنا بسياراتها المفخخة وأحزمتها الناسفة، وثمة مجموعة أخرى، متسيدة تقتل سرا، بتفخيخ التفاصيل الحياتية الصغيرة للمواطنين. فمن نجا من عبوة ناسفة يفتك به تلوث مكب نفايات، أو يهوي به مبنى قديم، وربما صعقته الكهرباء نتيجة الإهمال أو أودت به رصاصة طائشة في خضم فرحة لا تكتمل، وقد تطير عائلة بأكملها بصاروخ يأتي من سوريا كما حدث منذ أيام في عرسال.

الفساد السياسي مميت، تماما، كالرشاشات والقنابل، بل صار جزءا من عمليات تعميم التسليح والتجييش الطائفي، في لبنان. ومن مظاهر تفاقم الظاهرة، أن السياسيين أصبحوا يلصقون «إتيكيت» من نوع «التدخلات الإقليمية»، و«الموازين الدولية»، على مواضيع حساباتها زقاقية ضيقة، أو «جيبية» دولاراتية محضة، على اعتبار أن أحجامهم تتورم وتتضخم بتكبير الشعارات وتكثير «اللينكات».

وكرد على «الطغيان السياسي» يستولد المواطنون حياتهم وخلاصهم، كما ابتكرت الطالبة اللبنانية في فرنسا ساندرا حسن تطبيق «ما زلت على قيد الحياة» ليساعد العائلات في الاطمئنان بعضهم على بعض، بعد كل حدث جلل، حيث تصبح الاتصالات الهاتفية شبه مستحيلة. وبقدر ما يغلق السياسيون الأفق، يفتح المبتكرون والفنانون في لبنان طاقات الأمل ونوافذ الرجاء. بدل الفيلم الواحد في السنة صار للبنان في الشهر الواحد أفلام، تحديدا خلال محنة السنوات الثلاث الأخيرة، بعضها يستحق الوقوف له إجلالا. وفي أكثر الأوقات حلكة، تحول «معرض بيروت للفنون» إلى عيد، وعرض تشكيليون أعمالا بديعة أمام 18 ألف زائر، في اللحظة التي كان يفترض أن تهاجم فيها أميركا سوريا، بعد استخدام السلاح الكيماوي.

خواء في السياسة، وخصب في الفنون.

يردد الفنانون اللبنانيون، بلا كلل: «لأن الوضع سيئ إلى هذا الحد، علينا أن نخترع للناس حياة بديلة في المسارح وصالات السينما والمهرجانات». بيروت تهرب من شظايا الثورة السورية التي تطال شوارعها وتلفزيوناتها، إلى فضاءات أكثر انفراجا واتساعا، والتجاوب عارم. كان عليك أن تسجل اسمك على لائحة انتظار، يفوق عدد المنتظرين فيها الـ30 شخصا، كي تتمكن من الفوز بفرجة على مسرحية سورية عنوانها «حدث ذلك غدا»، علما بأن مسارح المدينة كلها مشغولة بعروض ومسرحيات. وبينما كنت أتفرج على عرض «وتدور» الراقص، المذهل ذي المستوى العالمي الخلاب، من إخراج عمر راجح، في «مسرح المدينة» تساءلت كيف لشعب يمتلك هذه الإمكانات المجنحة أن يفشل في بناء وطن صغير. عرض تعاضد على تصميمه فنانون شباب لكل منهم اختصاص فني مختلف، هذا في الرقص، وذاك في الموسيقى وثالث في الرسم، ورابع في تصميم الإضاءة، عملوا بانسجامية مدهشة وتناغموا وتزاوجت ابتكاراتهم، وطموحاتهم التكنولوجية، ليقدموا متعة للمشاهد، لا تخلو من عمق، ورؤية مؤثرة لحاضرنا والمستقبل. لم يسأل أحد عن أديان هؤلاء، ولا طوائفهم، أو أهوائهم السياسية. هم المتفرج أن يسعد ويحلق ويخرج منتشيا وسعادة الفنانين أن يروا الفرحة في عيون الناس. ما كان لستيف جوبس مؤسس شركة «أبل» أن ينجب جهاز «آيفون»، بتصميمه المرهف، وإمكاناته المتقنة - كما يشرح هو نفسه لولا شراكة مع شعراء وموسيقيين وفلاسفة إلى جانب التكنولوجيين وأهل العلم. جهاز صغير للاتصال، كي يكون جديرا بالحياة والنجاح، احتاج صاحبه أن يشبك صلاته بكل اختصاص وصاحب الهام. كيف يخطر للسياسيين عندنا، وهم يعرفون إلى أي منقلب ينقلبون، وإلى أي جحيم يسوقوننا، أن يكتفوا بـ«ذكائهم الخاص»، الذي أودى بنا إلى التهلكة. أوليس إصلاح نظام سياسي، وإنقاذ حياة ملايين البشر، هو أهم لنا، اليوم على الأقل، من ابتكار جهاز تليفوني؟ أما آن لطبقة سياسية تغرق، أن تحتذي بحكمة ستيف جوبس، بعد أن أصبحت أكثر فتكا بشعوبها من السيارات المفخخة؟

 

الكذابون الثلاثة والمطران كبوجي في "جنيف 2"

بدرالدين حسن قربي/السياسة

تركزت كلمة وزير خارجية سورية ورئيس وفدها إلى "جنيف 2" لإقناع الحضور الدولي اعتماداً على قدرة نوعية في الفبركة, بأن مايقوم به نظامه من قتل وقصف وتدمير وتشريد وتهجير, ليس قمعاً لحراك شعبي ضد عصابة قامعة مستبدة, أو مافيا نهابة فاسدة ومفسدة, بل هو حرب على الإرهاب وحماية للأقليات المهددة, ومحافظة على الآثار. فالمعلم الذي يريد أن يقنع العالم بحرب عصابته على الإرهاب, هو نفسه الذي عرض في مؤتمر صحافي له بتاريخ 28 نوفمبر 2011 يوتوبات, ليثبت فيها إرهاب الحراك الشعبي السوري وممارسته للجريمة. ولكن ماعرضه من الإفك كان فضيحة فورية من الطراز الأول بعد أن فضحت قنوات لبنانية حقيقة ماعرضه من كذب وافتراء, حيث كشفت بالدليل القاطع أن المشاهد التي عرضها المعلم لم تكن غير صور لمشاهد من أحداث لبنانية مختلفة, وأهمها ماكان في بلدة كترمايا, التي قَتل فيها سكانها متهماً مصرياً بجريمة اغتصاب العام 2010. وهو مايعني بداهة أن المعلم ومعلميه كانوا عاجزين عن تقديم أدلة تثبت دعواهم, وهو مايعني بداهة أن ثورة السوريين حتى ذلك التاريخ كانت سلمية, وإلا فما ضرورة الإفك والفبركة فيما عرضوه?

ومن المعلم إلى بثينة شعبان عضو الوفد, فإنها هي نفسها التي زعمت بكذبٍ لها من العيار الثقيل جداً في مقابلة مع "سكاي نيوز" الانكليزية بتاريخ 5 سبتمبر 2013 أن من ارتكب مجزرة غوطة دمشق الكيمياوية بتاريخ 21 أغسطس, التي راح ضحيتها قرابة ألف وخمسمئة سوري, هم عناصر من تنظيم القاعدة الذين قاموا باختطاف أطفال اللاذقية من القرى المؤيدة وتم نقلهم الى الغوطة بريف دمشق ليتم اطلاق غاز السارين عليهم حتى يموتوا ويتم تصويرهم!! وأما عن حماية الأقليات, فما قاله بشار الجعفري مندوب النظام من كذب صريح في أعلى مؤسسات المجتمع الدولي في اجتماع رسمي للأمم المتحدة في 20 ابريل 2013 بأن فضائية "العربية" قبيل حديثه المشار إليه بيومين, استضافت إرهابياً سورياً في أحد برامجها, وسألته عن مصير الأقليات والأشخاص من ذوي الأديان غير الإسلامية, فقال بأنهم سيُخيرون ما بين إعلان الإسلام أو دفع الجزية أو قتلهم بالسيف, رغم أن حقيقة ماقاله قائد لواء التوحيد في الجيش السوري الحر عبدالقادر صالح, وهو المقصود في كلام الجعفري في برنامج العربية "نقطة نظام" رداً على السؤال الصحافي المشار إليه أعلاه: إننا متأكدون بأن الأقليات ستعيش حياة طيبة أكثر بكثير من الحياة التي عاشتها تحت الحكم الحالي, وإننا نحترم حقوقهم, وإلى الآن لم يظهر ولن يظهر أي تصرُّف يُهين الأقليات أو ينتقص من حقوقهم.

وجود الثلاثة معاً في الوفد إلى "جنيف 2 "وقد اشتهر كل منهم بالكذب من الخبر مما بلغ به آفاق الأرض; أمر ليس غريباً لأنه يؤكد طبيعة حكمٍ يدفع دون تردد بالكذبة الكبيرة بالغاً مابلغت دون ذرةٍ من حياء, أو وَجَل من يوتوب أو حساب لانترنت, أو خوف من فيس بوك أو تويتر. ومن دون أن يرف له جفن أو يرتجف له قلب, أو يتلكلك له لسان, يناطح بها ويواقح حتى في المناسبات الدولية, بل يريد أن يعتمد بمثابة كلام طابو. وإنما جديد الأمر وغريبه التحافهم برجل دين مسيحي تجاوز التسعين من العمر, مسخرين تاريخه وانتماءه في رسائل متعددة الاتجاهات أحدها زعمهم بحماية الأقليات رغم أن إرهاب النظام السوري يطال الجميع مسلمين ومسيحيين, ولايوفر أحداً منهم, يتاجر بأمنهم وأمانهم ويعتبرها أوراقاً للاستمرار في السلطة.

ولكن لاشك بأن من أشار باصطحاب المطران كبوشي وحضوره معهم في المؤتمر كان يتطلع إلى تغطية السماوات بالقبوات كما يقال, مستخدماً رجل الدين, ولكنه أساء يقيناً إلى مقامه, فرمزية مرافقته وجلوسه في مؤتمر بهذا المستوى الدولي عضواً في مجموعة تمثل عصابة إرهابية مجرمة قتلت مئات الألوف من السوريين أطفالاً ونساءً وبراء, وشردت الملايين منهم وهجرتهم, ثم تزعم فيما تزعم حماية الأقليات وهو معهم يسمع كلاماً لا أدل على كذبه من محاولتهم هم أنفسهم, وتخطيطهم لتفجير موكب البطرك بشارة الراعي مع كل رمزيته الدينية في الشرق العربي لدى زياته لمنطقة عكار بهدف إشعال فتنة مسيحية سنية قبل خمسة عشر شهراً, ولكن الله أحبط كيدهم ولطف بلبنان وأهله; فعجل بكشف كيدهم ومكرهم بالقبض على العناصر والمواد والأدوات. فعندما تم القبض على ميشيل سماحة في أغسطس 2012 قبيل تنفيذ جريمته, وهو من هو, لم ينس أن يقول لمعتقليه ومحققيه: أشكر ربي وأشكركم أنكم كشفتم القضية قبل أن تحصل التفجيرات, لكي لا أحمل وزر دمٍ لضحايا أبرياء. وقد شملت محاضر التحقيق بعض مكالمات هاتفية أجراها سماحة مع بثينة شعبان, تثبت انها كانت على علم بالتفجيرات. كما ضُم إلى التحقيق ملف بالصوت والصورة, وفيه يتكلم سماحة مع من يريد تكليفه بمهمات التفجير المرادة والمخطط لها وقد استكبر الهدف ورأى عظم الجريمة فيه بقوله: بشار بدو هيك.

غسيل الأموال وتبييضها فعل قبيح, وأقبح منه غسل أنظمةٍ قميئة, وأما الأشد قبحاً فأن يكون المغسِّل رجلَ دينٍ على أبواب الآخرة, لأنه يجعل من مفاهيم الدين ومعطياته أفيوناً تتعاطاه رعيته وجماهيره للإبقاء عليهم في خدمة الطغاة والمجرمين. وعليه, فإن جلوس نيافة المطران مع هذه المجموعة, وخصوصاً منهم التي تعلم بأمر ما كان يخطط له من التفجيرات, ينال من مقامه بطريقة يظهر فيها أمام الله والناس وكأنه شاهد زور على جرائم عصابة وشبيحة في قتلهم لآلاف الأطفال وانتهاك الأعراض والكرامات, وتبييضاً لصفحتهم من تخطيطهم لقتل البطريرك, بما لايرضى عنه المسيح عليه السلام ولا المسيحية السمحاء ولا المسيحيين الشرفاء.

كذابون ثلاثة بالمستندات التي أسلفنا, أمرهم معروف ومشتهِر, وإنما أن يصطف خلفهم ومعهم رجل دين باعتبارهم حماة أقليته وهم المتآمرون لقتل أكبر رمز ديني مسيحي في المنطقة بما هو ثابت, فهل يمكن أن نضيفه لحزمتهم أو يُدعى إلى مراجعة إيمانية عميقة, يغادر فيها صف المجرمين ومجالسهم, ويكون في صف المستضعفين من المظلومين والمعترين والمشردين من ضحايا نظام عتيد في الإجرام والقتل, ممن لو جاء المسيح لما كان إلا بينهم ومعهم.

 

تأييد الحريري لقيام حكومة جامعة أحرج «8 آذار» وأوقعها في إرباك

بيروت - محمد شقير/الحياة

يسأل مراقبو المشاورات الجارية لتشكيل حكومة لبنانية جامعة، هل من اندفاعة دولية وإقليمية توفر الغطاء السياسي والدعم المعنوي لتسهيل ولادتها؟ وما مدى قدرة رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون على تأخيرها أو تعطيلها، انطلاقاً من أن هناك صعوبة في استرضائه بحقائب وزارية بديلة عن «الطاقة» و«الاتصالات»، بعد أن أتاح له تشكيل الحكومة الحالية السيطرة على معظم الحقائب الوزارية الأساسية بما فيها حقيبة وزارة الدفاع المصنفة في خانة الحقائب السيادية؟

ويؤكد المراقبون أنفسهم أن لا قدرة للعماد عون على تقديم «تنازلات» قياساً على حصة الأسد التي حصدها في الحكومة الحالية، وبالتالي يجد نفسه «مظلوماً» في حال استجاب لرغبة حليفه «حزب الله» في تسهيل مهمة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة العتيدة تمام سلام، لأنه مهما أعطي من حقائب فلن تمكنه من أن يكون الرقم الصعب في هذه الحكومة ويمتلك حق الفيتو.

وفي هذا السياق يسأل هؤلاء ألم يكن يتوقع «حزب الله» عندما فوض رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالنيابة عنه ليخوض المفاوضات للوصول إلى تفاهم يؤدي إلى تشكيل حكومة جامعة، أنه سيواجه مشكلة مع حليفه عون بذريعة رفض الأخير مبدأ تطبيق المداورة في الحقائب الوزارية وعدم تكليفه أحداً في التفاوض عنه في تأليف الحكومة؟

ويضيف المراقبون أنهم لا يريدون إصدار الأحكام على النيات ويتهمون «حزب الله» بأنه يتناغم مع عون في توزيع الأدوار، لكن لا بد من السؤال عن الأسباب الكامنة وراء عدم مواكبته المفاوضات التي يتولاها بري في مفاوضات مباشرة مع حليفه «التيار الوطني الحر»، لئلا ينفجر صاعق تشكيل الحكومة في وجهه ويؤخر ولادتها، على رغم أن رئيس المجلس كان يتوقع تأليفها في نهاية هذا الأسبوع أو في الأيام الأولى من الأسبوع المقبل كحد أقصى.

 بري: لا عودة إلى الوراء

ناهيك عن أن بري يـمارس حـالـياً سـيـاسة الصبر داعياً إلى تمـديد الفرصـة ولو لأيام عدة لتشكيل الحكومة، خصوصاً أن القرار - كما يقـول أمـام زواره - قد اتخـذ، وأن لا عودة إلى الوراء وأن هناك إرادة دولية وإقليمية ومحلية تـجمـع على ضـرورة قـيـام حكومة جامعة، لأن الناس لم تـعد قـادرة على الصمود، وأن الوضع الراهن الذي يمر فيه البلد يضغط على الجميع لتقديم تنـازلات متبادلة لمصـلحة هذه الحكومة.

ويؤكد بري أن تشكيل حكومة جامعة من شأنه أن يخفف من حدة الاحتقان، ويخفض من منسوب التوتر الأمني والسياسي ويدفع في اتجاه تأمين المناخ لمواجهة التطرف والإرهاب وعندها يكون الوضع أفضل مما هو عليه الآن.

 خيارات «حزب الله»

وفي المقابل يسعى «حزب الله» جاهداً لتأمين جائزة ترضية لعون في مقابل استعداده لتسهيل مهمة تشكيل الحكومة، وهو يتواصل مع رئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط، إضافة إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام، على رغم أنه يدرك أن أي تعديل في الإطار السياسي العام لعملية التأليف يمكن أن يعيد المشاورات إلى المربع الأول أي إلى نقطة الصفر.

ويسأل المراقبون ما إذا كانت لدى «حزب الله» خيارات بديلة في حال أخفق في تعديل موقف عون مع مبادرة عدد من النواب المنتمين إلى «التيار الوطني» إلى تنظيم حملة سياسية تحت عنوان أن هناك من يسعى لإحياء «الحلف الرباعي» الذي تشكل في عام 2005 وضم «المستقبل» والتقدمي الاشتراكي و «حزب الله» وحركة أمل وخاض الانتخابات بالتعاون مع حزبي «الكتائب» و «القوات اللبنانية» ضد اللوائح المدعومة من عون.

وعلى رغم أن عون يدرك جيداً أن لا مجال لإعادة الاعتبار لمثل هذا «الحلف» الذي يجمع بين أضداد عدة هي على اختلاف سياسي في العمق حول عدد من القضايا أبرزها مشاركة «حزب الله» في القتال في سورية، فإنه يبتدع مثل هذه الحملات بغية رفع مستوى الاستنفار بين محازبيه وأنصاره، اعتقاداً منه أنه يضع حليفه أمام الأمر الواقع.

لذلك، يسأل المراقبون في معرض حديثهم عن الخيارات البديلة لـ «حزب الله» في حال لم ينجح في «تنعيم» موقف عون، مع أنهم يستبعدون لجوء «أهل البيت الواحد» إلى تبادل حملات التصعيد على طريق التسريع في إنجاز معاملات الطلاق السياسي بين هذين الحليفين؟

ويعزون السبب إلى أن «حزب الله» ليس في وارد التفريط بتحالفه مع عون نظراً إلى عدم وجود بدائل تعوض له الخسارة التي ستصيبه نتيجة الافتراق، ويؤكدون أن الحزب يتعامل مع «التيار الوطني» على أنه نقطة ارتكاز سياسية لمعاركه في الداخل ضد قوى «14 آذار» وهو كان ولا يزال يؤمّن له الغطاء السياسي.

ويرى هؤلاء أن الحزب لن يفرط بتحالفه مع عون في هذه الظروف التي يواجهها وهو لن يفقد الأمل في توفير الإغراءات له، علّه يعيد النظر في حساباته، إضافة إلى أن عون ليس في وارد التخلي عن حليفه الذي مكنه في الانتخابات الأخيرة من الوصول إلى البرلمان بكتلة نيابية كبيرة.

أما في خصوص ما يتردد عن استعداد الحزب للدخول في الحكومة من دون عون، فإن مثل هذا التحول يبدو صعب المنال، كما أن خروج الأخير من الحكومة ورفض «القوات» المشاركة فيها، سيقود حتماً إلى إضعافها مسيحياً. وهذا الاحتمال يدفع بعون إلى توظيفه لتحسين شروطه في التركيبة الوزارية بذريعة أنها في حاجة إلى غطاء مسيحي في ظل غياب «القوات» عنها.

 مفاجأة الحريري

وعليه، فإن الموقف الذي اتخذه زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لجهة مشاركته في الحكومة، وإن أدى إلى اختلاف مع حليفه حزب «القوات»، فإنه في المقابل شكل مفاجأة لقوى 8 آذار وعون معاً، وأحدث إرباكاً في صفوف الطرفين عندما قرر أن يعطي فرصة للبنانيين من أجل التقاط أنفاسهم، وأن يرد الكرة إلى مرمى خصومه، على رغم أنه اتخذ كل الاحتياطات السياسية اللازمة لحماية موقفه وعدم التنازل عن «إعلان بعبدا» كإطار سياسي عام للبيان الوزاري وإصراره على ترحيل معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» عن البيان إلى طاولة الحوار.

ويؤكد المراقبون أن الحريري اتخذ موقفاً مسؤولاً مع أنه يدرك بأنه ليس شعبياً ويمكن أن يطرح تساؤلات داخل جمهوره، إضافة إلى أنه تسبب باختلاف مع حليفه سمير جعجع، من دون أن يهدد وحدة «قوى 14 آذار» لأن لا غنى لأحدهما عن الآخر.

ويضيف هؤلاء أن الحريري أكد جاهزيته للاشتراك في الحكومة، وأن موافقته على مناقشة البيان الوزاري بعد عملية تأليفها، لا تشكل تنازلاً، لأن في وسع «المستقبل» الاستقالة فوراً منها إذا لم يتم الالتزام بإعلان بعبدا وترحيل معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» إلى طاولة الحوار على خلفية تشديده على ربط نزاع مع «حزب الله».

ويجزم المراقبون بأن لدى الحريري ضمانات تتعلق بـ «إعلان بعبدا» وبالموقف من معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» في البيان الوزاري، بالتالي فإن موافقته على الجلوس إلى طاولة مجلس الوزراء مع «حزب الله» لا تعني توفير الغطاء السياسي له لاشتراكه في القتال في سورية، وإلا لماذا يصر على «إعلان بعبدا».

ويسأل هؤلاء ما إذا كان لدى بعض الأطراف نيات مبيتة للتراجع عن التزامها بتشكيل حكومة جامعة على خلفية استبعاد إيران من مشاركتها في مؤتمر «جنيف - 2»، على رغم أن الأخيرة ترغب في تحسين سلوكها وهي تتفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية حول ملفها النووي، ويؤكدون أن الأيام المقبلة ستكشف الأوراق المستورة وأنه سيكون لرئيسي الجمهورية والمكلف تأليفها موقف في حال لجأ بعض الأطراف إلى إحباط ولادة الحكومة الجامعة، وإنما بعد أن يكون «حزب الله» استنفد وساطته مع حليفه الذي لم يأخذ بالأسباب الموجبة لقيام حكومة كهذه، لا سيما أن هناك صعوبة في استمرار حكومة تصريف الأعمال إلى ما لا نهاية مع اقتراب موعد استحقاق انتخاب رئيس جمهورية جديد.

 

سكان الضاحية يهربون من جحيمها وقادة "حزب الله" يتجنبون شوارعها

لبناني مغترب زارها لمدة ثلاثة أسابيع:

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

"أنا عائد من جحيم حقيقي, أبوابه مشرعة على كل كوارث التفجير والقتل والاغتيال والاختطاف والسرقة والسطو والاغتصاب والمخدرات واعمال النهب والتزوير والدعارة, وكأن لبنان في العهدين الايراني والسوري الخارجين على كل قوانين الطبيعة البشرية, بات دولة قاصرة شبيهة بكرتل المخدرات في بعض مناطق أميركا اللاتينية وبالصومال وأفغانستان".

بهذه العبارات لخص الشاب اللبناني نبيل, الوضع في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد عودته منها, إثر زيارة استمرت ثلاثة أسابيع, إلى مقر عمله في لندن.

وأكد الشاب أن "حزب الله أثبت فشله في حماية أهله وناسه, وقريبا قياداته, من الهجمة السلفية التي تعصف راهناً بالبلدان العربية الاربعة الأقوى عسكرياً في المنطقة وهي مصر والعراق وسورية واليمن, بحيث يبدو حسن نصرالله طيراً بلا جناحين امام هذه الظاهرة الزاحفة الى كل مكان, وعدوا محدود النفوذ ومعدوم الوسائل في وجهها, والعجيب الغريب ان اميركا تستخدم حزب الله لمواجهة "التكفيريين" شاءت إيران أو أبت".

وكشف الشاب لـ"السياسة" عن أن "قادة حزب الله وحركة امل يتجنبون عبور شوارع وأزقة الضاحية الجنوبية خوفاً من الانفجارات, بعدما تضررت مصالح بعضهم التجارية في المنطقة من التفجيرات الخمسة الماضية, كما ان معظم نواب الحزب وقيادييه الامنيين والسياسيين نزلوا تحت الارض كأمينهم العام حسن نصرالله, فيما حليفهم نبيه بري رئيس مجلس النواب, غير قادر على الخروج من منزله تحت اي ظرف, وهو يحمل في تنقلاته الداخلية بين الغرف لائحة اغتيالات تسلمها من احد الاجهزة الامنية اللبنانية في جيبه يطلع عليها زواره الحميمين دائماً وأبداً إذ ان اسمه وارد في مقدمها".

وقال الشاب اللبناني الشيعي, الذي يمتلك في قلب لندن مطعما صغيرا, إن "عددا من اهالي ضحايا تفجيرات الضاحية الجنوبية والسفارة الايرانية واولئك الذين استشهدوا في معارك سورية, يتداولون فيما بينهم بشأن إقامة دعاوى امام القضاء اللبناني للحصول على بدل أضرارهم, رغم أن السفارة الايرانية ستباشر قريباً التعويض عمن قتلوا او جرحوا بالتفجير الذي استهدفها من ابناء الطائفة الشيعية, سيما أن الحكومة اللبنانية غائبة عن الوعي وقادة حزب الله وحركة امل لا يعوضون على المتضررين بسببهما إلا النزر القليل, لأن معظم مخصصات الحوادث وعمليات الاستشهاد في الحزب تذهب الى جيوب فئة معينة باتت تمتلك المصالح الاقتصادية والعقارات الواسعة والمباني الشاهقة في بيروت والبقاع والجنوب والساحل الممتد من بيروت الى صور".

ونقل نبيل عن احد اقربائه من كوادر "حركة امل" قوله "انه حتى ولو أقدم الحزب والحركة على الانسحاب الدراماتيكي من سورية الآن, فإن التفجيرات الارهابية لن تتوقف وستلاحق قيادتهما ومناطقهما الشيعية الحاضنة بالبارود والنار". وكشف الشاب اللبناني عن "تجاذب قوي قد يصل الى حد العنف داخل قيادات من الصف الاول والثاني في "حزب الله" بشأن جدوى الاستمرار في القتال في سورية بعدما تبين عقم المقولة التي اطلقها نصر الله بأن مشاركته في القتال الى جانب النظام أنقذته من السقوط وحصنت الساحة اللبنانية من الانفجار".

وأكد أن "مئات المواطنين الشيعة يغادرون لبنان وخصوصا ضاحية بيروت الجنوبية الى الخارج باتجاه الغرب بعدما سدت ارتكابات "حزب الله" في وجوههم ابواب الخليج والعالم العربي, وبعد تنكيل الانظمة السوداء الافريقية المضطربة والثائرة على شعوبها بالكثافة الشيعية اللبنانية التي كانت تضع يدها على اقتصاد تلك البلدان ويطلق على أثريائها لقب "يهود افريقيا اللبنانيين", كما ان آلاف المصالح الصغيرة والمتوسطة في لبنان تباع تباعاً وبإلحاح بهدف الهروب من ويلات ارتكابات حزب الله وردود الفعل عليها". 

 

لكن، هل يريد حزب الله حكومة؟: عون "يُبَرعِط" وتمايز بين المستقبل والقوات

وجدي ضاهر/خاص بـ"الشفاف"- بيروت

عادت مسألة تشكيل الحكومة اللبنانية الى المربع الاول في ظل العراقيل الحديثة التي بدأ العماد عون بوضعها في طريق التشكيلة المرتقبة من خلال رفضه المداورة وإصراره على توزير صهره الوزير جبران باسيل في وزارة الطاقة، وإصراره ايضا على ان يقوم باسيل بتلزيم التنقيب واستخراج النفط. وهذا كله تفوح منه رائحة "فساد" نفطي.

وفي خلفية هذا السلوك العوني "المألوف"، فالسؤال هو: هل يريد حزب الله حكومة جديدة فعلاً، أم أنه يسعى لتمديد "الفراغ إلى ما بعد رئاسة الجمهورية؟

مسالة تشكيل الحكومة اللبنانية أثارت شكوكا والتباسات بين الحلفاء في 8 آذار من جهة، وفي 14 آذار من جهة ثانية.

في جانب قوى 8 آذار، تشير معلومات من الجنرال عون الى انه تعرض لخديعة من قبل الرئيس نبيه بري، حيث ابلغ بري عون ان المداورة تشمل الوزارات السيادية الاربع، فاطمأن الجنرال الى ان جبران سيحافظ على موقعه في وزارة الطاقة وترك امر التفاوض على شكل الحكومة وقياساتها والصيغ المتداولة لحليفه حزب الله، ليكتشف لاحقا، وخلال وجود العماد عون في روما، ان المداورة ستشمل جميع الوزارات. فسارع الوزير باسيل لاستيضاح الوزير وليد جنبلاط عن حقيقة ما يجري بشأن المداورة، وجاءه الجواب اليقين ان المداورة مطروحة على جميع الوزارات، ولم تكن يوما مطروحة على مستوى اربع وزارات فقط، "وللمزيد الرئيس بري يملك الايضاحات".

وتضيف المعلومات ان باسيل قصد بري الذي ابلغه ان المداورة التزام اكبر من قوى 8 آذار، وهي مضطرة للتعامل معه، وانها ستشمل سائر الوزارات، وانها كانت مطروحة بداية التفاوض مع قوى 14 آذار على الوزارات السيادية الاربع، إلا أن الامور "لم تجرِ كما خططنا لها"!

عندها، تشير المعلومات الى ان عون أدرك انه تعرض لخديعة أخرجته من دائرة التفاوض ليجد نفسه وتياره وصهره معروضين في سوق البيع والشراء بين قوى 8 آذار، وقوى 14 آذار. فاستشاط الجنرال غيظا واعلن القطيعة الشاملة مع بري، وابلغ حزب الله تمسكه بحقيبة الطاقة لجبران وحقيبة الاتصالات لابن اخته النائب آلآن عون، وبدأ يرفع الصوت في وجه الحلفاء اولا قبل ان ينقل الصراخ في وجه الرئيسين سلام وسليمان.

على المقلب الآخر، وعلى عكس ما أشيع، تشير المعلومات الى ان لا خلاف جوهريا بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية بل مجرد تباين في وجهات النظر بشأن "ثمن موافقة قوى 14 آذار على المشاركة في الحكومة"، وهل يسبق الاتفاق المرتقب على البيان الوزاري التشكيلة الحكومية ام يأتي بعدها.

تيار المستقبل أعلن رئيسه الموافقة على حكومة إئتلاف مع حزب الله بعد طول ممانعةفي لقاء تلفزيوني، إلا أن ما لم يقله الرئيس الحريري يتجاوز ما كان اعلن عنه من اسباب للموافقة على حكومة إئتلافية.

المعلومات تشير الى ان للحريري اسبابه وهواجسه التي تتلخص بما يلي:

اولا، خشية الحريري من حال الفراغ الكامل، في حال عدم تشكيل حكومة، وإصرار حزب الله على المضي قدما في سياسة إفراغ المؤسسات وصولا الى رئاسة الجمهورية في 25 آيار المقبل. ما يعني عمليا إحكام سيطرة الحزب الالهي على البلاد، من خلال حكومة تصريف اعمال يسرح وزراؤها ويمرحون من دون حسيب او رقيب، بفعل الاستقالة وتصريف الاعمال، ومجلس نيابي يديره الرئيس نبيه بري يفتح ابوابه ويقفلها وفقاً لاجندة حزب الله، وموقع رئاسة جمهورية فارغ تديره حكومة تصريف الاعمال برئاسة ميقاتي الخاضع كليا لارادة حزب الله.

"المثالثة" أو.. الحرب الأهلية!

ثانيا، الخشية من امتداد الفراغ الى شهر تشرين الثاني المقبل، موعد انتهاء ولاية المجلس النيابي الممدد له ما يعني عمليا امتداد الفراغ الى جميع المؤسسات، ما يسوغ لحزب الله الدعوة الى إعادة إنتاج الحياة السياسية في البلاد من خلال الدعوة الى مؤتمر تأسيسي كان دعا الى عقده امين عام حزب الله لاقرار "المثالثة" كحد ادنى، ما يضع البلاد على شفير حرب اهلية.

الى ذلك تشير المعلومات الى ان الحريري متخوف من فلتان امني يضرب مناطق ذات اغلبية سنية ولتياره حضور كثيف فيها، في طرابلس وعرسال وصيدا وبيروت حيث تضرب الأحداث الامنية تباعا هذه المناطق سواء من الجانب السوري الاسدي او من ردات فعل حزب الله، على غرار قصف عرسال ردا على تفجير الهرمل، وهذا الامر يشكل قلقا يوميا للحريري ولتياره.

المعلومات تشير ايضا الى ان الوضع الاقتصادي المتدهور لم يعد يحتمل المزيد من الفراغ.

الى ذلك تشير المعلومات الى ان الدخول في حكومة إئتلافية مع حزب الله يحكمه سقف التنازلات المعنوية التي ابدى الحزب استعداده لتقديمها لصالح التقارب مع قوى 14 آذار عموما وتيار المستقبل. واول هذه التنازلات التخلي عن حكومة 9-9-6، ما يعني عمليا التخلي عن بدعة الثلث المعطل، وهي اول مفاعيل "غزوة بيروت" في السابع من ايار التي كرست هزيمة قوى الاستقلال في اتفاق الدوحة. كما ان الحزب ابدى استعداده ايضا لبحث مسألة تضمين البيان الوزاري ثلاثية "جيش وشعب ومقاومة"، فضلا عن اعتماد مبدأ المداورة في الوزرارات، وفي المقابل لم تقدم قوى 14 آذار للحزب الالهي سوى تنازل معنوي يتمثل في الجلوس معه الى طاولة مجلس الوزراء. فهذه القوى لم تتنازل عن المحكمة الدولية، وتاليا عن شعارها الذي تحمله منذ العام 2005، والمتمثل بضرورة معرفة حقيقة من يقوم بعمليات الاغتيال السياسي ووضع حد دولي لهذه الاغتيالات المستمرة منذ اكثر من خمسة عقود.

المعلومات تشير ايضا الى ان الرئيس الحريري ليس ضحية اوهام من نوع ان حكومة كهذه يمكن لها ان تشكل الحل السحري لمشاكل اللبنانيين، بل إنها، في افضل الاحوال، قد تحافظ على الوضع الحالي في الحد الاقصى وتوقف مسار الانحدار. وفي المقابل تؤكد مصادر الحريري الى ان تيار المستقبل وقوى 14 آذار، لن توافق على ثلاثة امور أساسية: اولها عدم تغطية قتال الحزب في سوريا، وثانيها الاستمرار في مطالبة الحزب بوضع سلاحه بتصرف الدولة اللبنانية، وتسليم المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء ثورة الارز.

حزب القوات اللبنانية الذي لا يعترض على مبدأ الحكومة الائتلافية في ظل الشروط المستقبلية، يتباين في مسألة واحدة مع المستقبل، وهي المتعلقة بالبيان الوزاري.

ففي حين يرفض المستقبل تضمين البيان الوزاري "ثلاثية جيش وشعب ومقاومة"، تحت اي شكل من الاشكال، تطالب القوات بضمانات مسبقة على البيان الوزاري. وفي حيت يرى المستقبل ان الدستور يشير الى ان البيان الوزاري يلي تشكيل الحكومة، ولا يسبقها، ولا يريد المستقبل ان يخترع سابقة دستورية في هذا الصدد تنسحب على الحكومات المتعاقبة، ترى القوات ان التجارب السابقة مع التزامات حزب الله لا تشجع على المضي قدما في اي اتفاق. فالحزب ينكر تواقيعه والتزاماته قبل ان يجف حبر التوقيع، ومن هنا تصر القوات على الاتفاق على البيان الوزاري قبل الحكومة كشرط مكمل لمشاركتها في الحكومة.

 

حوارات داخل 14 آذار حول المشاركة في الحكومة: الجلوس مع حزب الله لا يفي لكن اللبنانيين يلزمهم أمل

ايلي الحاج/النهار

يعرض هذا المقال باقتضاب رأيين داخل قوى 14 آذار من المشاركة في حكومة الرئيس تمام سلام العتيدة، يجمع بينهما تأكيد جميع الخائضين في غمار المناقشات بين الحلفاء احترام الرأي المغاير وأن وحدة التحالف لن تمس. تبقى فوق اختلافات في وجهات النظر حيال استحقاق عابر.

الرأي المخالف:

- يهمنا جداً أياً تكن الظروف ألا يضعف الرئيس سعد الحريري أو "تيار المستقبل". ضعفه ضعف لنا ولقضية لبنان. البديل هو تطرف مذهبي نرفضه من أي جهة كان. سنظل ممسكين بأيدي بعضنا وسط العاصفة، نغرق معاً أو ننجو معاً.

في الواقع أدهشتنا سرعة الرئيس الحريري في الإعلان أمام مقر المحكمة الدولية موقفه المؤيد للمشاركة في الحكومة بعيد تلاوة القرار الإتهامي في جريمة اغتيال والده الرئيس الشهيد واعتباره "حزب الله" حزباً سياسياً. كلا هذا الحزب ليس سياسياً ولا جناح عسكرياً وآخر سياسياً فيه. علينا أن نصدق أمينه العام السيد حسن نصرالله عندما يؤكد ذلك .

ثم إن خطوة الرئيس الحريري التصالحية ذكرتنا برفعه فجأة غداة انتصار تحالف 14 آذار في انتخابات 2009 شعار أننا "جميعاً تحت سماء لبنان الزرقاء". كلا في اعتبارنا "حزب الله" لبناني بالهوية. الواقع إنه إيراني في العقيدة والسلوك والمشروع السياسي ويشكل جزءاً من القرار الإيراني. لا تفرض عليه طهران سياساته وقراراته. هو يشارك في القرار الذي يخدم إيران ويخدم مصالحها في هذه البقعة من العالم، أكان بالمشاركة في المعارك العسكرية الدائرة في سوريا، أم بالقيام بأي عملية أو خطوة في العالم ولبنان.

لم نتنبه في 2005، بالأحرى لم نكن ندرك أن "حزب الله" عصي على الإستيعاب وحصره في مصالح لبنان. جلسنا معه سنوات طويلة حول طاولات مجالس الوزراء وطاولات الحوار ولم يتوقف قتل شخصيات قوى 14 آذار ولا غيّر قيد أنملة في سلوكه. سياساته تتجاوز لبنان دوماً. يعود ذلك إلى حد كبير إلى طبيعة تكوينه. نتحدث عن منظمة عسكرية – أمنية تتعامل مع غيرها على أساس موازين القوى ولا تعير المواثيق الأدبية والحركة السياسية وحتى قوانين الدولة أي أهمية. يمكنه بسهولة بعد أن يوافق على "إعلان بعبدا" إرسال قواته لتقاتل في بلد آخر ويقول لمن يذكرونه بالإتفاق إنه لم يوافق عليه و"روحوا اغلوه واشربوا زومه". هل ضروري التذكير هنا بطريقته الفظة في تمزيق "اتفاق الدوحة"؟

هذا كان القصد من دعوة قوى 14 آذار اللبنانيين إلى "المقاومة المدنية" السلمية لتحرير لبنان من هيمنة السلاح غير الشرعي، وصولاً إلى تحريره على غرار ما حرّر اللبنانيون بلادهم من وصاية النظام السوري ووجوده العسكري والاستخباراتي الثقيل على أرضه. ويا للأسف لا نرى بديلاً من هذه المقاومة.

لن تستطيع الحكومة الجامعة تحسين الوضع الإقتصادي ولا وقف التفجيرات والمشكلات الأمنية المتنقلة في لبنان. السبب أن "حزب الله" لن يسحب قواته من سوريا ومشاركته في القتال هناك تزيد المجانين جنوناً وتوسع أعدادهم. ونعرف ويعرف الجميع أن تنازله عن معادلة 9-9-6 إلى 8-8-8 هو تنازل شكلي. وعند القرارات المفصلية ستصل أصواته في مجلس الوزراء إلى ما لا يقل عن 14. لماذا نشارك ونعطيه براءة ذمة ؟

الرأي المؤيد للمشاركة:

- تصرف الرئيس الحريري كرجل دولة مسؤول خفف الاحتقان في النفوس بعد صدور القرار الإتهامي وأعطى أملاً ملموساً للمواطنين هم في أمس الحاجة إليه .

في البدء كانت قوى 14 آذار أول من اقترح معادلة 8-8-8 وكان "حزب الله" يرفض ثم فجأة أعلن قبوله بها . الشعب بكل تلويناته يريد حكومة جديدة بعدما تلوّع من الأوضاع الأمنية والإقتصادية . لا تقدر أن تقول له نحن نرفض ونعرقل في حين لا بديل عملياً نقدمه إلى الناس.

الحكومة الحيادية؟ بعد موعد تلو موعد لم نعد نعتقد بأنها سترى النور. ربما كانت هناك ملامح نية للسير بها لكن هذه الملامح انتفت بعد أول تفجير في حارة حريك. البديل من الحكومة الجامعة هو استمرار حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المستقيلة. وجميعنا نتطلع، نحن وقوى 8 آذار إلى اليوم الذي سيلي انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في حال لم يُنتخب خلف له ومن سيدير البلاد. لا شيء يضمن حتى اليوم انتخاب رئيس جديد، فهل الأفضل أن نترك لهم حكومة مستقيلة تأخذ صلاحيات رئاسة الجمهورية ومعهم رئاسة مجلس النواب؟

المشاركة في الحكومة لا تمنع اتفاق قوى 14 آذار على استراتيجية وتكتيكات ممكنة والسير في تطبيقها. ولكن نفهم الحلفاء تماماً ونحن معهم مع ملاحظة ان لا اهتمام دولياً بلبنان كما في 2005. ولا يخسر "تيار المستقبل" إذا ربح حلفاؤه "القوات" وغيرهم. وندرك تماماً أن مسار الأمن والإقتصاد لا علاقة له بتأليف الحكومة.

في البيان الوزاري لا يمكن في أي شكل أن نقبل بمساومة أو تسوية على ثلاثة أمور: تسليم المتهمين المطلوبين من المحكمة الدولية، إلتزام "إعلان بعبدا"، وحذف ثلاثية "شعب وجيش ومقاومة". متنبهون هنا إلى مشاريع حذلقات لغوية تتحضر مثل "حق لبنان - هكذا في المطلق - في الدفاع بكل الوسائل عن أرضه ضد الاعتداءات الإسرائيلية"، او "لبنان بجيشه ومقاومة الشعب اللبناني". في أسوأ الأحوال لا تصل الحكومة إلى جلسات الثقة وتستقيل.

ولن نكون جالسين معهم في الحكومة بل في مواجهتهم، ولا أوهام عندنا. نعرف أن المحكمة والتطورات في سوريا، لاسيما مع قبول النظام بمقررات "جنيف 1"، والمفاوضات الإيرانية الأميركية تنعكس سلباً على حليف إيران والنظام السوري في لبنان، وتحتم عليه البحث عن ضمانات لدى اللبنانيين الآخرين. واجبنا تذكيره دوماً بضرورة العودة إلى لبنان، ولكن على قاعدة الشراكة والنصوص المرجعية وشروط قيام الدولة. ونحن لها.

 

ما دام "حزب الله" لا يلتزم ما يوافق عليه لماذا الخلاف إذاً على مضمون البيان الوزاري؟

اميل خوري/النهار     

قال قطب مستقل إن قوى 14 آذار التي ظلت تعتبر نفسها "أم الصبي" منذ عام 2005، وتتحمل استفزازات وسوء تصرفات قوى 8 آذار وتحديداً "حزب الله"، هل يعقل أن تتخلى عن أمومتها ولم يبق من العمر سوى ثلاثة أشهر وبعدها قد يبزغ فجر أمل جديد بفعل التحولات والمتغيرات في المنطقة؟ فمن شرب بحر شروط 8 آذار وسياسة الاستفزاز مدّة 8 سنوات عليه ألا يغص بساقية الأشهر الثلاثة الباقية، ومن تنازل عن الكثير وضحى بالكثير حرصاً على وحدة لبنان وسلمه الأهلي، لا يتوقف عن ذلك لأشهر معدودة ليبدأ الإعداد لعهد جديد ينبغي أن يكون فيه اللبنانيون جميعاً على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم "أم الصبي" لا أن يكونوا كما هم اليوم، منهم مع أم الصبي ومنهم من لا يهمهم إن بقي حياً أو مات. لقد قبلت قوى 14 آذار بشروط قوى 8 آذار حرصاً منها على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، فلم يكن رئيس الجمهورية منها لئلا يكون الفراغ الرئاسي، وقبلت بتشكيل حكومات وحدة وطنية، وإن كاذبة، مع احتفاظ قوى 8 آذار بالثلث المعطل لتحول دون اتخاذ أي قرار غير مقبول منها، إذا ما أقر عطلت تنفيذه بقوة الشارع كما حصل في 7 أيار لأنها ترفض تشكيل أي حكومة لا تكون ممثلة فيها باسم "الشراكة الوطنية" التي لا حبّ فيها ولا محبة إنما يفرض القوي فيها رأيه على من يعتبره ضعيفاً، وإن تكن نفطة ضعفه هي محبة لبنان وحبها له فقط. وعندما لم تتوصل قوى 14 آذار إلى اتفاق مع قوى 8 آذار على قانون جديد تأجلت الانتخابات النيابية، وصار التمديد لمجلس نواب منبثق من قانون الستين الذي أصبح مرفوضاً بعدما كان الحصول عليه في مؤتمر الدوحة اشعاراً مبيناً واستعادة لحقوق المسيحيين... وعندما صدرت قرارات بالاجماع في لقاءات الحوار لم يساعد "حزب الله" على تنفيذ اي منها لأن سوريا لا تريد ذلك. وعندما حصل خلاف في إحدى جلسات الحوار على موضوع المقاومة عند صوغ البيان الختامي قال النائب محمد رعد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" وممثل "حزب الله" في الجلسة بوضوح وصراحة: "اكتبوا ما شئتم ونحن نفعل ما نشاء"... وقد فعل الحزب ذلك أكثر من مرّة فاستأثر باتخاذ قرار الحرب ضد اسرائيل في تموز 2006 ولم يسأل لا عن شركائه في الوطن ولا حتى عن الدولة ولا عن الدستور الذي يخضع قرار الحرب والسلم لموافقة ثلثي اعضاء الحكومة في مجلس الوزراء. وعندما تشكلت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري تنفيذاً لاتفاق الدوحة، خالف "حزب الله" مع حلفائه في 8 آذار هذا الاتفاق باستقالتهم منها لتخلفها حكومة الفريق الواحد برئاسة نجيب ميقاتي وقد عرفت بحكومة "حزب الله"، ومع ذلك فإن الحزب خالف سياسة النأي بالنفس التي اعتمدتها في بيانها الوزاري باطلاق "طائرة أيوب" فوق اسرائيل من دون أن يحسب حساباً لردة فعلها في ما لو حصلت ولكان اللبنانيون تحملوا العواقب. ولم يكتفِ الحزب بارتكاب هذه المخالفة، إنما كررها على نحو أخطر بارساله مقاتلين إلى سوريا لدعم جيش النظام في حربه ضد خصومه، وإذا بسياسة النأي بالنفس التي أعلن الرئيس الأسد شخصياً استهجانه لها وسخر بها تزجّ لبنان في حرب سورية لا ناقة له فيها ولا جمل. وعندما فشلت محاولات إشعال فتنة مذهبية فيه، انتقلت إليه يد الارهاب لتضرب في أمكنة حساسة علّها تنجح في اشعال هذه الفتنة، وإذا لم تنجح فإنها تكون قد أدخلت "العرقنة" إلى لبنان بعد إحداث فراغ حكومي وفراغ رئاسي ثم فراغ مجلسي. لذلك على قوى 14 آذار التي استمرت في تقديم التنازلات لقوى 8 آذار منذ عام 2005 إلى اليوم، ألا تتوقف عن ذلك ولم يبق من عمر سوء التصرف والممارسة أكثر مما مضى، لتحول دون تمكين هذه القوى من إحداث فراغ حكومي يمهد لإحداث فراغ رئاسي باصرارها على حكومة جامعة، حتى إذا ما تعذر تشكيلها يعود البحث في حكومة حيادية تهدد قوى 8 آذار بأنها لن تقف منها على الحياد. وما دام "حزب الله" لا يلتزم قرارات هيئة الحوار ولا البيانات الوزارية، فلماذا الاصرار على تضمين البيان الوزاري للحكومة العتيدة ما لا يلتزم به الحزب مثل "اعلان بعبدا" سوى تبرير قوى 14 آذار لمشاركتها مع "حزب الله" في حكومة واحدة أمام جمهورها الذي بلغ به الغضب حداً لا يطاق من كثرة التنازلات، وعليها أن تفهم هذا الجمهور أن من شرب البحر عليه الا يغص بالساقية.

 

ألان عون لـ"النهار": ربط الحكومة بالاستحقاق الرئاسي يسهّل ولادتها التفاهم الرباعي على التأليف يؤشّر لتسوية تستثني المسيحيين

النائب آلان عون: من حقنا ان نكون جزءا من القرارات الكبرى في البلد. (ميشال صايغ)

مي عبود ابي عقل/النهار

في كل مرة يتوقف قطار تشكيل الحكومة عند محطة العماد ميشال عون، ليعود وينطلق بعد ان ينال تكتله المطالب التي يرفعها تحت عنوان " المشاركة والتمثيل المسيحي الصحيح". في كل جولة كان ممثله لولب المحادثات، الا هذه المرة. وبقي منتظرا اتصالا لم يأته من الرئيس المكلف، ومشاورة لم تحصل من حلفائه، فقرر التحرك، ووجه سهامه الاولى اليهم، وارسل مبعوثه في كل الاتجاهات. لماذا اغفال "تكتل التغيير والاصلاح" من التسوية الحكومية؟ وكيف يتعامل مع هذا الواقع؟ وهل يشارك في الحكومة؟ اسئلة يجيب عنها عضو التكتل النائب ألان عون.

- لماذا تعقدون تشكيل الحكومة؟

- نحن لا نعقد. الآن اصبح الكلام الجدي معنا، ولم يحصل اي كلام سابق، ولم نكن جزءا من تفاهمات حصلت ليقال اننا تراجعنا عنها. فمن فوجئ بموقفنا، كان عليه ان يطلعنا على الجو منذ البداية، لنقول له اذا كان الامرمقبولا لدينا ام لا.

- من تعني تحديدا؟

- اي فريق اجرى اتفاقا حول الحكومة، كان عليه ألا يستثني الفريق المسيحي من هذا التفاهم. لماذا لم يكن هناك مكون مسيحي ضمن التفاهم الذي قالوا انه حصل حول 3 ثمانيات والمداورة؟ لو كان هناك شريك مسيحي منذ البداية، لتبين لهم ان لديه رأيا مختلفا، ولحصل الاتفاق على مبادىء مختلفة. لا يحق لأي فريق، حليفا كان او خصما، ان يستثني الفريق المسيحي.

- هل يعقل ان يستثنيكم حليفكم من التفاهم على هذه النقاط ، ام انه يعتبر انكم "في الجيب" وستوافقون على ما يتم الاتفاق عليه؟

- اذا كان اي طرف يعتقد ان الامر تحصيل حاصل، فقد اكتشف اليوم خلاف ذلك. الاشكالية الاساسية تتخطى الحقيبة او الاسماء، وتتعلق بكيفية التعامل على قاعدة الشراكة في ما بيننا. اليوم هناك فريق عنده الصفة التمثيلية، غدا اذا كانت لغيرنا، يكون هو صاحب الحق في أن يكون جزءا من التركيبة. لا يمكن أن تقوم التفاهمات الكبيرة في البلد على أساس تحالف رباعي، أو تحالف ناقص. هناك مكونات أساسية في المجتمع السياسي واللبناني، يجب أن تكون جزءا من التفاهمات الكبيرة في البلد، وكل منها يدير التفاصيل في ما بعد وحده . ولكن اتخاذ القرارات الكبيرة بشكل منتقص، سيؤدي الى ما نواجهه الآن. اذا كان لدي رأي مختلف، فيجب مناقشته معي ليقنع احدنا الآخر، وليس وضعي امام الامر الواقع، والقول هكذا قررنا، والا خربت الدنيا. منذ الاساس كان يجب ان اكون الى طاولة التفاهم، وهذا هو الخطأ الذي حصل.

- وكيف يصحح هذا الخطأ في رأيكم؟

- عبر الاخذ في الاعتبار رأي هذا الشريك المسيحي.

مع المداورة

- بإعطائكم الحقائب التي تريدونها فتحلّ مشكلة الحكومة؟

- الموضوع المطروح ليس قصة حقيبة. لا اريد تقزيم الموضوع الى هذا المستوى. هو مرتبط بذلك طبعا، لكن ليست هذه هي المشكلة الجوهرية. نحن في الاصل مع مبدأ المداورة، لاننا نعتقد ان ليس احد دائما في السلطة، وهذا المنطق يسري على كل شيء. لكن يجب الا نتجاوز المبدأ لنحصره بمشكلة حقيبة او شخص، ربما يترجم هذا المطلب اليوم بتلك الحقيبة، لكن كان يمكن ان يترجم بشيء آخر. تقتضي الاصول ان اكون، كشريك مسيحي، جزءا من التفاهمات، واذا كان عندي مطالب مثل غيري، فيجب ان تدخل في هذا الاطار ايضا.

- لكن كل ما يصدر عن "التكتل" يوحي انه اذا اعطي الحقائب التي يريدها من سيادية وخدماتية، يسير بالحكومة.

- طبعا هناك مطالب. في النهاية لتكوني فاعلة داخل الحكومة، يجب ان تكوني في موقع قوة، من اجل التفاوض حتى على الاستحقاقات اللاحقة. لسنا معنيين بتسيير الاستحقاقات الى حد إلغاء الذات. لا يجوز ايضا الكيل بمكيالين، هناك اطراف سياسيون اساسيون، اجروا تفاهما في ما بينهم، واخذوا كل ما يريدون، ثم اتوا ليقولوا لنا امشوا. هذا النمط من التعاطي لم يعد يجوز التساهل معه. ما يهمنا في الخلاف الحاصل هو انه ليس مسموحا تجاوز مكون مسيحي في اي تسوية، وان يكون هذا الشريك المسيحي، بما له من رأي ومطالب، مشاركا فيها. اما ترجمة الامر في حقائب واسماء فهذه مشكلته، ولا تعني احدا غيره، واذا ترجمها بهذه الحقيبة او تلك فهذا حقه. لماذا يجب ان تكون التضحية من اجل المصلحة العامة، على حساب المسيحيين فقط؟ لماذا يجب ان يكونوا هم فقط شهداء الواجب، والباقون لا يحيدون قيد انملة عن مطالبهم، ويعتبرونها تحصيلا حاصلا؟

- لماذا المشكلة دائما مع "التيار الوطني الحر"؟

- من حقنا على الشركاء في الوطن أن نكون جزءا من القرارات الكبرى في البلد، اما داخليا فمطالبنا امر خاص بنا، ولا تعنيهم. ومثلما يقوم كل طرف بترتيباته وتفاهماته كما يريد، وبالطريقة التي يريد، عليه أن يأخذ في الاعتبار أننا نحن أيضا لنا الحق نفسه. لا يمكن أن يقال اليوم ان وضع البلد دقيق وكارثي، وموضوع الحقائب ثانوي. لماذا هو ثانوي على المسيحيين، وليس ثانويا على فئات اخرى؟ لماذا ينالون ما يريدون ويتشبثون به، ونحن فقط يجب ان نضحي؟ هذا هو السؤال الذي يجب ان يطرح.

من ناحية ثانية، ان مبدأ المداورة الشاملة صحيح ويجب اعتماده دائما، لان اكبر خطأ تكرس مدى 15 عاما ايام الطائف واستكمل بعد 2005 هو اعتبار افرقاء سياسيين ان بعض الحقائب مطوبة باسمهم وغير قابلة للنقاش، وتحديدا السيادية مثل الخارجية والمال. اليوم حصل امر اساسي وصحي هو اعتراف الجميع، وفي هذا الظرف بالذات، بأنه لم تعد اي حقيبة مطوبة باسم احد.

ومع ذلك لا تعنيني الحقائب. ما يهمني هو الاجابة عن الاسئلة الآتية: لو اننا ذاهبون فعلا الى حكومة 3 اشهر، فلماذا الاصرار الكبير على كل تلك الشروط الكبيرة الموضوعة عليها؟ لماذا اجراء كل هذه التغييرات في حكومة انتقالية قصيرة المدى، وكلنا نعرف ان اي وزير يأتي الى وزارة جديدة يلزمه حد ادنى من الوقت للاطلاع على الملفات؟ هذا لا يعني انه لا يوجد وزراء آخرون أكفياء، ولكن السؤال المطروح: هل هناك نيات لتدوم هذه الحكومة؟ وهل من خلفية لدى بعض الافرقاء السياسيين، من خلال هذه الحكومة الجامعة التي يشكلونها، وبالتفاهم السياسي الكبير الذي اجروه، للاكتفاء بها وعدم الوصول الى الاستحقاق الرئاسي؟ نحن نريد ان نكشف النيات في هذا الموضوع.

- اي انكم تربطون تأليف هذه الحكومة بالاستحقاق الرئاسي المقبل، وهذا ما يخيفكم فترفعون السقف؟

- هو مربوط في مكان ما، وهناك وجهتا نظر حيال هذه الحكومة الجامعة. اذا نظرنا الى النصف الفارغ من الكأس يمكن القول انه بتشكيل هذه الحكومة الجامعة، وبالتفاهم بين كل الافرقاء، طمأن الجميع بالهم، ولم يعد هناك من ضغط على احد، ولم يعد احد مستعدا للقيام بأي جهد لانتخاب رئيس جمهورية، باعتبار انه في اسوأ الاحتمالات، سيكون الفراغ معبأ بحكومة جامعة وكلهم مرتاحون، وليس عبر حكومة حيادية او حكومة من لون واحد. وهذا الامر يشكل بالنسبة الينا هاجسا وقلقا مشروعين حيال هذه الحكومة.

ومن ينظر الى النصف الملآن من الكأس، يقل ان هذه الحكومة اذا تألفت، يكون قد ركب التفاهم السياسي بإطاره الكبير، أي توازنات الحكومة، وفي مكان ما البيان الوزاري الذي سيتفقون عليه، وهذا يعني اننا اجتزنا شوطا كبيرا من التسوية التي ستنتج رئيس جمهورية، لأنه في النهاية ، المطلوب شيء ما مثل اتفاق الدوحة الذي شمل الاتفاق على رئيس جمهورية، والحكومة وتوازناتها، وعلى بيان وزاري يتعلق بسلاح "حزب الله" وقانون انتخاب. اليوم اذا حلت المشكلة الاصعب، اي جلوس "حزب الله" و"تيارالمستقبل" معا في اطار سياسي جامع ، لا يبقى سوى تحديد اسم رئيس الجمهورية. اذن يمكن الاعتبار ان هذه الحكومة تؤسس لانتخاب رئيس الجمهورية. لكن لا ضمانات في هذا الموضوع، وهناك قلق على الامر, ولحل هذه المشكلة الذي كان يمكن ان يسهل ولادة الحكومة، كان يمكن اجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فنضمن ان هناك رئيس جمهورية في موعده، وأن هذه الحكومة باقية 3 اشهر فقط وليس اكثر، وكان يمكن حينها، من خلال ربط هذه الحكومة بالاستحقاق الرئاسي، تسهيل ولادتها، بتعقيدات اقل، لأنه سيكون معروفا انها لن تبقى لاكثر من 3 اشهر. اما اليوم، وبوجود هذه الضبابية الكبيرة حولها، ومع اتضاح نية فريق تجاه الاستحقاق الرئاسي المقبل، لم يعد احد يعمل حسابا لهذه الحكومة على اساس 3 اشهر فقط، واصبح هناك حسابات اخرى.

- انتم تخشون تفاهما رئاسيا في المستقبل من دونكم؟

- او عدم تفاهم.

- وتعتبرون ان هذه الحكومة هي حكومة الفراغ؟

- هناك خوف ان تكون حكومة الفراغ، ولا ضمانات لتسهيل حصول الانتخابات الرئاسية.

- وما الذي يطمئنكم؟

- كان يجب ان تكون الحكومة جزءا من صفقة تشمل رئاسة الجمهورية، لكانت ولادتها اسهل.لكن يبدو ان الامورلا تسير في هذا الاتجاه.

- انتم متهمون بتضييع فرصة تشكيل حكومة؟

- نحن لا نضيعها، لكننا نريد تشكيل حكومة جامعة وعادلة ومتوازنة في تكوينها وفي بنيتها، وهذه هي المعركة التي نخوضها الان. ويجب اعطاء الايام القليلة المقبلة التي اضيفت، الفرصة اللازمة لسعاة الخير، فقد يتمكنون من الوصول الى خرق ما. كما ان الجو الاقليمي والدولي، رغم كل الخلافات الدولية، اعطى نقلة نوعية في ما يخص لبنان، من خلال الضوء الاخضر الذي اعطي للتسوية التي جرت، ولا يزال ساريا.

- الى اي حد يمون عليكم "حزب الله" في تسهيل التأليف؟

- ليست قصة مونة. اما نقتنع واما لا نفتنع. الخطأ الذي حصل هو عدم حصول مشاورة سابقة، منذ البداية لو كان هناك اشراك للعماد عون في التسوية، لما أتت ناقصة.

- هل الهدف هو الاتفاق المسبق على الاستحقاق الرئاسي؟

- ليس هذا هو الهدف، لكنه على ارتباط اكيد. لأن مقاربة الحكومة بهذه الطريقة تطرح علامات استفهام كثيرة حول الاستحقاق الرئاسي. لو حصلت تطمينات في شأنه، لكان يمكن ان تسهل تشكيل الحكومة. يحاولون الآن اخراج حكومة، ويزيدون الشكوك في هذه العملية بالطريقة التي يعلمون بها، ويزيدون الريبة على مصير الاستحقاق الرئاسي. وحصول تسوية تستثني المسيحيين، يؤشر لتسوية جديدة على رئاسة الجمهورية، قد تحصل ايضا في ظروف مشابهة. مجرد ان تحصل تسوية من دون ضمانات حول اجراء الاستحقاق الرئاسي، ووضع شروط على هذه الحكومة وكأنها باقية، يطرح علامات استفهام. وكل هذا يزيد التساؤلات، والتشبث بعدم التساهل في التعامل مع هذه الحكومة.

- هل تخشون ان يفرض هذا التحالف الرباعي الذي اجرى التسوية الشخص الذي يريده رئيسا؟

- هناك هواجس حول هذا الموضوع، والخطوة الناقصة في هذه الحكومة، تزيد تلك الهواجس ولا تبددها. الفكرة هي هل نحن مشاركون في هذا الاستحقاق ام لا؟

- ما زال همكم الاساسي القرار والشريك المسيحي. لماذا لا تتفقون مع "القوات اللبنانية" في ظروف مماثلة وتجتمعون؟

- حاليا ثمة التقاء من دون لقاء. الموانع التي تبعد "القوات" عن المشاركة في الحكومة، ليست هي نفسها التي تمنعنا، ومطالبنا في الحكومة قد لا تعني بالضرورة "القوات" او توافق عليها، والعكس صحيح.(...) يجب ان يلتقوا معنا تحديدا حول فكرة انه لماذا يجب ان تجري تسوية بهذا الحجم في البلد، ولا تكون "القوات اللبنانية" شريكة "تيار المستقبل" فيها، او لايكون "التيار الوطني الحر" شريك حلفائه فيها؟ هذا هو المنطق الذي يجب التعامل به مع المسيحي كشريك حقيقي، بما فيه في التسويات، وليس فقط في توزيع الحصص والمغانم وجوائز الترضية. لا اريد تقزيم اعتراضنا المبدئي، وأن يختصر بجائزة ترضية اسمها وزارة الطاقة او الوزير الفلاني. هذه اهانة لكل المسيحيين. واذا كان هذا هو الانطباع الذي يخرج به الناس، فهو سيء ويجب تصويبه.