المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 05 تموز/2014

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس متّى 11/25حتى30/تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم

*دموع جبران باسيل الداعشي على مأساة اللاجئين السوريين هي دموع تماسيح

*بالصوت/تعليق للياس بجاني يتناول حالة الصهر جبران وعمه المون جنرال الحالشية/نشرة أخبار اليوم/04 تموز/14

*نشرة الأخبار باللغة العربية ليوم 04 تموز/14

*نشرة أخبارنا بالإنكليزية

*حزب الله الحالشي وعون وكل 8 آذار يتحملون مسؤولية كارثة االلاجئين السوريين في لبنان/الياس بجاني

*الشيخ صبحي الطفيلي/الذاهبون للقتال في سوريا موتى في سبيل الشيطان و الصراع مع إسرائيل ولّى منذ زمن وعام 2000 كان مأتم المقاومة

*لواء أحرار السنة في بعلبك: تركيبة حزب إلهية"-سورية

*مقتل 4 من عناصر “حزب الله” وجرح آخرين بكمين في القلمون بريف دمشق

*مانشيت جريدة الجمهورية: السياسة في إجازة والملفات الحياتية إلى الواجهة والأمن الوقائي يتعزز

*من "حزب الله" الى "داعش"/يقال نت/فراس طلاس

*مصرع 3 اشخاص وجرح 28 بحادث مروع في عكار

*الحصيلة النهائية لقصف جرود عرسال: مقتل فتى سوري وجرح والده وشقيقه

*قطع عدد من الطرق في طريق الجديدة بعد الاشتباه بوجود متفجرات 

*جمال الجراح: "داعش" يكمل مسيرة الأسد والمالكي

*نديم الجميّل : ليست المرة الاولى التي نتلقى فيها تهديدات مثل تلك الصادرة عن لواء أحرار السنة

*المشنوق: سنحمي كنائسنا ومساجدنا برموش أعيننا وسنقطع اليد التي ستمتد إليها

*'الصفاء” ينفي تبرئة ابو حمزة في دعوى اختلاس اموال النادي

*جعجع استقبل سفير الدانمارك

*توصية أمنية عاجلة إلى الحكومة لإرغام "حزب الله" على الانسحاب من سوريا

*عمر مسقاوي رئيس المجلس الشرعي يرفع دعوى جزائية ضد "منتحلي صفة أعضاء الشرعي"

*تشديد الاجراءات الامنية في رومية و"سجناء يديرون الخلايا الارهابية"

*الاحرار: تعطيل انتخاب الرئيس يفاقم الازمة وعون ينطلق من طموحات شخصية

*النائب رياض رحال: تهديدات "لواء احرار السنة" ملفق وعمل استخباراتي

*فارس سعيد: مواجهة الحالات الخطيرة تكون بمساحات وطنية وليس ردود طائفية

*الرابطة المارونية: فرنسوا باسيل رجل وطني ولبناني صميم

*مجلس القضاء الأعلى نعى القاضي فوزي عويدات

*رئيس مجلس ادارة "تلفزيون لبنان" طلال المقدسي: حق المواطن متابعة المونديال وتلفزيون لبنان أمن هذا الحق

*سامي الجميل: سنتأكد من استيفاء الاساتذة المتعاقدين شروط التفرغ حفاطا على مستوى الجامعة

*فتفت: عون يريد وضعنا تحت مشيئته ومشيئة حزب الله

*رئيس تكتل التغيير التقى سفيري الجزائر وكندا يعقوب: نسمع ضجيجا غير مبرر ولا احد قارب مبادرة عون في العمق

*النائب ناجي غاريوس: إذا كانت بكركي ممتعضة من مبادرة العماد عون فلتعلن ذلك

*السنيورة: للعودة الى الاعتدال والوسطية والتمسك بالعيش الإسلامي المسيحي

*زهرا لـ”السياسة”: الانتكاسات دفعت محور دمشق – طهران لتعميم الفوضى

*النائب طوني أبو خاطر لـ”السياسة”: تهديدات “أحرار السنة” فبركات استخباراتية

*ارسلان استقبل هنري حلو

*فادي كرم: موقف باسيل صالح للبناء عليه لحل مشكلة النازحين

*ميقاتي: الظرف غير مناسب للتعديلات الدستورية ولنستكمل تطبيق الطائف

*بو صعب زار بري: إذا فرغنا إساتذة اللبنانية فلن نستطيع دفع معاشاتهم في غياب التشريع

*باسيل عن ازمة النزوح: شرعنة المخيمات في الداخل مستحيلة لمخاطرها الأمنية والسياسية والسكانية المزلزلة

*مكاري: اقتراح عــون يُعرقل "الرئاسة" نتعاطى بجدّية مع تهديدات "احرار السنّة"

*المطران عطاالله: لإجراءات مشددة حــول الكنائس بعــد تهديدهــا/"ضعف" امني في معالجة بعض الملفات مردّه عدم تجهيز الجيش

*الداخلية السعودية: مقتل رجل امن سعودي في هجوم قرب نقطة حدودية مع اليمن

*قانصوه يعرّي عون!/عماد موسى/لبنان الآن

*ميشال البغدادي/حازم الأمين/لبنان الآن

*فجور “اعلامي” في صرح كنسي/بقلم طارق حسّون/موقع القوات

*وجهان لعملة واحدة/علي حماده- النهار   

*تنسيق عسكري بين نظامي دمشق وبغداد وخبراء عرب في الموصل وقرب سامراء/السياسة/حميد غريافي

*نظام الإيراني من يحدد رئيس حكومة العراق/داود البصري/السياسة

*هل يجري بري اتصالات للاتفاق على مرشح تسوية يُنتخب في 23 تموز/اميل خوري/النهار

*داعش تنظيم افتراضي/سوسن أبطح/الشرق الأوسط

*لهيب المنطقة يلفّ لبنان!/علي حماده/النهار
*غارات النظام السوري على جرود عرسال استدراج للبنان إلى اتباع منطقه الأمني/روزانا بومنصف/النهار

*مؤتمران عن الأرض والهوية... ورؤيتان للرابطة المارونية و"حركة الأرض"/بيار عطاالله/النهار

*أحرار السنّة في خدمة مبادرة عون/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس متّى 11/25حتى30/تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم

قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ والأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ والفُهَمَاء، وأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال! نَعَمْ، أَيُّها الآب، لأَنَّكَ هكَذَا ٱرْتَضَيْت! لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ ٱلٱبْنَ إِلاَّ الآب، ومَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ ٱلٱبْن، ومَنْ يُرِيدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ. تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم. إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم. أَجَل، إِنَّ نِيْري لَيِّن، وحِمْلي خَفِيف!».

دموع جبران باسيل الداعشي على مأساة اللاجئين السوريين هي دموع تماسيح
بالصوت/تعليق للياس بجاني يتناول حالة الصهر جبران وعمه المون جنرال الحالشية/نشرة أخبار اليوم/04 تموز/14

نشرة الأخبار باللغة العربية ليوم 04 تموز/14

نشرة أخبارنا بالإنكليزية

حزب الله الحالشي وعون وكل 8 آذار يتحملون مسؤولية كارثة االلاجئين السوريين في لبنان

الياس بجاني/04 تموز/14/في سياق الإستهزاء بعقول وذاكرة وذكاء اللبنانيين جاء مؤتمر الصهر العجيبة جبران التعموي والدخاني اليوم حيث ذرف دموع كاذبة واحتيالية اين منها دموع التماسيح. نسأل الصهر وعمه وباقي المرتزقة من هو المسؤول الحقيقي عن كارثة لجوء السوريين إلى لبنان والتي باتت تهدد كيانه وتوازن ديموغرافيته وأمنه واستقراره؟ الجواب بكل بساطة هو الحرب السورية التي اشعل نيرانها ولا يزال حكام الملالي الإيراني وجيشه الإرهابي الذي هو حزب الله ومعهم كل أوباش 8 آذار بتلاوينهم كافة. باختصار إن مؤتمر الصهر اليوم هو عملية احتيالية وتعموية وكل ما جاء فيه هو كلام حق يراد به باطل.

 

الشيخ صبحي الطفيلي/الذاهبون للقتال في سوريا موتى في سبيل الشيطان و الصراع مع إسرائيل ولّى منذ زمن وعام 2000 كان مأتم المقاومة

حاوره: علي الحسيني/المستقبل

لا يبدو الأمين العام السابق لـ«حزب الله» الشيخ صبحي الطفيلي متفائلاً من الأوضاع السائدة في المنطقة، فكل ما يحصل برأيه يُنذر بأيام لا تقل سوءاً عما يحصل اليوم وكأننا نُساق الى حتفنا خصوصاً في ظل وجود نظام سوري سفّاح مسؤول عن كل قطرة دم سقطت في سوريا وفي لبنان وكذلك اليوم في العراق. وفي ظل الارتياح الذي تشعر به إسرائيل اليوم يرى الطفيلي أنه مع تطور الأيام سوف ترتفع الأصوات في الساحة الشيعية في لبنان وهذا الزمن يبدو قريباً لأن الصراع مع إسرائيل قد ولىّ منذ زمن.

وفي ما يلي نص الحوار:

[ كيف تنظرون الى الأحداث الحاصلة في العراق، ومن المسؤول عن تلك الحرب؟

- لا نستطيع أن نفصل العراق عن ماضيه الطويل، فماضي العراق محزن ومظلم وقاسٍ ولا سيما الفترة التي حكم فيها الرئيس صدام حسين. ترك حكم صدام في العراق إرثاً مؤلماً على مستوى شرائح المجتمع العراقي وبخاصة الشيعة ومن الطبيعي أن تكون تلك الفترة حاضرة في ذهن العراقيين وهم يمارسون نشاطهم السياسي الحاضر. أيضاً لا نغفل أن هناك ممارسات من كل الأطراف من السنّة والشيعة ومن غيرهم تحت عناوين أخرى غير مذهبية. هذه الممارسات لم تصبّ في وحدة العراق ولا في خدمة وأد الماضي بل بالعكس كانت تعمل على استغلال واستثارة الحاضر. كما في الساحة الشيعية في العراق هناك نشاطات سياسية شيعية لم تصبّ في خدمة العراق من البلاء الذي كان فيه كذلك في الساحة السنية السياسية هناك نشاطات كانت تذكّر بالمراحل الماضية، ومن هنا أتمنى وأدعو الله بحرارة أهل الإيمان أن يفكر حكام المنطقة بشكل جدي ينتج توصلاً الى حلول تُخرجنا من محنة المذاهب وصراعها وأقصد بشكل أساسي الحكام في طهران والعراق.

الحرب مذهبية

[ هل تتخوفون من حرب مذهبية فعلية في المنطقة وما هي أنجح السبل لتفادي مثل هذه الحرب؟

- نحن في حرب مذهبية فعلية، فالصراع في سوريا والعراق ولبنان اليوم صراع مذهبي مهما حاولنا أن نغطي على هذا الموضوع وإذا كان يحتكم في هذا الصراع الى السلاح في سوريا والعراق وأيضاً في لبنان فإن بوادر الاحتكام الى السلاح باتت متقدمة فلنوقفه الآن وكأننا نُساق الى حتفنا سوقاً وهذا الامر سيؤذي الجميع لأننا كلنا في نهاية الأمر خاسرون والرابح الوحيد هم أعداء الأمة، ويحضرني انخراط أهلنا وشبابنا في هذه الحرب المجنونة في سوريا وهم حملة شعار المقاومة وهل هناك خدمة للعدو الإسرائيلي أعظم من المشاركة في هذه الحرب. آسف أننا عشنا مرحلة كانت شعاراتها تحرير فلسطين وأعمالها خدمة إسرائيل.

«داعش» والنظام

[ قلتم في السابق إن تنظيم «داعش» هو نتاج إيراني - عراقي - سوري لكن ما نراه اليوم هو أن هذا التنظيم بات يُهدد الدول المذكورة فهل انقلب السحر على الساحر؟

- نحن نعلم أنه خلال السنوات الماضية حتى فترة قريبة كانت الحدود السورية - العراقية البوابة الرئيسة أو الوحيدة التي تنظم دخول المقاتلين غير العراقيين الى العراق وهناك محطات لهم في سوريا وأماكن تدريب وتسليح، وهذا الأمر ادعاه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وحكومته وأعلنا بصراحة الأدلة والأسماء ولديهم ملفات ثابتة واعترافات لمن ألقي القبض عليهم، كما أن اعترافات المسؤولين السوريين في هذا الشأن كافية لإثبات هذا الأمر. يعني أغلب الدماء التي سفكت في الشوارع العراقية من كربلاء الى بغداد الى النجف الى البصرة يتحمل مسؤوليتها النظام السوري لأن الذين دخلوا أغلبهم دخلوا عن طريق النظام السوري. هؤلاء هم المتطرفون الذين يشكل «داعش» اليوم عمودهم الفقري.

إذاً، يستطيع المرء أن يهتدي الى حقيقة أن هذه السنوات الطويلة التي كان النظام السوري يمسك بهذه الشريحة من الناس، ثم فجأة ولد تنظيم «داعش» في سوريا حاكماً في محافظة الرقة، علماً أنه قبل سقوط الرقة بيد المعارضة لم يكن أحد يسمع بـ«داعش» والرقة لم تشهد أصواتاً مرتفعة ضد النظام بل بقيت هادئة وكثيراً ما انتقدت من قبل المعارضة لأنها لم تخرج في تظاهرات، وفجأة سقطت، بينما أي موقع عسكري بسيط يقاوم لشهور. كيف تسقط محافظة بكاملها ويُقتل محافظها؟ وهذا يلقي بعلامة استفهام كبيرة جداً عن الذي حصل. كما أن صراعات «داعش» انفجرت فقط في وجه المعارضة وحتى الدولة في سوريا حينما تحتدم المعارك بينها وبين أي فريق في سوريا يقولون يا ليت «داعش» هناك. «داعش» خدم النظام السوري خدمة عظيمة بينما لم يخدم المعارضة بل ضربها ضربات مروّعة.

واليوم من واجبنا الشرعي أن نقف أمام الجريمة التي تُرتكب اليوم في العراق باسم الدفاع عن المذهبية للدفاع عن الحق والعدالة والإنسانية ويجب أن ندافع عن وحدة أبناء هذا البلد وأن نقف في صفوفهم وليس قتلهم، والحقيقة أنا أفتش ليل نهار عن الوسائل والطرق والأساليب والأشخاص الذين يمكن أن نضع أيدينا بأيديهم بفعالية وانتاجية حتى نخرج من هذا المأزق القذر. كما أننا نحن في لبنان منذ العام 2005 ونحن ذاهبون بشكل حثيث نحو صراع مذهبي لأن العقل الذي فكّر بقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري يعرف أن هذا القتل هو بوابة الدخول الى الصراع المذهبي بغض النظر عن هوية القاتل. بالتأكيد كان يجب علينا يومها أن نقف في وجه المذهبية، واليوم علينا أن نمنع الاحتكاك المذهبي في لبنان وأن نعمل بجهد وأن نموت في سبيل منع هذا الاحتكاك وفي سبيل إرساء قواعد اللحمة الإسلامية. فنحن ذاهبون الى الفرقة الشنيعة، الفرقة التي تخدم عدونا وكل الظلمة والمجرمين في العالم.

العراق والتقسيم

[ هل العراق ذاهب الى التقسيم؟

- في ظل الغرائب والعجائب التي تقع أقول نعم يمكن أن يقسّم العراق لكن ما زلت أستبعد ذلك فليس من مصلحة العراقيين وتحديداً السنة أن يقسم العراق. فمثلاً يعتبر الأكراد أنه يمكنهم إنشاء دولتهم الخاصة فهناك مناطق غنية بالبترول يفكرون بالاستحواذ عليها، وهناك مناطق أخرى جنوبية شيعية غنية أيضاً بالبترول لكن بالنسبة الى السنة ليس هناك مناطق تطل على بحر ولا إمكانيات لقيام دولة مستقلة، ومن هنا نقول إن التقسيم ليس في مصلحة كل أهل العراق. أقول للمتعصبين من الشيعة والسنة ومن موقع معرفتي، أيها الاخوة إذا كنتم تتعصبون مذهبياً وكل منكم يجد المبررات ليقتل أخاه تحت عنوان الدفاع عن مذهبه اعلموا أن هذا المذهب الشيعي القائم الحالي والسني الحالي ليسا نتاج إسلام ولا فكري رسمي لرسول الله ولا أهل البيت بل هو نتاج حكام عاشوا مصالحهم وأسسوا مذاهب لخدمة سياستهم ودولهم. أخبركم أن هذه المذاهب التي كل منكم يبرر لنفسه أن يقتل ويُقتل في سبيلها ليس لها علاقة بالإسلام.

[ ألا تعتقد بضرورة تحرك علماء الطائفة للجم الغرائز المذهبية لدى السنة كما الشيعة؟

- هذا واجب شرعي ليس فقط للعلماء إنما لكل قادر ومتمكن بالعلم والسياسة والمال والإعلام. حريق شب بأطراف أمة محمد على الجميع أن يخرج من موقعه ويُطفئ ما يستطيع من لهيب هذا النار. لدي قدرة لا بأس بها في العراق ولبنان من أصدقاء وأحباب يمكننا أن نفعل شيئاً للخروج من هذه المعضلة، ولكن للأسف نحن مطوقون بطريقة أو بأخرى وكأن كل صوت ممكن أن يرتفع في وجه الفتنة والظلم مطلوب إسكاته فقط لتنطق لغة الشر وألسنة الشيطان.

[ من خلال نظرتكم لمجريات الأمور في المنطقة من أطلق العنان للحرب المذهبية ونبش أحقادها؟

- الفتنة ليس لها بداية ربما في فترات عظمت نارها وفي أوقات خفتت بعض الشيء لكن في الفترة الأخيرة انفجارها كان عظيماً فمع سقوط صدام حسين بدأ الأمر يسير مسرعاً نحو الصراع باعتبار سقوط نظام طائفي ومحاولة قيام نظام طائفي آخر والأميركان لعبوا في هذا الامر دوراً بارزاً لأنهم كانوا يخططون لسلطة مذهبية طائفية ومن مصلحتهم أن تنفجر مذهبياً في العراق وغيره.

الحرب في سوريا

[ لاحظنا مؤخراً عودة التفجيرات وموجة الانتحاريين بعدما كان وعد «حزب الله» الانتهاء منها، ما هي حقيقة الأمور؟

- كنت واضحاً منذ بداية الأزمة في سوريا أنه يجب أن نعمل على إخماد الوضع هناك وأن لا يكون لنا علاقة بالأحداث وأن نرتب بيتنا الداخلي وكانت لي بعض المقترحات من منطلق أن النار سوف تطالنا جميعاً لكن لا حياة لمن تنادي لأن بعض الأطراف الأخرى كانت ترى مصلحتها في زج لبنان في أتون الحرب السورية. وقلنا لهم إن هذا من شأنه أن يفتح جبهة على امتداد مئتي كيلومتر واليوم إذا قالوا إنهم توغلوا في المناطق السنية فهذا يعني أن رقعة المعارك توسعت وطالت وهذا جنون، لأن من يعتقد أن بإمكانه أن يحسم فالحسم بيد الأميركي فقط. وبعض التقدم الذي يحصل في سوريا ليس صناعة إيران أو «حزب الله» بل صناعة أميركية لأنهم لا يريدون أن يسقط بشار الأسد اليوم، ولهذا منعوا المساعدات العسكرية عن المعارضة لأنهم أحسوا أن بشارهم جذوره أصبحت ضعيفة ولا يريدون إسقاطه سريعاً.

ايها الشباب الذين تذهبون الى سوريا وتقاتلون، هذه حرب أنتم وقودها، أنتم لستم من تقررون ولا أنتم من يحدد معالم المستقبل ولستم جزءاً لا من النصر ولا من الهزيمة بل أنتم فقط موتى في سبيل الشيطان، وأنتم فقط تنحرون أمة محمد وتخدمون العدو الإسرائيلي. أيها الاخوة، من يرسم مستقبل سوريا والمنطقة ليس حملة السلاح والمقاتلون بل من يرسمها السياسة الأميركية فقط ومن يحدد مصير بشار وغيره هم الأميركيون وحدهم. أعيدوا النظر في مواقفكم وفي سياساتكم وفي قبلة سلاحكم، وهنا أخاطب أبنائي في «حزب الله» أتتصورون بعد الذي حصل وكل هذه الإمكانيات التي وجهت الى الداخل السوري وكل هذه الرجال، هل بقي شيء اسمه جبهة مع العدو الإسرائيلي. العدو الإسرائيلي بات ظهيراً لمن يذهب للقتال في الشام، وهذه حقيقة أعتقد لا يجهلها إلا جاهل.

[هل تعتقد ان الطائفة الشيعية باتت مستهدفة ومهددة؟

- نعم فهذه السياسة التي ننتهجها اليوم تدمر وستحرق أصابعنا وهناك مثل شعبي قديم يقول الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون ستأتي الأيام وسندفع ثمن هذه السياسة المجنونة المدمرة القاتلة وحينما يدفع أبناؤنا ثمن هذه السياسة فليتذكروا أن ما يدفعونه سببه هذه السياسة التي تُمارس في هذه الأيام.

الصراع مع إسرائيل

[اين أصبح زمن الصراع مع إسرائيل، ولماذا جبهة الجنوب هادئة على النحو الذي نراه اليوم؟

- اليوم يعتبر الإسرائيلي أن هذا العصر عصره الذهبي لأن اعداءه يتناحرون، ومن يموت في سوريا إنما يموت في خدمة إسرائيل، ومع تطور الأيام سوف ترتفع الأصوات في الساحة الشيعية وينادون بالتحالف مع إسرائيل، وإذا دار الزمن سيكون من لا ينادي بالتحالف مع إسرائيل منبوذاً في الساحة الشيعية، وهذا الزمن يبدو قريباً جداً والصراع مع إسرائيل ولىّ منذ زمن وأنا قلت في العام 2000 يوم الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، وفي تلك الأيام أقيمت أعراس الانتصار، قلت هذا مآتم المقاومة وغضب من غضب وشتم من شتم. اليوم أعتقد أن من سمع كلامي في الماضي تأكد منه اليوم وأدرك أنه كانت فعلاً مآتم.

[ ما الفرق بين السياسة التي اتبعتموها سماحتكم في زمن قيادتكم لـ«حزب الله» وبين السياسة الحالية التي ينتهجها الأمين العام الحالي السيد حسن نصرالله؟

- محور تفكيرنا وتخطيطنا في تلك الأيام كان في خدمة مبادئنا وقيمنا، ونحن كنا نريد أن نحرر فلسطين وأن نطرد العدو الإسرائيلي من لبنان. نحن نريد استثارة الأمة ووحدتها نعم. طرحنا شعار الوحدة الإسلامية نعم. نحن ضد الاقتتال السني - الشيعي نعم. في تلك الأيام كان النظام السوري يدمر كل ما نحاول أن نبنيه من علاقات بين المسلمين، ويشهد على ذلك ما جرى في مدينة طرابلس في العام 1985 يوم أنقذناها وأنقذنا أهلها ووقوفنا يومها بوجه السوريين بشكل حاد لكن من دون أن تصل الأمور معهم الى خلاف لأننا لم نكن نريد أن نرتق ونفتق في آن واحد. أما على مستوى لبنان فكنا نريد تأسيس دولة وقيام نظام محترم وديموقراطية حقيقية وبهذا تكون قوتنا ووحدتنا حتى على مستوى خدمات الناس كانت لدينا العديد من الخطط لإنماء المنطقة، كنا نفكر كما يجب أن يفكر كل مسؤول في أهله وشعبه ومستقبل أمته. أما اليوم فالأمر مختلف تماماً، لا.. هناك من أسّس لفتن وصراعات مذهبية بشعارات ما أنزل الله بها من سلطان، ومناطق الشيعة في لبنان هي من أسوأ المناطق، وهذه الفترة التي تعتبر فترة حكم الشيعة في لبنان هي من أسوأ الفترات التي مرت على شيعة لبنان قياساً بالزمن الماضي.

[ ما رأيكم في الاقتراح الذي تقدم به النائب ميشال عون أخيراً حول الاستحقاق؟

- هذه المبادرة إذا كانت جزءاً من تصور عام لمستقبل نظام سياسي في لبنان تُناقش وفي النهاية يمكن أن تكون جزءاً من النظام الجديد، إذا كانت فقط من أجل حل مشكلة عون فهذا أمر مخجل وأتمنى على الجنرال، رغم انتقاداتي لبعض مواقفه لكنني احترم كثيراً بعض توجهاته، أن يُعيد النظر بهكذا أساليب.

 

لواء أحرار السنة في بعلبك: تركيبة حزب إلهية"-سورية

حتى عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب كامل الرفاعي بدا "محرجاً" يوم أمس، وصرّح لـ"المركزية" بأنه "الا وجود للواء أحرار السنة، وأهل السنة أبعد ما يكون عن فكر "جبهة النصرة" و"داعش"!! لكن إذا كان "لا وجود للواء أحرار السنّة"، فمن يصدر بياناته وتغريداته؟ هذا ما سعى "الشفاف" لمعرفته؟

خاص بـ"الشفاف"

هدد ما يسمى بـ"لواء أحرار السنة في بعلبك" المسيحيينَ في لبنان مغرداً على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، ودعا اللواء المزعوم: "وكل مجموعة خاصّة من المجاهدين الأحرار لتطهير إمارة البقاع الإسلامية خصوصاً ولبنان عموماً من كنائس الشرك". تهديد "اللواء" المزعوم جاء خارج السياق الحالي لطبيعة الصراع الدائر في بعلبك وجوارها، أي في القلمون السورية، وامتداد هذا الصراع وتداعياته العراقية والسورية. فالمسيحيون ليسوا طرفا في هذا النزاع العسكري الدموي، ولا هم من قتل الحسين في كربلاء، ولا هم من تآمر على "أهل السنة"!

المعلومات تشير الى ان "اللواء" المزعوم تركيبة استخباراتية سورية وحزب الهية، تم خلقُها لتسعير وإذكاء الفتنة السنية الشيعية، وحيث تدعو الحاجة الى فتن متنقلة، وتوريط جماعات وأقليات أخرى شرق اوسطية في الصراع الدائر في المنطقة. وتشير المعلومات الى ان تغريدة اللواء المزعوم جاءت لتصيب عصفورين بحجر واحد. الاول، استثارة عصبية مسيحية في وجه "السنّة"، وما يسمى "الارهاب الاصولي الداعشي"، ويفيد منها في هذه اللحظة السياسية بالتحديد الجنرال ميشال عو، الذي أطلق أخيرا مبادرة هيولية لم تلق رد قعل واحد إيجابياً. وبالعكس، توالت ردود الفعل الشاجبة والمنددة بالهواجس التي عكسها الجنرال في مبادرته. وجاء بيان "اللواء" لينتقل الحديث المسيحي من التنديد بمبادرة الجنرال الى المخاوف مما سيصيب المسيحيين في لبنان عموما والبقاع تحديدا، جراء تهديدات ما يسمى بـ"لواء أنصار السنة-بعلبك". وعلى الفور استجابت ماكينة البروباغندا العونية من اللتغريدة المشتبه بها، وصوبت سهامها نحو خصمها المسيحي، حزب القوات اللبنانية، مطالبة اياه بالتحول نحو العونية السياسية للدفاع عن المسيحيين، وغاب كليا الحديث عن مبادرة الجنرال السياسية. اما العصفور الثاني الذي أصابته تغريدة "اللواء" المزعوم، فهو "شد العصب الشيعي" في اتجاه مقولات حزب الله الهيولية ايضا، من ان الحزب يقاتل الارهابيين قبل وصولهم الى لبنان، وتحديدا في منطقة القلمون السورية، التي قال الحزب إنها تصدر الانتحاريين والسيارات المفخخة الى لبنان، وان واجبه الجهادي ليس الدفاع عن نظام بشار الاسد، بل درء الاخطار التي يسوقها الارهاب السني الاصولي الى لبنان. وفي سياق متصل ابلغ مصدر امني تلفزيون المستقبل، ان حساب ما يسمى "لواء أحرار السنة – بعلبك"، تقف خلفه مجموعة تعمل بامرة نظام بشار الاسد. واشار المصدر الى ان الاجهزة المتخصصة ترصد وتتابع بدقة حساب ما يسمى "لواء احرار السنة في بعلبك".

 

 

مقتل 4 من عناصر “حزب الله” وجرح آخرين بكمين في القلمون بريف دمشق

نصبت كتائب الثوار السوريين كمينا لـ”حزب الله” في جرد عسال الورد في القلمون بريف دمشق، ما أسفر عن مقتل 4 عناصر من الحزب وجرح آخرين وتدمير آلية عسكرية واغتنام أخرى.  في المقابل؛ شن الطيران الحربي حوالي 12 غارة جوية على جرود القلمون التي تفصل سوريا عن لبنان، ما أوقع عددا من القتلى والجرحى.  في الغوطة الشرقية فلا تزال قوات الأسد تحاول اقتحام بلدة المليحة بعد سيطرتها على طريقي زبدين وجسرين، حيث حاولت التقدم نحو البلدة من جهة إدارة الدفاع الجوي، تزامن ذلك مع قصف جوي عليها. على صعيد مختلف؛ واصلت قوات الأسد إغلاقها معبر بلدة ببيلا الوحيد لليوم 22 على التوالي، وسط نقص حاد في الدواء والمواد الغذائية في البلدة.  إشارة الى ان “حزب الله” نعى مقاتلا قضى في سوريا يوم الخميس وشيّع آخر في صور.

 

مانشيت جريدة الجمهورية: السياسة في إجازة والملفات الحياتية إلى الواجهة والأمن الوقائي يتعزز

جريدة الجمهورية

فيما تُوسّع «داعش» أهدافها في العراق بسرعة قياسية وتُلغي الحدود مع سوريا، من جهة، وتعزّز الدوَل الغربية والأوروبية إجراءاتها الأمنية في مطاراتها خوفاً من عمليات إرهابية محتملة من جهة أخرى، ظلّ الأمن الاستباقي عنواناً أوّل في البلاد، بعد انكفاءٍ ملحوظ للحركة السياسية المتصلة بالاستحقاق الرئاسي وتراجُع الاهتمام الدولي بهذا الملف، فواصلَت الأجهزة الأمنية إجراءاتها الوقائية ورصدِ الخلايا الإرهابية التي ركّزت حملتها أخيراً على المسيحيين بقصد التخويف والترويع، وعلى الجيش اللبناني لأنه نجح في إحباط مخططاتها وضربها في معاقلها واستباق عملياتها الإرهابية، وتبديد المخاوف وتثبيت الاستقرار.

عادت الحياة السياسية إلى رتابتها بعد تراجع الاهتمامات الرئاسية وغياب أيّ مؤشّر على إتمام الانتخابات النيابية وتصدّر الوضع الأمني كلّ متابعة واهتمام، ما أفسحَ في المجال أمام القضايا المتصلة باللاجئين السوريين والتفرّغ في الجامعة اللبنانية والتقنين في ساعات الكهرباء والشِحّ المتوقّع في المياه، وغيرها الكثير، بأن تتصدّر المشهد السياسي.

ومن المتوقّع أن تبقى السياسة في إجازة بالحدّ الأدنى حتى نهاية شهر رمضان، حيث ستبدأ المساعي لتخريج التمديد النيابي بحجّة الوضع الأمني، في ظلّ المخاوف من أن تتحوّل مراكز الاقتراع إلى أهداف للانتحاريين، كما بحجّة أنّ الانتخابات الرئاسية يجب أن تسبق الانتخابات النيابية، تجنُّباً للإشكالات الدستورية التي يمكن أن تنشأ عن إجراء الانتخابات في ظلّ الفراغ الرئاسي، فضلاً عن تحويل التمديد النيابي إلى مادة ضغط لإتمام الانتخابات الرئاسية.

إهتمامات اللبنانيين موزّعة بين متابعة تطوّرات الحدث العراقي سياسياً وميدانياً، وانعكاسه على مجمَل ملفات المنطقة، وبين الأخبار الأمنية عن رصد الانتحاريين والمداهمات والتوقيفات والبيانات التي تتبنّى التفجيرات وتتوعّد بالتفجير، وكان آخرها ما يسمّى بـ«لواء أحرار السُنّة-بعلبك» الذي توعّد «الصليبيّين» بوقف قرع أجراس كنائسهم في لبنان، والذي استدعى موجةً تضامنية مع المسيحيين، من دلالاتها أنّ اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، ضدّ الإرهاب والقتل والعنف ومع الاستقرار والسلام، ولكن من دلالاتها أيضاً هشاشة الوضع اللبناني، حيث إنّ بياناً افتراضياً (Virtuel) أثارَ الخوف والذعر والقلق، واستدعى اجتماعات أمنية واتصالات سياسية ومواقف تنديد.

جبهة البيانات

وفي هذه الأجواء، لم تهدأ جبهة البيانات «التويترية» والتهديدات بالتفجير وحملات التحريض على الجيش، وآخرها الهجوم العنيف الذي شنّه المتحدث الإعلامي باسم «كتائب عبدالله عزّام» سراج الدين زريقات عليه، فوصفَه بـ»العميل لإيران، العامل بأمر حزب الله»، وأنّه يقوم بحملة في ضواحي بيروت لإنزال رايات «لا إله إلّا الله» عن الأعمدة ومن الطرقات، «لأنّها رايات تمثّل أهل السُنّة».

وما كاد زريقات ينهي اتّهامه الحزبَ بالوقوف وراء لواء «أحرار السنّة – بعلبك» معتبراً أنّه إسمٌ وهميّ، حتى سارَع الأخير إلى الردّ عليه في تغريدة عبر «تويتر»، فخاطب زريقات بالقول: «أنتم الخوارج الذين تعملون لمصالح خارجية»، وأبدى استعداده لمجابهة أيّ تنظيم في لبنان يتجرّأ على المَسّ بمبادئه ومعتقداته أيّاً يكن».

مداهمات سرّية

تزامُناً، قالت مصادر أمنية مطّلعة لـ»الجمهورية» إنّ عمليات الدهم التي قامت بها القوى الأمنية تواصلت بعيداً من الإعلام في عدد كبير من المناطق بحثاً عن بعض المطلوبين وتعزيزاً لكلّ أشكال الأمن الإستباقي.

وعزّزت هذه القوى التحصينات والترتيبات الأمنية الإستثنائية، إضافةً إلى مقرّ رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة بعد توسيع نطاقه، أمام مقارّها الرئيسية ومحيطها وبعض المواقع العسكرية وسجن رومية، بعدما تحدّثت التقارير الأمنية الواردة من الأجهزة الأمنية الصديقة وتلك التي جمعتها الأجهزة اللبنانية عن احتمال تسعير العمليات الإرهابية بعد توقّفها لأيام عدّة على رغم حجم الجهود المبذولة لتطويق بعض المناطق المشبوهة وتعزيز المراقبة لبعض المجموعات النائمة.

وعزَت المصادر الأمنية عمليات قطع الطرق في بعض أحياء بيروت وتحديداً في الطريق الجديدة وطريق المطار ومحيطها ومناطق أخرى في الشمال والجنوب إلى الاشتباه بسيارات مفخّخة أو مواد متفجّرة، استناداً إلى «إخباريات مدنية»، وتبيَّن لاحقاً أن ليس هناك ما يشكّل خطراً على السلامة العامة وأمن المواطنين، لكنّها لم تكن في وارد أن تتجاهل أيّ رواية أو معلومة بهذا الشأن.

القضاء يختم التحقيقات

وأمس ختمَ مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر التحقيقات الأوّلية التي تجريها كلّ من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والشرطة العسكرية وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، مع الموقوفين الإرهابيين نتيجة عمليتي فندقي «نابوليون» و»دو روي». وطلب إحالة الأوراق إليه من أجل دراستها واتّخاذ القرارات القانونية المناسبة.

إنعكاسات إلغاء الإفطارات

على صعيد آخر، قال متابعون للأوضاع في الضاحية الجنوبية لـ»الجمهورية» إنّ قرار إلغاء «حزب الله» وحركة «أمل» للإفطارات الرمضانية خلقَ حالة من التذمّر لدى الجمعيات الخيرية، خصوصاً تلك التي تتبع للسيّد علي فضل الله وللشيخ عبد اﻷمير قبلان، إذ إنّ هذه الجمعيات تعتمد في جزء ﻻ بأس به من موازنتها على التبرّعات التي تجمعها في خلال حفلات اﻹفطار الرمضانية، فحرم قرار الحزب والحركة هذه الجمعيات من مورد ماليّ مهمّ.

وأشار هؤﻻء المتابعون إلى أنّ العلاقة بين الحزب والسيّد فضل الله والشيخ قبلان قد تأثّرت سلباً نتيجة هذا القرار، وأنّ اﻷمور وصلت إلى حدّ الحديث عن ضرورة مراجعة قرار الحزب بالتدخّل في سوريا وما نجمَ عن ذلك من تداعيات سلبية طاولت في شكل خاص أبناء الطائفة الشيعية ومصالحهم.

غارات ونزوح سوري

وفي هذه الأجواء، تواصلَت الانتهاكات السورية للسيادة اللبنانية، فاستهدف الطيران الحربي السوري بعددٍ من الصواريخ المناطقَ الحدودية في جرود بلدة عرسال. وأشارت معلومات الى أنّ الغارات أدّت إلى مقتل شخصين وجرح 17 آخرين.

باسيل

في هذا الوقت، عارضَ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إقامة مخيّمات للنازحين السوريين على أراضي لبنان، «لأنّها شرعَنة لتوطين جديد»، وأكّد أنّ «إقامة مخيّمات على الحدود بين لبنان وسوريا قرار سياديّ لبناني لا دخلَ للمنظمات الدولية أو سوريا فيه، داعياً إلى إنشائها في المناطق العازلة على الحدود اللبنانية السورية، وقال باسيل: «نحن مع إعفاء السوريين من التكاليف المترتّبة عليهم مقابل خروجِهم وعدم عودتهم الى لبنان، خصوصاً أنّ 42% منهم قدِموا من مناطق آمنة وبعيدة»، وأشار إلى أنّ النازحين تجاوزوا ثلث عدد سكّان لبنان، وأوضحَ باسيل أنّ المستشفيات تسجّل 80 حالة ولادة سوريّة مقابل 40 ولادة لبنانية، ممّا يعني أنّ هذا النزوح اقتصاديّ لا سياسي، كذلك أحصَت وزارة التربية عددَ الطلّاب السوريين بـ88 ألفًا مقابل 85 ألف طالبٍ لبناني، وقال: «نحن مع إعفاء السوريين من التكاليف المترتّبة عليهم إثر دخولهم بطريقة غير شرعية مقابل عودتهم إلى بلدهم». سائلاً: «لماذا يستمرّ هذا النزوح في ظلّ انخفاض المعارك»، وأوضح أنّ «لبنان يدفع شهرياً لاستجرار الكهرباء من سوريا نحو 35 مليون دولار، في حين أنّه يقدّم الكهرباء مجّاناً للّاجئين بقيمة 100 مليون دولار. واستدعى انتقاد باسيل سياسة النأي بالنفس التي اعتمدتها الحكومة السابقة ومقاربتها لملفّ النازحين السوريين، دفاعاً من الرئيس نجيب ميقاتي عن سياسة حكومته، وتمنّى أن توفّق الحكومة الحالية في معالجة ملفّ النازحين، وقال: «نحن بانتظار معرفة مدى نجاح معالي الوزير باسيل الذي يتولّى حاليّاً وزارة الخارجية والمغتربين، في إقفال هذا الملف الإنساني والوصول به إلى الخواتيم السعيدة التي نتمنّاها جميعاً».

إستحقاق

إلى ذلك، ظلّت مبادرة رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون محورَ المواقف. وفي هذا الإطار، اعتبرَ رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة أنّ «الطروحات السياسية التي أثارها البعض والداعية عملياً إلى صرف النظر عن انتخاب رئيس للجمهورية والالتهاء بدعوات إلى انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب على مرحلتين، تعني في المحصّلة تغييرَ النظام السياسي اللبناني الذي دفعَ اللبنانيون من أجل إنضاجه أثماناً فادحة وصولاً إلى ما تحقّق في اتّفاق الطائف»، لافتاً إلى أنّ أيّ تفكير بالتغيير والتعديل في النظام السياسي بشكلٍ ارتجاليّ ومتسرّع من شأنه تعقيد الأمور أكثر من وضعِها على طريق الحل». وقال السنيورة: «إنّ التعديلات المقترحة بحاجة إلى التروّي والتفكير المدروس والحوار المعمّق، والبَتّ بشأنها يجب أن يكون مبنياً على قناعات عامة وليس على طروحات وطموحات فردية».

تقنين قاسٍ

على المستوى الحياتي، يشهد لبنان تقنيناً قاسيا في الصيف، بعدما بشّرت مؤسسة الكهرباء اللبنانيين رسمياً أمس بمزيد من العتمة، تماشياً مع تقلّص حجم الاعتمادات المخصّصة لها، ولعلّ أبرز هذه التدابير توقيف معمَلين عن الإنتاج وتقليص قدرة الثالث، والتوقّف عن استجرار الكهرباء من سوريا، والنتيجة صيف حار مع تقنين لنحو 11 ساعة يومياً. وقد جاء إعلان هذا التدبير قبل انقضاء المهلة التي تنتظر فيها مؤسسة كهرباء لبنان جواباً من وزارتي المالية والطاقة في مسألة رفع تعرفة الكهرباء على كلّ الشطور، بما يوحي بأنّ الإعلان يهدف، بالإضافة إلى إعلام الناس بالوضع، إلى الضغط من أجل السماح بزيادة التعرفة. وفي هذا الإطار، شرحت مصادر في مؤسسة كهرباء لبنان لـ»الجمهورية» أنّ «برنامج التغذية المقرّر خلال فصل الصيف والإجراءات المرافقة التي تعتزم المؤسسة اتّخاذها لا تعني مطلقاً أنّها تسلّمت جواباً سلبياً من وزارتي المالية والطاقة في شأن قرار رفع التعرفة. فالمهلة تنتهي في 14 الجاري، ولا نزال نأمل برفع التعرفة قليلاً، كما اقترحَت المؤسسة في كتابها السابق إلى الوزارتين، وذلك من أجل تأمين مزيد من الإيرادات تغطّي ولو جزءاً بسيطاً من كلفة الإنتاج». وأوضحَت المصادر أنّ برنامج التغذية هذا، أي توفير 13 ساعة تغذية في الصيف بدلاً من 16 ساعة، دخل تدريجياً حَيّزَ التنفيذ بدءاً من منتصف حزيران الماضي، وذلك من أجل بدء توفير التوازن بين الأموال المرصودة للمؤسسة حتى نهاية كانون الأوّل.

 

من "حزب الله" الى "داعش"

 يقال نت/فراس طلاس

اخترعت ايران حزب الله في الثمانينات من وهم المحرومين , سلحتهم ودربتهم بصمت ومن ثم أطلقتهم بالتدريج لتكون لاعبا على حدود اسرائيل فقد فهمت اللعبه العالميه " أن تكون على حدود اسرائيل فأنت على حدود اميركا الا قليل " وبدا يكبر دورها الاقليمي وعندما كبرت القاعده " الاختراع الاميركي السعودي الباكستاني المشترك " حاولت شراء ولاء قسم منها ونجحت وصارت لاعبا في ضبط الارهاب العالمي , ومن ثم مع الثورة السوريه ارتأت تفجير كل مخازنها علها تكون اللحظه المناسبه لولادة امبراطورية فارس من جديد, فأتت ببعض رجالاتها من القاعده وانضموا الى جبهة النصره ومن ثم انشقوا عنها وانشئت ما سمي الدوله الاسلاميه في العراق والشام " داعش " ومر اول 300 مقاتل من داعش بعد تجنيدهم في معسكر في باكستان , عبر ايران فأراضي كردستان العراق عبر موافقه اضطر البارزاني على قبولها بعدما بدا الايرانيون قصف معسكرات الكرد الايرانيون في قلب كردستان العراق ( وأجزم أنه اليوم نادم ) . وهنا ظهر التنسيق الاولي العالي بين ايران والنظام والدواعش , الذي حدث بعد ذلك أن السعوديين اكتشفوا اللعبه ولديهم خيوطهم الكثيره هنا فربطوا قسما مهما من داعش بهم . ولكن نتيجة هذه اللخبطه أصبح داعش فرنكشتاين وانقلب على الجميع . متى تبدأ الحرب داخل داعش بين الدواعش المختلفة الاتجاهات أظنه قريب . إنه عصر الجنون وسنراه قريبا ولن نتخلص منه بسرعه فالمجانين يتقاطرون من كل دول العالم لممارسة جنونهم المفلوت على هذه الارض التي اسمها سوريا .

 

مصرع 3 اشخاص وجرح 28 بحادث مروع في عكار

وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية الاعلام" في عكار منذر المرعبي عن مقتل ثلاثة اشخاص في حادث سير مروع وقع صباح اليوم في بلدة منجز بين "فان" لنقل الركاب وحافلة تنقل الاسمنت. والقتلى هم: نعمان حسن خالد ابراهيم (سائق الفان)، مروى علي احمد علي وفاطمة دياب. كما جرح 28 شخصا.

ونقل الجرحى الى مستشفيات المنطقة، وحضرت الاجهزة الامنية وبوشرت التحقيقات.

 

الحصيلة النهائية لقصف جرود عرسال: مقتل فتى سوري وجرح والده وشقيقه

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في بعلبك محمد أبو إسبر أن الحصيلة النهائية لقصف الطيران السوري صباح اليوم على جرود عرسال، أكدت مقتل فتى سوري وجرح والده وشقيقه، وإصابة عدد من السوريين بجروح طفيفة، وتم تقديم الاسعافات اللازمة لهم في المستشفى الميداني في عرسال ثم غادروه. والفتى السوري القتيل هو أيهم ركان حمود (14 سنة)، وقد جرح والده (45 سنة)، وشقيقه أدهم (13 سنة)، ونقلوا جميعا الى مستشفى الرحمة في البلدة.

 

قطع عدد من الطرق في طريق الجديدة بعد الاشتباه بوجود متفجرات 

قطعت القوى الامنية عددا من الطرق في محلة طريق الجديدة ، مسيرة الكلاب البوليسية عند مستديرة الملعب البلدي، باتجاه مطعم الصوصة - جامع عبد العزيز (محلة ابو شاكر) بعد الاشتباه بوجود متفجرات.

وتشهد المنطقة ازمة سير بعدما تم تحويل السير في اتجاهات مختلفة الوكالة الوطنية للإعلام

 

جمال الجراح: "داعش" يكمل مسيرة الأسد والمالكي

أبدى النائب عن "كتلة المستقبل" جمال الجراح في حديث لصحيفة "الانباء" الكويتية "تقديره للجهود الكبيرة التي تبذلها القوى الأمنية والجيش اللبناني في مواجهة المجموعات الإرهابية التي تعبث بأمن لبنان وتهدد استقراره". وحمل الجراح "حزب الله" مسؤولية تدخله في سوريا ومشاركته نظام بشار الأسد في قتال الشعب السوري الذي فتح الباب أمام السوريين ليردوا في الداخل اللبناني"، مؤكدا أن "تدخل "حزب الله" في الداخل السوري ربط الساحة اللبنانية بالساحة السورية. ان فريقنا السياسي قال منذ البداية ان هذا التدخل سوف يجلب الويلات على لبنان واللبنانيين في وقت كان حزب الله يعتبر تدخله بمثابة حرب استباقية لمنع الارهاب من المجيء إلى لبنان". واعتبر الجراح ان "الشعبين السوري والعراقي يعيشان في ظل ارهاب المالكي والاسد و"داعش" وهم لا يختلفون عن بعضهم البعض ويمتهنون القتال والاجرام لتحقيق مآربهم السياسية"، ورأى ان "المالكي تصرف في العراق بمنتهى المذهبية والحقد والاضطهاد، وبشار الاسد يقتل شعبه، و"داعش" يكمل مسيرة الاثنين". الأنباء الكويتية

 

نديم الجميّل : ليست المرة الاولى التي نتلقى فيها تهديدات مثل تلك الصادرة عن لواء أحرار السنة

عضو كتلة الكتائب النائب نديم الجميّل عبر صوت لبنان يقول انها ليست المرة الاولى التي نتلقى فيها تهديدات مثل تلك الصادرة عن لواء أحرار السنة، فكل التنظيمات الارهابية من القاعدة لجبهة النصرة وصولا الى داعش وأحرار السنة هدفها تطهير المسيحيين من الشرق ونحن نتعامل مع هذه التهديدات بكثير من الواقعية، فكثير من الانظمة الارهابية أنشأ مثل هذه التنظيمات، فجزء من النظام الليبي او السوري او البعثي أنتج ارهابا في العالم كله وما تزال هذه الانظمة تسير على المنهاج نفسه وبدخول حزب الله في سوريا فتحنا بابا كبيرا على جهنم، لان كل هذا سيصب عندنا، فهؤلاء يعودون الى لبنان ويقومون بردة فعل في لبنان والعراق وابواب الجحيم فتحت علينا وسندفع ثمن ذلك اي نحن المسيحيين، المسلمين، السنة الشيعة والدروز لان لا شيء قادرا على لجم الارهاب الا الحروب الداخلية وهذا ما لا نريده

 

المشنوق: سنحمي كنائسنا ومساجدنا برموش أعيننا وسنقطع اليد التي ستمتد إليها

نهارنت/ردّ وزير الداخلية نهاد المشنوق على التهديدات ات صدرت مؤخراً حول تحضر الجماعات الارهابية لاستهداف الكنائس في لبنان، قائلاً "سنحمي كنائسنا ومساجدنا بقوانا الأمنية وبرموش أعيننا، وسنقطع اليد التي ستمتد إليها". وفي حديث الى صحيفة "المستقبل" الجمعة، ان هذه التهديدات "مرفوضة من أية جهة أتت وليس فيها من الإيمان شيء"، مضيفاً "نحن حريصون على حماية كل شبر من أرض هذا الوطن فكم بالحري دور العبادة التي هي بيوت الله مسيحية كانت أم إسلامية". الى ذلك، قال المشنوق: "أقول لكل من يخطر في باله مجرد التفكير بالمس بكنيسة أو بمسجد أننا سنحمي كنائسنا ومساجدنا بقوانا الأمنية وبرموش أعيننا، وسنقطع اليد التي ستمتد إليها". وكشف انه طلب من مجلس الوزراء رفع عديد قوى الأمن الداخلي من 30 الفاً إلى 40 ألفاً "للقيام بواجباتهم التي يشهد لهم بها كل المواطنين في كل لبنان بالشراكة مع الجيش وسائر القوى الأمنية". يُذكر ان "لواء أحرار السنة-بعلبك" أعلن ليل الاربعاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أنه سيستهدف الكنائس في البقاع بشكل خاص ولبنان بشكل عام، مشيراً إلى أن الهدف "تطهير إمارة البقاع الإسلامية بشكل خاص ولبنان بشكل عام من كنائس الشرك وايقاف قرع أجراسها."

من جهتها، أفادت صحيفة "النهار" الجمعة، ان مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية في صدد التحرك لكشف هوية محركي هذه الحسابات الالكترونية ومشغليها ومن يقف وراءهم .

ونقلت عن مصدر أمني بارز قوله إنه "بدا من خلال متابعة هذا الموضوع ان التهديد لا يوحي بأي جدية او صدقية مع استبعاد وجود مجموعة منظمة وراءه".

وتابع "نحن متأكدون من انها منظمة وهمية، ولكن لا يمكننا ان نهمل أي بيانات او تهديدات من هذا النوع، وسنقوم تاليا بالاجراءات الاحترازية حول الاهداف التي وردت في البيان لاننا لا نهمل أي أمر حتى لو كنا متيقنين من عدم جديته نظرا الى حساسية الاوضاع التي نمر فيها".

 

'الصفاء” ينفي تبرئة ابو حمزة في دعوى اختلاس اموال النادي

موقع 14 آذار/نفى نادي الصفاء الرياضي ما تناقلته وسائل الإعلام بصورة خاطئة حول تبرئة المدّعى عليه السيد بهيج أبوحمزة في الدعوى المـُقامة من النادي ضده بجرم إختلاس أموال النادي.

وبناءً عليه يوضح النادي ما يأتي: لم تتم تبرئة السيد أبو حمزة من جرميّ إحتيال وإساءة أمانة، إنما إستنفذت مهلة التوقيف الإحتياطي التي نصّت عليها القانون، فيما الدعوى لا تزال أمام حضرة القاضي المنفرد الجزائي في بيروت الرئيسة ضياء مشيمش. وما حصل أنه تمت الموافقة على إخلاء سبيل ابو حمزة بكفالـــــة مالية قدرها مئة مليون ليرة لبنانية، وهذا القرار سوف يتقدم النادي بطعن ضده. يُشار إلى أن السيد أبو حمزة قد أُوقف مـُجدداً من قبل حضرة قاضي التحقيق الأول في بيروت في الدعوى المـُقامة ضده من الأستاذ وليد جنبلاط.

 

جعجع استقبل سفير الدانمارك

وطنية - التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، السفير الدانماركي في لبنان رولف هولمبو، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات" بيار بو عاصي.

وجرى عرض التطورات السياسية العامة في لبنان والمنطقة، فضلاً عن أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان.

 

توصية أمنية عاجلة إلى الحكومة لإرغام "حزب الله" على الانسحاب من سوريا

موقع 14 آذار/كشف مصدر أمني مطلع عن أن الأجهزة الأمنية رفعت توصية عاجلة إلى الحكومة لإرغام "حزب الله" على الانسحاب من سوريا والالتزام بـ"إعلان بعبدا" وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.

واكد المصدر في تصريحات لـ"الوطن" السعودية، ان "هناك توصية داخلية رفعت من قيادات أمنية لرئيس الحكومة تمام سلام لحث "حزب الله" على الانسحاب عاجلاً من سوريا، في ظل وجود مستندات تؤكد أن الوضع قد يتطور ويصل مرحلة قد تهدد البلاد بأسرها إذا استمر هذا التدخل. ولفت المصدر الى أن الأجهزة الأمنية أجهضت مخططاً لعمل إرهابي جديد، حيث أبطلت مفعول قنبلة يدوية كانت موضوعة تحت جسر الخناق في طرابلس، مشيرا إلى أن الشرطة توالي نجاحاتها وتمضي بثبات في طريق فرض الخطة الأمنية. الوطن

 

عمر مسقاوي رئيس المجلس الشرعي يرفع دعوى جزائية ضد "منتحلي صفة أعضاء الشرعي"

نهارنت/أقدم المجلس الشرعي، الممددة ولايته، برئاسة عمر مسقاوي الاربعاء على رفع دعوى جزائية ضد "منتحلي صفة أعضاء الشرعي" أمام النيابة العامة التمييزيّة، وفق ما أفادت صحيفة "السفير".

ولفتت الصحيفة الجمعة، الى ان الادعاء هو بـ"جرم التمادي والإصرار على مخالفة القرارات القضائية، وفق قانون العقوبات، التي تعرّض مرتكبها للسجن سنة إذا كان موظفاً وثلاث سنوات إذا كان غير موظف".

والادعاء هو أيضاً بـ"جرم أن أفعال منتحلي الصفة تشكّل ازدراءً بشرائع الدولة وقوانينها". والدعوى المؤلفة من 32 صفحة و25 مستنداً ووثيقة تثبت وفق عضو المجلس الممددة ولايته محمد المراد "تورّط من يعتبرون أنفسهم أعضاء المجلس الشرعي الذين سوف يجلبون إلى التحقيق الأسبوع المقبل". ولفت عبر "السفير" الى ان تحرّك المجلس قضائياً هو من أجل ان يتحمّل الفريق الآخر مسؤوليته "فهم باتوا يتطاولون حتى على رئيس الحكومة". الى ذلك، لفتت الصحيفة الى ان الدعوى تطال مدير عام الأوقاف الإسلامية الشيخ هشام خليفة المتّهم بـ"الحض على إثارة النعرات أمام الطوائف، وتعمّد إصدار قرارات ومواقف للإيحاء بأن القرارات القانونية (التي يصدرها مجلس شورى الدولة) غير ملزمة". الى جانب الدعوى، قدّم المجلس الشرعي برئاسة مسقاوي مراجعة قانونية إلى "مجلس شورى الدولة" تتعلق بدعوة خليفة إلى انتخاب مفت للجمهورية لأنها "مبنيّة على باطل". وكان المدير العام للأوقاف الاسلامية الشيخ هشام خليفة قد دعا مجلس الانتخاب الاسلامي الى انتخاب مفت جديد للجمهورية اللبنانية صباح يوم الاحد في 31 آب المقبل، في بهو دار الفتوى، في خطوة رد عليها المجلس الشرعي برئاسة عمر مسقاوي مطالبا رئيس الحكومة تمام سلام بالدعوة لانتخاب مفت بأسرع وقت. وفي حال عدم اتمام عملية الانتخاب وفق النصاب المنصوص عنه في الدعوة الاولى يدعو مدير عام الأوقاف الاسلامية هيئة الانتخاب الاسلامي إلى جلسة تعقد في نفس المكان المحدد في الدعوة الأولى وذلك في الساعة العاشر من يوم الاحد في 7 أيلول 2014. أما عن ردّ دار الفتوى في هذه المسألة، فلفتت "السفير" الى ان الجواب كان "لا تعليق"، مشيرة الى ان دار الفتوى "لا تريد الدخول في الردّ على الدعوى القضائيّة". وذكّرت بدعوى جزائية كانت قد قدمتها دار الفتوى منذ حوالي السنة ضد المجلس الشرعي الممددة ولايته، و"ما زالت ترزح أمام محكمة الغرفة الابتدائية في بيروت". يشار الى أن ولاية مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني تنتهي في منتصف ايلول 2014.

 

تشديد الاجراءات الامنية في رومية و"سجناء يديرون الخلايا الارهابية"

نهارنت/تنفذ الاجهزة الامنية اجراءات مشددة جداً في سحن رومية المركزي ومحيطها بعد الانباء عن التحضير لعمليات ارهابية بغية تهريب عدد من السجناء، فضلاً عن معلومات "بتورط اثنين من السجناء الاسلاميين بإدارة الخلايا الارهابية". فبعد قرار قوى الامن الداخلي مساء الثلاثاء بمنع مرور السيارات وجميع الآليات على الطريق الرئيسية المؤدية الى سجن رومية، يخضع زوار السجن لتفتيش دقيق جداً، بسبب "التهديدات باقتحام السجن بواسطة شاحنة مفخخة، بهدف تهريب سجناء إسلاميين مقربين من جبهة النصرة"، تبعاً للمصادر الامنية لصحيفة "الاخبار" الخميس. ولفتت المصادر ان هذه الاجراءات أتت ايضاً على خلفية وجود معطيات تشير إلى تحضير بعض السجناء لعملية فرار كبرى من داخل السجن. وأضافت انه بحوزة "احد الأجهزة الامنية معلومات موثوقة عن تورط اثنين من السجناء الإسلاميين في إدارة خلايا امنية خارج السجن، من خلف القضبان". وقالت المصادر الأمنية لـ"الأخبار" ان إحدى الخلايا الارهابية التى ضبطت أخيراً مرتبطة مباشرة باثنين من السجناء. وكان أمير "جبهة النصرة" في القلمون أبو مالك الشامي، قد وجه الاربعاء رسالة صوتية تحت عنوان "هذا بلاغ للناس"، توجع فيه الى السجناء الإسلاميين في رومية واعداً اياهم بـ"الفرج خلال أيام معدودة". ووصف الشامي السجناء الإسلاميين بـ"أسارى المسلمين وإخواننا المجاهدين"، قائلاً: "اصبروا ما هي إلّا أيام معدودات وتُفرج بإذن الله. أحسنوا الظن بالله". يُذكر أن معلومات صحافية كانت قد أفادت بأن مجموعات متشددة تعمل على تحضير عمليات "هجوم" على عدد من السجون اللبنانية، وبالاخص سجن رومية من أجل مساعدة سجناء اسلاميين على الفرار. يشار الى ان سجن رومية معد أساسا لاستقبال 1500 شخص، لكنه يؤوي اجمالا اكثر من اربعة الاف سجين، ما يشكل حوالى 65% من نسبة المساجين في لبنان. ووقعت بين شهري ايار وايلول 2007 معارك دامية بين حركة فتح الاسلام التي كانت تتحصن في مخيم نهر البارد والجيش ، تسببت بمقتل 400 شخص بينهم 168 عسكريا. وتم الإفراج في حزيران 2012 عن تسعة إسلاميين بينهم فلسطينيين إثنين، كانوا موقوفين على خلفية قضية فتح الإسلام . ودفع حينها رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي كفالة خمسمائة ألف ليرة لبنانية عن كل موقوف.

 

الاحرار: تعطيل انتخاب الرئيس يفاقم الازمة وعون ينطلق من طموحات شخصية

وطنية - رأى المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون "ان تمادي فريق 8 آذار في تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية للمرة الثامنة على التوالي يفاقم الأزمة التي يتسبب بها شغور موقع الرئاسة الاولى ويشكل انتهاكا صارخا للميثاق الوطني". ودان "ممارسة الفريق المسيحي ممثلا بالعماد ميشال عون الذي ينطلق من طموحات شخصية ولا يتردد في تعقيد الامور الى الحد الاقصى عندما يجد مصلحة في ذلك، ضاربا عرض الحائط بالمصلحة الوطنية وبكل الاعتبارات التي يدعي العمل من أجلها. من هنا مطالبتنا إياه بالإقلاع عن السلبية وبوضع حد للفراغ الذي تسبب به والذي يهدد بأسوأ العواقب في ظل الأخطار المحدقة بلبنان جراء احداث المنطقة وتداعياتها". واكد الحزب رفضه "الاقتراحات التي تقدم بها العماد ميشال عون والآيلة الى تهشيم الصيغة اللبنانية وإلى تغيير النظام بما ينعكس سلبا على لبنان الوطن وخصوصا على المكون المسيحي. ونحذر من منهجية يتوالى على تطبيقها مع حليفه حزب الله وتعتمد على مراكمة الإشكاليات وافتعال الازمات وصولا الى فرض ما يسمونه مؤتمرا تأسيسيا. هذا مع العلم انهم يراهنون على الخلل في ميزان القوى جراء السلاح غير الشرعي لفرض رؤيتهم وتأمين مصالحهم بعيدا من الثوابت الوطنية الواردة في مقدمة الدستور وفي الميثاق الوطني".  واعتبر ان "الظروف الدقيقة والخطيرة التي يمر بها الوطن والمنطقة تستدعي من الجميع التشبث بالثوابت والمسلمات والإحجام عن المغامرات وعن الحسابات الفئوية والشخصية. كما نعتبر ان للبنان بتعدديته وبتنوعه رسالة يقدمها ليس للدول التي تعاني النزاعات والانقسامات فقط، إنما ايضا لكل دول المنطقة. وهي تقوم على قبول الآخر المختلف والاعتراف به وإقامة شراكة معه انطلاقا من المصالح المشتركة، وعلى أساس التزام الدستور والقانون وشرعة حقوق الانسان". ووختم الحزب بيانه، مجددا موقفه من سلسلة الرتب والرواتب والذي "نختصره بدعم حقوق المعلمين والموظفين من مدنيين وعسكريين من جهة، وبالإصرار على تأمين الايرادات لتغطية النفقات من جهة أخرى. ونندد على هذا الصعيد بالمواقف الشعبوية الصادرة عن قوى 8 آذار التي لا تتردد في تأجيج الأزمات واستغلالها غير آبهة بما ينتج عن هذا السلوك من سلبيات. هذا مع العلم ان المزايدات لن تسهم في التقدم على صعيد تطبيق السلسلة، إنما ستزيد الامر تعقيدا مما ينعكس على الطلاب وعلى العمل في الوزارات والإدارات الرسمية. لذا نطلق صرخة ضمير باتجاه المزايدين ليكفوا عن ممارساتهم غير المسؤولة وليغلبوا المصلحة العامة من طريق إبعاد شبح الانهيار الاقتصادي والمالي".

 

النائب رياض رحال: تهديدات "لواء احرار السنة" ملفق وعمل استخباراتي

وطنية - رد عضو كتلة المستقبل النائب رياض رحال، في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 100,3 و100,5"، على ما جاء من تهديدات على لسان ما يسمى "لواء أحرار السنة - بعلبك"، معتبرا ان "هذا التخويف والتهويل ملفق وعمل استخباراتي"، ومشيرا الى "وجود فريق لديه مصلحة في ان يبرر فعلته في سوريا عبر هكذا اخبار". ودعا "المسيحيين الى عدم الخوف، لانهم موجودون في لبنان منذ الاف السنين"، مشددا على ان "احدا لا يمكنه ازالة المسيحيين من هذه الأرض أو يمنع اجراس الكنائس من أن تقرع". وحيا رحال الأجهزة الأمنية التي تقوم بواجباتها في ظل الأوضاع الأمنية الصعبة في لبنان"، لافتا الى "انه وعلى الرغم من وجود بعض الأشخاص الذين قد يشكلون خطرا على الأمن اللبناني الا ان مدينة عكار هي منطقة آمنة"، مشيرا الى ان "هناك بعض الأشخاص الذين لديهم بعض الهوس بامتلاك السلاح".

وعن مبادرة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون الاخيرة، قال رحال: "هذه المباردة ينطبق عليها المثل القائل الجنون فنون"، معتبرا أنه عندما "يفشل العماد عون في الوصول الى أمر ما يصدر الفرمانات للتهرب من الخسارة"، وسائلا: "هل العماد عون يريد تغيير النظام أم هو مسعى لتخويف اللبنانيين؟". وراى ان "طرح تعديل الدستور والنظام في هذا الوقت والظرف يعيدنا الى الماضي والى حروب أهلية بين المذاهب والطوائف".

 

فارس سعيد: مواجهة الحالات الخطيرة تكون بمساحات وطنية وليس ردود طائفية

موقع 14 آذار/ازاء التطورات الامنية الخطيرة التي تعصف بالمنطقة ككل، وخطر وصولها الى لبنان بعد سلسلة انفجارات، تلتها مداهمات من قبل القوى الامنية ادت الى اقفال الطرقات، سيطر عامل الخوف القلق المتنقل بين طائفة واخرى، خصوصا بعد اصدار بيانات من قبل لواء احرار السنة- بعلبك دعت الى استهداف الكنائس في لبنان. وفي هذا السياق، اعتبر منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد لـ”المركزية” ” ان ما نريده تأكيد العيش المشترك في لبنان كمسؤولية وطنية مشتركة، وليست مسؤولية السنة ان يقفوا في وجه النواب السنة في بعلبك ولا مسؤولية الموارنة الاعلان عن عدم خوفهم، فكل الطوائف لها الحق في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ المنطقة ان تشعر بالقلق المتنقل بين طائفة واخرى، نتيجة الاعلان عن بيانات مشبوهة مدروسة ومنظمة او بالفطرة تثير القلق”.

واشار الى 'ان مواجهة هذه الحالات يجب ان تكون من خلال مساحات وطنية مشتركة وليس عبر ردات فعل مسحية او اسلامية، وحتى اللحظة لم ار اي رد فعل وطني باستثناء الكلمات الصادرة عن بعض الوزراء”. ودعا سعيد نواب البقاع وشخصياتها والقيمين عليها والمرجعيات الروحية فيها ان يعقدوا اجتماعا فوريا للتأكيد ان العيش المشترك مسؤولية وطنية، وادانة بيانات كهذه، فلا يكفي ان يصدر صوت من هنا وهناك”. وقال 'سواء كانت البيانات مركبة او صحيحة فان رد الفعل يجب ان يكون جماعيا وليس ب”المفرق”، فلدينا نواب نفتخر بهم في البقاع الغربي وزحلة والبقاع الاوسط، وما يهمنا ان نرى مشهدا نيابيا بقاعيا يومي السبت والاحد المقبلين مع مرجعيات روحية اسلامية ومسيحية لرفع شعار العيش المشترك بقاعا هو مسؤولية وطنية مشتركة، فهكذا نرد على كل المصطادين في الماء العكر.

واشار الى ان ما يحصل لا يتطلب تحركا حزبيا فقط، بل جهدا جماعيا من قبل المرجعيات الروحية والسياسية وقادة الرأي في البقاع والهيئات التجارية والاقتصادية، فالكل معني بالتحرك دفعة واحدة، على طريقة انه اذا استهدفت بعلبك نكون كلنا بعلبكيين”. واعتبر 'ان قتال حزب الله داخل سوريا تسبب بالنزوح السوري وبالارهاب”، مشيرا الى ان المسيحيين لا يستطيعون ان يكونوا محيدين عما يحصل فهم لبنانيون”.

وعن المخيمات السورية قال 'ثمة لجنة مصغرة تدرس الموضوع لأخذ التدابير اللازمة، وعلى حكومة الرئيس تمام سلام ان تجتمع بشكل طارئ، فالموضوع تقني اكثر منه سياسي، ففي السياسة 14 آذار لم تتوان للحظة عن الدعم الاخلاقي لشعب مظلوم تسحقه آلة قتل اسمها بشار الاسد، والموضوع التقني الذي هو ادارة شؤون النازح الى لبنان من مهام الحكومة واللجنة الوزارية المصغرة فلنستمع الى ماذا ستتخذه من اجراءات. وكالة الأنباء المركزية

 

الرابطة المارونية: فرنسوا باسيل رجل وطني ولبناني صميم

وطنية - لفتت الرابطة المارونية في بيان اليوم، الرأي العام اللبناني أن "رئيس جمعية المصارف الدكتور فرنسوا باسيل هو رجل وطني، صاحب مبادرات تربوية، اعمارية، إنمائية خيرة، ولبناني صميم أثبت تعلقه ببلده في غير استحقاق مصيري باذلا التضحيات، ويتمتع باحترام واسع ليس داخل العائلة المصرفية في لبنان والخارج والرابطة المارونية، بل في المجتمع اللبناني بأسره. وهو ما توسل الافتراء والقدح يوما للنيل من الآخرين في أي موقع كانوا، بل كان وما يزال داعية حوار وتفاهم سواء على المستوى الوطني العام أو المستوى الاقتصادي. وإن القضاء الذي مثل أمامه الدكتور باسيل مؤكدا إحترامه لسلطته، لا بد من أن يأخذ ذلك بالاعتبار لما يتمتع القضاء من تقدير واحترام لدينا كرابطة المارونية".

 

مجلس القضاء الأعلى نعى القاضي فوزي عويدات

وطنية - نعى مجلس القضاء الاعلى في بيان اليوم، القاضي في منصب الشرف الرئيس فوزي أحمد عويدات، مستذكرا في "هذا المصاب الاليم ما كان للفقيد من مناقبية وهمة وتفان ونشاط طوال فترة مسيرته القضائية التي جاوزت الأربعين عاما". وتقدم المجلس بأحر التعازي من عائلته ومن الزملاء القضاة ومن عموم أهالي بلدة شحيم، راجيا للراحل الراحة الأبدية ولهم الصبر والعزاء.

 

رئيس مجلس ادارة "تلفزيون لبنان" طلال المقدسي: حق المواطن متابعة المونديال وتلفزيون لبنان أمن هذا الحق

وطنية - صرح رئيس مجلس ادارة "تلفزيون لبنان" طلال المقدسي من أمام وزارة العدل، بعد إرجاء قرار المحكمة في الدعوى على خلفية نقل مباريات المونديال، الى السابعة مساء اليوم: "نحن لا ندافع عن تلفزيون لبنان، بل عن حق كل مواطن لبناني، لأن هذا التلفزيون يملكه كل مواطن، وكان هناك قضايا عديدة مهمة وهي التعامل مع bein ومع غير الشرعيين في لبنان، بدل التعامل مع التلفزيون الشرعي. إن حق كل مواطن لبناني مثل العالم كله متابعة هذه المباريات، لان هذا حق عام كفله القانون الدولي واعتمد في العالم اجمع، واحتكار الاجواء اللبنانية لظرف معين دون التواصل أو الإذن من الدولة اللبنانية مرفوض. إن حق المواطن اللبناني متابعة هذه الاحداث، وما قام به تلفزيون لبنان هو لتأمين هذا الحق، ولا يجوز استغلال احداث معينة لابتزاز المواطن. ويكفينا فخرا اننا استعدنا المشاهد في قرى الجنوب لمتابعة هذه الاحداث على تلفزيون لبنان بدل متابعتها على تلفزيون العدو الاسرائيلي، وهذا واجبنا ومسؤولياتنا، وشكرا لوزير الاتصالات ولوزير الاعلام اللذين واكبانا ودعمانا في كل خطوة".

 

سامي الجميل: سنتأكد من استيفاء الاساتذة المتعاقدين شروط التفرغ حفاطا على مستوى الجامعة

وطنية - استقبل النائب سامي الجميل في مقره في بكفيا، وفدا تربويا من الأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية زاره لاستيضاح الأسباب التي دفعت حزب الكتائب الى الاعتراض على ملف التفرغ بالشكل الذي طرح فيه على مجلس الوزراء في جلسته السابقة من خارج جدول الأعمال. حضر الأجتماع مسؤول الأساتذة الجامعيين في حزب الكتائب الدكتور روي الأسمر ورئيس المجلس التربوي في الحزب حنا صهيون، وجرى شرح للأسباب التي أدت الى اتخاذ هذا الموقف وفي مقدمها ان اكثر من 500 اسم من اصل 1160 اسما مطروحا جاء من خارج المجالس الأكاديمية للجامعة اللبنانية، وبالتالي من خارج الآلية المتبعة لتفرغ الأساتذة. وشدد الجميل خلال الاجتماع على أنه "لا يمكن لحزب الكتائب أن يسير في مشروع لم يطلع على تفاصيله، وبالتالي من غير المقبول لأي وزير في الحكومة أن يصوت مع او ضد اي مشروع يجهله، وذلك حفاظا على المستوى الأكاديمي في الجامعة اللبنانية، والأهم حرصا على حقوق اساتذة متعاقدين خدموا الجامعة لسنوات ويمكن ان تكون اسماؤهم قد سقطت سهوا من هذه اللوائح كما حصل في تجربة عام 2008". وأوضح أن حزب الكتائب سيطلب من وزير التربية الياس بو صعب استضافة وفد كتائبي في مكاتب الوزارة تكون مهمته مراجعة الاسماء والتأكد من ان اصحابها يستوفون الشروط اللازمة للتفرغ، "وبهذا نكون حافطنا على مستوى الجامعة اللبنانية وحقوق اساتذتها وطلابها". وبعد الاجتماع، اكد مسؤول الأساتذة الجامعيين في الكتائب الدكتور روي الأسمر ان الحزب يعتبر أن مطلب التفرغ "حق لكل الاساتذة الجامعيين الذي يتمتعون بالكفاءة المطلوبة"، موضحا أن "مطلب الحزب الوحيد هو الاطلاع على الملفات، ليس من باب تقييم الاساتذة بل للتدقيق في ما إذا كانت الاسماء المطروحة تتمتع بالمواصفات وموجودة في كلياتها ولديها الشهادات اللازمة حرصا على الا يظلم اي شخص سقط اسمه سهوا ويستحق التفرغ كما حصل في 2008". وأضاف: "لا يجوز ان يصدق وزراء الكتائب على قرار توظيف 1100 استاذ من دون الاطلاع على اسمائهم بعد طرح هذا الموضوع على مجلس الوزراء من خارج جدول الاعمال". وقالت الدكتورة ميرفت بلوط باسم وفد الاساتذة: "نشكر النائب سامي الجميل على استقباله لنا. استمعنا الى وجهة نظر حزب الكتائب واستوضحنا بعض الامور، ونشكرهم على هذه الايضاحات ونأمل ان نصل الى حل قريب وسريع لكل النقاط العالقة بين الافرقاء السياسيين، وان يتم اقرار التفرغ في الجلسة المقبلة وتنتهي مأساتنا".

 

فتفت: عون يريد وضعنا تحت مشيئته ومشيئة حزب الله

وطنية - أكد عضو "كتلة المستقبل" النائب أحمد فتفت في حديث الى اذاعة "لبنان الحر"، أن "الصوت السني معتدل بشكل دائم، وهو الطبيعي لكل مسلم مؤمن"، لافتا الى ان "تنظيم "احرار السنة" مفتعل وقد لا يكون سني بالكامل، وهذا الأمر مرتبط بالهجمة الاعلامية بشكل عام والتي يقوم بها بعض الافرقاء السياسيين". وقال: "أريد ان اذكر اننا اتهمنا بأننا نؤيد فتح الاسلام وبعد فترة تبين من يؤيد ويدعم هذا التنظيم وكيف نحن وقفنا ضده وبوجهه". واضاف: "كمواطن لبناني اعتقد ان السلاح يجب ان يكون بيد الجيش ومؤسسات الدولة". واعتبر أن "سلاح حزب الله فشل خصوصا في امنه الذاتي اذ لجأ الى مؤسسات الدولة لحماية مناطقه". وشدد على أن "سلاح "حزب الله جرنا الى الحرب في سوريا والى المحور الايراني واستجلب الارهاب الى لبنان". وفي ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، قال: "إن موقف الرئيس سعد الحريري من الاستحقاق الرئاسي واضح ولن يكون للرئيس الحريري و"تيار المستقبل" موقف مستقل عن"14 آذار" وهذا الأمر تبلغه رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون". وبالنسبة لمبادرة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، قال: "مبادرته هي نوع من الركض نحو المجهول وهو ابعد من اي يكون وسطيا وتوافقيا، فهو ضد التوافق والوفاق وينادي بشعارات تمس بالعيش الواحد ويريد ان يغير النظام". وأكد أننا "لن نرضخ لابتزاز عون لكي نقبل بمشاريعه السياسية، فعون يريد ان يضع الجميع تحت مشيئته ومشيئة "حزب الله" في لبنان والمنطقة".

 

رئيس تكتل التغيير التقى سفيري الجزائر وكندا يعقوب: نسمع ضجيجا غير مبرر ولا احد قارب مبادرة عون في العمق

وطنية - استقبل رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، صباح اليوم في الرابية، السفير الجزائري ابراهيم بن عوده حاصي في زيارة تعارف، ثم سفيرة كندا هيلاري ادامس، في حضور المسؤول عن العلاقات الديبلوماسية في "التيار الوطني الحر" ميشال دي شادارفيان.

حسن يعقوب

والتقى العماد عون النائب السابق حسن يعقوب، الذي قال: "ان اليوم هو زمن "داعش" وان الحملة المسعورة التي شنت ضد مبادرة العماد عون لها خلفية تكشف المشروع الآخر، وهو ان يستدرج العماد ميشال عون الى مجلس النواب في مقابل سمير جعجع، وبهذا ينتهي ترشحه ويأتون بموظف لا حيثية له او يتفقون على مرشح لا حيثية له ايضا. غير المفهوم اليوم هي الردود المسيحية، ونسأل: هل مبادرة العماد ميشال عون تعطي هذا الموقع قوة او ضعفا، اليوم المطلوب استنساخ المراحل السابقة، لم أر ان أحدا قارب هذه المبادرة في العمق. وإذا كان الأفق مسدودا في الرئاسة فسوف يسد ايضا في الموضوع النيابي، ونحن أمام أفق مسدود على كل الأصعدة". واضاف: "هذه المبادرة أتت لتعطي فرصا محلية وطنية ومنهجية. الرد هو إبقاء الحالة كما هي، كما خلفية محاولة إدخال لبنان في نار ما يجري حولنا. واليوم نحن نرى هذا الكم الهائل من النازحين السوريين والتجييش المذهبي الذي حصل في مرحلة من المراحل، الآن هذا الهدوء الأمني هو نتيجة القوة القاهرة. في زمن "داعش" منطق الإستنساخ لن يبقى، نحن نسمع ضجيجا غير مبرر". وعمن يملك مفتاح الحل، قال يعقوب: "أعتقد ان من أبلغوا منذ العام 2008 بإسقاط النظام السوري وبتقسيم المنطقة والذين أعطوا مهلة تشرين 2014 وهي مرحلة تمديد لمجلس النواب يجب أن يضبطوا ساعاتهم على التوقيت الصحيح. إذا أرادوا تقطيع الوقت وحرق بعض القوى الأساسية ورشحوا سمير جعجع فقط لمهمة واحدة وهي قطع الطريق أمام العماد عون، لذا نرى هذه الحملة على المخرج الذي قدمه العماد عون". وعن الحملة على النائب العماد عون، قال:"ما يقومون به ليس نقاشا، العماد عون يملك مشروعا يصل الى درجة من الرقي سيدخل الجميع الى مأزق لأنه يقدم حلولا ويخربط مشروعهم، يريدون رئيسا قويا، فالشعب يستطيع أن ينتج رئيسا قويا".

 

النائب ناجي غاريوس: إذا كانت بكركي ممتعضة من مبادرة العماد عون فلتعلن ذلك

موقع 14 آذار/رفض عضو تكتل 'التغيير والإصلاح” النائب ناجي غاريوس الإنتقادات التي وجهت الى المبادرة التي أطلقها رئيس تكتل 'التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون، قائلاً: 'على مَن يتكلّم في الدستور أن يطبّقه أولاً”. وفي حديث الى وكالة 'أخبار اليوم”، قال غاريوس: مَن يتباهى بدستور الطائف لماذا لم يطبّقه؟ وأضاف: يقولون فلنطبّق الطائف، وقد بات لهم 30 سنة في السلطة ولم يطبّقوا شيئاً، وبالتالي كل ذلك لا يتعدى إطار الكلام. وتابع: هذا ما يزيد الفساد وما يدفع الى هجرة الشباب وتفريغ البلد من قدراته. ورداً على سؤال، لفت غاريوس الى أن مبادرة العماد ميشال عون هي عودة الى مصدر السلطات اي الشعب، وهي Consultation populaire تحصل في كل بلدان العالم عند وقوع أزمة سياسية كبيرة. وقال: 'لكن يبدو ان عندنا لا يوجد شعب ولا هو مصدر السلطات، بل عندنا شعب يُسرق يومياً وهو 'مبسوط”، وهذا ما يجعل البلد يراوح مكانه”. وأشار الى أن مبادرة عون لا تنطلق من الطائفية، بل هو يدعو للعودة الى الشعب مصدر السلطات. ولفت الى أنه منذ الطائف حتى اليوم لم يعد هناك أي قيمة لموقع رئاسة الجمهورية، وهو بالكاد يكون صورة على ورقة، فتوضع الشروط على رئيس الجمهورية في حين لا توضع اي منها على رئيس المجلس النيابي او رئيس الحكومة. وإذ رفض الإستمرار في تهميش المسيحيين، شدّد غاريوس على ضرورة تبديل الوجه السياسي والإدارة السياسية في لبنان وذلك من خلال قانون انتخابات نيابية يعتمد النسبية. وأضاف: أنا شخصياً لا أفوز في الإنتخابات إذا جرت على أساس نسبي، ولكن اؤيده نظراً لإنصافه. ورداً على سؤال حول ما يقال عن توتر في العلاقة بين بكركي والرابية، نفى غاريوس هذا الأمر، قائلاً: لا توجد أية مشكلة، وإذا كانت ممتعضة مما طرحه عون فلتعلن موقفها بشكل واضح، ونحن لا نتوقف عند ما يقوله هذا او ذاك”.وأضاف: 'لبنان بلد يعيش في الإستثناء منذ تكوّنه، خصوصاً في السنوات الأربعة والعشرين الأخيرة، حيث لا جمهورية ولا رئيس فعلي لها”.

 

السنيورة: للعودة الى الاعتدال والوسطية والتمسك بالعيش الإسلامي المسيحي

وطنية - اعتبر رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة إن "الطروحات السياسية التي اثارها البعض والداعية عمليا إلى صرف النظر عن انتخاب رئيس للجمهورية والالتهاء بدعوات الى انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب على مرحلتين تعني في المحصلة تغيير النظام السياسي اللبناني الذي دفع اللبنانيون من أجل إنضاجه أثمانا فادحة وصولا إلى ما تحقق في اتفاق الطائف"، لافتا الى ان أي تفكير بالتغيير والتعديل في النظام السياسي بشكل ارتجالي ومتسرع من شأنه تعقيد الأمور أكثر من وضعها على طريق الحل". وقال: "إن التعديلات المقترحة بحاجة الى التروي والتفكير المدروس والحوار المعمق والبت بشأنها يجب ان يكون مبنيا على قناعات عامة وليس على طروحات وطموحات فردية". كلام السنيورة جاء خلال رعايته حفل الافطار السنوي الذي اقامته جمعية جامع البحر الخيرية في صيدا بحضور فعاليات صيدا ومنطقتها السياسية والروحية والاجتماعية والاهلية.

طه القطب

بداية تحدث رئيس جمعية جامع البحر محمد طه القطب فاستعرض "اهداف الجمعية واعمالها وانشطتها على صعيد رعاية المسنين ورعاية العائلات الفقيرة والمحرومة ودعم الطلاب الايتام بتوزيع كسوة الشتاء متوقفا عند مشروع النارنج الذي تم اطلاقه بمبادرة من الرئيس السنيورة لتلبية حاجات كبار السن"، وقال ان "كلفة انشاء مبني النارنج تقدر بأربعة ملايين ونصف مليون دولار وقد تم تأمين مبلغ 2 مليون و20 الف دولار، وتوكلا منا على الله وبتعاون ارادات الخير في بلدنا نأمل ان ينجز هذا العمل في اقرب وقت وهذا الصرح المستقبلي ما هو الا استجابة الى الاحتياجات المتنامية لكبار السن، وبما ان الدولة غائبة عن تقديم هذه الخدمات رأت الجمعية ان تقوم بدور الراعي من ناحية والمطالب بحقوق كبار السن من ناحية اخرى".

السنيورة

ثم تحدث الرئيس السنيورة فقال: "كريم هو شهر رمضان، كريم هو لأن النفوس تفيض فيه بالخير، ويجتمع فيه الناس على البر، وتتآلف فيه القلوب على العمل الصالح. واجتماعنا هنا في هذا المكان الطيب العابق بالخير والبركات، وفي كنف هذه المؤسسة الخيرة، والعريقة، جمعية جامع البحر ودار السلام، هو وجه من الوجوه المشرقة لهذا الشهر الكريم، وقبس من نور رمضان، الذي يشرق علينا كل سنة، فيجدد فينا الإيمان والعزائم، ويبعث فينا الاستبشار والأمل والرجاء، ويقوي فينا الإرادة والصبر في الشدائد وعلى المكاره، ويطهر نفوسنا وأرواحنا، ويحيي فينا قيم الحق والفضيلة والرحمة، وينير منا الأبصار والبصائر، يحل علينا شهر رمضان هذا العام، هذا الشهر الفضيل والكريم، والحال عندنا، ومن حولنا، في تغير واشتعال وتبدل كبير بل هو تبدل هائل سقطت معه حواجز الزمان والمكان وحواجز الصمت والخوف. فالعالم العربي الذي كان قد استبشر بحلول الربيع العربي وانطلاق موجة التغيير والتطوير، سرعان ما دخل في مرحلة بالغة الخطورة أساسها رفض أهل الخريف العربي وبعض الديكتاتوريات والأنظمة الاستبدادية القائمة على الطغيان - رفض الاعتراف بضرورة التغيير وأهميته وحتميته نحو احترام حق الناس بالحرية والعيش الكريم. ذلك مما ولد حالة من الاحتقان والمواجهة ولا سيما بعد أن لجأت تلك الأنظمة إلى العنف المفرط وعمدت بشكل مباشر أو غير مباشر إلى استيلاد منظمات إرهابية أو الاستفادة منها لمواجهة الشباب والمواطنين من دعاة التغيير والنهوض ولذلك لوصم تلك الحركات بتهمة العنف والإرهاب".

اضاف: "إن هذا الخراب الكبير والحريق الهائل المندلع من ليبيا مرورا بسوريا وصولا الى العراق، مرده الى أن نظام الطغيان والاستبداد في العالم العربي الذي استحكم طوال عقود. والنظام الذي قتل كل بديل محتمل له، فتح المجال عبر ممارساته لاستيلاد ولنمو ظواهر أكثر وحشية منه.تقول التجارب إن الدم يستسقي الدم، وتقول التجارب ايضا إن العنف يستجلب العنف، وتقول التجارب أيضا إن الأنظمة العربية الاستبدادية استولدت نسختها الأكثر تطرفا والأكثر عنفا ودموية. فالجماعات المسلحة في ليبيا نبتت من رحم النظام القديم الذي لم يعرف غير القتل مهنة ووسيلة للتعبير.والاستبداد في سوريا رفض الاعتراف بوجود ثورة او حركة شعبية ووصف الناس التي تطالب بالحرية بالجراثيم ثم بالإرهابيين، وقد بقيت الثورة السورية على مدى ما يقارب السنة ثورة سلمية تطالب بالكرامة وبالتغيير والمشاركة السياسية، وكان رد نظام الطغيان على التظاهرات السلمية، بالقصف والقتل والاغتيال والتدمير المنهجي. وكانت النتيجة عسكرة الانتفاضة وتحول بعض جوانبها الى حركة عنفية وهو ما فتح المجال لتوالد واستيراد التنظيمات الارهابية المتطرفة، وبعضها أصله عند النظام ذاته. ويذكر اللبنانيون أن النظام السوري هو من أرسل لنا في لبنان منظمة فتح الإسلام التي احتلت مخيم نهر البارد وما نجم عن ذلك من شهداء وجرحى وقتلى ودمار كامل للمخيم ومآس كثيرة مازلنا نعاني من آثارها.في العراق لم تكن القصة مختلفة، حيث كانت الممارسات المتقصدة في الاستبعاد والتهميش والاستهداف والتصفية الجسدية لفئة من مكونات العراق الأساسية هي المسؤولة الحقيقية عما آلت إليه أحوال العراق المأساوية والخطيرة.كانت النتيجة أن العراق الذي ابتلي بالاستبداد والظلم طوال عقود سابقة، عاد للوقوع في البلاء نفسه، لكن بوجوه جديدة. وكانت النتيجة إحساس قسم كبير من العراقيين بالظلم والتهميش والإقصاء والحقد مما ولد الأزمات التي يعيشها العراق الآن".

وقال: "يطرح السؤال نفسه الآن علينا نحن اللبنانيين المحاطين بالحرائق والأزمات وأنهار الدماء، ما العمل، وهل ستصل النيران إلينا، وهل سيجد التطرف والتشدد والارهاب له مكانا بيننا؟، وفي هذه الحال ما هو العمل وإلى أين المصير؟، علمتنا التجارب، أنه في الشدائد علينا العودة الى الأصول والمبادىء الأولى التي نشأنا عليها وتربينا في كنفها وان علينا أن نرى الأمور بوضوح حتى لا تحرمنا الاحداث وتفاصيلها عن النظر إلى جوهرها، يقول ديننا الحنيف بالوسطية والاعتدال ويقول الله تعالى في كتابه العزيز: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا. وقال الله تعالى ايضا: لا إكراه في الدين. ونحن انطلاقا من ذلك نشدد على العودة إلى المنطلقات الدينية والإيمانية الأساسية أي الاعتدال والوسطية.إن المطلوب اليوم العودة إلى المنطلقات الوطنية الصحيحة والجوهرية وهي التمسك بالعيش المشترك الإسلامي المسيحي الذي قام عليه لبنان، هذا العيش الواحد الذي تطور عبره الميثاق الوطني ونظامنا السياسي الحالي الذي ارتضيناه بعد طول معاناة وتجارب قاسية، وهو النظام الديموقراطي البرلماني المستند إلى الحرية والتنوع واحترام حقوق الإنسان ومبدأ التداول السلمي للسلطة. لهذه الأسباب فإننا في لبنان ومن أجل حماية بلدنا علينا الالتزام والتمسك بنقاط اجماعنا الوطني التي راكمها الشعب اللبناني طوال تاريخه وأولها الدستور بنصه وروحه الميثاقية التي تكرس في اتفاق الطائف وبسياسة النأي بالنفس التي ارتضاها الجميع وبإعلان بعبدا".

وتابع: "إنني من هنا من صيدا، مدينة الوئام والاعتدال، وعاصمة الجنوب، وملتقى كل اللبنانيين أدعو الى المسارعة إلى وقف الانزلاق الى مشكلات المنطقة وحرائقها فبلدنا لا يمكن حمايته بالاستمرار في الانغماس في تلك المشكلات والابتعاد عن سياسة النأي بلبنان عن أتونها، في 14 آذار من العام 2005 ألهمتنا روح شهيدنا الكبير رفيق الحريري لكي نخرج من سجن الوصاية والاستبداد الى فضاء الوطن الرحب والنهائي الذي يضم كل فئات الشعب اللبناني على تنوعه بمسلميه ومسيحييه. لقد كانت ولادة تحالف قوى 14 آذار 2005، ولادة طبيعية بسبب نضوج وعي اللبنانيين بوطنهم وبدولتهم وبتكاتفهم مع بعضهم في مواجهة الوصاية والاستبداد والطغيان. هذا الوعي هو نفسه الذي وقف في وجه إرهاب الإرهابيين والمتطرفين في نهر البارد، وهو الذي حمى الجيش والقوى الأمنية في مواجهة الإرهابيين. لهذه الأسباب كلها فإن فكرة 14 آذار بما هي فكرة التلاقي الإسلامي المسيحي، فكرة تلاقي الاعتدال والانفتاح، فكرة التنوع في قلب الوحدة، وفكرة السيادة والاستقلال وفكرة الدولة المدنية واحترام حقوق الانسان. لهذه الاسباب كلها فإننا نعلن تمسكنا بهذا التحالف الوطني الكبير في لبنان الآن أكثر من الأمس، لحماية لبنان من أسر الوصاية الاقليمية التي يقع فيها البعض ولحمايته من جنوح التطرف والإرهاب الذي يجتاح بعض الأوساط والمجتمعات".

وقال: "لقد نجحت القوى الأمنية اللبنانية في الفترة الأخيرة وبتوجيهات من السلطة السياسية في التصدي لموجة من الإرهابيين والأعمال الإرهابية إن في ضهر البيدر أو الطيونة أو فندقي ديروي ونابوليون. ولقد تمكنت هذه القوى من إحباط مخططات إرهابية كانت معدة لإلحاق الضرر بلبنان واللبنانيين. والحقيقة التي باتت ساطعة بوضوح لدى كل اللبنانيين أن من يحميهم هو قواهم الأمنية الرسمية الشرعية ومن يتسبب باستجلاب المخاطر لهم هي قوى الميليشيات والمسلحين بمسميات متعددة.لقد تسبب حزب الله باستجلاب الشرور الى لبنان نتيجة مشاركته في القتال في سوريا الى جانب النظام الظالم لشعبه، لكن التجارب أثبتت أن من يحمي اللبنانيين من شرور الإرهاب هو تضامنهم فيما بينهم وحرصهم على سلمهم الأهلي واحترامهم لدستورهم ومؤسساتهم الرسمية. إن حزب الله مطالب بالانسحاب من القتال في سوريا والعراق والعودة الى لبنان ووقف تورطه في الصراعات الدائرة في المنطقة".

اضاف: "إن الطروحات السياسية التي أثارها البعض في الأيام الماضية والداعية عمليا إلى صرف النظر عن انتخاب رئيس للجمهورية والالتهاء بدعوات الى انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب على مرحلتين، تعني في المحصلة تغيير النظام السياسي اللبناني الذي دفع اللبنانيون من أجل إنضاجه أثمانا فادحة وصولا إلى ما تحقق في اتفاق الطائف. وبالتالي فإن أي تفكير بالتغيير والتعديل في النظام السياسي بشكل ارتجالي ومتسرع من شأنه تعقيد الأمور أكثر من وضعها على طريق الحل.إن التعديلات المقترحة بحاجة الى التروي والتفكير المدروس والحوار المعمق والبت بشأنها يجب ان يكون مبنيا على قناعات عامة وليس على طروحات وطموحات فردية.إن الحكمة تقتضي في هذه المرحلة العمل على إنقاذ بلدنا وإبعاده عن الشرور وليس دفعه باتجاه المطبات والمآزق السياسية والأمنية. والمهم أن يسلم بلدنا وشعبه في هذه المرحلة الخطيرة. والوطنية تقتضي في هذه المرحلة النظر إلى مصالح اللبنانيين الوطنية وليس الى مصالح السياسيين الشخصية. إن الشعب اللبناني بات يعاني من أزمة كبرى تفاقمها أعداد اللاجئين السوريين التي تضغط على لبنان وبنيته التحتية وأمنه وأمانه الاجتماعي واقتصاده المتراجع أصلا ومستويات العمال المتدهورة فيه.إن أحوال الناس الاقتصادية والمالية صعبة وقاسية والخوف ان يستمر الوضع على ما هو عليه اذ لا طاقة للبنان على الاحتمال.إن المطلوب هو إنقاذ لبنان لا توريطه وحمايته لا دفعه إلى الحرائق. ولكي نخرج من هذا المأزق الخطير يكون بوقف تعطيل نصاب جلسات انتخاب رئيس الجمهورية والمبادرة إلى القبول بانتخاب رئيس جديد توافقي ووفاقي تتوفر فيه الصفات القيادية والقدرة على توحيد البلاد وجمع مكوناتها والدفاع عن استقلال وسيادة لبنان والسهر على تطبيق واحترام دستوره وحماية مؤسساته. لهذا فنحن على عهدنا لكم صامدون واثقون من أنفسنا وواثقون بكم".

وقال: "لا أغالي إذا قلت، إن ما تقوم به جمعيتكم، جمعية جامع البحر، ودار السلام من خدمة لمواطنيكم ولأهليكم، وما تقوم به أيضا جمعيات ومؤسسات لبنانية رعائية على الصعيد الاجتماعي والإنساني، هو النموذج الحي للعمل الجماعي التضامني البناء، الذي يشكل مثالا ناطقا للمسؤولية التي تشعرون وتحسون تجاه أبناء مدينتنا صيدا وتجاه وطنكم ومجتمعكم. وهذا بحد ذاته، يؤكد على حيوية أبناء مدينة صيدا وحيوية اللبنانيين وقدرتهم على العطاء، ويبعث الأمل والرجاء بمستقبل واعد للمدينة لكي تتطور وتتقدم وتصبح مقصدا لجميع اللبنانيين والزائرين وليس أن تظل معبورا، وكذلك لمستقبل زاهر للبنان. ونحن لن نكل ولن نتوقف عن العمل من أجل تحقيق هذه الأهداف خدمة لصيدا وأبنائها ولجميع اللبنانيين. قبل أن أختم أود أن أتحدث معكم عن زهرتنا، زهرة النارنج التي نجحنا بجهدكم وبصبركم ومثابرتكم في رعايتها في هذه المرحلة الأولى من نهوضها وذلك بمساعدة الخيرين وفي مقدمتهم الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية وبدعم شخصي من معالي الأستاذ عبد اللطيف الحمد. اني أرجو الله تعالى أن تستمر مساعينا جميعا ومعا ومعا مهما قلت مساهمتنا لكننا نستطيع من خلال هذا العمل ان نشعر الاخرين ان نقنعهم باننا جديرون بان نحصل على دعمهم وبالتالي لا ان ننتظر فقط ما لايمكن ان ياتي من الخارج هناك جهد يجب ان نستمر ببذله مهما كان قليلا ولكنه الدليل الناصع على الالتزام بهذا المشروع وباستمراره وبرعايته بعد ولذلك نحن نتمنى على الاخرين ان يلبوا الطلب والتمني بالعمل على مساعدة هذه الجمعية التي اثبتت على مر الايام بانها جديرة بالمساعدة . من أجل التعاون على تدبير المبالغ المتبقية من أجل إكمال المشروع وإنجازه والذي هو من أبرز أعمال جمعيتكم الكريمة والموقرة ومن المشاريع الهامة والطموحة لتحقيق تعاون وتضافر جهود جميع الأجيال في المدينة ومحيطها خدمة لجميع أبنائها. امر اخر لقد علمت اليوم ان الجمعية تساهم بعملية مكافحة التسول وهي من ضمن الاهداف التي قامت الجمعية اساسا من اجلها والتي قام المؤسسون الاولون ورحمه الله استاذي الكبير الشيخ عمر الحلاق الذي كان له الفضل في انشاء هذه الجمعية وغيره من اجدادنا وابائنا ممن سعوا من اجل ان تكون مدينة صيدا للخير ومدينة للتعاون فيما بين ابنائها .أدامكم الله وسدد خطاكم. عشتم، وعاشت صيدا، وعاش لبنان. وكل عام وانتم بخير".

 

زهرا لـ”السياسة”: الانتكاسات دفعت محور دمشق – طهران لتعميم الفوضى

فيما شدد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على أن “اليد التي تمتد إلى كنائسنا ومساجدنا سنقطعها”, في ردٍّ على التهديدات باستهداف المسيحيين, اعتبر عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب أنطوان زهرا أن من حول “الربيع العربي” باتجاه الصدامات المذهبية ومحاولة تخريب المنطقة هو النظام السوري من خلال حملاته القمعية بالعنف والنار, بالتوازي مع “خلق محور إيراني – سوري – حزب اللاهي استفز مشاعر كل أهل المنطقة وحول الصراع إلى صراع مذهبي وكيانات”. وقال زهرا ل¯”السياسة” إن “هذا المحور نفسه الذي أصيب بانتكاسات الآن في العراق وسورية يحاول أن يعمم ما وعد به عندما بدأت المعارضة السورية بالتحرك, بزعزعة استقرار المنطقة إذا ما تعرض النظام السوري لمخاطر جدية, وهو الآن مستمر في السياسة التي اتبعها منذ أكثر من 40 عاماً لإشاعة أجواء الخلافات والاضطرابات في الدول العربية وتحريض المجموعات ضد بعضها البعض وزرع الشقاق بينها, لأنه لا يعيش إلا على أنقاض الآخرين”.

 

النائب طوني أبو خاطر لـ”السياسة”: تهديدات “أحرار السنة” فبركات استخباراتية

بيروت – “السياسة”:بالرغم من وجود إجماع على أن البيانات المنسوبة لما يسمى ب¯”لواء أحرار السنة في بعلبك”, التي كان آخرها التهديد بالتعرض للمسيحيين في البقاع, هي بيانات وهمية ومشبوهة, إلا أن الأجهزة الأمنية تتعامل بجدية من خلال الإجراءات والتدابير الأمنية التي تم اتخاذها في محيط العديد من الكنائس والأديرة وخاصة في البقاع, لإفشال أي مخطط قد يجري تنفيذه ضد دور العبادة المسيحية.

ووصف عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب طوني أبو خاطر البيان الأخير للمجموعة بأنه “جزء من عملية استخباراتية يجري بها التحضير للمرحلة المقبلة ضد لبنان بعد أن نجحت الحكومة والأجهزة الأمنية في إحباط المخططات الإرهابية”. وأعرب في تصريحات إلى “السياسة” عن خشيته “من تنامي عنصر الخوف لدى جميع الأهالي في لبنان, وفي مقدمهم المسيحيون, لأنهم من وجهة نظر الإرهابيين الحلقة الأضعف”, مؤكداً أن “البقاعيين, مسيحيين ومسلمين, كما كل اللبنانيين متشبثون بالعيش المشترك أكثر من أي وقت مضى”, لكنه في الوقت ذاته لم يخفِ توجسه مما يجري في المنطقة وارتداداته السلبية على لبنان, سائلاً: “من هم أحرار السنة طالما أن أهل السنة لا يعترفون بهم?”. وقال إن “المسيحيين موجودون في هذه المنطقة قبل الإسلام, وعندما جاء الإسلام كان همه الأكبر الحفاظ عليهم والإبقاء على التنوع الثقافي والديني القائم”. وفي تعليقه على مبادرة رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون, قال أبو خاطر إن “المبادرة ولدت ميتة, وهي أشبه بصوت صارخ في برية قفر, لأنها جاءت في الوقت غير المناسب, فالجنرال يحب النقاش والمناظرات التلفزيونية وما زال يبحث عن جنس الملائكة”. في سياق متصل, رجح مصدر أمني مطلع, أن يكون “لواء أحرار السنة” الذي أطلق تهديدات باستهداف الكنائس, تنظيماً وهمياً, لكنه أكد أن التحذيرات من حدوث اعتداءات إرهابية جديدة في لبنان مسألة جدية. وأوضح أن كل البيانات الإعلامية السابقة للواء المذكور وخصوصاً على “تويتر”, تزامنت مع أحداث أمنية, ولكن لم يكن ثمة رابط فعلي بين كاتبي البيانات وبين المعتدين. والجديد في التهديد الأخير, أنه ذكر اسماً وعرض صورة لشخص ملثم, يرجح أن يكون أحد قادة “جبهة النصرة” في منطقة القلمون السورية, ويدعى أبو مالك. وهذا يفتح الباب أمام سلسلة احتمالات, فإما أن “النصرة” تريد أن تتحرك في لبنان تحت اسم لبناني وهو لواء “أحرار السنة” في بعلبك لتضليل الأجهزة الأمنية, أو أنها مجرد عملية إعلامية استعراضية يُراد منها أيضاً خلط الأوراق, بعدما تم اكتشاف خلايا إرهابية نفذت عمليات لحساب تنظيم “داعش”. وفي الحالتين يشتم مما يجري, أن ثمة صراعاً خفياً بين الأخير وبين “النصرة” على أرض لبنان كامتداد لنزاعهما في سورية.

أضاف المصدر: “المؤكد أن التوتر الأمني في لبنان بلغ مستوى عالياً جداً ربطاً بالأحداث العراقية وقبلها السورية. وثمة محللي استخبارات غربيين يجزمون بأن للنظام السوري اليد الطولى في دعم وتحريك تنظيم داعش في سورية, قبل أن يفلت الأمر من يد بشار الأسد ويتمدد طموح هذا التنظيم الإرهابي إلى العراق ودول الخليج المجاورة. وفي هذا الإطار لا يمكن استبعاد أن انتقال داعش إلى لبنان, تم بمساعدة المخابرات السورية من أجل استخدام هذه الساحة, وتحديداً مصير المسيحيين فيها كورقة ابتزاز للغرب, كي يتدخل لإنهاء أزمة النظام السوري”.

وأكد المصدر أن استخدام ورقة الوجود المسيحي في لبنان شكل دائماً استثماراً ناجحاً للنظام السوري. فإذا كانت طهران اليوم تقدم نفسها كرأس حربة في مواجهة الإرهاب التكفيري في العراق والخليج, فإن الأسد يكمل اللعبة في لبنان.

 

ارسلان استقبل هنري حلو

وطنية - استقبل رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، مرشح كتلة اللقاء الديموقراطي لرئاسة الجمهورية اللبنانية النائب هنري حلو في دارته في عاليه، في حضور مدير الداخلية في الحزب لواء جابر، وتم البحث في شؤون الرئاسة الأولى كما في آخر المستجدات السياسية على الساحة المحلية والاقليمية.

 

فادي كرم: موقف باسيل صالح للبناء عليه لحل مشكلة النازحين

وطنية - ثمن النائب الدكتور فادي كرم عبر "تويتر"، "موقف الوزير جبران باسيل بخصوص الاخوة اللاجئين السوريين، ونعتبره موقفا صالحا للبناء عليه لحل هذه المشكلة الوطنية والتي لم تعد تحتمل التأجيل والتسويف".

 

ميقاتي: الظرف غير مناسب للتعديلات الدستورية ولنستكمل تطبيق الطائف

وطنية - رعى الرئيس نجيب ميقاتي بعد ظهر اليوم افتتاح "دار العلم والعلماء" الذي أنشئ بمبادرة من "جمعية العزم والسعادة الاجتماعية" في منطقة ابي سمراء في طرابلس، في حضور مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، رئيس المكتب السياسي في "الجماعة الاسلامية" عزام الايوبي، أمين الفتوى في طرابلس الشيخ محمد طارق إمام، مفتي طرابلس والشمال السابق طه الصابونجي، والرئيس الاسبق للمحاكم السنية في لبنان الشيخ ناصر الصالح، وحشد من الفاعليات الدينية والسياسية والاجتماعية. وقال ميقاتي: "في لحظة افتتاح دار العلم و العلماء، نذكر بمبادئ الإسلام الحنيف كقوله تعالى في سورة البقرة: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي". نحن أمة تحترم الآخرين ومقدساتهم وبيوت عبادتهم، لأننا نحترم أنفسنا ومقدساتنا ومساجدنا. هل أذكركم بما قام به سيدنا عمر بن الخطاب حين دخل بيت المقدس وأبى أن يصلي إلا خارج كنيسة القيامة كي لا يعمل أحد يوما على بناء مسجدٍ مكانها؟ هل أذكركم ان لبنان هذا هو وطن التعايش الحتمي بين كل مكوناته وان الحروب التي دارت على ارضه لم تستطع ان تغير من هذه الحقيقة شيئا؟ آمل الا يتغير شيء من ذلك حتى يبقى هذا البلد رسالة كونية للتعايش والتسامح". وعن الاوضاع السياسية قال: "لا بد من التوقف عند الطروحات الأخيرة التي سمعناها لتعديل الدستور، نظرا الى انعكاساتها الخطيرة راهنا ومستقبلا على مجمل الوضع اللبناني والتوازنات التي تم التوافق عليها. صحيح أن الدستور ليس منزلا، وربما هناك تعديلات مطلوبة وضرورية تظهرت بفعل التطبيق، لكنني على اقنناع ثابت بأن المطلوب اولا استكمال تطبيق الطائف والتزام الدستور، ثم اختيار الظرف المناسب للبحث في المقترحات الجديدة منعا لأي خطوة في المجهول".

وأضاف: "الظرف الراهن غير مناسب لفتح باب التعديلات الدستورية، كما أن الاجواء والمزايدات الطائفية والمذهبية التي نشهدها لا تسمح بنقاش هادئ لكل جوانب الموضوع. وفي هذا السياق أيضا، أستغرب ردة الفعل الخجولة ممن ادعوا لفترات طويلة الحرص على الطائف والدستور، وشهروا سيف التخوين في وجه من لا يشاركهم الرأي. ألم يكن حريا بهؤلاء اتخاذ موقف واضح برفض مغامرة التعديلات الدستورية، أم أن المصالح السياسية والآنية حتمت عليهم الصمت المريب والتجاهل المطبق، مكتفين ببيان أقل ما يقال فيه انه لم يرتق الى مستوى خطورة الطرح الذي سمعناه؟"

ورأى أن "المطلوب في هذه الاوضاع الصعبة ان نلتزم أحكام الدستور ونبتعد عن الاجتهادات والاعراف التي تضرب نص الدستور وروحيته، ولننتظر ظروفا افضل لتعديل ما يلزم".

وتطرق الى مناسبة اللقاء فقال: "نلتقي اليوم في هذا الشهر الفضيل، لنفتتح معا دار العلم والعلماء، هذا الصرح الجديد الذي نريد له أن يكون منارة لنشر رسالة الاعتدال وقيم ديننا السمحاء التي تشكل مساحة للالتقاء بين جميع الاديان على اسس المحبة والتسامح والاخلاق. وإن افتتاح هذا المركز من طرابلس اليوم هو اكبر رد على كل من يريد ان يلبسها ثوبا غير ثوبها وينعتها بما ليس فيها من ارهاب وتطرف من اجل تحقيق غايات ومآرب سياسية رخيصة. طرابلس كانت وستبقى مدينة العلم والعلماء وهذه الدار اكبر دليل على ذلك، شاء من شاء وابى من ابى. نحن نريد لقيمنا ومبادئنا ان تكون خلاصا للبشرية من الظلم والعنف والتطرف، نريد لها ان تكون رحمة للعالمين وهي الرسالة التي حملها سيدنا محمد عليه السلام "وما ارسلناك الا رحمة للعالمين".

وتوجه الى العلماء: "أنتم ورثة الانبياء، لذا فإن المسؤولية الملقاة على عاتقكم اليوم كبيرة جدا مقارنة بالاخطار التي تهدد أمتنا ومجتمعاتنا، وعليكم ان تثبتوا للعالم اجمع انكم قادرون على انقاذ اجيالنا من براثن الفتنة والجهل وتحملوهم الى السير بطريق الحق. ونحن في "جمعية العزم والسعادة الاجتماعية" نؤمن بالتكامل والتعاون مع كل العاملين في المجال الديني والتعليمي وأولهم دار الفتوى والأوقاف الإسلامية ونريد أن يكون هذا الصرح بمثابة محطة وقود يتزود منها العامل لينطلق في ميادين المساجد يعلم الناس سماحة الاسلام وقواعده الصلبة التي تبني المجتمعات، وسيكون هذا الصرح ان شاء الله لوضع البرامج وإعداد الدورات، مما سيرفع مستوى العلماء والدعاة، ويتناسب مع قداسة مهمتهم في تعليم الناس وإرشادهم. وكما كنت بجانبكم، ستستمر مسيرتنا معا حتى نحافظ على سماحة الإسلام وتماسك المجتمع".

 

بو صعب زار بري: إذا فرغنا إساتذة اللبنانية فلن نستطيع دفع معاشاتهم في غياب التشريع

وطنية - عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم مع وزير التربية الياس بو صعب، أوضاع الجامعة اللبنانية، ولا سيما ملف اساتذتها، في حضور وزير المال علي حسن خليل.

وبعد اللقاء الذي عقد في عين التينة، صرح بو صعب: "أطلعت دولته على أجواء ملف الجامعة اللبنانية، وطلبت مساعدته لكي نستطيع ان نحلحل الامور قبل جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس المقبل. الرئيس بري متفهم لمطالب الاساتذة ولملف الجامعة بشكل كبير جدا، ومن اليوم الاول كنا اتفقنا معه على تلازم الملفين. وكان لدولته ادوار كبيرة جدا في حلحلة المواضيع التي كانت عالقة في الماضي، وجعلتنا نتوصل الى الاتفاق مع جميع الافرقاء". أضاف: "قلت سابقا واقولها اليوم، إن الرئيس بري أعطى حلولا لهذا الملف، ولولا دوره الايجابي لما كانت هناك حلول للموضوع، وهذا يؤكد تفهمه لملف التفرغ في الجامعة اللبنانية. كما أكد أيضا اهتمامه بالجامعة اللبنانية لأنها الجامعة الوطنية الوحيدة التي لا تشكل اعباء مالية على الطلاب مثل الجامعات الخاصة. وسيجرى في الاسبوع المقبل تواصل مع الافرقاء الآخرين كي لا تحصل مفاجآت في جلسة الخميس". وختم: "والاهم من ذلك، أن كل الامور مترابطة، فحتى لو فرغنا الاساتذة في الجامعة اللبنانية فإننا لا نستطيع ان ندفع معاشاتهم، لان ليس هناك تشريع، ولأن هناك سلسلة رواتب عالقة للاساتذة ولا تصحيح للامتحانات الرسمية، الامور مترابطة كلها. وانني ارى- ولا اتكلم هنا عما لمسته من الرئيس بري، بل هذا رأيي الشخصي- انه ان لم يحصل توافق لذهاب الى مجلس النواب من اجل ان نشرع الضروريات، والتي هي شؤون المواطنين، فإننا ندخل من فراغ الى فراغ، ونتورط في مشكلة لا أعرف ما اذا كان الشعب اللبناني يستطيع تحملها".

حاكمة ولاية نيو ساوث ويلز

وكان بري استقبل حاكمة ولاية نيو ساوث ويلز الاوسترالية من أصل لبناني ماري بشير والسفير الاوسترالي ليكس بارتلم، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وجرى عرض للعلاقات الثنائية ودور الجالية اللبنانية في اوستراليا.

محافظ جبل لبنان

كذلك استقبل بري محافظ جبل لبنان فؤاد فليفل وعرض معه شؤون المحافظة. وقدم اليه فليفل مجموعة الاناشيد الوطنية للاخوين فليفل، وأشاد بري بهذه الاناشيد "التي نحن في حاجة اليها اليوم، ليس في لبنان فحسب بل عند كل العرب".

 

باسيل عن ازمة النزوح: شرعنة المخيمات في الداخل مستحيلة لمخاطرها الأمنية والسياسية والسكانية المزلزلة

وطنية - عقد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مؤتمرا صحافيا في الوزارة تناول فيه ملف النازحين عارضا لنقاط الخطة الموضوعة لحل ازمة النزوح. استهل المؤتمر بإجراء مقارنة مع دول الجوار السوري لعدد السوريين فيها فقال: "تركيا مثلا تبلغ فيها نسبة السوريين 4 % من نسبة السكان. اما في الاردن فالنسبة 18.5 % بينما في لبنان، اذا ما اخذنا بالحسبان السوريين غير المسجلين، فإن عدد السوريين يفوق 35%. اما بالنسبة للوقائع الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، فأزودكم ببضعة الامثلة:

أ- في القطاع التربوي، تشير إحصاءات وزارة التربية للعام الدراسي 2013-2014 (في المرحلتين الابتدائية والتكميلية) إلى التوزيع التالي:

88.260 طالب سوري (في دوامي الصباح وبعد الظهر)

85.145 طالب لبناني أو من جنسيات أخرى (غير السوريين)

ب- في القطاع الطبي، سجلت خلال الشهر الفائت (أيار 2014) إحدى المستشفيات الحكومية في العاصمة بيروت 120 ولادة، 80 منها لأولاد سوريين.

ت- في قطاع الخدمات، لا يزال لبنان يشتري كهرباء من سوريا شهريا بقيمة 30 مليون دولار أميركي (وقد توقف عن شرائها)، في حين يستهلك النازحون السوريون في لبنان، شهريا ومجانا، طاقة كهربائية تقدر قيمتها بحوالي 100 مليون دولار اميركي".

أضاف: "بالرغم من كل ذلك، فإن لبنان، من منطلق هويتنا العربية والتزامنا بأحكام القانون الدولي، بأحكام شرعة حقوق الإنسان، وعلى عكس ما قامت به دول الجوار الأخرى، فتح حدوده دون ضوابط وبدأت الدول تنهال علينا بالمديح لحسن ضيافتنا".

وشدد باسيل على ان "لبنان وفر كل الامكانات والفرص للسوريين واعطاهم حرية الانتقال من دون ضوابط على الارض اللبنانية وتم التركيز على حماية حقوق النازحين على حساب حقوق اللبنانيين البديهية".

وقال: "وفر لبنان للنازحين السوريين إمكانيات التعليم والطبابة، ولم تمارس أجهزة الدولة حقها في وقف العمالة والتجارة غير الشرعيتين، تنافس الأولى العمالة الشرعية اللبنانية والأجنبية وتضارب الثانية على المحلات والأسواق الوطنية.

سهلت السلطات حركة السوريين داخل لبنان عبر عدد من الإجراءات التنفيذية. كذلك، فإن لبنان عمد الى تحجيم العلاقات مع سوريا إلى أدنى المستويات، كل ذلك قام على أساس تعاطي لبنان مع الأزمة السورية من خلال النأي بالنفس عملا بالسياسة الميقاتية التي أدت إلى حالة فلتان لا تعيشها أي من دول الجوار الأخرى، وأدت إلى نأي لبنان بنفسه عن مشاكله ومشاكل أبنائه، ووصلت الامور الى حد الانفجار كما قال احد الوزراء الامنيين في الحكومة. وهذا تعبير مسؤول لأن الامور، اذا ما استمرت على هذا النحو، ستصل الى فتنة حقيقية بين اللبنانيين والسوريين. ونحن حريصون على الا يحدث اي توتر بين الطرفين".

ولفت الى انه "تبين أن المجتمع الدولي أخفق في التعاطي الملائم مع هذه الأزمة ولم يتحمل مسؤولياته في ازمة كان هو من تسبب بها وما يزال يغذيها، ما يعني عمليا تفاقم ازمة النازحين السوريين في لبنان. اضف الى ذلك، ظهور أزمات اخرى كأزمة اوكرانيا والعراق مثلا حيث يبرز تنظيم "داعش"، ألهت المجتمع الدولي عن الازمة السورية وتداعياتها وعن لبنان.

وتطرق باسيل الى مشروع القرار الدولي الجديد المزمع صدوره عن مجلس الأمن في نيويورك والذي "لا يشمل لبنان بالرغم من أنه يتناول موضوع تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين السوريين"، وقال: "نشعر بأنه علينا واجب، وعلى الحكومة اللبنانية واجب أن تتحرك لإيجاد إطار دولي جديد ناظم ليواكب تطبيق سياستها الجديدة المتمثلة بقرار مجلس الوزراء. أما في إطار مسعانا لعقد مؤتمر دولي جديد لدعم لبنان اقتصاديا، فظهرت نية فيه لشرعنة تنقل السوريين من لبنان إلى خارجه بوثائق مرور لبنانية. وورد الينا مؤخرا مقترح ان تعطى تسهيلات او وثائق انتقال للسوريين موقتا من قبل السلطات اللبنانية لمن لا يمكنه الاستحصال على وثائق من السلطات السورية. تخيلوا معنى هذا الامر".

ولفت الى ان "أصوات ونوايا داخلية عادت تظهر إلى العلن، مدعومة خارجيا، تنادي بإنشاء مخيمات للنازحين السوريين داخل لبنان. وقد برزت هذه النوايا في الإعلام وداخل مجلس الوزراء، لبحث قضية إنشاء مخيمات داخل لبنان، وبدأت التحركات على الأرض وتمت المباشرة بإنشاء مخيمات. وهذا الكلام سمعناه من مسؤول دولي كبير ومن مسؤول لبناني كبير.

وذكر باسيل "بأن الحكومة الحالية بادرت في أيار 2014 الى اتخاذ قرار رقم 72 وهو قرار حكومي غير مسبوق، بعد 3 سنوات من بدء الأزمة، السورية". وقال: "نريد تطبيق هذا القرار من خلال:

اولا، احترامنا لكافة أحكام الدستور،

ثانيا، التزامنا الكامل بالقوانين والمعاهدات الدولية،

ثالثا، تمسكنا بحقوق الإنسان المقيم والمهاجر،

ورابعا، وعينا لطبيعة العلاقات مع سوريا".

أضاف: "في الدستور اللبناني، لأن دستورنا فوق كل اعتبار، فلا نبرم ما يتعارض مع أحكامه ولا يسبقه اتفاق دولي من هنا أو معاهدة من هناك. تنص الفقرة "ط" من مقدمة الدستور على "أن أرض لبنان واحدة لكل اللبنانيين... لا تجزئة، ولا تقسيم ولا توطين". ونحن مؤتمنون على المحافظة على هذه الوحدة وعلى استقرار البلاد وعلى سلامة اللبنانيين".

وتطرق الى القانون الدولي الذي "يلتزم لبنان، البلد المؤسس لمنظمة الأمم المتحدة، التزاما كاملا ودستوريا بالقوانين والمعاهدات الدولية التي أبرمها، أبرزها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948) ومعاهدات جنيف والبروتوكول التكميلي المتعلق بحماية ضحايا النزاعات المسلحة".

وقال: "لبنان ليس طرفا في معاهدة جنيف المتعلقة بوضع اللاجئين (1951) لأسباب معروفة، ولتناقضها مع أحكام الدستور كونها تهدف إلى الانخراط الكامل للاجئين في المجتمعات المضيفة، أي إلى التوطين. نشير إلى أن لبنان لم ير جدوى بالانضمام إلى المعاهدة كون مسألة اللجوء الفلسطيني تقع تحت مظلة منظمة الـUNRWA التي أنشئت خصيصا لمعالجة تداعيات النكبة الفلسطينية. كذلك لم يوافق لبنان على مذكرة تفاهم مع الـUNHCR حيث كانت عرضت على مجلس الوزراء السابق في آذار 2013. واللجنة التي كلفها مجلس الوزراء انذاك رفعت تقريرا لم يكن ايجابيا لأن لبنان لا يريد اطلاق صفة لاجئ على السوريين الموجودين في لبنان، حتى ان عبارة نازح غير مناسبة كون النزوح داخلي من منطقة الى منطقة ضمن البلد الواحد. وربما فإن الوصف الملائم هو المهاجر او ما تستعمله السفارة السورية من عبارة: "السوريون الموجودون في لبنان".

ورأى ان "كل هذه التسميات لا تغير من الواقع لكنها تلزم لبنان بمتوجبات قانونية".

واردف: "في كل الأحوال، فإن معاهدة جنيف لا تنطبق على حالة السوريين في لبنان لسببين:

- إن المادة الأولى تعتمد تعريفا ضيقا ومحصورا للاجئ يستند إلى مبدأ كل حالة بحالتها، بينما النزوح السوري إلى لبنان هو جماعي. (Mass Influx)

- إن المادة التاسعة تمنح الحق للدول الأطراف بتعليق تطبيق المعاهدة في حال استشعرت خطرا على أمن شعوبها، فكيف الحال بالدول غير الأطراف".

واعتبر باسيل ان "لا تجزئة لحقوق الانسان وحفاظا على حقوق الإنسان وحرصا على صون حقوق اللبنانيين وحماية الكيان اللبناني لم تبادر السلطات اللبنانية إلى إنشاء أو السماح بإنشاء مخيمات لاستضافة السوريين لأسباب دستورية وقانونية من جهة، وانطلاقا من القائم على توازنات ديموغرافية دقيقة".

وقال: "إن موقفنا الرافض لشرعنة إنشاء مخيمات أو تجمعات سكنية لإيواء النازحين لن يتغير لأنه بالحد الأدنى موقف مكون أساسي في الحكومة التوافقية التي اتفقت على ألا تقر أمرا إلا بالتوافق، ونحن لن نغير موقفنا، وهو موقف مبدئي ودائم منطلق من حرصنا على حماية حقوق الإنسان وصون حقوق اللبنانيين والحفاظ على الكيان اللبناني، وهو موقف لن تغيره الظروف مهما احتدمت، أو الضغوط مهما تزايدت."

وشدد باسيل على ان "العلاقات مع سوريا، هي علاقات عائلية وتاريخية واجتماعية واقتصادية وثقافية مميزة منذ أن أنشئت الدولتان إثر انهيار الإمبراطورية العثمانية. مع الطائف وبعده، ترسخت العلاقة وأنشئت علاقات دبلوماسية بين البلدين". وقال: "لا زالت الحكومة السورية تحظى باعتراف منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المرتبطة بها والتي تتعامل معها بصفتها السلطة الشرعية في سوريا وتتفاوض معها لتنفيذ العديد من القرارات الدولية (منها على سبيل المثل: القرار 2118 المعني بتدمير المخزون السوري من المواد الكيميائية، والقرار 2139 المعني بإدخال المساعدات الإنسانية إلى الداخل السوري. ومنها أيضا التفاوض المباشر وغير المباشر على مسودة مشروع قرار مجلس الأمن الأخير). إضافة إلى ذلك، لا يزال عدد من الدول يحافظ على علاقاته الدبلوماسية مع الدولة السورية، ومن ضمنها لبنان. ولقد دأبت الحكومة اللبنانية على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع السلطات السورية بالرغم من اعتماد سياسة النأي بلبنان عن الأزمة السورية. فالسفارتان لا تزالان تعملان وتتبادل الدولتان الرسائل والمذكرات في ملفات مختلفة. وعليه، فإننا نرى أن التوصل إلى حل عملي وواقعي وتدريجي لمسألة النازحين السوريين يفرض لاحقا التواصل مع سلطات البلد الذين قدموا منه. وفي هذا الإطار لا بد من الإشارة إلى قرار مجلس الوزراء رقم 72 تاريخ 23/5/2014 الذي كلف "وزير الخارجية والمغتربين السعي من أجل إقامة مخيمات آمنة في سوريا أو في المنطقة الحدودية العازلة بين لبنان وسوريا بالتعاون مع سائر الجهات والهيئات المعنية، دوليا، إقليميا ومحليا".

أضاف: "ان معالجة مسألة الدخول السوري إلى لبنان تكون عبر الآتي:

- وقف دخول السوريين بصفة نازح لمن لا تتوفر فيهم الشروط (القرب الجغرافي والتهديد الأمني، حيث تبين الأرقام أن 42.2% من النازحين السوريين في لبنان يأتون من محافظات تبعد مئات الكيلومترات عن الحدود اللبنانية وتقع على بعد بضعة كيلومترات من حدود دولة أخرى من دول االجوار). نذكر على سبيل المثال: 195000 من حلب والجوار، و65000 من درعا والجوار.

- عدم السماح بالدخول لحاملي بطاقة نازح والذين يعبرون الحدود مرارا وتكرارا. يتبين من الإحصاءات الرسمية لحركة العبور على الحدود، أن 30.000 سوري إضافي يدخلون شهريا إلى لبنان (360.000 دخول مقابل 330.000 خروج)، علما بأن هذه الأرقام هي نمطية وتدوم منذ منتصف عام 2012. بالمقارنة، تبين إحصاءات منظمة الهجرة الدولية أنه خلال عام 2013 حوالي 60.000 مهاجر حاولوا عبور البحر المتوسط بحرا إلى أوروبا، ولم ينجح سوى 30.000 حيث توفي حوالي 1500 مهاجر جراء حوادث غرق أو نتيجة الإنهاك، وأبعد حوالي 28500 بعد رفض الدول الأوروبية منحهم حق اللجوء. وآخر حادثة مأسوية وقعت منذ يومين قبالة الشواطئ الإيطالية أدت إلى وفاة 75 مهاجرا.

أ- تقليص أعداد النازحين الموجودين في لبنان:

- احترام المعايير الدولية لمنح صفة نازح، وتطبيق المعايير الموضوعة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية، واتباعها من قبل الـUNHCR، بحيث تنزع بطاقة النزوح عن غير مستحقيها (مثلا: ضم إفادة إلى الطلب الفردي تبين حركة دخول وخروج صاحب العلاقة عبر النقاط الحدودية). بالمقارنة، ضج الإعلام الأوروبي مؤخرا بسبب إبعاد، من فرنسا إلى كوسوفو، عائلة مقيمة بطريقة غير شرعية منذ سبع سنوات، بعد رفض طلبها باللجوء إلى فرنسا، والسماح فقط للابنة القاصر بالعودة إلى فرنسا.

- تشجيع الموجودين في لبنان على المغادرة من خلال:

مساندة مؤسسات الدولة اللبنانية ودعم تطوير البنى التحتية والمشاريع التنموية بدل دعم النازحين مباشرة والاكتفاء بدعم النازح عند مغادرته الأراضي تشجيعا على المغادرة وليس تثبيتا للبقاء.

إعفاء الراغبين بالعودة من الغرامات ومتأخرات رسوم الإقامة ومنعهم من الدخول مجددا.

إنشاء برامج محلية ودولية لتشجيعهم على العودة إلى سوريا أو الانتقال إلى بلد آخر.

ب‌-إنشاء المخيمات داخل سوريا أو في المناطق العازلة بالتنسيق مع الجهات المعنية:

إن قرار إنشاء المخيمات داخل الأراضي السورية هو قرار سوري بحت.

إن قرار إنشاء تجمعات في المناطق العازلة هو قرار لبناني بحت ويجب العمل على توفير شروط نجاحه من الجهات الدولية والدولة السورية.

أما الخيار الثالث وهو إنشاء مخيمات شرعية داخل الأراضي اللبنانية فهو مستحيل، لاستحالة موافقتنا عليه لأن مخاطره الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والسكانية مزلزلة".

وختم باسيل قائلا: "أنا اولا، أعترف أن ما قامت به الحكومة السلامية هو قرار نوعي ولو كان دون طموحنا، ولكن يلزمه التطبيق الفعلي.

2- أنا أعترف أن الجهد الذي يقوم به رئيس الحكومة والوزراء المعنيين، وزير الداخلية والشؤون الاجتماعية هو استثنائي، ولكن يجب ترجمته بإجراءات فعلية تؤدي إلى تغيير الواقع.

3- إن ما نقوم به هو تطبيق لسياسة الحكومة ولقرار واضح منها، ولا يكون قياس نجاح القرار وتطبيقه إلا بمؤشر واحد هو: تناقص أعداد النازحين تدريجيا وليس تزايدهم.

4- إن أي رهان على أن فشل إقامة مخيمات داخل سوريا أو في المناطق العازلة، سيؤدي إلى إقامتها وشرعنتها في الداخل اللبناني هو رهان خاطئ، لأن الموقف من المخيمات داخل لبنان لن يتغير، لأن شرعنة قيامها سيؤدي إلى ضرب الميثاق ونحر الدستور وتهديم الكيان وإنهاء الوطن.

تمع الدولي والمنظمات الدولية والدولة السورية سيلبون متطلبات لبنان طبعا، ولكن بحالة واحدة، أقولها بمسؤوليتي كوزير للخارجية والمغتربين، أمام كل اللبنانيين، وهي قيام الحكومة اللبنانية بإنقاص أعداد النازحين سريعا وتدريجيا، من خلال خطوات منسقة معها إذا نجح الأمر أو من خلال خطوات آحادية من الدولة، تلتزم المعايير الدولية لاحترام حقوق الإنسان السوري والفلسطيني واللبناني ويؤدي إلى الحفاظ على النموذج والرسالة والميثاق والكيان والوطن.

في الختام، إنني أدعو الجميع، لبنانيين وأشقاء وأصدقاء، إلى أن نترفع عن الحسابات السياسية الضيقة والآنية وأن نتعامل مع هذه الأزمة غير المسبوقة بروح من المسؤولية التاريخية، لأن فشلنا هو فشل جماعي يهدد لبنان النموذج والرسالة والتنوع والمنطقة، وسوف يحكم على الأجيال القادمة بمستقبل سوداوي تحكمه الفوضى والتخلف الاقتصادي والثقافي والحضاري".

اسئلة واجوبة

وردا على سؤال عن معارضة الحكومة اللبنانية الحديث مع الحكومة السورية خصوصا وان السفير السوري يكرر دعوة النظام السوري للنازحين السوريين للعودة الى بلادهم، قال: "لا اعتقد ان للحكومة اللبنانية القدرة على ذلك الا اذا قررت قطع العلاقات مع سورية". أضاف: "الحرص على النأي بالنفس لا يعني ان ننأى عن مشاكلنا وأن لا أحد يهمه حل مسألة النازحين اذا لم يتحرك لبنان. اذا ارادت الدولة السورية استعادة مواطنيها ليس الامر مستحيلا وستستعيدهم تدريجا والمصلحة اللبنانية تقضي باعادتهم واذا كان هناك في السياسة من لا يريد ان يفعل ذلك فالامر لا يعنينا".

وعن دور الوزارة في تفعيل الصندوق الائتماني الخاص بلبنان لمساعدة النازحين أكد أن ما يرد الى الصندوق "لا يشكل شيئا قياسا على العبء الملقى على عاتقنا"، لافتا الى ان "المساعدات تأتي الى السوريين والمطلوب مساعدة لبنان مباشرة".

وعن تسجيل النازحين أكد أنه من "مسؤولية الدولة اللبنانية وليس من مسؤولية "المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين".

وردا على سؤال عن موقف لبناني موحد على حل مسألة النازحين، قال: "هناك فارق بين وضع قائم والاعتراف به من قبل الدولة، وما نعيشه اليوم واقع يمكن قبوله أو رفضه. ونحن نضع خريطة طريق لحل هذه المعضلة".  وعن طريقة التمييز بين من يحق له الحصول على صفة نازح ومن لا يحق له بذلك، قال: "بعض النازحين يبيعون حصصهم للتجارة والمطلوب نزع صفة النازح عنهم وحصرها بمن يحتاجها فعلا. اننا امام خيارين: انشاء مخيمات عل الحدود من الجانب السوري لكن على الاراضي اللبنانية بضمانات وحماية لازمة وما لم يتم ذلك سنستمر في حال الفوضى التي نعيشها اليوم".

وردا على سؤال عن تجاوب المجتمع الدولي قال: "لو تجاوب معنا المجتمع الدولي لما كنا قلنا انه اخفق". وأعلن "البدء بعد عشرة ايام بمسعى جديد لدى المجتمع الدولي لايجاد الاطار اللازم".

وعما إذا كان التقى السفير السوري وعن موقف سورية من اقامة مخيمات على اراضيها، أكد أن "قرار اقامة المخيمات على الاراضي اللبنانية هو قرار لبناني لا يعبر عنه ولا يصرح به أي مسؤول غير لبناني".

وعن حماية المعارضين النازحين في المخيمات في المناطق العازلة، اجاب: "ان قيام المخيمات في مناطق عازلة ستكون له شروط وقوانين امنية ومعيشية ونحن نتحمل مسؤولية اخلاقية وانسانية تجاههم لذلك نحن نستقبلهم، لكن الاهم مصلحة المواطن اللبناني".

وعن رفض المفوضية العليا لشؤون اللاجئين اقامة مخيمات في المناطق العازلة لأنها غير آمنة وعن قدرة الحكومة اللبنانية اقامة هذه المخيمات منفردة وتحمل مسؤولية امنها، قال باسيل: "لم نسمع كلاما سوريا مباشرا برفض أي اجراء يقوم به لبنان، ولم اسمع من المفوضية رفضا لذلك بل اكدت احترامها القرار اللبناني رغم تشجيعها له".

وشدد على وجود "قرار حكومي تكمن ترجمته بتنفيذ الاجراءات المتخذة"، وقال: "نحن نلتزم به الى النهاية".

لقاءات

ثم استقبل باسيل نائب دائرة شرق مدينة كالغري الكندية محمد عميري الذي صرح بعد اللقاء: "ناقشنا وضع الجالية اللبنانية في كندا عموما وفي ولاية البرتا خصوصا واذا كان بعضهم يريد العودة الى لبنان وكان النقاش جيدا جدا". ثم التقى رئيس غرفة التجارة اللبنانية- البرازيلية الفرد قطيط، ثم حاكمة ولاية نيو ساوث ويلز في استراليا البروفسورة ماري بشير وبحث معها في شؤون اغترابية.

 

مكاري: اقتراح عــون يُعرقل "الرئاسة" نتعاطى بجدّية مع تهديدات "احرار السنّة"

المركزية- اعتبر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ان "اقتراح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في شأن انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب لا يؤدي الى اي نتيجة بل على العكس يُعرقل انتخاب رئيس الجمهورية"، مشيراً الى "استحالة تطبيقه"، ولفت الى ان "عون اصبح على اقتناع بانه مع هذا الدستور ومع مجلس النواب الحالي لا يمكن انتخابه رئيساً للجمهورية، لذلك اراد توجيه الانظار الى موضوع جديد ظناً منه انه قد يكسب مزيداً من الوقت بانتظار تغيير الظروف القائمة".واكد في اتصال مع "المركزية" ان "طرح عون غير قابل للتطبيق لا دستورياً ولا شعبياً في ظل هذه الظروف"، واوضح ان "انجاز الاستحقاق الرئاسي لا يزال متأخراً لان الظروف لم تنضج بعد"، مكرراً ان "التعقيدات الداخلية في الملف الرئاسي اكبر من الخارجية".  واذ وصف لقاءه مع الرئيس ميشال سليمان في باريس امس بالـ"ممتاز"، اشار الى اننا "ناقشنا كل الملفات الداخلية منها اسباب تعثّر انجاز الاستحقاق الرئاسي واقتراح النائب ميشال عون حول تعديل الدستور". الى ذلك، اعتبر مكاري انه "لا يُمكن "اهمال" التهديدات التي اطلقها ما يُسمى "لواء احرار السنةّ – بعلبك" بل يجب التعاطي معها بجدّية"، مشيراً الى ان "الحكومة والاجهزة الامنية تقوم بواجباتها في هذا الموضوع، ونحمد الله ان الاجهزة الامنية تقوم بما يلزم ونتمنى ان تستمر بذلك"، مؤكداً رداً على سؤال ان "الجزء الاكبر من اللبنانيين ومن كل الطوائف اقرب الى الاعتدال من التطرّف، ولكن هذا لا يمنع وجود بعض "الشواذ" في كل طائفة".

 

المطران عطاالله: لإجراءات مشددة حــول الكنائس بعــد تهديدهــا/"ضعف" امني في معالجة بعض الملفات مردّه عدم تجهيز الجيش

المركزية- غرّد "لواء احرار السنّة- بعلبك" عبر "تويتر" معلناً "توكيل مجموعة خاصة من المجاهدين الأحرار تطهير إمارة البقاع الاسلامية خصوصاً ولبنان عموماً من كنائس الشرك"، فانشغلت الساحة اللبنانية بهذا التهديد الذي يُضاف الى "لائحة" الازمات التي يرزح تحت وطأتها لبنان بدءاً من الفراغ الرئاسي الذي "يُربك" عمل المؤسسات الدستورية مروراً بالتفجيرات الارهابية التي تضرب الاستقرار الهشّ.

عطاالله: راعي ابرشية بعلبك – دير الاحمر المارونية المطران سمعان عطاالله اوضح في اتصال مع "المركزية" ان "الاجراءات الامنية حول الكنائس موجودة في المنطقة منذ بدء تنفيذ الخطة الامنية"، لكنه شدد في المقابل على ضرورة "تشديدها اكثر بعد تهديدات ما يُسمى "احرار السنّة"، خصوصاً ان بيان التهديد موجود وهناك من يقف وراءه، وهذا ما يُشكّل حالة مُقلقة في المنطقة".

واعتبر ان "الاحتياط واجب حتى لو لم تكن التهديدات جدّية"، متمنياً على الدولة ان "تتحمّل مسؤولياتها كاملة في هذا الموضوع"، ومشيراً الى "اهمية تسليح الجيش جيداً كي يُحافظ على امن المواطن بالتعاون مع القوى الامنية". وقال "مع احترامنا للقوى الامنية هناك "ضعف" في معالجة بعض الملفات مردّه الى عدم تجهيزها بالعتاد اللازم والمتطوّر، ونحن اتّفقنا مع البلديات في المنطقة على زيادة عناصر الشرطة لكن هذا لا يكفي"، مؤكداً ان "لا شيء يحلّ مكان الدولة"، ومشيراً رداً على سؤال الى "قلق اهالي المنطقة بعد هذه التهديدات"، لكنه دعاهم الى "الصمود والاتحاد مع اخوتنا المسلمين لان المحافظة على الصيغة اللبنانية من مسؤوليتنا جميعاً". واكد عطاالله رداً على سؤال ان "لا بيئة حاضنة "قوية" وظاهرة لفكر كهذا في لبنان، وإنما بيئة "خجولة" نلمسها من خلال بعض التصريحات"، لافتاً الى ان "رسالتنا المحبة والاخوة نموت ونستشهد في سبيلهما".

 

الداخلية السعودية: مقتل رجل امن سعودي في هجوم قرب نقطة حدودية مع اليمن

وطنية - قتل رجل امن سعودي، اليوم، في هجوم شنه مسلحون على دورية قرب نقطة الوديعة الحدودية مع اليمن، فيما قتل ايضا ثلاثة من المهاجمين، بحسب بيان لوزارة الداخلية السعودية. واكد المتحدث باسم الوزارة في البيان ان "قوات الامن اعتقلت شخصا رابعا من المهاجمين مصابا بجروح، وتتابع تعقب شخص او اثنين اضافيين".

 

قانصوه يعرّي عون!

عماد موسى/لبنان الآن

"إصرار العماد عون على مذهبة الاستحقاقات الدستورية، بدءاً من القانون الأرثوذكسي وصولاً إلى مبادرته حيال انتخاب الرئيس من قبل المسيحيين دون المسلمين في الدورة الأولى، يؤكد أن الأولوية لديه هي لتحقيق طموحاته ومصالحه الشخصية وليس المصلحة الوطنية". عندما تقرأ أو تسمع هذا الكلام، تفترض أمرين لا ثالث لهما:

أن هذا الكلام صادر عن نائب كمعين المرعبي أو خالد الضاهر أو أبي العبد كبّارة المعروفين بعاطفتهم السلبية تجاه العماد ميشال عون.

أو أن هذا الكلام صادر عن عوني سابق يعرف "الجنرال" حلةً ونسباً. لكن أن يصدر عن أبي جاسم، الأسد البعثي الهرِم المجرّب المكلّخ الأنياب، في غير صحيفة عربية ومنها "الأنباء" الكويتية فذلك معناه أن الكيل طَفَح و"دلدق". ولم يكتف عاصم قانصو بالتصريح بل وجه رسالة "لكل من يهمه الأمر أن إمكانية تطبيق العماد عون للمذهبية في الانتخابات، هي كإمكانية وصول نائب رئيس المجلس النيابي السابق إيلي الفرزلي إلى رئاسة الجمهورية " أي ما يوازي حلم إبليس بالجنة. أما "حزب الله" حليف عون الأقوى فيخضِع الآن مبادرة الجنرال (فحواها انتخابه على مرحلتين) إلى دراسة مجهرية معمّقة يجريها الخبراء الدستوريون في "الحزب" على أن تعلن كتلة الوفاء للمقاومة الإسلامية موقفها من المبادرة المسيحية فور الانتهاء من "الدرس" و"التمحيص" ما يفرض على الرئيس نبيه بري أن ينتظر إلى حين انتهاء الحزب من "الدرس" ليبني على الأمر مقتضاه وفي كل الأحوال فإن المجلس الكريم ليس في دورة عادية تسمح له بإجراء تعديلات دستورية. هذا عن الحلفاء، أما الخصوم في 14 آذار، فقد أهداهم عون ديك حبش جاهزاً للنتف في شهر رمضان المبارك وفي أي مناسبة. وحده بروفسور شانت جنجنيان لم يضيّع وقته بالمبادرة لأنها برأيه "وُلدت ميتة" فأقام صلاة البخور على رأس الوليدة. على الرغم من تقرير بروفسور شانت فقد عمّت الفرحة والفحطة بالمبادرة العونية في أوساط القادة العونيين ونُخبهم الأورثوزكسية، مع علمهم الأكيد أنها تعطي للأكثرية العددية المحمدية أن تختار الرئيس الماروني متخطية مبدأ المناصفة. فيا بادل غزلان الطائف بقرود. ويتوزع العونيون المفحوطون بمبادرة عون، المفصّلة على طوله وعرض كتفيه وخصره، على ثلاث فئات:

فئة الأقارب والنوّاب والوزراء من مفسري أقوال الجنرال وطروحاته وأحلامه وكوابيسه في برامج الـ"توك شو" والحوارات الماراتونية. فئة المستنوِبين الجدد ممن يمشطون ذقونهم لوراثة مقعد النائب ميشال حلو أولاً ومقاعد من انتهت مدة صلاحيتهم في أقضية كسروان وجبيل والمتنين. فئة تضم بعض الكهنة والمطارنة والزجّالين وقادة الرأي على مواقع التواصل. أما شعب الجماهيرية اللبنانية الديمقراطية العلمانية العظمى فينتظر أن يطل عونه من شرفة بعبدا ليعلن حرباً عالمية ثالثة على طواحين الهواء وعلى عاصم قانصوه!

 

ميشال البغدادي

حازم الأمين/لبنان الآن

حدثا هذا الأسبوع كانا إعلان أبو بكر البغدادي قيام الخلافة الإسلامية على المناطق التي تسيطر عليها “داعش” في شرق سورية وفي غرب وشمال العراق، واقتراح الجنرال ميشال عون تغيير النظام السياسي اللبناني من نظام برلماني إلى نظام رئاسي يُنتخب فيه الرئيس مباشرة من الشعب، وذلك تمهيداً لملء الفراغ الناجم عن العجز عن انتخاب رئيس للجمهورية.

الحدثان غير مرتبطين، لكنّ ثمة شَبَهاً بينهما. فمن يقف خلفهما رجلان يصعب توقّع ما يراودهما. السياسة ليست فنَّ الممكن في عُرفهما. السياسة هي ما يريدان الإتيان به. نريد خلافة إسلامية، إذاً فلنعلنها! لا صعوبات تحول دون ذلك طالما أن السياسة ليست فنّ الممكن. نريد نظاماً رئاسياً يُنتخب فيه الرئيس مباشرة من الشعب، فماذا يمنعنا من أن نطلب ما نريد! صحيح أن أحداً لن يوافق، وأن الوقت لا يتسع لإنشاء نظام جديد، ولإجراء هذا التحول الهائل في بنية العلاقات السياسية والطائفية، لكن، لن نخسر من طلب المستحيل شيئاً. طبعاً صار من المسلّم به أن الجنرال ارتكب آخر موقف له (تغيير النظام) تحت تأثير شيء ما. سياسياً وتقنياً، الجنرال ميشال عون هو من يحول دون انتخاب رئيس للجمهورية. وهذا يعني أن الموقع المسيحي الأول سيبقى شاغراً بانتظار معجزة. البطريرك بشارة الراعي، الذي تربطه بعون علاقات مودة سياسية، لم يستطع كتمان ضيقه من التعطيل، وسمير جعجع نجح في تظهير الخلل أمام الرأي العام المسيحي. وهي اللحظة التي شعر فيها الجنرال بالحاجة إلى قفزة في الهواء، فما كان منه إلا أن اقترح تغيير النظام. لكن، لنصدّق أن الجنرال فعلاً يريد انتخاب رئيس من الشعب، ولنقبل بالصيغة الهذيانية التي اقترحها، أي أن تُجرى انتخابات الرئاسة على دورتين، الأولى يقترع فيها المسيحيون، وفي الثانية يقترع فيها اللبنانيون ويتنافس فيها الفائزان في الدورة الأولى. والمنطق يقول إن فائزي الدورة الأولى سيكونان ميشال عون وسمير جعجع. في الدورة الثانية يا جنرال سيتعرض المسيحيون لامتحان ديموغرافي مرير. أصوات المسلمين هي من سيقرر مَن الرئيس، ذاك أنهم يشكّلون اليوم أكثر من 60 في المئة من عدد المقترعين. في البرلمان، يُشكل النواب المسيحيون 50 في المئة من عدد النواب، ما يعني أن دور المسيحيين في المجلس، إذا ما قرر الجنرال عون إرسال نوابه إلى ساحة النجمة، أكبر من دورهم في الاقتراع المباشر. وبما أن السذاجة قادتنا إلى القبول بوهم أن الجنرال صادق في اقتراحه، فلا بأس من أن تقودنا إلى أن نقترح عليه بأن يتوجه الى المجلس هو وسمير جعجع، وليتنافسا هناك، حيث دور المسيحيين سيكون أكبر في تحديد هوية الرئيس.

ليستقيم اقتراح الجنرال كان عليه أن يضيف إليه ضرورة تجنيس المغتربين فيقع التوازن الديموغرافي. إذاً علينا أولاً أن نعدّل الدستور وأن نُغيّر النظام وأن نُجنّس المغتربين. هذه الخطوات لا تحتاج الى أكثر من عشر سنوات ليتم إنجازها، فيما لو كان الجميع موافقاً عليها. وفي هذا الوقت سيكون لبنان بلا رئيس، وسيكون أبو بكر البغدادي قد كرّس الخلافة التي أنشأها، وسيكون ميشال عون المسيحي الأخير، لكنه على رغم ذلك سيكون منتظراً أن يصير رئيساً.

 

فجور “اعلامي” في صرح كنسي

بقلم طارق حسّون/موقع القوات

كان احد المسؤولين الكنسيين يتصفّح كتيّباً ومجموعةً من الأوراق وهو يُحادث ضيفه الاعلامي “المفترض”، كمن يفكّر بصوتٍ عالٍ. يرفع الكُتيّب الأول امام عينيه وهو برنامج “الطريق الآخر”، ثم يقول بصوتٍ عالٍ: لقد نقبّت في عشرات الأمكنة حتى نجحت اخيراً بالاستحصال على هذه النسخة من برنامج “التيار الوطني الحرّ”. للأسف فلقد تبرّأ “التيار العوني” من برنامجه السياسي واستعاض عنه، تارةً بورقة تفاهم، وطوراً بمبادرةٍ من ورق. ويسأل: اين التيار العوني اليوم من هذا البرنامج؟ هل سلّم “حزب الله” سلاحه الى الدولة اللبنانية مثلما كان ينادي بذلك البرنامج البرتقالي؟ لقد اعتقدنا للوهلة الأولى ان “مبادرة” العماد ميشال عون سوف تتضمّن حلاًّ لمعضلة السلاح غير الشرعي التي تقضّ مضاجع الحياة الديموقراطية في لبنان، لا ان تطرح معضلةً جديدة وتضع عراقيل إضافية بوجه النظام السياسي والحياة الديمقراطية!

ذاكرة المسؤول الكنسي متخمةٌ بالوقائع والمواقف الأحداث التي تنسف ما يذهب اليه “التيار العوني” راهناً. يقول: عندما طلب البطريرك صفير من الرئيس السابق اميل لحود التنحّي بسبب العزلة والوهن الذي جلبه لموقع الرئاسة، تبرّع العماد عون، نيابةً عن “حزب الله”، بالتصدّي لهذا الطلب. اليوم لا يجد عون حرجاً بالحديث عن فراغ موقع الرئاسة منذ 24 سنة! لقد تعهدّت الأحزاب المسيحية الأربعة في بكركي بعدم تعطيل إنتخابات الرئاسة، ولكن عندما دقّت ساعة الحقيقة، إنقلب “التيار العوني” على تعهّداته، وصار هو متعهّد التعطيل في الجمهورية اللبنانية!

يستفيض المسؤول الكنسي بالقول: لقد بُحّت حنجرة الكاردينال الراعي وهو يناشد النواب المعرقلين بتأمين النصاب وتسهيل انتخاب رئيسٍ للجمهورية، ومع ذلك فإن العماد عون يمعن في تجاهل هذه الدعوات، ويحاول إلهاء اللبنانيين بمبادراتٍ وطروحاتٍ من خارج الزمان والمكان. فهل بتسخيف دعوات ومناشدات بطريرك الموارنة تتأمن مصالح المسيحيين؟ لماذا لا يسير العماد عون بواحدةٍ من مبادرات الكاردينال الراعي الموضوعية الكثيرة، بدل ان يرفع بوجهها مبادرةً بهلوانية وُلدت ميتة؟! العماد عون هكذا دائماً، استغل “غزوة الأشرفية” ليُخيف المسيحيين من الطائفة السنّية ثم عاد وابرم في اليوم التالي وثيقة تفاهم مع “حزب الله”. يُكمل المسؤول الكنسي بالقول: يتباكى التيار العوني اليوم على خطر التكفيريين، مع ان سلوكه بحّق المسيحيين يتفّوق بكثير على هؤلاء. ويسأل: من يُعطّل انتخابات الرئاسة ويفرغ موقع المسيحيين في التركيبة اللبنانية، “داعش” ام “التيار العوني”؟ من شنّ حرب الإلغاء الأولى والثانية ودمرّ مقومات الوجود المسيحي بحجّة محاربة الميليشيات المسيحية قبل ان يرتمي في احضان الميليشيا الشيعية؟ هل هو “داعش” ام “التيار العوني”؟ من ساهم بتهجير 300 الف مسيحي خلال حرب التحرير؟ هل هو “داعش” ام الجنرال عون وحليفه الحالي النظام السوري؟ من همشّ الإعتدال السنّي وحاربه واقصاه عن الحكم لمصلحة تنامي الموجة التكفيرية، هل هو “داعش” ام عون وحلفاؤه؟

يُضيف المسؤول الكنسي قائلاً: إتفاق “الطائف” كان نتيجةً لحروب الاستنزاف المسيحي التي اعلنها الجنرال عون وليس سبباً لهذا الاستنزاف. اتفاق “الطائف” كان نتيجةً لإختلال ميزان القوى الداخلي والإقليمي وتراجع الدور المسيحي بفعل حرب التحرير العبثية، والتي اتت نتيجة خلل في الاتفاق بين غازي كنعان بل حافظ الاسد وميشال عون، الذي طلب من الاول ان يكون -شرفاً- جندياً في جيشه، لكنه لم يكن ليحظى بهذا الشرف الا تحت راية ضرب “القوات اللبنانية” في 14 شباط 1989، فكان للاسد ما اراد، ولكن عون لم يحصل على ما يريد لتنته الرواية بتدمير المسيحيين مرةً ومثنّى وثلاث.

يلتفت المسؤول الكنسي من حوله ثم يتناول كتاب “الرهان الممنوع” للسيد حبيب الخوري حرب، ويستشهد ببعض فقراته، فيقول: من المفارقات اللافتة ان العماد عون الذي شنّ حرب الإلغاء ضد “القوات اللبنانية” بحجّة تعاونها مع السوريين، كان في الفترة نفسها يُرسل مؤلف الكتاب ومبعوثين عونيين آخرين للتفاوض مع غازي كنعان، بغية إشعال جبهة الشمال وتضييق الخناق العوني-السوري على “القوات اللبنانية”!

يتناول المسؤول الكنسي قصاصة ورقٍ صغيرة ثم يلتفت الى ضيوفه ويقول: هذه هي مبادرة عون العظيمة. هو لم يكتفِ بتعطيل الجمهورية إكراماً له ولصهره، وإنما يريد إختصار الدستور اللبناني ومئات القوانين بقصاصة ورقٍ لا تتعدّى اسطرها اصابع اليد الواحدة! ويُعقّب بالقول: لقد اعلن الدكتور جعجع عن مبادرةٍ لحل ازمة الشغور الرئاسي، قوامها الإتفاق مع العماد عون على مرشّحٍ ثالث وطرحه على الحلفاء، كما اعلن استعداده للإنسحاب لمصلحة احد اسماء اللائحة التي عرضها الكاردينال الراعي، ولكن جواب العماد عون كان كالعادة “أنا او لا احد”.

ويسأل: هل ان تحقيق المصلحة المسيحية يكمن في شخصنة الوجود المسيحي وربطه بوصول شخصٍ او عدمه الى موقع الرئاسة؟ وهل يمكن اختصار المجتمع المسيحي بشخص العماد عون وحده؟ يُضيف المسؤول الكنسي: حتى اكثر الشعوب تخلفاً لم تحتمل الآحادية والديكتاتورية فانتفضت عليها، فهل المطلوب ان يقع الشعب المسيحي، رائد النهضة والديمقراطية في هذا الشرق، تحت رحمة ديكتاتوريةٍ آحادية لفظتها كل الشعوب المحيطة؟ يعود المسؤول الكنسي بالذاكرة الى مؤتمر سان كلو العام 2007، حينها طرح وزير خارجية ايران على المبعوث الفرنسي جان كلود كوسران، رؤية بلاده لحّل ازمة الشغور الرئاسي وتضمنّت إعادة توزيعٍ للصلاحيات بين الطوائف الثلاث الكبرى، بحيث يتم الإنتقال من المناصفة الى المثالثة. ويُذكّر المسؤول الكنسي بأن “قوى 14 آذار كانت السبّاقة الى رفض هذا الطرح، اّما جواب سعد الحريري على ذلك فكان “لقد اوقفنا العّد”. ويُكمل بالقول: بماذا قوبل موقف سعد الحريري المشرّف من قبل التيار العوني. العماد عون رفض أن يتم الإعلان عن إسقاط حكومة الحريري إلاّ من دارته في الرابيه تحديداً! يختم المسؤول الكنسي كلامه بالقول: من اقتحم مقر البطريركية في بكركي وحقّر سيد الصرح، ومن حاول تقزيم دور البطريركية المارونية، يريد إيهامنا اليوم انه “مُخلّص” المسيحيين! فهل من فجورٍ اعظم بعد؟

 

وجهان لعملة واحدة

علي حماده- النهار   

ربما كانت الايجابية الوحيدة حتى الان لمرحلة "التهدئة " التي جرى التوافق عليها في مطلع العام الحالي، احساس المواطن ان الامن اليومي تحسن بعض الشيء، وان الحياة السياسية، على رغم تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، تبدو في حال استرخاء واضح، حيث تراجعت حدة الخطاب السياسي الى حد بعيد، وان لم يحصل اي حل جدي لعمق الازمة اللبنانية المتمثل اساسا بسلاح "حزب الله" واجندته، وووظيفته، وطبيعته المنافية للتوازنات اللبنانية الدقيقة. و اذا كان "حزب الله" المتورط اكثر من اي وقت مضى في الدماء السورية قد استراح بعد تراجع الحملة السياسية الداخلية عليه، فإنه لا يمر يوم إلا يعيد الى لبنان جثث مقاتلين له سقطوا في سوريا، ولن يمر وقت طويل قبل ان يسترجع جثث مقاتلين جدد سيسقطون على ارض العراق بنتيجة تورط "حزب الله" في العراق أخيراً. لا نقول ان الحزب المشار اليه متورط في العراق بالمستوى نفسه، انما هو متورط بالتأكيد على مستوى "النخبة " في سياق المشروع الايراني العابر للحدود من العراق الى فلسطين. ومع ورود معلومات عن تورط "حزب الله " في العراق، سيزداد ارتباط الساحة اللبنانية بالصراعات الاقليمية، حتى في ظل التوافقات المرحلية داخليا والتي انتجت اكثر من "خطة امنية " نفذت كلها في مناطق خارج نفوذ "حزب الله". لكن التوافقات المنتجة لهذه الخطط الامنية قد لا تكفي لحماية "التهدئة " المؤقتة التي لا ترتقي الى تسوية، اذا ما استمر الكيل بمكيالين بهذا الشكل الفاضح. فثمة فئة من الناس مصنفة في خانة "الارهاب "، او تكاد، وثمة فئة اخرى تمارس الارهاب في سوريا والعراق علنا، وعلى مرأى من المؤسسات الامنية والعسكرية، ولا تعبأ بالرأي العام المناهض لتوجهاتها. والأنكى ان المؤسسات الامنية المغطاة من وزراء ١٤ آذار لا تعمل فعليا إلا في مكان واحد، وفي اتجاه واحد، في حين ان الشعور العام لدى ملايين اللبنانيين والعرب والمسلمين يصنف "حزب الله" في خانة "داعش ". بمعنى آخر ان "حزب الله" هو الوجه الآخر لـ"داعش"، او قل ان "داعش" هي الوجه الآخر لـ"حزب الله". ان العمليات التفجيرية التي استهدفت الضاحية وغيرها لم تكن قبل تورط "حزب الله"، والتاريخ يشهد. ومهمة المؤسسات العسكرية - الامنية التي تقضي بحماية لبنان واللبنانيين لا تشمل حماية تورط "حزب الله" في الدماء السورية والعراقية وارتكابه اعمالا ارهابية على ارض الغير ايضا. هذا ما ينبغي التذكير به ليس فقط في بيانات يتيمة هنا وهناك، بل وعلى طاولة مجلس الوزراء. علينا ترسيخ "التهدئة"، لكن علينا ايضا الا ننسى الحقائق وألا نساوم على كل شيء بما في ذلك على الدماء الغالية!

 

تنسيق عسكري بين نظامي دمشق وبغداد وخبراء عرب في الموصل وقرب سامراء

السياسة/حميد غريافي

قالت مصادر معارضة سورية في لندن, أمس, إن وفداً سياسياً أمنياً عراقياً ضم اثنين من مستشاري رئيس الوزراء نوري المالكي وثلاثة من كبار قادة الجيش, وصل الى دمشق الثلاثاء الماضي للقاء بشار الاسد وقياداته السياسية والعسكرية والامنية في محاولة من رئيس الحكومة العراقية لجس نبض الرئيس السوري في إمكانية توسيع نطاق عملياته الجوية في شرق سورية وقرب الحدود الاردنية في الجنوب والتركية في الشمال, وتكرار شنه هجمات جوية على بعض المعابر الحدودية الاسبوع الفائت بين البلدين, ودعم القوات العراقية في سيطرتها على اثنين من تلك المعابر. وأكدت المصادر السورية لـ”السياسة” أن قيادة الائتلاف السوري المعارض في الخارج تلقت اول من امس إشعاراً من وكالة الاستخبارات الاميركية (سي اي ايه) في تركيا بوصول سفينتي نقل مدنيتين إلى الشاطئ التركي الجنوبي المحاذي لمحافظة ادلب, محملتين بأربعين طناً من الأسلحة والذخائر والمعدات القتالية المتقدمة يعتقد أن من بينها للمرة الأولى خمسين قاذفة صواريخ أرض – جو مضادة للطائرات محمولة على الكتف من نوع ستنغر, وصواريخ ارض – ارض من طراز “تاو” المضاد للدبابات والدروع. وكشف قيادي المعارضة السورية عن وجود خبراء عسكريين عرب في الموصل ومحافظة نينوى والمدن والقرى المحيطة بسامراء يوجهون القوات السنية ذات الغالبية العشائرية, كما ان هناك خبراء ايرانيين لا يتجاوز عددهم المئة والخمسين دخلوا كربلاء لحماية المزارات الدينية والحسينيات والمساجد, وتقدم بعضهم الى تخوم سامراء في محاولة لتنظيم الدفاع عن مرقد الإمامين العسكريين. وفي سياق ذي صلة, نقلت قيادات المعارضة السورية في بيروت عن مسؤولين أمنيين موثوقين قولهم ان استخبارات الجيش وقادة الأمن الداخلي اللبنانيين “يضعون خططاً أكثر دقة وتحديداً عما قبل, استعداداً لمواجهات دامية مع “داعش” و”جبهة النصرة” وبقايا “فتح الإسلام” وفصائل سلفية أخرى احتشدت في بيروت والشمال والبقاع خلال الأشهر الأربعة الاخيرة التي رافقت سقوط منطقة القلمون السورية المحاذية لحدود لبنان الشرقية والشرقية – الشمالية, بعد ورود معلومات من استخبارات خارجية غربية وعربية عن توقع بداية حرب سنية على “حزب الله” ومناطقه في لبنان, تنطلق من اقتحام “داعش” و”النصرة” كل على حدة القرى الشيعية الخمس عشرة المتداخلة مع الاراضي السورية لدفع سكانها الى الهروب الى البقاع والشمال اللبنانيين, رداً على استمرار “حزب الله” خوض حربه ضد السوريين الى جانب نظام الاسد”.

وقالت القيادات ان معظم المخيمات الفلسطينية في بيروت حول مناطق “حزب الله” في الضاحية الجنوبية وفي الجنوب والشمال والبقاع, “باتت على اهبة الاستعداد لخوض مواجهة شاملة مع ميليشيات حسن نصر الله متى صدرت إليها الأوامر, لذلك فإن عملاءه داخل تلك المخيمات يقومون باستمرار باغتيالات وتفجيرات توخياً لاندلاع حرب داخلية فلسطينية, الا أن قيادات “فتح” في الضفة الغربية والمخيمات اللبنانية وكذلك قادة “حماس” و”الجهاد الاسلامي” فوتت على نصر الله حتى الآن مؤامراته لشق الصف الفلسطيني”.

 

نظام الإيراني من يحدد رئيس حكومة العراق

داود البصري/السياسة

بكل صراحة وبوجع كبير نؤكد انه تبين للأسف الا فائدة مطلقا من العملية السياسية الكسيحة في العراق التي أفرزت أبشع صورها ونتائجها وتجلياتها من خلال حالة الاقتتال الأهلي المستمرة بين السلطة الخائبة الكسيحة والمعارضة المختلفة الأهواء, والتطلعات, والأمزجة, وكذلك بين أبناء الطائفة الواحدة كما حصل في كربلاء من مصادمات دموية بين جماعة السيد محمود الصرخي والسلطة وامتداد الصراع الدموي الى الديوانية والبصرة والناصرية, وهو صراع دموي يذكرنا بما حدث بين عامي 2005 و2006 وقصة الصراع الحكومي مع جماعة “جند السماء”, وقتل العديد من شيعة العراق في قصف منطقة الزركة قرب كربلاء بالنيران الحكومية والأميركية وقتذاك. ملفات الصراع الداخلي بين شيعة العراق قديمة ومتكررة وتحمل في ثناياها تطورات ساخنة جدا, لكن مع فشل التحالف الوطني (الشيعي) في الاتفاق على مرشح مقبول ويحظى بالإجماع لمنصب رئيس الحكومة بعد إصرار المالكي على استمرار ترشيحه ورفضه كل البدائل, فإن التحالف بدلا من أن يتصرف بشكل حر وضمن الخيمة الوطنية بات ينتظر قدوم الجنرال قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” الحرسي, وممثل علي خامنئي والمندوب السامي الإيراني في العراق, ليحل مشكلة البديل ويرشح شخص وإسم وهوية رئيس الحكومة العراقية المقبلة, ما يعني دخول العراق بالكامل في نفق الوصاية الإيرانية المباشرة.

ليس سرا أن جميع أحزاب التحالف الوطني العراقي هي أحزاب إيرانية, قلبا وقالبا وولاء و تنظيما, وهو ما يعني الغياب التام لأي سيادة عراقية مفترضة, فالصراع على هوية و جنس رئيس الحكومة القادم لا ينهيه إلا القرار الإيراني الحاسم, و سليماني الغارق حاليا في تعزيز صفوف الدفاعات العسكرية لمواقع الميليشيات الطائفية والإيرانية في شمال بغداد لايمتلك وقتا يخصصه لمناقشة طلب التحالف الوطني بحل عقدة البديل, وهذه تمثل إهانة كبرى للشعب العراقي, وضربة موجعة لأبسط آليات الديمقراطية الطائفية الكسيحة التي تعجز عن إنتاج شخص مؤهل لقيادة بلد كالعراق إلا من خلال اللمسات الإيرانية الساحرة فأي شرعية, وأي انتخابات, وأي دولة تلك.

المرشح المجلسي القديم عادل عبد المهدي, وهو شيوعي سابق وبعثي سابق أيضا ثم انتقل الى جماعة الصف الإيراني في العراق, قد طرحه “مجلس الحكيم الإيراني الأعلى” كمرشح توافقي لرئاسة الحكومة بعد أن فقد أي أمل بذلك بعد تعيين نوري المالكي في المنصب عام 2006 نظرا لكبر سنه (فوق السبعين عاما), لكنه اليوم يحاول ملكا أو يموت فيعذرا, الا انه يواجه بمرشح حزب “الدعوة” والمدعو طارق نجم العبدالله, وهو شخص غامض لا تاريخ له في حزب “الدعوة”, أهميته الوحيدة تتعلق بكونه أحد ندماء المالكي المقربين الذي قد تدفعه أقدار العراق ليكون القائد الضرورة الجديد أو المختار الجديد بعد أن أظهر المالكي قدرات هائلة ومتميزة في الفشل, وخصوصا في إدارة الملفات والمعارك العسكرية,والكارثة التي تسببت بها سياسته للجيش العراقي اخيرا, و ضياع مليارات الدولارات على قارعة الطريق وفقدان الآلاف من الجنود الأبرياء لحياتهم وإدخال البلد في معمعة حرب أهلية حتى أن تجاوز احتمال تقديم نوري المالكي للمحاكمة يعتبر جريمة بحق الشعب العراقي.

المهم إن القوم ينتظرون اليوم للأسف البلسم الإيراني الشافي المعافي, وينتظرون همسات من علي خامنئي لتوضيح معالم الطريق لهم, وإضفاء البركة على المرشح المناسب, وللأسف جميعهم مرشحون بؤساء لن يستطيعوا أبدا فك شيفرة الأزمة العاصفة في العراق, ولن يتمكنوا من إنتاج أي حلول موضوعية وحقيقية, فالعراق اليوم بات ساحة وملعبا إيرانيا, والمعارك الدائرة في تخومه وبين شعبه, وضمن إطار الطائفة الواحدة هي معارك تعبر عن طبيعة وشكل النفوذ الإيراني المتزايد والمتورط أكثر وحتى الثمالة في المستنقع العراقي. الإيرانيون يدركون جيدا أن حلفاءهم, وعملاءهم, وغلمانهم في العراق قد فقدوا السيطرة على ملفات إدارة الصراع الداخلي بعد أن تفككت منظومتهم, الأمنية والعسكرية, وإلا فبربكم أي منظومة أمنية حقيقية يمكن أن يقودها بقال وصراف وبائع شلغم ومهرب? وأي قيادة عسكرية يقودها شخص لم يدخل أبدا الخدمة العسكرية, ولم يمارس سوى اللطم والتخطيط لعمليات الإرهاب والتفجير. كيف ترتجى الحلول من قيادات مفتقدة لفنون القيادة وللعلم الحديث, ولكل المؤهلات القيادية في الإدارة أو حل الأزمات أو المعرفة بشؤون العالم وما يجري فيه من تطورات. الإيرانيون اليوم هم من يقودون الأوضاع الداخلية في العراق, والعراقيون الأحرار بصدد استعادة زمام الأمور, فيما يسعى أهل التحالف الوطني البائس الى تعيين موعد من قاسم سليماني لتحديد هوية وشخص رئيس الحكومة العراقية القادم, أي مهزلة تلك

 

هل يجري بري اتصالات للاتفاق على مرشح تسوية يُنتخب في 23 تموز

اميل خوري/النهار

حسناً فعل الرئيس نبيه بري بتأجيل جلسة انتخاب رئيس للجمهورية الى 23 تموز بعدما اصبحت نتيجة الجلسات الاسبوعية معروفة، عدا أنها تعرّض حياة الرئيس بري وبعض النواب للخطر وهم يتوجهون لحضور جلسات لا يكتمل فيها النصاب ولا تجري فيها الانتخابات الرئاسية ويتناقص عدد الحاضرين من النواب جلسة بعد جلسة. والسؤال المطروح هو: هل يستفيد الرئيس بري من فترة تأجيل الجلسة الى 23 تموز فيجري اتصالات مع الاحزاب والكتل النيابية والمراجع المعنية في محاولة للاتفاق على مرشح توافقي أو وفاقي تجعل جلسة الانتخاب المقبلة مثمرة ويخرج منها الدخان الابيض؟ لقد دعا مسؤولون في "حزب الله" غير مرة الى وجوب الاتفاق على مرشح توافقي للرئاسة الاولى لا يطعن المقاومة في الظهر، واكدوا ان لا انتخابات رئاسية أذا لم يتم التوصل الى هذا الاتفاق، وهذا معناه أن العماد ميشال عون ليس مرشح الحزب لأن صفة الوفاق والتوافق لا تنطبق عليه كما لا تنطبق على أي مرشح من 8 و14 آذار. لذلك ينبغي البحث عن هذا المرشح خارج هذين التكتلين الاساسيين. فاذا كان "حزب الله" صادقاً في ما يدعو اليه، فمطلوب منه أن يقترح عدداً من أسماء المرشحين الذين يعتبرهم وفاقيين وتوافقيين كي يصير البحث فيهم مع الاحزاب والكتل الاخرى. وعند طرح هذه الاسماء تُعرف حقيقة نيات "حزب الله" وهل يريد فعلاً اجراء انتخابات رئاسية لمنع استمرار الشغور الرئاسي الذي ينعكس سلباً على عمل السلطات التنفيذية والتشريعية، ام انه يتخذ من مطالبته بمرشح توافقي ذريعة للاستمرار في تعطيل جلسات الانتخاب الى ان يحين الوقت الذي يسمح لايران بتسمية هذا المرشح في اطار صفقة تعقدها مع الولايات المتحدة الاميركية وبالتفاهم مع السعودية اذا لزم الامر؟

إن مجرد أن يطرح "حزب الله" اسم المرشح الذي يعتبره توافقياً يكشف عن حقيقة نياته. فإذا كان يريد تسهيل اجراء الانتخابات الرئاسية كما سهل تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام بتسوية، فإنه يتمسك بالمرشح الذي يقترحه حتى لو رفضه الطرف الآخر كي يلقي عليه مسؤولية تعطيل الانتخابات. أما إذا كان الحزب يريد فعلاً أجراء انتخابات رئاسية من دون خلفيات ومناورات، فإنه يطرح اسم اكثر من مرشح للرئاسة وينتظر موقف الطرف الآخر، فإما يتم التوصل الى اتفاق على أحد المرشحين فيصير انتخابه بالتزكية في مجلس النواب، واذا لم يحصل اتفاق فإن على 8 و14 آذار والمستقلين أن يذهبوا الى مجلس النواب وينتخبوا بالاقتراع السري من يشاؤوا من المرشحين ليعلن فوز من نال اكثرية الاصوات.

أما ان يتذرع "حزب الله" بالاتفاق على مرشح يكون مقبولاً منه وغير مقبول من الطرف الآخر، ليستمر الشغور الرئاسي الى أجل غير معروف وأن يؤدي الخلاف بين اعضاء الحكومة حول ممارسة صلاحيات الرئاسة الى تهديد مصيرها، والخلاف أيضاً حول اي من المشاريع التي تعتبر ضرورية كي تناقش في مجلس النواب وتتم الموافقة عليها في جلسة يكتمل فيها النصاب ولا يقاطعها نواب لافقاد هذا النصاب اذا اعتبروا المشاريع المطروحة غير ضرورية وغير ملحة، فلا يسير عمل المؤسسات والسلطات عندئذ سيراً طبيعياً، واذا سارت يكون الشعور بأن لا حاجة لمؤسسة الرئاسة الاولى ما دام في الامكان ان تسير عجلة الدولة من دونها. أما الميثاق الوطني فوضع من أجل الوطن والمواطن ولم يوضع ليكون سبباً للعرقلة.

لذلك تتمنى أوساط سياسية ومراجع دينية على الرئيس بري ان يعمل جاهداً من أجل اخراج لبنان من أزمة الشغور الرئاسي من خلال اتصالات حثيثة يقوم بها مع كل المرجعيات المعنية توصلاً الى اتفاق على مرشح وفاقي، حتى اذا ما تعذر عليه ذلك طلب من جميع النواب حضور جلسة 23 تموز لانتخاب رئيس بالاقتراع السري من بين مرشحين معلنين وغير معلنين ويفوز منهم من ينال الاكثرية المطلوبة من الاصوات، وان يكون للرئيس بري، نتيجة اتصالاته، موقف يعلنه على الرأي العام، فإما يكون هذا الموقف يبشّر بالخير ويطمئن الناس، وإما يكون غير ذلك ويسمي عندئذ الطرف المعرقل لغاية في النفس أو خدمة لخارج. لقد نجح قادة الاجهزة العسكرية والامنية في حفظ الاستقرار واستبقوا ضرب الارهاب قبل ان يضرب، وهم يمسكون بتعاونهم وبالتنسيق التام في ما بينهم بناحية الامن ويسهرون بعين يقظة على كل نشاط ارهابي. ونجح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في المحافظة على الاستقرار النقدي على رغم كل الاضطرابات الامنية والازمات السياسية، فلماذا لا تقوم القيادات السياسية بواجبها الوطني وتنتخب رئيساً للجمهورية حفاظاً على الاستقرار العام في البلاد، فالرئيس الممكن انتخابه يظل أفضل من فراغ قاتل، ورجل حي أفضل من ملك ميت.

 

داعش تنظيم افتراضي

سوسن أبطح/الشرق الأوسط

لا أحد يعرف من هو، حقيقة، الخليفة أبو بكر البغدادي. الرجل أعلن نفسه خليفة وطالب المسلمين بالانضمام إلى دولته الإسلامية الوليدة التي تسعى لاكتساح العالم واستعادة أمجاد الأمة الغابرة. هل الرجل حي أم ميت؟ ما خُلُقه وما مؤهلاته؟ وهل هو رجل صالح أم مجرد مدعٍ كاذب، ومن يحركه ويدعمه بالمال والسلاح؟ وهل تنظيم «داعش» هو الذي يقود المعارك في العراق، وما مكوناته، وما مدى تماسكها؟

الذهاب الأعمى وراء المجهول من قِبَل من فقدوا كل بوصلة جاء سريعًا على صفحات التواصل الاجتماعي التي ضجت بالمبايعة الافتراضية لأمير المؤمنين المنتظر منذ مائة سنة، ورفعت له الرايات سرًا أو جهرًا في دول عديدة بالمنطقة، ولو كلفت البعضَ حريته، أو حتى حياته.

سمعنا أن ثمة أميرًا للبنان أيضا، لا نعرف عنه سوى اسمه الحركي، من دون أن نكشف له وجهًا أو ملمحًا. رجل «داعش» الغامض عبد السلام الأردني، مكلف تدبير التفجيرات وإرسال الانتحاريين، كما أذيع. وعلى «تويتر»، كما العادة، أعلن «لواء أحرار السنة - بعلبك» الملحق بـ«داعش»، عن أمير يدعى سيف الله الشياح، الموكل بـ«إمارة البقاع الموعودة». وهذا اللواء الذي لا تزال التكهنات بشأنه كبيرة، وحول إذا ما كان موجودًا أصلًا أو مجرد لعبة مخابراتية قميئة، هو الذي كلف مجموعة خاصة من المجاهدين «لتطهير إمارة البقاع الإسلامية بشكل خاص ولبنان بشكل عام من كنائس الشرك». وقال في بيانه، إن «هذه المجموعة ستعمل على استهداف الصليبيين في الإمارة ولبنان لإيقاف قرع أجراس الشرك». وبعد أقل من 24 ساعة على هذا البيان المشبوه كان اللواء (المفترض) قد أعلن عن الأخ المجاهد أبو عمر الشامي قائدًا للمجموعة، مع صورة ركبت لا لتعريفنا بالرجل، وإنما لإلقاء الذعر في القلوب. فالرجل الملثم الذي يظهر جانبًا من كتفه، وإلى جانبه مصحف وكأنه في داخل غرفة لتصنيع العبوات، خارج من أفلام الرعب أكثر من أي شيء آخر. وينبهنا أمير البقاع سيف الله الشياح: «لا يعتبر أحد أن إعلاننا الحرب على صليبيي لبنان يغيّر باتجاه بوصلتنا. نحن سنواجه صليبيي لبنان بمجموعة مختصة ومحدودة العدد، أما باقي جهودنا فسوف تكون بمواجهة الطاغوت والرافضة».

كل ما سبق دار في العالم الافتراضي، وعبر أشرطة مسجلة لا يمكن التأكد من مدى صحتها أو مصدرها، لكن تردداته على الأرض مزلزلة ودامية، سواء لدى الجهات الأمنية المعنية بحماية المقدسات وأرواح الناس، أو لدى المواطنين العاديين.

البلبلة تتجاوز العراق وسوريا ولبنان لتعم العالم. الخريطة التي نشرت مؤخرًا وتناقلها الإنترنتيون على صفحاتهم، وقيل إنها ترسم حدود الدولة الإسلامية المأمولة، وتظهر برنامج غزوات «داعش» خلال السنوات الخمس المقبلة، تخضع في مراكز أبحاث غربية لدراسات وافية، كون الحدود تشمل أيضا الأندلس ودول البلقان، وجزءًا من أوروبا الشرقية.

ومن الطرائف أن ترى محللًا ومتخصصًا مرموقًا فيما بات يسمى «الجهادلوجيا» أو «علم الجهاد»، وهذا صار متوفرًا بفضل «داعش وأخواتها» يعلق على الخريطة ويطمئن المواطنين الأوروبيين المهددين بالغزو بأنها مجرد وثيقة عتيقة مستلة من التاريخ وليست أكثر من نبش لخريطة الدولة العثمانية وحلم باستعادة المجد الغابر. وهنا يؤكد الباحث، وهو المتمرس في قضايا الأحلام الإسلامية، أن هذا الرسم كان متداولًا قبل «داعش»، وجل ما حدث هو تعميمه وتوظيفه.

تصل هلامية «داعش» وزئبقيته إلى حد التشكيك حتى في الصور التي تلتقط لمجاهديه. وانتشرت في الأيام الأخيرة مقالات عديدة في صحف غربية تضع علامات استفهام كبيرة، حول آلاف الصور التي تلتقط وتوزع، لمقاتلي «داعش»، بسحناتهم المغبرة، وهيئاتهم الأسطورية، وخاصة أن مصدرها وكالات محدودة جدًا، أهمها على الإطلاق «رويترز»، التي باتت المنبع الرئيس المعتمد لدى غالبية وسائل الإعلام. دراسة الصور وتفنيدها والمقابلات التي أجريت مع مسؤولين في الوكالة العالمية، زادت من شكوك المراقبين، وخاصة أن الاعتماد في كل من سوريا والعراق الداعشيتين (حاليًا) هو على مصورين محليين يتم التعاقد معهم مع الالتزام بعدم كشف أسمائهم، لحفظ سلامتهم، من دون معرفة ارتباطاتهم، أو أهوائهم، ومدى مهنيتهم.

يعتمد المشككون على عناصر عديدة، محذرين من الفخ الذي نصب للصحافة في سوريا، وشهير الصور التي انتشرت وعممت وتبين أنها زائفة، ولا شيء يمنع تكرار التجربة نفسها عراقيًا.

لهذا نسأل: بأي عيون يرى العالم «داعش» ومن أي وجهة نظر؟ وما كَمُّ الوهمي من الفعلي؟ ومن المسؤول عن هذا «التسونامي» المرعب من الأخبار والصور والبيانات والأشرطة والإعلان عن أمراء بالجملة؟ هل «داعش» تنظيم سري يتمدد وينتشر؟ أم أنه في جزء كبير منه خدعة استخباراتية باتت بحجم الكون، وخطورتها العظمى أنها أصبحت قادرة على الإيقاع بعشرات آلاف الشبان المسلمين المحبطين والبائسين والمنتظرين للخليفة المخلص الذي يخرجهم من مأساة حاضرهم بكبسة زر وبعض الوعود الكاذبة.

كل عاقل يعلم أن «داعش» كما هي عليه اليوم، لا يمكن أن تقوم له دولة أو حتى إمارة، لكن الكذب والتضليل والوهم الزائف بات بمقدوره، بفضل الجهل والانكسارات المفجعة، أن يفجر المنطقة ويجعلها تتشظى لتصير فتاتا.

 

لهيب المنطقة يلفّ لبنان!

علي حماده/النهار

تفجر العراق بخروج معظم مناطق الشمال و الغرب العراقيين على سيطرة الحكومة المركزية في بغداد التي يرئسها نوري المالكي، وكانت سوريا تفجرت بخروج معظم اراضيها على سيطرة نظام بشار الاسد، وفي الحالتين شكل غلو الحكم في العراق وجنون النظام في سوريا المحرض الاساسي في تمرد فئات واسعة من الشعب على الحكام الذين لم يروا في حالة نوري المالكي ان الاقتصاص من سنّة العراق وتدفيعهم ثمن مرحلة صدام حسين بسلوك استفزازي مستمر وبأبعاد مذهبية متخلفة، سيدفع بملايين العراقيين السنّة الى ثورة عارمة عند اول مناسبة سانحة، وهذا ما حصل عندما ركب تنظيم "داعش" موجة الغضب العارمة ليسقط بقوة هذا الغضب قبل قوته العسكرية المحدودة اربعين في المئة من مساحة العراق في قبضة التمرد ذي الجناحين ("داعش" والعشائر ) اللذين التقيا حول مصلحة مشتركة. وفي حالة بشار الاسد ادى غباء الحاكم و غروره في طريقة معالجة قضية اطفال درعا الى تفجير البلاد وتمرد ملايين السوريين سلميا اولا، ثم عسكريا وصولا الى تحول سوريا ارض جهاد عالمي وسقوط مئات الآلاف من الضحايا. في كلتا الحالتين العراق وسوريا، انتهت الدولة الوطنية الى غير رجعة، تفجر الكيانان ولن يعودا الى سابق عهديها الموروثين عن الانتدابين البريطاني والفرنسي. واذا كان الحديث يكثر بعد تفجر العراق عن سقوط تقسيمات "سايكس - بيكو" التي اتت على انقاض السلطنة العثمانية، فلأن سقوط الحدود الوطنية من العراق الى لبنان مرورا بسوريا اعاد ايضا خلط الاوراق في المنطقة بأسرها، وقد يمضي وقت طويل قبل ان تستقر على صيغ جديدة، وخصوصا ان تفجر الكيانين السوري والعراقي فتح درب تغيير الوقائع الديموغرافية في العمق. فالعنصر المسيحي الى اضمحلال بشكل عام، والعنصر الكردي الى مرحلة تكوين متقدمة مع انها قد تتسم بالدموية في مرحلة من المراحل، والعيش الواحد الاسلامي بين السنّة والشيعة صار من المستحيلات، وسينقضي وقت طويل من الصراعات الدموية بين المكوّنين الاسلاميين سيغير خريطة المنطقة وتقاليدها وانماط العيش فيها. هذا في العراق وسوريا حيث بحور من الدماء والدموع وصولا الى لبنان الذي سيغرق في هذه البحور اذا لم يدرك قادته المحليون ان لبنان يقف على الحافة تماما، ومن السهل سقوطه، او دفعه الى السقوط. اذا كانت المسؤولية جماعية، فإن المسؤولية الاولى تقع اولا على عاتق "حزب الله" المدعو اكثر من اي وقت الى ان يدرك انه بإرهابه ضد فئات لبنانية، وسفكه دماء سورية، ثم عراقية، فلا اجهزته الامنية ولا اجهزة الدولة اللبنانية ستقدر على ان تحميه وبيئته الحاضنة او تقي البلاد الشر المستطير من لهيب الصراع الكبير في المنطقة المحيط بلبنان من كل جهة. عليهم ان يدركوا انهم في هذا الصراع مجرد وقود لنار يشعلها الآخرون. وفي الانتظار، لا ينقطع سيل جنازات المساكين العائدين من سوريا، ومستقبلا من العراق.

 

غارات النظام السوري على جرود عرسال استدراج للبنان إلى اتباع منطقه الأمني

روزانا بومنصف/النهار

اغار الطيران التابع للنظام السوري مجددا على جرود عرسال واوقع قتيلا سوريا وخمسة جرحى من دون ان يلقى اي موقف استنكاري من اي جهة لبنانية رسمية او غير رسمية سياسية او امنية على رغم ان ذلك يمثل اعتداء موصوفا على السيادة اللبنانية. وليس واضحا اذا كانت اي دولة ستدين هذا الاعتداء ما دام لبنان لم يعلن اي موقف منه او لان القتلى هم من السوريين وليسوا لبنانيين او ان المسألة ستختصر بكونها اغارة او ملاحقة ارهابيين وفق تعبير النظام السوري واذا كان هناك تسليم فعلي بذلك ام لا.

وهذا الاعتداء من جانب النظام السوري على الاراضي اللبنانية يطرح اشكالية متعددة الوجه ولو انه مفهوم ان لبنان لا يسعى الى تصعيد الخلاف مع النظام السوري وعلى حدوده خصوصا. ان لديه ما يكفيه من مشاكل تأتيه عبر الحدود ليس اقلها موضوع اللاجئين السوريين. ففي غياب رئيس للجمهورية يتولى التنديد بمثل هذا الاعتداء تبدو الحكومة التي تسير امورها بالحد الادنى من التوافق من اجل المحافظة على الوضع والاستقرار عاجزة عن الاضطلاع بهذه المهمة ولو انها ليست المرة الاولى التي يعمد النظام السوري الى قصف الاراضي اللبنانية. وتتساءل مصادر سياسية في ضوء سعي النظام السوري الى ان تفتح الحكومة اللبنانية باب المفاوضات معه من اجل البحث في مخيمات للاجئين السوريين على الحدود اللبنانية السورية من دون نجاح يذكر حتى الآن لاعتماد الحكومة جانب الحذر في مقاربة التعاطي مع سوريا نظاما ومعارضة اذا كانت الغارات التي شنها طيران النظام بهدف توجيه رسالة حول ضرورة ان يفتح المجتمع الدولي ايضا حوارا مع سوريا حول المخيمات على الحدود بين البلدين. اذ ان شروط اقامة مخيمات للاجئين السوريين على الحدود في حال توافق الافرقاء اللبنانيون على ذلك من ضمن الحكومة هي ان تقوم هذه المخيمات بضمان دولي وان تكون آمنة في الدرجة الاولى مما يعني انه يفترض التحدث من جانب الامم المتحدة مع النظام والتحاور معه من اجل عدم قيامه بشن طيرانه غارات على هذه المخيمات مثلما يفعل بالنسبة الى محاولة الامم المتحدة تمرير مساعدات انسانية الى سوريا من دون نجاح كبير. وهناك ايضا شروط تتصل بضرورة توافر تمويل لاقامة هذه المخيمات كما ان يكون هناك قبول من المنظمات الدولية لادارتها الى جانب عوامل وشروط اخرى . كما ان هناك تساؤلات اذا كانت الغارات السورية لا تجر لبنان قسرا الى سياسة النظام واسلوبه من خلال الايحاء باستهداف من يعتبرهم تكفيريين او انتحاريين ينوون الضرر بلبنان وفق تجارب عدة عاشها لبنان في الاسابيع الماضية مجددا.

ويعتبر مراقبون سياسيون ان الغارات التي يقوم بها طيران النظام السوري على مناطق حدودية لبنانية تحمل رسائل في طياتها حول قدرة النظام على تهديد جاره الاصغر والضغط على المجتمع الدولي عبره علما ان الاشكالية التي تثار ايضا تتصل بما قام به "حزب الله" حتى الآن لجهة اعلانه انه ضمن الحدود بين لبنان وسوريا بحيث منع عبور التكفيريين وفق تعبيره . ويمكن القول انه نجح بذلك وكثر من المراقبين الديبلوماسيين الاجانب رحبوا بذلك ولم تثر اي كلمة حول تدخل "حزب الله" في سوريا بذريعة انه ساهم في حماية لبنان من احد اوجه تداعيات الازمة السورية عليه . لكن ما يراه المراقبون السياسيون هو ان الحزب وجه رسائل قوية لها ابعاد سياسية اقليمية ولبنانية لا يزال يكررها حول حمايته لبنان من خطر التكفيريين والمهددين لسلامة الاراضي اللبنانية. وتنبه هؤلاء المراقبون الى واقع ان الحزب بات ممسكا بالموضوع الحدودي على نحو شبه كامل ان من الجانب الاسرائيلي في الجنوب او من الجانب الشرقي وحتى الشمالي الى حد كبير مع سوريا. ففي الوقت الذي اهتم مسؤولون لبنانيون كثر بالسعي الى تطبيق القرار 1701 وضمان تأمين الحدود مع سوريا ايضا وليس فقط الحدود مع اسرائيل في 2006 وفيما رفض النظام السوري ايضا ضمان الجيش اللبناني او هو بالتعاون مع قوة دولية ضمان الحدود اللبنانية السورية فان "حزب الله" بات هو الضامن لهذه الحدود. ولهذا الامر انعكاساته وابعاده السياسية اقليميا ولبنانيا ويدفع في اتجاه افكار واستنتاجات لم تكن موجودة قبلا تتصل في احد جوانبها بالامساك بلبنان امنيا من محور اقليمي معين وتحكمه بمفاصله. لكن هذا موضوع آخر يثيره المراقبون من زاوية التساؤل عن انعكاس ذلك على سياق المسار السياسي كما على واقع الجيش اللبناني ومدى امكان دعمه من الخارج في ظل استمرار هذا الواقع خصوصا ان ما يقوم به الحزب هو من مهمات الجيش وليس من مهماته على مجمل الحدود اللبنانية ، لكنه ضامن للحدود مع اسرائيل بالكامل ومن دون اي خلل منذ 2006 حتى الآن والمجتمع الدولي يعرف بذلك بدليل انه نسق انسحاب وحدات من الجيش اللبناني من الجنوب في مراحل معينة من اجل المساعدة في الداخل لدى الحاجة اليه امنيا في شمال لبنان في اتصالات مع كل من اسرائيل والحزب. في اي حال فان الخشية ان يكون بيت القصيد في سياق ما يجري من اعتداءات من النظام السوري هو المزيد من اخضاع لبنان لقواعد تحكمت بها دمشق طويلا ابان سيطرتها على لبنان وباتت راهنا تدار لاهداف مماثلة لكن من ضمن لعبة سياسية اقليمية اكبر من السابق.

 

مؤتمران عن الأرض والهوية... ورؤيتان للرابطة المارونية و"حركة الأرض"

بيار عطاالله/النهار

لا تنتهي خلافات الموارنة على كل شيء، ولولا قوة الكنيسة المارونية وصلابة موقع بطريركها في بكركي لأمكن مشاهدة خلافات كثيرة على الصلوات والنيات والتراتيل التي تتلى في الكنائس، إضافة الى خلافات على جنس الملائكة وغيرها من الامور. لذلك لا يبدو مستغرباً أن ينشب الخلاف بين الموارنة على موضوع "الارض"، أو طريقة الحفاظ على الارض المارونية وليس الاراضي المسيحية. وبهذا المعنى ينعقد اليوم "مؤتمر "أرضي هويتي" الذي تنظمه الرابطة المارونية في حضور ممثل للبطريرك الماروني ومن دون حضوره شخصياً، مع ما يعنيه ذلك.

يدعي كل طرف انجازات في ملف الدفاع عن اراضي المسيحيين. حقيقة الأمر أن قسماً لا بأس به ممن يتحركون اليوم يحاول تغطية ما "اقترفته أيديهم" في ملفات عدة سواء في بيع اراضي كسروان أو في ملف التجنيس الذي سكتت عنه الشخصيات المارونية رغم اخطاره الوجودية والاستراتيجية التي مهدت الطريق لبيع الاراضي بالاموال المشبوهة أو الاستيلاء عليها بالقوة والهيمنة وحماية قوى الامر الواقع، تماماً كما جرى في البقاع الاوسط وحوارة الضنية وعلما والقاع وغيرها من المناطق. أما ما تحقق من مواجهة لهذه المشاريع في الشياح مثلاً بهمة رئيس بلديتها إدمون غاريوس، أو في تلة الحدت، فكان بمجهود فردي لبعض الشخصيات وفي مقدمها العماد ميشال عون الذي نجح بفضل تفاهمه مع "حزب الله" في إعادة تلة الوروار الى مالكين مسيحيين. في حين بقي الكثير من الملفات عالقاً من دون حل، وآخرها موضوع بيع العقار 71 في الرميلة والذي تبلغ مساحته 46 الف متر مربع، من متموّل سعودي، يصر على شراء العقار رغم الاشارات الموضوعة عليه، ورغم ملكية الراهبات الانطونيات لحصة لا بأس بها من أسهمها.

فكرة المؤتمر اطلقتها "حركة الارض" التي أسسها طلال الدويهي ومجموعة من الناشطين، وكان يفترض أن يعقد المؤتمر خلال هذا الشهر وبمشاركة اسلامية – مسيحية موسعة، حرصت دوائر بكركي على متابعة تفاصيلها تحت عنوان ان الحفاظ على الارض والعيش المشترك هم وطني جامع وليس قضية المسيحيين وحدهم، وكان يفترض أن يقدم البطريرك الراعي رعايته لهذا المؤتمر الوطني. لكن تطورات ملف رئاسة الجمهورية، إضافة الى تراكم الملفات أمام ناشطي حركة "الارض"، بدءاً من قضية القاع التي تتعرض اراضيها لاجتياح سوري منظم في غالبيته وصولاً الى ملفات الرميلة وحوارة وما يجري في عكار وغيرها، ادى الى تقدم مؤتمر الرابطة المارونية الى الصف الامامي تحت عنوان "ارضي هويتي"، وسط حملة اعلامية ودعائية يقال إن كلفتها بلغت آلاف الدولارات التي كان يمكن توفيرها لدفع مساعدات مدرسية وجامعية لعائلات مارونية كي لا تضطر الى بيع اراضيها لتعليم الاولاد او الاستشفاء.

حاولت البطريركية المارونية اصلاح ذات البين بين الرابطة المارونية و "حركة الارض"، وطلبت من الجانبين عقد اجتماع مشترك للتنسيق في هذا الملف، لكن الرابطة تمسكت بموقفها لجهة العمل على تنظيم المؤتمر بمفردها، في حين استنكرت "حركة الارض" اقتناص فكرتها في تنظيم المؤتمر في الوقت الذي تقوم بالتحضير له. وهكذا وصلت الى الامور الى مؤتمرين وموقفين، كل منهما يعزف على وتر التصدي لعمليات بيع الاراضي فيما تستمر عمليات الاستيلاء على الاراضي، سواء بالشراء أو بالهيمنة دون أي رادع، وفي ظل انهيار سلطة الدولة في جميع المناطق أمام قوى الامر الواقع.

 

أحرار السنّة في خدمة مبادرة عون

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

بالمعنى المتَّصل بطبيعةِ النزاع الدائر في المنطقة، لم يكن مفهوماً أو منطقياً ما صدَر عن منظّمةٍ غير موجودة تُدعى «لواء أحرار السنّة»، في بيانٍ، ألواضح منه أنّ هناك رغبة في إيصال رسالة تخويف إلى مسيحيّي لبنان، لتعزيز خوفهم المزمن وقلقهم على المصير، ولربطهم بتحالف إيران الذي يحاول الدفاع عن الأقليّات متستّراً بهم لتنفيذ أجندة توسّع اقليمي، ومحوّلاً إيّاهم ورقةً من باقةِ أوراق يُوظّفها في خدمة هذا المشروع.

البيان التهديدي للمسيحيّين، تكملة منطقية لمبادرة عون

مِن المنطقي القول في لواء «أحرار السنّة» الذي نبَت فجأة على ضفاف التفجيرات الانتحارية وتبنّاها، من دون التثبّت من حقيقة وجوده أساساً أو القفز الى ربط هذا الوجود بمخطّطٍ لتهجير المسيحيين من لبنان والمنطقة، أنه يشبه كنسخةٍ مشوّهة فيلم «ابو عدس» الذي تشرح المحكمة الدولية دورَ المسؤولين عن إعداده وتوضيبه للتمويه عن المرتكبين الحقيقيّين لاغتيال الرئيس رفيق الحريري. ومن الطبيعي تذكّر «فتح الاسلام» المنظمة التي صُنّعت في مكتب أصف شوكت، وأُرسلت الى نهر البارد لتقيم إمارة اسلامية وتُفجّر لبنان انطلاقاً من الشمال. وكان غريباً أن تُنفّذ «فتح الاسلام» تفجيراتِ عين علق، وأن يتبنّى «أبو عدس» الإسلامي المخطوف اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بعدما أسَّست له إمارة إسلامية وهميّة سمّاها مغتالو الحريري «إمارة النصرة في بلاد الشام» (اختير اسم النصرة منذ العام 2005)، فإنّ ولادة لواء «أحرار السنّة» المنظّمة «الفايسبوكية»، لا يمكن إلّا أن تُدرج في السياق نفسه، لتشابه الادوات والاهداف. فُتَحت يافطة الاصولية السنّية الممسوكة والمفبرَكة، أو الخارجة عن السيطرة، يُنفّذ المحور السوري الايراني أكبر عملية منظمة لشيطنة الاسلام المعتدل، في مواجهة موجة الربيع العربي التي احتفلت إيران بولادتها في تونس وليبيا ومصر، وحوّلتها في سوريا حرباً مذهبية باتت تُستعمل فيها كلّ الأسلحة المحرّمة.

وفي ما يتصل بلبنان، فإنّ استعمالَ «فتح الاسلام» عام 2007، وما سبقه من تفجيراتٍ طاولت المناطق المسيحية فور خروج جيش النظام السوري، هدف الى إجبار المسيحيين على الانكفاء من الشأن الوطني، الى ضرورة حماية الذات، وهذا يترجم اليوم بالمبادرة التي أطلقها العماد ميشال عون والتي يُفهم منها ملاقاة سريعة لنزعاتِ الخصوصيات التي غالباً ما تكون مقدمة لنيل الجماعات استقلالاً ذاتياً وفق قاعدة الصفاء الطائفي والمذهبي. وليس مستبعداً أن يكون البيان التهديدي للمسيحيّين، تكملةً منطقية لمبادرة عون التي نالت اسناداً من جهة وهمية تقف وراءها جهة مخططة، تماماً كما حصل بعد العام 2005 حين استهدفت المناطق المسيحية، لكي يترحَّم المسيحيون على وصاية النظام السوري، ويتراجعوا عن الدينامية التي كانوا رأس حربة فيها عندما شاركوا في صنع ثورة الارز غداةَ اغتيال الحريري.

«أنتم في خطر وهناك جهة وحيدة قادرة على حمايتكم، وهي تُقاتل «الإرهاب» في سوريا والعراق». تلك هي الرسالة من وراء بيان «أحرار السنّة»، على ما قال مرجع سياسي مطلع. هذا المرجع سبق وتوقع قبل صدور هذا البيان بأيام، تكرار سيناريو التفجيرات في المناطق المسيحية، هذا السيناريو القادر على إحداث حال هلع مسيحية، تُترجَم فوراً على شكل تأييد أيّ مسعى للانفصال سياسياً أو جغرافياً، وبالحدّ الادنى تعطي لمبادرة عون التي تسعى إلى ضرب الطائف، دفعاً يسمح لها باختراق قواعد مسيحيّي «14 آذار».في مواجهة «فتح الاسلام»، أحبط تيار «المستقبل» ورموز الطائفة السنّية خطة التحالف السوري - الايراني، وضُرب الخط الاحمر الذي رسمه «حزب الله» حول نهر البارد، كل ذلك حصل فيما تحالف «14 آذار» كان في كامل جهوزيته وقدرته على صدّ هذا النوع من العبوات. أما اليوم فإنّ عوامل جديدة قد طرأت ستجعل من هذه المواجهة أصعب، ولكنّ هذه الصعوبة لا تغني عن الاستعداد لما هو آتٍ، في ظلّ استشراس إيران وحلفائها، في مسعى مذهبة المنطقة، وفكفكة الكيانات الوطنية لمصلحة سياسة نفوذ وتوسّع لا تتورّع عن العبث بالبنى القائمة، وتوظيف الأقليات خصوصاً المسيحيّين في خدمة مشروع النفوذ الممتدّ من طهران الى شاطئ المتوسط.